الجمعة، 15 أبريل 2022

مجلد 7 و8.. لسان محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري

 

مجلد 7 و8.. لسان  محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري 

اولا مجلد7.. 

( سجح ) السَّجَحُ لِينُ الخَدِّ وخَدٌّ أَسْجَحُ سهلٌ طويل قليل اللحم واسع وقد سَجِحَ سَجَحاً وسَجاحةً وخُلُقٌ سَجِيح لَيِّنٌ سهل وكذلك المِشْيةُ بغير هاء يقال مَشى فلان مشياً سُجُحاً وسَجِيحاً ومِشْيةٌ سُجُحٌ أَي سهلة وورد في حديث عليّ رضي الله عنه يُحَرِّضُ أَصحابه على القتال وامْشُوا إِلى الموت مِشْيةً سُجُحاً قال حسان دَعُوا التَّخاجُؤَ وامْشُوا مِشْيَةً سُجُحاً إِنَّ الرجالَ ذَوُو عَصْبٍ وتَذْكِيرِ قال الأزهري هو أَن يعتدل في مشيه ولا يتمايَل فيه تَكَبُّراً ووجهٌ أَسْجَحُ بَيِّنُ السَّجَحِ أَي حَسَنٌ معتدل قال ذو الرمة لها أُذُنٌ حَشْرٌ وذِفْرَى أَسِيلةٌ ووجهٌ كَمِرآةِ الغَرِيبةِ أَسْجَحُ وأَورد الأَزهري هذا البيت شاهداً على لين الخد وأَنشد « وخدٍّ كمرآة الغريبة » قال ابن بري خص مرآة الغريبة وهي التي لم تتَزوَّج في قومها فلا تجد في نساء ذلك الحي من يُعْنى بها ويُبَيِّن لها ما تحتاج إِلى إِصلاحه من عيب ونحوه فهي محتاجة إِلى مرآتها التي ترى فيها ما يُنْكِرُه فيها من رآها فمرآتها لا تزال أَبداً مَجْلُوَّة قال والرواية المشهورة في البيت « وخَدّ كمرآة الغريبة » الأَزهري وفي النوادر يقال سَجَحْتُ له بشيء من الكلام وسَرَحْتُ وسَجَّحْتُ وسَرَّحْتُ وسَنَحْتُ وسَنَّحْتُ إِذا كان كلام فيه تعريض بمعنى من المعاني وسُجُحُ الطريق وسُجْحُه مَحَجَّتُه لسهولتها وبَنَوْا بيوتهم على سُجُحٍ واحد وسُجْحةٍ واحدةٍ وعِذارٍ واحد أَي قدْرٍ واحد ويقال خَلِّ له عن سُجحِ الطريق بالضم أَي وَسَطه وسَنَنه والسَّجِيحة والمَسْجُوحُ والمَسْجيوحُ الخُلُق وأَنشد هُنا وهَنَّا وعلى المَسْجُوحِ قال أَبو الحسن هو كالمَيْسُور والمَعْسُور وإِن لم يكن له فِعْلٌ أَي إِنه من المصادر التي جاءت على مثال مفعول أَبو عبيد السَّجِيحة السَّجِيَّة والطبيعة أَبو زيد يقال ركب فلان سَجِيحَةَ رأْسه وهو ما اختاره لنفسه من الرأْي فركبه والأَسْجَعُ من الرجال الحَسَنُ المعتدل الأَزهري قال أَبو عبيد الأَسْجَحُ الخَلْق المعتدل الحسن الليث سَجَحَتِ الحمامةُ وسَجَعَت قال وربما قالوا مُزْجِح في مُسْجِحٍ كالأَسْدِ والأَزْدِ والسَّجْحاء من الإِبل التامَّة طولاً وعظماً والإِسْجاحُ حُسْنُ العفو ومنه المثل السائر في العفو عند المَقْدُِرَةِ مَلَكْتَ فأَسْجِحْ وهو مرويٌّ عن عائشة قالته لعلي رضي الله عنهما يوم الجمل حين ظَهَرَ على الناس فَدَنا من هَوْدَجها ثم كلمها بكلام فأَجابته مَلَكْتَ فأَسْجِحْ أَي ظَفِرْتَ فأَحْسِنْ وقَدَرْتَ فَسَهِّلْ وأَحْسِنِ العَفْوَ فَجَهَّزَها عند ذلك بأَحْسَنِ الجِهاز إِلى المدينة وقالها أَيضاً ابنُ الأَكْوَعِ في غزوة ذي قَرَدٍ ملكت فأَسْجِحْ ويقال إِذا سأَلتَ فأَسْجِحْ أَي سَهِّلْ أَلفاظَكَ وارْفُقْ ومِسْجَحٌ اسم رجل وسَجاحِ اسم المرأَة المُتَنَبِّئة بكسر الحاء مثل حَذامِ وقَطامِ وهي من بني يَرْبُوعٍ قال عَصَتْ سَجاحِ شَبَثاً وقَيْسا ولَقِيَتْ من النكاحِ وَيْسا قد حِيسَ هذا الدِّينُ عندي حَيْسا قال الأَزهري كانت في تميم امرأَة كذابة أَيام مسيلمة المُتَنَبِّئ فتَنَبَّأَتْ هي أَيضاً واسمها سَجاحِ وخطبها مسيلمة وتزوَّجته ولهما حديث مشهور

( سحح ) السَّحُّ والسُّحُوحُ هما سِمَنُ الشاةِ سَحَتِ الشاةُ والبقرة تَسِحُّ سَحّاً وسُحُوحاً وسُحُوحةً إِذا سمنت غاية السِّمَن قيل سَمِنَتْ ولم تَنْتَهِ الغايةَ وقال اللحياني سَحَّتْ تَسُحُّ بضم السين وقال أَبو مَعَدٍّ الكِلابيُّ مهزولٌ ثم مُنْقٍ إِذا سَمِنَ قليلاً ثم شَنُونٌ ثم سَمِينٌ ثم ساحٌّ ثم مُتَرَطِّمٌ وهو الذي انتهى سِمَناً وشاة ساحَّةٌ وساحٌّ بغير هاء الأَخيرة على النسب قال الأَزهري قال الخليل هذا مما يُحتج به أَنه قول العرب فلا نَبْتَدِعُ فيه شيئاً وغنمٌ سِحاحٌ وسُحاحٌ سِمانٌ الأَخيرة من الجمع العزيز كظُؤَارٍ ورُخالٍ وكذا روي بيت ابن هَرْمة وبَصَّرْتَني بعدَ خَبْطِ الغَشُومِ هذي العِجافَ وهذي السِّحاحا والسِّحَاحُ والسُّحاحُ بالكسر والضم وقد قيل شاةٌ سُحاحٌ أَيضاً حكاها ثعلب وفي حديث الزبير والدنيا أَهْوَنُ عَلَيَّ من مِنْحَةٍ ساحَّةٍ أَي شاة ممتلئة سِمَناً ويروى سَحْساحة وهو بمعناه ولحمٌ ساحٌّ قال الأَصمعي كأَنه من سِمَنِه يَصُبُّ الوَدَكَ وفي حديث ابن عباس مررتُ على جزورٍ ساحٍّ أَي سمينة وحديث ابن مسعود يَلْقَى شيطانُ المؤمن شيطانَ الكافر شاحباً أَغْبَر مَهْزُولاً وهذا ساحٌّ أَي سمين يعني شيطان الكافر وسحابة سَحُوحٌ وسَحَّ الدَّمْعُ والمطرُ والماءُ يَسُحُّ سَحّاً وسُحُوحاً أَي سال من فوق واشتدَّ انصبابُه وساحَ يَسِيحُ سَيْحاً إِذا جَرَى على وجه الأَرض وعينٌ سَحْساحة كثيرة الصب للدُّموع ومطر سَحْسَحٌ وسَحْساحٌ شديد يَسُحُّ جدّاً يَقْشِرُ وجهَ الأَرض وتَسَحْسَحَ الماءُ والشيءُ سال وانْسَحَّ إِبطُ البعير عَرَقاً فهو مُنْسَحُّ أَي انْصَبَّ وفي الحديث يمينُ الله سَحَّاءُ لا يَغِيضُها شيءٌ الليلَ والنهارً أَي دائمة الصَّبِّ والهَطْلِ بالعطاء يقال سَحَّ يَسُحُّ سَحّاً فهو ساحٌّ والمؤنثة سَحَّاءُ وهي فَعْلاءُ لا أَفْعَلَ لها كهَطْلاء وفي رواية يَمِينُ الله ملأَى سَحّاً بالتنوين على المصدر واليمين ههنا كناية عن محل عطائه ووصفها بالامتلاء لكثرة منافعها فجعلها كالعين الثَّرَّةِ لا يَغِيضُها الاستقاءُ ولا ينقُصُها الامْتِياحُ وخَصَّ اليمين لأَنها في الأَكثر مَظِنَّة للعطاء على طريق المجاز والاتساعِ والليلَ والنهار منصوبان على الظرف وفي حديث أَبي بكر أَنه قال لأُسامة حين أَنْفَدَ جَيْشَه إِلى الشام أَغِرْ عليهم غارَةً سَحَّاءَ أَي تَسُحُّ عليهم البَلاءَ دَفْعَةً من غير تَلَبُّثٍ وفرس مِسَحٌّ بكسر الميم جَوادٌ سريع كأَنه يَصُبُّ الجَرْيَ صَبّاً شُبِّه بالمطر في سرعة انصبابه وسَحَّ الماءَ وغيره يَسُحُّه سَحّاً صَبَّه صَبّاً متتابعاً كثيراً قال دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّةِ ورُبَّةَ غارَةٍ أَوْضَعْتُ فيها كسَحِّ الخَزْرَجِيِّ جَرِيمَ تَمْرِ معناه أَي صَبَبْتُ على أَعدائي كَصَبِّ الخَزْرَجِيِّ جريم التمر وهو النوى وحَلِفٌ سَحٌّ مُنْصَبٌّ متتابع أَنشد ابن الأَعرابي لو نَحَرَتْ في بيتها عَشْرَ جُزُرْ لأَصْبَحَتْ من لَحْمِهِنَّ تَعْتَذِرْ بِحَلِفٍ سَحٍّ ودَمْعٍ مُنْهَمِرْ وسَحَّ الماءُ سَحّاً مَرَّ على وجه الأَرض وطعنة مُسَحْسِحةٌ سائلة وأَنشد مُسَحْسِحةٌ تَعْلُو ظُهورَ الأَنامِلِ الأَزهري الفراء قال هو السَّحَاحُ والإِيَّارُ واللُّوحُ والحالِقُ للهواء والسُّحُّ والسَّحُّ التمر الذي لم يُنْضَح بماء ولم يُجْمَعْ في وعاء ولم يُكْنَزْ وهو منثور على وجه الأَرض قال ابن دريد السُّحُّ تمر يابس لا يُكْنَز لغة يمانية قال الأَزهري وسَمعت البَحْرانِيِّينَ يقولون لجِنْسٍ من القَسْبِ السُّح وبالنِّباجِ عين يقال لها عُرَيْفِجان تَسْقي نَخْلاً كثيراً ويقال لتمرها سُحُّ عُرَيْفِجانَ قال وهو من أَجود قَسْبٍ رأَيت بتلك البلاد وأَصاب الرجلَ لَيلَتَه سَحٌّ مثلُ سَجٍّ إِذا قعد مقاعِدَ رِقاقاً والسَّحْسَحة والسَّحْسَحُ عَرْصَة الدار وعَرْصَة المحَلَّة الأَحمر اذهبْ فلا أَرَيَنَّك بسَحْسَحِي وسَحايَ وحَرايَ وحَراتي وعَقْوتي وعَقاتي ابن الأَعرابي يقال نزل فلانٌ بسَحْسَحِه أَي بناحيته وساحته وأَرض سَحْسَحٌ واسعة قال ابن دريد ولا أَدري ما صحتُها وسَحَّه مائةَ سَوْطٍ يَسُحُّه سَحّاً أَي جَلَده

( سدح ) السَّدْحُ ذَبْحُك الشيءَ وبَسْطُكَه على الأَرض وقد يكون إِضْجاعَك للشيءٍ وقال الليث السَّدْحُ ذَبْحُك الحيوان ممدوداً على وجه الأَرض وقد يكون إِضْجاعُك الشيءَ على وجه الأَرض سَدْحاً نحو القِرْبة المملوءة المَسْدوحة قال أَبو النجم يصف الحية يأْخُذُ فيه الحَيَّةَ النَّبُوحا ثم يَبِيتُ عنده مَذْبُوحا مُشَدَّخَ الهامةِ أَو مَسْدُوحا قال الأَزهري السَّدْحُ والسَّطْحُ واحد أُبدلت الطاء فيه دالاً كما يقال مَطَّ ومَدَّ وما أَشبهه وسَدَحَ الناقةَ سَدْحاً أَناخها كسَطَحَها فإِما أَن يكون لغة وإِما أَن يكون بدَلاً وسادِحٌ قبيلة أَو حيّ قال أَبو ذؤيب وقد أَكثرَ الواشُونَ بيني وبينه كما لم يَغِبْ عن عَيِّ ذُبيانَ سادِحُ وعَلَّق أَكثر ببيني لأَنه في معنى سَعَى وسَدَحه فهو مَسْدُوحٌ وسَدِيحٌ صَرَعه كسَطَحه والسَّادِحةُ السحابةُ الشديدة التي تَصْرَعُ كلَّ شيء وانْسَدح الرجلُ استلقى وفرَّج رجليه والسَّدْحُ الصَّرْعُ بَطْحاً على الوجه أَو إِلقاءً على الظهر لا يقع قاعداً ولا متكوِّراً تقول سَدَحه فانْسَدَح فهو مَسْدوح وسَدِيحٌ قال خِداشُ بنُ زهير بين الأَراكِ وبينَ النَّخْلِ تَسْدَحُهُمْ زُرْقُ الأَسِنَّةِ في أَكرافِها شَبَمُ ورواه المُفَضَّل تَشْدَخُهم بالخاء والشين المعجمتين فقال له الأَصمعي صارت الأَسنة كأَفْرَكُوباتٍ
( * هكذا في الأصل ولم نجد لهذه اللفظة اثراً في المعاجم ) تَشْدَخ الرؤوس إِنما هو تَسْدَحُهم وكان الأَصمعي يَعِيبُ من يرويه تشدخهم ويقول الأَسنة لا تَشْدَخ إِنما ذلك يكون بَحَجَر أَو دَبُّوس أَو عمودٍ أَو نحو ذلك مما لا قطع له وقبل هذا البيت قد قَرَّت العينُ إِذ يَدْعُونَ خَيْلَهُمُ لكَي تَكُرَّ وفي آذانها صَمَمُ أَي يطلبون من خيلهم أَن تكرّ فلا تطيعهم وفلان سادِحٌ أَي مُخْصِبٌ وسَدَحَ القِرْبَة يَسْدَحُها سَدْحاً ملأَها ووضعها إِلى جنبه وسَدَحَ بالمكان أَقام ابن الأَعرابي سَدَحَ بالمكان ورَدَحَ إِذا أَقام بالمكان أَو المَرْعى وقال ابن بُزُرْج سَدَحَتِ المرأَةُ ورَدَحَتْ إِذا حَظِيَتْ عند زوجها ورُضِيَتْ

( سرح ) السَّرْحُ المالُ السائم الليث السَّرْحُ المالُ يُسامُ في المرعى من الأَنعام سَرَحَتِ الماشيةُ تَسْرَحُ سَرْحاً وسُرُوحاً سامتْ وسَرَحها هو أَسامَها يَتَعَدَّى ولا يتعدى قال أَبو ذؤَيب وكانَ مِثْلَيْنِ أَن لا يَسْرَحُوا نَعَماً حيثُ اسْتراحَتْ مَواشِيهم وتَسْرِيحُ تقول أَرَحْتُ الماشيةَ وأَنْفَشْتُها وأَسَمْتُها وأَهْمَلْتُها وسَرَحْتُها سَرْحاً هذه وحدها بلا أَلف وقال أَبو الهيثم في قوله تعالى حين تُرِيحُونَ وحين تَسْرَحُونَ قال يقال سَرَحْتُ الماشيةَ أَي أَخرجتها بالغَداةِ إلى المرعى وسَرَحَ المالُ نَفْسُهُ إِذا رَعَى بالغَداةِ إِلى الضحى والسَّرْحُ المالُ السارحُ ولا يسمى من المال سَرْحاً إِلاَّ ما يُغْدَى به ويُراحُ وقيل السَّرْحُ من المال ما سَرَحَ عليك يقال سَرَحَتْ بالغداة وراحتْ بالعَشِيِّ ويقال سَرَحْتُ أَنا أَسْرَحُ سُرُوحاً أَي غَدَوْتُ وأَنشد لجرير وإِذا غَدَوْتُ فَصَبَّحَتْك تحِيَّةٌ سَبَقَتْ سُرُوحَ الشَّاحِجاتِ الحُجَّلِ قال والسَّرْحُ المال الراعي وقول أَبي المُجِيبِ ووصف أَرضاً جَدْبَةً وقُضِمَ شَجرُها والتَقى سَرْحاها يقول انقطع مَرْعاها حتى التقيا في مكان واحد والجمع من كل ذلك سُرُوحٌ والمَسْرَحُ بفتح الميم مَرْعَى السَّرْح وجمعه المَسارِحُ ومنه قوله إِذا عاد المَسارِحُ كالسِّباحِ وفي حديث أُم زرع له إِبلٌ قليلاتُ المسارِحِ هو جمع مَسْرَح وهو الموضع الذي تَسْرَحُ إِليه الماشيةُ بالغَداة للرَّعْيِ قيل تصفه بكثرة الإِطْعامِ وسَقْيِ الأَلبان أَي أَن إِبله على كثرتها لا تغيب عن الحيِّ ولا تَسْرَحُ في المراعي البعيدة ولكنها باركة بفِنائه ليُقَرِّب للضِّيفان من لبنها ولحمها خوفاً من أَن ينزل به ضيفٌ وهي بعيدة عازبة وقيل معناه أَن إَبله كثيرة في حال بروكها فإِذا سَرَحت كانت قليلة لكثرة ما نُحِرَ منها في مَباركها للأَضياف ومنه حديث جرير لا يَعْزُب سارِحُها أَي لا يَبْعُدُ ما يَسْرَحُ منها إِذا غَدَت للمرعى والسارحُ يكون اسماً للراعي الذي يَسْرَحُ الإِبل ويكون اسماً للقوم الذين لهم السَّرْحُ كالحاضِرِ والسَّامِر وهما جميعٌ وما له سارحةٌ ولا رائحة أَي ما له شيءٌ يَرُوحُ ولا يَسْرَحُ قال اللحياني وقد يكون في معنى ما له قومٌ وفي كتاب كتبه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لأُكَيْدِر دُومةِ الجَنْدَلِ لا تُعْدَلُ سارِحَتُم ولا تُعَدُّ فارِدَتُكم قال أَبو عبيد أَراد أَن ماشيتهم لا تُصْرَفُ عن مَرْعًى تريده يقال عَدَلْتُه أَي صرفته فَعَدَلَ أَي انصرف والسارحة هي الماشية التي تَسْرَحُ بالغداة إِلى مراعيها وفي الحديث الآخر ولا يُمْنَعُ سَرْحُكم السَّرْحُ والسارحُ والسارحة سواء الماشية قال خالد بن جَنْبَةَ السارحة الإِبل والغنم قال والسارحة الدابة الواحدة قال وهي أَيضاً الجماعة والسَّرْحُ انفجار البول بعد احتباسه وسَرَّحَ عنه فانْسَرَحَ وتَسَرَّحَ فَرَّجَ وإِذا ضاق شيءٌ فَفَرَّجْتَ عنه قلت سَرَّحْتُ عنه تسريحاً قال العجاج وسَرَّحَتْ عنه إِذا تَحَوَّبا رَواجِبُ الجَوْفِ الصَّهِيلَ الصُّلَّبا ووَلَدَتْه سُرُحاً أَي في سُهولة وفي الدعاء اللهم اجعَلْه سهلاً سُرُحاً وفي حديث الفارعة أَنها رأَت إِبليس ساجداً تسيل دموعه كسُرُحِ الجَنِينِ السُّرُحُ السهل وإِذا سَهُلت ولادة المرأَة قيل وَلَدَتْ سُرُحاً والسُّرُحُ والسَّرِيحُ إِدْرارُ البول بعد احتباسه ومنه حديث الحسن يا لها نِعْمَةً يعني الشَّرْبة من الماء تُشْرَبُ لذةً وتخرج سُرُحاً أَي سهلاً سريعاً والتسريحُ التسهيل وشيءٌ سريح سهل وافْعَل ذلك في سَراحٍ وَرواحٍ أَي في سهولة ولا يكون ذلك إِلاَّ في سَريح أَي في عَجَلة وأَمرٌ سَرِيحٌ مُعَجَّلٌ والاسم منه السَّراحُ والعرب تقول إِن خَيْرَك لفي سَرِيح وإِن خَيْرَك لَسَريحٌ وهو ضد البطيء ويقال تَسَرَّحَ فلانٌ من هذا الكان إِذا ذهب وخرج وسَرَحْتُ ما في صدري سَرْحاً أَي أَخرجته وسمي السَّرْحُ سَرْحاً لأَنه يُسَْحُ فيخرُجُ وأَنشد وسَرَحْنا كلَّ ضَبٍّ مُكْتَمِنْ والتسريحُ إِرسالك رسولاً في حاجة سَراحاً وسَرَّحْتُ فلاناً إِلى موضع كذا إِذا أَرْسلته وتَسْرِيحُ المرأَة تطليقُها والاسم السِّراحُ مثل التبليغ والبلاغ وتَسْرِيحُ دَمِ العِرْقِ المفصود إِرساله بعدما يسيل منه حين يُفْصَد مرة ثانية وسمى الله عز وجل الطلاق سَراحاً فقال وسَرِّحُوهنّ سَراحاً جميلاً كما سماه طلاقاً من طَلَّقَ المرأَة وسماه الفِرَاقَ فهذه ثلاثة أَلفاظ تجمع صريح الطلاق الذي لا يُدَيَّنُ فيها المُطَلِّقُ بها إِذا أَنكر أَن يكون عنى بها طلاقاً وأَما الكنايات عنها بغيرها مثل البائنة والبتَّةِ والحرام وما أَشبهها فإِنه يُصَدَّق فيها مع اليمين أَنه لم يرد بها طلاقاً وفي المثل السَّراحُ من النَّجاح إِذا لم تَقْدِرْ على قضاء حاجة الرجل فأَيِّسْه فإِن ذلك عنده بمنزلة الإِسعاف وتَسْرِيحُ الشَّعر إِرساله قبل المَشْطِ قال الأَزهري تَسْرِيحُ الشعر ترجيله وتخليص بعضه من بعض بالمشط والمشط يقال له المِرجل والمِسرح بكسر الميم والمَسْرَحُ بفتح الميم المرعى الذي تَسْرَحُ فيه الدواب للرّعي وفرسٌ سَريح أَي عُرْيٌ وخيل سُرُحٌ وناقةٌ سُرُحٌ ومُنْسَرِحة في سيرها أَي سريعة قال الأَعشى بجُلالةٍ سُرُحٍ كأَنَّ بغَرْزِها هِرّاً إِذا انتَعَل المَطِيُّ ظِلالَها ومِشْيَةٌ سُرُحُ مثل سُجُح أَي سهلة وانْسَرَحَ الرجلُ إِذا استلقى وفَرَّجَ بين رجليه وأَما قول حُمَيْد بن ثور أَبى اللهُ إِلاَّ أَنَّ سَرْحَةَ مالكٍ على كلِّ أَفْنانِ العِضاهِ تَرُوقُ فإِنما كنى بها عن امرأَة قال الأَزهري العرب تكني عن المرأَة بالسَّرْحةِ النابتة على الماء ومنه قوله يا سَرْحةَ الماءِ قد سُدَّتْ موارِدُه أَما إِليكِ طريقٌ غيرُ مسْدُودِ لحائمٍ حامَ حتى لا حَراكَ به مُحَّلإٍ عن طريقِ الوِرْدِ مَرْدودِ كنى بالسَّرْحةِ النابتة على الماء عن المرأَة لأَنها حينئذٍ أَحسن ما تكن وسَرْحةٌ في قول لبيد لمن طَلَلٌ تَضَّمَنهُ أُثالُ فَسَرْحةُ فالمَرانَةُ فالخَيالُ ؟ هو اسم موضع
( * قوله « هو اسم موضع » مثله في الجوهري وياقوت وقال المجد الصواب شرجة بالشين والجيم المعجمتين والحِمال بكسر الحاء المهملة والباء الموحدة )
والسَّرُوحُ والسُّرُحُ من الإِبل السريعةُ المشي ورجل مُنْسَرِحٌ متجرِّد وقيل قليل الثياب خفيف فيها وهو الخارج من ثيابه قال رؤبة مُنْسَرِحٌ إِلاَّ ذَعاليب الخِرَقْ والمُنْسَرِحُ الذي انْسَرَحَ عنه وَبَرُه والمُنْسَرِحُ ضربٌ من الشِّعْر لخفته وهو جنس من العروض تفعيله مستفعلن مفعولات مستفعلن ست مرات ومِلاطٌ سُرُحُ الجَنْبِ مُنْسَرِحٌ للذهاب والمجيء يعني بالملاط الكَتِفَ وفي التهذيب العَضُد وقال كراع هو الطين قال ابن سيده ولا أَدري ما هذا ابن شميل ابنا مِلاطَي البعير هما العَضُدانِ قال والملاطان ما عن يمين الكِرْكِرَةِ وشمالها والمِسْرَحةُ ما يُسَرَّحُ به الشعَر والكَتَّان ونحوهما وكل قطعة من خرقة متمزقة أَو دم سائل مستطيل يابس فهو ما أَشبهه سَرِيحة والجمع سَرِيحٌ وسَرائِحُ والسَّريحة الطريقة من الدم إِذا كانت مستطيلة وقال لبيد بلَبَّته سَرائِحُ كالعَصيمِ قال والسَّريحُ السيرُ الذي تُشَدُّ به الخَدَمَةُ فوق الرُّسْغ والسَّرائح والسُّرُح نِعالُ الإِبل وقيل سِيُورُ نِعالها كلُّ سَيرٍ منها سَريحة وقيل السيور التي يُخْصَفُ بها واحدتها سَرِيحة والخِدامُ سُيُورٌ تُشَدُّ في الأَرْساغ والسَّرائِحُ تُشَدُّ إِلى الخَدَم والسَّرْحُ فِناءُ الباب والسَّرْحُ كل شجر لا شوك فيه والواحدة سَرْحة وقيل السَّرْحُ كلُّ شجر طال وقال أَبو حنيفة السَّرْحةُ دَوْحة مِحْلالٌ واسِعةٌ يَحُلُّ تحتها الناسُ في الصيف ويَبْتَنُون تحتها البيوت وظلها صالح قال الشاعر فيا سَرْحةَ الرُّكْبانِ ظِلُّك بارِدٌ وماؤُكِ عَذْب لا يَحِلُّ لوارِدِ
( * قوله « لا يحل لوارد » هكذا في الأَصل بهذا الضبط وشرح القاموس وانظره فلعله لا يمل لوارد )
والسَّرْحُ شجر كبار عظام طِوالٌ لا يُرْعَى وإِنما يستظل فيه وينبت بنَجدٍ في السَّهْل والغَلْظ ولا ينبت في رمل ولا جبل ولا يأْكله المالُ إِلاَّ قليلاً له ثمر أَصفر واحدته سَرْحة ويقال هو الآءُ على وزن العاعِ يشبه الزيتون والآءُ ثمرةُ السَّرْح قال وأَخبرني أَعرابي قال في السَّرْحة غُبْرَةٌ وهي دون الأَثْلِ في الطول ووَرَقُها صغار وهي سَبْطَة الأَفْنان قال وهي مائلة النِّبتة أَبداً ومَيلُها من بين جميع الشجر في شِقّ اليمين قال ولم أَبْلُ على هذا الأَعرابي كذباً الأَزهري عن الليث السَّرْحُ شجر له حَمْل وهي الأَلاءَة والواحدة سرحة قال الأَزهري هذا غلط ليس السرح من الأَلاءَة في شيء قال أَبو عبيد السَّرْحة ضرب من الشجر معروفة وأَنشد قول عنترة بَطَلٌ كأَنَّ ثِيابَه في سَرْحةٍ يُحْذَى نِعالَ السِّبْتِ ليس بتَؤْأَمِ يصفه بطول القامة فقد بيَّن لك أَن السَّرْحَة من كبار الشجر أَلا ترى أَنه شبه به الرجل لطوله والأَلاء لا ساق له ولا طول ؟ وفي حديث ابن عمر أَنه قال إِنَّ بمكان كذا وكذا سَرْحةً لم تُجْرَدْ ولم تُعْبَلْ سُرَّ تحتها سبعون نبيّاً وهذا يدل على أَن السَّرْحةَ من عظام الشجر ورواه ابن الأَثير لم تُجْرَدْ ولم تُسْرَحْ قال ولم تُسْرَحْ لم يصبها السَّرْحُ فيأْكل أَغصانها وورقها قال وقيل هو مأْخوذ من لفظ السَّرْحة أَراد لم يؤْخذ منها شيء كما يقال شَجَرْتُ الشجرةَ إِذا أَخذتُ بعضَها وفي حديث ظَبْيانَ يأْكلون مُلاَّحها ويَرْعَوْنَ سِراحَها ابن الأَعرابي السَّرْحُ كِبارُ الذَّكْوانِ والذَّكْوانُ شجرٌ حَسَنُ العَساليح أَبو سعيد سَرَحَ السيلُ يَسْرَحُ سُرُوحاً وسَرْحاً إِذا جرى جرياً سهلاً فهو سيلٌ سارحٌ وأَنشد ورُبَّ كلِّ شَوْذَبِيٍّ مُنْسَرِحْ من اللباسِ غيرَ جَرْدٍ ما نُصِحْ
( * قوله « وأَنشد ورب كل إلخ » حق هذا البيت أَن ينشد عند قوله فيما مر ورجل منسرح متجرد كما استشهد به في الأَساس على ذلك وهو واضح )
والجَرْدُ الخَلَقُ من الثياب وما نُصِحَ أَي ما خيط والسَّرِيحةُ من الأَرض الطريقة الظاهرة المستوية في الأَرض ضَيِّقةً قال الأَزهري وهي أَكثر نبْتاً وشجراً مما حولها وهي مُشرفة على ما حولها والجمع السَّرائح فتراها مستطيلة شَجِيرة وما حولها قليل الشجر وربما كانت عَقَبة وسَرائحُ السهم العَقَبُ الذي عُقِبَ به وقال أَبو حنيفة هي العَقَبُ الذي يُدْرَجُ على اللِّيطِ واحدته سَرِيحة والسَّرائحُ أَيضاً آثار فيه كآثار النار وسُرُحٌ ماءٌ لبني عَجْلاَنَ ذكره ابن مقبل فقال قالت سُلَيْمَى ببَطْن القاعِ من سُرُحٍ وسَرَحَه اللهُ وسَرَّحه أَي وَفَّقه الله قال الأَزهري هذا حرف غريب سمعته بالحاء في المؤلف عن الإِيادي والمَسْرَحانِ خشبتانِ تُشَدَّانِ في عُنُق الثور الذي يحرث به عن أَبي حنيفة وسَرْحٌ اسمٌ قال الراعي فلو أَنَّ حَقَّ اليوم منكم أَقامَه وإِن كان سَرْحٌ قد مَضَى فَتَسَرَّعا ومَسْرُوحٌ قبيلة والمَسْرُوحُ الشرابُ حكي عن ثعلب وليس منه على ثقة وسِرْحانُ الحَوْضِ وَسَطُه والسِّرْحانُ الذِّئبُ والجمع سَراحٍ
( * قوله « والجمع سراح » كثمان فيعرب منقوصاً كأنهم حذفوا آخره ) وسَراحِينُ وسَراحِي بغير نونٍ كما يقالُ ثَعَالِبٌ وثَعَالِي قال الأَزهري وأَما السِّراحُ في جمع السِّرْحان فغير محفوظ عندي وسِرْحانٌ مُجْرًى من أَسماء الذئب ومنه قوله وغارةُ سِرْحانٍ وتقريبُ تَتْفُلِ والأُنثى بالهاء والجمع كالجمع وقد تجمع هذه بالأَلف والتاء والسِّرْحانُ والسِّيدُ الأَسدُ بلغة هذيل قال أَبو المُثَلَّمِ يَرْثي صَخْر الغَيّ هَبَّاطُ أَوْدِيَةٍ حَمَّالُ أَلْوِيَةٍ شَهَّادُ أَنْدِيَةٍ سِرْحانُ فِتْيانِ والجمع كالجمع وأَنشد أَبو الهيثم لطُفَيْلٍ وخَيْلٍ كأَمْثَالِ السِّراحِ مَصُونَةٍ ذَخائِرَ ما أَبقى الغُرابُ ومُذْهَبُ قال أَبو منصور وقد جاء في شعر مالك بن الحرث الكاهلي ويوماً نَقْتُلُ الآثارَ شَفْعاً فنَتْرُكُهمْ تَنُوبُهمُ السِّراحُ شَفْعاً أَي ضِعف ما قتلوا وقِيسَ على ضِبْعانٍ وضِباعٍ قال الأَزهري ولا أَعرف لهما نظيراً والسِّرْحانُ فِعْلانٌ من سَرَحَ يَسْرَحُ وفي حديث الفجر الأَول كأَنه ذَنَبُ السِّرْحانِ وهو الذئب وقيل الأَسد وفي المثل سَقَط العَشاءُ
( * قوله « وفي المثل سقط العشاء إلخ » قال أَبو عبيد أصله أن رجلاً خرج يلتمس العشاء فوقع على ذئب فأكله اه من الميداني ) به على سِرْحانٍ قال سيبويه النون زائدة وهو فِعْلانٌ والجمع سَراحينُ قال الكسائي الأُنثى سِرْحانة والسِّرْحالُ السِّرْحانُ على البدل عند يعقوب وأَنشد تَرَى رَذايا الكُومُ فوقَ الخالِ عِيداً لكلِّ شَيْهمٍ طِمْلالِ والأَعْوَرِ العينِ مع السِّرحالِ وفرس سِرْياحٌ سريع قال ابن مُقْبل يصف الخيل من كلِّ أَهْوَجَ سِرْياحٍ ومُقْرَبةٍ نفات يوم لكال الورْدِ في الغُمَرِ
( * يحرر هذا الشطر والبيت الذي بعده فلم نقف عليهما )
قالوا وإِنما خص الغُمَرَ وسَقْيَها فيه لأَنه وصفها بالعِتْق وسُبُوطة الخَدِّ ولطافة الأَفواه كما قال وتَشْرَبُ في القَعْب الصغير وإِن فُقِدْ لمِشْفَرِها يوماً إِلى الماء تنقد
( * هكذا في الأصل ولعله وان تُقد بمشفرها تَنقد )
والسِّرْياحُ من الرجال الطويلُ والسِّرياح الجرادُ وأُم سِرْياحٍ امرأَةٌ مشتق منه قال بعض أُمراء مكة وقيل هو لدرَّاج بن زُرْعة إِذا أُمُّ سِرياحٍ غَدَتْ في ظَعائِنٍ جَوَالِسَ نَجْداً فاضتِ العينُ تَدْمَعُ قال ابن بري وذكر أَبو عمر الزاهد أَن أُم سِرْياح في غير هذا الموضع كنية الجرادة والسِّرياحُ اسم الجراد والجالسُ الآتي نَجْداً

( سرتح ) أَرض سِرتاحٌ كريمة

( سرجح ) هم على سُرْجُوحةٍ واحدة إِذا استوت أَخلاقهم

( سردح ) السِّرْداحُ والسِّرْداحةُ الناقة الطويلة وقيل الكثيرة اللحم قال إِن تَرْكَبِ النَّاجِيَةَ السِّرْداحا وجمعها السَّرادِحُ والسِّرادحُ أَيضاً جماعة الطَّلح واحدته سِرْداحةٌ والسِّرْداحُ مكانٌ لَيِّنٌ يُنْبِتُ النَّجْمَةَ والنَّصِيَّ والعِجْلَة وهي السَّرادِحُ وأَنشد الأَزهري عليك سِرداحاً من السَّرادِحِ ذا عِجْلَة وذا نَصِيٍّ واضِحِ أَبو خيرة هي أَماكن مستوية تُنْبِتُ العِضاهَ وهي لَينة وفي حديث جُهَيْشٍ ودَيْمُومَةٍ سَرْدَحٍ قال السَّرْدَحُ الأَرض اللينة المستوية قال الخطابي الصَّرْدَحُ بالصاد هو المكان المستوي فأَما بالسين فهو السِّرْداحُ وهي الأَرض اللينة وأَرض سِرْداحٌ بعيدة والسِّرْداحُ الضخْمُ عن السيرافي وفي التهذيب وأَنشد الأَصمعي وكأَني في فَحْمةِ ابنِ جَمِيرٍ في نِقابِ الأُسامةِ السِّرْداحِ الأُسامة الأَسد ونقابه جلده والسِّرْداح من نعته وهو القوي الشديد التامُّ

( سطح ) سَطَحَ الرجلَ وغيره يَسطَحه فهو مسْطوحٌ وسَطِيح أَضْجَعَه وصرعه فبسطه على الأَرض ورجل مَسْطُوحٌ وسَطِيحٌ قَتيلٌ منبَسِطٌ قال الليث السَّطِيحُ المَسْطُوحُ هو القتيل وأَنشد حتى يَراه وَجْهها سَطِيحا والسَّطِيح المنبسط وقيل المنبسط البطيء القيام من الضعف والسَّطِيح الذي يولد ضعيفاً لا يقدر على القيام والقعود فهو أَبداً منبسط والسَّطِيح المستلقي على قفاه من الزمانة وسَطِيحٌ هذا الكاهن الذِّئْبيُّ من بني ذِئْب كان يتكهن في الجاهلية سمي بذلك لأَنه كان إِذا غضب قعد منبسطاً فيما زعموا وقيل سمي بذلك لأَنه لم يكن له بين مفاصله قَضِبٌ تَعْمِدُه فكان أَبداً منبسطاً مُنْسَطِحاً على الأَرض لا يقدر على قيام ولا قعود ويقال كان لا عظم فيه سوى رأْسه روى الأَزهري بإِسناده عن مَخْزُوم بن هانئٍ المخزومي عن أَبيه وأَتت له خمسون ومائة سنة قال لما كانت الليلة التي ولد فيها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ارْتَجَسَ إِيوانُ كِسْرى وسقطت منه أَربع عشرة شُرْفةً وخَمِدَتْ نار فارِسَ ولم تَخْمَدْ قبل ذلك مائة عام وغاضت بُحَيْرَة ساوَةَ ورأَى المُوبِذانُ إِبلاً صِعاباً تقود خيلاً عِراباً قد قطعت دِجْلَة وانتشرت في بلادها فلما أَصبح كسرى أَفزعه ما رأَى فلبس تاجه وأَخبر مرازِبَتَه بما رأَى فورد عليه كتاب بخمود النار فقال المُوبِذانُ وأَنا رأَيت في هذه الليلة وقَصَّ عليه رؤياه في الإِبل فقال له وأَيُّ شيء يكون هذا ؟ قال حادث من ناحية العرب فبعث كسرى إِلى النعمان بن المنذر أَنِ ابْعَثْ إِليَّ برجل عالم ليخبرني عما أَسأَله فَوَجَّه إِليه بعبد المَسيح بن عمرو بن نُفَيلَة الغسَّانيّ فأَخبره بما رأَى فقال علم هذا عند خالي سَطِيح قال فأْتِه وسَلْه وأْتنِي بجوابه فَقَدِمَ على سَطِيح وقد أَشْفى على الموت فأَنشأَ يقول أَصَمّ أَم يَسْمَعُ غِطرِيفُ اليَمنْ ؟ أَم فادَ فازْلَمَّ به شَأْوُ العَنَنْ ؟ يا فاصِلَ الخُطَّةِ أَعْيَتْ مَنْ ومَنْ
( * قوله « يا فاصل إلخ » في بعض الكتب بين هذين الشطرين شطر وهو « وكاشف الكربة في الوجه الغضن » )
أَتاكَ شَيْخُ الحَيِّ من آلِ سَنَنْ رسولُ قَيْلِ العُجْمِ يَسْري للوَسَنْ وأُمُّه من آلِ ذِئْبِ بنِ حَجَنْ أَبْيضُ فَضْفاضُ الرِّداءِ والبَدَنْ تَجُوبُ بي الأَرْضَ عَلَنْداةٌ شَزَنْ تَرْفَعُنِي وَجْناً وتَهْوِي بي وَجَنْ
( * قوله « ترفعني وجناً إلخ » الوجه بفتح فسكون وبفتحتين الأرض الغليظة الصلبة كالوجين كأمير ويروى وجناً بضم الواو وسكون الجيم جمع وجين اه نهاية )
حتى أَتى عارِي الجآجي والقَطَنْ لا يَرْهَبُ الرَّعْدَ ولا رَيْبَ الزَّمَنْ تَلُفُّهُ في الرِّيحِ بَوْغاءُ الدِّمَنْ
( * قوله « بوغاء الدمن » البوغاء التراب الناعم والدمن جمع دمنة بكسر الدال ما تدمّن أي تجمع وتلبد وهذا اللفظ كأنه من المقلوب تقديره تلفه الريح في بوغاء الدمن وتشهد له الرواية الأخرى « تلفه الريح ببوغاء الدمن » اه من نهاية ابن الأثير )
كأَنما حُثْحِثَ مِنْ حِضْنَيْ ثَكَنْ
( * قوله « كأَنما حثحث » أي حثّ وأسرع من حضني تثنية حضن بكسر الحاء الجانب وثكن بمثلثة محركاً جبل اه )
قال فلما سمع سطيح شعره رفع رأْسه فقال عبدُ المسيح على جَمَل مُسيح إِلى سَطيح وقد أَوْفى على الضَّريح بعثك مَلِكُ بني ساسان لارتجاس الإِيوان وخُمُود النيران ورُؤيا المُوبِذان رَأَى إِبلاً صِعاباً تَقُود خَيْلاً عِراباً يا عَبْدَ المسيح إِذا كثرت التِّلاوَة وبُعِثَ صاحب الهِراوة وغاضَتْ بُحَيْرَة ساوة فليس الشام لسطيح شاماً
( * قوله « فليس الشام لسطيح شاما » هكذا في الأصل وفي عبارة غيره فليست بابل للفرس مقاماً ولا الشام إلخ اه ) يملك منهم مُلوكٌ ومَلِكات على عددِ الشُّرُفاتِ وكل ما هو آتٍ آت ثم قُبِضَ سطيحٌ مكانه ونهض عبد المسيح إِلى راحلته وهو يقول شَمَّرْ فإِنك ما عُمِّرْتَ شِمِّيرُ لا يُفْزِعَنَّك تَفْريقٌ وتَغْييرُ إِن يُمْسِ مُلْكُ بني ساسانَ أَفْرَطَهُمْ فإِنَّ ذا الدَّهْرَ أَطْوارٌ دَهارِيرُ فَرُبَّما رُبَّما أَضْحَوا بمنزلةٍ تَخافُ صَولَهُمُ أُسْدٌ مَهَاصِيرُ منهم أَخُو الصَّرْحِ بَهْرام وإِخْوَتُهُمْ وهُرْمُزانٌ وسابورٌ وسَابُورُ والناسُ أَوْلادُ عَلاَّتٍ فمن عَلِمُوا أَن قد أَقَلَّ فمَهْجُورٌ ومَحْقُورُ وهم بنو الأُمِّ لمَّا أَنْ رَأَوْا نَشَباً فذاكَ بالغَيْبِ محفوظٌ ومنصورُ والخيرُ والشَّرُّ مَقْرُونانِ في قَرَنٍ فالخَيرُ مُتَّبَعٌ والشَّرُّ مَحْذورُ فلما قدم على كسرى أَخبره بقول سطيح فقال كسرى إِلى أَن يملك منا أَربعة عشر ملكاً تكون أُمور فملك منهم عشرة في أَربع سنين وملك الباقون إِلى زمن عثمان رضي ا ؟ لله عنه قال الأَزهري وهذا الحديث فيه ذكر آية من آيات نبوّة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قبل مبعثه قال وهو حديث حسن غريب وانْسَطَحَ الرجلُ امتدَّ على قفاه ولم يتحرك والسَّطْحُ سَطْحُك الشيءَ على وجه الأَرض كما تقول في الحرب سَطَحُوهم أَي أَضْجَعُوهم على الأَرض وتَسَطَّحَ الشيءُ وانْسَطَحَ انبسط وفي حديث عمر رضي الله تعالى عنه قال للمرأَة التي معها الصبيان أَطْعِمِيهم وأَنا أَسْطَحُ لك أَي أَبْسُطه حتى يَبْرُدَ والسَّطْحُ ظهر البيت إِذا كان مستوياً لانبساطه معروف وهو من كل شيء أَعلاه والجمع سُطوح وفعلُك التَّسطيحُ وسَطَحَ البيتَ يَسْطَحُه سَطْحاً وسَطَّحه سوَّى سَطْحه ورأَيت الأَرضَ مَساطِحَ لا مَرْعَى بها شبهت بالبيوت المسطوحة والسُّطَّاحُ من النبت ما افْتَرَشَ فانبسط ولم يَسْمُ عن أَبي حنيفة وسَطَحَ اللهُ الأَرضَ سَطْحاً بسطها وتَسطِيحُ القبر خلاف تَسْنِيمِه وأَنفٌ مُسَطَّحٌ منبسِط جدًّا والسُّطَّاحُ بالضم والتشديد نَبتَةٌ سُهْلِيَّة تَنسَطِح على الأَرض واحدته سُطَّاحة وقيل السُّطَّاحة شجرة تنبت في الديار في أَعطان المياه مُتَسَطِّحَة وهي قليلة وليست فيها منفعة قال الأَزهري والسُّطَّاحة بقلة ترعاها الماشية ويُغْسَلُ بوَرَقِها الرؤوس وسَطَحَ الناقة أَناخها والسَّطيحة المَزادة التي من أَدِيمَيْن قُوبل أَحدُهما بالآخر وتكون صغيرة وتكون كبيرة وهي من أَواني المياه وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم كان في بعض أَسفاره فَفَقَدوا الماءَ فأَرْسَل عليّاً وفلاناً يَبْغِيان الماء فإِذا هما بامرأَة بين سَطِيحَتَيْن قال السَّطِيحة المَزادة تكون من جلدين أَو المَزادة أَكبر منها والمِسْطَحُ الصَّفاة يحاط عليها بالحجارة فيجتمع فيها الماء قال الأَزهري والمِسْطَحُ أَيضاً صَفِيحة عريضة من الصَّخْر يُحَوَّط عليها لماء السماء قال وربما خلق الله عند فَمِ الرَّكِيَّة صَفاةً مَلْساء مستوية فَيُحَوَّطُ عليها بالحجارة وتُسْقَى فيها الإِبلُ شِبْهَ الحَوْض ومنه قول الطِّرِمَّاح في جنبي مريٍّ ومِسْطَحِ
( * قوله « في جنبي مري ومسطح » كذا بالأصل )
والمِسْطَحُ كُوز ذو جَنْبٍ واحد يتخذ للسفر والمِسْطَحُ والمِسْطَحَةُ شبه مِطْهَرة ليست بمربعة والمَِسْطَحُ تفتح ميمه وتكسر مكان مستوٍ يبسط عليه التمر ويجفف ويُسَمَّى الجَرِينَ يمانية والمِسْطَحُ حصير يُسَفُّ من خوص الدَّوْم ومنه قول تميم بن مقبل إِذا الأَمْعَزُ المَحْزُوُّ آضَ كأَنه من الحَرِّ في حَدِّ الظهيرة مِسْطَحُ الأَزهري قال الفراء هو المِسْطَحُ
( * قوله « هو المسطح إلخ » كذا بالأصل وفي القاموس المسطح المحور يبسط به الخبز وقال في مادة شبق الشوبق بالضم خشبة الخباز معرب ) والمِحْوَرُ والشُّوبَقُ والمِسْطَحُ عمودٌ من أَعمِدَة الخِباءِ والفُسْطاط وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّ حَمَلَ بن مالك قال للنبي صلى الله عليه وسلم كنت بين جارتين لي فضربتْ إِحداهما الأُخرى بمسْطَح فأَلقت جنيناً ميتاً وماتت فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بدية المقتولة على عاقلة القاتلة وجعل في الجنين غُرَّة وقال عوف بن مالك النَّضْرِيُّ وفي حواشي ابن بري مالك بن عوف النضري تَعرَّضَ ضَيطارُو خُزاعَةَ دونَنا وما خَيرُ ضَيطارٍ يُقَلِّبُ مِسْطَحا يقول ليس له سلاح يقاتل به غير مِسْطَح والضَّيْطارُ الضخم الذي لا غَناءَ عنده والمِسْطَحُ الخشبة المُعَرَّضة على دِعامَتَيِ الكَرْم بالأُطُرِ قال ابن شُمَيْل إِذا عُرِّشَ الكَرْمُ عُمِدَ إِلى دعائم يحفر لها في الأَرض لكل دِعامةً شُْعْبَتان ثم تؤْخذ شعبة فتُعَرَّضُ على الدِّعامَتين وتسمَّى هذه الخشبة المعرّضة المِسْطَح ويجعل على المَساطِح أُطُرٌ من أَدناها إِلى أَقصاها تسمى المَساطِحُ بالأُطُر مَساطِحَ

( سفح ) السَّفْحُ عُرْضُ الجبل حيث يَسْفَحُ فيه الماءُ وهو عُرْضُه المضطجِعُ وقيل السَّفْح أَصل الجبل وقيل هو الحضيض الأَسفل والجمع سُفوح والسُّفوحُ أَيضاً الصخور اللينة المتزلقة وسَفَح الدمعَ يَسْفَحُه سَفْحاً وسُفوحاً فَسَفَح أَرسله وسَفَح الدمعُ نفسُه سَفَحاناً قال الطرماح مُفَجَّعة لا دَفْعَ للضَّيْم عندها سوى سَفَحانِ الدَّمع من كلِّ مَسفَح ودُموعٌ سَوافِحُ ودمع سَفُوحٌ سافِحٌ ومَسْفُوح والسَّفْحُ للدم كالصَّبّ ورجل سَفَّاح للدماء سَفَّاك وسَفَحْتُ دمه سَفَكته ويقال بينهم سِفاحٌ أَي سَفْك للدماء وفي حديث أَبي هلال فقتل على رأْس الماء حتى سَفَحَ الدمُ الماءَ جاء تفسيره في الحديث أَنه غَطَّى الماءَ قال ابن الأَثير وهذا لا يلائم اللغة لأَن السَّفْحَ الصَّبُّ فيحتمل أَنه أَراد أَن الدم غلب الماء فاستهلكه كالإِناء الممتلئ إِذا صُبَّ فيه شيء أَثقل مما فيه فإِنه يخرج مما فيه بقدر ما صُبَّ فيه فكأَنه من كثرة الدم انْصَبَّ الماء الذي كان في ذلك الموضع فخلفه الدم وسَفَحْتُ الماءَ هَرَقْتُه والتَّسافُحُ والسِّفاح والمُسافحة الزنا والفجور وفي التنزيل مُحْصِنينَ غيرَ مُسافِحين وأَصل ذلك من الصبِّ تقول سافَحْته مُسافَحة وسِفاحاً وهو أَن تقيم امرأَةٌ مع رجل على فجور من غير تزويج صحيح ويقال لابن البَغيِّ ابنُ المُسافِحةِ وفي الحديث أَوّلُه سِفاحٌ وآخرُه نِكاح وهي المرأَة تُسافِحُ رجلاً مدة فيكون بينهما اجتماع على فجور ثم يتزوّجها بعد ذلك وكره بعض الصحابة ذلك وأَجازه أَكثرهم والمُسافِحة الفاجرة وقال تعالى مُحْصَناتٍ غيرَ مُسافِحات وقال أَبو إِسحق المُسافِحة التي لا تمتنع عن الزنا قال وسمي الزنا سِفاحاً لأَنه كان عن غير عقد كأَنه بمنزلة الماء المَسْفوح الذي لا يحبسه شيء وقال غيره سمي الزنا سفاحاً لأَنه ليس ثَمّ حرمة نكاح ولا عقد تزويج وكل واحد منهما سَفَحَ مَنْيَتَه أَي دَفَقَها بلا حرمة أَباحت دَفْقَها ويقال هو مأْخوذ من سَفَحْت الماء أَي صببته وكان أَهل الجاهلية إِذا خطب الرجل المرأَة قال أَنكحيني فإِذا أَراد الزنا قال سافحيني ورجل سَفَّاحٌ مِعْطاء من ذلك وهو أَيضاً الفصيح ورجل سَفَّاح أَي قادر على الكلام والسَّفَّاح لقب عبد الله بن محمد أَوّل خليفة من بني العباس وإِنه لمَسْفُوح العُنُق أَي طويله غليظه والسَّفِيحُ الكساء الغليظ والسَّفِيحان جُوالِقانِ كالخُرْج يجعلان على البعير قال يَنْجُو إِذا ما اضْطَرَبَ السَّفِيحان نَجاءَ هِقْلٍ جافِلٍ بفَيْحان والسَّفِيحُ قِدْحٌ من قداح المَيسِر مما لا نصيب له قال طَرَفَةُ وجامِلٍ خَوَّعَ من نِيبهِ زَجْرُ المُعَلَّى أُصُلاً والسَّفيحْ قال اللحياني السَّفِيحُ الرابعُ من القِداح الغُفْلِ التي ليست لها فروض ولا أَنصباء ولا عليها غُرْم وإِنما يُثَقَّلُ بها القداح اتقاء التهمة قال اللحياني يدخل في قداح الميسر قداح يتكثر بها كراهة التهمة أَولها المُصَدَّر ثم المُضَعَّفُ ثم المَنِيح ثم السَّفِيح ليس لها غُنْم ولا عليها غُرْم وقال غيره يقال لكل من عَمِلَ عَمَلاً لا يُجْدي عليه مُسَفِّحٌ وقد سَفَّح تَسْفيحاً شبه بالقِدْح السَّفِيح وأَنشد ولَطالَما أَرَّبْتُ غيرَ مُسَفِّحٍ وكَشَفْتُ عن قَمَعِ الذُّرى بحُسامِ قوله أَرَّبْتُ أَي أَحكمت وأَصله من الأُرْبة وهي العُقدة وهي أَيضاً خير نصيب في الميسر وقال ابن مقبل ولا تُرَدُّ عليهم أُرْبَةُ اليَسَرِ وناقة مسفوحةُ الإِبطِ أَي واسعة الإِبط قال ذو الرمة بمَسْفُوحةِ الآباط عُرْيانةِ القَرى نِبالٌ تَواليها رِحابٌ جُنُوبُها وجمل مَسْفُوح الضلوع ليس بكَّزِّها وقول الأَعشى تَرْتَعِي السَّفْحَ فالكَثِيبَ فذا قا رٍ فَرَوْضَ القَطا فذاتَ الرِّئالِ هو اسم موضع بعينه

( سقح ) السَّقَحَة الصَّلَعُ يمانية رجل أَسْقَحُ وسيذكر في الصاد

( سلح ) السِّلاحُ اسم جامع لآلة الحرب وخص بعضهم به ما كان من الحديد يؤنث ويذكَّر والتذكير أَعلى لأَنه يجمع على أَسلحة وهو جمع المذكر مثل حمار وأَحمرة ورداء وأَردية ويجوز تأْنيثه وربما خص به السيف قال الأَزهري والسيف وحده يسمى سلاحاً قال الأَعشى ثلاثاً وشَهْراً ثم صارت رَذِيَّةً طَلِيحَ سِفارٍ كالسِّلاحِ المُقَرَّدِ يعني السيف وحده والعصا تسمَّى سلاحاً ومنه قول ابن أَحمر ولَسْتُ بعِرْنةٍ عَرِكٍ سِلاحِي عِصًا مثقوبةٌ تَقِصُ الحِمارا وقول الطرماح يذكر ثوراً يهز قرنه للكلاب ليطعنها به يَهُزُّ سِلاحاً لم يَرِثْها كَلالةً يَشُكُّ بها منها أُصولَ المَغابِنِ إِنما عنى رَوْقَيْهِ سمَّاها سلاحاً لأَنه يَذُبُّ بهما عن نفسه والجمع أَسْلِحة وسُلُحُ وسُلْحانٌ وتَسَلَّح الرجلُ لبس السِّلاح وفي حديث عُقْبة بن مالك بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سَرِيَّة فَسَلّحْتُ رجلاً منهم سيفاً أَي جعلته سِلاحَه وفي حديث عمر رضي الله تعالى عنه لما أُتي بسيف النُّعمان بن المنذر دعا جُبَيْرَ بن مُطْعِم فسَلَّحه إِياه وفي حديث أُبَيٍّ قال له من سَلَّحك هذه القوسَ ؟ قال طُفَيل ورجل سالح ذو سلاح كقولهم تامِرٌ ولابنٌ ومُتَسَلِّح لابس السلاح والمَسْلَحة قوم ذو سلاح وأَخذت الإِبلُ سِلاحَها سمنت قال النَّمِرُ بن تَوْلَبٍ أَيامَ لم تأْخُذْ إِليّ سِلاحَها إِبِلي بِجِلَّتها ولا أَبْكارِها وليس السِّلاح اسماً للسِّمَن ولكن لما كانت السمينة تَحْسُن في عين صاحبها فيُشْفِق أَن ينحرها صار السِّمَن كأَنه سلاح لها إِذ رفع عنها النحر والمَسْلَحة قوم في عُدَّة بموضع رَصَدٍ قد وُكِّلوا به بإِزاء ثَغْر واحدهم مَسْلَحِيٌّ والجمع المَسالح والمَسْلَحِيُّ أَيضاً المُوَكَّلُ به والمُؤَمَّر والمَسْلَحة كالثَّغْر والمَرْقَب وفي الحديث كان أَدْنى مَسالِح فارسَ إِلى العرب العُذَيْب قال بشر بكُلِّ قِيادِ مُسْنِفةٍ عَنُودٍ أَضَرَّ بها المَسالِحُ والغِوارُ ابن شميل مَسْلَحة الجُنْد خطاطيف لهم بين أَيديهم ينفضون لهم الطريق ويَتَجَسَّسُون خبر العدوّ ويعلمون علمهم لئلا يَهْجُم عليهم ولا يَدَعَون واحداً من العدوّ يدخل بلاد المسلمين وإِن جاء جيش أَنذروا المسلمين وفي حديث الدعاء بعث الله له مَسْلَحة يحفظونه من الشيطان المَسلحة القوم الذين يحفظون الثغور من العدوّ سموا مَسْلَحة لأَنهم يكونون ذوي سلاح أَو لأَنهم يسكنون المَسْلَحة وهي كالثغر والمَرْقَب يكون فيه أَقوام يَرْقُبون العدوَّ لئلا يَطْرُقَهم على غَفْلة فإِذا رأَوه أَعلموا أَصحابهم ليتأَهبوا له والمَسالِحُ مواضع المخافة قال الشماخ تَذَكَّرْتُها وَهْناً وقد حالَ دونها قُرى أَذْرَبِيجانَ المَسالِحُ والجالُ والسَّلْحُ اسم لذي البَطْنِ وقيل لما رَقَّ منه من كل ذي بطن وجمعه سُلُوح وسُلْحانٌ قال الشاعر فاستعاره للوَطْواطِ كأَنَّ برُفْغَيْها سُلُوحَ الوَطاوِطِ وأَنشد ابن الأَعرابي في صفة رجل مُمْتَلِئاً ما تحته سُلْحانا والسُّلاحُ بالضم النَّجْوُ وقد سَلَح يَسْلَحُ سَلْحاً وأَسْلَحه غيرُه وغالَبَه السُّلاحُ وسَلَّح الحشيشُ الإِبل وهذه الحشيشة تُسَلِّح الإِبل تسليحاً وناقة سالح سَلَحَتْ من البقل وغيره والإِسْلِيحُ شجرة تَغْزُر عليها الإِبل قالت أَعرابية وقيل لها ما شجرةُ أَبيك ؟ فقالت شجرة أَبي الإِسْلِيح رَغْوَة وصريح وسَنام إِطْريح وقيل هي بقلة من أَحرار البقول تنبت في الشتاء تَسْلَح الإِبلُ إِذا استكثرت منها وقيل هي عُشْبة تشبه الجِرجِيرَ تنبت في حُقُوف الرمل وقيل هو نبات سُهْلي ينبت ظاهراً وله ورقة دقيقة لطيفة وسَنِفَة مَحْشُوَّة حَبّاً كحب الخَشْخاش وهو من نبات مطر الصيف يُسْلِح الماشيةَ واحدته إِسْلِيحة قال أَبو زياد منابتُ الإِسْلِيح الرمل وهمزة إِسْلِيح مُلْحِقة له ببناء قِطْمِير بدليل ما انضاف إِليها من زيادة الياء معها هذا مذهب أَبي علي قال ابن جني سأَلته يوماً عن تِجْفافٍ أَتاؤُه للإِلحاق بباب قِرْطاس فقال نعم واحتج في ذلك بما انضاف إِليها من زيادة الأَلف معها قال ابن جني فعلى هذا يجوز أَن يكون ما جاء عنهم من باب أُمْلود وأُظْفور ملحقاً بعُسْلوج ودُمْلُوح وأَن يكون إِطْريح وإِسْليح ملحقاً بباب شِنْظير وخِنْزير قال ويَبْعُد هذا عندي لأَنه يلزم منه أَن يكون بابُ إِعصار وإِنسام ملحقاً ببابِ حِدْبار وهِلْقام وبابْ إِفعال لا يكون ملحقاً أَلا ترى أَنه في الأَصل للمصدر نحو إِكرام وإِنعام ؟ وهذا مصدر فعل غير ملحق فيجب أَن يكون المصدر في ذلك على سَمْتِ فعله غير مخالف له قال وكأَنّ هذا ونحوه إِنما لا يكون ملحقاً من قِبَل أَن ما زيد على الزيادة الأُولى في أَوله إِنما هو حرف لين وحرف اللين لا يكون للإِلحاق إِنما جيءَ به بمعنى وهو امتداد الصوت به وهذا حديث غير حديث الإِلحاق أَلا ترى أَنك إِنما تقابل بالمُلْحَق الأَصلَ وباب المدّ إِنما هو الزيادة أَبداً ؟ فالأَمران على ما ترى في البعد غايتان والمَسْلَح منزل على أَربع منازل من مكة والمَسالح مواضع وهي غير المَسالح المتقدّمة الذكر والسَّيْلَحُون موضع منهم من يجعل الإِعراب في النون ومنهم من يجريها مجرى مسلمين والعامة تقول سالِحُون الليث سَيْلَحِين موضع يقال هذه سَيْلَحُون وهذه سيلحينُ ومثله صَرِيفُون وصَريفينُ قال وأَكثر ما يقال هذه سَيْلَحونَ ورأَيت سَيلحين وكذلك هذه قِنَّسْرُونَ ورأَيتِ قِنَّسْرين ومُسَلحة موضع قال لهم يومُ الكُلابِ ويومُ قَيْسٍ أَراقَ على مُسَلَّحةَ المَزادا
( * قوله « أَراق على مسلحة المزادا » في ياقوت « أَقام على مسلحة المزارا » )
وسَلِيحٌ قبيلة من اليمن وسَلاحِ موضع قريب من خيبر وفي الحديث تكون أَبعدَ مَسالِحهم سَلاح والسُّلَحُ ولد الحَجَلِ مثل السُّلَك والسُّلَف والجمع سِلْحان أَنشد أَبو عمرو لِجُؤَيَّةَ وتَتْبَعُه غُبْرٌ إِذا ما عَدا عَدَوْا كسِلْحانِ حَجْلى قُمْنَ حين يَقومُ وفي التهذيب السُّلَحَة والسُّلَكَةُ فرخُ الحَجَل وجمعه سِلْحان وسِلْكان والعرب تسمي السِّماك الرامِحَ ذا السِّلاح والآخرَ الأَعْزَلَ وقال ابن شميل السَّلَحُ ماء السماء في الغُدْران وحيثما كان يقال ماء العِدّ وماء السَّلَح قال الأَزهري سمعت العرب تقول لماء السماء ماء الكَرَع ولم أَسمع السلَح

( سلطح ) الاسْلِنْطاحُ الطُّول والعَرْضُ يقال قد اسْلَنْطَح قال ابن قيس الرُّقَيَّاتِ أَنتَ ابنُ مُسْلَنْطِحِ البِطاحِ ولم تَعْطِفْ عليك الحُنِيُّ والوُلُجُ قال الأَزهري الأَصل السَّلاطح والنون زائدة وجارية سَلْطَحة عريضة والسُّلاطِحُ العريض وأَنشد سُلاطِحٌ يُناطِحُ الأَباطِحا والسَّلَنْطَحُ الفَضاء الواسع وسيذكر في الصاد واسْلَنْطَحَ وقع على ظهره كاسْحَنْطَرَ وسنذكره في موضعه ورجل مُسْلَنْطِحٌ إِذا انْبَسَطَ واسْلَنْطَحَ الوادي اتسع واسْلَنْطَحَ الشيءُ طال وعَرُضَ واسْلَنْطَحَ وقع على وجهه كاسْحَنْطَرَ والسَّلَوْطَحُ موضع بالجزيرة موجود في شعر جرير مُفَسَّراً عن السُّكَّريّ قال جَرَّ الخليفةُ بالجُنُودِ وأَنْتُمُ بين السَّلَوْطَحِ والفُراتِ فُلُولُ

( سمح ) السَّماحُ والسَّماحةُ الجُودُ سَمُحَ سَماحَةً
( * قوله « سمح سماحة » نقل شارح القاموس عن شيخه ما نصه المعروف في هذا الفعل أنه كمنع وعليه اقتصر ابن القطاع وابن القوطية وجماعة وسمح ككرم معناه صار من أهل السماحة كما في الصحاح وغيره فاقتصار المجد على الضم قصور وقد ذكرهما معاً الجوهري والفيومي وابن الأثير وأرباب الأفعال وأئمة الصرف وغيرهم ) وسُمُوحة وسَماحاً جاد ورجلٌ سَمْحٌ وامرأشة سَمْحة من رجال ونساء سِماح وسُمَحاء فيهما حكى الأَخيرة الفارسي عن أَحمد بن يحيى ورجل سَمِيحٌ ومِسْمَح ومِسْماحٌ سَمْح ورجال مَسامِيحُ ونساء مَسامِيحُ قال جرير غَلَبَ المَسامِيحَ الوَلِيدُ سَماحةً وكَفى قُريشَ المُعضِلاتِ وَسادَها وقال آخر في فِتْيَةٍ بُسُطِ الأَكُفِّ مَسامِحٍ عندَ الفِضالِ نَدِيمُهم لم يَدْثُرِ وفي الحديث يقول الله عز وجل أَسْمِحُوا لعبدي كإِسماحه إِلى عبادي الإِسماح لغة في السَّماحِ يقال سَمَحَ وأَسْمَحَ إِذا جاد وأَعطى عن كَرَمٍ وسَخاءٍ وقيل إِنما يقال في السَّخاء سَمَح وأَما أَسْمَح فإِنما يقال في المتابعة والانقياد ويقال أَسْمَحَتْ نَفْسُه إِذا انقادت والصحيح الأَول وسَمَح لي فلان أَي أَعطاني وسَمَح لي بذلك يَسْمَحُ سَماحة وأَسْمَح وسامَحَ وافَقَني على المطلوب أَنشد ثعلب لو كنتَ تُعْطِي حين تُسْأَلُ سامَحَتْ لك النَّفسُ واحْلَولاكَ كلُّ خَليلِ والمُسامَحة المُساهَلة وتَسامحوا تَساهَلوا وفي الحديث المشهور السَّماحُ رَباحٌ أَي المُساهلة في الأَشياء تُرْبِحُ صاحبَها وسَمَحَ وتَسَمَّحَ فَعَلَ شيئاً فَسَهَّل فيه أَنشد ثعلب ولكنْ إِذا ما جَلَّ خَطْبٌ فسامَحَتْ به النفسُ يوماً كان للكُرْه أَذْهَبا ابن الأَعرابي سَمَح له بحاجته وأَسْمَح أَي سَهَّل له وفي الحديث أَن ابن عباس سئل عن رجل شرب لبناً مَحْضاً أَيَتَوَضَّأُ ؟ قال اسْمَحْ يُسْمَحْ لك قال شمر قال الأَصمعي معناه سَهِّلْ يُسَهَّلْ لك وعليك وأَنشد فلما تنازعْنا الحديثَ وأَسْمَحتْ قال أَسْمَحتْ أَسهلت وانقادت أَبو عبيدة اسْمَحْ يُسْمَحْ لك بالقَطْع والوصل جميعاً وفي حديث عطاء اسْمَحْ يُسْمَحْ بك وقولهم الحَنِيفِيَّة السَّمْحة ليس فيها ضيق ولا شدة وما كان سَمْحاً ولقد سَمُحَ بالضم سَماحة وجاد بما لديه وأَسْمَحَتِ الدابة بعد استصعاب لانت وانقادت ويقال سَمَّحَ اللبعير بعد صُعوبته إِذا ذلَّ وأَسْمَحتْ قَرُونَتُه لذلك الأَمر إِذا أَطاعت وانقادت ويقال أَسْمَحَتْ قَرِينتُه إِذا ذلَّ واستقام وسَمَحَتِ الناقة إِذا انقادت فأَسرعت وأَسْمَحَتْ قَرُونَتُه وسامحت كذلك أَي ذلت نفسه وتابعت ويقال فلانٌ سَمِيحٌ لَمِيحٌ وسَمْحٌ لَمْحٌ والمُسامحة المُساهَلة في الطِّعان والضِّراب والعَدْو قال وسامَحْتُ طَعْناً بالوَشِيجِ المُقَوَّم وتقول العرب عليك بالحق فإِن فيه لَمَسْمَحاً أَي مُتَّسَعاً كما قالوا إِن فيه لَمَندُوحةً وقال ابن مُقْبل وإِن لأَسْتَحْيِي وفي الحَقِّ مَسْمَحٌ إِذا جاءَ باغِي العُرْفِ أَن أَتَعَذَّرا قال ابن الفرج حكايةً عن بعض الأَعراب قال السِّباحُ والسِّماحُ بيوت من أَدَمٍ وأَنشد إِذا كان المَسارِحُ كالسِّماحِ وعُودٌ سَمْح بَيِّنُ السَّماحةِ والسُّموحةِ لا عُقْدَة فيه ويقال ساجةٌ سَمْحة إِذا كان غِلَظُها مُسْتَويَ النَّبْتَةِ وطرفاها لا يفوتان وَسَطَه ولا جميعَ ما بين طرفيه من نِبْتته وإِن اختلف طرفاه وتقاربا فهو سَمْحٌ أَيضاً قال الشافعي
( * قوله « وقال الشافعي إلخ » لعله قال أبو حنيفة كذا بهامش الأصل ) وكلُّ ما استوت نِبتته حتى يكون ما بين طرفيه منه ليس بأَدَقَّ من طرفيه أَو أَحدهما فهو من السَّمْح وتَسْمِيح الرُّمْحِ تَثْقِيفُه وقوس سَمْحَةٌ ضِدُّ كَزَّةٍ قال صخر الغَيّ وسَمْحة من قِسِيِّ زارَةَ حَمْ راءَ هَتُوفٍ عِدادُها غَرِدُ ورُمْحٌ مُسَمَّح ثُقِّفَ حتى لانَ والتَّسْميح السُّرعة قال سَمَّحَ واجْتابَ بلاداً قِيَّا وقيل التَّسْمِيحُ السير السهل وقيل سَمَّحَ هَرَب

( سنح ) السانِحُ ما أَتاكَ عن يمينك من ظبي أَو طائر أَو غير ذلك والبارح ما أَتاك من ذلك عن يسارك قال أَبو عبيدة سأَل يونُسُ رُؤْبةَ وأَنا شاهد عن السانح والبارح فقال السانح ما وَلاَّكَ مَيامنه والبارح ما وَلاَّك ميَاسره وقيل السانح الذي يجيء عن يمينك فتَلِي ميَاسِرُه مَياسِرَك قال أَبو عمرو الشَّيباني ما جاء عن يمينك إِلى يسارك وهو إِذا وَلاَّك جانبه الأَيسر وهو إِنْسِيُّه فهو سانح وما جاء عن يسارك إِلى يمينك وَولاَّك جانبه الأَيمنَ وهو وَحْشِيُّه فهو بارح قال والسانحُ أَحْسَنُ حالاً عندهم في التَّيَمُّن من البارح وأَنشد لأَبي ذؤيب أَرِبْتُ لإِرْبَتِه فانطلقت أُرَجِّي لِحُبِّ اللِّقاءِ سَنِيحا يريد لا أَتَطَيَّرُ من سانح ولا بارح ويقال أَراد أَتَيَمَّنُ به قال وبعضهم يتشاءم بالسانح قال عمرو بن قَمِيئَة وأَشْأَمُ طير الزاجِرِين سَنِيحُها وقال الأعشى أَجارَهُما بِشْرٌ من الموتِ بعدَما جَرَى لهما طَيرُ السَّنِيحِ بأَشْأَمِ بِشر هذا هو بشر بن عمرو بن مَرْثَدٍ وكان مع المُنْذرِ ابن ماء السماء يتصيد وكان في يوم بُؤْسِه الذي يقتل فيه أَولَ من يلقاه وكان قد أَتى في ذلك اليوم رجلان من بني عم بِشْرٍ فأَراد المنذر قتلهما فسأَله بشر فيهما فوهبهما له وقال رؤبة فكم جَرَى من سانِحٍ يَسْنَحُ
( * قوله « فكم جرى إلخ » كذا بالأصل )
وبارحاتٍ لم تحر تبرح بطير تخبيب ولا تبرح قال شمر رواه ابن الأَعرابي تَسْنَحُ قال والسُّنْحُ اليُمْنُ والبَرَكَةُ وأَنشد أَبو زيد أَقول والطيرُ لنا سانِحٌ يَجْرِي لنا أَيْمَنُه بالسُّعُود قال أَبو مالك السَّانِحُ يُتبرك به والبارِحُ يُتشَاءَمُ به وقج تشاءم زهير بالسانح فقال جَرَتْ سُنُحاً فقلتُ لها أَجِيزي نَوًى مَشْمولةً فمتَى اللِّقاءُ ؟ مشمولة أَي شاملة وقيل مشمولة أُخِذَ بها ذاتَ الشِّمالِ والسُّنُحُ الظباء المَيامِين والسُّنُح الظباء المَشائيمُ والعرب تختلف في العِيافَةِ فمنهم من يَتَيَمَّنُ بالسانح ويتشاءم بالبارح وأَنشد الليث جَرَتْ لكَ فيها السانِحاتُ بأَسْعَد وفي المثل مَنْ لي بالسَّانِحِ بعد البارِحِ وسَنَحَ وسانَحَ بمعنًى وأَورد بيت الأعشى جَرَتْ لهما طيرُ السِّناحِ بأَشْأَمِ ومنهم من يخالف ذلك والجمع سَوانحُ والسَّنيحُ كالسانح قال جَرَى يومَ رُحْنا عامِدينَ لأَرْضِها سَنِيحٌ فقال القومُ مَرَّ سَنيحُ والجمع سُنُحٌ قال أَبِالسُّنُحِ الأَيامِنِ أَم بنَحْسٍ تَمُرُّ به البَوارِحُ حين تَجْرِي ؟ قال ابن بري العرب تختلف في العيافة يعني في التَّيَمُّنِ بالسانح والتشاؤم بالبارح فأَهل نجد يتيمنونَ بالسانح كقول ذي الرمة وهو نَجْدِيٌّ خَلِيلَيَّ لا لاقَيْتُما ما حَيِيتُما من الطيرِ إِلاَّ السَّانحاتِ وأَسْعَدا وقال النابغة وهو نجدي فتشاءم بالبارح زَعَمَ البَوارِحُ أَنَّ رِحْلَتَنا غَداً وبذاكَ تَنْعابُ الغُرابِ الأَسْوَدِ وقال كثير وهو حجازي ممن يتشاءم بالسانح أَقول إِذا ما الطيرُ مَرَّتْ مُخِيفَةً سَوانِحُها تَجْري ولا أَسْتَثيرُها فهذا هو الأَصل ثم قد يستعمل النجدي لغة الحجازي فمن ذلك قول عمرو بن قميئة وهو نجدي فبِيني على طَيرٍ سَنِيحٍ نُحوسُه وأَشْأَمُ طيرِ الزاجِرينَ سَنِيحُها وسَنَحَ عليه يَسْنَحُ سُنُوحاً وسُنْحاً وسُنُحاً وسَنَحَ لي الظبيُ يَسْنَحُ سُنُوحاً إِذا مَرَّ من مَياسرك إِلى ميَامنك حكى الأَزهري قال كانت في الجاهلية امرأَة تقوم بسُوقِ عُطاظَ فتنشدُ الأَقوالَ وتَضربُ الأَمثالَ وتُخْجِلُ الرجالَ فانتدب لها رجل فقال المرأَة ما قالت فأَجابها الرجل أَسْكَتَاكِ جامِحٌ ورامِحُ كالظَّبْيَتَيْنِ سانِحٌ وبارِحُ
( * قوله « أسكتاك إلخ » هكذا في الأصل )
فَخَجِلَتْ وهَرَبَتْ وسَنَح لي رأْيٌ وشِعْرٌ يَسْنَحُ عرض لي أَو تيسر وفي حديث عائشة واعتراضها بين يديه في الصلاة قالت أَكْرَهُ أَن أَسْنَحَه أَي أَكره أَن أَستقبله بيديَّ في صلاته مِن سَنَحَ لي الشيءُ إِذا عرض وفي حديث أَبي بكر قال لأُسامة أَغِرْ عليه غارةً سَنْحاءَ مِن سَنَحَ له الرأْيُ إِذا اعترضه قال ابن الأَثير هكذا جاء في رواية والمعروف سَحَّاء وقد ذكر في موضعه ابن السكيت يقال سَنَحَ له سانحٌ فَسَنَحه عما أَراد أَي رَدَّه وصرفه وسَنَحَ بالرجل وعليه أَخرجه أَو أَصابه بشرّ وسَنَحْتُ بكذا أَي عَرَّضْتُ ولَحَنْتُ قال سَوَّارُ بن المُضَرّب وحاجةٍ دونَ أُخْرَى قد سَنَحْتُ لها جعلتها للتي أَخْفَيتْتُ عُنْوانا والسَّنِيحُ الخَيْطُ الذي ينظم فيه الدرُّ قبل أَن ينظم فيه الدر فإِذا نظم فهو عِقْد وجمعه سُنُح اللحياني خَلِّ عن سُنُحِ الطريق وسُجُح الطريق بمعنى واحد الأَزهري وقال بعضهم السَّنِيحُ الدُّرُّ والحَلْيُ قال أَبو داود يذكر نساء وتَغَالَيْنَ بالسَّنِيحِ ولا يَسْ أَلْنَ غِبَّ الصَّباحِ ما الأَخبارُ ؟ وفي النوادر يقال اسْتَسْنَحْته عن كذا وتَسَنَّحْته واستنحسته عن كذا وتَنَحَّسْته بمعنى استفحصته ابن الأَثير وفي حديث عليّ سَنَحْنَحُ الليل كأَني جِنِّي
( * قوله « سنحنح إلخ » هو والسمعمع مما كرر عينه ولامه معاً وهما من سنح وسمع فالسنحنح العرّيض الذي يسنح كثيراً وأَضافه إِلى الليل على معنى أَنه يكثر السنوح فيه لأَعدائه والتعرّض لهم لجلادته كذا بهامش النهاية )
أَي لا أَنام الليل أَبداً فأَنا متيقظ ويروى سَمَعْمَعُ وسيأْتي ذكره في موضعه وفي حديث أَبي بكر كان منزلُه بالسُّنُح بضم السين قيل هو موضع بعوالي المدينة في منازل بني الحرث بن الخَزْرَج وقد سَمَّتْ سُنَيْحاً وسِنْحاناً

( سنطح ) التهذيب السِّنْطاحُ من النُّوقِ الرَّحِيبةُ الفَرْج وقال يَتْبَعْنَ سَمْحاءَ من السَّرادِحِ عَيْهَلَةَ حَرْفاً من السَّناطِحِ

( سوح ) السَّاحةُ الناحية وهي أَيضاً فَضاء يكون بين دُور الحَيِّ وساحةُ الدار باحَتُها والجمع ساحٌ وسُوحٌ وساحاتٌ الأُولى عن كراع قال الجوهري مثل بَدَنةٍ وبُدْنٍ وخَشَبَةٍ وخُشْبٍ والتصغير سُوَيْحَةٌ

( سيح ) السَّيْحُ الماءُ الظاهر الجاري على وجه الأَرض وفي التهذيب الماء الظاهر على وجه الأَرض وجمعُه سُيُوح وقد ساحَ يَسيح سَيْحاً وسَيَحاناً إِذا جرى على وجه الأَرض وماءٌ سَيْحٌ وغَيْلٌ إِذا جرى على وجه الأَرض وجمعه أَسْياح ومنه قوله لتسعة أَسياح وسيح العمر
( * قوله « لتسعة أَسياح إلخ » هكذا في الأصل )
وأَساحَ فلانٌ نهراً إِذا أَجراه قال الفرزدق وكم للمسليمن أَسَحْتُ بَحْري بإِذنِ اللهِ من نَهْرٍ ونَهْرِ
( * قوله « أَسحت بحري » كذا بالأصل وشرح القاموس والذي في الأساس أَسحت فيهم )
وفي حديث الزكاة ما سُقِي بالسَّيْح ففيه العُشْرُ أَي الماء الجاري وفي حديث البراء في صفة بئرٍ فلقد أُخْرِجَ أَحدُنا بثوب مخافة الغرق ثم ساحتْ أَي جرى ماؤها وفاضت والسِّياحةُ الذهاب في الأَرض للعبادة والتَّرَهُّب وساح في الأَرض يَسِيح سِياحةً وسُيُوحاً وسَيْحاً وسَيَحاناً أَي ذهب وفي الحديث لا سِياحة في الإِسلام أَراد بالسِّياحة مفارقةَ الأَمصار والذَّهابَ في الأَرض وأَصله من سَيْح الماء الجاري قال ابن الأَثير أَراد مفارقةَ الأَمصار وسُكْنى البَراري وتَرْكَ شهود الجمعة والجماعات قال وقيل أَراد الذين يَسْعَوْنَ في الأَرض بالشرِّ والنميمة والإِفساد بين الناس وقد ساح ومنه المَسيحُ بن مريم عليهما السلام في بعض الأَقاويل كان يذهب في الأَرض فأَينما أَدركه الليلُ صَفَّ قدميه وصلى حتى الصباح فإِذا كان كذلك فهو مفعول بمعنى فاعل والمِسْياحُ الذي يَسِيحُ في الأَرض بالنميمة والشر وفي حديث عليّ رضي الله عنه أُولئك أُمَّةُ الهُدى لَيْسُوا بالمَساييح ولا بالمَذاييع البُذُرِ يعني الذين يَسِيحون في الأَرض بالنميمة والشر والإِفساد بين الناس والمذاييع الذين يذيعون الفواحش الأَزهري قال شمر المساييح ليس من السِّياحة ولكنه من التَّسْييح والتَّسْييح في الثوب أَن تكون فيه خطوط مختلفة ليست من نحو واحد وسِياحةُ هذه الأُمة الصيامُ ولُزُومُ المساجد وقوله تعالى الحامدون السائحون وقال تعالى سائحاتٍ ثَيِّباتٍ وأَبكاراً السائحون والسائحات الصائمون قال الزجاج السائحون في قول أَهل التفسير واللغة جميعاً الصائمون قال ومذهب الحسن أَنهم الذين يصومون الفرض وقيل إِنهم الذين يُدِيمونَ الصيامَ وهو مما في الكتب الأُوَل قيل إِنما قيل للصائم سائح لأَن الذي يسيح متعبداً يسيح ولا زاد معه إِنما يَطْعَمُ إِذا وجد الزاد والصائم لا يَطْعَمُ أَيضاً فلشبهه به سمي سائحاً وسئل ابن عباس وابن مسعود عن السائحين فقال هم الصائمون والسَّيْح المِسْحُ المُخَطَّطُ وقيل السَّيْح مِسْح مخطط يُسْتَتَرُ به ويُفْتَرَش وقيل السَّيْحُ العَباءَة المُخَطَّطة وقيل هو ضرب من البُرود وجمعه سُيُوحٌ أَنشد ابن الأَعرابي وإِني وإِن تُنْكَرْ سُيُوحُ عَباءَتي شِفاءُ الدَّقَى يا بِكْرَ أُمِّ تَميمِ الدَّقَى البَشَمُ وعَباءَةُ مُسَيَّحة قال الطِّرِمَّاحُ من الهَوْذِ كَدْراءُ السَّراةِ ولونُها خَصِيفٌ كَلَوْنِ الحَيْقُطانِ المُسَيَّحِ ابن بري الهَوْذُ جمع هَوْذَةٍ وهي القَطاة والسَّراة الظهر والخَصِيفُ الذي يجمع لونين بياضاً وسواداً وبُرْدٌ مُسَيَّح ومُسَيَّر مخطط ابن شميل المُسَيَّحُ من العَباء الذي فيه جُدَدٌ واحدة بيضاء وأُخرى سوداء ليست بشديدة السواد وكل عباءَة سَيْحٌ ومُسَيَّحَة ويقال نِعْمَ السيْحُ هذا وما لم يكن جُدَد فإِنما هو كساء وليس بعباء وجَرادٌ مُسَيَّحٌ مخطط أَيضاً قال الأَصمعي المُسَيَّح من الجراد الذي فيه خطوط سود وصفر وبيض واحدته مُسَيَّحة قال الأَصمعي إِذا صار في الجراد خُطوط سُودٌ وصُفْر وبيض فهو المُسَيَّحُ فإِذا بدا حَجْمُ جَناحهْ فذلك الكُِتْفانُ لأَنه حينئذ يُكَتِّفُ المَشْيَ قال فإِذا ظهرت أَجنحته وصار أَحمر إِلى الغُبْرة فهو الغَوْغاءُ الواحدة غَوْغاءَة وذلك حين يموجُ بعضه في بعض ولا يتوجه جهةً واحدةً قال الأَزهري هذا في رواية عمرو بن بَحْرٍ الأَزهري والمُسَيَّحُ من الطريق المُبَيَّنُ شَرَكُه وإِنما سَيَّحَه كثرةُ شَرَكه شُبِّه بالعباءة المُسَيَّح ويقال للحمار الوحشيّ مُسَيَّحٌ لجُدَّة تفصل بين بطنه وجنبه قال ذو الرمة تَهاوَى بيَ الظَّلْماءَ حَرْفٌ كأَنها مُسَيَّحُ أَطرافِ العَجيزة أَسْحَمُ
( * قوله « تهاوى بي » الذي في الأساس به وقوله أسحم الذي فيه أصحر وكل صحيح )
يعني حمارًا وحشيّاً شبه الناقة به وانْساحَ الثوبُ وغيره تشقق وكذلك الصُّبْحُ وفي حديث الغار فانْساحت الصخرة أَي اندفعت واتسعت ومنه ساحَة الدار ويروى بالخاء وبالصاد وانْساحَ البطنُ اتسع ودنا من السمن التهذيب ابن الأَعرابي يقال للأَتان قد انْساحَ بطنها وانْدالَ انْسِياحاً إِذا ضَخُمَ ودنا من الأَرض وانْساحَ بالُه أَي اتسع وقال أُمَنِّي ضميرَ النَّفْسِ إِياك بعدما يُراجِعُني بَثِّي فَيَنْساحُ بالُها ويقال أَساحَ الفَرَسُ ذكَره وأَسابه إِذا أَخرجه من قُنْبِه قال خليفة الحُصَيْني ويقال سَيَّبه وسَيَّحه مثله وساح الظِّلُّ أَي فاءَ وسَيْحٌ ماء لبني حَسَّان بن عَوْف وقال يا حَبَّذا سَيْحٌ إِذا الصَّيْفُ الْتَهَبْ وسَيْحانُ نهر بالشام وفي الحديث ذكْرُ سَيْحانَ هو نهر بالعَواصِم من أَرض المَصِيصَةِ قريباً من طَرَسُوسَ ويذكر مع جَيْحانَ وساحِينُ نهر بالبصرة وسَيْحُونُ نهر بالهند

( شبح ) الشَّبَحُ ما بدا لك شخصُه من الناس وغيرهم من الخلق يقال شَبَحَ لنا أَي مَثَلَ وأَنشد رَمَقْتُ بعيني كلَّ شَبْحٍ وحائلٍ الشَّبْحُ والشَّبَحُ الشخص والجمع أَشباح وشُبوح وقال في التصريف أَسماءُ الأَشباحِ
( * قوله « اسماء الأَشباح إلخ » عبارة الأساس الأسماء ضربان أسماء الأشباح وهي التي أَدركتها الرؤية والحس وأسماء الأعمال وهي التي لا تدركها الرؤية ولا الحس وهو كقولهم أسماء الأعيان وأسماء المعاني ) وهو ما أَدركته الرؤية والحِسُّ والشَّبْحانُ الطويلُ ورجل شَبْحُ الذراعين بالتسكين ومَشْبُوحُهما أَي عريضهما وفي صفة النبي صلى الله عليه وسلم أَنه كان مَشْبُوحَ الذراعين أَي طويلَهما وقيل عريضهما وفي رواية كان شَبْح الذراعين قال ذو الرمة إِلى كل مَشْبُوحِ الذِّراعَيْنِ تُتَّقَى به الحربُ شَعْشاعٍ وأَبيضَ فَدْغَمِ تقول منه شَبُحَ الرجل بالضم وشَبَّحَ الشيءَ عَرَّضَه وتشْبِيحُه تعريضه وشَبَحْتُ العُود شَبْحاً إِذا نَحَتَّه حتى تُعَرِّضَه ويقال هلك أَشْباحُ ماله إِذا هلك ما يُعْرَف من إِبله وغنمه وسائر مواشيه وقال الشاعر ولا تَذْهَبُ الأَحْسابُ من عُقْرِ دارِنا ولكنَّ أَشباحاً من المالِ تَذْهَبُ والمَشْبُوح البعيد ما بين المنكبين والشَّبْحُ مَدُّك الشيءَ بين أَوتاد أَو الرجلَ بين شيئين والمضروبُ يُشْبَحُ إِذا مُدَّ للجَلْدِ وشَبَحَه يَشْبَحُه مَدَّه ليجلده وشَبَحه مَدَّه كالمصلوب وفي حديث أَبي بكر رضي الله عنه مَرَّ ببلال وقد شُبِحَ في الرَّمْضاءِ أَي مُدَّ في الشمس على الرمضاء ليُعَذَّبَ وفي حديث الدجال خذوه فاشْبَحُوه وفي رواية فشُجُّوه وشَبَحَ يديه يَشْبَحُهما مدَّهما يقال شَبَحَ الداعي إِذا مَدَّ يده للدعاء وقال جرير وعليك من صَلَواتِ رَبِّكَ كلما شَبَحَ الحَجِيجُ المُبْلِدُون وغاروا
( * قوله « الحديث المبلدون إلخ » الذي في الأساس الحديث مبلدين إلخ قال وغاروا هبطوا غور تهامة )
وتَشَبَّح الحِرْباءُ على العُود امْتَدَّ والحِرباءُ تَشَبَّحَ على العود وفي الحديث فَنَزَعَ سَقْفَ بيتي شَبْحَةً شَبْحَةً أَي عوداً عوداً وكساء مُشَبَّح قويّ شديد وشبح لك الشيءُ بدا وشَبَح رأْسَه شَبْحاً شَقَّه وقيل هو شَقُّك أَيَّ شيء كان

( شجح ) قال ابن بري في ترجمة عقق عند قول الجوهري والعَقْعَقُ طائر معروف وصوته العَقْعَقة قال ابن بري قال ابن خالويه روى ثعلب عن إسحق الموصلي أَن العَقْعَقَ يقال له الشَّجَحَى
( * قوله « يقال له الشجحى » كذا يضبط الأصل ونقل هذه العبارة شارح القاموس مستدركاً بها على المجد لكن المجد ذكره في ش ج ج بجيمين فقال والشججى كجمزى أي محرّكاً العقعق وذكره في المعتل فقال والشجوجى الطويل ثم قال والعقعق وضبط بالشكل بفتح الشين والجيمين وسكون الواو مقصوراً )

( شحح ) الشُّحُّ والشَّحُّ البُخْلُ والضم أَعلى وقيل هو البخل مع حِرْصٍ وفي الحديث إٍياكم والشُّحَّ الشُّحُّ أَشدُّ البخل وهو أَبلغ في المنع من البخل وقيل البخل في أَفراد الأُمور وآحادها والشح عام وقيل البخل بالمال والشح بالمال والمعروف وقد شَحَحْتَ تَشُحُّ وشَحِحْتَ بالكسر ورجل شَحيحٌ وشَحاحٌ من قومٍ أَشِحَّةٍ وأَشِحَّاء وشِحَاح قال سيبويه أَفْعِلَةٌ وأَفْعِلاءُ إِنما يَغْلِبانِ على فَعِيل اسماً كأَرْبِعَةٍ وأَرْبِعاءَ وأَخْمِسة وأَخْمِساءَ ولكنه قد جاء من الصفة هذا ونحوه وقوله تعالى سَلَقُوكم بأَلْسِنَةٍ حِدادٍ أَشِحَّةً على الخير أَي خاطبوكم أَشدَّ مخاطبةٍ وهم أَشِحَّةُ على المال والغنيمة الأَزهري نزلت في قوم من المنافقين كانوا يؤذون المسلمين بأَلسنتهم في الأَمر ويَعُوقُونَ عند القتال ويَشِحُّون عند الإِنفاق على فقراء المسلمين والخيرُ المالُ ههنا ونفس شَحَّة شَحِيحة عن ابن الأَعرابي وأَنشد لسانُك مَعْسُولٌ ونَفْسُك شَحَّةُ وعند الثُّرَيَّا من صَدِيقِك مالُكا وأَنتَ امْرُؤٌ خِلْطٌ إِذا هي أَرسَلَتْ يَمينُك شيئاً أَمْسَكَتْه شِمالُكا وتَشاحُّوا في الأَمر وعليه شَحَّ به بعضهم على بعض وتَبادروا إِليه حَذَرَ فَوْتِه ويقال هما يَتَشاحّان على أَمر إِذا تنازعاه لا يريد كل واحد منهما أَن يفوته والنعت شَحِيح والعدد أَشِحَّةٌ وتَشاحَّ الخَصْمانِ في الجَدَلِ كذلك وهو منه وماء شَحَاحٌ نَكِدٌ غيرُ غَمْرٍ منه أَيضاً أَنشد ثعلب لَقِيَتْ ناقتي به وبِلَقْفٍ بَلَداً مُجْدِباً وماءً شَحاحا وزَنْدٌ شَحاحٌ لا يُورِي كأَنه يَشِحُّ بالنار قال ابن هَرْمَة وإِني وتَرْكي نَدَى الأَكْرَمِين وقَدْحِي بِكَفِّيَ زَنْداً شَحاحا كتارِكَةٍ بَيْضَها بالعَراء ومُلْبِسَةٍ بَيْضَ أُخْرَى جَناحا يضرب مثلاً لمن ترك ما يجب عليه الاهتمام به والجِدُّ فيه واشتغل بما لا يلزمه ولا منفعة له فيه وشَحِحْت بك وعليك سواء ضَنَنْتُ على المثل وفلان يُشاحُّ على فلان أَي يَضِنُّ به وأَرضٌ شَحاحٌ تسيلٌ من أَدْنى مطرة كأَنها تَشِحُّ على الماء بنفسها وقال أَبو حنيفة الشِّحاحُ شِعابٌ صغار لو صَبَبْتَ في إِحداهن قِرْبة أَسالته وهو من الأَول وأَرضٌ شَحاحٌ لا تَسيل إِلاّ من مطر كثير
( * قوله « لا تسيل إلا من مطر كثير » لا منافاة بينه وبين ما قبله فهو من الأضداد كما في القاموس ) وأَرضٌ شَحْشَحٌ كذلك والشُّحُّ حِرْصُ النفس على ما ملكت وبخلها به وما جاء في التنزيل من الشُّحِّ فهذا معناه كقوله تعالى ومن ُيوقَ شُحَّ نفسه فأُولئك هم المفلحون وقوله وأُحْضِرَتِ الأَنْفُسُ الشُّحَّ قال الأَزهري في قوله ومن يوق شح نفسه فأُولئك هم المفلحون أَي من أَخرج زكاته وعف عن المال الذي لا يحل له فقد وُقِيَ شُحَّ نفسه وفي الحديث بَرِئَ من الشُّحِّ من أَدَّى الزكاة وقَرَى الضَّيْفَ وأَعطى في النائبة وفي الحديث أَن تتصدق وأَنت شَحِيح صَحيح تَأْمُلُ البقاء وتَخْشى الفقر وفي حديث ابن عمر أَن رجلاً قال له إِني شَحِيح فقال إِن كان شُحُّكَ لا يحملك على أَن تأْخذ ما ليس لك فليس بشُحِّكَ بأْسٌ في حديث ابن مسعود قال له رجل ما أُعْطِي ما أَقْدِرُ على منعه قال ذاك البخلُ والشح أَن تأْخذ مال أَخيك بغير حقه وفي حديث ابن مسعود أَنه قال الشح منع الزكاة وإِدخال الحرام وشَحَّ بالشيء وعليه يَشِحُّ بكسر الشين قال وكذلك كل فَعِيل من النعوت إِذا كان مضاعفاً على فَعَلَ يَفْعِل مثل خفيف ودَفِيف وعَفِيف وقال بعض العرب تقول شَحَّ يَشِحُّ وقد شَحِحْتَ تَشَحُّ ومثله ضَنَّ يَضَنُّ فهو ضنين والقياس هو الأَول ضَنَّ يَضِنُّ واللغة العالية ضَنَّ يَضَنُّ والشَّحْشَحُ والشَّحْشاحُ الممسك البخيل قال سلمة ابن عبد الله العَدَوِيّ فَرَدَّدَ الهَدْرَ وما أَن شَحْشَحا أَي ما بخل بهديره وبعده يميلُ عَلْخَدَّيْنِ ميْلاً مُصْفَحا أَي يميل على الخَدَّين فحذف والشَّحْشَحُ والشَّحْشاحُ المواظب على الشيء الجادّ فيه الماضي فيه والشَّحْشَحُ يكون للذكر والأُنثى قال الطِّرِمَّاحُ كأَنَّ المَطايا ليلةَ الخِمْسِ عُلِّقَتْ بوَثَّابةٍ تَنْضُو الرَّواسِمَ شَحْشَحِ والشَّحْشَحُ والشَّحْشاحُ الغَيُورُ والشجاع أَيضاً وفلاةٌ شَحْشَحٌ واسعة بعيدة مَحْلٌ لا نبت فيها قال مُلَيْح الهُذَليُّ تَخْدِي إِذا ما ظَلامُ الليلِ أَمْكَنها من السُّرَى وفلاةٌ شَحْشَحٌ جَرَدُ والشَّحْشَحُ والشَّحْشاح أَيضاً القويُّ وخطيب شَحْشح وشَحْشاحٌ ماضٍ وقيل هما كل ماضٍ في كلام أَو سَيْر قال ذو الرمة لَدُنْ غَدْوةً حتى إِذا امْتَدَّتِ الضُّحَى وحَثَّ القَطِينَ الشَّحْشحانُ المُكَلَّفُ يعني الحادي وفي حديث عليّ أَنه رأَى رجلاً يَخطُبُ فقال هذا الخطيب الشَّحْشَحُ هو الماهر بالخطبة الماضي فيها ورجل شَحْشَحٌ سَيِّءُ الخُلُق وقال نُصَيْبٌ نُسَيَّةُ شَحْشاحٍ غَيُورٍ يَهَبْنَه أَخِي حَذَرٍ يَلْهُونَ وهو مُشِيحُ
( * قوله « وقال نصيب نسية إلخ » الذي تقدم في مادة أنح وقال أبو حية النميري ونسوة إلخ وقوله أخي حذر الذي تقدم على حذر )
وحمار شَحْشَحٌ خفيف ومنه من يقول سَحْسَح قال حُميد تَقَدَّمَها شَحْشَحٌ جائزٌ لماءٍ قَعِيرٍ يُريدُ القِرَى جائز يجوز إِلى الماء وشَحْشَحَ البعير في الهَدْر لم يُخَلِّصْه وأَنشد بيت سلمة بن عبد الله العدوي وشَحْشَحَ الطائرُ صَوَّت قال مليح الهذلي مُهْتَشَّةٌ لدَلِيجِ الليلِ صادقةٌ وَقْعَ الهَجِيرِ إِذا ما شَحْشَحَ الصُّرَدُ وغراب شَحْشَحٌ كثير الصوت وشَحْشَحَ الصُّرَدُ إِذا صات والشَّحْشحة الطيرانُ السريع يقال قَطاة شَحْشَحٌ أَي سريعة

( شدح ) المَشْدَحُ متاع المرأَة قال الأَغْلَبُ وتارةً يَكُدُّ إِنْ لم يَجْرَحِ عُرْعُرَةَ المُتْكِ وكَيْنَ المَشْدَحِ وهو المَشْرَحُ بالراء وانْشَدَحَ الرجلُ انْشِداحاً استلقى وفَرَّجَ رجليه وناقة شَوْدَحٌ طويلة على وجه الأَرض قال الطِّرِمَّاح قَطَعْتُ إِلى معروفِه مُنْكَراتِها بفَتْلاءِ أَمْرارِ الذِّراعَيْنِ شَوْدَحِ ويقال لك عن هذا الأَمر مُشْتَدَحٌ ومُرْتَدَحٌ ومُرْتَكَحٌ ومَشْدَح وشُدْحَةٌ وبُدْحةٌ ورُكْحَةٌ ورُدْحةٌ وفُسْحة بمعنى واحد وكَلأٌ شادِحٌ وسادِحٌ ورادِحٌ أَي واسع كثير

( شذح ) ناقة شَوْذَحٌ طويلة عن كراع حكاها في باب فَوْعَلٍ

( شرح ) الشَّرْحُ والتَّشْريح قَطْعُ اللحم عن العضو قَطْعاً وقيل قَطْعُ اللحم على العظم قطعاً والقِطْعَةُ منه شَرْحة وشَرِيحة وقيل الشَّرِيحةُ القِطعةُ من اللحم المُرَقَّقَةُ ابن شميل الشَّرْحة من الظِّباء الذي يُجاء به يابِساً كما هو لم يقَدَّدْ يقال خُذْ لنا شَرْحة من الظِّباء وهو لحم مَشْرُوح وقد شَرَحْتُه وشَرَّحْتُه والتَّصْفِيفُ نَحْوٌ من التَّشْريح وهو تَرْقِيقُ البَضْعة من اللحم حتى يَشِفَّ من رِقَّتِه ثم يُلْقَى على الجَمْر والشَّرْحُ الكَشْفُ يقال شَرَحَ فلان أَمره أَي أَوضحه وشَرَح مسأَلة مشكلة بَيَّنها وشَرَح الشيءَ يَشْرَحُه شَرْحاً وشَرَّحَه فتحه وبَيَّنَه وكَشَفه وكل ما فُتح من الجواهر فقد شُرِحَ أَيضاً تقول شَرَحْتُ الغامِضَ إِذا فَسَّرْته ومنه تَشْريحُ اللحم قال الراجز كم قد أَكلتُ كَبِداً وإِنْفَحهْ ثم ادَّخَرْتُ أَلْيَةً مُشَرَّحه وكل سمين من اللحم ممتدّ فهو شَرِيحة وشَرِيح وشَرَح اللهُ صدرَه لقبول الخير يَشْرَحه شَرْحاً فانْشَرح وَسَّعَه لقبول الحق فاتَّسَع وفي التنزيل فمن يُرِد اللهُ أَن يَهْدِيَه يَشْرَحْ صدرَه للإِسلام وفي حديث الحسن قال له عطاء أَكان الأَنبياءُ يَشْرَحُون إِلى الدنيا مع علمهم بربهم ؟ فقال له نعم إِن لله تَرائك في خَلْقِه أَراد كانوا ينبسطون إِليها ويَشْرَحُونَ صدورَهم ويرغبون في اقتنائها رَغْبَةً واسعة والمَشْرَحُ متاع المرأَة قال قَرِحَتْ عَجِيزَتُها ومَشْرَحُها من نَصِّها دَأْباً على البُهْرِ وربما سمي شُرَيْحاً وأُراه على ترخيم التصغير والمَشْرَحُ الرائق الاسْتُ
( * قوله « والمشنرح الراشق الاست » كذا بالأصل )
وشَرَحَ جاريته إِذا سَلَقها على قفاها ثم غَشِيَها قال ابن عباس كان أَهل الكتاب لا يأْتون نساءهم إِلاّ على حَرْفٍ وكان هذا الحيّ من قريش يَشْرَحون النساءَ شَرْحاً شَرَحَ جاريته إِذا وطئها نائمة على قفاها والمَشْرُوحُ السَّرابُ عن ثعلب والسين لغة قال أَبو عمرو قال رجل من العرب لفتاه أَبْغِني شارِحاً فإِنَّ أَشاءَنا مُغَوَّسٌ وإِني أَخاف عليه الطَّمْلَ قال أَبو عمرو الشارح الحافظ والمُغَوَّسُ المُشَنَّخُ قال الأَزهري تَشْنِيخُ النخل تَنْقِيحُه من السُّلاَّء والأَشاءُ صِغارُ النخل قال ابن الأَعرابي الشَّرْحُ الحفظ والشَّرْح الفتح والشَّرْح البيان والشَّرْح الفَهْم والشَّرْحُ الاقْتِضاضُ للأَبكار وشاهدُ الشارح بمعنى الحافظ قولُ الشاعر وما شاكرٌ إِلاّ عصافيرُ قريةٍ يقومُ إِليها شارِحٌ فَيُطيرُها والشارحُ في كلام أَهل اليمن الذي يحفظ الزرع من الطيور وغيرها وشُرَيْحٌ ومِشْرَحُ بن عاهانَ اسمان وبنو شُرَيح بَطْنٌ وشَراحِيلُ اسم كأَنه مضاف إِلى إِيل ويقال شَراحِينُ أَيضاً بإِبدال اللام نوناً عن يعقوب

( شردح ) ابن الأَعرابي رجل شِرْداحُ القَدَمِ إِذا كان عريضها غليظها ( * زاد في القاموس والشرداح بكسر فسكون الرجل اللحيم الرخو والطويل العظيم من الإبل والنساء اه قال الشارح ومثله السرداح بالسين المهملة كما تقدم وزاد المجد أيضاً الشرنفح أي بفتح الشين والراء وسكون النون وفتح الفاء الخفيف القدمين وزاد أيضاً شطح بكسر أوله وثانيه المشدد زجر للعريض من أولاد المعز وزاد أيضاً المشفح كمعظم المحروم الذي لا يصيب شيئاً )

( شرمح ) الشَّرْمَحُ والشَّرْمَحِيُّ من الرجال القوي الطويل وأَنشد الأَخفش ولا تَذْهَبَنْ عيناكَ في كل شَرْمَحٍ طُوالٍ فإِنَّ الأَقْصَرِينَ أَمازِرُهْ
( * قوله « فإن الأقصرين أمازره » يريد أَمازرهم أي أَقوياءهم قلوباً كما يأتي في مزر )
التهذيب وهم الشَّرامِحُ ويقال شَرامِحة والشَّرْمَحة من النساء الطويلة الخفيفة الجسم قال ابن الأَعرابي هي الطويلة الجسم وأَنشد والشَّرْمَحاتُ عندها قُعُودُ يقول هي طويلة حتى إِن النساء الشَّرامِحَ ليَصِرْنَ قُعوداً عندها بالإِضافة إِليها وإِن كنّ قائمات والشَّرَمَّحُ كالشَّرْمَحِ قال أَظَلَّ علينا بعد قَوْسَيْنِ بُرْدَه أَشَمُّ طويلُ الساعِدَيْن شَرَمَّحُ

( شفلح ) الشَّفَلَّح الحِرُ الغليظ الحروف المسترخي والشَفَلَّح أَيضاً الغليظ الشَّفَةِ المُسْتَرْخِيها وقيل هو من الرجال الواسع المنخرين العظيم الشفتين ومن النساء الضَّخْمةُ الإِسْكَتَينِ الواسعة المَتاع وأَنشد أَبو الهيثم لَعَمْرُ التي جاءتْ بكم من شَفَلَّحٍ لَدَى نَسَيَيْها ساقِطَ الاسْتِ أَهْلَبا وشَفَةٌ شَفَلَّحة غليظة ولِثَة شَفَلَّحة كثيرة اللحم عريضة ابن شميل الشَّفَلَّح شِبْه القِثَّاء يكون على الكَبَر والشَّفَلَّحُ ثمر الكَبَر إِذا تفتح واحدته شَفَلَّحة وإِنما هذا تشبيه والشَّفَفَّح شجر عن كراع ولم يُحَلِّه
( * قوله « ولم يحله » قد حلاه المجد فقال والشفلح شجرة لساقها أَربعة أَحرف إن شئت ذبحت بكل حرف شاة وثمرته كرأس زنجي )

( شقح ) الشَّقْحةُ والشُّقْحة البُسْرَة المتغيرة إِلى الحُمْرة وفي الحديث كان على حيَيِّ بن أَخْطَبَ حُلَّةٌ شُقَحِيَّة أَي حمراء الأَصمعي إِذا تغيرت البُسْرة إِلى الحُمْرة قيل هذه شُقْحة وقد أَشْقَحَ النخلُ قال وهو في لغة أَهل الحجاز الزَّهْوُ وأَشْقَحَ النخل أَزْهَى وأَشْقَحَ البُسْرُ وشَقَّح لَوَّنَ واحْمَرَّ واصْفَرَّ وقيل إِذا اصفرّ واحمرّ فقد أَشْقَح وقيل هو أَن يَحْلُوَ وشَقَّحَ النخلُ حَسُنَ بأَحماله وكذلك التَّشْقِيح ونُهي عن بيعه قبل أَن يُشَقِّح وفي حديث البيع نهى عن بيع الثمر حتى يُشَقِّحَ هو أَن يَحْمَرّ أَو يَصْفَرّ يقال أَشْقَحت البُسْرَة وشَقَّحَتْ إِشْقاحاً وتَشْقِيحاً أَبو حاتم يقال للأَحْمَر الأَشْقَر إِنه لأَشْقَحُ وقد يستعمل التَّشْقِيحُ في غير النخل قال ابن أَحمر كَبانِيةٍ أَوتادُ أَطْناب بَيْتِها أَراكٌ إِذا صاقتْ به المَرْدُ شَقَّحا فجعل التَّشْقِيحَ في الأَراك إِذا تلوَّن ثمره والشَّقِيح النَّاقِهُ من المرض ولذلك قيل فلان قبيحٌ شَقِيحٌ والشَّقْحُ رَفْعُ الكلب رجله ليبول والشَّقْحة ظَبْيَة الكلْبةِ
( * قوله « والشقحة ظبية الكلبة » كذا بالأصل بالظاء المعجمة المفتوحة وهي فرج الكلبة كما في الصحاح في فصل الظاء المعجمة من المعتل وقال المجد هنا الشقحة حياء الكلبة وبالضم طيبتها اه قال الشارح وقيل مسلك القضيب من ظبيتها اه والطاء مهملة متناً وشرحاً لكنها في نسخ الطبع مضبوطة بالشكل بضمة ) وقيل مَسْلَكُ القَضيب من ظَبْيَتِها قال الفراء يقال لِحَياءِ الكَلْبَةِ ظَبْيَةٌ وشَقْحةٌ ولذوات الحافر وَظْبَة والشُّقَّاحُ اسْتُ الكلب وأَشْقاحُ الكلاب أَدبارُها وقيل أَشْداقُها ويقال شاقَحْتُ فلاناً وشاقَيْتُه وباذَيْتُه إِذا لاسَنْتَه بالأَذِيَّة والشَّقْحُ الكَسْرُ وشَقَح الشيءَ كَسَرَه شَقْحاً وشَقَحَ الجَوْزة شَقْحاً استخرج ما فيها ولأَشْقَحْنَّه شَقْح الجَوْزة بالجَنْدَلِ أَي لأَكْسِرَنه وقيل لأَسْتَخْرجَنَّ جميع ما عنده والعرب تقول قُبْحاً له وشَقْحاً وقَبْحاً له وشَقْحاً كلاهما إِتباع وقيل هما واحد وقَبيح شَقيح قال الأَزهري ولا تكاد العرب تقول الشُّقْح من القُبْح وقَبُحَ الرجلُ وشَقُحَ قَباحةً وشَقاحةً وقد أَومأَ سيبويه إِلى أَن شَقِيحاً ليس بإِتباع فقال وقالوا شَقِيحٌ ودميم وجاء بالقَباحة والشَّقاحة قال أَبو زيد شَقَحَ اللهُ فلاناً وقَبَحَه فهو مَشْقُوحٌ مثل قَبَحه الله فهو مَقْبُوحٌ والشَّقْحُ البُعْدُ والشَّقْحُ الشُّحُّ يوفي حديث عَمَّار سمع رجلاً يَسُبُّ عائشة فقال له بعدما لكَزَه لَكَزاتٍ أَأَنت تَسُبُّ حَبِيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ اقْعُدْ مَنْبُوحاً مَقْبُوحاً مَشْقُوحاً المَشْقُوحُ المكسور أَو المُبْعَدُ وفي حديثه الآخر قال لأُم سَلَمة دَعِي هذه المَقْبوحة المَشْقوحة يعني بنتها زينبَ وأَخذها من حَجْرها وكانت طِفْلةً والشُّقَّاحُ نَبتُ الكَبَر

( شلح ) الشَّلْحاء السيف بلغة أَهل الشَّحْر وهي بأَقصى اليمن ابن الأَعرابي الشُّلْحُ السيوفُ الحِدادُ قال الأَزهري ما أُرَى الشَّلْحاءَ والشُّلْحَ عربيةً صحيحة وكذلك التَّشْلِيح الذي يتكلم به أَهل السواد سمعتهم يقولون شُلِّحَ فلانٌ إِذا خرج عليه قُطَّاع الطريق فسلبوه ثيابه وعَرَّوْه قال وأَحْسِبُها نَبَطِيَّة وفي الحديث الحاربُ المُشَلِّح هو الذي يُعَرِّي الناسَ ثيابهم قال ابن الأَثير عن الهروي هي لغة سَوادِيَّة وفي حديث عليّ رضي الله عنه في وصف الشُّراة خرجوا لُصُوصاً مُشَلِّحين قال ابن سيده قال ابن دريد أَما قول العامة شَلَّحه فلا أَدري ما اشتقاقه

( شنح ) الأَزهري الليث الشَّناحِيُّ ينعت به الجمل في تمام خَلْقه وأَنشد أَعَدُّوا كلَّ يَعْمَلةٍ ذَمُولٍ وأَعْيَسَ بازِلٍ قَطِمٍ شَناحِي الأَصمعي الشَّناحِيُّ الطويل ويقال هو شَناحٌ كما ترى ابن الأَعرابي قال الشُّنُح الطِّوالُ والشُّنُحُ السُّكارَى ابن سيده الشَّناحُ والشَّناحِيُّ
( * قوله « الشناحيّ » بزيادة الياء للتأكيد لا للنسب وقوله والشناحية بتخفيف الياء اه القاموس وشرحه ) والشَّناحِيَةُ من الإِبل الطويلُ الجسيم والأُنثى شَناحِيَةٌ لا غير وبَكْرٌ شَناحٍ وهو الفَتِيُّ من الإِبل وبَكْرَةٌ شَناحِيةٌ ورجل شَناحٍ وشَناحِيةٌ طويل حذفت الياء من شَناحٍ مع التنوين لاجتماع الساكنين وصَقْرٌ شانِحٌ متطاوِلٌ في طيرانه عن الزجاج قال ومنه اشتقاق الطويل قال ولست منها على ثقة
( * زاد المجد شوّح على الأمر تشويحاً أنكر اه مع زيادة من الشرح )

( شيح ) الشِّيحُ والشائِحُ والمُشِيحُ الجادُّ والحَذِرُ وشَايَح الرجلُ جدَّ في الأَمر قال أَبو ذؤيب الهذلي يرثي رجلاً من بني عمه ويصف مواقفه في الحرب وزَعْتَهُمُ حتى إِذا ما تَبَدَّدُوا سِراعاً ولاحَتْ أَوْجُهٌ وكُشُوحُ بَدَرْتَ إِلى أُولاهُمُ فَسَبَقْتَهُمْ وشايَحْتَ قبلَ اليومِ إِنكَ شِيحُ وقال الأَفْوه وبرَوْضةِ السُّلاَّنِ منا مَشْهَدٌ والخيلُ شائحةٌ وقد عَظُمَ الثُّبَى وأَشاحَ مثل شايَحَ قال أَبو النجم قُبًّا أَطاعتْ راعِياً مُشِيحا لا مُنْفِشاً رِعْياً ولا مُرِيحا القُبُّ الضامرة والمُنْفِشُ الذي يتركها ليلاً تَرْعَى والمُرِيحُ الذي يُريحها على أَهلها وفي حديث سطيح على جَمَل مُشِيح أَي جادّ مُسْرِع الفراء المُشِيح على وجهين المُقْبِلُ إِليك والمانع لما وراء ظهره ابن الأَعرابي والإِشاحةُ الحَذَرُ وأَنشد لأَوْسٍ في حَيْثُ لا تَنْفَعُ الإِشاحةُ من أَمْرٍ لمن قد يُحاوِلُ البِدَعا والإِشاحةُ الحَذَر والخوف لمن حاول أَن يدفع الموت ومحاوَلَتُه دَفْعَه بِدْعةٌ قال ولا يكون الحَذِرُ بغير جدّ مُشِيحاً وقول الشاعر تُشِيحُ على الفَلاةِ فَتَعْتَليها بنَوْعِ القَدْرِ إِذ قَلِقَ الوَضِينُ أَي تديم السير والمُشِيحُ المُجِدُّ وقال ابن الإِطْنابَة وإِقْدامي على المَكْرُوهِ نَفْسِي وضَرْبي هامةَ البَطَلِ المُشِيحِ وأَشاحَ على حاجته وشايَحَ مُشَايَحَةً وشِياحاً والشِّياحُ الحِذارُ والجِدُّ في كل شيء ورجل شائح حَذِرٌ وشايَحَ وأَشاحَ بمعنى حَذِرَ وقال أَبو السَّوْداء العِجْلي إِذا سَمِعْنَ الرِّزَّ من رَباحِ شايَحْنَ منه أَيَّما شِياحِ أَي حَذَرٍ وشايَحْنَ حَذِرْنَ والرِّزُّ الصوت ورَباح اسم راع وتقول إِنه لَمُشِيحٌ حازِمٌ حَذِرٌ وأَنشد أَمُرُّ مُشِيحاً معي فِتْيَةٌ فمن بينِ مُودٍ ومن خاسِرِ والشائح الغَيُورُ وكذلك الشَّيْحانُ لحَذَرِه على حُرَمِه وأَنشد المُفَضَّل لمَّا اسْتَمَرَّ بها شَيْحانُ مُبْتَجِحٌ بالبَيْنِ عنك بها يَرْآكَ شَنْآنا
( * قوله « لما استمر إلخ » الذي تقدم في بجح ثم استمر )
الأَزهري شايَحَ أَي قاتل وأَنشد وشايَحْتَ قبلَ اليوم إِنك شِيحُ والشَّيْحانُ الطويلُ الحَسَن الطُّولِ وأَنشد شمر مُشِيحٌ فوقَ شَيْحانٍ يَدِرُّ كأَنه كَلْبُ قال شمر ورُوِي فوق شِيحانٍ بكسر الشين الأَزهري قال خالد بن جَنْبَة الشَّيْحانُ الذي يَتَهَمَّسُ عَدْواً أَراد السرعة ابن الأَعرابي شَيَّحَ إِذا نظر إِلى خَصْمِه فضايقه وأَشاحَ بوجهه عن الشيء نَحَّاه وفي صفته صلى الله عليه وسلم إِذا غَضِبَ أَعْرَضَ وأَشاحَ وقال ابن الأَعرابي أَعرض بوجهه وأَشاحَ أَي جَدَّ في الإِعراض قال والمُشِيحُ الجادُّ قال وأَقرأَنا لطرفة أَدَّتِ الصنعةُ في أَمتُنِها فهيَ من تحتُ مُشِيحَاتُ الحُزُمْ يقول جَدَّ ارتفاعُها في الحُزُم وقال إِذا ضمَّ وارتفع حزامه فهو مُشيح وإِذا نَحَّى الرجلُ وجهَه عن وَهَجٍ أَصابه أَو عن أَذًى قيل قد أَشاح بوجهه وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال اتقوا النار ولو بشِقِّ تمرة ثم أَعرض وأَشاح قال ابن الأَثير المُشِيح الحَذِرُ والجادُّ في الأَمر وقيل المقبل إِليك المانع لما وراء ظهره فيجوز أَن يكون أَشاحَ أَحدَ هذه المعاني أَي حَذِرَ النارَ كأَنه ينظر إِليها أَو جَدَّ على الإِيصاء باتقائها أَو أَقبل إِليك بخطابه التهذيب الليث إِذا أَرْخَى الفَرَسُ ذَنَبَه قيل قد أَشاح بذنبه قال أَبو منصور أَظن الصواب أَساحَ بالسين إِذا أَرْخاه والشين تصحيف وهم في مَشِيحَى ومَشْيُوحاءَ من أَمرهم أَي اختلاط والمَشْيُوحاء أَن يكون القوم في أَمر يَبْتَدِرُونه قال شمر المُشِيحُ ليس من الأضداد إِنما هي كلمة جاءَت بمعْنَيَين والشِّيحُ ضَرْبٌ من بُرودِ اليمن يقال له الشِّيح والمُشِيحُ وهو المخطط قال الأَزهري ليس في البرود والثياب شِيحٌ ولا مُشَيَّحٌ بالشين معجمة من فوق والصواب السِّيحُ والمُسَيَّحُ بالسين والياء في باب الثياب وقد ذكر ذلك في موضعه والشِّيحُ نبات سُهْلِيٌّ يتخذ من بعضه المَكانِسُ وهو من الأَمْرار له رائحة طيبة وطعم مُرٌّ وهو مَرْعًى للخيل والنَّعَم ومَنابتُه القِيعانُ والرِّياض قال في زاهر الرَّوْضِ يُغَطِّي الشِّيحا وجمعه شِيحانٌ قال يَلُوذُ بشِيحانِ القُرَى من مُسَِفَّةٍ شَآمِيَةٍ أَو نَفْحِ نَكْباءَ صَرْصَرِ وقد أَشاحت الأَرضُ والمَشْيُوحاءُ الأَرض التي تُنْبِت الشِّيح يقصر ويمدّ وقال أَبو حنيفة إِذا كثر نباته بمكان قيل هذه مَشْيُوحاء وناقة شَيْحانة أَي سريعة

( صبح ) الصُّبْحُ أَوّل النهار والصُّبْحُ الفجر والصَّباحُ نقيص المَساء والجمع أَصْباحٌ وهو الصَّبيحةُ والصَّباحُ والإِصْباحُ والمُصْبَحُ قال الله عز وجل فالِقُ الإِصْباحِ قال الفراء إِذا قيل الأَمْسَاء والأَصْباح فهو جمع المَساء والصُّبْح قال ومثله الإِبْكارُ والأَبْكارُ وقال الشاعر أَفْنَى رِياحاً وذَوِي رِياحِ تَناسُخُ الإِمْساءِ والإِصْباحِ يريد به المَساء والصُّبْحَ وحكى اللحياني تقول العربُ إِذا تَطَيَّرُوا من الإِنسان وغيره صباحُ الله لا صَباحُك قال وإِن شئت نصبتَ وأَصْبَحَ القومُ دخلوا في الصَّباح كما يقال أَمْسَوْا دخلوا في المساء وفي الحديث أَصْبِحُوا بالصُّبحِ فإِنه أَعظم للأَجر أَي صلوها عند طلوع الصُّبْح يقال أَصْبَحَ الرجل إِذا دخل في الصُّبْح وفي التنزيل وإِنكم لَتَمُرُّون عليهم مُصْبِحِينَ وبالليل وقال سيبويه أَصْبَحْنا وأَمْسَينا أَي صرنا في حين ذاك وأَما صَبَّحْنا ومَسَّيْنا فمعناه أَتيناه صَباحاً ومساء وقال أَبو عدنان الفرق بين صَبَحْنا وصَبَّحْنا أَنه يقال صَبَّحْنا بلد كذا وكذا وصَبَّحْنا فلاناً فهذه مُشَدَّدة وصَبَحْنا أَهلَها خيراً أَو شرّاً وقال النابغة وصَبَّحَه فَلْجاً فلا زال كَعْبُه عل كلِّ من عادى من الناسِ عاليا ويقال صَبَّحَه بكذا ومسَّاه بكذا كل ذلك جائز ويقال للرجل يُنَبَّه من سِنَةِ الغَفْلة أَصْبِحْ أَي انْتَبِهْ وأَبْصِرْ رُشْدَك وما يُصْلِحُك وقال رؤبة أَصْبِحْ فما من بَشَرٍ مَأْرُوشِ أَي بَشَرٍ مَعِيبٍ وقول الله عز من قائل فأَخذتهم الصَّيْحةُ مُصْبِحِين أَي أَخذتهم الهَلَكة وقت دخولهم في الصباح وأَصْبَحَ فلان عالماً أَي صار وصَبَّحك الله بخير دُعاء له وصَبَّحْته أَي قلت له عِمْ صَباحاً وقال الجوهري ولا يُرادُ بالتشديد ههنا التكثير وصَبَّحَ القومَ أَتاهم غُدْوَةً وأَتيتهم صُبْحَ خامِسةٍ كما تقول لِمُسْيِ خامسةٍ وصِبْحِ خامسة بالكسر أَي لِصَباحِ خمسة أَيام وحكى سيبويه أَتيته صَباحَ مَساءَ من العرب من يبنيه كخمسة عشر ومنهم من يضيفه إِلا في حَدِّ الحال أَو الظرف وأَتيته صَباحاً وذا صَباحٍ قال سيبويه لا يستعمل إِلاَّ ظرفاً وهو ظرف غير متمكن قال وقد جاء في لغة لِخَثْعَم اسماً قال أَنس ابنُ نُهَيْكٍ عَزَمْتُ على إِقامةِ ذي صباحٍ لأَمْرٍ ما يُسَوَّدُ ما يَسُودُ وأَتيته أُصْبُوحةَ كل يوم وأُمْسِيَّةَ كلِّ يوم قال الأَزهري صَبَحْتُ فلاناً أَتيته صباحاً وأَما قول بُجَيْر بن زُهير المزنيِّ وكان أَسلم صَبَحْناهمْ بأَلفٍ من سُلَيْمٍ وسَبْعٍ من بني عُثمانَ وافى فمعناه أَتيناهم صَباحاً بأَلف رجل من سُليم وقال الراجز نحْنُ صَبَحْنا عامراً في دارِها جُرْداً تَعادَى طَرَفَيْ نَهارِها يريد أَتيناها صباحاً بخيل جُرْد وقول الشَّمَّاخ وتَشْكُو بعَيْنٍ ما أَكَلَّ رِكابَها وقيلَ المُنادِي أَصْبَحَ القومُ أَدْلِجِي قال الأَزهري يسأَل السائل عن هذا البيت فيقول الإِدلاج سير الليل فكيف يقول أَصبح القوم وهو يأْمر بالإِدلاج ؟ والجواب فيه أَن العرب إِذا قربت من المكان تريده تقول قد بلغناه وإِذا قربت للساري طلوعَ الصبح وإِن كان غير طالع تقول أَصْبَحْنا وأَراد بقوله أَصبح القومُ دنا وقتُ دخولهم في الصباح قال وإِنما فسرته لأَن بعض الناس فسره على غير ما هو عليه والصُّبْحة والصَّبْحة نوم الغداة والتَّصَبُّحُ النوم بالغداة وقد كرهه بعضهم وفي الحديث أَنه نهى عن الصُّبْحة وهي النوم أَوّل النهار لأَنه وقت الذِّكر ثم وقت طلب الكسب وفلان ينام الصُّبْحة والصَّبْحة أَي ينام حين يُصْبح تقول منه تَصَبَّح الرجلُ وفي حديث أُم زرع أَنها قالت وعنده أَقول فلا أُقَبَّح وأَرْقُدُ فأَتَصَبَّحُ أَرادت أَنها مَكفِيَّة فهي تنام الصُّبْحة والصُّبْحة ما تَعَلَّلْتَ به غُدْوَةً والمِصْباحُ من الإِبل الذي يَبْرُك في مُعَرَّسه فلا يَنْهَض حتى يُصبح وإِن أُثير وقيل المِصْبَحُ والمِصْباحُ من الإِبل التي تُصْبِحُ في مَبْرَكها لا تَرْعَى حتى يرتفع النهار وهو مما يستحب من الإستبل وذلك لقوَّتها وسمنها قال مُزَرِّد ضَرَبْتُ له بالسيفِ كَوْماءَ مِصْبَحاً فشُبَّتْ عليها النارُ فهي عَقِيرُ والصَّبُوحُ كل ما أُكل أَو شرب غُدْوَةً وهو خلاف الغَبُوقِ والصَّبُوحُ ما أَصْبَحَ عندهم من شرابهم فشربوه وحكى الأَزهري عن الليث الصَّبُوحُ الخمر وأَنشد ولقد غَدَوْتُ على الصَّبُوحِ مَعِي شَرْبٌ كِرامُ من بني رُهْمِ والصَّبُوحُ من اللبن ما حُلب بالغداة والصَّبُوحُ والصَّبُوحةُ الناقة المحلوبة بالغداة عن اللحياني حكي عن العرب هذه صَبُوحِي وصَبُوحَتي والصَّبْحُ سَقْيُكَ أَخاك صَبُوحاً من لبن والصَّبُوح ما شرب بالغداة فما دون القائلة وفعلُكَ الإِصطباحُ وقال أَبو الهيثم الصَّبُوح اللبن يُصْطَبَحُ والناقة التي تُحْلَبُ في ذلك الوقت صَبُوح أَيضاً يقال هذه الناقة صَبُوحِي وغَبُوقِي قال وأَنشدنا أَبو لَيْلَى الأَعرابي ما لِيَ لا أَسْقِي حُبيْباتي صَبائِحي غَبَائقي قَيْلاتي ؟ والقَيْلُ اللبن الذي يشرب وقت الظهيرة واصْطَبَحَ القومُ شَرِبُوا الصَّبُوحَ وصَبَحَه يَصْبَحُه صَبْحاً وصَبَّحَه سقاه صَبُوحاً فهو مُصْطَبحٌ وقال قُرْطُ بن التُّؤْم اليَشكُري كان ابنُ أَسماءَ يَعْشُوه ويَصْبَحُه من هَجْمةٍ كفَسِيلِ النَّخْل دُرَّارِ يَعشون يطعمه عشاء والهَجْمة القطعة من الإِبل ودُرَّار من صفتها وفي الحديث وما لنا صَبِيٌّ يَصْطَبِحُ أَي ليس لنا لبن بقدر ما يشربه الصبي بُكْرَة من الجَدْب والقحط فضلاً عن الكثير ويقال صَبَحْتُ فلاناً أَي ناولته صَبُوحاً من لبن أَو خمر ومنه قول طرفة متى تَأْتِنِي أَصبَحْكَ كأْساً رَوِيَّةً أَي أَسقيك كأْساً وقيل الصَّبُوحُ ما اصْطُبِحَ بالغداة حارًّا ومن أَمثالهم السائرة في وصف الكذاب قولهم أَكْذَبُ من الآخِذِ الصَّبْحانِ قال شمر هكذا قال ابن الأَعرابي قال وهو الحُوَارُ الذي قد شرب فَرَوِيَ فإِذا أَردت أَن تَسْتَدِرَّ به أُمه لم يشرب لِرِيِّه دِرَّتها قال ويقال أَيضاً أَكذب من الأَخِيذِ الصَّبْحانِ قال أَبو عدنان الأَخِيذُ الأَسيرُ والصَّبْحانُ الذي قد اصْطَبَحَ فَرَوِيَ قال ابن الأَعرابي هو رجل كان عند قوم فصَبَحُوه حتى نَهَض عنهم شاخصاً فأَخذه قوم وقالوا دُلَّنا على حيث كنت فقال إِنما بِتُّ بالقَفْر فبينما هم كذلك إِذ قعد يبول فعلموا أَنه بات قريباً عند قوم فاستدلوا به عليهم واسْتَباحوهم والمصدرُ الصَّبَحُ بالتحريك وفي المثل أَعن صَبُوحٍ تُرَقِّق ؟ يُضْرَبُ مثلاً لمن يُجَمْجِمُ ولا يُصَرِّح وقد يضرب أَيضاً لمن يُوَرِّي عن الخَطْب العظيم بكناية عنه ولمن يوجب عليك ما لا يجب بكلام يلطفه وأَصله أَن رجلاً من العرب نزل برجل من العرب عِشاءً فغَبَقَه لَبَناً فلما رَويَ عَلِقَ يحدّث أُمَّ مَثْواه بحديث يُرَقِّقه وقال في خِلال كلامه إِذا كان غداً اصطحبنا وفعلنا كذا فَفَطِنَ له المنزولُ عليه وقال أَعن صَبُوح تُرَقِّق ؟ وروي عن الشَّعْبيِّ أَنَّ رجلاً سأَله عن رجل قَبَّل أُم امرأَته فقال له الشعبي أَعن صبوح ترقق ؟ حرمت عليه امرأَته ظن الشعبي أَنه كنى بتقبيله إِياها عن جماعها وقد ذكر أَيضاً في رقق ورجل صَبْحانُ وامرأَة صَبْحَى شربا الصَّبُوحَ مثل سكران وسَكْرَى وفي الحديث أَنه سئل متى تحلُّ لنا الميتة ؟ فقال ما لم تَصْطَبِحُوا أَو تَغْتَبِقُوا أَو تَحْتَفُّوا بَقْلاً فشأْنكم بها قال أَبو عبيج معناه إِنما لكم منها الصَّبُوحُ وهو الغداء والغَبُوقُ وهو العَشاء يقول فليس لكم أَن تجمعوهما من الميتة قال ومنه قول سَمُرة لبنيه يَجْزي من الضَّارُورةِ صَبُوحٌ أَو غَبُوقٌ قال الأَزهري وقال غير أَبي عبيد معناه لما سئل متى تحل لنا الميتة ؟ أَجابهم فقال إِذا لم تجدوا من اللبن صَبُوحاً تَتَبَلَّغونَ به ولا غَبُوقاً تَجْتزِئون به ولم تجدوا مع عَدَمكم الصَّبُوحَ والغَبُوقَ بَقْلَةً تأْكلونها ويَهْجأُ غَرْثُكم حلَّت لكم الميتة حينئذ وكذلك إِذا وجد الرجل غداء أَو عشاء من الطعام لم تحلَّ له الميتة قال وهذا التفسير واضح بَيِّنٌ والله الموفق وصَبُوحُ الناقة وصُبْحَتُها قَدْرُ ما يُحْتَلَب منها صُبْحاً ولقيته ذاتَ صَبْحة وذا صبُوحٍ أَي حين أَصْبَحَ وحين شرب الصَّبُوحَ ابن الأَعرابي أَتيته ذاتَ الصَّبُوح وذات الغَبُوق إِذا أَتاه غُدْوَةً وعَشِيَّةً وذا صَباح وذا مَساءٍ وذاتَ الزُّمَيْنِ وذاتَ العُوَيمِ أَي مذ ثلاثة أَزمان وأَعوام وصَبَحَ القومَ شَرًّا يَصْبَحُهم صَبْحاً جاءَهم به صَباحاً وصَبَحَتهم الخيلُ وصَبَّحَتهم جاءَتهم صُبْحاً وفي الحديث أَنه صَبَّح خَيْبَر أَي أَتاها صباحاً وفي حديث أَبي بكر كلُّ امرئٍ مُصَبَّحٌ في أَهله والموتُ أَدْنى من شِراك نَعْلِه أَي مَأْتيٌّ بالموت صباحاً لكونه فيهم وقتئذ ويوم الصَّباح يوم الغارة قال الأَعشى به تُرْعَفُ الأَلْفُ إِذ أُرْسِلَتْ غَداةَ الصَّباحِ إِذا النَّقْعُ ثارا يقول بهذا الفرس يتقدَّم صاحبُه الأَلفَ من الخيل يوم الغارة والعرب تقول إِذا نَذِرَتْ بغارة من الخيل تَفْجَؤُهم صَباحاً يا صَباحاه يُنْذِرونَ الحَيَّ أَجْمَعَ بالنداء العالي وفي الحديث لما نزلت وأَنْذِرْ عشيرتك الأَقربين صَعَّدَ على الصفا وقال يا صباحاه هذه كلمة تقولها العرب إِذا صاحوا للغارة لأَنهم أَكثر ما يُغِيرون عند الصباح ويُسَمُّونَ يومَ الغارة يوم الصَّباح فكأَنَّ القائلَ يا صباحاه يقول قد غَشِيَنا العدوُّ وقيل إِن المتقاتلين كانوا إِذا جاءَ الليل يرجعون عن القتال فإِذا عاد النهار عادوا فكأَنه يريد بقوله يا صباحاه قد جاءَ وقتُ الصباح فتأَهَّبوا للقتال وفي حديث سَلَمة بن الأَكْوَع لما أُخِذَتْ لِقاحُ رسول اًّ صلى الله عليه وسلم نادَى يا صَباحاه وصَبَح الإِبلَ يَصْبَحُها صَبْحاً سقاها غُدْوَةً وصَبَّحَ القومَ الماءَ وَرَده بهم صباحاً والصَّابِحُ الذي يَصْبَح إِبلَه الماءَ أَي يسقيها صباحاً ومنه قول أَبي زُبَيْدٍ حِينَ لاحتَ للصَّابِحِ الجَوْزاء وتلك السَّقْية تسميها العرب الصُّبْحَةَ وليست بناجعة عند العرب ووقتُ الوِرْدِ المحمودِ مع الضَّحاء الأَكبر وفي حديث جرير ولا يَحْسِرُ صابِحُها أَي لا يَكِلُّ ولا يَعْيا وهو الذي يسقيها صباحاً لأَنه يوردها ماء ظاهراً على وجه الأَرض قال الأَزهري والتَّصْبِيحُ على وجوه يقال صَبَّحْتُ القومَ الماءَ إِذا سَرَيْتَ بهم حتى توردهم الماءَ صباحاً ومنه قوله وصَبَّحْتُهم ماءً بفَيْفاءَ قَفْرَةٍ وقد حَلَّقَ النجمُ اليمانيُّ فاستوى أَرادَ سَرَيْتُ بهم حتى انتهيتُ بهم إِلى ذلك الماء وتقول صَبَّحْتُ القوم تصبيحاً إُذا أَتيتهم مع الصباح ومنه قول عنترة يصف خيلاً وغَداةَ صَبَّحْنَ الجِفارَ عَوابِساً يَهْدِي أَوائِلَهُنَّ شُعْثٌ شُزَّبُ أَي أَتينا الجِفارَ صباحاً يعني خيلاً عليها فُرْسانها ويقال صَبَّحْتُ القومَ إِذا سقيتهم الصَّبُوحَ والتَّصْبيح الغَداء يقال قَرِّبْ إِليَّ تَصْبِيحِي وفي حديث المبعث أَن النبي صلى الله عليه وسلم كان يَتِيماً في حجْر أَبي طالب وكان يُقَرَّبُ إِلى الصِّبْيان تَصْبِيحُهم فيختلسون ويَكُفّ أَي يُقَرَّبُ إِليهم غداؤهم وهو اسم بُني على تَفْعِيل مثل التَرْعِيب للسَّنام المُقَطَّع والتنبيت اسم لما نَبَتَ من الغِراس والتنوير اسم لنَوْر الشجر والصَّبُوح الغَداء والغَبُوق العَشاء وأَصلهما في الشرب ثم استعملا في الأَكل وفي الحديث من تَصَبَّحَ بسبع تَمراتِ عَجْوَة هو تَفَعَّلَ من صَبَحْتُ القومَ إِذا سقيتهم الصَّبُوحَ وصَبَّحْتُ بالتشديد لغة فيه والصُّبْحةُ والصَّبَحُ سواد إِلى الحُمْرَة وقيل لون قريب إِلى الشُّهْبَة وقيل لون قريب من الصُّهْبَة الذكَرُ أَصْبَحُ والأُنثى صَبْحاء تقول رجل أَصْبَحُ وأَسَد أَصْبَح بَيِّنُ الصَّبَح والأَصْبَحُ من الشَّعَر الذي يخالطه بياض بحمرة خِلْقَة أَيّاً كانَ وقد اصْباحَّ وقال الليث الصَّبَحُ شدّة الحمرة في الشَّعَر والأَصْبَحُ قريب من الأَصْهَب وروى شمر عن أَبي نصر قال في الشعَر الصُّبْحَة والمُلْحَة ورجل أَصْبَحُ اللحية للذي تعلو شعرَه حُمْرةٌ ومن ذلك قيل دَمٌ صِباحَيُّ لشدَّة حمرته قال أَبو زُبيد عَبِيطٌ صُباحِيٌّ من الجَوْفِ أَشْقَرا وقال شمر الأَصْبَحُ الذي يكون في سواد شعره حمرة وفي حديث الملاعنة إِن جاءَت به أَصْبَحَ أَصْهَبَ الأَصْبَحُ الشديد حمرة الشعر ومنه صُبْحُ النهار مشتق من الأَصْبَح قال الأَزهري ولونُ الصُّبْحِ الصادق يَضْرِب إِلى الحمرة قليلاً كأَنها لون الشفَق الأَوّل في أَوَّل الليل والصَّبَحُ بَريقُ الحديد وغيره والمِصْباحُ السراج وهو قُرْطُه الذي تراه في القِنديل وغيره والقِراطُ لغة وهو قول الله عز وجل المِصْباحُ في زُجاجةٍ الزُّجاجةُ كأَنها كوكبٌ دُرِّيٌّ والمِصْبَحُ المِسْرَجة واسْتَصْبَح به اسْتَسْرَجَ وفي الحديث فأَصْبِحي سِراجَك أَي أَصْلِحيها وفي حديث جابر في شُحوم الميتة ويَسْتَصْبِحُ بها الناسُ أَي يُشْعِلونَ بها سُرُجَهم وفي حديث يحيى بن زكريا عليهما السلام كان يَخْدُم بيتَ المقدِس نهاراً ويُصْبِحُ فيه ليلاً أَي يُسْرِجُ السِّراح والمَصْبَح بالفتح موضع الإِصْباحِ ووقتُ الإِصْباح أَيضاً قال الشاعر بمَصْبَح الحمدِ وحيثُ يُمْسِي وهذا مبني على أَصل الفعل قبل أَن يزاد فيه ولو بُني على أَصْبَح لقيل مُصْبَح بضم الميم قال الأَزهري المُصْبَحُ الموضع الذي يُصْبَحُ فيه والمُمْسى المكان الذي يُمْسَى فيه ومنه قوله قريبةُ المُصْبَحِ من مُمْساها والمُصْبَحُ أَيضاً الإِصباحُ يقال أَصْبَحْنا إِصباحاً ومُصْبَحاً وقول النمر بن تَوْلَبٍ فأَصْبَحْتُ والليلُ مُسمْتَحْكِمٌ وأَصْبَحَتِ الأَرضُ بَحْراً طَما فسره ابن الأَعرابي فقال أَصْبَحْتُ من المِصْباحِ وقال غيره شبه البَرْقَ بالليل بالمِصْباح وشدَّ ذلك قولُ أَبي ذؤَيب أَمِنْك بَرْقٌ أَبِيتُ الليلَ أَرْقُبُه ؟ كأَنه في عِراصِ الشامِ مِصْباحُ فيقول النمر بن تولب شِمْتُ هذا البرق والليلُ مُسْتَحْكِم فكأَنَّ البرقَ مِصْباح إِذ المصابيح إِنما توقد في الظُّلَم وأَحسن من هذا أَن يكون البرقُ فَرَّج له الظُّلْمةَ حتى كأَنه صُبْح فيكون أَصبحت حينئذ من الصَّباح قال ثعلب معناه أَصْبَحْتُ فلم أَشْعُر بالصُّبح من شدّة الغيم والشَّمَعُ مما يُصْطَبَحُ به أَي يُسْرَجُ به والمِصْبَحُ والمِصْباحُ قَدَحٌ كبير عن أَبي حنيفة والمَصابيح الأَقْداح التي يُصْطبح بها وأَنشد نُهِلُّ ونَسْعَى بالمَصابِيحِ وَسْطَها لها أَمْرُ حَزْمٍ لا يُفَرَّقُ مُجْمَعُ ومَصابيحُ النجوم أَعلام الكواكب واحدها مِصْباح والمِصْباح السِّنانُ العريضُ وأَسِنَّةٌ صُباحِيَّةٌ كذلك قال ابن سيده لا أَدري إِلامَ نُسِبَ والصَّباحةُ الجَمال وقد صَبُحَ بالضم يَصْبُح صَباحة وأَما من الصَّبَح فيقال صَبِحَ
( * قوله « فيقال صبح إلخ » أي من باب فرح كما في القاموس ) يَصْبَحُ صَبَحاً فهو أَصْبَحُ الشعر ورجل صَبِيحٌ وصُباحٌ بالضم جميل والجمع صِباحٌ وافق الذين يقولون فُعال الذين يقولون فَعِيل لاعتِقابهما كثيراً والأُنثى فيهما بالهاء والجمع صِباحٌ وافق مذكره في التكسير لاتفاقهما في الوصفية وقد صَبُحَ صَباحة وقال الليث الصَّبِيح الوَضِيءُ الوجه وذو أَصْبَحَ مَلِكٌ من ملوك حِمْيَر
( * قوله « ملك من ملوك حمير » من أَجداد الإمام مالك بن أنس )
وإِليه تنسب السِّياطُ الأَصْبَحِيَّة والأَصْبَحِيُّ السوط وصَباحٌ حيّ من العرب وقد سَمَّتْ صُبْحاً وصَباحاً وصُبَيْحاً وصَّبَّاحاً وصَبِيحاً ومَضْبَحاً وبنو صُباح بطون بطن في ضَبَّة وبطن في عبد القَيْس وبطن في غَنِيٍّ وصُباحُ حيّ من عُذْرَة ومن عبد القَيْسِ وصُنابِحُ بطن من مُراد

( صحح ) الصُّحُّ والصِّحَّةُ
( * قوله « الصح والصحة » قال شارح القاموس قد وردت مصادر على فعل بالضم وفعلة بالكسر في أَلفاظ هذا منها وكالقل والقلة والذل والذلة قاله شيخنا ) والصَّحاحُ خلافُ السُّقْمِ وذهابُ المرض وقد صَحَّ فلان من علته واسْتَصَحَّ قال الأَعشى أَمْ كما قالوا سَقِيمٌ فلئن نَفَضَ الأَسْقامَ عنه واسْتَصَحّْ لَيُعِيدَنْ لِمَعَدٍّ عَكْرَها دَلَجَ الليلِ وتأْخاذَ المِنَحْ يقول لئن نَفَضَ الأَسْقامَ التي به وبَرَأَ منها وصَحَّ لَيُعِيدَنَّ لمَعَدٍّ عَطْفَها أَي كَرَّها وأَخْذَها المِنَحَ وصَحَّحه الله ُ فهو صَحِيح وصَحاح بالفتح وكذلك صَحِيحُ الأَديم وصَحاحُ الأَديم بمعنى أَي غير مقطوع وهو أَيضاً البراءَة من كل عيب وريب وفي الحديث يُقاسِمُ ابنُ آدم أَهلَ النار قِسْمَةً صَحاحاً يعني قابيلَ الذي قتل أَخاه هابيل أَي أَنه يقاسمهم قسمة صحيحة فله نصفها ولهم نصفها الصَّحاحُ بالفتح بمعنى الصَّحيح يقال دِرْهَم صحيح وصَحاحٌ ويجوز أَن يكون بالضم كطُوال في طويل ومنهم مَن يرويه بالكسر ولا وجه له وحكى ابن دريد عن أَبي عبيدة كان ذلك في صُحِّه وسُقْمه قال ومن كلامهم ما أَقرب الصَّحاحَ من السَّقَم وقد صَحَّ يَصِحُّ صِحَّةً ورجل صَحاحٌ وصَحيحٌ من قوم أَصِحَّاءَ وصِحاحٍ فيهما وامرأَة صحيحة من نِسوة صِحاح وصَحائِحَ وأَصَّحَ الرجلُ فهو مُصِحٌّ صَّحَّ أَهلُه وماشيته صحيحاً كان هو أَو مريضاً وأَصَحَّ القومُ أَيضاً وهم مُصِحُّون إِذا كانت قد أَصابت أَموالَهم عاهةٌ ثم ارتفعت وفي الحديث لا يُورِدُ المُمْرِضُ على المُصِحّ المُصِحُّ الذي صَحَّتْ ماشيته من الأَمراض والعاهات أَي لا يُورِدُ مَن إِبله مَرْضَى على مَن إِبله صِحاح ويسقيها معها كأَنه كره ذلك أَن يظهر
( * قوله « كره ذلك أن يظهر » لفظ النهاية كره ذلك مخافة أن يظهر إلخ )
بمال المُصِح ما ظهر بمال المُمْرِض فيظن أَنها أَعْدَتها فيأْثم بذلك وقد قال صلى الله عليه وسلم لا عَدْوى وفي الحديث الآخر لا يورِدَنَّ ذو عاهة على مُصِحٍّ أَي أَن الذي قد مرضت ماشيته لا يستطيع أَن يُورِدَ على الذي ماشيته صِحاحٌ وفي الحديث الصَّوْم مَصَحَّةٌ ومَصِحَّةٌ بفتح الصاد وكسرها والفتح أَعلى أَي يصح عليه هو مَفْعَلة من الصِّحَّة العافية وهو كقوله في الحديث الآخر صُومُوا تَصِحُّوا والسَّفَر أَيضاً مَصَِحَّة وأَرض مَصَحَّة ومَصِحَّةٌ بريئة من الأَوْباء صحيحة لا وَباءَ فيها ولا تكثر فيها العِلَلُ والأَسقامُ وصَحاحُ الطريق ما اشتدَّ منه ولم يَسْهُلْ ولم يُوطَأْ وصَحاحُ الطريق شدَّته قال ابن مُقْبل يصف ناقة إِذا واجَهَتْ وَجْهَ الطريقِ تَيَمَّمَتْ صَحاحَ الطريقِ عِزَّةً أَن تَسَهَّلا وصَحَّ الشيءَ جعله صحيحاً وصَحَّحْتُ الكتابَ والحسابَ تصحيحاً إِذا كان سقيماً فأَصلحت خطأَه وأَتيتُ فلاناً فأَصْحَحْتُه أَي وجدته صحيحاً والصحيح من الشِّعْر ما سَلِمَ من النقص وقيل كل ما يمكن فيه الزِّحافُ فَسَلِمَ منه فهو صحيح وقيل الصحيح كل آخر نصف يسلم من الأَشياء التي تقع عِللاً في الأَعاريض والضروب ولا تقع في الحشو والصَّحْصَحُ والصَّحْصاحُ والصَّحْصَحان كله ما استوى من الأَرض وجَرِدَ والجمع الصَّحاصِحُ والصَّحْصَحُ الأَرضُ الجَرْداءُ المستوية ذاتُ حَصًى صِغار وأَرض صَحاصِحُ وصَحْصَحانٌ ليس بها شيء ولا شجر ولا قرار للماء قال وقلَّما تكون إِلاَّ إِلى سَنَدِ وادٍ أَو جبل قريب من سَنَدِ وادٍ قال والصَّحْراءُ أَشدُّ استواء منها قال الراجز تَراهُ بالصَّحاصِحِ السَّمالِقِ كالسَّيفِ من جَفْنِ السِّلاحِ الدَّالِقِ وقال آخر وكم قَطَعْنا من نِصابِ عَرْفَجِ وصَحْصَحانٍ قَذُفٍ مُخَرَّجِ به الرَّذايا كالسَّفِينِ المُخْرَجِ ونِصابُ العَرْفَج ناحيته والقُذُفُ التي لا مَرْتَعَ بها والمُخَرَّجُ الذي لم يصبه مطر أَرضٌ مُخَرَّجة فشبه شُخُوصَ الإِبل الحَسْرَى بشُخُوصِ السُّفُن ويقال صَحْصاحٌ وأَنشد حيثُ ارْثَعَنَّ الوَدْقُ في الصَّحْصاحِ وفي حديث جُهَيْشٍ وكائٍنْ قَطَعْنا إِليك من كذا وكذا وتَنُوفةٍ صَحْصَحٍ والصَّحْصَحُ والصَّحْصحة والصَّحْصَحانُ الأَرض المستوية الواسعة والتَّنُوفةُ البَرِّيَّةُ ومنه حديث ابن الزبير لما أَتاه قَتْلُ الضحاك قال إِنَّ ثَعْلَبَ بن ثَْعلَبٍ حَفَرَ بالصَّحْصحةِ فأَخطأَت اسْتُه الحُفْرةَ وهذا مثل للعرب تضربه فيمن لم يصب موضع حاجته يعني أَن الضحاك طلب الإِمارة والتقدُّمَ فلم ينلها ورجل صُحْصُحٌ وصُحْصُوحٌ يَتَتَبَّعُ دقائق الأُمور فيُحْصِيها ويَعْلمُها وقول مُلَيْحِ الهذلي فَحُبُّكَ لَيْلى حين يَدْنُو زَمانه ويَلْحاكَ في لَيْلى العَرِيفُ المُصَحْصِحُ قيل أَراد الناصِحَ كأَنه المُصَحِّحُ فكره التضعيف والتَّرَّهاتُ الصَّحاصِحُ
( * قوله « والترهات الصحاصح إلخ » عبارة الجوهري والترهات الصحاصح هي الباطل هكذا حكاه أَبو عبيد وكذلك الترهات البسابس وهما بالإضافة أجود عندي ) هي الباطل وكذلك الترهات البَسابِسُ وهما بالإِضافة أَجودُ قال ابن مقبل وما ذِكْرُه دَهْماءَ بعدَ مَزارِها بنَجْرانَ إِلاَّ التُّرَّهاتُ الصَّحاصِحُ ويقال للذي يأْتي بالأَباطيل مُصَحْصِحٌ

( صدح ) صَدَحَ الرجلُ يَصْدَحُ صَدْحاً وصُداحاً وهو صَدَّاحٌ وصَدُوحٌ وصَيْدَحٌ رفع صوته بغناء أَو غيره والقَيْنَةُ الصادحة المغنية والصَّيْدَحُ والصَّدُوحُ والمِصْدَحُ الصَّيَّاحُ وصَدَحَ الطائرُ والغُرابُ والدِّيكُ يَصْدَحُ صَدْحاً وصُداحاً صاحَ واسم الفاعل منه صَدَّاحٌ قال لبيد يرثي عامِرَ بنَ مالك بن جعفر مُلاعِبَ الأَسِنَّة وفِتْيَةٍ كالرَّسَلِ القِماحِ باكَرْتُهُمْ بِحُلَلٍ وراحِ وزَعْفَرانٍ كَدَمِ الأَذْباحِ وقَيْنَةٍ ومِزْهَرٍ صَدَّاحِ الرَّسَلُ القطعة من الإِبل والقِماحُ الرافعة رؤُوسها والأَذْباحُ جمع ذِبْحٍ وهو ما ذُبِحَ وقال حُمَيْدُ بن ثور مُطَوَّقة خَطْباء تَصْدَحُ كلما دنا الصيفُ وانْزاحَ الربيعُ فأَنجَما والصَّدْحُ أَيضاً شدّة الصوت وحِدَّته والفعل كالفعل والمصدر كالمصدر والصَّدُوحُ والصَّيْداحُ الشديد الصوت قال وذُعِرَتْ من زاجرٍ وَحْواحِ مُلازمٍ آثارَها صَيْداحِ والصَّيْدَحُ الفرس الشديد الصوت وصَدَحَ الحمارُ وهو صَدُوحٌ صَوَّتَ قال أَبو النجم مُحَشْرِجاً ومَرَّةً صَدُوحا وقال الأَزهري قال الليث الصَّدْحُ من شدة صوت الديك والغراب ونحوهما وحكي عن ابن الأَعرابي الصَّدَحُ الأَسْوَدُ وقال قال ابن شميل الصَّدَحُ أَنْشَزُ من العُنَّاب قليلاً وأَشدُّ حُمْرَةً وحُمْرَتُه تضرب إِلى السواد وذكر الأَزهري الصَّدْحانُ آكامٌ صِغارٌ صِلابُ الحجارة واحدها صَدَحٌ والصَّدْحةُ والصَّدَحةُ والصُّدْحةُ خرزة يُسْتَعْطَفُ بها الرجال وقال اللحياني هي خَرَزة تُؤَخِّذُ بها النساءُ الرجالَ والصَّدَحُ حجر عريض وصَيْدَحُ اسم ناقة ذي الرمة وفيها يقول سَمِعْتُ الناسُ يَنْتَجِعُونَ غَيْثاً فقلتُ لِصَيْدَحَ انْتَجِعِي بِلالا
( * قوله « سمعت الناس إلخ » برفع الناس هكذا ضبطه غير واحد ووجدت بخط الجوهري رأيت بل سمعت وهو خطأ والصواب ما هنا فتأَمل كذا بخط السيد مرتضى بهامش الأصل )

( صرح ) الصَّرَحُ والصَّرِيحُ والصَّراحُ والصِّراح والصُّراحُ والكسر أَفصح المَحْضُ الخالصُ من كل شيء رجل صَرِيحٌ وصُرَحاء وهي أَعلى
( * قوله « رجل صريح وصرحاء وهي أَعلى » كذا بالأصل ولعل فيه سقطاً والأصل رجل صريح من قوم صرائح وصرحاء وهي أَعلى وعبارة القاموس وشرحه وهو أي الرجل الخالص النسب الصريح من قوم صرحاء وهي أعلى وصرائح ) والاسم الصَّراحةُ والصُّرُوحةُ وصَرُحَ الشيءُ خَلُصَ وكل خالص صَريح والصَّريحُ من الرجال والخيل المَحْضُ ويجمع الرجال على الصُّرَحاء والخيل على الصَّرائح قال ابن سيده الصَّريح الرجل الخالص النسب والجمع الصُّرَحاء وقد صَرُحَ بالضم صَراحة وصُرُوحة تقول جاء بنو تميم صَرِيحةً إِذا لم يخالطهم غيرهم وقول الهذلي وكَرَّمَ ماءً صَريحا أَي خالصاً وأَراد بالتكريم التكثير قال وهي لغة هذلية وفي الحديث حديث الوسوسة ذاك صريح الإِيمان كراهتكم له صريحُ الإِيمان والصريحُ الخالص من كل شيء وهو ضِدُّ الكناية يعني أَن صريح الإِيمان هو الذي يمنعكم من قبول ما يلقيه الشيطان في قلوبكم حتى يصير ذلك وسوسة لا يتمكن في قلوبكم ولا تطمئنُّ إِليه نفوسكم وليس معناه أَن الوسوسة نفسها صريح الإِيمان لأَنها إِنما تتولد من فعل الشيطان وتسويله فكيف تكون إِيماناً صَريحاً ؟ وصَريحٌ اسم فحلٍ مُنْجِبٍ وقال أَوْسُ بن غَلْفاء الهُجَيْمِي ومِرْكَضَةٍ صَرِيحيٍّ أَبوها يُهانُ لها الغُلامةُ والغُلامُ قال ابن بري صواب إِنشاده ومِرْكَضَةٌ صَرِيحِيٌّ لأَن قبله أَعانَ على مِرَاسِ الحَرْبِ زَغْفٌ مُضاعَفَةٌ لها حَلَقٌ تُؤامُ وفرس صريحٌ من خيل صَرائِحَ والصَّريحُ فحل من خيل العرب معروف قال طُفيل عَناجِيجُ فيهنَّ الصَّريحُ ولاحِقٌ مَغاوِيرُ فيها للأَرِيبِ مُعَقَّبُ ويروى من آل الصَّريح وأَعْوَجٍ غلبت الصفة على هذا الفحل فصارت له اسماً وأَتاه بالأَمر صُراحِيةً أَي خالصاً وخَمْر صُراح وصُراحِية خالصة وكأْسٌ صُراحٌ لم تُشَبْ بِمَزْج وفي حديث أُم مَعْبَدٍ دَعاها بِشاةٍ حائلٍ فَتَحََلَّبَتْ له بصَرِيحٍ ضَرَّةُ الشاةِ مُزْبِدِ أَي لبن خالص لم يُمْذَقْ والضَّرَّة أَصل الضَّرْع وفي حديث ابن عباس سئل متى يَحِلُّ شِراءُ النخل ؟ قال حين يُصَرِّحُ قيل وما التصريح ؟ قال حين يَسْتَبين الحُلْوُ من المُرِّ قال الخطابي هكذا يُرْوَى ويُفَسر والصواب يُصَوِّحُ بالواو وسيذكر في موضعه والصُّراحِيَّة آنيةٌ للخمر قال ابن دريد ولا أَدري ما صحته والصَّرَح بالتحريك الأَبيض الخالص من كل شيء قال المتنخل الهذلي تَعْلُو السُّيُوفُ بأَيديهم جَماجِمَهم كما يُفَلَّقُ مَرْوُ الأَمْعَزِ الصَّرَحُ وأَورد الأَزهري والجوهري هذا البيت مستشهداً به على الخالص من غير تقييد بالأَبيض وأَبْيَضُ صَرَاحٌ كَلَياحٍ خالصٌ ناصعٌ والصَّريحُ اللبن إِذا ذهبت رَغْوَتُه ولبن صَريح ساكن الرَّغْوَةِ خالص وفي المثل بَرَزَ الصريحُ بجانب المَتْنِ يضرب هذا للأَمر الذي وَضَحَ وناقة مِصْراح قليلة الرغوة خالصة اللبن الأَزهري يقال للناقة التي لا تُرَغِّي مِصْراح يَفْتُرُ شَخْبُها ولا تُرَغِّي أَبداً وبول صَرِيحٌ خالص ليس عليه رغوة قال الأَزهري يقال للَّبن والبول صريح إِذا لم يكن فيه رغوة قال أَبو النجم يَسُوفُ من أَبْوالِها الصَّريحا وصَرِيحُ النُّصْحِ مَحْضُه ويوم مُصَرِّحٌ أَي ليس فيه سحاب وهو في شعر الطِّرِمَّاح في قوله يصف ذئباً إِذا امْتَلَّ يَهْوِي قلتَ ظِلُّ طَخاءةٍ ذَرَى الرِّيحُ في أَعْقابِ يومٍ مُصَرِّحِ امْتَلَّ عدا وطَخاءَة سحابة خفيفة أَي ذراه الرِّيح في يوم مُصْحٍ شبه الذئب في عدوه في الأَرض بسحابة خفيفة في ناحية من نواحي السماء وصَرَّحَتِ الخَمْر تصريحاً انجلى زَبَدُها فَخَلَصَتْ وهو التصريحُ تقول قد صَرَّحَتْ من بعد تَهْدارٍ وإِزْبادٍ وتَصَرَّحَ الزَّبَدُ عنها انْجَلَى فَخَلَصَ قال الأَعشى كُمَيْتاً تَكَشَّفُ عن حُمْرَةٍ إِذا صَرَّحَتْ بعدَ إِزْبادِها وانْصَرَحَ الحقُّ أَي بانَ وكَذِبٌ صُرْحانٌ خالِصٌ عن اللحياني ولقيته مُصارَحةً ومُقارَحةً وصُراحاً وصِراحاً وكِفاحاً بمعنى واحد إِذا لقيته مواجهة قال قد كنتُ أَنْذَرْتُ أَخا مَنَّاحِ عَمْراً وعَمْرٌو وعُرْضةُ الصُّرَاحِ وشَتَمْتُ فلاناً مُصارَحة وصُراحاً وصِراحاً أَي كِفاحاَ ومواجهة والاسم الصُّراحُ بالضم وكَذِبٌ صُراحِيَةٌ وصُراحِيٌّ وصُراحٌ بَيِّنٌ يعرفه الناسُ وتكلم بذلك صُراحاً وصِراحاً أَي جهاراً ويقال جاء بالكفر صُراحاً خالصاً أَي جهاراً قال الأَزهري كأَنه أَراد صَريحاً وصَرَّحَ فلانٌ بما في نفسه وصارَحَ أَبداه وأَظهره وأَنشد أَبو زياد وإِني لأَكْنُو عن قَذُورٍ بغيرها وأُعْرِبُ أَحياناً بها فأُصارِحُ أَمُنْحَدِراً تَرْمي بكَ العِيسُ غُرْبَةً ومُصْعِدَة بَرْحٌ لعينيكَ بارِحُ ؟ وفي المثل صَرَّحَ الحقُّ عن مَحْضِهِ أَي انكشف الأَزهري وصَرَحَ الشيءَ وصَرَّحه وأَصْرَحه إِذا بَيَّنه وأَظهره ويقال صَرَّحَ فلانٌ ما في نَفْسِه تصريحاً إِذا أَبداه والتصريحُ خلافُ التعريض ومن أَمثال العرب صَرَّحَتْ بِجِدَّان وجِلْدانَ
( * قوله « صرحت بجدان وجلدان » الضمير في صرحت للقصة وروي اعجام الدال واهمالها وانظر ياقوت والميداني )
إِذا أَبدى الرجلُ أَقْصَى ما يريده والصُّراحُ اللبن الرقيق الذي أُكْثِرَ ماؤُه فَتَرى في بعضه سُمْرَة من مائه وخُضْرَةً والصُّراحُ عَرَق الدابة يكون في اليد كذا حكاه كراع بالراء والمعروف الصُّمَاحُ والصَّرْحُ بيت واحد يُبْنى منفرداً ضَخْماً طويلاً في السماء وقيل هو القَصْرُ وقيل هو كل بناء عال مرتفع وفي التنزيل إِنه صَرْحٌ مُمَرَّدٌ من قَوارِيرَ والجمع صُرُوحٌ قال أَبو ذؤيب على طُرُقٍ كنُحُورِ الظِّبا ءِ تَحْسِبُ آرامَهُنَّ الصُّرُوحا وقال الزجاج في قوله تعالى قِيلَ لها ادْخُلي الصَّرْحَ قال الصَّرْحُ في اللغة القَصْرُ والصَّحْنُ يقال هذه صَرْحةُ الدار وقارِعَتُها أَي ساحتها وعَرْصَتُها وقال بعضُ المُفَسرين الصَّرْحُ بَلاطٌ اتُّخِذَ لها من قَوارير والصَّرْحُ الأَرض المُمَلَّسةُ والصَّرْحةُ مَتْنٌ من الأَرض مُسْتَوٍ والصَّرْحةُ من الأَرض ما استوى وظهر يقال هم في صَرْحةِ المِرْبَدِ وصَرْحةِ الدار وهو ما استوى وظهر وإِن لم يظهر فهو صَرْحة بعد أَن يكون مستوياً حسناً قال وهي الصحراء فيما زعم أَبو أِسلم وأَنشد للراعي كأَنها حينَ فاضَ الماءُ واخْتَلَفَتْ فَتْخاءُ لاحَ لها بالصَّرْحةِ الذِّيبُ والصَّرْحةُ موضع وصِرْواحُ حِصْن باليمن أَمر سليمان عليه السلام الجنَّ فَبَنَوْه لِبَلْقِيسَ وهو في الصحاح معرَّف بالأَلف واللام وتقول صَرَّحَتْ كَحْلُ أَي أَجْدَبَت وصارت صريحة أَي خالصة في الشدَّة وكذلك تقول صَرَّحَتِ السَّنَةُ إِذا ظهرت جُدُوبَتُها قال سَلامة بنُ جَنْدل قومٌ إِذا صَرَّحَتْ كَحْلٌ بُيوتُهُمُ مَأْوَى الضُّيوفِ ومأْوى كلِّ قُرْضوبِ
( * قوله « مأوى الضيوف » أنشده الجوهري مأوى الضريك والضريك والقرضوب واحد فعلى ما أنشده المؤلف هنا يكون عطف القرضوب على الضيوف من عطف الخاص بخلافه على ما أنشده الجوهري ) القُرْضُوبُ الفقيرُ والصُّمارِحُ بالضم الخالصُ من كل شيء والميم زائدة ويروى الصُّمادِحُ بالدال قال الجوهري ولا أَظنه محفوظاً

( صردح ) الصَّرْدَحَةُ الصحراء التي لا تنبت وهي غَلْظٌ من الأَرض مُسْتَوٍ والصَّرْدَحُ المكان المستوي والصِّرْداحُ مثله والصَّرْدَحُ والصِّرْداحُ المكانُ الصُّلْبُ وقيل الصَّرْدح المكان الواسع الأَمْلَسُ المستوي وقيل الصِّرْداحُ الفلاة التي لا شيء فيها عن كراع ابن شميل الصَّرادِحُ واحدتها صَرْدَحة وهي الصحراء التي لا شجر بها ولا نبت وهي غَلْظٌ من الأَرض وهي مستوية أَبو عمرو الصَّرادِحُ الأَرضُ اليابسة التي لا شيء بها وفي حديث أَنس رأَيت الناسَ في إِمارة أَبي بكر جُمِعوا في صَرْدَح يَنْفُذُهم البَصَرُ ويُسْمِعُهم الصوتُ الصَّرْدح الأَرض الملساء وجمعها صَرادِحُ وضَرْبٌ صُرادِحِيٌّ وصُمادِحِيٌّ شديد بَيِّنٌ

( صرطح ) الصَّرْطَحُ المكان الصُّلْبُ وكذلك الصِّرْداحُ
( * قوله « وكذلك الصرداح إلخ » كذا بالأصل بالدال المهملة والذي في شرح القاموس المطبوع وكذلك الصرطاح والسين لغة ) والسين لغة

( صرفح ) الصَّرَنْفَحُ الشديد الخصومة والصوت كالصَرَنْقَح وصَرَّحَ ثعلب بأَن المعروف إِنما هو بالفاء

( صرقح ) الصَّرَنْقَحُ الماضي الجَريء وقال ثعلب الصَّرَنْقَحُ الشديد الخصومة والصوت وأَنشد لِجَرانِ العَوْدِ في وصف نساء ذكرهن في شعر له فقال إِنَّ من النِّسْوانِ من هي رَوْضةٌ تَهِيجُ الرِّياضُ قُبْلَها وتَصَوَّحُ ومنهنَّ غُلٌّ مُقْفَلٌ ما يَفُكُّهُ من الناسِ إِلا الأَحْوَذِيُّ الصَّرَنْقَحُ وفي التهذيب إِلا الشَّحْشحانُ الصَّرَنْقَحُ قال شمر ويقال صَرَنْقَحٌ وصَلَنْقَحٌ بالراء واللام والصَّرَنْقَحُ أَيضاً المحتال الأَزهري الصَّرَنْقَحُ من الرجال الشديد الشَّكيمة الذي له عزيمة لا يُطْمَع فيما عنده ولا يُخْدَعُ وقيل الصَّرَنْقَحُ الظريف

( صفح ) الصَّفْحُ الجَنْبُ وصَفْحُ الإِنسان جَنْبُه وصَفْحُ كل شيءٍ جانبه وصَفْحاه جانباه وفي حديث الاستنجاء حَجَرَين للصَّفْحَتين وحَجَراً للمَسْرُبةِ أَي جانبي المَخْرَج وصَفْحُه ناحيته وصَفْحُ الجبلِ مُضْطَجَعُه والجمع صِفاحٌ وصَفْحَةُ الرجل عُرْضُ وجهه ونظر إِليه بصَفْحِ وجهه وصُفْحِه أَي بعُرْضِه وفي الحديث غيرَ مُقْنِعٍ رأْسَه ولا صافحٍ بِخَدّه أَي غيرَ مُبْرِزٍ صَفْحةَ خَدِّه ولا مائلٍ في أَحد الشِّقَّيْن وفي شعر عاصم بن ثابت تَزِلُّ عن صَفْحتِيَ المَعابِلُ أَي أَحد جانِبَي وجهه ولقيه صِفاحاً أَي استقبله بصَفْحِ وجهه هذه عن اللحياني وصَفْحُ السيف وصُفْحُه عُرْضُه والجمع أَصفاح وصَفْحَتا السيف وجهاه وضَرَبه بالسيف مُصْفَحاً ومَصْفوحاً عن ابن الأَعرابي أَي مُعَرَّضاً وضربه بصُفْح السيف والعامة تقول بصَفْحِ السيف مفتوحة أَي بعُرْضه وقال الطِّرِمّاح فلما تنَاهتْ وهي عَجْلى كأَنها على حَرْفِ سيفٍ حَدُّه غيرُ مُصْفَحِ وفي حديث سعد بن عُبادة لو وجدتُ معها رجلاً لضربته بالسيف غيرَ مُصْفَِحٍ يقال أصْفَحه بالسيف إِذا ضربه بعُرْضه دونَ حَدِّه فهو مُصْفِحٌ والسيف مُصْفَحٌ يُرْوَيان معاً وقال رجل من الخوارج لنضرِبَنَّكم بالسيوف غيرَ مُصْفَحات يقول نضربكم بحدّها لا بعُرْضها وقال الشاعر بحيثُ مَناط القُرْطِ من غيرِ مُصْفَحٍ أُجاذِبُه حَدَّ المُقَلَّدِ ضارِبُهْ
( * قوله « بحيث مناك القرط إلخ » هكذا هو في الأصل بهذا الضبط )
وصَفَحْتُ فلاناً وأَصْفَحْته جميعاً إِذا ضربته بالسيف مُصْفَِحاً أَي بعُرْضه وسيف مُصْفَح ومُصَفَّح عريض وتقول وَجْهُ هذا السيف مُصْفَح أَي عريض مِن أَصْفَحْتُه قال الأَعشى أَلَسْنا نحنُ أَكْرَمَ إِن نُسِبْنا وأَضْرَبَ بالمُهَنَّدَةِ الصِّفاحِ ؟ يعني العِراض وأَنشد وصَدْري مُصْفَحٌ للموتِ نَهْدٌ إِذا ضاقتْ عن الموتِ الصُّدورُ وقال بعضهم المُصْفَحُ العريض الذي له صَفَحاتٌ لم تستقم على وجه واحد كالمُصْفَحِ من الرؤوس له جوانب ورجل مُصْفَح الوجه سَهْلُه حَسَنُه عن اللحياني وصَفِيحةُ الوجه بَشَرَةُ جلده والصَّفْحانِ والصَّفْحتانِ الخَدَّان وهما اللَّحْيانِ والصَّفْحانِ من الكَتِف ما انْحَدَر عن العين
( * قوله « ما انحدر عن العين » هكذا في الأصل وشرح القاموس ولعله العنق ) من جانبيهما والجمع صِفاحٌ وصَفْحَتا العُنُق جانباه وصَفْحَتا الوَرَقِ وَجْهاه اللذان يُكتبان والصَّفِيحة السيف العريض وقال ابن سيده الصَّفيحة من السيوف العريضُ وصَفائِحُ الرأْس قبائِلُه واحِدتُها صَفيحة والصفائح حجارة رِقاقٌ عِراض والواحد كالواحد والصُّفَّاحُ بالضم والتشديد العَرِيضُ قال والصُّفَّاح من الحجارة كالصَّفائح الواحدة صُفَّاحة أَنشد ابن الأَعرابي وصُفَّاحةٍ مثلِ الفَنِيقِ مَنَحْتُها عِيالَ ابنِ حَوْبٍ جَنَّبَتْه أَقارِبُه شبه الناقة بالصُّفَّاحةِ لصلابتها وابن حَوْبٍ رجلٌ مجهود محتاج لأَن الحَوْبَ الجَهْدُ والشِّدَّة ووَجْهُ كل شيء عريض صَفِيحةٌ وكل عريض من حجارة أَو لوح ونحوهما صُفَّاحة والجمع صُفَّاحٌ وصَفِيحةٌ والجمع صفائح ومنه قول النابغة ويُوقِدْنَ بالصُّفَّاحِ نارَ الحُباحِبِ قال الأَزهري ويقال للحجارة العريضة صَفائح واحدتها صَفِيحة وصَفِيحٌ قال لبيد وصَفائِحاً صُمّاً رَوا سيها يُسَدِّدْنَ الغُضُونا وصَفائح الباب أَلواحه والصُّفَّاحُ من الإِبل التي عظمت أَسْنِمَتُها فكادَ سنامُ الناقة يأْخذ قَراها جمعها صُفَّاحاتٌ وصَفافيح وصَفْحَة الرجل عُرْضُ صدرِه والمُصَفَّحُ من الرؤوس الذي ضُغِطَ من قِبَلِ صُدْغَيْه فطال ما بين جبهته وقفاه وقيل المُصَفَّح الذي اطمأَنَّ جنبا رأْسه ونَتَأَ جبينه فخرجت وظهرت قَمَحْدُوَتُه قال أَبو زيد من الرؤوس المُصْفَحُ إِصْفاحاً وهو الذي مُسِحَ جنبا رأْسه ونَتَأَ جبينه فخرج وظهرت قَمَحْدُوَتُه والأَرْأَسُ مثلُ المُصْفَحِ ولا يقال رُؤَاسِيّ وقال ابن الأَعرابي في جبهته صَفَحٌ أَي عِرَضٌ فاحش وفي حديث ابن الحَنَفِيَّة أَنه ذكر رجلاً مُصْفَحَ الرأْس أَي عريضه وتَصْفِيحُ الشيء جَعْلُه عريضاً ومنه قولهم رجل مُصَفَّحُ الرأْس أَي عريضها والمُصَفَّحاتُ السيوف العريضة وهي الصَّفائح واحدتها صَفِيحةٌ وصَفيحٌ وأَما قول لبيد يصف سحاباً كأَنَّ مُصَفَّحاتٍ في ذُراهُ وأَنْواحاً عليهنَّ المَآلي قال الأَزهري شبَّه البرق في ظلمة السحاب بسيوفٍ عِراضٍ وقال ابن سيده المُصَفَّحاتُ السيوف لأَنها صُفِّحَتْ حين طُبِعَتْ وتَصْفِيحها تعريضها ومَطُّها ويروى بكسر الفاء كأَنه شبَّه تَكَشُّفَ الغيث إِذا لمَعَ منه البَرْق فانفرج ثم التقى بعد خُبُوِّه بتصفيح النساء إِذا صَفَّقْنَ بأَيديهن والتَّصفيح مثل التصفيق وصَفَّحَ الرجلُ بيديه صَفَّق والتَّصْفيح للنساء كالتصفيق للرجال وفي حديث الصلاة التسبيح للرجال والتصفيح للنساء ويروى أَيضاً بالقاف التصفيح والتصفيق واحد يقال صَفَّحَ وصَفَّقَ بيديه قال ابن الأَثير هو من ضَرْب صَفْحةِ الكفِّ على صفحة الكف الأُخرى يعني إِذا سها الإِمام نبهه المأْموم إِن كان رجلاً قال سبحان الله وإِن كانت امرأَة ضربت كفها على كفها الأُخرى عِوَضَ الكلام وروى بيت لبيد كأَنَّ مُصَفِّحاتٍ في ذُراهُ جعل المُصَفِّحات نساءً يُصَفِّقْن بأَيديهن في مأْتَمٍ شَبَّه صوتَ الرعد بتصفيقهن ومَن رواه مُصَفَّحاتٍ أَراد بها السيوف العريضة شبه بَرِيقَ البَرْقِ ببريقها والمُصافَحةُ الأَخذ باليد والتصافُحُ مثله والرجل يُصافِحُ الرجلَ إِذا وضع صُفْحَ كفه في صُفْح كفه وصُفْحا كفيهما وَجْهاهُما ومنه حديث المُصافَحَة عند اللِّقاء وهي مُفاعَلة من إِلصاق صُفْح الكف بالكف وإِقبال الوجه على الوجه وأَنْفٌ مُصَفَّحٌ معتدل القَصَبة مُسْتَوِيها بالجَبْهة وصَفَحَ الكلبُ ذراعيه للعظم صَفْحاً يَصْفَحهما نصبهما قال يَصْفَحُ للقِنَّةِ وَجْهاً جَأْبا صَفْحَ ذِراعَيْهِ لعَظْمٍ كَلْبا أَراد صَفْحَ كَلْبٍ ذراعيه فَقَلَبَ وقيل هو أَن يبسطهما ويُصَيِّرَ العظم بينهما ليأْكله وهذا البيت أَورده الأَزهري قال وأَنشد أَبو الهيثم وذكره ثم قال وصف حَبْلاً عَرَّضه فاتله حتى فتله فصار له وجهان فهو مَصْفُوح أَي عريض قال وقوله صَفْحَ ذراعيه أَي كما يَبْسُط الكلبُ ذراعيه على عَرَقٍ يُوَتِّدُه على الأَرض بذراعيه يَتَعَرَّقه ونصب كلباً على التفسير وقوله أَنشده ثعلب صَفُوحٌ بخَدَّيْها إِذا طالَ جَرْيُها كما قَلَّبَ الكَفَّ الأَلَدُّ المُماحِكُ عنى أَنها تنصبهما وتُقَلِّبهما وصَفَحَ القَومَ صَفْحاً عَرَضَهم واحداً واحداً وكذلك صَفَحَ وَرَقَ المصحف وتَصَفَّحَ الأَمرَ وصَفَحَه نظر فيه قال الليث صَفَحْت وَرَقَ المصحف صَفْحاً وصَفَحَ القومَ وتَصَفَّحَهم نظر إِليهم طالباً لإِنسان وصَفَحَ وُجُوهَهم وتَصَفَّحَها نظرها مُتَعَرِّفاً لها وتَصَفَّحْتُ وُجوهَ القوم إِذا تأَمَّلْتَ وجوههم تنظر إِلى حِلاهم وصُوَرهم وتَتَعَرَّفُ أَمرهم وأَنشد ابن الأَعرابي صَفَحْنا الحُمُولَ للسَّلامِ بنَظْرَةٍ فلم يَكُ إِلاَّ وَمْؤُها بالحَواجِبِ أَي تَصَفَّحْنا وجوه الرِّكاب وتَصَفَّحْت الشيء إِذا نظرت في صَفَحاته وصَفَحْتُ الإِبلَ على الحوضِ إِذا أَمررتها عليه وفي التهذيب ناقة مُصَفَّحة ومُصَرّاة ومُصَوّاة ومُصَرَّبَةٌ بمعنى واحد وصَفَحَتِ الشاةُ والناقة تَصْفَحُ صُفُوحاً وَلَّى لَبَنُها ابن الأَعرابي الصافح الناقة التي فَقَدَتْ وَلدَها فَغَرَزَتْ وذهب لبنها وقد صَفَحَتْ صُفُوحاً وصَفَح الرجلَ يَصْفَحُهُ صَفْحاً وأَصْفَحَه سأَله فمنعه قال ومن يُكْثِرِ التَّسْآلَ يا حُرّ لا يَزَلْ يُمَقَّتُ في عَينِ الصديقِ ويُصْفَحُ ويقال أَتاني فلان في حاجة فأَصْفَحْتُه عنها إِصْفاحاً إِذا طلبها فمَنَعْتَه وفي حديث أُم سلمة أُهْدِيَتْ لي فِدْرَةٌ من لحم فقلت للخادم ارفعيها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإِذا هي قد صارت فِدْرَةَ حَجَر فقصصتُ القِصَّةَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لعله وقف على بابكم سائل فأَصْفَحْتموه أَي خَيَّبْتُموه قال ابن الأَثير يقال صَفَحْتُه إَذا أَعطيته وأَصْفَحْتُه إَذا حَرَمْتَه وصَفَحه عن حاجته يَصْفَحُه صَفْحاً وأَصْفَحَه كلاهما رَدَّه وصَفَحَ عنه يَصْفَح صَفْحاً أَعرض عن ذنبه وهو صَفُوحٌ وصَفَّاحٌ عَفُوٌّ والصَّفُوحُ الكريم لأَنه يَصْفَح عمن جَنى عليه واستْصَْفَحَه ذنبه استغفره إِياه وطلب أَن يَصْفَحَ له عنه وأَما الصَّفُوحُ من صفات الله عز وجل فمعناه العَفُوُّ يقال صَفَحْتُ عن ذنب فلان وأَعرضت عنه فلم أُؤَاخذْه به وضربت عن فلان صَفْحاً إِذا أَعرضت عنه وتركته فالصَّفُوحُ في صفة الله العَفُوُّ عن ذنوب العباد مُعْرِضاً عن مجازاتهم بالعقوبة تَكرُّماً والصَّفُوحُ في نعت المرأَة المُعْرِضَةُ صادَّةً هاجِرَةً فأَحدهما ضدُّ الآخر ونصب قوله صَفْحاً في قوله أَفَنَضْرِبُ عنكم الذِّكْرَ صَفْحاً ؟ على المصدر لأَن معنى قوله أَنُعْرِضُ
( * قوله « لأن معنى قوله أنعرض إلخ » كذا بالأصل ) عنكم الصَّفْحَ وضَرْبُ الذَّكْرِ رَدُّه كَفُّه وقد أَضْرَبَ عن كذا أَي كف عنه وتركه وفي حديث عائشة تصف أَباها صَفُوحُ عن الجاهلين أَي الصَّفْح والعفوِ والتَّجاوُزِ عنهم وأَصله من الإِعراض بصَفْحَه وجهه كأَنه أَعرض بوجهه عن ذنبه والصَّفُوحُ من أَبنية المبالغة وقال الأَزهري في قوله تعالى أَفَنَضْرِبُ عنكم الذِّكْرَ صَفْحاً ؟ المعنى أَفَنُعْرِضُ عن أَن نُذَكِّرَكم إِعراضاً من أَجل إِسرافكم على أَنفسكم في كفركم ؟ يقال صَفَح عني فلانٌ أَي أَعرض عنه مُوَلِّياً ومنه قول كثير يصف امرأَة أَعرضت عنه صَفُوحاً فما تَلْقاكَ إِلا بَخِيلةً فمن مَلَّ منها ذلك الوصلَ مَلَّتِ وصَفَح الرجلَ يَصْفَحُه صَفْحاً سقاه أَيَّ شَراب كان ومتى كان والمُصْفَحُ المُمالُ عن الحق وفي الحديث قلبُ المؤمن مُصْفَحٌ على الحق أَي مُمالٌ عليه كأَنه قد جعل صَفْحَه أَي جانبه عليه وفي حديث حذيفة أَنه قال القلوب أَربعة فقلبٌ أَغٌلَفُ فذلك قلب الكافر وقلب منكوس فذلك قلب رجع إِلى الكفر بعد الإِيمان وقلب أَجْرُدُ مثل السِّراج يَزْهَرُ فذلك قلب المؤمن وقلب مُصْفَحٌ اجتمع فيه النفاق والإِيمان فمَثَلُ الإِيمان فيه كمَثَل بقلة يُمِدُّها الماءُ العذبُ ومَثَل النفاق كمثل قَرْحة يُمِدُّها القَيْحُ والدمُ وهو لأَيهما غَلَبَ المُصْفَحُ الذي له وجهان يلقى أَهلَ الكفر بوجه وأَهل الإِيمان بوجه وصَفْحُ كل شيء وجهه وناحيته وهو معنى الحديث الآخر من شَرِّ الرجال ذو الوجهين الذي يأْتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه وهو المنافق وجعل حذيفةُ قلب المنافق الذي يأَتي الكفار بوجه وأَهل الإَيمان بوجه آخر ذا وجهين قال الأَزهري وقال شمر فيما قرأْت بخطه القلبُ المُصْفَحُ زعم خالد أَنه المُضْجَعُ الذي فيه غِلٌّ الذي ليس بخالص الدين وقال ابن بُزُرْجٍ المُصْفَحُ المقلوب يقال قلبت السيف وأَصْفَحْتُه وصابَيْتُه والمُصْفَحُ المُصابَى الذي يُحَرَّف على حدّه إِذا ضُرب به ويُمالُ إِذا أَرادوا أَن يَغْمِدُوه ويقال صَفَح فلان عني أَي أَعرض بوجه ووَلاَّني وَجْهَ قَفاه وقوله أَنشده ثعلب ونادَيْتُ شِبْلاً فاسْتَجابَ وربما ضَمِنَّا القِرَى عَشْراً لمن لا نُصافِحُ ويروى ضَمِنَّا قِرَى عَشْرٍ لمن لا نُصافِحُ فسره فقال لمن لا نصافح أَي لمن لا نعرف وقيل للأَعداء الذين لا يحتمل أَن نُصافحهم والمُصْفَحُ من سهام المَيْسر السادسُ ويقال له المُسْبِلُ أَيضاً أَبو عبيد من أَسماء قداح المَيْسِر المُصْفَحُ والمُعَلَّى وصَفْحٌ اسم رجل من كَلْب بن وَبْرَة وله حديث عند العرب معروف وأَما قول بشر رَضِيعَةُ صَفْحٍ بالجِباهِ مُلِمَّةٌ لها بَلَقٌ فوقَ الرُّؤوسِ مُشَهَّرُ
( * قوله « بالجباه » كذا بالأصل بهذا الضبط وفي ياقوت الجباة بفتح الجيم ونقط الهاء والخراسانيون يروونه الجباه بكسر الجيم وآخره هاء محضة وهو ماء بالشام بين حلب وتدمر )
فهو اسم رجل من كلب جاور قوماً من بني عامر فقتلوه غَدْراً يقول غَدْرَتكم بصَفْحٍ الكَلْبيِّ وصِفاحُ نَعْمانَ جبال تُتاخِمُ هذا الجبل وتصادفه ونَعْمانُ جبل بين مكة والطائف وفي الحديث ذكر الصِّفاحِ بكسر الصاد وتخفيف الفاء موضع بين حُنَين وأَنصابِ الحَرَم يَسْرَةَ الداخل إِلى مكة وملائكةُ الصَّفيح الأَعْلى هو من أَسماء السماء وفي حديث عليّ وعمار الصَّفِيحُ الأَعْلى من مَلَكُوته

( صقح ) الصُّقْحةُ
( * قوله « الصقحة إلخ » كذا بالأصل بهذا الضبط وعبارة المجد وشرحه الصقح محركة الصلع والنعت أصقح وهي صقحاء والاسم الصقحة محركة والصقحة بالضم لغة يمانية ) الصَّلَعةُ ورجل أَصْقَحُ أَصْلَعُ يَمانِيةٌ

( صلح ) الصَّلاح ضدّ الفساد صَلَح يَصْلَحُ ويَصْلُح صَلاحاً وصُلُوحاً وأَنشد أَبو زيد فكيفَ بإِطْراقي إِذا ما شَتَمْتَني ؟ وما بعدَ شَتْمِ الوالِدَيْنِ صُلُوحُ وهو صالح وصَلِيحٌ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي والجمع صُلَحاءُ وصُلُوحٌ وصَلُح كصَلَح قال ابن دريد وليس صَلُحَ بثَبَت ورجل صالح في نفسه من قوم صُلَحاء ومُصْلِح في أَعماله وأُموره وقد أَصْلَحه الله وربما كَنَوْا بالصالح عن الشيء الذي هو إِلى الكثرة كقول يعقوب مَغَرَتْ في الأَرض مَغْرَةٌ من مطر هي مَطَرَةٌ صالحة وكقول بعض النحويين كأَنه ابن جني أُبدلت الياء من الواو إِبدالاً صالحاً وهذا الشيء يَصْلُح لك أَي هو من بابَتِك والإِصلاح نقيض الإِفساد والمَصْلَحة الصَّلاحُ والمَصعلَحة واحدة المصالح والاسْتِصْلاح نقيض الاستفساد وأَصْلَح الشيءَ بعد فساده أَقامه وأَصْلَحَ الدابة أَحسن إِليها فَصَلَحَتْ وفي التهذيب تقول أَصْلَحْتُ إِلى الدابة إِذا أَحسنت إِليها والصُّلْحُ تَصالُح القوم بينهم والصُّلْحُ السِّلْم وقد اصْطَلَحُوا وصالحوا واصَّلَحُوا وتَصالحوا واصَّالحوا مشدّدة الصاد قلبوا التاء صاداً وأَدغموها في الصاد بمعنى واحد وقوم صُلُوح مُتصالِحُون كأَنهم وصفوا بالمصدر والصِّلاحُ بكسر الصاد مصدر المُصالَحةِ والعرب تؤنثها والاسم الصُّلح يذكر ويؤنث وأَصْلَح ما بينهم وصالَحهم مُصالَحة وصِلاحاً قال بِشْرُ ابن أَبي خازم يَسُومُونَ الصِّلاحَ بذاتِ كَهْفٍ وما فيها لهمْ سَلَعٌ وقارُ وقوله وما فيها أَي وما في المُصالَحة ولذلك أَنَّث الصِّلاح وصَلاحِ وصَلاحٌ من أَسماء مكة شرفها الله تعالى يجوز أَن يكون من الصُّلْح لقوله عز وجل حَرَماً آمناً ويجوز أَن يكون من الصَّلاحِ وقد ُصرف قال حَرْبُ بن أُمية يخاطب أَبا مَطَرٍ الحَضْرَمِيَّ وقيل هو للحرث بن أُمية أَبا مَطَرٍ هَلُمَّ إِلى صَلاحٍ فَتَكْفِيكَ النَّدَامَى من قُرَيْشِ وتَأْمَنُ وَسْطَهُمْ وتَعِيشُ فيهم أَبا مَطَرٍ هُدِيتَ بخَيْرِ عَيْشِ وتَسْكُنُ بَلْدَةً عَزَّتْ لَقاحاً وتأْمَنُ أَن يَزُورَك رَبُّ جَيْشِ قال ابن بري الشاهد في هذا الشعر صرف صلاح قال والأَصل فيها أَن تكون مبنية كقطام ويقال حَيٌّ لَقاحٌ إِذا لم يَدينوا للمَلِك قال وأَما الشاهد على صلاحِ بالكسر من غير صَرْف فقول الآخر مِنَّا الذي بصَلاحِ قامَ مُؤَذِّناً لم يَسْتَكِنْ لِتَهَدُّدٍ وتَنَمُّرِ يعني خُبَيْبَ بنَ عَدِيٍّ قال ابن بري وصَلاحِ اسم علم لمكة وقد سمَّت العربُ صالحاً ومُصْلِحاً وصُلَيحاً والصِّلْحُ نهر بمَيْسانَ

( صلنبح ) الصلنباح
( * زاد المجد الصلنباح أَي بكسرتين وسكون النون سمك طويل )

( صلدح ) الصَّلَوْدَحُ الصُّلْبُ والصَّلَنْدَحةُ
( * قوله « والصلندحة » هذه بفتح الصاد وضمها مع فتح اللام فيهما كما في القاموس وشرحه )
الصُّلْبة الأَزهري عن الليث الصَّلْدَحُ هو الحجر العريضُ وجارية صَلْدَحة ابن دريد ناقة جَلَنْدَحة شديدة وصَلَنْدَحة صُلْبة ولا يوصف بهما إِلا الإِناث

( صلطح ) الثصَّلْطَحة العريضة من النساء واصْلَنطَحت البَطْحاءٌ اتسعت قال طُرَيْحٌ أَنتَ ابنُ مُصْلَنْطِح البِطاحِ ولم تَعْطِفْ عليك الحُنِيُّ والوُلُجُ يمدحه بأَنه من صَمِيم قريش وهم أَهل البَطْحاء ونَصْلٌ مُصَلْطَحٌ عريض ومكان سُلاطِحٌ عريض ومنه قول الساجع صُلاطِح بُلاطِح بلاطح إِتباعٌ والصَّلَوْطَحُ موضع
( * قوله « والصلوطح موضع » ذكره المجد هنا وفي سلطح أيضاً بالسين كالمؤلف وياقوت اقتصر عليه بالسين وأنشد البيت بالسين فقال لقيط بن يعمر الأزدي اني يعيني إلخ وبعده
طوراً أراهم وطوراً لا أَبينهم ... إذا تواضع خدر ساعة لمعا )
قال
إنِّي بعَيْني إِذا أَنَّتْ حُمُولُهُمُ بَطْنَ الصَّلَوْطَحِ لا يَنْظُرْن من تَبِعا

( صلقح ) صَلْقَح الدراهم
( * قوله « صلقح الدراهم إلخ » أورده المؤلف بالقاف وأَورده المجد بالفاء ونبه عليهما الشارح وزاد المجد الصلنقح أَي بالقاف كسفرجل الشديد الشكيمة أَو الظريف ) قَلَّبَها والصَّلاقِحُ الدراهم عن كراع ولم يذكر واحدها والصَّلَنْقَحُ الصَّيَّاحُ وكذلك الأُنثى بغير هاء وقال بعضهم إِنها لَصَلَنْقَحةُ الصَّوت صُمادِحِيَّة فأَدخل الهاء

( صمح ) صَمَحَتْه الشمسُ
( * قوله « صمحته الشمس إلخ » بابه منع وضرب كما في القاموس ) تَصْمَحُه وتَصْمِحه صَمْحاً إِذا اشتدَّ عليه حَرُّها حتى كادتْ تُذِيبُ دِماغَه قال أَبو زُبَيْدٍ الطائىّ من سَمُومٍ كأَنها لَفْحُ نارٍ صَمَحَتْها ظَهيرةٌ غَرَّاءُ الليث صَمَحَه الصيف إِذا كادُ يُذيبُ دماغه من شدَّة الحر وقال الطِّرِمَّاحُ يصف كانساً من البقر يَذيلُ إِذا نَسَمَ الأَبْرَدانِ ويُخْدِرُ بالصَّرَّةِ الصَّامِحه والصَّرَّة شدّة الحرّ والصَّامِحةُ التي تُؤلم الدماغ بشدة حرها وشمسٌ صَمُوحٌ حارة متغيرة قال شمسٌ صَمُوحٌ وحَرُورٌ كالَّهَبْ ويوم صَمُوحٌ وصامِحٌ شديد الحرّ والصُّماحُ العَرَقُ المنتن وقيل خُبْثُ الرائحة من العَرَقِ والمَعْنَيان متقاربان والصُّماحيُّ مأَخوذ من الصُّماحِ وهو الصُّنان وأَنشد ساكناتُ العَقيقِ أَشهى إِلى النَّفْ سِ من الساكناتِ دُورَ دِمَشْقِ يَتَضَوَّعْنَ لو تَضَمَّخْنَ بالمس كِ صُماحاً كأَنه رِيحُ مَرْقِ المَرْقُ الحِلْد الذي لم يَسْتَحكم دِباغُه وهو الاهاب المُنْتِنُ وأَنشد الأَصمعيّ في صفة ماتح إذا بدا منه صُماحُ الصَّمْحِ وفاضَ عِطْفَاه بماء سَمْحِ والصُّماحُ الكَيُّ عن كراع أَبو عمرو الأَصْمَحُ الذي يَتَعَمَّدُ رؤوس الأَبطال بالنَّقْفِ والضرب لشجاعته قال العَجَّاجُ ذوقِي عُقَيْدُ وَقْعَةَ السِّلاحِ والدَّاءُ قد يُطْلَبُ بالصُّماحِ ويروى يُبْرَأُ في تفسيره عُقَيْدُ قبيلة من بَجيلة في بَكْرِ بنِ وائل وقوله بالصُّماح أَي بالكَيّ يقول آخِرُ الدواء الكَيُّ قال أَبو منصور والصُّماحُ أُخِذَ من قولهم صَمَحَتْه الشمسُ إِذا آلَمَتْ دماغَه بشدّة حَرِّها والصَّمْحاءُ والصِّمْحاءَةُ والحِرْباءَةُ الأَرض الغليظة وجمعها الصِّمْحاء والحِرْباء وصَمَحَ يَصْمَحُ غَلَّظَ له في مسأَلة ونحوها قال أَبو وجْزَة زِبَنُّونَ صَمَّاحُونَ رَكْزَ المُصامِح يقول من شادَّهم شادُّوه فغلبوه وصَمَحْتُ فلاناً أَصْمَحه صَمْحاً إذا غَلَّظْت له في مسأَلة أَوغير ذلك وصَمَحه بالسوط صَمْحاً ضربه وحافر صَمُوحٌ أَي شديد وقد صَمَح صُمُوحاً قال أَبو النجم لا يَتَشَكَّى الحافِرَ الصَّمُوحا يَلْتَحْنَ وَجْهاً بالحصى مَلْتُوحا وقيل حافر صَمُوح شديد الوَقْع عن كراع والصَّمَحْمَحُ والصَّمَحْمَحِيُّ من الرجال الشديدُ المُجْتَمِعُ الأَلواح وكذلك الدَّمَكْمَكُ قال وهو في السِّنِّ ما بين الثلاثين والأَربعين وقيل هو القصير وقيل الغليظ القصير وقيل الأَصلع وقيل المَحلوق الرأْس عن السيرافي والأُنثى من كل ذلك بالهاء قال صَمَحْمَحةٌ لا تَشْتَكِي الدهرَ رأْسها ولو نَكَزَتْها حَيَّةٌ لأَبَلَّتِ وقال ثعلب رأْس صَمَحْمَحٌ أَي أَصْلَعُ غليظ شديد وهوفَعَلْعَلٌ كُرِّرَ فيه العين واللام وبعير صَمَحْمَحٌ شديد قويّ قال ابن جني الحاء الأُولى من صَمَحْمَحٍ زائدة وذلك أَنها فاصلة بين العينين والعينان متى اجتمعتا في كلمة واحدة مفصولاً بينهما فلا يكون الحرف الفاصل بينهما إِلا زائداً نحو عَثَوْثَلٍ وعَقَنْقَلٍ وسُلالِمٍ وحَفَيْفَدٍ
( * قوله « وحفيفد » هكذا بالأصل والذي في شرح القاموس حفدفد ) وقد ثبت أَن العين الأُلى هي الزائدة فثبت إِذاً أَن الميم والحاء الأَوَّلَتَيْن في صَمَحْمَحٍ هما الزائدتان والميم والحاء الأَخيرتين هما الأَصلِيتان فاعرف ذلك وصَوْمَحٌ وصَوْمَحان موضع قال ويومٌ بالمَجَازةِ والكَلَنْدَى ويومٌ بين ضَنْكَ وصَوْمَحانِ هذه كلها مواضع

( صمدح ) الصُّمادِحُ والصُّمادِحِيُّ الصُّلْب الشديد وصوت صُمادِحٌ وصُمادِحِيٌّ وصَمَيْدَحٌ شديد قال ما لي عَدِمْتُ صَوْتَها الصَّمَيْدَحا وقال أَبو عمر الصُّمادِحُ الشديدُ من كل شيء وأَنشد فَشامَ فيها مُدْلِغاً صُمادِحا ورجل صَمَيْدَحٌ صُلْبٌ شديد وضرب صُرَادِحِيٌّ وصُمادِحيٌّ شديد بَيِّنٌ أَبو عمرو الصُّمادِحُ الخالص من كل شيء الأَزهري سمعت أَعرابيّاً يقول لنُقْبَةِ جَرَبٍ حَدَثَتْ ببعير فشُكَّ فيها أَبَثْر أَم جَرَبٌ هذا خاقٌ صُمادِحٌ الجَرَب والصَّمَيْدَحُ الخيار
( * قوله « والصميدح الخيار إلخ » كذا بالأصل ونقله شارح القاموس في المستدركات لكن في القاموس الصميدح كسميدع اليوم الحار اه ) عن ابن الأَعرابي وأَنشد بيتاً فيه وسَكُوا الصَّمَيْدَحَ وانما
( * هكذا بالأصل )
ونبيذ صُمادِحِيٌّ قد أَدْرَكَ وخَلَصَ

( صنبح ) صُنابِح اسم وهو أَبو بطن من العرب منه صَفْوانُ بن عَسَّالٍ الصُّنابِحِيُّ صحب النبي صلى الله عليه وسلم وقيل صُنابِحُ بَطْنٌ من مُرادٍ

( صوح ) تَصَوَّحَ البَقْلُ وصَوَّحَ تَمّ يُبْسُه وقيل إِذا أَصابته آفة ويبس قال ابن بري وقد جاء صَوَّحَ البَقْلُ غير متعد بمعنى تَصَوَّح إِذا يبس وعليه قول أَبي عليّ البَصِير ولكنَّ البلادَ إِذا اقْشَعَرَّتْ وصَوَّحَ نَبْتُها رُعِيَ الهَشِيمُ وصَوَّحَتْه الريحُ أَيْبَسَتْه قال ذو الرمة وصَوَّحَ البَقْلَ نَأْآجٌ تَجِيءُ به هَيْفٌ يَمانِيةٌ في مَرِّها نَكَبُ وقيل تَصَوَّحَ البقلُ إِذا يبس أَعلاه وفيه نُدُوَّةٌ وأَنشد للراعي وحارَبَت الهَيْفُ الشَّمالَ وآذَنَتْ مَذانِبُ منها اللَّدْنُ والمُتَصَوِّحُ وتَصَوَّحَتِ الأَرضُ من اليُبْسِ ومن البَرْدِ يَبِسَ نَباتُها والانْصِياحُ كالتَّصَوُّحِ والصَّاحَةُ من الأَرض التي لا تُنْبِتُ شيئاً أَبداً الأَصمعي إِذا تَهَيَّأَ النباتُ لليُبْسِ قيل قد اقْطارَّ فإِذا يَبِسَ وانْشَقَّ قيل قد تَصَوَّحَ قال الأَزهري وتَصَوُّحُه من يُبْسِه زمانَ الحرِّ لا من آفَةٍ تُصيبه وفي الحديث نهى عن بيع النخل قبل أَن يُصَوِّحَ أَي قبل أَن يستبين صلاحُه وجَيِّدُه من رَديئه وفي حديث ابن عباس أَنه سئل متى يَحِلُّ شِراءُ النخل ؟ قال حين يُصَوِّحُ ويروى بالراء وقد تقدم وفي حديث الاستسقاء اللهم انْصاحتْ جِبالُنا أَي تَشَققت وجَفَّتْ لعدم المطر يقال صاحَه يَصُوحُه فهو مُنْصاحٌ إِذا شَقَّه وصَوَّحَ النباتُ إِذا يَبِسَ وتَشَقَّقَ وفي حديث عليّ فبادِرُوا العِلم من قبل تَصْوِيح نَبْتِه وفي حديث ابن الزبير فهو يَنْصاحُ عليكم بوابل البَلايا أَي يَنْشَقُّ عليكم قال الزمخشري ذكره الهروي بالصاد والحاء قال وهو تصحيف وانْصاحَ الثوبُ انْصِياحاً تشقق من قِبَلِ نَفْسه ومنه قول عَبيدٍ يصف مطراً قد ملأَ الوِهادَ والقَرارات فأَصْبَحَ الرَّوْضُ والقِيعانُ مُتْرَعَةً ما بين مُرْتَتِقٍ منها ومُنْصاحِ قال شمر ورواه ابن الأَعرابي من بين مُرْتَفِقٍ منها ومُنْصاحِ وفَسَّرَ المُنْصاحُ الفائض الجاري على وجه الأَرض قال والمُرْتَفِقُ الممتلئ والمُرْتَتِقُ من النبات الذي لم يخرج نَوْرُهُ وزَهْرُه من أَكمامه والمُنْصاحُ الذي قد ظهر زَهْرُه وقوله منها يريد من نبتها فحذف المضاف وأَقام المضاف إِليه مقامه قال وروي عن أَبي تَمَّام الأَسَدِيِّ أَنه أَنشده من بين مُرْتَفِقٍ منها ومن طاحي وقال الطاحي الذي فاضَ وسالَ وذهب وتَصَايَحَ غِمْدُ السيف إِذا تشقق وفي النوادر صَوَّحَتْه الشمسُ ولَوَّحَتْه وصَمَحَتْه إِذا أَذْوَتْهُ وآذَتْهُ والتَّصَوُّحُ التَّشقُّق في الشَّعَر وغيره وتَصَوُّحُ الشعر تشقُّقُه من قِبَلِ نفسه وتَناثره وقد صَوَّحَه الجُفُوفُ وصُحْتُ الشيءَ فانْصاحَ أَي شققته فانشقَّ وانْصاحَ القمر استنار وانْصاحَ الفجرُ انْصِياحاً إِذا استنار وأَضاءَ وأَصله الانشقاق والصُّوَّاحةُ على تقدير فُعَّالة من تشقق الصُّوف
( * قوله « من تشقق الصوف » عبارة القاموس ما تشقق من الشعر ) وقد صَوَّحه والصُّوَاحُ عَرَقُ الخيل خاصةً وقد يُعَمُّ به وأَنشد الأَصمعي جَلَبْنَ الخَيْلَ دامِيةً كُلاها يُسَنُّ على سَنابِكِها الصُّواحُ ويروى يسيل ومثله قوله تُسَنُّ على سَنابِكِها القُرُونُ وفي الحديث أَن مُحَلِّم بنَ جُثامةَ الليثي قتل رجلاً يقول لا إِله إِلاَّ الله فلما مات هو دفنوه فلفظته الأَرض فأَلقته بين صَوْحَيْنِ
( * قوله « فأَلقته بين صوحين » الذي في النهاية فألقوه ) فأَكلته السباع ابن الأَعرابي الصَّوْحُ بفتح الصاد الجانب من الرأْس والجبل ويقال صُوحٌ لوجه الجبل القائم كأَنه حائط وهما لغتان صحيحتان وصُوحا الوادي حائطاه ويفرد فيقال صُوحٌ ووجه الجبل القائم
( * قوله « ووجه الجبل القائم تراه إلخ » عبارة الجوهري ووجه الجبل القائم تراه كأنه حائط وفي الحديث وألقوه بين الصوحين ) تراه كأَنه حائط وأَلْقَوْه بين الصُّوحَيْنِ حتى أَكلته السباع أَي بين الجبلين فأَما ما أَنشده بعضهم وشِعْبٍ كَشَكِّ الثوب شَكْسٍ طريقُه مَدارِجُ صُوحَيْهِ عِذابٌ مَخاصِرُ تَعَسَّفْتُهُ بالليْلِ لم يَهْدِني له دَلِيلٌ ولم يَشْهَدْ له النَّعْتَ خابِرُ فإِنما عَنَى فَماً قَبَّله فجعله كالشِّعْبِ لصغره ومَثَّلَه بشَك الثوب وهي طريقة خياطته لاستواء منابت أَضراسه وحسن اصطفافها وتَراصُفِها وجعل رِيقَه كالماء وناحِيَتَيِ الأَضراس كصُوحَيِ الوادي وصُوحُ الجبل أَسفله والصُّواحُ الطَّلْعُ حين يَجِفُّ فيتناثَرُ عن أَبي حنيفة وصُوحانُ اسم قال قتلت عِلْباءَ وهِنْدَ الجَمَلِ وابْناً لِصُوحانَ على دِينِ عَلِي وبنو صُوحانَ من بني عبد القيس والصُّواحُ الجِصُّ الأَزهري عن الفراء قال الصُّواحِيُّ مأْخوذ من الصُّواحِ وهو الجِصُّ وأَنشد جَلَبْنا الخيلَ من تَثْلِيتَ حتى كأَنَّ على مَناسِجِها صُوَاحا قال شَبَّه عَرَق الخيل لما ابيضَّ بالصُّواح وهو الجِصُّ قال ابن بري في هذا البيت شاهد على أَن الصُّواحَ العرق كما ذكر الجوهري وفيه أَيضاً شاهد على الجصِّ على ما رواه ابن خالويه هنا منصوباً والبيت مجهول القائل فلهذا وقع الاختلاف في روايته أَبو سعيد الصُّواحُ من اللبن ما غلب عليه الماء وهو الضَّياحُ والشَّهابُ والصُّواحُ النَّجْوَةُ من الأَرض
( * قوله « والصواح النجوة من الأَرض » أي ما ارتفع منها وفي القاموس والصواح الرخوة من الأَرض ) وصاحةُ موضع قال بشر بن أَبي خازم تَعَرُّضَ جأْبةِ المِدْرَى خَذُولٍ بصاحةَ في أَسِرَّتِها السِّلامُ وقيل صاحةُ اسم جبل وفي الحديث ذِكْرُ الصاحة قال ابن الأَثير هي بتخفيف الحاء هِضابٌ حُمْرٌ بقرب عَقِيق المدينة

( صيح ) الصِّياحُ الصوتُ وفي التهذيب صوتُ كل شيء إِذا اشتدّ صاحَ يَصِيحُ صَيْحة وصِياحاً وصُياحاً بالضم وصَيْحاً وصَيَحاناً بالتحريك وصَيَّحَ صَوَّتَ بأَقصى طاقته يكون ذلك في الناس وغيرهم قال وصاحَ غُرابُ البَيْنِ وانْشَقَّتِ العَصا كما ناشَدَ الذَّمَّ الكَفِيلُ المُعاهِدُ والمُصايَحَةُ والتصايُحُ أَن يَصِيحَ القومُ بعضهم ببعض والصَّيْحَةُ العذابُ وأَصله من الأَوّل قال الله عز وجل فأَخَذَتْهم الصَّيْحةُ يعني به العذاب ويقال صِيحَ في آلِ فلان إِذا هَلَكُوا فأَخَذَتْهم الصَّيْحةُ أَي أَهلكتهم والصَّيحةُ الغارةُ إِذا فُوجِئَ الحيُّ بها والصائِحةُ صَيْحَةُ المَناحةِ يقال ما ينتظرون إِلاَّ مثلَ صَيْحةِ الحُبْلى أَي شَرًّا سَيعاجِلُهم قال الله عز وجل وأَخَذَ الذين ظَلَموا الصيحةُ فذكر الفعل لأَن الصيحة مصدر أُريد به الصِّياحُ ولو قيل أَخذت الذين ظلموا الصيحةُ بالتأْنيث كان جائزاً يذهب به إِلى لفظ الصَّيْحة وقال امرؤ القيس دَعْ عنكَ نَهْباً صِيحَ في حَجَراتِهِ ولكنْ حَديثاً ما حديثُ الرَّواحِلِ ؟ ولقيته قبل كل صَيْح ونَفْرٍ الصَّيْحُ الصِّياحُ والنفر التفرق وكذلك إِذا لقيته قبل طلوع الفجر وغَضِبَ من غير صَيْحٍ ولا نَفْر أَي من غير شيء صِيحَ به قال كذوبٌ مَحولٌ يجعلُ اللهَ جُنَّةً لأَيْمانِه من غير صَيْحٍ ولا نَفْرِ أَي من غير قليل ولا كثير وصاحَ العُنقُودُ يَصِيح إِذا اسْتَتَمَّ خروجُه من أَكِمَّته وطال وهو في ذلك غَضٌّ وقول رؤبة كالكَرْم إِذ نادَى من الكافُورِ إِنما أَراد صاحَ فيما زعم أَبو حنيفة فلم يستقم له فإِن كان إِنما فرَّ إِلى نادَى من صاحَ لأَنه لو قال صاحَ من الكافور لكان الجُزْءُ مَطْوِيّاً فأَراد رؤبة أَن يسلمه من الطَيِّ فقال نادَى فتم الجزء وتَصَيَّحَ البقلُ والخَشَبُ والشَّعَرُ ونحو ذلك لغة في تَصَوَّحَ تَشَقَّق ويَبِسَ وصَيَّحَتْه الريحُ والحرّ والشمس مثل صَوَّحَته وأَنشد أَعرابي لذي الرمة ويمو من الجَوْزاءِ مُوتَقِدُ الحَصَى تَكادُ صَياحِي العينِ منه تَصَيَّحُ
( * قوله « صياحي العين » هكذا في الأصل )
وتَصَيَّحَ الشيءُ تكسر وتشقق وصَيَّحْتُه أَنا وانْصاحَ الثوبُ تشقق من قِبَلِ نفسه وانْصاحَت الأَرض تَغَطَّى بعضُها بالنبات وبقي بعضها فكانت كالثوب المُنْشَقِّ قال عبيد وأَمْسَتِ الأَرضُ والقِيعانُ مُثْرِيَةً من بَينِ مُرْتَتِقٍ منها ومُنْصاحِ وقد تقجم هذا البيت في صوح أَيضاً والصَّيْحانيُّ ضَرْبٌ من تمر المدينة قال الأَزهري الصَّيْحانيُّ ضرب من التمر أَسود صُلْبُ المَمْضَغَة وسمي صَيْحانِيّاً لأَن صَيْحانَ اسم كبش كان ربط إِلى نخلة بالمدينة فأَثمرت تمراً صَيْحانِيّاً
( * قوله « فأثمرت تمراً صيحانياً » كذا بالأصل ولفظ صيحانياً هنا لا حاجة إليه )
فَنُسِبَ إِلى صَيْحانَ

( ضبح ) ضَبَحَ العُودَ بالنار يَضْبَحُه ضَبْحاً أَحرق شيئاً من أَعاليه وكذلك اللحم وغيره الأَزهري وكذلك حجارةُ القَدَّاحةِ إِذا طلعت كأَنها مُتَحَرِّقةٌ مَضْبوحةٌ وضَبَحَ القِدْحَ بالنار لَوَّحَه وقِدْحٌ ضَبِيحٌ ومَضْبوحٌ مُلَوَّح قال وأَصْفَرَ مَضْبوحٍ نَظَرْتُ حِوارَه على النارِ واسْتَوْدَعْتُه كَفَّ مُجْمِدِ أَصفر قِدْحٌ وذلك أَن القِدْحَ إِذا كان فيه عَوَجٌ ثُقِّفَ بالنار حتى يستوي والمَضْبوحةُ حجارة القَدّاحَةِ التي كأَنها محترقة قال رؤبة بن العجاج يصف أُتُناً وفَحْلَها يَدَعْنَ تُرْبَ الأَرضِ مَجْنُونَ الصِّيَقْ والمَرْوَ ذا القَدَّاحِ مَضْبُوحَ الفِلَقْ والصِّيَقُ الغُبار وجنونه تطايره والمَضْبُوحُ حجر الحَرَّة لسواده والضِّبْحُ الرَّمادُ وهو من ذلك الأَزهري أَصله من ضَبَحته النار وضَبَحَتْه الشمسُ والنار تَضْبَحُه ضَبْحاً فانْضَبَحَ لَوَّحته وغيَّرته وفي التهذيب وغَيَّرَتْ لونَه قال عُلِّقْتُها قبلَ انْضِباحِ لَوْني وجُبْتُ لَمَّاعاً بعيدَ البَوْنِ والانْضِباحُ تغير اللون وقيل ضَبَحَتْهُ النارُ غيرته ولم تبالغ فيه قال مُضَرِّسٌ الأَسديُّ فلما أَن تَلَهْوَجْنا شِواءً به اللَّهَبانُ مَقْهوراً ضَبِيحا خَلَطْتُ لهم مُدامةَ أَذْرِعاتٍ بماءٍ سَحابةٍ خَضِلاً نَضُوحا والمُلَهْوَجُ من الشواء الذي لم يَتِمَّ نُضْجُه واللَّهَبانُ اتِّقادُ النار واشْتِعالُها وانْضَبَحَ لونُه تغير إلى السواد قليلاً وضَبَحَ الأَرنبُ والأَسودُ من الحيات والبُومُ والصَّدَى والثعلبُ والقوسُ يَضْبَحُ ضُباحاً صَوَّت أَنشد أَبو حنيفة في وصف قوس حَنَّانةٌ من نَشَمٍ أَو تَوْلَبِ تَضْبَحُ في الكَفِّ ضُباح الثَّعلبِ قال الأَزهري قال الليث الضُّباح بالضم صوت الثعالب قال ذو الرمة سَباريتُ يَخْلُو سَمْعُ مُجْتازِ رَكْبِها من الصوتِ إِلا من ضُباحِ الثعالبِ وفي حديث ابن الزبير قاتل اللهُ فلاناً ضَبَح ضَبْحَة الثعلب وقَبَعَ قَبْعةَ القُنْفُذِ قال والهامُ تَضْبَح أَيضاً ضُباحاً ومنه قول العَجَّاج من ضابِحِ الهامِ وبُومٍ بَوَّام وفي حديث ابن مسعود لا يَخْرُجَنَّ أَحدُكم إِلى ضَبْحةٍ بليل أَي صَيْحة يسمعها فلعله يصيبه مكروه وهو من الضُّباحِ صوت الثعلب ويروى صيحة بالصاد المهملة والياء المثناة تحتها وفي شعر أَبي طالب فإِني والضَّوابحِ كلَّ يومٍ جمع ضابح يريد القَسَمَ بمن رفع صوته بالقراءة وهو جمع شاذ في صفة الآدمي كفَوارس وضَبَحَ يَضْبَحُ ضَبْحاً وضُباحاً نَبَحَ والضُّباحُ الصَّهيل وضَبَحَت الخيلُ في عَدْوِها تَضْبَحُ ضَبْحاً أَسْمَعَتْ من أَفواهها صوتاً ليس بصهيل ولا حَمْحَمَة وقيل تَضْبَحُ تَنْحِمُ وهو صوت أَنفاسها إِذا عدون قال عنترة والخيلُ تَعْلَمُ حين تَضْ بَحُ في حِياضِ الموتِ ضَبْحا
( * قوله « والخيل تعلم » كذا بالأصل والصحاح وأَنشده صاحب الكشاف والخيل تكدح )
وقيل هو سير وقيل هو عَدْوٌ دون التقريب وفي التنزيل والعادياتِ ضَبْحاً كان ابن عباس يقول هي الخيل تَضْبَحُ وكان رضوان الله عليه يقول هي الإِبل يذهب إِلى وقعة بدر وقال ما كان معنا يومئذ إِلاَّ فرس كان عليه المِقْداد والضَّبْح في الخيل أَظهر عند أَهل العلم قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ما ضَبَحَتْ دابة قط إِلا كَلْبٌ أَو فرس وقال بعض أَهل اللغة من جعلها للإِبل جعل ضَبْحاً بمعنى ضَبْعاً يقال ضَبَحَت الناقة في سيرها وضَبَعَتْ إِذا مَدَّتْ ضَبْعَيها في السير وقال أَبو إِسحق ضَبْحُ الخيل صوت أَجوافها إِذا عَدَت وقال أَبو عبيدة ضَبَحَتِ الخيلُ وضَبَعَتْ إِذا عدت وهو السير وقال في كتاب الخيل هو أَن يَمُدَّ الفرسُ ضَبْعَيْه إِذا عدا حتى كأَنه على الأَرض طولاً يقال ضَبَحَتْ وضَبَعَتْ وأَنشد إِنَّ الجِيادَ الضَّابِحاتِ في العَدَدْ وقال ابن قتيبة في حديث أَبي هريرة تَعِسَ عبدُ الدينار والدرهم الذي إِن أُعْطِيَ مَدَحَ وضَبَحَ وإِن مُنع قَبَحَ وكَلَحَ تَعِسَ فلا انْتَعَشَ وشِيكَ فلا انْتَقَش معنى ضَبَحَ صاح وخاصم عن مُعْطيه وهذا كما يقال فلان يَنْبَحُ دونك ذهب إِلى الاستعارة وقيل الضَّبْحُ الخَضِيعة تُسْمَعُ من جوف الفرس وقيل الضَّبْحُ شدّةُ النَّفَس عند العَدْو وقيل هو الحَمْحَمة وقيل هو كالبَحَحِ وقيل الضَّبْحُ في السير كالضَّبْعِ وضُبَيْح ومَضْبوحٌ اسمان

( ضحح ) الضِّحُّ الشمس وقيل هو ضوؤها وقيل هو ضوؤها إِذا استمكن من الأَرض وقيل هو قَرْنُها يصيبك وقيل كلُّ ما أَصابته الشمس ضِحٌّ وفي الحديث لا يَقْعُدَنَّ أَحدُكم بين الضِّحِّ والظِّلِّ فإِنه مَقْعَدُ الشيطان أَي نصفه في الشمس ونصفه في الظل قال ذو الرمة يصف الحِرْباء غدا أَكْهَبَ الأَعلى وراحَ كأَنه من الضِّحِّ واستقبالهِ الشمسَ أَخْضَرُ أَي واستقباله عينَ الشمس الأَزهري قال أَبو الهيثم الضِّحُّ نقيض الظل وهو نور الشمس الذي في السماء على وجه الأَرض والشمس هو النور الذي في السماء يَطْلُعُ ويَغْرُب وأَما ضوؤه على الأَرض فضِحٌّ قال وأَصله الضِّحْيُ فاستثقلوا الياء مع سكون الحاء فَثَقَّلُوها وقالوا الضِّحُّ قال ومثله العبدُ القِنُّ أَصله قِنْيٌ من القِنْيَةِ ومن أَمثال العرب جاء بالضِّحِّ والرّيحِ وضَحْضَحَ الأَمرُ إِذا تبين قال الأَصمعي هو مثلُ الضَّحْضاح يَنْتَشِر على وجه الأَرض وروى الأَزهري عن أَبي الهيثم أَنه قال الضِّحُّ كان في الأَصل الوِضْحُ وهو نور النهار وضَوْءُ الشمس فحذفت الواو وزيدت حاءٌ مع الحاء الأَصلية فقيل الضِّحُّ قال الأَزهري والصواب أَن أَصله الضِّحْيُ مِن ضَحِيَتِ الشمسُ قال الأَزهري في كتابه وكذلك القِحَّةُ أَصلها الوِقْحَةُ فأُسقطت الواو وبُدِّلت الحاء مكانها فصارت قِحَّة بحاءَين وجاء فلان بالضِّحِّ والريح إِذا جاء بالمال الكثير يعنون إِنما جاء بما طلعت عليه الشمس وجَرَت عليه الريح يعني من الكثرة ومن قال الضِّيح والريح في هذا المعنى فليس بشيء وقد أَخطأَ عند أَكثر أَهل اللغة وإِنما قلنا عند أَكثر أَهل اللغة لأَن أَبا زيد قد حكاه وإِنما الضِّيحُ عند أَهل اللغة لغة الضِّحِّ الذي هو الضوء وسيذكر وفي حديث أَبي خَيْثَمة يكون رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في الضِّحِّ والريح وأَنا في الظل أَي يكون بارزاً لحرّ الشمس وهبوب الرياح قال والضِّحُّ ضوء الشمس إِذا استمكن من الأَرض وهو كالقَمْراء للقمر قال ابن الأَثير هكذا هو أَصل الحديث ومعناه وذكر الهروي فقال أَراد كثرة الخيل والجيش ابن الأَعرابي الضِّحُّ ما ضَحا للشمس والريحُ ما نالته الريحُ وقال الأَصمعي الضِّحُّ الشمس بعينها وأَنشد أَبيَض أَبْرَزَه للضِّحِّ راقِبُه مُقَلَّد قُضُبَ الرَّيْحانِ مَفْغُوم وفي حديث عَيَّاش بن أَبي ربيعة لما هاجر أَقْسَمَتْ أُمُّه بالله لا يُظِلُّها ظِلٌّ ولا تزال في الضِّحِّ والريح حتى يرجع إِليها وفي الحديث لو مات كَعْبٌ عن الضِّحِّ والريحِ لَوَرِثَه الزبير أَراد لو مات عما طلعت عليه الشمس وجرت عليه الريح كَنَى بهما عن كثرة المال وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد آخَى بين الزبير وبين كعب بن مالك قال ابن الأَثير ويروى عن الضِّيح والريح والضِّحُّ ما بَرَزَ من الأَرض للشمس والضِّحُّ البَراز الظاهرُ من الأَرض ولا جمع لكل شيء من ذلك والضَّحْضَحُ والضَّحْضاحُ الماء القليل يكون في الغدير وغيره والضَّحْلُ مثله وكذلك المُتَضَحْضِحُ وأَنشد شمر لساعدة بن جُؤَيَّة واسْتَدْبَرُوا كلَّ ضَحْضاحٍ مُدَفِّئَةٍ والمُحْصَناتِ وأَوزاعاً من الصَرَمِ
( * قوله « واستدبروا » أي استاقوا والضحضاح الإبل الكثيرة والمدفئة ذات الدفء والأَوزاع الضروب المتفرقة كما فسره صاحب الأساس والصرم جمع صرمة القطعة من الإبل نحو الثلاثين فحينئذ حق البيت أن ينشد عند قوله الآتي قريباً وإِبل ضحضاح كثيرة )
وقيل هو الماء اليسير وقيل هو ما لا غَرَقَ فيه ولا له غَمْرٌ وقيل هو الماءُ إِلى الكعبين إِلى أَنصاف السُّوقِ وقول أَبي ذؤيب يَحُشُّ رَعْداً كَهَدْرِ الفَحْلِ يَتْبَعُه أُدْمٌ تَعَطَّفُ حَوْلَ الفَحلِ ضَحْضاحُ قال خالد بن كُلْثوم ضَحْضاحٌ في لغة هذيل كثير لا يعرفها غيرهم يقال عنده إِبل ضَحْضاحٌ قال الأَصمعي غَنَمٌ ضَحْضَاحٌ وإِبلٌ ضَحْضاحٌ كثيرة وقال الأَصمعي هي المنتشرة على وجه الأَرض ومنه قوله تُرَى بُيوتٌ وتُرَى رِماحُ وغَنَمٌ مُزَنَّمٌ ضَحْضاحُ قال الأَصمعي هو القليل على كل حال وأَراد هنا جماعة إِبل قليلة وقد تَضَحْضَحَ الماءُ قال ابن مُقْبل وأَظْهَرش في عِلانِ رَقْدٍ وسَبْلُه عَلاجِيمُ لا ضَحْلٌ ولا مُتَضَحْضِحُ
( * قوله « وأَظهر في علان إلخ » أَي نزل السحاب في هذا المكان وقت الظهر )
وماء ضَحْضاحٌ أَي قريب القعر وفي حديث أَبي المِنْهال في النار أَوديةٌ في ضَحْضاح شَبَّه قِلَّةَ النار بالضَّحْضاحِ من الماء فاستعاره فيه ومنه الحديث الذي يروى في أَبي طالب وجدته في غمرات من النار فأَخْرَجْتُه إِلى ضَحْضاحٍ وفي رواية إِنه في ضَحْضاحٍ من نار يَغْلي منه دِماغُه والضَّحْضاحُ في الأَصل ما رَقَّ من الماء على وجه الأَرض ما يبلغ الكعبين واستعاره للنار والضَّحْضَحُ والضَّحْضَحةُ والتَّضَحْضُحُ جَرْيُ السَّراب وضَحْضَحَ السَّراب وتَضَحْضَحَ إِذا تَرَقْرَقَ

( ضرح ) الضَّرْحُ التنحيةُ وقد صَرَحَه أَي نحاه ودفعه فهو مُضْطَرحٌ أَي رَمَى به في ناحية قال الشاعر فلما أَن أَتَيْنَ على أُضاخٍ ضَرَحْنَ حَصاه أَشْتاتاً عِزِينا وضَرَحَ عنه شهادة القوم يَضْرَحُها ضَرْحاً جَرَّحَها وأَلقاها عنه لئلا يشهدوا عليه بباطل والضَّرْحُ أَن يؤخذ شيء فيرمى به في ناحية قال الهذلي تعلو السيوفُ بأَيديهم جَماجِمَهُمْ كما يُفَلِّقُ مَرْوَ الأَمْعَزِ الضَّرَحُ أَراد الضَّرْح فحرك للضرورة واضْطَرَحُوا فلاناً رَمَوْه في ناحية والعامة تقول اطَّرَحُوه يظنونه من الطَّرْح وإِنما هو من الضَّرْح قال الأَزهري وجائز أَن يكون اطَّرَحُوه افتعالاً من الطَّرْح قلبت التاء طاء ثم أُدغمت الضاد فيها فقيل اطَّرَحَ قال المُؤَرِّجُ وفلان ضَرَحٌ من الرجال أَي فاسد وأَضْرَحْتُ فلاناً أَي أَفسدته وأَضْرَحَ فلانٌ السُّوقَ حتى ضَرَحَتْ ضُرُوحاً وضَرْحاً أَي أَكْسَدَها حتى كَسَدَتْ وقوسٌ ضَرُوحٌ شديدة الحَفْزِ والدفع للسهم عن أَبي حنيفة والضَّرُوحُ الفرس النَّفُوحُ برجله وفيها ضِراحٌ بالكسر وضَرَحَتِ الدابة
( * قوله « وضرحت الدابة إلخ » بابه منع وكتب كما في القاموس ) برجلها تَضْرَحُ ضَرْحاً وضِراحاً الأَخيرة عن سيبويه فهي ضَرُوحٌ رَمَحَتْ قال العجاج وفي الدَّهاسِ مِضْبَرٌ ضَرُوحُ وقيل ضَرْحُ الخيل بأَيديها ورَمْحُها بأَرجُلها والضَّرْحُ والضَّرْجُ بالحاء والجيم الشَّقُّ وقد انْضَرَحَ الشيءُ وانْضَرَجَ إِذا انشق وكل ما شُقَّ فقد ضُرِحَ قال ذو الرمة ضَرَحْنَ البُرودَ عن تَرائِبِ حُرَّةٍ وعن أَعْيُنٍ قَتَّلْنَنا كلَّ مَقْتَلِ وقال الأَزهري قال أَبو عمرو في هذا البيت ضَرَحْنَ البُرود أَي أَلقَين ومن رواه بالجيم فمعناه شَقَقْنَ وفي ذلك تغاير والضَّرِيحُ الشَّقُّ في وسط القبر واللحدُ في الجانب وقال الأَزهري في ترجمة لحد والضريح والضَّرِيحةُ ما كان في وسطه يعني القبر وقيل الضريح القبر كلُّه وقيل هو قبر بلا لحد والضَّرْحُ حَفْرُكَ الضَّرِيحَ للميت وضَرَحَ الضَّرِيحَ للميت يَضْرَحُه ضَرْحاً حفر له ضَرِيحاً قال الأَزهري سمي ضريحاً لأَنه يُشَقُّ في الأَرض شقّاً وفي حديث دَفْنِ النبي صلى الله عليه وسلم نُرْسِلُ إِلى اللاحد والضارح فأَيُّهما سَبَقَ تركناه وفي حديث سَطِيح أَوْفَى على الضَّرِيح ورجل ضَريح بعيد فعيل بمعنى مفعول قال أَبو ذؤيب عَصاني الفُؤادُ فأَسْلَمْتُهُ ولم أَكُ مما عَناهُ ضَرِيحا وقد ضَرَحَ تباعد وانضَرَحَ ما بين القوم مثل انْضَرَجَ إِذا تباعد ما بينهم وأَضرحه عنك أَي أَبعده وبيني وبينهم ضَرْحٌ أَي تباعُد ووحْشة وضارَحْته ورامَيْته وسابَبْته واحد وقال عَرَّام نِيَّةٌ ضَرَحٌ وطَرَحٌ أَي بعيدة وقال غيره ضَرَحَه وطَرَحه بمعنى واحد وقيل نِيَّةٌ نَزَحٌ ونَفَحٌ وطَوَحٌ وضَرَحٌ ومَصَحٌ وطَمَحٌ وطَرَحٌ أَي بعيدة وأَحال ذلك على نوادر الأَعراب والانْضِراحُ الاتساع والمَضْرَحِيُّ من الصُّقور ما طال جناحاه وهو كريم وقال غيره المَضْرَحِيُّ النَّسْرُ وبجناحيه شبه طرف ذنب الناقة وما عليه من الهُلْبِ قال طرفة كأَنَّ جَناحَيْ مَضْرَحِيٍّ تَكَنَّفا حِفافَيْهِ شُكَّا في العَسِيبِ بِمِسْرَدِ شبَّه ذنب الناقة في طوله وضُفُوِّه بجناحي الصقر وقد يقال للصقر مَضْرَحٌ بغير ياء قال كالرَّعْنِ وافاه القَطامُ المَضْرَحُ والأَكثر المَضْرَحِيُّ قال أَبو عبيد الأَجْدَلُ والمَضْرَحِيُّ والصَّقْرُ والقَطَامِيُّ واحِدٌ والمَضْرَحِيُّ الرجل السيد السَّرِيُّ الكريم قال عبد الرحمن بن الحكم يمدح معاوية بأَبْيَضَ من أُمَيَّةَ مَضْرَحِيٍّ كأَنَّ جَبِينَه سَيْفٌ صَنِيعُ ومن هذه القصيدة أَتَتْكَ العِيسُ تَنْفَحُ في بُراها تَكَشَّفُ عن مناكبها القُطُوعُ ورجل مَضْرَحِيٌّ عتيقُ النِّجارِ والمَضْرَحِيُّ أَيضاً الأَبيض من كل شيء والمَضارِحُ مواضع معروفة والضُّراحُ بالضم بيت في السماء مُقابِلُ الكعبة في الأَرض قيل هو البيت المعمور عن ابن عباس وفي الحديث الضُّراحُ بيت في السماء حِيالَ الكعبة ويروى الضَّرِيح وهو البيت المعمور من المُضارَحة وهي المقابلة والمُضارَعة وقد جاء ذكره في حديث عليّ ومجاهد قال ابن الأَثير ومن رواه بالصاد فقد صحَّف وضَراحٌ ومِّضَرِّحٌ وضارِحُ وضُرَيْحٌ ومَضْرَحِيٌّ كلها أَسماء

( ضيح ) الضَّيْحُ والضَّيَاحُ اللبن الرقيق الكثير الماء قال خالد بن مالك الهذلي يَظَلُّ المُصْرِمُونَ لهم سُجُوداً ولو لم يُسْقَ عندهُمُ ضَياحُ وفي التهذيب الضَّياحُ اللبن الخاثر يصبّ فيه الماء ثم يُجَدَّحُ وقد ضاحَه ضَيْحاً وضَيَّحه تَضْييحاً مزجه حتى صار ضَيْحاً قال ابن دريد ضِحْتُه مُماتٌ وكل دواء أَو سَمٍّ يُصَبّ فيه الماء ثم يُجَدَّح ضَياحٌ ومُضَيَّحٌ وقد تَضَيَّح وضَيَّحْتُ الرجلَ سقيتُه الضَّيْحَ ويقال ضَيَّحْتُه فتَضَيَّحَ الأَزهري عن الليث ولا يسمى ضَيَاحاً إِلا اللبن وتَضَيُّحه تَزَيُّده قال والضيَّاحُ والضَّيْح عند العرب أَن يُصَبَّ الماءُ على اللبن حتى يَرِقَّ سواء كان اللبن حليباً أَو رائباً قال وسمعت أَعرابيّاً يقول ضَوِّحْ لي لُبَيْنَةً ولم يقل ضَيِّحْ قال وهذا مما أَعلمتك أَنهم يُدْخِلُون أَحدَ حَرْفَي اللِّين على الآخر كما يقال حَيَّضَه وحَوَّضَه وتَوَّهَه وتَيَّهَه الأَصمعي إِذا كثر الماء في اللبن فهو الضَّيْح والضيَّاحُ وقال الكسائي قد ضَيَّحه من الضَّياحِ وفي حديث عَمَّار إِن آخِرَ شَرْبةً تَشْرَبُها ضَياحٌ الضَّيَاحُ والضَّيْحُ بالفتح اللبن الخاثر يُصَبُّ فيه الماء ثم يخلط رواه يوم قُتِلَ بصِفِّينَ وقد جيء بلبن فشربه ومنه حديث أَبي بكر رضي الله عنه فسَقَتْه ضَيْحةً حامِضةً أَي شربة من الضَّيْح وجاء بالريحِ والضِّيح عن أَبي زيد الضِّيح إِتباع للريحِ فإِذا أُفرد لم يكن له معنى وقال ابن دريد العامة تقول جاء بالضِّيح والريح وهذا ما لا يُعرف وقال الليث الضِّيح تقوية للفظ الريح قال الأَزهري وغيره لا يُجِيز الضِّيح قال أَبو عبيد معنى الضِّيح الشمسُ أَي إِنما جاء بمثل الشمس والريح في الكثرة وقال أَبو عبيد العامة تقول جاء بالضِّيح والريخ وليس الضِّيحُ بشيء وفي حديث كعب بن مالك لو مات يومئذ عن الضِّيحِ والريح لوَرِثه الزُّبير قال ابن الأَثير هكذا جاء في رواية والمشهور الضِّحُّ وهو ضوء الشمس قال وإِن صحت الرواية فهو مقلوب من ضُحَى الشمس وهو إِشراقها وقيل الضِّيحُ قريب من الريح وضاحَتِ البلادُ خلت وفي دعاء الاستسقاء اللهم ضاحت بلادُنا أَي خلت جَدْباً والمُتَضَيِّحُ الذي يجيء آخر الناس في الوِرْدِ وفي الحديث من لم يَقْبَلِ العُذْرَ ممن تَنَصَّل إِليه صادقاً كان أَو كاذباً لم يَرِدْ عَليَّ الحَوْضَ إِلا مُتَضَيِّحاً التفسير لأَبي الهيثم حكاه الهروي في الغريبين وقال ابن الأَثير معناه أَي متأَخراً عن الواردين يجيء بعدما شربوا ماء الحوض إِلا أَقله فيبقى كدراً مختلطاً بغيره كاللبن المخلوط بالماء وأَنشد شمر قد علمتْ يوم وَرَدْنا سَيْحا أَني كَفَيْتُ أَخَوَيْها المَيْحا فامْتَحَضا وسَقَّياني ضَيْحا والمُتَضَيِّحُ موضع قال تَوْبَةُ تَرَبَّعَ لَيْلِي بالمُضَيَّحِ فالحِمَى

( طبح ) المُطَبَّحُ بشدّ الباء وفتحها السمين عن كراع

( طحح ) الطَّحُّ البَسْطُ طَحَّه يَطُحُّه طَحًّا إِذا بسطه فانْطَحَّ قال قد رَكِبَتْ مُنْبَسِطاً مُنْطَحَّا تَحْسَبُه تحتَ السَّرابِ المِلْحا يصف خَرْقاً قد علاه السراب والطَّحُّ أَيضاً أَن تَضَعَ عَقِبَك على شيء ثم تَسْحَجَه قال الكسائي طَحَّانُ فَعْلانُ من الطَّحِّ ملحق بباب فَعْلانَ وفَعْلى وهو السَّحْجُ ابن الأَعرابي الطُّحُحُ المَساحِجُ والمِطَحَّة من الشاة مُؤَخَّرُ ظِلْفها وتحت الظِّلْف في موضع المِطَحَّةِ عُظَيم كالفَلَكَةِ وقال أَحمد بن يحيى يقال لهَنَةٍ مثل الفَلَكَةِ تكون في رِجْل الشاة تَسْحَجُ بها المِطَحَّةُ وطَحْطَحَ الشيءَ فتَطَحْطَحَ فرّقه وكسره إِهلاكاً وطَحْطَحَ بهم طَحْطَحَةً وطِحْطاحاً بكسر الطاء إِذا بَدَّدهم الليث الطَّحْطَحةُ تفريق الشيء إِهلاكاً وأَنشد فتُمْسِي نابِذاً سُلْطانَ قَسْرٍ كضَوْءِ الشمسِ طَحْطَحه الغُرُوبُ ويروى طخطخه بالخاء وقال رؤبة طَحْطَحه آذِيُّ بَحْرٍ مِتْأَقِ وروى أَبو العباس عن عمرو عن أَبيه قال يقال طَحْطَحَ في ضَحِكه وطَخْطَخَ وطَهْطَهَ وكَتْكَتَ وكَدْكَدَ وكَرْكَرَ بمعنى واحد وجاءنا وما عليه طِحْطِحةٌ كما تقول طِحْرِيَةٌ عن اللحياني أَبو زيد ما على رأْسه طِحْطِحة أَي ما عليه شعرة

( طرح ) ابن سيده طَرَحَ بالشيء وطَرَحَه يَطْرَحُه طَرْحاً واطَّرَحَه وطَرَّحه رمى به أَنشد ثعلب تَنَحَّ يا عَسِيفُ عن مَقامِها وطَرِّح الدَّلْوَ إِلى غُلامِها الأَزهري والطِّرْحُ الشيء المطروحُ لا حاجة لأَحد فيه الجوهري وطَرَّحَه تَطْريحاً إِذا أَكثر من طَرْحه ويقال اطَّرَحَه أَي أَبعده وهو افْتَعله وشيء طَريح وطُرَّحٌ مطروح وطَرَحَ عليه مسأَلةً أَلقاها وهو مثل ما تقدّم قال ابن سيده وأُراه مولَّداً والأُطْرُوحةُ المسأَلة تَطْرَحُها والطَّرَحُ بالتحريك البُعْدُ والمكانُ البعيد قال الأَعشى تَبْتَنِي الحمدَ وتَسْمُو للعُلى وتُرَى نارُكَ من ناءٍ طَرَحْ والطَّرُوحُ من البلاد البعيدُ وبلد طَرُوحٌ بعيد وطَرَحَتِ النَّوَى بفلان كلَّ مَطْرَح إِذا نأَتْ به وطَرَحَ به الدهرُ كلَّ مَطْرَح إِذا نأَى عن أَهله وعشيرته ونِيَّةٌ طَرُوحٌ بعيدة وفي التهذيب نِيَّة طَرَحٌ أَي بعيدة وقوس طَرُوحٌ مثل ضَرُوحٍ شديدة الحَفْزِ للسهم وقيل قوس طَرُوحٌ بعيدةُ مَوْقِع السهم يَبْعُد ذهابُ سهمها قال أَبو حنيفة هي أَبعد القِياسِ مَوْقِعَ سَهْمٍ قال تقول طَروحٌ مَرُوح تُعَجِّلُ الظَّبْيَ أَن يَرُوح وأَنشد وسِتِّينَ سهماً صِيغةً يَثْرَبِيَّةً وقَوْساً طَروحَ النَّبْلِ غيرَ لَباثِ وسيأْتي ذكر المَرُوح ونخلة طَرُوحٌ بعيدة الأَعلى من الأَسفل وقيل طويلى العَراجين والجمع طُرُحٌ وطَرْفٌ مِطْرَح بعيد النظر وفحل مِطْرَحٌ بعيد موقع الماء في الرَّحِم الأَزهري عن اللحياني قال قالت امرأَة من العرب إِن زوجي لَطَرُوح أَرادت أَنه إِذا جامع أَحبل ورُمْح مِطْرَحٌ بعيد طويل وسَنامٌ إِطْرِيح طال ثم مال في أَحد شقيه ومنه قول تلك الأَعرابية شجرة أَبي الإِسْلِيح رَغْوةٌ وصَريح وسَنامٌ إِطْريح حكاه أَبو حنيفة وهو الذي ذهب طَرْحاً بسكون الراء ولم يفسره وأَظنه طَرَحاً أَي بُعْداً لأَنه إِذا طال تباعد أَعلاه من مركزه ابن الأَعرابي طَرِحَ الرجلُ إِذا ساء خُلُقُه وطَرِحَ إِذا تَنَعَّمَ تَنَعُّماً واسعاً وطَرَّحَ الشيءَ طَوّله وقيل رَفَعه وأَعلاه وخص بعضهم به البناء فقال طَرَّح بناءه تَطْريحاً طوَّله جِدًّا قال الجوهري وكذلك طَرْمَح والميم زائدة والتَّطْريح بُعْدُ قَدْرِ الفرس في الأَرض إِذا عدا ومَشَى مُتَطَرِّحاً أَي متساقطاً وقد سَمَّت مُطَرَّحاً وطَرَّاحاً وطُرَيحاً وسَيْرٌ طُراحِيٌّ بالضم أَي بعيد وقيل شديد وأَنشد الأَزهري لمُزاحِم العُقَيْليِّ بسَيْرٍ طُراحِيٍّ تَرَى من نَجائه جُلُودَ المَهارَى بالنَّدَى الجَوْنِ تَنْبَعُ ومُطارَحة الكلام معروف

( طرشح ) الطَّرْشحةُ استرخاءٌ وقَد طَرْشَح وضربه حتى طَرْشَحه قال أَبو زيد هذا الحرف في كتاب الجَمْهَرة لابن دريد مع غيره وما وجدته لأَحد من الثقات وينبغي للناظر أَن يَفْحَصَ عنه فما وجده لإِمام موثوق به أَلحقه بالرباعي وما لم يجده لثقة كان منه على رِيبة وحَذَرٍ

( طرمح ) طَرْمَح البناءَ وغيره عَلاَّه ورفعه والميم زائدة وقال يصف إِبلاً مَلأَها شحماً عُشْبُ أَرض نَبَتَ بنَوْءِ الأَسَد طَرْمَحَ أَقْطارَها أَحْوَى لوالِدةٍ صَحْماءَ والفَحْلُ للضِّرْغامِ يَنْتَسبُ ومنه سمي الطِّرِمَّاح بنُ حكيم الشاعر وسُمِّيَ الطِّرِمَّاحُ في بني فلان إِذا كان عاليَ الذكر والنسب أَبو زيد يقال انك لَطِرِمَّاح وإِنهما لَطرِمَّاحانِ وذاك إِذا طَمَحَ في الأَمر والطِّرِمَّاحُ المرتفِع وهو أَيضاً الطويل لا يكاد يوجد في الكلام على مثال فِعِلاَّلٍ إِلا هذا وقولُهم السِّجِلاَّط لضرب من النبات وقيل هو بالرومية سِجِلاَّطُسْ وقالوا سِنِمَّار وهو أَعجمي أَيضاً والطِّرِمَّاحُ الرافع رأْسه زَهْواً عن أَبي العَمَيْثَلِ الأَعرابي والطِّرِمَّاحُ والطُّرْمُوح الطويل والطُّرْحُومُ نحو الطُّرْمُوحِ قال ابن دريد أَحسبه مقلوباً

( طفح ) طَفَحَ الإِناءُ والنهر يَطْفَحُ طَفْحاً وطُفُوحاً امْتَلأَ وارتفع حتى يفيض وطَفَحه طَفْحاً وطَفَّحَه تَطْفِيحاً وأَطْفَحَه مَلأَه حتى ارتفع وطَفَحَ عَقْلُه ارتفع ورأَيته طافِحاً أَي ممتلئاً الأَزهري عن أَبي عبيدة الطافِحُ والدِّهاقُ والمَلآنُ واحد قال والطافِحُ الممتلئ المرتفع ومنه قيل للسكران طافِحٌ أَي أَن الشراب قد مَلأَه حتى ارتفع ومنه سَكرانُ طافِحٌ ويقال طَفَحَ السَّكْرانُ فهو طافِحٌ أَي مَلأَه الشرابُ الأَزهري يقال للذي يشرب الخمر حتى يمتلئ سُكْراً طافِحٌ والطُّفاحَةُ زَبَدُ القِدْرِ وكلُّ ما علا طُفاحةٌ كَزَبَدِ القِدْرِ وما علا منها واطَّفَحَ الطُّفاحةَ على وزن افتعل أَخذها وأَنشد أَتَتْكُمُ الجَوْفاءُ جَوْعَى تَطَّفِحْ طُفاحةَ الإِثْرِ وطَوْراً تَجْتَدِحْ وقال غيره طُفَّاحةُ القوائم
( * قوله « وقال غيره طفاحة القوائم إلخ » عبارة القاموس وناقة طفاحة القوائم إلخ ) أَي سريعتها وقال ابن أَحمر طُفَّاحةُ الرِّجلَين مَيْلَعةٌ سُرُحُ المِلاطِ بعيدةُ القَدْرِ الأَصمعي الطافِحُ الذي يَعْدُو وقد طَفَحَ يَطْفَحُ إِذا عَدا وقال المُتَنَخِّلُ يصف المنهزمين كانوا نَعائِمَ حَفَّانِ مُنَفَّرةً مُعْطَ الحُلُوقِ إِذا ما أُدْرِكُوا طَفَحُوا أَي ذهبوا في الأَرض يَعْدُونَ والريح تَطْفَحُ القُطْنَة تَسْطَعُ بها قال أَبو النجم مُمَزَّقاً في الرِّيح أَو مَطْفُوحا واطْفَحْ عَني أَي اذهبْ عني الأَزهري في ترجمة طحف وفي الحديث من قال كذا وكذا غفر له وإِن كان عليه طِفاحُ الأَرض ذنوباً وهو أَن تمتلئَ حتى تَطْفَحَ أَي تَفيض قال ومنه أُخِذَ طُفاحةُ القِدر ويقال لما تؤْخذ به الطُّفاحة مِطْفَحة وهو كِفْكِير بالفارسية

( طلح ) الطِّلاحُ نقيض الصَّلاح والطالِحُ خلاف الصالح طَلَحَ يَطْلُح طَلاحاً فسد الأَزهري قال بعضهم رجل طالح أَي فاسد لا خير فيه ابن السكيت الطَّلْحُ مصدر طَلِحَ البعيرُ يَطْلَحُ طَلْحاً إِذا أَعيا وكَلَّ ابن سيده والطَّلْحُ والطَّلاحة الإِعياء والسقوط من السفر وقد طَلَح طَلْحاً وطُلِحَ وبعير طَلْحٌ وطَلِيح وطِلْحٌ وطالِحٌ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي وأَنشد عَرَضْنا فقلنا إِيه سِلمٌ فِسَلَّمَتْ كما انْكَلَّ بالبَرْقِ الغَمامُ اللَّوائِحُ وقالت لنا أَبصارُهُنَّ تَفَرُّساً فَتًى غيرُ زُمَّيْلٍ وأَدْماءُ طالِحُ يقول لما سلَّمْنا عليهن بدت ثغورهن كبرق في جانب غمام ورضيننا فقلن فَتًى غيرُ زُمَّيْلٍ وجمع طِلْحٍ أَطْلاحٌ وطِلاحٌ وجمع طَلِيح طَلائِحُ وطَلْحَى الأَخيرة على غير قياس لأَنها بمعنى فاعلة ولكنها شبهت بمريضة وقد يُقْتَاسُ ذلك للرجل الأَزهري عن أَبي زيد قال إِذا أَضمره الكَلالُ والإِعياءُ قيل طَلَحَ يَطْلَحُ طَلْحاً قال وقال شمر يقال سار على الناقة حتى طَلَحَها وطَلَّحَها وحكي عن ابن الأَعرابي إِنه لَطَلِيحُ سفر وطِلْحُ سفر ورجيعُ سفر ورَذِيَّةُ سفر بمعنى واحد قال وقال الليث بعير طَلِيح وناقة طَلِيح الأَزهري أَطلحته أَنا وطَلَّحته حَسَرْتُه ويقال ناقة طَلِيحُ أَسفار إِذا جَهَدَها السيرُ وهَزَلها وإِبل طُلَّحٌ وطَلائحُ ومن كلام العرب راكبُ الناقة طَلِيحانِ أَي والناقةُ لكنه حذف المعطوف لأَمرين أَحدهما تقدّم ذكر الناقة والشيء إِذا تقدم دل على ما هو مثله ومثلُه من حذف المعطوف قولُ الله عز وجل فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه أَي فضرب فانفجرت فحذف فضرب وهو معطوف على قوله فقلنا وكذلك قول التَّغْلَبي إِذا ما الماءُ خالَطَها سَخِينا أَي فَشَرِبْناها سَخِيناً فإِن قلت فهلا كان التقدير على حذف المعطوف عليه أَي الناقةُ وراكبُ الناقةِ طَليحانِ قيل لبُعْدِ ذلك من وجهين أَحدهما أَن الحذف اتساع والاتساع بابه آخِرُ الكلام وأَوسطُه لا صدره وأَوّله أَلا ترى أَن من اتسع بزيادة كان حشواً أَو آخراً لا يجيز زيادتها أَوّلاً والآخر أَنه لو كان تقديره « الناقة وراكب الناقة طليحان » كان قد حذف حرف العطف وبَقَاء المعطوفِ به وهذا شاذ إِنما حكى منه أَبو عثمان أَكلت خبزاً سمكاً تمراً والآخر أَن يكون الكلام محمولاً على حذف المضاف أَي راكب الناقة أحد طَليحين فحذف المضاف وأَقام المضاف إِليه مقامه الأَزهري المُطَّلِحُ في الكلام البَهَّاتُ والمُطَّلِحُ في المال الظالِمُ والطِّلْحُ القُرادُ وقيل هو المهزول قال الطِّرِمَّاحُ وقد لَوَى أَنْفَه بِمشْفَرِها طِلْحٌ قَراشِيمُ شَاحِبٌ جَسَدُهْ ويروى قراشين وقيل الطِّلْح العظيم من القِردان الجوهري وربما قيل للقُراد طِلْح وطَلِيح وفي قصيد كعب وجِلْدُها من أَطُومٍ لا يُؤَيِّسُه طِلْحٌ بضاحِيَةِ المَتْنَيْنِ مَهزُولُ أَي لا يؤثر القُرادُ في جلدها لمَلاسَته وقول الحطيئة إِذا نامَ طِلْحٌ أَشْعَثُ الرأْسِ خَلْفَها هَداه لها أَنفاسُها وزَفِيرُها قيل الطِّلحُ هنا القُرادُ وقيل الراعي المُعْيي يقول إِن هذه الإِبل تتنفس من البِطْنَة تَنَفُّساً شديداً فيقول إِذا نام راعيها عنها ونَدَّت تنفست فوقع عليها وإِن بعدت الأَزهري والطُّلُح التََّعِبون والطُّلُح الرُّعاةُ الجوهري والطِّلْحُ بالكسر المُعْيِي من الإِبل وغيرها يَسْتَوي فيه الذكر والأُنثى والجمع أَطلاح وأَنشد بيت الحطيئة وقال قال الحطيئة يذكر إِبلاً وراعيها « إِذا نام طِلحٌ أَشعثُ الرأْسِ » وفي حديث إِسلام عمر فما بَرِحَ يقاتلُهم حتى طَلَح أَي أَعيا ومنه حديث سَطِيح على جمل طَلِيح أَي مُعْيٍ والطَّلَحُ بالفتح النِّعْمةُ
( * قوله « والطلح بالفتح النعمة » عبارة المختار والقاموس والطلح بالتحريك النعمة ) قال الأَعشى كم رأَينا من أُناسٍ هَلَكوا ورأَينا المَلْكَ عَمْراً بِطَلَحْ قاعداً يُجْبَى إِليه خَرْجُه كلُّ ما بينَ عُمَانٍ فالمَلَحْ قال ابن بري يريد بعمرو هذا عمرو بن هند حكى الأَزهري عن ابن السكيت أَيضاً قال قيل طَلَحٌ بي بيت الأَعشى موضع قال وقال غيره أَتى الأَعشى عمراً وكان مسكنه بموضع يقال له ذو طَلَحٍ وكان عمرو ملكاً فاجتزأَ الشاعر بذكر طَلَحٍ دليلاً على النعمة وعلى طَرْح ذي منه قال وذو طَلَح هو الموضع الذي ذكره الحطيئة فقال وهو يخاطب عمر بن الخطاب رضي الله عنه ماذا تقول لأَفْراخٍ بذي طَلَحٍ حُمْرِ الحواصِلِ لا ماءٌ ولا شجرْ ؟ أَلْقَيْتَ كاسِبَهم في قَعْرِ مُظْلِمةٍ فاغْفِرْ عليك سلامُ الله يا عُمَرُ والطَّلْحُ ما بقي في الحوض من الماءِ الكَدِرِ والطَّلْحُ شجرة حجازية جَناتها كجَناةِ السَّمْرَةِ ولها شَوْك أَحْجَنُ ومنابتها بطون الأَودية وهي أَعظم العِضاه شوكاً وأَصْلَبُها عُوداً وأَجودها صَمْغاً الأَزهري قال الليث الطَّلْحُ شجرُ أُمِّ غَيْلانَ ووصفه بهذه الصفة وقال قال ابن شميل الطَّلْحُ شجرة طويلة لها ظل يستظل بها الناس والإِبل وورقها قليل ولها أَغصان طِوالٌ عِظامٌ تنادي السماء من طولها ولها شوك كثير من سُلاَّء النخل ولها ساق غظيمة لا تلتقي عليه يدا الرجل تأْكل الإبل منها أَكلاً كثيراً وهي أُم غَيْلانَ تنبت في الجبل الواحدة طَلْحَة وأَنشد يا أُمَّ غَيْلانَ لَقِيتِ شَرَّا لقد فَجَعْتِ أَمِناً مُغْبَرَّا يَزُورُ بيتَ اللهِ فِيمَنْ مَرَّا لاقَيْتِ نَجَّاراً يَجُرُّ جَرَّا بالفأْسِ لا يُبْقِي على ما اخْضَرَّا يقال إِنه ليجرّ بفأْسه جرّاً إِذا كان يقطع كل شيء مَرَّ به وإِن كان واضعها على عُنُقِه وقال يا أُمَّ غَيْلانَ خُذِي شَرَّ القومْ ونَبِّهِيهِ وامْنَعِي منه النَّوْم وقال أَبو حنيفة الطَّلْح أَعظم العِضاه وأَكثره ورقاً وأَشدَّه خُضْرة وله شوك ضِخامٌ طِوالٌ وشوكه من أَقل الشوك أَذًى وليس لشوكته حرارة في الرِّجْل وله بَرَمَةٌ طيبة الريح ليس في العِضاه أَكثر صمغاً منه ولا أَضْخَمُ ولا يَنْبُتُ الطَّلْحُ إِلا بأَرض غليظة شديدة خِصبَة واحدته طَلْحَة وبها سمي الرجل قال ابن سيد وجَمْعُها عند سيبويه طلُوح كصَخْرة وصُخُور وطِلاحٌ قال شبهوه بقصْعَة وقِصاع يعني أشن الجمع الذي هو على فِعال إِنما هو للمصنوعات كالجِرار والصِّحافِ والاسم الدال على الجمع أَعني الذي ليس بينه وبين واحده إِلا هاء التأْنيث إِنما هو للمخلوقات نحو النخل والتمر وإِن كان كل واحد من الحَيِّزَيْنِ داخلاً على الآخر قال إِني زَعِيمٌ يا نُوَيْ قةُ إِن نَجَوْتِ من الزَّوَاحْ أَن تَهْبِطِينَ بلادَ قَوْ مٍ يَرْتَعُونَ من الطِّلاحْ وأَن ههنا يجوز أَن تكون أَن الناصبة للاسم مخففة منها غير أَنه أَولاها الفعل بلا فصل وجمعُ الطَّلح أَطْلاحٌ وأَرض طَلِحَة كثيرة الطَّلْح على النسب وإِبل طِلاحِيَّة وطُلاحِيَّة ترعة الطَّلْح وطَلاحَى وطَلِحَة تشتكي بطونَها من أَكل الطَّلْح وقد طَّلِحَت طَلَحاً
( * قوله « وقد طلحت طلحاً » كفرح فرحاً وزاد في القاموس كعنى أَيضاً ) قال الأَزهري ورجل نِياطِيٌّ ونُباطِيّ منسوب إِلى النَّبَط وأَنشد كيف تَرَى وَقْعَ طِلاحِيَّاتِها بالغَضَوِيَّاتِ على عِلاَّتِها ؟ ويروى بالحَمَضِيَّاتِ وأَنكر أَبو سعيد إِبل طَلاحَى إِذا أَكلت الطَّلْح قال والطَّلاحَى هي الكالَّةُ المُعْيِيَةُ قال ولا يُمْرِضُ الطَّلْحُ الإِبلَ لأَن رَعْيَ الطَّلْح ناجعٌ فيها قال والأَراكُ لا تَمْرَضُ عنه الإِبلُ ابن سيده والطَّلْحُ لغة في الطَّلْع وقوله تعالى وطَلْحٍ مَنْضُود فُسِّرَ بأَنه الطَّلْعُ وفُسِّرَ بأَنه المَوْزُ قال وهذا غير معروف في اللغة الأَزهري قال أَبو اسحق في قوله تعالى وطَلْحٍ منضود جاء في التفسير أَنه شجر الموز قال والطَّلْحُ شجر أُمِّ غَيْلان أَيضاً قال وجائز أَن يكون عنى به ذلك الشجر لأَن له نَوْراً طيب الرائحة جدّاً فَخُوطِبُوا به ووُعِدُوا بما يحبون مثله إِلا أَن فضله على ما في الدنيا كفضل سائر ما في الجنة على سائر ما في الدنيا وقال مجاهد أَعْجَبَهم طَلْحُ وَجٍّ وحُسْنُه فقيل لهم وطَلْحٍ مَنْضُودٍ والطِّلاحُ نبت وطَلْحَةُ الطَّلَحات طَلْحَةُ ابن عبيد الله بن خلف الخُزاعي ورأَيت في بعض حواشي نسخ الصحاح بخط من يوثق به الصواب طلحة بن عبد الله بن بري رحمه الله ذكر ابن الأَعرابي في طَلْحةَ هذا أَنه إِنما سمِّي طَلْحة الطلحات بسبب أُمه وهي صَفِيَّة بنت الحرث بن طلحة بن أَبي طلحة زاد الأَزهري ابن عبد مناف قال وأَخوها أَيضاً طلحة بن الحرث فقد تكَنَّفَه هؤلاء الطلحات كما ترى وقبره بسِجِسْتانَ وفيه يقول ابن قَيس الرُّقَيَّاتِ رَحِمَ اللهُ أَعْظُماً دَفَنُوها بسِجِسْتانَ طَلْحَةَ الطَّلَحاتِ ابن الأَثير قال وفي بعض الحديث ذكر طلحة الطَّلحات قال هو رجل من خُزاعة اسمه طلحة ابن عبيد الله بن خلف قال وهو غير طلحة بن عبيد الله التَّيْمِيّ الصحابيّ قيل إِنه جمع بين مائة عربي وعربية بالمَهْر والعطاء الواسعين فولد لكل واحد منهم ولد فسمي طلحة فأُضيف إِليهم قال ابن بري ومن الطَّلَحات طلة بن عبيد الله بن عوف الزُّهْرِيّ وقبره بالمدينة ومنهم طلحة بن عمر بن عبيد الله بن مَعْمَرٍ التَّيْمِيُّ ويقال له طلحة الجُودِ ومنهم طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أَبي بكر الصدّيق رضي الله تعالى عنه ويقال له طلحة الدراهم ومدح سَحْبانُ وائلٍ الباهليُّ طلحةَ الطَّلَحاتِ فقال يا طَلْحُ أَكرمَ من مَشَى حَسَباً وأَعْطاهُمْ لِتالِدْ منكَ العَطاءُ فأَعْطِنِي وعليَّ مَدْحُك في المَشاهِدْ فقال له طلحة احْتَكِمْ فقال بِرْذَوْنَكَ الوَرْدَ وغُلامَكَ الخَبَّازَ وقَصْرَك الذي بمكان
( * قوله « وقصرك الذي بمكان إلخ » عبارة شرح القاموس وقصرك الذي بزرنج إِلى أَن قال وإِنما سألتني على قدرك وقدر قبيلتك باهلة والله لو سألتني كل فرس وقصر وغلام لي لأَعطيتكه ثم أمر له بما سأل وقال والله ما رأيت مسألة محتكم ألأم منها ) كذا وعشرة آلاف درهم فقال طلحة أفٍّ لك سأَلتني على قدرك لم تسأَلني على قدري لو سأَلتني كل عبد وكل دابة وكل قصر لي لأَعطيتك وأَما طلحة بن عبيد الله بن عثمان من الصحابة فتَيْمِيٌّ حكى الأَزهري عن ابن الأَعرابي قال كان يقال لطلحة بن عبيد الله طلحة الخير وكان من أَجواد العرب وممن قال له النبي صلى الله عليه وسلم يوم أُحُد إِنه قد أَوجَبَ روى الأَزهري بسنده عن موسى بن طلحة عن أَبيه قال سماني النبي صلى الله عليه وسلم يوم أُحد طلحة الخَيْر ويوم غزوة ذات العُشَيْرةِ طلحة الفَيَّاض ويوم حُنَيْن طلحة الجودِ والطُّلَيْحَتانِ طُلَيْحَة بن خُوَيْلِدٍ الأَسَدِيُّ وأَخُوه وطَلْحٌ وذو طَلَحٍ وذو طُلُوح أَسماء مواضع

( طلفح ) الطَّلَنْفَحُ الخالي الجَوْف ويقال المُعْيي التَّعِبُ وقال رجل من بني الحِرْمازِ ونُصْبِحُ بالغَداةِ أَتَرَّ شيءٍ ونُمْسِي بالعَشِيِّ طَلَنْفَحِينا وفي حديث عبد الله إِذا ضَنُّوا عليك بالمُطَلْفَحَة فكُلْ رغيفَكَ أَي إِذا بخل الأُمراء عليك بالرُّقاقة التي هي من طعام المُتْرَفِين والأَغنياء فاقْنَعْ برغيفك يقال طَلْفَحَ الخُبْزَ وفَلْطَحَه إِذا رَقَّقَه وبَسَطه وقال بعض المتأَخرين أَراد بالمُطَلْفحَة الدراهمَ والأَوّل أَشبه لأَنه قابله بالرغيف

( طمح ) طَمَحَت المرأَة تَطْمَحُ طِماحاً وهي طامحٌ نَشَزَت ببعلها والطِّماحُ مثل الجِماحِ وطَمَحَت المرأَة مثل جَمَحَتْ فهي طامح أَي تَطْمَح إِلى الرجال في حديث قَيْلَةَ كنت إِذا رأَيت رجلاً ذا قِشْرٍ طَمَحَ بصري إِليه أَي امتدَّ وعلا وفي الحديث فَخَرَّ إِلى الأَرض فَطَمَحَت عيناه
( * قوله « فطمحت عيناه » زاد في النهاية إلى السماء ) الأَزهري عن أَبي عمرو الشَّيباني الطامحُ من النساء التي تُبْغِضُ زوجَها وتنظر إِلى غيره وأَنشد بَغَى الوُدَّ من مَطْروفةِ العينِ طامِح قال وطَمَحَت بعينها إِذا رمت ببصرها إِلى الرجل وإِذا رفعت بصرها يقال طَمَحَت وامرأَة طَمَّاحة تَكُرُّ بنظرها يميناً وشمالاً إِلى غير زوجها وطَمَحَ ببصره يَطْمَحُ طَمْحاً شَخَصَ وقيل رمى به إِلى الشيء وأَطْمَحَ فلانٌ بصره رفعه ورجل طَمّاح بعيد الطرف وقيل شَرِهٌ وطَمَحَ بَصَرُه إِلى الشيء ارتفع وفرس طامِح الطَّرْفِ طامِحُ البَصر وطَمُوحه مرتفعه يقال فرس فيه طِماحٌ وأَنشد الأَزهري لأَبي دُوادٍ طويلٌ طامِحُ الطَّرْفِ إِلى مِقْرَعةِ الطلبِ وطَمَحَ الفرسُ يَطْمَحُ طِماحاً وطُمُوحاً رفع يديه الأَزهري يقال للفرس إِذا رفع يديه قد طَمَّحَ تَطْميحاً وكل مرتفع مُفْرِط في تَكَبُّر طامحٌ وذلك لارتفاعه والطَّماحُ الكِبْرُ والفخرُ لارتفاع صاحبه وبَحْر طَمُوح الموج مرتفعه وبئر طَمُوح الماء مرتفعةُ الجُمَّة وهو ما اجتمع من مائها أَنشد ثعلب في صفة بئر عادِيَّة الجُولِ طَمُوح الجَمِّ جِيبَتْ بجَوْفِ حَجَرٍ هِرْشَمِّ تُبْذَلُ للجارِ ولابن العَمِّ إِذا الشَّرِيبُ كان كالأَصَمِّ وعَقَدَ اللِّمَّةَ كالأَجَمِّ وطَمَّح بَوْلَه باله في الهواء وطَمَّحَ ببوله وبالشيء رمى به في الهواء الأَزهري إِذا رميت بشيء في الهواء قلت طَمَّحْتُ به تَطْميحاً وطَمَح به ذَهَب به قال ابن مقبل قُوَيْرِحُ أَعْوامٍ رَفيعٌ قَذالُه يَظَلُّ بِبَزِّ الكَهْلِ والكَهْلِ يَطْمَحُ قال يَطْمَحُ أَي يجري ويذهب بالكهل وبَزِّه وطَمَح الرجلُ في السَّوْم إِذا استام بسِلْعَته وتباعد عن الحق عن اللحياني وطَمَح أَي أَبْعَدَ في الطلب وطَمَحاتُ الدهر شدائده قال الأَزهري وربما خفف قال الشاعر باتت هُمومي في الصَّدْرِ تَخْطاها طَمْحاتُ دَهْرٍ ما كنتُ أَدراها سكن الميم ضرورة قال الأَزهري ما ههنا صلة وبنو الطَّمَحِ بُطَيْنٌ والطَّمَّاحُ من أَسماء العرب والطَّمّاحُ اسم رجل من بني أَسد بعثوه إِلى قَيْصَرَ فَمَحَلَ بامرئ القيس حتى سُمَّ قال الكُمَيْتُ ونحن طَمَحْنا لامرئ القَيْسِ بَعْدَما رَجا المُلْكَ بالطَّمّاحِ نَكْباً على نَكْبِ وأَبو الطَّمَحان القَيْنِيُّ اسم شاعر

( طنح ) طَنِحَت الإِبلُ طَنَحاً وطَنِخَتْ بَشِمَتْ وقيل طَنِحَتْ بالحاء سمنت وطَنِخَتْ بالخاء معجمة بَشِمَتْ حكى ذلك الأَزهري عن الأَصمعي وقال وغيره يجعلهما واحداً

( طوح ) طاحَ يَطُوحُ ويَطِيحُ طَوْحاً أَشرف على الهلاك وقيل هلك وسقط أَو ذهب وكذلك إِذا تاه في الأَرض والطائح الهالك المُشْرِفُ على الهلاك وكل شيء ذَهَبَ وفَنيَ فقد طاحَ يَطِيحُ طَوْحاً وطَيْحاً لغتان وطَوَّحَه هو وطَوَّحَ به تَوَّهَه وذهب به ههنا وههنا فَتَطوَّح في البلاد إِذا رَمَى بنفسه ههنا وههنا أَو حَمَلهُ على ركوب مفازة يُخافُ فيها هلاكُه قال أَبو النجم يُطَوِّحُ الهادي به تَطْوِيحا والطَّيْحُ الهلاك والمُطَوَّحُ الذي طُوِّحَ به في الأَرض أَي ذُهِبَ به وطَوَّحَه بعث به إِلى أَرض لا يرجع منها قال ولكنَّ البُعُوث جَرَتْ علينا فَصِرْنا بين تَطْوِيحٍ وغُرْمِ وتَطَوَّحَ إِذا ذهب وجاء في الهواء قال ذو الرمة يصف رجلاً على البعير في النوم يتطوَّح أَي يجيء ويذهب في الهواء ونَشْوانَ من كأْسِ النُّعاسِ كأَنه بحَبْلَينِ في مَشْطونَةٍ يَتَطَوَّحُ قال سيبويه في طاحَ يَطِيحُ إِنه فَعِل يَفْعِل لأَن فَعَل يَفْعِلُ لا يكون في بنات الواو كراهية الالتباس ببنات الياء كما أَن فَعَلَ يَفْعُل لا يكون في بنات الياء كراهية الالتباس ببنات الواو أَيضاً فلما كان ذلك عَدَماً البَتَّةَ ووجدوا فَعِل يَفْعِلُ وفي الصحيح كَحَسِبَ يَحْسِبُ وأَخواتها وفي المعتل كَوَلي يَلي وأَخواته حملوا طاح يَطِيحُ على ذلك وله نظائر كتاه يَتِيه وماهَ يَمِيهُ وهذا كله فيمن لم يقل إِلاَّ طَوَّحه وتَوَّهَه وماهَتِ الرَّكِيَّة مَوْهاً وأَما مَن قال طَيَّحَه وتَيَّهه وماهَتِ الرَّكِيَّةُ مَيْهاً فقد كُفِينا القولَ في لغته لأَن طاحَ يَطِيحُ وأَخواته على هذه اللغة من بنات الياء كبَاع يَبيعُ ونحوها وطَوَّحَ بثوبه رمى به في مَهْلَكة وطَيَّح به مثله الفراء يقال طَيَّحْتُه وطَوَّحْتُه وتَضَوَّعَ رِيحُه وتَضَيَّع والمَياثِقُ والمواثِقُ وطاحَ به فرسُه إِذا مضى يَطِيحُ طَيْحاً وذلك كذهاب السهم بسرعة ويقال أَين طُيِّحَ بك ؟ أَي أَين ذُهب بك ؟ قال الجَعْدي يذكر فرساً يَطِيحُ بالفارِس المُدَجَّج ذي الْ قَوْنَسِ حتى يَغِيبَ في القَتَمِ القَتَمُ الغُبار أَبو سعيد أَصابت الناسَ طَيْحةٌ أَي أُمورٌ فَرَّقت بينهم وكان ذلك في زمن الطَّيْحةِ ابن الأَعرابي أَطاحَ مالَه وطَوَّحه أَي أَهلكه وطَوَّحَ بالشيء أَلقاه في الهواء وفي حديث أَبي هريرة في يوم اليَرْمُوك فما رُؤِيَ مَوْطِنٌ أَكثرُ قِحْفاً ساقطاً وكفّاً طائحةً أَي طائرة من مِعْصَمها وطوَّحَ نفسَه تَوَّهها وتَطاوَح تَرامَى وطاوَحه راماه قال فأَمَّا واحدٌ فكفَاكَ مِنِّي فمَنْ لِيَدٍ تُطاوِحُها أَيادي ؟ تُطاوِحُها أَي ترامي بها والأَيادي جمع أَيْدٍ التي هي جمع يَدٍ أَي أَكفيك واحداً فإِذا كثرت الأَيادِي فلا طاقة لي بها وتَطاوحت بهم النَّوَى أَي ترامت والمَطاوِحُ المَقاذِفُ وطَوَّحَتْه الطَّوائِح قَذَفَتْه القَواذِفُ ولا يقال المُطَوِّحاتُ وهو من النَّوادر كقوله تعالى وأَرسلنا الرياحَ لَواقِحَ على أَحد التأْويلين وطَوَّح الشيءَ وطَيَّحه ضيَّعه

( طيح ) طاحَ طَيْحاً تاه وطَيَّح نفْسَه وطاحَ الشيءُ طَيْحاً فَنيَ وذهب وأَطاحَه هو أَفناه وأَذهبه أَنشد ابن الأَعرابي نَضْرِبُهمْ إِذا اللِّواءُ رَنَّقا ضَرْباً يُطِيحُ أَذْرُعاً وأَسْوُقا وأَنشد سيبويه لِيُبْكَ يزيدٌ ضارِعٌ لخُصُومةٍ ومُخْتبِطٌ مما تُطِيحُ الطَّوائِحُ وقال الطوائح على حذف الزائد أَو على النسب قال ابن جني أَوَّل البيت مبني على اطِّراح ذكر الفاعل فإِن آخره قد عُووِدَ فيه الحديثُ على الفاعل لأَن تقديره فيما بعدُ ليَبْكِه مُخْتَبِطٌ مما تُطِيحُ الطوائح فدل قوله لِيُبْكَ على ما أَراد من قوله لِيَبْكِ والطَّائِحُ المُشرِفُ على الهلاك والفعل كالفعل وطَوَّحَتْهم طَيْحاتٌ أَهلكتهم خُطوبٌ وذهبت أَموالُهم طَيْحاتٍ أَي متفرّقةً بعيدةً والمُطَيَّحُ الفاسد وطَيَّحَ بثوبه رمى به

( فتح ) : الفَتْحُ : نقيض الإِغلاق فَتَحَه يَفْتَحه فَتْحاً و افْتَتَحه و فَتَّحَه فانْفَتَحَ و تَفَتَّحَ . الجوهري : فُتِّحَتِ الأَبواب شدّد للكثرة فتَفَتَّحتْ هي وقوله تعالى : { لا تُفَتَّح لهم أَبوابُ السماء } قرئت بالتخفيف والتشديد وبالياء والتاء أَي لا تَصْعَدُ أَرواحُهم ولا أَعمالهم لأَن أَعمال المؤمنين وأَرواحهم تصعد إِلى السماء قال الله تعالى : { إِن كتاب الأَبرار لفي عِلِّيِّيين } وقال جلَّ ثناؤه : { إِليه يَصْعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ } وقال بعضهم : أَبواب السماء أَبواب الجنة لأَن الجنة في السماء والدليل على ذلك قوله تعالى : { ولا يدخلون الجنة } فكأَنه قال : لا تُفتح لهم أَبواب الجنة . وقوله تعالى : { مُفَتَّحةً لهم الأَبوابُ } قال أَبو علي مرة : معناه مُفَتَّحةً لهم الأَبوابُ منها وقال مرة : إِنما هو مرفوع على البدل من الضمير الذي في مفتحة . وقال : العرب تقول فُتِّحَتِ الجِنانُ تريد فُتِّحَتْ أَبوابُ الجنان قال تعالى : { و فُتِّحَت السماءُ فكانت أَبواباً } وا أَعلم . وقوله تعالى : { ما يَفْتَحِ اللَّهُ للناسِ من رحمة فلا مُمْسِكَ لها وما يُمْسِكْ فلا مُرْسِلَ له من بَعْده } قال الزجاج : معناه ما يأْتيهم به الله من مطر أَو رزق فلا يقدر أَحد أَن يمسكه وما يمسك من ذلك فلا يقدر أَحد أَن يرسله . و المِفْتَحُ بكسر الميم و المِفْتاحُ : مِفْتاحُ الباب وكل ما فُتِحَ به الشيء قال الجوهري : وكل مُسْتَغْلَق قال سيبويه : هذا الضرب مما يعتمل مكسور الأَول كانت فيه الهاء أَو لم تكن والجمع مَفاتِيحُ و مَفاتح أَيضاً قال الأَخْفش : هو مثل قولهم أَماني وأَمانيّ يخفّف ويشدَّد وقوله تعالى : { وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إِلا هو } قال الزجاج : جاء في التفسير أَنه عنى قوله عز وجل : { إِن الله عنده علم الساعة وينزِّل الغيثَ ويَعْلَمُ ما في الأَرْحام وما تدري نفسٌ ماذا تَكْسِبُ غداً وما تدْرِي نَفْسٌ بأَيِّ أَرض تموت } قال : فمن ادَّعى أَنه يعلم شيئاً من هذه الخمس فقد كفر بالقرآن لأَنه قد خالفه وفي الحديث : أُوتِيتُ مَفاتيح الكَلِم وفي رواية : مَفاتِحَ هما جمع مِفْتاح و مِفْتَح وهما في الأَصل مما يتوصل به إِلى استخراج المُغْلَقات التي يتعذر الوصول إِليها فأَخبر أَنه أُوتي مفاتيح الكلام وهو ما يسَّر الله له من البلاغة والفصاحة والوصول إِلى غوامض المعاني وبدائع الحكم ومحاسن العبارات والأَلفاظ التي أُغلقت على غيره وتعذرت عليه ومن كان في يده مفاتيح شيء مخزون سهل عليه الوصول إِليه . وبابٌ فُتُحٌ أَي واسِع مُفَتَّحٌ وفي حديث أَبي الدرداء : ومن يأْت باباً مُغْلَقاً يَجِدْ إِلى جنبه باباً فُتُحاً أَي واسعاً ولم يُرِد المفتوحَ وأَراد بالباب الفُتُح : الطَّلَب إِلى الله والمسأَلة . وقارورةٌ فُتُحٌ : واسعة الرأْس بلا صِمامٍ ولا غِلاف لأَنها تكون حينئذ مفتوحة وهو فُعُلٌ بمعنى مَفْعول . و الفَتْحُ : الماء المُفَتَّحُ إِلى الأَرض ليُسْقَى به . و الفَتْحُ : الماء الجاري على وجه الأَرض عن أَبي حنيفة . الأَزهري : و الفَتْحُ النهر . وجاء في الحديث : ما سُقِيَ فَتْحاً وما سُقِي بالفَتْحِ ففيه العُشْر المعنى ما فتحَ إِليه ماءُ النهر فَتْحاً من الزروع والنخيل ففيه العشر . و الفَتْحُ : الماء يجري من عين أَو غيرها . و المَفْتَحُ و المِفْتَح : قَناةُ الماء . وكلُّ ما انكشف عن شيء فقد انفتح عنه و تَفتَّح . و تَفَتُّحُ الأَكمة عن النَّوْر : تَشَقُّقُها . و الفَتْحُ : افتتاح دار الحرب وجمعه فُتُوحٌ . و الفَتْحُ : النصر . وفي حديث الحديبية : أَهو فَتْحٌ أَي نصر . و اسْتَفْتَحْتُ الشيءَ و افْتَتَحْتُه و الاستفتاح : الاستنصار . وفي الحديث : أَنه كان يَسْتَفْتِحُ بصعاليك المهاجرين أَي يستنصر بهم ومنه قوله تعالى : { إِن تَسْتَفْتِحُوا فقد جاءكم الفَتْحُ } . و اسْتَفْتَحَ الفَتْحَ : سأَله . وقال الفراء : قال أَبو جهل يوم بدر : اللهم انْصُر أَفضلَ الدينين وأَحَقَّه بالنصر فقال الله عز وجل : { إِن تَسْتَفْتِحُوا فقد جاءكم الفَتْحُ } قال أَبو إِسحق : معناه إِن تستنصروا فقد جاءكم النصر قال : ويجوز أَن يكون معناه : إِن تَسْتَقْضُوا فقد جاءكم القَضاءُ وقد جاء التفسير بالمعنيين جميعاً . وروي أَن أَبا جهل قال يومئذ : اللهم أَقْطَعُنا للرحم وأَفْسَدُنا للجماعة فأَحِنْه اليومَ فسأَل الله أَن يَحْكُمَ بحَيْنِ من كان كذلك فنصر النبي وناله هو الحَيْنُ وأَصحابُه وقال الله عز وجل : { إِن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح } أَراد أَن تستقضوا فقد جاءكم القضاء وقيل إِنه قال : اللهم انْصُرْ أَحَبَّ الفِئَتَينِ إِليك فهذا يدل أَن معناه إِن تستنصروا وكلا القولين جَيِّدٌ . وقوله تعالى : { إِنا فتحنا لك فتحاً مبيناً } قال الزجاج : جاء في التفسير قضينا لك قضاءً مبيناً أَي حكمنا لك بإِظهار دين الإِسلام وبالنصر على عدوِّكَ قال الأَزهري : قال قتادة : أَي قضينا لك قضاءً فيما اختار الله لك من مُهادَنةِ أَهل مكة وموادعتهم عام الحديبية ابن سيده قال : وأَكثر ما جاء في التفسير أَنه فَتْحُ الحُدَيْبية وكانت فيه آية عظيمة من آيات النبي وكان هذا الفتح عن غير قتال شديد وقيل : إِنه كان عن تراض بين القوم وكانت هذه البئر اسْتُقِيَ جميعُ ما فيها من الماء حتى نَزَحَتْ ولم يبق فيها ماء فتمضمض رسول الله ثم مَجَّه فيها فَدَرَّتِ البئرُ بالماء حتى شرب جميع من كان معه . وقوله تعالى : { إِذا جاء نصر الله و الفتح } قيل عنى فتح مكَّة وجاء في التفسير أَنه نُعِيَتْ إِلى النبي نَفْسُه في هذه السورة فَأُعْلِمَ أَنه إِذا جاء فتح مكّة ودخل الناس في الإِسلام أَفواجاً فقد قرب أَجله فكان يقول : إِنه قد نُعِيَتْ إِليَّ نفسي في هذه السورة فأَمر الله أَن يكثر التسبيح والاستغفار . الأَزهري : وقول الله تعالى : { ويقولون متَى هذا الفَتْحُ إِن كنتم صادقين قل يوم الفتح لا يَنْفَعُ الذين كفروا إِيمانُهم ولا هم يُنْظَرونَ } قال مجاهد : يوم الفتح ههنا يوم القيامة وكذلك قال قتادة والكلبي وقال قتادة : كان أَصحاب رسول ا يقولون : إِن لنا يوماً أَوْشَكَ أَن نستريح فيه ونَنْعَمَ فقال الكفار : متى هذا الفتح إِن كنتم صادقين وقال الفراء : يوم الفتح عنى به فتح مكَّة قال الأَزهري : والتفسير جاء بخلاف ما قال وقد نَفَعَ الكفَّارَ من أَهل مكّة إِيمانُهم يوم الفتح وقال الزجاج : جاء أَيضاً في قوله تعالى : { ويقولون متى هذا الفتح } متى هذا الحكم والقضاء فأَعلم الله أَن يوم ذلك الفتح لا ينفع الذين كفروا إِيمانهم أَي ما داموا في الدنيا فالتوبة مُعَرَّضة ولا توبة في الآخرة . وقوله تعالى : { ففتحنا أَبواب السماء } أَي فأَجَبْنا الدعاء . و اسْتَفْتَحَ اللَّهَ على فلانٍ : سأَله النصر عليه ونحو ذلك . و الفَتَاحَةُ : النُّصْرَةُ . الجوهري : الفُتاحة بالضم الحُكْمُ . و الفُتاحةُ و الفِتاحةُ : أَن تحكم بين خصمين وقيل : الفُتاحة الحكومة قال الأَسْعَرُ الجُعْفِيُّ : أَلا مَنْ مُبْلِغٌ عَمْراً رسولاً فإِني عن فُتاحَتِكم غَنِيُّ الأَزهري : الفَتْحُ أَن تحكم بين قوم يختصمون إِليك كما قال سبحانه مخبراً عن شعيب : { ربنا افْتَحْ بيننا وبين قومنا بالحق وأَنت خير الفاتحين } . الأَزهري : و الفُتاح الحكومة . ويقال للقاضي : الفَتَّاحُ لأَنه يَفْتُحُ مواضع الحق وقوله تعالى : { ربنا افْتَحْ بيننا } أَي اقْض بيننا . وفي حديث الصلاة : لا يُفْتَحُ على الإِمام أَراد إِذا أُرتِجَ عليه في القراءة وهو في الصلاة لا يَفْتَح له المأْموم ما أُرْتِجَ عليه أَي لا يُلَقِّنُه يقال : أَراد بالإِمام السلطان وبالفتْحِ الحكم أَي إِذا حكم بشيء فلا يُحْكَمُ بخلافه و الفتَّاحُ : الحاكِمُ الأَزهري : الفَتَّاح في صفة الله تعالى الحاكم قال : وأَهل اليمن يقولون للقاضي الفَتَّاحُ ويقول أَحدهم لصاحبه : تعال حتى أُفاتحكَ إِلى الفَتَّاح ويقول : افْتَحْ بيننا أَي احكم وفي التنزيل : { وهو الفَتَّاحُ العليم } . و فاتَحه مُفاتحة و فِتاحاً : حاكمه . وفي حديث ابن عباس : ما كنت أَدري ما قوله عز وجل : { ربنا افتح بيينا وبين قومنا } حتى سمعت بنتَ ذِي يَزَنَ تقول لزوجها : تعالَ أُفاتِحْكَ أَي أُحاكمكَ ومنه : لا تُفاتِحوا أَهل القَدَر أَي لا تحاكموهم وقيل : لا تَبْدَؤُوهُمْ بالمجادلة والمناظرة . وفي أَسماء الله تعالى الحسنى : الفَتَّاحُ قال ابن الأَثير : هو الذي يفتح أَبواب الرزق والرحمة لعباده وقيل : معناه الحاكم بينهم يقال : فَتَحَ الحاكم بين الخصمين إِذا فصل بينهما . و الفاتحُ : الحاكم . و الفَتَّاحُ من أَبنية المبالغة . و تَفَتَّحَ بما عنده من مال أَو أَدب : تطاول به وهي الفُتْحة تقول : ما هذه الفُتْحَةُ التي أَظهرتها و تَفَتَّحْتَ بها علينا قال ابن دريد : ولا أَحسبه عربيّاً . و فاتَحَ الرجلَ : ساوَمَه ولم يعطه شيئاً فإِن أَعطاه قيل : فاتَكه حكاه ابن الأَعرابي . الأَزهري عن ابن بُزُرْجٍ : الفَتْحَى الريح وأَنشد : أَكُلُّهُمُ لا بارك اللَّهُ فيهمُ إِذا ذُكِرَتْ فَتْحَى من البَيْعِ عاجِبُ فَتْحَى على فَعْلَى . و فاتحة الشيء : أَوَّله . و افتتاح الصلاة : التكبيرة الأُولى . و فَواتِحُ القرآن : أَوائل السور الواحدة فاتحة . وأُم الكتاب يقال لها : فاتحة القرآن . و الفتح : أَن تفتح على من يستقرئك . و المَفْتَحُ : الخِزانة الأَزهري : وكلُّ خزانة كانت لِصِنْفٍ من الأَشياء فهي مَفْتَحٌ و المَفْتَحُ : الكَنز وقوله تعالى : { ما إِنَّ مَفاتِحَه لتَنُوءُ بالعُصْبة أُولي القوّة } قيل : هي الكنوز والخزائن قال الزجاج : روي أَن مفاتحه خزائنه . الأَزهري : والمعنى ما إِن مفاتحه لتُنِيءُ العُصْبَةَ أَي تُميلهم من ثِقَلها . وروي عن أَبي صالح : ما إِن مفاتحه لتَنُوءُ بالعُصْبة قال ما في الخزائن من مال تَنُوءُ به العُصْبةُ الأَزهري : والأَشبه في التفسير أَن مفاتحه خزائن ماله والله أَعلم بما أَراد . وقال : قال الليث : جمع المِفْتاح الذي يُفتح به المِغْلاقُ مَفاتِيحُ وجمع المَفْتَح الخِزانةِ المَفاتِحُ وجاء في التفسير أَيضاً أَن مفاتحه كانت من جلود على مقدار الإِصبع وكانت تحمل على سبعين بغلاً أَو ستّين قال : وهذا ليس بقوي . وروى الأَزهري عن أَبي رَزين قال : مفاتحه خزائنه إِن كان لكافياً مِفْتاحٌ واحد خَزائنَ الكوفة إِنما مفاتحه المال وفي الحديث : أُوتيت مفاتيح خَزائِن الأَرض أَراد ما سَهَّل الله له ولأُمَّته من افتتاح البلاد المتعذرات واستخراج الكنوز الممتنعات . و الفَتُوحُ من الإِبل : الناقة الواسعة الأَحاليل وقد فَتَحَت و أَفْتَحَتْ بمعنىً . والنَّزُور : مثل الفَتُوح . وفي حديث أَبي ذرّ : قَدْر حَلْبِ شاةٍ فَتُوحٍ أَي واسعة الأَحاليل . و الفَتْحُ : أَوَّل مطر الوَسْمِيِّ وقيل : أَول المطر وجمعه فَتُوحٌ بفتح الفاء قال : كأَنَّ تحتي مُخْلِفاً قَرُوحا رَعَى غُيُوثَ العَهْدِ والفَتُوحا ويروى جَمِيمَ العَهْدِ وهو الفَتْحةُ أَيضاً . و الفَتْحُ : الماءُ الجاري في الأَنهار . وناقةٌ مَفاتِيحٌ وأَيْنُقٌ مَفاتِيحاتٌ : سِمَانٌ حكاها السيرافي . و الفَتْحُ : مُرَكَّبُ النَّصلِ في السَّهْمِ وجمعه فُتُوح . و الفتحُ : جَنَى النَّبْعِ وهو كأَنه الحَبَّةُ الخضراء إِلا أَنه أَحمر حُلو مُدَحْرَجٌ يأْكله الناس . الأَزهري : فاتَحَ الرجلُ امرأَته إِذا جامعها . و تَفَاتَحَ الرجلان إِذا تَفَاتَحَا كلاماً بينهما وتَخافَتا دون الناس . و الفُتْحَة : الفُرْجةُ في الشيء . و الفُتَاحَةُ : طُوَيْرَة مُمَشَّقة بحمرة . و الفَتَّاح : طائر أَسود يكثر تحريك ذنبه أَبيض أَصل الذنب من تحته ومنها أَحمر والجمع فَتاتيحُ ولا يجمع بالأَلف والتاء

( فحح ) فَحِيحُ الأَفْعَى صوتُها من فيها والكَشِيشُ صوتها من جلدها الأَصمعي تَفُحُّ وتَفِحُّ وتَحُفُّ والحَفِيفُ من جلدها والفَحِيح من فيها وفَحَّتِ الأَفْعَى تَفِحُّ وتَفُّحُّ فَحّاً وفَحِيحاً وهو صوتها من فيها شبيه بالنَّفْخِ في نَضْنَضةٍ وقيل هو تَحَكُّكُّ جلدها بعضِه ببعض وعم بعضهم به جميع الحيات قال يا حَيَّ لا أَفْرَقُ أَن تَفِحِّي أَو أَن تَرَحِّي كَرَحَى المُرَحِّي وخص به بعضهم أُنثى الأَساود وكل ما كان من المضاعف لازماً فالمستقبل منه يجيءُ على يَفْعِل بالكسر إِلاَّ سبعة أَحرف جاءت بالضم والكسر وهي تَعُِلُّ وتَشُِحُّ وتَجُِدُّ في الأَمر وتَصُدُّ أَي تَضِجُّ وتَجُِمُّ من الجمام والأَفْعَى تَفُِحُّ والفرس تَشُِبُّ وما كان متعدياً فمستقبله يجيءُ بالضم إِلاَّ خمسة أَحرف جاءت بالضم والكسر وهي تَشُِدُّه وتَعُِلُّه ويَبُِثُّ الشيءَ ويَنُِمُّ الحديث ورَمَّ الشيء يَرُِمُّه والفُحُحُ الأَفاعِي وفَحِيحُ الحيات بعد الأَفْعَى
( * قوله « بعد الأَفعى » كذا بالأصل ) من أَصوات أَفواهها وفَحَّ الرجل في نومه يَفُحُّ فَحِيحاً وفَحْفَحَ نَفَخَ قال ابن دريد هو على التشبيه بِفَحِيح الأَفْعَى والفَحْفَحَةُ تَرَدُّد الصوت في الحَلْق شبيه بالبُحَّة والفَحْفاحُ الأَبَحُّ زاد الأَزهري من الرجال والفَحْفَحَة الكلامُ عن كراع ورجل فَحْفاحٌ مُتكلم وقيل هو الكثير الكلام ابن الأَعرابي فَحْفَحَ إِذا صَحَّحَ المودَّة وأَخلصها وحَفْحَفَ إِذا ضاقت معيشته والفَحْفاحُ اسم نهر في الجنة

( فدح ) الفَدْحُ إِثقالُ الأَمرِ والحِمْلِ صاحبَه فَدَحَه الأَمرُ والحِمْلُ والدَّينُ يَفْدَحُه فَدْحاً أَثقله فهو فادح وفي حديث ابن جُرَيج أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وعلى المسلمين أَن لا يتركوا في الإِسلام مَفْدُوحاً في فِداءٍ أَو عَقْل قال أَبو عبيد هو الذي فَدَحَه الدَّين أَي أَثقله وفي حديث غيره مُفْدَحاً فأَما قول بعضهم في المفعول مُفْدَح فلا وجه له لأَنَّا لا نعلم أَفْدَحَ وفي حديث ابن ذي يَزَنَ لكَشْفِكَ الكَرْبَ الذي فَدَحَنا أَي أَثقلنا والفادِحةُ النازلة تقول نزل به أَمرٌ فادح إِذا غاله وبَهَظه ولم يُسمع أَفْدَحه الدَّين ممن يوثق بعربيته

( فذح ) تَفَذَّحت الناقة وانْفَذَحَتْ إِذا تَفاجَّت لتبُول وليست بثَبَتٍ قال الأَزهري لم أَسمع هذا الحرف لغير ابن دريد والمعروف في كلامهم بهذا المعنى تَفَشَّجَتْ وتَفَشَّحَت بالجيم والحاء

( فرح ) الفَرَحُ نقيض الحُزْن وقال ثعلب هو أَن يجد في قلبه خِفَّةً فَرِحَ فَرَحاً ورجل فَرِحٌ وفَرُحٌ ومفروح عن ابن جني وفَرحانُ من قوم فَراحَى وفَرْحَى وامرأَةٌ فَرِحةٌ وفَرْحَى وفَرحانة قال ابن سيده ولا أَحُقُّه والفَرَحُ أَيضاً البَطَرُ وقوله تعالى لا تَفْرَحْ إِنَّ الله لا يحب الفَرِحينَ قال الزجاج معناه والله أَعلم لا تَفْرَحْ بكثرة المال في الدنيا لأَن الذي يَفْرَحُ بالمال يصرفه في غير أَمر الآخرة وقيل لا تَفْرَحْ لا تَأْشَرْ والمعنيان متقاربان لأَنه إِذا سُرَّ ربما أَشِرَ والمِفْراحُ الذي يَفْرَحُ كلما سَرَّه الدهرُ وهو الكثير الفَرَح وقد أَفْرَحه وفَرَّحَه والفُرْحَة والفَرْحة المَسَرَّة وفَرِحَ به سُرَّ والفُرْحة أَيضاً ما تعطيه المُفَرِّحَ لك أَو تثيبه به مكافأَة له وفي حديث التوبة للهُ أَشدُّ فَرَحاً بتوبةِ عبده الفَرَحُ ههنا وفي أَمثاله كناية عن الرضا وسرعة القبول وحسن الجزاء لتعذر إِطلاق ظاهر الفرح على الله تعالى وأَفْرَحه الشيءُ والدَّينُ أَثقله والمُفْرَحُ المُثْقَلُ بالدَّين وأَنشد أَبو عبيدة لبَيْهَسٍ العُذْرِيّ إِذا أَنتَ أَكثرتَ الأَخِلاَّءَ صادَفَتْ بهم حاجةٌ بعضَ الذي أَنتَ مانِعُ إِذا أَنتَ لم تَبْرَحْ تُؤَدِّي أَمانةً وتَحْمِلُ أُخْرَى أَفْرَحَتْكَ الودائِعُ ورجل مُفْرَحٌ محتاج مغلوب وقيل فقير لا مال له وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يُتْرَكُ في الإِسلام مُفْرَحٌ أَي لا يترك في أَخلافِ المسلمين حتى يُوَسَّعَ عليه ويُحْسَنَ إِليه قال أَبو عبيد المُفْرَحُ الذي قد أَفْرَحه الدَّين والغُرْمُ أَي أَثقله ولا يجد قضاءه وقيل أَثْقَلَ الدَّيْنُ ظهره قال الزُّهريُّ كان في الكتاب الذي كتبه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأَنصار أَن لا يتركوا مُفْرَحاً حتى يعينوه على ما كان من عَقْل أَو فِداء قال والمُفْرَحُ المَفْدُوحُ وكذلك قال الأَصمعي قال هو الذي أَثقله الدين يقول يُقْضَى عنه دينُه من بيت المال ولا يُتْرَكُ مَدِيناً وأَنكر قولهم مُفْرَج بالجيم الأَزهري من قال مُفْرَحٌ فهو الذي أَثقله العيال وإِن لم يكن مُداناً والمُفْرَح الذي لا يُعرف له نسب ولا وَلاءٌ وروى بعضهم هذه بالجيم وأَفْرَحه سَرَّه يقال ما يَسُرُّني بهذا الأَمر مُفْرِحٌ ومَفْرُوحٌ به ولا تقل مَفْرُوحٌ الأَزهري يقال ما يَسُرُّني به مَفْرُوحٌ ومُفْرِحٌ فالمَفْرُوح الشيء الذي أَنا به أَفْرَحُ والمُفْرِحُ الشيء الذي يُفْرِحُني وروي عن الأَصمعي يقال ما يَسُرُّني به مُفْرِحٌ ولا يجوز مَفْرُوح قال وهذا عنده مما تَلْحَنُ فيه العامة قال أَبو عبيد ومن قال مُفْرَجٌ فهو الذي يُسْلِمُ ولا يوالي أَحداً فإِذا جنى جنايةً كانت جنايته على بيت المال لأَنه لا عاقلة له والتَفْريح مثل الإِفراح وتقول لك عندي فَرْحةٌ إِن بَشَّرْتَني وفُرْحةٌ قال ابن الأَثير وأَفْرَحَه إِذا غَمَّه وحقيقته أَزَلْتُ عنه الفَرَح كأَشْكَيْته إِذا أَزلت شَكْواه والمُثْقَلُ بالحقوق مغموم مكروب إِلى أَن يخرج عنها ويروى بالجيم وقد تقدم ذكره وفي حديث عبد الله بن جعفر ذكرتْ أُمُّنا يُتْمَنا وجعلت تُفْرِحُ له قال ابن الأَثير قال أَبو موسى كذا وجدته بالحاء المهملة قال وقد أَضْرَبَ الطبراني عن هذه اللفظة فتركها من الحديث فإِن كانت بالحاء فهو من أَفْرَحَه إِذا غَمَّه وأَزال عنه الفَرَحَ وأَفْرَحَه الدَّينُ إِذا أَثقله وإِن كانت بالجيم فهو من المُفْرَجِ الذي لا عشيرة له فكأَنها أَرادت أَن أَباهم تُوُفِّيَ ولا عشيرة لهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم أَتَخافِينَ العَيْلَةَ وأَنا وَلِيُّهم ؟ والمُفْرَحُ القتيل يوجد بين القريتين ورويت بالجيم أَيضاً وروى ابن الأَعرابي أَفْرَحَني الشيءُ سَرَّني وغَمَّني والفُرْحانةُ
( * قوله « والفرحانة » بضم الفاء بضبط الأصل وبفتحها بضبط المجد واتفقا على ضبط القرحان بالقاف مضمومة ) الكَمْأَةُ البيضاء عن كراع قال ابن سيده والذي رويناه قرحان بالقاف وسنذكره والمُفَرِّحُ دواء معروف

( فرسح ) الأَزهري عن أَبي زد الفِرْساحُ الأَرض العريضة الواسعة قال الأَزهري هكذا أَقْرَأَنِيه الإِيادِيُّ ثم قال شمر هذا تصحيف والصواب الفِرْشاح بالشين المعجمة من فَرْشَح في جِلْسَتِه وفَرْسَح الرجلُ إِذا وَثَبَ وَثْباً متقارباً قال الأَزهري هذا الحرف من الجَمْهَرة ولم أَجده لأَحد من الثقات فلْيُفْحَصْ عنه

( فرشح ) الفِرْشاحُ من النساء الكبيرة السَّمِجَة وكذلك هي من الإِبل قال سَقَيْتُكمُ الفِرْشاحَ نَأْياً لأُمِّكُمْ تَدِبُّونَ للمَوْلى دَبيبَ العَقارِب والفِرْشاحُ من السحاب الذي لا مطر فيه والفِرْشاحُ الأَرض الواسعة العريضة وحافر فِرْشاحٌ مُنْبَطِح قال أَبو النجم في صفة الحافر بكُلِّ وَأْبٍ للحَصَى رَضَّاحِ ليس بمُصْطَرٍّ ولا فِرْشاحِ الوَأْبُ المُقَعَّبُ الشديد والمُصْطَرُّ الضَّيِّق وفَرْشَحَتِ الناقة تَفَحَّجَتْ للحَلْبِ وفَرْطَشَتْ للبول قال الأَزهري هكذا وجدته في كتاب والصواب فَطْرَشَتْ إِلا أَن يكون مقلوباً وفَرشحَ الرجلُ وَثَبَ وَثْباً متقارباً وقد تقدّم في الحاء أَيضاً والفَرْشَحة أَن يَقْعُد مسترخياً فَيُلْصِقَ فخذيه بالأَرض كالفَرْشَطَة سواء وقال اللحياني هو أَن يقعد ويفتح ما بين رجليه وقال أَبو عبيد الفَرْشَحة أَن يَفْرِشَ بين رجليه ويُباعِدَ إِحداهما من الأُخرى وقال الكسائي فَرْشَحَ الرجلُ في صلاته وهو أَن يُفَحِّجَ بين رجليه جِدًّا وهو قائم ومنه حديث ابن عمر أَنه كان لا يُفَرْشِحُ رجليه في الصلاة ولا يُلْصِقْهما ولكن بين ذلك

( فرطح ) رأْسٌ مُفَرْطَحٌ أَي عريض وفَرْطَحَ القُرْصَ وفَلْطَحه إِذا بسطه وأَنشد لرجل من بَلْحَرِثِ بن كعب يصف حية ذكراً وهو ابن أَحمر البَجَلِيّ ليس الباهِليَّ خُلِقَتْ لَهازِمُه عِزِينَ ورأْسُه كالقُرْصِ فُرْطِحَ من طَحِينِ شَعيرِ قال ابن بري صوابه فُلْطِح باللام قال وكذلك أَنشد الآمِدِيّ وبعده ويُدِيرُ عَيناً للوَداعِ كأَنها سَمْراءُ طاحتْ من نَقِيصِ بَريرِ وكأَنَّ شِدْقَيْهِ إِذا اسْتَقْبَلْتَه شِدْقا عَجُوزٍ مَضْمَضَتْ لطُهُورِ وكل شيء عَرَّضْته فقد فَرْطَحْتَه

( فرقح ) الفَرْقَحُ
( * قوله « الفرقح » كذا بالأصل بفاء فقاف وفي القاموس بفاءين ونبه عليه شارحه ) الأَرضُ المَلْساءُ

( فركح ) الفَرْكَحة تَباعُدُ ما بين الأَلْيَتَينِ عن كراع والفِرْكاحُ الرجل الذي ارتفع مِذْرَوا اسْتِه وخرج دُبُره وهو المُفَرْكَحُ وأَنشد جاءتْ به مُفَرْكَحاً فِرْكاحا

( فسح ) الفُساحةُ السَّعةُ الواسعةُ
( * قوله « الفساحة السعة الواسعة » كذا بالأصل ولعله الفساحة الساحة الواسعة ) في الأَرض والفُسْحةُ السَّعةُ فَسُحَ المكانُ فَساحةً وتَفَسَّحَ وانْفَسَحَ وهو فَسِيحٌ وفُسُحٌ وفي حديث عليّ اللهم افْسَحْ له مُنْفَسَحاً
( * قوله « منفسحاً » كذا بالأصل والذي في النهاية مفتسحاً ) في عَدْلِك أَي أَوسِع له سَعَةً في دار عَدْلك يوم القيامة ويروى في عَدْنِك بالنون يعني جنةَ عَدْنٍ ومَجَلِسٌ فُسُحٌ على فُعْل وفُسْحُمٌ واسع وبلد فَسِيحٌ ومَفازة فَسِيحة ومنزل فَسِيح أَي واسع وفي حديث أُم زَرْع وبيتُها فُساحٌ أَي واسع يقال بيت فَسيح وفُساح مثل طَويل وطُوال ويروى فَيَّاح بمعناه وفَسَحَ له المجلس يَفْسَحُ فَسْحاً وفُسُوحاً وتَفَسَّح وَسَّع له وفي التنزيل إِذا قيل لكم تَفَسَّحُوا في المجالس فافْسَحُوا يَفْسَح الله لكم قال الفراء قرأَها الناس تَفَسَّحُوا بغير أَلف وقرأَها الحسن تَفاسَحُوا بأَلف قال وتَفاسَحُوا وتَفَسَّحُوا متقاربٌ في المعنى مثل تَعَهَّدْتُه وتَعاهَدْتُه وصَعَّرْتُ وصاعَرْتُ والقومُ يَتَفَسَّحُون إِذا مَكَنُوا ورجل فُسُحٌ وفُسْحُمٌ واسع الصدر والميم زائدة وفي صفة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فَسِيحُ ما بين المَنْكِبَينِ أَي بعيد ما بينهما يصفه صلى الله عليه وسلم بسعة صدره وأَمر فَسِيحٌ وفُسُحٌ واسع ومفازة فُسُحٌ كذلك وفي هذا الأَمر فُسْحةٌ أَي سَعة وانْفَسَح طَرْفُه إِذا لم يردّه شيء عن بُعْدِ النظر قال الأَزهري سمعت أَعرابيّاً من بني عُقَيْل يسمى شَمْلَة يقول لخَرَّازٍ كان يَخْرِزُ له قربةً فقال له إِذا خَرَزْت فأَفْسِحِ الخُطى لئلا يَنْخَرِم الخَرْزُ يقول باعِدْ بين الخُرْزَتين والفُسْحتانِ ما لا شعر عليه من جانِبَي العَنْفَقَةِ وحكى اللحياني فلانٌ ابنُ فُسْحُمٍ وقال نُرَى أَنه من الفُسْحةِ والانْفِساحِ قال ولا أَدري ما هذا وانْفَسَحَ صدرُه انشرحَ قال الأَصمعي مُراحٌ مُنْفَسِحٌ إِذا كثرت نَعَمُه وهو ضد قَرِعَ المُراحُ وقد انْفَسَح مُراحُهم إِذا كثرت إِبلهم قال الهذلي سَأُغْنِيكُمْ إِذا انْفَسَحَ المُراحُ وقال الأَزهري في آخر هذه الترجمة وجمل مَفْسُوحُ الضُّلُوع بمعنى مَسْفُوحٍ يَسْفَح في الأَرض سَفْحاً قال حُمَيْدُ بن ثور فَقَرَّبْتُ مَسْفوحاً لِرَحْلي كأَنه قَرَى ضِلَعٍ قَيْدامُها وصَعُودُها

( فشح ) تَفَشَّحتِ الناقةُ وانْفَشَحَتْ تَفاجَّتْ قال إِنكِ لو صاحَبْتِنا مَذِحْتِ وحَكَّكِ الحِنْوانِ فانْفَشَحْتِ وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي فَشَحَ وفَشَجَ وفَشَّحَ وفَشَّجَ إِذا فَرَّجَ ما بين رجليه بالحاء والجيم

( فصح ) الفَصاحةُ البَيان فَصُحَ الرجلُ فَصاحة فهو فَصِيح من قوم فُصَحاء وفِصاحٍ وفُصُحٍ قال سيبويه كسروه تكسير الاسم نحو قضيب وقُضُب وامرأَة فَصِيحةٌ من نِسوة فِصاحٍ وفَصائحَ تقول رجل فَصِيح وكلام فَصِيح أَي بَلِيغ ولسانه فَصِيح أَي طَلْقٌ وأَفْصَحَ الرجلُ القولَ فلما كثر وعرف أَضمروا القول واكتفوا بالفعل مثل أَحْسَنَ وأَسْرَعَ وأَبْطَأَ وإِنما هو أَحْسَنَ الشيءَ وأَسرعَ العملَ قال وقد يجيء في الشعر في وصف العُجْم أَفْصَحَ يريد به بيان القول وإن كان بغير العربية كقول أَبي النجم أَعْجَمَ في آذانِها فَصِيحا يعني صوت الحمار انه أَعجم وهو في آذان الأُتُن فصيح بَيِّنٌ وفَصُح الأَعجميُّ بالضم فَصاحة تكلم بالعربية وفُهِمَ عنه وقيل جادت لغته حتى لا يَلْحَنُ وأَفْصَح كلامه إِفْصاحاً وأَفْصَح تكلم بالفَصاحةِ وكذلك الصبي يقال أَفْصَحَ الصبيُّ في مَنْطِقِه إِفْصاحاً إِذا فَهِمْتَ ما يقول في أَوّل ما يتكلم وأَفْصَحَ الأَغْتَمُ إِذا فهمت كلامه بعد غُتْمَتِه وأَفْصَح عن الشيء إِفصاحاً إِذا بَيَّنه وكَشَفَه وفَصُح الرجلُ وتَفَصَّح إِذا كان عربيّ اللسان فازداد فَصاحة وقيل تَفَصَّح في كلامه وتَفاصَح تكلَّف الفَصاحةَ يقال ما كان فَصِيحاً ولقد فَصُحَ فَصاحة وهو البَيِّنُ في اللسان والبَلاغة والتَّفَصُّحُ استعمال الفصاحة وقيل التَّشَبُّه بالفُصَحاء وهذا نحو قولهم التَّحَلُّم الذي هو إِظهار الحِلْم وقيل جميعُ الحيوان ضربان أَعجَمُ وفَصِيح فالفصيح كلُّ ناطق والأَعجمُ كلُّ ما لا ينطق وفي الحديث غُفِر له بعدد كل فَصِيح وأَعْجَم أَراد بالفصيح بني آدم وبالأَعجم البهائم والفَصِيحُ في اللغة المنطلق اللسان في القول الذي يَعْرف جَيِّدَ الكلام من رديئه وقد أَفْصَح الكلامَ وأَفْصَحَ به وأَفْصَح عن الأَمر ويقال أَفْصِحْ لي يا فلان ولا تُجَمْجِمْ قال والفصيح في كلام العامة المُعْرِبُ ويوم مُفْصِح لا غَيْمَ فيه ولا قُرَّ الأَزهري قال ابن شميل هذا يومٌ فِصْحٌ كما ترى إِذا لم يكن فيه قُرّ والفِصْحُ الصَّحْو من القُرّ قال وكذلك الفَصْيَةُ وهذا يومٌ فَصْيةٌ كما ترى وقد أَفْصَيْنا من هذا القُرّ أَي خرجنا منه وقد أَفْصَى يومُنا وأَفْصَى القُرّ إِذا ذهب وأَفصح اللبَنُ ذهب اللِّبأُ عنه والمُفْصِحُ من اللبن كذلك وفَصُحَ اللبن إِذا أُخِذَتْ عنه الرَّغْوةُ قال نَضْلَةُ السُّلَمِيُّ رَأَوْهُ فازْدَرَوْهُ وهو خِرْق ويَنْفَعُ أَهلَه الرجلُ القَبِيحُ فلم يَخْشَوْا مَصالَتَه عليهم وتحت الرَّغْوَةِ اللبَنُ الفَصِيحُ ويروى اللبن الصريح قال ابن بري والرَّغوة بالضم والفتح والكسر وأَفْصَحَتِ الشاةُ والناقة خَلَصَ لَبَنُهما وقال اللحياني أَفْصَحَتِ الشاةُ إِذا انقطع لِبَؤُها وجاء اللبنُ بَعْدُ والفِصْحُ وربما سمي اللبن فِصْحاً وفَصِيحاً وأَفْصَحَ البَوْلُ كأَنه صَفا حكاه ابن الأَعرابي قال وقال رجل من غَنِيٍّ مَرِضَ قد أَفْصَحَ بولي اليومَ وكان أَمسِ مثلَ الحِنَّاء ولم يفسره والفِصْحُ بالكسر فِطْرُ النصارَى وهو عِيدٌ لهم وأَفْصَحُوا جاء فِصْحُهم وهو إِذا أَفْطَرُوا وأَكلوا اللحم وأَفْصَحَ الصُّبحُ بدا ضوءُه واستبان وكلُّ ما وَضَحَ فقد أَفْصَحَ وكلُّ واضح مُفْصِحٌ ويقال قد فَصَحَكَ الصُّبح أَي بان لك وغَلبَك ضوءُه ومنهم من يقول فَضَحَكَ وحكى اللحياني فَصَحه الصبحُ هجم عليه وأَفْصَح لك فلانٌ بَيَّن ولم يُجَمْجِمْ وأَفْصَح الرجل من كذا إِذا خرج منه

( فضح ) الفَضْحُ فعلُ مجاوز من الفاضح إِلى المَفْضُوح والاسم الفَضِيحةُ ويقال للمُفْتَضِح يا فَضُوح قال الراجز قومٌ إِذا ما رَهِبُوا الفَضائِحا على النساءِ لَبِسُوا الصَّفائِحا ويقال افْتَضَحَ الرجلُ يَفْتَضِحُ افْتِضاحاً إِذا ركب أَمراً سَيِّئاً فاشتهر به ويقال للنائم وقت الصباح فَضَحك الصُّبح فقُمْ معناه أَن الصُّبح قد استنار وتبين حتى بَيَّنك لمن يَراك وشَهَرَكَ وقد يقال أَيضاً فَصَحك الصبح بالصاد ومعناهما مقارب وفي الحديث أَن بلالاً أَتى ليُؤَذِّنَ بالصبح فَشَغَلَت عائشةُ بلالاً حتى فَضَحَه الصبح أَي دَهَمَتْه فُضْحةُ الصُّبح وهي بياضه وقيل فَضَحَه كشفه وبَيَّنَه للأَعْيُن بضوئه ويروى بالصاد المهملة وهو بمعناه وقيل معناه إِنه لما تبين الصبح جِدًّا ظهرت غفلته عن الوقت فصار كما يَفْتَضح بعيب ظهر منه وفضَحَ الشيءَ يَفْضَحُه فَضْحاً فافْتَضَح إِذا انكشفت مساويه والاسم الفَضاحَة والفُضُوحُ والفُضُوحَة والفَضِيحة ورجل فَضَّاحٌ وفَضُوح يَفْضَحُ الناسَ وفَضَحَ القمرُ النجومَ غلب ضوءُه ضوءَها فلم يتبين وفَضَّحَ الصُّبْحُ وأَفْضَحَ بدا والأَفْضَحُ الأَبيضُ وليس بشديد البياض قال ابن مقبل فأَضْحَى له جُلْبٌ بأَكنافِ شُرْمةٍ أَجَشُّ سِماكِيٌّ من الوَبْلِ أَفْضَحُ الأَجَشُّ الذي في رعده غِلَظٌ والسِّماكِيّ الذي مُطِرَ بِنَوْءِ السِّماكِ وشُرمة موضع بعينه وأَكنافها نواحيها والجُلْب السحابُ والاسم الفُضْحةُ وقيل الفُضْحة والفَضَحُ غُبْرَةٌ في طُحلةِ يخالطها لونٌ قبيح يكون في أَلوان الإِبل والحمام والنعت أَفْضَحُ وفَضْحاءُ وهو أَفْضَحُ وقد فَضِحَ فَضَحاً والأَفْضَحُ الأَسد للونه وكذلك البعير وذلك من فَضَحِ اللونِ قال أَبو عمرو سأَلت أَعرابيّاً عن الأَفْضَح فقال هو لون اللحم المطبوخ وأَفْضَحَ البُسْرُ إِذا بدت الحمرة فيه وأَفْضَح النخل احمرَّ واصفرَّ قال أَبو ذؤَيب الهذلي يا هلْ رأَيتَ حُمُولَ الحَيِّ عادِيَةً كالنخل زَيَّنَها يَنْعٌ وإِفْضاحُ وسئل بعضُ الفقهاء عن فضِيح البُسْر فقال ليس بالفَضِيح ولكنه الفَضُوح أَراد أَنه يُسْكِر فَيَفضَحُ شاربه إِذا سكر منه والفَضِيحة اسم من هذا لكل أَمر سَيّءٍ يَشْهَرُ صاحبَه بما يسوءُ

( فطح ) الفَطَحُ عِرَضٌ في وسط الرأْس والأَرْنَبةِ حتى تَلْتَزِقَ بالوجه كالثور الأَفْطَحِ قال أَبو النجم يصف الهامة قَبْضاء لم تُفْطَحْ ولم تُكَتَّلِ ورجل أَفْطَحُ عريض الرأْس بَيِّنُ الفَطَحِ والتَّفْطِيحُ مثله ورأْس أَفْطَحُ ومُفَطَّحٌ عَريض وأَرْنَبَةٌ فَطْحاء والأَفْطَحُ الثور لذلك صفة غالبة ويقال فَطَّحْتُ الحديدةَ إِذا عَرَّضْتها وسَوَّيتَها لمِسْحاة أَو مِعْزَقٍ أَو غيره قال جرير هو القَيْنُ وابنُ القَيْنِ لا قَيْنَ مثلُه لفَطْحِ المَساحي أَو لجَدْلِ الأَداهِمِ الجوهري فَطَحَه فَطْحاً جعله عريضاً قال الشاعر مَفْطُوحةُ السِّيَتَيْنِ تُوبِعَ بَرْيُها صَفْراءُ ذاتُ أَسِرَّةِ وسَفاسِقِ وفَطَحَ العُودَ وغيره يَفْطَحُه فَطْحاً وفَطَّحَه بَراه وعَرَّضَه أَنشد ثعلب أَلْقَى على فَطْحائها مَفْطُوحا غادَرَ جُرْحاً ومَضَى صحِيحا قال يعني السهم وقع في الرمية فَجَرَحها ومضى وهو سليم وعَنى بالفَطْحاءِ الموضع المنبسط منها كالفَريصة والصُّفْح وفَطَحَ ظهره يَفْطَحُه فَطْحاً ضربه بالعصا والأَفْطَحُ الحِرْباءُ الذي تَصْهَر الشمسُ ظهره ولونَه فيَبْيَضُّ من حَمْوِها وفُطِّحَ النخلُ لُقِّحَ
( * قوله « وفطح النخل لقح » كذا يضبط بالأصل وفي القاموس وفطح النخل لقح من باب فرح فيهما اه ولا مانع منهما ) عن كراع

( فقح ) الأَزهري التَّفَقُّحُ التَّفَتُّح في الكلام ومنهم من عَمَّ فقال التَفَقُّحُ التَّفَتُّح وفَقَحَ الجِرْوُ وفَقَّحَ وذلك أَوّلَ ما يَفْتَحُ عينيه وهو صغير يقال فَقَّحَ الجِرْوُ وجَصَّصَ إِذا فتح عينيه وصَأْصأَ إِذا لم يفتح عينيه قال أَبو عبيد وفي حديث عبيد الله بن جحش أَنه تَنَصَّر بعد إِسلامه فقيل له في ذلك فقال إِنا فَقَّحْنا وصَأْصأْتم أَي وَضَحَ لنا الحقُّ وعَشِيتُمْ عنه وقال ابن بري أَي أَبْصَرْنا رُشْدَنا ولم تبصروا وهو مستعار وفَقَّحَ الوَرْدُ إِذا تَفَتَّحَ وفَقَّحَ الشجرُ انشقت عُيونُ وَرَقه وبدت أَطرافه والفُقَّاحُ عُشْبَةٌ نحو الأُقْحُوانِ في النباتِ والمَنْبِتِ واحدته فُقَّاحة وهو من نبات الرمل وقيل الفُقَّاح أَشدُّ انضمام زهره من الأُقحوان يَلْزَقُ به التراب كما يَلْزَقُ بالتَّرِبةِ والحَمَصِيصِ وقيل فُقَّاح كل نبت زَهْرُه حين يتفتح على أَيِّ لون كان واحدته فُقَّاحة قال عاصم بن منظور كأَنكَ فُقَّاحةُ نَوَّرَتْ مع الصُّبْحِ في طَرَفِ الحائِر وقيل الفُقَّاحُ نَوْرُ الإِذْخِر الأَزهري الفُقَّاح من العِطْرِ وقد يجعل في الدواء يقال له فُقَّاح الإِذْخِر والواحدة فُقَّاحة قال وهو من الحشيش وقال الأَزهري هو نَور الإِذْخِر إِذا تَفَتَّحَ بُرعومه وكلُّ نَوْرٍ تَفَتَّحَ فقد تَفَقَّح وكذلك الوَرْدُ وما أَشبهه من بَراعِيمِ الأَنوارِ وتَفَقَّحَتِ الوَرْدَةُ تفتحت وعلى فلان حُلَّةٌ فُقاحِيَّة وهي على لون الوَرْدِ حين هَمَّ أَن يَتَفَتَّحَ وامرأَة فُقَّاحٌ بغير هاء عن كراع حَسَنةُ الخَلْقِ حادِرَتُه وفُقَّاحةُ اليَدِ وفَقْحَتُها راحَتُها يمانية سميت بذلك لاتساعها والفَقْحةُ مِنْدِيلُ الإِحرام كل ذلك بلغتهم والفَقْحةُ معروفة قيل هي حَلْقَةُ الدُّبُر وقيل الدبر الواسع وقيل هي الدُّبُر بجُمْعِها ثم كثر حتى سُمِّيَ كلُّ دُبُرٍ فَقْحَةً قال جرير ولو وُضَعَتْ فِقاحُ بني نُمَيْرٍ على خَبَثِ الحَدِيدِ إِذاً لذابا والجمع الفِقَاحُ وهم يَتَفاقَحُون إِذا جعلوا ظهورهم لظهورهم كما تقول يتقابلون ويتظاهرون وفَقَحَ الشيءَ يَفْقَحُه فَقْحاً سَفَّهُ كما يُسَفُّ الدواء يمانية

( فلح ) الفَلَح والفَلاحُ الفوز والنجاة والبقاء في النعيم والخير وفي حديث أَبي الدَّحْداحِ بَشَّرَك الله بخير وفَلَحٍ أَي بَقاءٍ وفَوْز وهو مقصور من الفلاح وقد أَفلح قال الله عَزَّ من قائل قد أَفْلَحَ المؤمنون أَي أُصِيرُوا إِلى الفلاح قال الأَزهري وإِنما قيل لأَهل الجنة مُفْلِحون لفوزهم ببقاء الأَبَدِ وفَلاحُ الدهر بقاؤُه يقال لا أَفعل ذلك فَلاحَ الدهر وقول الشاعر ولكن ليس في الدنيا فَلاحُ
( * قوله « ولكن ليس في الدنيا إلخ » الذي في الصحاح الدنيا باللام )
أَي بقاء التهذيب عن ابن السكيت الفَلَح والفَلاح البقاء قال الأَعشى ولئن كُنَّا كقومٍ هَلَكُوا ما لِحَيٍّ يا لَقَوْمٍ من فَلَحْ
( * قوله « يا لقوم » كذا بالأصل والصحاح وشرح القاموس بحذف ياء المتكلم )
وقال عَدِيٌّ ثُمَّ بعدَ الفَلاحِ والرُّشْدِ والأُمَّ ةِ وارَتْهُمُ هناك القُبورُ والفَلَحُ والفَلاحُ السَّحُورُ لبقاء غَنائه وفي الحديث صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى خَشِينا أَن يَفُوتَنا الفَلَحُ أَو الفَلاحُ يعني السَّحُور أَبو عبيد في حديثه حتى خشينا أَن يفوتنا الفلاح قال وفي الحديث قيل وما الفَلاحُ ؟ قال السَّحُور قال وأَصل الفَلاح البقاء وأَنشد للأَضْبَطِ بن قُرَيْعٍ السَّعْدِيّ لكُلِّ هَمٍّ منَ الهُمُومِ سَعَهْ والمُسْيُ والصُّبْحُ لا فَلاحَ مَعهْ يقول ليس مع كَرِّ الليل والنهار بَقاءٌ فَكأَنَّ معنى السَّحُور أَن به بقاء الصوم والفَلاحُ الفوز بما يُغْتَبَطُ به وفيه صلاح الحال وأَفْلَحَ الرجلُ ظَفِرَ أَبو إِسحق في قوله عز وجل أُولئك هم المفلحون قال يقال لكل من أَصاب خيراً مُفْلح وقول عبيد أَفْلِحْ بما شِئْتَ فقد يُبْلَغُ بالنْ نَوكِ وقد يُخَدَّعُ الأَرِيبُ ويروى فقد يُبْلَغ بالضَّعْفِ معناه فُزْ واظْفَرْ التهذيب يقول عِشْ بما شئت من عَقْلٍ وحُمْقٍ فقد يُرْزَقُ الأَحْمَقُ ويُحْرَمُ العاقل الليث في قوله تعالى وقد أَفلح اليومَ من اسْتَعْلى أَي طَفِرَ بالمُلْكِ من غَلَبَ ومن أَلفاط الجاهلية في الطلاق اسْتَفْلِحِي بأَمرِك أَي فوزي به وفي حديث ابن مسعود أَنه قال إِذا قال الرجل لامرأَته اسْتَفْلِحي بأَمرك فقَبِلَتْه فواحدةٌ بائنة قال أَبو عبيد معناه اظْفَري بأَمرك وفوزي بأَمرك واسْتَبِدّي بأَمرك وقومٌ أَفلاح مُفْلِحُون فائزون قال ابن سيده لا أَعرف له واحداً وأَنشد بادُوا فلم تَكُ أُولاهُمْ كآخِرِهِمْ وهل يُثَمّرُ أَفْلاحٌ بأَفْلاحِ ؟ وقال كذا رواه ابن الأَعرابي فلم تك أُولاهم كآخرهم وخَلِيقٌ أَن يكون فلم تك أُخراهم كأَوَّلهم ومعنى قوله وهل يُثمر أَفلاح بأَفلاح أَي قلما يُعْقِبُ السَّلَفُ الصالح إِلاَّ الخَلَفَ الصالحَ وقال ابن الأَعرابي معنى هذا أَنهم كانوا مُتَوافِرِينَ من قبل فانقرضوا فكان أَوّلُ عيشهم زيادةً وآخره نقصاناً وذهاباً التهذيب وفي حديث الأَذان حَيّ على الفلاح يعني هَلُمَّ على بقاء الخير وقيل حيّ أَي عَجِّلْ وأَسْرِع على الفلاح معناه إِلى الفوز بالبقاء الدائم وقيل أَي أَقْبِلْ على النجاة قال ابن الأَثير وهو من أَفْلَحَ كالنجاح من أَنجَحَ أَي هَلُمُّوا إِلى سبب البقاء في الجنة والفوز بها وهو الصلاة في الجماعة وفي حديث الخيل مَنْ رَبَطَها عُدَّةً في سبيل الله فإِنَّ شِبَعَها وجُوعَها ورِيَّها وظَمَأَها وأَرواثها وأَبوالها فَلاحٌ في موازينه يوم القيامة أَي ظَفَرٌ وفَوزٌ وفي الحديث كل قوم على مَفْلَحَةٍ من أَنفسهم قال ابن الأَثير قال الخَطَّابيُّ معناه أَنهم راضون بعلمهم يَغْتَبِطُون به عند أَنفسهم وهي مَفعلة من الفَلاح وهو مثل قوله تعالى كلُّ حِزْبٍ بما لديهم فَرِحون والفَلْحُ الشَّقُّ والقطع فَلَح الشيءَ يَفْلَحُه فَلْحاً شَقَّه قال قد عَلِمَتْ خَيْلُكَ أَي الصَّحْصَحُ إِنَّ الحَدِيدَ بالحديد يُفْلَحُ أَي يُشَقُّ ويُقطع وأَورد الأَزهري هذا الشعر شاهداً على فَلَحْتُ الحديث إِذا قطعته وفَلَحَ رأَسه فَلْحاً شَقَّه والفَلْحُ مصدر فَلَحْتُ الأَرض إِذا شققتها للزراعة وفَلَح الأَرضَ للزراعة يَفْلَحُها فَلْحاً إِذا شقها للحرث والفَلاَّح الأَكَّارُ وإِنما قيل له فَلاَّحٌ لأَنه يَفْلَحُ الأَرضَ أَي يَشقها وحِرْفَتُه الفِلاحة والفِلاحةُ بالكسر الحِراثة وفي حديث عمر اتقوا الله في الفَلاَّحينَ يعني الزَّرَّاعين الذين يَفْلَحونَ الأَرض أَي يشقُّونها وفَلَح شَفَته يَفْلَحها فَلْحاً شقها والفَلَحُ شَقٌّ في الشفة السفلى واسم ذلك الشَّقِّ الفَلَحةُ مثل القَطَعةِ وقيل الفَلَحُ شق في الشفة في وسطها دون العَلَمِ وقيل هو تَشَقُّق في الشفة وضِخَمٌ واسترخاء كما يُصِيبُ شِفاهَ الزِّنْجِ رجل أَفْلَحُ وامرأَة فَلْحاء التهذيب الفَلَحُ الشق في الشفة السفلى فإِذا كان في العُلْيا فهو عَلَم وفي الحديث قال رجل لسُهَيلِ بن عمرو لولا شيء يَسُوءُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لضَرَبْتُ فَلَحَتك أَي موضع الفَلَح وهو الشَّق في الشفة السفلى وفي حديث كعب المرأَة إِذا غاب عنها زوجها تَفَلَّحَتْ وتَنَكَّبَتِ الزينةَ أَي تشَقَّقَت وتَقَشَّفَت قال ابن الأَثير قال الخطابي أُراه تَقَلَّحَتْ بالقاف من القَلَحِ وهو الصُّفْرَة التي تعلو الأَسنان وكان عَنْتَرَةُ العَبْسِيُّ يُلَقَّبُ الفَلْحاءَ لفَلَحةٍ كانت به وإِنما ذهبوا به إِلى تأْنيث الشَّفَة قال شُرَيْحُ بن بُجَيْرِ بن أَسْعَدَ التَّغْلَبيّ ولو أَن قَوْمي قومُ سَوْءٍ أَذِلَّةٌ لأَخْرَجَني عَوْفُ بنُ عَوْفٍ وعِصْيَدُ وعَنْتَرَةُ الفَلْحاءُ جاءَ مُلأَّماً كأَنه فِنْدٌ من عَمايَةَ أَسْوَدُ أَنث الصفة لتأْنيث الاسم قال الشيخ ابن بري كان شريح قال هذه القصيدة بسبب حرب كانت بينه وبين بني مُرَّة بن فَزارةَ وعَبْسٍ والفِنْدُ القطعة العظيمة الشَّخْصِ من الجبل وعَماية جبل عظيم والمُلأَّمُ الذي قد لَبِسَ لأْمَتَه وهي الدرع قال وذكر النحويون أَن تأْنيث الفلحاء إِتباع لتأْنيث لفظ عنترة كما قال الآخر أَبوكَ خَلِيفةٌ ولَدَتْه أُخْرى وأَنتَ خلِيفَةٌ ذاك الكَمالُ ورأَيت في بعض حواشي نسخ الأُصول التي نقلت منها ما صورته في الجمهرة لابن دريد عِصْيدٌ لقب حِصْنِ ابن حذيفة أَو عُيَيْنَة بن حِصْنٍ ورجل مُتَفَلِّح الشَّفَة واليدين والقدمين أَصابه فيهما تَشَقُّقٌ من البَرْد وفي رِجْل فلان فُلُوحٌ أَي شُقُوق وبالجيم أَيضاً ابن سيده والفَلَحَة القَراح الذي اشْتُقَّ للزرع عن أَبي حنيفة وأَنشد لِحَسَّانَ دَعُوا فَلَحَاتِ الشَّأْمِ قد حال دونها طِعانٌ كأَفْواهِ المَخاضِ الأَوارِكِ
( * قوله « كأَفواه المخاض » أَنشده في فلج بالجيم كأبوال المخاض ثم ان قوله ما اشتق من الأَرض للديار كذا بالأصل وشرح القاموس لكنهما أَنشداه في الجيم شاهداً على أَن الفلجات المزارع وعلى هذا فمعنى الفلجات بالجيم والفلحات بالحاء واحد ولم نجد فرقاً بينهما إلا هنا )
يعني المَزارِعَ ومن رواه فَلَجات الشأْم بالجيم فمعناه ما اشتق من الأَرض للديار كل ذلك قول أَبي حنيفة والفَلاَّحُ المُكارِي التهذيب ويقال للمُكاري فَلاَّحٌ وإِنما قيل الفَلاَّح تشبيهاً بالأَكَّارِ ومنه قول عمرو بن أَحْمَر الباهِلِيّ لها رِطْلٌ تَكِيلُ الزَّيْتَ فيه وفَلاَّحٌ يسُوقُ لها حِمارا وفَلَحَ بالرجل يَفْلَحُ فَلْحاً وذلك أَن يطمئن إِليك فيقولَ لك بِعْ لي عبداً أَو متاعاً أَو اشتره لي فتأْتي التُّجارَ فتشتريه بالغلاء وتبيع بالوكْسِ وتصيب من التَّاجِرِ وهو الفَلاَّحُ وفَلَحَ بالقوم وللقوم يَفْلَحُ فَلاحَةً زَيَّنَ البيعَ والشراء للبائع والمشتري وفَلَّح بهم تَفْلِيحاً مَكَرَ وقال غير الحق التهذيب والفَلْحُ النَّجْشُ وهو زيادة المكتري ليزيد غيرُه فيُغْريه والتَّفْليحُ المكر والاستهزاء وقال أَعرابي قد فَلَّحوا به أَي مَكَرُوا به والفَيْلَحانيُّ تِبنٌ أَسْوَدُ يَلِي الطُّبّارَ في الكِبَر وهو يَتَقَلَّع إِذا بَلَغ مُدَوَّرٌ شديد السواد حكاه أَبو حنيفة قال وهو جيد الزبيب يعني بالزبيب يابسه وقد سَمَّت أَفلَح وفُلَيْحاَ ومُفْلِحاً

( فلطح ) رأْس مُفَلْطَحٌ وفِلْطاحٌ عريضٌ ومثله فِرْطاحٌ بالراء وكلّ شيء عَرَّضْتَه فقد فَلْطَحْته وفَرْطَحْته ابن الفَرَح فَرْطَح القُرْصَ وفَلْطَحه إِذا بسطه وأَنشد لرجل من بَلْحرِثِ بن كعب يصف حيَّةً خُلِقَتْ لَهازِمُه عِزِينَ ورأْسُه كالقُرْصِ فُلْطِحَ من طَحِينِ شَعِيرِ وقد تقدم هذا البيت بعينه في فرطح بالراء وذكره الأَزهري باللام ابن الأَعرابي رغيف مُفَلْطَحٌ واسع وفي حديث القيامة عليه حَسَكة مُفَلْطَحة لها شوكة عَقِيفَةٌ المُفَلْطَحُ الذي فيه عِرَضٌ واتساع وذكر ابن بري في ترجمة فرطح قال هذا الحرف أَعني قوله مُفَلْطَح الصحيح فيه عند المحققين من أَهل اللغة أَنه مُفَلْطَحٌ باللام وفي الخبر أَن الحسن البصري مَرَّ على باب ابن هُبَيرة وعليه القُرَّاء فَسَلَّم ثم قال ما لي أَراكم جُلوساً قد أَحْفَيتم شوارِبكم وحلقتم رؤوسكم وقَصَّرْتم أَكمامكم وفَلْطَحْتم نعالكم ؟ أَما والله لو زهدتم فيما عند الملوك لرغبوا فيما عندكم ولكنكم رغبتم فيما عندهم فزهدوا فيما عندكم فَضَحْتم القُرَّاء فَضَحَكم الله وفي حديث ابن مسعود إِذا ضَنُّوا عليك بالمُفَلْطَحَة قال الخطابي هي الرُّقاقة التي قد فُلْطِحَتْ أَي بُسِطَتْ وقال غيره هي الدراهم ويروى المُطَلْفَحة وقد تقدم وفِلْطاحُ موضع

( فلقح )
( * زاد في القاموس فلقح ما في الإناء شربه أَو أَكله أجمع ورجل فلقحي أي كحضرمي يضحك في وجوه الناس ويتفلقح أي يستبشر إليهم )

( فنح ) فَنَحَ الفرسُ من الماء شَرِبَ دون الرِّيِّ قال والأَخْذُ بالغَبُوقِ والصَّبُوحِ مُبَرِّداً لِمِقْأَبٍ فَنُوحِ المِقْأَبُ الكثير الشُّرب

( فنطح ) فُنْطُحٌ
( * قوله « فنطح » كذا بضبط بالأصل كقنفذ وكذا في بعض نسخ القاموس وفي بعضها كجعفر نبه عليه الشارح ) اسم

( فوح ) الفَوْحُ وِجْدانك الريحَ الطيبة فاحَتْ ريح المسكِ تَفُوحُ وتَفِيحُ فَوْحاً وفَيْحاً وفُؤُوحاً وفَوَحاناً وفَيَحاناً انتشرت رائحته وعمَّ بعضهم به الرائحتين مَعاً وفاحَ الطِّيبُ يَفُوحُ فَوحاً إِذا تَضَوَّعَ الفراء يقال فاحتْ ريحه وفاختْ أَما فاختْ فمعناه أَخذتْ بنفسِه وفاحتْ دون ذلك وقال أَبو زيد الفَوْحُ من الريح والفَوْخُ إِذا كان لها صوت وفَوْحُ الحرّ شدّة سُطوعِه وفي الحديث شِدَّةُ الحرِّ من فَوْحِ جهَنَّم أَي شدَّةِ غَلَيانها وحَرِّها وينروى بالياء وسيذكر وفي الحديث كان يأْمرنا في فَوْح حَيْضِنا أَن نَأْتَزِرَ أَي معظمه وأَوّله وأَفِحْ عنك من الظهيرة أَي أَقِمْ حتى يَسْكُنَ حَرُّ النهار ويَبْرُدَ قال ابن سيده وسنذكر هذه الكلمة بعد هذا لأَن الكلمة واوية ويائية

( فيح ) فاحَ الحرُّ يَفِيحُ فَيْحاً سَطَعَ وهاجَ وفي الحديث شدّة القَيْظ من فَيْح جهنم الفَيْح سُطُوع الحرّ وفَوَرانُه ويقال بالواو وقد ذكر قبل هذه الترجمة وفاحت القِدْرُ تَفِيحُ وتَفُوحُ إِذا غَلَتْ وقد أَخرجه مَخْرَجَ التشبيه أَي كأَنه نار جهنم في حرِّها وأَفِحْ عنك من الظهيرة أَي أَقم حتى يسكن عنك حر النهار ويبرد ابن الأَعرابي يقال أَرِقْ عنك من الظهيرة وأَهْرِقْ وأَهْرئ وأَنْجِ وبَخْبِخْ وأَفِحْ إِذا أَمرته بالإِبْرَاد وفاحَتِ الريح الطيبة خاصة فَيْحاً وفَيَحاناً سَطَعَت وأَرِجَتْ وخص اللحياني به المِسْكَ ولا يقال فاحت ريح خبيثة إِنما يقال للطَّيِّبة فهي تَفِيحُ وفاحت القِدْرُ وأَفَحْتُها أَنا غَلَتْ وفاحَ الدمُ فَيْحاً وفَيَحاناً وهو فاحٍ انْصَبَّ وأَفاحَه هَراقه وقال أَبو حَرْب بن عُقَيْلٍ الأَعْلَمُ جاهِليٌّ نَحْنُ قَتَلْنا المَلِكَ الجَحْجاحا ولم نَدَعْ لسَارِحٍ مُراحا إِلا دِياراً أَو دَماً مُفاحا الجَحْجَاح العظيمُ السُّؤددِ والمُراحُ الذي تأْوي إِليه النَّعَم أَراد لم نَدَع لهم نَعَماً تحتاج إِلى مُراح وأَفاحَ الدماءَ أَي سَفَكَها وشَجَّةٌ تَفِيحُ بالدم تَقْذِفُ وفاحت الشَّجَّةُ فهي تَفِيحُ فَيْحاً نَفَحَتْ بالدم أَيضاً وفي حديث أَبي بكر مُلْكاً عَضُوضاً ودَماً مُفاحاً أَي سائلاً مُلْكٌ عَضُوضٌ يَنال الرعِيَّةَ منه ظُلْمٌ وعَسْفٌ كأَنهم يُعَضُّونَ عَضّاً وأَفَحْتُ الدم أَسَلْتُه والفَيْحُ والفَيَحُ السَّعَةُ والانتشار والأَفْيَحُ والفَيَّاحُ كل موضع واسع بحرٌ أَفْيَحُ بَيِّنُ الفَيَحِ واسعٌ وفَيَّاحٌ أَيضاً بالتشديد وروضة فَيْحاء واسعة والفعل من كل ذلك فاحَ يَفاحُ فَيْحاً وقياسه فَيِحَ يَفْيَحُ ودارٌ فَيْحاءُ واسعة وفي حديث أُمّ زَرْعٍ وبَيتُها فَيَّاحٌ أَي واسعٌ رواه أَبو عبيد مشدّداً وقال غيره الصواب التخفيف وفي الحديث اتَّخَذَ رَبُّك في الجنة وادياً أَفْيَحَ من مِسْكٍ كلُّ موضع واسع يقال له أَفيَحُ وفَيَّاح الليث الفَيَحُ مصدر الأَفْيَح وهو كل موضع واسع أَبو زيد يقال لو مَلَكْتُ الدنيا لَفَيَّحْتُها في يوم واحد أَي أَنفَقْتُها وفرَّقتها في يوم واحد ورجل فَيَّاح نَفَّاح كثير العطايا وإِنه لَجَواد فَيَّاحٌ وفَيَّاضٌ بمعنى وفاحت الغارَةُ تَفِيح اتَّسَعَتْ وفَيَاحِ مثل قطامِ اسم للغارة وكان يقال للغارة في الجاهلية فِيحِي فَيَاحِ وذلك إِذا دَفَعَتِ الخيلُ المُغِيرة فاتسعت وقال شَمِرٌ فِيحِي أَي اتسعي عليهم وتَفَرَّقي قال غَنِيُّ بن مالك وقيل هو لأَبي السَّفَّاح السَّلُوليّ دَفَعْنا الخيلَ شائلةً عليهم وقُلْنا بالضُّحى فيحِي فَياحِ الأَزهري قولهم للغارة فِيحِي فَيَاحِ الغارة هي الخيل المُغِيرة تَصْبَح حَيّاً نازلين فإِذا أَغارت على ناحية من الحَيِّ تَحَرَّزَ عُظْمُ الحَيِّ لَجَأُوا إِلى وَزَرٍ يَلُوذون وإِذا اتسعوا وانتشروا أَحْرَزوا الحَيَّ أَجمع ومعنى فيحي انتشري أَيتها الخيل المغيرة وقيل معْناه اتسعي عليهم يا غارة وخذيهم من كل وجه وسماها فَيَاحِ لأَنها جماعة مؤَنثة خُرِّجَتْ مَخْرَج قَطَامِ وحَذَامِ وكَسَابِ وما أَشبهها والشائلة المرتفعة يعني أَن أَذنابها ارتفعت وإِنما ترتفع أَذنابها إِذا عدت وذلك يدل على شدة ظهورها كما قال المُفَضَّلُ البَكْرِي تَشُقُّ الأَرضَ شائلةَ الذُّنابَى وهادِيها كأَنْ جِذعٌ سَحُوقُ والفَيْحُ خِصْبُ الربيع في سَعَةِ البلادِ والجمع فُيُوحٌ قال تَرْعَى السحابَ العَهْدَ والفُيُوحا قال الأزهري رواه ابن الأَعرابي والفُتُوحا بالتاء والفَتْحُ والفُتُوح من الأَمطار قال وهذا هو الصحيح وقد ذكرناه في مكانه
( * قوله « وقد ذكرناه في مكانه » لكنه قال هناك جمعه فتوح بفتح الفاء وكتبنا عليه بالهامش انكار محشي القاموس عليه ويؤيده ضبط الفتوح هنا بضم الفاء مع المثناة الفوقية أو التحتية وهو القياس فلعل قوله هناك بفتح الفاء تحريف من الناسخ عن بضم الفاء ) وناقة فَيَّاحة إِذا كانت ضَخْمَة الضَّرْع غزيرة اللبن قال قد نَمْنَحُ الفَيَّاحةَ الرَّفُودا تَحْسِبُها خالِيةً صَعُودا وفَيْحَانُ اسم أَرض قال الراعي أَو رَعْلَةٌ من قَطا فَيْحانَ حَلأَّها عن ماءِ يَثْرَبَةَ الشُّبَّاكُ والرَّصَدُ والفَيحَاءُ حَساءٌ مع تَوَابِلَ

( قبح ) القُبْحُ ضد الحُسْنِ يكون في الصورة والفعل قَبُحَ يَقْبُح قُبْحاً وقُبُوحاً وقُباحاً وقَباحةً وقُبوحة وهو قبيح والجمع قِباحٌ وقَباحَى والأُنْثَى قَبيحة والجمع قَبائِحُ وقِباحٌ قال الأَزهري هو نقيض الحُسْنِ عامّ في كل شيء وفي الحديث لا تُقَبِّحُوا الوَجْهَ معناه لا تقولوا إِنه قبيح فإِن الله مصوّره وقد أَحسن كل شيء خَلَقَه وقيل أَي لا تقولوا قَبَح اللهُ وَجْه فلان وفي الحديث أَقْبَحُ الأَسماء حَربٌ ومُرَّة هو من ذلك وإِنما كان أَقبحها لأَن الحرب مما يُتَفَاءل بها وتكره لما فيها من القتل والشرّ والأَذى وأَما مُرَّة فَلأَنه من المَرارة وهو كريه بغيض إِلى الطِّباع أَو لأَنه كنية إِبليس لعنه الله وكنيته أَبو مرة وقَبَّحهُ الله صيَّره قَبيحاً قال الحُطَيئة أَرى لك وَجْهاً قَبَّح اللهُ شَخْصَه فَقُبِّحَ من وَجْهٍ وقُبِّحَ حاملُهْ وأَقْبَح فلان أَتى بقبيح واسْتَقْبَحه رآه قبيحاً والاسْتِقْباح ضد الاستحسان وحكى اللحياني اقْبُحْ إِن كنتَ قابِحاً وإِنه لقَبيح وما هو بقابِح فوق ما قَبُحَ قال وكذلك يفعلون في هذه الحروف إِذا أَرادوا افْعَلْ ذاك إِن كنتَ تريد أَن تفعل وقالوا قُبْحاً له وشُقْحاً وقَبْحاً له وشَقْحاً الأَخيرة إِتباع أَبو زيد قَبَحَ اللهُ فلاناً قَبْحاً وقبوحاً أَي أَقصاه وباعده عن كل خير كقُبُوح الكلب والخِنزير وفي النوادر المُقَابَحةُ والمُكابَحَة المُشَاتمة وفي التنزيل ويومَ القِيَامة هم من المَقْبُوحين أَي من المُبْعَدِين عن كل خير وأَنشد الأَزهري للجَعْدِيّ ولَيْسَت بشَوْهاءَ مَقْبُوحةٍ تُوافي الدِّيارَ بِوجْهٍ غَبِرْ قال أُسَيْدٌ المَقْبُوح الذي يُرَدُّ ويُخْسَأُ والمَنْبُوحُ الذي يُضْرَبُ له مَثَلُ الكلب وروي عن عَمَّار أَنه قال لرجل نال بحضرته من عائشة رضي الله عنها اسْكُتْ مَقْبُوحاً مَشْقُوحاً مَنبوحاً أَراد هذا المعنى أَبو عمرو قَبَحتُ له وجهَه مُخففة والمعنى قلت له قَبَحه الله وهو من قوله تعالى ويومَ القيامة هم من المَقْبوحين أَي من المُبْعَدين الملعونين وهو من القَبْح وهو الإِبعاد وقَبَّحَ له وجهَه أَنْكَرَ عليه ما عمل وقَبَّح عليه فعله تَقْبيحاً وفي حديث أُمّ زَرْع فعنده أَقولُ فلا أُقَبَّح أَي لا يَرُدُّ عليّ قولي لميله إِليَّ وكرامتي عليه يقال قَبَّحْتُ فلاناً إِذا قلت له قَبَحه الله من القَبْحِ وهو الإِبعاد وفي حديث أَبي هريرة إِن مُنِع قَبَّحَ وكَلَحَ أَي قال له قَبَحَ الله وجهك والعرب تقول قَبَحَه اللهُ وأُمًّا زَمَعَتْ به أَي أَبعده الله وأَبعد والدته الأَزهري القَبِيح طَرَفُ عَظْمِ المِرْفَقِ والإِبرة عُظَيْم آخر رأْسه كبير وبقيته دقيق مُلَزَّز بالقبيح وقال غيره القَبيح طَرَفُ عظم العَضُدِ مما يلي المِرْفَق بين القبيح وبين إِبرة الذراع
( * قوله « بين القبيح وبين ابرة الذراع » هكذا بالأصل ولعله بين المرفق وبين ابرة الذراع )
وإِبرة الذراع من عندها يَذرَعُ الذراع وطَرَفُ عظم العضد الذي يلي المَنْكِبَ يُسمَّى الحَسَنَ لكثرة لحمه والأَسفلُ القَبِيحَ وقال الفراء أَسلفُ العَضُدِ القبيحُ وأَعلاها الحسَنُ وقيل رأْس العضد الذي يلي الذراع وهو أَقل العِظام مُشاشاً ومُخًّا وقيل القَبِيحان الطَرَفانِ الدقيقان اللذان في رؤُوس الذراعين ويقال لطرف الذراع الإِبرة وقيل القبيحان مُلْتَقَى الساقين والفخذين قال أَبو النجم حيث تُلاقي الإِبْرَةُ القَبيحا ويقال له أَيضاً القَباحُ
( * قوله « ويقال له أَيضاً القباح » كسحاب كما في القاموس ) وقال أَبو عبيد يقال لعظم الساعد مما يلي النِّصْفَ منه إِلى المِرْفَق كَِسْرُ قَبيح قال ولو كنتَ عَيْراً كنتَ عَيْرَ مَذَلَّةٍ ولو كنتش كَِسْراً كنتَ كَِسْرَ قبيحِ وإِنما هجاه بذلك لأَنه أَقل العِظام مُشاشاً وهو أَسرعُ العِظام انكساراً وهو لا ينجبر أَبداً وقوله كسر قبيح هو من إِضافة الشيء إِلى نفسه لأَن ذلك العظم يقال له كسر الأَزهري يقال قَبَحَ فلانٌ بَثْرَةً خرجت بوجهه وذلك إِذا فَضَخَها ليُخْرج قَيْحَها وكل شيء كسرته فقد قَبَحْته ابن الأَعرابي يقال قد اسْتَكْمَتَ العُرُّ فاقْبَحْهُ والعُرُّ البَثْرة واسْتِكْماتُه اقترابه للانفقاء والقُبَّاحُ الدُّبُّ
( * قوله « والقباح الدب » بوزن رمان كما في القاموس ) الهَرِمُ والمَقابِحُ ما يُسْتَقْبَح من الأَخلاق والمَمادِحُ ما يُسْتَحْسَنُ منها

( قحح ) القُحُّ الخالص من اللُّؤْم والكَرَم ومن كل شيء يقال لَئيم قُحٌّ إِذا كان مُعْرِقاً في اللؤم وأَعرابي قُحٌّ وقُحاحٌ أَي مَحْضُ خالص وقيل هو الذي لم يدخل الأَمصار ولم يختلط بأَهلها وقد ورد في الحديث وعَرَبيَّةٌ قُحَّةٌ وقال ابن دريد قُحٌّ مَحْضٌ فلم يخص أَعرابيّاً من غيره وأَعراب أَقْحاحٌ والأُنثى قُحَّةٌ وعبد قُحٌّ محض خالص بَيِّنُ القَحاحة والقُحُوحةِ خالص العُبودة وقالوا عربيّ كُحٌّ وعربية كُحَّة الكاف في كُحٍّ بدل من القاف في قُحٍّ لقولهم أَقْحاح ولم يقولوا أَكحاح يقال فلان من قُحّ العرب وكُحِّهم أَي من صِميمهم قال ذلك ابن السكيت وغيره وصار إِلى قُحاحِ الأَمر أَي أَصله وخالصه والقُحاح أَيضاً بالضم الأَصل عن كراع وأَنشد وأَنتَ في المَأْرُوكِ من قُحاحِها ولأَضْطَرَّنَّك إِلى قُحاحِك أَي إِلى جُهْدِك وحكى الأَزهري عن ابن الأَعرابي لأَضْطَرَّنَّك إِلى تُرِّك وقُحاحِك أَي إِلى أَصلك قال وقال ابن بزرج والله لقد وَقعْتُ بقُحَاحِ قُرِّك ووَقَعْتُ بقُرِّك وهو أَن يعلم علمه كله ولا يخفى عليه شيء منه والقُحُّ الجافي من الناس كأَنه خالص فيه قال لا أَبْتَغِي سَيْبَ اللئيمِ القُحِّ يَكادُ من نَحْنَحةٍ وأُحِّ يَحْكي سُعالَ الشَّرِقِ الأَبَحِّ الليث والقُحُّ أَيضاً الجافي من الأَشياء حتى إِنهم يقولون للبِطِّيخة التي لم تَنْضَجْ قُحٌّ قيل القُحُّ البطيخ آخِرَ ما يكون وقد قَحَّ يَقُحُّ قُحوحةً قال الأَزهري أَخطأَ الليث في تفسير القُحِّ وفي قوله للبطيخة التي لم تَنْضَجْ إِنها لَقُحٌّ وهذا تصحيف قال وصوابه الفِجُّ بالفاء والجيم يقال ذلك لكل ثمر لم يَنْضَجْ وأَما القُحُّ فهو أَصل الشيء وخالصه يقال عربيّ قُحّ وعربيّ مَحْضٌ وقَلْبٌ إِذا كان خالصاً لا هُجْنة فيه والقَحِيحُ فوقَ الجَرْعِ

( قحقح ) القَحْقَحةُ تَرَدُّدُ الصوت في الحَلْق وهو شبيه بالبُحَّةِ ويقال لضَحِك القِرْدِ القَحْقَحة ولصوته الخَنْخَنة والقُحْقُح بالضم العظم المحيط بالدُّبر وقيل هو ما أَحاط بالخَوْرانِ وقيل هو مُلْتَقَى الوركين من باطن وقيل هو داخل بين الوركين وهو مُطِيف بالخَوْرانِ والخَوْرانُ بين القُحْقُح والعُصْعُصِ وقيل هو أَسفل العَجْبِ في طِباقِ الوركين وقيل هو العظم الذي عليه مَغْرِزُ الذكر مما يلي أَسفلَ الرَّكَبِ وقيل هو فوق القَبِّ شيئاً الأَزهري القُحْقُحُ ليس من طرف الصلب في شيء وملتقاه من ظاهر العُصْعُص قال وأَعلى العُصْعُصِ العَجْبُ وأَسفلُه الذنَبُ وقيل القُحْقُحُ مُجْتَمَعُ الوركين والعُصْعُصُ طرفُ الصُّلْبِ الباطنُ وطرفه الظاهرُ العَجْبُ والخَوْرانُ هو الدبر ابن الأَعرابي هو القُحْقُح والفَنِيك والعِضْرِطُ والحراه
( * قوله « والحراه » كذا بأصله ولم نجده فيما بأيدينا من كتب اللغة )
والبَوْصُ والنَّاقُ والعُكْوَةُ والعُزَيزى والعُصْعُصُ

( قدح ) القَدَحُ من الآنية بالتحريك واد الأَقداحِ التي للشرب معروف قال أَبو عبيد يُرْوِي الرجلين وليس لذلك وقت وقيل هو اسم يَجْمَعُ صغارها وكبارها والجمع أَقْداح ومُتَّخِذُها قَدَّاحٌ وصِناعَتُه القِداحةُ وقَدَحَ بالزَّنْدِ يَقْدَحُ قَدْحاً واقْتَدَح رام الإِيراءَ به والمِقْدَحُ والمِقْداحُ والمِقْدَحَةُ والقَدَّاحُ كله الحديدة التي يُقْدَحُ بها وقيل القَدَّاحُ والقَدَّاحة الحجر الذي يُقْدَحُ به النار وقَدَحْتُ النارَ الأَزهري القَدَّاحُ الحجر الذي يُورى منه النار قال رؤبة والمَرْوَ ذا القَدَّاحِ مَضْبُوحَ الفِلَقْ والقَدْحُ قَدْحُك بالزَّنْد وبالقَدَّاح لتُورِيَ الأَصمعي يقال للذي يُضْرَبُ فتخرج منه النار قَدَّاحة وقَدَحْتُ في نسبه إِذا طعنت ومنه قول الجُلَيْح يهجو الشَّمَّاخَ أَشَمَّاخُ لا تَمْدَحْ بِعِرْضِكَ واقْتَصِدْ فأَنتَ امْرٌؤٌ زَنْداكَ للمُتَقادِحِ أَي لا حَسَبَ لك ولا نَسَب يصح معناه فأَنت مثل زَنْدٍ من شجر مُتَقادِح أَي رِخْوِ العيدان ضعيفها إِذا حركته الريح حك بعضه بعضاً فالتهب ناراً فإِذا قُدِحَ به لمنفعة لم يُورِ شيئاً قال أَبو زيد ومن أَمثالهم اقْدَحْ بِدِفْلى في مَرْخٍ مَثَلٌ يضرب للرجل الأَريبِ الأَديب قال الأَزهري وزِنادُ الدِّفْلى والمَرْخِ كثيرة النار لا تَصْلِدُ وقَدَحَ الشيءُ في صدري أَثَّر من ذلك وفي حديث عليّ كرم الله وجهه يَقْدَحُ الشكُّ في قلبه بأَوَّلِ عارِضةٍ من شُبْهةٍ وهو من ذلك واقْتَدَحَ الأَمرَ دَبَّره ونظر فيه والاسم القِدْحة قال عمرو بن العاص يا قاتَلَ اللهُ وَرْداناً وقِدْحَتَه أَبْدى لَعَمْرُكَ ما في النَّفْسِ وَرْدانُ وَرْدانُ غلام كان لعمرو بن العاص وكان حَصِيفاً فاستشاره عمرو في أَمر علي رضي الله عنه وأَمر معاوية إِلى أَيهما يذهب فأَجابه وَرْدانُ بما كان في نفسه وقال له الآخرة مع علي والدنيا مع معاوية وما أُراك تختار على الدنيا فقال عمرو هذا البيت ومَن رواه وقَدْحَتَه أَراد به مرة واحدة وكذلك جاء في حديث عمرو بن العاص وقال ابن الأَثير في شرحه ما قلناه وقال القِدْحةُ اسم الضرب بالمِقْدَحَةِ والقَدْحةُ المَرَّة ضربها مثلاً لاستخراجه بالنظر حقيقةَ الأَمرِ وفي حديث حذيفة يكون عليكم أَمير لو قَدَحْتُموه بشعرةٍ أَوْرَيْتُموه أَي لو استخرجتم ما عنده لظهر لضعفه كما يَستخرِجُ القادحُ النار من الزَّند فيُوري فأَما قوله في الحديث لو شاء الله لجعل للناسِ قِدْحةَ ظُلْمة كما جعل لهم قِدْحةَ نُورٍ فمشتقٌّ من اقتداح النار وقال الليث في تفسيره القِدْحةُ اسم مشتق من اقتداح النار بالزَّنْد قال الأَزهري وأَما قول الشاعر ولأَنْتَ أَطْيَشُ حين تَغْدُو سادِراً رَعِشَ الجَنانِ من القَدُوحِ الأَقْدَحِ فإِنه أَراد قول العرب هو أَطيش من ذُباب وكل ذُباب أَقْدَحُ ولا تراه إِلا وكأَنه يَقْدَحُ بيديه كما قال عنترة هَزِجاً يَحُكُّ ذِراعَه بِذراعِه قَدْحَ المُكِبِّ على الزِّنادِ الأَجْذَمِ والقَدْحُ والقادحُ أَكالٌ يَقَعُ في الشجر والأَسنان والقادحُ العَفَنُ وكلاهما صفة غالبة والقادحةُ الدودة التي تأْكل السِّنّ والشجر تقول قد أَسرعت في أَسنانه القَوادحُ الأَصمعي يقال وقع القادحُ في خشبة بيته يعني الآكِلَ وقد قُدِحَ في السنّ والشجرة وقُدِحتا قَدْحاً وقَدَح الدودُ في الأَسنان والشجر قَدْحاً وهو تَأَكُّل يقع فيه والقادحُ الصَّدْعُ في العُود والسَّوادُ الذي يظهر في الأَسنان قال جَمِيلٌ رَمَى اللهُ في عَيْنَيْ بُثَيْنَةَ بالقَذَى وفي الغُرِّ من أَنيابها بالقَوادِحِ ويقال عُود قد قُدِحَ فيه إِذا وَقَعَ فيه القادحُ ويقال في مَثَل صَدَقَني وَسْمُ قِدْحِه أَي قال الحَقَّ قاله أَبو زيد ويقولون أَبْصِرْ وَسْمَ قِدْحِك أَي اعرِف نَفْسَك وأَنشد ولكنْ رَهْطُ أُمِّكَ من شُيَيْمٍ فأَبْصِرْ وَسْم قِدْحِكَ في القِداحِ وقَدَحَ في عِرْض أَخيه يَقْدَحُ قَدْحاً عابه وقَدَحَ في ساقِ أَخيه غَشَّه وعَمِلَ في شيء يكرهه الأَزهري عن ابن الأَعرابي تقول فلان يَفُتُّ في عَضُدِ فلان ويَقْدَحُ في ساقِه قال والعَضُدُ أَهل بيته وساقُه نفسه والقَديحُ ما يبقَى في أَسفل القِدْرِ فيُغْرَفُ بجَهْد وفي حديث أُم زرع تَقْدَحُ قِدْراً وتَنْصِبُ أُخرى أَي تَغْرِفُ يقال قَدَحَ القِدْرَ إِذا غرف ما فيها وفي حديث جابر ثم قال ادْعِي خابِزَةً فلْتَخْبِزْ معك واقْدَحِي في بُرْمَتِكِ أَي اغْرِفي وقَدَحَ ما في أَسفل القِدْرِ يَقْدَحُه قَدْحاً فهو مَقْدُوحٌ وقَديحٌ إِذا غَرَفَه بجَهْدٍ قال النابغة الذُّبْيانيّ يَظَلُّ الإِماءُ يَبْتَدِرْنَ قَديحَها كما ابْتَدَرَتْ كلبٌ مِياهَ قَراقِرِ وهذا البيت أَورده الجوهري فظَلَّ الإِماءُ قال ابن بري وصوابه يظل بالياء كما أَوردناه وقبله بَقِيَّة قِدْرٍ من قُدُورٍ تُوُورِثَتْ لآلِ الجُلاحِ كابِراً بعدَ كابِرِ أَي يَبْتَدِرُ الإِماءُ إِلى قَديح هذه القِدْر كأَنها ملكهم كما يبتدر كلبٌ إِلى مياه قَراقِر لأَنه ماؤهم ورواه أَبو عبيدة كما ابْتَدَرَتْ سَعْدٌ قال وقَراقِرُ هو لسعدِ هُذَيْمٍ وليس لكلب واقتِداحُ المَرَقِ غَرْفُه وفي الإِناء قَدْحةٌ وقُدْحة أَي غُرْفةٌ وقيل القَدْحة المرّة الواحدة من الفعل والقُدْحَةُ ما اقْتُدِحَ يقال أَعطني قُدْحَةً من مَرَقَتِكَ أَي غُرْفةً ويقال يَبْذُلُ قَديحَ قِدْرِه يعني ما غَرَفَ منها والقَديحُ المَرَقُ والمِقْدَحُ والمِقْدَحة المِغْرَفَة وقال جرير إِذا قِدْرُنا يوماً عن النارِ أُنْزِلَتْ لنا مِقْدَحٌ منها وللجارِ مِقْدَحُ ورَكِيٌّ قَدُوحٌ تُغْتَرَفُ باليد والقِدْحُ بالكسر السهمُ قبل أَن يُنَصَّلَ ويُراشَ وقال أَبو حنيفة القِدْحُ العُودُ إِذا بلغ فَشُذِّبَ عنه الغُصْنُ وقُطِعَ على مقدار النَّبْل الذي يراد من الطُّول والقِصَر قال الأَزهري القِدْحُ قِدْحُ السهم وجمعه قِداح وصانعه قَدَّاحٌ أَيضاً ويقال قَدَحَ في القِدْحِ يَقْدَحُ وذلك إِذا خَرَق في السهم بسِنْخِ النَّصْل وفي الحديث أَن عمر كان يُقَوِّمُهم في الصف كما يُقَوِّمُ القَدَّاحُ القِدْحَ قال وأَوّل ما يُقْطَع ويُقْضَبُ يسمى قِطْعاً والجمع القُطُوعُ ثم يُبْرَى فيُسَمَّى بَرِيّاً وذلك قبل أَن يُقَوَّمَ فإِذا قُوِّمَ وأَنَى له أَن يُراشَ ويُنْصَلَ فهو القِدْحُ فإِذا رِيشَ ورُكِّبَ نَصْلُه فيه صار نَصْلاً وقِدْحُ المَيْسِر والجمع أَقْدُحٌ وقِداحٌ وأَقاديحُ الأَخيرة جمع الجمع قال أَبو ذؤيب يصف إِبلاً أَمَّا أُولاتُ الذُّرَى منها فعاصِبَةٌ تَجُولُ بين مَناقِيها الأَقادِيحُ والكثير قِداحٌ وقوله فعاصبة أَي مجتمعة والذُّرى الأَسْنِمة وقُدُوحُ الرحْلِ عِيدانُه لا واحد لها قال بِشْرُ بن أَبي خازم لها قَرَدٌ كجَثْوِ النَّمْل جَعْدٌ تَعَضُّ بها العَراقِي والقُدُوحُ وحديث أَبي رافع كنت أَعْمَلُ الأَقْداحَ هو جمع قَدَحٍ وهو الذي يؤْكل فيه وقيل جمع قِدْحٍ وهو السهم الذي كانوا يَسْتَقْسِمون أَو الذي يُرْمى به عن القوس وفي الحديث إِنه كان يُسَوِّي الصفوف حتى يَدَعها مثل القِدْحِ أَو الرَّقِيمِ أَي مثل السهم أَو سَطْرِ الكتابة وحديث أَبي هريرة فَشَرِبْتُ حتى استوى بطني فصار كالقِدْح أَي انتصبَ بما حصل فيه من اللبن وصار كالسهم بعد أَن كان لَصِقَ بظهره من الخُلُوِّ وحديث عمر أَنه كان يُطْعِمُ الناس عام الرَّمادة فاتخذ قِدْحاً فيه فَرْضٌ أَي أَخذ سهماً وحَزَّ فيه حَزًّا عَلَّمَهُ به فكان يَغْمِزُ القِدْحَ في الثريد فإِن لم يَبْلُغْ موضعَ الحَزِّ لامَ صاحبَ الطعام وعَنَّفَه وفي الحديث لا تَجْعَلوني كَقَدَح الراكب أَي لا تُؤَخِّرُوني في الذِّكْرِ لأَن الراكب يُعَلِّقُ قَدَحَه في آخر رَحْلِه عند فراغه من تَرْحاله ويجعله خلفه قال حَسَّان كما نِيطَ خَلْفَ الراكبِ القَدَحُ الفَرْدُ وقَدَحْتُ العينَ إِذا أَخرجتَ منها الماءَ الفاسِدَ وقَدَحَتْ عينُه وقَدَّحتْ غارت فهي مُقَدِّحةٌ وخيل مُقَدِّحةٌ غائرة العيون ومُقَدَّحةٌ على صيغة المفعول ضامرة كأَنها ضُمِّرَتْ فُعِلَ ذلك بها وقَدَّحَ فرسَه تَقْدِيحاً ضَمَّره فهو مُقَدَّحٌ وقَدَحَ خِتامَ الخابية قَدْحاً فَضَّه قال لبيد أَغْلِي السِّباءَ أَدْكَنَ عاتِقٍ أَو جَوْنةٍ قُدِحَتْ وفُضَّ خِتامُها والقَدَّاحُ نَوْرُ النبات قبل أَن يَتَفَتَّح اسم كالقَذَّاف والقَدَّاحُ الفِصْفِصَةُ الرَّطْبةُ عِراقِيَّةٌ الواحدة قَدَّاحة وقيل هي أَطراف النبات من الورق الغَضِّ الأَزهري القَدَّاحُ أَرْآدٌ رَخْصَةٌ من الفِصْفِصة ودارَةُ القَدَّاح موضع عن كراع

( قذح ) الأَزهري خاصة قال ابن الفَرَج سمعت خليفةَ الحُصَيْنيَّ قال يقال المُقاذَحةُ المُقاذَعة المُشاتَمة وقاذَحَني فلانٌ وقابَحَني أَي شاتمني

( قرح ) القَرْحُ والقُرْحُ لغتان عَضُّ السلاح ونحوه مما يَجْرَحُ الجسدَ ومما يخرج بالبدن وقيل القَرْحُ الآثارُ والقُرْحُ الأَلَمُ وقال يعقوب كأَنَّ القَرْحَ الجِراحاتُ بأَعيانها وكأَنَّ القُرْحَ أَلَمُها وفي حديث أُحُدٍ بعدما أَصابهم القَرْحُ هو بالفتح وبالضم الجُرْحُ وقيل هو بالضم الاسم وبالفتح المصدر أَراد ما نالهم من القتل والهزيمة يومئذ وفي حديث جابر كنا نَخْتَبِطُ بقِسيِّنا ونأْكلُ حتى قَرِحَتْ أَشداقُنا أَي تَجَرَّحَتْ من أَكل الخَبَطِ ورجل قَرِحٌ وقَرِيحٌ ذو قَرْحٍ وبه قَرْحةٌ دائمة والقَرِيحُ الجريح من قوم قَرْحَى وقَراحَى وقد قَرَحه إِذا جَرَحه يَقْرَحُه قَرْحاً قال المتنخل الهذلي لا يُسْلِمُونَ قَرِيحاً حَلَّ وَسْطَهُمُ يومَ اللِّقاءِ ولا يَشْوُونَ من قَرَحُوا قال ابن بري معناه لا يُسْلِمُونَ من جُرِحَ منهم لأَعدائهم ولا يُشْوُونَ من قَرَحُوا أَي لا يُخْطِئُون في رمي أَعدائهم وقال الفراء في قوله عز وجل إِن يَمْسَسْكم قَرْحٌ وقُرْحٌ قال وأَكثر القراء على فتح القاف وكأَنَّ القُرْحَ أَلَمُ الجِراحِ وكأَنَّ القَرْحَ الجِراحُ بأَعيانها قال وهو مثلُ الوَجْدِ والوُجْد ولا يجدونَ إِلاَّ جُهْدَهم وجَهْدَهم وقال الزجاج قَرِحَ الرجلُ
( * قوله « وقال الزجاج قرح الرجل إلخ » بابه تعب كما في المصباح ) يَقْرَحُ قَرْحاً وقيل سمِّيت الجراحات قَرْحاً بالمصدر والصحيح أَن القَرْحةَ الجِراحةُ والجمع قَرْحٌ وقُروح ورجل مَقْروح به قُرُوح والقَرْحة واحدة القَرْحِ والقُروح والقَرْحُ أَيضاً البَثْرُ إِذا تَرامَى إِلى فساد الليث القَرْحُ جَرَبٌ شديد يأْخذ الفُصْلانَ فلا تكاد تنجو وفَصِيل مَقْرُوح قال أَبو النجم يَحْكِي الفَصِيلَ القارِحَ المَقْرُوحا وأَقْرَحَ القومُ أَصاب مواشِيَهم أَو إِبلهم القَرْحُ وقَرِحَ قلبُ الرجل من الحُزْنِ وهو مَثَلٌ بما تقدَّم قال الأَزهري الذي قاله الليث من أَن القَرْحَ جَرَبٌ شديد يأْخذ الفُصْلانَ غلط إِنما القَرْحة داءٌ يأْخذ البعير فَيَهْدَلُ مِشْفَرُه منه قال البَعِيثُ ونحْنُ مَنَعْنا بالكُلابِ نِساءَنا بضَرْبٍ كأَفْواهِ المُقَرِّحة الهُدْلِ ابن السكيت والمُقَرِّحةُ الإِبل التي بها قُروح في أَفواهها فَتَهْدَلُ مَشافِرُها قال وإِنما سَرَقَ البَعِيثُ هذا المعنى من عمرو بن شاسٍ وأَسْيافُهُمْ آثارُهُنَّ كأَنها مَشافِرُ قَرْحَى في مَبارِكِها هُدْلُ وأَخذه الكُمَيْتُ فقال تُشَبِّهُ في الهامِ آثارَها مَشافِرَ قَرْحَى أَكَلْنَ البَرِيرا الأَزهري وقَرْحَى جمع قَرِيح فعيل بمعنى مفعول قُرِحَ البعيرُ فهو مَقْرُوحٌ وقَرِيح إِذا أَصابته القَرْحة وقَرَّحَتِ الإِبلُ فهي مُقَرِّحة والقَرْحةُ ليست من الجَرَب في شيء وقَرِحَ جِلْدُهُ بالكسر يَقْرَحُ قَرَحاً فهو قَرِحٌ إِذا خرجت به القُروح وأَقْرَحه اللهُ وقيل لامرئ القيس ذو القُرُوحِ لأَن ملك الروم بعث إِليه قميصاً مسموماً فَتَقَرَّحَ منه جسده فمات وقَرَحه بالحق
( * قوله « وقرحه بالحق إلخ » بابه منع كما في القاموس ) قَرْحاً رماه به واستقبله به والاقتراحُ ارتِجالُ الكلام والاقتراحُ ابتداعُ الشيء تَبْتَدِعُه وتَقْتَرِحُه من ذات نَفْسِك من غير أَن تسمعه وقد اقْتَرَحه فيهما واقْتَرَحَ عليه بكذا تَحَكَّم وسأَل من غير رَوِيَّة واقْترح البعيرَ ركبه من غير أَن يركبه أَحد واقْتُرِحَ السهمُ وقُرِحَ بُدِئَ عَمَلُه ابن الأَعرابي يقال اقْتَرَحْتُه واجْتَبَيْتُه وخَوَّصْتُه وخَلَّمْتُه واخْتَلَمْتُه واسْتَخْلَصْتُه واسْتَمَيْتُه كلُّه بمعنى اخْتَرْتُه ومنه يقال اقْتَرَحَ عليه صوتَ كذا وكذا أَي اختاره وقَرِيحةُ الإِنسانِ طَبِيعَتُه التي جُبِلَ عليها وجمعها قَرائح لأَنها أَول خِلْقَتِه وقَرِيحةُ الشَّبابِ أَوّلُه وقيل قَرِيحة كل شيء أَوّلُه أَبو زيد قُرْحةُ الشِّتاءِ أَوّلُه وقُرْحةُ الربيع أَوّلُه والقَرِيحة والقُرْحُ أَوّل ما يخرج من البئر حين تُحْفَرُ قال ابن هَرْمَةَ فإِنكَ كالقَريحةِ عامَ تُمْهَى شَرُوبُ الماءِ ثم تَعُودُ مَأْجا المَأْجُ المِلْحُ ورواه أَبو عبيد بالقَرِيحة وهو خطأٌ ومنه قولهم لفلان قَريحة جَيِّدة يراد استنباط العلم بِجَوْدَةِ الطبع وهو في قُرْحِ سِنِّه أَي أَوَّلِها قال ابن الأَعرابي قلت لأَعرابي كم أَتى عليك ؟ فقال أَنا في قُرْحِ الثلاثين يقال فلان في قُرْحِ الأَربعين أَي في أَوّلها ابن الأَعرابي الاقتراحُ ابتداء أَوّل الشيء قال أَوْسٌ على حين أَن جدَّ الذَّكاءُ وأَدْرَكَتْ قَرِيحةُ حِسْيٍ من شُرَيحٍ مُغَمِّم يقول حين جدَّ ذكائي أَي كَبِرْتُ وأَسْنَنْتُ وأَدركَ من ابني قَريحةُ حِسْيٍ يعني شعر ابنه شريح ابن أَوس شبهه بماءٍ لا ينقطع ولا يَغَضْغَضُ مُغَمِّم أَي مُغْرِق وقَرِيحُ السحاب ماؤُه حين ينزل قال ابن مُقْبل وكأَنما اصْطَبَحَتْ قَرِيحَ سَحابةٍ وقال الطرماح ظَعائنُ شِمْنَ قَرِيحَ الخَرِيف من الأَنْجُمِ الفُرْغِ والذابِحَهْ والقريحُ السحاب أَوّلَ ما ينشأُ وفلان يَشْوِي القَراحَ أَي يُسَخِّنُ الماءَ والقُرْحُ ثلاث ليال من أَوّل الشهر والقُرْحانُ بالضم من الإِبل الذي لا يصبْه جَرَبٌ قَطُّ ومن الناس الذي لم يَمَسَّه القَرْحُ وهو الجُدَرِيّ وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث إِبل قُرْحانٌ وصَبيٌّ قُرْحانٌ والاسم القَرْحُ وفي حديث عمر رضي الله عنه أَن أَصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قَدِمُوا معه الشام وبها الطاعون فقيل له إِن معك من أَصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قُرْحانٌ فلا تُدْخِلْهُمْ على هذا الطاعون فمعنى قولهم له قُرْحانٌ أَنه لم يصبهم داء قبل هذا قال شمر قُرْحانٌ إِن شئت نوّنتَ وإِن شئتَ لم تُنَوِّنْ وقد جمعه بعضهم بالواو والنون وهي لغة متروكة وأَورده الجوهري حديثاً عن عمر رضي الله عنه حين أَراد أَن يدخل الشام وهي تَسْتَعِرُ طاعوناً فقيل له إِن معك من أَصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قُرْحانِينَ فلا تَدْخُلْها قال وهي لغة متروكة قال ابن الأَثير شبهوا السليم من الطاعون والقَرْحِ بالقُرْحان والمراد أَنهم لم يكن أَصابهم قبل ذلك داء الأَزهري قال بعضهم القُرْحانُ من الأَضداد رجل قُرْحانٌ للذي مَسَّهُ القَرْحُ ورجل قُرْحانٌ لم يَمَسَّه قَرْحٌ ولا جُدَرِيّ ولا حَصْبة وكأَنه الخالص من ذلك والقُراحِيُّ والقُرْحانُ الذي لم يَشْهَدِ الحَرْبَ وفرس قارِحٌ أَقامت أَربعين يوماً من حملها وأَكثر حتى شَعَّرَ ولَدُها والقارحُ الناقةُ أَوّلَ ما تَحْمِلُ والجمع قَوارِحُ وقُرَّحٌ وقد قَرَحَتْ تَقْرَحُ قُرُوحاً وقِراحاً وقيل القُرُوح في أَوّلِ ما تَشُول بذنبها وقيل إِذا تم حملها فهي قارِحٌ وقيل هي التي لا تشعر بلَقاحِها حتى يستبين حملها وذلك أَن لا تَشُولَ بذنبها ولا تُبَشِّرَ وقال ابن الأَعرابي هي قارحٌ أَيام يَقْرَعُها الفحل فإِذا استبان حملها فهي خَلِفة ثم لا تزال خَلِفة حتى تدخل في حَدِّ التعشير الليث ناقة قارحٌ وقد قَرَحَتْ تَقْرحُ قُرُوحاً إِذا لم يظنوا بها حملاً ولم تُبَشِّرْ بذنبها حتى يستبين الحمل في بطنها أَبو عبيد إِذا تمَّ حملُ الناقة ولم تُلْقِه فهي حين يستبين الحمل بها قارح وقد قَرَحَتْ قُرُوحاً والتقريحُ أَول نبات العَرْفَج وقال أَبو حنيفة التقريح أَوّل شيء يخرج من البقل الذي يَنْبُتُ في الحَبِّ وتقريحُ البقل نباتُ أَصله وهو ظهور عُوده قال وقال رجل لآخر ما مَطَرُ أَرضك ؟ فقال مُرَكِّكةٌ فيها ضُرُوسٌ وثَرْدٌ يَذُرُّ بَقْلُه ولا يُقَرِّحُ أَصلُه ثم قال ابن الأَعرابي ويَنْبُتُ البقلُ حينئذ مُقْتَرِحاً صُلْباً وكان ينبغي أَن يكون مُقَرِّحاً إِلاَّ أَن يكون اقْتَرَحَ لغة في قَرَّحَ وقد يجوز أَن يكون قوله مُقْتَرِحاً أَي مُنْتصباً قائماًعلى أَصله ابن الأَعرابي لا يُقَرِّحُ البقلُ إِلا من قدر الذراع من ماء المطر فما زاد قال ويَذُرُّ البقلُ من مطر ضعيف قَدْرِ وَضَحِ الكَفِّ والتقريحُ التشويكُ ووَشْمٌ مُقَرَّح مُغَرَّز بالإِبرة وتَقْرِيحُ الأَرض ابتداء نباتها وطريق مَقْرُوح قد أُثِّرَ فيه فصار مَلْحُوباً بَيِّناً موطوءًا والقارحُ من ذي الحافر بمنزلة البازل من الإِبل قال الأَعشى في الفَرس والقارح العَدَّا وكل طِمِرَّةٍ لا تَسْتَطِيعُ يَدُ الطويلِ قَذالَها وقال ذو الرمة في الحمار إِذا انْشَقَّتِ الظَّلْماءُ أَضْحَتْ كأَنها وَأًى مُنْطَوٍ باقي الثَّمِيلَةِ قارِحُ والجمع قَوارِحُ وقُرَّحٌ والأُنثى قارحٌ وقارحةٌ وهي بغير هاء أَعلى قال الأَزهري ولا يقال قارحة وأَنشد بيت الأَعشى والقارح العَدَّا وقول أَبي ذؤيب حاوَرْتُه حين لا يَمْشِي بعَقْوَتِه إِلا المَقانِيبُ والقُبُّ المَقارِيحُ قال ابن جني هذا من شاذ الجمع يعني أَن يُكَسَّرَ فاعل على مفاعيل وهو في القياس كأَنه جمع مِقْراح كمِذْكار ومَذاكير ومِئْناث ومآنيث قال ابن بري ومعنى بيت أَبي ذؤَيب أَي جاورت هذا المرثِيَّ حين لا يمشي بساحة هذا الطريق المخوف إِلا المَقانِيبُ من الخيل وهي القُطُعُ منها والقُبُّ الضُّمْرُ وقد قَرَحَ الفرسُ يَقْرَحُ قُرُوحاً وقَرِحَ قَرَحاً إِذا انتهت أَسنانه وإِنما تنتهي في خمس سنين لأَنه في السنة الأُولى حَوْلِيّ ثم جَذَعٌ ثم ثَنِيّ ثم رَباعٌ ثم قارح وقيل هو في الثانية فِلْوٌ وفي الثالثة جَذَع يقال أَجْذَع المُهْرُ وأَثْنَى وأَرْبَعَ وقَرَِحَ هذه وحدها بغير أَلف والفرس قارحٌ والجمع قُرَّحٌ وقُرحٌ والإِناثُ قَوارِح وفي الأَسْنان بعد الثَّنايا والرَّباعِيات أَربعةٌ قَوارِحُ قال الأَزهري ومن أَسنان الفرس القارحانِ وهما خَلْفَ رَباعِيَتَيْهِ العُلْيَيَيْنِ وقارِحانِ خلف رَباعِيَتَيْه السُّفْلَيَيْن وكل ذي حافر يَقْرَحُ وفي الحديث وعليهم السالغُ والقارحُ أَي الفرسُ القارح وكل ذي خُفٍّ يَبْزُلُ وكل ذي ظِلْف يَصْلَغُ وحكى اللحياني أَقْرَحَ قال وهي لغة رَدِيَّة وقارِحُه سنُّه التي قد صار بها قارحاً وقيل قُرُوحه انتهاء سنه وقيل إِذا أَلقى الفرسُ أَقصى أَسنانه فقد قَرَحَ وقُرُوحُه وقوعُ السِّنّ التي تلي الرَّباعِيَةَ وليس قُرُوحه بنباتها وله أَربع أَسنان يتحَوَّل من بعضها إِلى بعض يكون جَذَعاً ثم ثَنِيّاً رَباعِياً ثم قارِحاً وقد قَرَِحَ نابُه الأَزهري ابن الأَعرابي إِذا سقطت رَباعِيَةُ الفرس ونبتَ مكانَها سِنٌّ فهو رَباعٌٍ وذلك إِذا استتم الرابعة فإِذا حان قُروحه سقطت السِّن التي تلي رَباعِيَتَه ونَبَت مكانَها نابُه وهو قارِحُه وليس بعد القُرُوح سقوط سِنّ ولا نَباتُ سِنّ قال وإِذا دخل الفرس في السادسة واستتم الخامسة فقد قَرِحَ الأَزهري القُرْحةُ الغُرَّة في وَسَطِ الجَبْهة والقُرْحةُ في وجه الفرس ما دون الغُرَّةِ وقيل القُرْحةُ كل بياض يكون في وجه الفرس ثم ينقطع قبل أَن يَبْلُغَ المَرْسِنَ وتنسب القُرْحة إِلى خِلْقتها في الاستدارة والتثليث والتربيع والاستطالة والقلة وقيل إِذا صغُرت الغُرَّة فهي قُرْحة وأَنشد الأَزهري تُباري قُرْحةً مثلَ ال وَتِيرةِ لم تكن مَغْدا يصف فرساً أُنثى والوتيرة الحَلْقَةُ الصغيرة يُتَعَلَّمُ عليها الطَّعْنُ والرّمي والمَغْدُ النَّتْفُ أَخبر أَن قُرْحَتَها جِبِلَّة لم تَحْدُثْ عن عِلاجِ نَتْفٍ وفي الحديث خَيْرُ الخَيْلِ الأَقْرَحُ المُحَجَّلُ هو ما كان في جبهته قُرحة بالضم وهي بياض يسير في وجه الفرس دون الغرّة فأَما القارح من الخيل فهو الذي دخل في السنة الخامسة وقد قَرِحَ يَقْرَحُ قَرَحاً وأَقْرَحَ وهو أَقْرَحُ وهي قرْحاءُ وقيل الأَقْرَحُ الذي غُرَّته مثل الدرهم أَو أَقل بين عينيه أَو فوقهما من الهامة قال أَبو عبيدة الغُرَّةُ ما فوق الدرهم والقُرْحة قدر الدرهم فما دونه وقال النضر القُرْحة بين عيني الفرس مثل الدرهم الصغير وما كان أَقْرَحَ ولقد قَرِحَ يَقْرَحُ قَرَحاً والأَقْرَحُ الصبحُ لأَنه بياض في سواد قال ذو الرمة وسُوح إِذا الليلُ الخُدارِيُّ شَقَّه عن الرَّكْبِ معروفُ السَّمَاوَةِ أَقْرَحُ يعني الفجر والصبح وروضة قَرْحاءُ في وَسَطها نَوْرٌ أَبيضُ قال ذو الرمة يصف روضة حَوَّاءُ قَرْحاءُ أَشْراطِيَّةٌ وكَفَتْ فيها الذِّهابُ وحَفَّتْها البَراعِيمُ وقيل القَرْحاءُ التي بدا نَبْتُها والقُرَيْحاءُ هَنَةٌ تكون في بطن الفرس مثل رأْس الرجلِ قال وهي من البعير لَقَّاطةُ الحَصى والقُرْحانُ ضَرْبٌ من الكَمْأَةِ بيضٌ صِغارٌ ذواتُ رؤُوس كرؤُوس الفُطْرِ قال أَبو النجم وأَوقَرَ الظَّهْرَ إِليَّ الجاني من كَمْأَةٍ حُمْرٍ ومن قُرْحانِ واحدته قُرْحانة وقيل واحدها أَقْرَحُ والقَراحُ الماءُ الذي لا يُخالِطه ثُفْلٌ من سَويق ولا غيره وهو الماءُ الذي يُشْرَبُ إِثْر الطعام قال جرير تُعَلِّلُ وهي ساغِبةٌ بَنِيها بأَنْفاسٍ من الشَّبِمِ القَراحِ وفي الحديث جِلْفُ الخُبْزِ والماءِ القَراحِ هو بالفتح الماءُ الذي لم يخالطه شيءٌ يُطَيَّب به كالعسل والتمر والزبيب وقال أَبو حنيفة القَريحُ الخالص كالقَراح وأَنشد قول طَرَفَةَ من قَرْقَفٍ شِيبَتْ بماءٍ قَرِيح ويروى قَديح أَي مُغْتَرف وقد ذُكِرَ الأَزهري القَريح الخالصُ قال أَبو ذؤَيب وإِنَّ غُلاماً نِيلَ في عَهْدِ كاهِلٍ لَطِرْفٌ كنَصْلِ السَّمْهَريِّ قَريحُ نيل أَي قتل في عَهْد كاهِلٍ أَي وله عهد وميثاق والقَراح من الأَرضين كل قطعة على حِيالِها من منابت النخل وغير ذلك والجمع أَقْرِحة كقَذال وأَقْذِلة وقال أَبو حنيفة القَراحُ الأَرض المُخَلَّصةُ لزرع أَو لغرس وقيل القَراحُ المَزْرَعة التي ليس عليها بناءٌ ولا فيها شجر الأَزهري القَراحُ من الأَرض البارزُ الظاهر الذي لا شجر فيه وقيل القَراحُ من الأَرض التي ليس فيها شجر ولم تختلط بشيء وقال ابن الأَعرابي القِرْواحُ الفَضاءُ من الأَرض التي ليس بها شجرٌ ولم يختلط بها شيء وأَنشد قول ابن أَحمر وعَضَّتْ من الشَّرِّ القَراحِ بمُعْظَمٍ
( * قوله « وعضت من الشر إلخ » صدره كما في الأساس « نأت عن سبيل الخير إلا أقله » ثم انه لا شاهد فيه لما قبله ولعله سقط بعد قوله ولم يختلط بها شيء والقراح الخالص من كل شيء )
والقِرْواحُ والقِرْياحُ والقِرْحِياءُ كالقَراحِ ابن شميل القِرْواحُ جَلَدٌ من الأَرض وقاعٌ لا يَسْتَمْسِكُ فيه الماءُ وفيه إِشرافٌ وظهرهُ مُسْتو ولا يستقر فيه ماءٌ إِلا سال عنه يميناً وشمالاً والقِرْواحُ يكون أَرضاً عريضة ولا نبت فيه ولا شجر طينٌ وسَمالِقُ والقِرْواحُ أَيضاً البارز الذي ليس يستره من السماءِ شيءٌ وقيل هو الأَرض البارزة للشمس قال عَبيد فَمَنْ بنَجْوتِه كمن بعَقْوتِه والمُسْتَكِنُّ كمن يَمْشِي بقِرْواحِ وناقة قِرْواحٌ طويلة القوائم قال الأَصمعي قلت لأَعرابي ما الناقة القِرْواحُ ؟ قال التي كأَنها تمشي على أَرماح أَبو عمرو القِرواح من الإِبل التي تَعاف الشربَ مع الكِبارِ فإِذا جاءَ الدَّهْداه وهي الصغار شربت معهنّ ونخلة قِرْواحٌ مَلْساء جَرْداءُ طويلة والجمع القَراويح قال سُوَيْدُ بنُ الصامت الأَنصاري أَدِينُ وما دَيْني عليكم بمَغْرَمٍ ولكن على الشُّمِّ الجِلادِ القَراوح أَراد القراويح فاضطرّ فحذف وهذا يقوله مخاطباً لقومه إِنما آخُذ بدَيْنٍ على أَن أُؤَدِّيَه من مالي وما يَرْزُقُ الله من ثمره ولا أُكلفكم قضاءَه عني والشُّمُّ الطِّوالُ من النخل وغيرها والجِلادُ الصوابر على الحرِّ والعَطَشِ وعلى البرد والقَراوِحُ جمع قِرْواح وهي النخلة التي انْجَرَدَ كَرَبُها وطالت قال وكان حقه القراويح فحذف الياء ضرورة وبعده وليستْ بسَنْهاءٍ ولا رُجَّبِيَّةٍ ولكن عَرايا في السِّنينَ الجَوائِحِ والسَّنْهاءُ التي تحمل سنة وتترك أُخرى والرُّجَّبيَّةُ التي يُبْنى تحتها لضعفها وكذلك هَضْبَةٌ قِرْواح يعني ملساء جرداء طويلة قال أَبو ذؤَيب هذا ومَرْقَبَةٍ غَيْطاءَ قُلَّتُها شَمَّاءُ ضَحْيانةٌ للشمسِ قِرْواحُ أَي هذا قد مضى لسبيله ورُبَّ مَرْقبة ولقيه مُقارَحةً أَي كِفاحاً ومواجهة والقُراحِيّ الذي يَلْتزم القرية ولا يخرج إِلى البادية وقال جرير يُدافِعُ عنكم كلَّ يومِ عظيمةٍ وأَنتَ قُراحيٌّ بسِيفِ الكَواظِمِ وقيل قُراحِيّ منسوب إِلى قُراحٍ وهو اسم موضع قال الأَزهري هي قرية على شاطئِ البحر نسبه إِليها الأَزهري أَنت قُرْحانٌ من هذا الأَمر وقُراحِيّ أَي خارج وأَنشد بيت جرير « يدافع عنكم » وفسره أَي أَنت خِلْوٌ منه سليم وبنو قَريح حيّ وقُرْحانُ اسم كلب وقُرْحٌ وقِرْحِياء موضعان أَنشد ثعلب وأَشْرَبْتُها الأَقْرانَ حتى أَنَخْتُها بقُرْحَ وقد أَلْقَيْنَ كلَّ جَنِين هكذا أَنشده غير مصروف ولك أَن تصرفه أَبو عبيدة القُراحُ سِيفُ القَطِيفِ وأَنشد للنابغة قُراحِيَّةٌ أَلْوَتْ بِلِيفٍ كأَنها عِفاءُ قَلُوصٍ طارَ عنها تَواجِرُ قرية بالبحرين
( * قوله « قرية بالبحرين » يريد أَن قُراحيةً نسبة إِلى قراح وهي قرية بالبحرين ) وتَواجِرُ تَنْفُقُ في البيع لحسنها وقال جرير ظَعائِنُ لم يَدِنَّ مع النصارى ولم يَدْرينَ ما سَمَكُ القُراحِ وفي الحديث ذِكْرُ قُرْح بضم القاف وسكون الراء وقد يجرّك في الشعر سُوقُ وادي القُرى صلى به رسول الله صلى الله عليه وسلم وبُنِيَ به مسجد وأَما قول الشاعر حُبِسْنَ في قُرْحٍ وفي دارتِها سَبْعَ لَيالٍ غيرَ مَعْلوفاتِها فهو اسم وادي القُرى

( قردح ) القُرْدُحُ والقَرْدَحُ ضرب من البُرُود وقَرْدَحَ الرجلُ أَقرَّ بما يُطلب إِليه أَو يطلب منه ابن الأَعرابي القَرْدَحَةُ الإِقرارُ على الضيم والصبرُ على الذل والمُقَرْدِحُ المتذلل المتصاغر عن ابن الأَعرابي قال وأَوصى عبدُ الله بنُ خازم بَنِيه عند موته فقال يا بَنِيَّ إِذا أَصابتكم خُطَّة ضَيْم لا تُطِيقون دَفْعَها فَقَرْدِحُوا لها فإِن اضطرابكم منه أَشدّ لرُسُوخكم فيه ابن الأَثير لا تضطربوا له فيزيدكم خَبالاً الفراءُ القَرْدَعة والقَرْدَحة الذلُّ وقال في الرباعي القُرْدُحُ الضخم من القِرْدان

( قرزح ) القُرْزُحة من النساء الدميمة القصيرة والجمع القَرازِح قال عَبْلَةُ لا دَلُّ الخَوامِلِ دَلُّها ولا زِيُّها زِيُّ القِباحِ القَرازِحِ والقُرْزُحُ ثوبٌ كان نساءُ الأَعراب يَلْبَسْنَه والقُرْزُحُ والقُرْزُوحُ شجر واحدته قُرْزُحةٌ وقال أَبو حنيفة القُرْزُحةُ شُجَيْرَةٌ جَعْدَة لها حب أَسود والقُرْزُحَة بقلة عن كراع ولم يُحَلِّها والجمع قُرْزُحٌ وقُرْزُحٌ اسم فرس

( قزح ) القِزْحُ بِزْرُ البصل شاميةٌ والقِزْحُ والقَزْحُ التابَلُ وجمعهما أَقْزاحٌ وبائعه قَزَّاح ابن الأَعرابي هو القِزْحُ والقَزْحُ والفِحا والفَحا والمِقْزَحةُ نحوٌ من المِمْلَحة والتقازيح الأَبازير وقَزَحَ القِدْرَ وقَزَّحها تقزيحاً جعل فيها قِزْحاً وطرح فيها الأَبازيرَ وفي الحديث إِن الله ضَرَبَ مَطْعَم ابن آدم للدنيا مثلاً وضَرَبَ الدنيا لمطْعَمِ ابن آدم مثلاً وإِن قَزَّحه ومَلَّحه أَي تَوْبَلَه من القِزْح وهو التابَلُ الذي يُطرح في القِدْر كالكَمُّون والكُزْبَرَةِ ونحو ذلك والمعنى أَن المَطْعَمَ وإِن تكلف الإِنسان التَّنَوُّقَ في صنعته وتطييبه فإِنه عائد إِلى حال تُكره وتتقذر فكذلك الدنيا المَحْرُوصُ على عِمارَتِها ونظم أَسبابها راجعة إِلى خراب وإِدبار وإِذا جعلت التَّوابلَ في القِدْرِ قلت فَحَّيْتُها وتَوْبَلْتُها وقَزَحْتُها بالتخفيف الأَزهري قال أَبو زيد قَزَحَت القِدْرُ تَقْزَحُ قَزْحاً وقَزَحاناً إِذا أَقْطَرَتْ ما خَرَجَ منها ومَليح قَزيحٌ فالمَلِيحُ من المِلْحِ والقَزيحُ من القِزْح وقَزَّحَ الحديثَ زَيَّنه وتَمَّمه من غير أَن يكذب فيه وهو من ذلك والأَقْزاحُ خُرْءُ الحَيَّات واحدها قِزْحٌ وقَزَحَ الكلبُ
( * قوله « وقزح الكلب إلخ » بابه منع وسمع كما في القاموس ) ببوله وقَزِحَ يَقْزَحُ في اللغتين جميعاً قَزْحاً بالفتح وقُزوحاً بالَ وقيل رَفَعَ رجله وبالَ وقيل رَمَى به ورَشَّه وقيل هو إِذا أَرسله دفعاً وقَزَّحَ أَصلَ الشجرة بَوَّلَه والقازحُ ذَكَرُ الإِنسان صفة غالبة وقوسُ قُزَحَ طرائق متقوسةٌ تَبْدو في السماءِ أَيام الربيع زاد الأَزهري غِبَّ المَطر بحمرة وصُفْرة وخُضْرة وهو غير مصروف ولا يُفْصَلُ قُزَحُ من قوس لا يقال تأَمَّلْ قُزَحَ فما أَبْيَنَ قوسه وفي الحديث عن ابن عباس لا تقولوا قوسُ قُزَحَ فإِن قُزَحَ اسم شيطان وقولوا قوس الله عز وجل قيل سمي به لتسويله للناس وتحسينه إِليهم المعاصي من التقزيح وهو التحسين وقيل من القُزَحِ وهي الطرائق والأَلوان التي في القوس الواحدة قُزْحة أَو من قَزَحَ الشيءُ إِذا ارتفع كأَنه كره ما كانوا عليه من عادات الجاهلية وأَن يقال قوسُ الله
( * قوله « وأن يقال قوس الله » كذا في النهاية وبهامشها قال الجاحظ كأنه كره ما كانوا عليه من عادات الجاهلية وكأنه أحب أن يقال قوس الله إلخ ) فَيُرْفَعَ قدرُها كما يقال بيت الله وقالوا قوسُ الله أَمانٌ من الغرق والقُزْحة الطريقة التي في تلك القَوس الأَزهري أَبو عمرو القُسْطانُ قَوْسُ قُزَحَ وسئل أَبو العباس عن صَرْفِ قُزَحَ فقال من جعله اسم شيطان أَلحقه بزُحَل وقال المبرد لا ينصرف زُحل لأَن فيه العلتين المعرفة والعدل قال ثعلب ويقال إِن قُزَحاً جمع قُزْحة وهي خطوط من صفة وحمرة وخضرة فإِذا كان هذا أَلحقته بزيد قال ويقال قُزَحُ اسم ملك مُوكَّل به قال فإِذا كان هكذا أَلحقته بعُمر قال الأَزهري وعمر لا ينصرف في المعرفة وينصرف في النكرة الأَزهري وقَوازِحُ الماء نُفَّاخاته التي تنتفخ فتذهب قال أَبو وَجْزَة لهم حاضِرٌ لا يُجْهَلُونَ وصارِخٌ كسَيْل الغَوادِي تَرْتَمِي بالقَوازِحِ وأَما قول الأَعشى يصف رجلاً جالساً في نَفَرٍ قد يَئِسُوا في مَحيلِ القَدِّ من صَحْبٍ قُزَحْ فإِنه عَنى بقُزَحَ لَقَباً له وليس باسم وقيل هو اسم والتقزيح رأْسُ نَبْتٍ
( * قوله « رأس نبت إلخ » عبارة القاموس شيء على رأْس نبت إلخ )
أَو شجرةٍ إِذا تَشَعَّبَ شُعَباً مثلُ بُرْثُن الكلب وهو اسم كالتَّمْتِينِ والتَّنْبيتِ وقد قَزَّحتْ وفي حديث ابن عباس نهى عن الصلاة خَلْفَ الشجرة المُقَزَّحة هي التي تشعبت شُعَباً كثيرة وقد تَقَزَّح الشجر والنبات وقيل هي شجرة على صورة التِّين لها أَغصان قِصارٌ في رؤوسها مثل بُرْثُن الكلب وقيل أَراد بها كل شجرة قَزَّحَت الكلابُ والسباع بأَبوالها عليها يقال قَزَّح الكلبُ ببوله إِذا رفع رجله وبال قال ابن الأَعرابي من غريب شجر البرِّ المُقَزَّحُ وهو شجر على صورة التين له غِصَنَة قِصار في رؤوسها مثلُ بُرْثُنِ الكلب ومنه خبر الشَّعْبي كره أَن يصلي الرجل في الشجرة المُقَزَّحة وإِلى الشجرة المُقَزَّحة وقَزَّحَ العَرْفَجُ وهو أَول نباته وقُزَحُ أَيضاً اسم جبل بالمزدلفة ابن الأَثير وفي حديث أَبي بكر أَنه أَتى على قُزَحَ وهو يَخْرِشُ بعيره بِمِحْجَنِه هو القَرْنُ الذي يقف عنده الإِمام بالمزدلفة ولا ينصر للعدل والعلمية كعُمَرَ قال وكذلك قوس قُزَحَ إِلا مَن جعل قُزَحَ من الطرائق فهو جمع قُزْحةٍ وقد ذكرناه آنفاً

( قسح ) القَسْحُ والقُساحُ والقُسوحُ بقاء الانعاظ وقيل هو شدّة الانعاظ ويُبْسُه قَسَحَ يَقْسَحُ قُسوحاً وأَقْسَحَ كَثُر انعاظُه وهو قاسِحٌ وقُساحٌ ومَقْسُوحٌ هذه حكاية أَهل اللغة قال ابن سيده ولا أَجري للفظ مفعولٍ هنا وجهاً إِلا أَن يكون موضوعاً موضع فاعل كقوله تعالى كان وعْدُه مَأْتِيّاً أَي آتياً الأَزهري إِنه لَقُساح مَقْسوح وقاسَحَه يابَسه ورُمح قاسِحٌ صُلْب شديد والقُسوحُ اليُبْسُ وقَسَحَ الشيءُ قَساحةً وقُسوحةً إِذا صَلُبَ

( قفح ) الأَزهري قَفَح فلانٌ عن الشيء إِذا امتنع عنه وقَفَحَتْ نَفْسُه عن الطعام إِذا تركه وأَنشد يَسُفُّ خُراطَةَ مَكْرِ الجِنا بِ حتى تَرَى نَفْسَه قافِحَهْ قال شمر قافِحَةٌ أَي تاركة قال والخُراطَة ما انخرط عِيدانُه وورقه وقال ابن دريد قَفَحْتُ الشيء أَقْفَحُه إِذا اسْتَفَفْته

( قلح ) القَلَحُ والقُلاحُ صُفْرة تعلو الأَسنانَ في الناس وغيرهم وقيل هو أَن تكثر الصُّفْرة على الأَسنان وتَغْلُظَ ثم تَسْوَدَّ أَو تخضَرّ الأَزهري وهو اللُّطاخُ الذي يَلْزَقُ بالثغر وقد قَلِحَ قَلَحاً فهو قَلِحٌ وأَقْلَحُ والمرأَةُ قَلْحاء وقَلِحَة وجمعها قُلْحٌ قال الأَعشى قد بَنَى اللُّؤْمُ عليهم بَيْتَه وفَشَا فيهم مع اللُّؤْم القَلَحْ قال ويُسَمَّى الجُعَلُ أَقْلَح وقال ابن سيده الأَقْلَح الجُعَل لقَذَرٍ في فيه صفة غالبة وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال لأَصحابه ما لي أَراكم تدخلون عليَّ قُلْحاً ؟ قال أَبو عبيد القَلَحُ صُفْرة في الأَسنان ووسخ يركبها من طول ترك السواك وقال شمر الحَِبْرُ صُفْرة في الأَسنان فإِذا كَبُرَتْ وغَلُظَتْ واسودّت واخضرّت فهو القَلَح والرجل أَقْلَح والجمع قُلْحٌ من قولهم للمُتَوَسِّخ الثيابِ قِلْح وهو حَثٌّ على استعمال السواك وفي حديث كعب المرأَةُ إِذا غاب زوجها تَقَلَّحَتْ أَي توسخت ثيابُها ولم تتعهد نفسها وثيابها بالتنظيف ويروى بالفاء وهو مذكور في موضعه وقَلَّحَ الرجلَ والبعير عالج قَلَحَهما وفي المثل عَوْدٌ يُقَلَّح أَي تنقى أَسنانه وهو في مذهبه مثل مَرَّضْتُ الرجلَ إِذا قمت عليه في مرضه وقرّدْت البعير نَزَعْتَ عنه قُراده وطَنَّيْتُه إِذا عالجته من طَناهُ ورجل مُقَلَّح مُذَلَّل مجرَّب وفي النوادر تَقَلَّح فلانٌ البلادَ تَقَلُّحاً وتَرَقَّعَها فالتَّرَقُّع في الخِصْب والتَّقَلُّحُ في الجَدْب

( قلفح ) ابن دريد قَلْفَحَ ما في الإِناء إِذا شربه أَجْمَع

( قمح ) القَمْحُ البُرُّ حين يجري الدقيقُ في السُّنْبُل وقيل من لَدُنِ الإِنضاج إِلى الاكتناز وقد أَقمَح السُّنْبُل الأَزهري إِذا جرى الدقيق في السُّنْبُل تقول قد جرى القَمْحُ في السنبل وقد أَقْمَح البُرُّ قال الأَزهري وقد أَنْضَجَ ونَضِج والقَمْحُ لغة شامية وأَهل الحجاز قد تكلموا بها وفي الحديث فَرَضَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم زكاةَ الفطر صاعاً من بُرّ أَو صاعاً من قَمْحٍ البُرُّ والقَمْحُ هما الحنطة وأَو للشك من الراوي لا للتخيير وقد تكرَّر ذكر القمح في الحديث والقَمِيحةُ الجوارِشُ والقمْحُ مصدر قَمِحْتُ السويقَ وقَمِحَ الشيءَ والسويقَ واقْتَمَحه سَفَّه واقْتَمَحه أَيضاً أَحذه في راحته فَلَطَعه والاقتماحُ أَخذ الشيء في راحتك ثم تَقْتَمِحه في فيك والاسم القُمْحة كاللُّقْمة والقُمْحةُ ما ملأَ فمك من الماء والقَمِيحة السَّفوفُ من السويق وغيره والقُمْحةُ والقُمُّحانُ والقُمَّحانُ الذَّرِيرة وقيل الزعفران وقيل الوَرْسُ وقيل زَبَدُ الخمر وقيل طِيبٌ قال النابغة إِذا قُضَّتْ خواتِمُه عَلاهُ يَبِيسُ القُمَّحانِ من المُدامِ يقول إِذا فتح رأْس الحُبّ من حِبابِ الخمر العتيقة رأَيت عليها بياضاً يَتَغَشَّاها مثلَ الذريرة قال أَبو حنيفة لا أَعلم أَحداً من الشعراء ذكر القُمَّحانَ غير النابغة قال وكان النابغة يأْتي المدينة ويُنْشِدُ بها الناسَ ويَسْمَعُ منهم وكانت بالمدينة جماعة الشعراء قال وهذه رواية البصريين ورواه غيرهم « علاه يبيس القُمُّحان » وتَقَمَّحَ الشرابَ كرهه لإِكثار منه أَو عيافة له أَو قلة ثُفْلٍ في جوفه أَو لمرض والقامِحُ الكاره للماء لأَيَّةِ علة كانت الجوهري وقَمَحَ البعيرُ بالفتح قُمُوحاً وقامَحَ إِذا رفع رأْسه عند الحوض وامتنع من الشرب فهو بعير قامِحٌ يقال شرِبَ فَتَقَمَّح وانْقَمَح بمعنى إِذا رقع رأْسه وترك الشرب رِيًّا وقد قامَحَتْ إِبلك إِذا وردت ولم تشرب ورفعت رؤوسها من جاء يكون بها أَو برد وهي إِبل مُقامِحةٌ أَبو زيد تَقَمَّحَ فلان من الماء إِذا شرب الماء وهو متكاره وناقة مُقامِحٌ بغير هاء من إِبل قِماحٍ على طَرْحِ الزائد قال بشر بن أَبي خازم يذكر سفينة وركبانها ونحن على جَوانِبِها قُعُودٌ نَغُضُّ الطَّرْفَ كالإِبِلِ القِماحِ والاسم القُماح والقامِحُ والمُقامِحُ أَيضاً من الإِبل الذي اشتدّ عطشه حتى فَتَرَ لذلك فُتُوراً شديداً وذكر الأَزهري في ترجمة حمم الإِبل إِذا أَكلت النَّوَى أَخذها الحُمامُ والقُماحُ فأَما القُماحُ فإِنه يأْخذها السُّلاحُ ويُذْهب طِرْقها ورِسْلها ونَسْلها وأَما الحُمامُ فسيأْتي في بابه وشَهْرا قِماحٍ وقُماحٍ شهرا الكانون لأَنهما يكره فيهما شرب الماء إِلا على ثُفْلٍ قال مالك بن خالد الهُذَليّ فَتًى ما ابنُ الأَغَرِّ إِذا شَتَوْنا وحُبَّ الزادُ في شَهْرَيْ قِماحِ ويروى قُماح وهما لغتان وقيل سمِّيا بذلك لأَن الإِبل فيهما تُقامِحُ عن الماء فلا تشربه الأَزهري هما أَشَدُّ الشتاء بَرْداً سميا شَهْرَيْ قُِماحِ لكراهة كل ذي كَبِدٍ شُرْبَ الماء فيهما ولأَن الإِبل لا تشرب فيهما إِلا تعذيراً قال شمر يقال لشهري قُِماح شَيْبانُ ومِلْحان قال الجوهري سميا شهري قُِماحٍ لأَن الإِبل إِذا وردَتْ آذاها بَرْدُ الماء فقامَحَتْ وبعيرٌ مُقْمِحٌ لا يكاد يرفع بصره والمُقْمَحُ الذليل وفي التنزيل فهي إِلى الأَذقان فهم مُقْمَحون أَي خاشعون أَذلاء لا يرفعون أَبصارهم والمُقْمَحُ الرافع رأْسه لا يكاد يضعه فكأَنه ضِدُّ والإِقْماحُ رفع الرأْس وغض البصر يقال أَقْمَحَه الغُلّ إِذا ترك رأْسه مرفوعاً من ضيقه قال الأَزهري قال الليث القامِحُ والمُقامِحُ من الإِبل الذي اشتدّ عطشه حتى فَتَرَ وبعير مُقْمَحٌ وقد قَمَح يَقْمَحُ من شدّة العطش قُموحاً وأَقْمَحَه العطشُ فهو مُقْمَحٌ قال الله تعالى فهي إِلى الأَذقان فهم مُقْمَحون خاشعون لا يرفعون أَبصارهم قال الأَزهري كل ما قاله الليث في تفسير القامح والمُقامِح وفي تفسير قوله عز وجل « فهم مقمحون » فهو خطأٌ وأَهل العربية والتفسير على غيره فأَما المُقامِح فإِنه روي عن الأَصمعي أَنه قال بعير مُقامِحٌ وكذلك الناقة بغير هاء إِذا رفع رأْسه عن الحوض ولم يشرب قال وجمعه قِماحٌ وأَنشد بيت بشر يذكر السفينة ورُكبانَها وقال أَبو عبيد قَمَحَ البعير يَقْمَحُ قُموحاً وقَمَه يَقْمَه قُموهاً إِذا رفع رأْسه ولم يشرب الماء وروي عن الأَصمعي أَنه قال التَّقَمُّح كراهةُ الشرب قال وأَما قوله تعالى فهم مُقْمَحون فإِن سلمة روى عن الفراء أَنه قال المُقْمَحُ الغاضّ بصره بعد رفع رأْسه وقال الزجاج المُقْمَحُ الرافع رأْسه الغاضُّ بَصَرَه وفي حديث علي كرم الله وجهه قال له النبي صلى الله عليه وسلم سَتَقْدَمُ على الله تعالى أَنت وشِيعَتُك راضين مَرْضِيِّين ويَقْدَمُ عليك عَدُوُّك غِضاباً مُقْمَحين ثم جمع يده إِلى عنقه يريهم كيف الإِقْماحُ الإِقماح رفع الرأْس وغض البصر يقال أَقْمَحه الغُلّ إِذا تركه مرفوعاً من ضيقه وقيل للكانونَيْنِ شهرا قُِماح لأَن الإِبل إِذا وردت الماء فيهما ترفع رؤُوسها لشدة برده قال وقوله « فهي إِلى الأَذقان » هي كناية عن الأَيدي لا عن الأَعناق لأَن الغُلَّ يجعل اليدَ تلي الذَّقَنَ والعُنُقَ وهو مقارب للذقن قال الأَزهري وأَراد عز وجل أَن أَيديهم لما غُلَّتْ عند أَعناقهم رَفَعَت الأَغلالُ أَذقانَهم ورؤُوسَهم صُعُداً كالإِبل الرافعة رؤوسها قال الليث يقال في مَثَلٍ الظَّمَأُ القامِح خير من الرِّيِّ الفاضح قال الأزهري وهذا خلاف ما سمعناه من العرب والمسموع منهم الظمأُ الفادح خير من الرِّيِّ الفاضح ومعناه العطشُ الشاق خير من رِيٍّ يفْضَحُ صاحبه وقال أَبو عبيد في قول أُمِّ زرع وعنده أَقول فلا أُقَبَّحُ وأَرب فأَتَقَمَّحُ أَي أَرْوَى حتى أَدَعَ الشربَ أَرادت أَنها تشرب حتى تَرْوَى وتَرْفَعَ رأْسَها ويروى بالنون قال الأَزهري وأَصل التَّقَمُّح في الماء فاستعارته للبن أَرادت أَنها تَرْوَى من اللبن حتى ترفع رأْسها عن شربه كما يفعل البعير إِذا كره شرب الماء وقال ابن شميل إِن فلاناً لَقَمُوحٌ للنبيذ أَي شَرُوب له وإِنه لَقَحُوفٌ للنبيذ وقد قَمِحَ الشرابَ والنبيذ والماء واللبن واقْتَمَحه وهو شربه إِياه وقَمِحَ السويقَ قَمحاً وأَما الخبز والتمر فلا يقال فيهما قَمِحَ إِنما يقال القَمْحُ فيما يُسَفُّ وفي الحديث أَنه كان إِذا اشتكى تَقَمَّحَ كفّاً من حَبَّة السوداء يقال قَمِحْتُ السويقَ بكسر الميم
( * قوله « بكسر الميم » وبابه سمع كما في القاموس ) إِذا استففته والقِمْحَى والقِمْحاة الفَيْشة
( * زاد في القاموس القمحانة بالكسر ما بين القمحدوه إِلى نقرة القفا وقمحه تقميحاً دفعه بالقليل عن كثير يجب له اه زاد في الأَساس كما يفعل الامير الظالم بمن يغزو معه يرضخه أَدنى شيء ويستأثر عليه بالغنيمة )

( قنح ) قَنَحَ يَقْنَحُ قَنْحاً وتَقَنَّح تكارَه على الشراب بعد الرِّيِّ والأَخيرة أَعلى وقال أَبو حنيفة قَنَح من الشراب يَقْنَح قَنْحاً تَمَزَّزه الأَزهري تَقَنَّحْتُ من الشراب تَقَنُّحاً قال وهو الغالب على كلامهم وقال أَبو الصَّقْر قَنَحْتُ أَقْنَحُ قَنْحاً وفي حديث أُم زرع وعنده أَقول فلا أُقَبَّحُ وأَشربُ فأَتَقَنَّح أَي أَقطع الشرب وأَتَمَهَّلُ فيه وقيل هو الشرب بعد الرِّيِّ قال شمر سمعت أَبا عبيد يسأَل أَبا عبد الله الطُّوال النحويَّ عن معنى قولها فأَتَقَنَّحُ فقال أَبو عبد الله أَظنها تريد أَشرب قليلاً قليلاً قال شمر فقلت ليس التفسير هكذا ولكن التَّقَنُّح أَن تشْرَبَ فوقَ الرِّيِّ وهو حرفٌ روي عن أَبي زيد قال الأَزهري وهو كما قال شمر وهو التَّقَنُّح والتَّرَنُّح سمعت ذلك من أَعراب بني أَسد وقَنَحَ العُودَ والغصن يَقْنَحُه قَنْحاً إِذا عطفه حتى يصير كالصَّوْلجانِ وهو القُنَّاحُ والقُنَّاحةُ والقِنْحُ اتخاذك قُنَّاحة تشُدُّ بها عِضادَة بابك ونحوها وتسميها الفُرْسُ قانه قال ابن سيده حكاه صاحبُ العين ولا أَدري كيف ذلك لأَن تعبيره عنه ليس بحسن قال وعندي أَن القِنْح ههنا لغة في القُنَّاح ابن الأَعرابي يقال لَدَرَوَنْدِ الباب النِّجافُ والنَّجْرانُ ولمِتْرَسِه القُنَّاحُ ولعتبته النَّهْضةُ الأَزهري قنَحْتُ البابَ قَنْحاً فهو مَقْنوح وهو أَن تَنْحَتَ خشبة ثم ترفعَ البابَ بها تقول للنَّجار اقْنَحْ بابَ دارنا فيصنع ذلك وتلك الخشبة هي القُنَّاحة وكذلك كل خشبة تُدْخِلُها تحت أُخرى لتحركها الجوهري القُنَّاحة بالضم مشدَّدة مفتاح مُعْوَجٌّ طويل وقَنَّحتُ البابَ إِذا أَصلحتَ ذلك عليه

( قوح ) قاحَ الجُرْحُ يَقُوح انْتَبَرَ وسيذكر في الياء قال ابن سيده لأَن الكلمة يائية واوية وقاحَ البيتَ قَوْحاً وقَوَّحه لغة في حاقَه أَي كنسه عن كراع ابن الأَثير في الحديث إِن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم بالقاحةِ وهو صائم هو اسم موضع بين مكة والمدينة على ثلاث مراحل منها وهو من قاحة الدار أَي وسطها مثل ساحتها وباحتها

( قيح ) القَيْحُ المِدَّةُ الخالصة لا يخالطها دم وقيل هو الصديد الذي كأَنه الماء وفيه شُكْلَةُ دَمٍ قاحَ الجُرْحُ يَقِيحُ قَيْحاً وأَقاحَ وفي الحديث لأَنْ يَمْتَلئَ جوفُ أَحدكم قَيْحاً حتى يَرِيَه خيرٌ له من أَن يمتلئ شعراً القَيْحُ المِدَّة وقد قاحت القَرْحةُ وتَقَيَّحَتْ وقَيَّح الجُرْحُ وتَقَيَّح الجُرْحُ ويقال للجُرْحِ إِذا انْتَبَرَ قد تَقَوَّحَ قال وقاح الجُرْحُ يَقِيحُ وقَيَّح وأَقاح ابن الأَعرابي أَقاحَ الرجل إِذا صَمَّمَ على المنع بعد السؤال وروي عن عمر أَنه قال من ملأَ عينيه من قاحةِ بيت قبل أَن يؤذن له فقد فَجَر قال ابن الفرج سمعت أَبا المِقْدامِ السُّلَمِيَّ يقول هذا باحةُ الجار وقاحَتُها ومثله طين لازبٌ ولازقٌ ونَبِيثة البئر ونَقِيثَتُها وقد نَبَثَ عن الأَمر ونَقَثَ عاقبت القافُ الباء ابن زياد مررت على دَوْقَرَةٍ فرأَيت في قاحَتها دَعْلَجاً شَظِيظاً قال قاحة الدار وسطها وقاحة الدار ساحتها والدَّعْلج الجُوالِقُ والدَّوْقَرة أَرض نَقِيَّةٌ بين جبال أَحاطت بها ابن الأَعرابي القُوحُ الأَرضون التي لا تُنْبِتُ شيئاً يقال قاحةٌ وقُوحٌ مثل ساحةٍ وسُوحٍ ولابةٍ ولُوبٍ وقارةٍ وقُورٍ

( كبح ) الكَبْحُ كَبْحُك الدابةَ باللجام كَبَحَ الدابةَ يَكْبَحُها كَبْحاً وأَكْبَحَها الأَخيرة عن يعقوب جذبها إِليه باللجام وضرب فاها به كي تَقِفَ ولا تجري يقال أَكْمَحْتها وأَكْفَحْتها وكَبَحْتُها قال الجوهري هذه وحدها عن الأَصمعي بلا أَلف وفي حديث الإِفاضة من عرفات وهو يَكْبَحُ راحلَته هو من ذلك كَبَحْتُ الدابةَ إِذا جذبت رأْسها إِليك وأَنت راكب ومنعتها من الجِماحِ وسرعة السير وكَبَحَه عن حاجته كَبْحاً إِذا رَدَّه عنها وكَبَحَ الحائطُ السهمَ إِذا أَصاب الحائطَ حين رُمِيَ به ورَدَّه عن وجهه ولم يرْتَزَّ فيه قال الأَزهري وقيل لأَعرابي ما للصقر يحب الأَرنب ما لا يحب الخَرَبَ ؟ فقال لأَنه يَكْبَحُ سَبَلَتَه بذَرْقِه فيردّه حكى ذلك الأَصمعي قال رأَيت صقراً كأَنما صُبَّ عليه وِخافُ خِطْمِيٍّ يعني من ذَرْق الحُبارى قال والكابحُ مَن استقبلك مما يُتَطَيَّرُ منه من تَيْسٍ وغيره وجمعه كوابِحُ قال البَعِيثُ ومُغْتَدِيات بالنُّحوسِ كَوابِح وكَبَحه بالسيف كَبْحاً وهو ضَرْبٌ في اللحم دون العظم

( كتح ) الكَتْحُ دون الكَدْحِ من الحَصَى والشيء يصيب الجلد فيؤثر فيه ولا يبلغ الكَدْحَ قال أَبو النجم يصف الحمير يَكْتَحْنَ وَجْهاً بالحَصَى مَكْتُوحا ومَرَّةً بحافرٍ مَكْبُوحا وقال الآخر فأَهْوِنْ بذئبٍ يَكْتَحُ الريحُ باسْتِه أَي يضربه الريح بالحصى قال ومن رواه يَكْثَحُ بالثاء فمعناه يكشف وكَثَحَتْه الريحُ وكَشَحَتْه سَفَتْ عليه الترابَ أَو نازَعَتْه ثوبَه وكَتَح الدَّبى الأَرضَ أَكلَ ما عليها من نبات أَو شجر قال لهُمْ أَشَدُّ عليكم يومَ ذُلِّكُمُ من الكَواتِحِ من ذاك الدَّبى السُّودِ وكتَحَه كَتْحاً رَمَى جسمه بما أَثر فيه والطعامَ أَكل منه حتى شبع

( كثح ) الكَثْحُ كشف الريح الشيءَ عن الشيء يقال منه كَثَحَتِ الريحُ الشيءَ كَثْحاً وكَثَّحَتْه كشَفته قال وتَكَثَّحَ بالتراب وبالحصى أَي تَضَرَّب به والكَثْحُ كشف الرجل ثوبه عن اسْتِه عربي صحيح وكَثَحَتْه الريح سفت عليه التراب أَو نازعته ثوبه ككَتَحَتْه وكَثَح الشيءَ جمعه وفرَّقه ضِدٌّ قال المُفَضَّل كَثَحَ من المال ما شاء مثلُ كَسَحَ

( كحح ) الكُحُّ الخالص من كل شيء كالقُحِّ والأُنثى كُحَّة كقُحَّة وعبد كُحٌّ خالصُ العُبودةِ وعربيٌّ كُحٌّ وأَعراب أَكْحاحٌ إِذا كانوا خُلَصاءَ وزعم يعقوب أَنَّ الكاف في كل ذلك بدل من القاف والأَكَحُّ الذي لا سِنَّ له وأُمُّ كُحَّةَ امرأَة نزلت في شأْنها الفرائض

( كحكح ) الكُِحْكُِحُ
( * قوله « الكحكح إلخ » كهدهد وزبرج ما في القاموس )
من الإِبل والبقر والشاء الهَرِمةُ التي لا تُمْسِكُ لُعابَها وقيل هي التي قد أُكِلَتْ أَسْنانُها والكُِحْكُِحُ العجوز الهرمة والناقة الهرمةُ وناقة كُِحْكُِحٌ وقُحْقُحٌ وعَزُومٌ وعَوْزَمٌ إِذا هَرِمَت والكُحُحُ العجائز الهرمات وأَنشد الأَزهري لراجز يذكر راعياً وشفقته على إِبله يَبكي على إثْرِ فَصيلٍ في بَحَرْ والكُِحْكُِحِ اللِّطْلِطِ ذاتِ المُختَبَرْ وإِذا أَسَنَّتِ الناقةُ وذهبت أَسنانها فهي ضِرْزِمٌ ولِطْلِطٌ وكِحْكِحٌ وعِلْهِزٌ وهِرْهِرٌ ودِرْدِحٌ

( كدح ) الكَدْح العمل والسعيُ والكسبُ والخَدْشُ والكَدْحُ عمل الإِنسان لنفسه من خير أَو شر كَدَحَ يَكْدَحُ كَدْحاً وكَدَحَ لأَهله كَدْحاً وهو اكتسابه بمشقة الأَزهري يَكْدَحُ لنفسه بمعنى يسعى لنفسه ومنه قوله تعالى إِنك كادِحٌ إِلى ربك كَدْحاً أَي ناصِبٌ إِلى ربك نَصْباً وقال الجوهري أَي تسعى قال أَبو إِسحق الكَدْحُ في اللغة السَّعْيُ والحِرْصُ والدُّؤُوبُ في العمل في باب الدنيا وباب الآخرة قال ابن مقبل وما الدَّهرُ إِلا تارَتانِ فمنهما أَموتُ وأُخْرى أَبْتَغي العَيْشَ أَكْدَحُ أَي تارة أَسعى في طلب العيش وأَدْأَبُ ويقال هو يَكْدَحُ في كذا أَي يَكُدّ الجوهري يَكْدَحُ لعياله ويَكْتَدِحُ أَي يكتسب لهم قال الأَغْلَبُ العِجْلِيُّ أَبو عيال يَكْدَحُ المَكادِحا والكَدْحُ بالسنّ دون الكَدْم بالأَسنان والفعل كالفعل وقيل الكَدْحُ قَشْرُ الجلد يكون بالحجر والحافر وكَدَحَ جِلْدَه وكَدَّحه فَتَكَدَّحَ كلاهما خَدَّشَه فتَخَدَّشَ وتَكَدَّحَ الجِلْدُ تَخَدَّش وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال من سأَل وهو غَنِيٌّ جاءَت مسأَلتُه يوم القيامة خُدُوشاً أَو خُمُوشاً أَو كُدُوحاً في وجهه ابن الأَثير الكُدُوحُ الخُدُوشُ وكلُّ أَثَرٍ من خَدْشٍ أَو عَضٍّ فهو كَدْح ويجوز أَن يكون مصدراً سمي به الأَثر وأَصابه شيء فكَدَحَ وجهه وحمار مُكَدَّحٌ مُعَضَّضٌ والكُدُوح آثار العض واحدها كَدْحٌ وعَمَّ بعضهم به الأَثر قال أَبو عبيد الكُدُوح آثار الخُدوش وكل أَثر من خَدْش أَو عض فهو كَدْح ومنه قيل للحمار الوحشي مُكَدَّح لأَن الحُمُر يَعْضَضْنَه وأَنشد يَمْشُونَ حَوْل مُكَدَّمٍ قد كَدَّحتْ مَتْنَيْهِ حَمْلُ حَناتِمٍ وقِلالِ وكَدَح فلانٌ وجه فلان إِذا عمل به ما يَشِينُه وكَدَحَ وجهَ أَمرِه إِذا أَفسده وبه كَدْحٌ وكُدوح أَي خُدُوش وقيل الكَدْحُ أَكبر من الخَدْش وفي الحديث في وجهه كُدُوحٌ أَي خدوش والتكديح التخديش وفي الحديث المَسائلُ كُدُوحٌ يَكْدَحُ بها الرجل وجهه ووقع من السطح فَتَكَدَّحَ أَي تَكَسَّر وتبدل الهاء من كل ذلك وكَدَحَ رأْسه بالمُشْطِ فَرَّجَ شعره به وكَوْدَحٌ اسم

( كذح ) كَذَحَتْه الريحُ ككَتَحَتْه

( كرح ) الأُكَيْراحُ
( * قوله « الأكيراح » بصيغة تصغير جمع كرح بالكسر قال ياقوت نقلاً عن الخالدي الأكيراح رستاق نزه بأرض الكوفة وبيوت صغار تسكنها الرهبان الذين لا قلالي لهم بالقرب منها ديران يقال لأحدهما دير عبد وللآخر دير حنة وهو موضع بظاهر الكوفة كتير البساتين والرياض وفيه يقول أَبو نواس يا دير حنة إلخ قال أَبو سعيد السكري رأيت الأكيراح وهو على سبعة فراسخ من الحيرة وقد وهم فيه الأزهري فسماه الأكيراخ بالخاء المعجمة وفيه يقول بكر بن خارجة
دع البساتين من آس وتفاح ... واقصد إلى الشيح من ذات
اٌّكيراح
إلى الدساكر فالدير المقابلها ... لدى الأكيراح أو دير ابن
وضاح
منازل لم أزل حيناً ألازمها ... لزوم غادٍ إلى اللذات روّاح
اه باختصار )
بُيوتٌ ومواضع تخرج إِليها النصارى في بعض أَعيادهم وهو معروف قال يا دَيْرَ حَنَّةَ من ذاتِ الأُكَيْراحِ من يَصْحُ عنكَ فإِني لَسْتُ بالصاحي قال ابن دريد أَحسب أَن الكارحة والكارخة حلق الإِنسان أَو بعض ما يكون في الحلق منه

( كربح ) الكَرْبَحة والكَرْمَحة عَدْوٌ دون الكَرْدَمة ولا يُكَرْدِمُ إِلا الحمار والبغل

( كرتح ) كَرْتَحه صَرَعَه وكَرْتَح في مشيه أَسرع

( كردح ) الأَصمعي سقط من السطح فَتَكَرْدَح أَي تدحرج والكَرْدَحة الإِسراع في العَدْو والكَرْدَحة من عَدْو القصير المتقارب الخَطْو المجتهد في عَدْوه وأَنشد يَمُرّ مَرَّ الريحِ لا يُكَرْدِحُ ابن الأَعرابي هو سَعْيٌ في نَطٍّ وقد كَرْدَحَ وهي الكَرْدَحاءُ والكَرْدَحة عَدْوُ القصير يُقَرْمِطُ ويُسْرع وكذلك الكَرْتَحة والكَرْمَحة يقال كرمَحْنا في آثار القوم عَدَوْنا عَدْوَ المتثاقل وكَرْدَمَ الحمار وكَرْدَح إِذا عدا على جَنْب واحد والمُكَرْدَحُ المتذلل المتصاغر والكِرْداحُ المتقارِبُ المشي وكَرْدَحه صرعه والكُرادِحُ القصير وكِرْداحٌ موضع

( كرمح ) الكَرْمَحة والكَرْتَحة عَدْوٌ دون الكَرْدَمة قال أَبو عمرو كَرْمَحْنا في آثار القوم عَدَوْنا عَدْوَ المتثاقل

( كسح ) الكَسْحُ الكَنْسُ كَسَحَ البيتَ والبئر يَكْسَحُه كَسْحاً كَنَسه والمِكْسَحة المِكْنَسةُ قال سيبويه هذا الضرب مما يُعْتَمل مكسور الأَوّل كانت الهاء فيه أَو لم تكن الجوهري المِكْسَحة ما يُكْنَس به الثَّلْجُ وغيره والكُساحة مثل الكُناسة قال ابن سيده والكُساحة الكُناسة وقال اللحياني كُساحةُ البيت ما كُسِحَ من التراب فأُلْقِيَ بعضُه على بعض والكُساحة تراب مجموع كُسِحَ بالمِكْسَحِ واكْتَسَح أَموالَهم أَخذها كلها يقال أَغاروا عليهم فاكْتَسَحُوهم أَي أَخذوا مالهم كله ويقال أَتينا بني فلان فاكْتَسَحْنا مالهم أَي لم نُبْق لهم شيئاً قال المُفَضَّل كَسَحَ وكَثَح بمعنى واحد والكُساحُ الزَّمانةُ في اليدين والرجلين وأَكثر ما يستعمل في الرجلين الأَزهري الكَسَحُ ثِقَل في إِحدى الرجلين إِذا مَشَى جَرَّها جَرّاً وكَسِحَ كَسَحاً وهو أَكْسَحُ وكَسْحانُ وكَسِيحٌ ومكَسَّحٌ وقيل الأَكْسَحُ الأَعوجُ والمُقْعَدُ أَيضاً قال الأَعشى كُل وَضَّاحٍ كَريمٍ جَدُّه وخَذولِ الرِّجْلِ من غيرِ كَسَحْ وهذا البيت أَورده الجوهري وغيره وابن بري بين مغلوب نبيل جدّه وقال هو يصف قوماً نَشاوى ما بين مغلوب قد غلبه السكر وخَذُولِ الرجل من غير كَسَح قال ابن بري ويروى تليل خدّه بالخاء المعجمة والدال المهملة والكَسَحُ داء يأْخذ في الأَوراك فتَضْعُفُ له الرجل وقد كَسِحَ الرجلُ كَسَحاً إِذا ثقلت إِحدى رجليه في المشي فإِذا مشى كأَنه يَكْسَحُ الأَرضَ أَي يَكْنُسُها وفي حديث قتادة في تفسير قوله ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم أَي جعلناهم كُسْحاً يعني مُقْعَدين جمع أَكْسَحَ كأَحْمر وحُمْرٍ والأَكسح المُقْعَدُ والفعل كالفعل وفي حديث ابن عمر سئل عن مال الصدقة فقال إِنها شَرُّ مال إِنما هي مال الكُسْحانِ والعُورانِ وهي جمع الأَكْسَحِ وهو المُقْعَد ومعنى الحديث أَنه كره الصدقة إِلاّ لأَهل الزَّمانَة وأَنشد الليث للأَعشى ولقد أَمْنَحُ مَنْ عادَيْتُه كلَّ ما يَقْطَعُ من داءِ الكَسَحْ قال ويروى بالشين وقال أَبو سعيد الكُساح من أَدواء الإِبل جمل مَكْسُوح لا يمشي من شدّة الضَّلَع قال وعُود مُكَسَّح ومُكَشَّح أَي مَقْشُور مُسَوًّى قال ومنه قول الطِّرِمَّاح جُمالِيَّة تَغْتالُ فَضْلَ جَديلِها شَناحٍ كَصَقْبِ الطائِفِيِّ المُكَسَّحِ ويروى المكشح بالشين أَراد بالشَّناحِي عُنُقَها لطوله والمُكاسَحة المُشارَّة الشديدة وكَسَحَتِ الريح الأَرضَ قشرت عنها التراب

( كشح ) الكَشْحُ ما بين الخاصرة إِلى الضِّلَعِ الخَلف وهو من لَدُن السرة إِلى المَتْن قال طَرَفَةُ وآلَيْتُ لا يَنْفَكُّ كَشْحِي بِطانَةً لعَضْبٍ رَقيقِ الشَّفْرَتَيْنِ مُهَنَّدِ قال الأَزهري هما كَشْحانِ وهو موقِع السيف من المُتَقَلَّد وفي حديث سعد إِن أَميركم هذا لأَهْضَمُ الكَشْحَين أَي دقيق الخَصْرين قال ابن سيده وقيل الكَشْحان جانبا البطن من ظاهر وباطن وهما من الخيل كذلك وقيل الكَشْحُ ما بين الحَجَبَة إِلى الإِبط وقيل هو الخَصْر وقيل هو الحشى والكَشْحُ أَحد جانِبَيِ الوِشاحِ وقيل إِن الكَشْحَ من الجسم إِنما سمي بذلك لوقوعه عليه وجمع كل ذلك كُشوح لا يُكَسَّر إِلاَّ عليه قال أَبو ذؤَيب كأَنَّ الظّباءَ كُشُوحُ النِّسا ءِ يَطْفون فوقَ ذَراه جُنوحا
( * قال أبو سعيد السكري جامع أشعار الهذليين الكشح وشاح من ودع فأراد كأن الظباء في بياضها ودع يطفون فوق ذرى الماء وجنوح مائلة شبه الظباء وقد ارتفعن في هذا السيل بكشوح النساء عليهن الودع ثم قال وكانت الأوشحة تعمل من ودع أبيض اه القاموس )
شبه بياضَ الظباء ببياض الوَدَع وكَشِحَ كَشَحاً شَكا كَشْحَه والكَشَحُ داء يصيب الكَشْحَ وكَوى كَشْحَه على أَمر استمر عليه وكذلك الذاهب القاطع الرحم قال طَوى كَشْحاً خليلُك والجَناحا لبَيْنٍ منكَ ثم غَدا صُراحا وكذلك إِذا عاداك وفاسَدَك يقال طوى كَشْحاً على ضِغْن إِذا أَضمره قال زهير وكانَ طَوى كَشْحاً على مُسْتكِنَّةٍ فلا هو أَبْداها ولم يَتَجَمْجَمِ والكاشِحُ المتولي عنك بِوُدّه ويقال طَوى فلانٌ كَشْحَه إِذا قطعك وعاداك ومنه قول الأَعشى وكانَ طَوى كَشْحاً وأَبَّ ليَذْهَبا قال الأَزهري يحتمل قوله وكان طوى كَشْحاً أَي عزم على أَمر واستمرت عزيمته ويقال طوى كشحه عنه إِذا أَعرض عنه وقال الجوهري طويتُ كَشْحي على الأَمر إِذا أَضمرته وسترته والكاشحُ العَدُوُّ المُبْغِضُ والكاشح الذي يضمر لك العداوة يقال كَشَحَ له بالعداوة وكاشَحه بمعنًى قال ابن سيده والكاشح العدوّ الباطنُ العداوة كأَنه يطويها في كَشْحه أَو كأَنه يُوَلِّيك كَشْحَه ويُعْرِض عنك بوجهه والاسم الكُشاحة وفي الحديث أَفضل الصدقة على ذي الرَّحِم الكاشِحِ الكاشح العدوُّ الذي يضمر عداوته ويطوي عليها كَشْحه أَي باطنه والكَشْحُ الخَصْر والذي يَطْوي عنك كَشْحَه ولا يأْلفك وسمي العدوُّ كاشحاً لأَنه وَلاَّك كَشْحَه وأَعرض عنك وقيل لأَنه يَخْبَأُ العداوة في كَشْحه وفيه كَبِدُه والكَبِدُ بيت العداوة والبَغْضاء ومنه قيل للعدوّ أَسودُ الكبد كأَنَّ العداوةَ أَحرقت الكَبِدَ وكاشَحه بالعداوة مكاشحة وكِشاحاً قال المُفَضَّل الكاشحُ لصاحبه مأخوذ من المِكْشاحِ وهو الفأْس والكُشاحة المُقاطعة وكَشَحَت الدابةُ إِذا أَدخلت ذنبها بين رجليها وأَنشد يأْوي إِذا كَشَحتْ إِلى أَطْبائِها سَلَبُ العَسِيبِ كأَنه ذُعْلُوقُ الأَزهري كَشَحَ عن الماء إِذا أَدبر به وكَشَحَ القومُ عن الماء وانْكَشَحوا إِذا ذهبوا عنه وتفرّقوا ورجل مَكْشُوحٌ وُسِمَ بالكِشاح في أَسفل الضلوع والكِشاحُ سِمَةٌ في موضع الكَشْح وكَشَحَ البعيرَ وكَشَّحَه وَسَمَه هنالك التشديد عن كراع والكَشْحُ الكَيُّ بالنار وإِبل مُكَشَّحة ومُحَنَّبة
( * قوله « وابل مكشحة ومحنبة » أي أصابها الكشح والخب بالتحريك ) قال الجوهري والكَشَحُ بالتحريك داء يصيب الإِنسانَ في كَشْحِه فيُكْوى وقد كُشِحَ الرجلُ كَشْحاً إِذا كُوِيَ منه ومِنه سمي المَكْشُوحُ المراديّ وكَشَحَ العُودَ كَشْحاً قشره ومَرَّ فلانٌ يَكْشَح القومَ ويَشُلُّهم ويَشْحَنُهم أَي يُفَرِّقُهم ويطردهم

( كفح ) المُكافَحةُ مصادفة الوجه بالوجه مفاجأَة كَفَحه كَفْحاً وكافَحَه مُكافَحة وكِفاحاً لقيه مواجهة ولقيه كَفْحاً ومكافَحةً وكِفاحاً أَي مواجهة جاء المصدر فيه على غير لفظ الفعل قال ابن سيده وهو موقوف عند سيبويه مطرد عند غيره وأَنشد الأَزهري في كتابه أَعاذِل من تُكْتَبْ له النارُ يَلْقَها كِفاحاً ومن يُكْتَبْ له الخُلْدُ يَسْعَدِ والمُكافَحةُ في الحرب المضاربة تلقاء الوجوه وفي الحديث أَنه قال لحسان لا تزال مُؤَيَّداً بروح القُدُس ما كافَحْتَ عن رسول الله المُكافَحَةُ المضاربة والمدافعة تلقاء الوجه ويروى نافَحْتَ وهو بمعناه وكَفَحه بالعصا كَفْحاً ضربه بها الفراء أَكْفَحْته بالعصا أَي ضربته بالحاء وقال شمر كَفَخْتُه بالخاء المعجمة قال الأَزهري كَفَحْتُه بالعصا والسيف إِذا ضربته مواجهة صحيح وكَفَخْته بالعصا إِذا ضربته لا غير وكَفِحَ عنه
( * قوله « وكفح عنه إلخ » بابه سمع كما في القاموس )
كَفْحاً جَبُنَ وأَكْفَحْتُه عني أَي رددتُه وجَنَّبْته عن الإِقدام عليَّ الجوهري كافَحُوهم إِذا استقبلوهم في الحرب بوجوههم ليس دونها تُرْسٌ ولا غيره والكَفِيحُ الكُفْؤ والمُكافِحُ المباشر بنفسه وفلان يُكافِحُ الأُمور إِذا باشرها بنفسه وفي حديث جابر إِن الله كَلَّم أَباك كِفاحاً أَي مواجهةً ليس بينهما حجابٌ ولا رسول وأَكْفَح الدَّابةَ إِكفاحاً تَلَقَّى فاها باللجام يضربه به ليلتقمه وهو من قولهم لقيته كِفاحاً أَي استقبلته كَفَّةَ كَفَّةَ وكَفَحها باللجام كَفْحاً جذبها وتقول في التقبيل كافَحها كِفاحاً قَبَّلها غَفْلَةً وِجاهاً وكَفَحَ المرأَة يَكْفَحُها وكافَحها قبلها غفلة وفي الحديث إِني لأَكْفَحُها وأَنا صائم أَي أُواجهها بالقُبْلة وكافَحَتْه أَي قَبَّلَتْه قال الأَزهري وفي حديث أَبي هريرة أَنه سئل أَتُقَبِّل وأَنت صائم ؟ فقال نعم وأَكْفَحُها أَي أَتمكن من تقبيلها وأَستوفيه من غير اختلاس مِن المُكافَحَة وهي مصادفة الوجه وبعضهم يَرْويه وأَقْحَفُها قال أَبو عبيد فمن رواه وأَكْفَحُها أَراد بالكَفْح اللقاءَ والمباشرة للجلد وكلُّ من واجهته ولقيته كَفَّةَ كَفَّةَ فقد كافَحْتَه كِفاحاً ومُكافحةً قال ابن الرِّقاع يُكافِحُ لَوْحات الهَواجِرِ بالضُّحى مكافَحَةً للمَنْخَرَيْنِ وللفَمِ قال ومن رواه وأَقْحَفُها أَراد شرب الريق مِن قَحَفَ الرجلُ ما في الإِناء إِذا شرب ما فيه وكَفِيحُ المرأَة زوجُها وهو من ذلك وكَفَحْته كَفْحاً كَلَوَّحْتُه وتَكَفَّحَتِ السمائمُ أَنْفُسُها كَفَحَ بعضها بعضاً قال جَنْدَلُ بن المُثَنَّى الحارثي فَرَّجَ عنها حَلَقَ الرَّتائِجِ تَكَفُّحُ السمائمِ الأَواجِجِ أَراد الأَواجَّ ففك التضعيف للضرورة وكقوله تشْكُو الوَجَى من أَظْلَلٍ وأَظْلَلِ أَراد من أَظَلَّ وأَظَلَّ ابن شميل في تفسير قوله أَعْطَيْتُ محمداً كِفاحاً أَي كثيراً من الأَشياء في الدنيا والآخرة وفي النوادر كَفْحةٌ من الناس وكَثْحَةٌ أَي جماعة ليست بكثيرة وكَفَحَ الشيءَ وكَثَحه كشف عنه غِطاءه ككَشَحَه والأَكْفَحُ الأَسودُ

( كلح ) الكُلُوحُ تَكَشُّرٌ في عُبوس قال ابن سيده الكُلُوحُ والكُلاحُ بُدُوُّ الأَسنان عند العُبوس كَلَحَ يَكْلَحي كُلُوحاً وكُلاحاً وتَكَلَّحَ وأَنشد ثعلب ولَوَى التَّكَلُّحَ يَشْتَكي سَغَباً وأَنا ابنُ بَدْرٍ قاتِلُ السَّغَبِ التكلح هنا يجوز أَن يكون مفعولاً من أَجله ويجوز أَن يكون مصدراً للوى لأَن لوى يكون في معنى تَكلَّحَ وقد أَكلحه الأَمرُ قال لبيد يصف السهام رَقَمِيَّات عليها ناهِضٌ تُكْلِحُ الأَرْوَقَ منها والأَيَلّ وفي التنزيل تَلْفَحُ وجوهَهم النارُ وهم فيها كالحون قال أَبو إِسحق الكالحُ الذي قد قَلَصَتْ شَفَتُه عن أَسنانه نحو ما ترى من رؤوس الغنم إِذا برزت الأَسنانُ وتَشَمَّرت الشِّفاه والكُلاحُ بالضم السنة المُجْدِبة قال لبيد كانَ غِياثَ المُرْمِلِ المُمْتاحِ وعِصْمةً في الزَّمَنِ الكُلاحِ وفي حديث عليّ إِن من ورائكم فِتَناً وبَلاءً مُكْلِحاً أَي يُكْلِحُ الناسَ بشدَّته الكُلُوحُ العُبُوس يقال كَلَحَ الرجلُ وأَكْلَحه الهَمُّ ودهرٌ كالحٌ على المَثَل وكَلاحِ معدولٌ السنة الشديدة قال الأَزهري ودهر كالح وكُلاحٌ شديد وأَنشد للبيد وعِصْمةً في السَّنةِ الكُلاحِ وسنة كَلاحِ على فَعالِ بالكسر إِذا كانت مُجْدِبة قال وسمعت أَعرابيّاً يقول لجمل يَرْغو وقد كَشَر عن أَنيابه قَبَحَ الله كَلَحَته يعني الفم وقال ابن سيده قَبَحَ اللهُ كَلَحَته يعني الفم وما حوله ورجل كَوْلَحٌ قبيح والمكالَحة المُشارَّةُ وتَكَلَّحَ البرقُ تَتابَعَ وتَكَلَّحَ البرقُ تَكَلُّحاً وهو دوام برقه واسْتِسْراره في الغمامة البيضاء وهذا مثل قولهم تَكَلَّحَ إِذا تَبَسَّمَ وتَبَسَّمَ البرقُ مثله قال الأَزهري وفي بيضاء بني جَذِيمةَ ماء يقال له كلح وهو شَروبٌ عليه نخل بَعْلٌ قد رَسَختْ عروقها في الماء

( كلتح ) الكَلْتَحةُ ضَرْبٌ من المَشْي وكَلْتَحٌ اسم ورجل كَلْتَحٌ أَحمق

( كلدح ) الكَلْدَحة ضرب من المشي والكِلْدِح الصُّلْب
( * قوله « والكلدح الصلب إلخ » كذا بضبط الأصل بكسر الكاف والدال وضبطه القاموس بفتحهما ونبه شارحه على الضبطين اه )
والكِلْدِح العجوز

( كلمح ) بفيه الكِلْحِمُ والكِلْمِحُ الترابُ وسيذكر في كلحم

( كنتح ) رجل كَنْتَح وكَنْثَحٌ بالتاء والثاء وهو الأَحمق

( كنثح ) رجل كَنْتَح وكَنْثَحٌ بالتاء والثاء وهو الأَحمق

( كنسح ) الكِنْسِحُ
( * قوله « الكنسح » هو والكنسيح بكسر فسكون بمعنى كما في القاموس ) أَصل الشيء ومَعْدِنُه

( كمح ) الكَمْحُ رَدُّ الفرس باللجام والكَمَحةُ الراضَة ابن سيده كَمَحْتُ الجابةَ باللجام كَمْحاً إِذا جذبته إِليك ليَقِفَ ولا يجري وأَكْمَحَه إِذا جَذَب عِنانَه حتى يَنْتَصِبَ رأْسُه ومنه قول ذي الرمة تَمُورُ بضَبْعَيْها وتَرْمِي بِحَوْزِها حِذاراً من الإِيعادِ والرأْسُ مُكْمَحُ ويروى تموج ذراعاها وعزاه أَبو عبيد لابن مقبل وقال كَمَحه وأَكْمَحه وكَبَحه وأَكْبَحه بمعنى وأَراد الشاعر بقوله الإِيعاد ضَرْبَه لها بالسَّوْطِ فهي تَجتَهِدُ في العَدْوِ لخوفها من ضربه ورأْسها مُكْمَحٌ ولو ترك رأْسها لكان عَدْوُها أَشَدَّ وأُكْمِحَ الرجلُ رفع رأْسه من الزُّهُوّ كأُكْمِخَ عن اللحياني والحاء أَعلى ويقال إِنه لَمُكْمَحٌ ومُكْبَحٌ أَي شامخ وقد أُكْبِحَ وأُكْمِحَ إِذا كان كذلك وأَكْمَحَتِ الزَّمَعَةُ إِذا ما ابيضت وخرج عليها مثل القُطْنِ وذلك الإِكْماحُ والزَّمَعُ الأُبَنُ في مَخارِج العناقيد ذكره عن الطائفيّ الجوهري أَكْمَح الكرمُ إِذا تحرك للإِيراق أَبو زيد الكَيْمُوحُ والكِيحُ التُّرابُ قال الكِيحُ الترابُ والكَيْمُوحُ المُشْرِفُ والعرب تقول احْثُ في فيه الكَوْمَحَ يَعْنُون التراب وأَنشد أُهْجُ القُلاحَ واحْشُ فاه الكَوْمَحا تُرْباً فأَهْلٌ هو أَن يُقَلَّحا ابن دريد الكوْمَحُ الرجل المتراكب الأَسنان في الفم حتى كأَنَّ فاه قد ضاق بأَسنانه وفم كَوْمَحٌ ضاق من كثرة أَسنانه ووَرَمِ لِثاتِه ورجل كَوْمَحٌ وكُومَحٌ عظيم الأَلْيَتَيْنِ قال أَشْبَهه فجاء رِخْواً كَوْمَحا ولم يَجِئْ ذا أَلْيَتَيْنِ كَوْمحا والكَوْمَحُ الفَيْشَلَةُ والكَوْمَحانِ موضع قال ابن مقبل يصف السحاب أَناخَ برَمْلِ الكَوْمَحَينِ إِناخةَ ال يماني قِلاصاً حَطَّ عنهنَّ أَكْوُرا الأَزهري الكَوْمَحانِ هما حَبْلان من حبال الرمل وأَنشد البيت

( كوح ) الأَزهري كاوَحْتُ فلاناً مكاوَحةً إِذا قاتلته فغلبته ورأَيتهما يَتَكاوَحانِ والمُكاوَحة أَيضاً في الخصومة وغيرها ابن الأَعرابي أَكاحَ زيداً وكَوَّحه إِذا غلبه وأَكاح زيداً إِذا أَهلكه ابن سيده كاوَحه فكاحَه كَوْحاً قاتله فغلبه وكاحَه كَوْحاً غَطَّه في ماء أَو تراب وكَوَّحَ الرجلَ أَذَلَّه وكَوَّحه رَدَّه الأَزهري التكويحُ التغليب وأَنشد أَبو عمرو أَعْدَدْته للخَصْمِ ذي التَّعَدِّي كَوَّحْته منك بدونِ الجَهْدِ وكَوَّحَ الزِّمامُ البعيرَ إِذا ذَلَّله وقال الشاعر إِذا رامَ بَغْياً أَو مِراحاً أَقامَه زِمامٌ بمَثْناه خِشاشٌ مُكَوِّحُ ورجع إِلى كُوحه إِذا فعل شيئاً من المعروف ثم رجع عنه والأَكْواحُ نواحي الجبال قال ابن سيده وسنذكره في كيح وإِنما ذكرته ههنا لظهور الواو في التكسير الجوهري كاوَحْتُه إِذا شاتمته وجاهرته وتَكاوَحَ الرجلان إِذا تَمارَسا وتَعالَجا الشَّرَّ بينهما

( كيح ) ذكره الجوهري مع كوح في ترجمة واحدة قال ابن سيده الكِيحُ والكاحُ عُرْضُ الجبل وقال غيره عُرْضُ الجبل وأَغْلَظُه وقيل هو سَفْحُه وسَفْحُ سَنَده والجمع أَكياح وكُيُوح وقال الأَزهري قال الأَصمعي الكِيحُ ناحيةُ الجبل وقال رؤبة عن صَلْدٍ من كِيحنا لا تَكْلُمُهْ قال والوادي ربما كان له كِيحٌ إِذا كان في حرف غليظ فحرفه كِيحُه ولا يُعَدُّ الكِيحُ إِلا ما كان من أَصلب الحجارة وأَخشنها وكلُّ سَنَدِ جبلٍ غليظٍ كِيحٌ وإِنما كُوحُه خُشْنَتُه وغِلَظُه والجماعة الكِيحة وقال الليث أَسنانٌ كِيحٌ وأَنشد ذا حَنَكٍ كِيحٍ كحَبِّ القِلْقِل والكِيحُ صُقْعُ الحرف وصُقْعُ سَنَدِ الجبل وفي قصة يونس على نبينا وعليه الصلاة والسلام فوجده في كِيحٍ يُصَلِّي الكِيحُ بالكسر والكاح سَفْحُ الجبل وسَنَدُه

( لبح ) الأَزهري قال ابن الأَعرابي اللَّبَحُ الشجاعة وبه سمي الرجل لَبَحاً ومنه الخبر تباعدَتْ شَعُوبُ من لَبَحٍ فعاش أَياماً

( لتح ) : اللَّتْحُ : ضَرُبُ الوجه والجسد بالحصى حتى يؤثر فيه من غير جَرْح شديد قال أَبو النجم يصف عانة طردها مِسْحَلُها وهي تعدو وتُثير الحصى في وجهه : يَلْتَحْنَ وجهاً بالحصى مَلْتوحا و لَتَحه يَلْتَحُه و لَتَح عينه : ضربها ففقأَها . وفلان أَلْتَحُ شِعراً من فلان أَي أَوقع على المعنى . و اللَّتْحانُ : الجائع والأُنثى لَتْحَى . و اللَّتَحُ بالتحريك : الجُوع . وقد لَتِحَ بالكسر فهو لَتْحانُ . و لَتَحها لَتْحاً إِذا نكحها وجامعها وهو لاتحٌ وهي مَلْتُوحةٌ . وروي عن أَبي الهيثم أَنه قال : لَتَحْتُ فلاناً ببصري أَي رميته حكاه عن أَبي الحسن الأَعرابي الكلابي وكان فصيحاً . الأَزهري عن ابن الأَعرابي : رجل لاتحٌ و لُتاحٌ و لُتَحةٌ و لَتِحٌ إِذا كان عاقلاً داهياً . وقومٌ لِتاحٌ : وهم العقلاء من الرجال الدُّهاة

( لجح ) اللُّجْحُ بالجيم قبل الحاء بالضم الشيء يكون في الوادي نحوٌ من الدَّحْلِ كاللُّحْجِ ويكون في أَسفل البئر والجبل كأَنه نَقْبٌ قال شمر بادٍ نواحِيهِ شَطُون اللُّجْحِ قال الأَزهري والقصيدة على الحاء قال وأَصله اللُّحْج الحاء قبل الجيم فقلب ولُجْحُ العين كِفَّتُها كَلُحْجِها والجمع من كل ذلك أَلْجاحٌ

( لحح ) اللَّحَحُ في العين صُلاقٌ يصيبها والتصاق وقيل هو التزاقُها من وجع أَو رَمَص وقيل هو لزُوق أَجفانها لكثرة الدموع وقد لَحِحَتْ عينُه تَلْحَحُ لَحَحاً بإِظهار التضعيف وهو أَحد الأَحرف التي أُخرجت على الأَصل من هذا الضرب منبهة على أَصلها ودليلاً على أَوّلية حالها والإِدغام لغة الأَزهري عن ابن السكيت قال كل ما كان على فَعِلَتْ ساكنة التاء من ذوات التضعيف فهو مدغم نحو صَمَّتِ المرأَةُ وأَشباهها إِلا أَحرفاً جاءت نوادر في إِظهار التضعيف وهي لَحِحَتْ عينُه إِذا التصقت ومَشِشَت الدابة وصَكِكَت وضَبِبَ البلدُ إِذا كثر ضَبابه وأَلِلَ السِّقاءُ إِذا تغيرت ريحه وقَطِطَ شَعره ولَحَّتْ عينُه كَلَخَّتْ كثرت دموعها وغَلُظَتْ أَجفانها وهو ابن عَمٍّ لَحٍّ في النكرة بالكسر لأَنه نعت للعم وابن عمي لَحّاً في المعرفة أَي لازقُ النسب من ذلك ونصب لَحًّا على الحال لأَن ما قبله معرفة والواحد والاثنان والجمع والمؤَنث في هذا سواء بمنزلة الواحد وقال اللحياني هما ابنا عَمٍّ لَحٍّ ولَحًّا وهما ابنا خالة ولا يقال هما ابنا خال لَحًّا ولا ابنا عمة لَحًّا لأَنهما مفترقان إِذ هما رجل وامرأَة وإِذا لم يكن ابن العم لَحًّا وكان رجلاً من العشيرة قلت هو ابن عَمِّ الكلالةِ وابنُ عَمٍّ كلالةً والإِلْحاحُ مثل الإِلْحافِ أَبو سعيد لَحَّت القرابةُ بين فلان وبين فلان إِذا صارت لَحّاً كَلَّتْ تَكِلُّ كلالةً إِذا تباعدت ومكانٌ لَحِحٌ لاحٌّ ضَيِّقٌ وروي بالخاء المعجمة ووادٍ لاحٌّ ضيق أَشِبٌ يَلْزَقُ بعضُ شجره ببعض وفي حديث ابن عباس في قصة إِسماعيل عليه السلام وأُمِّه هاجَرَ وإِسكان إِبراهيم إِياهما مكة والوادي يومئذ لاحٌّ أَي ضَيِّقٌ ملتف بالشجر والحجر أَي كثير الشجر قال الشماخ بخَوْصاوَيْنِ في لِحَحٍ كَنِين أَي في موضع ضيق يعني مَقَرَّ عيني ناقته ورواه شمر والوادي يومئذ لاخٌّ بالخاء وسيأْتي ذكره في موضعه وأَلَحَّ عليه بالمسأَلة وأَلَحَّ في الشيء كثر سؤالُه إِياه كاللاصق به وقيل أَلَحَّ على الشيء أَقبل عليه لا يَفْتُرُ عنه وهو الإِلحاحُ وكله من اللُّزوق ورجل مِلْحاحٌ مُدِيمٌ للطلب وأَلَحَّ الرجل على غريمه في التقاضي إِذا وَظَبَ والمِلحاحُ من الرحال الذي يَلْزَق بظهر البعير فَيَعَضُّه ويَعْقِره وكذلك هو من الأَقْتاب والسروج وقد أَلَحَّ القَتَبُ على ظهر البعير إِذا عقره قال البَعِيثُ المُجاشِعِيُّ أَلَدُّ إِذا لاقيتُ قوماً بخُطَّةٍ أَلَحَّ على أَكْتافِهم قَتَبٌ عُقَرْ ورَحى مِلْحاحٌ على ما يَطْحَنُه وأَلَحَّ السحابُ بالمطر دام قال امرؤ القيس دِيارٌ لسَلْمى عافِياتٌ بذي خالِ أَلَحَّ عليها كلُّ أَسْحَمَ هَطَّالِ وسحابٌ مِلْحاحٌ دائم وأَلح السحابُ بالمكان أَقام به مثل أَلَثَّ وأَنشد بيت البعيث المجاشعي قال ابن بري وصف نفسه بالحِذْق في المخاصمة وأَنه إِذا عَلِقَ بخَصْمٍ لم ينفصل منه حتى يؤثر كما يؤثر القتب في ظهر الدابة وأَلَحَّت المَطِيُّ كَلَّتْ فأَبطأَت وكلُّ بطيء مِلْحاحٌ وجابة مُلِحٌّ إِذا بَرَك ثَبَتَ ولم ينبعث وأَلَحَّت الناقة وأَلَحَّ الجمل إِذا لزما مكانهما فلم يَبْرَحا كما يَحْرُنُ الفرسُ وأَنشد كما أَلَّحتْ على رُكْبانِها الخُورُ الأَصمعي حَرَنَ الجابةُ وأَلَحَّ الجملُ وخَلأَتِ الناقةُ والمُلِحُّ الذي يقوم من الإِعياء فلا يبرح وأَجاز غيرُ الأَصمعي وأَلحَّت الناقةُ إِذا خَلأَتْ وأَنشد الفراء لامرأَة دعت على زوجها بعد كبره تقولُ وَرْياً كُلَّما تَنَحْنَحا شَيْخاً إِذا قَلَبْتَه تَلَحْلَحا ولَحْلَح القومُ وتَلَحْلَحَ القوم ثبتوا مكانهم فلم يبرحوا قال ابن مقبل بحَيٍّ إِذا قيل اظْعَنُوا قد أُتِيتُمْ أَقامُوا على أَثقالهم وتَلَحْلَحوا يريد أَنهم شُجْعان لا يزولون عن موضعهم الذين هم فيه إِذا قيل لهم أُتيتم ثقةً منهم بأَنفسهم وتَلَحْلَحَ عن المكان كتزحزح ويقول الأَعرابي إِذا سئل ما فعل القوم ؟ يقول تَلَحْلَحُوا أَي ثَبَتُوا ويقال تَحَلْحَلُوا أَي تفرّقوا قال وقولها في الأُرجوزة تَلَحْلَحا أَرادت تَحلْحَلا فقلبت أَرادت أَن أَعضاءه قد تفرّقت من الكبر وفي الحديث أَن ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم تَلَحْلَحَتْ عند بيت أَبي أَيوبَ ووضعت جِرانَها أَي أَقامت وثبتت وأَصله من قولك أَلَحَّ يُلِحُّ وأَلَحَّت الناقة إِذا بَرَكَت فلم تَبْرح مكانها وفي حديث الحديبية فركب ناقته فزَجَرها المسلمون فأَلَحَّت أَي لزمت مكانها من أَلَحَّ على الشيء إِذا لزمه وأَصَرَّ عليه وأَما التَّحَلْحُلُ فالتحرك والذهابُ وخُبْزةٌ لَحَّةُ ولَحْلَحةٌ ولَحْلَحٌ يابسة قال حتى اتَّقَتْنا بقُرَيْصٍ لَحْلَحِ ومَذْقَةٍ كقُرْبِ كَبْشٍ أَمْلَحِ

( لدح ) اللَّدْحُ الضرب باليد لَدَحَه يَلْدَحُه لَدْحاً ضربه بيده قال الأَزهري والمعروف اللَّطْحُ وكأَن الطاء والدال تعاقبا في هذا الحرف

( لزح ) التَّلَزُّحُ تَحَلُّب فمك من أَكل رمَّانة أَو إِجَّاصة تَشَهِّياً لذلك

( لطح ) اللَّطْحُ كاللَّطْخ إِذا جَفَّ وحُكَّ ولم يبق له أَثر وقد لَطَحه ولَطَخه يَلْطَحُه لَطْحاً ضربه بيده منشورة ضرباً غير شديد الأَزهري اللَّطْح كالضرب باليد يقال منه لَطَحْتُ الرجلَ بالأَرض قال وهو الضرب ليس بالشديد ببطن الكف ونحوه ومنه حديث ابن عباس أَن النبي صلى الله عليه وسلم كان يَلْطَحُ أَفخاذ أُغَيْلِمة بني عبد المطلب ليلة المُزْدَلفة ويقول أَبَنِيَّ لا ترموا جمرة العَقَبة حتى تطلُع الشمس ابن سيده ولَطَحَ به الأَرضَ يَلْطَحُها لَطْحاً ضرب الجوهري اللَّطْحُ مثل الحَطْءِ وهو الضرب اللَّيِّنُ على الظهر ببطن الكف قال ويقال لَطَحَ به إِذا ضرب به الأَرض

( لفح ) لَفَحَتْه النارُ تَلْفَحُه لَفْحاً ولَفَحاناً أَصابت وجهه إِلاَّ أَن النَّفْحَ أَعظم تأْثيراً منه وكذلك لَفَحَتْ وجهه وقال الأَزهري لَفَحَتْه النارُ إِذا أَصابت أَعلى جسده فأَحرقته الجوهري لَفَحَتْه النارُ والسَّمُومُ بحرِّها أَحرقته وفي التنزيل تَلْفَحُ وجوهَهم النار قال الزجاج في ذلك تَلْفَحُ وتَنْفَحُ بمعنى واحد إِلاَّ أَن النَّفْحَ أَعظم تأْثيراً منه قال أَبو منصور ومما يؤَيد قولَه قولُه تعالى ولئن مَسَّتْهم نَفْحَةٌ من عذاب ربك وفي حديث الكسوف تأَخَّرْتُ مَخافَة أَن يصيبني من لَفْحها لَفْحُ النار حَرُّها ووَهَجُها والسَّمُوم تَلْفَحُ الإِنسانَ ولَفَحَتْه السموم لفحاً قابلت وجهه وأَصابه لَفْحٌ من سَمُوم وحَرُورٍ الأَصمعي ما كان من الرياح لَفْحٌ فهو حَرٌ وما كان نَفْحٌ فهو بَرْدٌ ابن الأَعرابي اللَّفْحُ لكل حارٍّ والنَّفْحُ لكل بارد وأَنشد أَبو العالية ما أَنتِ يا بَغْدادُ إِلاَّ سَلْحُ إِذا يَهُبُّ مَطَرٌ أَو نَفْحُ وإِن جَفَفْتِ فتُرابٌ بَرْحُ بَرْحٌ خالص دقيق ولَفَحه بالسيف ضربه به لَفْحَةً ضربة خفيفة واللُّفَّاحُ نبات يَقْطِينِيٌّ أَصفر شبيه بالباذنجانِ طيب الرائحة قال ابن دريد لا أَدري ما صحته الجوهري اللُّفَّاح هذا الذي يُشَمُّ شبيه بالباذنجانِ إِذا اصفر ولَفَحَه مقلوب عن لَحَفَه والله أَعلم

( لقح ) اللِّقاحُ اسم ماء الفحل
( * قوله « اللقاح اسم ماء الفحل » صنيع القاموس يفيد أَن اللقاح بهذا المعنى بوزن كتاب ويؤيده قول عاصم اللقاح كسحاب مصدر وككتاب اسم ونسخة اللسان على هذه التفرقة لكن في النهاية اللقاح بالفتح اسم ماء الفحل اه وفي المصباح والاسم اللقاح بالفتح والكسر ) من الإِبل والخيل وروي عن ابن عباس أَنه سئل عن رجل كانت له امرأَتان أَرضعت إِحداهما غلاماً وأَرضعت الأُخرى جارية هل يتزوَّج الغلامُ الجارية ؟ قال لا اللِّقاح واحد قال الأَزهري قال الليث اللِّقاح اسم لماء الفحل فكأَنَّ ابن عباس أَراد أَن ماء الفحل الذي حملتا منه واحد فاللبن الذي أَرضعت كل واحدة منهما مُرْضَعَها كان أَصله ماء الفحل فصار المُرْضَعان ولدين لزوجهما لأَنه كان أَلْقَحهما قال الأزهري ويحتمل أَن يكون اللِّقاحُ في حديث ابن عباس معناه الإِلْقاحُ يقال أَلْقَح الفحل الناقة إِلقاحاً ولَقاحاً فالإِلقاح مصدر حقيقي واللِّقَاحُ اسم لما يقوم مقام المصدر كقولك أَعْطَى عَطاء وإِعطاء وأَصلح صَلاحاً وإِصلاحاً وأَنْبَت نَباتاً وإِنباتاً قال وأَصل اللِّقاح للإِبل ثم استعير في النساء فيقال لَقِحَتِ إِذا حَمَلَتْ وقال قال ذلك شمر وغيره من أَهل العربية واللِّقاحُ مصدر قولك لَقِحَتْ الناقة تَلْقَحُ إِذا حَمَلَتْ فإِذا استبان حملها قيل استبان لَقاحُها ابن الأَعرابي ناقة لاقِحٌ وقارِحٌ يوم تَحْمِلُ فإِذا استبان حملها فهي خَلِفَةٌ قال وقَرَحتْ تَقرَحُ قُرُوحاً ولَقِحَتْ تَلْقَح لَقاحاً ولَقْحاً وهي أَيام نَتاجِها عائذ وقد أَلقَح الفحلُ الناقةَ ولَقِحَتْ هي لَقاحاً ولَقْحاً ولَقَحاً قبلته وهي لاقِحٌ من إِبل لوَاقِح ولُقَّحٍ ولَقُوحٌ من إِبل لُقُحٍ وفي المثل اللَّقُوحُ الرِّبْعِيَّةُ مالٌ وطعامٌ الأَزهري واللَّقُوحُ اللَّبُونُ وإِنما تكون لَقُوحاً أَوّلَ نَتاجِها شهرين ثم ثلاثة أَشهر ثم يقع عنها اسم اللَّقوحِ فيقال لَبُونٌ وقال الجوهري ثم هي لبون بعد ذلك قال ويقال ناقة لَقُوحٌ ولِقْحَةٌ وجمع لَقُوحٍ لُقُحٌ ولِقاحٌ ولَقائِحُ ومن قال لِقْحةٌ جَمَعها لِقَحاً وقيل اللَّقُوحُ الحَلُوبة والمَلْقوح والملقوحة ما لَقِحَتْه هي من الفحلِ قال أَبو الهيثم تُنْتَجُ في أَوَّل الربيع فتكون لِقاحاً واحدتُها لِقْحة ولَقْحةٌ ولَقُوحٌ فلا تزال لِقاحاً حتى يُدْبِرَ الصيفُ عنها الجوهري اللِّقاحُ بكسر اللام الإِبلُ بأَعيانها الواحدة لَقُوح وهي الحَلُوبُ مثل قَلُوصٍ وقِلاصٍ الأَزهري المَلْقَحُ يكون مصدراً كاللَّقاحِ وأَنشد يَشْهَدُ منها مَلْقَحاً ومَنْتَحا وقال في قول أَبي النجم وقد أَجَنَّتْ عَلَقاً ملقوحا يعني لَقِحَتْه من الفَحل أَي أَخذته وقد يقال للأُمَّهات المَلاقِيحُ ونهى عن أَولادِ المَلاقِيح وأَولاد المَضامِين في المبايعة لأَنهم كانوا يتبايعون أَولاد الشاء في بطون الأُمهات وأَصلاب الآباء والمَلاقِيحُ في بطون الأُمهات والمَضامِينُ في أَصلاب الآباء قال أَبو عبيد الملاقيح ما في البطون وهي الأَجِنَّة الواحدة منها مَلْقُوحة من قولهم لُقِحَتْ كالمحموم من حُمَّ والمجنونِ من جُنَّ وأَنشد الأَصمعي إِنَّا وَجَدْنا طَرَدَ الهَوامِلِ خيراً من التَّأْنانِ والمَسائِلِ وعِدَةِ العامِ وعامٍ قابلِ مَلْقوحةً في بطنِ نابٍ حائِلِ يقول هي مَلْقوحةٌ فيما يُظْهِرُ لي صاحبُها وإِنما أُمُّها حائل قال فالمَلْقُوح هي الأَجِنَّة التي في بطونها وأَما المضامين فما في أَصلاب الفُحُول وكانوا يبيعون الجَنينَ في بطن الناقة ويبيعون ما يَضْرِبُ الفحلُ في عامه أَو في أَعوام وروي عن سعيد بن المسيب أَنه قال لا رِبا في الحيوان وإِنما نهى عن الحيوان عن ثلاث عن المَضامِين والمَلاقِيح وحَبَلِ الحَبَلَةِ قال سعيد فالملاقِيحُ ما في ظهور الجمال والمضامين ما في بطون الإِناث قال المُزَنِيُّ وأَنا أَحفظ أَن الشافعي يقول المضامين ما في ظهور الجمال والملاقيح ما في بطون الإِناث قال المزني وأَعلمت بقوله عبد الملك بن هشام فأَنشدني شاهداً له من شعر العرب إِنَّ المَضامِينَ التي في الصُّلْبِ ماءَ الفُحُولِ في الظُّهُورِ الحُدْبِ ليس بمُغْنٍ عنك جُهْدَ اللَّزْبِ وأَنشد في الملاقيح منيَّتي مَلاقِحاً في الأَبْطُنِ تُنْتَجُ ما تَلْقَحُ بعد أَزْمُنِ
( * قوله « منيتي ملاقحاً إلخ » كذا بالأصل )
قال الأَزهري وهذا هو الصواب ابن الأَعرابي إِذا كان في بطن الناقة حَمْلٌ فهي مِضْمانٌ وضامِنٌ وهي مَضامِينُ وضَوامِنُ والذي في بطنها مَلْقوح ومَلْقُوحة ومعنى الملقوح المحمول ومعنى اللاقح الحامل الجوهري المَلاقِحُ الفُحولُ الواحد مُلقِحٌ والمَلاقِحُ أَيضاً الإِناث التي في بطونها أَولادها الواحدة مُلْقَحة بفتح القاف وفي الحديث أَنه نهى عن بيع الملاقيح والمضامين قال ابن الأَثير الملاقيح جمع مَلْقوح وهو جنين الناقة يقال لَقِحَت الناقةُ وولدها مَلْقُوحٌ به إِلاَّ أَنهم استعملوه بحذف الجار والناقة ملقوحة وإِنما نهى عنه لأَنه من بيع الغَرَر وسيأْتي ذكره في المضامين مستوفى واللِّقْحَةُ الناقة من حين يَسْمَنُ سَنامُ ولدها لا يزال ذلك اسمها حتى يمضي لها سبعة أَشهر ويُفْصَلَ ولدها وذلك عند طلوع سُهَيْل والجمع لِقَحٌ ولِقاحٌ فأَما لِقَحٌ فهو القياس وأَما لِقاحٌ فقال سيبويه كَسَّروا فِعْلَة على فِعالٍ كما كسَّروا فَعْلَة عليه حتى قالوا جَفْرَةٌ وجِفارٌ قال وقالوا لِقاحانِ أَسْودانِ جعلوها بمنزلة قولهم إِبلانِ أَلا تَرَى أَنهم يقولون لِقاحة واحدة كما يقولون قِطعة واحدة ؟ قال وهو في الإِبل أَقوى لأَنه لا يُكَسَّر عليه شيء وقيل اللِّقْحة واللَّقحة الناقة الحلوب الغزيرة اللبن ولا يوصف به ولكن يقال لَقْحة فلان وجمعه كجمع ما قبله قال الأَزهري فإِذا جعلته نعتاً قلت ناقة لَقُوحٌ قال ولا يقال ناقة لَِقْحة إِلا أَنك تقول هذه لَِقْحة فلان ابن شميل يقال لِقْحةٌ ولِقَحٌ ولَقُوحٌ ولَقائح واللِّقاحُ ذوات الأَلبان من النوق واحدها لَقُوح ولِقْحة قال عَدِيُّ بن زيد من يكنْ ذا لِقَحٍ راخِياتٍ فَلِقاحِي ما تَذُوقُ الشَّعِيرا بل حَوابٍ في ظِلالٍ فَسِيلٍ مُلِئَتْ أَجوافُهُنّ عَصِيرا فَتَهادَرْنَ لِذاك زماناً ثم مُوِّتْنَ فكنَّ قُبُورا وفي الحديث نِعْمَ المِنْحة اللِّقْحة اللقحة بالفتح والكسر الناقة القريبة العهد بالنَّتاج وناقة لاقِحٌ إِذا كانت حاملاً وقوله ولقد تَقَيَّلَ صاحبي من لَِقْحةٍ لَبناً يَحِلُّ ولَحْمُها لا يُطْعَمُ عنى باللِّقْحة فيه المرأَة المُرْضِعَة وجعل المرأَة لَِقْحة لتصح له الأُحْجِيَّة وتَقَيَّلَ شَرِبَ القَيْل وهو شُربُ نصف النهار واستعار بعض الشعراء اللَّقَحَ لإِنْباتِ الأَرضين المُجْدِبة فقال يصف سحاباً لَقِحَ العِجافُ له لسابع سبعةٍ فَشَرِبْنَ بعدَ تَحَلُّؤٍ فَرَوِينا يقول قَبِلَتِ الأَرَضون ماءَ السحاب كما تَقْبَلُ الناقةُ ماءَ الفحل وقد أَسَرَّت الناقة لَقَحاً ولَقاحاً وأَخْفَتْ لَقَحاً ولَقاحاً بقال غَيْلان أَسَرَّتْ لَقَاحاً بعدَما كانَ راضَها فِراسٌ وفيها عِزَّةٌ ومَياسِرُ أَسَرَّتْ كَتَمَتْ ولم تُبَشِّر به وذلك أَن الناقة إِذا لَقِحَتْ شالت بذنبها وزَمَّت بأَنفها واستكبرت فبان لَقَحُها وهذه لم تفعل من هذا شيئاً ومَياسِرُ لِينٌ والمعنى أَنها تضعف مرة وتَدِلُّ أُخرى وقال طَوَتْ لَقَحاً مثلَ السِّرارِ فَبَشَّرتْ بأَسْحَمَ رَيَّان العَشِيَّة مُسْبَلِ قوله مثل السِّرار أَي مثل الهلال في ليلة السِّرار وقيل إِذا نُتِجَتْ بعضُ الإِبل ولم يُنْتَجْ بعضٌ فوضع بعضُها ولم يضع بعضها فهي عِشارٌ فإِذا نُتِجَت كلُّها ووضَعَت فهي لِقاحٌ ويقال للرجل إِذا تكلم فأَشار بيديه تَلَقَّحتْ يداه يُشَبَّه بالناقة إِذا شالت بذنبها تُرِي أَنها لاقِحٌ لئلا يَدْنُوَ منها الفحلُ فيقال تَلَقَّحتْ وأَنشد تَلَقَّحُ أَيْدِيهم كأَن زَبِيبَهُمْ زَبِيبُ الفُحولِ الصِّيدِ وهي تَلَمَّحُ أَي أَنهم يُشيرون بأَيديهم إِذا خَطَبُوا والزبيبُ شِبْهُ الزَّبَدِ يظهر في صامِغَي الخَطِيب إِذا زَبَّبَ شِدْقاه وتَلَقَّحَت الناقة شالت بذنبها تُرِي أَنها لاقِحٌ وليست كذلك واللَّقَحُ أَيضاً الحَبَلُ يقال امرأَة سَريعة اللَّقَحِ وقد يُستعمل ذلك في كل أُنثى فإِما أَن يكون أَصلاً وإِما أَن يكون مستعاراً وقولهم لِقاحانِ أَسودان كما قالوا قطيعان لأَنهم يقولون لِقاحٌ واحدة كما يقولون قطيع واحد وإِبل واحد قال الجوهري واللِّقْحَةُ اللَّقُوحُ والجمع لِقَحٌ مثل قِرْبَة وقِرَبٍ وروي عن عمر رضي الله عنه أَنه أَوصى عُمَّاله إِذ بعثهم فقال وأَدِرُّوا لِقْحَةَ المسلمين قال شمر قال بعضهم أَراد بِلِقْحة المسلمين عطاءهم قال الأَزهري أَراد بِلِقْحةِ المسلِمين دِرَّةَ الفَيْءِ والخَراج الذي منه عطاؤهم وما فُرض لهم وإِدْرارُه جِبايَتُه وتَحَلُّبه وجمعُه مع العَدْلِ في أَهل الفيء حتى يَحْسُنَ حالُهُم ولا تنقطع مادّة جبايتهم وتلقيح النخل معروف يقال لَقِّحُوا نخلَهم وأَلقحوها واللَّقاحُ ما تُلْقَحُ به النخلة من الفُحَّال يقال أَلْقَح القومُ النخْلَ إِلقاحاً ولَقَّحوها تلقيحاً وأَلْقَحَ النخل بالفُحَّالةِ ولَقَحه وذلك أَن يَدَعَ الكافورَ وهو وِعاءُ طَلْع النخل ليلتين أَو ثلاثاً بعد انفلاقه ثم يأْخذ شِمْراخاً من الفُحَّال قال وأَجودُه ما عَتُقَ وكان من عام أَوَّلَ فيَدُسُّون ذلك الشِّمْراخَ في جَوْفِ الطَّلْعة وذلك بقَدَرٍ قال ولا يفعل ذلك إِلا رجل عالم بما يفعل لأَنه إِن كان جاهلاً فأَكثر منه أَحْرَقَ الكافورَ فأَفسده وإِن أَقلَّ منه صار الكافورُ كثيرَ الصِّيصاء يعني بالصيصاء ما لا نَوَى له وإِن لم يُفعل ذلك بالنخلة لم ينتفع بطلعها ذلك العام واللَّقَحُ اسم ما أُخذَ من الفُحَّال ليُدَسَّ في الآخر وجاءنا زَمَنُ اللَّقَاح أَي التلْقيحِ وقد لُقِّحَتِ النخيلُ ويقال للنخلة الواحدة لُقِحتْ بالتخفيف واسْتَلْقَحَتِ النخلةُ أَي آن لها أَن تُلْقَح وأَلْقَحَتِ الريحُ السحابةَ والشجرة ونحو ذلك في كل شيء يحمل واللَّواقِحُ من الرياح التي تَحْمِلُ النَّدَى ثم تَمُجُّه في السحاب فإِذا اجتمع في السحاب صار مطراً وقيل إِنما هي مَلاقِحُ فأَما قولهم لواقِحُ فعلى حذف الزائد قال الله سبحانه وأَرسلنا الرياح لوَاقِحَ قال ابن جني قياسه مَلاقِح لأَن الريح تُلْقِحُ السحابَ وقد يجوز أَن يكون على لَقِحَت فهي لاقِح فإِذا لَقِحَت فَزَكَتْ أَلْقَحت السحابَ فيكون هذا مما اكتفي فيه بالسبب من المسبب وضِدُّه قول الله تعالى فإِذا قرأْتَ القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم أَي فإِذا أَردت قراءة القرآن فاكتفِ بالمُسَبَّب الذي هو القراءة من السبب الذي هو الإِرادة ونظيره قول الله تعالى يا أَيها الذين آمنوا إِذا قمتم إِلى الصلاة أَي إِذا أَردتم القيام إِلى الصلاة هذا كله كلام ابن سيده وقال الأَزهري قرأَها حمزة وأرسلنا الرياحَ لَواقِحَ فهو بَيِّنٌ ولكن يقال إِنما الريح مُلْقِحَة تُلْقِحُ الشجر فقيل كيف لواقح ؟ ففي ذلك معنيان أَحدهما أَن تجعل الريح هي التي تَلْقَحُ بمرورها على التراب والماء فيكون فيها اللِّقاحُ فيقال ريح لاقِح كما يقال ناقة لاقح ويشهد على ذلك أَنه وصف ريح العذاب بالعقيم فجعلها عقيماً إِذ لم تُلْقِحْ والوجه الآخر وصفها باللَّقْح وإِن كانت تُلْقِح كما قيل ليلٌ نائمٌ والنوم فيه وسِرٌّ كاتم وكما قيل المَبْرُوز والمحتوم فجعله مبروزاً ولم يقل مُبْرِزاً فجاز مفعول لمُفْعِل كما جاز فاعل لمُفْعَل إِذا لم يَزِدِ البناءُ على الفعل كما قال ماء دافق وقال ابن السكيت لواقح حوامل واحدتها لاقح وقال أَبو الهيثم ريح لاقح أَي ذات لقاح كما يقال درهم وازن أَي ذو وَزْن ورجل رامح وسائف ونابل ولا يقال رَمَحَ ولا سافَ ولا نَبَلَ يُرادُ ذو سيف وذو رُمْح وذو نَبْلٍ قال الأَزهري ومعنى قوله أَرسلنا الرياح لواقح أَي حوامل جعل الريح لاقحاً لأَنها تحمل الماء والسحاب وتقلِّبه وتصرِّفه ثم تَسْتَدِرُّه فالرياح لواقح أَي حوامل على هذا المعنى ومنه قول أَبي وَجْزَةَ حتى سَلَكْنَ الشَّوَى منهنّ في مَسَكٍ من نَسْلِ جَوَّابةِ الآفاقِ مِهْداجِ سَلَكْنَ يعني الأُتُنَ أَدخلن شَوَاهُنَّ أَي قوائمهن في مَسَكٍ أَي فيما صار كالمَسَكِ لأَيديهما ثم جعل ذلك الماء من نسل ريح تجوب البلاد فجعل الماء للريح كالولد لأَنها حملته ومما يحقق ذلك قوله تعالى هو الذي يُرْسِلُ الرياحَ نُشْراً بين يَدَيْ رَحْمَتِه حتى إِذا أَقَلّتْ سَحاباً ثِقالاً أَي حَمَلَتْ فعلى هذا المعنى لا يحتاج إِلى أَن يكون لاقِحٌ بمعنى ذي لَقْحٍ ولكنها تَحْمِلُ السحاب في الماء قال الجوهري رياحٌ لَواقِحُ ولا يقال ملاقِحُ وهو من النوادر وقد قيل الأَصل فيه مُلْقِحَة ولكنها لا تُلْقِحُ إِلا وهي في نفسها لاقِحٌ كأَن الرياحَ لَقِحَت بخَيْرٍ فإِذا أَنشأَتِ السحابَ وفيها خيرٌ وصل ذلك إِليه قال ابن سيده وريح لاقحٌ على النسب تَلْقَحُ الشجرُ عنها كما قالوا في ضِدِّهِ عَقِيم وحَرْب لاقحٌ مثل بالأُنثى الحامل وقال الأَعشى إِذا شَمَّرَتْ بالناسِ شَهْبَاءُ لاقحٌ عَوانٌ شديدٌ هَمْزُها وأَظَلَّتِ يقال هَمَزَتْه بناب أَي عضَّتْه وقوله وَيْحَكَ يا عَلْقَمةُ بنَ ماعِزِ هل لك في اللَّواقِحِ الجَوائِزِ ؟ قال عنى باللَّواقح السِّياط لأَنه لصٌّ خاطب لِصَّاً وشَقِيحٌ لَقِيحٌ إِتباع واللِّقْحةُ واللَّقْحةُ الغُراب وقوم لَقَاحٌ وحَيٌّ لَقاحٌ لم يدِينُوا للملوك ولم يُمْلَكُوا ولم يُصِبهم في الجاهلية سِباءٌ أَنشد ابن الأَعرابي لَعَمْرُ أَبيكَ والأَنْبَاءُ تَنْمِي لَنِعْمَ الحَيُّ في الجُلَّى رِياحُ أَبَوْا دِينَ المُلُوكِ فهم لَقاحٌ إِذا هِيجُوا إِلى حَرْبٍ أَشاحوا وقال ثعلب الحيُّ اللَّقاحُ مشتق من لَقاحِ الناقةِ لأَن الناقة إِذا لَقِحتْ لم تُطاوِع الفَحْلَ وليس بقويّ وفي حديث أَبي موسى ومُعاذٍ أَما أَنا فأَتَفَوَّقُه تَفَوُّقَ اللَّقُوحِ أَي أَقرؤه مُتَمَهِّلاً شيئاً بعد شيء بتدبر وتفكر كاللَّقُوحِ تُحْلَبُ فُواقاً بعد فُواقٍ لكثرة لَبَنها فإِذا أَتى عليها ثلاثة أَشهر حُلِبتْ غُدْوَةً وعشيًّا الأَزهري قال شمر وتقول العرب إِن لي لَِقْحَةً تُخْبرني عن لِقاحِ الناس يقول نفسي تخبرني فَتَصدُقني عن نفوسِ الناس إِن أَحببت لهم خيراً أَحَبُّوا لي خيراً وإِن أَحببت لهم شرًّا أَحبوا لي شرًّا وقال يزيد بن كَثْوَة المعنى أَني أَعرف ما يصير إِليه لِقاح الناس بما أَرى من لَِقْحَتي يقال عند التأْكيد للبصير بخاصِّ أُمور الناس وعوامِّها وفي حديث رُقْية العين أَعوذ بك من شر كل مُلْقِحٍ ومُخْبل تفسيره في الحديث أَن المُلْقِح الذي يولَد له والمُخْبِل الذي لا يولَدُ له مِن أَلْقَح الفحلُ الناقةَ إِذا أَولدها وقال الأَزهري في ترجمة صَمْعَر قال الشاعر أَحَيَّةُ وادٍ نَغْرَةٌ صَمْعَرِيَّةٌ أَحَبُّ إِليكم أَم ثَلاثٌ لَوَاقِحُ ؟ قال أَراد باللَّواقِح العقارب

( لكح ) لَكَحَه يَلْكَحُه لَكْحاً ضربه بيده وهو شبيه بالوَكْزِ قال يَلْهَزُه طَوراً وطوراً يَلكَحُه وأَورد الأَزهري هذا غير مُرْدَفٍ فقال يلهزه طوراً وطوراً يَلْكَحُ حتى تَراه مائلاً يُرَنَّحُ

( لمح ) لَمَحَ إِليه يَلْمَحُ لَمْحاً وأَلْمَحَ اختلس النظر وقال بعضهم لَمَح نَظر وأَلمحَه هو والأَول أَصح الأَزهري أَلمحتِ المرأَةُ من وجهها إِلماحاً إِذا أَمكنت من أَن تُلْمَحَ تفعل ذلك الحَسْناءُ تُرِي محاسِنها من يَتَصَدَّى لها ثم تُخْفيها قال ذو الرمة وأَلْمَحْنَ لَمْحاً من خُدودٍ أَسِيلةٍ رِواءٍ خَلا ما ان تُشَفَّ المَعَاطِسُ واللَّمْحَةُ النَّظْرَةُ بالعَجَلةِ الفراء في قوله تعالى كَلَمْحٍ بالبصر قال كخَطْفَة بالبصر ولَمَحَ البصَرُ ولَمَحه ببصره والتَّلْماحُ تَفْعالٌ منه ولَمَحَ البرقُ والنجم يَلْمَحُ لَمْحاً ولَمَحاناً كلمَع وبَرْقٌ لامِحٌ ولَمُوحٌ ولَمَّاحٌ قال في عارِضٍ كَمُضِيءِ الصبحِ لَمَّاحِ وقيل لا يكون اللَّمْحُ إِلا من بعيد الأَزهري واللُّمَّاحُ الصُّقُورُ الذكِيَّةُ قاله ابن الأَعرابي الجوهري لَمَحَه وأَلْمَحَه والتَمَحَه إِذا أَبصره بنظر خفيف والاسم اللَّمْحة وفي الحديث أَنه كان يَلْمَحُ في الصلاة ولا يلتفت ومَلامِحُ الإِنسان ما بدا من مَحاسِن وجهه ومَساويه وقيل هو ما يُلْمَحُ منه واحدتها لَمْحةٌ على غير قياس ولم يقولوا مَلْمَحة قال ابن سيده قال ابن جني اسْتَغْنَوْا بِلَمْحَة عن واحد مَلامِح الجوهري تقول رأَيت لَمْحةَ البرق وفي فلان لَمْحة من أَبيه ثم قالوا فيه مَلامِحُ من أَبيه أَي مَشابِهُ فجمعوه على غير لفظه وهو من النوادر وقولهم لأُرِيَنَّك لَمْحاً باصِراً أَي أَمراً واضحاً
( * زاد المجد الألمحي مَن يلمح كثيراً )

( لوح ) اللَّوْحُ كلُّ صَفِيحة عريضة من صفائح الخشب الأَزهري اللَّوْحُ صفيحة من صفائح الخشب والكَتِف إِذا كتب عليها سميت لَوْحاً واللوحُ الذي يكتب فيه واللوح اللوح المحفوظ وفي التنزيل في لوح محفوظ يعني مُسْتَوْدَع مَشِيئاتِ الله تعالى وإِنما هو على المَثَلِ وكلُّ عظم عريض لَوْحٌ والجمع منهما أَلواحٌ وأَلاوِيحُ جمع الجمع قال سيبويه لم يُكَسَّرْ هذا الضرب على أَفْعُلٍ كراهيةَ الضم على الواو « وقوله عز وجل وكتبنا له في الأَلْواحِ قال الزجاج قيل في التفسير إِنهما كانا لَوْحَيْن ويجوز في اللغة أَن يقال لِلَّوْحَيْنِ أَلواح ويجوز أَن يكون أَلواحٌ جمعَ أَكثر من اثنين وأَلواحُ الجسد عظامُه ما خلا قَصَبَ اليدين والرجلين ويُقال بل الأَلواحُ من الجسد كلُّ عظم فيه عِرَضٌ والمِلْواحُ العظيم الأَلواح قال يَتْبَعْنَ إِثْرَ بازِلٍ مِلْواحِ وبعير مِلْواحٌ ورجل مِلْواحٌ ولَوْحُ الكَتِف ما مَلُسَ منها عند مُنْقَطَعِ غيرها من أَعلاها وقيل اللوحُ الكَتفُ إِذا كتب عليها واللَّوْحُ واللُّوحُ أَعْلى أَخَفُّ العَطَشِ وعَمَّ بعضهم به جنس العطش وقال اللحياني اللُّوحُ سرعة العطش وقد لاحَ يَلُوحُ لَوْحاً ولُواحاً ولُؤُوحاً الأَخيرة عن اللحياني ولَوَحاناً والْتَاحَ عَطِشَ قال رؤبة يَمْصَعْنَ بالأَذْنابِ من لُوحٍ وبَقّ ولَوَّحه عَطَّشه ولاحَه العَطَشُ ولَوَّحَه إِذا غَيَّره والمِلْواحُ العطشانُ وإِبلٌ لَوْحَى أَي عَطْشَى وبعير مِلْوَحٌ ومِلْواحٌ ومِلْياحٌ كذلك الأَخيرة عن ابن الأَعرابي فأَما مِلْواحٌ فعلى القياس وأَما مِلْياحٌ فنادر قال ابن سيده وكأَنَّ هذه الواو إِنما قلبت ياء عندي لقرب الكسرة كأَنهم توهموا الكسرة في لام مِلْواح حتى كأَنه لِواحٌ فانقلبت الواو ياء لذلك ومَرْأَة ملْواحٌ كالمذكر قال ابن مُقْبِل بِيضٌ مَلاوِيحُ يومَ الصَّيْفِ لا صُبُرٌ على الهَوانِ ولا سُودٌ ولا نُكُعُ أَبو عبيد المِلْواحُ من الدواب السريعُ العطشِ قال شمر وأَبو الهيثم هو الجَيِّدُ الأَلواح العظيمها وقيل أَلواحه ذراعاه وساقاه وعَضُداه ولاحَه العطشُ لَوْحاً ولَوَّحَه غَيَّرَه وأَضمره وكذلك السفرُ والبردُ والسُّقْمُ والحُزْنُ وأَنشد ولم يَلُحْها حَزَنٌ على ابْنِمِ ولا أَخٍ ولا أَبٍ فَتَسْهُمِ وقِدْحٌ مُلَوَّحٌ مُغَيَّر بالنار وكذلك نَصْلٌ مُلَوَّحٌ وكل ما غَيَّرته النارُ فقد لَوَّحَته ولَوَّحَته الشمسُ كذلك غَيَّرته وسَفَعَتْ وجْهَه وقال الزجاج في قوله عز وجل لَوَّاحةٌ للبشر أَي تُحْرِقُ الجلدَ حتى تُسَوِّده يقال لاحَه ولَوَّحَه ولَوَّحْتُ الشيءَ بالنار أَحميته قال جِرانُ العَوْدِ واسمه عامر بن الحرث عُقابٌ عَقَنْباةٌ كَأَنَّ وَظِيفَها وخُرْطُومَها الأَعْلى بنارٍ مُلَوَّحُ وفي حديث سَطِيح في رواية يَلوحُه في اللُّوحِ بَوْغاءُ الدِّمَنْ اللُّوحُ الهواء ولاحَه يَلوحُه غَيَّرَ لونَه والمِلْواحُ الضامر وكذلك الأُنثى قال من كلِّ شَقَّاءِ النَّسا مِلْواحِ وامرأَة مِلْواحٌ ودابة مِلواحٌ إِذا كان سريع الضُّمْر ابن الأَثير وفي أَسماء دوابه عليه السلام أَن اسم فرسه مُلاوِحٌ وهو الضامر الذي لا يَسْمَنُ والسريع العطش والعظيمُ الأَلواح وهو المِلْواحُ أَيضاً واللَّوْحُ النظرة كاللَّمْحة ولاحَه ببصره لَوْحةً رآه ثم خَفِيَ عنه وأَنشد وهل تَنْفَعَنِّي لَوْحةٌ لو أَلُوحُها ؟ ولُحْتُ إِلى كذا أَلُوحُ إِذا نظرت إِلى نار بعيدة قال الأَعشى لَعَمْري لقد لاحتَ عُيُونٌ كثيرةٌ إِلى ضَوْءِ نارٍ في يَفاعٍ تُحَرَّقُ أَي نَظَرَتْ ولاحَ البرقُ يَلوح لَوْحاً ولُؤُوحاً ولَوَحاناً أَي لمَحَ وأَلاحَ البرقُ أَوْمَضَ فهو مُلِيح وقيل أَلاحَ ما حَوْله قال أَبو ذؤيب رأَيتُ وأَهْلي بِوادِي الرَّجِي عِ من نَحْوِ قَيْلَةَ بَرْقاً مُلِيحا وأَلاحَ بالسيف ولَوَّحَ لمَعَ به وحَرَّكه ولاحَ النجمُ بدا وأَلاحَ أَضاء وبدا وتلأْلأَ واتسع ضَوْءُه قال المُتَلَمِّسُ وقد أَلاحَ سُهَيْلٌ بعدما هَجَعُوا كأَنه ضَرَمٌ بالكَفِّ مَقْبُوسُ ابن السكيت يقال لاحَ سُهَيْلُ إِذا بدا وأَلاحَ إِذا تلأْلأَ ويقال لاحَ السيفُ والبرقُ يَلُوحُ لَوْحاً ويقال للشيء إِذا تلأْلأَ لاحَ يَلوحُ لَوْحاً ولُؤُوحاً ولاح لي أَمرُك وتَلَوَّحَ بانَ ووَضَحَ ولاحَ الرجلُ يَلُوح لُؤُوحاً برز وظهر أَبو عبيد لاحَ الرجلُ وأَلاحَ فهو لائح ومُلِيحٌ إِذا برز وظهر وقول أَبي ذؤيب وزَعْتَهُمُ حتى إِذا ما تَبَدَّدوا سِراعاً ولاحَتْ أَوْجُهٌ وكُشُوحُ إِنما يريد أَنهم رُمُوا فسقطت تِرَسَتُهم ومَعابِلُهُمْ وتفرّقوا فأَعْوَرُوا لذلك وظهرتْ مَقاتِلُهم ولاحَ الشيبُ يَلوح في رأْسه بدا ولَوَّحه الشيبُ بَيَّضَه قال من بَعْدِ ما لَوَّحَكَ القَتيرُ وقال الأَعشى فلئن لاحَ في الذُّؤابةِ شَيْبٌ يا لَبَكْرٍ وأَنْكَرَتْني الغَواني وقول خُفافِ بن نُدْبَةَ أَنشده يعقوب في المقلوب فإِمَّا تَرَيْ رأْسِي تَغَيَّرَ لَوْنُه ولاحتْ لَواحِي الشيبِ في كلِّ مَفْرَقِ قال أَراد لوائحَ فقَلَبَ وأَلاحَ بثوبه ولَوَّح به الأَخيرة عن اللحياني أَخذ طَرَفَه بيده من مكان بعيد ثم أَداره ولمَع به ليُرِيَهُ من يحبُّ أَن يراه وكلُّ من لمَع بشيء وأَظهره فقد لاحَ به ولَوَّح وأَلاحَ وهما أَقل وأَبيضُ يَقَقٌ ويَلَقٌ وأَبيضُ لِياحٌ ولَياحٌ إِذا بُولِغَ في وصفه بالبياض قلبت الواو في لَياح ياء استحساناً لخفة الياء لا عن قوّة علة وشيء لَِياحٌ أَبيض ومنه قيل للثور الوحشي لَِياحٌ لبياضه قال الفراء إِنما صارت الواو في لياح ياء لانكسار ما قبلها وأَنشد أَقَبُّ البَطْنِ خَفَّاقُ الحَشايا يُضِيءُ الليلَ كالقَمَرِ اللِّياحِ قال ابن بري البيت لمالك بن خالد الخُناعِي يمدح زُهَيرَ بنَ الأَغَرّ قال والصواب أَن يقول في اللِّياحِ إِنه الأَبيض المتلأْلئ ومنه قولهم أَلاحَ بسيفه إِذا لمع به والذي في شعره خَفَّاقٌ حشاه قال وهو الصحيح أَي يَخْفِقُ حَشاه لقلة طُعْمِه وقبله فَتًى ما ابنُ الأَغَرِّ إِذا شَتَوْنا وحُبَّ الزادُ في شَهْرَيْ قُِماحِ وشهْرا قُِمحٍ هما شهرا البرد واللِّياحُ واللَّياحُ الثور الوحشي وذلك لبياضه واللَّياحُ أَيضاً الصبح ولقيته بِلَياحٍ إِذا لقيته عند العصر والشمس بيضاء الياس في كل ذلك منقلبة عن واو للكسرة قبلها وأَما لَياحٌ فشاذ انقلبت واوه ياء لغير علة إِلاَّ طلب الخفة وكان لحمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه سيف يقال له لَِياحٌ ومنه قوله قد ذاقَ عُثْمانُ يومَ الجَرِّ من أُحُدٍ وَقْعَ اللَّياحِ فأَوْدَى وهو مَذموم قال ابن الأَثير هو من لاحَ يَلوح لِياحاً إِذا بدا وظهر والأَلواحُ السِّلاحُ ما يَلوحُ منه كالسيف والسِّنان قال ابن سيده والأَلواحُ ما لاحَ من السلاح وأَكثر ما يُعْنى بذلك السيوفُ لبياضِها قال عمرو بن أَحمر الباهلي تُمْسِي كأَلْواحِ السلاحِ وتُضْ حِي كالمَهاةِ صَبِيحةَ القَطْرِ قال ابن بري وقيل في أَلواح السلاح إِنها أَجفانُ السيوف لأَن غِلافَها من خشب يراد بذلك ضمورها يقول تمسي ضامرة لا يضرها ضُمْرُها وتصبح كأَنها مَهاةٌ صبيحةَ القطر وذلك أَحسن لها وأَسرع لعَدْوها وأَلاحَه أَهلكه واللُّوحُ بالضم الهواء بين السماء والأَرض قال لطائر ظَلَّ بنا يخُوتُ يَنْصَبُّ في اللُّوحِ فما يَفوتُ وقال اللحياني هو اللُّوحُ واللَّوْحُ لم يحك فيه الفتح غيره ويقال لا أَفعل ذلك ولو نَزَوْتَ في اللُّوحِ أَي ولو نَزَوْتَ في السُّكاك والسُّكاكُ الهواءُ الذي يلاقي أَعْنانَ السماء ولَوَّحه بالسيف والسَّوْط والعصا علاه بها فضربه وأَلاحَ بَحقي ذهب به وقلت له قولاً فما أَلاحَ منه أَي ما استحى وأَلاحَ من الشيء حاذر وأَشْفَقَ قال يُلِحْنَ من ذي دَأَبٍ شِرْواطِ مُحْتَجِزٍ بخَلَقٍ شِمْطاطِ ويروى ذي زَجَلٍ وأَلاحَ من ذلك الأَمر إِذا أَشفق ومنه يُلِيحُ إِلاحةً قال وأَنشدنا أَبو عمرو إِنّ دُلَيْماً قد أَلاحَ بِعَشي وقال أَنْزِلْنِي فلا إِيضاعَ بي أَي لا سير بي وهذا في الصحاح إِنَّ دُلَيماً قد أَلاح من أَبي قال ابن بري دُلَيم اسم رجل والإِيضاعُ سير شديد وقوله فلا إِيضاع بي أَي لست أَقدر على أَن أَسيرَ الوُضْعَ والياء رَوِيُّ القصيدة بدليل قوله بعد هذا وهُنَّ بالشُّقْرةِ يَفْرِينَ الفَرِي هنّ ضمير الإِبل والشُّقْرة موضع ويَفْرِينَ الفَرِي أَي يأْتين بالعجب في السير وأَلاحَ على الشيء اعتمد وفي حديث المغيرة أَتحلف عند مِنبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأَلاحَ من اليمين أَي أَشفق وخاف والمِلْواحُ أَن يَعْمِدَ إِلى بُومةٍ فيَخِيطَ عينها ويَشُدَّ في رجلها صوفة سوداء ويَجعلَ له مَِرْبَأَةً ويَرْتَبِئَ الصائدُ في القُتْرةِ ويُطِيرها ساعةً بعد ساعة فإِذا رآها الصقر أَو البازي سقط عليها فأَخذه الصياد فالبومة وما يليها تسمى مِلْواحاً

( ليح ) اللَّيَاحُ واللِّياحُ الثور الأَبيض ويقال للصبح أَيضاً لَِياحٌ ويبالغ فيه فيقال أَبيضُ لَِياحٌ قال الفارسي أَصل هذه الكلمة الواو ولكنها شذت فأَما لِياحٌ فياؤُه منقلبة للكسرة التي قبلها كانقلابها في قِيامٍ ونحوه وأَما رجل مِلْياحٌ في مِلْواح فإِنما قلبت فيه الواو ياء للكسرة التي في الميم فتوهَّموها على اللام حتى كأَنهم قالوا لِواحٌ فقلبوها ياء لذلك قال ابن سيده وليس هذا بابه إِنما ذكرناه لنُحَذِّرَ منه وقد ذكر في باب الواو

( متح ) المَتْحُ جَذْبُكَ رِشاءَ الدَّلْو تَمُدُّ بيد وتأْخذ بيد على رأْس البئر مَتَحَ الدلوَ يَمْتَحُها مَتْحاً ومَتَح بها وقيل المَتْحُ كالنزع غير أَن المَتْحَ بالقامة وهي البَكْرَةُ قال ولولا أَبو الشَّقْراءِ ما زالَ ماتِحٌ يُعالجُ خَطَّاءً بإِحدى الجَرائِر وقيل الماتِحُ المُسْتَقِي والمائحُ الذي يملأُ الدلو من أَسفل البئر تقول العرب هو أَبْصَرُ من المائح باسْتِ الماتح تعني أَن الماتح فوق المائح فالمائح يَرَى الماتحَ ويرى اسْتَه ويقال رجل ماتح ورجال مُتَّاحٌ وبعير ماتحٌ وجِمالٌ مَواتح ومنه قول ذي الرمة ذِمامُ الرَّكايا أَنْكَرَتْها المَواتِحُ الجوهري الماتحُ المستقي وكذلك المَتُوحُ يقال مَتَحَ الماءَ يَمْتَحُه مَتْحاً إِذا نزعه وفي حديث جرير ما يُقامُ ماتِحُها الماتحُ المستقي من أَعلى البئر أَراد أَن ماءها جارٍ على وجه الأَرض فليس يقامُ بها ماتح لأَن الماتح يحتاج إِلى إِقامته على الآبار ليستقي وتقول مَتَح الدَّلْوَ يَمْتَحُها مَتْحاً إِذا جذبها مستقياً بها وماحَها يَميحُها إِذا ملأَها وبئر مَتُوح يُمْتَحُ منها على البَكْرَةِ وقيل قريبة المَنْزَعِ وقيل هي التي يُمدُّ منها باليدين على البَكْرَةِ نَزْعاً والجمع مُتُحٌ والإِبل تَتَمَتَّحُ في سيرها تُراوِحُ أَيديها قال ذو الرمة لأَيْدي المَهارى خَلْفَها مُتَمَتَّحُ وبيننا فَرْسَخٌ مَتْحاً أَي مَدّاً وفرسخ ماتحٌ ومَتَّاحٌ ممتدّ وفي الأَزهري مَدَّادٌ وسئل ابن عباس عن السفر الذي تُقْصَرُ فيه الصلاةُ فقال لا تقصر إِلا في يوم مَتَّاحٍ إِلى الليل أَراد لا تقصر الصلاة إِلا في مسيرة يوم يمتدّ فيه السير إِلى المَساءِ بلا وَتِيرةٍ ولا نزول الأَصمعي يبقال مَتَحَ النهارُ ومَتَحَ الليلُ إِذا طالا ويوم مَتَّاح طويل تامّ يقال ذلك لنهار الصيف وليل الشتاء ومَتَحَ النهارُ إِذا طال وامتدّ وكذلك أَمْتَحَ وكذلك الليلُ وقولهم سِرْنا عُقْبَةً مَتُوحاً أَي بعيدة الجوهري ومَتَحَ النهار لغة في مَتَعَ ِْإِذا ارْتفع وليل مَتَّاح أَي طويل ومَتَح بسَلْحِه ومَتَخَ به رمى به ومَتَحَ بها ضَرَطَ ومَتَحَ الخمسين قارَبَها والخاءُ أَعلى ومَتَحَه عشرين سوطاً عن ابن الأَعرابي ضربه أَبو سعيد المَتْحُ القَطْع يقال مَتَحَ الشيءَ ومَتَخَه إِذا قطعه من أَصله وفي حديث أُبَيٍّ فلم أَر الرجالَ مَتَحَتْ أَعناقَها إِلى شيء مُتُوحَها إِليه أَي مدت أَعناقها نحوه وقوله مُتُوحَها مصدر غير جار على فعله أَو يكون كالشُّكور والكُفور الأَزهري في ترجمة نَتَحَ روى أَبو تراب عن بعض العرب امتَتَحْتُ الشيءَ وانْتَتَحْته وانتزعته بمعنى واحد ويقال للجراد إِذا ثَبَّتَ أَذْنابه ليَبيضَ مَتَحَ وأَمْتَح ومَتَّحَ وبَنَّ وأَبَنَّ وبَنَّنَ وقَلَزَ وأَقْلَزَ وقَلَّزَ الأَزهري ومَتَخَ الجرادُ بالخاء مثل مَتَح

( مجح ) التَّمَجُّحُ والتَّبَجُّحُ بالميم والباء البَذْخ والفخرُ وهو يَتَمَجَّحُ ويَتَبَجَّحُ ومَجَحَ يَمْجَحُ مَجْحاً كَبَجَحَ ورجل مَجَّاحٌ بَجَّاحٌ بما لا يملك يمانية ومَجَِحَ مَجْحاً
( * قوله « ومجح مجحاً إلخ » من بابي منع وفرح كما صرح به شارح القاموس ) ومَجَحاً تَكَبَّر والدلوَ في البئر خَضْخَضَها كذلك

( محح ) المَحُّ الثوبُ الخَلَقُ البالي مَحَّ يَمِحُّ ويَمُحُّ ويَمَحُّ مُحُوحاً ومَحَحاً وأَمَحَّ يُمِحُّ إِذا أَخْلَقَ وكذلك الدار إِذا عَفَتْ وأَنشد أَلا يا قَتْلَ قد خَلُقَ الجَدِيدُ وحُبُّكِ ما يُمِحُّ وما يَبِيدُ وثوب ماحٌّ وفي الحديث فلن تأْتِيَكَ حجة إِلا دَحَضَتْ ولا كتاب زُخْرُفٌ إِلا ذهب نوره ومَحَّ لونُه مَحَّ الكتابُ وأَمحَّ أَي دَرَس وثوب مَحٌّ خَلَقٌ وفي حديث المُنَعَّمةِ وثوبي مَحٌّ أَي خَلَقٌ بالٍ ومُحُّ كل شيءٍ خالصه والمُحُّ والمُحَّةُ صُفْرة البيض قال ابن سيده وإِنما يريدون فَصَّ البيضة لأَن المُحَّ جوهر والصفرة عرض ولا يعبر بالعرض عن الجوهر اللهم إِلا أَن تكون العرب قد سمت مُحَّ البيضة صُفْرَةً قال وهذا ما لا أَعرفه وإِن كانت العامّة قد أُولِعَتْ بذلك وأَنشد الأَزهري لعبد الله بن الزِّبَعْرى كانت قُرَيشٌ بَيْضَةً فتَفَلَّقَتْ فالمُحُّ خالِصُها لعبدِ مَنافِ قال ابن بري من روى خالصة بالتاء فهو في الأصل مصدر كالعافية ومنه قوله تعالى إِنا أَخلصناهم بخالصة ذِكْرَى الدار فذكرى فاعلة بخالصة تقديره بأَن خلصت لهم ذكرى الدار وقد قرئَ بالإِضافة وهي في القِراءَتين مصدر ومن روى خالصه بالهاء فلا إِشكال فيه وقال ابن شُمَيْل مُحُّ البيض ما في جوفه من أَصفر وأَبيض كلُّه مُحٌّ قال ومنهم من قال المُحَّةُ الصفراء والغِرْقئُ البياضُ الذي يؤْكل أَبو عمرو يقال لبياض البيض الذي يؤْكل الآحُ ولصفرتها الماحُ والمُحاحُ الجوعُ ورجل مَحَّاحٌ كذاب يُرْضِي الناسَ بالقول دون الفعل وفي التهذيب يرضي الناسَ بكلامه ولا فعل له وهو الكذوب وقيل هو الكذاب الذي لا يصدقك أَثره يكذبك من أَين جاءَ قال ابن دريد أَحسبهم رووا هذه الكلمة عن أَبي الخطاب الأَخفش ويقال مَحَّ الكذاب يَمُحُّ مَحاحَةً ورجل مَحْمَحٌ ومُحامِحٌ
( * قوله « ومحامح » الذي في القاموس المحمح والمحماح أي بفتح فسكون فيهما لكن الشارح أقر ما هنا فيكون ثلاث لغات وزاد المجد أيضاً المحاح كسحاب الأرض القليلة الحمض والأمح السمين كالأبج وتمحمح تبحبح وتمحمحت المرأَة دنا وضعها ) خفيف نَذْلٌ وقيل ضَيِّقٌ بخيل قال اللحياني وزعم الكسائي أَنه سمع رجلاً من بني عامر يقول إِذا قيل لنا أَبَقِيَ عندكم شيءٌ ؟ قلنا مَحْماح أَي لم يبق شيءٌ الأَزهري مَحْمَحَ الرجلُ إِذا أَخلص مودته

( مدح ) المَدْح نقيض الهجاءِ وهو حُسْنُ الثناءِ يقال مَدَحْتُه مِدْحَةً واحدة ومَدَحَه يَمْدَحُه مَدْحاً ومِدْحَةً هذا قول بعضهم والصحيح أَن المَدْحَ المصدر والمِدْحَةَ الاسم والجمع مِدَحٌ وهو المَدِيحُ والجمع المَدائحُ والأَماديح الأَخيرة على غير قياس ونظيره حَديثٌ وأَحاديثُ قال أَبو ذؤَيب لو كان مِدْحةُ حَيٍّ مُنْشِراً أَحداً أَحْيا أَباكُنَّ يا لَيْلى الأَماديحُ قال ابن بري الرواية الصحيحة ما رواه الأَصمعي وهو لو أَن مِدْحةَ حَيٍّ أَنْشَرَتْ أَحَداً أَحيا أُبُوَّتَكَ الشُّمَّ الأَماديحُ وأَنشرت أَحسنُ من منشراً لأَنه ذكر المؤَنث وكان حقه أَن يقول منشرة ففيه ضرورة من هذا الوجه وأَما قوله أَحيا أُبُوَّتك فإِنه يخاطب به رجلاً من أَهله يرثيه كان قتل بالعَمْقاءِ وقبله بأَبيات أَلْفَيْته لا يَذُمُّ القِرْنُ شَوْكَتَه ولا يُخالِطُه في البأْسِ تَسْمِيحُ والتسميحُ الهروب والبأْس بأْس الحرب والمَدائِح جمع المديح من الشعر الذي مُدِحَ به كالمِدْحة والأُمْدُوحةِ ورجل مادِحٌ من قوم مُدَّح ومَديحٌ مَمْدوح وتَمَدَّحَ الرجلُ تكلَّف أَن يُمْدَحَ ورجل مُمَدَّح أَي مَمْدوحٌ جدّاً ومَدَحَ للمُثْنِي لا غير ومَدَح الشاعرُ وامْتَدَح وتَمَدَّح الرجل بما ليس عنده تَشَبَّع وافتخر ويقال فلان يَتَمَدَّحُ إِذا كان يُقَرِّظُ نفسه ويثني عليها والمَمادِحُ ضدّ المَقابح وامْتَدَحتِ الأَرض وتَمَدَّحَتْ اتسعت أُراه على البدل من تَنَدَّحَتْ وانْتَدَحَتْ وامْدَحَّ بطنُه لغة في انْدَحَّ أَي اتسَع وتَمَدَّحتْ خواصر الماشية اتسعت شِبَعا مثل تَنَدَّحَتْ قال الراعي يصف فرساً فلما سَقَيْناها العَكِيسَ تَمَدَّحَتْ خَواصِرُها وازداد رَشْحاً وَريدُها يروى بالدال والذال جميعاً قال ابن بري الشعر للراعي يصف امرأَة وهي أُمُّ خَنْزَرِ بن أَرْقَمَ وكان بينه وبين خَنْزَرٍ هِجاءٌ فهجاه بكون أُمه تَطْرُقُهُ وتطلب منه القِرى وليس يصف فرساً كما ذكر لأَن شعره يدل على أَنه طرقته امرأَة تطلب ضيافته ولذلك قال قبله فلما عَرَفْنا أَنها أُمُّ خَنْزَرٍ جَفاها مَواليها وغابَ مُفِيدُها رَفَعْنا لها ناراً تُثَقِّبُ للقِرى ولِقْحَةَ أَضيافٍ طَويلاً رُكُودُها ولما قَضَتْ من ذي الإِناءِ لُبانةً أَرادتْ إِلينا حاجةً لا نُريدُها والعكيس لبن يخلط بمرق

( مذح ) المَذَحُ التواءٌ في الفخذين إِذا مشى انسَحجت إِحداهما بالأُخرى ومَذِحَ الرجلُ يَمْذَحُ مَذَحاً إِذا اصْطَكَّتْ فخذاه والتوتا حتى تَسَحَّجتا ومَذِحَتْ فخذاه قال الشاعر إِنكِ لو صاحبتِنا مَذِحْتِ وحَكَّكِ الحِنْوانِ فانْفَشَحْتِ الأَصمعي إِذا اصْطَكَّتْ أَليتا الرجل حتى تَنْسَحِجا قيل مَشِقَ مَشَقاً قال وإِذا اصطكت فخذاه قيل مَذِحَ يَمْذَحُ مَذَحاً ورجل أَمْذَحُ بَيِّنُ المَذَحِ وقد مَذِحَ للذي تصطك فخذاه إِذا مشى قال الأَعشى فَهُمُ سُودٌ قِصارٌ سَعْيُهُمْ كالخُصَى أَشْعَلَ فيهنَّ المَذَحْ والذي في شعره أَشعل على ما لم يُسَمَّ فاعله وفَسَّرَ المَذَحَ بأَنه الحكة في الأَفخاذ وقيل إِنه جزء من السَّحْج وفي حديث عبد الله بن عمرو قال وهو بمكة لو شِئتُ لأَخَذْتُ سِبَّتي فَمَشَيتُ بها ثم لم أَمْذَحْ حتى أَطأَ المكانَ الذي تخرجُ منه الدابةُ قال المَذَحُ أَن تَصْطَكَّ الفَخِذانِ من الماشي وأَكثر ما يَعْرِضُ للسمين من الرجال وكان ابن عمرو كذلك يقال مَذِحَ يَمْذَحُ مَذَحاً وأَراد قرب الموضع الذي تخرج منه وقيل المَذَح احتراق ما بين الرُّفْغَيْنِ والأَلْيَتَيْن ومَذِحَتِ الضأْنُ مَذَحاً عَرِقَتْ أَرفاغُها ومَذِحَتْ خُصْيةُ التَّيْسِ مَذَحاً إِذا احْتَكَّ بشيءٍ فتشققت منه وقيل المَذَحُ أَن يَحْتَكَّ الشيءُ بالشيءِ فيتشَقَّقَ قال ابن سيده وأُرى ذلك في الحيوان خاصة وتَمَذَّحَتْ خاصرته انتفخت قال الراعي فلما سقيناها العَكيسَ تَمَذَّحَتْ خواصرُها وازدادَ رَشْحاً وَريدُها والتَّمَذُّحُ التَّمَدُّدُ يقال شَرِبَ حتى تَمَذَّحَت خاصرته أَي انْتَفَخَتْ من الرِّيِّ

( مرح ) المَرَحُ شدَّة الفَرَحِ والنشاط حتى يجاوزَ قَدْرَه وقد أَمْرَحَه غيره والاسم المِراحُ بكسر الميم وقيل المَرَحُ التبختر والاختيالُ وفي التنزيل ولا تَمْشِ في الأَرض مَرَحاً أَي متبختراً مختالاً وقيل المَرَحُ الأَشَرُ والبَطَرُ ومنه قوله تعالى بما كنتم تَفْرَحونَ في الأَرض بغير الحق وبما كنتم تَمْرَحُونَ وقد مَرِحَ مَرَحاً ومِراحاً ورجل مَرِحٌ من قوم مَرْحى ومَراحى ومِرِّيحٌ بالتشديد مثل سِكِّيرٍ من قوم مِرِّيحينَ ولا يُكَسَّرُ ومَرِحَ بالكسر مَرَحاً نَشِطَ وفي حديث عليّ زَعَمَ ابن النابغة أَني تِلْعابَةُ تِمْراحة قال ابن الأَثير هو من المَرَح وهو النَّشاطُ والخِفَّة والتاءُ زائدة وهو من أَبنية المبالغة وأَتى به في حرف التاءِ حملاً على ظاهر لفظه وفَرَسٌ مَرُوحٌ ومِمْرَحٌ ومِمْراحٌ نَشِيطٌ وقد أَمْرَحه الكَلأُ وناقة مِمْراحٌ ومَرُوحٌ كذلك قال تَطْوي الفَلا بمَروحٍ لَحْمُها زِيَم وقال الأَعشى يصف ناقة مَرِحَتْ حُرَّةٌ كقَنْطَرَةِ الرُّو مِيِّ تَفْرِي الهَجيرَ بالإِرْقالِ ابن سيده المَرُوحُ الخَمْرُ سميت بذلك لأَنها تَمْرَحُ في الإِناءِ قال عُمارة من عُقارٍ عنْدَ المِزاج مَرُوح وقول أَبي ذؤيب مُصَفَّقَةٌ مُصَفَّاةٌ عُقارٌ شَآمِيَةٌ إِذا جُلِيتْ مَرُوحُ أَي لها مِراحٌ في الرأْس وسَوْرَةٌ يَمْرَحُ مَن يشربها وقَوْسٌ مَرُوحٌ يَمْرَحُ راؤُوها عَجَباً إِذا قَلَّبُوها وقيل هي التي تَمْرَح في إِرسالها السهم تقول العرب طَرُوحٌ مَروحٌ تُعْجلُ الظَّبْيَ أَن يَرُوَح الجوهري قوس مَروحٌ كأَنَّ بها مَرَحاً من حُسْنِ إِرسالها السهمَ ومَرْحَى كلمة تقال للرامي إِذا أَصاب قال ابن مقبل أَقولُ والحَبْلُ مَعْقُودٌ بمِسْحَلِه مَرْحَى له إلإِن يَفُتْنا مَسْحُه يَطِرِ أَبو عمرو بنُ العَلاءِ إِذا رمى الرجل فأَصاب قيل مَرْحَى له وهو تعجب من جَوْدة رميه وقال أُمَيَّة بن أَبي عائذ يُصِيبُ القَنِيصَ وصِدْقاً يقو لُ مَرْحى وأَيحَى إِذا ما يُوالي مَرْحى وأَيْحى كلمةُ التعجب شِبْهُ الزَّجْرِ وإِذا أَخطأَ قيل له بَرْحى ومَرِحَتِ الأَرضُ بالنبات مَرَحاً أَخرجته وأَرض مِمْراح إِذا كانت سريعة النبات حين يصيبها المطر الأَصمعي المِمْراح من الأَرض التي حالت سنة فلم تَمْرَحْ بنباتها ومَرِحَ الزرع يَمْرَحُ خرج سُنْبُله ومَرِحَتِ العينُ مَرَحاناً اشتدّ سَيَلانُها قال كأَنَّ قَذًى في العين قد مَرِحتْ به وما حاجةُ الأُخْرَى إِلى المَرَحانِ وقيل مَرِحتْ مَرَحاناً ضَعُفَت قال ابن بري هذا البيت ينسب إِلى النابغة الجَعْدي وقبله تَواهَسَ أَصحابي حديثاً فَقِهْتُه خَفِيًّا وأَعْضادُ المَطِيِّ عَواني التواهُسُ التسارُرُ أَراد أَن أَصحابه تَسارُّوا بحديث حَرْبه والغواني هنا العوامل وقد قيل في مَرِحَت العين إِنها بمعنى أَسْبلت الدَّمْعَ وكذلك السحابُ إِذا أَسْبَلَ المَطَرَ والمعنى أَنه لما بكى أَلمَتْ عينُه فصارت كأَنها قَذِيَّة ولما أَدام البكاء قَذِيَتِ الأُخْرَى وهذا كقول الآخر بَكَتْ عَيْنيَ اليُمْنى فلما زَجَرْتُها عن الجَهْلِ بعد الحِلْمِ أَسْبَلَتَا مَعَا وقال شمر المَرَحُ خروجُ الدمع إِذا كثر وقال عَدِيّ بن زيد مَرِحٌ وَبْلُه يَسُحُّ سُيُوبَ ال ماءِ سَحًّا كأَنَّه مَنْحُورُ وعين مِمْراح سريعة البكاء ومَرِحَتْ عينه مَرَحاناً فَسَدَتْ وهاجتْ وعين مِمْراحٌ غريزة الدمع ومَرَّحَ الطعامَ نَقَّاه من الغَبا
( * قوله « تقاه من الغبا » عبارة القاموس وشرحه والتمريح تنقية الطعام من العفا هكذا في سائر النسخ وفي بعض الأمهات من الغبا اه ولم نجد للعفا بالعين المهملة والفاء ولا للغبا بالغين المعجمة والباء الموحدة معنى يناسب هنا ولعله الغفا بالغين المعجمة والفاء شيء كالزؤان أو التبن كما نص عليه المجد وغيره ) بالمَحاوِق أي المكانس ومَرَّحَ جِلْدَه دَهَنَه قال سَرَتْ في رَعِيلٍ ذي أَداوَى مَنُوطةٍ بِلَبَّاتِها مَدْبوغةٍ لم تُمَرَّحِ قوله سرت يعني قطاة في رَعيل أَي في جماعة قَطاً ذي أَداوَى يعني حواصلها منوطة معلقة بلَبَّاتها يعني مواضع المَنْحَر وقيل التمريح أَن تُؤْخَذَ المَزادة أَولَ ما تَخْرَزُ فَتُمْلأَ ماء حتى تمتلئ خروزها وتنتفخ والاسم المَرَحُ وقد مَرِحَتْ مَرَحاناً قال أَبو حنيفة ومَزادةٌ مرِحة لا تُمْسك الماءَ ويقال قد ذهب مَرَحُ المَزادة إِذا انسدت عيونها ولم يسل منها شيء ابن الأَعرابي التمريح تطييب القربة الجديدة بأَذْخِرٍ أَو شيح فإِذا طُيِّبَتْ بطين فهو التشريب وبعضهم جعل تمريح المزادة أَن تملأَها ماء حتى تَبْتَلَّ خُرُوزها ويكثر سيلانها قبل انتفاخها فذلك مَرَحُها ومَرَّحْتُ القِرْبةَ شَرَّبْتُها وهو أَن تملأَها ماء لتَنْسَدَّ عيونُ الخُرَز والمِراحُ موضع قال تَرَكنا بالمِراحِ وذي سُحَيْمٍ أَبا حَيَّانَ في نَفَرٍ مَنافى ومَرَحَيَّا زَجْرٌ عن السيرافي ومَرْحَى ناقة بعينها عن ابن الأَعرابي وأَنشد ما بالُ مَرْحَى قد أَمْسَتْ وهي ساكنةٌ باتتْ تَشَكَّى إليَّ الأَيْنَ والنَّجَدا

( مزح ) المَزْحُ الدُّعابةُ وفي المحكم المَزْحُ نقيضُ الجِدِّ مَزَحَ يَمْزَحُ مَزْحاً ومِزاحاً ومُزاحاً ومُزاحةً
( * قوله « ومزاحة » بضم الميم كما ضبطه المجد وفتحها الفيومي نقل شارح القاموس ان المزاح المباسطة إلى الغير على جهة التلطف والاستعطاف دون أذية ) وقد مازَحه مُمازَحةً ومِزاحاً والاسم المُزاح بالضم والمُزاحة أَيضاً وأَرَى أَبا حنيفة حكى أَمْزِحْ كرْمَك بقطع الأَلف بمعنى عَرِّشْه الجوهري المِزاح بالكسر مصدر مازَحه وهما يَتَمازَحانِ الأَزهري المُزَّحُ من الرجال الخارجون من طَبْعِ الثُّقَلاء المتميزون من طبع البُغَضاء

( مسح ) المَسْحُ القول الحَسَنُ من الرجل وهو في ذلك يَخْدَعُكَ تقول مَسَحَه بالمعروف أَي بالمعروف من القول وليس معه إِعطاء وإِذا جاء إِعطاء ذهب المَسْحُ وكذلك مَسَّحْتُه والمَسْحُ إِمراركَ يدك على الشيء السائل أَو المتلطخ تريد إِذهابه بذلك كمسحك رأْسك من الماء وجبينك من الرَّشْح مَسَحَه يَمْسَحُه مَسْحاً ومَسْحَه وتَمَسَّح منه وبه في حديث فَرَسِ المُرابِطِ أَنَّ عَلَفَه ورَوْثه ومَسْحاً عنه في ميزانه يريد مَسْحَ الترابِ عنه وتنظيف جلده وقوله تعالى وامْسَحُوا برؤُوسكم وأَرجلكم إِلى الكعبين فسره ثعلب فقال نزل القرآن بالمَسْح والسنَّةُ بالغَسْل وقال بعض أَهل اللغة مَنْ خفض وأَرجلكم فهو على الجِوارِ وقال أَبو إِسحق النحوي الخفض على الجوار لا يجوز في كتاب الله عز وجل وإِنما يجوز ذلك في ضرورة الشعر ولكن المسح على هذه القراءة كالغسل ومما يدل على أَنه غسل أَن المسح على الرجل لو كان مسحاً كمسح الرأْس لم يجز تحديده إِلى الكعبين كما جاز التحديد في اليدين إِلى المرافق قال الله عز وجل فامسحوا برؤُوسكم بغير تحديد في القرآن وكذلك في التيمم فامسحوا بوجوهكم وأَيديكم منه من غير تحديد فهذا كله يوجب غسل الرجلين وأَما من قرأَ وأَرْجُلَكم فهو على وجهين أَحدهما أَن فيه تقديماً وتأْخيراً كأَنه قال فاغسلوا وجوهكم وأَيديكم إِلى المرافق وأَرْجُلَكم إِلى الكعبين وامسحوا برؤُوسكم فقدَّمَ وأَخَّرَ ليكون الوضوءُ وِلاءً شيئاً بعد شيء وفيه قول آخر كأَنه أَراد واغسلوا أَرجلكم إِلى الكعبين لأَن قوله إِلى الكعبين قد دل على ذلك كما وصفنا ويُنْسَقُ بالغسل كما قال الشاعر يا ليتَ زَوْجَكِ قد غَدَا مُتَقَلِّداً سَيْفاً ورُمْحا المعنى متقلداً سيفاً وحاملاً رمحاً وفي الحديث أَنه تَمَسَّحَ وصَلَّى أَي توضأ قال ابن الأَثير يقال للرجل إِذا توضأ قد تَمَسَّحَ والمَسْحُ يكون مَسْحاً باليد وغَسْلاً وفي الحديث لما مَسَحْنا البيتَ أَحْللنا أَي طُفْنا به لأَن من طاف بالبيت مَسَحَ الركنَ فصار اسماً للطواف وفلان يُتَمَسَّحُ بثوبه أَي يُمَرُّ ثوبُه على الأَبدان فيُتقرَّبُ به إِلى الله وفلان يُتَمَسَّحُ به لفضله وعبادته كأَنه يُتَقَرَّبُ إِلى الله بالدُّنُوِّ منه وتماسَحَ القومُ إِذا تبايعوا فتَصافَقُوا وفي حديث الدعاء للمريض مَسَحَ الله عنك ما بك أَي أَذهب والمَسَحُ احتراق باطن الركبة من خُشْنَةِ الثوب وقيل هو أَن يَمَسَّ باطنُ إِحدى الفخذين باطنَ الأُخْرَى فيَحْدُثَ لذلك مَشَقٌ وتَشَقُّقٌ وقد مَسِحَ قال أَبو زيد إِذا كانت إِحدى رُكْبَتَي الرجل تصيب الأُخرى قيل مَشِقَ مَشَقاً ومَسِحَ بالكسر مَسَحاً وامرأَة مَسْحاء رَسْحاء والاسم المَسَحُ والماسِحُ من الضاغِطِ إِذا مَسَحَ المِرْفَقُ الإِبِطَ من غير أَن يَعْرُكَه عَرْكاً شديداً وإِذا أَصاب المِرْفَقُ طَرَفَ كِرْكِرَة البعير فأَدماه قيل به حازٌّ وإِن لم يُدْمِه قيل به ماسِحٌ والأَمْسَحُ الأَرْسَحُ وقوم مُسْحٌ رُسْحٌ وقال الأَخطل دُسْمُ العَمائمِ مُسْحٌ لا لُحومَ لهم إِذا أَحَسُّوا بشَّخْصٍ نابئٍ أَسِدُوا وفي حديث اللِّعانِ أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال في ولد الملاعنة إِن جاءت به مَمْسُوحَ الأَلْيَتَينِ قال شمر هو الذي لَزِقَتْ أَلْيَتاه بالعظم ولم تَعْظُما رجل أَمْسَحُ وامرأَة مَسْحاءُ وهي الرَّسْحاء وخُصًى مَمْسُوحٌ إِذا سُلِتَتْ مَذاكِيرُه والمَسَحُ أَيضاً نَقْصٌ وقِصَرٌ في ذنب العُقابِ وعَضُدٌ مَمْسوحة قليلة اللحم ورجل أَمْسَحُ القَدَم والمرأَة مَسْحاء إِذا كانت قَدَمُه مستويةً لا أَخْمَصَ لها وفي صفة النبي صلى الله عليه وسلم مَسِيحُ القدمين أَراد أَنهما مَلْساوانِ لَيِّنَتانِ ليس فيهما تَكَسُّرٌ ولا شُقاقٌ إِذا أَصابهما الماء نَبا عنهما وامرأَة مَسْحاءُ الثَّدْي إِذا لم يكن لثديها حَجْم ورجل مَمْسوح الوجه ومَسِيحٌ ليس على أَحد شَقَّيْ وجهِه عين ولا حاجبٌ والمَسِيحُ الدَّجَّالُ منه على هذه الصفة وقيل سمي بذلك لأَنه مَمْسوحُ العين الأَزهري المَسِيحُ الأَعْوَرُ وبه سمي الدجال ونحو ذلك قال أَبو عبيد ومَسَحَ في الأَرض يَمْسَحُ مُسُوحاً ذهب والصاد لغة وهو مذكور في موضعه ومَسَحَتِ الإِبلُ الأَرضَ يومها دَأْباً أَي سارت فيها سيراً شديداً والمَسيحُ الصِّدِّيقُ وبه سمي عيسى عليه السلام قال الأَزهري وروي عن أَبي الهيثم أَن المَسِيحَ الصِّدِّيقُ قال أَبو بكر واللغويون لا يعرفون هذا قال ولعل هذا كان يستعمل في بعض الأَزمان فَدَرَسَ فيما دَرَسَ من الكلام قال وقال الكسائي قد دَرَسَ من كلام العرب كثير قال ابن سيده والمسيح عيسى بن مريم صلى الله على نبينا وعليهما قيل سمي بذلك لصدقه وقيل سمي به لأَنه كان سائحاً في الأَرض لا يستقرّ وقيل سمي بذلك لأَنه كان يمسح بيده على العليل والأَكمه والأَبرص فيبرئه بإِذن الله قال الأَزهري أُعرب اسم المسيح في القرآن على مسح وهو في التوراة مَشيحا فعُرِّبَ وغُيِّرَ كما قيل مُوسَى وأَصله مُوشَى وأَنشد إِذا المَسِيحُ يَقْتُل المَسِيحا يعني عيسى بن مريم يقتل الدجال بنَيْزَكه وقال شمر سمي عيسى المَسِيحَ لأَنه مُسِحَ بالبركة وقال أَبو العباس سمي مَسِيحاً لأَنه كان يَمْسَحُ الأَرض أَي يقطعها وروي عن ابن عباس أَنه كان لا يَمْسَحُ بيده ذا عاهة إِلاَّ بَرأَ وقيل سمي مسيحاً لأَنه كان أَمْسَحَ الرِّجْل ليس لرجله أَخْمَصُ وقيل سمي مسيحاً لأَنه خرج من بطن أُمه ممسوحاً بالدهن وقول الله تعالى بكلِمةٍ منه اسمه المسيحُ قال أَبو منصور سَمَّى اللهُ ابتداءَ أَمرِه كلمة لأَنه أَلقى إِليها الكلمةَ ثم كَوَّنَ الكلمة بشراً ومعنى الكلمة معنى الولد والمعنى يُبَشِّرُكِ بولد اسمه المسيح والمسيحُ الكذاب الدجال وسمي الدجال مسيحاً لأَن عينه ممسوحة عن أَن يبصر بها وسمي عيسى مسيحاً اسم خصَّه الله به ولمسح زكريا إِياه وروي عن أَبي الهيثم أَنه قال المسيح بن مريم الصِّدِّيق وضدُّ الصِّدِّيق المسيحُ الدجالُ أَي الضِّلِّيلُ الكذاب خلق الله المَسِيحَيْنِ أَحدهما ضد الآخر فكان المسِيحُ بن مريم يبرئ الأَكمه والأَبرص ويحيي الموتى بإِذن الله وكذلك الدجال يُحْيي الميتَ ويُمِيتُ الحَيَّ ويُنْشِئُ السحابَ ويُنْبِتُ النباتَ بإِذن الله فهما مسيحان مسيح الهُدَى ومسيح الضلالة قال المُنْذِرِيُّ فقلت له بلغني أَن عيسى إِنما سمي مسيحاً لأَنه مسح بالبركة وسمي الدجال مسيحاً لأَنه ممسوح العين فأَنكره وقال إِنما المسِيحُ ضدُّ المسِيحِ يقال مسحه الله أَي خلقه خلقاً مباركاً حسناً ومسحه الله أَي خلقه خلقاً قبيحاً ملعوناً والمسِيحُ الكذاب ماسِحٌ ومِسِّيحٌ ومِمْسَحٌ وتِمْسَحٌ وأَنشد إِني إِذا عَنَّ مِعَنٌّ مِتْيَحُ ذا نَخْوَةٍ أَو جَدَلٍ بَلَنْدَحُ أَو كَيْذُبانٌ مَلَذانٌ مِمْسَحُ وفي الحديث أَمَّا مَسِيحُ الضلالة فكذا فدلَّ هذا الحديث على أَن عيسى مَسِيحٌ الهُدَى وأَن الدجَّال مسيح الضلالة وروى بعض المحدّثين المِسِّيح بكسر الميم والتشديد في الدجَّال بوزن سِكِّيتٍ قال ابن الأَثير قال أَبو الهيثم إِنه الذي مُسِحَ خَلْقُه أَي شُوِّه قال وليس بشيء وروي عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أَراني اللهُ رجلاً عند الكعبة آدَمَ كأَحْسَنِ من رأَيتُ فقيل لي هو المسيح بن مريم قال وإِذا أَنا برجل جَعْدٍ قَطِطٍ أَعور العين اليمنى كأَنها عِنَبَةٌ كافية فسأَلت عنه فقيل المِسِّيحُ الدجَّال على فِعِّيل والأَمْسَحُ من الأَرض المستوي والجمع الأَماسِح وقال الليث الأَمْسَحُ من المفاوز كالأَمْلَسِ وجمع المَسْحاء من الأَرض مَساحي وقال أَبو عمرو المَسْحاء أَرض حمراء والوحْفاء السوداء ابن سيده والمَسْحاء الأَرض المستوية ذاتُ الحَصَى الصِّغارِ لا نبات فيها والجمع مِساحٌ ومسَاحِي
( * قوله « والجمع مساح ومساحي » كذا بالأصل مضبوطاً ومقتضى قوله غلب فكسر إلخ أن يكون جمعه على مساحي ومساحَى بفتح الحاء وكسرها كما قال ابن مالك وبالفعالي والفعالى جمعا صحراء والعذراء إلخ ) غلب فكُسِّرَ تكسير الأَسماء ومكان أَمْسَحُ قال الفراء يقال مررت بخَرِيق من الأَرض بين مَسْحاوَيْنِ والخَرِيقُ الأَرض التي تَوَسَّطَها النباتُ وقال ابن شميل المَسْحاء قطعة من الأَرض مستوية جَرْداء كثيرة الحَصَى ليس فيها شجر ولا تنبت غليظة جَلَدٌ تَضْرِبُ إِلى الصلابة مثل صَرْحة المِرْبَدِ ليست بقُفٍّ ولا سَهْلة ومكان أَمْسَحُ والمَسِيحُ الكثير الجماع وكذلك الماسِحُ والمِساحةُ ذَرْعُ الأَرض يقال مَسَحَ يَمْسَحُ مَسْحاً ومَسَحَ الأَرضَ مِساحة أَي ذَرَعَها ومَسَحَ المرأَة يَمْسَحُها مَسْحاً ومَتَنَها مَتْناً نكحها ومَسَحَ عُنُقَه وبها يَمْسَحُ مَسْحاً ضربها وقيل قطعها وقوله تعالى رُدُّوها عليَّ فَطفِقَ مَسْحاً بالسُّوقِ والأَعْناقِ يفسر بهما جميعاً وروى الأَزهري عن ثعلب أَنه قيل له قال قُطْرُبٌ يَمْسَحُها ينزل عليها فأَنكره أَبو العباس وقال ليس بشيء قيل له فإِيْش هو عندك ؟ فقال قال الفراء وغيره يَضْرِبُ أَعناقَها وسُوقَها لأَنها كانت سبب ذنبه قال الأَزهري ونحو ذلك قال الزجاج وقال لم يَضْرِبْ سُوقَها ولا أَعناقَها إِلاَّ وقد أَباح الله له ذلك لأَنه لا يجعل التوبة من الذنب بذنب عظيم قال وقال قوم إِنه مَسَحَ أَعناقَها وسوقها بالماء بيده قال وهذا ليس يُشْبِه شَغْلَها إِياه عن ذكر الله وإِنما قال ذلك قوم لأَن قتلها كان عندهم منكراً وما أَباحه الله فليس بمنكر وجائز أَن يبيح ذلك لسليمان عليه السلام في وقتهِ ويَحْظُرَه في هذا الوقت قال ابن الأَثير وفي حديث سليمان عليه السلام فطَفِقَ مَسْحاً بالسوق والأَعناق قيل ضَرَبَ أَعناقَها وعَرْقَبها يقال مَسَحه بالسيف أَي ضربه ومَسَحه بالسيف قَطَعَه وقال ذو الرمة ومُسْتامةٍ تُسْتامُ وهي رَخِيصةٌ تُباعُ بساحاتِ الأَيادِي وتُمْسَحُ مستامة يعنني أَرضاً تَسُومُ بها الإِبلُ وتُباعُ تَمُدُّ فيها أَبواعَها وأَيديَها وتُمْسَحُ تُقْطَع والماسحُ القَتَّال يقال مَسَحَهم أَي قتلهم والماسحة الماشطة والتماسُحُ التَّصادُق والمُماسَحَة المُلاينَة في القول والمعاشرة والقلوبُ غير صافية والتِّمْسَحُ الذي يُلايِنُك بالقول وهو يَغُشُّك والتِّمْسَحُ والتِّمْساحُ من الرجال المارِدُ الخبيث وقيل الكذاب الذي لا يَصْدُقُ أَثَرَه يَكْذِبُكَ من حيث جاء وقال اللحياني هو الكذاب فَعَمَّ به والتَّمْساحُ الكذب أَنشد ابن الأَعرابي قد غَلَبَ الناسَ بَنُو الطَّمَّاحِ بالإِفْكِ والتَّكْذابِ والتَّمْساحِ والتِّمْسَحُ والتِّمْساحُ خَلْقٌ على شَكْل السُّلَحْفاة إِلاَّ أَنه ضَخْم قويّ طويل يكون بنيل مصر وبعض أَنهار السِّنْد وقال الجوهري يكون في الماء والمَسِيحةُ الذُّؤَابةُ وقيل هي ما نزل من الشَّعَرِ فلم يُعالَجْ بدهن ولا بشيء وقيل المَسِيحةُ من رأْس الإِنسان ما بين الأُذن والحاجب يَتَصَعَّد حتى يكون دون اليافُوخ وقيل هو ما وَقَعَتْ عليه يَدُ الرجل إِلى أُذنه من جوانب شعره قال مَسائِحُ فَوْدَيْ رأْسِه مُسْبَغِلَّةٌ جَرى مِسْكُ دارِينَ الأَحَّمُّ خِلالَها وقيل المَسائح موضعُ يَدِ الماسِح الأَزهري عن الأَصمعي المَسائح الشعر وقال شمر هي ما مَسَحْتَ من شعرك في خدّك ورأْسك وفي حديث عَمَّار أَنه دخل عليه وهو يُرَجِّل مَسائحَ من شَعَره قيل هي الذوائب وشعر جانبي الرأْس والمَسائحُ القِسِيُّ الجِيادُ واحدتها مَسِيحة قال أَبو الهيثم الثعلبي لها مَسائحُ زُورٌ في مَراكِضِها لِينٌ وليس بها وَهْنٌ ولا رَقَقُ قال ابن بري صواب إِنشاده لنا مَسائح أَي لنا قِسِيٌّ وزُورٌ جمع زَوْراء وهي المائلة ومَراكِضُها يريد مِرْكَضَيْها وهما جانباها من عن يمين الوَتَرِ ويساره والوَهْنُ والرَّقَقُ الضَّعْف والمِسْحُ البِلاسُ والمِسْحُ الكساء من الشَّعَر والجمع القليل أَمْساح قال أَبو ذؤَيب ثم شَرِبْنَ بنَبْطٍ والجِمالُ كأَنْ نَ الرَّشْحَ منهنَّ بالآباطِ أَمْساحُ والكثير مُسُوح وعليه مَسْحةٌ من جَمالٍ أَي شيء منه قال ذو الرمة على وَجْهِ مَيٍّ مَسْحةٌ من مَلاحَةٍ وتحتَ الثِّيابِ الخِزْيُ لو كان بادِيا وفي الحديث عن إِسمعيل بن قيس قال سمعت جَريراً يقول ما رآني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مُنْذُ أَسلمت إِلا تَبَسَّم في وجهي قال ويَطْلُع عليكم رجل من خيار ذي يَمَنٍ على وجهه مَسْحةُ مُلْكٍ وهذا الحديث في النهاية لابن الأَثير يطلُع عليكم من هذا الفَجِّ رجلٌ من خير ذي يَمَنٍ عليه مَسْحةُ مُلْك فطلع جرير بن عبد الله يقال على وجهه مَسْحَة مُلْك ومَسْحةُ جَمال أَي أَثر ظاهر منه قال شمر العرب تقول هذا رجل عليه مَسْحةُ جَمال ومَسْحة عِتْقٍ وكَرَم ولا يقال ذلك إِلا في المدح قال ولا يقال عليه مَسْحةُ قُبْح وقد مُسِح بالعِتْقِ والكَرَم مَسْحاً قال الكميت خَوادِمُ أَكْفاءٌ عليهنَّ مَسْحَةٌ من العِتْقِ أَبداها بَنانٌ ومَحْجِرُ وقال الأَخطل يمدح رجلاً من ولد العباس كان يقال له المُذْهَبُ لَذٌّ تَقَيَّلَهُ النعيمُ كأَنَّما مُسِحَت تَرائبُه بماءٍ مُذْهَبِ الأَزهري العرب تقول به مَسْحَة من هُزال وبه مَسْحَة من سِمَنٍ وجَمال والشيءُ المَمْسوحُ القبيح المَشؤُوم المُغَيَّر عن خلقته الأَزهري ومَسَحْتُ الناقةَ ومَسَّحْتُها أَي هَزَلْتُها وأَدْبَرْتُها والمَسِيحُ المِنْديلُ الأَخْشَنُ والمَسيح الذِّراع والمَسِيحُ والمَسِيحةُ القِطْعَةُ من الفضةِ والدرهمُ الأَطْلَسُ مَسِيحٌ ويقال امْتَسَحْتُ السيفَ من غِمْده إِذا اسْتَلَلْتَه وقال سَلَمة بن الخُرْشُبِ يصف فرساً تَعادَى من قوائِمها ثَلاثٌ بتَحْجِيلٍ وواحِدةٌ بَهِيمُ كأَنَّ مَسيحَتَيْ وَرِقٍ عليها نَمَتْ قُرْطَيْهما أُذُنٌ خَديمُ قال ابن السكيت يقول كأَنما أُلْبِسَتْ صَفِيحةَ فِضَّةٍ من حُسْن لَوْنها وبَريقِها قال وقوله نَمَتْ قُرْطَيْهما أَي نَمَتِ القُرْطَيْنِ اللذين من المَسيحَتَين أَي رفعتهما وأَراد أَن الفضة مما يُتَّخَذُ للحَلْيِ وذلك أَصْفَى لها وأُذُنٌ خَديمٌ أَي مثقوبة وأَنشد لعبد الله ابن سلمة في مثله تَعْلى عليه مَسائحٌ من فِضَّةٍ وتَرى حَبابَ الماءِ غيرَ يَبِيسِ أَراد صَفاءَ شَعْرَتِه وقِصَرَها يقول إِذا عَرِقَ فهو هكذا وتَرى الماءَ أَوَّلَ ما يبدو من عَرَقه والمَسيح العَرَقُ قال لبيد فَراشُ المَسِيحِ كالجُمانِ المُثَقَّبِ الأَزهري سمي العَرَق مَسِيحاً لأَنه يُمْسَحُ إِذا صُبَّ قال الراجز يا رَيَّها وقد بَدا مَسِيحي وابْتَلَّ ثَوْبايَ من النَّضِيحِ والأَمْسَحُ الذئب الأَزَلُّ والأَمْسَحُ الأَعْوَرُ الأَبْخَقُ لا تكون عينه بِلَّوْرَةً والأَمْسَحُ السَّيَّارُ في سِياحتِه والأَمْسَحُ الكذاب وفي حديث أَبي بكر أَغِرْ عليهم غارَةً مَسْحاءَ هو فَعْلاء من مَسَحَهم يَمْسَحُهم إِذا مَرَّ بهم مَرًّا خفيفاً لا يقيم فيه عندهم أَبو سعيد في بعض الأَخبار نَرْجُو النَّصْرَ على من خالَفَنا ومَسْحَةَ النِّقْمةِ على من سَعَى مَسْحَتُها آيَتُها وحِلْيَتُها وقيل معناه أَن أَعناقهم تُمْسَحُ أَي تُقْطَفُ وفي الحديث تَمَسَّحُوا بالأَرض فإِنها بكم بَرَّةٌ أَراد به التيمم وقيل أَراد مباشرة ترابها بالجِباه في السجود من غير حائل ويكون هذا أَمر تأْديب واستحباب لا وجوب وفي حديث ابن عباس إِذا كان الغلام يتيماً فامْسَحُوا رأْسَه من أَعلاه إِلى مُقَدَّمِه وإِذا كان له أَب فامسحوا من مُقَدَّمه إِلى قفاه وقال قال أَبو موسى هكذا وجدته مكتوباً قال ولا أَعرف الحديث ولا معناه ولي حديث خيبر فخرجوا بمَساحِيهم ومَكاتِلِهم المَساحِي جمعُ مِسْحاةٍ وهي المِجْرَفَة من الحديد والميم زائدة لأَنه من السَّحْوِ الكَشْفِ والإِزالة والله أَعلم

( مصح ) مَصَحَ الكِتابُ يَمْصَحُ مُصُوحاً دَرَسَ أَو قارب ذلك ومَصَحَتِ الدارُ عَفَتْ والدارُ تَمْصَحُ أَي تَدْرُسُ قال الطِّرِمَّاحُ قِفَا نَسَلِ الدِّمَنَ المَاصِحَه وهل هي إِن سُئِلَتْ بائحه ؟ ومَصَحَ الثوبُ أَخْلَقَ ودَرَسَ ومَصَحَ الضَّرْعُ يَمْصَحُ مُصُوحاً غَرَزَ وذهب لبنه ومَصَحَ لبنُ الناقة وَلَّى وذهب ومَصَحَ بالشيء يَمْصَحُ مَصْحاً ومُصُوحاً ذهب قال ذو الرمة والهَجْرُ بالآل يَمْصَح ومَصَعَ لبنُ الناقة ومَصَحَ إِذا ولَّى مُصُوحاً ومُصُوعاً ومَصَحَ الشيء مُصُوحاً ذهب وانقطع وقال قد كادَ من طُولِ البِلى أَن يَمْصَحا وقال الجوهري أَيضاً مَصَحْتُ بالشيء ذهبت به قال ابن بري هذا يدل على غلط النضر بن شميل في قوله مَصَحَ الله ما بك بالصاد ووجه غلطه أَن مَصَح بمعنى ذهب لا يتعدّى إِلا بالباء أَو بالهمزة فيقال مَصَحْتُ به أَو أَمْصَحْتُه بمعنى أَذهبته قال والصواب في ذلك ما رواه الهَرَوِيُّ في الغريبين قال يقال مَسَحَ الله ما بك بالسين أَي غسلك وطهرك من الذنوب ولو كان بالصاد لقالَ مَصَح الله بما بك أَو أَمْصَحَ الله ما بك قال ابن سيده ومَصَحَ الله بك مَصْحاً ومَصَّحَهُ أَذهبه ومَصَحَ النباتُ ولَّى لَوْنُ زَهْرِه ومَصَحَ الزهرُ يَمْصَحُ مُصوحاً ولَّى لونه عن أَبي حنيفة وأَنشد يُكْسَيْنَ رَقْمَ الفارِسِيِّ كأَنه زَهْرٌ تَتابَع لَوْنُه لم يَمْصَحِ ومَصَحَ النَّدى يَمْصَحُ مُصُوحاً رَسَخَ في الثَّرى ومَصَح الثَّرَى مُصُوحاً إِذا رَسَخَ في الأَرض ومَصَحت أَشاعِرُ الفرس إِذا رَسَخَت أُصولها وقول الشاعر عَبْل الشَّوى ماصِحَة أَشاعِرُهْ معناه رَسَخَتْ أُصُولُ الأَشاعر حتى أَمِنَتْ أَن تنتتف أَو تَنْحَصَّ والأَمْصَحُ الظلّ الناقص
( * قوله « والأمصح الظل الناقص إلخ » وبابه فرح ومنع كما صرح به القاموس ) ومَصَحَ الظلُّ مُصوحاً قَصُر ومَصَحَ في الأَرض مَصْحاً ذهَب قال ابن سيده والسين لغة

( مضح ) يقال مَضَحَ الرجلُ عِرْض فلان أَو عرض أَخيه يَمْضَحه مَضْحاً وأَمْضَحه إِذا شانَه وعابه قال الفرزدق وأَمْضَحْتَ عِرْضِي في الحياة وشِنْتَني وأَوْقَدْتَ لي ناراً بكلّ مكانِ قال ابن بري صواب إِنشاده وأَمْضَحْتِ بكسر التاء لأَنه يخاطب النَّوارَ امرأَته وقبله ولو سُئلتْ عَنِّي النَّوارُ ورَهْطُها إِذاً لم تُوارِ الناجذَ الشَّفَتان لَعَمْري لقد رَقَقْتِني قبلَ رِقَّتِي وأَشْعَلْتِ فِيَّ الشَّيْبَ قبلَ أَوان قال الأَزهري وأَنشدنا أَبو عمرو في مَضَح لبكر بن زيد القُشَيْري لا تَمْضَحَنْ عِرْضِي فإِني ماضِحُ عِرْضَكَ إِن شاتمتَني وقادِحُ في ساقِ مَن شاتَمني وجارحُ والقادح عيب يُصيب الشجرة في ساقها وساقُ الشجرة عَمُودُها الذي تتفرّع فيه الأَغصانُ يريد أَنه يُهْلك من شاتمه ويفعل به ما يؤدي إِلى عَطَبه كالقادح في الشجرة وفي نوادر الأَعراب مَضَحت الإِبلُ ونَضَحت ورَفَضَت إِذا انتشرت ومَضَحت الشمس ونَضَحت إِذا انتشر شعاعُها على الأَرض

( مطح ) المَطْحُ الضرب باليد وربما كني به عن النكاح ومَطَح الرجلُ جاريتَه إِذا نكحها قال الأَزهري أَما الضرب باليد مبسوطة فهو البَطْح قال وما أَعْرِفُ المَطْح بالميم إِلا أَن تكون الباء أُبدلت ميماً

( ملح ) المِلْح ما يطيب به الطعام يؤنث ويذكر والتأْنيث فيه أَكثر وقد مَلَحَ القِدْرَ
( * قوله « وقد ملح القدر إلخ » بابه منع وضرب وأَما ملح الماء فبابه كرم ومنع ونصر كما في القاموس ) يَمْلِحُها ويَمْلَحُها مَلْحاً وأَملَحَها جعل فيها مِلْحاً بقَدَرٍ ومَلَّحها تَمْليحاً أَكثر مِلْحها فأَفسدها والتمليح مثله وفي الحديث إِن الله تعالى ضرب مَطْعَم ابن آدم للدنيا مثلاً وإِن مَلَحه أَي أَلقى فيه المِلْح بقَدْر الإِصلاح ابن سيده عن سيبويه مَلَحْتُه ومَلَّحْته وأَمْلَحْته بمعنىً ومَلَح اللحمَ والجلدَ يَمْلَحُه مَلْحاً كذلك أَنشد ابن الأَعرابي تُشْلي الرَّمُوحَ وهِيَ الرَّمُوحُ حَرْفٌ كأَنَّ غُبْرَها مَمْلُوحُ وقال أَبو ذؤيب يَسْتَنُّ في عُرُضِ الصحراء فائِرُه كأَنه سَبِطُ الأَهْدابِ مَمْلُوحُ يعني البحر شبّه السَّرابَ به وتقول مَلَحْتُ الشيءَ ومَلَّحْته فهو مملوح مُمَلَّحٌ مَلِيحٌ والمِلْحُ والمَلِيح خلاف العَذْب من الماء والجمع مِلْحَةٌ ومِلاح وأَمْلاح ومِلَح وقد يقال أَمواهٌ مِلْح ورَكيَّة مِلْحة وماء مِلْح ولا يقال مالح إِلاَّ في لغة رديئة وقد مَلُحَ مُلُوحة ومَلاحة ومَلَح يَمْلَح مُلوحاً بفتح اللام فيهما عن ابن الأَعرابي فإِن كان الماء عذباً ثم مَلُحَ قال أَمْلَحَ وبقلة مالِحة وحكى ابن الأَعرابي ماء مالحٌ كمِلْحٍ وإِذا وصفت الشيءَ بما فيه من المُلوحة قلت سمك مالح وبقلة مالحة قال ابن سيده وفي حديث عثمان رضي الله عنه وأَنا أَشرب ماءَ المِلْح أَي الشديدَ المُلوحة الأَزهري عن أَبي العباس أَنه سمع ابن الأَعرابي قال ماء أُجاجٌ وقُعاع وزُعاق وحُراق وماءٌ يَفْقَأُ عينَ الطائر وهو الماء المالح قال وأَنشدنا بَحْرُكَ عَذْبُ الماءِ ما أَعَقَّهُ رَبُّك والمَحْرُومُ من لم يُسْقَهُ أَراد ما أَقَعَّه من القُعاع وهو الماء المِلْحُ فقلَب ابن شميل قال يونس لم أَسمع أَحداً من العرب يقول ماء مالح ويقال سَمك مالح وأَحسن منهما سَمك مَلِيح ومَمْلوح قال الجوهري ولا يقال مالح قال وقال أَبو الدُّقَيْش يقال ماء مالِح ومِلْحٌ قال أَبو منصور هذا وإِن وُجد في كلام العرب قليلاً لغة لا تنكر قال ابن بري قد جاء المالِح في أَشعار الفصحاء كقول الأَغْلَبِ العِجْلِيِّ يصف أُتُناً وحماراً تخالُه من كَرْبِهِنَّ كالِحا وافْتَرَّ صاباً ونَشُوقاً مالِحا وقال غَسَّان السَّلِيطيّ وبِيضٍ غِذاهُنَّ الحَليبُ ولم يكنْ غِذاهُنَّ نِينانٌ من البحر مالِحُ أَحَبُّ إِلينا من أُناسٍ بقَرْيةٍ يَموجُونَ مَوْجَ البحرِ والبحرُ جامحُ وقال عمر بن أَبي ربيعة ولو تَفلتْ في البحرِ والبحرُ مالحٌ لأَصْبَحَ ماءُ البحرِ من رِيقها عَذْبا قال ابن بري وجدت هذا البيت المنسوب إِلى عمر ابن أَبي ربيعة في شعر أَبي عُيَيْنَةَ محمد بن أَبي صُفْرة في قصيدة أَوّلها تَجَنَّى علينا أَهلُ مَكتومةَ الذَّنْبا وكانوا لنا سِلْماً فصاروا لنا حَرْبا وقال أَبو زِياد الكلابي صَبَّحْنَ قَوًّا والحِمامُ واقِعُ وماءُ قَوٍّ مالِحٌ وناقِعُ وقال جرير إِلى المُهَلَّبِ جَدَّ اللهُ دابِرَهُمْ أَمْسَوا رَماداً فلا أَصلٌ ولا طَرَفُ كانوا إِذا جَعَلوا في صِيرِهِمْ بِصَلاً ثم اشْتَوَوا كَنْعَداً من مالحٍ جَدَفوا قال وقال ابن الأَعرابي يقال شيء مالح كما يقال حامض قال ابن بري وقال أَبو الجَرَّاحِ الحَمْضُ المالح من الشجر قال ابن بري ووجه جواز هذا من جهة العربية أَن يكون على النسب مثل قولهم ماء دافق أَي ذو دَفْق وكذلك ماء مالح أَي ذو مِلْح وكما يقال رجل تارِسٌ أَي ذو تُرْس ودارِع أَي ذو دِرْع قال ولا يكون هذا جارياً على الفعل ابن سيده وسَمك مالح ومَليح ومَمْلوح ومُمَلَّح وكره بعضهم مَليحاً ومالحاً ولم يَرَ بيتَ عُذافِرٍ حُجَّةً وهو قوله لو شاءَ رَبي لم أَكُنْ كَرِيَّا ولم أَسُقْ لِشَعْفَرَ المَطِيَّا بِصْرِيَّةٍ تزوَّجت بِصْرِيَّا يُطْعِمُها المالحَ والطَّرِيَّا وقد عارض هذا الشاعرَ رجلٌ من حنيفة فقال أَكْرَيْتُ خَرْقاً ماجداً سَرِيَّا ذا زوجةٍ كان بها حَفِيَّا يُطْعِمُها المالِحَ والطَّرِيَّا وأَمْلَح القومُ وَرَدُوا ماء مِلْحاً وأَملَحَ الإِبلَ سقاها ماء مِلْحاً وأَمْلَحَتْ هي وردت ماء مِلْحاً وتَمَلَّحَ الرجلُ تَزَوَّدَ المِلْحَ أَو تَجَرَ به قال ابن مقبل يصف سحاباً تَرَى كلَّ وادٍ سال فيه كأَنما أَناخَ عليه راكبٌ مُتَمَلِّحُ والمَلاَّحَةُ مَنْبِتُ المِلْح كالبَقَّالة لمنبت البَقْل والمَمْلَحةُ ما يجعل فيه الملح والمَلاَّح صاحب المِلْح حكاه ابن الأَعرابي وأَنشد حتى تَرَى الحُجُراتِ كلَّ عَشِيَّةٍ ما حَوْلَها كمُعَرَّسِ المَلاَّحِ ويروى الحَجَرات والمَلاَّحُ النُّوتيّ وفي التهذيب صاحب السفينة لملازمته الماءَ المِلْح وهو أَيضاً الذي يتعهد فُوهَةَ النهر ليُصْلحه وأَصله من ذلك وحِرْفَتُه المِلاحَةُ والمُلاَّحِيَّةُ وأَنشد الأَزهري للأَعشى تَكافَأَ مَلاَّحُها وَسْطَها من الخَوْفِ كَوْثَلَها يَلتَزِمْ ابن الأَعرابي المِلاحُ الريح التي تجري بها السفينة وبه سمي المَلاَّحُ مَلاَّحاً وقال غيره سمي السَّفَّانُ مَلاَّحاً لمعالجته الماءَ المِلْحَ بإِجراء السفن فيه ويقال للرجل الحديد مِلْحُه على رُكْبتيه قال مِسكينٌ الدَّارِميّ لا تَلُمْها إِنها من نِسْوَةٍ مِلحُها مَوْضوعةٌ فوق الرُّكَبْ قال ابن سيده أَنث فإِما أَن يكون جمعَ مِلْحة وإِما أَن يكون التأْنيث في المِلْح لغة وقال الأَزهري اختلف الناس في هذا البيت فقال الأَصمعي هذه زِنجِيَّة والمِلْح شحمها ههنا وسِمَنُ الزِّنْج في أَفخاذها وقال شمر الشحم يسمى مِلْحاً وقال ابن الأَعرابي في قوله ملحُها موضوعة فوق الرُّكَبْ قال هذه قليلة الوفاء والمِلْحُ ههنا يعني المِلْحَ يقال فلان مِلْحُه على ركبتيه إِذا كان قليل الوفاء قال والعرب تحلف بالمِلْح والماء تعظيماً لهما ومَلَحَ الماشيةَ مَلْحاً ومَلَّحها أَطعمها سَبِخَةَ المِلْح وهو مِلْح وتُراب والملح أَكثر وذلك إِذا لم يقدر على الحَمْضِ فأَطعمها هذا مكانه والمُلاَّحَة عُشبة من الحُمُوضِ ذات قُضُبٍ وورقٍ مَنْبِتُها القِفافُ وهي مالحة الطعم ناجعة في المال والجمع مُلاَّحٌ الأَزهري عن الليث المُلاَّحُ من الحَمْضِ وأَنشد يَخْبِطْنَ مُلاَّحاً كذاوي القَرْمَلِ قال أَبو منصور المُلاَّحُ من بقول الرياض الواحدة مُلاَّحة وهي بقلة غَضَّة فيها مُلُوحة مَنابِتُها القِيعانُ وحكى ابن الأَعرابي عن أَبي النَّجِيبِ الرَّبَعِيِّ في وصفه روضةً رأَيتُها تَنْدى من بُهْمَى وصُوفانَةٍ ويَنَمَةٍ ومُلاَّحةٍ ونَهْقَةٍ والمُلاَّحُ بالضم والتشديد من نبات الحَمْضِ وفي حديث ظَبْيانَ يأْكلون مُلاَّحَها ويَرْعَوْنَ سِراحَها المُلاَّح ضرب من النبات والسِّراحُ جمع سَرْح وهو الشجرُ وقال ابن سيده قال أَبو حنيفة المُلاَّحُ حَمْضَة مثل القُلاَّم فيه حمرة يؤكل مع اللبن يُتَنَقَّلُ به وله حب يجمع كما يجمع الفَثُّ ويُخْبز فيؤكل قال وأَحْسِبُه سمي مُلاَّحاً للَّوْن لا للطعم وقال مَرَّةً المُلاَّحُ عُنْقُود الكَباثِ من الأَراك سمي به لطعمه كأَن فيه من حرارته مِلْحاً ويقال نبتٌ مِلْح ومالح للحَمْضِ وقَلِيبٌ مَليح أَي ماؤه مِلْح قال عنترة يصف جُعَلاً كأَنَّ مُؤَشّرَ العَضُدَينِ حَجْلاً هَدُوجاً بين أَقْلِبةٍ مِلاحِ والمِلْحُ الحُسْنُ من المَلاحة وقد مَلُحَ يَمْلُحُ مُلُوحةً ومَلاحةً ومِلْحاً أَي حَسُنَ فهو مَليح ومُلاحٌ ومُلاَّح والمُلاَّحُ أَمْلَحُ من المَليح قال تَمْشي بجَهْمٍ حَسَنٍ مُلاَّحِ أُجِمَّ حتى هَمَّ بالصِّياحِ يعني فرجها وهذا المثال لما أَرادوا المبالغة قالوا فُعَّال فزادوا في لفظه لزيادة معناه وجمع المَلِيحِ مِلاحٌ وجمع مُلاحٍ ومُلاَّحٍ مُلاحُون ومُلاَّحُونَ والأُنثى مَلِيحة واستَمْلَحه عَدَّه مَلِيحاً وقيل جمع المَلِيح مِلاحٌ وأَمْلاح عن أَبي عمرو مثل شَرِيف وأَشْراف وفي حديث جُوَيرية وكانت امرأَة مُلاحةً أَي شديدة المَلاحة وهو من أَبنية المبالغة وفي كتاب الزمخشري وكانت امرأَة مُلاحة أَي ذات مَلاحة وفُعالٌ مبالغة في فعيل مثل كريم وكُرام وكبير وكُبارٍ وفُعَّالٌ مَشدّداً أَبلغ منه التهذيب والمُلاَّحُ أَمْلَحُ من المَليح وقالوا ما أُمَيْلِحَه فَصَغَّروا الفعل وهم يريدون الصفة حتى كأَنهم قالوا مُلَيْحٌ ولم يصغروا من الفعل غيره وغير قولهم ما أُحَيْسِنَه قال الشاعر يا ما أُمَيْلِحَ غِزْلاناً عَطَونَ لنا من هؤُلَيَّاءِ بين الضَّالِ والسَّمُرِ والمُلْحة والمُلَحةُ الكلمة المَليحة وأَمْلَح جاء بكلمة مَليحة الليث أَمْلَحْتَ يا فلانُ بمعنيين أَي جئت بكلمة مَلِيحة وأَكثرت مِلْحَ القِدْرِ وفي حديث عائشة رضي الله عنها قالت لها امرأَة أَزُمُّ جَمَلي هل عليَّ جُناحٌ ؟ قالت لا فلما خرجت قالوا لها إِنها تعني زوجها قالت رُدُّوها عليَّ مُلْحةٌ في النار اغسلوا عني أَثرها بالماء والسِّدْرِ المُلْحَة الكلمة المليحة وقيل القبيحة وقولها اغسلوا عني أَثرها تعني الكلمة التي أَذِنَتْ لها بها ردُّوها لأُعلمها أَنه لا يجوز قال أَبو منصور الكلام الجيد مَلَّحْتُ القِدْر إِذا أَكثرت مِلْحَها بالتشديد ومَلَّحَ الشاعرُ إِذا أَتى بشيء مَلِيح والمُلْحَةُ بالضم واحدة المُلَحِ من الأَحاديث قال الأَصمعي بَلَغْتُ بالعلم ونِلْتُ بالمُلَح والمَلْح المُلَحُ من الأَخبار بفتح الميم والمِلْحُ العلم والمِلْحُ العلماء وأَمْلِحْني بنفسك زَيِّنِّي التهذيب سأَل رجل آخر فقال أُحِبُّ أَن تُمْلِحَني عند فلان بنفسك أَي تُزَيِّنَني وتُطْريَني الأَصمعي الأَمْلَحُ الأَبْلَقُ بسواد وبياض والمُلْحة من الأَلوان بياض تشوبه شعرات سود والصفة أَمْلَح والأُنثى مَلْحاء وكل شعر وصوف ونحوه كان فيه بياض وسواد فهو أَمْلح وكبش أَمْلَحُ بَيِّنُ المُلْحةِ والمَلَح وفي الحديث أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُتيَ بكبشين أَمْلَحَينِ فذبحهما وفي التهذيب ضَحَّى بكبشين أَملحين قال الكسائي وأَبو زيد وغيرهما الأَمْلَح الذي فيه بياض وسواد ويكون البياض أَكثر وقد امْلَحَّ الكبش امْلِحاحاً صار أَمْلَح وفي الحديث يُؤْتى بالموت في صورة كبش أَمْلَح ويقال كبش أَمْلَحُ إِذا كان شعره خَلِيساً قال أَبو دُبْيانَ ابنُ الرَّعْبَلِ أَبْغَضُ الشيوخ إِليَّ الأَقْلَحُ الأَملَحُ الحَسُوُّ الفَسُوُّ وفي حديث خَبَّاب لكنْ حمزةُ لم يكن له إِلاَّ نَمِرةٌ مَلْحاءُ أَي بُرْدَة فيها خطوط سود وبيض ومنه حديث عبيد بن خالد
( * قوله « ومنه حديث عبيد بن خالد إلخ » نصه كما بهامش النهاية كنت رجلاً شاباً بالمدينة فخرجت في بردين وأَنا مسبلهما فطعنني رجل من خلفي اما باصبعه واما بقضيب كان معه فالتفت إلخ ) خرجت في بردين وأَنا مُسْبِلُهما فالتفتُّ فإِذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت إِنما هي مَلْحاء قال وإِن كانت مَلْحاء أَما لك فيَّ أُسْوَةٌ ؟ والمَلْحاء من النِّعاج الشَّمطاءُ تكون سوداء تُنْفِذها شعرةٌ بيضاء والأَمْلَحُ من الشَّعَرِ نحو الأَصْبَح وجعل بعضهم الأَمْلَح الأَبيضَ النقيَّ البياض وقيل المُلْحة بياض إِلى الحمرة ما هو كلون الظبي أَبو عبيدة هو الأَبيض الذي ليس بخالص فيه عُفْرة ورجل أَمْلَحُ اللحية إِذا كان يعلو شعرَ لحيته بياضٌ من خِلْقةٍ ليس من شيب وقد يكون من شيب ولذلك وصف الشيب بالمُلحَة أَنشد ثعلب لكلِّ دَهْرٍ قد لَبِسْتُ أَثْوُبا حتى اكتَسَى الشيبُ قِناعاً أَشْهَبا أَمْلَح لا لَذًّا ولا مُحَبَّبا وقيل هو الذي بياضه غالب لسواده وبه فسر بعضهم هذا البيت والمُلْحة والمَلَحُ في جميع شعر الجسد من الإِنسان وكلِّ شيء بياضٌ يعلو السواد والمُلْحة أَشدُّ الزَّرَق حتى يَضْرِب إِلى البياض وقد مَلِح مَلَحاً وامْلَحَّ وأَمْلَح الأَزهري الزُّرْقَةُ إِذا اشتدّت حتى تضرب إِلى البياض قيل هو أَمْلَحُ العين ومنه كتيبة مَلْحاءُ وقال حَسانُ بن ربيعة الطائي وإِنا نَضْرِبُ المَلْحَاءَ حتى تُوَالِّي والسُّيُوفُ لنا شُهودُ قال ابن بري المشهور من الرواية وأَنا نضرب الملحاء بفتح الهمزة وقبله لقد عَلِمَ القبائلُ أَن قومي ذَوو حَدٍّ إِذا لُبِسَ الحَديدُ قال ومعنى قوله حتى تولي أَي حتى تفرّ مولية يعني كتيبة أَعدائه وجعل تفليل السيوف شاهداً على مقارعة الكتائب ويروى لها شهود فمن روى لنا شهود فإِنه جعل فُلولَها شُهوداً لهم بالمقارعة ومن روى لها أَراد أَن السيوف شهود على مقارعتها وذلك تفليلها ومَِلْحانُ جُمادَى الآخرة سمي بذلك لابيضاضه بالثلج قال الكميت إِذا أَمْسَتِ الآفاقُ جُمْراً جُنُوبُها لِشَيْبانَ أَو مَلْحانَ واليومُ أَشْهَبُ شَِيبْانُ جُمادَى الأُولى وقيل كانون الأَول ومَِلْحانُ كانون الثاني سمي بذلك لبياض الثلج الأَزهري عمرو بن أَبي عمرو شِيبانُ بكسر الشين ومَِلْحان من الأَيام إِذا ابيضت الأَرض من الجَلِيتِ والصَّقِيعِ الجوهري يقال لبعض شهور الشتاء مَِلْحانُ لبياض ثلجه والمُلاَّحِيُّ بالضم وتشديد اللام ضرب من العنب أَبيض في حبه طول وهو من المُلْحة وقال أَبو قيس ابنُ الأَسْلَت وقد لاحَ في الصبحِ الثرَيَّا كما ترى كعُنْقودِ مُلاَّحِيَّةٍ حين نَوَّرا ابن سيده عنب مُلاحِيٌّ أَبيض قال الشاعر ومن تَعاجيبِ خَلْقِ اللهِ غاطِيَةٌ يُعْصَرُ منها مُلاحِيٌّ وغِرْبِيبُ قال وحكى أَبو حنيفة مُلاَّحِيّ وهي قليلة وقال مرة إِنما نسبه إِلى المُلاَّحِ وإِنما المُلاَّحُ في الطَّعْم والمُلاحِيُّ من الأَراك الذي فيه بياض وشُهْبة وحُمْرة وأَنشد لمُزاحِمٍ العُقيْلِيّ فما أُمُّ أَحْوَى الطُّرَّتَيْنِ خَلا لَها بقُرَّى مُلاحِيٌّ من المَرْدِ ناطِفُ والمُلاحِيُّ تِينٌ صِغار أَمْلَحُ صادق الحلاوة ويُزَبَّبُ وامْلاحَّ النخلُ تلوَّن بُسْرُه بحمرة وصفرة وشجرةٌ مَلْحاء سقط ورقها وبقيت عيدانها خُضْراً والمَلْحاء من البعير الفِقَرُ التي عليها السَّنامُ ويقال هي ما بين السَّنامِ إِلى العَجُز وقيل المَلْحاء لَحْمُ مُسْتَبْطِنِ الصُّلْبِ من الكاهل إِلى العجز قال العجاج موصولة المَلْحاءِ في مُسْتَعْظمِ وكَفَلٍ من نَحْضِه مُلَكَّمِ والمَلْحاءُ ما انْحَدَرَ عن الكاهل إِلى الصلب وقوله رَفَعُوا رايةَ الضِّرابِ ومَرُّوا لا يبالونَ فارسَ المَلْحاءِ يعني بفارس المَلْحاءِ ما على السَّنام من الشحم التهذيب والمَلْحاءُ وَسَط الظهر بين الكاهل والعجز وهي من البعير ما تحت السَّنام قال وفي المَلْحاءِ سِتّ مَحالاتٍ والجمع مَلْحاوات الفرّاء المَلِيحُ الحليم والراسِبُ والمِرَبُّ الحليم ابن الأَعرابي المِلاحُ المِخْلاة وجاء في الحديث أَن المختار لما قتل عمر بن سعد جعل رأْسه في مِلاح وعَلَّقه المِلاحُ المِخْلاة بلغى هذيل وقيل هو سِنانُ الرمح قال والمِلاحُ السُّترة والمِلاحُ الرمح والمِلاحُ أَن تَهُبَّ الجَنُوبُ بعد الشَّمال ويقال أَصبنا مُلْحةً من الربيع أَي شيئاً يسيراً منه وأَصاب المالُ مُلْحَةً من الربيع لم يستمكن منه فنال منه شيئاً يسيراً والمِلْحُ السِّمَنُ القليل وأَمْلَحَ البعيرُ إِذا حمل الشحم ومُلِح فهو مَمْلوحٌ إِذا سمن ويقال كان ربيعنا مَمْلوحاً وكذلك إِذا أَلْبَنَ القومُ وأَسْمَنُوا ومُلِّحَت الناقة فهي مُمَلَّحٌ سمنَت قليلاً ومنه قول عروة بن الورد أَقَمْنا بها حِيناً وأَكثرُ زادِنا بقيةُ لَحْمٍ من جَزُورٍ مُمَلَّحِ وجَزُورٌ مُمَلَّحٌ فيها بقية من سمن وأَنشد ابن الأَعرابي ورَدَّ جازِرُهُم حَرْفاً مُصَهَّرَةً في الرأْسِ منها وفي الرِّجْلَيْنِ تَمْلِيحُ أَي سِمَنٌ يقول لا شحم لها إِلا في عينها وسُلاماها كما قال ما دام مُخٌّ في سُلامَى أَو عَيْن قال أَول ما يبدأُ السِّمَنُ في اللسان والكَرِش وآخر ما يبقى في السُّلامَى والعين وتَمَلَّحتِ الإِبلُ كَمَلَّحَتْ وقيل هو مقلوب عن تَحَلَّمَتْ أَي سمنت وهو قول ابن الأَعرابي قال ابن سيده ولا أُرى للقلب هنا وجهاً قال وأُرى مَلَحتِ الناقةُ بالتخفيف لغة في مَلَّحتْ وتَمَلَّحَت الضِّبابُ كَتَحَلَّمت أَي سمنت ومَلَّحَ القِدْرَ جعل فيها شيئاً من شحم التهذيب عن أَبي عمرو أَمْلَحْتُ القِدْرَ بالأَلف إِذا جعلت فيها شيئاً من شحم وروي عن ابن عباس أَنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصادقُ يُعْطى ثلاثَ خصال المُلْحَةَ والمَهابةَ والمحبةَ الملحة بالضم البركة يقال كان ربيعنا مَمْلُوحاً فيه أَي مُخْصِباً مباركاً وهي من مَلَّحَتِ الماشيةُ إِذا ظهر فيها السِّمَنُ من الربيع والمِلْحُ البركة يقال لا يُبارِك الله فيه ولا يُمَلِّحُ قاله ابن الأَنباري وقال ابن بُزُزْجٍ مَلَحَ الله فيه فهو مَمْلوحٌ فيه أَي مبارك له في عيشه وماله قال أَبو منصور أَراد بالمُلْحة البركة وإِذا دُعِيَ عليه قيل لا مَلَّحَ الله فيه ولا بارك فيه وقال ابن سيده في قوله الصادق يُعْطى المُلْحةَ قال أُراه من قولهم تَمَلَّحَتِ الإِبلُ سمنت فكأَنه يريد الفضل والزياجة وفي حديث عمرو ابن حُرَيْثٍ
( * قوله « وفي حديث عمرو بن حريث إلخ » صدره كما بهامش النهاية قال عبد الملك لعمرو بن حريث أي الطعام أَكلت أحب اليك ؟ قال عناق قد أجيد إلخ ) عَناقٌ قد أُجيدَ تَمْلِيحُها وأُحْكِمَ نُضْجُها ابن الأَثير التمليح ههنا السَّمْطُ وهو أَخذ شعرها وصوفها بالماء وقيل تمليحها تسمينها من الجزور المُمَلَّح وهو السمين ومنه حديث الحسن ذكرت له التوراة فقال أَتريدون أَن يكون جلدي كجلد الشاة المَمْلوحة ؟ يقال مَلَحْتُ الشاةَ ومَلَّحْتها إِذا سَمَطْتها والمِلْحُ الرَّضاعُ قال أَبو الطَّمَحانِ وكانت له إِبل يَسْقِي قوماً من أَلبانها ثم أَغاروا عليها فأَخذوها وإِني لأَرْجُو مِلْحها في بُطُونِكم وما بَسَطَتْ من جِلْدِ أَشْعَثَ أَغْبَرا وذلك أَنه كان نزل عليه قوم فأَخذوا إِبله فقال أَرجو أَن تَرْعَوْا ما شَرِبْتُم من أَلبنان هذه الإِبل وما بَسَطتْ من جلود قوم كأَنَّ جلودهم قد يبست فسمنوا منها قال ابن بري صوابه أَغبر بالخفض والقصيدة مخفوضة الروي وأَوَّلها أَلا حَنَّتِ المِرْقالُ واشْتاقَ رَبُّها ؟ تَذَكَّرُ أَرْماماً وأَذْكُرُ مَعْشَرِي قال يقول إِني لأَرجو أَن يأْخذكم الله بحرمة صاحبها وغَدْرِكم به وكانوا استاقوا له نَعماً كان يسقيهم لبنها ورأَيت في بعض حواشي نسخ الصحاح أَن ابن الأَعرابي أَنشد هذا البيت في نوادره وما بَسَطتْ من جِلدِ أَشعَثَ مُقْتِرِ الجوهري والمَلْح بالفتح مصدر قولك مَلَحْنا لفلان مَلْحاً أَرْضعناه وقول الشاعر لا يُبْعِد اللهُ رَبُّ العِبا دِ والمِلْح ما وَلَدَت خالِدَهْ يعني بالمِلْح الرَّضاع قال أَبو سعيد المِلْحُ في قول أَبي الطَّمَحانِ الحرمة والذِّمامُ ويقال بين فلان وفلان مِلْحٌ ومِلْحَةٌ إِذا كان بينهما حرمة فقال أَرجو أَن يأْخذكم الله بحرمة صاحبها وغَدْرِكم بها قال أَبو العباس العرب تُعَظِّمُ أَمر المِلح والنار والرماد الأَزهري وقولهم مِلْح فلان على رُكْبَتيه فيه قولان أَحدهما أَنه مُضَيِّعٌ لحقِّ الرضاع غير حافظ له فأَدنى شيء يُنْسيه ذِمامَه كما أَن الذي يضع المِلْح على ركبتيه أَدنى شيء يُبَدِّدُه والقول الآخر أَنه سَيء الخلق يغضب من أَدنى شيء كما أَنَّ المِلح على الرُّكْبة يَتَبَدَّدُ من أَدنى شيء وروي قوله والمِلح ما ولدت خالده بكسر الحاء عطفه على قوله لا يبعد الله وجعل الواو واو القسم ابن الأَعرابي المِلْحُ اللبنُ ابن سيده مَلَحَ رَضعَ الأَزهري يقال مَلَحَ يَمْلَحُ ويَمْلُحُ إِذا رضع ومَلَح الماءُ ومَلُحَ يَمْلُحُ مَلاحةً والمِلاحُ المُراضَعة الليث المِلاحُ الرَّضاعُ وفي حديث وَفْدِ هَوازِنَ أَنهم كلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سَبْيِ عَشائرهم فقال خطيبُهم إِنا لو كنا مَلَحْنا للحرث بن أَبي شَمِر أَو للنعمان بن المنذِرِ ثم نزل مَنْزِلك هذا منا لحفظ ذلك لنا وأَنت خير المكفولين فاحفظ ذلك قال الأَصمعي في قوله مَلَحْنا أَي أَرْضَعْنا لهما وإِنما قال الهَوازِنيُّ ذلك لأَن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مُسْتَرضَعاً فيهم أَرضعته حليمة السعدية والمُمَالَحة المُراضعة والمُواكلة قال ابن بري قال أَبو القاسم الزجاجي لا يصح أَن يقال تَمالَحَ الرجلان إِذا رضع كل واحد منهما صاحبه هذا مُحال لا يكون وإِنما المِلْحُ رَضاع الصبي المرأَةَ وهذا ما لا تصح فيه المفاعلة فالمُمَالحة لفظة مولَّدة وليست من كلام العرب قال ولا يصح أَن يكون بمعنى المواكلة ويكون مأْخوذاً من المِلْح لأَن الطعام لا يخلو من الملح ووجه فساد هذا القول أَن المفاعلة إِنما تكون مأْخوذة من مصدر مثل المُضاربة والمقاتلة ولا تكون مأْخوذة من الأَسماء غير المصادر أَلا ترى أَنه لا يحسن أَن يقال في الاثنين إِذا أَكلا خبزاً بينهما مُخَابزَة ولا إِذا أَكلا لحماً بينهما مُلاحَمة ؟ وفي الحديث لا تُحَرِّمُ المَلْحةُ والمَلْحتان أَي الرَّضْعة والرَّضْعتان فأَما بالجيم فهو المصَّة وقد تقدمت والمَِلْح بالفتح والكسر الرَّضْعُ والمَلَحُ داء وعيب في رجل الدابة وقد مَلِحَ مَلَحاً فهو أَمْلَحُ والمَلَحُ بالتحريك وَرَم في عُرْقوب الفرس دون الجَرَدِ فإِذا اشتدَّ فهو الجَرَدُ والمَلْحُ سرعة
( * قوله « والملح سرعة إلخ » يقال ملح الطائر كمنع كثرت سرعة خفقانه كما في القاموس ) خَفَقانِ الطائر بجناحيه قال مَلْح الصُّقُورِ تحتَ دَجْنٍ مُغْيِنِ قال أَبو حاتم قلت للأَصمعي أَتراه مقلوباً من اللَّمْح ؟ قال لا إِنما يقال لَمَحَ الكوكَبُ ولا يقال مَلَح فلو كان مقلوباً لَجَاز أَن يقال مَلَح والأَمْلاحُ موضع قال طَرَفَةُ بن العَبْد عَفا من آلِ لَيْلَى السَّهْ بُ فالأَمْلاحُ فالغَمْرُ وهذه كلها أَسماء أَماكن ابن سيده ومُلَيْح والمُلَيْحُ ومُلَيْحَةُ وأَمْلاحٌ ومَلَحٌ والأُمَيْلِحُ والأَمْلَحانِ وذاتُ مِلْحٍ كلها مواضع قال جرير كأَنَّ سَلِيطاً في جَواشِنِها الحَصى إِذا حَلَّ بينَ الأَمْلَحَيْنِ وَقِيرُها قوله في جواشِنَها الحضى أَي كأَنَّ أَفْهاراً في صدورهم وقيل أَراد أَنهم غلاظ كأَنَّ في قلوبهم عُجَراً قال الأَخطل بمُرْتَجِزٍ داني الرِّبابِ كأَنه على ذاتِ مِلْحٍ مُقْسِمٌ ما يَرِيمُها وبنو مُلَيْحٍ بطن وبنو مِلْحانَ كذلك والأُمَيْلِحُ موضع في بلاد هُذَيل كانت به وقعة قال المتنخل لا يَنْسَأُ الله مِنَّا مَعْشَراً شَهِدُوا يومَ الأُمَيْلِح لا غابُوا ولا جَرَحوا يقول لم يغيبوا فنُكْفَى أَن يُؤْسَرُوا أَو يُقْتَلوا ولا جَرَحوا أَي ولا قاتلوا إِذ كانوا معنا ويقال للنَّدَى الذي يسقط بالليل على البَقْل أَمْلَحُ لبياضه وقول الراعي يصف إِبلاً أَقامتْ به حَدَّ الربيعِ وَجارُها أَخُو سَلْوَةٍ مَسَّى به الليلُ أَمْلَحُ يعني الندى يقول أَقامت بذلك الموضع أَيام الربيع فما دام الندى فهو في سلوة من العيش وإِنما قال مَسَّى به لأَنه يسقط بالليل أَراد بجارها ندى الليل يجيرها من العطش والمَلْحاءُ والشَّهْباء كتيبتان كانتا لأَهل جَفْنَة قال الجوهري والمَلْحاء كتيبة كانت لآل المُنْذِر قال عمرو بن شاسٍ الأَسَدِيّ يُفَلِّقْنَ رأْسَ الكوكَبِ الفَخْمِ بعدَما تَدُورُ رَحَى المَلْحاءِ في الأَمرِ ذي البَزْلِ والكوكبُ الرئيسُ المُقَدَّم والبَزْل الشدة ومُلْحةُ اسم رجل ومُلْحةُ الجَرْمِيّ شاعر من شعرائهم ومُلَيْحٌ مصغراً حَيّ من خُزاعة والنسبة إِليهم مُلَحِيٌّ مثال هُذَليٍّ التهذيب والمِلاحُ أَن تشتكي الناقة حَياءَها فتؤخذَ خِرْقةٌ ويُطْلى عليها دواء ثم تُلْصَقَ على الحياء فيَبرَأَ وقال أَبو الهيثم تقول العرب للذي يَخْلِطُ كذباً بصِدْقٍ هو يَخْصف حِذاءَه وهو يَرْتَثِئُ إِذا خَلَط كذباً بحق ويَمْتَلِحُ مثله فإِذا قالوا فلان يَمْتَلِح فهو الذي لا يُخْلِصُ الصدق وإِذا قالوا عند فلان كذب قليل فهو الصَّدُوق الذي لا يكذب وإِذا قالوا إِن فلاناً يَمْتَذِقُ فهو الكذوب

( منح ) مَنَحَه الشاةَ والناقَةَ يَمْنَحه ويَمْنِحُه أَعاره إِياها الفراء مَنَحْته أَمْنَحُه وأَمْنِحُه في باب يَفْعَلُ ويَفْعِلُ وقال اللحياني مَنَحَه الناقةَ جعل له وَبَرَها ووَلدَها ولبنها وهي المِنْحة والمَنِيحة قال ولا تكون المَنِيحةُ إِلاَّ المُعارَةَ للبن خاصة والمِنْحةُ منفعته إِياه بما يَمْنَحْه ومَنَحَه أَعطاه قال الجوهري والمَنِيحة مِنْحةُ اللبن كالناقة أَو الشاة تعطيها غيرك يحتلبها ثم يردّها عليك وفي الحديث هل من أَحد يَمْنَحُ من إِبله ناقةً أَهلَ بيتٍ لا دَرَّ لهم ؟ وفي الحديث ويَرْعَى عليهما مِنْحةً من لبن أَي غنم فيها لبن وقد تقع المِنْحةُ على الهبة مطلقاً لا قَرْضاً ولا عارية وفي الحديث أَفضلُ الصدقة المَنِيحةُ تَغْدُو بعِشاء وتروح بعِشاء وفي الحديث من مَنَحه المشركون أَرضاً فلا أَرض له لأَن من أَعاره مُشْرِكٌ أَرضاً ليزرعها فإِن خَراجها على صاحبها المشرك لا يُسْقِطُ الخَراجَ نه مِنْحَتُه إِياها المسلمَ ولا يكون على المسلم خَراجُها وقيل كل شيء تَقْصِد به قَصْدَ شيء فقد مَنَحْتَه إِياه كما تَمْنَحُ المرأَةُ وجهَها المرأَةَ كقول سُوَيْدِ بن كُراع تَمْنَحُ المرأَةَ وَجْهاً واضِحاً مثلَ قَرْنِ الشمسِ في الصَّحْوِ ارْتَفَعْ قال ثعلب معناه تُعطي من حسنها للمرأَة هكذا عدّاه باللام قال ابن سيده والأَحسن أَن يقول تُعْطي من حسنها المرأَةَ وأَمْنَحَتِ الناقة دنا نَتاجُها فهي مُمْنِحٌ وذكره الأَزهري عن الكسائي وقال قال شمر لا أَعرف أَمْنَحَتْ بهذا المعنى قال أَبو منصور هذا صحيح بهذا المعنى ولا يضره إِنكار شمر إِياه وفي الحديث من مَنَح مِنْحةَ ورِق أَو مَنَح لَبَناً كان كعتق رقبة وفي النهاية لابن الأَثير كان له كعَدْلِ رقبة قال أَحمد بن حنبل مِنْحةُ الوَرِق القَرْضُ قال أَبو عبيد المِنْحَةُ عند العرب على معنيين أَحدهما أَن يعطي الرجلُ صاحبه المال هبة أَو صلة فيكون له وأَما المِنْحةُ الأُخرى فأَن يَمْنَح الرجلُ أَخاه ناقة أَو شاة يَحْلُبها زماناً وأَياماً ثم يردّها وهو تأْويل قوله في الحديث الآخر المِنْحَة مردودة والعارية مؤداة والمِنْحة أَيضاً تكون في الأَرض يَمْنَحُ الرجلُ آخر أَرضاً ليزرعها ومنه حديث النبي صلى الله عليه وسلم من كانت له أَرض فليزرعْها أَي يَمْنَحْها أَخاه أَو يدفعها إِليه حتى يزرعَها فإِذا رَفَع زَرْعَها ردّها إِلى صاحبها ورجل مَنَّاح فَيَّاح إِذا كان كثير العطايا وفي حديث أُم زرع وآكُلُ فأَتَمَنَّحُ أَي أَطْعِمُ غيري وهو تَفَعُّل من المَنْحِ العطية قال والأَصل في المَنِيحة أَن يجعل الرجلُ لبنَ شاته أَو ناقته لآخر سنة ثم جعلت كل عطية منيحة الجوهري المَنْحُ العطاء قال أَبو عبيد للعرب أَربعة أَسماء تضعها مواضع العارية المَنِيحةُ والعَرِيَّةُ والإِفْقارُ والإِخْبالُ واسْتَمْنَحه طلب مِنْحته أَي اسْتَرْفَدَه والمَنِيحُ القِدْحُ المستعار وقيل هو الثامن من قِداح المَيْسِر وقيل المَنِيحُ منها الذي لا نصيب له وقال اللحياني هو الثالث من القِداح الغُفْل التي ليست لها فُرُضٌ ولا أَنصباء ولا عليها غُرْم وإِنما يُثَقَّل بها القِداحُ كراهيةَ التُّهمةِ اللحياني المَنِيحُ أَحد القِداح الأَربعة التي ليس لها غُنْم ولا غُرْم أَوّلها المُصَدَّرُ ثم المُضَعَّفُ ثم المَنِيح ثم السَّفِيح قال والمَنِيح أَيضاً قِدْحُ من أَقداح الميسر يُؤْثَرُ بفوزه فيستعار يُتَيَمَّنُ بفوزه والمَنِيح الأَوّل من لَغْوِ القِداح وهو اسم له والمَنِيحُ الثاني المستعار وأَما حديث جابر كنتُ مَنِيحَ أَصحابي يوم بدر فمعناه أَي لم أَكن ممن يُضْرَبُ له بسهم مع المجاهدين لصغري فكنت بمنزلة السهم اللغو الذي لا فوز له ولا خُسْرَ عليه وقد ذكر ابن مُقْبل القِدْحَ المستعار الذي يتبرك بفوزه إِذا امْتَنَحَتْه من مَعَدٍّ عِصابةٌ غَدا رَبُّه قبل المُفِيضِينَ يَقْدَحُ يقول إِذا استعاروا هذا القِدْحَ غدا صاحبُه يَقْدَحُ النارَ لثِقَتِه بفوزه وهذا هو المَنِيحُ المستعار وأَما قوله فمَهْلاً يا قُضاعُ فلا تكونِي مَنِيحاً في قِداحِ يَدَيْ مُجِيلِ فإِنه أَراد بالمنيح الذي لا غُنْمَ له ولا غُرْمَ عليه قال الجوهري والمَنِيحُ سهم من سهام الميسر مما لا نصيب له إِلاَّ أَن يُمْنَحَ صاحبُه شيئاً والمَنُوحُ والمُمانِحُ من النوق مثل المُجالِح وهي التي تَدِرُّ في الشتاء بعدما تذهب أَلبانُ الإِبل بغير هاء وقد مانَحَتْ مِناحاً ومُمانَحةً وكذلك مانَحَتِ العينُ إِذا سالتْ دموعُها فلم تنقطع والمُمانِحُ من المطر الذي لا ينقطع قال ابن سيده والمُمانِحُ من الإِبل التي يبقى لبنها بعدما تذهب أَلبان الإِبل وقد سمَّت مانِحاً ومَنَّاحاً ومَنِيحاً قال عبد الله بن الزبير يَهْجُو طَيِّئاً ونحنُ قَتَلْنا بالمَنِيحِ أَخاكُمُ وَكِيعاً ولا يُوفي من الفَرَسِ البَغْلُ أَدخل الأَلف واللام في المنيح وإِن كان علماً لأَن أَصله الصفة والمَنِيحُ هنا رجل من بني أَسد من بني مالك والمَنِيحُ فرس قيس بن مسعود والمَنِيحةُ فرسِ دثار بن فَقْعَس الأَسَدِيّ

( ميح ) ماحَ في مِشْيته يَمِيحُ مَيْحاً ومَيْحُوحة تَبَخْتر وهو ضرب حسن من المشي في رَهْوَجة حَسَنةٍ وهو مشي كمشي البَطَّة وامرأَة مَيَّاحة قال مَيَّاحة تَمِيحُ مَشْياً رَهْوَجا والمَيْحُ مشي البطة قال صادَتْكَ بالأُنْسِ وبالتَّمَيُّحِ التهذيب البطة مَشْيُها المَيْحُ قال رؤبة من كلِّ مَيَّاحٍ تَراه هَيْكَلا أَرْجَلَ خِنْذِيذٍ وعينٍ أَرْجَلا وتَمايَح السكرانُ والغصنُ تمايل وماحَتِ الريحُ الشجرةَ أَمالتها قال المَرَّارُ الأَسَدِيُّ كما ماحَتْ مُزَعْزِعَةٌ بغِيلٍ يَكادُ ببعضِه بعضٌ يَمِيلُ وتَمَيَّح الغصنُ تَمَيَّلَ يميناً وشمالاً والمَيْحُ أَن يدخل البئر فيملأً الدلو وذلك إِذا قل ماؤها ورجل مائحٌ من قوم ماحة الأَزهري عن الليث المَيْحُ في الاستقاء أَن ينزل الرجلُ إِلى قرار البئر إِذا قل ماؤها فيملأَ الدلو بيده يَميحُ فيها بيده ويَميحُ أَصحابه والجمع ماحة وفي حديث جابر أَنهم وردوا بئراً ذَمَّةً أَي قليلاً ماؤها قال فنزلنا فيها ستةً ماحةً وأَنشد أَبو عبيدة يا أَيُّها المائحُ دَلوِي دُونَكا إِني رأَيتُ الناسَ يَحْمَدُونَكا والعرب تقول هو أَبْصَرُ من المائح باسْتِ الماتح تعني أَن الماتح فوق المائح فالمائح يرى الماتح ويرى استه وقد ماحَ أَصحابَه يَمِيحُهم وقول صَخْر الغَيّ كأَنَّ بَوانِيَه بالمَلاَ سَفائنُ أَعْجَمَ مايَحْنَ رِيفا قال السكري مايَحْنَ امْتَحْنَ أَي حَمَلْنَ من الرِّيفِ هذا تفسيره وماحَه مَيْحاً أَعطاه والمَيْحُ يجري مَجْرَى المنفعة وكلُّ من أَعْطى معروفاً فقد ماحَ ومِحْتُ الرجلَ أَعطيته واسْتَمَحْتُه سأَلته العطاء ومِحْتُه عند السلطان شَفَعْتُ له واسْتَمَحْتُه سأَلته أَن يشفع لي عنده والامْتِياحُ مثل المَيْحِ والسائل مُمْتاحٌ ومُسْتَمِيح والمسؤول مُسْتَماحٌ ويقال امْتاحَ فلانٌ فلاناً إِذا أَتاه يطلب فضله فهو مُمْتاحٌ وفي حديث عائشة تصف أَباها رضي الله عنهما فقالت وامْتاحَ من المَهْواة أَي استقى هو افْتَعَلَ من المَيْح العطاء وامْتاحت الشمسُ ذِفْرَى البعير إِذا اسْتَدَرَّتْ عَرَقَه وقال ابن فَسْوة يذكر ناقته ومُعَذِّرَها إِذا امْتاحَ حَرُّ الشمسِ ذِفْراه أَسْهَلَتْ بأَصْفَرَ منها قاطِراً كلَّ مَقْطَرِ الهاء في ذفراه للمُعَذِّرِ وقول العُجَيْرِ السَّلوليّ ولي مائحٌ لم يُورَدِ الماءُ قَبْلَه يُعَلِّي وأَشْطانُ الدِّلاءِ كثيرُ إِنما عنى بالمائح لسانه لأَنه يَميحُ من قلبه وعنى بالماء الكلام وأَشطان الدلاء أَي أَسبابُ الكلام كثير لديه غير متعذر عليه وإِنما يصف خصوماً خاصمهم فغلبهم أَو قاومهم والمَيْحُ المنفعة وهو من ذلك ابن الأَعرابي ماحَ إِذا استاك وماحَ إِذا تبختر وماحَ إِذا أَفضل وماحَ فاه بالسواك يَميحُ مَيْحاً شاصه وسَوَّكه قال يَمِيحُ بعُودِ الضَّرْوِ إِغْرِيضَ ثَغْبِه جَلا ظَلْمَه من دونِ أَن يَتَهَمَّما وقيل هو استخراج الريق بالمسواك وقول الراعي يصف امرأَة وعَذْب الكَرَى يَشْفِي الصَدَى بعد هَجْعةٍ له من عُرُوقِ المُسْتَظَلَّةِ مائحُ يعني بالمائح السواك لأَنه يَمِيح الريقَ كما يَمِيحُ الذي ينزل في القَلِيبِ فيَغْرِفُ الماء في الدلو وعنى بالمظلة الأَراكة ومَيَّاحٌ اسم ومَيَّاحٌ اسم فرس عُقْبَة بن سالم

( نبح ) النَّبْحُ صوت الكلب نَبَحَ الكلبُ والظبي والتيس والحية يَنْبِحُ ويَنْبَحُ نَبْحاَ ونَبِيحاً ونُباحاً بالضم ونِباحاً بالكسر ونُبُوحاَ وتَنْباحاً التهذيب والظبي يَنْبَحُ في بعض الأَصوات وأَنشد لأَبي دُواد وقُصْرَى شَنِج الأَنْسا ءِ نَبَّاحٍ من الشُّعْبِ رواه الجاحظ نَبَّاح من الشَّعْبِ وفسره يعني من جهة الشَّعْبِ وأَنشد ويَنْبَحُ بينَ الشَّعْبِ نَبْحاً كأَنه نُبَاحُ سَلُوقٍ أَبْصَرتْ ما يَرِيبُها وقال الظبي إِذا أَسَنَّ ونبتت لقرونه شُعَبٌ نَبَحَ قال أَبو منصور والصواب الشُّعْبُ جمع الأَشْعَبِ وهو الذي انشعب قرناه الأَزهري التيس عند السِّفاد يَنْبَحُ والحية تَنْبَحُ في بعض أَصواتها وأَنشد يأْخُذُ فيه الحَيَّةَ النَّبُوحا والنَّوابِحُ والنُّبُوحُ جماعة النابح من الكلاب أَبو خَيْرَةَ النُّباحُ صوت الأَسْود يَنْبَحُ نُبَاحَ الجِرْو أَبو عمرو النَّبْحاء الصَّيَّاحة من الظِّباء ابن الأَعرابي النَّبَّاحُ الظبي الكثير الصِّياح والنَّبَّاحُ الهُدْهُد الكثيرُ الفَرْقَرةِ ويقول الرجلُ لصاحبه إِذا قَضِيَ له عليه وَكَلْتُكَ العامَ من كلب بتَنْباح وكلب نابح ونَبَّاح قال ما لَكَ لا تَنْبَحُ يا كَلْبَ الدَّوْمْ قد كنتَ نَبَّاحاً فما لَكَ اليَوْمْ ؟ قال ابن سيده هؤلاء قوم انتظروا قوماً فانتظروا نُِباحَ الكلب ليُنْذِرَ بهم وكلابٌ نَوابِحُ ونُبَّحٌ ونُبُوحٌ وأَنْبَحَه جعله يَنْبَحُ قال عبدُ بن حَبيب الهُذَلي فأَنْبَحْنا الكلابَ فَوَرَّكَتْنا خِلالَ الدارِ دامِيةَ العُجُوبِ وأَنْبَحْتُ الكلبَ واسْتَنْبَحْتُه بمعنًى واسْتَنْبَحَ الكلبَ إِذا كان في مَضِلَّة فأَخرج صوته على مثل نُباح الكلب ليسمعه الكلب فيتوهمه كلباً فَيَنْبَح فيستدل بِنُّباحِه فيهتدي قال قومٌ إِذا اسْتَنْبَحَ الأَقوامُ كَلْبَهُمُ قالوا لأُمِّهِمُ بُولِي على النارِ
( * قوله « إِذا استنبح الأَقوام » كذا بالأصل والمشهور الأَضياف )
وكلب نَبَّاح ونَبَّاحِيٌّ ضَخْمُ الصوت عن اللحياني ورجل مَنْبُوح يُضْرَبُ له مثل الكلب ويُشَبَّه به ومنه حديث عَمَّار رضي الله تعالى عنه فيمن تناول من عائشة رضي الله عنها اسْكُتْ مَقْبُوحاً مَشْقُوحاً مَنْبُوحاً حكاه الهروي في الغريبين والمَنْبُوحُ المَشْتُوم يقال نَبَحَتْني كِلابُك أَي لَحِقَتْني شَتائِمُكَ وأَصله من نُباح الكلب وهو صياحه التهذيب عن شمر يقال نَبَحه الكلب ونَبَحَتْ عليه
( * كذا بياض بالأصل وراجع عبارة التهذيب ) ونابَحَه قال امرؤُ القيس وما نَبَحَتْ كلابُك طارقاً مثلي ويقال في مَثَلٍ فلان لا يُعْوَى ولا يُنْبَحُ يقول من ضعفه لا يُعْتَدُّ به ولا يكلم بخير ولا شر ورجل نَبَّاح شديد الصوت وقد حكيت بالجيم وقد نَبَحَ نَبْحاً ونَبِيحاً ونَبَحَ الهُدْهُدُ يَنْبَحُ نُباحاً أَسَنَّ فَغَلُظَ صوته والنبوحُ أَصوات الحي قال الجوهري والنُّبُوحُ ضَجَّةُ الحيِّ وأَصوات كلابهم قال أَبو ذؤيب بأَطْيَبَ من مَقَبَّلِها إِذا ما دَنا العَيُّوقُ واكْتَتَمَ النُّبُوحُ والنُّبُوح الجماعة الكثيرة من الناس قال الجوهري ثم وضع موضع الكثرة والعِزِّ قال الأَخطل إَنَّ العَرارةَ والنُّبُوحَ لدارِمٍ والعِزّ عند تَكامُلِ الأَحْسابِ وهذا البيت أَورده ابن سيده وغيره إِنَّ العَرارةَ والنُّبُوحَ لدارِمٍ والمُسْتَخِفّ أَخوهم الأَثْقالا وقال ابن بري عن البيت الذي أَورده الجوهري إِنه للطِّرِمَّاح قال وليس للأَخطل كما ذكره الجوهري وصواب إِنشاده والنُّبُوح لطيئٍ وقبله يا أَيُّها الرجلُ المُفاخِرُ طَيِّئاً أَغْرَبْتَ نَفْسَك أَيَّما إِغرابِ قال وأَما بيت الأَخطل فهو ما أَورده ابن سيده وبعده المانعينَ الماءَ حتى يَشْرَبوا عَفَواتِه ويُقَسِّموه سِجالا مدح الأَطلُ بني دارم بكثرة عددهم وحملهم الأُمور الثقال التي يَعْجِزُ غيرهم عن حملها ويروى المستخف بالرفع والنصب فمن نصبه عطفه على اسم إِن وأَخوهم خبر إِن والأَثقال مفعول بالمستخف تقديره إِنَّ المستخف الأَثقال أَخوهم ففصل بين الصلة والموصول بخبر إِن للضرورة وقد يجوز أَن ينتصب بإِضمار فعل دل عليه المستخف تقديره إِن الذي استخف الأَثقال أَخوهم ويجوز أَن يرتفع أَخوهم بالمستخف والأَثقال منصوبة به ويكون العائد على الأَلف واللام الضمير الذي أُضيف إِليه الأَخ ويكون الخبر محذوفاً تقديره إِن الذي استخف أَخوهم الأَثقال هم فحذف الخبر لدلالة الكلام عليه وأَما من رفع المستخف فإِنه رفعه بالعطف على موضع إِنَّ ويكون الكلام في رفع الأَخ من الوجهين المذكورين كالكلام فيمن نصب المستخف والنَّبَّاح صَدَفٌ بيض صغار وفي التهذيب مَناقِفُ يُجاءُ بها من مكة تجعل في القلائد والوُشُح ويُدْفَعُ بها العينُ الواحدة نَبَّاحة والنَّوابح موضع قال مَعْنُ بن أَوس إِذا هيَ حَلَّتْ كَرْبَلاءَ فَلَعْلَعاً فَجَوْزَ العُذَيْبِ دونها فالنَّوابِحا

( نتح ) النَّتْحُ العَرَقُ وقيل خروج العَرَق من الجلد والدَّسَمِ من النِّحْيِ والنَّدَى من الثَّرَى وقال الأَزهري النَّتْحُ خروج العرق من أُصول الشعر وهو نَتْحُه الجلد نَتَحَ يَنْتَِحُ نَتْحاً ونُتُوحاً الجوهري النَّتْحُ الرَّشْحُ ومَناتِحُ العَرَقِ مَخارِجُه من الجلد وأنشد جَوْنٌ كأَنَّ العَرَقِ المَنْتُوحا لَبَّسَه القَطْرانَ والمُسُوحا ونَتَحه الحَرُّ وغيره ونَتَحَ النِّحْيُ إِذا رَشَحَ بالسَّمْنِ وذِفْرَى البعير تَنْتِحُ عَرَقاً إِذا سار في يوم صائف شديد الحر فقَطَرَ ذِفْرَياه عرقاً ونَتَحَت المَزادةُ تَنْتِحُ نَتْحاً ونُتُوحاً وكذلك خروج العَرق قال الراجز تَنْتِحُ ذِفْراها بمثل الدِّرْياقْ والمِنْتَحة الاستُ والنُّتُوحُ صُمُوغ الأَشجار ولا يقال نُتُوع والانْتِياحُ مثل النَّتْح قال ذو الرمة يصف بعيراً يَهْدِرُ في الشِّقْشِقَة رَقْشاءُ تَنْتاحُ اللُّغامَ المُزْبِدا دَوَّمَ فيها رِزَّه وأَرْعَدا واليَنْتُوح طائر أَقرع الرأْس يكون في الرمل الأَزهري روى أَبو أَيوب عن بعض العرب امْتَتحتُ الشيءَ وانْتَتحته وانتزعْتُه بمعنى واحد

( نجح ) النُّجحُ والنَّجاحُ الظَّفَرُ بالشيءِ وقد أَنْجَحَ وقد نَجَحْتْ حاجتي
( * قوله « وقد نجحت حاجتي إلخ » بابه منع كما في القاموس والمصباح ) وأَنْجَحَتْ وأَنْجَحْتُها لك وأَنْجَحَها الله تعالى أَسْعَفَني بإِدراكها وأَنْجَحَ الرجلُ صار ذا نُجْح فهو مُنْجِحٌ من قوم مَناجِح ومَناجِيح وقد أَنْجَحْتُ حاجَته إِذا قضيتها له وفي خطبة عائشة رضي الله عنها وأَنْجَحَ إِذا أَكْدَيْتُم يقال نَجَحَ إِذا أَصاب طَلِبَتَه ونَجَحَتْ طَلِْبَتُه وأَنْجَحَتْ وما أَفْلَحَ فلان ولا أَنْجَحَ وتَنَجَّحْتُ الحاجةَ واسْتَنْجَحْتُها إِذا تَنَجَّزْتَها ونَجَحَتْ هي ونَجَحَ أَمْرُ فلان تَيَسَّرَ وسَهُل فهو ناجح وقول أَبي ذؤيب فيهنَّ أُمُّ الصَّبِيَّيْنِ التي تَبَلَتْ قَلبي فليس لها ما عِشْتُ إِنْجاحُ أَراد فليس لحُبِّي لها وسَعْيي فيها إِنجاح ما عشت وسار فلان سيراً نَجِيحاً أَي وَشِيكاً وسَيرٌ ناجِحٌ ونَجِيحٌ وَشِيكٌ وكذلك المكان قال يَغْبُقُهُنَّ قَرَباً نَجِيحا وقال لبيد فَمَضَيْنا فَقَرَينا ناجِحاً مَوْطِناً نَسْأَلُ عنه ما فَعَلْ ونَهْضٌ نَجِيحٌ مُجِدٌّ قال أَبو خراشٍ الهُذَليّ يُقَرِّبُه النَّهْضُ النَّجِيحُ لما به ومنه بُدُوٌّ تارَةً ومَثِيلُ
( * قوله « ومنه بدو تارة ومثيل » كذا بالأصل ولم يظهر لنا معناه ولعله محرف عن ومنه نزو تارة ونئيل فالنزو بوزن الوثوب ومعناه والنئيل كرجيم مصدر نأَل نئيلاً إذا مشى ونهض برأسة يحركه إلى فوق كما في القاموس )
ورجل نَجِيحٌ مُنْجحُ الحاجات قال أَوس نَجِيحٌ جَوادٌ أَخُو ماقِطٍ نِقابٌ يُحَدِّثُ بالغائبِ ورأْيٌ نَجِيحٌ صوابٌ وفي حديث عمر مع المُتَكَهِّن يا جَلِيحُ أَمرٌ نَجِيح رجل فَصِيح يقول لا إِله إِلا الله ويقال للنائم إِذا تتابعت عليه رُؤْيا صِدْقٍ تناجَحَتْ أَحلامُه قال ابن سيده وتَناجَحَتْ عليه أَحلامُه تتابع صدقُها ويقال أَنْجَحَ بك الباطلُ أَي غَلَبك الباطِلُ وكلُّ شيءٍ غلبك فقد أَنْجَحَ بك وإِذا غَلَبْتَه فقد أَنْجَحْتَ به والنَّجاحةُ الصبر ويقال ما نَفْسِي عنه بنَجِيحة أَي بصابرة وقال ابن مَيَّادة وما هَجْرُ لَيْلى أَن تكونَ تَباعدَتْ عليكَ ولا أَن أَحْصَرَتْك شُغُولي ولا أَن تَكون النفسُ عنها نَجِيحةً بشيءٍ ولا ببديلِ
( * كذا بياض بالأصل )
وقد سَمَّوْا نَجِيحاً ونُجَيْحاً ومُنْجِحاً ونَجاحاً

( نحح ) النَّحِيحُ صوت يُرَدِّدُه الرجلُ في جوفه وقد نَحَّ يَنِحُّ نَحِيحاً ونَحْنَحَ إِذا رَدَّ السائلَ ردّاً قبيحاً وشَحِيحٌ نَحِيحٌ إِتباع كأَنه إِذا سُئِلَ اعْتَلَّ كراهةً للعطاءِ فَرَدَّدَ نَفَسَه لذلك والتَّنَحْنُح والنَّحْنَحة كالنَّحِيح وهو أَشدّ من السُّعال الأَزهري عن الليث النَّحْنَحَة التَّنَحْنُح وهو أَسهل من السُّعال وهي عِلَّة البخيل وأَنشد يَكادُ من نَحْنَحةٍ وأَحِّ يَحْكي سُعالَ الشَّرِقِ الأَبَحِّ والنَّحْنَحَةُ أَيضاً صوتُ الجَرْع من الحلق يقال منه تَنَحْنَحَ الرجلُ عن كراع قال ابن سيده ولست منه على ثقة وأُراها بالخاءِ قال وقال بعض اللغويين النَّحْنَحَةُ أَن يُكَرِّرَ قولَ نَحْ نَحْ مُسْتَرْوِحاً كما أَن المَقْرُورَ إِذا تَنَفَّسَ في أَصابعه مُسْتَدْفٍئاً فقال كَهْ كَهْ اشْتُقَّ منه المصدر ثم الفعل فقيل كَهْكَهَ كَهْكَهةً فاشتقوا من الصوت وذكر ابن بري في الحواشي في فصل وَغَبَ كَزِّ المُحَيَّا أُنَّحٍ إِرْزَبِّ قال الأُنَّحُ البخيلُ الذي إِذا سُئل تَنَحْنَحَ

( ندح ) النَّدْحُ الكثرةُ والنَّدْحُ والنُّدْحُ السَّعةُ والفُسْحةُ والنَّدْحُ ما اتسع من الأَرض تقول إِنك لفي نَدْحةٍ من الأَمْر ومشنْدُوحةٍ منه والجمع أَنداحٌ وكذلك النَّدْحةُ والنُّدْحة والمندوحةُ وأَرض مندوحةٌ واسعة بعيدة قال أَبو النجم يُطَوِّحُ الهادي به تَطْوِيحا إِذا عَلا دَوِّيَّه المَنْدُوحا الدَّوُّ بلد مستوٍ أَحدُ طرفيه يُتاخِمُ الحَفْرَ المنسوبَ إِلى أَبي موسى وما صاقَبه من الطريق وطَرَفُه الآخر يُتاخِمُ فَلَواتِ ثَبْرة وطُوَيْلِع وأَمْواهاً غيرَهما وقالوا لي عن هذا الأَمر مَنْدوحة أَي مُتَّسَعٌ ذهب أَبو عبيد إِلى أَنه من انْداحَ بَطْنُه أَي اتسع وليس هذا من غلط أَهل الصناعة وذلك أَن انْداحَ انفعل وتركيبه من دوح وإِنما مَنْدُوحة مفعولة فكيف يجوز أَن يشتق أَحدهما من صاحبه ؟ وتَنَدَّحتِ الغنمُ في مرابضها ومَسارحها وانْتَدَحَتْ كلاهما تَبَدَّدتْ وانتشرت واتسعت من البِطْنةِ ومنه قيل لي عنه مَنْدُوحة ومُنْتَدَحٌ أَي سَعَة وإِنك لفي نُدْحةٍ ومَنْدُوحةٍ من كذا أَي سَعَةٍ يعني أَن في التعريض بالقول من الاتساع ما يغني الرجلَ عن تَعَمُّدِ ذلك وفي حديث الحجاج وادٍ نادِحٌ أَي واسع الجوهري النُّدْحُ بالضم الأَرض الواسعة والمَنادِحُ المَفاوِزُ والمُنْتَدَحُ المكان الواسع وفي حديث عمران ابن حُصَيْن إِن في المَعاريضِ لمَنْدوحةً عن الكذب قال أَبو عبيد أَي سعة وفُسْحة الجوهري ولا تقل مَمْدوحة قال ومنه قيل للرجل إِذا عظم بطنه واتسع قد انْداحَ بطنه وانْدَحى لغتان فأَراد أَن في المَعاريض ما يستغني به الرجل عن الاضطرار إِلى الكذب المحض قال الأَزهري أَصاب أَبو عبيد في تفسير المَنْدُوحة أَنه بمعنى السَّعة والفُسْحة وغلط فيما جعله مشتقاً حين قال ومنه قيل انْداحَ بطنه وانْدَحى لأَن النون في المندوحة أَصلية والنون في انداح واندحى من الدَّحْوِ فبينهما وبين النَّدْح فُرْقانٌ كبير لأَن المندوحة مأْخوذة من أَنْداح الأَرض واحدها نَدْحٌ وهو ما اتسع من الأَرض ومنه قول رؤْبة صِيرانُها فَوْضَى بكلِّ نَدْحِ ومن هذا قولهم لك مُنْتَدَحٌ في البلاد أَي مذهبٌ واسع عريض وانْدَحَّ بطن فلان انْدِحاحاً اتسع من البِطْنةِ وانْداحَ بطنُه انْدِياحاً إِذا انتفخ وتَدَلَّى من سِمَنٍ كان ذلك أَو علة وفي حديث أُم سلمة أَنها قالت لعائشة رضي الله عنهما حين أَرادت الخروج إِلى البَصْرة قد جمع القرآن ذيْلَكِ فلا تَنْدَحِيه أَي لا تُوَسِّعِيه ولا تُفَرّقيه بالخروج إِلى البصرة والهاءُ للذيل ويروى لا تَبْدَحيه بالباءِ أَي لا تَفْتَحِيه من البَدْح وهو العلانية أَرادت قوله تعالى وقَرْنَ في بُيوتِكُنَّ ولا تَبَرَّجْنَ قال الأَزهري من قاله بالباءِ ذهب إِلى البَداحِ وهو ما اتسع من الأَرض ومن قاله بالنون ذهب به إِلى النَّدْح ويقال نَدَحْتُ الشيءَ نَدْحاً إِذا وسعته الأَزهري والنَّدْحُ الكثرة في قول العجاج حيث يقول صِيد تَسامى وُرَّماً رِقابُها بِنَدْحِ وَهْمٍ قَطِمٍ قَبْقابُها ونادِحٌ ومُنادِحٌ اسمان وبنو مُنادِح بُطَيْنٌ

( نزح ) نَزَحَ الشيءُ يَنْزَحُ
( * قوله « نزح الشيء ينزح إلخ » بابه منع وضرب كما في القاموس ) نَزْحاً ونُزوحاً بَعُدَ وشيءٌ نُزُحٌ ونَزُوحٌ نازحٌ أَنشد ثعلب إِنَّ المَذَلَّةَ مَنْزِلٌ نُزُحٌ عن دار قَوْمِكِ فاتْرُكُي شَتْمِي ونَزَحت الدارُ فهي تَنْزِحُ نُزُوحاً إِذا بَعُدَتْ وقوم مَنازيحُ قال ابن سيده وقول أَبي ذؤيب وصَرَّحَ الموتُ عن غُلْبٍ كأَنهمُ جُرْبٌ يُدافِعُها الساقي مَنازيحُ إِنما هو جمع مِنْزاح وهي التي تأْتي إِلى الماءِ عن بُعْدٍ ونَزَحَ به وأَنْزَحَه وبلد نازحٌ ووَصْلٌ نازحٌ بعيد وفي حديث سَطيح عبدُ المَسِيح جاءَ من بلدٍ نَزيحٍ أَي بعيدٍ فعيل بمعنى فاعل ونَزَحَ البئرَ يَنْزِحُها ويَنْزَحُها نَزْحاً وأَنْزَحها إِذا استقى ما فيها حتى يَنْفَدَ وقيل حتى يَقِلَّ ماؤُها ونَزَحَتِ البئرُ ونَكِزَتْ تَنْزِحُ نَزْحاً ونُزُوحاً فهي نازح ونُزُحٌ ونَزُوحٌ نَفِدَ ماؤُها قال الليث والصواب عندنا نُزِحَتِ البئرُ إِذا اسْتُقِيَ ماؤُها وفي الحديث أَنه نزل الحُدَيْبِية وهي نَزَحٌ النَزَح بالتحريك البئر التي أُخذ ماؤُها يقال نَزَحتِ البئرُ ونَزَحْتُها لازم ومتعدّ ومنه حديث ابن المُسَيّب قال لقتادة ارْحَلْ عني فلقد نَزَحْتَني أَي أَنْفَدْتَ ما عندي وفي رواية نَزَفْتَني الجوهري وبئر نَزُوح قليلة الماءِ ورَكايا نُزُح والنَّزَحُ بالتحريك البئر التي نُزِحَ أَكثر مائها قال الراجز لا يَستَقِي في النَّزَحِ المَضْفُوفِ إِلا مُداراتُ الغُرُوبِ الجُوفِ وجمع النَّزَحِ أَنْزاحٌ وجمع النَّزوحِ نُزُحٌ وماءٌ لا يَنْزِحُ ولا يَنْزَحُ أَي لا يَنْفَدُ وأَنْزَحَ القومُ
( * قوله « وأَنزح القوم إلخ » كذا بالأصل كبعض نسخ القاموس وفي بعضها نزح بدون همزة كما نبه عليه شارحه ) نَزَحَتْ مياه آبارهم والنَّزَحُ الماءُ الكَدِرُ وقد نُزِحَ بفلان إِذا بَعُدَ عن دياره غَيبَةً بعيدة وأَنشد الأَصمعي ومن يُنْزَحْ به لا بُدَّ يوماً يَجيءُ به نَعِيٌّ أَو بَشِيرُ وأَنت بمُنْتَزَحٍ من كذا أَي ببعد منه قال ابن هَرْمَة يَرْثي ابنه فأَنتَ من الغَوائلِ حين تُرْمى ومن ذَمِّ الرجالِ بمُنْتَزاحِ إِلا أَنه أَشبع فتحة الزاي فتولدت الأَلف

( نسح ) الليث النّسْحُ والنُّساحُ ما تَحاتَّ عن التمر من قشره وفُتاتِ أَقماعه ونحو ذلك مما يبقى في أَسفل الوعاءِ والمِنساحُ شيء يُدْفَعُ به الترابُ ويُذْرى به ونَِساحٌ واد
( * قوله « وناح واد إلخ » كسحاب وكتاب كما في القاموس وياقوت ) باليمامة قال الأَزهري ما ذكره الليث في النَّسْح لم أَسمعه لغيره قال وأَرجو أَن يكون محفوظاً الجوهري نَسَحَ الترابَ نَسْحاً أَذراه ونَسِحَ نَسَحاً طَمِعَ ونَساحٌ جبل عن ثعلب وأَنشد يُوعِدُ خَيْراً وهو بالزَّحْزاحِ أَبْعَدُ من زُهْرَةَ من نَساحِ

( نشح ) نَشَحَ الشاربُ يَنْشَحُ نَشْحاً ونُشُوحاً وانْتَشَح إِذا شرب حتى امتلأَ وقيل نَشَحَ شَرب شُرْباً قليلاً دون الريّ قال ذو الرمة فانْصاعتِ الحُقْبُ لم تَقْصَعْ صَرائِرَها وقد نَشَحْنَ فلا رِيٌّ ولا هِيمُ وفي حديث أَبي بكر قال لعائشة رضي الله عنهما انْظُري ما زاد من مالي فَرُدِّيه إِلى الخليفة بعدي فإِني كنت نَشَحْتُها جُهْدي أَي أَقللت من الأَخذ منها والنَّشْحُ الشرب القليل ونَشَحَ بعيرَه سقاه ماء قليلاً والاسم النَّشُوحُ من قولك نَشَحَ إِذا شرب شُرْباً دون الرِّيِّ قال أَبو النجم يصف الحمير حتى إِذا ما غَيَّبتْ نَشُوحا وأَورد الجوهري هذا البيت على النَّشُوح الماء القليل وقال معناه أَي أَدخلت أَجوافها شراباً غَيَّبَتْه فيه وقيل النَّشُوح بالفتح الماءُ القليل قال الأَزهري وسمعت أَعرابيّاً يقول لأَصحابه أَلا وانْشَحُوا خيلَكم نَشْحاً أَي اسقوها سَقْياً يَفْثَأُ غُلَّتَها وإِن لم يُرْوِها قال الراعي يذكر ماءً وَرَدَه نَشَحْتُ بها عَنْساً تَجافى أَظَلُّها عن الأُكْمِ إِلا ما وَقَتْها السَّرائِحُ والنَّشْحُ العرق عن كراع وسِقاءٌ نَشَّاحٌ رَشَّاح نَضَّاح

( نصح ) نَصَحَ الشيءُ خَلَصَ والناصحُ الخالص من العسل وغيره وكل شيءٍ خَلَصَ فقد نَصَحَ قال ساعدةُ بن جُؤَيَّةَ الهذلي يصف رجلاً مزج عسلاً صافياً بماءٍ حتى تفرق فيه فأَزالَ مُفْرِطَها بأَبيضَ ناصِحٍ من ماءِ أَلْهابٍ بهنَّ التَّأْلَبُ وقال أَبو عمرو الناصح الناصع في بيت ساعدة قال وقال النضر أَراد أَنه فرّق به خالصها ورديئها بأَبيض مُفْرِطٍ أَي بماء غدير مملوء والنُّصْح نقيض الغِشّ مشتق منه نَصَحه وله نُصْحاً ونَصِيحة ونَصاحة ونِصاحة ونَصاحِيةً ونَصْحاً وهو باللام أَفصح قال الله تعالى وأَنْصَحُ لكم ويقال نَصَحْتُ له نَصيحتي نُصوحاً أَي أَخْلَصْتُ وصَدَقْتُ والاسم النصيحة والنصيحُ الناصح وقوم نُصَحاء وقال النابغة الذبياني نَصَحْتُ بني عَوْفٍ فلم يَتَقَبَّلوا رَسُولي ولم تَنْجَحْ لديهم وَسائِلي ويقال انْتَصَحْتُ فلاناً وهو ضدّ اغْتَشَشْتُه ومنه قوله أَلا رُبَّ من تَغْتَشُّه لك ناصِحٌ ومُنْتَصِحٍ بادٍ عليك غَوائِلُهْ تَغْتَشُّه تَعْتَدُّه غاشّاً لك وتَنْتَصِحُه تَعْتَدُّه ناصحاً لك قال الجوهري وانْتَصَحَ فلان أَي قبل النصيحة يقال انْتَصِحْني إِنني لك ناصح وأَنشده ابن بري تقولُ انْتَصِحْنُ إِنني لك ناصِحٌ وما أَنا إِن خَبَّرْتُها بأَمِينِ قال ابن بري هذا وَهَمٌ منه لأَن انتصح بمعنى قبل النصيحة لا يتعدَّى لأَنه مطاوع نصحته فانتصح كما تقول رددته فارْتَدَّ وسَدَدْتُه فاسْتَدَّ ومَدَدْتُه فامْتَدَّ فأَما انتصحته بمعنى اتخذته نصيحاً فهو متعدّ إِلى مفعول فيكون قوله انتصحْني إِنني لك ناصح يعني اتخذني ناصحاً لك ومنه قولهم لا أُريد منك نُصْحاً ولا انتصاحاً أَي لا أُريد منك أَن تنصحني ولا أَن تتخذني نصيحاً فهذا هو الفرق بين النُّصْح والانتصاح والنُّصْحُ مصدر نَصَحْتُه والانتصاحُ مصدر انْتَصَحْته أَي اتخذته نصيحاً ومصدر انْتَصَحْتُ أَيضاً أَي قبلت النصيحة فقد صار للانتصاح معنيان وفي الحديث إِن الدِّينَ النصيحةُ لله ولرسوله ولكتابه ولأَئمة المسلمين وعامّتهم قال ابن الأَثير النصيحة كلمة يعبر بها عن جملة هي إِرادة الخير للمنصوح له فليس يمكن أَن يعبر عن هذا المعنى بكلمة واحدة تجمع معناها غيرها وأَصل النُّصْحِ الخلوص ومعنى النصيحة لله صحة الاعتقاد في وحدانيته وإِخلاص النية في عبادته والنصيحة لكتاب الله هو التصديق به والعمل بما فيه ونصيحة رسوله التصديق بنبوّته ورسالته والانقياد لما أَمر به ونهى عنه ونصيحة الأَئمة أَن يطيعهم في الحق ولا يرى الخروج عليهم إِذا جاروا ونصيحة عامّة المسلمين إِرشادهم إِلى المصالح وفي شرح هذا الحديث نظرٌ وذلك في قوله نصيحة الأَئمة أَن يطيعهم في الحق ولا يرى الخروج عليهم إِذا جاروا فأَيّ فائدة في تقييد لفظه بقوله يطيعهم في الحق مع إِطلاق قوله ولا يرى الخروج عليهم إِذا جاروا ؟ وإِذا منعه الخروج إِذا جاروا لزم أَن يطيعهم في غير الحق وتَنَصَّح أَي تَشَبَّه بالنُّصَحاء واسْتَنْصَحه عَدَّه نصيحاً ورجل ناصحُ الجَيْب نَقِيُّ الصدر ناصح القلب لا غش فيه كقولهم طاهر الثوب وكله على المثل قال النابغة أَبْلِغِ الحرثَ بنَ هِنْدٍ بأَني ناصِحُ الجَيْبِ بازِلٌ للثوابِ وقومٌ نُصَّح ونُصَّاحٌ والتَّنَصُّح كثرة النُّصْحِ ومنه قول أَكْثَمَ بن صَيْفِيٍّ إِياكم وكثرةَ التَّنَصُّح فإِنه يورث التُّهَمَة والتوبة النَّصُوح الخالصة وقيل هي أَن لا يرجع العبد إِلى ما تاب عنه قال الله عز وجل توبةً نَصُوحاً قال الفراء قرأَ أَهل المدينة نَصُوحاً بفتح النون وذكر عن عاصم نُصُوحاً بضم النون وقال الفراء كأَنّ الذين قرأُوا نُصُوحاً أَرادوا المصدر مثل القُعود والذين قرأُوا نَصُوحاً جعلوه من صفة التوبة والمعنى أَن يُحَدّث نفسه إِذا تاب من ذلك الذنب أَن لا يعود إِليه أَبداً وفي حديث أُبيّ سأَلت النبي صلى الله عليه وسلم عن التوبة النصوح فقال هي الخالصة التي لا يُعاوَدُ بعدها الذنبُ وفَعُول من أَبنية المبالغة يقع على الذكر والأُنثى فكأَنَّ الإِنسانَ بالغ في نُصْحِ نفسه بها وقد تكرّر في الحديث ذكر النُّصْح والنصيحة وسئل أَبو عمرو عن نُصُوحاً فقال لا أَعرفه قال الفراء وقال المفضَّل بات عَزُوباً وعُزُوباً وعَرُوساً وعُرُوساً وقال أَبو إِسحق توبةٌ نَصُوح بالغة في النُّصْح ومن قرأَ نُصُوحاً فمعناه يَنْصَحُون فيها نُصوحاً وقال أَبو زيد نَصَحْتُه أَي صَدَقْتُه ومنه التوبة النصوح وهي الصادقة والنِّصاحُ السِّلكُ يُخاط به وقال الليث النِّصاحة السُّلوك التي يخاط بها وتصغيرها نُصَيِّحة وقميص مَنْصُوح أَي مَخِيط ويقال للإِبرة المِنْصَحة فإِذا غَلُظَتْ فهي الشعيرة والنُّصْحُ مصدر قولك نَصَحْتُ الثوبَ إِذا خِطْتَه قال الجوهري ومنه التوبة النصوح اعتباراً بقوله صلى الله عليه وسلم من اغتابَ خَرَقَ ومن استغفر الله رَفَأَ ونَصَحَ الثوبَ والقميص يَنْصَحُه نَصْحاً وتَنَصَّحه خاطه ورجل ناصح وناصِحِيٌّ ونَصَّاحٌ خائط والنِّصاحُ الخَيْطُ وبه سمي الرجل نِصاحاً والجمع نُصُحٌ ونِصاحةٌ الكسرة في الجمع غير الكسرة في الواحد والأَلف فيه غير الأَلف والهاء لتأْنيث الجمع والمِنْصَحة المِخْيَطة والمِنْصَحُ المِخْيَطُ وفي ثوبه مُتَنَصِّحٌ لم يُصلحه أَي موضع إِصلاح وخياطة كما يقال إِن فيه مُتَرَقَّعاً قال ابن مقبل ويُرْعِدُ إِرعادَ الهجِينِ أَضاعه غَداةَ الشَّمالِ الشُّمْرُخُ المُتَنَصَّحُ وقال أَبو عمرو المُتَنَصَّحُ المَخيطُ وأَنشد بيت ابن مقبل وأَرض مَنْصوحة متصلة بالغيت كما يُنْصَحُ الثوبُ حكاه ابن الأَعرابي قال ابن سيده وهذه عبارة رديئة إِنما المَنْصُوحة الأَرض المتصلة النبات بعضه ببعض كأَنَّ تلك الجُوَبَ التي بين أَشخاص النبات خيطت حتى اتصل بعضها ببعض قال النضر نَصَحَ الغيثُ البلادَ نَصْحاً إِذا اتصل نبتها فلم يكن فيه فَضاء ولا خَلَلٌ وقال غيره نَصَحَ الغيثُ البلادَ ونَضَرها بمعنى واحد وقال أَبو زيد الأَرض المنصوحة هي المَجُودةُ نُصِحتْ نَصْحاً ونَصَحَ الرجلُ الرِّيَّ نَصْحاً إِذا شرب حتى يَرْوى وكذلك نَصَحتِ الإِبلُ الشُّرْبَ تَنْصَحُ نُصُوحاً صَدَقَتْه وأَنْصَحْتُها أَنا أَرويتها قال هذا مَقامِي لكِ حتى تَنْصَحِي رِيّاً وتَجْتازي بَلاطَ الأَبْطَحِ ويروى حتى تَنْضَحِي بالضاد المعجمة وليس بالعالي البَلاطُ القاعُ وأَنْصَح الإِبلَ أَرْواها والنِّصاحاتُ الجلودُ قبال الأَعشى يصف شَرْباً فتَرى القومَ نَشاوى كلَّهُمْ مثلما مُدَّتْ نِصاحاتُ الرُّبَحْ قال الأَزهري أَراد بالرُّبَحِ الرُّبَعَ في قول بعضهم وقال ابن سيده الرُّبَحُ من أَولاد الغنم وقيل هو الطائر الذي يسمى بالفارسية زاغ وقال المُؤَرِّج النِّصاحاتُ حبال يجعل لها حَلَقٌ وتنصب للقُرود إِذا أَرادوا صيدها يَعْمدُ رجل فيجعلُ عِدّة حبال ثم يأْخذ قرداً فيجعله في حبل منها والقرود تنظر إِليه من فوق الجبل ثم يتنحى الحابل فتنزل القرود فتدخل في تلك الحبال وهو ينظر إِليها من حيث لا تراه ثم ينزل إِليها فيأْخذ ما نَشِبَ في الحبال قال وهو قول الأَعشى مثلما مدّت نصاحات الربح قال والرُّبَحُ القرود وأَصلها الرُّباح وشَيْبَةُ بن نِصاحٍ رجل من القرّاء والنَّصْحاء ومَنْصَح موضعان قال ساعدة بن جؤية
( * قوله « قال ساعدة بن جؤية لهن إلخ » قبله ولو أنه إذ كان ما حمَّ واقعاً بجانب من يخفى ومن يتودّد والأصاغي بالصاد المهملة والغين المعجمة موضع كما أنشده ياقوت في مادته )
لهنَّ بما بين الأَصاغِي ومَنْصَحٍ تَعاوٍ كما عَجَّ الحَجِيحُ المُبَلِّدُ

( نضح ) النَّضْحُ الرَّشُّ نَضَح عليه الماءَ يَنْضَحُه
( * قوله « نضح عليه الماء ينضحه إلخ » بابه ضرب ومنع وكذلك نضخ بالخاء المعجمة كما في المصباح ) نَضْحاً إِذا ضربه بشيء فأَصابه منه رَشاشٌ ونَضَح عليه الماءُ ارْتَشَّ وفي حديث قتادة النَّضْحُ من النَّضْحِ يريد من أَصابه نَضْحٌ من البول وهو الشيء اليسير منه فعليه أَن يَنْضَحَه بالماء وليس عليه غسله قال الزمخشري هو أَن يصيبه من البول رَشاشٌ كرؤُوس الإِبَرِ وقال الأَصمعي نَضَحْتُ عليه الماءَ نَضْحاً وأَصابه نَضْحٌ من كذا وقال ابن الأَعرابي النَّضْح ما كان على اعتماد وهو ما نَضَحْته بيدك معتمداً والناقة تَنْضَحُ ببولها والنَّضْحُ ما كان على غير اعتماد وقيل هما لغتان بمعنى واحد وكله رش والقربةُ تَنْضَحُ من غير اعتماد فَوطِئَ
( * قوله « اعتماد فوطئ » هو هكذا مع البياض في الأصل ) على ماء فنَضَح عليه وهو لا يريد ذلك ومنه نَضْحُ البول في حديث إِبراهيم أَنه لم يكن يرى بنَضْح البول بأْساً وحكى الأَزهري عن الليث النَّضْح كالنَّضْخ ربما اتفقا وربما اختلفا ويقولون النَّضْح ما بقي له أَثر كقولك على ثوبه نَضْحُ دَمٍ والعين تَنْضَحُ بالماء نَضْحاً إِذا رأَيتها تفور وكذلك تَنْضَخُ العين وقال أَبو زيد يقال نَضَخَ عليه الماءُ يَنْضَخُ فهو ناضخٌ وفي الحديث يَنْضَخُ البحرُ ساحلَه وقال الأَصمعي لا يقال من الخاء فَعَلْتُ إِنما يقال أَصابه نَضْخ من كذا وقال أَبو الهيثم قول أَبي زيد أَصح والقرآن يدل عليه قال الله تعالى فيهما عينان نَضَّاختان فهذا يشهد به يقال نَضَخَ عليه الماء لأَن العين النَّضَّاخة هي الفَعَّالة ولا يقال لها نَضَّاخة حتى تكون ناضحة قال ابن الفرج سمعت جماعة من قيس يقولون النَّضح والنَّضْخُ واحد وقال أَبو زيد نَضَحْتُه ونَضَخْته بمعنى واحد قال وسمعت الغَنَوِيّ يقول النَّضْح والنَّضْخُ وهو فيما بان أَثره وما رق بمعنى واحد قال وقال الأَصمعي النَّضْح الذي ليس بينه فُرَجٌ والنَّضْخُ أَرَقّ منه وقال أَبو لَيْلى النَّضْحُ والنَّضْخُ ما رَقَّ وثَخُن بمعنى واحد ونَضَحَ البيتَ يَنْضِحُه بالكسر نَضْحاً رَشَّه وقيل رشه رشّاً خفيفاً وانْتَضَح عليهم الماء أَي تَرَشَّش وفي الحديث المدينة كالكِير تَنْفي خَبَثَها وتَنْضَحُ طِيبَها روي بالضاد والخاء المعجمتين وبالحاء المهملة من النَّضْح وهو رش الماء وهو مذكور في بضع ونَضَح الماءُ العطشَ يَنْضِحُه رَشَّه فذهب به أَو كاد يذهب به ونَضَح الماءُ المالَ يَنْضِحُه ذهب بعطشه أَو قارب ذلك والنَّضَحُ بفتح الضاد والنضيح الحوض لأَنه يَنْضَح العطش أَي يَبُلُّه وقيل هما الحوض الصغير والجمع أَنضاح ونُضُحٌ وقال الليث النضيح من الحياض ما قَرُب من البئر حتى يكون الإِفراغ فيه من الدلو ويكون عظيماً وقال الأَعشى فَغَدَوْنا عليهمُ بُكْرَةَ الوِرْ دِ كما تُورِدُ النَّضِيحَ الهِياما قال ابن الأَعرابي سمي بذلك لأَنه يَنْضِحُ عطشَ الإِبل أَي يَبُلُّه قال أَبو عبيد وقال أَبو عمرو نَضَحْتُ الرِّيَّ بالضاد وقال الأَصمعي فإِن شرب حتى يَرْوَى قال نَصَحْتُ بالصاد نَصْحاً ونَصَعْتُ به ونَقَعْتُ قال والنَّضْحُ والنَّشْحُ واحد وهو أَن يشرب دون الرِّيّ والنَّضْحُ سقي الزرع وغيره بالسانية ونَضَحَ زرعَه سقاه بالدَّلْو والناضحُ البعير أَو الثور أَو الحمار الذي يستقى عليه الماء والأُنثى بالهاء ناضحة وسانية وفي الحديث ما سُقِيَ من الزرع نَضْحاً ففيه نصف العشر يريد ما سقي بالدِّلاءِ والغُروب والسَّواني ولم يُسْقَ فَتْحاً والنواضح من الإِبل التي يستقى عليها واحدها ناضح ومنه الحديث أَتاه رجل فقال إِن ناضح بني فلان قد أَبَدَ عليهم وفي حديث معاوية قال للأَنصار وقد قعدوا عن تلقيه لما حج ما فَعَلَتْ نَواضِحُكم ؟ كأَنه يُقَرِّعُهم بذلك لأَنهم كانوا أَهل حَرْثٍ وزَرْعٍ وسَقْيٍ وقد تكرر ذكره في الحديث مفرداً ومجموعاً والنَّضَّاح الذي يَنْضَحُ على البعير أَي يسوق السانية ويسقي نخلاً قال أَبو ذؤيب هَبَطْنَ بَطْنَ رُهاط واعْتَصَبْنَ كما يَسْقِي الجُذُوعَ خِلالَ الدُّورِ نَضَّاحُ وهذه نخل تُنْضَحُ أَي تُسْقَى ويقال فلان يَسْقي بالنَّضْحِ وهو مصدر والنَّضْحاتُ الشيء اليسير المتفرق من المطر قال شمر وقد قالوا في نَضَحَ المطرُ بالحاء والخاء والناضحُ المطر وقد نَضَحَتْنا السماء والنَّضْحُ أَمْثَلُ من الطَّلّ وهو قَطْرٌ بين قَطْرَيْن قال ويقال لكل شيء يَتَحَلَّب من ماء أَو عَرَقٍ أَو بول يَنْضَحُ وأَنشد يَنْضَحْنَ في حافاته بالأَبْوال ونَضَحَ الرجلُ بالعَرَق نَضْحاً فَضَّ به وكذلك الفرس والنَّضِيحُ والتَّنْضاحُ العرق قال الراجز تَنْضَحُ ذِفْراه بماء صَبِّ والنَّضُوحُ الوَجُور في أَيّ الفم كان ونَضَحَتِ العين تَنْضَحُ نَضْحاً وانْتَضَحَت فارت بالدمع وعيناه تَنْضَحانِ والنَّضْحُ يدعوه الهَمَلانُ وهو أَن تمتلئ العين دمعاً ثم تَنْفَضِحَ هَمَلاناً لا ينقطع ونَضَحَتِ الخابية والجَرَّة تَنْضَحُ إِذا كانت رقيقة فخرج الماء من الخَزَف ورشَحَتْ وكذلك الجبل الذي يتحلب الماء بين صخوره ومَزادةٌ نَضُوح تَنْضَِح الماءَ ونَضَحَتْ ذِفْرَى البعير بالعَرَق نَضْحاً وقال القَطامِيّ حَرَجاً كأَنَّ من الكُحَيْلِ صُبابةً نَضَحَتْ مَغابِنُها به نَضَحَانا قال ورواه المُؤَرِّجُ نُضِخَتْ واسْتَنْضَح الرجلُ وانْتَضَح نَضَح شيئاً من ماء على فرجه بعد الوضوء وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه عَدَّ عَشْرَ خِلالٍ من السنَّة وذكر فيها الانتضاحَ بالماءِ وهو أَن يأْخذ ماء قليلاً فيَنْضَحَ به مذاكيره ومُؤْتَزَرَه بعد فراغه من الوضوء لينفي بذلك عنه الوَسْواس وفي خبر آخر انْتِفاض الماء ومعناهما واحد وفي حديث عطاء وسئل عن نَضَحِ الوضوء هو بالتحريك ما يَتَرَشَّشُ منه عند التَّوَضُّؤ كالنَّشَرِ ونَضَح بالبول على فخذيه أَصابهما به وكذلك نَضَحَ بالغبار ونَضَحَ الجُلَّة يَنْضِحُها نَضْحاً رَشَّها بالماء ليَتَلازَب قَمْرُها ويلزم بعضُه بعضاً ونَضَحَ الجُلَّة أَيضاً نثر ما فيها وقول الشاعر يَنْضَحُ بالبَوْلِ والغُبارُ على فَخْذَيْه نَضْحَ العِيدِيَّةِ الجُلَلا يفسر بكل واحد من هاتين ونَضَحَ الرِّيّ نَضْحاً شَرِبَ دونه وقيل هو أَن يشرب حتى يَرْوَى فهو من الأَضداد وقال شمر يقال نَضَحْتُ الأَدِيمَ بللته أَن لا ينكسر قال الكميت نَضَحْتُ أَدِيمَ الوُدِّ بيني وبينكم بِآصِرةِ الأَرْحامِ لو تَتَبَلَّلُ نَضَحْتُ أَي وَصَلْتُ والنَّضُوحُ بالفتح ضرب من الطيب وقد انْتَضَحَ به والنَّضْحُ منه ما كان رقيقاً كالماء والجمع نُضُوح وأَنْضِحَة والنَّضْخُ ما كان منه غليظاً كالخَلُوق والغالية وفي حديث الإِحرام ثم أَصبح محرماً يَنْضَحُ طِيباً أَي يفوح النَّضُوح ضرب من الطيب تفوح رائحته وأَصل النَّضْح الرَّشْح فشبه كثرة ما يفوح من طيبه بالرشح ومنه حديث عليّ وجد فاطمة وقد نَضَحَتِ البيتَ بنَضُوح أَي طَيَّبته وهي في الحج وأَرض مُنْضِحة واسعة ونَضَّحَتِ الغنم شَبِعَت ونَضَحْناهم بالنَّبْل نَضْحاً رميناهم ورَشَقْناهم ونَضَحْناهم نَضْحاً وذلك إِذا فرَّقوها فيهم وفي حديث هجاء المشركين كما تَرْمُون نَضْحَ النَّبْل ويقال انِْضَحْ عَنَّا الخيلَ أَي ارْمِهم وفي الحديث أَنه قال للرُّماة يوم أُحُد انْضَِحوا عنا الخيل لا نُؤْتَى من خَلْفِنا أَي ارموهم بالنُّشَّاب ونَضَحَ عنه ذَبَّ ودفع ونَضَح الرجل ردَّ عنه عن كراع ونَضَحَ الرجلُ عن نفسه إِذا دفع عنها بحُجَّة وهو يَنْضَح عن فلان أَي يَذُبُّ عنه ويدفع ورأَيته يَتَنَضَّحُ مما قُرِف به أَي ينتفي ويَتَنَصَّل منه وقال شُجاعٌ مَضَحَ عن الرجل ونَضَح عنه وذَبَّ بمعنى واحد ويقال هو يناضِحُ عن قومه ويُنافِحُ عنهم أَي يذب عنهم وأَنشد ولو بَلا في مَحْفِلٍ نِضاحِي أَي ذَبِّي ونَضْحِي عنه وقَوْس نَضُوح شديدة الدفع والحَفْز للسهم حكاه أَبو حنيفة وأَنشد لأَبي النجم أَنْحَى شِمالاً هَمَزَى نَضُوحا أَي مدَّ شماله في القوس هَمَزَى يعني القوسَ أَنها شديدة والنَّضُوحُ من أَسماء القوس كما تَنْضَحُ بالنبل والنَّضَّاحة الآلة التي تُسَوَّى من النحاس أَو الصُّفْر للنَّفْطِ وزَرْقِه ابن الأَعرابي المِنْضَحَة والمَنْضَحة الزَّرَّاقة قال الأَزهري وهي عند عوامِّ الناس النَّضَّاحة ومعناهما واحد وقال ابن الفرج سمعت شُجاعاً السُّلَمِيّ يقول أَمْضَحْتَ عِرْضِي وأَنْضَحْتَه إِذا أَفسدته وقال خَليفة أَنضَحْتُه إِذا أَنْهَبْتَه الناس وانْتَضَحَ من الأَمر أَظهر البراءة منه والرجل يُرْمَى أَو يُقْرَف بتُهَمَة فيَنْتَضِح منه أَي يُظْهِرُ التَبَرِّي منه وإِذا ابتدأَ الدقيق في حب السُّنْبُل وهو رطب فقد نَضَحَ وأَنْضَح لغتان قال ابن سيده وأَنْضَحَ الدقيقُ بدأَ في حَبِّ السنبل وهو رَطْبٌ ونَضَح الغَضا نَضْحاً تَفَطَّرَ بالوَرَقِ والنبات وعَمَّ بعضُهم به الشجر قال أَبو طالب بن عبد المطلب بُورِكَ المَيِّتُ الغَرِيبُ كما بُو رِكَ نَضْحُ الرُّمَّانِ والزَّيْتُونِ فأَما قول أَبي حنيفة نُضُوح الشجر فلا أَدري أَرآه للعرب أَم هو أَقْدَمَ فجمع نَضْحَ الشجر على نُضُوح لأَن بعض المصادر قد يجمع كالمرض والشُّغْل والعقل قالوا أَمراض وأَشغال وعُقُول ونَضَح الزَّرعُ غَلُظَت جثته

( نطح ) النَّطْحُ للكِبَاشِ ونحوها نَطَحه يَنْطِحُه
( * قوله « نطحه ينطحه » بابه ضرب ومنع كما في القاموس ) ويَنْطَحُه نَطْحاً وكَبْشٌ نَطَّاح وقد انتَطَحَ الكبشان وتَناطَحا ويُقْتاس من ذلك تَناطَحَتِ الأَمواجُ والسيول والرجال في الحرب وأَنشد الليلُ داجٍ والكِباشُ تَنْتَطِحْ وكبشٌ نَطِيحٌ من كباش نَطْحَى ونَطائح الأَخيرة عن اللحياني ونَعْجة نَطِيحٌ ونَطِيحةٌ من نِعاجٍ نَطْحى ونَطائِحَ وفي التنزيل والمُتَرَدِّيةٌ والنطيحةُ يعني ما تَنَاطَحَ فمات الأَزهري وأما النَّطِيحة في سورة المائدة فهي الشاة المَنْطوحة تموت فلا يحل أَكلها وأُدخلت الهاء فيها لأَنها جعلت اسماً لا نعتاً قال الجوهري إِنما جاءت بالهاء لغلبة الاسم عليها وكذلك الفَريسة والأَكِيلة والرَّمِيَّة لأَنه ليس هو على نَطَحتها فهي منطوحة وإِنما هو الشيء في نفسه مما يُنْطَحُ والشيء مما يُفْرَسُ ومما يؤكل وقولهم ما له ناطح ولا خابط فالناطح الكبش والتيس والعَنْزُ والخابط البعير وما نَطَحَتْ فيه جَمَّاءَ ذاتُ قَرْنٍ يقال ذلك فيمن ذهب هَدَراً عن ابن الأَعرابي ابن سيده والنَّطِيحُ والناطِحُ ما يستقبلك ويأْتيك من أَمامك من الطير والظباءِ والوحش وغيرها مما يُزْجَرُ وهو خلاف القَعِيد ورجل نَطِيحٌ مَشْؤُوم قال أَبو ذؤيب فأَمْكَنَّه مما يُرِيدُ وبعضُهم شَقِيٌّ لَدَى خَيْراتِهِنَّ نَطِيحُ وفرسٌ نَطِيحٌ إِذا طالت غُرَّتُه حتى تسيل تحت إِحدى أُذنيه وهو يُتشَاءم به وقيل النطيح من الخيل الذي وسَطَ جَبْهته دائرتان وإِن كانت واحدة فهي اللَّطْمةُ وهو اللَّطِيمُ ودائرة الناطح من دوائر الخيل وكل ذلك شُؤْم الأَزهري قال أَبو عبيد من دوائر الخيل دائرة اللَّطَاةِ وهي التي وسط الجبهة قال وإِن كانت دائرتان قالوا فرس نَطِيح قال وتكره دائرتا النَّطِيح وقال الجوهري دائرة اللَّطَاةِ ليست تكره ويقال للشَّرَطَيْنِ النَّطْحُ والناطحُ وهما قَرْنا الحَمل ابن سيده النَّطْحُ نجم من منازل القمر يتشاءم به أَيضاً قال ابن الأَعرابي ما كان من أَسماء المنازل فهو يأْتي بالأَلف واللام وبغير أَلف ولام كقولك نَطْحٌ والنَّطْحُ وغَفْرٌ والغَفْرُ الجوهري ونَواطِحُ الدهر شدائده ويقال أَصابه ناطِحٌ أَي أَمر شديد ذو مشقة قال الراعي وقد مَسَّه مِنَّا ومنهنَّ ناطِحُ وفي الحديث فارسُ نَطْحَةٌ أَو نَطْحَتانِ ثم لا فارسَ بعْدها أَبداً قال أَبو بكر معناه فارسُ تقاتل المسلمين مرة أَو مرتين وقيل معناه فارس تَنْطَِحُ مرى أَو مرتين فيبطل ملكها ويزول أَمرها فحذف تنطح لبيان معناه كما قال الشاعر رأَتْني بحَبْلَيْها فَصَدَّتْ مخافةً وفي الحَبْل رَوْعاءُ الفُؤادِ فَرُوقُ أَراد رأَتْني أَقبلتُ بحبليها فحذف الفعل وفي الحديث لا يَنْتَطِحُ فيها عَنْزانِ أَي لا يَلْتَقِي فيها اثنان ضعيفان لأَن النِّطاحَ من شأْن التيوس والكباش لا العَتُود وهو إِشارة إِلى قضية مخصوصة لا يجري فيها خُلْفٌ ونِزاعٌ

( نظح ) الأَزهري خاصة حكى عن الليث أَنْظَحَ السُّنْبُلُ إِذا رأَيت الدقيق في حبه قال الأَزهري الذي حفظناه وسمعناه من الثقات نَضَحَ السُّنبل وأَنْضَح بالضاد قال والظاء بهذا المعنى تصحيف إِلا أَن يكون محفوظاً عن العرب فيكون لغة من لغاتهم كما قالوا بَضْرُ المرأَة لبَظْرها

( نفح ) نَفَح الطِّيبُ يَنْفَحُ نَفْحاً ونُفُوحاً أَرِجَ وفاحَ وقل النَّفْحةُ دُفْعَةُ الريح طَيِّبَةً كانت أَو خبيثة وله نَفْحة طيبة ونَفْحة خبيثة وفي الصحاح وله نَفْحة طيبة ونَفَحَتِ الريحُ هَبَّت وفي الحديث إِن لربكم في أَيام دهركم نَفَحاتٍ أَلا فَتَعَرَّضُوا لها وفي حديث آخر تَعَرَّضُوا لنَفَحاتِ رحمة الله وريحٌ نَفُوحٌ هَبُوبٌ شديدة الدفع قال أَبو ذؤيب ولا مُتَحَيِّرٌ باتتْ عليه ببَلْقَعَةٍ شَآميةٌ نَفُوحُ ونَفَحَتِ الدابة تَنْفَح نَفْحاً وهي نَفُوحٌ رَمحتْ برجلها ورمت بحدّ حافرها ودَفَعَتْ وقيل النَّفْحُ بالرِّجل الواحدة والرَّمْحُ بالرجلين معاً الجوهري نَفَحَتِ الناقةُ ضربت برجلها وفي حديث شُرَيْح أَنه أَبطل النَّفْحَ أَراد نَفْحَ الدابة برجلها وهو رَفْسُها كان لا يُلْزِم صاحبَها شيئاً وقوسٌ نَفُوحٌ شديدة الدفع والحفز للسهم حكاه أَبو حنيفة وقيل بعيدة الدفع للسهم التهذيب ويقال للقوس النَّفِيحةُ وهي المِنفَحة ابن السكيت النَّفِيحةُ للقوس وهي شَطِيبَةٌ من نَبْع وقال مُلَيحٌ الهذلي أَناخُوا مُعِيداتِ الوَجيفِ كأَنها نَفائِحُ نَبْعٍ لم تَرَبَّعْ ذَوابِلُ والنَّفائحُ القِسِيُّ واحدتها نَفيحة ونَفَحة بشيء أَي أَعطاه ونَفَحه بالمال نَفْحاً أَعطاه وفي الحديث المُكْثِرونَ هم المُقِلُّون إِلاَّ من نَفَح فيه يمينَه وشمالَه أَي ضرب يديه فيه بالعطاء النَّفْحُ الضربُ والرمي ومنه حديث أَسماء قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أَنْفِقي وانْضَحي وانْفَحِي ولا تُحْصِي فيُحْصِيَ اللهُ عليكِ ولا يزال لفلان من المعروف نَفَحاتٌ أَي دَفعاتٌ قال الشاعر لما أَتَيْتُكَ أَرْجو فَضْلَ نائِلِكم نَفَحْتَني نَفْحَةً طابتْ لها العَرَبُ أَي طابتْ لها النفس قال ابن بري هذا البيت للرَّمَّاحِ بن مَيَّادة واسم أَبيه أَبْرَدُ المُرِّيُّ وميادة اسم أُمه ومدح بهذا البيت الوليد بن يزيد بن عبد الملك وقبله إِلى الوليدِ أَبي العباسِ ما عَمِلَتْ ودونَها المُعْطُ من تُبانَ والكُثُبُ الكُثُبُ جمع كثيب والعَرب جمع عَرَبة وهي النفس والمُعْطُ اسم موضع
( * قوله « والمعط اسم موضع إلخ » أَما تبان بضم المثناة وتخفيف الموحدة فموضع كما قال ونص عليه المجد وياقوت وأَما المعط فلم نر فيما بيدنا من الكتب أَنه اسم موضع بل هو اما جمع أمعط أو معطاء رمال معط وأَرضون معط لا نبات فيهما كما نص عليه المجد وغيره والمعنى في البيت صحيح على ذلك فتأمل ) وكذلك تُبانُ قال ابن بري وقول الجوهري طابت لها العرب أَي طابت لها النفس ليس بصحيح وصوابه أَن يقول طابت لها النفوس إِلا أَن يجعل النفس جنساً لا يخص واحداً بعينه ويروى البيت لما أَتَيْتُك من نَجْدٍ وساكِنه الصحاح ونَفْحَةٌ من العذاب قطعة منه ابن سيده ونَفْحَةُ العذاب دفعةٌ منه وقال الزجاج النَّفحُ كاللفح إِلا أَن النَّفْحَ أَعظم تأْثيراً من اللَّفْح ابن الأَعرابي اللَّفْحُ لكل حار والنَّفحُ لكل بارد وأَنشد أَبو العالية ما أَنتِ يا بَغْدادُ إِلا سَلْحُ إِذا يَهُبُّ مَطَرٌ أَو نَفْحُ وإِن جَفَفْتِ فترابٌ بَرْحُ والنَّفْحةُ ما أَصابك من دُفْعَة البرد الجوهري ما كان من الرياح نَفْحٌ فهو بَرْدٌ وما كان لَفْحٌ فهو حر وقول أَبي ذؤيب ولا مُتَحَيِّرٌ باتتْ عليه ببَلْقَعةٍ يمانِيةٌ نَفُوحُ يعني الجَنُوب تَنْفَحُه ببردها قال ابن بري متحيِّر يريد ماء كثيراً قد تحير لكثرته ولا مَنْفَذ له يصف طيب فم محبوبته وشبهه بخمر مُزِجَتْ بماء وبعده بأَطْيَبَ من مُقَبَّلِها إِذا ما دَنا العَيُّوقُ واكْتَتَم النُّبُوحُ قال والنُّبوح ضَجَّة الحي وأَصوات الكلاب الليث عن أَبي الهيثم أَنه قال في قول الله عز وجل ولئن مَسَّتْهم نَفْحةٌ من عذاب ربك يقال أَصابتنا نَفْحةٌ من الصَّبا أَي رَوْحةٌ وطِيبٌ لا غَمَّ فيه وأَصابتنا نَفْحةٌ من سَمُوم أَي حَرٌّ وغَمٌّ وكَرْبٌ وأَنشد في طِيب الصَّبا إِذا نَفَحَتْ من عن يَمينِ المَشارِقِ ونَفَحَ الطِّيبُ إِذا فاحَ ريحه وقال جِرانُ العَوْدِ يذكر امرأَته لقد عالجَتْني بالقَبيح وثوبُها جَديدٌ ومن أَرْدانها المِسكُ يَنفَحُ أَي يَفوحُ طِيبُه فجعل النَّفْحَ مَرَّة أَشدَّ العذاب لقول الله عز وجل ولئن مستهم نفحةٌ من عذاب ربك وجعله مرةً رِيحَ مِسْكٍ قال الأَصمعي ما كان من الريح سَمُوماً فله لَفْحٌ باللام وما كان بارداً فله نَفْحٌ رواه أَبو عبيد عنه وطَعْنة نَفَّاحة دَفَّاعة بالدم وقد نَفَحتْ به التهذيب طعنة نَفُوحٌ يَنْفَحُ دَمُها سريعاً وفي الحديث أَوّلُ نَفْحةٍ من دَمِ الشهيدِ قال خالد ابن جَنْبة نَفْحةُ الدم أَوّل فَوْرة تَفور منه ودُفْعةٍ قال الراعي يَرْجُو سِجالاً من المعروفِ يَنْفَحُها لسائليه فلا مَنٌّ ولا حَسَدُ أَبو زيد من الضُّروع النَّفُوحُ وهي التي لا تَحْبِسُ لَبَنَها والنَّفُوح من النوق التي يخرج لبنها من غير حلب ونَفَح العِرْقُ يَنْفَح نَفْحاً إِذا نزا منه الدم التهذيب ابن الأَعرابي النَّفْحُ الذَّبُّ عن الرجل يقال هو يُنافِحُ عن فلان قال وقال غيره هو يُناضِحُ ونافَحْتُ عن فلان خاصَمْتُ عنه ونافَحُوهم كافَحوهم وفي الحديث إِن جبريل مع حَسَّان ما نافَحَ عني أَي دافع والمُنافَحة والمُكافَحة المُدافعة والمُضاربة ونَفَحْتُ الرجلَ بالسيف تناولته به يريد بمنافحته هجاء المشركين ومجاوبتهم على أَشعارهم وفي حديث علي رضي الله عنه في صِفِّين نافِحوا بالظُّبى أَي قاتلوا بالسيوف وأَصله أَن يَقرُبَ أَحد المقاتلين من الآخر بحيث يصل نَفْحُ كل واحد منهما إِلى صاحبه وهي ريحه ونَفَسُه ونَفْحُ الريح هُبوبها ونَفَحه بالسيف تناوله من بعيد شَزْراً وفي الحديث رأَيت كأَنه وضع في يَدَيَّ سِوارانِ من ذهب فأُوحِيَ إِليَّ أَنِ انْفُخْهما أَي ارْمِهما وأَلقهما كما تَنْفُخ الشيءَ إِذا دفعته عنك قال ابن الأَثير وإِن كانت بالحاء المهملة فهو من نَفَحْتُ الشيء إِذا رميته ونَفَحَتِ الدابةُ برجلها التهذيب والله تعالى هو النَّفَّاحُ المُنْعِمُ على عباده قال الأَزهري لم أَسمع النَّفَّاح في صفات الله عز وجل التي جاءت في القرآن والسُّنة ولا يجوز عند أَهل العلم أَن يوصف الله تعالى بما ليس في كتابه ولم يبينها على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم وإِذا قيل للرجل إِنه نَفَّاح فمعاه الكثير العطايا والنَّفِيحُ والنِّفِّيحُ الأَخيرة عن كراع والمِنْفَحُ والمِعَنُّ كلُّه الداخل على القوم وفي التهذيب مع القوم وليس شأْنُه شأْنهم وقال ابن الأَعرابي النَّفِيح الذي يجيء أَجنبيّاً فيدخل بين القوم ويُسْمِلُ بينهم ويُصْلِح أَمرهم قال الأَزهري هكذا جاء عن ابن الأَعرابي في هذا الموضع النَّفِيح بالحاء وقال في موضع آخر النَّفِيجُ بالجيم الذي يعترض بين القوم لا يصلح ولا يفسد قال هذا قول ثعلب ونَفَحَ جُمَّتَه رَجَّلَها والإِنفَحة بكسر الهمزة وفتح الفاء مخففة كَرِشُ الحَمَل أَو الجَدْي ما لم يأْكل فإِذا أَكلَ فهو كرش وكذلك المِنْفَحة بكسر الميم قال الراجز كم قد أَكلْتُ كَبِداً وإِنْفَحَه ثم ادَّخَرْتُ أَلْيَةً مُشَرَّحه الأَزهري عن الليث الإِنْفَحة لا تكون إِلاَّ لذي كرش وهو شيء يتخرج من بطن ذيه أَصفرُ يُعْصَرُ في صوفة مبتلة في اللبن فيَغْلُظُ كالجُبْنِ ابن السكيت هي إِنْفَحَة الجَدْي وإِنْفَحَّته وهي اللغة الجيدة ولم يذكرها الجوهري بالتشديد ولا تقل أَنْفَحَة قال وحضرني أَعرابيان فصيحان من بني كلاب فقال أَحدهما لا أَقول إِلاَّ إِنْفَحَة وقال الآخر لا أَقول إِلا مِنْفَحة ثم افترقا على أَن يسأَلا عنهما أَشياخ بني كلاب فاتفقت جماعة على قول ذا وجماعة على قول ذا فهما لغتان قال ابن الأَعرابي ويقال مِنْفَحة وبِنْفَحة قال أَبو الهيثم الجَفْرُ من أَولاد الضأْن والمَعَزِ ما قد اسْتَكْرَشَ وفُطِمَ بعد خمسين يوماً من الولادة وشهرين أَي صارت إِنْفَحَتُه كَرِشاً حين رَعَى النبت وإِنما تكون إِنْفَحة ما دامت تَرْضَعُ ابن سيده وإِنْفَحة الجَدْي وإِنْفِحَتَه وإِنْفَحَّتُه ومِنْفَحَتُه شيءٌ يخرج من بطنه أَصفر يعصر في صوفة مبتلة في اللبن فيغلظ كالحُبْن والجمع أَنافِحُ قال الشَّمَّاخُ وإِنَّا لمن قومٍ على أَن ذَمَمْتهم إِذا أَولَمُوا لم يُولِمُوا بالأَنافِحِ وجاءت الإِبل كأَنها الإِنْفَحَّة إِذا بالغوا في امتلائها وارتوائها حكاها ابن الأَعرابي ونَفَّاحُ المرأَة زوجها يمانية عن كراع

( نقح ) التَّنْقِيح وفي التهذيب النَّقْحُ تَشْذِيبُك عن العصا أُبَنَها حتى تَخْلُصَ وتَنْقِيحُ الجِذْع تَشْذِيبه وكلُّ ما نَحَّيْتُ عنه شيئاً فقد نَقَّحْته قال ذو الرمة من مُجْحِفاتِ زَمَنٍ مِرِّيدِ نَقَّحْنَ جِسْمي عن نُضارِ العُودِ ونَقَّح الشيءَ قَشَّره عن ابن الأَعرابي وأَنشد لغُلَيِّم من بني دُبَيْر إِليكَ أَشكو الدَّهْرَ والزَّلازِلا وكلَّ عامٍ نَقَّحَ الحَمائِلا يقول نَقَّحوا حَمائل سيوفهم أَي قشَرُوها فباعوها لشدة زمانهم ابن الأَعرابي أَنْقَحَ الرجلُ إَذا قلع حِلْيَةَ سيفه في الجَدْبِ والفقر وأَنْقَح شِعْرَه إِذا نَقَّحه وحَكَّكَه ونَقَّحَ النخلَ أَصلحه وقَشَره وتَنقيحُ الشِّعر تهذيبه يقال خيرٌُ الشِّعر الحَوْليُّ المُنَقَّحُ وتَنَقَّحَ شَحمُ الناقة أَي قلَّ ونقَّحَ الكلامَ فتَّشه وأَحسن النظر فيه وقيل أَصلحه وأَزال عيوبه والمُنَقَّحُ الكلام الذي فُعل به ذلك وروى الليث عن أَبي عمرو بن العلاء أَنه قال في مَثَلٍ اسْتَغْنَتِ السُّلاَّدَةُ عن التنقيح وذلك أَن العصا إِنما تُنَقَّح لتَمْلُسَ وتَخْلُقَ والسُّلاّءة شوكة النخلة وهي في غاية الاستواء والمَلاسَة فإِن ذهبتَ تَقْشِرُ منها خَشُنَتْ يضرب مثلاً لمن يريد تجويد شيء هو في غاية الجَوْدة من شِعْر أَو كلام أَو غيره مما هو مستقيم قال أَبو وَجْزَة السَّعدي طَوْراً وطَوراً يَجُوبُ العُقْرَ من نَقَحٍ كالسَّنْدِ أَكْبادُه هِيمٌ هَراكيلُ أَزاد بها البيضمن حبال الرمل والنَّقَحُ الخالص من الرمل والسَّنْدُ ثيابٌ بيض وأَكباد الرمل أَوساطه والهَراكيل الضِّخامُ من كُثْبانه وفي حديث الأَسْلَميّ إِنه لَنِقْحٌ أَي عالم مُجَرَّب يقال نَقَّحَ العظمَ إِذا استخرج مُخَّه ونَقَّحَ الكلامَ إِذا هَذَّبه وأَحْسَنَ أَوصافَه ورجل مُنَقَّحٌ أَصابته البلايا عن اللحياني وقال بعضهم هو مشتق من ذلك ونَقَحَ العظمَ يَنْقَحُه نَقْحاً وانْتَقَحَه اسْتخرج مُخَّه والخاء لغة وكأَنه بالخاء استخراج المخ واستئصاله وكأَنه بالحاء تخليصه والنَّقْحُ سحاب أَبيض صَيْفِيّ قال العُجَيْرُ السَّلُوليُّ نَقْحٌ بَواسِقُ يجْتَلي أَوْساطَها بَرْقٌ خِلالَ تَهلُّل ورَبابِ

( نكح ) نَكَحَ فلان
( * قوله « نكح فلان إلخ » بابه منع وضرب كما في القاموس ) امرأَة يَنْكِحُها نِكاحاً إِذا تَزوجها ونَكَحَها يَنْكِحُها باضعها أَيضاً وكذلك دَحَمَها وخَجَأَها وقال الأَعشى في نَكَحَ بمعنى تزوج ولا تَقْرَبَنَّ جارةً إِنَّ سِرَّها عليك حرامٌ فانْكِحَنْ أَو تَأَبَّدا الأَزهري وقوله عز وجل الزاني لا ينكح إلا زانية أَو مشركة والزانية لا ينكحها إِلا زانٍ أَو مشرك تأْويله لا يتزوج الزاني إِلا زانية وكذلك الزانية لا يتزوجها إِلا زان وقد قال قومٌ معنى النكاح ههنا الوطء فالمعنى عندهم الزاني لا يطأُ إِلا زانية والزانية لا يطؤُها إِلا زان قال وهذا القول يبعد لأَنه لا يعرف شيء من ذكر النكاح في كتاب الله تعالى إِلا على معنى التزويج قال الله تعالى وأَنْكِحُوا الأَيامَى منكم فهذا تزويج لا شك فيه وقال تعالى يا أَيها الذين آمنوا إِذا نكحتم المؤمنات فاعلم أَن عقد التزويج يسمى النكاح وأَكثر التفسير أَن هذه الآية نزلت في قوم من المسلمين فقراء بالمدينة وكان بها بغايا يزنين ويأْخذن الأُجرة فأَرادوا التزويج بهنَّ وعَوْلَهنَّ فأَنزل الله عز وجل تحريم ذلك قال الأَزهري أَصل النكاح في كلام العرب الوطء وقيل للتزوّج نكاح لأَنيه سبب للوطء المباح الجوهري النكاح الوطء وقد يكون العَقْدَ تقول نَكَحْتُها ونَكَحَتْ هي أَي تزوَّجت وهي ناكح في بني فلان أَي ذات زوج منهم قال ابن سيده النِّكاحُ البُضْعُ وذلك في نوع الإِنسان خاصة واستعمله ثعلب في الذُّباب نَكَحَها يَنكِحُها نَكْحاً ونِكاحاً وليس في الكلام فَعَلَ يَفْعِلُ
( * قوله « وليس في الكلام فعل يفعل إلخ » الحصر إِضافي وإلا فقد فاته ينتح وينزح ويصمح ويجنح ويأمح ) مما لام الفعل منه حاء إِلا يَنْكِحُ ويَنْطِحُ ويَمْنِحُ ويَنْضِحُ ويَنْبِحُ ويَرْجِحُ ويَأْنِحُ ويَأْزِحُ ويَمْلِحُ ورجل نُكَحَةٌ ونَكَحٌ كثير النكاح قال وقد يجري النكاح مجرى التزويج وفي حديث معاوية لستُ بنُكَحٍ طُلَقَةٍ أَي كثير التزويج والطلاق والمعروف أَن يقال نُكَحَة ولكن هكذا روي وفُعَلَةٌ من أَبنية المبالغة لمن يكثر منه الشيء وأَنْكَحَه المرأَة زوَّجَه إِياها وأَنْكَحَها زوَّجها والاسم النُّكْحُ والنِّكْحُ وكان الرجل في الجاهلية يأْتي الحيَّ خاطباً فيقوم في ناديهم فيقول خِطْبٌ أَي جئت خاطباً فيقال له نِكْحٌ أَي قد أَنكحناك إِياها ويقال نُكْحٌ إِلاَّ أَن نِكْحاً هنا ليوازن خِطْباً وقصر أَبو عبيد وابن الأَعرابي قولهم خِطْبٌ فيقال نِكْحٌ على خبر أُمِّ خارجة كان يأْتيها الرجل فيقول خِطْبٌ فتقول هي نِكْحٌ حتى قالوا أَسرعُ من نكاح أُمِّ خارجة قال الجوهري النِّكْحُ والنُّكْحُ لغتان وهي كلمة كانت العرب تتزوَّج بها ونِكْحُها الذي يَنْكِحُها وهي نِكْحَتُه كلاهما عن اللحياني قال أَبو زيد يقال إِنه لنُكَحَة من قوم نُكَحاتٍ إِذا كان شديد النكاح ويقال نَكَحَ المطرُ الأَرضَ إِذا اعتمد عليها ونَكَحَ النُّعاسُ عينَه وناكَ المطرُ الأَرضَ وناك النُّعاسُ عينَه إِذا غَلب عليها وامرأَة ناكح بغير هاء ذات زوج قال أَحاطتْ بخُطَّابِ الأَيامى وطُلِّقتْ غَداةَ غَدٍ منهنَّ من كان ناكِحا وقد جاء في الشعر ناكِحةٌ على الفعل قال الطِّرِمَّاحُ ومِثْلُكَ ناحتْ عليه النسا ءُ من بينِ بِكْرٍ إِلى ناكِحه ويقوِّيه قول الآخر لَصَلْصَلَةُ اللجامِ بِرأْسِ طِرْفٍ أَحبُّ إِليَّ من أَن تَنْكِحِيني وفي حديث قَيْلَة انطلقتُ إِلى أُخت لي ناكحٍ في بني شَيْبَانَ أَي ذاتِ نكاح يعني متزوجة كما يقال حائض وطاهر وطالق أَي ذات حيض وطهارة وطلاق قال ابن الأَثير ولا يقال ناكح إِلا إِذا أَرادوا بناء الاسم من الفعل فيقال نَكَحتْ فهي ناكح ومنه حديث سُبَيْعةَ ما أَنتِ بناكح حتى تنقضيَ العدَّة واسْتَنْكَحَ في بني فلان تزوَّج فيهم وحكى الفارسي اسْتَنْكَحَها كَنَكَحها وأَنشد وهمْ قَتَلوا الطائيَّ بالحِجْرِ عَنْوَةً أَبا جابرٍ واسْتَنْكَحُوا أُمَّ جابرِ

( نوح ) النَّوْحُ مصدر ناحَ يَنُوحُ نَوْحاً ويقال نائحة ذات نِياحة ونَوَّاحةٌ ذات مَناحةٍ والمَناحةُ الاسم ويجمع على المَناحاتِ والمَناوِح والنوائحُ اسم يقع على النساء يجتمعن في مَناحة ويجمع على الأَنْواحِ قال لبيد قُوما تَنُوحانِ مع الأَنْواحِ ونساء نَوْحٌ وأَنْواحٌ ونُوَّحٌ ونَوائح ونائحاتٌ ويقال كنا في مَناحةِ فلان وناحَتِ المرأَة تَنُوحُ نَوْحاً ونُواحاً ونِياحاً ونِياحةً ومَناحةً وناحَتْه وناحتْ عليه والمَناحةُ والنَّوْحُ النساء يجتمعن للحُزْن قال أَبو ذؤيب فهنّ عُكُوفٌ كَنَوْحِ الكَري مِ قد شَفَّ أَكبادَهنَّ الهَوَى وقوله أَنشده ثعلب أَلا هَلَكَ امرُؤٌ قامت عليه بجَنْبِ عُنَيْزَةَ البَقَرُ الهُجودُ سَمِعْنَ بموتِه فظَهَرْنَ نَوْحاً قِياماً ما يَحِلُّ لهنَّ عُودُ صير البقر نَوْحاً على الاستعارة وجمعُ النَّوْحِ أَنواح قال لبيد كأَنَّ مُصَفَّحاتٍ في ذَراه وأَنْواحاً عليهنَّ المَآلِي ونَوْحُ الحمامة ما تُبْدِيه من سَجْعِها على شكل النَّوْحِ والفعل كالفعل قال أَبو ذؤيب فواللهِ لا أَلْقَى ابنَ عَمٍّ كأَنه نُشَيْبَةُ ما دامَ الحَمامُ يَنُوحُ
( * قوله « نشيبة » هكذا في الأصل )
وحمامة نائحة ونَوَّاحة واسْتَناحَ الرجلُ كناحَ واستناحَ الرجلُ بَكَى حتى اسْتَبْكَى غيره وقول أَوس وما أَنا ممن يَسْتَنِيحُ بشَجْوِه يُمَدُّ له غَرْبا جَزُورٍ وجَدْوَلِ معناه لست أَرضى أَن أُدْفَعَ عن حقي وأُمنع حتى أُحْوجَ إِلى أَن أَشكو فأَستعينَ بغيري وقد فسر على المعنى الأَوّل وهو أَن يكون يستنيح بمعنى يَنُوحُ واستناحَ الذئبُ عَوَى فأَدْنَتْ له الذئابُ أَنشد ابن الأَعرابي مُقْلِقَة للمُسْتَنِيح العَسَّاس يعني الذئب الذي لا يستقرّ والتَّناوُحُ التَّقابُلُ ومنه تَناوُحُ الجبلين وتناوُحُ الرياح ومنه سميت النساء النوائحُ نَوائِحَ لأَن بعضهن يقابل بعضاً إِذا نُحْنَ وكذلك الرياح إِذا تقابلت في المَهَبِّ لأَن بعضها يُناوِحُ بعضاً ويُناسِجُ فكَّل ريح استطالت أَثَراً فهبتْ عليه ريحٌ طُولاً فهي نَيِّحَتُه فإِن اعترضته فهي نَسِيجَته وقال الكسائي في قول الشاعر لقد صَبَرَتْ حَنيفةُ صَبْرَ قَوْمٍ كِرامٍ تحت أَظْلالِ النَّواحِي أَراد النوائح فقلب وعَنَى بها الرايات المتقابلةَ في الحروب وقيل عنى بها السيوفَ والرياح إِذا اشتدَّ هُبوبها يقال تناوَحَتْ وقال لبيد يمدح قومه ويُكَلِّلُونَ إِذا الرياحُ تَناوَحتْ خُلُجاً تُمَدُّ شوارِعاً أَيتامُها والرياح النُّكْبُ في الشتاء هي المُتناوِحة وذلك أَنها لا تَهُبُّ من جهة واحدة ولكنها تَهُبُّ من جهات مختلفة سميت مُتناوِحةً لمقابلة بعضها بعضاً وذلك في السَّنة وقلة الأَنْديَةِ ويُبْس الهواء وشدة البرد ويقال هما جبلان يَتَناوَحانِ وشجرتانِ تَتَناوَحانِ إِذا كانتا متقابلتين وأَنشد كأَنك سَكْرانٌ يَميلُ برأْسِه مُجاجةُ زِقٍّ شَرْبُها مُتناوِحُ أَي يقابل بعضهم بعضاً عند شُرْبها والنَّوْحَةُ القوة وهي النَّيْحة أَيضاً وتَنَوَّحَ الشيءُ تَنَوُّحاً إِذا تحرّك وهو مُتَدَلٍّ ونُوحٌ اسم نبي معروف ينصرف مع العُجْمَةِ والتعريف وكذلك كل اسم على ثلاثة أَحرف أَوسطه ساكن مثل لُوطٍ لأَن خفته عادلت أَحد الثقلين وفي حديث ابن سَلام لقد قلتَ القولَ العظيم يوم القيامة في الخليفة من بعد نوح قال ابن الأَثير قيل أَراد بنوح عمر رضي الله عنه وذلك لأَن النبي صلى الله عليه وسلم استشار أَبا بكر وعمر رضي الله عنهما في أَسارى بدر فأَشار عليه أَبو بكر رضي الله عنه بالمَنِّ عليهم وأَشار عليه عمر رضي الله عنه بقتلهم فأَبل النبي صلى الله عليه وسلم على أَبي بكر رضي الله عنه وقال إِن إِبراهيم كان أَلْيَنَ في الله من الدُّهْنِ اللَّيِّنِ
( * قوله « من الدهن اللين » كذا بالأصل والذي في النهاية من الدهن باللبن )
وأَقبل على عمر رضي الله عنه وقال إِن نوحاً كان أَشدَّ في الله من الحَجَر فشبه أَبا بكر بإِبراهيم حين قال فمن تَبِعَني فإِنه مني ومن عَصاني فإِنك غفور رحيم وشبه عمر رضي الله عنه بنوح حين قال ربِّ لا تَذَرْ على الأَرض من الكافرين دَيَّاراً وأَراد ابن سلام أَن عثمان رضي الله عنه خليفة عمر الذي شُبه بنوح وأَراد بيوم القيامة يوم الجمعة لأَن ذلك القول كان فيه وعن كعب أَنه رأَى رجلاً يظلم رجلاً يوم الجمعة فقال ويحك تظلم رجلاً يوم القيامة والقيامة تقوم يوم الجمعة ؟ وقيل أَراد أَن هذا القول جزاؤه عظيم يوم القيامة

( نيح ) ناحَ الغُصْنُ نَيْحاً ونَيَحاناً مال والنَّيْحُ اشتداد العظم بعد رطوبته من الكبير والصغير وإِنه لعظم نَيِّحٌ شديد وناحَ العظمُ يَنِيحُ نَيْحاً صَلُبَ واشتدَّ بعد رُطوبة يكون ذلك في الكبير والصغير وعظم نَيِّحٌ شديد والنَّوْحةُ القوة وهي النَّيْحة أَيضاً ونَيَّحَ اللهُ عظمَك يدعو له بذلك وفي الحديث لا نَيَّحَ الله عِظامَه أَي لا صَلَّبَها ولا شَدَّ منها وما نَيَّحه بخير أَي ما أَعطاه شيئاً

( وتح ) طعام وَتْحٌ لا خير فيه كَوَحْتٍ والوَتْحُ والوَتِحُ والوَتِيحُ القليل من كل شيء وشيءٌ وَتْحٌ ووَتِحٌ أَي قليل تافِهٌ وقد وَتُحَ بالضم يَوْتُحُ وَتاحةً ويقال أَعْطَى عطاءً وَتْحاً ووَتُحَ عطاؤُه وقد وَتَحَ عطاءَه وأَوتَحه فَوَتُحَ وَتاحةً ووُتُوحة ووَتْحَةً وأَوْتَحَ الرجلُ قلَّ مالُه وتَوَتَّحَ الشرابَ شربه قليلاً قليلاً وما أَغْنى عني وَتَحَةً بفتح التاء كقولك ما أَغنى عني عَبَكَةً وقيل معناه ما أَغنى عني شيئاً وأَوتَحَ الرجلَ جَهَدَه وبَلَغ منه قال معها كفِرْخانِ الدَّجاجِ رُزَّحا دَرادِقاً وهي الشُّيُوخُ قُرَّحا قَرْقَمَهم عَيْشٌ خَبِيثٌ أَوْتَحا هذه رواية ثعلب ورواه ابن الأَعرابي أَوْتَخا وفسره بما فسر به ثعلب أَوْتَحا واحتمل ابن الأَعرابي الخاء مع الحاء لاقترابهما في المخرج وقال الأَزهري في تفسير هذا الشعر أَي يأْكلون أَكل الكبار وهم صغار قال وأَوْتَحَ جَهَدَهُمْ وبَلَغَ منهم وأَوتَحْتَ مني بَلَغْتَ مني وكأَنه أَبدل الحاء من الخاء وشيء وَتْحٌ وَعْرٌ إِتباعٌ له أَي نَزْرٌ قليل ووَتِحٌ ووَعِرٌ وهي الوُتُوحةُ والوُعُورةُ ورجل وَتِحٌ بكسر التاء أَي خسيس وأَوْتَحَ فلانٌ عطيَّته أَي أَقَلَّها وكذلك التَّوْتِيحُ وأَوْتَحَ له الشيءَ إِذا قلله وتَوَتَّحْتُ من الشراب شربت شيئاً قليلاً

( وجح ) وَجَحَ الطريقُ ظهر ووَضَحَ وأَوْجَحَتِ النارُ أَضاءَت وبدت وأَوْجَحَتْ غُرَّةُ الفرس إِيجاحاً اتَّضَحَتْ وليس دونه وِجاحٌ ووَجاحٌ ووُجاجٌ أَي سِتْرٌ واختار ابن الأَعرابي الفتح وحكى اللحياني ما دونه أُجاح وإِجاح عن الكسائي وحكي ما دونه أَجاحٌ عن أَبي صفوان وكل ذلك على إِبدال الهمزة من الواو وجاء فلان وما عليه وَجاحٌ أَي شيء يستره وتبنى هذه الكلمة على الكسر في بعض اللغات قال أُسُودُ شَرًى لَقِينَ أُسُودَ غابٍ ببَرْزٍ ليس بينهمُ وَجاحِ والمعروف وَجاحٌ وإِن كانت القوافي مجرورة والمُوجَحُ المُلْجَأُ كأَنه أُلْجِئَ إِلى موضع يستره والوَجَحُ المَلْجَأُ وكذلك الوَجِيحُ وأَنشد فلا وَجَحٌ يُنْجِيكَ إِن رُمْتَ حَرْبَنا ولا أَنتَ مِنَّا عند تلك بآيِلِ وقال حميد بن ثور نَضْح السُّقاةِ بصُباباتِ الرَّجا ساعةَ لا يَنْفَعُها منه وَجَعْ قال وقد وَجَحَ يَوْجَحُ وَجْحاً إِذا التجأَ كذلك قرئ بخط شمر وأَوْجَحه البولُ ضَيَّقَ عليه وروي عن عمر رضي الله تعالى عنه أَنه صلى صلاة الصبح فلما سَلَّم قال من استطاع منكم فلا يُصَلِّيَنَّ وهو مُوجَِحٌ وفي رواية فلا يصلِّ مُوجَِحاً قيل وما المُوجحُ ؟ قال المُرْهَقُ من خَلاءٍ أَو بَولٍ يعني مُضَيَّقاً عليه قال شمر هكذا روي بكسر الجيم وقال بعضهم مُوجَحٌ قد أَوْجَحَه بولُه قال وسمعت أَعرابيّاً سأَلته عنه فقال هو المُجِحُّ ذهب به إِلى الحامل وأَوْجَحَ البيتَ سَتَرَه قال ساعدة بن حؤية الهذلي وقد أَشْهَدُ البيتَ المُحَجَّبَ زانَه فِراشٌ وخِدْرٌ مُوجَحٌ ولَطائمُ وأَورد الأَزهري هذا البيت في التهذيب وقال المُوجَحُ الكثيفُ الغليظُ وثوب متين كثيف وثوب مُوجَحٌ كثير الغزل كثيف وثوب وَجِيحٌ ومُوجَحٌ قوي وقيل ضَيِّق مَتِين قال شمر كأَنه شبه ما يجد المُحْتَقِنُ من الامتلاء والانتفاخ بذلك قال ويكون من أَوْجَحَ الشيءُ إِذا ظهر وقد أَوجَحَه بوله فهو مُوجَحٌ إِذا كَظَّه وضَيَّقَ عليه والمُوجِحُ الذي يُخْفي الشيء ويستره مِن الوِجاحِ وهو السِّتْر فشبه به ما يجده المُحْتَقِنُ من الامتلاء وروي عن أَبي معاذ النحوي ما بيني وبينه جَاحٌ بمعنى وِجاح الفراء ليس بيني وبينه وِجاحٌ وإِجاحٌ وأُجاحٌ وأَجاحٌ أَي ليس بيني وبينه سِتْر قال أَبو خَيْرَةَ جَوْفاءُ مَحْشُوَّةٌ في مُوجَحٍ مَغِصٍ أَضيافُه جُوَّعٌ منه مَهازِيلُ أَراد بالمُوجَحِ جلداً أَمْلَسَ وأَضيافه قِرْدانُه الجوهري الرِجاحُ والوُجاحُ والوَجاحُ السِّتْرُ قال القَطَامِيُّ لم يَدَعِ الثَّلْجُ لهم وَجاحا قال وربما قلبوا الواو أَلفاً وقالوا أُجاح وإِجاح وأَجاح الأَزهري في ترجمة جوح والوَِجاحُ بقية الشيء من مال وغيره وطريق مُوجِحٌ مَهْيَعٌ قال الأَزهري المحفوظ في المُلْجإِ تقديم الحاء على الجيم فإِن صحت الرواية فلعلهما لغتان وروي الحديث بفتح الجيم وكسرها على المفعول والفاعل والمُوجِحُ الذي يُوجِحُ الشيءَ ويُمْسِكُه ويمنعه من الوَجَحِ وهو المَلْجَأُ قال الأَزهري وأَقرأَني إِبراهيم بن سعد الواقدي أَتَتْرُكُ أَمرَ القومِ فيهم بَلابِلٌ وتَتْرُكُ غيظاً كان في الصدرِ مُوجِحا ؟ قال شمر رواه موجحاً بكسر الجيم والوَجَحُ شبه الغار وقال بكلِّ أَمْعَزَ مها غير ذي وَجَحٍ وكلَّ دارةِ هَجْلٍ ذاتِ أَوجاحِ أَي ذاتِ غِيرانٍ والوَجاحُ الصَّفا الأَمْلَسُ قال الأَفْوَهُ وأَفْراسٌ مُذَلَّلةٌ وبِيضٌ كأَن مُتُونَها فيها الوَجاحُ ويقال للماء في أَسفل الحوض إِذا كان مقدار ما يستره وَجاحٌ ويقال لقيته أَدنى وَجاحٍ
( * قوله « لقيته أَدنى وجاح » كذا بضبط الأصل بفتح الواو وبهامش القاموس ما نصه ضبطه الشارح بالضم وعاصم بالفتح اه )
لأَوّلِ شيء يُرَى وباب موجوحٌ أَي مردود ويقال حَفَرَ حتى أَوجَحَ إِذا بلغ الصفاة

( وحح ) الوَحْوَحَة صوت مع بَحَحٍ ووَحْوَحَ الثوبُ صَوَّت ووَحْ وَحْ زجر للبقر ووَحْوَحَ البقرَ زَجَرها وكذلك وَحْوَحَ بها وإِذا طردت الثورَ قلت له قَعْ قَعْ وإِذا زجرته قلت له وَحْ وَحْ ووَحْوَحَ الرجلُ من البرد إِذا ردَّد نَفَسه في حَلْقه حتى تسمع له صوتاً قال الكُمَيْتُ ووَحْوَحَ في حِضْنِ الفَتاةِ ضَجِيعُها ولم يَكُ في النُّكْدِ المَقاليتِ مَشْخَبُ ووَحْوَحَ الرجلُ إِذا نفخ في يده من شدَّة البرد ورجل وَحْواحٌ أَي خفيف قال أَبو الأَسود العِجْلي مُلازٍمِ آثارَها صَيداحِ واتَّسَقَتْ لزاجِرٍ وَحْواحِ
( * قوله « واتسقت لزاجر إلخ » أنشده في مادة ص د ح على غير هذا الوجه )
والصَّيْداحُ والصَّيْدَحُ الشديد الصوت وكذلك الوَحْوَحُ قال الجعدي يرثي أَخاه ومِنْ قَبْلِه ما قد رُزِئْتُ بوَحْوَحٍ وكان ابنَ أُمِّي والخليلَ المُصافِيا قال ابن بري وَحْوَح في البيت اسم علم لأَخيه وليس بصفة ورَثى في هذه القصيدة مُحارِبَ بن قيس بن عَدَسٍ من بني عمه ووَحْوَحاً أَخاه وقبله أَلم تَعْلَمِي أَني رُزِئْتُ مُحارِباً ؟ فما لك فيه اليومَ شيءٌ ولا لِيا فَتىً كمُلَتْ أَخلاقُه غيرَ أَنه جَوادٌ فلا يُبْقِي من المالِ باقِيا ومن قبله ما قد رزئت بوحوح وكانَ ابنَ أُمي والخليلَ المصافيا ورجل وَحْوَحٌ شديد القوّة يَنْحِمُ عند عمله لنشاطه وشدته ورجال وَحاوِحُ والأَصل في الوَحْوَحة الصوت من الحلق وكلب وَحْواحٌ ووَحْوَحٌ وتَوَحْوَح الظَّلِيمُ فوق البيض إِذا رَئِمَها وأَظهر وُلوعَه قال تميم بن مقبل كبَيْضَةِ أُدْحِيٍّ تَوَحْوَحَ فَوْقَها هِجَفَّانِ مِرْياعا الضُّحَى وَحَدانِ وتركها تُوَحْوِحُ وتَوَحْوَحُ تُصَوِّت من البَرْدِ من الطَّلْق بين القَوابل والوَحْوَحُ والوَحْواحُ المُنْكَمِشُ الحديدُ النَّفْسِ قال يا رُبَّ شَيْخٍ من لُكَيْزٍ وَحْوَحِ عَبْلٍ شَدِيدٍ أَسْرُه صَمَحْمَحِ يَغْدو بدَلْوٍ ورِشاءٍ مُصْلَحِ حتى أَتَتْه ماءَةٌ كالإِنْفَحِ أَي جاءت صافيةَ السَّحْناءِ كأَنها إِنْفِحَة وقال وذُعِرَت من زاجرٍ وَحْواحِ ابن الأَثير وفي شعر أَبي طالب يمدح النبي صلى الله عليه وسلم حتى تُجالِدكم عنه وَحاوِحةٌ شِيبٌ صَنادِيدُ لا يَذْعَرْهُمُ الأَسَلُ هو جمع وَحْواح وهو السيد والهاء فيه لتأْنيث الجمع ومنه حديث الذي يَعْبُر الصراطَ حَبْواً وهم أَصحابُ وَحْوَحٍ أَي أَصحاب من كان في الدنيا سيداً وهو كالحديث الآخر هَلَك أَصحابُ العُقْدة يعني الأُمراء ويجوز أَن يكون من الوَحْوَحةِ وهو صوت فيه بُحُوحة كأَنه يعني أَصحاب الجدال والخصام والشَّغَبِ في الأَسواق وغيرها ومنه حديث عليّ لقد شَفَى وَحاوِحَ صَدْري حَسُّكم إِياهم بالنِّصال والوَحْوَحُ ضرب من الطير قال ابن دريد ولا أَعرف ما صِحَّتُها ووَحْوَحٌ اسم ابن الأَعرابي الوَحُّ الوَتِدُ يقال هو أَفقر من وَحٍّ وهو الوَتِدُ وهذا قول المفَضَّل وقال غيره وَحٌّ كان رجلاً زَجَرَ فقيراً فضرب به المثل في الحاجة

( ودح ) أَوْدَحَ الرجلُ أَقَرَّ وفي التهذيب أَقَرَّ بالباطل حكاه ابن السكيت وأَنشد أَوْدَحَ لما أَن رأَى الجَدَّ حَكَمْ وأَوْدَحَ الرجلُ أَذعَنَ وخَضَع وربما قالوا أَوْدَحَ الكبشُ إِذا توقف ولم يَنْزُ الأَزهري أَبو زيد الإِيداحُ الإِقرار بالذل والانقيادُ لمن يقوده وأَنشد وأَكْوِي على قَرْنَيْهِ بعد خِصائِه بنارِي وقد يُخْصَى العَتُودُ فَيُودِحُ وأَودَحَتِ الإِبلُ سَمِنَتْ وحَسُنتْ حالُها أَبو عمرو يقال ما أَغْنى عنه وَدَحَةً ولا وَتَحةً ولا وَذَحةً ولا وَشَمَةً ولا رَشَمَةً أَي ما أَغنى عنه شيئاً ووَدْحانُ موضع وقد سَمَّوا به رجلاً

( وذح ) الوَذَحُ ما تعلق بأَصواف الغنم من البَعَرِ والبول وقال ثعلب هو ما يتعلق من القَذَر بأَلية الكبش الواحدة منه وَذَحة وقد وَذِحَتْ وَذَحاً والجمع وُذْحٌ مثل بَدَنةٍ وبُدْنٍ قال جرير والتَّغْلَبِيَّةُ في أَفواهِ عَوْرَتِها وُذْحٌ كثيرٌ وفي أَكتافِها الوَضَرُ ويقال منه وَذِحَتِ الشاةُ تَوْذَحُ وتَيْذَحُ وَذَحاً الأَزهري أَبو عمرو ما أَغنى عنه وَدَحةً ولا وَذَحةً أَي ما أَغنى عنه شيئاً وقال في ترجمة وذح ما أَغنى عني وَتَحَةً ولا وَذَحةً أَي ما أَغنى شيئاً أَبو عبيدة الوَذَحُ ما يتعلق بالأَصواف من أَبعار الغنم فيَجِفّ عليه وقال الأَعشى فَتَرى الأَعْداءَ حَوْلي شُزَّراً خاضِعِي الأَعْناقِ أَمْثالَ الوَذَحْ وقال النضر الوَذَحُ احتراقٌ وانْسِحاجٌ يكون في باطن الفَخِذَين قال ويقال له المَدَحُ أَيضاً وعبدٌ أَوْذَحُ إِذا كان لئيماً وقال بعض الرُّجَّاز يَهْجو أَبا وَجْزَة مَوْلى بني سَعْدٍ هَجِيناً أَوذَحا يَسُوقُ بَكْرَيْنِ وناباً كُِحْكُِحا قال أَبو منصور كأَنه مأْخوذ من الوَذَح وفي حديث علي كرم الله وجهه أَما والله ليُسَلَّطَنَّ عليكم غلامُ ثَقِيف الذَّيَّالُ المَيَّالُ إِيهٍ أَبا وَذَحةَ الوَذَحة بالتحريك الخُنْفُساء من الوَذَحِ وهو ما يتعلق بأَلية الشاة من البعر فيجف وبعضهم يقوله بالخاء وفي حديث الحجاج أَنه رأَى خُنْفُساءَة فقال قاتلَ اللهُ أَقواماً يزعمون أَن هذه من خلق الله فقيل مِمَّ هي ؟ قال من وَذَحِ إِبليس

( وشح ) الوِشاحُ والإِشاحُ على البدل كما يقال وِكافٌ وإِكافٌ والوُشاحُ كله حَلْيُ النساءِ كِرْسانِ من لؤلؤ وجوهر منظومان مُخالَفٌ بينهما معطوف أَحدُهما على الآخر تَتَوَشَّحُ المرأَةُ به ومنه اشتق تَوَشَّحَ الرجلُ بثوبه والجمع أَوشِحةٌ ووُشُحٌ ووَشائِحُ قال ابن سيده وأُرى الأَخيرة على تقدير الهاء قال كثير عَزَّةَ كأَنَّ قَنا المُرَّانِ تحتَ خُدُودِها ظِباءُ المَلا نِيطَتْ عليها الوَشائِحُ ووَشَّحْتُها تَوْشِيحاً فَتَوَشَّحَتْ هي أَي لبسته وتَوَشَّحَ الرجلُ بثوبه وبسيفه وقد تَوَشَّحَتِ المرأَةُ واتَّشَحَتْ الجوهري الوِشاحُ يُنْسَجُ من أَديم عريضاً ويرَصَّعُ بالجواهر وتَشُدُّه المرأَة بين عاتقيها وكَشْحَيْها وقولُ دَهْلَب بن قُرَيْع يخاطب ابناً له أُحِبُّ منكَ موضِعَ الوُشْحُنِّ وموضعَ اللَّبَّةِ والقُرْطُنِّ يعني الوُشاحَ وإِنما يزيدون هذه النون المشدّدة في ضرورة الشعر وأَورده الأَزهري وموضعَ الإِزارِ والقَفَنَّ وقال فإِنه زاد نوناً في الوُشُح والقفا ابن سيده والتوشُّح أَن يَتَّشِحَ بالثوب ثم يُخرجَ طَرَفه الذي أَلقاه على عاتقه الأَيسر من تحت يده اليمنى ثم يَعْقِدَ طرفيهما على صدره وقد أَشَّحَه الثوبَ قال مَعْقِلُ بن خويلد الهذلي أَبا مَعْقِلٍ إِن كنتَ أُشِّحْتَ حُلَّةً أَبا مَعْقِلٍ فانظر بنَبْلِكَ من تَرْمِي قال أَبو منصور التَّوَشُّح بالرداء مثل التأَبُّط والاضطباع وهو أَن يُدخل الثوب من تحت يده اليمنى فيُلْقِيَه على مَنْكِبه الأَيسر كما يفعل المُحْرِمُ وكذلك الرجل يَتَوَشَّح بحمائل سيفه فتقع الحمائل على عاتقه اليسرى وتكون اليمنى مكشوفة ومنه قول لبيد في تَوَشُّحِه بلجامه ولقد حَمَيْتُ الحَيَّ تَحْمِلُ شِكَّتِي فُرُطٌ وِشاحِي إِذ غَدَوْتُ لِجامُها أَخبر أَنه يخرج رَبِيئَةً أَي طليعة لقومه على راحلته وقد اجتنب إِليها فرسَه وتَوَشَّح بلجامها راكباً راحلته فإِن أَحَسَّ بالعدوّ أَلجمَها وركبها تَحَوُّزاً من العدوّ وغاوَلهم إِلى الحيّ مُنْذِراً وفي الحديث أَنه كان يَتَوَشَّحُ بثوبه أَي يَتَغَشَّى به والأَصل فيه من الوشاح ومنه حديث عائشة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَتَوَشَّحُني ويَنالُ من رأْسي أَي يُعانقني ويُقَبِّلني وفي حديث آخر لا عَدِمْتَ رجلاً وَشَّحَك هذا الوِشاحَ أَي ضَرَبك هذه الضربة في موضع الوُشاحِ ومنه حديث المرأَة السَّوْداء ويومُ الوِشاحِ من تَعاجِيبِ رَبِّنا أَلا إِنه من بلدة الكفر نجاني
( * قوله « ألا إِنه من بلدة » كذا بالأصل والذي في النهاية على أنه من دارة )
قال ابن الأَثير كان لقوم وِشاحٌ فَفَقدوه فاتهموها به وكانت الحِدَأَة أَخذته فأَلقته إِليهم وفيه كان للنبي صلى الله عليه وسلم دِرْعٌ تسمى ذاتَ الوِشاحِ ابن سيده والوِشاحُ والوِشاحةُ السيف مثل إِزار وإِزارة قال أَبو كبير الهذلي مُسْتَشْعِرٌ تحتَ الرِّداءِ وِشاحةً عَضْباً غَمُوصَ الحَدِّ غيرَ مُفَلَّلِ والوِشاحُ القوسُ والمُوَشَّحةُ من الظباء والشاء والطير التي لها طرّتان من جانبيها قال أَو الأُدْم المُوَشَّحة العَواطِي بأَيديهنَّ من سَلَمِ النِّعافِ والوَشْحاء من المَعَز السوداء المُوَشَّحة ببياض وديكٌ مُوَشَّح إِذا كان له خُطَّتان كالوِشاحِ قال الطرماح ونَبّهْ ذا العِفاءِ المُوَشَّحِ وثوب مُوَشَّحٌ وذلك لوَشْيٍ فيه حكاه ابن سيده عن اللحياني ووَشْحَى موضع قال صَبَّحْنَ من وَشْحَى قَلَيْباً سُكَّا ودارةُ وَشْحاءَ موضعٌ هنالك عن كراع وواشِحُ قبيلة من اليمن

( وضح ) الوَضَحُ بياضُ الصبح والقمرُ والبَرَصُ والغرةُ والتحجيلُ في القوائم وغير ذلك من الأَلوان التهذيب الوَضَحُ بياض الصُّبْح قال الأَعشى إِذْ أَتَتْكُمْ شَيْبانُ في وَضَحِ الصُّ بحِ بكبشٍ تَرَى له قُدَّاما والعرب تسمي النهار الوَضَّاحَ والليلَ الدُّهْمانَ وبِكْرُ الوَضَّاحِ صلاةُ الغَداة وثِنْيُ دُهْمانَ العِشاءُ الآخرة قال الراجز لو قِسْتَ ما بينَ مَناحِي سَبَّاحْ لِثِنْيِ دُهْمانَ وبِكْرِ الوَضَّاح لَقِسْتَ مَرْتاً مُسْبَطِرَّ الأَبْداحْ سبَّاح بعيره والأَبْداحُ جوانبه والوَضَحُ بياض غالب في أَلوان الشاء قد فشا في جميع جسدها والجمع أَوضاح وفي التهذيب في الصدر والظهر والوجه يقال له تَوْضيح شديد وقد تَوَضَّح ويقال بالفرس وَضَحٌ إِذا كانت به شِيَةٌ وقد يكنى به عن البَرَصِ ومنه قيل لِجَذِيمَةَ الأَبْرَشِ الوَضَّاحُ وفي الحديث جاءه رجل بكَفِّه وَضَح أَي بَرَصٌ وقد وَضَحَ الشيءُ يَضِحُ وُضُوحاً وَضَحَةً وضِحَةً واتَّضَحَ أَي بان وهو واضع ووَضَّاح وأَوضَحَ وتَوَضَّح ظهر قال أَبو ذؤيب وأَغْبَرَ لا يَجْتازُه مُتَوَضِّحُ الر جالِ كفَرْق العامِرِيِّ يَلُوحُ أَراد بالمُتَوَضِّح من الرجال الذي يظهر نفسه في الطريق ولا يدخل في الخَمَرِ ووَضَّحه هو وأَوضَحَه وأَوضَحَ عنه وتَوَضَّح الطريقُ أَي استبان والوَضَحُ الضَّوْءُ والبياضُ وفي الحديث أَنه كان يرفع يديه في السجود حتى يَبينَ وَضَحُ إبْطَيْهِ أَي البياضُ الذي تحتهما وذلك للمبالغة في رفعهما وتجافيهما عن الجنبين والوَضَحُ البياضُ من كل شيء ومنه حديث عمر صوموا من الوَضَح إِلى الوَضَحِ أَي من الضَّوء إِلى الضوء وقيل من الهلال إِلى الهلال قال ابن الأَثير وهو الوجه لأَن سياق الحديث يدل عليه وتمامه فإِن خَفِيَ عليكم فأَتِمُّوا العِدَّة ثلاثين يوماً وفي الحديث غَيِّرُوا الوَضَحَ أَي الشَّيْب يعني اخْضِبُوه والواضحةُ الأَسْنانُ التي تبدو عند الضحك صفة غالبة وأَنشد كلُّ خَليلٍ كنتُ صافَيْتُه لا تَرَكَ الله له واضِحه كلُّهمُ أَرْوَغُ من ثَعْلَبٍ ما أَشْبَه الليلةَ بالبارِحه وفي الحديث حتى ما أَوضَحُوا بضاحكة أَي ما طَلَعوا بضاحكة ولا أَبْدَوْها وهي إِحدى ضواحِكِ الإِنسان التي تبدو عند الضحك وإِنه لواضح الجَبينِ إِذا ابيضَّ وحَسُنَ ولم يكن غليظاً كثير اللحم ورجل وَضَّاحٌ حَسَنُ الوجه أَبيضُ بَسَّامٌ والوَضَّاحُ الرجلُ الأَبيضُ اللون الحَسَنُه وأَوضَحَ الرجلُ والمرأَة وُلِدَ لَهما أَولادٌ وُضَّحٌ بيضٌ وقال ثعلب هو منكَ أَدنى واضحةٍ إِذا وَضَحَ لك وظهر حتى كأَنه مُبْيَضُّ ورجل واضحُ الحَسَبِ ووَضَّاحُه ظاهره نَقِيُّه مبيضه على المثل ودرهم وَضَحٌ نَقِيّ أَبيض على النسب والوَضَحُ الدِّرْهم الضحيح والأَوضاحُ حَلْيٌ من الدراهم الصحاح وحكى ابن الأَعرابي أَعطيته دراهم أَوضاحاً كأَنها أَلبانُ شَوْلٍ رَعَتْ بدَكْداكِ مالكٍ مالك رمل بعينه وقلما ترعى الإِبل هنالك إِلا الحَلِيَّ وهو أَبيض فشبه الدراهم في بياضها بأَلبان الإِبل التي لا ترعى إِلا الحَلِيِّ ووَضَحُ القَدَم بياضُ أَخْمَصِه وقال الجُمَيْحُ والشَّوْكُ في وَضَحِ الرجلينِ مَرْكُوزُ وقال النضر المتوضِّحُ والواضح من الإِبل الأَبيض وليس بالشديد البياض أَشدُّ بياضاً من الأَعْيَصِ والأَصْهَبِ وهو المتوضِّحُ الأَقْراب وأَنشد مُتَوَضِّحُ الأَقْرابِ فيه شُهْلَةٌ شَنِجُ اليدين تَخالُه مَشْكُولا والأَواضِحُ الأَيامُ البيض إِما أَن يكون جمعَ الواضح فتكون الهمزة بدلاً من الواو الأُولى لاجتماع الواوين وإِما أَن يكون جمع الأَوْضَح وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم أَمر بصيام الأَواضِحِ حكاه الهروي في الغريبين قال ابن الأَثير وفي الحديث أَمر بصيام الأَوْضاحِ يريد أَيامَ الليالي الأَواضِح أَي البيض جمع واضحة وهي ثالث عشر ورابع عشر وخامس عشر والأَصل وَواضِح فقلبت الواو الأُولى همزة والواضِحة من الشِّجاج التي تُبْدي وَضَحَ العظم ابن سيده والمُوضِحةُ من الشِّجاج التي بلغت العظم فأَوضَحَتْ عنه وقيل هي التي تَقْشِر الجلدةَ التي بين اللحم والعظم أَو تشقها حتى يبدو وَضَحُ العظم وهي التي يكون فيها القصاص خاصة لأَنه ليس من الشجاج شيء له حدَّ ينتهي إِليه سواها وأَما غيرها من الشجاج ففيها ديتها وذكر المُوضِحة في أَحاديث كثيرة وهي التي تبدي العظم أَي بَياضَه قال والجمع المَواضِح والتي فُرِضَ فيها خمس من الإِبل هي ما كان منها في الرأْس والوجه فأَما المُوضِحة في غيرهما ففيها الحكومة ويقال للنَّعَم وَضِيحةٌ ووَضائِحُ ومنه قول أَبي وَجْزَة لقَوْمِيَ إِذ قَوْمي جميعٌ نَواهُمُ وإِذ أَنا في حَيٍّ كثير الوَضائِح والوَضَحُ اللبنُ قال أَبو ذؤيب الهذلي عَقَّوْا بسَهْمٍ فلم يَشْعُرْ به أَحدٌ ثم اسْتَفاؤوا وقالوا حَبَّذا الوَضَحُ أَي قالوا اللبنُ أَحبُّ إِلينا من القَوَد فأَخبر أَنهم آثَرُوا إِبل الدية وأَلبانها على دم قاتل صاحبهم قال ابن سيده وأُراه سمي بذلك لبياضه وقيل الوَضَحُ من اللبن ما لم يُمْذَقْ ويقال كثر الوَضَحُ عند بني فلان إِذا كَثُرَت أَلبانُ نَعَمِهم أَبو زيد من أَين وَضَحَ الراكبُ ؟ أَي من أَين بدا وقال غيره من أَين أَوضَح بالأَلف ابن سيده وَضَحَ الراكبُ طَلَع ومن أَين أَوضَحْتَ بالأَلف أَي من أَين خرجت عن ابن الأَعرابي التهذيب من أَين أَوضَح الراكبُ ومن أَين أَوضَعَ ومن أَين بدا وضَحُك ؟ وأَوضَحْتُ قوماً رأَيتهم واستوضَحَ عن الأَمر بحث أَبو عمرو استوضَحْتُ الشيءَ واستشرفْته واستكفَفْتُه وذلك إِذا وضعت يدك على عينيك في الشمس تنظر هل تراه تُوَقّي بكفك عينَك شُعاعَ الشمس يقال اسْتَوْضِحْ عنه يا فلان واستوضَحْتُ الأَمرَ والكلامَ إِذا سأَلته أَن يُوَضِّحَه لك ووَضَحُ الطريق مَحَجَّتُه ووَسَطُه والواضحُ ضدّ الخامل لوُضُوح حاله وظهور فضله عن السَّعْدي والوَضَحُ حَلْيٌ من فضة والجمع أَوضاح سميت بذلك لبياضها واحدها وَضَح وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم أَقاد من يهودي قَتَلَ جُوَيْرِيةً على أَوْضاح لها وقيل الوَضَحُ الخَلْخالُ فَخَصَّ والوُضَّحُ الكواكبُ الخُنَّسُ إِذا اجتمعت مع الكواكب المضيئة من كواكب المنازل الليث إِذا اجتمعت الكواكب الخنس مع الكواكب المضيئة من كواكب المنازل سُمِّين جميعاً الوُضَّحَ اللحياني يقال فيها أَوْضاحٌ من الناس وأَوْباش وأَسْقاطٌ يعني جماعات من قبائل شَتَّى قالوا ولم يُسْمَعْ لهذه الحروف بواحد قال الأَصمعي يقال في الأَرض أَوضاح من كَلإٍ إِذا كان فيها شيء قد ابيضَّ قال الأَزهري وأَكثر ما سمعتهم يذكرون الوَضَحَ في الكلإ للنَّصِيِّ والصِّلِّيانِ الصَّيْفِيِّ الذي لم يأْت عليه عامٌ ويَسْوَدُّ ووَضَحُ الطريقة من الكلإِ صغارها وقال أَبو حنيفة هو ما ابيض منها والجمع أَوضاحٌ قال ابن أَحمر ووصف إِبلاً تَتَبَّعُ أَوْضاحاً بسُرَّةِ يَذْبُلٍ وتَرْعى هَشِيماً من حُلَيْمةَ بالِيا وقال مرة هي بقايا الحَلِيّ والصِّلِّيان لا تكون إِلاّ من ذلك ورأَيت أَوضاحاً أَي فِرَقاً قليلة ههنا وههنا لا واحد لها وتُوضِحُ موضع معروف وفي حديث المبعث أَن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلعب وهو صغير مع الغلمان بعَظْمِ وَضَّاحٍ وهي لُعْبَة لصبيان الأَعراب يَعْمِدُون إِلى عظم أَبيض فيرمونه في ظلمة الليل ثم يتفرّقون في طلبه فمن وجده منهم فله القَمْرُ قال ورأَيت الصبيان يصغرونه فيقولون عُظَيْمُ وَضَّاحٍ قال وأَنشدني بعضهم عُظَيْم وَضَّاحٍ ضِحَنَّ الليله لا تَضِحَنَّ بعدها من لَيْله قوله ضِحَنَّ أَمرٌ من وَضَحَ يَضِحُ بتثقيل النون المؤَكدة ومعناه اظْهِرَنَّ كما تقول من الوصل صِلَنّ ووَضَّاحٌ فَعَّال من الوُضوح الظهور

( وطح ) الوَطَحُ وفي التهذيب الوَطْحُ بجزم الطاء ما تعلق بالأَظلاف ومخالب الطير من العُرَّة والطين وأَشباه ذلك واحدته وَطْحة بجزم الطاء والوَطْح الدفع باليدين في عُنْف وتَواطَحَ القومُ تَداوَلُوا الشرَّ بينهم قال الحَكَمُ الحَضْرَميّ وأَبي جَمالُ لقد رَفَعْتُ ذِمارَها بشَبابِ كلِّ مُحَبَّرٍ سَيَّارِ لَذٍّ بأَفواهِ الرُّواةِ كأَنما يَتَواطَحُونَ به على دِينارِ قال ابن بري جَمالُ اسم امرأَة وذِمارها ما يلزم لها من الحفظ والصيانة ولَذّ يَسْتَلِذُّه الراوي المنشدُ له والمُحَبَّرُ البيت المُحَسَّنُ من الشِّعْر والسيّار الذي سار وتناشده الناس وقوله بشباب كلِّ محبَّر أَي لم يَخْلَقْ عند الرواة بل هو جديد يتواطحون أَي يتقابلون وقال أَبو وَجْزَة وأَكْبَر منهم قائلاً بمقالة تُفَرِّجُ بين العَسْكَرِ المتواطِحِ وتَواطَحَتِ الإِبلُ على الحوض إِذا ازْدَحَمَتْ عليه والوَطِيحُ حِصْنٌ بخيبر وفي حديث غزوة خيبر ذكر والوَطيح هو بفتح الواو وكسر الطاء وبالحاء المهملة حصن من حصون خيبر

( وقح ) حافر وَقاحٌ صُلْبٌ باق على الحجارة والنعت وَقاحٌ الذكر والأُنثى فيه سواء وجمعه وُقُح ووُقَّحٌ وقد وَقُح يَوْقُح وَقاحةً ووُقوحة وقِحةً وَقَحَةً الأَخيرتان نادرتان قال ابن جني الأَصل وِقْحة حذفوا الواو على القياس كما حذفت من عِدَة وزِنةٍ ثم إِنهم عدلوا بها عن فِعْلَة إِلى فَعْلة فأَقروا الحرفَ بحاله وإِن زالت الكسرة التي كانت موجبة له فقالوا القَحَةُ فَتَدَرَّجوا بالقِحةِ إِلى القَحة وهي وَقْحَةٌ كجَفْنَةٍ لأَن الفاء فتحت قبل الحرف الحلقي كما ذهب إِليه محمد بن يزيد وأَبى الأَصْمَعِيُّ في القحة إِلاَّ الفتح ووَقِحَ وَقَحاً ووَقَح فهو واقحٌ واستوقَحَ وأَوقَحَ وكذلك الخُفُّ والظَّهْرُ ووَقُحَ الفرسُ وَقاحةً وقِحَةً والتوقيح أَن يُوَقَّحَ الحافرُ بشحمة تُذابُ حتى إِذا تَشَيَّطتِ الشحمةُ وذابت كُوِيَ بها مواضع الحَفا والأَشاعِرِ واسْتَوْقَح الحافر إِذا صَلُبَ وقال غيره وَقِّحْ حوضَك أَي امْدُرْه حتى يَصْلُبَ فلا يُنَشِّفَ الماءَ وقد يُوَقَّحُ بالصفائح وقال أَبو وَجْزَة أَفْرِغْ لها من ذي صَفِيحٍ أَوْقَحا من هَزْمةٍ جابتْ صَمُوداً أَبْدَحا أَي من بئر خَسِيفٍ نُقِّيت أَبْدَحا واسعاً ووَقَّحَ الحافرَ كَوى موضع الحَفا والأَشاعِرِ منه بشحمة مذابة ورجل وَقِيحُ الوجه ووَقاحُه صُلْبُه قليل الحياء والأُنثى وَقاحٌ بغير هاء والفعل كالفعل والمصدر كالمصدر وزاد اللحياني في الوجه بَيِّنُ الوَقَحِ والوُقُوحِ وَقُِحَ الرجل إِذا صار قليل الحياء فهو وَقِحٌ ووَقاحٌ وامرأَة وَقاحُ الوجه ورجل وَقاحُ الذَّنَب صبور على الركوب عن ابن الأَعرابي ورجل مُوَقَّح أَصابته البلايا فصار مُجَرَّباً عن اللحياني

( وكح ) وَكَحَه برجله وَكْحاً وَطِئَه وَطْأً شديداً واستوكَحَتْ مَعِدَتُه اشتدّت واستوكَحَتِ الفِراخُ وهي وُكُحٌ غَلُظَتْ وأُرَى وُكُحاً على النسب كأَنه جمع واكِح أَو وَكُوحٍ إِذ لا يسوغ أَن يكون جمع مُسْتَوكِح وأَوكَحَ الرجلُ مَنَع واشتدّ على السائل قال رؤْبة إِذا الحُقُوقُ أَحْضَرَتْه أَوكَحا قال المُفَضَّل سأَلته فاستوكَح استِيكاحاً أَي أَمسك ولم يُعْطِ الأَزهري عن أَبي زيد أَوكَحَ عَطِيَّتَه إِيكاحاً إِذا قطعها الأَصمعي حَفَر فأَكْدى وأَوكَحَ إِذا بلغ المكانَ الصُّلْبَ الأَزهري أَراد أَمراً فأَوكَحَ عنه إِذا كَفَّ عنه وتركه والأَوكَحُ الترابُ وقد ذكر في أَول الباب لأَنه عند كراع فَوْعَلٌ وقياس قول سيبويه أَن يكون أَفْعَل

( ولح ) الوَلِيحُ والوَلِيحةُ الضخم الواسع من الجُوالق وقيل هو الجُوالِقُ ما كان والجمع الوَلِيحُ والوَلِيحة الغِرارةُ والوَلِيحُ والوَلائح الغَرائر والجِلالُ والأَعْدال يُحْمَل فيها الطِّيبُ والبَزُّ ونحوه قال أَبو ذؤَيب يصف سحاباً يُضِيءُ رَباباً كدُهْمِ المَخا ضِ جُلِّلْنَ فوقَ الوَلايا الوَليحا وقال اللحياني الوليحة الغِرارةُ والمِلاحُ المِخْلاةُ قال ابن سيده وأُراه مقلوباً من الوَلِيح إِذ لم أَجد ما أَستدل به على ميمه أَهي زائدة أَم أَصل وحملها على الزيادة أَكثر وفي حديث المختار لما قَتَلَ عمر بن سعد جعل رأْسَه في مِلاحٍ وعلقه حكى اللفظة الهروي في الغريبين

( ومح ) الأَزهري خاصة ابن الأَعرابي الوَمْحَة الأَثَرُ من الشمس قال وقرأْت بخط شمر أَن أَبا عمرو الشَّيْبانيّ أَنشده هذه الأَبيات لما تَمَشَّيْتُ بُعَيْدَ العَتَمَه سَمِعْتُ من فوقِ البُيوتِ كَدَمَه إِذا الخَريعُ العَنْقَفِيرُ الحُذَمه يَؤُزُّها فَحْلٌ شديدُ الضَّمْضَمه أَزّاً بعَيَّارٍ إِذا ما قَدَّمَه فيها انْفَرَى وَمَّاحُها وخَزَمَه قال وَمَّاحُها صَدْعُ فرجها انْفَرَى انفتح وانْفَتَقَ لإِيلاجه الذكر فيه قال الأَزهري لم أَسمع هذا الحرف إِلاَّ في هذه الأُرجوزة وأَحسبها في نوادره

( ونح ) ابن سيده وانَحْتُ الرجلَ وافَقْتُه

( ويح ) وَيْح كلمة تقال رحمةً وكذلك وَيْحَما قال حُمَيْدُ بن ثور أَلا هَيّما مما لَقِيتُ وَهَيّما ووَيْحٌ لمن لم يَدْرِ ما هنَّ وَيْحَما الليث وَيْحَ يقال إِنه رحمة لمن تنزل به بليَّة وربما جعل مع ما كلمة واحدة وقيل وَيْحَما ووَيْحٌ كلمة تَرَحُّم وتَوَجُّع وقد يقال بمعنى المدح والعجب وهي منصوبة على المصدر وقد ترفع وتضاف ولا تضاف يقال وَيْحَ زيدٍ ووَيْحاً له ووَيْحٌ له الجوهري وَيْح كلمة رحمة ووَيْلٌ كلمة عذاب وقيل هما بمعنى واحد وهما مرفوعتان بالابتداء يقال وَيْحٌ لزيد ووَيْلٌ لزيد ولك أَن تقول ويحاً لزيد وويلاً لزيد فتنصبهما بإِضمار فعل وكأَنك قلت أَلْزَمَهُ اللهُ وَيْحاً ووَيْلاً ونحو ذلك ولك أَن تقول وَيْحَكَ ووَيْحَ زيد ووَيْلَكَ ووَيْلَ زيد بالإِضافة فتنصبهما أَيضاً بإِضمار فعل وأَما قوله فَتَعْساً لهم وبُعْداً لثمود وما أَشبه ذلك فهو منصوب أَبداً لأَنه لا تصح إِضافته بغير لام لأَنك لو قلت فتَعْسَهُم أَو بُعْدَهم لم يصلح فلذلك افترقا الأَصمعي الوَيْلُ قُبُوحٌ والوَيحُ تَرَحُّمٌ ووَيْسٌ تصغيرها أَي هي دونها أَبو زيد الوَيْلُ هَلَكةٌ والوَيْحُ قُبُوحٌ والوَيْسُ ترحم سيبويه الوَيْلُ يقال لمن وقع في الهَلَكَة والوَيْحُ زجر لمن أَشرف على الهَلَكة ولم يذكر في الوَيْس شيئاً ابن الفرج الوَيْحُ والوَيْلُ والوَيْسُ واحد ابن سيده وَيْحَه كَوَيْلَه وقيل وَيْح تقبيح قال ابن جني امتنعوا من استعمال فِعْل الوَيْحِ لأَن القياس نفاه ومنع منه وذلك لأَنه لو صُرِّف الفعل من ذلك لوجب اعتلال فائه كوَعَدَ وعينه كباع فتَحامَوا استعماله لما كان يُعْقِبُ من اجتماع إِعلالين قال ولا أَدري أَأُدْخِلَ الأَلفُ واللام على الوَيْح سماعاً أَم تَبَسُّطاً وإِدْلالاً ؟ الخليل وَيْس كلمة في موضع رأْفة واستملاح كقولك للصبي وَيْحَهُ ما أَمْلَحَه ووَيْسَه ما أَملحه نصر النحوي قال سمعت بعضَ من يَتَنَطَّعُ بقول الوَيحُ رحمة قال وليس بينه وبين الويل فُرْقانٌ إِلا أَنه كأَنه أَلْيَنُ قليلاً قال ومن قال هو رحمة يعني أَن تكون العرب تقول لمن ترحمه وَيْحَه رِثايَةً له وجاءَ عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أَنه قال لعَمَّارٍ وَيْحَكَ يا ابن سُمَيَّةَ بُؤْساً لك تقتلك الفئةُ الباغية الأَزهري وقد قال أَكثر أَهل اللغة إِن الويل كلمة تقال لكل من وقع في هَلَكَة وعذاب والفرق بين ويح وويل أَن وَيْلاً تقال لمن وقع في هَلَكَة أَو بلية لا يترحم عليه وَيْح تقال لكل من وقع في بلية يُرْحَمُ ويُدْعى له بالتخلص منها أَلا ترى أَن الويل في القرآن لمستحقي العذاب بجرائمهم وَيْلٌ لكل هَمْزَةٍ ويْلٌ للذين لا يؤتون الزكاة ويل للمطففين وما أَشبهها ؟ ما جاءَ ويل إِلا لأَهلِ الجرائم وأَما وَيح فإِن النبي صلى الله عليه وسلم قالها لعَمَّار الفاضل كأَنه أُعْلِمَ ما يُبْتَلى به من القتل فَتَوَجَّعَ له وترحم عليه قال وأَصل وَيْح ووَيْس ووَيْل كلمة كله عندي « وَيْ » وُصِلَتْ بحاءٍ مرة وبسين مرة وبلام مرة قال سيبويه سأَلت الخليل عنها فزعم أَن كل من نَدِمَ فأَظهر ندامته قال وَيْ ومعناها التنديم والتنبيه ابن كَيْسانَ إِذا قالوا له وَيْلٌ له ووَيْحٌ له ووَيْسٌ له فالكلامُ فيهن الرفعُ على الابتداءِ واللام في موضع الخبر فإِن حذفت اللام لم يكن إِلا النصب كقوله وَيْحَه ووَيْسَه

( يدح ) رأَيت في بعض نسخ الصحاح الأَيْدَحُ اللهو والباطل تقول العرب أَخذته بأَيْدَحَ ودُبَيْدَحَ على الإِتباع وأَيْدَحُ أَفْعَلُ لا فَيْعَلٌ قال ابن بري لم يذكر الجوهري في فصل الياءِ شيئاً

( يوح ) ابن سيده يُوحُ الشمسُ عن كراع لا يدخله الصرف ولا الأَلف واللام والذي حكاه يعقوب بُوحُ قال ابن بري لم يذكر الجوهري في فصل الياء شيئاً وقد جاءَ منه قولهم يُوحُ اسم للشمس قال وكان ابن الأَنباري يقول هو بُوحُ بالباءِ وهو تصحيف وذكره أَبو علي الفارسي في الحَلَبِيَّات عن المبرد بالياءِ المعجمة باثنتين وكذلك ذكره أَبو العَلاءِ بن سليمان في شعره فقال وأَنت مَتى سَفَرْتَ رَدَدْتَ يُوحا قال ولما دخل بغداد اعترض عليه في هذا البيت فقيل له صحفته وإِنما هو بوح بالباءِ واحتجوا عليه بما ذكره ابن السكيت في أَلفاظه فقال لهم هذه النسخ التي بأَيديكم غيّرها شيوخكم ولكن أَخرجوا النسخ العتيقة فأَخرجوا النسخ العتيقة فوجدوها كما ذكره أَبو العلاء وقال ابن خالويه هو يُوحُ بالياء المعجمة باثنتين وصحفه ابن الأَنباري فقال بُوح بالباء المعجمة بواحدة وجرى بين ابن الأَنباري وبين أَبي عمر الزاهد كل شيءٍ حتى قالت الشعراء فيهما ثم أَخرجنا كتاب الشمس والقمر لأَبي حاتم السجستاني فإِذا هو يوح بالياء المعجمة باثنتين وأَما البُوحُ بالباءِ فهو النَّفْس لا غير وفي حديث الحسن بن علي عليهما السلام هل طلعت يُوحِ ؟ يعني الشمس وهو من أَسمائها كبَراحِ وهما مبنيان على الكسر قال ابن الأَثير وقد يقال فيه يُوحى على مثال فعلى وقد يقال بالباء الموحدة لظهورها من قولهم باحَ بالأَمر يَبُوحُ

( خ ) قال ابن كَيْسانَ من الحروف المجْهُورُ والمهْمُوسُ والمهموسُ عشرة الهاء والحاء والخاء والكاف والشين والسين والتاء والصاد والثاء والفاء ومعنى المهموس أَنه حرف لان في مخرجه دون المجهور وجرى معه النفس فكان دون المجهور في رفع الصوت وقال الخليل بن أَحمد حروف العربية تسعة وعشرون حرفاً منها خمسة وعشرون صِحاحٌ لها أَحياز ومَدارِجُ فالخاءُ والغين في حيز واحد والخاء من الحروف الحلقية وقد ذكر ذلك في بابه أَول الكتاب

( أبخ ) أَبَّخَه لامه وعَذلَه لغة في وَبَّخَه قال ابن سيده حكاها ابن الأعرابي وأُرى همزته إِنما هي بدل من واو وبخه على أَن بدل الهمزة من الواو المفتوحة قليل كَوَناة وأَناة ووَحَدٍ وأَحَدٍ

( أخخ ) أَخُّ كلمةُ توجع وتأَوُّه من غيظ أَو حزن قال ابن دريد وأَحسبها مُحْدَثةً ويقال للبعير إِخْ إذا زُجر ليَبْرُكَ ولا فعل له ولا يقال أَخَخْتُ الجملَ ولكن أَنَخْته والأَخُّ القَذَر قال وانْثَنَتِ الرجلُ فصارت فَخَّا وصار وَصْلُ الغانياتِ أخَّا أي قَذَراً وأَنشده أبو الهيثم إِخَّا بالكسر وهو الزجر والأَخِيخةُ دقيق يصب عليه ماء فيُبْرَقُ بزيت أَو سمن فيُشْرَبُ ولا يكون إِلا رقيقاً قال تَصْفِرُ في أَعْظُمِه المَخِيخَه تَجَشُّؤَ الشَّيْخِ على الأَخِيخَه شبَّه صوت مصه العظامَ التي فيها المخ بجُشاءِ الشيخ لأَنه مسترخي الحنك واللَّهَواتِ فليس لجُشائِه صوت قال أَبو منصور هذا الذي قيل في الأَخيخة صحيح سميت أَخيخة لحكاية صوت المُتَجَشِّئِ إذا تَجَشَّأَها لرقتها والأَخُّ والأَخَّةُ لغة في الأَخِ والأُخْتِ حكاه ابن الكلبي قال ابن دُرَيْدٍ ولا أَدري ما صحة ذلك

( أرخ ) التَّأْريخُ تعريف الوقت والتَّوْريخُ مثله أَرَّخَ الكتابَ ليوم كذا وَقَّته والواو فيه لغة وزعم يعقوب أَن الواو بدل من الهمزة وقيل إِن التأْريخ الذي يُؤَرِّخُه الناس ليس بعربي محض وإِن المسلمين أَخذوه عن أَهل الكتاب وتأْريخ المسلمين أَُرِّخَ من زمن هجرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كُتِبَ في خلافة عمر رضي الله عنه فصار تاريخاً إلى اليوم ابن بُزُرْج آرَخْتُ الكتابَ فهو مُؤَارخ وفَعَلْتُ منه أَرَخْتُ أَرْخاً وأَنا آرِخٌ الليث والأَرْخُ والإِرْخُ والأُرْخِيُّ البقر وخص بعضهم به الفَتِيّ منها والجمع آراخٌ وإِراخ والأُنثى أَرْخَة وإِرْخَة والجمع إِراخٌ لا غير والأَرْخُ الأُنثى من البقر البِكْرُ التي لم يَنْزُ عليها الثيران قال ابن مقبل أَو نعجة من إِراخ الرملِ أَخْذَلها عن إِلْفِها واضِحُ الخَدَّينِ مَكْحولُ قال ابن بري هذا البيت يقوي قول من يقول إِن الأَرخ الفتية بكراً كانت أَو غير بكر أَلا تراه قد جعل لها ولداً بقوله واضح الخَدّين مكحول ؟ والعرب تُشَبّه النساءَ الخَفِرات في مشيهن بالإِراخ كما قال الشاعر يَمْشِينَ هَوْناً مِشْيَةَ الإِراخِ والأُرْخِيَّةُ ولد الثَّيْتَل قال أَبو حنيفة الأَرْخُ والإِرْخُ الفتية من بقر الوحش فأَلقى الهاءَ من الأَرْخَة والإِرْخَةُ وأَثبته في الفتيَّة وخص بالأَرْخ الوَحْشَ كما ترى وقد ذكر أَنه الأَزْخُ بالزاي وقال ابن السكيت الأَرْخُ بقر الوحش فجعله جنساً فيكون الواحد على هذا القول أَرْخَة مثل بَطٍّ وبَطَّةٍ وتكون الأَرْخَة تقع على الذكر والأُنثى يقال أَرْخَة ذكر وأَرْخَة أُنثى كما يقال بَطَّةٌ ذكر وبَطَّة أَنثى وكذلك ما كان من هذا النوع جنساً وفي واحده تاء التأْنيث نحو حمام وحمامة تقول حمامة ذكر وحمامة أُنثى قال ابن بري وهذا ظاهر كلام الجوهري لأَنه جعل الإِراخ بقر الوحش ولم يجعلها إِناث البقر فيكون الواحد أَرْخة وتكون منطلقة على المذكر والمؤَنث الصَّيْداويّ الإِرْخُ ولد البقرة الوحشية إِذا كان أُنثى مصعب بن عبدالله الزُّبَيْريّ الأَرخ ولد البقرة الصغير وأَنشد الباهليّ لرجل مَدَنيّ كان بالبصرة ليتَ لي في الخَميسِ خَمْسين عَيْناً كلُّها حَوْلَ مسجدِ الأَشْياخِ
( * قوله « عيناً » كذا بالأصل والذي في شرح القاموس عاماً )
مسجدٍ لا تزال تَهْوي إِليه أُمُّ أَرْخٍ قِناعُها مُتَراخِي وقيل إِن التأْريخ مأْخوذ منه كأَنه شيء حَدَث كما يَحْدُثُ الولد وقيل التاريخ مأْخوذ منه لأَنه حديث الأَزهري أَنشد محمد بن سَلام لأُمَيَّة بن أَبي الصَّلْت وما يَبْقى على الحِدْثانِ غُفْرٌ بشاهقةٍ لهُ أُمٌّ رَؤومُ تَبِيتُ الليلَ حانِيةً عليه كما يَخْرَمِّسُ الأَرْخُ الأَطُومُ قال الغُفْرُ ولد الوَعِلِ والأَرْخُ ولد البقرة ويَخْرَمِّسُ أَي يَسْكُتُ والأَطُومُ الضَّمَّامُ بين شفتيه ابن الأَعرابي من أَسماءِ البقرة اليَفَنَة والأَرخ بفتح الهمزة والطَّغْيا واللِّفْتُ قال أَبو منصور الصحيح الأَرْخ بفتح الأَلف والذي حكاه الصيداوي فيه نظر والذي قاله الليث إِنه يقال له الأُرْخيّ لا أَعرفه وقالوا من الأَرْخِ ولدِ البقرة أَرَخْتُ أَرْخاً وأَرَخَ إِلى مكانه يأْرَخُ ( قوله « وأَرخ الى مكانه يأرخ » كذا بضبط الأصل من باب منع ومقتضى اطلاق القاموس أنه من باب كتب ) أُرُوخاً حَنَّ إِليه وقد قيل إِن الأَرْخَ من البقر مشتق من ذلك لحنينه إِلى مكانه ومأْواه

( أزخ ) الأَزْخ الفَتِيُّ من بقر الوحش كالأَرْخ رواهما جميعاً أَبو حنيفة وأَما غيره من أَهل اللغة فإِنما روايته الأَرْخُ بالراءِ والله أَعلم

( أضخ ) أُضاخُ بالضم جبل يذكر ويؤَنث وقيل هو موضع بالبادية يصرف ولا يصرف قال امرو القيس يصف سحاباً فلما أَن دَنا لِقَفا أُضاخٍ وَهَتْ أَعْجازُ رَيِّقه فحارا وكذلك أُضايخ أَنشد ابن الأَعرابي صَوادِراً عن شُوكَ أَو أُضايخا

( أفخ ) اليأْفوخ حيث التقى عظم مقدَّم الرأْس وعظم مؤخره وهو الموضع الذي يتحرك من رأْس الطفل وقيل هو حيث يكون لَيِّناً من الصبي قبل أَن يتلاقى العظمان السَّمَّاعةُ والرَّمَّاعةُ والنَّمَغَةَ وقيل هو ما بين الهامة والجبهة قال الليث من همز اليأْفُوخ فهو على تقدير يَفْعُول ورجل مأْفوخ إذا شُجَّ في يأْفوخه ومن لم يهمز فهو على تقدير فاعُول من اليَفْخ والهمز أَصوب وأَحسن وجمع اليأْفوخ يآفِيخُ وفي حديث العقيقة ويوضع على يافوخ الصبي هو الموضع الذي يتحرك من رأْس الطفل ويجمع على يآفيخ والياء زائدة وفي حديث عليّ رضي الله عنه وأَنتم لَهامِيمُ العرب ويآفيخُ الشرف استعار للشرف رؤُوساً وجعلهم وسطها وأَعلاها وأَفَخَه يأْفِخُه
( * قوله « وأفخه يأفخه » كذا بضبط الأصل من باب ضرب ومقتضى اطلاق القاموس انه من باب كتب ) أَفْخاً ضرب يأْفوخه أَبو عبيد أَفَخْتُه وأَذَنْتُه أَصبت يأْفُوخَه وأُذنه ويأْفوخ الليل معظمه

( ألخ ) ائْتَلَخَ عليهم أَمرُهم ائْتِلاخاً اختلط ويقال وقعوا في ائْتِلاخ أَي في اختلاط الليث ائْتَلَخَ العُشْبُ يأْتَلِخُ وائْتِلاخُه عِظمُه وطوله والتفافه وأَرض مؤْتَلِخة مُعْشِبة ويقال أَرض مُؤْتَلِخة ومُلْتَخَّة ومُعْتَلِجة وهادِرَةٌ ويقال ائْتَلَخَ ما في البطن إِذا تحرّك وسمعت له قَراقِر

( بخخ ) بَخٍ كلمةُ فَخْرٍ ودِرْهَمٌ بَخِّيٌّ كتب عليه بَخْ ودرهم مَعْمَعِيّ إِذا كتب عليه مع مضاعفاً لأَنه منقوص وإِنما يضاعف إِذا كان في حال إِفراده مخففاً لأَنه لا يتمكن في التصريف وفي حال تخفيفه فيحتمل طُول التضاعف ومن ذلك ما يُثَقَّل فيكتفى بتثقيله وإِنما حمل ذلك على ما يجري على أَلسنة الناس فوجدوا بَخ مثقلاً في مستعمل الكلام ووجدوا مع مخففاً وجَرْسُ الخاء أَمتن من جَرْس العين فكرهوا تثقيل العين فافهم ذلك الأَصمعي درهم بَخِيّ خفيفة لأَنه منسوب إِلى بَخْ وبَخْ خفيفة الخاء وهو كقولهم ثوب يَدِيٌّ للواسع ويقال للضَّيِّق وهو من الأَضداد قال والعامة تقول بَخِّيٌّ بتشديد الخاء وليس بصواب وبَخْبَخَ الرجلُ قال بَخٍ بَخٍ وفي الحديث أَنه لما قرأَ وسارِعوا إِلى مغفرةٍ من ربكم وجنة قال بَخٍ بَخٍ وقال الحجاجُ لأَعْشَى هَمْدانَ في قوله بينَ الأَشَجِّ وبين قَيْسٍ باذِخٌ بَخْبِخْ لوالدهِ وللمَوْلودِ والله لا بَخْبَخْتَ بعدها ابن الأَعرابي إِبل مُخَبْخَبة عظيمة الأَجواف وهي المُبَخْبَخة مقلوب مأْخوذ من بَخْ بَخْ والعرب تقول للشيء تمدحه بَخْ بَخْ وبَخٍ بَخْ قال فكأَنها من عظمها إذا رآها الناس قالوا ما أَحسنها قال والبَخُّ السَّرِيُّ من الرجال قال ابن الأَنباري معنى بَخْ بَخْ تعظيم الأَمر وتفخيمه وسكنت الخاء فيه كما سكنت اللام في هل وبل قال ابن السكيت بَخٍ بَخٍ وبَهٍْ بَهٍْ بمعنى واحد قال ابن سيده وإِبل مُبَخْبَخة يقال لها بَخٍ بَخٍ إِعجاباً بها وقد عللنا قوله حتى تجيء الخَطَبَه بإبلٍ مُخَبْخَبه وذكرنا أَنه أَراد مُبَخْبَخة فقلب وبَخْبَخَةُ البعير وبَخْباخُه هدير يملأُ فمه بشِقْشِقَته وهو جمل بَخْباخ الهدير قال بَخٍ وبَخْباخُ الهَدِير الزَّغْدِ يقال بَخْبَخَ البعير إِذا هَدَرَ قال وبَخْبَخَةُ البعير هَدِيرٌ يملأُ الفمَ شِقْشِقَتُه وقيل بَخْباخُ الجمل أَولُ هَدِيره وتَبَخْبَخَ لحمه صَوَّتَ من الهُزال وربما شُدِّدت كالاسم وقد جمعهما الشاعر فقال يصف بيتاً روافِدُه أَكرمُ الرافِداتِ بَخٍ لكَ بَخٍّ لبحر خِضَمّْ وتَبَخْبَخَ لحمه هو الذي تسمع له صوتاً من هُزال بعد سِمَن الأَصمعي رجل وَخْواخ وبَخْباخ إِذا استرخى بطنُه واتسع جلده وتَبَخْبَخَ الحرُّ كتَخَبْخَبَ وباخَ سكن بعضُ فَوْرَتِه وبَخْبِخوا عنكم من الظهيرة أَبْرِدُوا كخَبْخِبُوا وهو مقلوب منه وتَبَخْبَخَتِ الغَنَمُ سكنت أَينما كانت وبخْ بَخْ وبَخٍ بَخٍ بالتنوين وبَخٍ بَخْ كقولك غاقٍ غاقْ ونحوه كل ذلك كلمة تقال عند تعظيم الإِنسان وعند التعجب من الشيء وعند المدح والرضا بالشيء وتكرر للمبالغة فيقال بَخْ بَخْ فإِن فصلت خففت ونوِّنت فقلت بَخٍ التهذيب وبَخ كلمة تقال عند الإِعجاب بالشيء تخفف وتثقل وقال بَخْ بَخْ لهذا كَرَماً فوقَ الكَرَمْ أَبو الهيثم بَخْ بَخْ كلمة تتكلم بها عند تفضيلك الشيء وكذلك بَدَخْ وجَخْ بمعنى بخ قال العجاج إِذا الأَعادي حَسَبُونا بَخْبَخُوا أَي قالوا بَخْ بَخْ وبَخٍ بَخٍ قال أَبو حاتم لو نسب إِلى بَخٍ على الأَصل قيل بَخَوِيّ كما إِذا نسب إِلى دَمٍ قيل دَمَوِيّ أَبو عمرو بَخَّ إِذا سكن من غضبه وخَبَّ من الخَبَب

( بدخ ) امرأَة بَيْدَخة تارَّة لغة حِمْيَريَّة وبَيْدَخُ اسم امرأَة قال هل تَعْرِفُ الدارَ لآلِ بَيْدَخا ؟ جَرَّتْ عليها الريحُ ذيْلاً أَنْبَخا يقال فلان يَتَبَدَّخُ علينا ويَتَمَدَّخُ أَي يتعظم ويتكبر والبُدَخاء العِظامُ الشُّؤُون وأَنشد لساعدة بُدَخَاءُ كلُّهمُ إِذا ما نُوكِرُوا الأَزهري بَخٍ بَخٍ تتكلم بها عند تفضيلك الشيء وكذلك بَدَخْ مثل قولهم عَجَباً وبَخْ بَخْ وأَنشد نحنُ بنو صَعْبٍ وصَعبٌ لأَسَدْ فبَدَخٌ هل تُنْكِرَنْ ذاكَ مَعَدُّ ؟

( بذخ ) البَذَخ الكبر والبَذَخ تطاول الرجل بكلامه وافتخاره بَذَخَ يَبْذَخْ ويَبْذُخُ والفتح أَعلى بَذَخاً وبُذُوخاً وتَبَذَّخَ تطاول وتكبر وفَخَر وعلا وشَرَفٌ باذِخٌ أَي عال ورجل باذِخٌ والجمع بُذَخاءُ ونظيره ما حكاه سيبويه من قولهم عالم وعلماء وهو مذكور في موضعه وقال ساعدة بن جؤية بُذَخاءُ كلُّهُمُ إِذا ما نُوكِرُوا يُتْقَى كما يُتْقَى الطَّلِيُّ الأَجْرَبُ وبَذَّاخ كباذِخ قال طرفة أَنتَ ابنُ هِنْدٍ فَقُلْ لي من أَبوك إِذاً ؟ لا يُصْلِحُ المُلْكَ إِلاَّ كلُّ بَذَّاخِ ويروى لا يَصْلُح المُلْكَ أَي للملك وباذَخَه فاخَرَه والجمع البَواذِخُ والباذِخاتُ التهذيب وفي الكلام هو بَذَّاخٌ وفي الشعر هو باذِخٌ وأَنشد أَشَمُّ بَذَّاخٌ نَمَتْنِي البُذَّخُ وفلان يَتَبَذَّخُ أَي يتعظم ويتكبر وفي حديث الخيل والذي يتخذها أَشَراً وبَطَراً وبَذَخاً البَذَخ بالتحريك الفخر والتطاول والباذخ العالي ويجمع على بُذَّخ ومنه كلام عليّ رضي الله عنه وحَمَّل الجِمالَ البُذَّخَ على أَكتافِها والباذخُ والشامخُ الجبل الطويل صفة غالبة والجمع البَواذخُ وقد بَذَخَ بُذُوخاً وبَذَخَ البعيرُ يَبْذُخ بَذَخاناً فهو باذخٌ وبَذَّاخٌ اشتدّ هَدْرُه فلم يكن فوقه شيء وإِنه لَبَذَّاخٌ وتقول إِذا زجرته عن ذلك أَو حكيتَه بِذِخْ بِذِخْ والبَيْذَخُ معروفة بهذا الاسم وامرأَة بَيْذَخٌ أَي بادِنٌ

( بذلخ ) بَذْلَخَ الرجلُ طَرْمَذَ ورجل بِذْلاخٌ

( برخ ) البَرْخُ الكبير الرَّخْصُ عُمَانِيَّة وقيل هي بالعِبرانية أَو السُّريانية يقال كيف أَسعارُهم ؟ فيقال بَرْخٌ أَي رخيص والتَّبرِيخُ التَّبرِيكُ قال ولو يُقالُ بَرِّخُوا لَبَرَّخُوا لِمارِ سَرْجِيسَ وقد تَدَخْدَخُوا أَي ذَلُّوا وخَضَعُوا بَرِّخُوا بَرِّكُوا بالنَّبَطِيَّة وقال غيره بَرِّخُوا أَي اجعلوا لنا شِقْصاً وأَصله بالفارسية البَرْخُ وهو النصيب وقال أَبو عمرو بَزِّخوا بالزاي قال هكذا رأَيته أَي اسْتَخْذُوا وهو من كلام النصارى قال أَبو منصور وهو بالزاي أَشبه من تَبازَخَ وهو الأَبْزَخُ والبَرْخُ أَن تقطع بعض اللحم بالسيف والبَرْخُ الحَرْبُ والبَزْخُ الجَرْفُ بلغة عُمَانَ قال الأَزهري ورويَ البَرْخ بالراء

( بربخ ) البَرْبَخة الإِرْدَبَّةُ وبَرْبَخُ البولِ مَجْراه

( برزخ ) البَرْزَخُ ما بين كل شيئين وفي الصحاح الحاجز بين الشيئين والبَرْزَخُ ما بين الدنيا والآخرة قبل الحشر من وقت الموت إِلى البعث فمن مات فقد دخل البَرْزَخَ وفي حديث المبعث عن أَبي سعيد في بَرْزَخِ ما بين الدنيا والآخرة قال البَرْزَخُ ما بين كل شيئين من حاجز وقال الفراء في قوله تعالى ومن ورائهم بَرْزَخٌ إِلى يوم يُبْعَثُون قال البَرْزَخُ من يوم يموت إِلى يوم يبعث وفي حديث عليّ رضوان الله عليه أَنه صلى بقوم فأَسْوَى بَرْزَخاً قال الكسائي قوله فأَسْوَى بَرْزَخاً أَجْفَلَ وأَسْقَط قال والبَرْزَخ ما بين كل شيئين ومنه قيل للميت هو في بَرْزخ لأَنه بين الدنيا والآخرة فأَراد بالبَرْزَخ ما بين الموضع الذي أَسقط عليٌّ منه ذلك الحرف إِلى الموضع الذي كان انتهى إِليه من القرآن وبَرازِخُ الإِيمان ما بين الشك واليقين وقيل هو ما بين أَول الإِيمان وآخره وفي حديث عبدالله وسئل عن الرجل يجد الوسوسة فقال تلك بَرازِخُ الإِيمانِ يريد ما بين أَوّله وآخره وأَوَّلُ الإِيمان الإِقرار بالله عز وجل وآخره إماطة الأَذَى عن الطريق والبَرازخ جمع بَرْزَخ وقوله تعالى بينهما بَرْزَخٌ لا يبغيان يعني حاجزاً من قدرة الله سبحانه وتعالى وقيل أَي حاجز خفيّ وقوله تعالى وجَعَلَ بينهما بَرْزَخاً أَي حاجزاً قال والبرزخ والحاجز والمُهْلَة متقاربات في المعنى وذلك أَنك تقول بينهما حاجزٌ أَن يَتزاوَرا فتنوي بالحاجز المسافةَ البعيدة وتنوي الأَمر المانع مثل اليمين والعداوة فصار المانع في المسافة كالمانع من الحوادث فوَقَعَ عليها البَرْزَخُ

( بزخ ) البَزَخُ تَقاعُسُ الظهر عن البطن وقيل هو أَن يدخل البطنُ وتَخْرُجَ الثُّنَّةُ وما يليها وقيل هو أَن يخرج أْسفل البطن ويدخل ما بين الوركين وقيل هو خروج الصدر ودخول الظهر وامرأَة بَزْخاءُ وفي وركه بَزَخٌ وربما يمشي الإِنسان مُتَبازِخاً كمِشية العجوز أَقامت صلبها فتَقاعَسَ كاهلُها وانْحَنَى ثَبَجُها ومن العرب من يقول تَبازَخْتُ عن هذا الأَمر أَي تَقاعَسْتُ عنه وفي صدره بَزَخٌ أَي نُتُوءٌ وكذلك الفرس إِذا اطمأَنت قَطاتُه وصُلْبه وتَبازَختِ المرأَةُ إِذا أَخرجت عَجيزتها وتَبازَخَ عن الأَمر أَي تقاعس وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه دعا بفَرَسين هَجين وعَربيّ للشُّرْب فتطاول العتيقُ فشرب بطول عُنُقه وتَبازَخَ الهَجِينُ التبازُخُ أَن يَثْنَي حافره إِلى بطنه لقِصَر عنقه ابن سيده البَزَخُ في الفرس تَطامُنُ ظهره وإِشرافُ قَطاتِه وحارِكِه والفعل من ذلك كله بَزِخَ بَزَخاً وهو أَبْزَخُ وانْبَزَخَ كبَزَخَ عن ابن الأَعرابي وبِرْذَوْنٌ أَبْزَخُ إِذا كان في ظهره تَطامُن وقد أَشرف حارِكُه والبَزَخُ في الظهر أَن يطمئن وَسَطُ الظهر ويخرج أَسفل البطن والبَزْخاء من الإِبل التي في عجزها وَطْأَة وبَزَخَه بَزْخاً ضربه فدخل ما بين وركيه وخرجت سُرَّته والبِزْخُ الوِطاءُ من الرمل والجمع أَبْزاخ وتَبازَخَ الرجلُ مشى مِشْيةَ الأَبْزَخ أَو جلس جِلْسَتَه قال عبد الرحمن بن حسان فتبازَتْ فَتبازَخْتُ لها جِلْسةَ الجازِرِ يَسْتَنجِي الوَتَرْ وروى أَبو عمرو قول العجاج ولو أَقولُ بَزِّخُوا لَبَزَّخُوا وقال بَزِّخُوا اسْتَخْذُوا ورواه غيره بَرّخوا بالراء والزاي أَفصح وبَزَخَ القوسَ حَناها قالت بعض نساء مَيْدَعان لو مَيْدَعانُ دَعا الصَّرِيخَ لقد بَزَخَ القِسِيَّ شمائلٌ شُعْرُ وبَزَخَ ظهرَه بالعصا يَبْزَخُه بَزْخاً ضربه وعَصاً بَزُوخ وعِزَّة بَزُوخ كلاهما شديدة قال أَبتْ لي عِزَّةٌ بَزَرَى بَزُوخُ إِذا ما رامَها عِزٌّ يَدُوخُ وبَزَخَه يَبْزَخُه بَزْخاً فَضَحه وبُزاخة وبُزاخ موضعان قال النابغة الذبياني يصف نخلاً بُزَاخِيَّة أَلْوَتْ بِليفٍ كأَنه عِفاءُ قِلاصٍ طار عنها تَواجِرِ التهذيب الليث البَزْخ الجَرْف بلغة عُمان قال أَبومنصور وقال غيره هو البَرْخ بالراء ويومُ بُزاخةَ يومٌ معروف وفي الحديث ذكر وَفْد بُزاخةَ هي بضم الباء وتخفيف الزاي موضع كانت به وقعة للمسلمين في خلافة أَبي بكر الصديق رضي الله عنه

( بزمخ ) ابن دريد بَزْمَخَ الرجلُ إِذا تكبر

( بطخ ) البِطِّيخُ والطِّبِّيخُ لغتان والبِطِّيخُ من اليَقْطِين الذي لا يعلو ولكن يذهب حبالاً على وجه الأَرض واحدته بِطِّيخة والمَبْطَخة والمَبْطُخة مَنْبِتُ البطيخ وأَبْطَخَ القومُ كثر عندهم البطيخ أَبو حمزة قال أَبو زيد المَطْخُ والبَطْخُ اللَّعْقُ ولم أَسمعه من غيره

( بلخ ) البَلَخُ مصدر الأَبْلَخ وهو العظيم في نفسه الجَريء على ما أَتى من الفجور والمرأَة بَلْخاء والبَلَخُ التكبر ابن سيده البِلْخُ والبَلْخُ الرجل المتكبر في نفسه بَلِخَ بَلَخاً وتَبَلَّخَ أَي تكبر وهو أَبْلَخُ بَيِّنُ البَلَخِ قال أَوسُ بن حَجَر يَجُودُ ويُعْطِي المالَ عن غير ضِنَّةٍ ويَضْرِبُ رأْسَ الأَبْلَخِ المُتَهَكِّمِ والجمع البُلْخُ والبَلْخاءُ من النساء الحمقاء وبَلْخٌ كُورَة بخراسان والبَلِيخُ موضع قال ابن دريد لا أَحسبه عربيّاً والبَلْخُ الطُّول والبَلْخُ شجر السَّنْدِيان أَبو العباس البُلاخُ شجر السنديان وهو الشجر الذي يقطع منه كدينات القصارين والله أَعلم
( * زاد في القاموس وشرحه ونسوة بلاخ بالكسر أي ذوات أعجاز والبلاخية بالضم العظيمة في نفسها الجريئة على الفجور أو الشريفة في قومها وبلخان محركة بلد قرب أبي ورد والبلخية محركة شجر يعظم كشجر الرمان له زهر حسن اه وقوله ونسوة بلاخ إلخ ذكره المصنف في مادة دلخ في حل قول الشاعر أسقي ديار خلد بلاخ )

( بوخ ) باخَتِ النارُ والحربُ تَبُوخُ بَوْخاً وبُو وخاً وبَوَخاناً سكنتْ وفَتَرَت وكذلك الحرُّ والغضب والحُمَّى قال رؤبة حتى يَبُوخَ الغَضَبُ الحَمِيتُ وأَباخَها الذي يُخُمِدُها وأَبَخْتُ الحَرْبَ إِباخةً وباخَ الرجلُ يَبوخُ سكَنَ غَضَبُه وباخَ الحَرُّ يبوخُ إِذا فَتَر وقيل باخَ الحرّ إِذا سكنَ فَوْرُه وأَبِخْ عنك من الظهيرة أَي أَقم حتى يسكن حر النهار ويَبرُدَ وعَدا حتى باخَ أَي أَعيا وانْبهَرَ وهم في بُوخٍ من أَمرهم أَي في اختلاط

( تخخ ) التَّخُّ العجين الحامض تَخَّ العجينُ يَتُخُّ تُخوخاً وأَتَخَّه صاحبه إِتْخاخاً والتَّخُّ العجين المسترخي وتَخَّ العجينُ تَخّاً إِذا أُكْثِرَ ماو ه حتى يَلِينَ وكذلك الطينُ إِذا أُفْرِطَ في كثرة مائه حتى لا يمكن أَن يُطَيَّنَ به وأَتَخَّهما هو فعل بهما ذلك والتَّخْتَخَة في بعض حكاية الأَصوات الأَصوات الجنّ وبه سمي التَّخْتاخ والتَّخْتَخة اللُّكْنَة ورجل تَخْتاخ وتَخْتَخانيٌّ أَلْكَنُ والتَّخُّ الكُسْبُ
( * زاد المجد وأصبح تاخاً أي لا يشتهي الطعام وتخ تخ بالكسر زجر للدجاج )

( ترخ ) ابن الأَعرابي التَّرْخُ الشَّرْطُ اللَّيِّنُ يقال أُرْتِخَ شَرْطي وأُتْرِخَ شَرْطي قال الأَزهري فهما لغتان التَّرْخُ والرَّتْخُ مثل الجَبْذِ والجذْب ابن سيده تُراخ موضع

( تنخ ) تَنَخَ بالمكان وتَنَأَ تُنُوخاً وتَنَّخَ إِذا أَقام به فهو تانِخٌ وتانئٌ أَي مقيم وفي حديث عبدالله بن سلام أَنه آمن ومن معه من يَهُودَ فتَنَخُوا على الإِسلام أَي ثبتوا وأَقاموا ويروى بتقديم النون على التاء أَي رَسَخوا وتَنُوخُ حيّ من العرب أَو من اليمن أَو قبيلة مشتق من ذلك لأَنهم اجتمعوا وتحالفوا فتَنَخُوا وتَنَخَ في الأَمر رَسَخَ فيه فهو تانخٌ وتَنِخَتْ نفسه تَنَخاً خَبُثَتْ من شِبَع أَو غيره كطَنِخَتْ وتَنِخَ وطنِخَ إِذا اتَّخَم

( توخ ) الليث تاخت الإِصْبَع في الشيء الوارم الرِّخْو وأَنشد بيت أَبي ذؤَيب بالنِّيِّ فهي تَتُوخُ فيه الإِصْبَعُ قال ويروى فهي تَثُوخُ بالثاء وسيأْتي ذكره قال الأَزهري ثاخَ وساخَ معروفان بهذا المعنى وأَما تاخَ بمعناهما فما رواه غير الليث أَبو زيد يقال للعصا المِتْيَخة وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم أُتيَ بسكران فقال اضربوه فضربوه بالنعال والثياب والمِتْيَخِة وهذه لفظة قد اختلف في ضبطها فقيل هي بكسر الميم وتشديد التاء مِتِّيخة وقيل هي بفتح الميم مع التشديد مَتِّيخة وقيل هي بكسر الميم وسكون التاء قبل الياء مِتْيخة وقيل هي بكسر الميم وتقديم الياء الساكنة على التاء مِيتَخَة قال الأَزهري وهذه كلها أَسماء لجرائد النخل وأَصل العُرْجُون فمن قال مِتْيَخة فهو من وَتَخَ يَتِخُ ومن قال مِيتَخة فهو من تاخَ يَتِيخُ ومن قال مِتِّيخة فهو فِعَّيلة من مَتَخَ وقيل المِتْيَخة جرائد رطبة وقيل هي اسم للعصا وقيل للقضيب الدقيق اللين وقيل كل ما ضرب به من جريد أَو عصا أَو دِرَّة وغير ذلك وترجم عليها ابن الأَثير في متخ قال وأَصلها فيما قيل من مَتَخَ اللَّهُ رقبته ومَتَخه بالسَّهم إِذا ضربه وقيل من تَيَّخَه وطَيَّخه إِذا أَلَحَّ عليه فأُبدلت التاء من الطاء وفي الحديث أَنه خرج وفي يده مِتْيَخة في طرفها خوص معتمداً على ثابت بن قيس

( ثخخ ) ثَخَّ الطينُ والعجينُ إِذا كثر ماؤهما كتَخَّ وأَثخَّه كأَتَخَّه وهي أَقل اللغتين وقد ذكر ذلك في التاء أَيضاً

( ثلخ ) ثَلَخَ البقرُ يَثْلَخُ ثَلْخاً خَثَى وهو خُرْو ه أَيام الربيع وقيل إِنما يَثْلَخُ إِذا كان الربيعُ وخالطه الرُّطْبُ ويقال ثَلَّخْتُه تَثْلِيخاً إِذا لَطَّخْته بقذر فَثَلَخَ ثَلْخاً

( ثوخ ) ثاخَ الشيءُ ثَوْخاً ساخ وثاخَت قَدَمُه في الوَحَلِ تَثُوخُ وتَثِيخ خاضت وغابت فيه قال المتنخل الهذلي يصف سيفاً أَبيضُ كالرَّجْع رَسُوبٌ إِذا ما ثاخَ في مُحْتَفَلٍ يَخْتَلي أَراد بالأَبيض السيف والرَّجْع الغَدير شبه السيف به في بياضه والرَّسُوبُ الذي يَرْسُب في اللحم والمُحْتَفَل أَعظم موضع في الجسد ويختلي يَقْطَعُ وثاخَ وساخَ ذهب في الأَرض سُفْلاً وثاختِ الإِصْبَعُ في الشيء الوارم ساخت قال أَبو ذؤيب قَصَرَ الصَّبُوحَ لها فَشُرِّجَ لَحْمُها بالنِّيِّ فهي تَثُوخُ فيها الإِصْبَعُ وروي هذا البيت بالتاء وقد تقدم وهذه الكلمة يائية وواوية

( ثيخ ) ثاخَتْ رجلُه تَثِيخ مثل ساخت والواو فيه لغة وقد تقدم وزعم يعقوب أَن ثاء ثاخت بدل من سين ساخت والله أَعلم

( جبخ ) جَبَخَ جَبْخاً تكبر وجَبَخَ القِداحَ والكِعابَ جَبْخاً حركها وأَجالها والجَبْخُ صوت الكِعاب والقِداح إِذا أَجلتها والجَمْخُ مثل الجَبْخ في الكِعاب إِذا أُجيلت والجَبْخُ والجِبْخُ جميعاً حيث تَعْسِلُ النحلُ لغة في الجِبُحْ
( * زاد المجد والأجباخ أمكنة فيها نخيل وفي قول طرفة الحجارة )

( جخخ ) جَخَّ ببوله رَمى به وقيل جَخَّ به إِذا رَغَّاه حتى يَخُدَّ به الأَرض كذا حكاه ابن دريد بتقديم الجيم على الخاء قال ابن سيده وأُرى عكسَ ذلك لغة وجَخَّ برجله نَسَفَ بها التراب في مشيه كَخَجَّ حكاهما ابن دريد معاً قال وجَخَّ أَعلى وجَخَّت النجومُ تَجْخِيَةً وخَوَّتْ تَخْوِيَةً إِذا مالت للمغيب وجَخَّ الرجلُ تَحوَّل من مكان إِلى مكان وجَخْجَخَ لم يُبْدِ ما في نفسه كخَجْخَجَ وجَخْجَخَ صاح ونادى وفي الحديث إِن أَردت العِزَّ فجَخْجِخْ في جُشَم وقال الأَغلبُ العِجْليّ إِن سَرَّك العِزُّ فجَخْجِخْ في جُشَمْ أَهلِ النَّباهِ والعَديدِ والكَرَمْ قال الليث الجَخْجَخَة الصياح والنداء ومعنى الحديث صِحْ وناد فيهم وتحوَّل إِليهم وقال أَبو الهيثم في معنى قول الأَغلب فَجَخْجخْ بجشم أَي ادْعُ بها تُفاخِرْ معك وفي الحواشي الجَخْجَخة التعريض معناه أَي عَرِّضْ بها وتعرَّضْ لها ويقال بل جَخْجِخْ بها أَي ادخل بها في معظمها وسوادها الذي كأَنه ليل وقد تَجَخْجَخَ إِذا تراكب واشتدّت ظلمته قال وأَنشد أَبو عبدالله لمن خَيالٌ زارنا من مَيْدَخا طافَ بنا والليلُ قد تَجَخْجَخا ؟
( * قوله « من ميدخا » كذا بضبط الأصل ولم نجد هذه اللفظة في مظانها مما بأيدينا من الكتب )
قال أَبو الفضل وسمعت أَبا الهيثم يقول جَخْجَخَ أَصله من جَخْ جَخْ كما تقول بَخْ بَخْ عند تفضيلك الشيء والجَخْجَخَةُ صوت تكثير الماء وجَخْ زجر للكبش وجَخْ جَخْ حكاية صوت البطن قال إِن الدقيقَ يَلْتَوي بالجُنْبُخِ حتى يقولَ بطنُه جَخٍ جَخِ وجَخْجَخْتُ الرجلَ صَرَعْتُه وجَخْجَخَ وتَجَخْجَخَ إِذا اضطجع وتمكن واسترخى وفي حديث البراء بن عازب أَن النبي صلى الله عليه وسلم كان إِذا سجد جَخَّ قال شمر يقال جَخَّ الرجل في صلاته إِذا رفع بطنه فمعناه أَي فتح عضديه عن جنبيه وجافاهما عنهما أَبو عمرو جَخَّ إِذا تفتَّح في سجوده وغيره وقيل في تفسير حديث البراء معنى جَخَّ إِذا فتح عضديه في السجود وكذلك جَخَّى واجلَخَّ كله إِذا فتح عضديه في السجود وقال الفراء جَخَّ تحوَّل من مكان إِلى مكان قال الأَزهري والقول ما قال أَبو عمرو وجَخَّى تَجْخِيةً إِذا جلس مستوفزاً في الغائط وقال ابن الأَعرابي ينبغي له أَن يُجَخَّيَ ويُخَوِّيَ قال والتَّجْخِية إِذا أَراد الركوع رفع ظهره قال أَبو السَّمَيْدَع المُجَخِّي الأَفْحَجُ الرجلين

( جرفخ ) جَرْفَخ الشيءَ إِذا أَخذه بكثرة وأَنشد جَرْفَخَ مَيَّارُ أَبي تُمامه
( * قوله « تمامه » كذا في الأصل )

( جفخ ) الأَصمعي الجَمْخُ والجَفْخُ الكِبْرُ وجَفَخَ الرجلُ يَجْفَخُ ويَجْفِخُ جَفْخاً كجَخَف فَخَرَ وتكبر وكذلك جَمَخَ فهو جَفَّاخٌ وجمَّاخٌ وذو جَفْخٍ وذو جَمْخٍ وجافَخَه وجامَخَه

( جلخ ) جَلَخَ السيلُ الواديَ يَجْلَخُه جَلْخاً قطع أَجرافه وملأَه وسيل جُلاخ وجُراف كثير والجُلاح بالحاء غير معجمة الجُرافُ والجَلْخُ ضرب من النكاح وقيل الجَلْخُ إِخراجها والدَّعْسُ إِدخالها والجَليخُ صوت الماء والجُلاخُ اسم شاعر والجِلْواخُ الواسع الضخم الممتلئ من الأَودية وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال أَخذني جبريل وميكائيل فَصَعِدا بي فإِذا بنهرين جِلْواخَيْنِ فقلت ما هذان النهران ؟ قال جبريل سُقْيا أَهل الدنيا جِلواخَين أَي واسعين والجُلاخُ الوادي العَميقُ وأَنشد أَبو عمرو بن العلاء أَلا ليتَ شعْري هل أَبِيتَنَّ ليلةً بأَبْطح جِلْواخٍ بأَسْفله نَخْلُ ؟ والجِلْواخ التَّلَعَةُ التي تعظم حتى تصير مثل نصف الوادي أَو ثلثيه والجِلْواخ ما بان من الطريق ووضَحَ وجَلَوَّخٌ اسم ابن الأَنباري اجْلَخَّ الشيخُ أَي ضَعُفَ وفَترت عظامُه وأَعضاؤه وأَنشد لا خيرَ في الشِّيْخ إِذا ما اجْلَخَّا واطْلَخَّ ماءُ عينِه ولَخَّا اطْلَخَّ أَي سال قال ابن الأَنباري اجْلَخَّ معناه سقط فلا ينبعث ولا يتحرّك أَبو العباس جَخَّ وجَخَّى واجْلَخَّ إِذا فتح عضديه في السجود

( جمخ ) الجَمْخُ والجَفْخُ الكبر جَمَخَ يَجمَخُ جَمْخاً فَخَر ورجل جامخ وجَمُوخ وجِمِّيخ فِخِّير وجامَخَه جِماخاً فاخَره وجَمَخَ الخيلَ والكِعابَ يجْمَخُها جَمْخاً وجَمَخَ بها أَرسلها ودفعها قال وإِذا ما مَرَرْتَ في مُسْبَطِرٍّ فاجْمَخِ الخيلَ مثلَ جَمْخِ الكِعابِ والجَمْخُ مثل الجَبْخِ في الكعاب إِذا أُجيلت وجَمَخَ الصبيان بالكِعاب مثل جَبَخُوا أَي لعِبُوا مُتطارحين لها وجَمَخَ الكَعْبُ وانْجَمَخَ انتصب وجَمَخَ جَمْخاً قفَزَ والجَمْخَ السَّيَلانُ وجَمَخَ اللحمُ تغير كَخَمَج

( جنبخ ) الليث الجُنْبُخُ الضخم بلغة مصر قال والقملة الضخمة جُنْبُخَة والجُنْبُخُ الكبير العظيم وعِزٌّ جُنْبُخٌ قال أَعرابي يأْبى ليَ اللَّهُ وعِزٌّ جُنْبُخُ ابن السكيت الجُنْبُخُ الطويل وأَنشد إِنَّ القَصِير يَلْتَوِي بالجُنْبُخِ حتى يَقولَ بطنُه جَخٍ جَخِ

( جوخ ) جاخَ السيلُ الواديَ يَجُوخُه جَوْخاً جَلَخَه وقلَع أَجرافه قال الشاعر فللصخرِ من جَوْخِ السُّيُولِ وَجِيبُ وجاخَه يَجِيخُه جَيْخاً أَكل أَجرافه وهو مثل جَلَخَه والكلمة يائية وواوية وجَوَّخَ السيلُ الواديَ تجْويخاً إِذا كسر جَنَبَتَيْه وهو الجَوْخُ قال حميد بن ثور أَلَثَّتْ علينا دِيمَةٌ بعدَ وابِلٍ فللجِزْعِ من جَوْخِ السُّيولِ قَسيبُ وهذا البيت استشهد الجوهري بعجزه وتَمَّمه ابن بري بصدره ونسبه إِلى النِّمِرِ بن تَوْلَبٍ وتَجَوَّخَتِ البئر والرَّكِيَّةُ تَجَوُّخاً انهارتْ وسَمَّى جريرٌ مُجاشِعاً بني جَوْخا فقال تَعَشَّى بنو جَوْخا الخَزِيرَ وخَيْلُنا تُشَظِّي قِلالَ الحَزْنِ يومَ تُناقِلُهْ وجَوْخا موضع أَنشد ابن الأَعرابي
( * قوله « انشد ابن الاعربي » أي لزياد بن خليفة الغنوي وقبله كما في
ياقوت
هبطنا بلاداً ذات حمى وحصبة ... وموم واخوان مبين عقوقها
سوى أن أقواماً من الناس وطشوا ... بأشياء لم يذهب ضلالاً
طريقها قال الفراء وطش له إذا هيأ له وجه الكلام أو العلم أو الرأي )
وقالوا عليكم حَبَّ جَوْخا وسُوقَها وما أَنا أَمْ ما حَبُّ جَوخا وسُوقُها ؟ والجَوْخانُ بَيْدَرُ القمح ونحوه بِصرية وجمعها جَواخِينُ على أَن هذا قد يكون فَوْعالاً قال أَبو حاتم تقول العامَّة الجَوْخانُ وهو فارسي معرَّب وهو بالعربية الجَرِينُ والمِسْطَحُ ويقال تَجَوَّخَتْ قَرْحَتُه إِذا انفجرت بالمِدَّة والله أَعلم

( جيخ ) جاخَ السيلُ الواديَ يَجِيخُه جَيْخاً أَكلَ أَجرافَه والكلمة يائية وواوية وقد تقدم ذكره

( خوخ ) الخَوْخَةُ واحدة الخَوخِ والخَوْخَةُ كُوَّة في البيت تؤَدِّي إليه الضوء والخَوْخة مُخْتَرَقُ ما بين كل دارين لم ينصب عليها باب بلغة أَهل الحجاز وعم به بعضهم فقال هي مُخْتَرَقُ ما بين كل شيئين وفي الحديث لا تَبْقى خَوخةٌ في المسجد إِلاْ سُدَّتْ غير خَوخةِ أَبي بكر الصديق رضي الله عنه وفي حديث آخر إلاَّ خَوْخةَ عليّ رضوان الله عليه هي باب صغير كالنافذة الكبيرة تكون بين بيتين ينصب عليها باب قال الليث وناس يسمون هذه الأَبواب التي تسميها العجم بنحرقات خَوْخاتٍ والخَوْخةُ الدُّبُر ثمرة معروفة وجمعها خَوْخٌ والخَوْخة ضرب من الثياب الخُضْر قال الأَزهري وضرب من الثياب أَخْضَرُ يسميه أَهل مكة الخَوْخة والخَوْخاةُ الرجل الأَحمق ابن سيده الخَوْخاء ممدود الأَحمق والجمع خَوْخاؤون قال الأَزهري الذي أَعرفه لأَبي عبيد الهَوْهاة الجبان الأَحمق بالهاء ولعل الخاء لغة فيه أَبو عمرو والخُوَيْخِيَة الداهية والياء مخففة قال لبيد وكلُّ أُناسٍ سوفَ تَدْخُلُ بينهمْ خُوَيْخِيَةٌ تَصْفَرُّ منها الأَنامِلُ ويروى بيتهم قال شمر لم أَسمع خُوَيخِيَة إِلاَّ للبيد وأَبو عمرو ثقة وقال الأَزهري هذا حرف غريب ورواه بعضهم دُوَيْهِيَة قال ومن الغريب أَيضاً ما روي عن ابن الأَعرابي قال الصُّوصِيَة والصُّواصِيَة الداهية التهذيب واسم موضع يقال له رَوْضةُ خاخٍ بين الحرمين وكانت المرأَة التي أَدركها عليّ والزبير رضي الله عنهما وأَخذا منها كتاباً كتبه حاطببن أَبي بَلْتَعةَ إِلى أَهل مكة إِنما أَلْفَياها بروضَةِ خاخٍ ففَتَّشاها وأَخذا منها الكتاب

( دبخ ) دَبَّخَ الرجلُ تَدْبيخاً إِذا قَبَّبَ ظهره وطأْطأَ رأْسه بالخاء والحاء جميعاً عن أَبي عمرو وابن الأَعرابي

( دخخ ) الدَّخُّ والدُّخُّ والطَّسْلُ والنُّحاسُ الدُّخانُ وحكاه ابن دريد بالضم فقط وقال الشاعر لا خيرَ في الشَّيْخِ إِذا ما اجْلَخَّا وسالَ غَرْبُ عينِه فاطْلَخَّا والتْوَتِ الرِّجْلُ فصارتْ فَخَّا وصارَ وَصْلُ الغانِياتِ أَخّا عند سعُارِ النارِ يَغْشَى الدُّخَّا أَراد الدُّخَانَ وفي الحديث قال لابن صَيَّادٍ ما خَبَأْتُ لك ؟ قال هو الدُّخُّ الدَّخُّ بفتح الدال وضمها الدُّخَانُ قال الشاعر عند رِوَاق البيتِ يَغْشَى الدُّخَّا وفسر في الحديث أَنه أَراد بذلك يوم تأْتي السماء بدُخانٍ مبين وقيل إِن الدجال يقتله عيسى بن مريم بجبل الدُّخَانِ فيحتمل أَن يكون أَراده تعريضاً بقتله لأَن ابن صَيَّادٍ كان يظن أَنه الدجال والدَّخَخُ سواد وكُدْرة والدَّخْدَخةُ مثل التَّدْوِيخ ودَخْدَخَهُم دَوَّخهم والدَّخْدَخة تَقاربُ الخَطوِ في عَجَلةٍ وفي النوادر مَرَّ فلان مُدَخْدِخاً ومُزَخْزِخاً إِذا مر مسرعاً وتَدَخْدَخَ الليلُ إِذا اختلط ظَلامه وتَدَخْدَخَتْ والدُّخْدُخُ دُوَيْبَّةٌ قال المُؤَرِّج الدَّخْداخ دويبة صفراء كثيرة الأَرجل قال الفَقْعَسِيّ ضَحِكَتْ ثم أَغْرَبَتْ أَن رأَتني لاقْتِطاعِي قَوائمَ الدَّخْداخِ ورجل دُخْدُخٌ ودُخادِخٌ قصير وتَدَخْدَخَ الرجلُ انقبض لغة مرغوبٌ عنها ودُخْدُخْ ودُخْدُوخْ كلمة يُسَكَّتُ بها الإِنسانُ ويُقْدَعُ ومعناه قد أَقررت فاسكت ودَخْدَخْنا القومَ ذللناهم ووَطِئناهم قال الشاعر ودَخْدَخَ العَدُوَّ حتى اخَرَمّسَا وكذلك دُخْنا البلادَ والدَّخْدَخةُ الإِعْياءُ ودَخْدَخ البعيرُ إِذا رُكِبَ حتى أَعيا وذَلَّ قال الراجز والعَوْدُ يشكو ظَهْرَه قد دَخْدَخا

( دربخ ) دَرْبَخَتِ الحمامةُ لذَكرها خَضَعت له وطاوعته للسِّفاد وكذلك الرجلُ إِذا طأْطأَ رأْسه وبسط ظهره قال ولو نقولُ دَرْبِخُوا لدَرْبَخُوا لفَحْلِنا إِذ سَرَّه التَّنَوُّخُ يقول إِني سيد الشعراء والدَّرْبَخَة الإِصغاء إِلى الشيء والتذلل قال ابن دريد أَحسبها سريانية ودَرْبَخَ ذَلَّ عن ابن الأَعرابي ولم يَعْتذر له وكذلك حكاه يعقوب والحاء المهملة لغة وقد تقدم ذكره ودَرْبَخَ الرجلُ حَنى ظهره عن اللحياني

( دلخ ) الدَّلَخُ السِّمَنُ أَبو عمرو دَلِخَ يَدْلَخُ دَلَخاً فهو دَلِخٌ ودَلوخ أَي سَمِينٌ وأَنشد تُسائِلُنا من ذا أَضَرَّ به التَّنَخْ ؟ فقلتُ الذي لأْياً يقومُ من الدَّلَخْ ودَلِخَتِ الإِبلُ تَدْلَخُ دَلْخاً ودَلَخاً فهي دَوالِخ ودُلَّخ ودُلُخٌ سمنت أَنشد ابن الأَعرابي أَلم تَرَيا عِشارٍ أَبي حُمَيْدٍ يُعَوِّدها التَّذَبُّلَ بالرِّحالِ ؟ وكانت عندَه دُلُخاً سِماناً فأَضْحَتْ ضُمَّراً مثلَ السَّعالي الفراء امرأَة دُلَخَة أَي عَجْزاءُ وأَنشد أَسْقَى دِيارَ خُلَّدٍ بِلاخِ من كلِّ هَيْفاءِ الحَشا دِلاخِ بِلاخٌ ذواتُ أَعجاز ودِلاخٌ للواحدة والجمع والدالِخُ المُخْصِبُ من الرجال وقوم دالِخون ودلِخَ الإِناءُ إِذا امتلأَ حتى يَفِيضَ هذه وحدها عن كراع

( دمخ ) دَمَّخَ الرجلُ طأْطأَ ظهرَه والحاء لغة وقد تقدم ودَمَّخَ ودَنَّخَ إِذا طأْطأَ رأْسه ودَمْخٌ اسم جبل قال طَهْمانُ بن عمرو الكلابي كَفَى حَزَناً أَني تَطالَلْتُ كي أَرَى ذُرَى قُلَّتَيْ دَمْخٍ فما تُرَيانِ تطاللت أَي مددت عُنُقي لأَنظر ودَمْخٌ جبل بين أَجبال ضِخامٍ في ناحية ضَرِيَّةَ يقال أَثقلُ من دَمْخِ الدِّماخ ابن سيده والدِّماخُ موضع وقال أَبو رِياشٍ إِنما هو دَمْخ فجمعه بما حوله وقال آخر تركتُه أَركانَ دَمْخٍ لا بقَعْر ابن الأَعرابي الدَّمْخ الشَّدْخُ يقال دَمَخه دَمْخاً إِذا شَدَخه

( دنخ ) خضوعٌ وذِلَّة وتنكيس الرأْس يقال لما رآني دَنَّخَ ودَنَّخ الرجلُ خَضَع ويقال للرجل إِذا لم يَبْرَحْ بيته قد دَنَّخَ ودَنَّخ الرجلُ في بيته أَقام فلم يبرح قال العجاج وإِن رآني الشعراءُ دَنَّخُوا ولو أَقولُ بَزِّخُوا لَبَزَّخُوا ودَنَّخَت البطيخةُ خرج بعضُها وانهزم بعضُها ورجل مُدَنِّخ الرأْس إِذا كان في رأْسه ارتفاع وانخفاض ودَنَّخَتْ ذِفْراه أَشْرَفتْ قَمَحْدُوتُه عليها ودخلت الذِّفْرى خَلْفَ الخُشَشَاوَيْنِ ورجل مُدَنِّخٌ فَحَّاشٌ
( * زاد المجد الدنفخ كجعفر الضخم واسم رجل )

( دوخ ) داخَ يَدُوخُ دَوْخاً ذَلَّ وخَضَع ودَوَّخَ الرجلُ والبعير ذَلَّله يائية وواوية وفي حديث وَفْد ثَقِيفٍ أَداخَ العَرَبَ ودانَ له الناسُ أَي أَذَلَّهم وأَدَخْتُه أَنا فداخَ ودَوَّخَ المكانَ جالَ فيه ودَوَّخَ الوجعُ رأْسَه أَداره وداخَ البلادَ يَدُوخُها قهرها واستولى على أَهلها وكذلك الناس دخْناهم دَوْخاً ودَوَّخْناهم تَدْوِيخاً وَطِئناهم ودَوَّخَ فلانٌ البلادَ إِذا سار فيها حتى عرفها ولم تخف عليه طُرقُهُا

( ديخ ) الدِّيخُ القِنْوُ وجمعهِ ديَخَة مثلِ ديكٍ ودِيَكةٍ والذال أَعلى وإِياها قَدَّم أَبو حنيفة وداخَ يَدِيخُ دَيْخاً ودَيَّخَة هو ذلله كدَوَّخه يائية وواوية قال الأَزهري دَيَّخْته وذَيَّخْته بالدال والذال ذللته وهو مُدَيَّخ أَي مذلل وحكاه أَبو عبيد عن الأَحمر بالذال المعجمة فأَنكره شمر قال الأَزهري وهو صحيح لا شك فيه وفي حديث عائشة تصف عمر رضي الله عنهما ففَنَّخَ الكَفَرَةَ ودَيَّخَها أَي أَذلها وقهرها يقال دَيَّخَ ودَوَّخَ بمعنى واحد وفي حديث الدعاء بعد أَن يُدَيِّخَهم الأَسْرُ وبعضهم يرويه بالذال المعجمة وهي لغة شاذة

( ذخخ ) رجل ذَخْذاخٌ يُنْزِلُ قبل الخِلاطِ ابن الأَعرابي رجل ذَوْذَخٌ وهو الزُّمَلِقُ الذي يُنْزِلُ قبل أَن يُفْضِيَ إِلى المرأَة

( ذوخ ) ابن الأَعرابي الذَّوْذَخُ والوَخْواخُ العِذْيَوْطُ

( ذيخ ) الذِّيخُ الذكرُ من الضّباع الكثير الشعر والجمع أَذْياخ وذُيوخٌ وذِيَخَةٌ والأُنثىِ ذِيخة والجمع ذِيخات ولا يُكَسَّر قال جرير مثل الضبِّاعِ يَسُفْنَ ذِيخاً ذائخا وفي حديث القيامة وينظر الخليل عليه السلام إِلى أَبيه فإِذا هو بذيِخٍ مُتَلَطِّخٍ الذِّيخُ ذَكَرُ الضِباعِ وأَراد بالتَّلَطُّخ التَّلَطُّخَ برجيعه أَو بالطين كما قال في الحديث الآخر بِذيِخٍ أَمْدَرَ أَي متلطخٍ بالمَدَرِ وفي حديث خُزَيمة والذِّيخ مُحْرَ نْجِماً أَي أَن السَّنَة تركت ذكر الضباع مجتمعاً مُتَقَبِّضاً من شدّة الجَدْب والذِّيخُ قِنْوُ النخلة حكاه كراع في الذال المعجمة وجمعه ذِيَخَةٌ وقد تقدّم في الدال ويقال ذَيَّخَتِ النخلةُ إِذا لم تقبل الإِبارَ ولم تَعْقِدْ شيئاً وذَيَّخَه تَذْييخاً ذلله حكاها أَبو عبيد وحده والصواب الدال وكان شمر يقول دَيَّخْته ذللته بالدال من داخَ إِذا ذل والذِّيخُ الكِبْرِ وفي حديث علي رضوان الله عليه كان الأَشْعَث ذا ذِيخٍ حكاه الهروي في الغريبين ويقال في فلان ذِيخٌ أَي كِبْرٌ والمَذْيَخَةُ الذِّئابُ بلسان خَوْلانَ

( ربخ ) : الرَّبْخُ و التَّرَبُّخُ : الاسترخاء حكي عن بعض العرب : مَشَى حتى تَرَبَّخَ أَي استرخى . و الرَّبيخُ من الرجال : العظيم المسترخي . و رَبَخَتِ المرأَةُ تَرْبَخُ رَبَخاً و رُبوخاً و رَباخاً وهي رَبوخ : غُشِيَ عليها عند الجماع . ورَحْل رَبِيخٌ : ضخم قال : فلما اعْتَرَتْ طارِقاتُ الهُموم رَفَعْتُ الوَلِيَّ وكَوْراً رَبيخَا أَي ضَخْماً . وأَرض رابخ : تأْخذ اللُّؤمَة ولا حجارةَ فيها ولا نَقَل . و رابخٌ : موضع بنجد قال ابن دريد : أَحسب ذلك ولم يتّيقنه . و مُرْبِخٌ : جبل من جبال زَرُودَ أَو رملة بالبادية قال أَبو الهيثم : سمي جبل مُرْبِخٍ مُرْبِخاً لأَنَّه يُرْبِخ الماشي فيه من التعب والمشقة أَي يذهب عقلُه كالرَّبوخِ التي يغشى عليها من شدّة الشهوة قال الشاعر : أَطْيَبُ لَذَّاتِ الفَتَى : نَيْكُ رَبُوخ غَلمَه وروي عن عليّ عليه السلام أَنَّ رجلاً خاصم إِليه أَبا امرأَته فقال : زوَّجني ابنته وهي مجنونة فقال : ما بدا لك من جنونها فقال : إِذا جامعتها غشي عليها فقال : تلك الرَّبُوخُ لست لها بأَهل أَراد أَنَّ ذلك يحمد منها . وأَصل الرَّبُوخ من تَرَبَّخ في مشيه إِذا استرخى . و أَرْبَخَ الرجلُ إِذا اشترى جارية رَبوخاً وهي التي تَنْخِرُ عند الجماع وتضطرب كأَنَّها مجنونة . و رَبِخَتِ الإِبلُ في المُرْبِخِ أَي فَتَرَتْ في ذلك الرمل من الكَلال وأَنشد : أَمِنْ حِبالِ مُرْبِخٍ تَمَطَّيْنْ لا بُدَّ منه فانْحَدِرْنَ وارْقَيْنْ أَو يَقْضِي اللَّهُ ذُباباتِ الدَّيْنْ قال ابن سيده : ولا أَعرف مثل هذا يشتق من الأَعلام إِنَّما ذلك في إِيتان المواضع كأَنْجَدَ وأَتْهَمَ . ابن الأَعرابي : أَرْبَخَ الرجلُ إِذا وقع في الشدائد و أَرْبَخَ الرملُ إِذا تكاثف و أَرْبخ الماشي فيه . و بنو رُبَخَة : حيٌّ

( رتخ ) الرَّتْخُ قِطَعٌ صغار في الجِلْدِ خاصةً وقُرادٌ راتِخٌ يابس الجلد قال الليث قُراد رَتْخٌ وهو الذي شَقَّ أَعلى الجلد فَلَزِقَ به رُتوخاً وأَنشد في ترجمة زنخ فَقُمْنا وزيدٌ راتِخٌ في خِبائِها رُتوخَ القُرادِ لا يَرِيمُ إِذا زَنَخْ ويقال رَتَخَ بالمكان رُتُوخاً إِذا ثبت وأَرْتَخَ الحَجَّامُ لم يبالغ في الشَّرْط والاسم الرَّتْخُ قال رَشْحاً من الشَّرْطِ ورَتْخاً واشِلا ابن الأَعرابي التَّرْخُ الشرطُ اللَّيِّنُ يقال ارْتَخْ شَرْطِي واتْرَخْ شَرْطِي قال الأَزهري هما لغتان التَّرْخُ والرَّتْخُ مثل الجَبْذِ والجَذْبِ ورَتَخَ العجينُ رَتْخاً إِذا رَقَّ فلم يَنْخَبِزْ وكذلك الطين فهو راتخٌ زَلِقٌ والرُّتُوخُ اللُّصُوق

( رجخ ) رُجَّخ رُجَّخ اسم كُورَةٍ

( رخخ ) رَخَّة الشيءُ رَخّاً شَدَخَه وأَرْخاه قال ابن مقبل فَلَبَّدَه مَسُّ القِطارِ ورَخَّه نِعاجُ رُوءافٍ قبل أَن يَتَشَدَّدا
( * قوله « فلبده مس » الذي في ياقوت مرّ بالراء يدل مس ورؤاف بضم الراء جبل )
وروي ورَجَّه بالجيم والأَوّل أَكثر وفي التهذيب رَخَّه ووَطِئَه فأْرْخاه ورخَّ العجينُ يَرِخُّ رَخّاً كثر ماؤُه وأَرَخَّه هو ابن الأَعرابي ارْتَخَّ رأْيه إِذا اضطرب وسكران مُرْتَخٌّ ومُلْتخٌّ بالراء واللام ورَخَخْتُ الشرابَ مَزَجْتُه والرَّخَخُ السهولة واللين وأَرضٌ رَخَّاءُ منتفخة تُكْسَرُ تحت الوَطء والجمع رَخاخِيُّ والنَّفْخاءُ مثلها وهي الرَّخَّاءُ والسَّخَّاء والمَسْوَخةُ والسُّوَّاخَى أَبو عمرو الرَّخاخُ هو الرِّخْوُ من الأَرض ابن الأَعرابي أَرض رَخَّاء رِخْوَة لينة وأَرض رَخاخٌ لينة واسعة وقيل هي الرِّخْوَةُ ورَخاخُ الثَّرى ما لانَ منه قال ابن مقبل رَبِيبَةُ حُرٍّ دافعتْ في حُقُوفِها رَخاخَ الثَّرَى والأُقْحُوانَ المُدَيَّما
( * قوله « ربيبة حر إلخ » كذا بالأصل هنا وأنشده في دوم كشارح القاموس ربيبة رمل دافعت في حقوقها إلخ وقوله ربيبة لعوة كذا بالأصل )
أَي أَنه لم يصبها من الرَّخاخِ شيء وربيبة لعوِة وقوله والأُقْحُوانَ أَي وثَغْراً كالأُقحوان ورَخاخُ العيش خَفْضُه ورَغَدُه وسعَتُه ويوصف به فيقال عَيْشٌ رَخاخٌ أَي واسع ناعم وفي الحديث يأْتي على الناس زمان أَفضلُهم رَخَاخاً أَقصدُهم عيشاً قال الرَّخَاخُ لينُ العَيْشِ ابن شميل رَخَاخُ الأَرض ما اتسع منها ولانَ ولا يضرك أَسْتَوى أَو لم يَسْتَوِ وطينٌ رَخْرَخٌ رقيق والرَّخَاخُ نبات لَيِّن هَشٌّ قال ابن سيده وأَحسب الرُّخَّ لغة فيه وقال أَبو حنيفة الرُّخُّ بالضم نبات هَشّ والرُّخُّ من أَداة الشطرنج والجمع رِخاخ الليث الرُّخّ معرب من كلام العجم من أَدوات لُعْبَة لهم

( ردخ ) المَرْدَخُ الشَّدْخ والرَّدَخُ مثل الرَّدع عُمانِيَّة

( رزخ ) رَزَخه بالرمح يَرْزَخُه رَزْخاً زَجَّه به والمِرْزَخَةُ كل ما رُزِخَ به

( رسخ ) رَسَخَ الشيءُ يَرْسَخُ رُسُوخاً ثبت في موضعه وأَرسخه هو والراسخ في العلم الذي دخل فيه دخولاً ثابتاً وكل ثابت راسخ ومنه الراسخون في العلم وأَرْسَخْته إِرساخاً كالحِبْرِ رَسَخَ في الصحيفة والعِلم يَرْسَخُ في قلب الإِنسان والراسخون في العِلم في كتاب الله المُدارسون ابن الأَعرابي هم الحُفَّاظُ المذاكرون قال مَسْرُوقٌ قَدِمْتُ المدينة فإِذا زيدز بن ثابت من الراسخين في العلم خالد بن جَنْبَة الراسخ في العلم البعيد العلم ورَسَخ الدِّمْنُ ثبت ورَسَخَ الغديرُ رُسُوخاً نَضَب ماوءه ورَسَخ المَطَرُ رُسوخاً إِذا نَضَبَ نداه في داخل الأَرض فالتَقى الثَّريَانِ

( رصخ ) رَصَخَ الشيءُ ثَبَت مثل رَسَخ بمعنى واحد

( رضخ ) الرَّضْخُ مثل
( * قوله « الرضخ مثل إلخ » وبابه ضرب ومنه كما في القاموس ) الرَّضْح والرَّضْخُ كسر الرأْس ويستعمل الرَّضْخُ في كسر النَّوَى والرأْس للحيات وغيرها وَرَضَخْتُ رأْسَ الحية بالحجارة ورَضَخ النوى والحصى والعظم وغيرها من اليابس يَرْضَخُه رضخاً كسره والرَّضْخُ كسر رأس الحية وفي الحديث فَرَضَخ رأْسَ اليهودي قاتِلها بين حجرين وفي حديث بدر شَبَّهْتُها النواةَ تَنْزُو من تحت المَراضِخ هي جمع مِرْضَخَة وهي حجر يُرْضَخ به النوى وكذلك المِرْضاخُ وظَلُّوا يَتَرَضَّخُون أَي يكسرون الخُبْز فيأْكلونه ويتناولونه وهم يَتراضَخُون بالسهام أَي يَتَرامَوْنَ وراضَخْته رَامَيْتُه بالحجارة والتَّراضُخُ تَرامِي القوم بينهم بالنُّشَّاب والحاء في جميع ذلك جائزة إِلا غي الأَكل يقال كنا نَتَرضَّخُ وفي حديث العَقَبةِ قال لهم كيف تقاتلون ؟ قالوا إذا دنا القومُ منا كانت المُراضَخَةُ وهي المراماة بالسهام من الرَّضْخِ الشَّدْخ والرَّضْخُ أَيضاً الدَّقُّ والكسر وكذلك العطاء يقال فيه الرَّضْخُ بالخاء المعجمة ورَضَخَ له من ماله يَرْضَخُ رَضْخاً أَعطاه ويقال رَضَخْت له من مالي رَضِيخَةً وهو القليل والرَّضِيخةُ العطية المُقارَبة وفي الحديث أَمَرْتُ له برَضْخٍ وفي حديث عمر رضي الله عنه أَمرنا لهم برَضْخٍ الرَّضْخُ العطية القليلة وفي حديث علي رضي الله عنه وتَرْضَخُ له على ترك الدِّينِ رَضِيخَةً هي فعيلة من الرَّضْخ أَي عطيةً ويقال راضَخَ فلانٌ شيئاً إِذا أَعطى وهو كاره وراضَخْنا منه شيئاً أَصبنا ونلنا وقيل المراضَخة العطاء على كُرْه والرَّضْخُ والرَّضْخة الشيء اليسير تسمعه من الخَبَر من غير أَن تَسْتَبينه المبرد يقال فلان يَرْتَضِخُ لُكْنَةً عجميةً إِذا نشأَ مع العجم يسيراً ثم صار مع العرب فهو يَنْزِعُ إِلى العجم في أَلفاظ من أَلفاظهم لا يستمر لسانه على غيرها ولو اجتهد قال وفي حديث صُهَبُب كان يَرْتَضِخُ لُكْنَةً رومِيَّةً وكان سَلْمان يَرْتَضِخُ هذا ينزع في نفطه إلى لكْنَةً فارسية أي كان الروم وهذا إِلى الفُرْسِ ولا يستمر لسانهما على العربية استمراراً وكان صُهَيْبُ سَبِيَ وهو صغير سباه الروم فبقيت لُكْنَة في لسانه وكان عَبْدُ بني الحسحاس يَرْتَضِخُ لُكْنَة حبشية مع جَوْدةِ شِعْره

( رفخ )
( * زاد المجد الرفوخ بالضم الدواهي وعيش رافخ رافغ )

( رمخ ) شمر هو السَّدا والسَّداءُ ممدود بلغة أَهل المدينة وهو السَّيَابُ بلغة وادي القُرَى وهو الرُّمْخ بلغة طيئ واحدته رُمْخَةٌ والخَلالُ بلغة أَهل البصرة قال الطائي تحت أَفانينِ وَدِيٍّ مُرْمِخ والرِّمْخُ الشجر المجتمع والرِّمَخُ والرُّمَخُ البَلَحُ واحدته رِمَخَة لغة طائية ومنه أَرْمَخَ النخلُ وهو ما سقط من البُسْرِ أَخْضَرَ فَنَضِج ابن الأَعرابي والرَّمْخاءُ الشاة الكَلِفةُ بأَكل الرِّمْخ ورُماخُ موضع رمخ
( * زاد المجد وأرمخ الرجل لان وذل والدابة أخذت في السن )

( رنخ ) رَنَّخَ الرجلَ ذَلَّله

( ريخ ) راخَ يَريخ رَيْخاً ورُيُوخاً ورَيَخاناً ذَلَّ وقيل لانَ واسترخى وكذلك داخَ ورَيَّخه أَوْهَنه وأَلانه والتَّرْيِيخُ ضَعْفُ الشيء ووَهْنُه ويقال ضربوا فلاناً حتى رَيَّخُوه أَي أَوهَنُوه وأَنشد بِوَقْعِها يُرَيَّخُ المُرَيَّخُ والحَسَبُ الأَوْفَى وعزٌّ جُنْيُخُ والمُرَيَّخُ العظم الهَش في جَوف القَرْن الليث ويسمى العُظَيمُ الهَش الداخل في جوف القرن مُرَيَّخَ القَرْنِ والمُرَيَّخُ المُرْداسَنْجُ ذكره الأَزهري ههنا قال الأَزهري أَما العظيم الهش الوالج في جوف القرن فإِن أَبا خيرة قال هو المَرِيخُ والمَريج القَرْنُ الداخل ويجمعان أَمْرِخَةً وأَمْرِجَةً حكاه أَبو تراب في كتاب الاعتقاب قال وسأَلت عنهما أَبا سعيد فلم يعرفهما قال وعرف غيره المَرِيخ القَرْن الأَبيض الذي يكون في جوف القرن قال الأَزهري وذكر الليث هذا الحرف في ترجمة مرخ فجعله مَريخاً وجَمَعَه أَمْرِخَةً وجعله في هذا الباب مُرَيَّخاً بتشديد الياء قال ولم أَسمعه لغيره وأَما التَّرْييخِ بمعنى التليين فهو صحيح ابن سيده وراخَ رَيْخاً جارَ كذلك رواه كراع ورواية ابن السكيت وابن دريد وأَبي عبيد في مصنفه زاخَ بالزاي وسيأْتي ذكره وراخَ الرجلُ يَرِيخُ إِذا باعد ما بين الفخذين منه وانْفَرَجتا حتى لا يقدرَ على ضمهما عن ابن الأَعرابي وأَنشد أَمْسى حبِيبٌ كالفُرَيْخِ رائِخا بات يُماشِي قُلُصاً مخَائِخا صَوَادِراً عن شُوكَ أَو أُضايِخا

( زخخ ) زَخَّه يَزُخُّه زَخّاً دفعه في وَهْدة وزَخَّ في قفاه يِزُخُّ زَخّاً دفع وقال ابن دريد كل دَفْع زَخٌّ وفي حديث أَبي موسى الأَشعري أَنه قال اتَّبِعُوا القرآنَ ولا يَتَّبِعَنَّكم القرآنُ فإِنه من يَتَّبِعِ القرآنُ يَهْبِطْ به على رياضِ الجنَّةِ ومَنْ يَزُخُّ في قفاه أَي يدفعه حتى يَقْذِفَ به في نار جهنم وفي الحديث مَثَلُ أَهلِ بيتي مَثَلْ سفينة نوح من تَخَلَّف عنها زُخَّ به في النار أَي دُفِعَ ورُمِيَ يقال زَخَّه يَزُخُّه زَخّاً ومنه حديث أَبي بَكْرَةَ ودُخُولِهم على معاوية قال فَزَخَّ في أَقفائنا أَي دَفَعَنا وأخْرَجَنا وزخَّ المرأَةَ يَزُخُّها زَخّاً وزَخْزَخَها نكحها وهو من ذلك لأَنه دفعٌ والمَزَخَّة بالفتح المرأَة وزَخَّةُ الإِنسان ومَزَخَّته ومِزَخَّته امرأَته قال اللحياني هو من الزَّخِّ الذي هو الدفع وروي عن علي بن أَبي طالب عليه السلام في الحديث أَنه قال أَفلح من كانت له مِزَخَّه يَزُخُّها ثم ينامُ الفَخَّه الفخة أَن ينام فَيَنْفُخَ في نومه أَراد ينام جتي يصير له فَخيخٌ أَي غطيط والمزَخَّة بالكسر الزوجة وروي مَزَخَّة بنصب الميم كأَنها موضع الزَّخِّ أَي الدفع فيها لأَنه يَزُخُّها أَي يجامعها وسميت المرأَة مِزَخَّة لأَن الرجل يجامعها وزَخَّتِ المرأَةُ بالماء تَزُخُّ وزَخَّتْه دفعته وامرأَة زَخَّاخة وزَخَّاء تَزُخُّ عند الجماع وزخَّ ببوله زَخّاً دفع مثلَ ضَخَّ والزَّخُّ السُّرعة وزخَّ الإِبلَ يَزُخُّها زَخّاً ساقها سوقاً سريعاً واحْتَثَّها والمِزَخُّ السريع السَّوْق قال إِنَّ عليك حادياً مِزَخَّا أَعْجَمَ لا يُحْسِنُ إِلاَّ نَخَّا والنَّخُّ لا يُبْقي لهنَّ مُخَّا والزَّخُّ والنَّخُّ السير العنيف وفي حديث علي عليه السلام كتب إِلي عثمان بن حُنيف لا تأْخُذنَّ من الزُّخَّةِ والنُّخَّةِ شيئاً الزّخَّة أَولاد الغنم لأَنها تُزَخُّ أَي تُساقُ وتدفع من ورائها هي فُعْلَة بمعنى مفعول كالقُبْضَةِ والغُرْفَة وإِنما لا تؤخذ منها الصدقة إِذا كانت منفردة فإِذا كانت مع أُمهاتها اعتدّ بها في الصدقة ولا تؤخذ ولعل مذهبه قد كان لا يأْخذ منها شيئاً وربما وضَع الرجلُ مِسْحاتَه في وسط نهر ثم يَزُخُّ بنفسه أَي يَثِبُ والزَّخُّ والزَّخَّةُ الحِقْدُ والغيظ والغضب قال صَخْر الغَيّ فلا تَقْعُدَنَّ على زَخَّةٍ وتُضْمِرَ في القلبِ وَجْداً وخِيفَا ويقال زَخَّ الرجلُ زَخّاً إِذا اغتاظ قال ابن سيده وذكروا أَنه لم يُسْمَعِ الزَّخَّةُ التي هي الحقد والغضب إِلا في هذا البيت والزَّخِيخُ النار يمانية وقيل هي شدَّة بريق الجمر والحرّ والحَرِيرَ يَبْرُق من الثياب وقد زَخَّ يَزُخُّ زَخِيخاً قال فعند ذاكَ يَطْلُعُ المِرِّيخُ في الصبح يَحْكي لونَهُ زَخِيخُ من شُعْلَةٍ ساعَدَها النَّفِيخُ

( زرنخ ) الزِّرْنِيخُ أَعْجَمِيٌّ

( زلخ ) الزَّلْخُ رَفْعُك يدك في رمي السهم إِلى أَقصى ما تَقدر عليه تريد بُعْدَ الغَلْوَةِ وأَنشد من مائةٍ زَلْخٍ بِمرِّيخٍ غال الأَزهري وسئل أَبو الدُّقَيْش عن تفسير هذا البيت بعينه فقال الزَّلْخُ أَقْصى غايةِ المُغالي والزَّلْخ غَلْوَةُ سَهْمٍ قال الأَزهري الذي قاله الليث إِنّ الزَّلْخَ رَفعك يدك في رمي السهم حرف لم أَسمعه لغيره قال وأَرجو أَن يكون صحيحاً وزَلِخَتِ الإِبلُ
( * قوله « وزلخت الابل إلخ » بابه فرح كما في القاموس )
تَزْلَخُ زَلَخاً سمنت وعَنَقٌ زَلاَّخٌ شديد قال يَرِدْنَ قَبلَ فُرَّطِ الفراخِ بِدَلَجٍ وعَنَقٍ زَلاَّخِ وناقة زَلُوخٌ سريعة وقال خليفة الضبِّابيّ الزَّلَجَانُ والزَّلخَان في المشي التَّقَدُّم في السُّرْعَة والزَّلْخُ المَزَلَّة
( * قوله « والزلخ المزلة » بسكون اللام وكسرها كما في القاموس ) تَزِلُّ منها الأَقْدام لنَداوتِها لأَنها صَفَاةٌ مَلْساءُ وعَقَبَةٌ زَلُوخٌ طويلة بعيدة ورَكِيَّة زَلُوخ وزَلْخٌ ملساء أَعلاها مَزَلَّة يَزْلَقُ فيها من قام عليها وقال الشاعر كأَنَّ رِماحَ القَوْمِ أَشْطانُ هُوَّةٍ زَلُوخِ النَّواحِي عَرْشُها مُتَهَدِّمُ وبئر زلوخ وزَلُوجٌ وهي المُتَزَلِّقَة الرأْس ومكان زَلِخٌ بكسر اللام ويقال زَلْخٌ ومقَامٌ زَلْخٌ مثل زَلْجٍ أَي دَخْضٌ مَزِلَّة وصف بالمصدر ومَزِلَّة زَلْخٌ كذلك قال قامَ على مَنْزَعةٍ زَلْخٍ فَزَلّ أَبو زيد زَلَخَتْ رِجْلُه وزَلَجَتْ قال الشاعر فَوارِسُ نازَلُوا الأَبْطال دِوني غَداةَ الشِّعْبِ في زَلْخِ المقَامِ وزَلَخ رأْسَه
( * قوله « وزلخ رأسه » بابه ضرب كما في القاموس ) زَلْخاً شَجَّه هذه عن كراع والزُّلَّخَة بتشديد اللام وجع يَعْرِضُ في الظهر وقال ابن سيده هو داء يأْخذ في الظهر والجنب قال كأَنَّ ظَهْرِي أَخَذَتْه زُلَّخَه لمَّا تَمَطَّى بالفَرِيِّ المِفْضَخه الزُّلَّخة مثل القُبَّرة الزُّحْلُوقة يَتَزَلَّجُ منها الصبيان وأَنشد أَبو عمرو وصِرْتُ من بعدِ القوامِ أَبْزَخا وزَلَّخَ الدهرُ بظَهْري زُلَّخا قال أَبو الهيثم اعْتَلَّتْ أُمُّ الهيثم الأَعرابيةُ فزارها أَبو عبيدة وقال لها عَمَّ كانت عِلَّتُكِ ؟ فقالت كنت وَحْمَى سَدِكَةً فَشَهِدْتُ مأْدُبة فأَكلتُ جُبْجُبَة من صَفِيفٍ هِلَّعَة فاعْتَرَتْني زُلَّخة قلنا لها ما تقولين يا أُم الهيثم ؟ فقالت أَوَللناس كلامان ؟ وفي الحديث إِن فلاناً المُحارِبيَّ أَراد أَن يَفْتِكَ بالنبي صلى الله عليه وسلم فلم يَشْعُرْ به إِلا وهو قائم على رأْسه ومعه السيف فقال اللهم اكْفِنِيه بما شئت فانْكَبَّ لوجهه من زُلَّخة زُلِّخَها بين كتفيه ونَدَر سيفُه يقال رمى اللهُ فلاناً بالزُّلَّخة بضم الزاي وتشديد اللام وفتحها وهو وجع يأْخذ في الظهر لا يتحرّك الإِنسان من شدته واشتقاقها من الزَّلْخِ وهو الزَّلْقُ ويروى بتخفيف اللام قال الخطابي ورواه بعضهم فَزُلِجَ بين كتفيه بالجيم قال وهو غلط وكانت صاحبةُ يوسف الصِّدِّيق عليه السلام تسمى زَلِيخا فيما زعم المفسرون

( زمخ ) زَمَخَ الرجلُ بأَنفه زَمْخاً وشَمَخَ تكبر وتاه وأُنُوفٌ زُمَّخٌ شُمَّخٌ وعَقَبة زَمُوخٌ بعيدة قال أَبو زيد عَقَبَةٌ زَمُزخٌ وحَجُون شديدة وقال ابن الأَعرابي زَمُوخ وبَزُوخ أَي عَسِرَة نَكِدَة وأَنشد أَبَتْ لي عِزَّةٌ بَزَرَى زَمُوخ ويروى بَزُوخ ومعناهما واحد والزامِخُ الشامخُ بأَنفه وأَنشد أَجْوازُهُنَّ والأُنوفُ الزُّمَّخُ يعني بالأَجْواز أَوساطَ الجبال وأُنوفَها الطِّوالَ والله أَعلم

( زنخ ) زنخ الدُّهْنُ والسَّمْنُ بالكسر يَزْنَخُ زَنَخاً تغيرت رائحته فهو زَنِخٌ . وفي الحديث أَن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم دعاه رجل فَقَدَّم إِليه إِهالَةً زَنِخةً فيها عرق أَي متغيرة الرائحة ويقال سَنِخةٌ بالسين وإِبل زَنِخةٌ إِذا عطشت مرة فضاقت بطونها عن كراع زَنِخَ الطعامُ وسَنِخَ إِذا تغير أَبو عمور زَنَخَ القُرادُ زُنُوخاً ورَتَخَ رُتُوخاً إِذا تَشَبَّثَ بمن عَلِقَ به وأَنشد فقُمنا وزَيْدٌ راتِخٌ في خِبائها رُتُوخَ القُرادِ لا يَرِيم إِذا زَنَخْ ويروى إِذا رَتَخَ ومعناهما واحد

( زوخ ) زُوَاخ موضع يصرف ولا يصرف

( زيخ ) زَاخَ يَزيِخُ زَيْخاً وزَيَخاناً جار قال شمر زاح وزاخ بالحاء والخاء بمعنى وحكي عن أَعرابي من قيس أَنه قال حَمَلُوا عليهم فأَزاخُوهم عن موضعهم أَي نَحَّوْهم قال ويروى بيت لبيد لو يَقومُ الفِيلُ أَو فَيَّالُه زاخَ عن مِثْلِ مَقامي وزَحَل قال أَبو الهيثم زاح بالحاء أَي ذهب وزاحت علته وأَما زاخ بالخاء فهو بمعنى جار لا غير

( سبخ ) التَّسْبِيخُ التخفيف وفي الدعاء سَبَّخَ اللهُ عنك الشِّدّة وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أَن سارقاً سرق من بيت عائشة رضي الله عنها شيئاً فدعت عليه فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم لا تُسَبِّخِي عنه بدعائك عليه أَي لا تُخَفِّفي عنه إِثمه الذي استحقه بالسرقة بدعائك عليه يريد أَن السارق إِذا دعا عليه المسروق منه خفف ذلك عنه قال الشاعر فَسَبِّخْ عليك الهَمَّ واعلم بأَنه إِذا قَدَّرَ الرحمنُ شيئاً فكائِنُ وهذا كما قال في الحديث الآخر من دعا على من ظلمه فقد انتصر وكذلك كل من خُفِّفَ عنه شيء فقد سُبِّخَ عنه ويقال اللهم سَبِّخْ عني الحُمَّى أَي خَفِّفْها وسُلَّها ولهذا قيل لِقطَعِ القُطْن إِذا نَدِفَ سَبائخ ومنه قول الأَخطل يذكر الكلاب فأَرْسَلُوهُنَّ بُذْرِينَ الترابَ كما يُذْرِي سبَائخَ قُطنٍ نَدْفُ أَوْتارِ ويقال سَبِّخْ عنا الأَذَى يعني اكْشِفْه وخففه والتسبيح أَيضاً التسكين والسكونُ جميعاً قال بعض العرب الحمد لله على نوم الليل وتسبيح العروق وأَنشد ابن الأَعرابي لما رَمَوْا بي والنَّقانِيقُ تَكِشْ في قَعْرِ خَرْقاءَ لها جَوْبٌ عَطِشْ سَبَّخْتُ والماءُ بِعطْفَيْها يَنِشْ ابن الأَعرابي سمعت أَعرابيّاً يقول الحمد لله على تسبيح العروق وإِساغة الريق بمعنى سكون العروق من ضَربَانِ أَلم فيها والسَّبْخُ والتَّسْبِيخُ النوم الشديد وقيل هو رُقادُ كل ساعة وسَبَّخْتُ أَي نمت وفي التنزيل إِن لك في النهار سَبْخاً طويلاً قرأَ بها يحيى بن يَعْمُرَ وقيل معناه فَراغاً طويلاً الفراء هو من تَسْبيخ القطن وهو توسعته وتنفيشه يقال سَبِّخِي قُطْنك أَي نَفِّشِيه ووَسِّعيه ابن الأَعرابي من قرأَ سَبْحاً فمعناه اضطراباً ومعَاشاً ومن قرأَ سَبْخاً أَراد راحة وتخفيفاً للأَبدان والنوم أَبو عمرو السَّبْخُ النوم والفراع الزجاج السَّبْحُ والسَّبْخ قريبان من السَّواء وتَسَبَّخَ الحَرُّ والغَضبُ وسَبَخَ سكن وفتر وفي حديث علي رضي الله عنه أَمْهِلْنا يُسَبَّخْ عنا الحَرُّ أَي يَخِفُّ والسَّبِيخة القُطْنة وقيل هي القطعة من القطن تُعَرَّضُ ليوضع فيها دواء وتُوضَعَ فوق جُرْحٍ وقيل هي القطن المنفوش المَنْدُوفُ وجمعها سَبائخ وسَبِيخٌ وأَنشد سَبَائخُ من بُرْسٍ وطُوطٍ وبَيْلَمٍ وقُنْفُعَةٌ فيها أَلِيلُ وَحِيحِها البُرْسُ القطنُ والطُّوطُ قطنُ البَرْدِيّ والبَيْلَمُ قطن القصب والقُنْفُعَة القُنْفُذة والوحيح ضرب من الوَحْوَحة والسبيخ من القطن ما يُسَبَّخُ بعد النَّدْفِ أَي يلف لتغزله المرأَة والقِطْعة منه سَبِيخة وكذلك من الصوف والوبر وقطن سَبِيخٌ ومُسَبَّخٌ مُفَدَّك مُفَدَّك وهو ما يلف لتغزله المرأَة بعد النَّدْفِ والسَّبْخُ شِبْه الاستلال والسَّبْخُ سَلُّ الصوف والقطن وأَنشد في ترجمة سخت ولو سَبَخْتَ الوَبَرَ العَمُيتا وبِعْتَهم طَحِينَكَ السِّخْتِيتا إِذاً رَجَوْنا لك أَن تَلُوتا تقول سَبِيخةٌ من قطن وعَمِيتةٌ من صوف وفَلِيلة من شعر ويقال لريش الطائر الذي يَسْقُط سَبِيخٌ لأَنه يَنْسَلُّ فيسقط عنه وسبائخ الريش وسَبِيخه ما تناثر منه وهو المُسَبَّخُ والسَّبَخَةُ أَرض ذات ملح ونَزٍّ وجمعها سِباخٌ وقد سَبِخَتْ سَبَخاً فهي سَبِخةٌ وأَسْبَخَتْ وتقول انتهينا إِلى سَبَخة يعني الموضع والنعت أَرض سَبِخة والسَّبَخةُ الأَرض المالحة والسَّبَخُ المكان يَسْبَخُ فَيُنْبِتُ المِلْحَ وتَسُوخُ فيه الأَقدام وقد سَبِخَ سَبَخاً وأَرض سَبِخة ذات سِباخ وفي الحديث أَنه قال لأَنس وذكر البصرة إِن مررت بها ودخلتها فإِياك وسِباخَها هو جمع سَبَخَة وهي الأَرض التي تعلوها الملوحة ولا تكاد تُنْبِتُ إِلاَّ بعضَ الشجر والسَّبَخَة ما يعلو الماءَ من طُحْلُب ونحوه ويقال قد علت هذا الماء سَبَخَةٌ شديدة كأَنه الطُّحْلُب من طول الترك وحَفَروا فأَسْبَخُوا بلغوا السَّباخَ تقول حَفَر بئراً فأَسْبَخَ إِذا اننهى إِلى سَبَخة

( سخخ ) السَّخَاخ بالفتح الأَرض الحُرَّة اللَّيِّنَةُ قال أَبو منصور وقد جمعها القَطامِيُّ سَخاسِخَ قال يصف سحاباً ماطراً تَواضَعَ بالسَّخاسِخِ من مُنِيمٍ وجادَ العينَ وافْتَرشَ الغِمارا وسَخَّتِ الجرادة غَرَزَتْ ذَنَبَها في الأَرض وفي النَّوادر يقال سُخَّ في أَسفل البئر أَي احْفِرْ وسَخَّ في الأَرض وزَخَّ في الحَفْرِ والإِمعانِ في السيرِ جميعاً ويقال لَخَّ في البئر مثل سَخَّ

( سدخ ) ضربه حتى انْسَدَخَ أَي انبسط

( سربخ ) السَّرْبَخُ الأَرض الواسعة وقيل هي الأَرض البعيدة وقيل هي المَضِلَّة التي لا يُهْتَدَى فيها لطريق وفي حديث جُهَيْشٍ وكائنْ قَطَعْنا إِليك من دَويَّة سَرْبَخٍ أَي مفازة واسعة بعيدة الأَرجاء قال عمرو بن معديكرب وأَرض قد قَطَعْتُ بها القَواهِي من الجِنَّانِ سَرْبَخُها مَلِيعُ
( * قوله « قطعت بها القواهي » كذا بالأصل بالقاف ولعله جمع قاه وهو الحديد الفؤاد وقوله من الجنان بيان له جمع جان كحائط وحيطان والذي في الصحاح الهواهي بهاءين )
وقال أَبو دُواد أَسْأَدَتْ ليْلةً ويوماً فلما دَخَلَتْ في مُسَرْبَخٍ مَرْدُونِ قال المَرْدُون المنسوج بالسراب والرَّدَنُ الغَزْلُ والسَّرْبَخَة الخِفَّة والنَّزَقُ وفي النوادر ظَلِلْتُ اليومَ مُسَرْبَخاً ومُسَنْبَخاً أَي ظَلِلْتُ أَمشي في الظهيرة

( سلخ ) السَّلْخُ كُشْطُ الإِهابِ عنِ ذيهِ سَلَخَ الإِهابَ يَسْلُخه ويَسْلَخه سَلْخاً كَشَطه والسَّلْخُ ما سُلِخَ عنه وفي حديث سليمان عليه السلام والهُدْهُدِ فَسَلَخوا موضعَ الماءِ كما يُسْلَخُ الإِهابُ فخرج الماء أَي حفروا حتى وجدوا الماء وشاة سَلِيخٌ كَشِطَ عنها جلدُها فلا يزال ذلك اسمَها حتى يُوءكل منها فإِذا أُكل منها سمي ما بقيَ منها شِلْواً قلَّ أَو كثر والمَسْلوخ الشاة سُلِخَ عنها الجلد والمَسْلوخة اسم يَلْتَزِمُ الشاة المسلوخة بلا بُطونٍ ولا جُزارة والمِسْلاخُ الجِلْد والسَّلِيخة قضيب القوس إِذا جُرِّدَتْ من نَحْتِها لأَنها اسْتُخْرِجَتْ من سَلْخِها عن أَبي حنيفة وكل شيء يُفْلَقُ عن قِشْر فقد انْسَلَخَ ومِسْلاخ الحية وسَلْخَتها جِلْدَتها التي تَنْسَلِخُ عنها وقد سَلَخَتِ الحيةُ تسلَخُ سَلْخاً وكذلك كل دابة تَنْسَرِي من جِلْدَتها كاليُسْرُوعِ ونحوه وفي حديث عائشة ما رأَيت امرأَة أَحبُّ إِليَّ أَن أَكونَ في مِسْلاخها من سَوْدةَ تمنت أَن تكون مثل هَدْيها وطريقتها والسِّلْخُ بالكسر الجِلْد والسالخُ الأَسْوَدُ من الحيات شديدُ السواد وأَقْتَلُ ما يكون من الحيات إِذا سَلَخَت جِلْدَها قال الكميت يصف قَرْنَ ثور طعن به كلباً فَكَرَّ بأَسْحَمَ مثلِ السِّنانِ شَوَى ما أَصابَ به مَقْتَلُ كأَنْ مُخَّ رِيقَتِه في الغُطَاطْ به سالخُ الجِلْدِ مُسْتَبْدَلُ ابن بُزُرْج ذلك أَسودُ سالِخاً جعله معرفة ابتداء من غير مسأَلة وأَسْوَدُ سالخٌ غيرَ مضاف لأَنه يَسْلَخ جلده كلَّ عام ولا يقال للأُنثى سالخة ويقال لها أَسْوَدَةُ ولا توصف بسالخة وأَسْوَدانِ سالخٌ لا تثنى الصفة في قول الأصمعي وأَبي زيد وقد حكى ابن دريد تثنيتها والأَول أَعرف وأَساوِدُ سالخةٌ وسَوالخُ وسُلَّخٌ وسُلَّخةٌ الأَخيرة نادرة وسَلَخَ الحَرُّ جلدَ الإِنسان وسَلَّخه فانْسَلَخ وتَسَلَّخ وسَلَخَت المرأَة عنها دِرْعَها نزعته قال الفرزدق إِذا سَلَخَتْ عنها أُمامةُ دِرْعَها وأَعْجَبها رابي المَجَسَّةِ مُشْرِفُ والسالخُ جَرَبٌ يكون بالجمل يُسْلَخُ منه وقد سُلِخَ وكذلك الظليم إِذا أَصاب ريشَه داءٌ واسْلَخَّ الرجل إِذا اضطجع وقد اسْلَخَخْتُ أَي اضطجعت وأَنشد إِذا غَدا القومُ أَبى فاسْلَخَّا وانْسَلَخَ النهار من الليل خرج منه خروجاً لا يبقى معه شيء من ضوئه لأَن النهار مُكَوَّر على الليل فإِذا زال ضوؤه بقي الليل غاسقاً قد غَشِيَ الناسَ وقد سَلَخ اللهُ النهارَ من الليل يَسْلخُه وفي التنزيل وآية لهم الليل نَسْلَخُ منه النهار فإِذا هم مظلمون وسَلَخْنا الشهرَ نَسْلَخُه ونَسْلُخُه سَلْخاً وسلوخاً خرجنا منه وصِرْنا في آخر يومه وسَلَخَ هو وانسَلخ وجاءَ سَلْخَ الشهر أَي مُنْسَلَخَه التهذيب يقال سَلَخْنا الشهر أَي خرجنا منه فسَلَخْنا كل ليلة عن أَنفسنا كلَّه قال وأَهْلَلْنا هِلالَ شهر كذا أَي دخلنا فيه ولبسناه فنحن نزداد كل ليلة إِلى مضيِّ نصفه لِباساً منه ثم نَسْلَخُه عن أَنفسنا جزءاً من ثلاثين جزءاً حتى تكاملت ليليه فسلَخناه عن أنفسنا كلَّه ومنه قوله إِذا ما سَلَخْتُ الشهرَ أَهْلَلْتُ مثلَه كَفَى قاتِلاً سَلْخِي الشُّهورَ وإِهْلالي وقال لبيد حتى إِذا سَلَخا جُمادَى ستَّةً جَزْءاً فطالَ صيامُه وصيامُها قال وجمادى ستة هو جمادى الآخرة وهي تمام ستة أَشهر من أَول السنة وسَلَخْتُ الشهر إِذا أَمضيته وصرت في آخره وانسلَخَ الشهرُ من سَنته والرجلُ من ثيابه والحيةُ من قشرها والنهارُ من الليل والنبات إِذا سَلَخ ثم عاد فاخْضَرَّ كلُّه فهو سالخٌ من الحَمْض وغيره ابن سيده سَلَخَ النباتُ عاد بعد الهَيْج واخْضَرَّ وسَلِيخ العَرْفَج ما ضَخُمَ من يَبِيسه وسَلِيخةُ الرِّمْثِ والعَرْفَج ما ليس فيه مَرْعىً إِنما هو خشب يابس والعرب تقول للرِِّمْث والعَرْفَج إِذا لم يبق فيهما مَرْعىً للماشية ما بقي منهما إِلا سَلِيخة وسَلِيخةُ البانِ دُهْنُ ثَمره قبل أَن يُربَّبَ بأفاويه الطِّيب فإِذا رُبِّبَ ثمره بالمسك والطيب ثم اعْتُصِر فهو مَنْشُوشٌ وقد نُشَّ نَشّاً أَي اختلط الدهنُ بروائح الطيب والسَّلِيخة شيء من العِطْر تراه كأَنه قِشْرٌ مُنْسَلخ ذو شُعَبٍ والأَسْلخُ الأَصْلَعُ وهو بالجيم أَكثر والمِسْلاخُ النخلة التي يَنْتَثِر بُسْرُها وهو أَخضر وفي حديث ما يَشْتَرِطُه المشتري على البائع إِنه ليس له مِسْلاخ ولا مِحْضار المِسْلاخ الذي ينتثر بُسْرُه وسَلِيخٌ مَلِيخٌ لا طعم له وفيه سَلاخَة ومَلاخة إِذا كان كذلك عن ثعلب

( سمخ ) السِّماخ الثَّقْبُ الذي بين الدُّجْرَيْنِ من آلة الفَدَّان والسِّماخ لغة في الصِّماخ وهو والِجُ الأُذُن عند الدماغ وسَمَخَه يَسْمَخُه
( * قوله « وسمخه يسمخه » بابه منع وسمخ الزرع طلع أولاً وانه لحسن السمخة بالكسر كأنه مأخوذ من السماخ العفاص ) سَمْخاً أَصاب سِماخَه فعَقره ويقال سَمَخَنيِ بِجدَّةِ صوته وكثرة كلامه ولغة تميم الصَّمْخُ

( سملخ ) السَّمالِخِيّ من الطعام واللبن ما لا طعم له والسَّمالِخِيُّ اللبَنُ يترك في سِقاءٍ فيُحْقَنُ وطعمهُ طَعْمُ مَخْضٍ وسُمْلُوخ النَّصِيِّ ما تنتزعه من قُضْبانه الرَّخْصة وقال النضر صُمْلُوخ الأُذُنِ وسُمْلُوخُها وَسَخها وما يخرج من قشورها وسَماليخُ النَّصِيِّ أَما صِيخُه وهو ما تَنْزِعُه منه مثلَ القضيب

( سنخ ) السِّنْخُ الأَصل من كل شيء والجمع أَسْناخ وسَنُوخ وسِنْخُ كل شيء أَصله وقول رؤبة غَمْرُ الأَجارِيّ كريمُ السِّنْحِ أَبْلَجُ لم يُولَدْ بَنجْمِ الشُّحِّ إِنما أَراد السِنّخ فأَبدل من الخاء حاء لمكان الشُّحِّ وبعضهم يرويه بالخاء وجمع بينها وبين الحاء لأَنهما جميعاً حرفا حَلْق ورجع فلان إِلى سِنْخِ الكَرَم وإِلى سِنْخِه الخبيث وسِنْخُ الكلمة أَصلُ بنائها وفي حديث علي عليه السلام ولا يَظْمَأُ على التقوى سِنْخُ أَصلٍ والسِّنْخُ والأَصل واحد فلما اختلف اللفظان أَضاف أَحدهما إِلى الآخر وفي حديث الزُّهْري أَصلُ الجهاد وسِنْخُه الرِّباطُ في سبيل الله يعني المُرابَطة عليه وفي النوادر سِنْخُ الحُمَّى وبلد سَنْخٌ مَحَمَّةٌ وسِنْخُ السكين طَرفَ سِيلانِه الداخلُ في النصاب وسِنْخُ النَّصْل الحديدة التي تدخل في رأْس السهم وسِنْخُ السيف سِيلانُه وأَسْناخُ الثنايا والأَسْنانِ أُصولها والسَّناخَةُ الريح المُنْتِنة والوَسَخُ وآثار الدباغ ويقال بَيْتٌ له سَنْخَةٌ وسنَاخة قال أَبو كبير فَدَخَلْتُ بيتاً غيرَ بيتِ سَناخة وازْدَرْتُ مُزْدارَ الكَريمِ المِفْضَلِ يقول ليس ببيت دِباغٍ ولا سَمْن وسَنِخَ الدُّهْنُ والطعامُ وغيرهما سَنَخاً تغير لغةٌ في زَنِخَ يَزْنَخُ إِذا فسد وتغيرت ريحه وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَن خَيَّاطاً دعاه إِلى طعام فقدّم إِليه إهالة سَنِخةً وخُبْزَ شعير الإِهالَةُ الدسم ما كان والسَّنِخةُ المتغيرة ويقال بالزاي وقد تقدم وسَنِخَ من الطعام أَكْثَر وسَنَخَ في العلم يَسْنَخُ سُنُوخاً رَسَخ فيه وعلا وأَسْناخ النجوم التي لا تَنْزِلُ بنُجومِ الأَخْذِ حكاه ثعلب قال ابن سيده فلا أَحقّ أَعَنى بذلك الأُصولَ أَم غيرها وقال بعضهم إِنما هي أَشياخ النجوم أَبو عمرو صَنِخَ الوَدَكُ وسَنِخَ

( سنبخ ) في النوادر ظَلِلْتُ اليومَ مُسَرْبَخاً ومُسنَبخاً أَي ظَلِلْتُ أَمشي في الظهيرة

( سوخ ) ساخت بهم الأَرضُ تَسُوخ سَوْخاً وسُؤُوخاً وسَوَخاناً إِذا انْفَخَسَت وكذلك الأَقدام تَسُوخ في الأَرض وتَسيخ تدخل فيها وتَغِيبُ مثل ثاخَتْ وفي حديث سُراقَةَ والهِجْرَةِ فساخَتْ يَدُ فَرَسي أَي غاصت في الأَرض وفي حديث موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام فَساخَ الجبلُ وخَرَّ موسى صَعِقاً وفي حديث الغارِ فانْساختِ الصخرةُ كذا روي بالخاء أَي غاصت في الأَرض قال وإِنما هو بالحاء المهملة وقد تقدم وساختِ الرِّجلُ تَسيخُ كذلك مثل ثاختْ وصارت الأَرض سُوَّاخاً وسُواخي أَي طِيناً وساخ الشيءُ يَسُوخُ رَسَبَ ويقال مُطِرْنا حتى صارت الأَرض سَواخي على فَعالى بفتح الفاء واللام وفي التهذيب حتى صارت الأَرض سُوَّاخى على فُعَّالى بضم الفاء وتشديد العين وذلك إِذا كثرت رِداغُ المَطَر ويقال بَطْحاءُ سُوَّاخى وهي التي تَسُوخ فيها الأَقدام ووصف بعيراً يُراضُ قال فأَخذ صاحبه بذنبه في بَطْحاء سُوَّاخي وإِنما يُضْطَرُّ إِليها الصَّعْبُ ليَسُوخَ فيها والسُّوّاخي طين كثر ماؤُهُ من رِداغ المطر يقال إِن فيه لسُوَّاخِيَةً شديدة أَي طين كثير والتصغير سُوَيْوِخَة كما يقال كمُيَثرة وفي النوادر تَسَوَّخْنا في الطين وتَزَوَّخْنا أَي وقعنا فيه

( سيخ ) ساخ الشيء سَيَخاناً رَسَخَ الساخةُ لغة في السَّخاةِ وهي البَقْلَةُ الرَّبيعية وفي حديث يوم الجمعة ما من دابة إِلا وهي مُسيخة أَي مُصْغِية مُسْتَمعة ويروى بالصاد وهو الأَصل

( شبخ ) الشَّبْخُ صوت اللبن عند الحَلْب كالشَّخْبِ عن كراع

( شخخ ) شَخَّ ببوله يَشُخُّ شَخّاً مَدّ به وصَوّت وقيل دَفَع وشَخَّ الشيخُ ببوله يَشُخُّ شَخّاً لم يقدر أَن يحبسه فغلبه عن ابن الأَعرابي وعَمَّ به كُراعٌ فقال شَخَّ ببوله شَخّاً إذا لم يقدر على حبسه والشَّخُّ صوت الشُّخْب إِذا خرج من الضَّرْع والشَّخْشَخة صوت السلاح واليَنْبُوتِ كالخَشْخَشة وهي لغة ضعيفة والشَّخْشَخة والخَشْخَشة حركة القِرْطاسِ والثوب الجديد وشَخْشَختِ الناقةُ رفعت صدرها وهي باركة

( شدخ ) الشَّدْخُ الكسرُ في كل شيء رَطْب وقيل هو التَّهْشِيم يعني به كَسْرَ اليابس وكلِّ أَجوفَ شَدَخَه بَشْدَخُه شَدْخاً فانْشَدَخ وتَشَدَّخ الليث الشَّدْخ كسرك الشيءَ الأَجْوَفَ كالرأْس ونحوه شَدَخَ رأْسَه فانْشَدَخَ وشُدِّختِ الرُؤُوس شُدِّدَ للكثرة وفي الحديث فَشَدَخُوه بالحجارة الشَّدْخُ كسر الشيء الأَجْوَفِ وكذلك كل شيء رَخْصٍ كالعَرْفَجِ وما أَشبهه والمُشَدَّخُ بُسْرٌ يُغْمَز حتى يَنْشَدِخ ابن سيده وعَجَلَةٌ شَدْخَةٌ رَطْبَة رَخْصَةٌ أَعني بالعَجَلَة ضرباً من النبات وطِفْلٌ شَدَخٌ رَخْصٌ وغلام شادِخٌ شابٌّ الجوهري المُشَدَّخُ البُسْر يُغْمَز حتى يَنْشَدخ ثم يُيَبَّسُ في الشتاء قال أَبو منصور المُشَدَّخ من البُسْرِ ما افْتُضِخ والفَضْخ والشَّدْخ واحد وقول جرير ورَكِبَ الشادِخَةَ المُحَجَّله يعني ركب فِعْلَة مشهورة قبيحة من قِبَلِ أَبيه وقال ابن بري الشعر للعَيِّفِ العَبْدِيِّ يهجو به الحرث بن أَبي شمر الغساني ابن الأَعرابي يقال للغلام جَفْر ثم يافِعٌ ثم شَدَخ ثم مُطَبَّخ ثم كَوْكَبٌ وروي في حديث ابن عمر أَنه قال في السِّقْطِ إِذا كان شَدَخاً أَو مُضْغَةً فادْفِنْه في بيتك الشَّدَخ بالتحريك الذي يسقط من جوف أُمه رَطْباً رَخصاً لم يَشْتَدَّ وشَدَخَتِ الغُرّة تَشْدَخُ شَدْخاً وشُدُوخاً انتشرت وسالت سُفْلاً فملأَت الجبهة ولم تبلغ العينين وقيل غَشِيَتِ الوجهَ من أَصل الناصية إِلى الأَنف قال غُرَّتُنا بالمَجْدِ شادِخَةٌ للناظرين كأَنها البَدْرُ وفرس أَشْدَخُ والأُنثى شَدْخاء ذو شادِخَةٍ قال أَبو عبيدة يقال لغُرَّة الفرس إِذا كانت مستديرة وَتِيرة فإِذا سالت وطالت فهي شادِخَة وقد شَدَخَتْ شُدُوخاً اتسعت في الوجه وأَنشد أَبو عبيد سَقْياً لكم يا نُعْمُ سَقْيَيْنِ اثْنَيْن شادِخَة الغُرَّة نَجْلاء العَيْن وقال الراجز شَدَخَتْ غُرَّة السَّوابقِ فيهم في وُجوهٍ إِلى الكِمامِ الجِعَادِ والشُِّدَّاخُ أَحد حُكَّام كنانة وهو لقب له واسمه يَعْمَرُ بنُ عَوْف قال الأَزهري كان يَعْمَرُ الشُِّدَّاخُ أَحد حكام العرب في الجاهلية سمي شُدَّاخاً لأَنه حكم بين خُزاعة وقُصَيّ حين حَكَّموه فيما تنازعوا فيه من أَمر الكعبة وكثر القتلُ فَشَدَخَ دِماء خزاعة تحت قدمه وأَبطلها وقضى بالبيت لِقُصَيّ وخُرِّجَ شُِدَّاخٌ نعتاً مخرج رجل طُوَّال وماء طِيَّاب ومن العرب من يقول يَعْمَرُ الشَّدَّاخُ وأَمْرٌ شادِخٌ أَي مائل عن القصد وقد شَدَخَ يَشْدَخُ شَدْخاً فهو شادخ قال أَبو منصور لا أَعرف هذا الحرف ولا أَحقه ثم قال صححه قول أَبي النجم مُقْتَدِرُ النَّفْسِ على تَسْخِيرِها بأَمْرِه الشادِخِ عن أُمُورِها أَي يَعْدِلُ عن سَنَنها ويَمِيل وقال الراجز شادِخَة تَشْدَخُ عن أَذْلالِها قال أَبو عبيدة أَي تَعْدِلُ عن طريقها وبنو الشَّدَّاخِ بطنٌ والأَشْداخُ وادٍ من أَودية تِهامَةَ قال حسان بن ثابت أَلم تَسْأَلِ الرَّبْعَ الجَديدَ التَّكَلُّما بِمَدْفَعِ أَشْداخٍ فَبُرْقَةِ أَظْلَما

( شرخ ) الشَّرْخُ والسِّنْخُ الأَصْلُ والعِرْقُ وشَرْخ كل شيءٍ حرفه الناتئُ كالسهم ونحوه وشَرْخا الفُوق حرفاه المُشْرِفانِ اللذان يقع بينهما الوَتر ابن شميل زَنَمَتا السهم شَرْخا فُوقِه وهما اللذان الوَتَرُ بينهما وشَرْخا السهم مِثْلُه قال الشاعر يصف سهماً رمى به فأَنْفَذَ الرَّميَّة وقد اتصل به دَمُها كأَنَّ المَتْنَ والشَّرْخَيْنِ منه خِلاف النَّصْل سِيطَ به مُشِيحُ وشَرْخُ الأَمر والشباب أَوله وشَرْخا الرَّحْل حرفاه وجانباه وقيل خشبتاه من وراء ومُقَدَّم وشَرْخُ الشباب أَوَّله ونَضارته وقُوَّته وهو مصدر يقع على الواحد والاثنين والجمع وقيل هو جمع شارخ مثل شارب وشَرْبٍ وفي التهذيب شَرْخا الرحل آخِرَتُه وواسطته قال ذو الرمة كأَنه بين شَرْخَيْ رَحْل ساهِمةٍ حَرْفٍ إِذا ما اسْتَرَقَّ الليلُ مَأْمُومُ وقال العجاج شَرْخا غَبيطٍ سَلِسٍ مِرْكاحِ ابن حَبِيبٍ نَجْلُ الرجل وشَلْخُهُ وشَرْخُه واحدٌ وفي حديث عبد الله بن رَواحة قال لابن أَخيه في غزوة مُؤْتَةَ لعلك تَرْجِعُ بين شَرْخَي الرَّحْل أَي جانبيه أَراد أَنه يُسْتَشْهَدُ فيرجع ابن أَخيه راكباً موضعه على راحلته فيستريح وكذا كان استشهد ابن رواحة فيها ومنه حديث ابن الزبير مع أَزَبَّ جاءَ وهو بين الشَّرْخَيْنِ أَي جانبي الرحْلِ شمر الشَّرْخُ الشَّابُّ وهو اسم يقع موقع الجمع قال لبيد شَرْخاً صُقُوراً يافِعاً وأَمْرَدا وشَرْخُ الشَّباب قُوَّتُه ونَضارته وقال المُبَرِّدُ الشَّرْخُ الشَّبابُ لأَن الشَّرْخَ الحَدُّ وأَنشد إِنَّ شَرْخَ الشَّبابِ تَأْلَفُه البي ضُ وشَيْبُ القَذالِ شَيءٌ زَهِيدُ والشَّرْخُ أَوَّل الشَّبابِ والشارِخُ الشَّابُّ والشَّرْخُ اسم للجمع وفي الحديث اقْتُلوا شُيُوخَ المشركين واسْتَحْيُوا شَرْخَهم قال أَبو عبيد قيه قولان أَحدهما أَنه أَراد بالشُّيوخ
( * قوله « أراد بالشيوخ إلخ » عبارة النهاية أراد بالشيوخ الرجال المسانّ أهل الجلد والقوة على القتال ولم يرد الهرمى والشرخ الصغار الذين لم يدركوا وقيل أراد بالشيوخ الهرمى الذين إذا سبوا لم ينتفع بهم في الخدمة وأراد بالشرخ الشبان أهل الجلد الذين ينتفع بهم في الخدمة ) الرجال المَسانَّ أَهلَ الجَلَدِ والقُوَّة على القتال ولا يريد الهَرْمى الذين إِذا سُبُوا لم ينتفع بهم في الخدمة ) وأَراد بالشَّرْخِ الشَّباب أَهل الجلد الذين ينتفع بهم في الخدمة وقيل أَراد بهم الصِّغارَ فصار تأْويل الحديث اقتلوا الرجال البالغين واستحيوا الصبيان قال حسان بن ثابت إِنَّ شَرْخَ الشَّبابِ والشَّعَرَ الأَسْ وَدَ ما لم يُعاضَ كان جُنُونا وجمع الشَّرْخ شُروخٌ وشُرَّخٌ وشُروخ شُرَّخٌ على المبالغة قال العجاج صِيدٌ تَسامى وشُروخٌ شُرَّخٌ والشَّرْخُ نِتاجُ كل سنة من أَولاد الإِبل قال ذو الرمة يصف فحلاً سِبَحْلاً أَبا شَرْخَيْنِ أَحْيا بناتِه مقَالِيتُها فهي اللبُّابُ الحَبائشُ أَبو عبيدة الشَّرْخُ النِّتَاجُ يقال هذا من شَرْخِ فلان أَي من نِتاجه وقيل الشَّرْخُ نِتاجُ سَنَة ما دام صغاراً والشَّرْخُ نابُ البعير وشَرَخَ نابُ البعير يَشْرُخُ شُرُوخاً شَقَّ البَضْعَة وخرج قال الشاعر فلما اعَتَرَتْ طارقاتُ الهُموم رَفَعْتُ الوليَّ وكَوْراً رَبيخا على بازلٍ لم يَخُنْها الضِّراب وقد شَرَخَ النابُ منها شُرُوخا وفي الصحاح شَرَخ نابُ البعير شَرْخاً وشَرَخ الصَّبيُّ شُروخاً والشَّرْخُ النَّصْل الذي لم يُسْقَ بَعْدُ ولم يُرَكَّبْ عليه قائمُه والجمع شُرُوخٌ وهما شَرْخان أَي مِثْلان والجمع شُرُوخٌ وهم الأَتراب قال أَبو بكر في الشَّرْخِ قولان يقال الشَّرْخُ أَول الشباب فهو واحد يكفي من الجمع كما تقول رجلٌ صَوْمٌ ورجلان صَوْمٌ والشَّرْخُ جمع شارِخٍ مثل طائر وطيرٍ وشاربٍ وشَرْبٍ وقال أَبو منصور يقال هو شَرْخِي وأَنا شَرْخُه أَي تِرْبي ولِدَتي وفِقَعَةٌ شِرْياخٌ لا خير فيها وفي حديث أَبي رُهْمٍ لهم نَعَمٌ بشَبَكَةِ شَرْخٍ هو بفتح الشين وسكون الراءِ موضع بالحجاز وبعضهم يقوله بالدال والشِّرْياخُ الكَمْأَة الفاسدة التي قد اسْتَرْخَتْ وقد ذكرها بعضهم في الرباعي

( شردخ ) رجل شِرْداخُ القدمين عريضهما وفي النوادر قَدَمٌ شِرْداخة أَي عريضة وفي بعض حواشي نسخ الصحاح قال أَبو سهل الذي أَحفظه شِرْداح القدم بالحاءِ المهملة

( شلخ ) الشَّلْخُ الأَصلُ والعِرْقُ قال ابن حبيب شَلْخُ الرجل وشَرْخُه ونَجْلُه ونَسْلُه وزِكْوِتُه وزِكْيَتُه واحد قال أَبو عدنان قال لي كِلابيٌّ فلانٌ شَلْخُ سَوْءٍ وخَلْفُ سَوْءٍ وأَنشد بيت لبيد وبَقِيتُ في شَلْخٍ كجِلْدِ الأَجْرَبِ والشَّلْخُ حُسْنُ الرجل عن ابن الأَعرابي وشالَخُ جَدُّ إِمبراهيم على نبينا وعليه الصلاة والسلام

( شمخ ) شَمَخَ الجَبَلُ يَشْمَخُ شُموخاً علا وارتفع والجبال الشَّوامخُ الشواهق وجبل شامخٌ وشَمَّاخٌ طويل في السماء ومنه قيل للمتكبر شامخ والشامخ الرافع أَنفه عِزّاً وتكبراً والجمع شُمَّخٌ وقد شَمَخَ أَنفه وبأَنفه يَشْمَخُ شُموخاً تكبر وتعظم وفي حديث قُسٍّ شامخُ الحَسَب الشامخ العالي وفي الحديث فَشَمَخَ بأَنفه ارتفع وتكبر وأُنُوف شُمَّخٌ وشَمَخ فلانٌ بأَنفه وشَمَخَ أَنْفُه لي إِذا رفع رأْسه عزّاً وكبراً والأُنُوفُ الشُّمَّخ مثل الزُّمَّخ ورجل شَمَّاخ كثير الشُّمُوخ قال أَبو تراب قال عَرَّام نِيَّة زَمَخٌ وشَمَخٌ وزَمُوخ وشَمُوخ أَي بعيدة والشَّمَّاخ بن ضِرار اسم شاعر واسم الشَّمَّاخ مَعْقِلٌ وكنيته أَبو سعيد وشَمْخٌ اسم وبنو شَمْخ بَطْنٌ قال وشَمْخُ بن فَزارة بطنٌ

( شمرخ ) الشِّمْراخُ والشُّمْروخ العِثْكالُ الذي عليه البُسْرُ وأَصله في العِذْق وقد يكون في العنب التهذيب الشِّمْراخُ عِسْقَبَةٌ من عِذْقِ عُنْقُودٍ وفي الحديث أَن سَعْدَ بن عُبادة أَتى النبي صلى الله عليه وسلم برجل في الحيّ مُخْدَجٍ سقيم وُجِدَ على أَمَة من إِمائهم يَخْبُثُ بها فقال النبي صلى الله عليه وسلم خذوا له عِثْكالاً فيه مائة شِمْراخ فاضربوه به ضربة ما بين خمس مرات إِلى عشر مرات والشُّمْروخ غُصْنٌ دقيق رَخْصٌ يَنْبُتُ في أَعلى الغصن الغليظ خرج في سَنَتِه رَخْصاً والشِّمْراخُ رأْسٌ مستدير طويل دقيق في أَعلى الجبل الأَصمعي الشَّماريخُ رؤُوس الجبال وهي الشَّناخِيبُ واحدتها شُنْخُوبة والشِّمْراخ من الغُرَر ما استَدَقَّ وطال وسال مُقْبِلاً حتى جَلَّلَ الخَيْشُومَ ولم يبلغ الجَحْفَلَة والفرس شِمْراخٌ قال حُرَيْثُ بنُ عَتَّاب النَّبْهانيُّ تَرى الجَوْنَ ذا الشِّمْراخِ والوَرْدَ يُبْتَغَى لَيالَي عَشْراً وَسْطَنا وهو عائرُ وقال الليث الشِّمْراخ من الغُرَرِ ما سال على الأَنف وشِمْراخُ السحاب أَعاليه وشَمْرَخَ النخلةَ خَرَط بُسْرَها وقال أَبو صَبْرَةَ السَّعْديُّ شَمْرِخ العِذْقَ أَي اخْرُطْ شَماريخه بالمِخْلَب قَعْطاً
( * قوله « قعطاً » كذا بالأصل بتقديم العين على الطاء وفي القاموس قطعاً بتأخير العين قال شارحه وانظره ) والشِّمْراخية صنف من الخوارج أَصحاب عبدالله بن شِمْراخ

( شنخ ) الشِّناخُ أَنف الجبل قال ذو الرمة يصف الجبال إِذا شِناخُ أَنْفِه تَوَقَّدا وفي التهذيب إِذا شِناخا قُورِها تَوَقِّدا أَراد شَناخِيب قُورِها وهي رؤُوسها الواحدة شَنْخَة كأَن الباءَ زيدت الأَزهري المُشَنَّخُ من النخل الذي نُقِّحَ سُلاَّؤه وقد شَنَّخَ نَخْلَه تَشْنِيخاً

( شندخ ) الشُّنْدُخُ الوَقَّادُ من الخيل وأَنشد أَبو عبيدة قول المَرَّار شُنْدُخٌ أَشْدَفُ ما وَزَّعْتَه وإِذا طُؤْطِئَ طَيَّارٌ طِمِرُّ ورواه غيره شُنْدُفٌ وقيل هو العظيم الشديد التهذيب الشُّنْدُخ من الخيل والإِبل والرجال الشديد الطويل المكتنز اللحم وأَنشد بشُنْدُخٍ يَقْدُم أُولى الأُنُفِ وقال طالق بن عَدِيّ ولا يَرى الفَرْسَخَ بعد الفَرْسَخ شيئاً على أَقَبَّ طاوٍ شُنْدُخِ والشُّنْدُخُ والشُّنْدُخِيُّ ضرب من الطعام الفراء الشُّنْدَاخيُّ الطعام بجعله الرجل إِذا ابتنى داراً أو عمل بيتاً

( شيخ ) الشيْخُ الذي استبانتْ فيه السن وظهر عليه الشيبُ وقيل هو شَيْخٌ من خمسين إِلى آخره وقيل هو من إِحدى وخمسين إِلى آخر عمره وقيل هو من الخمسين إِلى الثمانين والجمع أَشياخ وشِيخانٌ وشُيوخٌ وشِيَخَة وشِيخةٌ ومَشْيَخٍة ومَِشِيخة ومَشْيُوخاء ومَشايِخُ وأَنكره ابن دريد وفي الحديث ذكر شِيخانِ قريش جمع شَيْخ كضَيْف وضِيفانٍ والأُنثى شَيْخَة قال عَبِيدُ بنُ الأَبرَص كأَنها لِقْوَةٌ طَلُوبُ تَيْبَسُ في وَكْرِها القُلُوبُ باتتْ على أُرَّمٍ عَذُوباً كأَنها شَيْخةٌ رَقُوبُ قال ابن بري والضمير في باتت يعود على اللِّقْوَة وهي العُقاب شبه بها فرسه إِذا انقضت للصيد وعَذُوبٌ لم تأْكل شيئاً والرَّقُوبُ التي تَرْقُبُ وَلَدَها خوفاً أَن يموت وقد شاخَ يَشِيخُ شَيَخاً بالتحريك وشُيُوخة وشُِيِوُخِيَّةً عن اللحياني وشَيْخُوخة وشَيْخوخِيَّة فهو شَيْخ وشَيَّخَ تَشْيِيخاً أَي شاخَ وأَصل الياءِ في شيخوخة متحرّكة فسكنت لأَنه ليس في الكلام فَعْلُولٌ وما جاءَ على هذا من الواو مثل كَيْنُونة وقَيْدودة وهَيْعُوعة فأَصله كَيَّنُونة بالتشديد فخفف ولولا ذلك لقالوا كَوْنُونة وقَوْدُودة ولا يجب ذلك في ذوات الياءِ مثل الحَيْدُودة والطَّيْرورة والشَّيْخوخة وشَيَّخْته دَعَوْتُه شَيْخاً للتبجيل وتصغير الشَّيخ شُيَيْخٌ وشُيَيْخٌ أَيضاً بكسر الشين ولا تقل شُوَيْخ أَبو زيد شَيَّخْتُ الرجل تَشْييخاً وسَمَّعت به تَسْميعاً ونَدَّدت به تَنْديداً إِذا فضحته وشَيَّخَ عليه شنَّع أَبو العباس شَيْخٌ بَيّن التَّشَيُّخ والتشييخ والشَّيْخُوخة وأَشياخُ النجوم هي الدراريُّ قال ابن الأَعرابي أَشياخُ النجوم هي التي لا تنزل في منازل القمر المسماة بنجوم الأَخْذِ قال ابن سيده أُرى أَنه عنى بالنجوم الكواكب الثابتة وقال ثعلب إِنما هي أَسْناخُ النجوم وهي أُصولها التي عليها مدار الكواكب وسِرُّها وقوله أَنشده ثعلب عن ابن الأَعرابي يَحْسَبُه الجاهلُ ما لم يَعْلَما شَيْخاً على كُرْسِيِّه مُعَمَّما لو أَنه أَبانَ أَو تَكَلَّما لكان إِيَّاه ولكن أَعْجَما وفسره فقال يصف وَطْبَ لبن شبهه برجل مُلَفَّفٍ بكسائه وقال ما لم يعلم فلما أَطلق الميم رَدَّها إِلى اللام وأَما سيبويه فقال هو على الضرورة وإِنما أَراد يعلمنْ قال ونظيره في الضرورة قول جَذيمَة الأَبْرَص ربما أَوفَيْتُ في عَلَمٍ تَرْفَعَنْ ثَوْبي شَمالاتُ وقول الشاعر مَتى مَتى تُطَّلَعُ المَثابا ؟ لَعَلَّ شَيْخاً مُهْتَراً مُصابا قال عني بالشيخ الوَعِلَ والشِّيخَةُ نَبْتَةٌ لبياضها كما قالوا في ضرب من الحَمْضِ الهَرْمُ والشاخةُ المعتدِلُ قال ابن سيده وإِنما قضينا على أَن أَلف شاخة ياء لعدم « ش و خ » وإِلا فقد كان حقها الواو لكونها عيناً قال أَبو زيد ومن الأَشجار الشَّيْخُ وهي شجرة يقال لها شجرة الشُّيُوخِ وثمرتها جِرْوٌ كجِرْوِ الخِرِّيعِ قال وهي شجرة العُصْفُر مَنْبِتُها الرِّياضُ والقُرْيانُ وفي حديث أُحُدٍ ذكر شَيْخانِ
( * قوله « ذكر شيخان » قال ابن الأثير بفتح الشين وكسر النون وقال ياقوت شيخان بلفظ تثنية شيخ ثم قال وشيخة رملة بيضاء في بلاد أسد وحنظلة على الصحيح ) بفتح الشين هو موضع بالمدينة عَسْكَرَ به سيدُنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة خَرَجَ إِلى أُحُدٍ وبه عَرَضَ الناسَ والله أَعلم

( صبخ ) الصَّبَخَةُ لغة في السَّبَخَة والسين أَعلى والصَّبِيخَة لغة في سَبِيخةِ القطن و السين فيه أَفشى

( صخخ ) الصخُّ الضرب بالحديد على الحديد والعصا الصلبة على شيءٍ مُصمتٍ وَصَخُّ الصخرة وَصَخِيخُها صوتُها إِذا ضربتها بحجر أَو غيره وكلُّ صوت من وقع صخرة على صخرة ونحوه صَخٌّ وصَخيخٌ وقد صَخَّت تصخُّ تقول ضربت الصخرة بحجر فسمعت لها صَخَّةً والصاخَّةُ القيامة وبه فسر أَبو عبيدَة قوله تعالى فَإِذا جاءَت الصاخة فإِما أَن يكون اسمَ الفاعل من صخ يصخ وإِما أَن يكون المصدَر وقال أَبو إِسحاق الصاخة هي الصيحة التي تكون فيها القيامة تصُخُّ الأَسماعَ أَي تُصِمُّها فلا تسمع إِلاَّ ما تدعى به للإِحياء وتقول صخَّ الصوتُ الأُذُنَ يَصُخُّها صخّاً وفي نسخة من التهذيب أَصخ إِصخاخاً ولا ذكر له في الثلاثي وفي حديث ابن الزبير وبناء الكعبة فخاف الناس أَن يصيبهم صاخة من السماء هي الصيحة التي تَصُخُّ الأَسماع أَي تقرعها وتصمها قال ابن سيده الصاخة صيحة تصخ الأُذن أَي تطعنها فتصمها لشدتها ومنه سميت القيامة الصاخة يقال كأَنها في أُذنه صاخة أَي طعنة والغرابُ يصُخُّ بمنقاره في دَبَرِ البعير أَي يطعن تقول منه صخ يصخ والصاخة الداهية

( صرخ ) الصَّرْخَةُ الصيحة الشديدة عند الفزع أَو المصيبة وقيل الصُّراخُ الصوت الشديد ما كان صرخ يصرُخُ صُراخاً ومن أَمثالهم كانَتْ كَصَرْخَةِ الحُبْلى للأَمر يفجَو ك والصارخ والصريخ المستغيث وفي المثل عَبْدٌ صَريخُهُ أَمَةٌ أَي ناصره أَذل منه وأَضعف وقيل الصارخ المستغيث والمستصرخ المستغيث والمصرخ المغيث وقيل الصارخ المستغيث والصارخ المغيث قال الأَزهري ولم أَسمع لغير الأَصمعي في الصارخ أَن يكون بمعنى المغيث قال والناس كلهم على أَن الصارخ المستغيث والمصرخ المغيث والمستصرخ المستغيث أَيضاً وروى شمر عن أَبي حاتم أَنه قال الاستصراخ الاستغاثة والاستصراخ الاغاثة وفي حديث ابن عمر أَنه استصرخ على امرأَته صفية استصراخ الحيّ على الميت أَي استعان به ليقوم بشأْن الميت فيعينهم على ذلك والصراخ صوت استغاثتهم قال ابن الأَثير اسْتُصْرِخ الإِنسان إِذا أَتاه الصارخ وهو الصوت يعلمه بأَمر حادث ليستعين به عليه أَو ينعى له ميتاً واسْتَصْرَخْتُهُ إِذا حملته على الصراخ وفي التنزيل ما أَنا بمصرخكم وما أَنتم بمصرخيَّ والصريخُ المغيث والصريخ المستغيث أَيضاً من الأَضداد قال أَبو الهيثم معناه ما أَنا بمغيثكم قال والصريخ الصارخ وهو المغيث مثل قدير وقادر واصْطَرَخَ القَومُ وتصارخوا واستصرخوا استغاثوا والاصطراخ التصارخ افتعال والتصرّخ تكلف الصراخ ويقال التصرّخ به حمق أَي بالعطاس والمستصرخ المستغيث تقول منه استصرخني فأَصرخته والصَّريخُ صوتُ المستصرخ ويقال صرخ فلان يصرخُ صراخاً إِذا استغاث فقال واغَوثاهْ واصَرْخَتاهْ قال والصريخ يكون فعيلاً بمعنى مُفعِل مثل نذير بمعنى منذر وسميع بمعنى مسمع قال زهير إِذا ما سمعنا صارخاً مَعَجَتْ بِنا إِلى صوتهِ وُرْقُ المَراكلِ ضُمَّرُ وسمعت صارخة القوم أَي صوت استغاثتهم مصدر على فاعلة قال والصارخة بمعنى الاغاثة مصدر وأَنشد فكانوا مُهلِكِي الأَبناءِ لولا تدارُكُهم بِصارخةٍ شَفِيقِ قال الليث الصارخة بمعنى الصريخ المغيث وصرخ صرخَة واصطرخ بمعنى ابن الأَعرابي الصرَّاخُ الطاووس والنَّبَّاحُ الهدهد وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل إِذا سمع صوت الصارخ يعني الديك لأَنه كثير الصياح في الليل

( صلخ ) الأَصْلَخُ الأَصَمُّ كذلك قال الفراء وأَبو عبيد قال ابن الأَعرابي فهؤلاء الكوفيون أَجمعوا على هذا الحرف بالخاء المعجمة وأَمَّا أَهل البصرة ومن في ذلك الشق من العرب فإِنهم يقولون الأَصلج بالجيم قال الأَزهري وسمعت أَعرابيّاً يقول فلان يتصالج علينا أَي يتصامم قال ورأَيت أَمة صماء كانت تعرف بالصلجاء قال فهما لغتان جيدتان بالخاءِ والجيم وقد صَلِخَ سَمعُهُ وصَلِخَ الأَخيرةُ عن ابن الأَعرابي ذهب فلا يسمع شيئاً البتة ورجل أَصلخ بَيِّن الصَّلَخِ قال ابن الأَعرابي فإِذا بالغوا بالأَصم قالوا أَصم أَصلخ قال الشاعر لو أَبْصَرَتْ أَبْكمَ أَعمى أَصلَخا إِذاً لَسَمَّى واهتَدى أَنَّى وَخَى أَي أَنَّى توجه يقال وخَى يَخِي وَخْياً وإِذا دُعي على الرجل قيل صَلْخاً كصَلْخِ النعام لأَن النعام كله أَصلخُ وكان الكميت أَصم أَصلخ وجَمَلٌ أَصلخ وناقة صلخاء وإِبل صلخى وهي الجُِرب والجرَب الصالِخُ وهو الناخس الذي يقع في دَبَرِه فلا يشك أَنه سيصلخه وصلخه إِياه أَي أَنه يشمل بدنه والعرب تقول للأَسود من الحيات صالِخٌ وسالِخٌ حكاه أَبو حاتم بالصاد والسين غيره أَقْتَلُ ما يكونُ من الحيات إِذا صَلَخَتْ جلدها ويقال للأَبرص الأَصلخ

( صمخ ) الصِّماخُ من الأُذن الخرقُ الباطن الذي يُفضي إِلى الرأْس تميمية والسماخ لغة فيه ويقال إِن الصماخ هو الأُذن نفسها قال العجاج حتى إِذا صرَّ الصماخَ الأَصمعَا وفي حديث الوضوء فأَخذ ماء فأَدخل أَصابعة في صماخ أُذنيه قال الصماخ ثقب الأُذن وقول العجاج أُمَّ الصَّدى عن الصَّدى وأَصْمُخُ أَصْمُخُ أَصُكُّ الصماخ وهو ثقب الأُذن الماضي إِلى داخل الرأْس وأُمُّ الصدى الهامَةُ وأُمُّها الجلدة التي تجمع الدماغ والجمع أَصمخة وصُمُخٌ وهو الأُصْموخُ وبالسين لغة وصَمَخَه يصمُخُه صمخاً أَصاب صماخه وصمخت فلاناً إِذا عقرت صماخ أُذنه بعود أَو غيره ابن السكيت صَمَخْت عينه أَصمُخُها صمْخاً وهو ضربك العين بجمع يدك ذكره بعقب صمخت صماخه وصَمَخ أَنْفَهُ دقَّهُ عن اللحياني ويقال للعطشان إِنه لَصادِي الصُّماخ والصُّماخ البئر القليلة الماء وجمعه صُمُخ والصَّمْخُ كل ضربة أَثرت قال أَبو زيد كل ضربة أَثرت في الوجه فهي صمْخ أَبو عبيد صمخته الشمس أَصابته شمر صمخته بالخاء أَصابت صماخه ويقال صمخ الصوتُ صِماخَ فلان ويقال ضرب الله على صماخه إِذا أَنامه وفي حديث أَبي ذرّ فضرب الله على أَصمختنا فما انتبهنا حتى أَضحينا وهو كقوله عز وجل فضربنا على آذانهم في الكهف ومعناه أَنمناهم وقول أَبي ذرّ فضرب الله على أَصمختنا هو جمع قلة للصماخ أَي أَن الله أَنامهم وفي حديث عليّ رضوان الله عليه أَصختُ لاستراق صمائخ الأَسماع هي جمع صماخ كشمال وشمائل وصمخته الشمس اشتدّ وقعها عليه أَبو عبيد الشاة إِذا حلبت عند ولادها يوجد في أَحاليل ضرعها شيء يابس يسمى الصَّمْخَ والصمغَ الواحدة صَمْخَة وصَمْغَة فإِذا قطر ذلك أَفصَحَ لبَنُها بعد ذلك واحْلَوْلَى ويقال للحالب إِذا حلب الشاة ما ترك فيها قَطْراً

( صملخ ) الصِّمْلاخُ والصُّمْلُوخُ وسخ صماخ الأُذن وما يخرج من قشورها والجمع الصماليخ وقال النضر صُمْلوخُ الأُذن وسَمْلُوخُها ولبنٌ صُمالِخ وصُمالِخيٌّ خاثر متلبد وقال ابن شميل في باب اللبن الصُّمالخيّ والسُّمالخيّ من اللبن الذي حقنَ في السقاء ثم حفر له حفرة ووضع فيها حتى يروب يقال سقاني لبناً صمالخياً وقال ابن الأَعرابي الصمالخي من الطعام واللبن الذي لا طعم له والصُّمْلُوخُ أُمْصُوخُ النَّصِيِّ وهو ما ينتزع منه مثل القضيب حكاه أَبو حنيفة والعرب تقول لأَصل النَّصِيِّ والصِّلِّيانِ من الورق الرقيق إِذا يبس صملوخ والجمع الصماليخ قال الطرمَّاح سماوِيَّةٌ زُغْبٌ كأَنّ شكِيرَها صَمالِيخُ مَعْهودِ النَّصِيِّ المُجَلَّخِ وهو ما رقَّ من نبات أُصولها

( صنخ ) أَبو عمرو صَنِخَ الوَدكُ وسَنِخَ وهو الوضَحُ والوسَخُ وفي حديث أَبي الدرداء نعم البيت الحمَّام يذهب الصَّنخَة ويذكر النار يعني الدرن والوسخ يقال صنخ بدنه وسنخ والسين أَشهر

( صيخ ) أَصاخ لهُ يصِيخُ إِصاخة استمع وأَنصت لصوت قال أَبو دواد ويصيخ أَحياناً كما اس تمع المضلّ لصوت ناشد وفي حديث ساعة الجمعة ما من دابة إِلا وهي مُصيخة أَي مستمعة منصتة ويروى بالسين وقد تقدم والصاخَة خفيفٌ ورم يكون في العظم من صدمة أَو كدمة يبقى أَثرها كالمَشَشِ والجمع صاخات وصاخٌ وأَنشد بلَحْييهِ صاخٌ من صِدامِ الحوافر وفي حديث الغار فانصاخت الصخرة هكذا روي بالخاء المعجمة وإِنما هو بالمهملة بمعنى انشقت ويقال انصاخ الثوب إِذا انشق من قبل نفسه وأَلفها منقلبة عن واو وقد رويت بالسين وهي مذكورة فيما تقدم قال ابن الأَثير ولو قيل إِن الصاد فيها مبدلة من السين لم تكن الخاء غلطاً يقال ساخ في الأَرض يسوخ ويسيخ إِذا دخل فيها والله أَعلم

( ضخخ ) الضَّخُّ امتداد البول والمضخة قصبة في جوفها خشبة يرمى بها الماء من الفم قال أَبو منصور الضخ مثل النضخ للماء وقد ضَخَّه ضخّاً إِذا نضحه بالماء

( ضردخ ) نخلة ضِرْداخٌ صَفيٌّ كريمة قال بعض الطائيين عَرَسْتَ في جَبَّانَةٍ لم تَسْنَخِ كلَّ صَفِيٍّ ذات فرعٍ ضِرْدَخِ تَطَّلبُ الماءَ متى ما ترسخ وقيل الضردخ العظيم من كل شيء

( ضمخ ) الضَّمْخُ لطخ الجسد بالطيب حتى كأَنما يقطر وأَنشد تَضَمَّخْنَ بالجاديّ حتى كأَنما الأُ نوفُ إِذا اسْتعْرَضْتَهُنَّ رواعِفُ ابن سيده ضَمَخَه بالطيب يضمَخُه ضَخْماً وضمخه تضميخاً لطخه وتضمخ به تلطخ به وفي الحديث كان يُضَمِّخ رأْسه بالطيب التضمخ التلطخ بالطيب وغيره والإِكثار منه وفي الحديث كان متضمخاً بالخَلوق واضَّمخ واضطمخ والمضخ لغة شنعاء في الضمخ وضخَ عينه ووجهه وأَنفه يضمخه ضخماً ضربه بجمعه وقيل الضمخ ضرب الأَنف رعَفَ أَو لم يرعُفْ وقيل هو كل ضرب مؤثر في أَنف أَو عين أَو وجه وضمخه فلان أَتعبه

( ضيخ ) ابن الأَثير في حديث الزبير إِنَّ الموت قد تغشَّاكم سحابه وهو منضاخٌ عليكم بوابل البلايا يقال انضاخ الماء وانضخَّ إِذا انصبَّ ومثله في التقدير انقاض الحائط وانقضّ إِذا سقط شبه المنية بالمطر وانسيابه قال ابن الأَثير هكذا ذكره الهروي وشرحه وذكره الزمخشري في الصاد والحاء المهملتين وأَنكر ما ذكره الهروي

( طبخ ) الطَّبْخُ إنضاج اللحم وغيره اشتواء واقتداراً طبخَ القِدْرَ واللحمَ يطبُخُهُ ويَطبخُه طَبخاً واطَّبخه الأَخيرة عن سيبويه فانطبخ واطَّبَخ أَي اتخذ طبيخاً افتعل ويكون الاطّباخ اشتواء واقتداراً يقال هذه خبزة جيدة الطبخ وآجُرَّة جيدة الطبخ وطابِخَةُ لقب عامر بن الياس بن مضر لقبه بذلك أَبوه حين طبخ الضَّب وذلك أَن باه بعثه في بغاء شيء فوجد أَرنباً
( * هكذا بالأصل ) فطبخها وتشاغل بها عنه فسمي طابخة وتميمُ بنُ مرّ ومزينة وضبة بنو أَدّ بن طابخة بن خِندِف وكأَنه إِنما أَثبت الهاء في طابخة للمبالغة والمطبخ الموضع الذي يطبخ فيه وفي التهذيب المَطَبخ بيت الطَّباخ والمِطبخ بكسر الميم قال سيبويه ليس على الفعل مكاناً ولا مصدراً ولكنه اسم كالمربد والمِطْبخ آلة الطبخ والطَّبَّاخ معالج الطبخ وحرفته الطِّباخة وقد يكون الطبخ في القرص والحنطة ويقال أَتقدروُنَ أَم تشوُون ؟ وهذا مُطَّبَخ القوم ومُشْتواهم ويقال اطَّبِخُوا لنا قُرصاً وفي حديث جابر فاطَّبخنا هو افتعلنا من الطبخ فقلبت التاء لأَجل الطاء قبلها والاطّباخ مخصوص بمن يطبخ لنفسه والطبخ عام لنفسه ولغيره والطِّبْخُ اللحمُ المطبوخ والطبيخ كالقدير وقيل القدير ما كان بِفِحىً وتوابِلَ والطبيخ ما لم يفَحَّ واطَّبَخنا اتخذنا طبيخاً وهذا مُطَّبَخ القوم وهذا مُشْتواهم والطُّباخَة الفُوارَة وهو ما فار من رغوة القِدر إِذا طبخ فيها وطبُاخَة كل شيء عصارته المأْخوذة منه بعد طَبْخِه كعصارة البَقَّمِ ونحوه التهذيب الطُّباخَة ما تحتاج إِليه مما يُطبَخ نحو البَقَّمِ تأَخذ طُباخَتَه للصبغ وتطرح سائره وقول الشاعر والله لولا أَن تَحُشَّ الطُّبَّخُ بِيَ الجَحِيمَ حيث لا مُسْتَصْرَخُ يعني بالطُّبَّخ الملائكة الموكلين بالعذاب يعني عذاب الكفار والطُّبَّخ جمع طابخ والطبيخ ضرب من الأَشربة ابن سيده والطبيخ ضرب من المُنَصَّف وطَبَخ الحَرُّ الثمر اءنضجه ومنه قول أَبي حَثْمة قي صفة التمر تُحفةُ الصائم وتَعِلَّةُ الصبيِّ ونُزُلُ مريمَ عليها السلام وتُطبَخُ ولا تُعَنِّي صاحبهَا وطبائخ الحر سمائمها في الهواجر واحدتها طبيخة قال الطرماح ومستأْنس بالقَفرِ باتت تلُفُّه طبائخُ حرٍّ وقعُهُنَّ سَفُوعُ والطابخة الهاجرة والصابخُ الحمَّى الصالِبُ والطّبَاخُ القوَّة ورجل ليس به طباخ أَي ليس به قوّة ولا سِمن ووجد بخط الأَزهري طُباخ بضم الطاء ووجد بخط الإِيادي طَباخ بفتح الطاء قال حسان بن ثابت المالُ يَغْشَى رجالاً لا طَباخَ بهم كالسَّيل يَغْشَى أُصولَ الدِّندِن البالي ومعناه لا عقل لهم والدِّنْدِنُ ما بلي وعفِنَ من أُصول الشجر الواحدة دِنْدِنَة و قد جاء هذا البيت في شعر لِحَيَّةَ بن خلف الطائي يخاطب امرأَة من بني شمحَى بن جرم يقال لها أَْسماءُ وكانت تقول ما لِحَيَّة مال فقال مجاوباً لها تقول أَسماء لما جئت خاطبها يا حيُّ ما أَرَبي إِلاَّ لذي مالِ أَسماءُ لا تفعليها رُبّ ذي إِبل يغشى الفَواحش لا عَفّ ولا نال الفقر يزري بأَقوام ذوي حسب وقد يسوّد غيرَ السيد المالُ
( * في هذا البيت إقواء )
والمال يغشى أُناساً لا طَبَاخ لهم كالسيل يغشى أُصول الدِّندِن البالي أَصون عرضي بمالي لا أُدنسه لا بارك الله بعد العرض في المال أَحتال للمال إِن أَودى فأَكسبه ولست للعرض إن أودى بمخنال قوله نال من النوال وأَصله نَوِلَ مثل قولهم كبش صافٍ وأَصله صَوِفٌ وفي حديث ابن المسيب ووقعت الثالثة فلم ترتفع وفي الناس طباخ أَصل الطباخ القوّة والسمن ثم استعمل في غيره فقيل لا طباخ له أَي لا عقل له ولا خير عنده أَراد أَنها لم تبق في الناس من الصحابة أَحداً وعليه يبنى حديث الأَطبخ الذي ضرب أُمّه عند من رواه بالخاء وفي الحديث إِذا أَراد الله بعبد سوءاً جعل ماله في الطبيخين قيل هما الجص والآجرّ فعيل بمعنى مفعول وامرأَة طباخية مثل علانية شابة ممتلئة مكتنزة اللحم قال الأَعشى عبْهَرةُ الخَلْقِ طَباخِيَّةٌ تَزينه بالخُلُق الطاهر
( * قوله « طباخية » في خط المؤلف بتشديد الياء وان كان ما قبله يقتضي التخفيف وفي القاموس ككراهية وغرابية بتشديد الياء ففيه التخفيف والتشديد ) ويروى لُباخِيَّة وقيل امرأَة طباخية عاقلة مليحة وفي كلامه طُباخ إِذا كان محكماً والمُطَبَّخُ الشابُّ الممتلئ ابن الأَعرابي يقال للصبي إِذا ولد رضيع وطفل ثم فطيم ثم دارِجٌ ثم جَفْر ثم يافع ثم شَدَخ ثم مطبخ ثم كوكب وطبَّخ ترعرع وعقل ابن سيده والمُطبِّخ بكسر الباء مشدّدة من أَولاد الضأْن أَملأُ ما يكون وقيل هو الذي كاد يلحق بأَبيه وأَوّله حِسْل ثم غَيْداق ثم مُطَبِّخٌ ثم خُضَرِم ثم ضبّ وقد طَبَّخَ الحِسلُ تطبيخاً كبر ورجل طبْخَةُ أَحمق والمعروف طيخة والأَطبخ المستحكم الحمق كالطبخة بيِّن الطبَخ وفي الحديث كان في الحي رجل له زوجة وأُم ضعيفة فشكت زوجتُه إِليه أُمه فقام الأَطبخ إِلى أُمه فأَلقاها في الوادي حكاه الهروي في الغريبين والطِّبِّيخُ بلغة أَهل الحجاز البطيخ وقيده أَبو بكر بفتح الطاء

( طخخ ) طخ الشيءَ يَطُخُّه طخّاً أَلقاه من يده فأَبعَد والمِطَخَّةُ خشبة يُحدَّد أَحد طرفيها ويلعب بها الصبيان والطَّخُّ كناية عن النكاح وقد طخّ المرأَة يطخّها طَخّاً وروي عن يحيى بن يَعْمَر أَنه اشترى جارية خُراسانية ضخمةً فدخل عليه أَصحابُه فسأَلوه عنها فقال نهم المِطَخَّة والطخُوخ الشرِسُ في الخلق وسوء العشرة والمعاملة طخَّ طخّاً شرس في معاملته والطَّخْطَخة استواء الشيء وتسويته كنحو السحاب يكون فيه جُوَبٌ ثم يتَطخطخ أَي ينضم بعضه إِلى بعض وتطخطخ السحابُ إِذا كانت فيه جُوَب ثم انضم واستوى وسحاب طخطاخ أَبو عبيد المتطخطخ من الغيم الأَسودُ وتطخطخ الليل أَظلم وتراكم يكون بغيم وبغير غيم ومثله تدخدخ وذلك إِذا كان غيم يستر ضوء النجوم وذلك إِذا لم يكن فيه قمر ولا أَدري ما طخطخه وليل طُخاطِخ وقد طخطخَه السحاب ويقال للرجل الضعيف النظر متطخطخ والجمع متطخطخون ابن سيده والمُطَخْطِخ الضعيف البصر وقد طخطخ الليل بصره إِذا حجبته الظلمة عن انفساح النظر والطخطخة حكاية بعض الضحك وطخطخ الضاحك قال طيخ طيخ وهو أَقبح القهقهة وربما حكى صوت الحلى ونحوه به والطَّخطاخ اسم رجل

( طرخ ) الطَّرخَة ماجِلٌ يتخذ كالحوض الواسع عند مخرج القناة يجتمع فيها الماء ثم يتفجر منها إِلى المزرعة وهو دخيل ليست فارسية لكناء ولا عربية محضة وطَرْخان اسم للرجل الشريف بلغة أَهل خراسانت والجمع الطَّراخِنة

( طلخ ) الطلْخ اللطخ بالقذَر وإِفساد الكتابِ ونحوه واللطخ أَعم وروى عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أَنه كان في جنازة فقال أَيكم يأْتي المدينة فلا يدع فيها وثناً إِلاّ كسره ولا صورة إِلاَّ طلَخها ولا قبراً إِلاَّ سوّاه ؟ وقال شمر أَحسب قوله طلخها أَي لطخها بالطين حتى يطمسها مِن الطلَخ وهو الذي يبقى في أَسفل الحوض والغدير معناه يسوّدها وكأَنه مقلوب قال ويكون طلخته أَي سوّدته ومنه الليلة المطلخِمّة والميم زائدة وامرأَة طلْخاء إِذا كانت حمقاء وأَنشد فكَمْ مثلُ زوجِ طَلْخاء خِرملٍ أَقلَّ عِياناً في السَّداد وأَشْكَعا
( * قوله « فكم مثل زوج إلخ » هكذا في نسخة المؤلف وهي مكسورة ولعل أصله فكم مثل زوج زوج طلخاء خرمل إلخ فيكون زوج الثاني بدلاً من الأول )
ويروى طلخاء لطخة والطَّلْخُ بقية الماء في الحوض والغدير وفي التهذيب الطَّلْخُ والطَّمْحُ العَرِينُ الذي فيه الدَّعامِيصُ لا يُقْدَر على شربه واطْلَخَّ دمع عينه أَي تفرق وأَنشد الأَزهري في ترجمة جلخ لا خيرَ في الشَّيْخ إِذا ما اجْلَخَّا واطْلَخَّ ماءُ عَيِنه ولَخَّا وفي التهذيب وسالَ غَرْبُ مائِه فاطْلَخَّا واطلخ دمع عينه إِذا سال

( طمخ ) الطِّمْخُ شجر يدبغ به يجيء أَديمه أَحمَر ويقال له أَيضاً العِرْنَةُ

( طنخ ) طَنِخَ الرجل يَطْنَخُ طَنْخاً وتَنِخ يتنخ تَنَخاً فهو طَنِيخٌ وطانخٌ غلب الدسم على قلبه واتَّخَمَ منه وطنَّخ الدسمُ قلبه وطَنِخَتْ نفسُه خبثت وهو من ذلك وطُنِّخَت الناقةُ والدابة اشتدّ سِمَنُها ومَرَّ طِنْخٌ من الليل كَعِنْكٍ قال ابن دريد ولا أَدري ما صحته والطَّنَخُ البَشَم قال شمر سمعت ابن الفقعسي يقول نشرب هذه الأَلبانَ فتطنخنا عن الطعام أَي تغنينا

( طيخ ) ابن سيده طاخَ الأَمرَ طَيْخاً أَفسده وقال أَحمد بن يحيى هو مِن تَواطَخَ القومُ قال وهذا من الفساد بحيث تراه قال ابن جني وقد يجوز أَن يحسن الظنّ به فيقال إِنه أَراد كأَنه مقلوب منه ابن الأَعرابي المُطَيَّخُ الفاسد وطاخ يَطِيخُ طَيْخاً تلطخ بقبيح من قول أَو فعل وطاخَه هو وطَيَّخَه لطخه به يتعدّى ولا يتعدى وأَنشد الأَزهري ولَسْتَ بطيَّاخَةٍ في الرجال ولَسْتَ بِخِزْرافَة أَحْدَبا اللحياني طاخ فلان فلاناً يطيخه ويطوخه رماه بقبيح من قول أَو فعل وطَيَّخَه بشرّ لطخهُ أَبو زيد طيَّخه العذاب أَلحَّ عليه فأَهلكه وطيخه السَّمَن امتلأَ سِمَناً أَبو مالك طيخ أَصحابه إِذا شتمهم فأَلحَّ عليهم ورجل طائخ وطيَّاخة وطَيْخَة أَحمقُ لا خير فيه وقيل أَحمق قذر وجمع الطَّيْخَة طيخات قال ولم نسمعه مكسراً والطِّيخ والطَّيْخ الجهل والطَّيْخُ الكِبر وطاخ تكبر قال الحرث بن حِلزة فاتركوا الطَّيْخَ والتعدّي وإِما تتعاشوا ففي التعاشي الداءُ وزمن الطَّيخة زمن الفتنة والحرب يقال أَتانا فلان زمن الطيخة وناقة طيوخ تذهب يميناً وشمالاً وتأْكل من أَطراف الشجر وطِيخِ حكايةُ صوت الضحك حكاه سيبويه الليث يقول الناس طِيخِ طِيخِ أَي قهقهوا وطَيْخٌ موضعٌ بينَ ذي خَشَبٍ ووادي القرى قال كثير عزة فوالله ما أَدري أَطَيْخاً تواعدوا لتمٍّ ظمٍ أَم ماءَ حَيْدَةَ أَوردوا

( ظمخ ) الظِّمْخُ شجر السُّمَّاقِ التهذيب أَبو عمرو الظِّمْخُ واحدتها ظِمْخَةٌ شجرة على صورة الدُّلْب يقطع منها خشب القصارين التي تُدفن وهي العِرْنُ أَيضاً الواحدة عِرْنَةٌ والعِرْنة والعَرَنْتَنُ أَيضاً خشبه الذي يدبغ به والسَّفع طلعه

( عهعخ ) قال الأَزهري قال الخليل بن أَحمد سمعنا كلمة شنعاء لا تجوز في التأْليف سئل أَعرابي عن ناقته فقال تركتها ترعى العُهْعُخَ قال وسأَلنا الثقات من علمائهم فأَنكروا أَن يكون هذا الاسم من كلام العرب قال وقال الفذ منهم هي شجرة يتداوى بها وبورقها قال وقال أَعرابي آخر إِنما هو الخُعْخُع قال الليث وهذا موافق لقياس العربية والتأْليف

( فتخ ) الفَتْخَةُ والفَتَخَةُ خاتم يكون في اليد والرجل بفص وغير فص وقيل هي الخاتم أَيّاً كان وقيل هي حَلَقَةٌ تلبس في الإِصبع كالخاتم وكانت نساء الجاهلية يتخذنها في عَشْرِهنّ والجمع فَتَخٌ وفُتُوخ وفَتَخات وذكر في جمعه فِتاخٌ وقيل الفَتْخة حلقة من فضة لا فص فيها فإِذا كان فيها فص فهي الخاتم قال الشاعر تَسْقُطُ مِنْها فَتَخِى في كُمِّي قال ابن برّي هذا الشعر للدَّهْناء بنتِ مِسْحَلٍ زوج العجاج وكانت رَفَعته إِلى المغيرة بن شعبة فقالت له أَصلحك الله إِني منه بِجُمْع أَي لم يفتضني فقال العجاج الله يعلم يا مغيرة أَنني قد دُسْتُها دَوْسَ الحِصانِ المِرْسَل وأَخذتُها أَخذَ المقصِّب شاتَهُ عَجْلانَ يذبَحُها لقومٍ نُزَّلِ فقالت الدهناء والله لا تَخْدَعُني بشَمٍّ ولا بتقبيلٍ ولا بِضَمٍّ إِلاَّ بِزَعْواعٍ يُسَلِّي هَمِّي تَسْقُط منه فَتَخِي في كُمِّي
( * قوله « منه » هكذا في نسخة المؤلف ولعله روي بالتذكير والتأنيث )
قال وحقيقة الفتخة أَن تكون في أَصابع الرجلين وفي الحديث أَن امرأَة أَتته وفي يدها فِتَخٌ كثيرة وفي رواية فُتوخ هكذا روي وإِنما هو فتخ بفتحتين جمع فتخة وهي خواتيم تكاد تلبس في الأَيدي قال وربما وضعت في أَصابع الأَرجل وفي حديث عائشة في قوله تعالى ولا يبدين زينتهن إِلاَّ ما ظهر منها قال القُلْبُ والفَتَخَةُ ومعنى شعر الدهناء أَن النساء كن يتختَّمْن في أَصابع أَرجلهن فتصف هذه أَنه إِذا شالَ برحيلها سقطت خواتيمها في كمها وإِنما تمنت شدّة الجماع وقيل الفتوخ خواتم بلا فصوص كأَنها حلَق وروي عن عائشة رضي الله عنها أَنها قالت الفتخ حلق من فضة يكون في أَصابع الرجلين قالته في قوله تعالى إِلاَّ ما ظهر منها قالت القُلْب والفَتَخة والفَتَخ كل خَلخال لا يَجْرِس والفَتَخُ والفَتَخَة باطن ما بين العضد والذراع والفَتَخُ استرخاء المفاصل ولينُها وعرْضُها وقيل هو اللِّين في المفاصل وغيرها فَتِخَ فَتَخاً وهو أَفَتْخُ وعُقاب فَتْخاءُ ليِّنة الجناح لأَنها إِذا انحطت كسرت جناحيها وغمزتهما وهذا لا يكون إِلاَّ من اللين والفَتَخُ عَرْض الكف والقدم وطولهما وأَسد أَفْتَخُ عَريض الكف والفتَخ عرض مخالب الأَسد ولين مفاصلها والأَفْتَخُ الليِّنُ مفاصلِ الأَصابع مع عرض والفتَخ في الرجلين طول العظم وقلة اللحم قال الشاعر على فَتْخاءَ تعلَم حيثُ تَنْجُو وما إِنْ حيثُ تَنْجُو من طَريق قال عنى بالفتخاء رجله قال وهذا صفة مُشتار العسل الأَصمعي فتخاء قدم لينة وقال أَبو عمرو فيها عوج وفَتَخَ الرجل أَصابعه فَتْخاً عرَّضها وأَرخاها وقيل فَتَخَ أَصابع رجليه في جلوسه فَتْخاً ثناها وليَّنها قال أَبو منصور يثنيهما إِلى ظاهر القدم لا إِلى باطِنها وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه كان إِذا سجد جافَى عضديه عن جنبيه وفَثَخَ أَصابع رجليه قال يحيى بن سعيد الفَتْخُ أَن يصنع هكذا ونصب أَصابعه ثم غمز موضع المفاصل منها إِلى باطن الراحة وثناها إِلى باطن الرجل يعني أَنه كان يفعل ذلك بأَصابع رجليه في السجود قال الأَصمعي وأَصل الفتخ اللين ويقال للبراجِم إِذا كان فيها لين وعرض إِنها لفُتْخ ومنه قيل للعقاب فتخاء وأَنشد كأَني بفَتْخاءِ الجَناحَيْنِ لَقْوةٍ دَفُوفٍ منَ العِقْبان طَأْطأْتُ شِمْلالي وتقول رجل أَفتح بيِّن الفتخ إِذا كان عريض الكف والقدم مع اللين قال الشاعر فُتْخُ الشمائل في أَيمانهم رَوَحُ والفَتَخ في الإِبل كالطَّرَق وناقة فتخاء الأَخْلافِ ارتفعت أَخلافها قِبَل بطنها وكذلك المرأَة وهو فيها مدح وفي الرجل ذم وهو الفَتَخ والفتخاء شيء مرتفع من خشب يجلس عليه الرجل ويكون لمشتار العسل وقيل الفتخاء شبه مِلبن من خشب يقعد عليه المشتار ثم يمدّ من فوق حتى يبلغ موضع العسل ويقال للفاتر الطرف أَفتخ الطرف قال وهْي تَتْلو رَخْصَ الظُّلوفِ ضَئِيلاً أَفْتَخَ الطَّرْفِ في قوله إِشْرافُ
( * قوله « في قوله اشراف » كذا في نسخة المؤلف وهو مكسور ولعله بحذف في ليتزن )
والأَفاتِيخ من الفُقُوعِ هَناةٌ تخرج في أَوّله فيحسبها الناس كَمْأَةً حتى يستخرجوها فيعرفوها حكاه أَبو حنيفة ولم يحك للأَفاتيخ واحداً وفُتَيْخ وفَتَّاخ دَحْلانِ بأَطراف الدهناء مما يلي اليمامة عن الهجري وفَتَّاخ اسم موضع

( فخخ ) الفَخُّ المصْيَدَة التي يصاد بها معروف وقيل هو معرّب من كلام العجم والجمع فُخوخ وفِخاخ قال أَبو منصور والعرب تسمي الفَخَّ الطَّرَقَ قال الفراء الحَضْبُ سرعة أَخذ الطَّرَق الرَّهْدَنَ قال والطرق الفخ والفَخَّة والفَخُّ في النوم دون الغطيط تقول سمعت له فَخيخاً وفي حديث صلاة الليل أَنه نام حتى سمعت فَخيخَه أَي غطيطه وقيل الفَخَّةُ والفَخُّ أَن ينام الرجل وينفخ في نومه وفَخَّ النائمُ يَفِخُّ واسم هذه النومة الفَخَّة وفي حديث علي رضي الله عنه أَفْلَح مَن كانت له مِزَخَّهْ يَزْخُّها ثم يَنامُ الفَخَّهْ أَي ينام نومة يسمع فخيخه فيها وقال أَبو العباس في قوله ثم ينام الفخة قال ابن الأَعرابي الفخة أَن ينام على قفاه وينفخ من الشبع وفي حديث بلال أَلا ليتَ شِعري هل أَبيتَنَّ لَيلَةً بفَخٍّ وحَوْلي إِذْخِرٌ وجَلِيلُ ؟

( فدخ ) فدَخَه يفْدَخُه فَدْخاً شدخه وهو رطب والفَدْخ الكسر وفَدَخت الشيء فدخاً كسرته

( فرخ ) الفَرْخ ولد الطائر هذا الأَصل وقد استعمل في كل صغير من الحيوان والنبات والشجر وغيرها والجمع القليل أَفرُخ وأَفراخه وأَفرِخَةٌ نادرة عن ابن الأَعرابي وأَنشد أَفْواقُها حِذَةَ الجَفِيرِ كأَنَّها أَفْواهُ أَفْرِخَةٍ من النِّغْرانِ والكثير فُرُخٌ وفِراخٌ وفِرْخانٌ قال مَعْها كفِرْخانِ الدجاجِ رُزَّخَا دَرادِقاً وهْيَ الشُّيوخُ فُرَّخَا يقول إِن هؤلاء وإِن كانوا صغاراً فإِن أَكلهم أَكل الشيوخ والأُنثى فرخة وأَفْرَخَت البيضة والطائرة وفرّخت وهي مُفْرِخٌ ومُفْرِّخٌ طار لها فَرْخ وأَفرخ البيضُ خرج فرخه وأَفرخ الطائر صار ذا فرخ وفرَّخ كذلك واسْتَفْرَخُوا الحَمامَ اتخذوها للفراخ وفي حديث عليّ رضوان الله عليه أَتاه قوم فاستأْمروه في قتل عثمان رضي الله عنه فنهاهم وقال إِن تفعلوه فَبَيْضاً فَلْيُفْرِخَنَّه أَراد إِن تقتلوه تهيجوا فتنة يتولى منها شيء كثير كما قال بعضهم أَرى فتنةً هاجت وباضت وفرّخت ولو تُركت طارت إِليها فراخُها قال ابن الأَثير ونصب بيضاً بفعل مضمر دل الفعل المذكور عليه تقديره فَلْيُفْرِخَنَّ بَيْضاً فَلْيُفْرِخَنَّه كما تقول زيداً أَضرب ضربت
( * قوله « أضرب ضربت » كذا في نسخة المؤلف ) أَي ضربت زيداً فحذف الأَول وإِلا فلا وجه لصحته بدون هذا التقدير لأَن الفاء الثانية لا بدَّ لها من معطوف عليه ولا تكون لجواب الشرط لكون الأُولى كذلك ويقال أَفرخت البيضة إِذا خلت من الفرخ وأَفَرختها أُمّها وفي حديث عمر يا أَهل الشام تجهزوا لأَهل العراق فإِن الشيطان قد باض فيهم وفرّخ أَي اتخذهم مقرّاً ومسكناً لا يفارقهم كما يلازم الطائر موضع بيضه وأَفراخه وفَرْخُ الرأْسِ الدماغُ على التشبيه كما قيل له العصفور قال ونحن كشَفْنا عن مُعاويةَ التي هي الأُمُّ تَغْشَى كلَّ فَرْخٍ مُنَقْنِق وقول الفرزدق ويومَ جَعَلْنا البِيضَ فيه لعامِرٍ مُصَمَّمَةً تَفْأَى فِراخَ الجَماجِمِ يعني به الدماغ والفَرْخُ مقدَّمُ دماغ الفرس والفَرْخُ الزرع إِذا تهيأَ للانشقاق بعدما يطلُع وقيل هو إِذا صارت له أَغصان وقد فرّخ وأَفرخ تفريخاً الليث الزرع ما دام في البَذر فهو الحب فإذا انشق الحب عن الورقة فهو الفَرْخ فإذا طلع رأْسه فهو الحَقْل وفي الحديث أَنه نهى عن بيع الفَرُّوخ بالمَكِيل من الطعام قال الفَرُّوخ من السنبل ما استبانت عاقبته وانعقد حبه وهو مِثلُ نهيه عن المُخاضَرة والمُحاقَلة وأَفرخَ الأَمر وفرّخ استبانت عاقبته بعد اشتباه وأَفرخَ القومُ بيضَهم إِذا أَبدوا سرهم يقال ذلك للذي أَظْهرَ أَمرَهُ وأَخرج خبره لأَن إفراخَ البيض أَن يخرج فرخه وفَرَّخَ الرَّوْعُ وأَفْرَخَ ذهب الفَزَع يقال لِيُفْرِخْ رَوْعُكَ أَي ليخرج عنك فَزَعُك كما يخرج الفرخ عن البيضة وأَفْرِخْ رَوْعَك يا فلان أَي سَكِّنْ جأْشَك الأَزهري أَبو عبيد من أَمثالهم المنتشرة في كشف الكرب عند المخاوف عن الجبان قولهم أَفْرِخْ رَوْعَك يقول لِيَذْهَبْ رُعْبُك وفَزَعك فإن الأَمر ليس على ما تحاذر وفي الحديث كتب معاوية إلى ابن زياد أَفْرِخْ رَوْعَكَ قد وليناك الكوفة وكان يخاف أَن يوليها غيره وأَفْرَخَ فؤادُ الرجل إذا خرج رَوْعُه وانكشف عنه الفزع كما تفرخ البيضة إذا انفلقت عن الفرخ فخرج منها وأَصل الإِفراخ الانكشاف مأْخوذ من إِفراخ البيض إِذا انقاض عن الفرخ فخرج منها قال وقلبه ذو الرمة لمعرفته في المعنى فقال جَذْلانَ قد أَفْرَخَتْ عن رُوعِه الكُرَبُ قال والرَّوْعُ في الفؤاد كالفرخ في البيضة وأَنشد فقل لِلْفُؤَادِ إِنْ نَزَا بِكَ نَزْوَةً من الخَوْفِ أَفرِخْ أَكثرُ الرَّوعِ باطِلُه وقال أَبو عبيد أَفرَخَ رَوْعُه إِذا دعي له أَن يسكن رَوْعُه ويذهب وفُرِّخَ الرِّعْدِيدُ رُعِبَ وأُرْعِدَ وكذلك الشيخ الضعيف الأَزهري ويقال للفَرِقِ الرِّعْدِيدِ قد فرَّخَ تَفْريخاً وأَنشد وما رأَينا من معشر يَنْتَخوا من شَنا إِلا فَرَّخُوا
( * قوله « وما رأينا من معشر إلخ » كذا في نسخة المؤلف وشطره الثاني ناقص ولهذا تركه السيد مرتضى كعادته فيما لم يهتد إلى صحته من كلام المؤلف )
أبو منصور معنى فرّخوا ضعفوا كأَنهم فراخ من ضعفهم وقيل معناه ذلوا الهوازني إذا سمع صاحب الأَمَةِ الرعدَ والطَّحنَ فَرِخَ إِلى الأَرض أَي لزق بها يفرخ فرخاً وفَرِخَ الرجل إِذا زال فزعه واطمأَن والفَرِخُ المدغدغ من الرجال والفَرْخَة السنان العريض والفُرَيْخُ على لفظ التصغير قَيْنٌ كان في الجاهلية تنسب إليه النصال الفُرَيْخِيَّة ومنه قول الشاعر ومَقْذوذَيْنِ من بَرْيِ الفُرَيْخِ وقولهم فلان فُرَيخ قريش إِنما هو على وجه المدح كقول الحُباب بن المنذر « أَنا جُذَيْلُها المُحَكَّكُ وعُذَيْقُها المُرَجَّبُ » والعرب تقول فلان فُريخ قومه إذا كانوا يعظمونه ويكرمونه وصغر على وجه المبالغة في كرامته وفَرّوخ من ولد إِبراهيم عليه السلام وفي حديث أَبي هريرة يا بني فَرّوخ قال الليث بلغنا أَن فَرّوخ كان من ولد إِبراهيم عليه السلام ولد بعد إِسحاق وإسماعيل وكثر نسله ونما عدده فولد العجم الذين هم في وسط البلاد وأَما قول الشاعر فإِنْ يَأْكلْ أَبو فَرّوخَ آكُلْ ولو كانت خَنانيصاً صغاراً فإنه جعله أَعجميّاً فلم يصرفه لمكان العجمة والتعريف

( فرسخ ) الفَرْسَخُ السكون وقالت الكلابية فراسخ الليل والنهار ساعاتهما وأَوقاتهما وقال خالدَ ابن جنبة هؤلاء قوم لا يعرفون مواقيت الدهر وفراسخ الأَيام قال حيث يأْخذ الليل من النهار والفرسخ من المسافة المعلومة في الأَرض مأْخوذ منه والفرسخ ثلاثة أَميال أَو ستة سمي بذلك لأَن صاحبه إِذا مشى قعد واستراح من ذلك كأَنه سكن وهو واحد الفراسخ فارسي معرب وفي حديث حذيفة ما بينكم وبين أَن يُرْسَلَ عليكم الشرُّ إِلاَّ فَراسِخُ من ذلك حكاه ابن الأَعرابي وفي رواية ما بينكم وبين أَن يُصَبَّ عليكم الشرّ فَراسِخَ إِلاّ موتُ رجلٍ يعني عمرَ بنَ الخطاب رضي الله عنه فلو قد مات صُبَّ عليكم الشرّ قال ابن شميل كل شيءٍ دائم كثير لا ينقطع فرسخ والفرسخ الراحة والفرجة ويقال للشيء الذي لا فرجة فيه فرسخ كأَنه على السلب وانتظرتك فرسخاً من الليل أَو من النهار أَي طويلاً وكأَن الفرسخ أُخذ من هذا وفَرْسَخَتْ عنه الحمَّى وتَفَرْ سَخَتْ وافْرَنْسَخَتْ انكسرت وبعدت وكذلك غيرها من الأَمراض والفرسخ الساعة من النهار قال أَبو زياد ما مُطِرَ الناسُ من مطر بين نَوْأَيْنِ إِلا كان بينهما فَرْسَخٌ قال والفرسخ انكسار البرد وقال بعض العرب أَعصبت السماء أَياماً بعَين ما فيها فرسخ والعَين أن يدوم المطر أَياماً وقوله ما فيها فرسخ يقول ليس فيها فرجة ولا إِقلاع قال وإِذا احتبس المطر اشتدَّ البرد فإِذا مطر الناس كان للبرد بعد ذلك فرسخ أَي سكون من قولك فَرْسَخَ عني المرض وافْرَ نْسَخَ أَي تباعد

( فرضخ ) الفِرْضاخُ العريض يقال فرس فِرْضاخَةٌ وقَدم فِرْضاخَة وفِرْضاخٌ والفِرْضاخُ النخلة الفتية وقيل هو ضرب من الشجر ورجل فرضاخ عريض غليظ كثير اللحم ويقال رجل فرضاخ وامرأَة فرضاخِيَّة والياء للمبالغة وامرأَة فرضاخة لَحِيمَة عريضة وفي حديث الدجال أَن أُمه كانت فرضاخة أَي ضخمة عريضة الثديين ومن أَسماء العقرب الفِرْضخ والشَّوْشَبُ وتَمْرَةُ لا ينصرف

( فرفخ ) الفَرْفَخُ والفَرْفَخَةُ البَقْلة الحمقاء ولا تنبت بنجد وتسمى الرجلة قال أَبو حنيفة وهي فارسية عرّبت قال العجاج ودُسْتُهُم كما يُداسُ الفَرْفَخُ يُؤكلُ أَحْياناً وحِيناً يُشْدَخُ

( فسخ ) فسَخَ الشيءَ يفسَخُه فَسْخاً فانْفَسَخَ نَقَضَه فانتَقَض وتفاسَخَت الأَقاويل تَناقَضَت والفَسْخُ زوال المَفْصِل عن موضعه وفسختُ يدَه أَفسَخُها فسخاً بغير أَلف إِذا فككت مَفْصِله من غير كسر وفسخَ المَفْصلَ يفسَخه فسْخاً وفَسَّخَه فانْفَسَخَ وتفسَّخ أَزاله عن موضعه ويقال وقع فلان فانفسخت قدمه وفسخته أَنا وتفسخ عن العظم وتفسخ الجلد عن العظم ولا يقال إِلاَّ لشَعر الميتة وجلدها وتفسخت الفأْرة في الماء تقطعت والفَسْخ الضعيف الذي ينفسخ عند الشدة واللحم إِذا أَصَلَّ انفَسَخ وانفَسَخَ اللحمُ وتفسخ انخَضَدَ عن وَهَنٍ أَو صُلُولٍ وتفسخ الشعر عن الجلد زال وتطاير ولا يقال إِلاّ لشعر الميتة وفَسِخَ رأْيُه فَسَخاً فهو فَسِخٌ فسد وفَسَخَه فَسْخاً أَفسده ويقال فسخت البَيْعَ بين البيِّعَين والنكاحَ فانفسخ البيعُ والنكاحُ أَي نقضته فانتقض وفي الحديث كان فَسْخُ الحجِّ رُخْصَةً لأَصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو أَن يكون نوى الحج أَوَّلاً ثم يبطله وينقضه ويجعله عمرة ويحل ثم يعود يحرم بحجة وهو التمتع أَو قريب منه وفيه فَسْخ وفَسْخة إِذا كان ضعيف العقل والبدن والفَسْخ الذي لا يظفر بحاجته وفسَخَ الشيءَ فرَّقه وأَفْسَخَ القرآنَ نسيه وتفسَّخَ الرُّبَعُ تحت الحِمل الثقيل وذلك إِذا لم يطقه وفَسَخْتُ عني ثوبي إِذا طرحته

( فشخ ) الفَشْخُ اللطم والصفع في لعب الصبيان والكذب فيه فشَخه يفشَخه فشْخاً وفشَخَ الصبيان في لعبهم فشْخاً كذبوا فيه وظلموا وفَنْشَخَ وفَنْشَخَ أَعيا

( فصخ ) ابن شميل الفَصْخُ التغابي عن الشيء وأَنت تعلمه يقال فَصَخْتُ عن ذلك الأَمر فصْخاً ويقال فَصَخَ يده وفسخها إِذا أَزال عن مفصله حكَى الصادَ عن أَبي الدُّقيش أَبو حاتم فصَخَ النعامُ بصومه إِذا رمى به

( فضخ ) الفضْخ كسر كل شيء أَجوف نحو الرأْس والبطيخ فَضَخَه يفْضَخُه فضْخاً وافتضخه وفضخ رأْسه شدخه وانفَضَخَ سَنامُ البعير انشدخ وأَفضَخ العنقودُ حان وصلح أَن يفتضخ ويُعْتَصر ما فيه وفضَخ الرُّطبَة ونحوها من الرطْب يفضَخها فضخاً شدخها والفَضِيخُ عصير العنَب وهو أَيضاً شراب يتخذ من البُسر المفضوخ وحده من غير أَن تمسه النار وهو المشدوخ وفضَخْتُ البسر وافتَضَخْته قال الراجز بالَ سُهَيْلٌ في الفَضيخ فَفسَد يقول لما طلع سهيل ذهب زمن البسر وأَرطب فكأَنه بال فيه وقال بعضهم هو المفضوخ لا الفضيخ المعنى أَنه يُسْكِرُ شاربه فيفضخه وسئل ابن عمر عن الفضيخ فقال ليس بالفضيخ ولكن هو الفضوخ فعول من الفضيخة أَراد يُسْكِر شاربَه فيفضَخه وقد تكرر ذكر الفضيخ في الحديث والمِفْضَخَة حجر يفضخ به البسر ويجفف والمفاضخ الأَواني التي ينبذ فيها الفضيخ وكل شيء اتسعَ وعَرُض فقد انفضخ وانفَضَخَت القُرْحة وغيرُها انفَتَحَت وانعصرت ودلو مِفْضَخَةٌ واسعة قال كأَنّ ظَهْرِي أَخذَتْهُ زُلَّخَهْ مِمَّا تَمطَّى بالفَرِيِّ المِفْضَخَهْ وقد قيل في الدلو انفضجت بالجيم وانفضخ العرق ويقال انفضخت العين بالخاء إِذا انفقأَت أَبو زيد فضَخْتُ عينَه وفقأْتها فَقْأً وهما واحد للعين والبطن وكل وعاء فيه دهن أو شراب وفي حديث علي رضوان الله عليه أَنه قال كنت رجلاً مَذَّاءً فسأَلت المقداد أَن يسأَل النبي صلى الله عليه وسلم فقال إِذا رأَيت المذي فتوضأْ واغسل مَذاكِيرَك وإِذا رأَيت فَضْخَ الماءِ فاغتسل يريد المنيّ وفَضْخُ الماءِ دَفْقُه وانفضخ الدلو إِذا دفق ما فيه من الماء قال والدلو يقال لها المِفْضَخة وحكي عن بعضهم أَنه قيل له ما الإِناء ؟ فقال حيث تَفْضَخ الدلوْ أَي تدفق فتفيض في الإِناء ويقال بينَا الإِنسانُ ساكتٌ إِذِ انْفَضَخ وهو شدة البكاء وكثرة الدمع والقارورة تنفضخ إِذا تكسرت فلم يبق فيها شيء والسقاء ينفضخ وهو ملآن فينشق ويسيل ما فيه أَبو حاتم يقال للبن الذي أُكثر ماؤه حتى رق هو أَبيض مثل السَّمار ومثله الضَّيْح والخَضار والشِّجاج والفَضِيخُ والشُّهابة مثله بضم الشين وكذلك البِراح وهُو المِزْرَح والدِّلاحُ والمَذْقُ وقيل هو الشُّهابُ

( فقخ ) فَقَخَه فَقْخاً كقفخه والله أَعلم

( فلخ ) شمر فَلَخْتُه وقَفَخْتُه إِذا أَوضَحتَه وسَلَعْته أَيضاً والفَيْلَخ أَحَدُ رَحَيَيِ الماءِ واليد السفلى منهما ومنه قوله ودُرْنا كما دارَتْ على القُطْبِ فَيْلَخُ

( فلذخ ) الفَلْذَخُ اللَّوْزِينَج

( فنخ ) الفَلْذَخُ اللَّوزِينَج

( فنشخ ) التهذيب يقال فَنْشَخَه فِنْشاخاً وزلزله زلزالاً بمعنى واحد

( فنقخ ) التهذيب ا لفراء داهِيَةٌ فِنْقَخٌ قال الراوي هكذا أَسمعنيه المنذري في نوادر الفراء

( فوخ ) فاخ المسك يفوخ وَيفيخ فَوخاناً سطع مثل فاح الفراء فاحت ريحه وفاخت أَخذت بنفسه وفاحت دون ذلك الأَصمعي فاخت منه ريح طيبة تفوخ وتفيخ مثل فاحت وفاخ الرجل يفوخ فَوْخاً وأَفاخ يُفيخ خرجت منه ريح وهو مذكور في الياء أَيضاً وفاخ الحَدَثُ نفسُه يفوخ صوّت وفاخت الريح تَفُوخ إِذا كان لها صوت الفراء أَفَخْتُ الزِّق إِفاخَة إِذا فتحت فاه ليفُش ريحه قال وسمعت شيخاً من أَهل العربية يقول أَفخت الزق إِذا طليت داخله بِرُبّ وأَفِخْ عنك من الظهيرة أَي أَقم حتى يسكن حر النهار ويَبْرُدَ وهو أَيضاً مذكور في الياء وأَفاخ الإِنسان يُفيخ إفاخة وفي الحديث أَنه خرج يريد حاجة فاتبعه بعض أَصحابه فقال تنح عني فإِن كل بائلة يُفِيخ الإِفاخَةُ الحدَث من خروج الريح خاصة وقوله بائلة أَي نفس بائلة الليث إِفاخَةُ الريح بالدبر قال أَبو زيد إِذا جعلت الفعل للصوت قلت فاخ يفوخ وفاخت الريح تفوخ فوخاً إِذا كان مع هبوبها صوت وأَما الفوح بالحاء فمن الريح تجدها لا من الصوت وقال النضر بن شميل إِذا بال الإِنسان أَو الدابة فخرج منه ريح قيل أَفاخ وأَنشد لجرير ظَلَّ اللَّهازِمُ يَلْعَبون بِنِسْوَة بالجَوِّ يومَ يُفِخْنَ بالأَبْوالِ وأَفاخ ببوله إِذا اتسع مخرجه وأَفاخت الناقة ببولها وأَشاعَتْ وأَوْزَغَتْ وأَنشد بيت جرير أَيضاً

( فيخ ) : الفَيْخَة : السُّكُرُّجَة . و فَيَّخ العجينَ : جعله كالسُّكُرُّجة وأَنشد الليث : ونَهِيدَةٍ في فَيْخَةٍ مَعَ طِرْمَةٍ أَهدَيْتُها لِفَتىً أَراد الزَّغْبَدا التهذيب : و الإِفاخة أَن يُسْقَط في يده قال الفرزدق : أَفاخَ وأَلْقَى الدّرْعَ عنه ولم أَكُنْ لأُلْقِيَ دِرْعِي عَن كَمِيَ أُقاتِلُه و أَفاخ الرجلُ : صُدَّ عنه فسُقِط في يده . التهذيب : أَفاخ فلان من فلان إِذا صدّ عنه وأَنشد : أَفاخوا من رِماح الخَطِّ لمَّا رأَوْنا قد شَرَعْناها نِهالا و فاخ الرجل و أَفاخ يفيخ أَي ضرط . وقيل : الإِفاخة الحدث مع خروج الريح خاصة . ابن الأَعرابي : فَيْخة البول اتّساع مخرجه وكثرته . و فاخت الرائحة الطيِّبة تَفِيخ فَيخاً و فيخاناً : كفاحت . و فيخة الحر : شدَّته وغُلَواؤُه . و فاخ الحر : سكن وكذلك كل ما سكن بعدُ و أَفِخْ عنك من الظهيرة أَي أَقم حتى يسكن حر النهار ويبرد . و فَيْخة النبات : التفافه وكثرته . و الفَيْخ : الانتشار كالفيح عن كُراع قال ابن سيده : ولست منها على ثقة

( قفخ ) قَفَخَ الشيءَ قَفْخاً وقفاخاً ضربه ولا يكون القَفْخ إلاّ على شيء صُلب أَو على شيء أَجوف أَو على الرأْس فإِن ضربه على شيء مصمت يابس قال صفقته وصقعته وقفخ رأْسه بالعصا يَقْفَخه قفخاً كذلك الأَصمعي قفَخت الرجل أَقفخه قفخاً إِذا صككته على رأْسه بالعصا والقفخ أَيضاً كسر الشيء عرضاً الليث القفخ كسر الرأْس شدخاً قال وكذلك إِذا كسرت العَرْمَض على وجه الماء قلت قفخته قفخاً وأَنشد قَفْخاً على الهام وبَجًّا وخْضا وقفخَ العرمضَ قفْخاً كسره عن وجه الماء وأَهل اليمن يسمون الصَّقْعَ القَفْخَ والقَفيخة طعام يصنع من إهالة وتمر يُصبّ على حشيشة والقُفَّاخ المرأَة الحسنة الحادرة والقَفْخة البقرة المستحرمة وأَقْفَخَتِ البقرةُ استحرمت وكذلك الذئب يقال أَقْفَخَت أَرخُهم أَي استحرمت بَقَرتُهم وكذلك الذئبة إِذا أَرادت السفاد

( قلخ ) القَلْخ الضرب باليابس على اليابس والقَلْخ والقَلِيخُ شدَّة الهَدير وأَنشد قَلخ الهَديرِ مِرْجَس رعَّاد وقَلَخَ البعيرُ هديره يقلَخه قلْخاً وهو قلاَّخ قطَّعه وقيل قلَخ يقلَخُ قلْخاً وقُلاخاً وقَليخاً الأَخيرة عن سيبويه وهو قَلاَّخ وقُلاَّخ جعل يهدر هدراً كأَنه يقلعه من جوفه وقيل قلْخُه أَوَّل هديره قال الفراء أَكثر الأَصوات بني على فعيل مثل هدر هديراً وصهل صهيلاً ونبح نبيحاً وقلخ قليخاً والقَلْخ الحمار المُسِنّ والقَلْخ والقُلاخ الضخم الهامَة وقَلَّخَه بالسَّوطِ تقليخاً ضربه ويقال للفحل عند الضراب قَلَخْ قَلَخْ مجزوم ويقال للحمار المسن قلْخ وقلْح بالخاء والحاء وأَنشد الليث أَيحكُمُ في أَموالنا ودمائنا قُدَامَة قَلْخُ العَيرِ عَيرِ ابنِ جَحْجَب ؟ الأَصمعي الفحل من الإِبل إِذا هدر فجعل كأَنه يقلع الهدير قلعاً قيل قلَخَ قلخاً وأَنشد الأَصمعي قَلْخَ الفحولِ الصِّيدِ في أَشوالها والقُلاخ بالضم اسم شاعر وهو قلاخ بن حزن السعدي وهو القائل أَنا القُلاخُ في بغائي مِقْسَماً أَقسَمْتُ لا أَسأَمُ حتى يسأَما والقُلاخ بن جَنَاب بن جلا الراجز شبه بالفحل فلقب بالقلاخ وهو القائل أَنا القُلاخُ بنُ جَنابِ بنِ جلا أَبو خَناثيرَ أَقودُ الجَمَلا أَراد أَني مشهور معروف وكل من قاد الجَمَل فإِنه يرى من كل مكان قال ابن برّي الذي ذكره الجوهري ليس هو القلاخ بن حزن كما ذكر وإنما هو القلاخ العنبري ومِقْسَم غلام القلاخ هذا العنبري وكان قد هرب فخرج في طلبه فنزل بقوم فقالوا من أَنت ؟ قال أَنا القلاخ جئتُ أَبْغِي مِقْسَما

( قمخ ) الأَصمعي أَقْمَخَ بأَنفه إِقْماخاً وأَكْمخ إِكماخاً إِذا شمخ بأَنفه وتكبر

( قنفخ ) القَنْفَخُ ضرب من النبت والله أَعلم

( قوخ ) قاخَ جوفُ الإِنسان قَوْخاً وقَخاً مقلوب فسد من داء وليلة قاخٌ مظلمة سوداء وأَنشد كم ليلة طَخياءَ قاخاً حِنْدِسا تَرى النجومَ من دُجاها طُمَّسا وليس نهار قاخ كذلك عن كراع

( كخخ ) كَخَّ بَكِخُّ كخًّا وكَخِيخاً نامَ فَغَطَّ وفي الحديث عن أَبي هريرة أَكل الحسن أَو الحسين رضي الله عنهما تمرة من الصدقة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم كخ كخ أَما علمت أَنَّا أَهلُ بيت لا تحلُّ لنا الصدقة ؟

( كرخ ) الكَرْخُ سوق ببغداد نبطية وفي التهذيب كَرْخ بغير تعريف وأُكَيْراخُ موضع آخر في السواد والكُراخيَّةُ الشُّقَّة من البواري وفي التهذيب الكَراخة والكارِخُ الرجل الذي يسوق الماء إلى الأَرض سوادية والكارِخَة الحَلق أَو شيء منه وقد قيلت بالحاء المهملة

( كشخ ) الكَشْخانُ الدَّيُّوث وهو دخيل في كلام العرب ويقال للشاتم لا تَكْشِخْ فلاناً قال الليث الكشخان ليس من كلام العرب فإِن أُعرب قيل كِشْخَانُ على فِعلال قال الأَزهري إن كان الكشخ صحيحاً فهو حرف ثلاثي ويجوز أَن يقال فلان كَشْخان على فَعلان وإِن جعلت النون أَصلية فهو رباعي ولا يجوز أَن يكون عربيّاً لأنه يكون على مثال فعلال وفعلال لا يكون في غير المضاعف فهو بناء عقيم فافهمه والكشخنة مولِّدة ليست عربية

( كشمخ ) الكَشْمَخَة والكُشْمَخة بقلة تكون في رمال بني سعد تؤَه طيبة رخصة قال الأَزهري أقمت في رمال بني سعد فما رأَيت كَشْمَخة ولا سمعت بها قال وأَحسبها نبطية وما أُراها عربية وذكر الدينوري الكشمخة وفسرها كذلك ثم قال وهي المُلاَّجُ وأَهل البصرة يسمون المُلاَّج الكُشْمَلَخَ والله أَعلم

( كشملخ ) الكُشْمَلَخُ بِصرية المُلاَّحُ حكاها أَبو حنيفة قال وأَحسبها نبطية قال وأَخبرني بعض البصريين أَن الكُشْمَلَخ اليَنَمَةُ

( كفخ ) الكَفْخَة الزبدة المجتمعة البيضاء من أَجود الزبد قال لها كَفْخَةٌ بَيْضا تَلُوحُ كأَنها تَرِيكَةُ قَفْرٍ أُهْدِيَتْ لأَمير قال أَبو تراب كَفَخَه كَفْخاً إِذا ضربه

( كمخ ) أَقْمَخَ بأَنْفه إِقماخاً وأَكْمخ إِكماخاً إِذا شمَخ بأَنفه وتكبر وكمَخه باللجام قَدَعه وقيل الإِكماخ رفع الرأْس تكبراً وقيل الإِكماخ جلوس المتعظم في نفسه أَكمخ إِكماخاً حكى أَبو الدقيش فلبس كساء له ثم جلس جلوس العروس على المنَصَّة وقال هكذا يكْمَخون من البأْو والعظمة وقال أَبو العباس الكُماخ الكبرُ والتعظم وقوله إِذا ازدَهاهُم يوم هَيْجا أَكْمَخوا بأْواً ومَدَّتْهمْ جبالٌ شُمَّخ قيل معناه عمروا وزادوا وقيل ترادوا ومَلِكٌ كَيْمَخ رفع رأْسه تكبراً وفي الصحاح كمخ بأَنفه تكبر وأَكْمَخَ الكرم بدت زَمَعاته وذلك حين يتحرك للإِيراق هذه عن أَبي حنيفة والكَمْخ السلْح وكَمَخ البعيرُ بسَلْحه يكمَخُ كَمْخاً إِذا أَخرجه رقيقاً والكامَخُ نوع من الأُدْم معرّب وقرّب إلى أَعرابيّ خبز وكامَخٌ فلم يعرفه فقال ما هذا ؟ فقيل كامَخٌ فقال قد علمت أَنه كامَخٌ ولكن أَيُّكم كمَخَ به ؟ يريد سلَح به

( كوخ ) ليلةٌ كاخٌ مظلمة ويقال للبيت المسنَّم كُوخٌ وهو فارسيٌّ معرّب والكُوخ بالضم بيت من قصب بلا كوة والجمع الأَكْواخ الأَزهري الكُوخ والكاخ دخيلان في العربية والكُوخ كل موضع يتخذه الزارع على زرعه ويكون فيه يحفظ زروعه وكذلك الناطور يتخذه يحفظ ما في البستان وأَهل مرو يقولون كاخٌ للقصر الذي يتخذ في البستان والمواضع

( لبخ ) اللبْخُ الاحتيال للأَخذ واللبْخ الضرب والقتل واللبُّوخ كثرة اللحم في الجسد رجل لَبيخٌ وامرأَة لُباخيَّة كثيرة اللحم ضخمة الرَّبلة تامَّة كأَنها منسوبة إِلى اللُّباخ ويقال للمرأَة الطويلة العظيمة الجسم خرْباقٌ ولُباخيَّة واللّباخ اللّطام والضراب واللبَخَة شجرة عظيمة مثل الأَثابَة أَعظم ورقها شبيه بورق الجوز ولها أَيضاً جَنًى كجَنى الحَماطِ مُرٌّ إِذا أُكل أَعطش وإِذا شرب عليه الماءُ نفخ البطن حكاه أَبو حنيفة وأَنشد مَن يشرب الماءَ ويأْكل اللَّبخْ تَرِمْ عروقُ بطنِه ويَنتَفِخْ قال وهو من شجر الجبال قال وأَخبرني العالِم به أَن بانْصنا من صعيد مصر وهي مدينة السحرة في الدور الشجرة بعد الشجرة تسمى اللبخ قال وهو بالفتح قال وهو شجر عظام أمثال الدُّلْب وله ثمر أَخضر يشبه التمر حلو جدّاً إِلا أَنه كريه وهو جيد لوجع الأَضراس وإِذا نشر شجره أَرعف ناشره قال وينشر أَلواحاً فيبلغ اللوح منها خمسين ديناراً بجعله أصحاب المراكب في بناءِ السفن وزعم أَنه إِذا ضم منه لوحان ضمّاً شديداً وجعلا في الماء سنة التحما فصارا لوحاً واحداً ولم يذكر في التهذيب أَن يجعلا في الماءِ سنة ولا أَقل ولا أَكثر وهذه الشجرة رأْيتها أَنا بجزيرة مصر وهي من كبار الشجر وأَعجب ما فيها أَن قوماً زعموا أَن هذه الشجرة كانت تَقتل في بلاد الفرس فلما نقلت إلى مصر صارت تؤكل ولا تضر ذكره ابن البيطار العشاب في كتابه الجامع واللَّبيخة نافجة المسك وتَلبَّخ بالمسك تطيب به كلاهما عن الهجري وأَنشد هَداني إِليها ريحُ مسكِ تَلَبَّخَتْ به في دُخانِ المَنْدَليّ المُقَصَّدِ

( لتخ ) اللتْخُ لغة في اللطخ وتلتخ كتلطخ ورجل لَتِخَة داهية منكر هكذا حكاه كراع وقد نفى سيبويه هذا المثال في الصفات واللَّتْخان الجائع عن كراع والمعروف عند أَبي عبيد الحاء وقد تقدم الليث اللتْخ الشق يقال لَتَخه بالسوط أَي سحله وقشر جلده

( لخخ ) لَخِخَتْ عينه ولَحِحَتْ إِذا التزقت من الرمص ولَخَّتْ عينه تَلِخُّ لخّاً ولَخيخاً كثرت دموعها وغلظت أَجفانها أَنشد ابن دريد لا خيرَ في الشيخ إِذا ما اجلَخَّا وسال غَرب عينه فَلَخَّا أَي رَمِصَ واللَّخَّة الانف قال حتى إِذا قالتْ له إِيه إِيهْ وجَعَلَتْ لَخَّتُها تُغَنّيه تغنيه أَراد تُغَنِّنُه من الغنة وواد لاخٌّ وملْتَخٌّ كثير الشجر مؤْتَشب قال الأَزهري وروينا عن ابن عباس قصة إسماعيل وأُمِّه هاجر وإِسكان إِبراهيم إِياه في الحرم قال والوادي يومئذ لاحٌّ قال شمر في كتابه إِنما هو لاخٌ خفيف أَي معوجُّ الفم ذهب به إِلى الإِلخاءِ
( * قوله « إلى الالخاء إلخ » في شرح القاموس ذهب في أخذه من الالخى هكذا عندنا بالنسخة بالالف المقصورة والذي في الامهات من الالخاء إلخ اه والظاهر أنه بالالف المقصورة على أفعل بدليل اللخواء ولقوله وهو المعوج إلخ ) واللخواء وهو المعوجُّ الفم قال الأَزهري والرواية لاخٌّ بالتشديد روي عن ابن الأَعرابي أَنه قال جوف لاخ أَي عميق قال والجوف الوادي ومعنى قوله الوادي لاخّ أَي متضايق متلاخّ لكثرة شجره وقلة عمارته قال ابن الأَثير أَثبته ابن معين بالخاءِ المعجمة وقال من قال غير هذا فقد صحَّف فإِنه يروى بالحاءِ المهملة وسكران مُلْتخٌّ ومُلْطخٌّ أَي مختلط لا يفهم شيئاً لاختلاط عقله ومنه يقال التَخَّ عليهم أَمرُهم أَي اختلط فأَما قولهم مُلْطخٌّ فغير مأْخوذ به لأَنه ليس بعربي قال الجوهري سكران مُلْتَخٍّ والعامة تقول ملطَخٌّ ولا يقال سكران مُتَلَطِّخٌ قال الأَصمعي هو مأْخوذ من واد لاخّ إِذا كان ملتفّاً بالشجر والتَخَّ العُشب التَفَّ واللَّخْلَخانيَّةُ العجمة في المنطق رجل لَخْلَخانيٌّ وامرأَة لخلخانية إِذا كانا لا يفصحان وفي الحديث فأَتانا رجل فيه لَخْلَخانيَّة قال أَبو عبيدة اللخلخانية العُجمة قال البعيث سيترُكُها إِن سلَّم الله جارَها بنو اللَّخْلَخانيَّات وهْي رُتُوع وفي حديث معاوية قال أَيّ الناس أَفصح ؟ فقال رجل قوم ارتفعوا عن لَخْلَخانيَّة العراق قال وهي اللكنة في الكلام والعجمة وقيل هو منسوب إِلى لَخْلَخان وهي قبيلة وقيل موضع ومنه الحديث كنا بموضع كذا وكذا فأَتى رجل فيه لَخْلَخانيَّة واللَّخْلَخَة ضرب من الطيب وقد لخلخه

 مجلد 8..

مجلد {8.}لسان العرب-محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري

( لطخ ) لطخه بالشيء يَلْطَخه لطخاً ولطَّخه ولطختُ فلاناً بأَمر قبيح رميته به وتلطَّخ فلان بأَمر قبيح تدنس وهو أَعم من الطَّلْخ واللُّطاخَة بقية اللَّطْخ ورجل لَطِخٌ قذر الأَكل ولَطَخَه بشرٍّ يلطَخُه لطْخاً أَي لوَّثه به فتلوَّث وتلطخ به فعله وفي حديث أَبي طلحة تركتْني حتى تلطَّخْت أَي تنجست وتقذرت بالجماع يقال رجل لَطِخ أَي قذر ورجل لُطَخَة أَحمق لا خير فيه والجمع لطَخات واللَّطخ كل شيءٍ لُطِّخ بغير لونه وفي السماء لَطْخٌ من سحاب أَي قليل وسمعت لَطْخاً من خَبَرٍ أَي يسيراً ويقال اغنُوا لَطْختكم

( لفخ ) لَفَخَه على رأْسه وفي رأْسه يلْفَخه لفْخاً وهو ضرب جميع الرأْس وقيل هو كالقَفْح وخص بعضهم به ضرب الرأْس بالعصا ولفَخَه البعير يلفَخُه لفْخاً على لفظ ما تقدّم ركضه برجله من ورائه

( لمخ ) اللِمَّاخ اللطام ولَمَخ يلمَخ لَمْخاً لَطَم ولامَخَه لماخاً لاطمه وأَنشد فَأَوْرَخَتْه أَيَّما إِيرَاخِ قَبْلَ لِمَاخٍ أَيَّما لِمَاخ ولَمَخه لطَمه ويقال لامَخه ولاخَمَه اي لاطمه

( لوخ ) وادٍ لاخٌ عميق عن أَبي حنيفة قال ابن سيده وإِنما قضينا بأَن أَلفه واو لأَن الواو عيناً أَكثر منها لاماً التهذيب وأَودية لاخَةٌ قال وأَصله لاخٌ ثم نقلت إلى بنات الثلاثة فقيل لائخٌ ثم نقصت منه عين الفعل قال ومعناه السعة والاعوجاج وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي واد لاخّ بالتشديد وهو المتضايق الكثير الشجر وقد ذكر في باب المضاعف

( متخ ) مَتَخَ الشيء يَمْتَخُه مَتْخاً انتزعه من موضعه ومتخ بالدلو جبذها والمتْخ الارتفاع متَخْتُه رفعته ومَتَخ رفع ومَتَخ المرأَة يمتَخها متْخاً نكحها ومتَخ الجرادُ إِذا رزَّ ذنَبه في الأَرض ومتَخَتِ الجرادة غرزت ذنبها لتبيض ومتَخ الخمسين قاربها والحاءُ المهملة لغة وقد تقدم

( مخخ ) المُخُّ نِقْيُ العظم وفي التهذيب نِقْيُ عظام القصب وقال ابن دريد المُخُّ ما أُخرج من عظم والجمع مَخَخة ومخاخ والمُخَّة الطائفة منه وإذا قلت مُخَّة فجمعها المُخُّ وتقول العرب هو أَسمح من مُخَّة الوبَر أَي أَسهل وقالوا اندَرَع اندِراعَ المُخَّة وانقصف انقصاف البَرْوَقَة فاندرع يذكر في موضعه وانقصف انكسر بنصفين وفي حديث أُمّ معبد في رواية فجاءَ يسوق أَعْنُزاً عجافاً مِخاخُهنّ قليل المخاخ جمع مُخ مثل حِباب وحُب وكمام وكمّ وإِنما لم يقل قليلة لأَنه أَراد أَن مخاخَهن شيء قليل وتَمَخَّخ العظمَ وامْتَخخَه وتَمَكَّكه ومَخْمَخَه أَخرج مخه والمُخاخَة ما تُمُصِّص منه وعظم مَخيخ ذو مخ وشاة مَخيخة وناقة مخيخة أَنشد ابن الأَعرابي باتَ يُماشي قُلُصاً مَخائِخا وأَمَخَّ العظمُ صار فيه مُخّ وفي المثل شَرٌّ ما يُجِيئُكَ إِلى مُخَّةِ عُرْقُوبٍ وأَمَخَّتِ الدابة والشاة سَمِنت وأَمَخَّت الإِبل أَيضاً سَمِنَت وقيل هو أَوّل السِّمَن في الإِقبال وآخر الشحم في الهُزال وفي المثل بين المُمِخَّة والعَجْفاءِ وأَمَخَّ العود ابتَلَّ وجرى فيه الماءُ وأَصل ذلك في العظم وأَمَخَّ حب الزرع جرى فيه الدقيق وأَصل ذلك العظم والمخ الدماغ قال فلا يَسْرقُ الكلْبُ السَّرُوقُ نِعالَنا ولا نَنْتَقي المُخَّ الذي في الجَماجم ويروى السروّ وهو فعول من السُّرى وصف بهذا قوماً فذكر أَنهم لا يلبسون من النعال إِلا المدبوغة والكلب لا يأْكلها ولا يستخرجون ما في الجماجم لأَن العرب تعير بأَكل الدماغ كأَنه عندهم شَرَهٌ ونَهَم ومُخُّ العين شحمتها وأَكثر ما يستعمل في الشعر التهذيب وشحم العين قد سمي مخّاً قال الراجز ما دام مُخٌّ في سُلامى أَو عَيْن ومخ كل شيء خالصه وغيره يقال هذا من نُخّ قَلْبي ونُخاخة قلبي ومن مُخَّة قلبي ومن مُخِّ قلبي أَي من صافيه وفي الحديث الدعاءُ مُخُّ العبادة مخّ الشيء خالصه وإِنما كان مُخّاً لأَمرين أَحدهما أَنه امتثال أَمر الله تعالى حيث قال ادعوني فهو محض العبادة وخالصها الثاني أَنه إِذا رأَى نجاح الأُمور من الله قطع أَمله عن سواه ودعاه لحاجته وحده وهذا هو أَصل العبادة ولأَن الغرض من العبادة الثواب عليها وهو المطلوب بالدعاءِ وأَمْرٌ مُمِخٌّ إِذا كان طائلاً من الأُمور وإِبل مخائخ إِذا كانت خياراً أَبو زيد جاءَته مُخَّة من الناس أَي نخبتهم وأَنشد أَبو عمرو أَمسى حَبيبٌ كالفُرَيجِ رائِخا يقول هذا الشرُّ ليس بائخا بات يماشي قلصاً مخائخا ونعجة فَريج إِذا ولدت فانْفَرج وَرِكاها والرائخ المسترخي والمخ فرس الغراب بن سالم

( مدخ ) المَدْخُ العظَمة ورجل مادخٌ ومَدِيخ عظيم عزيز وروي بيت ساعدة بن جُوؤُيَّة الهذلي مُدَخاء كُلُّهمُ إِذا ما نُوكرُوا يُتقَوا كما يُتقَى الطَّلِيُّ الأَجْرَبُ ومتمادخ ومدّيخ كمادخ وتَمَدَّخَت الناقةُ تلوّت وتعكست في سيرها وتَمَدَّخَت الإِبل سَمنت وتمدَّخت الإِبل تقاعست في سيرها وبالذال معجمة أَيضاً والتمادُخ البغي وأَنشد تَمادَخُ بالحِمَى جَهْلاً علينا فهَلاًّ بالقيان تُمادِخِينا وقال الزَّفَيَانُ فلا تَرى في أَمرنا انْفساخا من عُقَد الحَيّ ولا امتداخا ابن الأَعرابي المدخ المعونة التامة وقد مَدَخَه يمدَخُه مَدْخاً ومادَخه يمَادخُه إِذا عاونه على خير أَو شرّ

( مذخ ) المَذْخُ بسكون الذال عسل يظهر في جُلّنار المَظّ وهو رمَّان البرّ عن أَبي حنيفة ويكثر حتى يَتَمَذَّخه الناس وتمذَّخه الناس امتصُّوه عنه أَيضاً قال الدينوري يمتص الإِنسان حتى يمتلئ وَتجْرِسه النَّحل وتمذَّخَت الناقةُ في مشيها تقاعست كتمدَّخت
( * قوله « كتمدخت » هو بالدال والخاء في نسخة المؤلف وهو الذي يؤخذ من المادة فوقه وقال في شرح القاموس كتمذحت بالحاء المهملة )

( مرخ ) مرَخَه بالدهن يمرُخُه
( * قوله « يمرخه » هو في خط المؤلف بضم الراء وقال في القاموس ومرخ كمنع ) مرخاً ومرَّخه تمريخاً دهنه وتمرَّخ به ادّهن ورجل مَرَخٌ ومِرِّيخ كثير الادّهان ابن الأَعرابي المَرْخُ المزاح وروي عن عائشة رضي الله عنها أَن النبيّ صلى الله عليه وسلم كان عندها يوماً وكان متبسطاً فدخل عليه عمر رضي الله عنه فَقَطَّبَ وتَشَزَّن له فلما انصرف عاد النبي صلى الله عليه وسلم إِلى انبساطه الأَوّل قالت فقلت يا رسول الله كنت متبسطاً فلما جاء عمر انقبضت قالت فقال لي يا عائشة إِن عمر ليس ممن يُمْرَخُ معه أَي يمزح وروي عن جابر بن عبدالله قال كانت امرأَة تغني عند عائشة بالدف فلما دخل عمر جعلت الدفّ تحت رجلها وأَمرت المرأَة فخرجت فلما دخل عمر قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم هل لك يا ابن الخطاب في ابنة أَخيك فعلت كذا وكذا ؟ فقال عمر يا عائشة فقال دع عنك ابنة أَخيك فلما خرج عمر قالت عائشة أَكان اليوم حلالاً فلما دخل عمر كان حراماً ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس كل الناس مُرَخّاً عليه قال الأَزهري هكذا رواه عثمان مرخّاً بتشديد الخاء يمرخ معه وقيل هو من مَرَخْتُ الرجل بالدهن إِذا دهنت به ثم دلكته وأَمْرَخْتُ العجين إِذا أَكثرت ماءه أَراد ليس ممن يستلان جانبه والمَرْخُ من شجر النار معروف والمَرْخُ شجر كثير الوَرْي سريعه وفي المثل في كلِّ شَجَرٍ نار واسْتَمْجَدَ المَرْخُ والعَفَار أَي دهنا بكثرة ذلك
( * قوله « أي دهنا بكثرة دلك » هكذا في نسخة المؤلف )
واسْتمجَد استفضل قال أَبو حنيفة معناه اقتدح على الهوينا فإِن ذلك مجزئ إِذا كان زنادك مرخاً وقيل العفار الزند وهو الأَعلى والمرخ الزندة وهو الأَسفل قال الشاعر إِذا المَرْخُ لم يُورِ تحتَ العَفَارِ وضُنَّ بقدْر فلم تُعْقبِ وقال أَعرابي شجر مرِّيخ ومَرِخ وقطِف وهو الرقيق اللين وقالوا أَرْخِ يَدَيْكَ واسْتَرْخْ إِنَّ الزنادَ من مَرْخْ يقال ذلك للرجل الكريم الذي لا يحتاج أَن تكرّه أَو تلجّ عليه فسره ابن الأَعرابي بذلك وقال أَبو حنيفة المَرْخ من العضاه وهو ينفرش ويطول في السماء حتى يستظلّ فيه وليس له ورق ولا شوك وعيدانه سلِبة قضبان دقاق وينبت في شعب وفي خَشب ومنه يكون الزناد الذي يقتدح به واحدته مرخة وقول أَبي جندب فلا تَحْسِبَنْ جاري لَدَى ظلّ مَرْخَةٍ ولا تَحْسِبَنْه نَقْعَ قاعٍ بقَرْقَرِ خص المرخة لأَنها قليلَة الورق سخيفة الظل وفي النوادر عود مِتِّيخٌ ومِرِّيخٌ طويل ليِّن والمِرِّيخ السهم الذي يغالى به والمرِّيخ سهم طويل له أَربع قذذ يقتدر به الغِلاء قال الشماخ أَرِقْتُ له في القَوْم والصُّبْحُ ساطع كما سَطَعَ المرِّيخُ شَمَّرَه الغَالي قال ابن برّي وصف رفيقاً معه في السفر غلبه النعاس فأَذن له في النوم ومعنى شمَّره أَي أَرسَلَه والغالي الذي يغلو به أَي ينظر كَمْ مَدَى ذهابه وقال الراجز أَو كمرِّيخ على شِرْيانَةٍ أَي على قوس شريانة وقال أَبو حنيفة عن أَبي زياد المِرِّيخ سهم يضعه آل الخفة وأَكثر ما يُغلُون به لإِجراء الخيل إِذا استبقوا وقول عمرو ذي الكلب يا لَيتَ شعري عنْكَ والأَمرُ عَمَمْ ما فَعَل اليومَ أُوَيْسٌ في الغَنمْ ؟ صَبَّ لها في الرِّيحِ مرِّيخٌ أَشَمْ إِنما يريد ذئباً فكنى عنه بالمرِّيخ المحدّد مثله به في سرعته ومضائه أَلا تراه يقول بعد هذا فاجْتَالَ منها لَجْبَةً ذاتَ هزَمْ اجتال اختار فدل ذلك على أَنه يريد الذئب لأَنَّ السهم لا يختار والمرِّيخ الرجل الأَحمق عن بعض الأَعراب أَبو خيرة المرِّيخ والمرِّيجُ بالخاء والجيم جميعاً القَرْن ويجمعان أَمْرِخَةً وأَمْرُجة وقال أَبو تراب سأَلت أَبا سعيد عن المريخ والمريج فلم يعرفهما وعرف غيره المرّيخ والمرّيج كوكب من الخُنَّس في السماءِ الخامسة وهو بَهرام قال فعندَ ذاك يطلُعُ المرِّيخُ بالصُّبْح يَحكي لَوْنَه زَخِيخُ من شُعْلَةٍ ساعَدَها النَّفِيخُ قال ابن الأَعرابي ما كان من أَسماء الدراري فيه أَلف ولام وقد يجيء بغير أَلف ولام كقولك مرِّيخ في المرِّيخ إِلا أَنك تنوي فيه الأَلف واللام وأَمْرَخَ العجينَ إِمْراخاً أَكثَرَ ماءَه حتى رق ومَرِخ العَرْفَجُ مَرَخاً فهو مَرِخٌ طاب ورقَّ وطالت عيدانه والمَرِخ العَرْفج الذي تظنه يابساً فإِذا كسرته وجدت جوفه رطباً والمُرْخَة لغة في الرُّمْخَةِ وهي البَلَحة والمرِّيخُ المرْدَاسَنْجُ وذو المَمْرُوخِ موضع وفي الحديث ذكر ذي مُراخٍ هو بضم الميم موضع قريب من مزدلفة وقيل هو جبل بمكة ويقال بالحاء المهملة ومارخَة اسم امرأَة وفي أَمثالهم هذا خِباءُ مارخَةَ
( * قوله « هذا خباء مارخة » بخاء معجمة مكسورة ثم باء موحدة وقوله كانت تتفخر بفاء ثم خاء معجمة كذا في نسخة المؤلف والذي في القاموس مع الشرح ومارخة اسم امرأَة كانت تتخفر ثم وجدوها تنبش قبراً فقيل هذا حياء مارخة فذهبت مثلاً إلخ وتتخفر بتقديم الخاء المعجمة على الفاء من الخفر وهو الحياء وقوله هذا حياء إلخ بالحاء المهملة ثم المثناة التحتية ) قال مارخة اسم امرأَة كانت تتفخر ثم عثر عليها وهي تنبش قبراً

( مسخ ) المَسْخُ تحويل صورة إِلى صورة أَقبح منها وفي التهذيب تحويل خلْق إِلى صورة أُخرى مَسَخه الله قرداً يَمْسَخه وهو مَسْخ ومَسيخٌ وكذلك المشوّه الخلق وفي حديث ابن عباس الجانّ مَسِيخُ الجنّ كما مسخت القردة من بني إِسرائيل الجانّ الحيات الدقاق ومسيخ فعيل بمعنى مفعول من المسخ وهو قلب الخلقة من شيء إِلى شيء ومنه حديث الضباب إِن أُمَّة من الأُمم مُسِخَت وأَخشى أَن تكونَ منها والمسيخ من الناس الذي لا مَلاحَة له ومن اللحم الذي لا طعم له ومن الطعام الذي لا ملح له ولا لون ولا طعم وقال مدرك القيسي هو المليخ أَيضاً ومن الفاكهة ما لا طعم له وقد مَسُخَ مَساخة وربما خصوا به ما بين الحلاوة والمرارة قال الأَشعر الرقبان وهو أَسدي جاهلي يخاطب رجلاً اسمه رضوان بحسبك في القوم أَن يعلموا بأَنك فيهم غَنيّ مُضِر وقد علم المعشر الطارقوك بأَنك للضيف جُوعٌ وقُر إِذا ما انْتَدَى القومُ لم تأْتهم كأَنك قد ولَدَتْك الحُمُر مَسِيخٌ ملِيخٌ كلحم الحُوارِ فلا أَنت حُلْوٌ ولا أَنت مُرْ وقد مَسَخَ كذا طَعْمَه أَي أَذهبه وفي المثل هو أَمْسَخ من لَحْم الحُوار أَي لا طعم له أَبو عبيد مسخْتُ الناقة أَمْسَخُها مَسْخاً إِذا هزلتها وأَدبرتها من التعب والاستعمال قال الكميت يصف ناقة لم يَقْتَعِدْها المُعَجِّلُون ولم يمسَخ مَطاها الوُسُوق والقَتَبُ قال ومسحت بالحاء إِذا هزلتها يقال بالحاء والخاء وأَمسخ الورم انحلّ وفرس ممسوخ قليل لحم الكفل ويُكره في الفرس انْمساخُ حَماتِه أَي ضُمورُه وامرأَة ممسوخة رسحاء والحاء اعلى وامَّسَخَتِ العضدُ قلّ لحمها والاسم المَسَخ وماسِخةُ رجل من الأَزد والماسِخِيَّة القِسِي منسوبة إِليه لأَنه أَوّل من عملها قال الشاعر كقوسِ الماسِخِيّ أَرَنَّ فيها من الشِّرْعِيِّ مَرْبُوعٌ مَتِينُ والماسخيُّ القوّاس وقال أَبو حنيفة زعموا أَن ماسخة رجل من أَزد السراة كان قوَّاساً قال ابن الكلبي هو أَول من عمل القسيّ من العرب قال والقوّاسون والنبَّالون من أَهل السراة كثير لكثرة الشجر بالسراة قالوا فلما كثرت النسبة إِليه وتقادم ذلك قيل لكل قوَّاس ماسخيّ وفي تسمية كل قوّاس ماسخيّاً قال الشماخ في وصف ناقته عَنْسٌ مُذَكَّرَة كأَن ضُلوعَها أُطُرٌ حَناها الماسِخِيُّ بيَثْرِب والماسخيات القسِيّ منسوبة إِلى ماسخة قال الشماخ بن ضرار فَقرّبْتُ مُبْراةً تخالُ ضُلوعَها من الماسخِيَّات القسيّ المُوَتَّرا أَراد بالمبراة ناقة في أَنفها برة

( مصخ ) المَصْخ اجتذابك الشيء عن جوف شيءٍ آخر مصخ الشيءَ يمصَخُه مَصْخاً وامْتَصَخه وتمصَّخه جذبه من جوف شيء آخر وامْتَصخ الشيءُ من الشيء انفصل والأُمْصوخَة أُنبوب الثُّمام الليث وضرب من الثمام لا ورق له إِنما هي أَنابيب مركب بعضها في بعض كل أُنبوبة منها أُمْصوخَة إِذا اجتذبْتَها خرجت من جوف أُخرى كأَنها عفاص أُخرج من المكحلة واجتذابه المَصْخُ والإِمْصاخ وأَمْضَخ الثمامُ خرجت أَماصيخُه وأَحْجَن خرجت حجنَته وكلاهما خوص الثمام وقال أَبو حنيفة الأُمصوخة والأُمصوخ كلاهما ما تنزعه من النَّصيّ مثلَ القضيب قال والأُمْصُوخة أَيضاً شحمة البردي البيضاء وتمصَّخها نزع لبها والمُصُوخ جُدُر الثُّمام بعد شهرين والأُمصوخة خوصة الثمام والنَّصيّ والجمع الأُمصوخ والأَماصيخ ومصختها وامتصختها إِذا انتزعتها منه وأَخذتها وفي الحديث لو ضربك بأُمصُوخِ عَيْشُومَةٍ لَقَتَلَك الأُمصوخ خوص الثمام وهو أَضعف ما يكون قال الأَزهري رأَيت في البادية نباتاً يقال له المُصَّاخ والثُّدَّاءُ له قشور بعضها فوق بعض كلما قشرت أُمصوخة ظهرت أُخرى وقشوره تقوِّي جيداً وأَهل هراة يسمونه دليزاذ والمَصُوخة من الغنم المسترخية أَصل الضرع التهذيب المَصُوخة من الغنم ما كان ضرعها مسترخي الأَصل كما امْتَصَخَت ضرَّتها فأَمصَخَت عن البطْن أَي انفصلت والمصخ لغة في المسخ مضارعة

( مضخ ) المَضْخُ لغة شنعاء في الضمخ

( مطخ ) مطَخَ عِرضَه يَمْطَخه مطخاً دنَّسه والمَطْخ اللعق ومطخ الشيءَ يَمطَخُه مَطْخاً لعِقَه ومن أَمثال العرب أَحْمَقُ ممن يَمْطَخُ الماءَ وأَحمق يَمطَخُ الماءَ لا يحسن أَن يشربه من حُمِقه ولكن يلعقه وأَنشد شمر وأَحْمَقَ ممن يَمْطَخُ الماءَ قال لي دعِ الخَمْر واشرَبْ من نُقاخٍ مُبَرَّدِ ويروى يَنْطَخُ ويروى ممن يلعق الماء ومَطَخَ بالدلو جذب والمَطْخُ مَتْخ الماء بالدلو من البئر وقد مَطَخْتُ مَطْخاً وأَنشد أَما ورَبِّ الراقصات الزُّمَّخِ يزُرْن بيتَ اللَّهِ عِندَ المَصْرخِ ليَمْطَخَنَّ بالرَّشَا المُمَطَّخِ واللطْخ والمَطْخ ما يبقى في الحوض والغدير من الماءِ الذي فيه الدعاميص لا يقدر على شربه ومَطْخ الفرس تنزيَتُه وقد مطَخَ يمطَخُ عن الهجري ويقال للكذاب مَطْخ مَطْخ
( * قوله « مطخ مطخ » في نسخة المؤلف بفتح الميم وسكون الطاء وفي القاموس مطخ مطخ بكسرتين أي وسكون الخاء ) أَي قولك باطل ومَين والمَطَّاخ الفاحش البذيّ

( ملخ ) المَلْخ قبضك على عضَلَة عضًّا وجذباً يقال امتلخ الكلب عضلته وامتلخ يده من يد القابض عليه وملخ الشيءَ يملَخُه مَلْخاً وامتَلَخه اجتذبه في استلال يكون ذلك قبضاً وعضّاً وامتلخ اللجامَ من رأْس الدابة انتزعه وامتلخ الرُّطَبَة من قشرها واللحمة عن عظمها كذلك وامتلَخْتُ الشيءَ إِذا سللته رُوَيْداً وفي حديث أَبي رافع ناوَلَني الذراع فامتَلَخْتُ الذراعَ أَي استخرجتها والخافِلُ الهارِبُ وكذلك الماخِلُ والمالِخُ قال الأَزهري سمعت غير واحد من الأَعراب يقول ملَخَ فلان إِذا هرب وعبد مُلاخٌ
( * قوله « وعبد ملاخ » بضم الميم وتخفيف اللام وفي القاموس مع الشرح وعبد ملاخ ككتان ) إِذا كان كثير الاباق ابن الأَعرابي المَلْخ الفرار والمَلْخ التكبر والمَلْخ ريح الطعام ورجل ممتَلَخ العقل ذاهبهُ مستلَبُهُ وامتَلَخَ عينَه اقتلعها عن اللحياني وملَخَتِ العُقاب عينَه وامتَلَخَتْها إِذا انتزعَتها وملَخ في الأَرض ذهب فيها والمَلْخ أَن يمرّ مرّاً سريعاً وقال ابن هانئ المَلْخُ مدُّ الضَّبُعَيْنِ في الحُضْر على حالاته كلها محسناً أَو مسيئاً والمَلْخُ السير الشديد قال ابن سيده الملخ كل سير سهل وقد يكون الشديد مَلَخَ يمْلَخُ ومَلَخَ القومُ مَلْخَة صالحة إِذا أَبعدوا في الأَرض قال رؤبة يصف الحمار مُعْتَزِمُ التَّجْلِيخِ مَلاَّخُ المَلَق والمَلَق ما استوى من الأَرض وامتَلَخْت السيفَ انتضيته وقيل انتضيته مسرعاً من مشع وامتَلَخ فلان ضرسه أَي نزعه والمَلْخُ والمَلَخ التثنِّي والتكسر والمِلاخُ والمُمالخَة الممالقة والمَلاَّخ الملاَّق وأَنشد الأَزهري هنا بيت رؤبة يصف الحمار مُقْتَدِر التَّجليخِ مَلاَّخ المَلَق وقد مالخه وهو يملَخ بالباطل مَلْخاً أَي يتلهى ويَلجُّ فيه وقيل فلان يملَخُ في الباطل مَلْخاً يتردَّد فيه ويكثر وقال شمر يملخ في الباطل هو التثنِّي والتكسر وقيل يملَخ في الباطل أَي يمرُّ مرّاً سريعاً سهلاً وفي حديث الحسن يملَخُ في الباطل مَلْخاً أَي يمرّ فيه مرّاً سهلاً ومالَخها إِذا مالَقَها ولاعَبها وملَخَ الفرسُ وغيره لعب وملَخ المرأَةَ ملْخاً وهو من شدة الرَّطْم وملَخ الضِّبْعانُ الضَّبُعَ مَلْخاً نزا عليها عن ابن الأَعرابي والحافر نزواً وملَخ الفحلُ يملَخ مَلْخاً ومُلوخاً ومَلاخة وهو مَليخٌ جفر عن الضراب ابن الأَعرابي إِذا ضرب الفحل الناقة فلم يلقحها فهو مَليخ والمَليخُ البطيءُ الإِلقاح وقيل هو الذي لا يلقح الضّبْعَى
( * قوله « الضبعى » كذا في نسخة المؤلف ) هو الذي لا يلقح أَصلاً وإِن ضرب والجمع أَمْلِخَة أَبو عبيد فرس مَلِيخٌ ونَزُورٌ وصَلُود إِذا كان بطيء الإِلقاح وجمعه مُلُخ والمَلِيخ الضعيف والمَليخ الذي لا طعم له مثل المَسيخ وقد مَلخخ بالضم ملاخة وخص بعضهم الحُوار الذي يُنحر حين يقع من بطن أُمه فلا يوجد له طعم وفيه مَلاخَة والمَلِيخ الفاسد وقيل كل طعام فاسد مليخ حكاه ابن الأَعرابي وقال مرّة هو من الرجال الذي لا تشتهي أَن تراه عينك فلا تجالسه ولا تسمع أُذنك حديثه والمَليخ اللبن الذي لا ينسلُّ من اليد ومَلَخَ التيسُ يَمْلَخُ مَلْخاً شرِبَ بَوْلَهُ

( موخ ) الليث ماخَ يَميخ مَيْخاً وتميَّخَ تميُّخاً وهو التبختر في الأَمر قال الأَزهري هذا غلط والصواب ماحَ يَميحُ بالحاء إِذا تبختر وقد تقدم في الحاء وأَما ماخ فإِن أَحمد بن يحيى روى عن ابن الأَعرابي أَنه قال المَاخُ سكون اللَّهبِ ذكره في باب الخاء وقال في موضع آخر ماخَ الغضَبُ وغيرُه إِذا سكن قال الأَزهري والميم فيه مبدَلة من الباء يقال باخ حرُّ اللهب وماخ إِذا سكن وفتر حرّه والله أَعلم

( نبخ ) رجل نابِخَة جَبَّار قال ساعدة الهذلي تُخْشَى عليه من الأَمْلاكِ نَابِخَةٌ من النَّوابِخِ مثلُ الحادِرِ الرَّزِم ويروى نَابِجَةٌ
( * قوله « نابجة إلخ » كذا في الأصل وهو المناسب لقوله من النبجة إلخ وفي الصحاح ويروى بائجة من البوائج اه وهو الأولى فانه قال في القاموس والنابجة الداهية قال شارحه والصواب انه البائجة وقد تقدم في الموحدة فاني لم أجده في الامهات ) من النَّوابِجِ من النَّبَجة وهي الرابية قال ابن بري صواب إِنشاده بالياء لأَن فيه ضميراً يعود على ابن جُعْشُم في بيت قبله وهو يَهْدي ابنُ جُعْشُمٍ الأَنْباءَ نحوَهُم لا مُنْتَأَى عن حِياضِ الموتِ والحُمَم ابن جُعْشُم هذا هو سراقة بن مالك بن جعشم من بني مدلج والحمم جمع حُمَّة وهي القَدَر والحادِر الغَلِيظ وأَراد به الأَسد والرزم الذي قد رزم بمكانه ورجل أَنْبَخُ إِذا كان جافياً ونَبَخَ العجينُ ينبُخُ نُبُوخاً انتَفَخَ واخْتَمَرَ وعجين أَنْبَخانٌ وأَنْبَخانيٌّ منتفخ مختمر وقيل هو الفاسد الحامض وأَنْبَخَ عَجَن عجيناً أَنْبَخانيًّا وهو المسترخي وخُبْز أَنْبَخَانيَّة كأَنها كُوَرُ الزنابير وقيل خُبْزَة أَنْبَخَانِيَّة وقيل الاينْبَخَانُ العجين النَّبَّاخُ يعني الفاسدَ الحامض أَبو مالك ثَرِيدٌ أَنْبَخَانِيٌّ إِذا كان له بخار وسخونة وقال غيره ثريد أَنبخانيّ إِذا سُوِّيَ من الكعك والزيت فانتفخ حين صب عليه الماء واسترخى وفي حديث عبد الملك بن عمير خبزة أَنبخانية أَي لينة هشة يقال نَبَخَ العجينُ ينبُخُ إِذا اختمر وعجين أَنبخان لين مختمر وقيل حامض والهمزة زائدة والنَّبْخُ ما نفَطَ من اليد عن العمل فخرج عليه شبه قرح ممتلئ ماء فإِذا تَفَقَّأَ أَو يبس مجَلَت اليَدُ فصلبت على العمل وكذلك من الجُدَريّ وقيل هو الجُدَريّ وقيل هو جُدَريُّ الغنم وقيل النَّبْخُ الجدريّ وكل ما يتنفط ويمتلئ ماء قال كعب بن زهير تحَطَّمَ عنها قَيْضُها عن خَراطِمٍ وعن حَدَقٍ كالنَّبْخِ لم تَتَفَتَّقِ يصف حدقة الرأْلِ أَو حدقة فرخ القطا الواحدة من كل ذلك نبْخة قال ابن بري البيت لزهير بن أَبي سُلمى يصف فراخ النعام وقد تحطَّم عنها بيضها وظهرت خراطمها وظهرت أَعينها كالنَّبْخِ وهي غير مفتحة وقيل النَّبْخُ بسكون الباء الجدري والنَّبَخُ بفتح الباء ما نَفِطَ من اليد عن العمل والنَّبَخُ آثار النار في الجسد والنَّبْخَة والنَّبَخَة بَرْدِيّ يجعل بين كل لوحين من أَلواح السفينة الفتح عن كراع ابن الأَعرابي أَنْبَخَ الرجلُ إِذا أَكلَ النَّبْخَ وهو أَصل البَرْدِيّ يؤْكل في القحط ويقال للكبريتة التي تثقب بها النار النَّبَخَة والنَّبْخَة والنُّبْخَة كالنكتة وتراب أَنْبَخ أَكدر اللون كثير والنَّبْخَاء الأَكمة أَو الأَرض المرتفعة ومنه قول ابنة الخُسّ حين قيل لها ما أَحسنُ شيءٍ ؟ فقالت غَادِيَةٌ في إِثْرِ سَارِيَةٍ في نَبْخاءَ قَاوِيَة وإِنما اختارت النبخاء لأَن المعروف أَن النبات في الموضع المشرف أَحسن وقد قيل في نفخاء رابية أَي ليس فيها رمل ولا حِجارة وسيأْتي ذكره وروى اللحياني في مَيْثَاءَ رابية والمَيْثاء الأَرض السهلة اللَّيِّنة وأَنْبَخَ زَرَعَ في أَرض نَبْخاءَ وهي الرخوة والنَّبْخاءُ من الأَرض المكان الرخو وليس من الرمل وهو من جلد الأَرض ذي الحجارة

( نتخ ) النَّتْخ النَّزْع والقلْع نَتَخَ البازيُّ ينتِخُ نَتْخاً نسرَ اللَّحمَ بمنْسَره وكذلك النسر وكذلك الغراب ينتِخُ الدَّبَرة على ظهر البعير قال الشاعر يَنْتِخُ أَعيُنها الغربانُ والرَّخَمُ والنَّتْخُ ازالةُ الشيء عن موضعه ونَتَخ الضرسَ والشوكَة ينتِخُها استخرجها وقيل النتْخُ الاستخراج عامَّة والمِنْتَاخ المنقاش الأَزهري والنتْخُ إِخراجُكَ الشَّوكَ بالمنْتَاخَيْن وهما المنقاش ذو الطرفين والنتْخ النسْج ومنه حديث ابن عباس رضي الله عنهما إِن في الجنة بساطاً مَنْتُوخاً بالذهب أَي منسوجاً والناتخ الناسج ونَتَخْته نتفته ونتَخْته نقشته ونتَخْته أَهنته ونتَّخَ بالمكان تَنْتيخاً كتَنَّخَ وفي حديث عبدالله بن سلام أَنه آمن ومن معه من يهود فتَنَّخُوا على الإِسلام أَي ثبتوا وأَقاموا قال ابن الأَثير ويروى بتقديم النون على التاء أَي رسخوا

( نجخ ) النَّجْخُ نَجْخُ السيلِ وهو أَن ينْجَخَ في سَنَدِ الوادي فيحرفه في وسط البحر وأَنشد ذُو ناجِخٍ يَضربُ ضَوْحَيْ مَخْرِم وقال آخر مُفْعَوْعِمٌ يَنْجَخُ في أَمواجِهِ قال ونجيخُه صوته وصدمه وسيل ناجِخٌ شديد الجَرْية الذي يحفر الأَرض حفراً شديداً وناجِخَةُ الماء ونجيخُه صوته والناجخ والنَّجوخ البحر المصوّت قال أَظَلُّ من خوفِ النِّجُوخِ الأَخضرْ كأَنني في هُوَّةٍ أُحَدَّرْ وقال ثعلب الناجِخُ صوت اضطراب الماء على الساحل اسمٌ كالغارب والكاهل وتناجَخَت الأَمواج إِذا اضطربت في أُصول الأَجراف حتى تؤثر فيها وأَصبَحَ ناجِخاً ومُنَجِّخاً إِذا غلُظ صوته من زكام أَو سعال وامرأَة نَجَّاخة وهي الرشَّاحة التي تمسح الابتلال قال وامرأَة نَجَّاخة لحيائِها صوت عند الجماع وقيل هي التي لا تشبع من الجماع والنَّجْخ أَن يُسمع في حيائها صوت دفع من الماء إِذا جومعت والنَّجْخُ أَن تدفع بالماء ونَجَخات الماء دُفَعُه والنجَّاخة من النساء التي يَنْتَجخ سُرْمُها كانتجاخ بطن الدابة إِذا صوّتَ وقال بعض العرب مررنا ببعير وقد شَبَّكَتْ نَجَخاتُ السِّماكِ بين ضلوعه يعني ما أَنبت الله عن إِمطار نَوْءِ السِّماكِ ونَجَخَ البعيرُ نَجَخاً فهو نجِخٌ بشمَ ويقتاس من ذلك للرجل فيقال نجخ على مثال ضرب والنَّجْخُ في مخض السقاء كالنَّخْج ومُنْجِخٌ ومَنْجِخ جبل من جبال الدهناء

( نخخ ) النَّخَّة والنُّخصة اسم جامع للحُمُر وقيل النُّخَّة البقر العوامل والنَّخَّة الرقيق من الرجال والنساء يعني بالرقيق المماليك والنَّخة بالفتح أَن يأْخذ المصدّق ديناراً لنفسه بعد فراغه من الصدقة قال عَمِّي الذي منع الدينارَ ضاحِيةً دينارَ نَخَّةِ كلبٍ وهو مشهود وقيل النَّخَّة الدينار الذي يأْخذه وبكل ذلك فسر قوله صلى الله عليه وسلم ليس في النَّخَّة صدقة وكان الكسائي يقول إِنما هو النُّخة بالضم وهو البقر العوامل قال الأَزهري قال أَبو عبيدة النَّخَّةُ الرقيق قال وقال قوم الحمير وقال ثعلب الصواب هو البقر العوامل لأَنه من النَّخّ وهو السوق الشديد وقال قوم النخَّة الربا وقال قوم النخة الرعاء وقال قوم النخَّة الجمَّالون وقال بعضهم يقال لها في البادية النُّخة بضم النون واختار ابن الأَعرابي من هذه الأَقاويل النُّخة الحمير قال ويقال لها الكُسْعة وقال أَبو سعيد كل دابة استعملت من إِبل وبقر وحمير ورقيق فهي نَخَّة ونُخة وإِنما نَخَّخَها استعمالها وقال الراجز يصف حاديين للإِبل لا تضرِبَا ضَرْباً ونُخَّا نخَّا ما ترك النَّخُّ لهنّ مُخَّا قال وإِذا قهر الرجل قوماً فاستأْداهم ضريبة صاروا نُخَّة له قال وقوله دينارَ نخَّةِ كلب وهو مشهود كان أَخذ الضريبة من كلب نخًّا لهم أَي استعمالاً والنَّخُّ أَن تناخ النعم قريباً من المُصَدّق حتى يصدّقها وقد نخَّها ونَخَّ بها قال الراجز أَكرمْ أَمير المؤمنين النَّخَّا والنَّخُّ سوق الإِبل وزجرها واحتثاثُها وقد نخها ينُخُّها قال همَيانُ بن قحافة إِن لها لسائقاً مِزَخَّا أَعجمَ إِلا أَنْ ينُخَّ نخَّا والنخُّ لم يترك لهنّ مُخَّا المِزَخُّ الذي يدفع الإِبل في سيرها والأَعجم الذي لا يحسن الحداء والنخ السير العنيف واستعمل بعضهم النخ في الإِنسان فقال إِذا ما نَخَخْتَ العامريَّ وجدتَه إِلى حسب يعلو على كلّ فاخر وكذلك النَّخْنَخَةُ وقد نخنخها فتنخنخت زجرها فقال لها إِخْ إِخْ على غير قياس هذا قول أَهل اللغة وليس بقوي ونَخْنَخْت الناقةَ فَتَنَخْنَخَتْ أَبركتها فبركَت قال ولو أَنخْنا جمعهم تنخنخوا التهذيب والنخ أَن تقول لسيِّقتِكَ وأَنت تحثها إِخْ إِخْ فهذا النخ قال أَبو مسعود وسمعت غير واحد من العرب يقول نَخْنِخْ بالإِبل أَي ازجرها بقولك إِخْ إِخْ حتى تبرك قال الليث النَّخْنَخَة من قولك أَنخت الإِبل فاستناخت أَي بركت ونَخْنَخْتها فتنخنخت من الزجر وأَما الإِناخة فهو الإِبراك لم يشتق من حكاية صوت أَلا ترى أَن الفحل يستنيخ الناقة فَتَنَخْنَخُ له ؟ والنخُّ من الزجر من قولك إِخْ يقال نخَّ بها نخًّا شديداً ونخّةً شديدة وهو النائخُ أَيضاً ابن الأَعرابي نَخْنَخَ إِذا سار سيراً شديداً وتنَخْنَخَ البعير برك ثم مكَّن لثَفِناتِه من الأَرض وتنَخْنَخَت الناقة إِذا رفعت صدرها عن الأَرض وهي باركة ابن شميل هذه نَخَّة بني فلان أَي عبد بني فلان ويقال هذا من نُخِّ قلبي ونُخَاخةِ قلبي ومن مُخَّة قلبي ومن مُخّ قلبي أَي من صافيه والنَّخيخَة زُبْد رقيق يخرج من السقاء إِذا حُمل على بعير بعدما خرج زُبده الأَوّل فيمخض فيخرج منه زبد رقيق والنُّخُّ بساط طوله أَكثر من عرضه وهو فارسي معرّب وجمعه نخاخ والله أَعلم

( ندخ ) رجل مُنَدَّخٌ لا يبالي ما قال من الفحش ولا ما قيل له وتنَدَّخَ الرجل تشبَّع بما ليس عنده والله أَعلم

( نسخ ) نسخ الشيءَ ينسَخُه نَسْخاً وانتسَخَه واستنسَخَه اكتتبه عن معارضه التهذيب النَّسْخ اكتتابك كتاباً عن كتاب حرفاً بحرف والأَصل نُسخةٌ والمكتوب عنه نُسخة لأَنه قام مقامه والكاتب ناسخ ومنتسخ والاستنساخ كتب كتاب من كتاب وفي التنزيل إِنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون أَي نستنسخ ما تكتب الحفظة فيثبت عند الله وفي التهذيب أَي نأْمر بنسخه وإِثباته والنَّسْخ إِبطال الشيء وإِقامة آخر مقامه وفي التنزيل ما نَنسخْ من آية أَو نُنسها نأْت بخير منها أَو مثلها والآية الثانية ناسخة والأُولى منسوخة وقرأَ عبدالله بن عامر ما نُنسخ بضم النون يعني ما ننسخك من آية والقراءَة هي الأُولى ابن الأَعرابي النسخ تبديل الشيء من الشيء وهو غيره ونَسْخ الآية بالآية إِزالة مثل حكمها والنسخ نقل الشيء من مكان إِلى مكان وهو هو قال أَبو عمرو حضرت أَبا العباس يوماً فجاء رجل معه كتاب الصلاة في سطر حرّ والسطر الآخر بياض فقال لثعلب إِذا حولت هذا الكتاب إِلى الجانب الآخر أَيهما كتاب الصلاة ؟ فقال ثعلب كلاهما جميعاً كتاب الصلاة لا هذا أَولى به من هذا ولا هذا أَولى به من هذا الفرّاء وأَبو سعيد مَسَخه الله قرداً ونسخه قرداً بمعنى واحد ونسخ الشيء بالشيء ينسَخه وانتسخه أَزاله به وأَداله والشيء ينسخ الشيء نَسْخاً أَي يزيله ويكون مكانه الليث النسْخ أَن تزايل أَمراً كان من قبلُ يُعْمَل به ثم تنسخه بحادث غيره الفرّاء النسخ أَن تعمل بالآية ثم تنزل آية أُخرى فتعمل بها وتترك الأُولى والأَشياء تَناسَخ تَداوَل فيكون بعضها مكان بعض كالدوَل والمُلْك وفي الحديث لم تكن نبوّةٌ إِلاَّ تَناسَخَت أَي تحولت من حال إِلى حال يعني أَمر الأُمة وتغاير أحوالها والعرب تقول نسَخَت الشمسُ الظلّ وانتسخته أَزالته والمعنى أَذهبت الظلّ وحلّت محله قال العجاج إِذا الأَعادي حَسَبونا نَخْنَخوا بالحَدْرِ والقَبْضِ الذي لا يُنْسَخ أَي لا يَحُول ونسَخَت الريح آثار الديار غيرتها والنُّسخة بالضم أَصل المنتسخ منه والتناسخ في الفرائض والميراث أَن تموت ورثة بعد ورثة وأَصل الميراث قائم لم يقسم وكذلك تناسخ الأَزمنة والقرن بعد القرن

( نضخ ) نضَخَ عليه الماءَ يَنْضَخ نَضْخاً وهو دون النضح وقيل النضخ ما كان على غير اعتماد والنضح ما كان على اعتماد قال الأَصمعي ما كان من فَعَلَ الرجلُ فهو بالحاء غيرَ معجمة وأَصابه نَضْخٌ من كذا بالخاء معجمة وهو أَكثر من النَّضْح قال أَبو عبيد وهو أَعجب إِليّ من القول الأَول ولا يقال منه فَعِل ولا يَفْعِل والنَّضْخ شدّة فور الماء في جَيَشانه وانفجاره من يَنْبوعه قال أَبو علي ما كان من سُفْل إِلى علْو فهو نَضْخ وعين نضَّاخة تَجيش بالماء وفي التنزيل فيهما عينان نضَّاختان أَي فوُارتان التهذيب والنَّضْخ من فور الماء من العين والجيشان ينضَخان بكل خير وفي قصيد كعب مِن كُل نضَّاخة الذِّفْرَى إِذا عَرِقَتْ يقال عين نضاخة أَي كثيرة الماء فوارة أَراد أَن ذِفْرَى الناقة كثير النضخ بالعرق وانضَجَّ الماءُ وانضاخ انْصَبَّ وقال ابن الزبير إن الموت تغشَّاكم سحابه فهو مُنضاخ عليكم بوابل البلايا قال حكاه الهروي في الغريبين والنَّضْخ الرَّدْع واللَّطْخ يبقى في الجسد أَو الثوب من الطيب ونحوه والنَّضْخُ كاللَّطْخ مما يبقى له أَثر ونضخ ثوبه بالطيب أَبو عمرو النَّضْخ ما كان من الدم والزعفران والطين وما أَشبهه والنضخ بالماء وبكل ما رقَّ مثل الخل وما أَشبهه وأَنشد أَبو عبيدة لجرير ثِيابُكُمُ ونَضْخ دمِ القتيل أَبو عثمان التوزي النضخ الأَثر يبقى في الثوب وغيره والنَّضْحُ بالحاء غير معجمة الفعل وفي الحديث ينضَخ البحرُ ساحِلَه النَّضْخ قريب من النضح وقد اختلف في أَيهما أَكثر والأَكثر أَنه بالمعجمة أَقل من المهملة وقيل هو بالمعجمة الأَثر يبقى في الثوب والجسد وبالمهملة الفعل نفسه وقيل هو بالمعجمة ما فعل تعمداً وبالمهملة من غير تعمد وفي حديث النخعي لم يكن يرى بنَضْخ البول بأْساً يعني نَشْرَه وما ترشش منه ذكره الهروي بالخاء المعجمة والنِّضاخ المُناضَخَةُ ونضَخْناهُم بالنبل لغة في نضَحْناهم إِذا فرّقوها فيهم وانْتَضَخَ الماءُ ترشَّشَ أَبو زيد النَّضْخ الرش مثل النَّضْحِ وهما سواء تقول نضَخْت أَنْضَخ بالفتح قال الشاعر به من نَضاخ الشَّوْلِ رَدْعٌ كأَنَّه نُقاعَةُ حِنَّاءٍ بماء الصَّنَوْبَرِ وقال القطامي وإِذا تَضَيَّفُني الهُمومُ قَرَيْتُها سُرُحَ اليَدَيْن تُخالسُ الخَطَرانا حرَجاً كأَنَّ من الكُحَيلِ صُبابَةً نُضخَتْ مَغابنُها بِها نَضَخَانَا وفي الحديث المدينة كالكير تَنْفي خَبَثَها ويَنْضَخُ طِيبُها بالضاد والخاء المعجمتين وبالحاء المهملة من النَّضْخ وهو رش الماء وغَيثٌ نضّاخ غزير وقال جِران العَوْد ومِنْهُ على قَصْرَيْ عُمانَ سَخيفَةٌ وبالخَطِّ نضَّاخُ العَثَانين واسعُ السخيفة المطرة الشديدة وعُثْنونَ المَطر أَوله والنَّضْخَة المَطرة يقال وقعت نضْخة بالأَرض أَي مطرة وأَنشد أَبو عمرو لا يَفْرَحُون إِذا ما نَضْخَةٌ وقَعَتْ وهُمْ كرامٌ إِذا اشْتَدَّ المَلازيبُ جمعِ ملْزابٍ وهي الشدّة وأَنشد أَيضاً فقلتُ لعلَّ الله يُرْسِلُ نَضْخَةً فَيُضْحِي كِلانا قَائِماً يَتَذَمَّرُ وأَكثر ما ورد في هذا الباب بالحاء والخاء المعجمة وقد تقدّم ذكر نضح في بابه مستوفى

( نفخ ) النَّفْخ معروف نَفَخ فيه فانْتَفَخ ابن سيده نَفَخ بفمه يَنْفُخ نَفْخاً إِذا أَخرج منه الريح يكون ذلك في الاستراحة والمعالجة ونحوهما وفي الخَبر فإِذا هو مُغْتاظٌ يَنْفُخُ ونَفخ النارَ وغيرها ينفُخها نَفْخاً ونَفِيخاً والنَّفيخُ الموكل بنَفْخ النار قال الشاعر في الصبْح يَحْكي لَوْنَهُ زَخِيخُ مِنْ شُعْلَةٍ ساعَدَها النَّفيخُ قال صار الذي ينفُخ نَفيخاً مثل الجليس ونحوه لأَنه لا يزال يتعهدُه بالنفخ والمنفاخ كير الحدّاد والمِنْفاخ الذي يُنْفَخ به في النار وغيرها وما بالدَّارِ نافخُ ضَرْمَةٍ أَي ما بها أَحد وفي حديث علي رضوان الله عليه ودَّ معاوية أَنه ما بقي من بني هاشم نافِخُ ضَرْمَةٍ أَي أَحد لأَن النار ينفخها الصغير والكبير والذكر والأُنثى وقول ابي النجم إِذا نَطَحْنَ الأَخْشَبَ المَنْطُوحا سَمِعْت لِلمَرْوِ بهِ ضَبِيحا يَنْفَحْنَ مِنْهُ لَهَباً مَنْفُوحا إنما أَراد منفوخاً فأَبدل الحاء مكان الخاء وذلك لأَن هذه القصيدة حائية وأَوّلها يا ناقُ سِيري عَنَقاً فَسيحا إِلى سُلَيْمَانَ فَنَسْتَرِيحا وفي الحديث أَنه نهى عن النَّفْخِ في الشراب إِنما هو من أَجل ما يخاف أَن يبدُرَ من ريقه فيقع فيه فربما شرب بعده غيره فيتأَذى به وفي الحديث رأَيت كأَنه وُضع في يَديَّ سِوارانِ من ذهب فأُوحي إِليّ أَنِ انْفُخْهُما أَي ارْمهما وأَلقهما كما تنفُخ الشيءَ إِذا دفعته عنك وإِن كانت بالحاء المهملة فهو من نفحت الشيء إِذا رَمَيته ونفَحَت الدابةُ إِذا رَمَحَتْ بِرِجلها ويروي حديث المستضعفين فَنَفَخَت بهم الطريق بالخاء المعجمة أَي رمت بهم بغتة مِنْ نَفَخَت الريح إِذا جاءَت بغتة وفي حديث عائشة السُّعوط مكانَ النفخ كانوا إِذا اشتكى أَحدهم حَلْقَه نَفَخوا فيه فجعلوا السعوط مكانَه ونفَخ الإِنسانُ في اليراع وغيره والنفْخة نفخةُ يومِ القيامة وفي التنزيل فإِذا نُفخ في الصور وفي التنزيل فأَنْفُخُ فيه فيكون طائراً بإِذن الله ويقال نُفخ الصورُ ونُفخ فيه قاله الفراء وغيره وقيل نفخه لغة في نفخ فيه قال الشاعر لولا ابنُ جَعْدَةَ لم يُفْتَحْ قُهُنْدُزُكُمْ ولا خُراسانُ حتى يُنْفَخَ الصُورُ
( * قوله « قهندزكم » بضم القاف والهاء والدال المهملة كذا في القاموس وفي معجم البلدان لياقوت قهندز بفتح أوله وثانيه وسكون النون وفتح الدال وزاي وهو في الأصل اسم الحصن أو القلعة في وسط المدينة وهي لغة كأنها لأهل خراسان وما وراء النهر خاصة وأكثر الرواة يسمونه قُهندز يعني بالضم إلخ ثم قال ولا يقال في القلعة إذا كانت مفردة في غير مدينة مشهورة وهو في مواضع كثيرة منها سمرقند وبخارا وبلخ ومرو ونيسابور )
وقول القطامي أَلم يُخْزِ التفَرُّقُ جُنْدَ كِسْرَى ونُفْخوا في مدائِنهمْ فَطاروا أَراد ونفخوا فخفف ونَفخ بها ضَرَط قال أَبو حنيفة النفْخة الرائحة الخفيفة اليسيرة والنفخة الرائحة الكثيرة قال ابن سيده ولم أَر أَحداً وصف الرائحة بالكثرة ولا القلة غير أَبي حنيفة قال وقال أَبو عمرو بن العلاء دخلت محراباً من محاريب الجاهلية فنَفَخ المسكُ في وجهي والنفْخة والنُّفَّاخ الورَم وبالدابة نَفَخٌ وهو ريح تَرِمُ منه أَرساغُها فإِذا مَشَت انْفَشَّت والنُّفْخة داء يصيب الفرس تَرِمُ منه خُصْياه نفخ نَفَخاً وهو أَنْفَخُ ورجل أَنفخ بيّن النفْخ للذي في خُصْيَيه نَفْخ التهذيب النُّفَّاخ نفْخة الورم من داء يأْخذ حيث أَخَذَ والنفْخَة انتفاخ البَطن من طعام ونحوه ونَفَخه الطعام ينفُخه نفْخاً فانتفَخ مَلأَه فامتَلأَ يقال أَجِدُ نُفْخَة ونَفْخة ونِفْخة إِذا انتفخ بطنه والمنتفخ أَيضاً الممتلئ كِبراً وغضباً ورجل ذو نَفْخ وذو نفج بالجيم أَي صاحب فخر وكِبْر والنفْخ الكبْر في قوله أَعوذ بك من هَمْزهِ ونَفْثه ونَفْخهِ فنَفْثُه الشعر ونَفْخُه الكبْرُ وهمزُه المُوتَةُ لأَن المتكبر يتعاظم ويجمع نفْسَه ونفَسَه فيحتاج اءن ينفُخ وفي حديث اشراط الساعة انتفاخُ الأَهلَّه أَي عِظمها وقد انتُفخ عليه وفي حديث عليّ نافخٌ حِضْنَيه أَي منتَفخ مستعدّ لأَن يعمل عمله من الشر ومن مسائل الكتاب وقصدتُ قصدَه إِذ انتَفَخ عليّ أَي لايَنْتُه وخادَعْتُه حين غضب عليّ وانتفخ النهار علا قبل الانتصاف بساعة وانتفخ الشيءُ والنفخ ارتفاع الضُّحى ونفْخَة الشباب معظمه وشاب نُفُخ وجارية نُفُخٌ ملأَتهما نفخة الشباب وأَتانا في نفخة الربيع أَي حين أَعشب وأَخصب أَبو زيد هذه نُفخة الربيع ونِفْخته انتهاء نبته والنُّفُخ للفتى الممتلئ شباباً بضم النون والفاء وكذلك الجارية بغير هاء ورجل منتفخ ومنفوخ أَي سمين ابن سيده ورجل منفوخ وأُنْفُخان وإِنْفِخان والأُنثى أُنْفُخانة وإِنْفِخانة نفَخَهما السِّمَن فلا يكون إِلاَّ سِمَناً في رخاوة وقوم منفوخون والمنفوخ العظيم البطن وهو أَيضاً الجبان على التشبيه بذلك لأَنه انتفَخَ سَحْرُه والنُّفَّاخة هنَةٌ منتفخة تكون في بطن السمكة وهو نصابها فيما زعموا وبها تستقلّ في الماء وتردّد والنُّفَّاخة الحجاة التي ترتفع فوق الماء والنَّفْخاء من الأَرض مثل النَّبْخاء وقيل هي أَرض مرتفعة مكرّمة ليس فيها رمل ولا حجارة تنبت قليلاً من الشجر ومثلها النَّهْداء غير أَنها أَشد استواء وتَصَوُّباً في الأَرض وقيل النَّفخاء أَرض لينة فيها ارتفاع وقيل لابنة الخُسّ أَيُّ شيء أَحسن ؟ فقالت أَثَرُ غاديَة
( * قوله « اثر غادية إلخ » تقدم في نبخ غادية في اثر إلخ ) في إِثْرِ سارِيَة في بلاد خاوية في نَفْخاء رابية وقيل النفْخاء من الأَرضين كالرَّخَّاء والجمع النَّفاخَى كسّر تكسير الأَسماء لأَنها صفة غالبة والنفْخاء أَعلى عظم الساق نقخ النُّقَاخ
( * يقوله الشيخ ابراهيم اليازجي الصواب في هذه اللفظة النقخ على مثال الضرب كما ذكره صاحب الصحاح ) الضرب على الرأْس بشيء صلب نَقَخ رأْسه بالعصا والسيف يَنْقَخُه نَقْخاً ضربه وقيل هو الضرب على الدماغ حتى يخرج مخه قال الشاعر نَقْخاً على الهامِ وبَخًّا وخْضا والنُّقاخ استخراج المخّ ونَقَخَ المخَّ من العظم وانتقخه استخرجه أَبو عمرو ظَليمٌ أَنقخ قليل الدماغ وأَنشد لطلق بن عديّ حتى تَلاقَى دَفُّ إِحدى الشُّمَّخ بالرُّمح من دون الظَّليم الأَنْقَخ فانْجَدَلَتْ كالرُّبَع المَنَوَّخ والنقخ النقف وهو كسر الرأْس عن الدماغ قال العجاج لَعَلِمَ الأَقوامُ أَني مِفْنَخُ لِهامِهمْ أَرُضُّه وأَنْقَخُ بفتح القاف والنُّقاخُ الماء البارد العذب الصافي الخالص الذي يكاد ينقخ الفؤَاد ببرده وقال ثعلب هو الماء الطيب فقط وأَنشد للعَرْجي واسمه عبدالله بن عمرو ابن عثمان بن عفان ونسب إِلى العَرْج وهو موضع ولد به فإِن شئت أَحْرَمتٌ النساءَ سواكُمُ وإِن شئت لم أَطْعَمْ نُقاخاً ولا بَرْدا ويروى حرَّمت النساء أَي حرمتهن على نفسي والبرد هنا الريق التهذيب والنُّقاخ الخالص ولم يعين شيئاً الفراء يقال هذا نُقاخ العربية أَي خالصها وروي عن أَبي عبيدة النُّقاخ الماء العذب وأَنشد شمر وأَحْمَقَ ممن يلْعَق الماءَ قال لي دع الخمر واشْرَبْ من نُقاخ مُبَرَّدِ قال أَبو العباس النُّقاخُ النوم في العافية والأَمن ابن شميل النُّقاخ الماء الكثير يَنْبِطُه الرجل في الموضع الذي لا ماء فيه وفي الحديث أَنه شرب من رُومة فقال هذا النُّقاخ هو الماء العذب البارد الذي ينقَخ العطش أَي يكسره ببرده ورومة بئر معروفة بالمدينة

( نقخ ) النُّقَاخ
( * يقوله الشيخ ابراهيم اليازجي الصواب في هذه اللفظة النقخ على مثال الضرب كما ذكره صاحب الصحاح ) الضرب على الرأْس بشيء صلب نَقَخ رأْسه بالعصا والسيف يَنْقَخُه نَقْخاً ضربه وقيل هو الضرب على الدماغ حتى يخرج مخه قال الشاعر نَقْخاً على الهامِ وبَخًّا وخْضا والنُّقاخ استخراج المخّ ونَقَخَ المخَّ من العظم وانتقخه استخرجه أَبو عمرو ظَليمٌ أَنقخ قليل الدماغ وأَنشد لطلق بن عديّ حتى تَلاقَى دَفُّ إِحدى الشُّمَّخ بالرُّمح من دون الظَّليم الأَنْقَخ فانْجَدَلَتْ كالرُّبَع المَنَوَّخ والنقخ النقف وهو كسر الرأْس عن الدماغ قال العجاج لَعَلِمَ الأَقوامُ أَني مِفْنَخُ لِهامِهمْ أَرُضُّه وأَنْقَخُ بفتح القاف والنُّقاخُ الماء البارد العذب الصافي الخالص الذي يكاد ينقخ الفؤَاد ببرده وقال ثعلب هو الماء الطيب فقط وأَنشد للعَرْجي واسمه عبدالله بن عمرو ابن عثمان بن عفان ونسب إِلى العَرْج وهو موضع ولد به فإِن شئت أَحْرَمتٌ النساءَ سواكُمُ وإِن شئت لم أَطْعَمْ نُقاخاً ولا بَرْدا ويروى حرَّمت النساء أَي حرمتهن على نفسي والبرد هنا الريق التهذيب والنُّقاخ الخالص ولم يعين شيئاً الفراء يقال هذا نُقاخ العربية أَي خالصها وروي عن أَبي عبيدة النُّقاخ الماء العذب وأَنشد شمر وأَحْمَقَ ممن يلْعَق الماءَ قال لي دع الخمر واشْرَبْ من نُقاخ مُبَرَّدِ قال أَبو العباس النُّقاخُ النوم في العافية والأَمن ابن شميل النُّقاخ الماء الكثير يَنْبِطُه الرجل في الموضع الذي لا ماء فيه وفي الحديث أَنه شرب من رُومة فقال هذا النُّقاخ هو الماء العذب البارد الذي ينقَخ العطش أَي يكسره ببرده ورومة بئر معروفة بالمدينة

( نكخ ) نكخَه في حلقه نكْخاً لهَزَه يمانية

( نوخ ) أَنَخْتُ البعيرَ فاستناخ ونوَّخته فتنوَّخ وأَناخَ الإِبلَ أَبركها فبركت واستناخت بركت والفحلُ يَتَنَوَّخُ الناقةَ إِذا أَراد ضرابها واستناخ الفحل الناقة وتنوَّخها أَبركها ثم ضربها والمُناخ الموضع الذي تُناخ فيه الإِبل ابن الأَعرابي يقال تنوَّخ البعيرُ ولا يقال ناخ ولا أَناخ وقولهم نَوَّخ اللَّهُ الأَرض طروقَةً للماء أَي جعلها مما تطيقه والنَّوْخة الإِقامة وتَنُوخُ حيٌّ من اليمن ولا تشدّد النون

( هبخ ) قال الليث أُهْملت الهاء مع الخاء في الثلاثي الصحيح إِلاّ في مواضع هَبَخَ منها ابن سيده الهَبَيَّخة المرضعة وهي أَيضاً الجارية التارَّة الممتلئة وكل جارية بالحميرية هَبَيَّخة والهَبَيَّخ فَعَيَّل بتشديد الياء الغلام بلغتهم أَيضاً والهَبَيَّخ الرجل الذي لا خير فيه والهَبَيَّخ الأَحمق المسترخي وفي النوادر امرأَةَ هَبَيَّخة وفتًى هَبَيَّخ إِذا كان مخصباً في بدنه حسناً قال الأَزهري وكل ما في هذا الباب فالباء قبل الياء من هبيخ والهَبَيَّخ الوادي العظيم أَو النهر العظيم عن السيرافي والهَبَيَّخ واد بعينه عن كراع والهَبَيَّخَى مشية في تبختر وتهاد وقد اهبيَّخت المرأَة وأَنشد الأَزهري جرَّتْ عليه الريحُ ذَيْلاً أَنْبَخا جَرَّ العَرُوس ذَيْلها الهَبَيَّخا ويقال اهْبَيَّخت في مشيها اهْبِيَّاخاً وهي تَهَبَيَّخ

( هخخ ) هِخْ حكاية المتَنَخِّم ولا يصرَّف منه فعل لثقله على اللسان وقبحه في المنطق إِلا أَن يضطر شاعر هيخ هَيَّخَ الهَريسَةَ أَكثَر ودَكَها عن كُراع وأَنشد محمد بن سهل للكُميتِ إِذا ابتَسَر الحربَ أَحلامُها كِشافاً وهَيَّخَت الأَفحلُ الابتسار أَن يضرب الفحل الناقة على غير ضَبَعَةٍ قال وأَحلامها أَصحابها وهَيَّخت أُنيخت وهو أَن يقال لها عند الإِناخة هخ هخ إِخ إِخ يقول ذللت هذه الحرب للفحولة فأَناختها وقيل التهييخ دعاءُ الفحل للضراب وهيخ هيخ لغة قال محمد بن سهل هَيَّخت الناقة إِذا أُنيخت ليقرعها الفحل وهَيَّخ الفحلُ إِذا أُنيخ ليبرك عليها فيضربها والهاءُ مبدلة من الهمزة في هيخت

( هيخ ) هَيَّخَ الهَريسَةَ أَكثَر ودَكَها عن كُراع وأَنشد محمد بن سهل للكُميتِ إِذا ابتَسَر الحربَ أَحلامُها كِشافاً وهَيَّخَت الأَفحلُ الابتسار أَن يضرب الفحل الناقة على غير ضَبَعَةٍ قال وأَحلامها أَصحابها وهَيَّخت أُنيخت وهو أَن يقال لها عند الإِناخة هخ هخ إِخ إِخ يقول ذللت هذه الحرب للفحولة فأَناختها وقيل التهييخ دعاءُ الفحل للضراب وهيخ هيخ لغة قال محمد بن سهل هَيَّخت الناقة إِذا أُنيخت ليقرعها الفحل وهَيَّخ الفحلُ إِذا أُنيخ ليبرك عليها فيضربها والهاءُ مبدلة من الهمزة في هيخت

( وبخ ) وبَّخَه لامَه وعذله وأَبَّخَهُ لغة فيه عن ابن الأَعرابي قال ابن سيده أُرى همزته بدلاً من الواو وهو مذكور في الهمزة والتوبيخ التهديد والتأَنيب واللوم يقال وبَّخت فلاناً بسوءٍ فعله توبيخاً ابن الأَعرابي الوَمْخَة العَذْلة المحرقة قال أَبو منصور الأَصل في الوَبْخَة الومْخَة فقلبت الباء
( * قوله « فقلبت الباء إلخ » كذا بالأصل ومقتضى كلامه العكس ) ميماً لقرب مخرجيهما

( وتخ ) الوَتَخَة بفتح التاء الوحل وأَوتخه جَهَدَهُ وبلغ منه عنه أَيضاً وأَنشد دَرادقاً وهْي السَّبوحُ قُرَّحا قَرْقَمَهُمْ عَيْشٌ خَبيثٌ أَوْتَخا قال ثعلب استجاز ابن الأَعرابي الجمع بين الحاءِ والخاءِ هنا لتقارب المخرجين قال والصواب أَوتحا بالحاءِ أَي قلل أَو أَقلّ ابن الأَعرابي يقال ما أَغنى عني وَتَحَة بالحاءِ والوَتَخَة بالخاءِ الوحل

( وثخ ) الأَزهري في النوادر يقال لما اختلط من أَجناس العشب الغض وَثيغة ووَثيخَة بالغين والخاءِ ابن الأَعرابي يقال في الحوض بَلَّةٌ وهَلَّة ووَثْخَة
( * قوله « ووثخة » في نسخة المؤلف بسكون المثلثة والذي في القاموس الوثخة محركة البلة من الماء )

( وخخ ) الوَخْوَخَة حكاية بعض أَصوات الطير ورجل وَخْواخٌ سمين كثير اللحم مضطربه وقيل هو الجبان الضعيف قال الزفيان إِني ومَنْ شاءَ ابتَغَى قِفاخا لم أَكُ في قَوْمي امْرَأَ وَخْواخا وقيل الوَخْواخ الكسل الثقيل وأَنشد لَيْسَ بوَخْواخ ولا مُسْتَطل والوَخْواخ الكسلان عن العمل ويقال للرجل العنين وَخْواخ وذَوْذَخ وبَخْباخ ورجل وَخْواخ وبخباخ إِذا استرخى بطنه واتسع جلده ابن الأَعرابي الذَّوْذَخ والوَخْواخ العذْيَوْط وتَمْرٌ وخواخ لا حلاوة له ولا طعم قيل مسترخي اللحى وكل مسترخ وَخواخ وذكر في هذه الترجمة عن ابن الأَعرابي الوَخُّ الأَلم والوخ القصد

( ورخ ) الوَرْخُ شجر شبيه بالمَرْخ في نباته غير أَنه أَغبر له ورق دقيق مثل ورق الطَّرْخون أَو أَكبر والوَريخَة المسترخي من العجين لكثرة الماءِ وقد وَرِخَ يَوْرَخُ وَرَخاً وَتَوَرَّخَ وأَورَخَت العَجينَ أَكثَرَتْ ماءَه حتى يسترخي وورَّخ الكتابَ بيوم كذا لغة في أَرَّخه عن يعقوب

( وسخ ) الوسَخ ما يعلو الثوب والجلد من الدرَن وقلة التعهد بالماءِ وسِخَ الجلدُ يَوْسَخ وسَخاً وتَوَسَّخ واتَّسَخ واستوسخ وكذلك الثوب وأَوسخه ووسَّخه ووسَّخْته أَنا

( وشخ ) الوَشْخُ الضعيف الرديء

( وصخ ) الوَصَخ لغة في الوَسَخ مضارعة

( وضخ ) الوَضُوخ بالفتح الماءُ يكون في الدَّلو شبيه بالنّصْف وقد وَضَخ الدلو وأَوضَخَها وقال في أَسْفل الغَرْب وَضوخ أُوضخا والوَضوخ دون المِلْءِ وأَوضَخ بالدلو إِذا استقى فنفَح بها نَفْحاً شديداً وقيل استقى بها ماء قليلاً وأَوْضَخْت له إِذا استقيت له قليلاً واسم ذلك الشيءِ الذي يُستقى به الوَضوخ قال والمواعدة مثل المُواضَخَة وتواضخ الرجلان إِذا قاما جميعاً على البئر يتباريان في السقي وتواضخت الإِبل تبارت في السير وتواضخ الفرسان تباريا والمواضخة والوِضاخ المباراة في العدو والمبالغة فيه وقيل هو أَن تسير مثل سير صاحبك وليس هو بالشديد وكذلك هو في الاستقاءِ وقيل هو تباري المستقين ثم استعير في كل متباريين وقد واضخه السيرَ قال العجاج تُواضخُ التقريبَ قِلْواً مِقْلَخا أَي أَن هذه الأَتان تواضخ السير هذا العَير فهي تشتدّ وتجدّ قال الأَزهري المواضخَة عندَ العرب المعارضة والمباراة وإِن لم يكن مع ذلك مبالغة في العدو وأَصله من الوضوخ كما قال الأَصمعي ووُضاخ جبل معروف والهمزة أَكثر يصرف ولا يصرف قال الأَزهري أُضاخ اسم جبل ذكره امرؤ القيس في شعر له يصف برقاً شامه من بعيد فلما أَن علا كَنَفَيْ أُضاخ وهَتْ أَعجازُ رَيِّقهِ فحارا

( ولخ ) الوَلَخُ من العُشب الطويل وأَولَخَ العشبُ طال وعظم وأَرض ولِخَة ووليخة وورِخَة مؤتَلخة من النبت وولَخَه وَلْخاً ضربه بباطن كفه وائتَلخ الأَمرُ اختلط

( ومخ ) التهذيب ابن الأَعرابي الوَمْخَة العَذْلة المحرقة قال الأَزهري والأَصلا في الوَمْخةِ الوَبْخَة فقلبت الباءُ ميماً لقرب مخرجيهما

( يثخ ) الميثخة الدِّرة التي يضرب بها عن ثعلب

( يفخ ) اليافوخ ملتقى عظم مقدم الرأْس ومؤخره وهو مذكور في الهمزة قال ابن سيده لم يشجعنا على وضعه في هذا الباب إِلاَّ أَنَّا وجدنا جمعه يوافيخ فاستدللنا بذلك على أَن ياءه أَصل وقد ذكرناه نحن في أَفخ

( ينخ ) اليَنْخ من قولك أَينخ الناقة دعاها للضِّراب فقال لها إِينَخ إِينَخ قال الأَزهري هذا زجر لها كقولك إِخْ إِخْ

( د ) الدال حرف من الحروف المجهورة ومن الحروف النِّطْعيَّة وهي والطاءُ والتاء في حيز واحد

( أبد ) الأَبَدُ الدهر والجمع آباد وأُبود وفي حديث الحج قال سراقة بن مالك أَرأَيت مُتْعَتَنا هذه أَلِعامنا أَم للأَبد ؟ فقال بل هي للأَبد وفي رواية أَلعامنا هذا أَم لأَبَدٍ ؟ فقال بل لأَبَدِ أَبَدٍ وفي أُخرى بل لأَبَدِ الأَبَد أَي هي لآخر الدهر وأَبَدٌ أَبيد كقولهم دهر دَهير ولا أَفعل ذلك أَبد الأَبيد وأَبَد الآباد وأَبَدَ الدَّهر وأَبيد وأَبعدَ الأَبَدِيَّة وأَبدَ الأَبَدين ليس على النسب لأَنه لو كان كذلك لكانوا خلقاء أَن يقولوا الأَبديّينِ قال ابن سيده ولم نسمعه قال وعندي أَنه جمع الأَبد بالواو والنون على التشنيع والتعظيم كما قالوا أَرضون وقولهم لا أَفعله أَبدَ الآبدين كما تقول دهرَ الداهرين وعَوضَ العائضين وقالوا في المثل طال الأَبعدُ على لُبَد يضرب ذلك لكل ما قدُمَ والأَبَدُ الدائم والتأْييد التخليد وأَبَدَ بالمكان يأْبِد بالكسر أُبوداً أَقام به ولم يَبْرَحْه وأَبَدْتُ به آبُدُ أُبوداً كذلك وأَبَدَت البهيمةُ تأْبُد وتأْبِدُ أَي توحشت وأَبَدَت الوحش تأْبُد وأْبِدُ أُبوداً وتأْبَّدت تأَبُّداً توحشت والتأَبُّد التوحش وأَبِدَ الرجلُ بالكسر توحش فهو أَبِدٌ قال أَبو ذؤَيب فافْتَنَّ بعدَ تَمامِ الظِّمّءِ ناجيةً مثل الهراوة ثِنْياً بَكْرُها أَبِدُ أَي ولدها الأَوّل قد توحش معها والأَوايد والأُبَّدُ الوحش الذكَر آبد والأُنثى آبدة وقيل سميت بذلك لبقائها على الأَبد قال الأَصمعي لم يمت وَحْشيّ حتف أَنفه قط إِنما موته عن آفة وكذلك الحية فيما زعموا وقال عديّ بن زيد وذي تَناويرَ مَمْعُونٍ له صَبَحٌ يغذُو أَوابد قد أَفْلَيْنَ أَمْهارا يعني بالأَمهار جحاشها وأَفلين صرن إِلى أَن كبر أَولادهن واستغنت عن الأُمهات والأُبود كالأَوابد قال ساعدة بن جؤَية أَرى الدهر لا يَبقْى على حَدَثانه أُبودٌ بأَطراف المثاعِدِ جَلْعَدِ قال رافع بن خديج أَصبنا نهب إِبل فندّ منها بعير فرماه رجل بسهم فحبسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إِن لهذه الإِبل أَوابد كأَوابدِ الوحش فإِذا غلبكم منها شيءٌ فافعلوا به هكذا الأَوابد جمع آبدة وهي التي قد توحشت ونفرَت من الإِنس ومنه قيل الدار إِذا خلا منها أَهلها وخلفتهم الوحش بها قد تأَبدت قال لبيد بِمِنىَ تَأَبَّد غَوْلُها فرجامُها وتأَبد المنزل أَي أَقفر وأَلفته الوحوش وفي حديث أُم زرع فأَراح عليّ من كل سائمةٍ زَوْجَيْن ومن كل آبِدَةٍ اثنتين تريد أَنواعاً من ضروب الوحوش ومنه قولهم جاءَ بآبدة أَي بأَمر عظيم يُنْفَرُ منه ويُستوحش وتأَبَّدت الدار خلت من أَهلها وصار فيها الوحش ترعاه وأَتان أَبَدٌ وحشية والآبدة الداهية تبقى على الأَبد والآبدة الكلمة أَو الفعلة الغريبة وجاءَ فلان بابدة أَي بداهية يبقى ذكرها على الأَبد ويقال للشوارد من القوافي أَوابد قال الفرزدق لَنْ تُدْرِكوا كَرَمي بِلُؤْمِ أَبيكُمُ وأوابِدِي بتَنَحُّل الأشعارِ ويقال للكلمة الوحشية آبدة وجمعها الأَوابد ويقال للطير المقيمة بأَرضٍ شتاءَها وصيفها أَوابد من أَبَدَ بالمكان يأْبِدُ فهو آبد فإِذا كانت تقطع في أَوقاتها فهي قواطع والأَوابد ضد القواطع من الطير وأَتان أَبِد في كل عام تلد قال وليس في كلام العرب فَعِلٌ إِلا أَبِدٌ وأَبِلٌ وبلِحٌ ونَكِحٌ وخَطِبٌ إِلا أَن يتكلف فيبني على هذه الأَحرف ما لم يسمع عن العرب ابن شميل الأَبِدُ الأَتان تَلد كل عام قال أَبو منصور أَبَلٌ وأَبِد مسموعان وأَما نَكِحٌ وخَطِبٌ فما سمعتهما ولا حفظتهما عن ثقة ولكن يقال بِكْحٌ وخِطْبٌ وقال أَبو مالك ناقة أَبِدَةٌ إِذا كانت ولوداً قيَّد جميع ذلك بفتح الهمزة قال الأَزهري وأَحسبهما لغتين أَبِد وإِبِدٌ الجوهري الإِبِد على وزن الإِبل الولود من أَمة أَو أَتان وقولهم لن يُقْلِعَ الجَدُّ النَّكِدْ إِلا بَجَدِّ ذي الإِبِدْ في كلِّ ما عامٍ تَلِدْ والإِبِد ههنا الأَمة لأَن كونها ولوداً حرمان وليس بحدّ أَي لا تزداد إِلا شرّاً والإِبِدُ الجوارح من المال وهي الأَمة والفرس الأُنثى والأَتان يُنْتَجن في كل عام وقالوا لن يبلغ الجدّ النكِد إِلا الإِبِد في كل عام تلد يقول لن يصل إِليه فيذهب بنكده إِلا المال الذي يكون منه المال ويقال وقف فلان أَرضه مؤَبَّداً إِذا جعلها حبيساً لا تُباع ولا تورث وقال عبيد بن عمير الدنيا أَمَدٌ والآخرة أَبَدٌ وأَبِدَ عليه أَبَداً غضب كَعَبدِ وأَمِدَ ووبِدَ وومِدَ عَبَداً وأَمَداً ووبَدَاً وومَداً وأَبيدَةُ موضع قال فما أَبِيدَةُ من أَرض فأَسْكُنَها وإِن تَجاوَرَ فيها الماءُ والشجر ومأْبِد موضع قال ابن سيده وعندي أَنه مابِد على فاعل وستذكره في مبد والأُبَيْدُ نبات مثل زرع الشعير سواء وله سنبلة كسنبلة الدُّخْنة فيها حب صغير أصغر من الخردل وهي مسمنة للمال جداً

( أجد ) الإِجادُ والأُجادُ طاق قصير وبناءٌ مُؤَجَّد مقوًّى وثيق محكم وقد أَجَّدَه وأَجَدَهُ وناقة مُؤجَدَة موُثقة الخلق وأُجُدٌ مُتصلة الفَقار تراها كأَنها عظم واحد وناقة أُجُد أَي قوية موثقة الخلق والأُجُدُ اشتقاقه من الإِجاد والإِجاد كالطاق القصير يقال عَقْدٌ مؤجد وناقة مؤجدة القَوى وناقة أُجُدٌ وهي التي فقار ظَهرها متصل وآجدها الله فهي مُؤجدة القَرى أَي موثقة الظهر وفي حديث خالد بن سنان وجدت أُجُداً تحثها الأُجُدُ بضم الهمزة والجيم الناقة القوية الموثقة الخلق ولا يقال للجمل أُجُدٌ ويقال الحمد لله الذي آجدني بعد ضعف أَي قوّاني وإِجدْ بالكسر من زجر الخيل

( أحد ) في أَسماءِ الله تعالى الأَحد وهو الفرد الذي لم يزل وحده ولم يكن معه آخر وهو اسم بني لنفي ما يذكر معه من العدد تقول ما جاءَني أَحد والهمزة بدل من الواو وأَصله وَحَدٌ لأَنه من الوَحْدة والأَحَد بمعنى الواحد وهو أَوَّل العدد تقول أَحد واثنان وأَحد عشر وإِحدى عشرة وأَما قوله تعالى قل هو الله أَحد فهو بدل من الله لأَن النكرة قد تبدل من المعرفة كما قال الله تعالى لنسفعنْ بالناصية ناصية قال الكسائي إِذا أَدخلت في العدد الأَلف واللام فادخلهما في العدد كله فتقول ما فعلت الأَحَدَ عَشَرَ الأَلف الدرهم والبصريون يدخلونهما في أَوّله فيقولون ما فعلت الأَحد عشر أَلف درهم لا أَحد في الدار ولا تقول فيها أَحد وقولهم ما في الدار أَحد فهو اسم لمن يصلح أَن يخاطب يستوي فيه الواحد والجمع والمؤَنث والمذكر وقال الله تعالى لستن كأَحد من النساءِ وقال فما منكم من أَحد عنه حاجزين وجاؤُوا أُحادَ أُحادَ غير مصروفين لأَنهما معدولان في اللفظ والمعنى جميعاً وحكي عن بعض الأَعراب معي عشرة فأَحِّدْهن أَي صيرهن أَحد عشر وفي الحديث أَنه قال لرجل أَشار بسبابتيه في التشهد أَحِّدْ أَحِّدْ وفي حديث سعد في الدعاء أَنه قال لسعد وهو يشير في دعائه باصبعين أَحِّدْ أَحِّدْ أَي أَشر بإِصبع واحدة لأَن الذي تدعو إِليه واحد وهو الله تعالى والأَحَدُ من الأَيام معروف تقول مضى الأَحد بما فيه فيفرد ويذكر عن اللحياني والجمع آحاد وأُحْدانٌ واستأْحد الرجل انفرد وما استاحد بهذا الأَمر لم يشعر به يمانية وأُحُد جبل بالمدينة وإِحْدى الإِحَدِ الأَمر المنكر الكبير قال بعكاظٍ فعلوا إِحدى الإِحَدْ وفي حديث ابن عباس وسئل عن رجل تتابع عليه رمضانان فقال إِحدى من سبع يعني اشْتدّ الأَمر فيه ويريد به إِحدى سني يوسف النبي على نبينا محمد وعليه الصلاة والسلام المجدبة فشبه حاله بها في الشدة أَو من الليالي السبع التي أَرسل الله تعالى العذاب فيها على عاد

( أخد ) قال الأَزهري روى الليث في هذا الباب أَخذ وقال المُسْتأْ خِد المُسْتكين قال ومريض مُسْتأخِد أَي مستكِين لمرضه قال أَبو منصور هذا حرف مُصَحَّف والصواب المُستأْخِذُ بالذال وهو الذي يسيل الدَّم من أَنفه ويقال للذي بعينه رمد مستأْخِذ أَيضاً والمُستأْخِذُ المُطاطئ رأْسه من الوجع قال هذا كله بالذال و موضعها باب الخاء والذال

( أدد ) الإِدُّ والإِدَّةُ العَجبُ والأَمر الفظيع العظيم والداهية وكذلك الآدّ مثل الفاعل وجمعُ الإِدَّة إِدَدٌ وأَمر إِدٌّ وصف به هذه عن اللحياني وفي التزيل العزيز لقد جئتم شيئاً إِدّاً قراءة القراء إِدّاً بكَسر الأَلف إِلا ما روي عن أَبي عمر وأَنه قرأَ أَدّاً قال ومن العرب من يقول لَقد جئت بشيء آدّ مثل مادّ قال وهو في الوجوه كلها بشيء عظيم وأَنشد ابن دريد يا أُمّنا ركبتُ أَمراً إِدّا رأَيتُ مشبوحَ الذِّراع نَهْدا فنِلتُ منه رَشْفَاً وبَرْدا والإِدّ الداهية تئدّ وتؤدّ أَدّاً قال ابن سيده وأَرى اللحياني حكى تأَدُّ فإِما أَن يكون بني ماضيه على فعل وإِما أَن يكون من باب أَبى يأْبى وأَدّه الأَمر يؤُدّه ويئدّه إِذا دهاه الليث يقال أَدّت فلاناً داهية تؤده أَدّاً بالفتح قال رؤبة والإِدَدَ الإِدادَ والعَضائِلا والإِدّ بكسر الهمزة الشدَّة وفي حديث عليّ رضى الله تعالى عنه قال رأَيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت ما لقيت بعدك من الإِدَدِ والأَوَدِ الإِدد بكسر الهمزة الدواهي العظام واحدتها إِدّة بالكسر والتشديد والأَوَدُ العوج والأَدُّ الغلبةُ والقوّةُ قال نَضَوْنَ عنّي شدّةً وأَدّا من بعدِ ما كنتُ صُمُلاًّ نَهْدا وأَدّت الناقة والإِبل تؤدّ أَدّاً رجَّعت الحنين في أَجوافها وأَدُّ الناقة حنينها ومدّها لصوتها عن كراع وأَدّ البعيرُ يؤدّ أَدّاً هَدَرَ وأَدّ الشيءَ والحبل يؤدّه أَدّاً مدّه وأَدّ في الأَرض يؤدّ أَدّاً ذهب وأَدَدُ الطريق دَررُه والأَدُّ صوتَ الوطء قال الشاعر يَتْبَعُ أَرضاً جِنُّها يُهوّلُ أَدٌّ وسَجْعٌ ونَهِيمٌ هَتْمَلُ والأَديد الجبلة وشديدٌ أَديدٌ إِتباع له وأُدُد وأُدَد أَبو عدنان وهو أُدّ بن طابخة
( * قوله « وهو أدّ بن طابخة إلى قوله بمنزلة عمر » كذا في نسخة المؤلف وعبارة القاموس وشرحه وأدد كعمر مصروفا وأدد بضمتين لغة فيه عن سيبويه أبو قبيلة من حمير وهو أدد بن زيد بن كلان بن سبأ بن حمير وأدّ بالضم ابن طابخة بن الياس بن مضر أبو قبيلة أخرى ) بن الياس ابن مضر قال الشاعر أُدُّ بن طابِخةٍ أَبونا فانسبُوا يومَ الفَخارِ أَباً كأُدٍّ تُنْفَروا قال ابن دريد أَحسب أَنّ الهمزة في أُدّ واو لأَنه من الودّ أَي الحب فأُبدلت الواو همزة كما قالوا اقتت وأَرخ الكتاب وأُدَد أَبو قبيلة من اليمن وهو أُدَدُ بن زيد بن كهلان بن سبأ بن حمير والعرب تقول أُدَداً جعلوه بمنزلة ثُقَب ولم يجعلوه بمنزلة عمر الأَزهري وكان لقريش صنم يدعونه وُدّاً ومنهم من يهمز فيقول أُد

( أزد ) الأَزْدُ لغة في الأَسْد تجمع قبائل وعمائر كثيرة في اليمن وأَزْدٌ أَبو حيّ من اليمن وهو أَزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن كهلان بن سبا وهو أَسْدٌ بالسين أَفصح يقال أَزد شَنُوُءة وأَزْدُ عُمان وأَزْدُ السراة قال النجاشي واسمه قيس بن عمرو وكان عاهد أَزد شنوءة وأَزد عمان أَن لا يحولا عليه فثبتت أَزد شنوءة على عهده دون أَزد عمان فقال وكنتُ كذي رِجليْنِ رجلٍ صحيحةٍ ورجْلٍ بها رَيبٌ من الحَدَثانِ فأَما التي صحَّتْ فأَزْدُ شنوءَةٍ وأَما التي شُلَّت فأَزْدُ عُمَانِ

( أسد ) الأَسَد من السباع معروف والجمع آساد وآسُد مثل أَجبال وأَجبل وأُسُود وأُسُد مقصور مثل وأَسْدٌ مخفف وأُسْدانٌ والأُنثى أَسَدة وأَسَدٌ آسد على المبالغة كما قالوا عَرادٌ عَرِدٌ عن ابن الأَعرابي وأَسَدٌ بَيّنُ الأَسَد نادر كقولهم حِقَّهٌ بيّن الحقَّةِ وأَرض مأْسَدة كثيرة الأُسود والمأْسدة له موضعان يقال لموضعِ الأَسد مأْسدة ويقال لجمع الأَسَد مأْسدة أَيضاً كما يقال مَشْيَخة لجمع الشيخ ومَسْيَفة للسيوف ومَجَنَّة للجن ومَضَبَّة للضباب واستأْسد الأْسدَ دعاه قال مهلهل إِني وجدت زُهيراً في مآثِرِهم شبْهَ الليوثِ إِذا استأْسدتَهم أَسِدوا وأَسِد الرجلُ استأْسد صار كالأَسد في جراءَته وأَخلاقه وقيل لامرأَة من العرب أَيّ الرجال زوجك ؟ قالت الذي إِن خرج أَسِدَ وإِن دخل فهِدَ ولا يسأَل عما عهِدَ وفي حديث أُم زرع كذلك أَي صار كالأَسد في الشجاعة يقال أَسِد واستأْسد إِذا اجترأَ وأَسِد الرجل بالكسر يأْسَدُ أَسَداً إِذا تحير ورأَى الأَسد فدهِش من الخَوف واستأْسد عليه اجترأَ وفي حديث لقمان بن عاد خذ مني أَخي ذا الأَسَدِ الأَسَدُ مصدر أَسِد يأْسَدُ أَي ذو القوّة الأَسدية وأَسد عليه غضب وقيل أَسد عليه سفه واستأْسد النبت طال وعظم وقيل هو أَن ينتهي في الطول ويبلغ غايته وقيل هو إِذا بلغ والتف وقوي وأَنشد الأَصمعي لأَبي النجم مستأْسِدٌ أَذْنابُه في عَيْطلِ يقول للرائِدِ أَعشبتَ انْزلِ وقال أَبو خراش الهذلي يُفَحّين بالأَيدي على ظهرِ آجنٍ له عَرْمَضٌ مستأْسدٌ ونَجيل قوله يفحّين أَي يفرّجن بأَيديهن لينال الماء أَعناقهن لقصرها يعني حُمُراً وردت الماء والعَرمَض الطحلب وجعله مستأْسداً كما يستأْسد النبت والنجيل النزّ والطين وآسَدَ بين القوم
( * قوله « وآسد بين القوم » كذا بالأصل وفي القاموس مع الشرخ كضرب أفسد بني القوم ) أَفسد وآسد الكلبَ بالصيد إِيساداً هيجه وأَغراه وأَشلاه دعاه وآسَدْتُ بين الكلاب إِذا عارشت بينها وقال رؤْبة تَرمِي بنا خِندِفُ يوم الإِيساد والمؤسِدُ الكلاَّب الذي يُشْلي كلبه للصيد يدعوه ويغريه وآسدت الكلْبَ وأَوسدته أَغريته بالصيد والواو منقلبة عن الأَلف وآسدَ السيرَ كأَسْأَدَهُ عن ابن جني قال ابن سيده وعسى أَن يكون مقلوباً عن أَسأَد ويقال للوسادة الإِسادة كما قالوا للوشاحِ إِشاح وأُسَيْد وأَسِيدٌ اسمان والأَسَدُ قبيلة التهذيب وأَسَد أَبو قبيلة من مضر وهو أَسَد بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر وأَسَد أَيضاً قبيلة من ربيعة وهو أَسَد بن ربيعة بن نزار والأَسْد لغة في الأَزد يقال هم الأَسْد شنوءة والأَسْديّ بفتح الهمزة ضرب من الثياب وهو في شعر الحطيئة يصف قفزاً مُستهلكُ الوِرْدُ كالأَسْدِيّ قد جعَلَتْ أَيدي المَطِيِّ به عادِيِّةً رَغُبا مستهلك الورد أَي يهلك وارده لطوله فشبهه بالثوب المُسَدَّى في استوائه والعادية الآبار والرغب الواسعة الواحد رغيب قال ابن بري صوابه الأُسْدِيُّ بضم الهمزة ضرب من الثياب قال ووهم من جعله في فصل أَسد وصوابه أَن يذكر فيفصل سديَ قال أَبو علي يقال أُسْديّ وأُسْتيٌّ وهو جمع سَدىً وستىً للثوب المُسَدَّى كأُمْعُوز جمع مَعَزٍ قال وليس بجمع تكسير وإِنما هو اسم واحد يراد به الجمع والأَصل فيه أُسْدُويٌّ فقلبت الواو ياء لاجتماعهما وسكون الأَوّل منهما على حد مرميّ ومخشيّ

( أصد ) الأُصْدَةُ بالضم قميص صغير يلبس تحت الثوب قال الشاعر ومُرْهَق سالَ إِمْتاعاً بأُصْدَتِه لم يَسْتَعِن وحوامي الموتِ تغْشاه ثعلب الأُصْدَةُ الصُّدْرة قال الشاعر مثلَ البرام غدا في أُصْدَةٍ خلَقٍ لم يَسْتَعِنْ وحوامي الموتِ تغشاه ويقال أَصَّدْتُه تأْصيداً ابن سيده الأَصْدَة والأَصيدَة والمُؤَصَّدُ صدَارٌ تلبسه الجارية فإِذا أَدركت دَرّعت وأَنشد ابن الأَعرابي لكثير وقد دَرَّعوها وهْي ذات مُؤَصَّدٍ مَجُوبٍ ولما تلبَسِ الدرعَ رِيدُها وقيل الأُصدَة ثوب لا كُمَّيْ له تلبسه العروس والجارية الصغيرة والأَصيدة كالحظيرة يعمل لغة في الوصيدة وأَصَدَ البابَ أَطبقه كأَوصْد إِذا أَغلقه ومنه قرأَ أَبو عمرو إِنها عليهم مؤصدة بالهمز أَي مطبقة وأَصَدع القدر أَطبقها والاسم منها الإِصادُ والأَصاد وجمعه أُصُد أَبو عبيدة آصدت وأَوصدت إِذا أَطبقت الليث الإِصادُ والإِصد هما بمنزلة المطبق يقال أَطبق عليهم الإِصادُ والوصادَ والإِصدة وقال أَبو مالك أَصَدْتنا مُذ اليومِ إِصادةً والأَصيدُ الفناء والوصيد أَكثر وذا الإِصادِ موضع قال لطمن على ذاتِ الإِصادِ وجمعُكم يَرَون الأَذى من ذِلَّةٍ وهوان وكان مجرى داحس والغَبْراء من ذاتِ الإِصاد وهو موضع وكانت الغايةُ مائة غلوةٍ والإِصادُ هي رَدْهة بين أَجْبُلٍ

( أصفعد ) الإِصْفَعْدُ من أَسماء الخمر قال أَبو المنيع الثعلبي لها مَبْسَمٌ شخْتٌ كأَن رُضَابَهُ بُعَيْدَ كَراها إِصْفَعِنْدٌ مُعَتَّق قال المفسر أَنشدني البيت أَبو المبارك الأَعرابي القحذميّ عن أَبي المنيع لنفسه قال وما سمعت بهذا الحرف من أَحد غيره قال ورأَيته في شعره بخط ابن قطرب قال ابن سيده وإِنما أَثبته في الخماسي ولم أَحكم بزيادة النون لأَنه نادر لا مادة له ولا نظير في الأَبنية المعروفة وأَحْرِ بهِ أَن يكون في الخماسي كانقحل في الثلاثي

( أطد ) الأَطَد العَوْسَج عن كراع

( أفد ) أَفِدَ الشيءُ يأْفَدُ أَفَداً فهو أَفِدٌ دنا وحضر وأَسرع والأَفِد المستعجِلُ وأَفِدَ الرجل بالكسر يأْفَد أَفَداً أَي عجل فهو أَفِدٌ على فَعِل أَي مستعجل والأَفَد العَجَلة وقد أَفد تَرحُّلنا واستأفَد أَي دنا وعجل وأَزِف وفي حديث الأَحنف قد أَفِدَ الحجُّ أَي دنا وقته وقرب وقال النضر أَسرِعُوا فقد أَفِدتم اي أَبطأْتم قال والأَفْدة التأْخير الأَصمعي امرأَة أَفِدة أَي عجلة

( أكد ) أَكَّد العهدَ والعقدَ لغة في وكَّده وقيل هو بدل والتأْكيد لغة في التوكيد وقد أَكَّدْت الشيء ووكَدْته ابن الأَعرابي دستُ الحنطة ودرستها وأَكَدْتها

( ألد ) تأَلَّد كتبلَّد
( * قوله « كتبلد » عبارة القاموس والشرح كتبلد إذا تحير )

( أمد ) الأَمَدُ الغاية كالمَدَى يقال ما أَمدُك ؟ أَي منتهى عمرك وفي التنزيل العزيز ولا تكونوا كالذين أُوتو الكتاب من قبل فطال عليهم الأَمدُ فَقَسَتْ قلوبهم قال شمر الأَمَدُ منتهى الأَجل قال وللإِنسان أَمَدانِ أَحدهما ابتداء خلقه الذي يظهر عند مولده والأَمد الثاني الموت ومن الأَول حديث الحجاج حين سأَل الحسن فقال له ما أَمَدُكَ ؟ قال سنتان من خلافة عمر أَراد أَنه ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر رضي الله عنه والأَمَدُ الغضب أَمِدَ عليه وأَبِدَ إِذا غضب عليه وآمِدُ بلد
( * قوله « وآمد بلد إلخ » عبارة شرح القاموس وآمد بلد بالثغور في ديار بكر مجاورة لبلاد الروم ثم قال ونقل شيخنا عن بعض ضبطه بضم الميم قلت وهو المشهور على الألسنة ) معروف في الثغور قال بآمِدَ مرَّةً وبرأْسِ عينٍ وأَحياناً بِمَيَّا فارِقينا ذهب إِلى الأَرض أَو البقعة فلم يصرف والإِمِّدانُ الماءُ على وجه الأَرض عن كراع قال ابن سيده ولست منه على ثقة وأَمَدُ الخيل في الرهان مَدافِعُها في السباق ومنتهى غاياتها الذي تسبق إِليه ومنه قول النابغة سَبْقَ الجوادِ إِذا استولى على الأَمَدِ أَي غلب على منتهاه حين سبق وسيلة إِليه أَبو عمرو يقال للسفينة إِذا كانت مشحونة عامِدٌ وآمِدٌ وعامدة وآمِدَة وقال السامدُ العاقل والآمِدُ المملوء من خير أَو شرّ

( أندرورد ) الأَزهري في الرباعي روى بسنده عن أَبي نجيح قال كان أَبي يلبس أَنْدرَاوَرْدَ قال يعني التُّبَّان وفي حديث عليّ كرم الله وجهه أَنه أَقبل وعليه أَنْدَرْوَرْدِيَّةٌ قيل هي نوع من السراويل مُشَمَّر فوقَ التُّبَّان يغطي الركبة وقالت أُم الدرداء زارنا سلمان من المدائن إِلى الشام ماشياً وعليه كساء وأَنْدَرَاوَرْدُ يعني سراويل مشمرة وفي رواية وعليه كساء أَنْدَرْوَرْد قال ابن الأَثير كأَن الأَول منسوب إِليه قال أَبو منصور وهي كلمة عجمية ليست بعربية

( أود ) آدَه الأَمرُ أَوْداً وأُوُوداً بلغ منه المجهود والمشقة وفي التزيل العزيز ولا يؤُوده حفظهما قال أَهل التفسير وأَهل اللغة معاً معناه ولا يكرثه ولا يثقله ولا يشق عليه مِن آده يؤُوده أَوْداً وأَنشد إِذا ما تَنُوءُ به آدَهَا وأَنشد ابن السكيت إِلى ماجدٍ لا ينبَحُ الكلبُ ضيفَه ولا يَتَآداه احتمالُ المغارِمِ قال لا يتآداه لا يثقله أَراد يتأَوَّد فقلبه وفي صفة عائشة أَباها رضي الله عنهما قالت وأَقام أَوَدَهُ يثقافِه الأَوَدُ العوج والثقاف هو تقويم المعوج وفي حديث نادبة عمر رضي الله عنه واعُمَراه أَقام الأَوَدَ وشفى العَمَدَ والمآوِد والموائد الدواهي وهو من القلوب ورماه بإِحدى المآود أَي الدواهي عن ابن الأَعرابي وحكي أَيضاً رماه بإِحدى الموائد في هذا المعنى كأَنه مقلوب عن المآود أَبو عبيد المَوْئدُ بوزن معبد الأمر العظيم وقال طرفة أَلَسْتَ ترى أَنْ قد أَتَيْت بمَوْئدٍ
( * في معلقة طرفة بُمؤيدِ )
وجمعه غيره على مآوِدَ جعله من آده يو وده أَوْداً إِذا أَثقله والتأَوّد التثني وأَوِدَ الشيءُ بالكسر يأْوَدُ أَوَداً فهو آودٌ اعوجَّ وخص إبو حنيفة به القِدْحَ وتأَوّد الشيءُ تعوّج وأُدْتُ العود وغيره أَوْداً فانْآد وأَوَّدتُه فتأَوّد كلاهما عجته وعطفته وتأَوّدَ العودُ تأَوُّداً إِذا تثنى قال الشاعر تأَوّد عُسْلُجٌ على شطّ جعفرٍ وآد العودَ يؤوده أَوداً إِذا حماه وقد انآد العودُ ينآد انئياداً فهو مُنآد إِذا انثنى واعوجَّ والانْئِياد الانحناء قال العجاج من أَن تَبَدّلتُ بآدي آدا لم يكُ يَنْآد فَأَمْسَى انْآدا أَي قد انْآد فجعل الماضي حالاً بإِضمار قد كقوله تعالى أَو جاؤكم حصرت صدورهم ويقال آد النهارُ يَؤود أَوْداً إِذا رجع في العشيّ وأَنشد ثم ينوشُ إِذا آدَ النهارُ له على الترقُّبِ مِن هَمٍّ ومِن كَتْمِ وآد العشيُّ إِذا مال وآد الشيءُ أَوْداً رجع قال ساعدة بن العجلان يصف أَنه لقي رجلاً من خصومه ففرّ منه واستتر نهارَه الى قريب من آخره ثم أَسرع في الفرار أَقمتَ بها نهارَ الصيْفِ حتى رأَيتَ ظِلال آخِره تَؤُودُ غداةَ شُواحِطٍ فَنَجوتَ منه وثوبُك في عَباقِيَةٍ هرِيدُ أَي ترجع وتميل إِلى ناحية المشرق وشواحط موضع وعباقية شجرة وهريد مشقوق وقال المرقش والعَدْوُ بين المجلسَينِ إِذا آدَ العشيُّ وتَنادى العَمّ وقال آخر يمدح امرأَة مالت عليها الميرة بالتمر خُذامِيَّةٌ آدتْ لها عَجْوةُ القِرَى فتأْكل بِالمأْقُوط حَيْساً مُجَعَّدا وآد عليه عطف وآده بمعنى حناه وعطفه وأَصلهما واحد الليث في التؤدة بمعنى التأَني قال يقال اتَّئِد وتوَأّد فاتَّئِد على افتعل وتَوَأَّد على تفعَّل قال والأَصل فيهما الوأْد إِلاَّ أَن يكون مقلوباً من الأَود وهو الإِثقال فيقال آدني يؤُودني أَي أَثقلني وآدني الحمل أَوْداً أَي أَثقلني وأَنا مَؤُود مثل مقول ويقال ما آدَكَ فهو لي آيِدٌ ويقال تأَوَّدتِ المرأَة في قيامها إِذا تثنت لتثاقلها ثم قالوا تَوَأُّد واتَّأَد إِذا تَرَزَّن وتمهل قال الأَزهري والمقلوبات في كلام العرب كثيرة ونحن ننتهي إِلى ما ثبت لنا عنهم ولا نحدث في كلامهم ما لم ينطقوا به ولا نقيس على كلمة نادرة جاءت مقلوبة وأَوْدُ قبيلة غير مصروف زاد الأَزهري من اليمن وأُود بالضم موضع بالبادية وقيل رملة معروفة قال الراعي فأَصْبَحْنَ قد خلَّفْنَ أُودَ وأَصبحتْ فِراخُ الكثيبِ ضُلَّعاً وخَرائِقُه وأَود بالفتح اسم رجل قال الأَفوه الأَودي مُلْكُنا مُلْكٌ لَقاحٌ أَوّلٌ وأَبونا من بني أَوْدٍ خيار

( أيد ) الأَيْدُ والآدُ جميعاً القوة قال العجاج من أَن تبدّلت بآدِي آدا يعني قوّة الشباب وفي خطبة علي كرم الله وجهه وأَمسكها من أَن تمور بأَيْدِه أَي بقوّته وقوله عز وجل واذكر عبدنا داود ذا الأَيْد أَي ذا القوة قال الزجاج كانت قوّته على العبادة أَتم قوة كان يصوم يوماً ويفطر يوماً وذلك أَشدّ الصوم وكان يصلي نصف الليل وقيل أَيْدُه قوّته على إِلانةِ الحديد بإِذن الله وتقويته إِياه وقد أَيَّده على الأَمر أَبو زيد آد يَئِيد أَيداً إِذا اشتد وقوي والتأْييد مصدر أَيَّدته أَي قوّيته قال الله تعالى إِذا أَيدتك بروح القدس وقرئ إِذا آيَدْتُك أَي قوّيتك تقول من آيَدْته على فاعَلْته وهو مؤيَد وتقول من الأَيْد أَيَّدته تأْييداً أَي قوَّيته والفاعل مؤَيِّدٌ وتصغيره مؤَيِّد أَيضاً والمفعول مُؤَيَّد وفي التنزيل العزيز والسماء بنيناها بأَيد قال أَبو الهيثم آد يئيد إِذا قوي وآيَدَ يُؤْيِدُ إِيآداً إِذا صار ذا أَيد وقد تأَيَّد وأُدت أَيْداً أَي قوِيتُ وتأَيد الشيء تقوى ورجل أَيِّدٌ بالتشديد أَي قويّ قال الشاعر إِذا القَوْسُ وَتَّرها أَيِّدٌ رَمَى فأَصاب الكُلى والذُّرَا يقول إِذا الله تعالى وتَّر القوسَ التي في السحاب رمى كُلى الإِبل وأَسنمتَها بالشحم يعني من النبات الذي يكون من المطر وفي حديث حسان بن ثابت إن روح القدس لا تزال تُؤَيِّدُك أَي تقويك وتنصرك والآد الصُّلب والمؤيدُ مثال المؤمن الأَمر العظيم والداهية قال طرفة تقول وقد تَرَّ الوظيفُ وساقُها أَلستَ تَرى أَنْ قد أَتيتَ بمُؤْيِدِ ؟ وروى الأَصمعي بمؤيَد بفتح الياء قال وهو المشدّد من كل شيء وأَنشد للمثَبِّب العَبْدي يَبْنى تَجَاليدي وأَقْتادَها ناوٍ كرأْسِ الفَدَنِ المُؤْيَدِ يريد بالناوي سنامها وظهرها والفدَن القصر وتجاليده جسمه والإِيادُ ما أُيِّدَ به الشيء الليث وإِيادُ كل شيء ما يقوّى به من جانبيه وهما إِياداه وإِياد العسكر الميمنة والميسرة ويقال لميمنة العسكر وميسرته إِياد قال العجاج عن ذي إِيادَينِ لَهَامٍ لو دَسَرْ برُكْنهِ أَركانَ دَمْخٍ لانْقَعَرْ وقال يصف الثور متخذاً منها إِياداً هدَفا وكل شيء كان واقياً لشيء فهو إِيادُه والإِياد كل مَعْقل أَو جبل حصين أَو كنف وستر ولجأ وقد قيل إِن قولهم أَيده الله مشتق من ذلك قال ابن سيده وليس بالقوي وكل شيء كَنَفَك وسترك فهو إِياد وكل ما يحرز به فهو إِياد وقال امرؤ القيس يصف نخيلاً فأَثَّتْ أَعاليه وآدتْ أُصولُه ومال بِقِنْيانً من البُسْرِ أَحمرا آدت أُصوله قويت تَئيدُ أَيْداً والإِيادُ التراب يجعل حول الحوض أَو الخباءَ يقوى به أَو يمنع ماء المطر قال ذو الرمة يصف الظليم دفعناه عن بَيضٍ حسانٍ بأَجْرَعٍ حَوَى حَوْلَها من تُرْبهِ بإِيادِ يعني طردناه عن بيضه ويقال رماه الله بإِحدى الموائد والمآود أَي الدواهي والإِياد ماحَنا من الرمل وإِياد اسم رجل هو ابن معدّ وهم اليوم باليمن قال ابن دريد هما إِيادانِ إِياد بن نزار وإِياد بن سُود بن الحُجر بن عمار بن عمرو الجوهري إِيادُ حيّ من معدّ قال أَبو دُواد الإِيادي في فُتوٍّ حَسَنٍ أَوجهُهُمْ من إِياد بن نِزار بن مُضر

( بترد ) بَتْرَدُ موضع

( بجد ) بَجَدَ بالمكان يَبْجُدُ بُجوداً وبَجَداً الأَخيرة عن كراع كلاهما أَقام به وبَجَّدَ تَبْجيداً أَيضاً وبَجَدَت الإِبل بُجُوداً وبَجَّدَت لزمت المرتع وعنده بَجْدَة ذلك بالفتح أَي علمه ومنه يقال هو ابن بَجْدَتها للعالم بالشيءِ المتقن له المميز له وكذلك يقال للدليل الهادي وقيل هو الذي لا يبرح من قوله بَجَد بالمكان إِذا أَقام وهو عالم ببُجْدَة أَمرك وبَجْدة أَمرك وبُجُدَة أَمرك بضم الباء والجيم أَي بدخيلته وبطانته وجاءَنا بَجْدٌ من الناس أَي طَبَقٌ وعليه بَجْدٌ من الناس أَي جماعة وجمعه بُجُودٌ قال كعب بن مالك تلوذ البُجودُ بأَدرائنا من الضُّرّ في أَزَمات السّنينا ويقال للرجل المقيم بالموضع إِنه لَباجِدٌ وأَنشد فكيف ولم تَنْفِطْ عَناقٌ ولم يُرَعْ سَوامٌ بأَكناف الأَجِرَّة باجِدُ والبَجْدُ من الخيل مائة فأَكثر عن الهجري والبِجاد كساءٌ مخطط من أَكسية الأَعراب وقيل إِذا غزل الصوف بسرة ونسج بالصِّيصَة فهو بِجاد والجمع بُجُدٌ ويقال للشُّقَّة من البُجُد قَليحٌ وجمعه قُلُح قال ورَفُّ البيت أَن يَقْصُر الكِسْرُ عن الأَرض فيوصل بخرقة من البُجُد أَو غيرها ليبلغ الأَرض وجمعه رُفوف أَبو مالك رفائف البيت أَكسية تعلق إِلى الآفاق حتى تلحق بالأَرض ومنه ذو البِجادين وهو دليل النبي صلى الله عليه وسلم وهو عنبسة بن نهم
( * قوله « وهو عنبسة بن نهم إلخ » عبارة القاموس وشرحه ومنه عبدالله بن عبد نهم بن عفيف إلخ ) المزني قال ابن سيده أُراه كان يلبس كساءَين في سفره مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك لأَنه حين أَراد المصير إِليه قطعت أُمه بِجاداً لها قطعتين فارتدى بإِحداهما وائتزر بالأُخرى وفي حديث جبير بن مطعم نظرت والناس يقتتلون يوم حنين إِلى مثل البِجاد الأَسود يهوي من السماءِ البجاد الكساءُ أَراد الملائكة الذين أَيدهم الله بهم وأَصبحت الأَرض بَجْدةً واحدة إِذا طبقها هذا الجراد الأَسود وفي حديث معاوية أَنه مازح الأَحنف بن قيس فقال له ما الشيءُ الملفف في البِجاد ؟ قال هو السخينة يا أَمير المؤمنين الملفف في البِجاد وطْبُ اللبن يلف فيه ليحمى ويدرك وكانت تميم تعير بها فلما مازحه معاوية بما يعاب به قومه مازحه الأَحنف بمثله وبِجاد اسم رجل وهو بِجاد بن رَيْسان التهذيب بُجُودات في ديار سعد مواضع معروفة وربما قالوا بُجُودة وقد ذكرها العجاج في شعره فقال « بَجَّدْن للنوح » أَي أَقمن بذلك المكان

( بخند ) البَخَنْداةُ كالخَبَنْداة وبعير مُبْخَنْدٌ كمُخْبَنْدٍ والبَخَنْداة والخَبَنْداة من النساءِ التامة القَصب الرَّيَّاءُ وفي حديث أَبي هريرة أَن العجّاج أَنشده قامت تُريك خَشْيَةَ أَن تَصرِما ساقاً بَخَنْداةً وكَعْباً أَدْرَما وكذلك البَخَنْدى والخَبَنْدى والياء للإِلحاق بسفرجل قال العجاج إِلى خَبَنْدى قصَبٍ ممكور

( بدد ) التبديد التفريق يقال شَملٌ مُبَدَّد وبَدَّد الشيءَ فتَبَدَّدَ فرّقه فتفرّق وتبدّد القوم إِذا تفرّقوا وتبدّد الشيءُ تفرّق وبَدَّه يَبُدُّه بدّاً فرّقه وجاءَت الخيل بَدادِ أَي متفرقة متبدّدة قال حسان بن ثابت وكان عيينة بن حصن بن حذيفة أَغار على سَرْح المدينة فركب في طلبه ناس من الأَنصار منهم أَبو قتادة الأَنصاريّ والمقداد بن الأَسود الكِندي حليف بني زهرة فردّوا السرح وقتل رجل من بني فزارة يقال له الحَكَمُ بن أُم قِرْفَةَ جد عبدالله بن مَسعَدَةَ فقال حسان هلْ سَرَّ أَولادَ اللقِيطةِ أَننا سِلمٌ غَداةَ فوارِسِ المِقدادِ ؟ كنا ثمانيةً وكانوا جَحْفَلاً لَجِباً فَشُلُّوا بالرماحِ بَدادِ أَي متبدّدين وذهب القوم بَدادِ بَدادِ أَي واحداً واحداً مبني على الكسر لأَنه معدول عن المصدر وهو البَدَدُ قال عوف بن الخَرِع التيميّ واسم الخرع عطية يخاطب لَقيطَ بن زُرارةَ وكان بنو عامر أَسروا معبداً أَخا لقيط وطلبوا منه الفداء بأَلف بعير فأَبى لقيط أَن يفديه وكان لقيط قد هجا تيماً وعدياً فقال عوف بن عطية التيميّ يعيره بموت أَخيه معبد في الأَسر هلاَّ فوارسَ رَحْرَحانَ هجوتَهُمْ عَشْراً تَناوَحُ في شَرارةِ وادي أَي لهم مَنْظَر وليس لهم مَخْبَر أَلاّ كرَرتَ على ابن أُمِّك مَعْبَدٍ والعامريُّ يقودُه بِصِفاد وذكرتَ من لبنِ المُحَلّق شربةً والخيلُ تغدو في الصعيد بَدادِ وتفرَّق القوم بَدادِ أَي متبددة وأَنشد أَيضاً فَشُلُّوا بالرِّماحِ بَدادِ قال الجوهري وإِنما بني للعدل والتأْنيث والصفة فلما منع بعلتين من الصرف بني بثلاث لأَنه ليس بعد المنع من الصرف إِلا منع الإِعراب وحكى اللحياني جاءت الخيل بَدادِ بَدَادِ يا هذا وبَدادَ بَدادَ وبَدَدَ بَدَدَ كخمسة عشر وبَدَداً بَدَداً على المصدر وتَفرَّقوا بَدَداً وفي الدعاء اللهم أَحصهم عدداً واقتلهم بَدَداً قال ابن الأَثير يروى بكسر الباء جمع بِدَّة وهي الحصة والنصيب أَي اقتلهم حصصاً مقسمة لكل واحد حصته ونصيبه ويروى بالفتح أَي متفرقين في القتل واحداً بعد واحد من التبديد وفي حديث خالد بن سنان أَنه انتهى إِلى النار وعليه مِدرَعَةُ صوف فجعل يفرّقها بعصاه ويقول بَدّاً بَدّاً أَي تبدّدي وتفرَّقي يقال بَدَدْتُ بدّاً وبَدَّدْتُ تبديداً وهذا خالد هو الذي قال فيه النبيّ صلى الله عليه وسلم نبيّ ضيعه قومه والعرب تقول لو كان البَدادُ لما أَطاقونا البَداد بالفتح البراز يقول لو بارزونا رجل لرجل قال فإِذا طرحوا الأَلف واللام خفضوا فقالوا يا قوم بَدادِ بَدَادِ مرتين أَي ليأْخذ كل رجل رجلاً وقد تبادّ القوم يتبادّون إِذا أَخذوا أَقرانهم ويقال أَيضاً لقوا قوماً أَبْدَادَهُمْ ولقيهم قوم أَبدادُهم أَي أَعدادهم لكل رجل رجل الجوهري قولهم في الحرب يا قوم بَدادِ بَدادِ أَي ليأْخذ كل رجل قِرنه وإِنما بني هذا على الكسر لأَنه اسم لفعل الأَمر وهو مبني ويقال إِنما كسر لاجتماع الساكنين لأَنه واقع موقع الأَمر والبَدِيدة التفرق وقوله أَنشده ابن الأَعرابي بلِّغ بني عَجَبٍ وبَلِّغْ مَأْرِباً قَوْلاً يُبِدُّهُمُ وقولاً يَجْمَعُ فسره فقال يبدُّهم يفرِّق القول فيهم قال ابن سيده ولا أَعرف في الكلام إِبددته فرَّقته وبدَّ رجليه في المِقطَرة فرَّقهما وكل من فرَّج رجليه فقد بَدَّهما قال جاريةٌ أَعظُمُها أَجَمُّها قد سَمَّنَتْها بالسَّويق أُمُّها فبَدَّتِ الرجْلَ فما تَضُمُّها وهذا البيت في التهذيب جاريةٌ يَبُدّها أَجمها وذهبوا عَبَادِيدَ يَبادِيدَ وأَباديد أَي فرقاً متبدِّدين الفراء طير أَبادِيد ويَبَادِيد أَي مفترق وأَنشد
( * قوله « وأنشد إلخ » تبع في ذلك الجوهري وقال في القاموس وتصحف على الجوهري فقال طير يباديد وأَنشد يرونني إلخ وانما هو طير اليناديد بالنون والاضافة والقافية مكسورة والبيت لعطارد بن قران )
كأَنما أَهلُ حُجْرٍ ينظرون متى يرونني خارجاً طيرٌ يَبَادِيدُ ويقال لقي فلان وفلان فلاناً فابتدّاه بالضرب أَي أَخذاه من ناحيتيه والسبعان يَبْتَدَّان الرجل إِذا أَتياه من جانبيه والرضيعان التوأَمان يَبْتَدّان أُمهما يرضع هذا من ثدي وهذا من ثدي ويقال لو أَنهما لقياه بخلاء فابْتَدّاه لما أَطاقاه ويقال لما أَطاقه أَحدهما وهي المُبادّة ولا تقل ابْتَدّها ابنها ولكن ابْتَدّها ابناها ويقال إِن رضاعها لا يقع منهما موقعاً فَأَبِدَّهما تلك النعجةَ الأُخرى فيقال قد أَبْدَدْتُهما ويقال في السخلتين إِبِدَّهما نعجتين أَي اجعل لكل واحد منهما نعجة تُرضعه إِذا لم تكفهما نعجة واحدة وفي حديث وفاة النبيّ صلى الله عليه وسلم فأَبَدَّ بصره إِلى السواك أَي أَعطاه بُدَّته من النظر أَي حظه ومنه حديث ابن عباس دخلت على عمر وهو يُبدُّني النظر استعجالاً بخبر ما بعثني إِليه وفي حديث عكرمة فَتَبَدَّدوه بينهم أَي اقتسموه حصصاً على السواء والبَدَدُ تباعد ما بين الفخذين في الناس من كثرة لحمهما وفي ذوات الأَربع في اليدين ويقال للمصلي أَبِدَّ ضَبْعَيْك وإِبدادهما تفريجهما في السجود ويقال أَبَدَّ يده إِذا مدَّها الجوهري أَبَدَّ يده إِلى الأَرض مدَّها وفي الحديث أَنه كان يُبِدُّ ضَبْعَيْه في السجود أَي يمدُّهما ويجافيهما ابن السكيت البَدَدُ في الناس تباعد ما بين الفخذين من كثرة لحمهما تقول منه بدِدتَ يا رجل بالكسر فأَنت أَبَدُّ وبقرة بَدَّاء والأَبَدُّ الرجل العظيم الخَلق والمرأَة بَدَّاءُ قال أَبو نخيلة السعدي من كلِّ ذاتِ طائفٍ وزُؤْدِ بدَّاءَ تمشي مشْيةَ الأَبَدِّ والطائف الجنون والزؤد الفزع ورجل أَبدُّ متباعد اليدين عن الجنبين وقيل بعيد ما بين الفخذين مع كثرة لحم وقيل عريض ما بين المنكبين وقيل العظيم الخلق متباعد بعضه من بعض وقد بَدَّ يَبَدُّ بَدَداً والبَدَّاءُ من النساء الضخمة الإِسْكَتَين المتباعدة الشفرين وقيل البَدّاء المرأَة الكثيرة لحم الفخذين قال الأَصمعي قيل لامرأَة من العرب علام تمنعين زوجك القِضَّة ؟ قالت كذب والله إِني لأُطأْطئ له الوساد وأُرخي له البادّ تريد أَنها لا تضم فخذيها وقال الشاعر جاريةٌ يَبُدُّها أَجَمُّها قد سَمَّنَتْها بالسويق أُمُّها وقيل للحائك إبَِدُّ لتباعد ما بين فخذيه والحائك أَبَدُّ أَبَداً ورجل أَبَدُّ وفي فخذيه بَدَدٌ أَي طول مفرط قال ابن الكلبي كان دُريد بن الصِّمَّة قد بَرِصَ بادّاه من كثرة ركوبه الخيل أَعراء وبادّاه ما يلي السرج من فخذيه وقال القتيبي يقال لذلك الموضع من الفرس بادّ وفرس أَبَدُّ بَيِّنُ البَدَد أَي بعيد ما بين اليدين وقيل هو الذي في يديه تباعد عن جنبيه وهو البَدَدُ وبعير أَبَدُّ وهو الذي في يديه فَتَل وقال أَبو مالك الأَبَدُّ الواسع الصدر والأَبَدُّ الزنيمُ الأَسَدُ وصفوه بالأَبَدِّ لتباعد في يديه وبالزنيم لانفراده وكتف بَدَّاء عريضة متباعدة الأَقطار والبادّان باطنا الفخذين وكل من فرَّج بين رجليه فقد بَدَّهما ومنه اشتقاق بِدادِ السرج والقتب بكسر الباء وهما بِدادان وبَدِيدان والجمع بدائدُ وأَبِدَّةٌ تقول بَدَّ قَتَبَهُ يَبُدُّه وهو أَن يتخذ خريطتين فيحشوهما فيجعلهما تحت الأَحناء لئلا يُدْبِر الخشبُ البعيرَ والبَدِيدانِ الخُرْجان ابن سيده البادّ باطن الفخذ وقيل البادّ ما يلي السرج من فخذ الفارس وقيل هو ما بين الرجلين ومنه قول الدهناءِ بنت مِسحل إِني لأُرْخِي له بادّي قال ابن الأَعرابي سمي بادّاً لأَن السرج بَدَّهما أَي فرَّقهما فهو على هذا فاعل في معنى مفعول وقد يكون على النسب وقد ابْتَدَّاه وفي حديث ابن الزبير أَنه كان حسن البادِّ إِذا ركب البادُّ أَصل الفخذ والبادَّانِ أَيضاً من ظهر الفرس ما وقع عليه فخذا الراكب وهو من البَدَدِ تباعد ما بين الفخذين من كثرة لحمهما والبِدَادان للقتب كالكَرِّ للرحل غير أَن البِدادين لا يظهران من قدّام الظَّلِفَة إِنما هما من باطن والبِدادُ للسرج مثله للقتب والبِدادُ بطانة تحشى وتجعل تحت القتب وقاية للبعير أَن لا يصيب ظهره القتب ومن الشق الآخر مثله وهما محيطان مع القتب والجَدَيات من الرحل شبيه بالمِصْدَعة يبطن به أَعالي الظَّلِفات إِلى وسط الحِنْوِ قال أَبو منصور البِدادانِ في القتب شبه مخلاتين يحشيان ويشدّان بالخيوط إِلى ظلِفات القتب وأَحْنائه ويقال لها الأَبِدَّة واحدها بِدٌّ والاثنان بِدَّان فإِذا شدت إِلى القتب فهي مع القتب حِداجَةٌ حينئذ والبِداد لِبد يُشدُّ مَبْدوداً على الدابة الدَّبِرَة وبَدَّ عن دَبَرِها أَي شق وبَدَّ صاحبه عن الشيء أَبعده وكفه وبَدَّ الشيءَ يَبُدُّه بَدّاً تجافى به وامرأَة متبدّدة مهزولة بعيدة بعضها من بعض واسْتَبَدَّ فلان بكذا أَي انفرد به وفي حديث عليّ رضوان الله عليه كنا نُرَى أَن لنا في هذا الأَمر حقّاً فاسْتَبْدَدتم علينا يقال استبَدَّ بالأَمر يستبدُّ به استبداداً إِذا انفرد به دون غيره واستبدَّ برأْيه انفرد به وما لك بهذا بَدَدٌ ولا بِدَّة ولا بَدَّة أَي ما لك به طاقة ولا يدان ولابُدَّ منه أَي لا محالة وليس لهذا الأَمر بُدٌّ أَي لا محالة أَبو عمرو البُدُّ الفراق تقول لابُدَّ اليوم من قضاء حاجتي أَي لا فراق منه ومنه قول أُم سلمة إِنّ مساكين سأَلوها فقالت يا جارية أَبِدِّيهم تَمْرَةً تمرة أَي فرقي فيهم وأَعطيهم والبِدَّة بالكسر
( * قوله « والبدة بالكسر إلخ » عبارة القاموس وشرحه والبدة بالضم وخطئ الجوهري في كسرها قال الصاغاني البدة بالضم النصيب عن ابن الأَعرابي وبالكسر خطأ ) القوة والبَدُّ والبِدُّ والبِدَّة بالكسر والبُدَّة بالضم والبِدَاد النصيب من كل شيء الأَخيرتان عن ابن الأَعرابي وروى بيت النَّمِر بن تولب فَمَنَحْتُ بُدَّتَها رقيباً جانِحاً قال ابن سيده والمعروف بُدْأَتَها وجمع البُدَّةِ بُدَدٌ وجمع البِدَادِ بُدد كل ذلك عن ابن الأَعرابي وأَبَدَّ بينهم العطاءَ وأَبَدَّهم إِياه أَعطى كل واحد منهم بُدَّته أَي نصيبه على حدة ولم يجمع بين اثنين يكون ذلك في الطعام والمال وكل شيء قال أَبو ذؤيب يصف الكلاب والثور فَأَبَدَّهُنَّ حُتُوفَهُنَّ فَهارِبٌ بذَمائِه أَو بارِكٌ مُتَجَعْجِعُ قيل إِنه يصف صياداً فرّق سهامه في حمر الوحش وقيل أَي أَعطى هذا من الطعن مثل ما أَعطى هذا حتى عمهم أَبو عبيد الإِبْدادُ في الهبة أَن تعطي واحداً واحداً والقرانُ أَن تعطي اثنين اثنين وقال رجل من العرب إِنَّ لي صِرْمَةً أُبِدُّ منها وأَقرُنُ الأَصمعي يقال أَبِدَّ هذا الجزور في الحيّ فأَعط كل إِنسان بُدَّته أَي نصيبه وقال ابن الأَعرابي البُدَّة القسم وأَنشد فَمَنَحْتُ بُدَّتَها رفيقاً جامحاً والنارُ تَلْفَحُ وجْهَهُ بِأُوارها أَي أَطعمته بعضها أَي قطعة منها ابن الأَعرابي البِدادُ أَن يُبِدَّ المالَ القومَ فيَقْسِمَ بينهم وقد أَبْدَدْتهم المالَ والطعام والاسم البُدَّة والبِدادُ والبُدَدُ جمع البُدَّة والبُدُد جمع البِدادِ وقول عمر بن أَبي ربيعة أَمُبدٌّ سؤَالَكَ العالمينا قيل معناه أَمقسم أَنت سؤَالك على الناس واحداً واحداً حتى تعمهم وقيل معناه أَملزم أَنت سؤَالك الناس من قولك ما لك منه بُدٌّ والمُبادَّة في السفر أَن يخرج كل إِنسان شيئاً من النفقة ثم يجمع فينفقونه بينهم والاسم منه البِدادُ والبَدادُ لغة قال القطامي فَثَمَّ كَفيناه البَدادَ ولم نَكُنْ لِنُنْكِدَهُ عما يَضِنُّ به الصَّدْرُ ويروى البِداد بالكسر وأَنا أَبُدُّ بك عن ذلك الأَمر أَي أَدفعه عنك وتبادّ القوم مروا اثنين اثنين يَبُدُّ كل واحد منهما صاحبه والبَدُّ التعب وبَدَّدَ الرجلُ أَعيا وكلَّ عن ابن الأَعرابي وأَنشد لما رأَيت مِحْجَماً قد بَدَّدَا وأَوَّلَ الإِبْلِ دَنا فاسْتَوْرَدا دعوتُ عَوْني وأَخَذتُ المَسَدا وبيني وبينك بُدَّة أَي غاية ومُدّة وبايعه بَدَداً وبادَّهُ مُبَادَّةً كلاهما عارضه بالبيع وهو من قولك هذا بِدُّهُ وبَدِيدُه أَي مثله والبُدُّ العوض ابن الأَعرابي البِداد والعِدادُ المناهدة وبَدَّدَ تعب وبَدَّدَ إِذا أَخرج نَهْدَهُ والبَديد النظير يقال ما أَنت بِبَديد لي فتكلمني والبِدّانِ المثلان يقال أَضعف فلان على فلان بَدَّ الحصى أَي زاد عليه عدد الحصى ومنه قول الكميت مَن قال أَضْعَفْتَ أَضعافاً على هَرِمٍ في الجودِ بَدَّ الحصى قِيلت له أَجلُ وقال ابن الخطيم كأَنَّ لَبَّاتها تَبَدَّدَها هَزْلى جَوادٍ أَجْوافُه جَلَف يقال تَبَدَّد الحلى صدر الجارية إِذا أَخذه كله ويقال بَدَّد فلان تبديداً إِذا نَعَسَ وهو قاعد لا يرقد والبَديدة المفازة الواسعة والبُدُّ بيت فيه أَصنام وتصاوير وهو إِعراب بُت بالفارسية قال لقد علمَتْ تكاتِرَةُ ابنِ تِيرِي غَداةَ البُدِّ أَني هِبْرِزِيُّ وقال ابن دريد البُدُّ الصنم نفسه الذي يعبد لا أَصل له في اللغة فارسي معرّب والجمع البدَدَةُ وفلاة بَديد لا أَحد فيها والرجل إِذا رأَى ما يستنكره فأَدام النظر إِليه يقال أَبَدَّهُ بصره ويقال أَبَدَّ فلانٌ نظره إِذا مدّه وأَبْدَتْته بصري وأَبددت يدي إِلى الأَرض فأَخذت منها شيئاً أَي مددتها وفي حديث يوم حنين أَن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أَبَدَّ يده إِلى الأَرض فأَخذ قبضة أَي مدّها وبَدْبَدُ موضع والله أَعلم

( برد ) البَرْدُ ضدُّ الحرّ والبُرودة نقيض الحرارة بَرَدَ الشيءُ يبرُدُ بُرودة وماء بَرْدٌ وبارد وبَرُودٌ وبِرادٌ وقد بَرَدَه يَبرُدُه بَرْداً وبَرَّدَه جعله بارداً قال ابن سيده فأَما من قال بَرَّدَه سَخَّنه لقول الشاعر عافَتِ الماءَ في الشتاء فقلنا بَرِّديه تُصادفيه سَخِينا فغالط إِنما هو بَلْ رِدِيه فأَدغم على أَن قُطْرباً قد قاله الجوهري بَرُدَ الشيءُ بالضم وبَرَدْتُه أَنا فهو مَبْرُود وبَرّدته تبريداً ولا يقال أَبردته إِلاّ في لغة رديئة قال مالك بن الريب وكانت المنية قد حضرته فوصى من يمضي لأَهله ويخبرهم بموته وأَنْ تُعَطَّلَ قَلُوصه في الركاب فلا يركبهَا أَحد ليُعْلم بذلك موت صاحبها وذلك يسرّ أَعداءه ويحزن أَولياءه فقال وعَطِّلْ قَلُوصي في الركاب فإِنها سَتَبْرُدُ أَكباداً وتُبْكِي بَواكيا والبَرود بفتح الباء البارد قال الشاعر فبات ضَجيعي في المنام مع المُنَى بَرُودُ الثَّنايا واضحُ الثغر أَشْنَبُ وبَرَدَه يَبْرُدُه خلطه بالثلج وغيره وقد جاء في الشعر وأَبْرَدَه جاء به بارداً وأَبْرَدَ له سقاهُ بارداً وسقاه شربة بَرَدَت فؤَادَه تَبْرُدُ بَرْداً أَي بَرَّدَتْه ويقال اسقني سويقاً أُبَرِّد به كبدي ويقال سقيته فأَبْرَدْت له إِبراداً إِذا سقيته بارداً وسقيته شربةً بَرَدْت بها فوؤَادَه من البَرود وأَنشد ابن الأَعرابي إِنِّي اهْتَدَيْتُ لِفِتْية نَزَلُوا بَرَدُوا غَوارِبَ أَيْنُقٍ جُرْب أَي وضعوا عنها رحالها لتَبْرُدَ ظهورها وفي الحديث إِذا أَبصر أَحدكم امرأَة فليأْت زوجته فإِن ذلك بَرْدُ ما في نفسه قال ابن الأَثير هكذا جاء في كتاب مسلم بالباء الموحدة من البَرْد فإِن صحت الرواية فمعناه أَن إِتيانه امرأَته يُبرِّد ما تحركت له نفسه من حر شهوة الجماع أَي تسكنه وتجعله بارداً والمشهور في غيره يردّ بالياء من الرد أَي يعكسه وفي حديث عمر أَنه شرب النبيذ بعدما بَرَدَ أَي سكن وفَتَر ويُقال جدّ في الأَمر ثم بَرَدَ أَي فتر وفي الحديث لما تلقاه بُرَيْدَةُ الأَسلمي قال له من أَنت ؟ قال أَنا بريدة قال لأَبي بكر بَرَدَ أَمرنا وصلح
( * قوله « برد أمرنا وصلح » كذا في نسخة المؤلف والمعروف وسلم وهو المناسب للأسلمي فانه صلى الله عليه وسلم كان يأخذ الفأل من اللفظ ) أَي سهل وفي حديث أُم زرع بَرُودُ الظل أَي طيب العشرة وفعول يستوي فيه الذكر والأُنثى والبَرَّادة إِناء يُبْرِد الماء بني على أَبْرَد قال الليث البَرَّادةُ كوارَةٌ يُبَرَّد عليها الماء قال الأَزهري ولا أَدري هي من كلام العرب أَم كلام المولدين وإِبْرِدَةُ الثرى والمطر بَرْدُهما والإِبْرِدَةُ بَرْدٌ في الجوف والبَرَدَةُ التخمة وفي حديث ابن مسعود كل داء أَصله البَرَدة وكله من البَرْد البَرَدة بالتحريك التخمة وثقل الطعام على المعدة وقيل سميت التخمةُ بَرَدَةً لأَن التخمة تُبْرِدُ المعدة فلا تستمرئ الطعامَ ولا تُنْضِجُه وفي الحديث إِن البطيخ يقطع الإِبردة الإِبردة بكسر الهمزة والراء علة معروفة من غلبة البَرْد والرطوبة تُفَتِّر عن الجماع وهمزتها زائدة ورجل به إِبْرِدَةٌ وهو تقطِير البول ولا ينبسط إِلى النساء وابْتَرَدْتُ أَي اغتسلت بالماء البارد وكذلك إِذا شربته لتَبْرُدَ به كبدك قال الراجز لَطالَما حَلأْتُماها لا تَرِدْ فَخَلِّياها والسِّجالَ تَبْتَرِدْ مِنْ حَرِّ أَيامٍ ومِنْ لَيْلٍ وَمِدْ وابْتَرَد الماءَ صَبَّه على رأَسه بارداً قال إِذا وجَدْتُ أُوَارَ الحُبِّ في كَبِدي أَقْبَلْتُ نَحْوَ سِقاء القوم أَبْتَرِدُ هَبْنِي بَرَدْتُ بِبَرْدِ الماءِ ظاهرَهُ فمَنْ لِحَرٍّ على الأَحْشاءِ يَتَّقِدُ ؟ وتَبَرَّدَ فيه استنقع والبَرُودُ ما ابْتُرِدَ به والبَرُودُ من الشراب ما يُبَرِّدُ الغُلَّةَ وأَنشد ولا يبرِّد الغليلَ الماءُ والإِنسان يتبرّد بالماء يغتسل به وهذا الشيء مَبْرَدَةٌ للبدن قال الأَصمعي قلت لأَعرابي ما يحملكم على نومة الضحى ؟ قال إِنها مَبْرَدَةٌ في الصيف مَسْخَنَةٌ في الشتاء والبَرْدانِ والأَبرَدانِ أَيضاً الظل والفيء سميا بذلك لبردهما قال الشماخ بن ضرار إِذا الأَرْطَى تَوَسَّدَ أَبْرَدَيْهِ خُدودُ جَوازِئٍ بالرملِ عِينِ سيأْتي في ترجمة جزأَ
( * وهي متأخرة عن هذا الحرف في تهذيب الأزهري )
وقول أَبي صخر الهذلي فما رَوْضَةٌ بِالحَزْمِ طاهرَةُ الثَّرَى ولَتْها نَجاءَ الدَّلْوِ بَعْدَ الأَبارِدِ يجوز أَن يكون جمع الأَبردين اللذين هما الظل والفيء أَو اللذين هما الغداة والعشيّ وقيل البردان العصران وكذلك الأَبردان وقيل هما الغداة والعشي وقيل ظلاَّهما وهما الرّدْفانِ والصَّرْعانِ والقِرْنانِ وفي الحديث أَبْرِدُوا بالظهر فإِن شدّة الحرّ من فيح جهنم قال ابن الأَثير الإِبراد انكسار الوَهَج والحرّ وهو من الإِبراد الدخول في البَرْدِ وقيل معناه صلوها في أَوّل وقتها من بَرْدِ النهار وهو أَوّله وأَبرد القومُ دخلوا في آخر النهار وقولهم أَبرِدوا عنكم من الظهيرة أَي لا تسيروا حتى ينكسر حرّها ويَبُوخ ويقال جئناك مُبْرِدين إِذا جاؤوا وقد باخ الحر وقال محمد بن كعب الإِبْرادُ أَن تزيغ الشمس قال والركب في السفر يقولون إِذا زاغت الشمس قد أَبردتم فرُوحُوا قال ابن أَحمر في مَوْكبٍ زَحِلِ الهواجِر مُبْرِد قال الأَزهري لا أَعرف محمد بن كعب هذا غير أَنّ الذي قاله صحيح من كلام العرب وذلك أَنهم ينزلون للتغوير في شدّة الحر ويقيلون فإِذا زالت الشمس ثاروا إِلى ركابهم فغيروا عليها أَقتابها ورحالها ونادى مناديهم أَلا قد أَبْرَدْتم فاركبوا قال الليث يقال أَبرد القوم إِذا صاروا في وقت القُرِّ آخر القيظ وفي الحديث من صلى البَرْدَيْنِ دخل الجنة البردانِ والأَبْرَدانِ الغداةُ والعشيّ ومنه حديث ابن الزبير كان يسير بنا الأَبْرَدَيْنِ وحديثه الآخر مع فَضالة بن شريك وسِرْ بها البَرْدَيْن وبَرَدَنا الليلُ يَبْرُدُنا بَرْداً وبَرَدَ علينا أَصابنا برده وليلة باردة العيش وبَرْدَتُه هنيئته قال نصيب فيا لَكَ ذا وُدٍّ ويا لَكِ ليلةً بَخِلْتِ وكانت بَرْدةَ العيشِ ناعِمه وأَما قوله لا بارد ولا كريم فإِن المنذري روى عن ابن السكيت أَنه قال وعيش بارد هنيء طيب قال قَلِيلَةُ لحمِ الناظرَيْنِ يَزِينُها شبابٌ ومخفوضٌ من العيشِ بارِدُ أَي طاب لها عيشها قال ومثله قولهم نسأَلك الجنة وبَرْدَها أَي طيبها ونعيمها قال ابن شميل إِذا قال وابَرْدَهُ
( * قوله « قال ابن شميل إِذا قال وابرده إلخ » كذا في نسخة المؤلف والمناسب هنا أن يقال ويقول وابرده على الفؤاد إذا أصاب شيئاً هنيئاً إلخ ) على الفؤاد إِذا أَصاب شيئاً هنيئاً وكذلك وابَرْدَاهُ على الفؤاد ويجد الرجل بالغداة البردَ فيقول إِنما هي إِبْرِدَةُ الثرى وإِبْرِدَةُ النَّدَى ويقول الرجل من العرب إِنها لباردة اليوم فيقول له الآخر ليست بباردة إِنما هي إِبْرِدَةُ الثرى ابن الأَعرابي الباردة الرباحة في التجارة ساعة يشتريها والباردة الغنيمة الحاصلة بغير تعب ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة لتحصيله الأَجر بلا ظمإٍ في الهواجر أَي لا تعب فيه ولا مشقة وكل محبوب عندهم بارد وقيل معناه الغنيمة الثابتة المستقرة من قولهم بَرَدَ لي على فلان حق أَي ثبت ومنه حديث عمر وَدِدْتُ أَنه بَرَدَ لنا عملُنا ابن الأَعرابي يقال أَبرد طعامه وبَرَدَهُ وبَرَّدَهُ والمبرود خبز يُبْرَدُ في الماءِ تطعمه النِّساءُ للسُّمْنة يقال بَرَدْتُ الخبز بالماءِ إِذا صببت عليه الماء فبللته واسم ذلك الخبز المبلول البَرُودُ والمبرود والبَرَدُ سحاب كالجَمَد سمي بذلك لشدة برده وسحاب بَرِدٌ وأَبْرَدُ ذو قُرٍّ وبردٍ قال يا هِندُ هِندُ بَيْنَ خِلْبٍ وكَبِدْ أَسْقاك عني هازِمُ الرَّعْد برِدْ وقال كأَنهُمُ المَعْزاءُ في وَقْع أَبْرَدَا شبههم في اختلاف أَصواتهم بوقع البَرَد على المَعْزاء وهي حجارة صلبة وسحابة بَرِدَةٌ على النسب ذات بَرْدٍ ولم يقولوا بَرْداء الأَزهري أَما البَرَدُ بغير هاء فإِن الليث زعم أَنه مطر جامد والبَرَدُ حبُّ الغمام تقول منه بَرُدَتِ الأَرض وبُرِدَ القوم أَصابهم البَرَدُ وأَرض مبرودة كذلك وقال أَبو حنيفة شجرة مَبْرودة طرح البَرْدُ ورقها الأَزهري وأَما قوله عز وجل وينزل من السماء من جبال فيها من بَرَدٍ فيصيب به ففيه قولان أَحدهما وينزل من السماء من أَمثال جبال فيها من بَرَدٍ والثاني وينزل من السماء من جبال فيها بَرَداً ومن صلة وقول الساجع وصِلِّياناً بَرِدَا أَي ذو برودة والبَرْد النوم لأَنه يُبَرِّدُ العين بأَن يُقِرَّها وفي التنزيل العزيز لا يذوقون فيها بَرْداً ولا شراباً قال العَرْجي فإِن شِئت حَرَّمتُ النساءَ سِواكمُ وإِن شِئت لم أَطعَمْ نُقاخاً ولا بَرْدا قال ثعلب البرد هنا الريق وقيل النقاخ الماء العذب والبرد النوم الأَزهري في قوله تعالى لا يذوقون فيها برداً ولا شراباً روي عن ابن عباس قال لا يذوقون فيها برد الشراب ولا الشراب قال وقال بعضهم لا يذوقون فيها برداً يريد نوماً وإِن النوم ليُبَرِّد صاحبه وإِن العطشان لينام فَيَبْرُدُ بالنوم وأَنشد الأَزهري لأَبي زُبيد في النوم بارِزٌ ناجِذاه قَدْ بَرَدَ المَوْ تُ على مُصطلاه أَيَّ برود قال أَبو الهيثم بَرَدَ الموتُ على مُصْطلاه أَي ثبت عليه وبَرَدَ لي عليه من الحق كذا أَي ثبت ومصطلاه يداه ورجلاه ووجهه وكل ما برز منه فَبَرَدَ عند موته وصار حرّ الروح منه بارداً فاصطلى النار ليسخنه وناجذاه السنَّان اللتان تليان النابين وقولهم ضُرب حتى بَرَدَ معناه حتى مات وأَما قولهم لم يَبْرُدْ منه شيء فالمعنى لم يستقر ولم يثبت وأَنشد اليومُ يومٌ باردٌ سَمومه قال وأَصله من النوم والقرار ويقال بَرَدَ أَي نام وقول الشاعر أَنشده ابن الأَعرابي أُحِبُّ أُمَّ خالد وخالدا حُبّاً سَخَاخِينَ وحبّاً باردا قال سخاخين حب يؤْذيني وحباً بارداً يسكن إِليه قلبي وسَمُوم بارد أَي ثابت لا يزول وأَنشد أَبو عبيدة اليومُ يومٌ باردٌ سَمومه مَن جَزِعَ اليومَ فلا تلومه وبَرَدَ الرجل يَبْرُدُ بَرْداً مات وهو صحيح في الاشتقاق لأَنه عدم حرارة الروح وفي حديث عمر فهَبَره بالسيف حتى بَرَدَ أَي مات وبَرَدَ السيفُ نَبا وبَرَدَ يبرُدُ بَرْداً ضعف وفتر عن هزال أَو مرض وأَبْرَده الشيءُ فتَّره وأَضعفه وأَنشد بن الأَعرابي الأَسودانِ أَبْرَدَا عِظامي الماءُ والفتُّ ذوا أَسقامي ابن بُزُرج البُرَاد ضعف القوائم من جوع أَو إِعياء يقال به بُرادٌ وقد بَرَد فلان إِذا ضعفت قوائمه والبَرْد تبرِيد العين والبَرود كُحل يُبَرِّد العين والبَرُود كل ما بَرَدْت به شيئاً نحو بَرُود العينِ وهو الكحل وبَرَدَ عينَه مخففاً بالكُحل وبالبَرُود يَبْرُدُها بَرْداً كَحَلَها به وسكَّن أَلَمها وبَرَدت عينُه كذلك واسم الكحل البَرُودُ والبَرُودُ كحل تَبْردُ به العينُ من الحرِّ وفي حديث الأَسود أَنه كان يكتحل بالبَرُود وهو مُحْرِم البَرُود بالفتح كحل فيه أَشياء باردة وكلُّ ما بُرِدَ به شيءٌ بَرُود وبَرَدَ عليه حقٌّ وجب ولزم وبرد لي عليه كذا وكذا أَي ثبت ويقال ما بَرَدَ لك على فلان وكذلك ما ذَابَ لكَ عليه أَي ما ثبت ووجب ولي عليه أَلْفٌ بارِدٌ أَي ثابت قال اليومُ يومٌ باردٌ سَمُومه مَنْ عجز اليومَ فلا تلومُه أَي حره ثابت وقال أَوس بن حُجر أَتاني ابنُ عبدِاللَّهِ قُرْطٌ أَخُصُّه وكان ابنَ عمٍّ نُصْحُه لِيَ بارِدُ وبَرَد في أَيديهم سَلَماً لا يُفْدَى ولا يُطْلَق ولا يُطلَب وإِن أَصحابك لا يُبالون ما بَرَّدوا عليك أَي أَثبتوا عليك وفي حديث عائشة رضي الله تعالى عنها لا تُبَرِّدي عنه أَي لا تخففي يقال لا تُبَرِّدْ عن فلان معناه إِن ظلمك فلا تشتمه فتنقص من إِثمه وفي الحديث لا تُبَرِّدوا عن الظالم أَي لا تشتموه وتدعوا عليه فتخففوا عنه من عقوبة ذنبه والبَرِيدُ فرسخان وقيل ما بين كل منزلين بَرِيد والبَريدُ الرسل على دوابِّ البريد والجمع بُرُد وبَرَدَ بَرِيداً أَرسله وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم قال إِذا أَبْرَدْتم إِليَّ بَرِيداً فاجعلوه حسن الوجه حسن الاسم البَرِيد الرسول وإِبرادُه إِرساله قال الراجز رأَيتُ للموت بريداً مُبْردَا وقال بعض العرب الحُمَّى بَرِيد الموتِ أَراد أَنها رسول الموت تنذر به وسِكَكُ البرِيد كل سكة منها اثنا عشر ميلاً وفي الحديث لا تُقْصَرُ الصلاةُ في أَقلَّ من أَربعة بُرُدٍ وهي ستة عشر فرسخاً والفرسخ ثلاثة أَميال والميل أَربعة آلاف ذراع والسفر الذي يجوز فيه القصر أَربعة برد وهي ثمانية وأَربعون ميلاً بالأَميال الهاشمية التي في طريق مكة وقيل لدابة البريد بَريدٌ لسيره في البريد قال الشاعر إِنِّي أَنُصُّ العيسَ حتى كأَنَّني عليها بأَجْوازِ الفلاةِ بَرِيدا وقال ابن الأَعرابي كل ما بين المنزلتين فهو بَرِيد وفي الحديث لا أَخِيسُ بالعَهْدِ ولا أَحْبِسُ البُرْدَ أَي لا أَحبس الرسل الواردين عليّ قال الزمخشري البُرْدُ ساكناً يعني جمعَ بَرِيد وهو الرسول فيخفف عن بُرُدٍ كرُسُلٍ ورُسْل وإِنما خففه ههنا ليزاوج العهد قال والبَرِيد كلمة فارسية يراد بها في الأَصل البَرْد وأَصلها « بريده دم » أَي محذوف الذنَب لأَن بغال البريد كانت محذوفة الأَذناب كالعلامة لها فأُعربت وخففت ثم سمي الرسول الذي يركبه بريداً والمسافة التي بين السكتين بريداً والسكة موضع كان يسكنه الفُيُوجُ المرتبون من بيت أَو قبة أَو رباط وكان يرتب في كل سكة بغال وبُعد ما بين السكتين فرسخان وقيل أَربعة الجوهري البريد المرتب يقال حمل فلان على البريد وقال امرؤ القيس على كلِّ مَقْصوصِ الذُّنَابَى مُعاودٍ بَرِيدَ السُّرَى بالليلِ من خيلِ بَرْبَرَا وقال مُزَرِّدٌ أَخو الشماخ بن ضرار يمدح عَرابَة الأَوسي فدتْك عَرابَ اليومَ أُمِّي وخالتي وناقتيَ النَّاجي إِليكَ بَرِيدُها أَي سيرها في البرِيد وصاحب البَرِيد قد أَبردَ إِلى الأَمير فهو مُبْرِدٌ والرسول بَرِيد ويقال للفُرانِق البَرِيد لأَنه ينذر قدَّام الأَسد والبُرْدُ من الثيابِ قال ابن سيده البُرْدُ ثوب فيه خطوط وخص بعضهم به الوشي والجمع أَبْرادٌ وأَبْرُد وبُرُودٌ والبُرْدَة كساء يلتحف به وقيل إِذا جعل الصوف شُقة وله هُدْب فهي بُرْدَة وفي حديث ابن عمر أَنه كان عليه يوم الفتح بُرْدَةٌ فَلُوتٌ قصيرة قال شمر رأَيت أَعرابيّاً بِخُزَيْمِيَّةَ وعليه شِبْه منديل من صوف قد اتَّزَر به فقلت ما تسميه ؟ قال بُرْدة قال الأَزهري وجمعها بُرَد وهي الشملة المخططة قال الليث البُرْدُ معروف من بُرُود العَصْب والوَشْي قال وأَما البُرْدَة فكساء مربع أَسود فيه صغر تلبسه الأَعراب وأَما قول يزيد بنِ مُفَرّغ الحميري وشَرَيْتُ بُرْداً ليتني من قَبْلِ بُرْدٍ كنتُ هامَهْ فهو اسم عبد وشريت أَي بعت وقولهم هما في بُرْدة أَخْمَاسٍ فسره ابن الأَعرابي فقال معناه أَنهما يفعلان فعلاً واحداً فيشتبهان كأَنهما في بُرَدة والجمع بُرَد على غير ذلك قال أَبو ذؤيب فسَمعَتْ نَبْأَةً منه فآسَدَها كأَنَّهُنَّ لَدَى إِنْسَائِهِ البُرَد يريد أَن الكلاب انبسطنَ خلف الثور مثل البُرَدِ وقول يزيد بن المفرّغ مَعاذَ اللَّهِ رَبَّا أَن تَرانا طِوالَ الدهرِ نَشْتَمِل البِرادا قال ابن سيده يحتمل أَن يكون جمع بُرْدةٍ كبُرْمةٍ وبِرام وأَن يكون جمع بُرْد كقُرطٍ وقِراطٍ وثوب بَرُودٌ ليس فيه زِئبِرٌ وثوب بَرُودٌ إِذا لم يكن دفِيئاً ولا لَيِّناً من الثياب وثوب أَبْرَدُ فيه لُمَعُ سوادٍ وبياض يمانية وبُرْدَا الجراد والجُنْدُب جناحاه قال ذو الرمة كأَنَّ رِجْلَيْهِ رجْلا مُقْطَفٍ عَجِلٍ إِذا تَجاوَبَ من بُرْدَيْه تَرْنِيمُ وقال الكميت يهجو بارقاً تُنَفِّضُ بُرْدَيْ أُمِّ عَوْفٍ ولم يَطِرْ لنا بارِقٌ بَخْ للوَعيدِ وللرَّهْبِ وأُم عوف كنية الجراد وهي لك بَرْدَةُ نَفْسِها أَي خالصة وقال أَبو عبيد هي لك بَرْدَةُ نَفْسِها أَي خالصاً فلم يؤَنث خالصاً وهي إِبْرِدَةُ يَمِيني وقال أَبو عبيد هو لِي بَرْدَةُ يَمِيني إِذا كان لك معلوماً وبَرَدَ الحدِيدَ بالمِبْرَدِ ونحوَه من الجواهر يَبْرُدُه سحله والبُرادة السُّحالة وفي الصحاح والبُرادة ما سقط منه والمِبْرَدُ ما بُرِدَ به وهو السُّوهانُ بالفارسية والبَرْدُ النحت يقال بَرَدْتُ الخَشَبة بالمِبْرَد أَبْرُدُها بَرْداً إِذا نحتها والبُرْدِيُّ بالضم من جيد التمر يشبه البَرْنِيَّ عن أَبي حنيفة وقيل البُرْدِيّ ضرب من تمر الحجاز جيد معروف وفي الحديث أَنه أَمر أَن يؤْخذ البُرْدِيُّ في الصدقة وهو بالضم نوع من جيد التمر والبَرْدِيُّ بالفتح نبت معروف واحدته بَرْدِيَّةٌ قال الأَعشى كَبَرْدِيَّةِ الفِيلِ وَسْطَ الغَري فِ ساقَ الرِّصافُ إِليه غَديرا وفي المحكم كَبَرْدِيَّةِ الغِيلِ وَسْطَ الغَري فِ قد خالَطَ الماءُ منها السَّريرا وقال في المحكم السرير ساقُ البَرْدي وقيل قُطْنُهُ وذكر ابن برّيّ عجز هذا البيت إِذا خالط الماء منها السُّرورا وفسره فقال الغِيل بكسر الغين الغيضة وهو مغيض ماء يجتمع فينبت فيه الشجر والغريف نبت معروف قال والسرور جمع سُرّ وهو باطن البَرْدِيَّةِ والأَبارِدُ النُّمورُ واحدها أَبرد يقال للنَّمِرِ الأُنثى أَبْرَدُ والخَيْثَمَةُ وبَرَدَى نهر بدمشق قال حسان يَسْقُونَ مَن وَرَدَ البَريصَ عليهِمُ بَرَدَى تُصَفَّقُ بالرَّحِيقِ السَّلْسَلِ أَي ماء بَرَدَى والبَرَدانِ بالتحريك موضع قال ابن مَيَّادة ظَلَّتْ بِنهْيِ البَرَدانِ تَغْتَسِلْ تَشْرَبُ منه نَهَلاتٍ وتَعِلْ وبَرَدَيَّا موضع أَيضاً وقيل نهر وقيل هو نهر دمشق والأَعرف أَنه بَرَدَى كما تقدم والأُبَيْرِد لقب شاعر من بني يربوع الجوهري وقول الشاعر بالمرهفات البوارد قال يعني السيوف وهي القواتل قال ابن برّي صدر البيت وأَنَّ أَميرَ المؤمنين أَغَصَّني مَغَصَّهما بالمُرْهَفاتِ البَوارِدِ رأَيت بخط الشيخ قاضي القضاة شمس الدين بن خلكان في كتاب ابن برّي ما صورته قال هذا البيت من جملة أَبيات للعتابي كلثوم بن عمرو يخاطب بها زوجته قال وصوابه وأَنَّ أَميرَ المؤمنين أَغصَّني مَغَصَّهُما بالمُشْرِقاتِ البَوارِدِ قال وإِنما وقع الشيخ في هذا التحريف لاتباعه الجوهري لأَنه كذا ذكره في الصحاح فقلده في ذلك ولم يعرف بقية الأَبيات ولا لمن هي فلهذا وقع في السهو قال محمد بن المكرّم القاضي شمس الدين بن خلكان رحمه الله من الأَدب حيث هو وقد انتقد على الشيخ أَبي محمد بن برّي هذا النقد وخطأَه في اتباعه الجوهري ونسبه إلى الجهل ببقية الأَبيات والأَبيات مشهورة والمعروف منها هو ما ذكره الجوهري وأَبو محمد بن بري وغيرهما من العلماء وهذه الأَبيات سبب عملها أَن العتابي لما عمل قصيدته التي أَوّلها ماذا شَجاكَ بِجَوَّارينَ من طَلَلٍ ودِمْنَةٍ كَشَفَتْ عنها الأَعاصيرُ ؟ بلغت الرشيد فقال لمن هذه ؟ فقيل لرجل من بني عتاب يقال له كلثوم فقال الرشيد ما منعه أَن يكون ببابنا ؟ فأَمر بإِشخاصه من رَأْسِ عَيْنٍ فوافى الرشِيدَ وعليه قيمص غليظ وفروة وخف وعلى كتفه مِلحفة جافية بغير سراويل فأَمر الرشيد أَن يفرش له حجرة ويقام له وظيفة فكان الطعام إِذا جاءَه أَخذ منه رقاقة وملحاً وخلط الملح بالتراب وأَكله وإِذا كان وقت النوم نام على الأَرض والخدم يفتقدونه ويعجبون من فعله وأُخْبِرَ الرشِيدُ بأَمره فطرده فمضى إِلى رأْس عَيْنٍ وكان تحته امرأَة من باهلة فلامته وقالت هذا منصور النمريّ قد أَخذ الأَموال فحلى نساءه وبني داره واشترى ضياعاً وأَنت كما ترى فقال تلومُ على تركِ الغِنى باهِليَّةٌ زَوَى الفقرُ عنها كُلَّ طِرْفٍ وتالدِ رأَتْ حولَها النّسوانَ يَرْفُلْن في الثَّرا مُقَلَّدةً أَعناقُها بالقلائد أْسَرَّكِ أَني نلتُ ما نال جعفرٌ من العَيْش أَو ما نال يحْيَى بنُ خالدِ ؟ وأَنَّ أَميرَ المؤمنين أَغَصَّنِي مَغَصِّهُما بالمُرْهَفات البَوارِدِ ؟ دَعِينِي تَجِئْنِي مِيتَتِي مُطْمَئِنَّةً ولم أَتَجَشَّمْ هولَ تلك المَوارِدِ فإنَّ رَفيعاتِ الأُمورِ مَشُوبَةٌ بِمُسْتَوْدَعاتٍ في بُطونِ الأَساوِدِ

( برجد ) أَبو عمرو البُرْجُد كساء من صوف أَحمر وقيل البُرْجُد كساء غليظ وقيل البُرْجُد كساء مخطط ضخم يصلح للخباء وغيره وبَرْجَدُ لقب رجل والبَرْجَدُ السَّبْيُ وهو دخيل والله أَعلم

( برخد ) قال ابن سيده أَرى اللحياني حكى امرأَةٌ بَرَخْداةٌ في بخَنْداة

( برقعد ) الأَزهري في الخماسي العين بَرْقَعِيدُ موضع

( برند ) سيف بِرِنْدٌ عليه أَثرٌ قديمٌ عن ثعلب وأَنشد أَحْمِلُها وعِلْجَةً وزادَا وصارِماً ذا شُطَبٍ جَدَّادَا سَيْفاً بِرِنْداً لم يكُنْ مِعْضادا والمُبَرْنِدَةُ من النساء التي يكثُرُ لحمُها

( بعد ) البُعْدُ خلاف القُرْب بَعُد الرجل بالضم وبَعِد بالكسر بُعْداً وبَعَداً فهو بعيد وبُعادٌ هم سيبويه أَي تباعد وجمعهما بُعَداءُ وافق الذين يقولون فَعيل الذين يقولون فُعال لأَنهما أُختان وقد قيل بُعُدٌ وينشد قول النابغة فتِلْكَ تُبْلِغُني النُّعْمانَ أَنَّ له فَضْلاً على الناسِ في الأَدْنى وفي البُعُدِ وفي الصحاح وفي البَعَد بالتحريك جمع باعِدٍ مثل خادم وخَدَم وأَبْعده غيره وباعَدَه وبَعَّده تبعيداً وقول امرئ القيس قَعَدْتُ له وصُحْبَتي بَيْنَ ضارِجٍ وبَيْنَ العُذَيْبِ بُعْدَ ما مُتَأَمَّلِ إِنما أَراد يا بُعْدَ مُتَأَمَّل يتأَسف بذلك ومثله قول أَبي العيال رَزيَّةَ قَوْمِهِ لم يأْخُذوا ثَمَناً ولم يَهَبُوا
( * قوله « رزية قومه إلخ » كذا في نسخة المؤلف بحذف أول البيت )
أَراد يا رزية قومه ثم فسر الرزية ما هي فقال لم يأْخذوا ثمناً ولم يهبوا وقيل أَرادَ بَعُدَ مُتَأَمَّلي وقوله عز وجل في سورة السجدة أُولئك يُنادَوْنَ من مكان بعيد قال ابن عباس سأَلوا الردّ حين لا ردّ وقيل من مكان بعيد من الآخرة إِلى الدنيا وقال مجاهد أَراد من مكان بعيد من قلوبهم يبعد عنها ما يتلى عليهم لأَنهم إِذا لم يعوا فَهُمْ بمنزلة من كان في غاية البعد وقوله تعالى ويقذفون بالغيب من مكان بعيد قال قولهم ساحر كاهن شاعر وتقول هذه القرية بعيد وهذه القرية قريب لا يراد به النعت ولكن يراد بهما الاسم والدليل على أَنهما اسمان قولك قريبُه قريبٌ وبَعيدُه بَعيدٌ قال الفراءُ العرب إِذا قالت دارك منا بعيدٌ أَو قريب أَو قالوا فلانة منا قريب أَو بعيد ذكَّروا القريب والبعيد لأَن المعنى هي في مكان قريب أَو بعيد فجعل القريب والبعيد خلفاً من المكان قال الله عز وجل وما هي من الظالمين ببعيد وقال وما يدريك لعل الساعة تكون قريباً وقال إن رحمة الله قريب من المحسنين قال ولو أُنثتا وثنيتا على بعدت منك فهي بعيدة وقربت فهي قريبة كان صواباً قال ومن قال قريب وبعيد وذكَّرهما لم يثنّ قريباً وبعيداً فقال هما منك قريب وهما منك بعيد قال ومن أَنثهما فقال هي منك قريبة وبعيدة ثنى وجمع فقال قريبات وبعيدات وأَنشد عَشِيَّةَ لا عَفْراءُ منكَ قَريبةٌ فَتَدْنو ولا عَفْراءُ مِنكَ بَعيدٌ وما أَنت منا ببعيد وما أَنتم منا ببعيد يستوي فيه الواحد والجمع وكذلك ما أَنت منا بِبَعَدٍ وما أَنتم منا بِبَعَدٍ أَي بعيد قال وإِذا أَردت بالقريب والبعيد قرابة النسب أَنثت لا غير لم تختلف العرب فيها وقال الزجاج في قول الله عز وجل إِن رحمة الله قريب من المحسنين إِنما قيل قريب لأَن الرحمة والغفران والعفو في معنى واحد وكذلك كل تأْنيث ليس بحقيقي قال وقال الأَخفش جائز أَن تكون الرحمة ههنا بمعنى المطر قال وقال بعضهم يعني الفراءُ هذا ذُكِّرَ ليفصل بين القريب من القُرب والقَريب من القرابة قال وهذا غلط كلُّ ما قَرُب في مكان أَو نَسَبٍ فهو جارٍ على ما يصيبه من التذكير والتأْنيث وبيننا بُعْدَةٌ من الأَرض والقرابة قال الأَعشى بأَنْ لا تُبَغِّ الوُدَّ منْ مُتَباعِدٍ ولا تَنْأَ منْ ذِي بُعْدَةٍ إِنْ تَقَرَّبا وفي الدعاءِ بُعْداً له نصبوه على إِضمار الفعل غير المستعمل إِظهاره أَي أَبعده الله وبُعْدٌ باعد على المبالغة وإِن دعوت به فالمختار النصب وقوله مَدّاً بأَعْناقِ المَطِيِّ مَدَّا حتى تُوافي المَوْسِمَ الأَبْعَدَّا فإِنه أَراد الأَبعد فوقف فشدّد ثم أَجراه في الوصل مجراه في الوقف وهو مما يجوز في الشعر كقوله ضَخْماً يحبُّ الخُلُقَ الأَضْخَمَّا وقال الليث يقال هو أَبْعَد وأَبْعَدُونَ وأَقرب وأَقربون وأَباعد وأَقارب وأَنشد منَ الناسِ مَنْ يَغْشى الأَباعِدَ نَفْعُه ويشْقى به حتى المَماتِ أَقارِبُهْ فإِنْ يَكُ خَيراً فالبَعيدُ يَنالُهُ وإِنْ يَكُ شَرّاً فابنُ عَمِّكَ صاحِبُهْ والبُعْدانُ جمع بعيد مثل رغيف ورغفان ويقال فلان من قُرْبانِ الأَمير ومن بُعْدانِه قال أَبو زيد يقال للرجل إِذا لم تكن من قُرْبان الأَمير فكن من بُعْدانِه يقول إِذا لم تكن ممن يقترب منه فتَباعَدْ عنه لا يصيبك شره وفي حديث مهاجري الحبشة وجئنا إِلى أَرض البُعَداءِ قال ابن الأَثير هم الأَجانب الذين لا قرابة بيننا وبينهم واحدهم بعيد وقال النضر في قولهم هلك الأَبْعَد قال يعني صاحبَهُ وهكذا يقال إِذا كنى عن اسمه ويقال للمرأَة هلكت البُعْدى قال الأَزهري هذا مثل قولهم فلا مَرْحباً بالآخر إِذا كنى عن صاحبه وهو يذُمُّه وقال أَبعد الله الآخر قال ولا يقال للأُنثى منه شيء وقولهم كبَّ الله الأَبْعَدَ لِفيه أَي أَلقاه لوجهه والأَبْعَدُ الخائنُ والأَباعد خلاف الأَقارب وهو غير بَعِيدٍ منك وغير بَعَدٍ وباعده مُباعَدَة وبِعاداً وباعدالله ما بينهما وبَعَّد ويُقرأُ ربَّنا باعِدْ بين أَسفارِنا وبَعِّدْ قال الطرمَّاح تُباعِدُ مِنَّا مَن نُحِبُّ اجْتِماعَهُ وتَجْمَعُ مِنَّا بين أَهل الضَّغائِنِ ورجل مِبْعَدٌ بعيد الأَسفار قال كثَّير عزة مُناقِلَةً عُرْضَ الفَيافي شِمِلَّةً مَطِيَّةَ قَذَّافٍ على الهَوْلِ مِبْعَدِ وقال الفراءُ في قوله عز وجل مخبراً عن قوم سبا ربنا باعد بين أَسفارنا قال قرأَه العوام باعد ويقرأُ على الخبر ربُّنا باعَدَ بين أَسفارنا وبَعَّدَ وبَعِّدْ جزم وقرئَ ربَّنا بَعُدَ بَيْنَ أَسفارنا وبَيْنَ أَسفارنا قال الزجاج من قرأَ باعِدْ وبَعِّدْ فمعناهما واحد وهو على جهة المسأَلة ويكون المعنى أَنهم سئموا الراحة وبطروا النعمة كما قال قوم موسى ادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأَرض ( الآية ) ومن قرأَ بَعُدَ بينُ أَسفارنا فالمعنى ما يتَّصِلُ بسفرنا ومن قرأَ بالنصب بَعُدَ بينَ أَسفارنا فالمعنى بَعُدَ ما بَيْنَ أَسفارنا وبَعُدَ سيرنا بين أَسفارنا قال الأَزهري قرأَ أَبو عمرو وابن كثير بَعَّد بغير أَلف وقرأَ يعقوب الحضرمي ربُّنا باعَدَ بالنصب على الخبر وقرأَ نافع وعاصم والكسائي وحمزة باعِدْ بالأَلف على الدعاءِ قال سيبويه وقالوا بُعْدَك يُحَذِّرُهُ شيئاً من خَلْفه وبَعِدَ بَعَداً وبَعُد هلك أَو اغترب فهو باعد والبُعْد الهلاك قال تعالى أَلا بُعْداً لمدين كما بَعِدَت ثمود وقال مالك بن الريب المازني يَقولونَ لا تَبْعُدْ وَهُمْ يَدْفِنونَني وأَينَ مكانُ البُعْدِ إِلا مكانِيا ؟ وهو من البُعْدِ وقرأَ الكسائي والناس كما بَعِدَت وكان أَبو عبد الرحمن السُّلمي يقرؤها بَعُدَت يجعل الهلاك والبُعْدَ سواء وهما قريبان من السواء إِلا أَن العرب بعضهم يقول بَعُدَ وبعضهم يقول بَعِدَ مثل سَحُقَ وسَحِقَ ومن الناس من يقول بَعُد في المكان وبَعِدَ في الهلاك وقال يونس العرب تقول بَعِدَ الرجل وبَعُدَ إِذا تباعد في غير سبّ ويقال في السب بَعِدَ وسَحِقَ لا غير والبِعاد المباعدة قال ابن شميل راود رجل من العرب أَعرابية فأَبت إِلا أَن يجعل لها شيئاً فجعل لها درهمين فلما خالطها جعلت تقول غَمْزاً ودِرْهماكَ لَكَ فإِن لم تَغْمِزْ فَبُعْدٌ لكَ رفعت البعد يضرب مثلاً للرجل تراه يعمل العمل الشديد والبُعْدُ والبِعادُ اللعن منه أَيضاً وأَبْعَدَه الله نَحَّاه عن الخير وأَبعده تقول أَبعده الله أَي لا يُرْثَى له فيما يَزِلُّ به وكذلك بُعْداً له وسُحْقاً ونَصَبَ بُعْداً على المصدر ولم يجعله اسماً وتميم ترفع فتقول بُعْدٌ له وسُحْقٌ كقولك غلامٌ له وفرسٌ وفي حديث شهادة الأَعضاء يوم القيامة فيقول بُعْداً لكَ وسُحقاً أَي هلاكاً ويجوز أَن يكون من البُعْد ضد القرب وفي الحديث أَن رجلاً جاء فقال إِن الأَبْعَدَ قد زَنَى معناه المتباعد عن الخير والعصمة وجَلَسْتُ بَعيدَةً منك وبعيداً منك يعني مكاناً بعيداً وربما قالوا هي بَعِيدٌ منك أَي مكانها وفي التنزيل وما هي من الظالمين ببعيد وأَما بَعيدَةُ العهد فبالهاء ومَنْزل بَعَدٌ بَعيِدٌ وتَنَحَّ غيرَ بَعِيد أَي كن قريباً وغيرَ باعدٍ أَي صاغرٍ يقال انْطَلِقْ يا فلانُ غيرُ باعِدٍ أَي لا ذهبت الكسائي تَنَحَّ غيرَ باعِدٍ أَي غير صاغرٍ وقول النابغة الذبياني فَضْلاَ على الناسِ في الأَدْنَى وفي البُعُدِ قال أَبو نصر في القريب والبعيد ورواه ابن الأَعرابي في الأَدنى وفي البُعُد قال بعيد وبُعُد والبَعَد بالتحريك جمع باعد مثل خادم وخَدَم ويقال إِنه لغير أَبْعَدَ إِذا ذمَّه أَي لا خير فيه ولا له بُعْدٌ مَذْهَبٌ وقول صخر الغيّ المُوعِدِينا في أَن نُقَتِّلَهُمْ أَفْنَاءَ فَهْمٍ وبَيْنَنا بُعَدُ أَ أَنَّ أَفناء فهم ضروب منهم بُعَد جَمع بُعْدةٍ وقال الأَصمعي أَتانا فلان من بُعْدةٍ أَي من أَرض بَعيدة ويقال إِنه لذو بُعْدة أَي لذو رأْي وحزم يقال ذلك للرجل إِذا كان نافذ الرأْي ذا غَوْر وذا بُعْدِ رأْي وما عنده أَبْعَدُ أَي طائل قال رجل لابنه إِن غدوتَ على المِرْبَدِ رَبِحْتَ عنا أَو رجعت بغير أَبْعَدَ أَي بغير منفعة وذو البُعْدة الذي يُبْعِد في المُعاداة وأَنشد ابن الأَعرابي لرؤبة يَكْفِيكَ عِنْدَ الشِّدَّةِ اليَبِيسَا ويَعْتَلِي ذَا البُعْدَةِ النُّحُوسا وبَعْدُ ضدّ قبل يبنى مفرداً ويعرب مضافاً قال الليث بعد كلمة دالة على الشيء الأَخير تقول هذا بَعْدَ هذا منصوب وحكى سيبويه أَنهم يقولون من بَعْدٍ فينكرونه وافعل هذا بَعْداً قال الجوهري بعد نقيض قبل وهما اسمان يكونان ظرفين إِذا أُضيفا وأَصلهما الإِضافة فمتى حذفت المضاف إِليه لعلم المخاطب بَنَيْتَهما على الضم ليعلم أَنه مبني إِذ كان الضم لا يدخلهما إِعراباً لأَنهما لا يصلح وقوعهما موقع الفاعل ولا موقع المبتدإِ ولا الخبر وقوله تعالى لله الأَمر من قبلُ ومن بعدُ أَي من قبل الأَشياء وبعدها أَصلهما هنا الخفض ولكن بنيا على الضم لأَنهما غايتان فإِذا لم يكونا غاية فهما نصب لأَنهما صفة ومعنى غاية أَي أَن الكلمة حذفت منها الإِضافة وجعلت غاية الكلمة ما بقي بعد الحذف وإِنما بنيتا على الضم لأَن إِعرابهما في الإضافة النصب والخفض تقول رأَيته قبلك ومن قبلك ولا يرفعان لأَنهما لا يحدَّث عنهما استعملا ظرفين فلما عدلا عن بابهما حركا بغير الحركتين اللتين كانتا له يدخلان بحق الإِعراب فأَما وجوبُ بنائهما وذهاب إِعرابهما فلأَنهما عرَّفا من غير جهة التعريف لأَنه حذف منهما ما أُضيفتا إِليه والمعنى لله الأَمر من قبل أَن تغلب الروم ومن بعد ما غلبت وحكى الأَزهري عن الفراء قال القراءة بالرفع بلا نون لأَنهما في المعنى تراد بهما الإِضافة إِلى شيء لا محالة فلما أَدَّتا غير معنى ما أُضيفتا إِليه وُسِمَتا بالرفع وهما في موضع جر ليكون الرفع دليلاً على ما سقط وكذلك ما أَشبههما كقوله إِنْ يَأْتِ مِنْ تَحْتُ أَجِيْهِ من عَلُ وقال الآخر إِذا أَنا لم أُومَنْ عَلَيْكَ ولم يكنْ لِقَاؤُك الاّ من وَرَاءُ ورَاءُ فَرَفَعَ إِذ جعله غاية ولم يذكر بعده الذي أُضيف إِليه قال الفراء وإِن نويت أَن تظهر ما أُضيف إِليه وأَظهرته فقلت لله الأَمر من قبلِ ومن بعدِ جاز كأَنك أَظهرت المخفوض الذي أَضفت إِليه قبل وبعد قال ابن سيده ويقرأُ لله الأَمر من قبلٍ ومن بعدٍ يجعلونهما نكرتين المعنى لله الأَمر من تقدُّمٍ وتأَخُّرٍ والأَوّل أَجود وحكى الكسائي لله الأَمر من قبلِ ومن بعدِ بالكسر بلا تنوين قال الفراء تركه على ما كان يكون عليه في الإِضافة واحتج بقول الأَوّل بَيْنَ ذِراعَيْ وَجَبْهَةِ الأَسَدِ قال وهذا ليس كذلك لأَن المعنى بين ذراعي الأَسد وجبهته وقد ذكر أَحد المضاف إِليهما ولو كان لله الأَمر من قبل ومن بعد كذا لجاز على هذا وكان المعنى من قبل كذا ومن بعد كذا وقوله ونحن قتلنا الأُسْدَ أُسْدَ خَفِيَّةٍ فما شربوا بَعْدٌ على لَذَّةٍ خَمْرا إِنما أَراد بعدُ فنوّن ضرورة ورواه بعضهم بعدُ على احتمال الكف قال اللحياني وقال بعضهم ما هو بالذي لا بُعْدَ له وما هو بالذي لا قبل له قال أَبو حاتم وقالوا قبل وبعد من الأَضداد وقال في قوله عز وجل والأَرض بعد ذلك دحاها أَي قبل ذلك قال الأَزهري والذي قاله أَبو حاتم عمن قاله خطأٌ قبلُ وبعدُ كل واحد منهما نقيض صاحبه فلا يكون أَحدهما بمعنى الآخر وهو كلام فاسد وأَما قول الله عز وجل والأَرض بعد ذلك دحاها فإِن السائل يسأَل عنه فيقول كيف قال بعد ذلك قوله تعالى قل أَئنكم لتكفرون بالذي خلق الأَرض في يومين فلما فرغ من ذكر الأَرض وما خلق فيها قال ثم استوى إلى السماء وثم لا يكون إِلا بعد الأَول الذي ذكر قبله ولم يختلف المفسرون أَن خلق الأَرض سبق خلق السماء والجواب فيما سأَل عنه السائل أَن الدَّحو غير الخلق وإِنما هو البسط والخلق هو إِلانشاءُ الأَول فالله عز وجل خلق الأَرض أَولاً غير مدحوّة ثم خلق السماء ثم دحا الأَرض أَي بسطها قال والآيات فيها متفقة ولا تناقض بحمد الله فيها عند من يفهمها وإِنما أَتى الملحد الطاعن فيما شاكلها من الآيات من جهة غباوته وغلظ فهمه وقلة علمه بكلام العرب وقولهم في الخطابة أَما بعدُ إِنما يريدون أَما بعد دعائي لك فإِذا قلت أَما بعدَ فإِنك لا تضيفه إِلى شيء ولكنك تجعله غاية نقيضاً لقبل وفي حديث زيد بن أَرقم أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبهم فقال أَما بعدُ تقدير الكلام أَما بعدُ حمد الله فكذا وكذا وزعموا أَن داود عليه السلام أَول من قالها ويقال هي فصل الخطاب ولذلك قال جل وعز وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب وزعم ثعلب أَن أَول من قالها كعب بن لؤي أَبو عبيد يقال لقيته بُعَيْداتِ بَيْنٍ إِذا لقيته بعد حين وقيل بُعَيْداتِ بَيْنٍ أَي بُعَيد فراق وذلك إِذا كان الرجل يمسك عن إِتيان صاحبه الزمانَ ثم يأْتيه ثم يمسك عنه نحوَ ذلك أَيضاً ثم يأْتيه قال وهو من ظروف الزمان التي لا تتمكن ولا تستعمل إلا ظرفاً وأَنشد شمر وأَشْعَثَ مُنْقَدّ القيمصِ دعَوْتُه بُعَيْداتِ بَيْنٍ لا هِدانٍ ولا نِكْسِ ويقال إِنها لتضحك بُعَيْداتِ بَيْنٍ أَي بين المرَّة ثم المرة في الحين وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه كان إِذا أَراد البراز أَبعد وفي آخر يَتَبَعَّدُ وفي آخر أَنه صلى الله عليه وسلم كان يُبْعِدُ في المذهب أَي الذهاب عند قضاء حاجته معناه إِمعانه في ذهابه إِلى الخلاء وأَبعد فلان في الأَرض إِذا أَمعن فيها وفي حديث قتل أَبي جهل هَلْ أَبْعَدُ من رجل قتلتموه ؟ قال ابن الأَثير كذا جاء في سنن أَبي داود معناها أَنهى وأَبلغ لأَن الشيء المتناهي في نوعه يقال قد أَبعد فيه وهذا أَمر بعيد لا يقع مثله لعظمه والمعنى أَنك استعظمت شأْني واستبعدت قتلي فهل هو أَبعد من رجل قتله قومه قال والروايات الصحيحة أَعمد بالميم

( بغدد ) بَغْدادُ وبغداذ وبغذاد وبغذاذ وبَغْدِينُ وبغدان ومَغْدان كلها اسم مدينة السلام وهي فارسية معناه عطاء صنم لأَن بغ صنم وداد وأَخواتها عطية يذكر ويؤنث وأَنشد الكسائي فيا لَيْلَةً خُرْسَ الدَّجاجِ طَويلةً ببغدانَ ما كانت عن الصُّبح تَنْجَلي قال يعني خُرْساً دَجاجُها قال الأَزهري الفصحاء يقولون بغداد بدالين وقالوا بغ صنم وداد بمعنى دوّد وحرَّفوه عن الذال إِلى الدال لأَن داذ بالفارسية معناه أُعطي وكرهوا أَن يجعلوا للصنم عطاء وقالوا داد ومن قال دان فمعناه ذل وخضع وقولهم تَبَغْدَدَ
( * قوله « وقولهم تبغدد إلخ » عبارة شرح القاموس تبغدد عليه إذا تكبر وافتخر مولدة ) فلانٌ مُوَلَّد

( بغذد ) بغذاد مدينة السلام بذال معجمة أَوّلاً ودال مهملة آخراً وقد تقدّم ذكرها والاختلاف في اسمها

( بلد ) البَلْدَةُ والبَلَدُ كل موضع أَو قطعة مستحيزة عامرة كانت أَو غير عامرة الأَزهري البلد كل موضع مستحيز من الأَرض عامر أَو غير عامر خال أَو مسكون فهو بلد والطائفة منها بَلْدَةٌ وفي الحديث أَعوذ بك من ساكن البَلَدِ البلد من الأَرض ما كان مأْوى الحيوان وإِن لم يكن فيه بناء وأَراد بساكنه الجنّ لأَنهم سكان الأَرض والجمع بلاد وبُلْدانٌ والبُلدانٌ اسم يقع على الُكوَر قال بعضهم البَلَدُ جنسُ المكان كالعراق والشام والبَلدةُ الجزءُ المخصصُ منه كالبصرة ودمَشق والبلدُ مكةُ تفخيماً لها كالنجم للثريا والعودُ للمَنْدَل والبَلَدُ والبَلْدةُ الترابُ والبلَدُ ما لم يُحفَر من الأَرض ولم يوقد فيه قال الراعي ومُوقِد النارِ قد بادتْ حمامتُه ما إِن تَبَيَّنُه في جُدَّةِ البَلَد وبيضةُ البلَدِ الذي لا نظير له في المدح والذم وبَيْضَةُ البلد التُّومَةُ تتركها النعامةُ في الأُدْحِيِّ أَو القَيِّ من الأَرض ويقال لها البَلَدِيَّةُ وذاتُ البلدِ وفي المثل أَذلُّ من بَيْضةِ البلدِ والبلدُ أُدْحِيُّ النعام معناه أَذلُّ من بَيْضةِ البلدِ والبلدُ أُدْحِيُّ النعام معناه أَذلُّ من بيضة النعام التي تتركها والبَلْدَةُ الأَرضُ يقال هذه بَلدتُنا كما يقال بَحْرَتُنا والبَلَدُ المقبرة وقيل هو نفس القبر قال عديّ بن زيد مِنْ أُناسٍ كنتُ أَرجو نَفْعَهُمْ أَصبحوا قد خَمَدُوا تَحْتَ البَلَدْ والجمع كالجمع والبَلَدُ الدارُ يمَانيةٌ قال سيبويه هذه الدارُ نعمت البلدُ فأَنَّثَ حيث كان الدار كما قال الشاعر أَنشده سيبويه هَلْ تَعْرِفُ الدارَ يُعَفِّيها المُورْ ؟ الدَّجْنُ يَوْماً والسحابُ المَهْمُورْ لكلِّ ريحٍ فيه ذَيلٌ مَسْفُورْ وبَلدُ الشيءِ عُنْصُرهُ عن ثعلب وبَلَدَ بالمكانِ أَقام يَبْلُدُ بُلُوداً اتخذه بَلَداً ولزمه وأَبْلَدَهُ إِياه أَلزمه أَبو زيد بَلَدْتُ بالمكان أَبْلُدُ بُلوداً وأَبَدْتُ به آبُدُ أُبُوداً أَقمت به وفي الحديث فهي لهم تالِدَةٌ بالِدَةٌ بالِدَةٌ يعني الخلافة لأَولاده يقال للشيء الدائم الذي لا يزول تالِدٌ بالِدٌ فالتالِدُ القديمُ والبالِدُ إِتباعٌ له وقول الشاعر أَنشده ابن الأَعرابي يصف حوضاً ومُبْلِدٍ بَيْنَ مَوْماةٍ بِمَهْلَكَةٍ جاوزْتُهُ بِعَلاةِ الخَلْقِ عِلْيانِ قال المُبْلِدُ الحوضُ القديمُ ههنا قال وأَراد مُلْبِد فَقَلَبَ وهو اللاصق بالأَرض ومنه قول عليّ رضوان الله عليه لرجلين جاءَا يسأَلانه أَلْبِدَا بالأَرض حتى تفهما وقال غيره حوضٌ مُبْلِدٌ تُرك ولم يُستعمل فتداعى وقد أَبْلَدَ إِبْلاَداً وقال الفرزدقُ يصف إِبلاً سقاها في حوض داثر قَطَعْتُ لأُلْخِيِهنَّ أَعْضادَ مُبْلِدٍ يَنِشُّ بِذِي الدَّلْوِ المُحِيلِ جَوانِبُهْ أَراد بذي الدلو المحيل الماء الذي قد تغير في الدلو والمُبالَدَةُ المبالَطَةُ بالسيوف والعِصِيِّ إِذا تجالدوا بها وبَلِدوا وبَلَّدوا لَزِموا الأَرضَ يقاتلون عليها ويقال اشْتُقَّ من بِلاد الأَرض وبَلَّدَ تَبْليداً ضرب بنفسه الأَرض وأَبْلَدَ لَصِق بالأَرض والبَلْدَةُ بَلْدةُ النحر وهي ثُغرةُ النحر وما حولها وقيل وسطها وقيل هي الفَلْكةُ الثالثةُ من فَلْكِ زَوْرِ الفرس وهي ستة وقيل هو رحى الزَّوْرِ وقيل هو الصدر من الخُفِّ والحافر قال ذو الرمة أُنِيخَتْ فَأَلْقَتْ بَلْدَةً فوق بَلْدَةٍ قليلٍ بها الأَصواتُ إِلاَّ بُغامُها يقول بركت الناقة وأَلقت صدرَها على الأَرض وأَراد بالبَلْدَةِ الأُولى ما يقع على الأَرض من صدرها وبالثانية الفلاة التي أَناخ ناقَته فيها وقوله إِلا بغامها صفة للأَصوات على حدّ قوله تعالى لو كان فيهما آلهةٌ إِلا اللَّهُ أَي غير الله والبُغامُ صوتُ الناقة وأَصله للظبي فاستعاره للناقة الصحاح والبَلْدَةُ الصدرُ يقال فلانٌ واسعُ البلدة أَي واسع الصدر وأَنشد بيتَ ذي الرمة وبَلْدَةُ الفَرَسِ مُنْقَطَعُ الفَهْدَتين من أَسافِلِهما إِلى عَضُده قال النابغةُ الجعدي في مِرْفَقَيْهِ تَقارُبٌ وله بَلْدَةُ نَحْرٍ كجَبْأَةِ الخَزَمِ ويُرْوَى بِرْكَةُ زَوْرٍ وهو مذكور في موضعه وهي بلدةُ بيني وبينك يعني الفراق ولقيته بِبَلْدةِ إِصْمِتَ وهي القَفْرُ التي لا أَحدَ بها وإِعراب إِصْمِتَ مذكور في موضعه والأَبْلَدُ من الرجال الذي ليس بمقرون والبَلْدةُ والبُلدةُ ما بين الحاجبين والبُلْدةُ فوق الفُلْجَةِ وقيل قَدْرُ البُلْجَةِ وقيل البَلْدَةُ والبُلْدةُ نَقاوةُ ما بين الحاجبين وقيل البَلدةُ والبُلدةُ أَن يكون الحاجبان غير مقرونين ورجل أَبْلَدُ بَيِّنُ البَلَدِ أَي أَبْلَجُ وهو الذي ليس بمقرون وقد بَلِدَ بَلَداً وحكى الفارسي تَبَلَّدَ الصبحُ كَتَبَلَّج وتَبَلَّدتِ الرَّوْضةُ نَوَّرَتْ والبَلْدةُ راحةُ الكف والبَلْدةُ من منازل القمر بين النعائم وسَعْدِ الذابح خَلاءٌ إِلا من كواكبَ صغارٍ وقيل لا نَجومَ فيها البتةَ التهذيبُ البَلْدَةُ في السماء موضعٌ لا نجوم فيه ليست فيه كواكبُ عظامٌ يكون عَلَماً وهو آخر البروج سميت بَلدةً وهي من بُرْج القَوْس الصحاحُ البَلدةُ من منازل القمر وهي ستة أَنجم من القوس تنزلها الشمسُ في أَقصر يوم في السنة والبَلَدُ الأَثر والجمعُ أَبلادٌ قال القطامي ليست تُجَرَّحُ فُرَّاراً ظُهورهُمُ وفي النُّحورِ كُلومٌ ذاتُ أَبلادِ وقال ابن الرقاع عَرَفَ الدِّيارَ تَوَهُّماً فاعْتادَها مِنْ بَعْدِ ما شَمِلَ البِلى أَبْلادَها اعتادها أَعاد النظر إِليها مرةً بعد أُخرى لِدُروسها حتى عرفها وشمل عمّ ومما يُستحسن من هذه القصيدة قولُه في صفة أَعلى قَرْنِ ولَدِ الظبية تُزْجِي أَغَنَّ كَأَنَّ إِبْرَةَ رَوْقِهِ قَلَمٌ أَصابَ مِن الدَّواةِ مِدادَها وبَلِدَ جِلْدُه صارت فيه أَبْلادٌ أَبو عبيد البَلَدُ الأَثَرُ بالجسد وجمعه أَبْلادُ والبُلْدَةُ والبَلْدَةُ والبَلادَةُ ضِدُّ النَّفاذِ والذَّكاءِ والمَضاءِ في الأُمور ورجلٌ بليدٌ إِذا لم يكن ذكيّاً وقد بَلُدَ بالضم فهو بليد وتَبَلَّدَ تكلف البَلادَةَ وقول أَبي زُبيد مِن حَمِيمٍ يُنْسِي الحَياءَ جَلِيدَ ال قَوْمِ حتى تَراه كالمَبْلودِ قال المَبْلودُ الذي ذهب حياؤه أَو عقلُه وهو البَليدُ يقال للرجل يُصاب في حَمِيمه فيجزع لموته وتنسيه مصيبتُه الحياءَ حتى تراه كالذاهب العقل والتَّبَلُّدُ نقيضُ التَّجَلد بَلُدَ بَلادَةً فهو بليد وهو استكانة وخضوع قال الشاعر أَلا لا تَلُمْهُ اليومَ أَنْ يَتَبَلَّدا فقد غُلِبَ المَحْزونُ أَنْ يَتَجَلَّدا وتَبَلَّدَ أَي تردّد متحيراً وأَبْلَدَ وَتَبَلَّدَ لحقته حَيْرَةٌ والمَبْلُودُ المتحيرُ لا فِعلَ له وقال الشيباني هو المعتوه قال الأَصمعي هو المُنْقَطَعُ به وكل هذا راجع إِلى الحَيْرَة وأَنشد بيت أَبي زبيد « حتى تراه كالمبلود » والمُتَبَلِّدُ الذي يَتَرَدَّدُ متحيراً وأَنشد للبيد عَلِهَتْ تَبَلَّدُ في نِهاءِ صَعائِدٍ سَبْعاً تُواماً كامِلاً أَيَّامُها وقيل للمتحير مُتَبَلِّدٌ لأَنه شبه بالذي يتحير في فلاة من الأَرض لا يهتدي فيها وهي البَلْدَةُ وكل بلد واسع بَلْدَةٌ قال الأَعشى يذكر الفلاة وبَلْدَةٍ مِثْلِ ظَهْرِ التُّرْسِ مُوحِشَةٍ للجِنِّ بِالليلِ في حافاتِها شُعَلُ وبَلَّدَ الرجلُ إِذا لم يتجه لشيء وبَلَّدَ إِذا نَكَّسَ في العمل وضَعُف حتى في الجَرْيِ قال الشاعر جَرَى طَلَقاً حتى إِذا قُلْتُ سابِقٌ تَدارَكَهُ أَعْرَاقُ سُوءٍ فَبَلَّدَا والتَّبَلُّدُ التصفيقُ والتَّبَلُّدُ التلهف قال عديّ بن زيد سأَكْسِبُ مالاً أَو تَقُومَ نَوائِحٌ عليَّ بِلَيْلٍ مُبْدِياتِ التَّبَلُّدِ وتَبَلَّد الرجلُ تَبَلُّداً إِذا نزل ببلد ليس به أَحدٌ يُلَهِّفُ نفسه والمُتَبَلِّد الساقط إِلى الأَرض قال الراعي ولِلدَّارِ فِيها مِنْ حَمُولَةِ أَهلِها عَقِيرٌ ولِلْبَاكي بها المُتَبلِّدِ وكله من البَلادة والبَليدُ من الإِبل الذي لا ينشّطه تحريك وأَبْلَدَ الرجلُ صارت دوابه بليدةً وقيل أَبْلَدَ الرجلُ صارت دوابه بليدةً وقيل أَبْلَدَ إِذا كانت دابته بَليدَةً وفرس بَليدٌ إِذا تأَخر عن الخيل السوابق وقد بَلُدَ بَلادَةً وبَلَّدَ السحابُ لم يمطر وبَلَّدَ الإِنسانُ لم يَجُدْ وبَلَّدَ الفَرَسُ لم يَسْبِق ورجلٌ أَبْلَدُ غليظ الخَلْقِ ويقال للجبال إِذا تقاصرت في رأْي العين لظلمة الليل قد بَلَّدَتْ ومنه قول الشاعر إِذا لم يُنازِعْ جاهِلُ القومِ ذَا النُّهَى وبَلَّدَتِ الأَعْلامُ بالليلِ كالأَكَمْ والبَلَنْدَى العَريضُ والبَلَنْدَى والمَلَنْدَى الكثير لحم الجنبين والمُبْلَنْدى من الجمال الصلب الشديد وبَلْدٌ اسمُ موضع قال الراعي يصف صقراً إِذا ما انْجَلَتْ عنه غَدَاةُ صُبَابَةٍ رأَى وهو في بَلْدٍ خَرانِقَ مُنْشِدِ
( * قوله « غداة صبابة » كذا في نسخة المؤلف برفع غداة مضافة إلى صبابة بضم الصاد المهملة وكذا هو في شرح القاموس بالصاد مهملة من غير ضبط وقد خطر بالبال أنه غداة ضبابة بنصب غداة بالغين المعجمة على الظرفية ورفع ضبابة بالضاد المعجمة فاعل انجلت )
وفي الحديث ذكرُ بُلَيْدٍ هو بضم الباء وفتح اللام قرية لآل عليّ بواد قريب من يَنْبُع بند البَنْدُ العَلمُ الكبير معروف فارسي معرّب قال الشاعر وأَسيافُنَا تحتَ البُنُودِ الصَّواعِقُ وفي حديث أَشراط الساعةِ أَنْ تَغْزو الرومُ فتسير بثمانين بَنْداً البَنْدُ العَلمُ الكبير وجمعه بُنُود وليس له جمعُ أَدْنى عَدَدٍ والبَنْدُ كل عَلَم من الأَعلام وفي المحكم من أَعلام الروم يكون للقائد يكون تحت كل عَلَمٍ عشرة آلاف رجل أَو أَقل أَو أَكثر وقال الهجيميّ البَنْدُ عَلَمُ الفُرْسانِ وأَنشد للمفضل جاؤُوا يَجُرُّون البُنُودَ جَرَّا قال النضر سمي العلم الضخم واللواءُ الضخمُ البَنْدَ والبَنْدُ الذي يُسكِر من الماء قال أَبو صخر وإِنَّ مَعاجي لِلخِيامِ ومَوْقِفي بِرابِيةِ البَنْدَينِ بالٍ ثُمَامُها يعني بيوتاً أُلقي عليها ثُمامٌ وشجر ينبت الليث البَنْدُ حِيَلٌ مستعملة يقال فلان كثير البُنود أَي كثير الحيل والبَنْدُ بَيْذَقٌ مُنْعَقِدٌ بِفِزْزانٍ

( بند ) البَنْدُ العَلمُ الكبير معروف فارسي معرّب قال الشاعر وأَسيافُنَا تحتَ البُنُودِ الصَّواعِقُ وفي حديث أَشراط الساعةِ أَنْ تَغْزو الرومُ فتسير بثمانين بَنْداً البَنْدُ العَلمُ الكبير وجمعه بُنُود وليس له جمعُ أَدْنى عَدَدٍ والبَنْدُ كل عَلَم من الأَعلام وفي المحكم من أَعلام الروم يكون للقائد يكون تحت كل عَلَمٍ عشرة آلاف رجل أَو أَقل أَو أَكثر وقال الهجيميّ البَنْدُ عَلَمُ الفُرْسانِ وأَنشد للمفضل جاؤُوا يَجُرُّون البُنُودَ جَرَّا قال النضر سمي العلم الضخم واللواءُ الضخمُ البَنْدَ والبَنْدُ الذي يُسكِر من الماء قال أَبو صخر وإِنَّ مَعاجي لِلخِيامِ ومَوْقِفي بِرابِيةِ البَنْدَينِ بالٍ ثُمَامُها يعني بيوتاً أُلقي عليها ثُمامٌ وشجر ينبت الليث البَنْدُ حِيَلٌ مستعملة يقال فلان كثير البُنود أَي كثير الحيل والبَنْدُ بَيْذَقٌ مُنْعَقِدٌ بِفِزْزانٍ

( بهد ) بَهْدَى وذو بَهْدَى موضعان

( بود ) بادَ الشيءُ بَواداً ظهر وسنذكره في الياء أَيضاً والبَوْدُ البئر

( بيد ) : باد الشيءُ يبيد بَيْداً و بَياداً و بُيوداً و بَيْدودَةً الأَخيرة عن اللحياني : انقطع وذهب . و بَادَ يَبِيدُ بَيْداً إِذا هلك . و بادت الشمسُ بُيوداً : غَرَبَتْ منه حكاه سيبويه . و أَباده الله أَي أَهلكه . وفي الحديث : فإِذا هم بِدِيَارٍ بادَ أَهلُها أَي هلكوا وانقرضوا . وفي حديث الحور العين : نحن الخالداتُ لا نَبيدُ أَي لا نَهْلِكُ ولا نموت . و البَيْداءُ : الفلاة . و البَيْداءُ : المفازة المستوية يُجْرى فيها الخيل وقيل : مفازة لا شيء فيها ابن جني : سميت بذلك لأَنها تُبِيدُ من يَحِلُّها . ابن شميل : البَيْداءُ المكان المستوي المُشْرِفُ قليلة الشجر جَرْداءُ تَقُودُ اليومَ ونِصْفَ يوم وأَقلَّ وإِشرافها شيء قليل لا تراها إِلا غليظة صلْبَةً لا تكون إِلا في أَرضِ طِينٍ وفي حديث الحج : بَيْداؤُكم هذه التي يَكْذبون فيها على رسول الله البَيْداءُ : المفازة لا شيء بها وهي ههنا اسم موضع مخصوص بين مكة والمدينة وأَكثر ما تَرِدُ ويراد بها هذه ومنه الحديث : إِن قوماً يغزون البيت فإِذا نزلوا بالبَيْداءِ بعث الله جبريل فيقول : يا بَيْداءُ أَبِيديهِم فتخسف بهم أَي أَهلكيهم . وفي ترجمة قُطْرُبٍ : المُتَلِفُ القفر سمي بذلك لأَنه يتلف سالكه في الأَكثر كما سموا الصحراء بَيْداءَ لأَنها تُبيد سالكها و الإِبادَةُ : الإِهلاك والجمع بِيدٌ . كسَّروه تكسير الصفات لأَنه في الأَصل صفة ولو كسَّروه تكسير الأَسماء فقيل بَيْداوات لكان قياساً فأَما ما أَنشده أَبو زيد في نوادره : هَلْ تَعْرِفُ الدَّارَ بِبَيْدا إِنَّهْ دَارٌ لِلَيْلى قد تَعَفَّتْ إِنَّهْ قال ابن سيده : أَن قال قائل : ما تقول في قوله بَيْدَا إِنَّهْ هل يجوز أَن يكون صرف بيداءَ ضرورة فصارت في التقدير بِبَيْداءٍ ثم إِنه شدّد التنوين ضرورة على حدّ التثقيل في قوله : ضَخْمٌ يُحِبُّ الخُلُقَ الأَضخَمَّا فلما ثقل التنوين واجتمع ساكنان فتح الثاني من الحرفين لالتقائهما ثم أَلحق الهاءَ لبيان الحركة كإِلحاقها في هُنَّهْ فالجواب أَن هذا غير جائز في القياس وذلك أَن هذا التثقيل إِنما أَصله أَن يلحق في الوقف ثم إِن الشاعر اضطر إِلى إِجراء الوصل مجرى الوقف كما حكاه سيبويه من قولهم في الضرورة وكَلْكَدَّا ونحوه فأَما إِذا كان الحرف مما لا يثبت في الوقف ألبتة مخففاً فهو من التثقيل في الوصل أَو في الوقف أَبعد أَلا ترى أَن التنوين مما يحذفه الوقف فلا يوجد فيه ألبتة فإِذا لم يوجد في الوقف أَصلاً فلا سبيل إِلى تثقيله لأَنه إِذا انتفى الأَصل الذي هو التخفيف هنا فالفرع الذي هو التثقيل أَشدّ انتفاء وأَجاز أَبو علي في هذا ثلاثة أَوجه : فأَحدها أَن يكون أَراد ببَيْدا ثم أَلحق الخفيفة وهي التي تلحق الإِنكار نحو ما حكاه سيبويه من قول بعضهم وقيل له : أَتخرج إِن أَخصبت البادية فقال : أَأَنا إِنِّيَه منكراً لرأْيه أَن يكون على خلاف أَن يخرج كما تقول : أَلمثلي يقال هذا أَنا أَول خارج إِليها فكذلك هذا الشاعر أَراد : أَمثلي يُعَرَّف ما لا ينكره ثم إِنه شدد النون في الوقف ثم أَطلقها وبقي التثقيل بحاله فيها على حدّ سَبْسِبَّا ثم أَلحق الهاء لبيان الحركة نحو كتابيه وحسابيه واقتده والوجه الآخر أَن يكون أَراد إِنّ التي بمعنى نعم في قوله : ويَقُلْنَ شَيْبٌ قد عَلا كَ وقد كبِرْتَ فَقُلْتُ إِنَّهْأَي نعم والوجه الثالث أَن يكون أَراد إِنّ التي تنصب الاسم وترفع الخبر وتكون الهاء في موضع نصب لأَنها اسم إِنّ ويكون الخبر محذوفاً كأَنه قال : إِنّ الأَمر كذلك فيكون في قوله بَيْدا إِنَّهْ قد أَثبت أَن الأَمر كذلك في الثلاثة الأَوجه لأَنّ إِنّ التي للإِنكار مؤكدة موجبة ونعم أَيضاً كذلك وإِن الناصبة أَيضاً كذلك ويكون قصر ببيداء في هذه الثلاثة الأَوجه كما قصر الآخر ما مدّته للتأْنيث في نحو قوله : لا بُدَّ مِن صَنْعَا وإِنْ طَالَ السَّفَرْ قال أَبو علي ولا يجوز أَن تكون الهمزة في بَيْدا أَنَّهْ هي همزة بيداء لأَنه إِذا جرّ الاسم غير المنصرف ولم يكن مضافاً ولا فيه لامُ المَعْرفة وجب صرفه وتنوينه ولا تنوين هنا لأَن التنوين إِنما يفعل ذلك بحرف الإِعراب دون غيره وأَجاز أَيضاً في تَعَفَّتْ إِنَّهْ هذه الأَوجه الثلاثة التي ذكرناها . و البَيْدَانَةُ : الحمارة الوحشية أُضيفت إِلى البيداء والجمع البيدانات . وأَتانٌ بَيْدَانَةٌ : تَسْكُن البَيْداءَ . و البَيْدانَةُ : الأَتان اسم لها قال الشاعر : ويَوْماً على صَلْتِ الجَبِينِ مُسَحَّجٍ ويوماً على بَيْدانَةٍ أُمِّ تَوْلَبِ يريد حمار وحش . والصَّلْت : الواضح الجبين . والمسحَّج : المُعَضَّضُ ويروى : فيوْماً على سِرْبٍ نَقِيّ جُلُودُه يعني بالسرب القطيع من بقر الوحش يريد يوماً أُغِيرُ بهذا الفرس على بقر وحش أَو حمير وحش . وفي تسمية الأَتان البَيْدانَةَ قولان : أَحدهما إِنها سميت بذلك لسكونها البَيْداءَ وتكون النون فيها زائدة وعلى هذا القول جمهور أَهل اللغة والقول الثاني : إِنها العظيمة البدن وتكون النون فيها أَصليةً . و بَيْدَ : بمعنى غير يقال : رجل كثير المال بَيْدَ أَنَّه بخيل معناه غير أَنه بخيل حكاه ابن السكيت وقيل : هي بمعنى على حكاه أَبو عبيد . قال ابن سيده : والأَول أَعلى وأَنشد الأُمَوِيُّ لرجل يخاطب امرأَةً : عَمْداً فَعَلْتُ ذاك بَيْدَ أَنِّي إِخالُ أَنْ هَلَكْتُ لم تَرِنِّي يقول على أَني أَخاف ذلك . وفي الحديث عن النبي أَنه قال : أَنا أَفصح العرب بَيْدَ أَنِّي من قريش ونشأْت في بني سعد بَيْدَ : بمعنى غير . وفي حديث آخر : نحن الآخرون السابقون يوم القيامة بَيْدَ أَنهم أُوتوا الكتاب من قبلنا وأُوتيناه من بعدهم قال الكسائي : قوله بَيْدَ معناه غير وقيل : معناه على أَنهم وقد جاء في بعض الروايات بايْدَ أَنَّهُمْ قال ابن الأَثير : ولم أَره في اللغة بهذا المعنى . وقال بعضهم : إِنها بأَيد أَي بقوّة ومعناه نحن السابقون إِلى الجنة يوم القيامة بقوة أَعطاناها الله وفضلنا بها قال أَبو عبيد : وفيه لغة أُخرى مَيْدَ بالميم كما قالوا أَغْمَطَتْ عليه الحمَّى وأَغْبَطَتْ وسَبَّدَ رأْسه وسمَّدَهُ . و بَيْدانُ : اسم رجل حكاه ابن الأَعرابي وأَنشد : مَتى أَنْفَلِتْ من دَيْنِ بَيْدَانَ لا يَعُدْ لِبَيْدَانَ دَيْنٌ في كرائِم مَالِيَا على أَنني قد قلتُ منْ ثِقَةٍ به : أَلا إِنَّما باعتْ يميني شماليا و بَيْداءُ : موضع بين مكة والمدينة قال الأَزهري : وبين المسجدين أَرضٌ ملساءُ اسمها البَيْداءُ وفي الحديث : إِن قوماً يغزون البيت فإِذا نزلوا البيداءَ بعث الله عليهم جبريل عليه السلام فيقول : يا بَيْداءُ بِيدِي بِهِم وفي رواية : أَبِيدِيهِم فتخسف بهم . و بَيْدانُ : موضع قال : أَجَدَّك لَنْ تَرَى بِثُعَيْلَباتٍ ولا بَيْدَانَ ناجِيَةً ذَمُولا استعمل لن في موضع لا

( تقد ) ابن سيده التِّقْدَةُ بكسر التاء والتَّقْدَةُ الأَخيرة عن الهروي الكُسْبَرَةُ والتقدة الكَرَوْياءُ وفي حديث عطاء وذكر الحبوب التي تجب فيها الصدقة وعدّ التَّقْدَة هي الكُزْبَرَةُ وقيل الكرويا وقد تفتح التاء وتكسر القاف وقال ابن دريد هي التِّقْرِدَةُ وأَهل اليمن يسمون الأَبزار التِّقْرِدَةَ والتَّقِيدَةُ موضع

( تقرد ) التِّقْرِدَةُ الكسبرة عن ابن دريد قال والتِّقْرِدَةُ الأَبزار كلها عند أَهل اليمن التهذيب في الرباعي التِّقْرِدُ الكرويا قال الأَزهري وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي التِّقْدَةُ الكزبرة والتِّقْدَةُ الكرويا قال الأَزهري وهذا هو الصحيح وأَما التِّقْرِدُ فلا أَعرفه في كلام العرب

( تلد ) التالد المال القديم الأَصلِيُّ الذي وُلد عندك وهو نقيض الطارف ابن سيده التَّلْدُ والتُّلْدُ والتِّلادُ والتَّلِيدُ والإِتْلادُ كالإِسْنامِ والمُتْلَدُ الأَخيرة عن ابن جني ما وُلد عندك من مالك أَو نُتج ولذلك حكم يعقوب أَن تاءه بدل من الواو وهذا لا يقوى لأَنه لو كان ذلك لَرُدَّ في بعض تصاريفه إِلى الأَصل وقال بعض النحويين هذا كله من الواو فإِذا كان ذلك فهو معتل وقيل التِّلاد كل مال قديم من حيوان وغيره يورث عن الآباء وهو التالد والتليد والمُتْلَدُ قال الشاعر يصف خيلاً تَلائِدٌ نَحْنُ افْتَلَيْنا هُنَّهْ نِعْمَ الحُصُونُ والعَتادُ هُنَّهْ وتَلَدَ المالُ يَتْلِدُ ويَتْلُدُ تُلوداً وأَتْلَدَه هو وأَتلد الرجلُ إِذا اتخذ مالاً ومال مُتْلَد وخُلُقٌ مُتْلَد قديم أَنشد ابن الأَعرابي ماذا رُزِينا مِنْكِ أُمَّ مَعْبَدِ مِنْ سَعَةِ الحِلْم وخُلْقٍ مُتْلَدِ وفي حديث عبدالله بن مسعود أَنه قال في سورة بني إِسرائيل والكهف ومريم وطه والأَنبياء هنّ من العتاق الأُوَلِ وهن من تِلادِي يعني السور أَي من قديم ما أَخذتُ من القرآن شبههن بِتلاد المال وفي رواية أُخرى الحم من تِلادِي أَي من أَوّل ما أَخذته وتعلمتُه بمكة وفي حديث العباس فهي لهم تالِدةٌ بالِدةٌ يعني الخلافة والبالدُ إِتباع التَّالِد وقال اللحياني رجل تليد في قوم تُلَداءَ وامرأَة تلِيد في نسوة تَلائِدَ وتُلُدٍ وتَلِدَ فيهم يَتْلَدُ أَقام ابن الأَعرابي تَلَّدَ الرجلُ إِذا جمع ومنع وجارية تلِيدة إِذا ورثها الرجل فإِذا وُلِدتْ عنده فهي وَلِيدَة وروي عن شريح أَن رجلاً اشترى جارية وشرط أَنها مُوَلَّدةٌ فوجدها تَليدَةً فردّها شريح قال القتيبي التَّليدة هي التي وُلدت ببلاد العجم وحُملت فنشأَت ببلاد العرب والمُوَلَّدة بمنزلة التِّلاد وهو الذي وُلد عندك وقيل المُوَلَّدَةُ التي وُلدت في بلاد الإِسلام والحكم فيه إِن كان هذا الاختلاف يؤثر في الغرض أَو القيمة وجب له الرَّد وإِلاَّ فلا وروي عن الأَصمعي أَنه قال التليد ما ولد عند غيرك ثم اشتريته صغيراً فثبت عندك والتِّلادُ ما وَلَدْتَ أَنت قال أَبو منصور سمعت رجلاً من أَهل مكة يقول تلادي بمكة أَي ميلادي ابن شميل التليد الذي وُلد عندك وهو المُوَلَّد والأُنثى المُوَلَّدةُ والمُوَلَّد والمُوَلَّدةُ والتليد واحد عندنا رواه المصاحفي عنه وروى شمر عنه أَنه قال تِلادُ المال ما تَوالَدَ عندك فتَلِدَ من رقيق أَو سائمة وَتَلِدَ فلان عندنا أَي وَلَدْنا أُمه وأَباه قال الأَعشى تَدِرُّ على غير أَسمائها مُطَرَّفَةٌ بعد إِتْلادِها يقول كانت من تِلادِهم فصارت طارفاً عندك حين أَخذتها وتَلَدَ فلان في بني فلان يَتْلُد أَقام فيهم وتَلَدَ بالمكان تلوداً أَي أَقام به وأَتْلَدَ أَي اتخذ المال والتليد الذي وُلد ببلاد العجم ثم حمل صغيراً فثبت في بلاد الإِسلام وفي حديث عائشة أَنها أَعتقت عن أَخيها عبد الرحمن تِلاداً من تِلادها فإِنه مات في منامه وفي نسخة تِلاداً من أَتلاده والأَتْلادُ بطون من عبد القيس يقال لهم أَتْلادُ عُمانَ وذلك لأَنهم سكنوها قديماً والتُّلْدُ فرخ العُقاب

( تمرد ) التهذيب في الرباعي ابن الأَعرابي يقال لبُرج الحمام التِّمرادُ وجمعه التَّماريد وقيل التَّماريد محاضين الحمام في برج الحمام وهي بيوت صغار يبنى بعضها فوق بعض

( تود ) التُّودُ شجر وبه فسر قول أَبي صخر الهذلي عَرَفْت من هِنْدَ أَطْلالاً بذي التُّودِ قَفْراً وجاراتِها البِيضِ الرَّخاوِيدِ الأَزهري وأَما التَّوادِي فواحدتها تَوْدِيَةٌ وهي الخشبات التي تُشدّ على أَخلاف الناقة إِذا صُرَّتْ لئلاَّ يرضعها الفصيل قال ولم أَسمع لها بفعل والخيوط التي تُصَرُّ بها هي الأَصِرَّةُ واحدها صِرارٌ قال وليست التاء بأَصلية في هذا ولا في التُّؤَدَةِ بمعنى التأَني في الأَمر

( تيد ) ابن الأَعرابي التَّيْدُ الرفق يقال تَيْدَك يا هذا أَي اتَّئِدْ وقال ابن كيسان بَلْهَ ورُوَيْدَ وتَيْدَ يخفضن وينصبن رُوَيْدَ زيداً وزيدٍ وبَلْهَ زيداً وزيد وتَيْدَ زيداً وزيد قال وربما زيد فيها الكاف للخطاب فيقال رُوَيْدَكَ زيداً وتَيْدَك زيداً فإِذا أَدخلت الكاف لم يكن إِلا النصبُ وإِذا لم تدخل الكافَ فالخفض على الإِضافة لأَنها في تقدير المصدر كقوله عز وجل فضَرْبَ الرقاب

( ثأد ) الثَّأَدُ الثرى والثَّأَدُ النَّدَى نفسُه والثَّئِيد المكان النَّدِيُّ وثَئِدَ النبتُ ثَأَداً فهو ثَئِدٌ نَدِيَ قال الأَصمعي قيل لبعض العرب أَصِبْ لنا موضعاً أَي اطْلُبْ فقال رائدهم وجدتُ مكاناً ثَئِداً مَئِداً وقال زيد بن كُثْوَةَ بعثوا رائداً فجاء وقال عُشْبٌ ثَأْدٌ مَأْدٌ كأَنه أَسْوُقُ نساء بني سَعد وقال رائد آخر سَيْلٌ وبَقْلٌ وبَقِيلٌ فوجدوا الأَخير أَعقلهما ابن الأَعرابي الثَّأْدُ النَّدَى والقذر والأَمر القبيح الصحاح الثأْدُ النَّدَى والقُرُّ قال ذو الرمة فَباتَ يُشْئِزُهُ ثَأْدٌ ويُسْهِرُهُ تَذَؤُّبُ الريحِ والوَسْواسُ والهَضَبُ قال وقد يحرّك ومكان ثَئِدٌ أَي ندٍ ورجل ثَئِدٌ أَي مَقْرورٌ وقيل الأَثْآدُ العُيوبُ وأَصله البَلَلُ ابن شميل يقال للمرأَة إِنها لَثَأْدَةُ الخَلْق أَي كثيرة اللحم وفيها ثَآدَةٌ مثل سعادة وفخذٌ ثَئِدَةٌ رَيَّاء ممتلئة وما أَنا بابن ثَأْداءَ ولا ثَأَداء أَي لستُ بعاجز وقيل أَي لم أَكن بخيلاً لئيماً وهذا المعنى أَراد الذي قال لعمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه عامَ الرَّمادَة لقد انكشفتْ وما كنتَ فيها ابنَ ثَأْداءَ أَي لم تكن فيها كابن الأَمة لئيماً فقال ذلك لو كنتُ أُنفق عليهم من مال الخطاب وقيل في الثأْداء ما قيل في الدَّأْثاءِ من أَنها الأَمة والحمقاء جميعاً وما لَهُ ثَئِدَت أُمُّه كما يقال حَمَِقَتْ الفراء الثَّأَداءُ والدَّأَثاءُ الأَمة على القلب قال أَبو عبيد ولم أَسمع أَحداً يقول هذا بالفتح غيرَ الفراء والمعروف ثَأْداءُ ودَأْثاءُ قال الكميت وما كُنَّا بني ثَأْدَاءَ لَمَّا شَفَيْنا بالأَسِنَّةِ كلَّ وَتْرِ ورواه يعقوب حتى شفينا وفي حديث عمر رضي الله عنه قال في عام الرمادة لقد هممتُ أَن أَجعل مع كل أَهل بيت من المسلمين مثلَهُم فإِن الإِنسان لا يَهْلِكُ على نصف شِبَعِه فقيل له لو فعلتَ ذلك ما كنتَ فيها بابن ثَأْدَاءَ يعني بابن أَمة أَي ما كنت لئيماً وقيل ضعيفاً عاجزاً وكان الفراء يقول دَأَثاءَ وسَحَناء لمكان حروف الحلق قال ابن السكيت وليس في الكلام فَعَلاءُ بالتحريك إِلاَّ حرف واحد وهو الثَّأَدَاءُ وقد يسكن يعني في الصفات قال وأَما الأَسماء فقد جاءَ فيه حرفان قَرَماءُ وجَنَفَاءُ وهما موضعان قال الشيخ أَبو محمد بن بري قد جاء على فَعَلاءَ ستة أَمثلة وهي ثَأَداءُ وسَحَناءُ ونَفَساءُ لغة في نُفَساء وجَنَفاءُ وقَرَماءُ وحَسَداءُ هذه الثلاثة أَسماء مواضعَ قال الشاعر في جَنَفاءَ رَحَلْتُ إِلَيْكَ من جَنَفاءَ حتى أَنَخْتُ فِناءَ بَيْتِك بالمَطَالي وقال السُّلَيْكُ بنُ السُّلَكَةِ في قَرَماءَ على قَرَماءَ عالِيَة شواه كَأَنَّ بياضَ غُرَّته خِمارُ وقال لبيد في حَسَداءَ فَبِتْنا حيثُ أَمْسَيْنا ثلاثاً على حَسَداءَ تَنْبَحُنا الكِلابُ

( ثرد ) الثَّرِيدُ معروف والثَّرْدُ الهَشْمُ ومنه قيل لما يُهشم من الخبز ويُبَلُّ بماء القِدْرِ وغيره ثَريدة والثَّرْدُ الفَتُّ ثَرَدَهُ يَثْرُدُهُ ثَرْداً فهو ثريد وثَرَدْتُ الخبز ثَرْداً كسرته فهو ثَريدٌ ومَثْرُود والاسم الثُّردة بالضم والثَّريدُ والثَّرودَةُ ما ثُرِدَ من الخبز واثَّرَدَ ثريداً واتَّرَدَه اتخذه وهو مُتَّرِد قلبت الثاء تاء لأَن الثاء أُخت التاء في الهمس فلما تجاورتا في المخرج أَرادوا أَن يكون العمل من وجه فقلبوها تاء وأَدغموها في التاء بعدها ليكون الصوت نوعاً واحداً كأَنهم لما أَسكنوا تاء وَتِدٍ تخفيفاً أَبدلوها إِلى لفظ الدال بعدها فقالوا وَدٌّ غيره اثَّرَدْتُ الخبز أَصله اثْتَرَدْتُ على افتعلت فلما اجتمع حرفان مخرجاهما متقاربان في كلمة واحدة وجب الإِدغام إِلاَّ أَن الثاء لما كانت مهموسة والتاء مجهورة
( * قوله « التاء مجهورة » المشهور أن التاء مهموسة ) لم يصح ذلك فأَبدلوا من الأَول تاء فأَدغموه في مثله وناس من العرب يبدلون من التاء ثاء فيقولون اثَّرَدْتُ فيكون الحرف الأَصلي هو الظاهر وقوله أَنشده ابن الأَعرابي أَلا يا خُبْزَ يا ابْنَةَ يَثْرُدانٍ أَبَى الحُلْقُومُ بَعْدَكِ لا يَنامُ وبَرْقٍ لِلعَصيدَةِ لاحَ وَهْناً كما شَقَّقْت في القِدْرِ السَّناما
( * في هذا البيت إقواء )
قال يَثْرُدانٍ غلامان كانا يثردان فَنَسَب الخُبزة إِليهما ولكنه نوّن وصرف للضرورة والوجه في مثل هذا أَن يحكى ورواه الفراء أُثْرُدانٍ فعلى هذا ليس بفعل سمي به إِنما هو اسم كأُسْحُلان وأُلْعُبانٍ فحكمه أَن ينصرف في النكرة ولا ينصرف في المعرفة قال ابن سيده وأَظن أُثْرُدانَ اسماً للثريد أَو المثرود معرفةً فإِذا كان كذلك فحكمه أَن لا ينصرف لكن صرفه للضرورة وأَراد أَبى صاحب الحلقوم بعدك لا ينام لأَن الحلقوم ليس هو وحده النائم وقد يجوز أَن يكون خص الحلقوم ههنا لأَن ممرّ الطعام إِنما هو عليه فكأَنه لما فقده حنَّ إِليه فلا يكون فيه على هذا القول حذف وقوله وبرقٍ للعصيدة لاح وهناً إِنما عنى بذلك شدّة ابيضاض العصيدة فكأَنما هي برق وإِن شئت قلت إِنه كان جَوْعانَ متطلعاً إِلى العصيدة كتطلع المجدب إِلى البرق أَو كتطلع العاشق إِليه إِذا أَتاه من ناحية محبوبه وقوله كما شققت في القِدر السناما يريد أَن تلك العصيدة بيضاء تلوح كما يلوح السنام إِذا شقق يعني بالسنام الشحم إِذ هو كله شحم ويقال أَكلنا ثَريدة دَسِمَةً بالهاء على معنى الاسم أَو القطعة من الثريد وفي الحديث فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام قيل لم يرد عين الثريد وإِنما أَراد الطعام المتخذ من اللحم والثَّريِد معاً لأَن الثريد غالباً لا يكون إِلاَّ من لحم والعرب قلما تتخذ طبيخاً ولا سيما بلحم ويقال الثريد أَحد اللحمين بل اللذة والقوَّة إِذا كان اللحم نضيجاً في المرق أَكثر ما يكون في نفس اللحم والتَّثْريدُ في الذبح هو الكسر قبل أَن يَبْرُدَ وهو منهيٌّ عنه وثَرَدَ الذَّبِيحَة قَتَلها من غير أَن يَفْرِيَ أَوْداجَها قال ابن سيده وأُرى ثَرَّدَه لغة وقال ابن الأَعرابي المُثَرِّدُ الذي لا تكون حديدته حادَّة فهو يفسخ اللحم وفي الحديث سئل ابن عباس عن الذبيحة بالعُودِ فقال ما أَفْرَى الأَوْداجَ غيرُ المُثَرِّدِ فكُلْ المُثَرِّدُ الذي يقتُلُ بغير ذكاة يقال ثَرَّدْتَ ذَبيحَتَك وقيل التَّثْريدُ أَن يَذْبَحَ الذبيحةَ بشيء لا يُنْهِرُ الدَّمَ ولا يُسيلُهُ فهذا المُثَرِّدُ وما أَفْرَى الأَوداجَ من حديد أَو لِيطَةٍ أَو طَرِيرٍ أَو عود له حد فهو ذكيٌّ غيرُ مُثَرِّدٍ ويروى غيرُ مُثَرَّدٍ بفتح الراء على المفعول والرواية كُلْ أَمْرٌ بالأَكلِ وقد ردَّها أَبو عبيد وغيره وقالوا إِنما هي كلُّ ما أَفْرَى الأَوْداجَ أَي كلُّ شيءٍ أَفْرَى والفَرْيُ القطع وفي حديث سعيد وسئل عن بعير نحروه بعود فقال إِن كانَ مارَ مَوْراً فكلوه وإِن ثَرَدَ فلا وقيل المُثَرِّدُ الذي يذبح ذبيحته بحجر أَو عظم أَو ما أَشبه ذلك وقد نُهِيَ عنه والمِثْرادُ اسم ذلك الحجر قال فلا تَدُمُّوا الكَلْبَ بالمِثْرادِ ابن الأَعرابي ثَرِدَ الرجلُ إِذا حُمِلَ من المعركة مُرْتَثّاً وثوبٌ مَثْرُودٌ أَي مغموس في الصِّبْغ وفي حديث عائشة رضي الله عنها فأَخذتْ خِماراً لها قد ثرَدَتْه بزعفران أَي صبغته وثوب مَثْرُود والثَّرَدُ بالتحريك تشقق في الشفتين والثَّرْدُ المطر الضعيف عن ابن الأَعرابي قال وقيل لأَعرابي ما مَطَرُ أَرضك ؟ قال مُرَكَّكَةٌ فيها ضُروس وثَرْدٌ يَذُرُّ بقلُه ولا يُقَرِّحُ أَصْلُه الضروس سحائب متفرقة وغيوث يفرق بينها رَكاكٌ وقال مرة هي الجَوْدُ ويَذُرُّ يطلعُ ويظهر وذلك أَنه يَذُرُّ من أَدنى مطر وإِنما يَذُرُّ من مطر قدر وضَحِ الكف ولا يُقَرِّحُ البَقْلُ إِلاَّ مِنْ قَدْرِ الذراع من المطر فما زاد وتقريحه نبات أَصله وهو ظهور عوده والثَّرِيدُ القُمُّحانُ عن أَبي حنيفة يعني الذي يعلو الخمر كأَنه ذريرة واثْرَنْدَى الرجل كثر لحم صدره

( ثرمد ) ثَرْمَدَ اللحمَ أَساء عمله وقيل لم يُنْضِجْه وأَتانا بشِواءٍ قد ثَرْمده بالرَّماد ابن دريد الثَّرْمَدُ من الحَمْض وكذلك القُلاَّمُ والباقلاء وقال أَبو حنيفة الثَّرْمَدَةُ من الحَمْضِ تسمو دون الذراع قال وهي أَغلظ من القُلاَّمِ أَغصانٌ بلا ورق خضراءُ شديدةُ الخُضْرِة وإِذا تقادمت سنتين غَلُظَ ساقُها فاتُّخِذَت أَمشاطاً لِجَوْدَتِها وصلابَتِها تصْلُب حتى تكاد تُعْجِز الحديد ويكونُ طول ساقها إِذا تقادمت شبراً وثَرْمَدُ وثَرْمَداءُ
( * قوله « وثرمداء » في القاموس وشرحه بالفتح والمد موضع خصيب يضرب به المثل في خصبه وكثرة عشبه فيقال نعم مأوى المعزى ثرمداء كذا في مجمع الأمثال وفي معجم البكري هو موضع في ديار بني نمير أو بني ظالم من الوشم بناحية اليمامة وقال علقمة وما أنت إلخ أو ماء في ديار بني سعد وثمرد كجعفر شعب بأجأ أحد جبلي طيء لبني ثعلبة ) موضعان قال حاتم طيء إِلى الشِّعْبِ من أَعلى مَشارٍ فَثَرْمَدٍ فَيَلْدَةَ مَبْنَى سِنْبِسٍ لابنَة الغَمْرِ وقال علقمة وما أَنت أَمَّا ذِكْرُها رَبَعِيَّةٌ يُخَطُّ لها من ثَرْمَداءَ قَلِيبُ قال أَبو منصور ورأَيت ماء في ديار بني سعد يقال له ثَرْمَداءُ ورأَيت حواليه القاقُلَّى وهو من الحمْضِ معروف وقد ذكره العجاج في شعره لِقَدَرٍ كان وَحاهُ الواحِي بِثَرْمَداءَ جَهْرَةَ الفِصاحِ أَي علانية وحاه قضاه وكتبه قال أَبو منصور ثَرْمَداءُ ماء لبني سعد في وادي السِّتاريْن قد وردتُه يُسْتَقَى منه بالعقال لقرب قعره وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم كتب لحُصَين بن نَضلة الأَسدي إِن له تَرْمُدَ وكَشْفَةَ هو بفتح التاء المثناة وضم الميم موضع في ديار بني أَسد وبعضهم يقوله بفتح الثاء المثلثة والميم وبعد الدال المهملة أَلف وأَما تِرمِذ بكسر التاء والميم فالبلد المعروف بخراسان

( ثرند ) اللحياني اثْرَنْدَى الرجلُ إِذا كثر لحم صدره وابْلَنْدَى إِذا كثر لحم جنبيه وعظما وادْلَنْظَى إِذا سمن وغَلُظَ ورجل مُثْرَنْدٍ ومُثْرَنْتٍ مُخْصِبٌ

( ثعد ) الثَّعْدُ الرُّطَبُ وقيل البُسْرُ الذي غلبه الإِرطاب قال لَشَتَّانَ ما بيني وبين رُعاتِها إِذا صَرْصَرَ العصفورُ في الرُّطَبِ الثَّعْدِ الواحدة ثَعْدَةٌ ورطبة ثَعْدَةٌ مَعْدَةٌ طرية عن ابن الأَعرابي قال الأَصمعي إِذا دخل البسرةَ الإِرْطابُ وهي صُلبة لم تنهضم بعدُ فهي خَمْسة فإِذا لانت فهي ثَعْدَةٌ وجمعها ثُعْدٌ وفي حديث بَكَّار بن داود قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوم ينالون من الثَّعْد والحُلْقان وأَشْلٍ من لحم وينالون من أَسقية لهم قد علاها الطُّحْلُبُ فقال ثكلتكم أُمهاتكم أَلهذا خلقتم أَو بهذا أُمرتم ؟ ثم جاز عنهم فنزل الروح الأَمين وقال يا محمد ربك يقرئك السلام ويقول إِنما بعثتك مؤلفاً لأُمتك ولم أَبعثك منفراً ارجع إِلى عبادي فقل لهم فليعملوا وليسددوا ولييسروا الثَّعد الزُّبْدُ والحُلْقان البسرُ الذي قد أَرْطَبَ بعضه وأَشل من لحم الخروف المشوي قال ابن الأَثير كذا فسره إِسحق ابن إِبراهيم القرشي أَحد رواته فأَما الثَّعْدُ في اللغة فهو ما لان من البُسر وبقل ثَعْدٌ مَعْدٌ غَضٌّ رَطْبٌ رَخْصٌ والمعد إِتباع لا يفرد وبعضهم يفرده وقيل هو كالثَّعْدِ من غير إِتباع وحكى بعضهم اثْمَعَدَّ الشيءُ لانَ وامتدّ فإِما أَن يكون من باب قُمارِص فيكون هذا بابه قال ابن سيده ولا ينبغي أَن يُهجم على هذا من غير سماع وإِما أَن تكون الميم أَصلية فيكون في الرباعي وما لَهُ ثَعْدٌ ولا مَعْدٌ
( * قوله « وما له ثعد ولا معد إلخ » كذا أورده صاحب القاموس بالعين المهملة قال الشارح وهو تصحيف وضبطه الصاغاني باعجام الغين فيهما ) أَي قليل ولا كثير وثَرىً ثَعْدٌ وجَعْدٌ إِذا كان ليناً

( ثفد ) ابن الأَعرابي الثَّفافِيدُ سحائبُ بيضٌ بعضها فوق بعض والثَّفافِيدُ بطائن كل شيء من الثياب وغيرها وقد ثَفَّدَ درعه بالحديد أَي بَطَّنَهُ قال أَبو العباس وغيره تقول فَثافِيدُ غيره المَثافِدُ والمثافيدُ ضرب من الثياب وقيل هي أَشياء خفية توضع تحت الشيء أَنشد ثعلب يُضِيُّ شَماريخَ قَدْ بُطِّنَتْ مَثافِيدَ بِيضاً ورَيْطاً سِخانَا وإِنما عنى هنا بطائن سحاب أَبيض تحت الأَعلى واحدها مُثْفَدٌ فقط قال ابن سيده ولم نسمع مِثْفاداً فأَمَّا مثافيد بالياء فشاذ

( ثكد ) ثُكُدٌ
( * قوله « ثكد » في القاموس وشرحه بفتح فسكون ويروى بضم فسكون ماء لبني تميم ونص التكملة لبني نمير وثكد بضمتين ماء آخر بين الكوفة والشام قال الأخطل إلخ ) اسم ماء قال الأَخطل حَلَّتْ صُبَيْرَةُ أَمْواهَ العِدادِ وقدْ كانتْ تَحُلُّ وأَدْنَى دارِها ثُكُدُ

( ثمد ) الثَّمْدُ والثَّمَدُ الماء القليل الذي لا مادّ له وقيل هو القليل يبقى في الجَلَد وقيل هو الذي يظهر في الشتاء ويذهب في الصيف وفي بعض كلام الخطباء ومادَّةٌ من صحة التَّصَوُّرِ ثَمِدَةٌ بَكِئَةٌ والجمع أَثْمادٌ والثِّمادُ كالثَّمَدِ وفي حديث طَهْفَة وافْجُرْ لهم الثَّمَدَ وهو بالتحريك الماء القليل أَي افْجُرْهُ لهم حتى يصير كثيراً ومنه الحديث حتى نزل بأَقصى الحديبية على ثَمَدٍ وقيل الثِّمادُ الحُفَرُ يكون فيها الماءُ القليل ولذلك قال أَبو عبيد سُجِرَتِ الثِّمادُ إِذا ملئت من المطر غير أَنه لم يفسرها قال أَبو مالك الثَّمْدُ أَن يعمد إِلى موضع يلزم ماء السماءِ يجعَلُه صَنَعاً وهو المكان يجتمع فيه الماء وله مسايل من الماءِ ويحفِرَ في نواحيه ركايا فيملؤُها
( * قوله « فيملؤها » كذا في نسخة المؤلف بالرفع والأحسن النصب ) من ذلك الماءِ فيشرب الناس الماءَ الظاهر حتى يجف إِذا أَصابه بَوارِحُ القَيظ وتبقى تلك الركايا فهي الثِّمادُ وأَنشد لَعَمْرُكَ إِنِّني وطِلابَ سَلْمَى لَكالمُتَبَرِّضِ الثَّمَدَ الظَّنُونا والظَّنون الذي لا يوثق بمائه ابن السكيت اثْتَمَدْتُ ثَمَداً أَي اتخذت ثَمَداً واثَّمَدَ بالإِدغام أَي ورد الثَّمَدَ ابن الأَعرابي الثَّمَدُ قَلْتٌ يجتمع فيه ماءُ السماءِ فيشرب به الناس شهرين من الصيف فإِذا دخل أَول القيظ انقطع فهو ثَمَدٌ وجمعه ثِماد وثَمَدَهُ يَثْمِدُه ثَمْداً واثَّمَدَهُ واسْتَثْمَدَهُ نَبَثَ عنه التراب ليخرج وماءٌ مَثْمود كثر عليه الناس حتى فني ونَفِدَ إِلا أَقلَّه ورجل مثمود أُلِحَّ عليه في السؤَال فأَعطى حتى نَفِدَ ما عنده وثَمَدَتْهُ النساء نَزَفْنَ ماءه من كثرة الجماع ولم يبق في صلبه ماءٌ والإِثْمِدُ حجر يتخذ منه الكحْل وقيل ضرب من الكحل وقيل هو نفس الكحل وقيل شبيه به عن السيرافي قال أَبو عمرو يقال للرجل يَسْهَرُ ليله سارياً أَو عاملاً فلانٌ يجعل الليل إِثْمِداً أَي يسهر فجعل سواد الليل لعينيه كالإِثمد لأَنه يسير الليل كله في طلب المعالي وأَنشد أَبو عمرو كَمِيشُ الإِزارِ يَجْعَلُ الليلَ إِثْمِداً ويَغْدُو علينا مُشْرِقاً غيرَ واجِمِ والثامِدُ من البَهْمِ حينَ قَرِمَ أَي أَكل وروضةُ الثَّمدِ موضعٌ وثمودُ قبيلة من العرب الأُول يصرف ولا يصرف ويقال إِنهم من بقية عاد وهم قوم صالح على نبينا وعليه الصلاة والسلام بعثه الله إِليهم وهو نبي عربي واختلف القراءُ في إِعرابه في كتاب الله عز وجل فمنهم من صرفه ومنهم من لم يصرفه فمن صرفه ذهب به إِلى الحيّ لأَنه اسم عربي مذكر سمي بمذكر ومن لم يصرفه ذهب به إِلى القبيلة وهي مؤنثة ابن سيده وثمودُ اسم قال سيبويه يكون اسماً للقبيلة والحي وكونه لهما سواء قال وفي التنزيل العزيز وآتينا ثمود الناقة مبصرة وفيه أَلا إِن ثموداً كفروا ربهم

( ثمعد ) الأَزهري ابن الأَعرابي المُثْمَعِدُّ المُمْتَلءُّ المُخْصِبُ وأَنشد يا ربّ من أَنْشَدَني الصِّعادا فهَبْ له غزائِراً أرادا فيهنَّ خُودٌ تَشْعَفُ الفؤَادا قد اثْمَعَدَّ خَلْقُها اثْمِعْدادا والصعاد اسم ناقته ابن شميل هو المُثْمَعِدُّ والمُثْمَئِدُّ الغلام الريان الناهدُ السمين

( ثند ) الثُّنْدُوَةُ لحم الثَّدْي وقيل أَصله وقال ابن السكيت هي الثَّنْدُوَة للحم الذي حول الثَّدْي غير مهموز ومن همزها ضم أَوّلها فقال ثُنْدُؤَة ومن لم يهمز فتحه وقال غيره الثُّنْدُوَةُ للرجل والثدي للمرأَة وفي صفة النبي صلى الله عليه وسلم عاري الثُّنْدُوَتَيْنِ أَراد أَنه لم يكن على ذلك الموضع لحم وفي حديث ابن عمرو بن العاص في الأَنف إِذا جُدعَ الدية كاملة وإِن جدعت ثُنْدُوَتُه فنصف العقل قال ابن الأَثير أَراد بالثندوة في هذا الموضع رَوْثَةَ الأَنف وهي طرفه ومقدمه

( ثهد ) الثَّوْهَدُ والفَوْهَدُ الغلام السمين التام الخلق الذي قد راهقَ الحُلُمَ غلام ثَوْهَدٌ تام الخلق جسيم وقيل ضخم سمين ناعم وجارية ثَوْهَدَةٌ وفَوْهَدَةٌ إِذا كانت ناعمة قال ابن سيده جارية ثَوْهَدَةٌ وثَوْهَدَّة عن يعقوب وأَنشد نَوَّامَةٌ وقتَ الضُّحى ثَوْهَدَّهْ شفاؤها من دائها الكُمْهَدَّه

( ثهمد ) ثَهْمَدُ موضع وبَرْقَةُ ثَهْمَد موضع معروف في بلاد العرب وقد ذكره الشعراءُ قال طرفة لِخَوْلَةَ أَطْلالٌ بِبَرْقَةِ ثَهْمَدِ

( جحد ) الجَحْدُ والجُحُود نقيض الإِقرار كالإِنكار والمعرفة جَحَدَهُ يَجْحَدُه جَحْداً وجُحوداً الجوهري الجُحودُ الإِنكار مع العلم جَحَدَه حقَّه وبحقه والجَحْدُ والجُحْدُ بالضم والجحود قلة الخير وجَحِدَ جَحَداً فهو جَحِدٌ وجَحْدٌ وأَجْحَدُ إِذا كان ضيقاً قليل الخير الفراء الجَحْدُ والجُحْدُ الضيق في المعيشة يقال جَحِدَ عَيْشُهم جَحَداً إِذا ضاق واشتدَّ قال وأَنشدني بعض الأَعراب في الجَحد لئن بَعَثَتْ أُمُّ الحُمَيْدَيْنِ مائراً لقد غَنِيَتْ في غير بُوسٍ ولا جَحْدِ والجَحَدُ بالتحريك مثله يقال نَكَداً له وجَحَداً وأَرض جَحْدَة يابسة لا خير فيها وقد جَحِدَت وجَحِدَ النبات قلَّ ونكد والجَحْد القلة من كل شيءٍ وقد جُحِدَ ورجل جَحِدٌ وجَحْدٌ كقولهم نَكِدٌ ونَكْدٌ قليل المطر وجَحِدَ النبتُ إِذا قلَّ ولم يَطُلْ أَبو عمرو أَجْحَدَ الرجل وجَحَدَ إِذا أَنْفَضَ وذهب ماله وأَنشد الفرزدق وبَيْضاءَ من أَهل المدينة لم تَذُقْ يَبِيساً ولم تَتْبَعْ حَمولةَ مُجْحِدِ قال ابن بري أَورده شاهداً على مُجْحِدٍ للقليل الخير وصوابه لبيضاء من أَهل المدينة وقبله إِذا شئتُ غَنَّاني من العاج قاصِفٌ على مِعْصَمٍ رَيَّانَ لم يَتَخَدَّدِ وفرس جَحْدٌ والأُنثى جَحْدَةٌ وهو الغليظ القصير والجمع جِحاد شمر الجُحاديَّة قربة ملئت لبناً أَو غَرارة ملئت تمراً أَو حنطة وأَنشد وحتى ترى أَن العَلاة تُمِدُّها جُحاديَّةٌ والرائحاتُ الرواسمُ وقد مضى تفسيره في ترجمة عَلأَ وجُحادةُ اسم رجل والجُحاديُّ الضخم حكاه يعقوب قال والخاء لغة

( جخد ) الجُخَاديُّ الضخم كالجُحاديِّ حكاه يعقوب وعدَّه في البدل وهو مذكور في الحاء

( جدد ) الجَدُّ أَبو الأَب وأَبو الأُم معروف والجمع أَجدادٌ وجُدود والجَدَّة أُم الأُم وأُم الأَب وجمعها جَدّات والجَدُّ والبَخْتُ والحَِظْوَةُ والجَدُّ الحظ والرزق يقال فلان ذو جَدٍّ في كذا أَي ذو حظ وفي حديث القيامة قال صلى الله عليه وسلم قمت على باب الجنة فإِذا عامّة من يدخلها الفقراء وإِذا أَصحاب الجدِّ محبوسون أَي ذوو الحظ والغنى في الدنيا وفي الدعاء لا مانع لما أَعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجدِّ منك الجَدُّ أَي من كان له حظ في الدنيا لم ينفعه ذلك منه في الآخرة والجمع أَجدادٌ وأَجُدٌّ وجُدودٌ عن سيبويه وقال الجوهري أَي لا ينفع ذا الغنى عندك أَي لا ينفع ذا الغنى منك غناه
( * قوله « لا ينفع ذا الغنى منك غناه » هذه العبارة ليست في الصحاح ولا حاجة لها هنا إلاّ أنها في نسخة المؤلف ) وقال أَبو عبيد في هذا الدعاءُ الجدّ بفتح الجيم لا غير وهو الغنى والحظ قال ومنه قيل لفلان في هذا الأَمر جَدٌّ إِذا كان مرزوقاً منه فتأَوَّل قوله لا ينفع ذا الجَدِّ منك الجَدُّ أَي لا ينفع ذا الغنى عنك غناه إِنما ينفعه الإِيمان والعمل الصالح بطاعتك قال وهكذا قوله يوم لا ينفع مال ولا بنون إِلاَّ من أَتى الله بقلب سليم وكقوله تعالى وما أَموالكم ولا أَولادكم بالتي تقرِّبكم عندنا زلفى قال عبد الله محمد بن المكرم تفسير أَبي عبيد هذا الدعاء بقوله أَي لا ينفع ذا الغنى عنك غناه فيه جراءة في اللفظ وتسمح في العبارة وكان في قوله أَي لا ينفع ذا الغنى غناه كفاية في الشرح وغنية عن قوله عنك أَو كان يقول كما قال غيره أَي لا ينفع ذا الغنى منك غناه وأَما قوله ذا الغنى عنك فإِن فيه تجاسراً في النطق وما أَظن أَن أَحداً في الوجود يتخيل أَن له غنى عن الله تبارك وتعالى قط بل أَعتقد أَن فرعون والنمروذ وغيرهما ممن ادعى الإِلهية إِنما هو يتظاهر بذلك وهو يتحقق في باطنه فقره واحتياجه إِلى خالقه الذي خلقه ودبره في حال صغر سنه وطفوليته وحمله في بطن أُمه قبل أَن يدرك غناه أَو فقره ولا سيما إِذا احتاج إِلى طعام أَو شراب أَو اضطرّ إِلى اخراجهما أَو تأَلم لأَيسر شيء يصيبه من موتِ محبوب له بل من موت عضو من أَعضائه بل من عدم نوم أَو غلبة نعاس أَو غصة ريق أَو عضة بق مما يطرأُ أَضعاف ذلك على المخلوقين فتبارك الله رب العالمين قال أَبو عبيد وقد زعم بعض الناس أَنما هو ولا ينفع ذا الجِدِّ منك الجِدّ والجدّ إِنما هو الاجتهاد في العمل قال وهذا التأْويل خلاف ما دعا إِليه المؤمنين ووصفهم به لأَنه قال في كتابه العزيز يا أَيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً فقد أَمرهم بالجدّ والعمل الصالح وحمدهم عليه فكيف يحمدهم عليه وهو لا ينفعهم ؟ وفلان صاعدُ الجَدِّ معناه البخت والحظ في الدنيا ورجل جُدّ بضم الجيم أَي مجدود عظيم الجَدّ قال سيبويه والجمع جُدّون ولا يُكَسَّرُ وكذلك جُدٌّ وجُدِّيّ ومَجْدُودٌ وجَديدٌ وقد جَدَّ وهو أَجَدُّ منك أَي أَحظ قال ابن سيده فإِن كان هذا من مجدود فهو غريب لأَن التعجب في معتاد الأَمر إِنما هو من الفاعل لا من المفعول وإِن كان من جديد وهو حينئذ في معنى مفعول فكذلك أَيضاً وأَما إِن كان من جديد في معنى فاعل فهذا هو الذي يليق بالتعجب أَعني أَن التعجب إِنما هو من الفاعل في الغالب كما قلنا أَبو زيد رجل جديد إِذا كان ذا حظ من الرزق ورجل مَجدودٌ مثله ابن بُزُرْج يقال هم يَجِدُّونَ بهم ويُحْظَوْن بهم أَي يصيرون ذا حظ وغنى وتقول جَدِدْتَ يا فلان أَي صرت ذا جدّ فأَنت جَديد حظيظ ومجدود محظوظ وجَدَّ حَظَّ وجَدِّي حَظِّي عن ابن السكيت وجَدِدْتُ بالأَمر جَدًّا حظيتُ به خيراً كان أَو شرّاً والجَدُّ العَظَمَةُ وفي التنزيل العزيز وإِنه تعالى جَدُّ ربنا قيل جَدُّه عظمته وقيل غناه وقال مجاهد جَدُّ ربنا جلالُ ربنا وقال بعضهم عظمة ربنا وهما قريبان من السواء قال ابن عباس لو علمت الجن أَن في الإِنس جَدًّا ما قالت تعالى جَدُّ ربنا معناه أَن الجن لو علمت أَن أَبا الأَب في الإِنس يدعى جَدًّا ما قالت الذي اخبر الله عنه في هذه السورة عنها وفي حديث الدعاء تبارك اسمك وتعالى جَدُّك أَي علا جلالك وعظمتك والجَدُّ الحظ والسعادة والغنى وفي حديث أَنس أَنه كان الرجل منا إِذا حفظ البقرة وآل عمران جَدَّ فينا أَي عظم في أَعيننا وجلَّ قدره فينا وصار ذا جَدّ وخص بعضهم بالجَدّ عظمة الله عزّ وجلّ وقول أَنس هذا يردّ ذلك لأَنه قد أَوقعه على الرجل والعرب تقول سُعِيَ بِجَدِّ فلانٍ وعُدِيَ بجدّه وأُحْضِرَ بِجدِّه وأُدْرِكَ بِجَدِّه إِذا كان جَدُّه جَيِّداً وجَدَّ فلان في عيني يَجِدُّ جَدًّا بالفتح عظم وجِدَّةُ النهر وجُدَّتُه ما قرب منه من الأَرض وقيل جِدَّتُه وجُدَّتُه وجُدُّه وجَدُّه ضَفَّته وشاطئه الأَخيرتان عن ابن الأَعرابي الأَصمعي كنا عند جُدَّةِ النهر بالهاء وأَصله نبطيٌّ أَعجمي كُدٌّ فأُعربت وقال أَبو عمرو كنا عند أَمير فقال جَبَلَةُ بن مَخْرَمَةَ كنا عند جُدِّ النهر فقلت جُدَّةُ النهر فما زلت أَعرفهما فيه والجُدُّ والجُدَّةُ ساحل البحر بمكة وجُدَّةُ اسم موضع قريب من مكة مشتق منه وفي حديث ابن سيرين كان يختار الصلاة على الجُدَّ إِن قدر عليه الجُدُّ بالضم شاطئ النهر والجُدَّة أَيضاً وبه سمِّيت المدينة التي عند مكة جُدَّةَ وجُدَّةُ كل شيء طريقته وجُدَّتُه علامته عن ثعلب والجُدَّةُ الطريقة في السماء والجبل وقيل الجُدَّة الطريقة والجمع جُدَدٌ وقوله عز وجل جُدَدٌ بيض وحمر أَي طرائق تخالف لون الجبل ومنه قولهم ركب فلان جُدَّةً من الأَمر إِذا رأَى فيه رأْياً قال الفراء الجُدَدُ الخِطَطُ والطُّرُق تكون في الجبال خِطَطٌ بيض وسود وحمر كالطُّرُق واحدها جُدَّةٌ وأَنشد قول امرئ القيس كأَن سَراتَهُ وجُدَّةَ مَتْنِه كنائِنُ يَجْرِي فَوقَهُنَّ دَلِيصُ قال والجُدَّة الخُطَّةُ السوداء في متن الحمار وفي الصحاح الجدة الخطة التي في ظهر الحمار تخالف لونه قال الزجاج كل طريقة جُدَّةٌ وجادَّة قال الأَزهري وجادَّةُ الطريق سميت جادَّةً لأَنها خُطَّة مستقيمة مَلْحُوبَة وجمعها الجَوادُّ الليث الجادُّ يخفف ويثقل أَمَّا التخفيف فاشتقاقه من الجوادِ إِذا أَخرجه على فِعْلِه والمشدَّد مخرجه من الطريق الجديد الواضح قال أَبو منصور قد غلط الليث في الوجهين معاً أَما التخفيف فما علمت أَحداً من أَئمة اللغة أَجازه ولا يجوز أَن يكون فعله من الجواد بمعنى السخي وأَما قوله إِذا شدِّد فهو من الأَرض الجَدَدِ فهو غير صحيح إِنما سميت المَحَجَّة المسلوكة جادَّة لأَنها ذات جُدَّةٍ وجُدودٍ وهي طُرُقاتُها وشُرُكُها المُخَطَّطَة في الأَرض وكذلك قال الأَصمعي وقال في قول الراعي فأَصْبَحَتِ الصُّهْبُ العِتاقُ وقد بَدا لهنَّ المَنارُ والجوادُ اللَّوائحُ قال أَخطأَ الراعي حين خفف الجوادَ وهي جمع الجادَّةِ من الطرق التي بها جُدَدٌ والجُدَّة أَيضاً شاطئ النهر إِذا حذفوا الهاء كسروا الجيم فقالوا جِدٌّ ومنه الجُدَّةُ ساحل البحر بحذاء مكة وجُدُّ كل شيء جانبه والجَدُّ والجِدُّ والجَديدُ والجَدَدُ كله وجه الأَرض وفي الحديث ما على جديد الأَرض أَي ما على وجهها وقيل الجَدَدُ الأَرض الغليظة وقيل الأَرض الصُّلْبة وقيل المستوية وفي المثل من سَلَكَ الجَدَدَ أَمِنَ العثارَ يريد من سلك طريق الإِجماع فكنى عنه بالجَدَدِ وأَجدَّ الطريقُ إِذا صار جَدَداً وجديدُ الأَرض وجهها قال الشاعر حتى إِذا ما خَرَّ لم يُوَسَّدِ إِلاَّ جَديدَ الأَرضِ أَو ظَهْرَ اليَدِ الأَصمعي الجَدْجَدُ الأَرض الغليظة وقال ابن شميل الجَدَدُ ما استوى من الأَرض وأَصْحَرَ قال والصحراء جَدَدٌ والفضاء جَدَدٌ لا وعث فيه ولا جبل ولا أَكمة ويكون واسعاً وقليل السعة وهي أَجْدادُ الأَرض وفي حديث ابن عمر كان لا يبالي أَن يصلي في المكان الجَدَدِ أَي المستوي من الأَرض وفي حديث أَسْرِ عُقبة بن أَبي معيط فَوَحِلَ به فرسُه في جَدَدٍ من الأَرض ويقال ركب فلان جُدَّةً من الأَمر أَي طريقة ورأْياً رآه والجَدْجَدُ الأرض الملساء والجدجد الأَرض الغليظة والجَدْجَدُ الأَرض الصُّلبة بالفتح وفي الصحاح الأَرض الصلبة المستوية وأَنشد لابن أَحمر الباهلي يَجْنِي بأَوْظِفَةٍ شِدادٍ أَسْرُها صُمِّ السَّنابك لا تَقِي بالجَدْجَدِ وأَورد الجوهري عجزه صُمُّ السنابك بالضم قال ابن بري وصواب إِنشاده صمِّ بالكسر والوظائف مستدق الذراع والساق وأَسرها شدة خلقها وقوله لا تقي بالجدجد أَي لا تتوقاه ولا تَهَيَّبُه وقال أَبو عمرو الجَدْجَدُ الفَيْفُ الأَملس وأَنشد كَفَيْضِ الأَتِيِّ على الجَدْجَدِ والجَدَدُ من الرمل ما استرق منه وانحدر وأَجَدَّ القومُ علوا جَديدَ الأَرض أَو ركبوا جَدَدَ الرمل أَنشد ابن الأَعرابي أَجْدَدْنَ واسْتَوَى بهن السَّهْبُ وعارَضَتْهُنَّ جَنُوبٌ نَعْبُ النعب السريعة المَرِّ عن ابن الأَعرابي والجادَّة معظم الطريق والجمع جَوادُّ وفي حديث عبدالله بن سلام وإِذا جَوادُّ منهج عن يميني الجَوادُّ الطُّرُقُ واحدها جادَّة وهي سواء الطريق وقيل معظمه وقيل وسطه وقيل هي الطريق الأَعظم الذي يجمع الطُّرُقَ ولا بد من المرور عليه ويقال للأَرض المستوية التي ليس فيها رمل ولا اختلاف جَدَدٌ قال الأَزهري والعرب تقول هذا طريق جَدَد إِذا كان مستوياً لا حَدَب فيه ولا وُعُوثة وهذا الطريق أَجَدّ الطريقين أَي أَوْطؤهما وأَشدهما استواء وأَقلهما عُدَاوءَ وأَجَدَّتْ لك الأَرض إِذا انقطع عنك الخَبارُ ووضَحَتْ وجادَّة الطريق مسلكه وما وضح منه وقال أَبو حنيفة الجادَّة الطريق إِلى الماء والجَدُّ بلا هاء البئر الجَيِّدَةُ الموضع من الكلإِ مذكر وقيل هي البئر المغزرة وقيل الجَدُّ القليلة الماء والجُدُّ بالضم البئر التي تكون في موضع كثير الكلإِ قال الأَعشى يفضل عامراً على علقمة ما جُعِلَ الجَدُّ الظَّنونُ الذي جُنِّبَ صَوْبَ اللَّجِبِ الماطِرِ مِثْلَ الفُرَاتِيِّ إِذا ما طَمَى يَقْذِفُ بالبُوصِيِّ والماهِرِ وجُدَّةُ بلد على الساحل والجُدُّ الماء القليل وقيل هو الماء يكون في طرف الفلاة وقال ثعلب هو الماء القديم وبه فسر قول أَبي محمد الحذلمي تَرْعَى إِلى جُدٍّ لها مَكِينِ والجمع من ذلك كله أَجْدادٌ قال أَبو عبيد وجاء في الحديث فأَتَيْنا على جُدْجُدٍ مُتَدَمِّنٍ قيل الجُدجُد بالضم البئر الكثيرة الماء قال أَبو عبيد الجُدْجُد لا يُعرف إِنما المعروف الجُدُّ وهي البئر الجَيِّدَةُ الموضع من الكلإِ اليزيدي الجُدْجُدُ الكثيرة الماء قال أَبو منصور وهذا مثل الكُمْكُمَة للكُمّ والرَّفْرَف للرَّف ومفازة جدّاءُ يابسة قال وجَدَّاءَ لا يُرْجى بها ذو قرابة لِعَطْفٍ ولا يَخْشَى السُّماةَ رَبيبُها السُّماةُ الصيادون وربيبها وحشها أَي أَنه لا وحش بها فيخشى القانص وقد يجوز أَن يكون بها وحش لا يخاف القانص لبعدها وإِخافتها والتفسيران للفارسي وسَنَةٌ جَدَّاءُ مَحْلَةٌ وعامٌ أَجَدُّ وشاةٌ جَدَّاءُ قليلةُ اللبن يابسة الضَّرْعِ وكذلك الناقة والأَتان وقيل الجدَّاءُ من كل حَلوبةٍ الذاهبةُ اللبنِ عن عَيبٍ والجَدودَةُ القليلةُ اللبنِ من غير عيب والجمع جَدائدُ وجِدادٌ ابن السكيت الجَدودُ النعجة التي قلَّ لبنُها من غير بأْس ويقال للعنز مَصُورٌ ولا يقال جَدودٌ أَبو زيد يُجْمَع الجَدودُ من الأُتُنِ جِداداً قال الشماخ من الحَقْبِ لاخَتْه الجِدادُ الغَوارزُ وفلاةٌ جَدَّاءُ لا ماءَ بها الأَصمعي جُدَّتْ أَخلاف الناقة إِذا أَصابها شيء يقطع أَخلافَها وناقةٌ جَدودٌ وهي التي انقطع لبنُها قال والمجَدَّدة المصَرَّمة الأَطْباءِ وأَصل الجَدِّ القطعُ شَمِر الجدَّاءُ الشاةُ التي انقطعت أَخلافها وقال خالد هي المقطوعة الضَّرْعِ وقيل هي اليابسة الأَخلافِ إِذا كان الصِّرار قد أَضرَّ بها وفي حديث الأَضاحي لا يضحى بِجَدَّاءَ الجَدَّاءُ لا لَبَن لها من كلِّ حَلوبةٍ لآفةٍ أَيْبَسَتْ ضَرْعَها وتَجَدّد الضَّرْع ذهب لبنه أَبو الهيثم ثَدْيٌ أَجَدُّ إِذا يبس وجدّ الثديُ والضرعُ وهو يَجَدُّ جَدَداً وناقة جَدَّاءُ يابسة الضَّرع ومن أَمثالهم
( * هنا بياض في نسخة المؤلف ولعله لم يعثر على صحة المثل ولم نعثر عليه فيما بأيدينا من النسخ ) ولا تر التي جُدَّ ثَدْياها أَي يبسا الجوهري جُدَّتْ أَخلاف الناقة إِذا أَضرَّ بها الصِّرار وقطعها فهي ناقة مُجَدَّدَةُ الأَخلاف وتَجَدَّدَ الضرع ذهب لبنُه وامرأَةٌ جَدَّاءُ صغيرةُ الثدي وفي حديث علي في صفة امرأَة قال إِنها جَدَّاءُ أَي قصيرة الثديين وجَدَّ الشيءَ يَجُدُّهُ جدّاً قطعه والجَدَّاءُ من الغنم والإِبل المقطوعة الأُذُن وفي التهذيب والجدَّاء الشاةُ المقطوعة الأُذُن وجَدَدْتُ الشيءَ أَجُدُّه بالضم جَدّاً قَطَعْتُه وحبلٌ جديدٌ مقطوع قال أَبَى حُبِّي سُلَيْمَى أَن يَبيدا وأَمْسى حَبْلُها خَلَقاً جديدا أَي مقطوعاً ومنه مِلْحَفَةٌ جديدٌ بلا هاءٍ لأَنها بمعنى مفعولة ابن سيده يقال مِلحفة جديد وجديدة حين جَدَّها الحائكُ أَي قطعها وثوبٌ جديد وهو في معنى مجدودٍ يُرادُ به حين جَدَّهُ الحائك أَي قطعه والجِدَّةُ نَقِيض البِلى يقال شيءٌ جديد والجمع أَجِدَّةٌ وجُدُدٌ وجُدَدٌ وحكى اللحياني أَصبَحَت ثيابُهم خُلْقاناً وخَلَقُهم جُدُداً أَراد وخُلْقانُهم جُدُداً فوضَع الواحدَ موضعَ الجمع وقد يجوز أَراد وخَلَقُهم جديداً فوضَع الجمع موضع الواحدِ وكذلك الأُنثى وقد قالوا مِلْحفَةٌ جديدةٌ قال سيبويه وهي قليلة وقال أَبو عليّ وغيرهُ جَدَّ الثوبُ والشيءُ يجِدُّ بالكسر صار جديداً وهو نقيض الخَلَقِ وعليه وُجِّهَ قولُ سيبويه مِلْحَفة جديدة لا على ما ذكرنا من المفعول وأَجَدَّ ثَوْباً واسْتَجَدَّه لَبِسَه جديداً قال وخَرْقِ مَهارِقَ ذي لُهْلُهٍ أَجَدَّ الأُوامَ به مَظْؤُهُ
( * قوله « مظؤه » هكذا في نسخة الأصل ولم نجد هذه المادة في كتب اللغة التي بأيدينا ولعلها محرفة وأصلها مظه يعني أن من تعاطى عسل المظ الذي في هذا الموضع اشتد به العطش )
هو من ذلك أَي جَدَّد وأَصل ذلك كله القطع فأَما ما جاءَ منه في غير ما يقبل القطع فعلى المثل بذلك كقولهم جَدَّد الوضوءَ والعهدَ وكساءٌ مُجَدَّدٌ فيه خطوط مختلفة ويقال كَبِرَ فلانٌ ثم أَصاب فرْحَةً وسروراً فجدَّ جَدُّه كأَنه صار جديداً قال والعرب تقول مُلاَءةٌ جديدٌ بغير هاءٍ لأَنها بمعنى مجدودةٍ أَي مقطوعة وثوب جديد جُدَّ حديثاً أَي قطع ويقال للرجل إِذا لبس ثوباً جديداً أَبْلِ وأَجِدَّ واحْمَدِ الكاسِيَ ويقال بَلي بيتُ فلانٍ ثم أَجَدَّ بيتاً زاد في الصحاح من شعر وقال لبيد تَحَمَّلَ أَهْلُها وأَجَدَّ فيها نِعاجُ الصَّيْفِ أَخْبِيَةَ الظِّلالِ والجِدَّةُ مصدر الجَدِيدِ وأَجَدَّ ثوباً واسْتَجَدَّه وثيابٌ جُدُدٌ مثل سَريرٍ وسُرُرٍ وتجدَّد الشيءُ صار جديداً وأَجَدَّه وجَدَّده واسْتَجَدَّه أَي صَيَّرَهُ جديداً وفي حديث أَبي سفيان جُدَّ ثَدْيا أُمِّك أَي قطعا من الجَدِّ القطعِ وهو دُعاءٌ عليه الأَصمعي يقال جُدَّ ثديُ أُمِّهِ وذلك إِذا دُعِيَ عليه بالقطيعة وقال الهذلي رُوَيْدَ عَلِيّاً جُدَّ ما ثَدْيُ أُمِّهِ إِلينا ولكن وُدُّهُمْ مُتنابِرُ قال الأَزهري وتفسير البيت أَن عليّاً قبيلة من كنانة كأَنه قال رُوَيْدَكَ عَلِيّاً أَي أَرْوِدْ بِهِمْ وارفق بهم ثم قال جُدَّ ثديُ أُمِّهِمْ إِلينا أَي بيننا وبينهم خُؤُولةُ رَحِمٍ وقرابةٌ من قِبَلِ أُمِّهِم وهم منقطعون إِلينا بها وإِن كان في وِدِّهِمْ لنا مَيْنٌ أَي كَذِبٌ ومَلَق والأَصمعي يقال للناقة إِنها لَمِجَدَّةٌ بالرَّحْلِ إِذا كانت جادَّة في السير قال الأَزهري لا أَدري أَقال مِجَدَّة أَو مُجِدَّة فمن قال مِجَدَّة فهي من جَدَّ يَجِدُّ ومن قال مُجِدَّة فهي من أَجَدَّت والأَجَدَّانِ والجديدانِ الليلُ والنهارُ وذلك لأَنهما لا يَبْلَيانِ أَبداً ويقال لا أَفْعَلُ ذلك ما اختلف الأَجَدَّانِ والجديدانِ أَي الليلُ والنهارُ فأَما قول الهذلي وقالت لن تَرى أَبداً تَلِيداً بعينك آخِرَ الدَّهْرِ الجَديدِ فإِن ابن جني قال إِذا كان الدهر أَبداً جديداً فلا آخر له ولكنه جاءَ على أَنه لو كان له آخر لما رأَيته فيه والجَديدُ ما لا عهد لك به ولذلك وُصِف الموت بالجَديد هُذَلِيَّةٌ قال أَبو ذؤيب فقلتُ لِقَلْبي يا لَكَ الخَيْرُ إِنما يُدَلِّيكَ للْمَوْتِ الجَديدِ حَبابُها وقال الأَخفش والمغافص الباهلي جديدُ الموت أَوَّلُه وجَدَّ النخلَ يَجُدُّه جَدّاً وجِداداً وجَداداً عن اللحياني صَرَمَهُ وأَجَدَّ النخلُ حان له أَن يُجَدَّ والجَدادُ والجِدادُ أَوانُ الصِّرامِ والجَدُّ مصدرُ جَدَّ التمرَ يَجُدُّه وفي الحديث نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن جَدادِ الليلِ الجَدادُ صِرامُ النخل وهو قطع ثمرها قال أَبو عبيد نهى أَن تُجَدَّ النخلُ ليلاً ونَهْيُه عن ذلك لمكان المساكين لأَنهم يحضرونه في النهار فيتصدق عليهم منه لقوله عز وجل وآتوا حقه يوم حصاده وإِذا فعل ذلك ليلاً فإِنما هو فارّ من الصدقة وقال الكسائي هو الجَداد والجِداد والحَصادُ والحِصادُ والقَطافُ والقِطافُ والصَّرامُ والصِّرام فكأَنَّ الفَعال والفِعالَ مُطَّرِدانِ في كل ما كان فيه معنى وقت الفِعْلِ مُشبَّهانِ في معاقبتهما بالأَوانِ والإِوانِ والمصدر من ذلك كله على الفعل مثل الجَدِّ والصَّرْمِ والقَطْفِ وفي حديث أَبي بكر أَنه قال لابنته عائشة رضي الله تعالى عنهما إِني كنت نَحَلْتُكَ جادَّ عشرين وَسْقاً من النخل وتَوَدِّين أَنكِ خَزَنْتِهِ فأَما اليوم فهو مال الوارث وتأْويله أَنه كان نَحَلَها في صحته نخلاً كان يَجُدُّ منها كلَّ سنة عشرين وَسْقاً ولم يكن أَقْبَضها ما نَحَلَها بلسانه فلما مرض رأَى النحل وهو غيرُ مقبوض غيرَ جائز لها فأَعْلَمَها أَنه لم يصح لها وأَن سائر الورثة شركاؤها فيها الأَصمعي يقال لفلان أَرض جادٌ مائة وَسْقٍ أَي تُخْرجُ مائةَ وَسْقٍ إِذا زرعت وهو كلام عربي وفي الحديث أَنه أَوصى بِجادٍّ مائة وَسْقٍ للأَشعريين وبِجادِّ مائةِ وَسْقٍ للشَّيْبِيِّين الجادُّ بمعنى المجدود أَي نخلاً يُجَدُّ منه ما يبلغ مائةَ وَسْقٍ وفي الحديث من ربط فرساً فله جادٌّ مائةٍ وخمسين وسقاً قال ابن الأَثير كان هذا في أَوّل الإِسلام لعزة الخيل وقلتها عندهم وقال اللحياني جُدادَةُ النخل وغيره ما يُسْتأْصَل وما عليه جِدَّةٌ أَي خِرْقَةٌ والجِدَّةُ قِلادةٌ في عنق الكلب حكاه ثعلب وأَنشد لو كنت كَلْبَ قَبِيصٍ كنتَ ذا جِدَدٍ تكون أُرْبَتُهُ في آخر المَرَسِ وجَديدَتا السرج والرَّحْلِ اللِّبْدُ الذي يَلْزَقُ بهما من الباطن الجوهري جَديدَةُ السَّرْج ما تحت الدَّفَّتين من الرِّفادة واللِّبْد المُلْزَق وهما جديدتان قال هذا مولَّد والعرب تقول جَدْيَةُ السَّرْجِ وفي الحديث لا يأْخذنَّ أَحدكم متاع أَخيه لاعباً جادّاً أَي لا يأْخذْه على سبيل الهزل يريد لا يحبسه فيصير ذلك الهزلُ جِدّاً والجِدُّ نقيضُ الهزلِ جَدَّ في الأَمر يَجِدُّ ويَجُدُّ بالكسر والضم جِدّاً وأَجَدَّ حقق وعذابٌ جِدٌّ محقق مبالغ فيه وفي القنوت ونَخْشى عذابَكَ الجِدَّ وجَدَّ في أَمره يَجِدُّ ويَجُدُّ جَدّاً وأَجَدَّ حقق والمُجادَّة المُحاقَّةُ وجادَّهُ في الأَمر أَي حاقَّهُ وفلانٌ محسِنٌ جِدّاً وهو على جِدِّ أَمر أَي عَجَلَةِ أَمر والجِدُّ الاجتهادُ في الأُمور وفي الحديث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إِذا جَدَّ في السَّير جَمع بين الصَّلاتينِ أَي اهتمّ به وأَسرع فيه وجَدَّ به الأَمرُ وأَجَدَّ إِذا اجتهد وفي حديث أُحُدٍ لئن أَشهَدَني الله مع النبي صلى الله عليه وسلم قتلَ المشركين ليَرَيَنَّ اللَّهُ ما أَجِدُّ أَي ما أَجتهِدُ الأَصمعي يقال أَجَدَّ الرجل في أَمره يُجِدُّ إِذا بلغ فيه جِدَّه وجَدَّ لغةٌ ومنه يقال فلان جادٌّ مُجِدٌّ أَي مجتهد وقال أَجَدَّ بها أَمراً أَي أَجَدَّ أَمرَه بها نصبٌ على التمييز كقولك قررْتُ به عيناً أَي قرَّت عيني به وقولهم في هذا خطرٌ جِدُّ عظيمٍ أَي عظيمٌ جِدّاً وجَدَّ به الأَمرُ اشتد قال أَبو سهم أَخالِدُ لا يَرضى عن العبدِ ربُّه إِذا جَدَّ بالشيخ العُقوقُ المُصَمِّمُ الأَصمعي أَجَدَّ فلان أَمره بذلك أَي أَحكَمَه وأَنشد أَجَدَّ بها أَمراً وأَيقَنَ أَنه لها أَو لأُخْرى كالطَّحينِ تُرابُها قال أَبو نصر حكي لي عنه أَنه قال أَجَدَّ بها أَمراً معناه أَجَدَّ أَمرَه قال والأَوّل سماعي منه ويقال جدَّ فلانٌ في أَمرِه إِذا كان ذا حقيقةٍ ومَضاءٍ وأَجَدَّ فلانٌ السيرَ إِذا انكمش فيه أَبو عمرو أَجِدَّكَ وأَجَدَّكَ معناهما ما لَكَ أَجِدّاً منك ونصبهما على المصدر قال الجوهري معناهما واحد ولا يُتكلم به إِلا مضافاً الأَصمعي أَجِدَّكَ معناه أَبِجِدّ هذا منك ونصبُهما بطرح الباءِ الليث من قال أَجِدَّكَ بكسر الجيم فإِنه يستحلفه بِجِدِّه وحقيقته وإِذا فتح الجيم استحلفه بجَدِّه وهو بخته قال ثعلب ما أَتاك في الشعر من قولك أَجِدَّك فهو بالكسر فإِذا أَتاك بالواو وجَدِّك فهو مفتوح وفي حديث قس أَجِدَّكُما لا تَقْضيانِ كَراكُما أَي أَبِجِدِّ منكما وهو نصب على المصدر وأَجِدَّك لا تفعل كذا وأَجَدَّك إِذا كسر الجيم استحلفه بِجِدِّه وبحقيقته وإِذا فتحها استحلفه بِجَدِّه وببخته قال سيبويه أَجِدَّكَ مصدر كأَنه قال أَجِدّاً منك ولكنه لا يستعمل إِلا مضافاً قال وقالوا هذا عربيٌّ جدًّا نصبُه على المصدر لأَنه ليس من اسم ما قبله ولا هو هو قال وقالوا هذا العالمُ جِدُّ العالِمِ وهذا عالِمٌ جِدُّ عالِمٍ يريد بذلك التناهي وأَنه قد بلغ الغاية فيما يصفه به من الخلال وصَرَّحْت بِجِدٍّ وجِدَّانَ وجِدَّاءَ وبِجِلْدانَ وجِلْداءَ يضرب هذا مثلاً للأَمر إِذا بان وصَرُحَ وقال اللحياني صرّحت بِجِدَّانَ وجِدَّى أَي بِجِدٍّ الأَزهري ويقال صرّحت بِجِدَّاءَ غيرَ منصرف وبِجِدٍّ منصرف وبِجِدَّ غير مصروف وبِجِدَّانَ وبِجَذَّان وبِقِدَّان وبِقَذَّانَ وبقِرْدَحْمَة وبقِذَحْمَة وأَخرج اللبن رغوته كل هذا في الشيء إِذا وضَح بعد التباسه ويقال جِدَّانَ وجِلْدانَ صحراءَ يعني برز الأَمر إِلى الصحراء بعدما كان مكتوماً والجُدَّادُ صغار الشجر حكاه أَبو حنيفة وأَنشد للطرِمَّاح تَجْتَني ثامِرَ جُدَّادِه من فُرادَى بَرَمٍ أَو تُؤامْ والجُدَّادُ صِغارُ العضاهِ وقال أَبو حنيفة صغار الطلح الواحدة من كل ذلك جُدَّادةٌ وجُدَّادُ الطلح صغارُه وكلُّ شيء تَعَقَّد بعضُه في بعضٍ من الخيوط وأَغصانِ الشجر فهو جُدَّادٌ وأَنشد بيت الطرماح والجَدَّادُ صاحب الحانوت الذي يبيع الخمر ويعالجها ذكره ابن سيده وذكره الأَزهري عن الليث وقال الأَزهري هذا حاقُّ التصحيف الذي يستحيي من مثله من ضعفت معرفته فكيف بمن يدعي المعرفة الثاقبة ؟ وصوابه بالحاءِ والجُدَّادُ الخُلقانُ من الثياب وهو معرّب كُداد بالفارسية والجُدَّادُ الخيوط المعقَّدة يقال لها كُدَّادٌ بالنبطية قال الأَعشى يصف حماراً أَضاءَ مِظَلَّتَه بالسرا جِ والليلُ غامرُ جُدَّادِها الأَزهري كانت في الخيوط أَلوان فغمرها الليل بسواده فصارت على لون واحد الأَصمعي الجُدَّادُ في قول المسيَّب
( * قوله « الأصمعي الجدَّاد في قول المسيَّب إلخ » كذا في نسخة الأصل وهو مبتدأ بغير خبر وان جعل الخبر في قول المسيب كان سخيفاً ) بن عَلس فِعْلَ السريعةِ بادَرتْ جُدَّادَها قَبْلَ المَساءِ يَهُمُّ بالإِسراعِ السريعة المرأَة التي تسرع وجَدودٌ موضع بعينه وقيل هو موضع فيه ماء يسمى الكُلابَ وكانت فيه وقعة مرتين يقال للكُلابِ الأَوّلِ يَوْمُ جَدود وهو لِتغْلِب على بكرِ بن وائل قال الشاعر أَرى إِبِلِي عافَتْ جَدودَ فلم تَذُقْ بها قَطْرَةً إِلاَّ تَحِلَّةَ مُقْسِمِ وجُدٌّ موضع حكاه ابن الأَعرابي وأَنشد فلو أَنها كانت لِقاحِي كثيرةً لقد نَهِلتْ من ماءِ جُدٍّ وَعلَّتِ قال ويروى من ماء حُدٍّ هو مذكور في موضعه وجَدَّاءُ موضع قال أَبو جندب الهذلي بَغَيْتُهُمُ ما بين جَدَّاءَ والحَشَى وأَوْرَدْتُهُمْ ماءَ الأُثَيْلِ وعاصِمَا والجُدْجُدُ الذي يَصِرُّ بالليل وقال العَدَبَّس هو الصَّدَى والجُنْدُبُ الجُدْجُدُ والصَّرصَرُ صَيَّاحُ الليل قال ابن سيده والجُدْجُدُ دُوَييَّةٌ على خِلقَةِ الجُنْدُبِ إِلا أَنها سُوَيْداءُ قصيرة ومنها ما يضرب إِلى البياض ويسمى صَرْصَراً وقيل هو صرَّارُ الليلِ وهو قَفَّاز وفيه شَبه من الجراد والجمع الجَداجِدُ وقال ابن الأَعرابي هي دُوَيبَّةٌ تعلَقُ الإِهابَ فتأْكلُه وأَنشد تَصَيَّدُ شُبَّانَ الرجالِ بِفاحِمٍ غُدافٍ وتَصطادينَ عُشّاً وجُدْجُدا وفي حديث عطاء في الجُدْجُدِ يموت في الوَضوءِ قال لا بأْس به قال هو حيوان كالجراد يُصَوِّتُ بالليل قيل هو الصَّرْصَرُ والجُدجُدُ بَثرَة تخرُج في أَصل الحَدَقَة وكلُّ بَثْرَةٍ في جفنِ العين تُدْعى الظَّبْظاب والجُدْجُدُ الحرُّ قال الطرمَّاح حتى إِذا صُهْبُ الجَنادِبِ ودَّعَتْ نَوْرَ الربيع ولاحَهُنَّ الجُدْجُدُ والأَجْدادُ أَرض لبني مُرَّةَ وأَشجعَ وفزارة قال عروة بن الورد فلا وَأَلَتْ تلك النفُوسُ ولا أَتَتْ على رَوْضَةِ الأَجْدادِ وَهْيَ جميعُ وفي قصة حنين كإِمرار الحديد على الطست
( * قوله « على الطست » وهي مؤنثة إلخ كذا في النسخة المنسوبة إلى المؤلف وفيها سقط قال في المواهب وسمعنا صلصلة من السماء كإمرار الحديد على الطست الجديد قال في النهاية وصف الطست وهي مؤنثة بالجديد وهو مذكر اما لأن تأنيثها إلخ ) وهي مؤنثة بالجديد وهو مذكر إِما لأَن تأْنيثها غير حقيقي فأَوله على الإِناء والظرف أَو لاءن فعيلاً يوصف به المؤنث بلا علامة تأْنيث كما يوصف المذكر نحو امرأَة قتيل وكفّ خَضيب وكقوله عز وجل إن رحمة الله قريب وفي حديث الزبير أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال له احبس الماء حتى يبلغ الجَدَّ قال هي ههنا المُسَنَّاةُ وهو ما وقع حول المزرعة كالجدار وقيل هو لغة في الجدار ويروى الجُدُر بالضم جمع جدار ويروى بالذال وسيأْتي ذكره

( جرد ) جَرَدَ الشيءَ يجرُدُهُ جَرْداً وجَرَّدَهُ قشَره قال كأَنَّ فداءَها إِذْ جَرَّدُوهُ وطافوا حَوْله سُلَكٌ يَتِيمُ ويروى حَرَّدُوهُ بالحاء المهملة وسيأْتي ذكره واسمُ ما جُرِدَ منه الجُرادَةُ وجَرَدَ الجِلْدَ يَجْرُدُه جَرْداً نزع عنه الشعر وكذلك جَرَّدَه قال طَرَفَةُ كسِبْتِ اليماني قِدُّهُ لم يُجَرَّدِ ويقال رجل أَجْرَدُ لا شعر عليه وثَوْبٌ جَرْدٌ خَلَقٌ قد سَقَطَ زِئْبِرُهُ وقيل هو الذي بين الجديد والخَلَق قال الشاعر أَجَعَلْتَ أَسْعَدَ للرِّماحِ دَرِيئَةً ؟ هَبِلَتْكَ أُمُّكَ أَيَّ جَرْدٍ تَرْقَعُ ؟ أَي لا تَرْقَع الأَخْلاق وتَتركْ أَسعدَ قد خَرَّقته الرماح فأَيُّ تُصِلحُ
( * قوله « فأيِّ تصلح » كذا بنسخة الأصل المنسوبة إلى المؤلف ببياض بين أيّ وتصلح ولعل المراد فأي أمر أو شأن أو شعب أو نحو ذلك )
بَعْدَهُ والجَرْدُ الخَلَقُ من الثياب وأَثْوابٌ جُرُودٌ قال كُثَيِّرُ عزة فلا تَبْعَدَنْ تَحْتَ الضَّريحةِ أَعْظُمٌ رَميمٌ وأَثوابٌ هُناكَ جُرودُ وشَمْلَةٌ جَرْدَةٌ كذلك قال الهذلي وأَشْعَثَ بَوْشِيٍّ شَفَيْنا أُحاحَهُ غَدَاتَئِذٍ في جَرْدَةٍ مُتَماحِلِ بَوْشِيٌّ كثير العيال متماحِلٌ طويل شفينا أُحاحَهُ أَي قَتَلْناه والجَرْدَةُ بالفتح البُرْدَةُ المُنْجَرِدَةُ الخَلَقُ وانْجَرَدَ الثوبُ أَي انسَحَق ولانَ وقد جَرِدَ وانْجَرَدَ وفي حديث أَبي بكر رضي الله عنه ليس عندنا من مال المسلمين إِلاَّ جَرْدُ هذه القَطِيفَةِ أَي التي انجَرَدَ خَمَلُها وخَلَقَتْ وفي حديث عائشة رضوان الله عليها قالت لها امرأَة رأَيتُ أُمي في المنام وفي يدها شَحْمَةٌ وعلى فَرْجِها جُرَيْدَةٌ تصغير جَرْدَة وهي الخِرْقة البالية والجَرَدُ من الأَرض ما لا يُنْبِتُ والجمع الأَجاردُ والجَرَدُ فضاءٌ لا نَبْتَ فيه وهذا الاسم للفضاء قال أَبو ذؤيب يصف حمار وحش وأَنه يأْتي الماء ليلاً فيشرب يَقْضِي لُبَانَتَهُ بالليلِ ثم إِذا أَضْحَى تَيَمَّمَ حَزْماً حَوْلهُ جَرَدُ والجُرْدَةُ بالضم أَرض مسْتوية متجرِّدة ومكانٌ جَرْدٌ وأَجْرَدُ وجَرِدٌ لا نبات به وفضاءٌ أَجْرَدُ وأَرض جَرْداءُ وجَرِدَةٌ كذلك وقد جَرِدَتْ جَرَداً وجَرَّدَها القحطُ تَجْريداً والسماءُ جَرْداءُ إِذا لم يكن فيها غَيْم من صَلَع وفي حديث أَبي موسى وكانت فيها أَجارِدُ أَمْسَكَتِ الماءَ أَي مواضعُ منْجَرِدَة من النبات ومنه الحديث تُفْتَتحُ الأَريافُ فيخرج إِليها الناسُ ثم يَبْعَثُون إِلى أَهاليهم إِنكم في أَرض جَرَديَّة قيل هي منسوبة إِلى الجَرَدِ بالتحريك وهي كل أَرض لا نبات بها وفي حديث أَبي حَدْرَدٍ فرميته على جُرَيداءِ مَتْنِهِ أَي وسطه وهو موضع القفا المنْجَرِد عن اللحم تصغيرُ الجَرْداء وسنة جارودٌ مُقْحِطَةٌ شديدة المَحْلِ ورجلٌ جارُودٌ مَشْو ومٌ منه كأَنه يَقْشِر قَوْمَهُ وجَرَدَ القومَ يجرُدُهُم جَرْداً سأَلهم فمنعوه أَو أَعطَوْه كارهين والجَرْدُ مخفف أَخذُك الشيءَ عن الشيءِ حَرْقاً وسَحْفاً ولذلك سمي المشؤوم جاروداً والجارودُ العَبْدِيُّ رجلٌ من الصحابة واسمه بِشْرُ بنُ عمرو من عبد القيس وسمي الجارودَ لأَنه فَرَّ بِإِبِلِه إِلى أَخواله من بني شيبان وبإِبله داء ففشا ذلك الداء في إِبل أَخواله فأَهلكها وفيه يقول الشاعر لقد جَرَدَ الجارودُ بكرَ بنَ وائِلِ ومعناه شُئِمَ عليهم وقيل استأْصل ما عندهم وللجارود حديث وقد صحب النبي صلى الله عليه وسلم وقتل بفارس في عقبة الطين وأَرض جَرْداءُ فضاء واسعة مع قلة نبت ورجل أَجْرَدُ لا شعر على جسده وفي صفته صلى الله عليه وسلم أَنه أَجرَدُ ذو مَسْرَبةٍ قال ابن الأَثير الأَجرد الذي ليس على بدنه شعر ولم يكن صلى الله عليه وسلم كذلك وإِنما أَراد به أَن الشعر كان في أَماكن من بدنه كالمسربة والساعدين والساقين فإِن ضدَّ الأَجْرَد الأَشعرُ وهو الذي على جميع بدنه شعر وفي حديث صفة أَهل الجنة جُرْذ مُرْدٌ مُتَكَحِّلون وخَدٌّ أَجْرَدُ كذلك وفي حديث أَنس أَنه أَخرج نعلين جَرْداوَيْن فقال هاتان نعلا رسول الله صلى الله عليه وسلم أَي لا شعر عليهما والأَجْرَدُ من الخيلِ والدوابِّ كلِّها القصيرُ الشعرِ حتى يقال إِنه لأَجْرَدُ القوائم وفرس أَجْرَدُ قصير الشعر وقد جَرِدَ وانْجَرَدَ وكذلك غيره من الدواب وذلك من علامات العِتْق والكَرَم وقولهم أَجردُ القوائم إِنما يريدون أَجردُ شعر القوائم قال كأَنَّ قتودِي والقِيانُ هَوَتْ به من الحَقْبِ جَردَاءُ اليدين وثيقُ وقيل الأَجردُ الذي رقَّ شعره وقصر وهو مدح وتَجَرَّد من ثوبه وانجَرَدَ تَعرَّى سيبويه انجرد ليست للمطاوعة إِنما هي كَفَعَلْتُ كما أَنَّ افتَقَرَ كضَعُفَ وقد جَرَّده من ثوبه وحكى الفارسيُّ عن ثعلب جَرَّدهُ من ثوبه وجرَّده إِياه ويقال أَيضاً فلان حسنُ الجُرْدةِ والمجرَّدِ والمتجرَّدِ كقولك حَسَنُ العُريةِ والمعَرّى وهما بمعنى والتجريدُ التعرية من الثياب وتجريدُ السيف انتضاؤه والتجريدُ التشذيبُ والتجرُّدُ التعرِّي وفي صفته صلى الله عليه وسلم أَنه كان أَنورَ المتجرِّدِ أَي ما جُرِّدَ عنه الثياب من جسده وكُشِف يريد أَنه كان مشرق الجسد وامرأَة بَضَّةُ الجُرْدةِ والمتجرَّدِ والمتجرَّدِ والفتح أَكثر أَي بَضَّةٌ عند التجرُّدِ فالمتجرَّدِ على هذا مصدر ومثل هذا فلان رجلُ حرب أَي عند الحرب ومن قال بضة المتجرِّد بالكسر أَراد الجسمَ التهذيب امرأَةٌ بَضَّةُ المتجرَّدِ إِذا كانت بَضَّةَ البَشَرَةِ إِذا جُرِّدَتْ من ثوبها أَبو زيد يقال للرجل إِذا كان مُسْتَحْيياً ولم يكن بالمنبسِطِ في الظهور ما أَنتَ بمنجَرِدِ السِّلْكِ والمتجرِّدةُ اسم امرأَةِ النعمانِ بن المنذِر ملك الحَيرةِ وفي حديث الشُّراةِ فإِذا ظهروا بين النَّهْرَينِ لم يُطاقوا ثم يَقِلُّون حتى يكون آخرهُم لُصوصاً جرَّادين أَي يُعْرُون الناسَ ثيابهم ويَنْهَبونها ومنه حديث الحجاج قال الأَنس لأُجَرِّدَنَّك كما يُجَرِّدُ الضبُّ أَي لأَسْلُخَنَّك سلخَ الضبِّ لأَنه إِذا شوي جُرَّدَ من جلده ويروى لأَجْرُدَنَّك بتخفيف الراء والجَرْدُ أَخذ الشيء عن الشيء عَسْفاً وجَرْفاً ومنه سمي الجارودُ وهي السنة الشديدة المَحْل كأَنها تهلك الناس ومنه الحديث وبها سَرْحةٌ سُرَّ تحتَها سبعون نبيّاً لم تُقْتَلْ ولم تُجَرَّدْ أَي لم تصبها آفة تهلك ثَمرها ولا ورقها وقيل هو من قولهم جُرِدَتِ الأَرضُ فهي مجرودة إِذا أَكلها الجرادُ وجَرَّدَ السيفَ من غِمْدِهِ سَلَّهُ وتجرَّدَتِ السنبلة وانجَرَدَتْ خرجت من لفائفها وكذلك النَّورُ عن كِمامِهِ وانجردت الإِبِلُ من أَوبارها إِذا سقطت عنها وجَرَّدَ الكتابَ والمصحفَ عَرَّاه من الضبط والزيادات والفواتح ومنه قول عبدالله بن مسعود وقد قرأَ عنده رجل فقال أَستعيذ بالله من الشيطان الرجيم فقال جَرِّدوا القرآنَ لِيَرْبُوَ فيه صغيركم ولا يَنْأَى عنه كبيركم ولا تَلبِسوا به شيئاً ليس منه قال ابن عيينة معناه لا تقرنوا به شيئاً من الأَحاديث التي يرويها أَهل الكتاب ليكون وحده مفرداً كأَنه حثَّهم على أَن لا يتعلم أَحد منهم شيئاً من كتب الله غيره لأَن ما خلا القرآن من كتب الله تعالى إِنما يؤخذ عن اليهود والنصارى وهم غير مأْمونين عليها وكان إِبراهيم يقول أَراد بقوله جَرِّدوا القرآنَ من النَّقْط والإِعراب والتعجيم وما أَشبهها واللام في ليَرْبُوَ من صلة جَرِّدوا والمعنى اجعلوا القرآن لهذا وخُصُّوه به واقْصُروه عليه دون النسيان والإِعراض عنه لينشأَ على تعليمه صغاركم ولا يبعد عن تلاوته وتدبره كباركم وتجرَّدَ الحِمارُ تقدَّمَ الأُتُنَ فخرج عنها وتجَرَّدَ الفرسُ وانجرَدَ تقدَّم الحَلْبَةَ فخرج منها ولذلك قيل نَضَا الفرسُ الخيلَ إِذا تقدّمها كأَنه أَلقاها عن نفسه كما ينضو الإِنسانُ ثوبَه عنه والأَجْرَدُ الذي يسبق الخيلَ ويَنْجَرِدُ عنها لسرعته عن ابن جني ورجلٌ مُجْرَد بتخفيف الراء أُخْرِجَ من ماله عن ابن الأَعرابي وتجَرَّدَ العصير سكن غَلَيانُه وخمرٌ جَرداءُ منجردةٌ من خُثاراتها وأَثفالها عن أَبي حنيفة وأَنشد للطرماح فلما فُتَّ عنها الطينُ فاحَتْ وصَرَّح أَجْرَدُ الحَجَراتِ صافي وتجَرَّدَ للأَمر جَدَّ فيه وكذلك تجَرَّد في سيره وانجَرَدَ ولذلك قالوا شَمَّرَ في سيره وانجرَدَ به السيرُ امتَدَّ وطال وإِذا جَدَّ الرجل في سيره فمضى يقال انجرَدَ فذهب وإِذا أَجَدَّ في القيام بأَمر قيل تجَرَّد لأَمر كذا وتجَردَّ للعبادة وروي عن عمر تجرَّدُوا بالحج وإِن لم تُحرِموا قال إِسحق بن منصور قلت لأَحمد ما قوله تجَرَّدوا بالحج ؟ قال تَشَبَّهوا بالحاج وإِن لم تكونوا حُجَّاجاً وقال إِسحق بن إِبراهيم كما قال وقال ابن شميل جَرَّدَ فُلانٌ الحَجَّ وتجَرَّدَ بالحج إِذا أَفرده ولم يُقْرِنْ والجرادُ معروف الواحدةُ جَرادة تقع على الذكر والأُنثى قال الجوهري وليس الجرادُ بذكر للجرادة وإِنما هو اسم للجنس كالبقر والبقرة والتمر والتمرة والحمام والحمامة وما أَشبه ذلك فحقُّ مذكره أَن لا يكون مؤنثُه من لفظه لئلا يلتبس الواحدُ المذكرُ بالجمع قال أَبو عبيد قيل هو سِرْوَةٌ ثم دبى ثم غَوْغاءُ ثم خَيْفانٌ ثم كُتْفانُ ثم جَراد وقيل الجراد الذكر والجرادة الأُنثى ومن كلامهم رأَيت جَراداً على جَرادةٍ كقولهم رأَيت نعاماً على نعامة قال الفارسي وذلك موضوعٌ على ما يحافظون عليه ويتركون غيرَه بالغالب إِليه من إِلزام المؤَنث العلامةَ المشعرةَ بالتأْنيث وإِن كان أَيضاً غير ذلك من كلامهم واسعاً كثيراً يعني المؤَنث الذي لا علامة فيه كالعين والقدْر والعَناق والمذكر الذي فيه علامةُ التأْنيث كالحمامة والحَيَّة قال أَبو حنيفة قال الأَصمعي إِذا اصفَرَّت الذكورُ واسودت الإِناثُ ذهب عنه الأَسماء إِلا الجرادَ يعني أَنه اسم لا يفارقها وذهب أَبو عبيد في الجراد إِلى أَنه آخر أَسمائه كما تقدم وقال أَعرابي تركت جراداً كأَنه نعامة جاثمة وجُردت الأَرضُ فهي مجرودةٌ إِذا أَكل الجرادُ نَبْتَها وجَرَدَ الجرادُ الأَرضَ يَجْرُدُها جَرْداً احْتَنَكَ ما عليها من النبات فلم يُبق منه شيئاً وقيل إِنما سمي جَراداً بذلك قال ابن سيده فأَما ما حكاه أَبو عبيد من قولهم أَرضٌ مجرودةٌ من الجراد فالوجه عندي أَن يكون مفعولةً من جَرَدَها الجرادُ كما تقدم وللآخر أَن يعني بها كثرةَ الجراد كما قالوا أَرضٌ موحوشةٌ كثيرةُ الوحش فيكون على صيغة مفعول من غير فعل إِلا بحسب التوهم كأَنه جُردت الأَرض أَي حدث فيها الجراد أَو كأَنها رُميَتْ بذلك فأَما الجرادةُ اسم فرس عبدالله بن شُرَحْبيل فإِنما سميت بواحد الجراد على التشبيه لها بها كما سماها بعضهم خَيْفانَةً وجَرادةُ العَيَّار اسم فرس كان في الجاهلية والجَرَدُ أَن يَشْرَى جِلْدُ الإِنسان من أَكْلِ الجَرادِ وجُردَ الإِنسانُ بصيغة ما لم يُسَمَّ فاعلهُ إِذا أَكل الجرادَ فاشتكى بطنَه فهو مجرودٌ وجَرِدَ الرجلُ بالكسر جَرَداً فهو جَرِدٌ شَرِيَ جِلْدُه من أَكل الجرادِ وجُرِدَ الزرعُ أَصابه الجرادُ وما أَدري أَيُّ الجرادِ عارَه أَي أَيُّ الناس ذهب به وفي الصحاح ما أَدري أَيُّ جَرادٍ عارَه وجَرادَةُ اسمُ امرأَةٍ ذكروا أَنها غَنَّتْ رجالاً بعثهم عاد إِلى البيت يستسقون فأَلهتهم عن ذلك وإِياها عنى ابن مقبل بقوله سِحْراً كما سَحَرَتْ جَرادَةُ شَرْبَها بِغُرورِ أَيامٍ ولَهْوِ ليالِ والجَرادَتان مغنيتان للنعمان وفي قصة أَبي رغال فغنته الجرادَتان التهذيب وكان بمكة في الجاهلية قينتان يقال هما الجرادتان مشهورتان بحسن الصوت والغناء وخيلٌ جريدة لا رَجَّالَةَ فيها ويقال نَدَبَ القائدُ جَريدَةً من الخيل إِذا لم يُنْهِضْ معهم راجلاً قال ذو الرمة يصف عَيْراً وأُتُنَه يُقَلِّبُ بالصَّمَّانِ قُوداً جَريدةً تَرامَى به قِيعانُهُ وأَخاشِبُه قال الأَصمعي الجَريدةُ التي قد جَرَدَها من الصِّغار ويقال تَنَقَّ إِبلاً جريدة أَي خياراً شداداً أَبو مالك الجَريدةُ الجماعة من الخيل والجاروديَّةُ فرقة من الزيدية نسبوا إِلى الجارود زياد بن أَبي زياد ويقال جَريدة من الخيل للجماعة جردت من سائرها لوجه والجَريدة سَعفة طويلة رطبة قال الفارسي هي رطبةً سفعةٌ ويابسةً جريدةٌ وقيل الجريدة للنخلة كالقضيب للشجرة وذهب بعضهم إِلى اشتقاق الجريدة فقال هي السعفة التي تقشر من خوصها كما يقشر القضيب من ورقه والجمع جَريدٌ وجَرائدُ وقيل الجريدة السعَفة ما كانت بلغة أَهل الحجاز وقيل الجريد اسم واحد كالقضيب قال ابن سيده والصحيح أَن الجريد جمع جريدة كشعير وشعيرة وفي حديث عمر ائْتني بجريدة وفي الحديث كتب القرآن في جَرائدَ جمع جريدة الأَصمعي هو الجَريد عند أَهل الحجاز واحدته جريدة وهو الخوص والجردان الجوهري الجريد الذي يُجْرَدُ عنه الخوص ولا يسمى جريداً ما دام عليه الخوص وإِنما يسمى سَعَفاً وكل شيء قشرته عن شيء فقد جردته عنه والمقشور مجرود وما قشر عنه جُرادة وفي الحديث القلوب أَربعة قلب أَجرَدُ فيه مثلُ السراج يُزْهِرُ أَي ليس فيه غِلٌّ ولا غِشٌّ فهو على أَصل الفطرة فنور الإِيمان فيه يُزهر ويومٌ جَريد وأَجْرَدُ تامّ وكذلك الشهر عن ثعلب وعامٌ جَريد أَي تامّ وما رأَيته مُذْ أَجْرَدانِ وجَريدانِ ومُذْ أَبيضان يريدُ يومين أَو شهرين تامين والمُجَرَّدُ والجُردانُ بالضم القضيب من ذوات الحافر وقيل هو الذكر معموماً به وقيل هو في الإِنسان أَصل وفيما سواه مستعار قال جرير إِذا رَوِينَ على الخِنْزِير من سَكَرٍ نادَيْنَ يا أَعظَمَ القِسَّين جُرْدانا الجمع جَرادين والجَرَدُ في الدواب عيب معروف وقد حكيت بالذال المعجمة والفعل منه جَرِدَ جَرَداً قال ابن شميل الجَرَدُ ورم في مؤَخر عرقوب الفرس يعظم حتى يمنعَه المشيَ والسعيَ قال أَبو منصور ولم أَسمعه لغيره وهو ثقة مأْمون والإِجْرِدُّ نبت يدل على الكمأَة واحدته إِجْرِدَّةٌ قال جَنَيْتُها من مُجْتَنىً عَويصِ من مَنْبِتِ الإِجْرِدِّ والقَصيصِ النضر الإِجْرِدُّ بقل يقال له حب كأَنه الفلفل قال ومنهم من يقول إِجْرِدٌ بتخفيف الدال مثل إِثمد ومن ثقل فهو مثل الإِكْبِرِّ يقال هو إِكْبِرُّ قومه وجُرادُ اسم رملة في البادية وجُراد وجَراد وجُرادَى أَسماء مواضع ومنه قول بعض العرب تركت جَراداً كأَنها نعامة باركة والجُراد والجُرادة اسم رملة بأَعلى البادية والجارد وأُجارد بالضم موضعان أَيضاً ومثله أُباتر والجُراد موضع في ديار تميم يقال جَرَدُ القَصِيم والجارود والمجرد وجارود أَسماء رجال ودَرابُ جِرْد موضع فأَما قول سيبويه فدراب جرد كدجاجة ودراب جردين كدجاجتين فإِنه لم يرد أَن هنالك دراب جِرْدين وإِنما يريد أَن جِرْد بمنزلة الهاء في دجاجة فكما تجيء بعلم التثنية بعد الهاء في قولك دجاجتين كذلك تجيء بعلم التثنية بعد جرد وإِنما هو تمثيل من سيبويه لا أَن دراب جردين معروف وقول أَبي ذؤيب تدلَّى عليها بين سِبٍّ وخَيْطَةٍ بِجَرْداءَ مِثْلِ الوَكْفِ يَكْبُو عُرابُها يعني صخرة ملساء قال ابن بري يصف مشتاراً للعسل تدلى على بيوت النحل والسبّ الحبل والخيطة الوتد والهاء في قوله عليها تعود على النحل وقوله بجرداء يريد به صخرة ملساء كما ذكر والوكف النطع شبهها به لملاستها ولذلك قال يكبو غرابها أَي يزلق الغراب إِذا مشى عليها التهذيب قال الرياشي أَنشدني الأَصمعي في النون مع الميم أَلا لها الوَيْلُ على مُبين على مبين جَرَدِ القَصِيم قال ابن بري البيت لحنظلة بن مصبح وأَنشد صدره يا رِيَّها اليومَ على مُبين مبين اسم بئر وفي الصحاح اسم موضع ببلاد تميم والقَصِيم نبت والأَجاردة من الأَرض ما لا يُنْبِتُ وأَنشد في مثل ذلك يطعُنُها بخَنْجَرٍ من لحم تحت الذُّنابى في مكانٍ سُخْن وقيل القَصيم موضع بعينه معروف في الرمال المتصلة بجبال الدعناء ولبن أَجْرَدُ لا رغوة له قال الأَعشى ضَمِنَتْ لنا أَعجازَه أَرماحُنا مِلءَ المراجِلِ والصريحَ الأَجْرَدا

( جرهد ) الجَرْهَدة الوحَى في السير واجْرَهَدَّ في السير استمر واجْرَهَدّ القومُ قصدوا القصدَ واجرهدّ الطريقُ استمرّ وامتد قال الشاعر على صَمود النَّقْب مُجْرَهدّ واجرهدّ الليلُ طال واجرهدّت الأَرضُ لم يوجد فيها نبت ولا مرعى واجرهدّت السنة اشتدّت وصعبت قال الأَخطل مَساميحُ الشتاءِ إِذا اجرهدّت وعزَّت عند مَقْسَمِها الجَزُور أَي اشتدّت وامتدّ أَمرها والمُجَرْهِدُ المُسْرِعُ في الذهاب قال الشاعر لم تُراقبْ هُناك ناهِلَة الوا شِين لما اجْرَهَدَّ ناهلُها أَبو عمرو الجُرْهُدُ السَّيار النشيط وجَرْهَدُ اسم

( جسد ) الجسد جسم الإِنسان ولا يقال لغيره من الأَجسام المغتذية ولا يقال لغير الإِنسان جسد من خلق الأَرض والجَسَد البدن تقول منه تَجَسَّد كما تقول من الجسم تجسَّم ابن سيده وقد يقال للملائكة والجنّ جسد غيره وكل خلق لا يأْكل ولا يشرب من نحو الملائكة والجنّ مما يعقل فهو جسد وكان عجل بني إِسرائيل جسداً يصيح لا يأْكل ولا يشرب وكذا طبيعة الجنّ قال عز وجل فأَخرج لهم عجلاً جسداً له خوار جسداً بدل من عجل لأَن العجل هنا هو الجسد وإِن شئت حملته على الحذف أَي ذا جسد وقوله له خُوار يجوز أَن تكون الهاء راجعة إِلى العجل وأَن تكون راجعة إِلى الجسد وجمعه أَجساد وقال بعضهم في قوله عجلاً جسداً قال أَحمر من ذهب وقال أَبو إِسحق في تفسير الآية الجسد هو الذي لا يعقل ولا يميز إِنما معنى الجسد معنى الجثة فقط وقال في قوله وما جعلناهم جسداً لا يأْكلون الطعام قال جسد واحد يُثْنَى على جماعة قال ومعناه وما جعلناهم ذوي أَجساد إِلاَّ ليأْكلوا الطعام وذلك أَنهم قالوا ما لهذا الرسول يأْكل الطعام ؟ فأُعلموا أَن الرسل أَجمعين يأْكلون الطعام وأَنهم يموتون المبرد وثعلب العرب إِذا جاءت بين كلامين بجحدين كان الكلام إِخباراً قالا ومعنى الآية إِنما جعلناهم جسداً ليأْكلوا الطعام قالا ومثله في الكلام ما سمعت منك ولا أَقبل منك معناه إِنما سمعت منك لأَقبل منك قالا وإِن كان الجحد في أَول الكلام كان الكلام مجحوداً جحداً حقيقياً قالا وهو كقولك ما زيد بخارج قال الأَزهري جعل الليث قول الله عز وجل وما جعلناهم جسداً لا يأْكلون الطعام كالملائكة قال وهو غلط ومعناه الإِخبار كما قال النحويون أَي جعلناهم جسداً ليأْكلوا الطعام قال وهذا يدل على أَن ذوي الأَجساد يأْكلون الطعام وأَن الملائكة روحانيون لا يأْكلون الطعام وليسوا جسداً فإِن ذوي الأَجساد يأْكلون الطعام وحكى اللحياني إِنها لحسنة الأَجساد كأَنهم جعلوا كل جزء منها جسداً ثم جمعوه على هذا والجاسد من كل شيءٍ ما اشتدّ ويبس والجَسَدُ والجَسِدُ والجاسِدُ والجَسِيد الدم اليابس وقد جَسِدَ ومنه قيل للثوب مُجَسَّدٌ إِذا صبغَ بالزعفران ابن الأَعرابي يقال للزعفران الرَّيْهُقانُ والجاديُّ والجِساد الليث الجِساد الزعفران ونحوه من الصبغ الأَحمر والأَصفر الشديد الصفرة وأَنشد جِسادَيْنِ من لَوْنَيْنِ ورْسٍ وعَنْدَم والثوب المُجَسَّد وهو المشبع عصفراً أَو زعفراناً والمُجَسَّد الأَحمر ويقال على فلان ثوب مشبع من الصبغ وعليه ثوب مُفْدَم فإِذا قام قياماً من الصبغ قيل قد أُجسِدَ ثَوْبُ فلان إِجساداً فهو مُجْسَد وفي حديث أَبي ذر إِنَّ امرأَته ليس عليها أَثر المجاسد ابن الأَثير هو جمع مُجسد بضم الميم وهو المصبوغ المشبع بالجَسَد وهو الزعفران والعصفر والجسد والجساد الزعفران أَو نحوه من الصبغ وثوب مُجْسَد ومُجَسَّد مصبوغ بالزعفران وقيل هو الأَحمر والمجسد ما أُشبع صبغه من الثياب والجمع مجاسد وأَما قول مليح الهذلي كأَنَّ ما فوقَها مما عُلِينَ به دِماءُ أَجوافِ بُدْنٍ لونُها جَسِد أَراد مصبوغاً بالجساد قال ابن سيده هو عندي على النسب إِذ لا نعرف لجَسِدٍ فعلاً والمجاسد جمع مجسد وهو القميص المشبع بالزعفران الليث الجسد من الدماء ما قد يبس فهو جامد جاسد وقال الطرماح يصف سهاماً بنصالها فِراغٌ عَواري اللِّيطِ تُكْسَى ظُباتُها سَبائبَ منها جاسِدٌ ونَجِيعُ قوله فراغ هو جمع فريغ للعريض يصف سهاماً وأَن نصالها عريضة والليط القشر وظباتها أَطرافها والسبائب طرائق الدم والنجيع الدم نفسه والجاسد اليابس الجوهري الجسد الدم قال النابغة وما هُريقَ على الأَنْصابَ من جَسَد والجسد مصدر قولك جسِد به الدم يجسَد إِذا لصق به فهو جاسد وجسِد وأَنشد بيت الطرماح « منها جاسد ونجيع » وأَنشد لآخر بساعديه جَسِدٌ مُوَرَّسُ من الدماء مائع وَيَبِسُ والمِجْسَد الثوب الذي يلي جسد المرأَة فتعرق فيه ابن الأَعرابي المجاسد جمع المِجسد بكسر الميم وهو القميص الذي يلي البدن الفرّاء المِجْسَدُ والمُجْسَد واحد وأَصله الضم لأَنه من أُجسد أَي أُلزق بالجسد إِلاَّ أَنهم استثقلوا الضم فكسروا الميم كما قالوا للمُطْرف مِطْرف والمُصْحف مِصْحف والجُساد وجع يأْخذ في البطن يسمى بيجيدق
( * لم نجد هذه اللفظة في اللسان ولعلها فارسية ) وصوت مُجَسَّد مرقوم على محسنة ونغم
( * قوله « مرقوم على محسنة ونغم » عبارة القاموس وصوت مجسد كعظم مرقوم على نغمات ومحنة قال شارحه هكذا في النسخ وفي بعضها على محسنة ونغم وهو خطأ )
الجوهري الجَلْسَد بزيادة اللام اسم صنم وقد ذكره غيره في الرباعي وسنذكره

( جضد ) روى أَبو تراب رجل جَلْد ويبدلون اللام ضاداً فيقولون رجلٌ جَضْد

( جعد ) الجعد من الشعر خلاف السبط وقيل هو القصير عن كراع شعر جعْد بَيِّنُ الجُعودة جَعُد جُعُودة وجَعادة وتَجَعَّد وجَعَّده صاحبه تجعيداً ورجل جعد الشعر من الجعودة والأُنثى جعْدة وجمعهما جعاد قال معقل بن خويلد وسُود جعاد الرقا بِ مثْلَهُمُ يرهَبُ الراهِبُ
( * قوله « وسود » كذا في الأصل بحذف بعض الشطر الأول )
عنى من أَسرت هذيل من الحبشة أَصحاب الفيل وجمع السلامة فيه أَكثر والجَعْد من الرجال المجتمع بعضه إِلى بعض والسبط الذي ليس بمجتمع وأَنشد قالت سليمى لا أُحب الجَعْدِين ولا السٍّباطَ إِنهم مَناتِين وأَنشد ابن الأَعرابي لفُرعان التميمي في ابنه مَنازل حين عقه وربَّيْتُه حتى إِذا ما تركتُه أَخا القوم واستغنى عن المسح شاربُه وبالمَحْض حتى آضَ جَعْداً عَنَطْنَطاً إِذا قام ساوى غاربَ الفَحْل غارِبُه فجعله جعداً وهو طويل عنطنط وقيل الجَعْدُ الخفيف من الرجال وقيل هو المجتمع الشديد وأَنشد بيت طرفة أَنا الرجلُ الجَعْدُ الذي تعرفونه
( * في معلقة طرفة الرجل الضَّرب )
وأَنشد أَبو عبيد يا رُبَّ جَعْدٍ فيهمُ لو تَدْرِينْ يَضْرِبُ ضَرْبَ السّبطِ المقادِيمْ قال الأَزهري إِذا كان الرجل مداخَلاً مُدْمَج الخلق أَي معصوباً فهو أَشد لأَسره وأَخف إِلى منازلة الأَقران وإِذا اضطرب خلقه وأَفرط في طوله فهو إِلى الاسترخاءِ ما هو وفي الحديث على ناقة جَعْدة أَي مجتمعة الخلق شديدة والجَعْد إِذا ذهب به مذهب المدح فله معنيان مستحبان أَحدهما أَن يكون معصوب الجوارح شديد الأَسر والخلق غير مسترخ ولا مضطرب والثاني أَن يكون شعره جعداً غير سبط لأَن سبوطة الشعر هي الغالبة على شعور العجم من الروم والفرس وجُعودة الشعر هي الغالبة على شعور العرب فإِذا مدح الرجل بالجعد لم يخرج عن هذين المعنيين وأَما الجعد المذموم فله أَيضاً معنيان كلاهما منفي عمن يمدح أَحدهما أَن يقال رجل جعد إِذا كان قصيراً متردد الخلق والثاني أَن يقال رجل جعد إِذا كان بخيلاً لئيماً لا يَبِضُّ حَجَره وإِذا قالوا رجل جعد السبوطة فهو مدح إِلاَّ أَن يكون قَطِطاً مُفَلْفَلاً كشعر الزَّنج والنُّوبة فهو حينئذ ذم قال الراجز قد تَيَّمَتْنِي طَفْلَةٌ أُمْلُودُ بِفاحِمٍ زَيَّنَهُ التَّجْعِيدُ وفي حديث الملاعنة إِن جاءت به جَعْداً قال ابن الأَثير الجعد في صفات الرجال يكون مدحاً وذمّاً ولم يذكر ما أَراده النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الملاعنة هل جاء به على صفة المدح أَو على صفة الذم وفي الحديث أَنه سأَل أَبا رُهْمٍ الغِفاريّ ما فَعلَ النَّفَرُ السودُ الجِعاد ؟ ويقال للكريم من الرجال جعد فأَما إِذا قيل فلان جَعْد اليدين أَو جعد الأَنامل فهو البخيل وربما لم يذكروا معه اليد قال الراجز لا تَعْذُلِيني بِضُرُبٍّ جَعْد
( * قوله « بضربّ » كذا بالأصل بالضاد المعجمة وهذا الضبط ولعل الصواب بظرب بالظاء المعجمة كعتلّ وهو القصير كما في القاموس )
ورجل جَعْد اليدين بخيل ورجل جعد الأَصابع قصيرها قال من فائض الكفين غير جعد وقَدَمٌ جَعْدَةٌ قصيرة من لؤمها قال العجاج لا عاجِز الهَوْءِ ولا جَعْد القَدَمْ قال الأَصمعي زعموا أَن الجعد السخي قال ولا أَعرف ذلك والجعد البخيل وهو معروف قال كثير في السخاء يمدح بعض الخلفاء إِلى الأَبيضِ الجَعْدِ ابن عاتِكةَ الذي له فَضْلُ مُلْكٍ في البرية غالب قال الأَزهري وفي شعر الأَنصار ذكر الجعد وضع موضع المدح أَبيات كثيرة وهم من أَكثر الشعراء مدحاً بالجعد وتراب جعد نَدٍ وثَرىً جعد مثل ثَعْد إِذا كان ليناً وجَعُدَ الثرى وتجعَّد تقبض وتعقد وزَبَد جعد متراكب مجتمع وذلك إِذا صار بعضه فوق بعض على خطم البعير أَو الناقة يقال جعد اللُّغام قال ذو الرمة تَنْجُوا إِذا جَعَلت تَدْمَى أَخِشَّتُها واعْتَمَّ بالزَّبَدِ الجَعْدِ الخراطيمُ تنجو تسرع السير والنجاء السرعة وأَخشتها جمع خِشاش وهي حَلْقة تكون في أَنف البعير وحَيس جَعْد ومُجَعَّد غليظ غير سبط أَنشد ابن الأَعرابي خِذامِيَّةٌ أَدَتْ لها عَجْوَةُ القُرى وتَخْلِطُ بالمأْقُوطِ حَيْساً مُجَعَّدا رماها بالقبيح يقول هي مخلطة لا تختار من يواصلها وصِلِّيانٌ جَعْدٌ وبُهْمَى جعدة بالغوا بهما الصحاح والجعد نبت على شاطئِ الأَنهار والجعدة حشيشة تنبت على شاطئِ الأَنهار وتجَعَّدُ وقيل هي شجرة خضراء تنبت في شعاب الجبال بنجد وقيل في القيعان قال أَبو حنيفة الجعدة خضراء وغبراء تنبت في الجبال لها رعْثَة مثل رعثة الديك طيبة الريح تنبت في الربيع وتيبس في الشتاء وهي من البقول يحشى بها المرافق قال الأَزهري الجعدة بقلة برية لا تنبت على شطوط الأَنهار وليس لها رعثة قال وقال النضر بن شميل هي شجرة طيبة الريح خضراء لها قضب في أَطرافها ثمر أَبيض تحشى بها الوسائد لطيب ريحها إِلى المرارة ما هي وهي جَهيدة يَصْلُح عليها المال واحدتها وجماعتها جَعْدة قال وأَجاد النضر في صفتها وقال النضر الجعاديد والصَّعارير أَوَّل ما تنفتح الأَحاليل باللبَإِ فيخرج شيء أَصفر غليظ يابس فيه رخاوة وبلل كأَنه جبن فَيَنْدَلِصُ من الطُّبْي مُصَعْرَراً أَي يخرج مدحرجاً وقيل يخرج اللبأُ أَول ما يخرج مصمغاً الأَزهري الجَعْدة ما بين صِمْغَي الجدي من اللبإِ عند الولادة والجعودة في الخد ضد الأَسالة وهو ذم أَيضاً وخدٌّ جعد غير أَسيل وبعير جعد كثير الوبر جعْده وقد كني بأَبي الجعد والذئب يكنى أَبا جَعْدة وأَبا جُعادة وليس له بنت تسمى بذلك قال الكميت يصفه ومُسْتَطْعِمٍ يُكْنى بغيرِ بناته جَعَلْت له حظّاً من الزادِ أَوفرا وقال عبيد بن الأَبرص وقالوا هي الخمر تُكْنى الطلا كما الذئبُ يُكْنى أَبا جَعْدَه أَي كنيته حسنة وعمله منكر أَبو عبيد يقول الذئب وإِن كني أَبا جعدة ونوِّه بهذه الكنية فإِن فعله غير حسن وكذلك الطلا وإِن كان خاثراً فإِن فعله فعل الخمر لإِسكاره شاربه أَو كلام هذا معناه وبنو جَعْدة حيّ من قيس وهو أَبو حيّ من العرب هو جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة منهم النابغة الجعدي وجُعادة قبيلة قال جرير فَوارِسُ أَبْلَوْا في جُعادة مَصْدَقاً وأَبْكَوْا عُيوناً بالدُّموع السَّواجِمِ وجُعَيْد اسم وقيل هو الجعيد بالأَلف واللام فعاملوا الصفة
( * قوله « فعاملوا الصفة » كذا بالأصل والمناسب فعاملوه معاملة الصفة )

( جلد ) الجِلْدُ والجَلَد المَسْك من جميع الحيوان مثل شِبْه وشَبَه الأَخيرة عن ابن الأَعرابي حكاها ابن السكيت عنه قال وليست بالمشهورة والجمع أَجلاد وجُلود والجِلْدَة أَخص من الجلد وأَما قول عبد مناف بن ربع الهذلي إِذا تَجاوَبَ نَوْحٌ قامتا معه ضرباً أَليماً بِسِبْتٍ يَلْعَجُ الجِلِدا فإِنما كسر اللام ضرورة لأَن للشاعر أَن يحرك الساكن في القافية بحركة ما قبله كما قال علَّمنا إِخوانُنا بنو عَجِلْ شُربَ النبيذ واعتقالاً بالرِّجِلْ وكان ابن الأَعرابي يرويه بالفتح ويقول الجِلْد والجَلَد مِثْلُ مِثْلٍ ومَثَلٍ وشِبْه وشَبَه قال ابن السكيت وهذا لا يُعرف وقوله تعالى ذاكراً لأَهل النار حين تشهد عليهم جوارحهم وقالوا لجلُودهم قيل معناه لفروجهم كنى عنها بالجُلود قال ابن سيده وعندي أَن الجلود هنا مُسوكهم التي تباشر المعاصي وقال الفرّاءُ الجِلْدُ ههنا الذكر كنى الله عز وجل عنه بالجلد كما قال عز وجل أَو جاءَ أَحد منكم من الغائط والغائط الصحراء والمراد من ذلك أَو قضى أَحد منكم حاجته والجِلْدة الطائفة من الجِلْد وأَجلاد الإِنسان وتَجالِيده جماعة شخصه وقيل جسمه وبدنه وذلك لأَن الجلد محيط بهما قال الأَسود بن يعفر أَما تَرَيْني قد فَنِيتُ وغاضني ما نِيلَ من بَصَري ومن أَجْلادي ؟ غاضني نقصني ويقال فلان عظيم الأَجْلاد والتجاليد إِذا كان ضخماً قوي الأَعضاءِ والجسم وجمع الأَجلاد أَجالد وهي الأَجسام والأَشخاص ويقال فلان عظيم الأَجلاد وضئيل الأَجلاد وما أَشبه أَجلادَه بأَجلادِ أَبيه أَي شخصه وجسمه وفي حديث القسامة أَنه استحلف خمسة نفر فدخل رجل من غيرهم فقال ردُّوا الإِيمان على أَجالِدِهم أَي عليهم أَنفسهم وكذلك التجاليد وقال الشاعر يَنْبي تَجالِيدي وأَقتادَها ناوٍ كرأْسِ الفَدَنِ المُؤيَدِ وفي حديث ابن سيرين كان أَبو مسعود تُشْبه تجاليدُه تجاليدَ عمر أَي جسمُه جسمَه وفي الحديث قوم من جِلْدتنا أَي من أَنفسنا وعشريتنا وقول الأَعشى وبَيْداءَ تَحْسَبُ آرامَها رجالَ إِيادٍ بأَجلادِها قال الأَزهري هكذا رواه الأَصمعي قال ويقال ما أَشبه أَجلادَه بأَجلاد أَبيه أَي شخصه بشخوصهم أَي بأَنفسهم ومن رواه بأَجيادها أَراد الجودياء بالفارسية الكساءَ وعظم مُجَلَّد لم يبق عليه إِلا الجلد قال أَقول لِحَرْفٍ أَذْهَبَ السَّيْرُ نَحْضَها فلم يُبْق منها غير عظم مُجَلَّد خِدي بي ابتلاكِ اللَّهُ بالشَّوْقِ والهَوَى وشاقَكِ تَحْنانُ الحَمام المُغَرِّدِ وجَلَّدَ الجزور نزع عنها جلدها كما تسلخ الشاة وخص بعضهم به البعير التهذيب التجليد للإِبل بمنزلة السلخ للشاءِ وتجليد الجزور مثل سلخ الشاة يقال جَلَّدَ جزوره وقلما يقال سلخ ابن الأَعرابي أَحزرت
( * قوله « أحزرت » كذا بالأصل بحاء فراء مهملتين بينهما معجمة وفي شرح القاموس أجرزت بمعجمتين بينهما مهملة ) الضأْن وحَلَقْتُ المعزى وجلَّدت الجمل لا تقول العرب غير ذلك والجَلَدُ أَن يُسلَخَ جلد البعير أَو غيره من الدواب فيُلْبَسَه غيره من الدواب قال العجاج يصف أَسداً كأَنه في جَلَدٍ مُرَفَّل والجَلَد جِلْد البوّ يحشى ثُماماً ويخيل به للناقة فتحسبه ولدها إِذا شمته فترأَم بذلك على ولد غيرها غيره الجَلَد أَن يسلخ جِلْد الحوار ثم يحشى ثماماً أَو غيره من الشجر وتعطف عليه أُمه فترأَمه الجوهري الجَلَد جِلْد حوار يسلخ فيلبس حواراً آخر لتشمه أُم المسلوخ فترأَمه قال العجاج وقد أَراني للغَواني مِصْيَدا مُلاوَةً كأَنَّ فوقي جَلَدا أَي يرأَمنني ويعطفن عليَّ كما ترأَم الناقة الجَلَدَ وجلَّد البوَّ أَلبسه الجِلْد التهذيب الجِلْد غشاءُ جسد الحيوان ويقال جِلْدة العين والمِجْلدة قطعة من جِلْد تمسكها النائحة بيدها وتلْطِم بها وجهها وخدها والجمع مجاليد عن كراع قال ابن سيده وعندي أَن المجاليد جمع مِجلاد لأَن مِفْعلاً ومِفْعالاً يعتقبان على هذا النحو كثيراً التهذيب ويقال لميلاء النائحة مِجْلَد وجمعه مجالد قال أَبو عبيد وهي خرق تمسكها النوائح إِذا نحنَ بأَيديهنّ وقال عدي بن زيد إِذا ما تكرّهْتَ الخليقةَ لامْرئٍ فلا تَغْشَها واجْلِدْ سِواها بِمِجْلَد أَي خذ طريقاً غير طريقها ومذهباً آخر عنها واضرب في الأَرض لسواها والجَلْد مصدر جَلَده بالسوط يَجْلِدُه جَلْداً ضربه وامرأَة جَلِيد وجليدة كلتاهما عن اللحياني أَي مجلودة من نسوة جَلْدى وجلائد قال ابن سيده وعندي أَن جَلْدى جمع جَليد وجلائد جمع جليدة وجَلَدَه الحدّ جلداً أَي ضربه وأَصاب جِلْده كقولك رأَسَه وبَطَنَه وفرس مُجَلَّد لا يجزع من ضرب السوط وجَلَدْتُ به الأَرضَ أَي صرعته وجَلَد به الأَرض ضربها وفي الحديث أَن رجلاً طَلَبَ إِلى النبي صلى الله عليه وسلم أَن يُصَلِّي معه بالليل فأَطال النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة فجُلِدَ بالرجل نوماً أَي سقط من شدة النوم يقال جُلِدَ به أَي رُميَ إِلى الأَرض ومنه حديث الزبير كنت أَتشدّد فيُجلَدُ بي أَي يغلبني النوم حتى أَقع ويقال جَلَدْته بالسيف والسوط جَلْداً إِذا ضربت جِلْدَه والمُجالَدَة المبالطة وتجالد القوم بالسيوف واجْتَلدوا وفي الحديث فنظر إِلى مُجْتَلَدِ القوم فقال الآن حَمِيَ الوَطِيسُ أَي إِلى موضع الجِلاد وهو الضرب بالسيف في القتال وفي حديث أَبي هريرة في بعض الروايات أَيُّما رجُلٍ من المسلمين سَبَبْتُه أَو لعنته أَو جَلَدُّه هكذا رواه بإِدغام التاءِ في الدال وهي لغة وجالَدْناهم بالسيوف مُجالدة وجِلاداً ضاربناهم وجَلَدَتْه الحية لدغته وخص بعضهم به الأَسود من الحيات قالوا والأَسود يَجْلِدُ بذنبه والجَلَد القوة والشدة وفي حديث الطواف لِيَرى المشركون جَلَدَهم الجَلَد القوّة والصبر ومنه حديث عمر كان أَخْوفَ جَلْداً أَي قوياً في نفسه وجسده والجَلَدُ الصلابة والجَلادة تقول منه جَلُد الرجل بالضم فهو جَلْد جَلِيد وبَيِّنُ الجَلَدِ والجَلادَة والجُلودة والمَجْلود وهو مصدر مثل المحلوف والمعقول قال الشاعر واصبِر فإِنَّ أَخا المَجْلودِ من صَبَرا قال وربما قالوا رجل جَضْد يجعلون اللام مع الجيم ضاداً إِذا سكنت وقوم جُلْد وجُلَداءُ وأَجلاد وجِلاد وقد جَلُدَ جَلادَة وجُلودة والاسم الجَلَدُ والجُلودُ والتَّجَلُّد تكلف الجَلادة وتَجَلَّدَ أَظهر الجَلَدَ وقوله وكيف تَجَلُّدُ الأَقوامِ عنه ولم يُقْتَلْ به الثَّأْرُ المُنِيم ؟ عداه بعن لأَن فيه معنى تصبر أَبو عمرو أَحْرَجْتُهُ لكذا وكذا وأَوْجَيْتُهُ وأَجْلَدْتُه وأَدْمَغْتُهُ وأَدْغَمْتُه إِذا أَحوجته إِليه والجَلَد الغليظ من الأَرض والجَلَد الأَرض الصُّلْبَة قال النابغة إِلاَّ الأَواريَ لأْياً ما أُبَيِّنُها والنُّؤيُ كالحوض بالمظلومةِ الجَلَدِ وكذلك الأَجْلَد قال جرير أَجالتْ عليهنَّ الروامِسُ بَعْدَنا دُقاقَ الحصى من كلِّ سَهْلٍ وأَجْلَدا وفي حديث الهجرة حتى إِذا كنا بأَرض جَلْدة أَي صُلْبة ومنه حديث سراقة وحل بي فرسي وإِني لفي جَلَد من الأَرض وأَرض جَلَد صلبة مستوية المتن غليظة والجمع أَجلاد قاله أَبو حنيفة أَرض جَلَدٌ بفتح اللام وجَلْدة بتسكين اللام وقال مرة هي الأَجالد واحدها جَلَد قال ذو الرمة فلما تَقَضَّى ذاك من ذاك واكتَسَت مُلاءً من الآلِ المِتانُ الأَجالِدُ الليث هذه أَرض جَلْدَة ومكان جَلَدَةٌ
( * قوله « ومكان جلدة » كذا بالأصل وعبارة شرح القاموس وقال الليث هذه أرض جلدة وجلدة ومكان جلد ) ومكان جَلَد والجمع الجلَدات والجلاد من النخل الغزيرة وقيل هي التي لا تبالي بالجَدْب قال سويد بن الصامت الأَنصاري أَدِينُ وما دَيْني عليكم بِمَغْرَم ولكن على الجُرْدِ الجِلادِ القَراوِح قال ابن سيده كذا رواه أَبو حنيفة قال ورواه ابن قتيبة على الشم واحدتها جَلْدَة والجِلادُ من النخل الكبار الصِّلاب وفي حديث عليّ كرَّم الله تعالى وجهه كنت أَدْلُوا بتَمْرة اشترطها جَلْدة الجَلْدة بالفتح والكسر هي اليابسة اللحاءِ الجيدة وتمرة جَلْدَة صُلْبة مكتنزة وأَنشد وكنتُ إِذا ما قُرِّب الزادُ مولَعاً بكلّ كُمَيْتٍ جَلْدَةٍ لم تُوَسَّفِ والجِلادُ من الإِبِلِ الغزيرات اللبن وهي المَجاليد وقيل الجِلادُ التي لا لبن لها ولا نِتاح قال وحارَدَتِ النُّكْدُ الجِلادُ ولم يكنْ لِعُقْبَةَ قِدْرُ المسْتَعير بن مُعْقِب والجَلَد الكبار من النوق التي لا أَولاد لها ولا أَلبان الواحدة بالهاءِ قال محمد بن المكرم قوله لا أَولاد لها الظاهر منه أَن غرضه لا أَولاد لها صغار تدر عليها ولا يدخل في ذلك الأَولاد الكبار والله أَعلم والجَلْد بالتسكين واحدة الجِلاد وهي أَدسم الإِبل لبناً وناقة جَلْدة مِدْرار عن ثعلب والمعروف أَنها الصلبة الشديدة وناقة جَلْدة ونوق جَلَدات وهي القوية على العمل والسير ويقال للناقة الناجية جَلْدَة وإِنها لذات مَجْلود أَي فيها جَلادَة وأَنشد من اللواتي إِذا لانَتْ عريكَتُها يَبْقى لها بعدَها أَلٌّ ومَجْلود قال أَبو الدقيش يعني بقية جلدها والجَلَد من الغنم والإِبِل التي لا أَولاد لها ولا أَلبان لها كأَنه اسم للجمع وقيل إِذا مات ولد الشاة فهي جَلَدٌ وجمعها جِلاد وجَلَدَة وجمعها جَلَد وقيل الجَلَدُ والجلَدة الشاة التي يموت ولدها حين تضعه الفراء إِذا ولدت الشاة فمات ولدها فهي شاة جَلَد ويقال لها أَيضاً جَلَدَة وجمع جَلَدَة جَلَد وجَلَدات وشاة جَلَدة إِذا لم يكن لها لبن ولا ولد والجَلَد من الإِبل الكبار التي لا صغار فيها قال تَواكَلَها الأَزْمانُ حتى أَجاءَها إِلى جَلَدٍ منها قليلِ الأَسافِل قال الفراء الجَلَدُ من الإِبل التي لا أَولاد معها فتصبر على الحر والبرد قال الأَزهري الجَلَد التي لا أَلبان لها وقد ولى عنها أَولادها ويدخل في الجَلَدِ بنات اللبون فما فوقها من السن ويجمع الجَلَدَ أَجْلادٌ وأَجاليدُ ويدخل فيها المخاض والعشار والحيال فإِذا وضعت أَولادها زال عنها اسم الجَلَدِ وقيل لها العشار واللقاح وناقة جَلْدة لا تُبالي البرد قال رؤبة ولم يُدِرُّوا جَلْدَةً بِرْعِيسا وقال العجاج كأَنَّ جَلْداتِ المِخاضِ الأُبَّال يَنْضَحْنَ في حَمْأَتِهِ بالأَبوال من صفرة الماءِ وعهد محتال أَي متغير من قولك حال عن العهد أَي تغير عنه ويقال جَلَدات المخاض شدادها وصلابها والجَليد ما يسقط من السماءِ على الأَرض من الندى فيجمد وأَرض مَجْلُودة أَصابها الجليد وجُلِدَتِ الأَرضُ من الجَلِيد وأُجْلِد الناسُ وجَلِدَ البَقْلُ ويقال في الصّقِيعَ والضَّريب مِثْله والجليد ما جَمَد من الماء وسقط على الأَرض من الصقيع فجمد الجوهري الجليد الضَّريب والسَّقيطُ وهو ندى يسقط من السماء فيَجْمُد على الأَرض وفي الحديث حُسْنُ الخُلُق يُذيبُ الخطايا كما تُذيبُ الشمس الجليدَ هو الماء الجامد من البرد وإِنه ليُجْلَدُ بكل خير أَي يُظَن به ورواه أَبو حاتم يُجْلَذُ بالذال المعجمة وفي حديث الشافعي كان مُجالد يُجْلَد أَي كان يتهم ويرمى بالكذب فكأَنه وضع الظن موضع التهمة واجْتَلَد ما في الإِناء شربه كله أَبو زيد حملت الإِناء فاجتلدته واجْتَلَدْتُ ما فيه إِذا شربت كل ما فيه سلمة القُلْفَة والقَلَفَة والرُّغْلَة والرَّغَلَة والغُرْلَة
( * قوله « والغرلة » كذا بالأصل والمناسب حذفه كما هو ظاهر ) والجُلْدَة كله الغُرْلة قال الفرزدق مِنْ آلِ حَوْرانَ لم تَمْسَسْ أُيورَهُمُ مُوسَى فَتُطْلِعْ عليها يابِسَ الْجُلَد قال وقد ذكر الأُرْلَة قال ولا أَدري بالراء أَو بالدال كله الغرلة قال وهو عندي بالراء والمُجلَّدُ مقدار من الحمل معلوم المكيلة والوزن وصرحت بِجِلْدان وجِلْداء يقال ذلك في الأَمر إِذا بان وقال اللحياني صرحت بِجِلْدان أَي بِجدٍّ وبنو جَلْد حيّ وجَلْدٌ وجُلَيْدٌ ومُجالِدٌ أَسماء قال نَكَهْتُ مُجالداً وشَمِمْتُ منه كَريح الكلب مات قَريبَ عَهْدِ فقلت له متى استَحْدَثْتَ هذا ؟ فقال أَصابني في جَوْفِ مَهْدِي وجَلُود موضع بأَفْريقيَّة ومنه فلان الجَلوديّ بفتح الجيم هو منسوب إِلى جَلود قرية من قرى أَفريقية ولا تقل الجُلودي بضم الجيم والعامة تقول الجُلُودي وبعير مُجْلَنْدٌ صلب شديد وجْلَنْدى اسم رجل وقوله وجْلَنْداء في عُمان مقيما
( قوله « وجلنداء إلخ » كذا في الأصل بهذا الضبط وفي القاموس وجلنداء بضم أَوله وفتح ثانيه ممدودة وبضم ثانيه مقصورة اسم ملك عمان ووهم الجوهري فقصره مع فتح ثانيه قال الأعشى وجلنداء اه بل سيأتي للمؤلف في جلند نقلاً عن ابن دريد انه يمد ويقصر )
إِنما مده للضرورة وقد روي وجْلَنْدى لَدى عُمانَ مُقيما الجوهري وجُلَنْدى بضم الجيم مقصور اسم ملك عمان

( جلحد ) الأَزهري في الخماسي عن المفضل رجل جَلَنْدَحٌ وجَلَحْمَد إِذا كان غليظاً ضخماً

( جلخد ) الليث المُجْلَخِدُّ المضطجع الأَصمعي المُجْلَخِدُّ المستلقي الذي قد رمى بنفسه وامتدّ قال ابن أَحمر يَظَلُّ أَمامَ بَيْتِك مُجْلَخِدّاً كما أَلْقَيْتَ بالسَّنَد الوضِينا وأَنشد يعقوب لأَعرابية تهجو زوجها إِذا اجْلَخَدَّ لم يَكَدْ يُراوِحُ هِلْباجَةٌ جَفَيْسأٌ دُحادِحُ أَي ينام إِلى الصبح لا يراوح بين جنبيه أَي لا ينقلب من جنب إِلى جنب والجَلْخَدِيُّ الذي لا غَناء عنده جلسد جَلْسَد والجَلْسَد صنم كان يُعبد في الجاهلية قال كما كَبَّرَ مَنْ يَمْشي إِلى الجَلْسَد وذكر الجوهري في ترجمة جسد قال الجلسد بزيادة اللام اسم صنم قال الشاعر فباتَ يَجْتابُ شُقارَى كما بَيْقَرَ مَنْ يَمْشي إِلى الجَلْسَدِ قال ابن بري البيت للمثقب العبدي قال وذكر أَبو حنيفة أَنه لعديّ بن الرقاع

( جلسد ) جَلْسَد والجَلْسَد صنم كان يُعبد في الجاهلية قال كما كَبَّرَ مَنْ يَمْشي إِلى الجَلْسَد وذكر الجوهري في ترجمة جسد قال الجلسد بزيادة اللام اسم صنم قال الشاعر فباتَ يَجْتابُ شُقارَى كما بَيْقَرَ مَنْ يَمْشي إِلى الجَلْسَدِ قال ابن بري البيت للمثقب العبدي قال وذكر أَبو حنيفة أَنه لعديّ بن الرقاع

( جلعد ) حمار جَلْعَدٌ غليظ وناقة جَلْعَد قوية ظهيرة شديدة وبعير جُلاعِد كذلك وامرأَة جَلْعد مسنة كبيرة والجَلْعَد الصلب الشديد الأَزهري الجمل الشديد يقال له الجُلاعد وأَنشد للفقعسي صَوَّى لها ذا كِدْنَةٍ جُلاعِدا لم يَرْعَ بالأَصيافِ إِلاَّ فارِدا والجُلاعِدُ الشديد الصلب والجمع الجَلاعِدُ بالفتح وفي شعر حميد بن ثور فحمل الهمَّ كباراً جَلْعَدا الجَلْعَدُ الصلب الشديد قال وفي النوادر يقال رأَيته مُجْرَعِبّاً ومُجْلَعِبَّاً ومُجْلَعِدَّاً ومُسْلَحِدَّاً إِذا رأَيته مصروعاً ممتدّاً واجْلَعَدَّ الرجل إِذا امتد صريعاً وجَلْعَدْته أَنا وقال جندل كانوا إِذا ما عاينوني جُلْعِدُوا وصَمَّهم ذُو نَقِمات صِنْدِدُ والصِّنْدِد السيد وجَلْعَد موضع ببلاد قيس

( جلمد ) الجَلْمَدُ والجُلْمود الصخر وفي المحكم الصخرة وقيل الجَلْمَد والجُلْمُود أَصغر من الجَنْدل قدر ما يرمى بالقَذَّاف قال الشاعر وَسْط رِجامِ الجَنْدَلِ الجُلْمود وقيل الجلامد كالجَراول وأَرض جَلْمَدَة حَجِرة ابن شميل الجُلْمود مثل رأْس الجدي ودون ذلك شيء تحمله بيدك قابضاً على عرضه ولا يلتقي عليه كفاك جميعاً يدق به النوى وغيره وقال الفرزدق فجاءَ بِجُلْمودٍ له مِثل رأْسِهِ لِيَسْقِي عليه الماءَ بين الصَّرائِم ابن الأَعرابي الجِلْمِد أَتانُ الضَّحْل وهي الصخرة التي تكون في الماء القليل ورجل جَلْمد وجُلْمد شديد الصوت والجَلْمد القطيع الضخم من الإِبل وقوله أَنشده أَبو إِسحق أَو مائِه تَجْعَلُ أَولادَها لغواً وعُرْضُ المائِهِ الجَلْمَدُ أَراد ناقة قوية أَي الذي يعارضها في قوتها الجلمد ولا تجعل أَولادها من عددها وضأْن جَلْمد تزيد على المائة وأَلقى عليه جَلامِيدَه أَي ثقله عن كراع أَبو عمرو الجَلْمَدَةُ البقرة والجَلْمَد الإِبل الكثيرة والبقر وذات الجَلامِيدِ موضع

( جلند ) التهذيب في الرباعي رجل جَلَنْدَدٌ أَي فاجر يتبع الفجور وأَنشد قامت تُناجِي عامراً فأَشْهَدا وكان قِدْماً ناجياً جَلَنْدَدا قد انتهى لَيْلَتَه حتى اغْتدى ابن دريد جُلَنْداء اسم ملك عُمان يمدّ ويقصر ذكره الأَعشى في شعره

( جمد ) الجَمَد بالتحريك الماء الجامد الجوهري الجَمْد بالتسكين ما جَمَد من الماء وهو نقيض الذوب وهو مصدر سمي به والجَمَدُ بالتحريك جمع جامد مثل خادم وخدم يقال قد كثر الجمد ابن سيده جمَدَ الماء والدم وغيرهما من السيالات يَجْمُد جُموداً وجَمْداً أَي قام وكذلك الدم وغيره إِذا يبس وقد جمد وماء جَمْد جامد وجَمَد الماءُ والعصارة حاول أَن يَجْمُد والجَمَد الثلج ولَكَ جامدُ المال وذائبُه أَي ما جَمَد منه وما ذاب وقيل أَي صامته وناطقه وقيل حجره وشجره ومُخَّةٌ جامدة أَي صُلْبة ورجلٌ جامدُ العين قليل الدمع الكسائي ظلت العين جُمادَى أَي جامدةً لا تَدْمَع وأَنشد من يَطْعَمِ النَّوْمَ أَو يَبِتْ جَذِلاً فالعَيْنُ مِنِّي للهمّ لم تَنَمِ تَرْعى جُمادَى النهارَ خاشعةً والليلُ منها بِوَادِقٍ سَجِمِ أَي ترعى النهار جامدة فإِذا جاء الليل بكت وعين جَمود لا دَمْع لها والجُمادَيان اسمان معرفة لشهرين إِذا أَضفت قلت شهر جمادى وشهرا جمادى وروي عن أَبي الهيثم جُمادى ستَّةٍ هي جمادى الآخرة وهي تمام ستة أَشهر من أَول السنة ورجب هو السابع وجمادى خمسَةٍ هي جمادى الأُولى وهي الخامسة من أَول شهور السنة قال لبيد حتى إِذا سَلَخا جمادى ستة هي جمادى الآخرة أَبو سعيد الشتاء عند العرب جمادى لجمود الماء فيه وأَنشد للطرماح ليلة هاجت جُمادِيَّةً ذاتَ صِرٍّ جِرْبياءَ النسام أَي ليلة شتوية الجوهري جمادى الأُولى وجمادى الآخرة بفتح الدال فيهما من أَسماء الشهور وهو فعالى منَ الجمَد
( * قوله « فعالى من الجمد » كذا في الأصل بضبط القلم والذي في الصحاح فعالى من الجمد مثل عسر وعسر )
ابن سيده وجمادى من أَسماء الشهور معرفة سميت بذلك لجمود الماء فيها عند تسمية الشهور وقال أَبو حنيفة جمادى عند العرب الشتاء كله في جمادى كان الشتاء أَو في غيرها أَوَلا ترى أَن جمادى بين يدي شعبان وهو مأْخوذ من التشتت والتفرق لأَنه في قبَل الصيف ؟ قال وفيه التصدع عن المبادي والرجوع إِلى المخاض قال الفراء الشهور كلها مذكرة إِلا جماديين فإِنهما مؤَنثان قال بعض الأَنصار إِذا جُمادَى مَنَعَتْ قَطْرَها زانَ جِناني عَطَنٌ مُغْضِفُ
( * قوله « عطن » كذا بالأصل ولعله عطل باللام أي شمراخ النخل )
يعني نخلاً يقول إِذا لم يكن المطر الذي به العشب يزين مواضع الناس فجناني تزين بالنخل قال الفراء فإِن سمعت تذكير جمادى فإِنما يذهب به إِلى الشهر والجمع جُماديات على القياس قال ولو قيل جِماد لكان قياساً وشاة جَماد لا لبن فيها وناقة جماد كذلك لا لبن فيها وقيل هي أَيضاً البطيئة قال ابن سيده ولا يعجبني التهذيب الجَمادُ البَكيئَة وهي القليلة اللبن وذلك من يبوستها جَمَدَت تَجْمُد جموداً والجَماد الناقة التي لا لبن بها وسنة جَماد لا مطر فيها قال الشاعر وفي السنة الجَمادِ يكون غيثاً إِذا لم تُعْطِ دِرَّتَها الغَضوبُ التهذيب سنة جامدة لا كلأَ فيها ولا خصب ولا مطر وناقة جَماد لا لبن لها والجماد بالفتح الأَرض التي لم يصبها مطر وأَرض جماد لم تمطر وقيل هي الغليظة التهذيب أَرض جَماد يابسة لم يصبها مطر ولا شيء فيها قال لبيد أَمْرَعَتْ في نَداهُ إِذ قَحَطَ القط رُ فَأَمْسَى جَمادُها مَمْطُورَا ابن سيده الجُمْد والجُمُد والجَمَد ما ارتفع من الأَرض والجمع أَجْماد وجِماد مثل رُمْح وأَرْماح ورِماح والجُمْد والجُمُد مثل عُسْر وعُسُر مكان صلب مرتفع قال امرؤ القيس كأَنَّ الصِّوارَ إِذ يُجاهِدْنَ غُدْوة على جُمُدٍ خَيْلٌ تَجُولُ بأَجلالِ ورجل جَماد الكف بخيل وقد جَمَد يَجْمُد بخل ومنه حديث محمد بن عمران التيمي إِنا والله ما نَجْمُد عند الحق ولا نَتَدَفَّقُ عند الباطل حكاه ابن الأَعرابي وهو جامد إِذا بخل بما يلزمه من الحق والجامد البخيل وقال المتلمس جَمادِ لها جَمادِ ولا تَقُولَنْ لها أَبداً إِذا ذُكِرت حَمادِ ويروى ولا تقولي ويقال للبخيل جَمادِ له أَي لا زال جامد الحال وإِنما بني على الكسر لأَنه معدول عن المصدر أَي الجمود كقولهم فَجارِ أَي الفجرة وهو نقيض قولهم حَمادِ بالحاء في المدح وأَنشد بيت المتلمس وقال معناه أَي قولي لها جُموداً ولا تقولي لها حمداً وشكراً وفي نسخة من التهذيب حَمادِ لها حَمادِ ولا تَقُولي طُوالَ الدَّهْر ما ذُكِرَت جَمادِ وفسر فقال احمدها ولا تذمها والمُجْمِدُ البَرِمُ وربما أَفاض بالقداح لأَجل الإِيسار قال ابن سيده والمجمد البخيل المتشدّد وقيل هو الذي لا يدخل في الميسر ولكنه يدخل بين أَهل الميسر فيضرب بالقداح وتوضع على يديه ويؤتمن عليها فيلزم الحق من وجب عليه ولزمه وقيل هو الذي لم يفز قدحه في الميسر قال طرفة بن العبد في المجمد يصف قِدْحاً وأَصْفَرَ مَضْبوحٍ نَظَرْتُ حَويرَه على النار واسْتَوْدَعْتُه كَفَّ مُجْمِد قال ابن بري ويروى هذا البيت لعدي بن زيد قال وهو الصحيح وأَراد بالأَصفر سهماً والمضبوح الذي غيرته النار وحويرُه رجوعه يقول انتظرت صوته على النار حتى قوّمته وأَعلمته فهو كالمحاورة منه وكان الأَصمعي يقول هو الداخل في جمادى وكان جمادى في ذلك الوقت شهر برد وقال ابن الأَعرابي سمي الذي يدخل بين أَهل الميسر ويضرب بالقداح ويؤتمن عليها مُجْمِداً لأَنه يُلْزِمُ الحق صاحبه وقيل المجمد هنا الأمين التهذيب أَجْمَدَ يُجْمِدُ إِجْماداً فهو مُجْمد إِذا كان أَميناً بين القوم أَبو عبيد رجل مُجْمِد أَمين مع شح لا يخدع وقال خالد رجل مُجْمِد بخيل شحيح وقال أَبو عمرو في تفسير بيت طَرفة استودعت هذا القدح رجلاً يأْخذه بكلتا يديه فلا يخرج من يديه شيء وأَجْمَد القوم قلَّ خيرهم وبخلوا والجَماد ضرب من الثياب قال أَبو دواد عَبَقَ الكِباءُ بهنّ كل عشية وغَمَرْنَ ما يَلْبَسْنَ غَيْرَ جَماد ابن الأَعرابي الجوامد الأُرَفُ وهي الحدود بين الأَرضين واحدها جامد والجامد الحد بين الدارين وجمعه جَوامد وفلان مُجامدي إِذا كان جارك بيتَ بيتَ وكذلك مُصاقِبي ومُوارِفي ومُتاخِمِي وفي الحديث إِذا وقعت الجَوامِدُ فلا شُفْعَة هي الحدود الفراء الجِماد الحجارة واحدها جَمَد أَبو عمرو سيف جَمَّاد صارم وأَنشد والله لو كنتم بأَعْلَى تَلْعَة من رأْسِ قُنْفُذٍ آو رؤوسِ صِماد لسمعتم من حَرِّ وَقْعِ سيوفنا ضرباً بكل مهنَّد جَمَّاد والجُمُدُ مكان حزن وقال الأَصمعي هو المكان المرتفع الغليظ وقال ابن شميل الجُمُد قارة ليست بطويلة في السماء وهي غليظة تغلظ مرة وتلين أُخرى تنبت الشجر ولا تكون إِلا في أَرض غليظة سميت جُمُداً من جُمُودها أَي من يبسها والجُمُد أَصغر الآكام يكون مستديراً صغيراً والقارة مستديرة طويلة في السماء ولا ينقادان في الأَرض وكلاهما غليظ الرأْس ويسميان جميعاً أَكمة قال وجماعة الجُمُد جِماد ينبت البقل والشجر قال وأَما الجُمُود فأَسهل من الجُمُد وأَشد مخالطة للسهول ويكون الجُمُود في ناحية القُفِّ وناحية السهول وتجمع الجُمُد أَجْماداً أَيضاً قال لبيد فأَجْمادُ ذي رَنْدٍ فأَكنافُ ثادِق والجُمُد جبل مثل به سيبويه وفسره السيرافي قال أُمية بن أَبي الصلت سُبحانه ثم سبحاناً يَعود له وقَبْلَنا سَبَّحَ الجُوديُّ والجُمُد والجُمُد بضم الجيم والميم وفتحهما جبل معروف ونسب ابن الأَثير عجز هذا البيت لورقة بن نوفل ودارة الجُمُد موضع عن كراع وجُمْدان موضع بين قُدَيْد وعُسْفان قال حسان لقد أَتى عن بني الجَرْباءِ قولُهُمُ ودونهم دَفُّ جُمْدانٍ فموضوعُ وفي الحديث ذكر جُمْدان بضم الجيم وسكون الميم وفي آخره نون جبل على ليلة من المدينة مر عليه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هذا جُمْدان سَبَقَ المُفَرِّدون

( جمعد ) الجَمْعَد حجارة مجموعة عن كراع والصحيح الجَمْعَرَة

( جند ) الجُنْد معروف والجُنْد الأَعوان والأَنصار والجُنْد العسكر والجمع أَجناد وقوله تعالى إِذ جاءَتكم جنود فأَرسلنا عليهم ريحاً وجنوداً لم تروها الجنود التي جاءَتهم هم الأَحزاب وكانوا قريشاً وغَطَفَان وبني قُريظة تحزبوا وتظاهروا على حرب النبي صلى الله عليه وسلم فأَرسل الله عليهم ريحاً كفأَت قدورهم وقلعت فساطيطهم وأَظعنتهم من مكانهم والجنود التي لم يروها الملائكة وجند مُجَنَّد مجموع وكل صنف على صفة من الخلق جند على حدة والجمع كالجمع وفلان جَنَّدَ الجنود وفي الحديث الأَرواح جنود مُجَنَّدة فما تعارف منها ائْتَلف وما تناكر منها اختلف والمجندة المجموعة وهذا كما يقال أَلْف مؤَلفة وقَناطِيرُ مُقَنطَرَةٌ أَي مُضَعَّفة ومعناه الإِخبار عن مبدإِ كون الأَرواح وتقدمها الأَجساد أَي أَنها خلقت أَوّل خلقها على قسمين من ائتلاف واختلاف كالجنود المجموعة إِذا تقابلت وتواجهت ومعنى تقابل الأَرواح ما جعلها الله عليه من السعادة والشقاوة والأَخلاق في مبدإِ الخلق يقول إِن الأَجساد التي فيها الأَرواح تلتقي في الدنيا فتأْتلف وتختلف على حسب ما خلقت عليه ولهذا ترى الخَيَّرَ يحب الخَيِّر ويميل إِلى الأَخيار والشِّرِّير يحب الأَشرار ويميل إِليهم ويقال هذا جند قد أَقبل وهؤلاء جنود قد أَقبلوا قال الله تعالى جند مّا هنالك مهزوم من الأَحزاب فوحَّد النعت لأَن فقظ الجند
( * هنا بياض بالأصل ولعل الساقط منه مفرد أو واحد )
وكذلك الجيش والحزب والجند المدينة وجمعها أَجناد وخص أَبو عبيدة به مدن الشام وأَجناد الشام خمس كور ابن سيده يقال الشام خمسة أَجناد دِمَشْق وحِمْص وقِنَّسْرِين والأُرْدُنُّ وفِلَسْطِين يقال لكل مدينة منها جند قال الفرزدق فقلت ما هو إِلا الشام نركبه كأَنما الموتُ في أَجناده البَغَر البَغَر العطش يصيب الإِبل فلا تروى وهي تموت عنه وفي حديث عمر أَنه خرج إِلى الشام فلقيه أُمراء الأَجناد وهي هذه الخمسة أَماكن كل واحد منها يسمى جُنْداً أَي المقيمين بها من المسلمين المقاتلين وفي حديث سالم سترنا البيت بِجُناديٍّ أَخضر فدخل أَبو أَيوب فلما رآه خرج إِنكاراً له قيل هو جنس من الأَنماط أَو الثياب يستر بها الجدران والجَنَد الأَرض الغليظة وقيل هي حجارة تشبه الطين والجَنَد موضع باليمن وهي أَجود كورها وفي الصحاح وجَنَد بالتحريك بلد باليمن وفي الحديث ذكر الجَنَد بفتح الجيم والنون أَحد مَخاليف اليمن وقيل هي مدينة معروفة بها وجُنَيْد وجَنَّاد وجُنادة أَسماء وجُنادة أَيضاً حيّ وجُنْدَيْسابُورُ موضع ولفظه في الرفع والنصب سواء لعجمته وأَجنادانُ وأَجنادَيْنُ موضع النونُ معربة بالرفع قال ابن سيده وأُرى البناء قد حكي فيها ويوم أَجنادَيْنِ يوم معروف كان بالشام أَيام عمر وهو موضع مشهور من نواحي دمشق وكانت الوقعة العظيمة بين المسلمين والروم فيه وفي الحديث كان ذلك يوم أَجْيادِينَ وهو بفتح الهمزة وسكون الجيم وبالياء تحتها نقطتان جبل بمكة وأَكثر الناس يقولونه بالنون وفتح الدال المهملة وقد تكسر

( جهد ) الجَهْدُ والجُهْدُ الطاقة تقول اجْهَد جَهْدَك وقيل الجَهْد المشقة والجُهْد الطاقة الليث الجَهْدُ ما جَهَد الإِنسان من مرض أَو أَمر شاق فهو مجهود قال والجُهْد لغة بهذا المعنى وفي حديث أُمِّ معبد شاة خَلَّفها الجَهْد عن الغنم قال ابن الأَثير قد تكرر لفظ الجَهْد والجُهْد في الحديث وهو بالفتح المشقة وقيل هما لغتان في الوسع والطاقة فأَما في المشقة والغاية فالفتح لا غير ويريد به في حديث أُم معبد في الشاة الهُزال ومن المضموم حديث الصدقة أَيُّ الصدقة أَفضل قال جُهْدُ المُقِلِّ أَيْ قدر ما يحتمله حال القليل المال وجُهِدَ الرجل إِذا هُزِلَ قال سيبويه وقالوا طلبتَه جُهْدَك أَضافوا المصدر وإِن كان في موضع الحال كما أَدخلوا فيه الأَلف واللام حين قالوا أَرسَلَها العِراكَ قال وليس كل مصدر مضافاً كما أَنه ليس كل مصدر تدخله الأَلف واللام وجَهَدَ يَجْهَدُ جَهْداً واجْتَهَد كلاهما جدَّ وجَهَدَ دابته جَهْداً وأَجْهَدَها بلغ جَهْدها وحمل عليها في السير فوق طاقتها الجوهري جَهَدْته وأَجْهَدْته بمعنى قال الأَعشى فجالتْ وجالَ لها أَرْبعٌ جَهَدْنا لها مَعَ إِجهادها وجَهْدٌ جاهد يريدون المبالغة كما قالوا شِعْرٌ شَاعر ولَيْل لائل قال سيبويه وتقول جَهْدواي أَنك ذاهب تجعل جَهْد
( * قوله « تجعل جهد إلخ » كذا بالأصل ولم يتكلم على بقية الكلمة ) ظرفاً وترفع أَن به على ما ذهبوا إِليه في قولهم حقاً أَنك ذاهب وجُهِد الرجل بلغ جُهْده وقيل غُمَّ وفي خبر قيس بن ذريح أَنه لما طلق لُبْنَى اشتدّ عليه وجُهِدَ وضَمِنَ وجَهَد بالرجل امتحنه عن الخير وغيره الأَزهري الجَهْد بلوغك غاية الأَمر الذي لا تأْلو على الجهد فيه تقول جَهَدْت جَهْدي واجْتَهَدتُ رأْبي ونفسي حتى بلغت مَجهودي قال وجهدت فلاناً إِذا بلغت مشقته وأَجهدته على أَن يفعل كذا وكذا ابن الكسيت الجَهْد الغاية قال الفراء بلغت به الجَهْد أَي الغاية وجَهَدَ الرجل في كذا أَي جدَّ فيه وبالغ وفي حديث الغسل إِذا جلس بين شعبها الأَربع ثم جَهَدَها أَي دفعها وحفزها وقيل الجَهْد من أَسماء النكاح وجَهَده المرض والتعب والحب يَجْهَدُه جَهْداً هزله وأَجْهَدَ الشيبُ كثر وأَسرع قال عدي بن زيد لا تؤاتيكَ إِنْ صَحَوْتَ وإِنْ أَج هَدَ في العارِضَيْن منك القَتِيرُ وأَجْهَدَ فيه الشيب إِجْهاداً إِذا بدا فيه وكثر والجُهْدُ الشيء القليل يعيش به المُقِلُّ على جهد العيش وفي التنزيل العزيز والذين لا يجدون إِلاَّ جُهْدَهم على هذا المعنى وقال الفراء الجُهْدُ في هذه الآية الطاقة تقول هذا جهدي أَي طاقتي وقرئ والذين لا يجدون إِلا جُهدهم وجَهدَهم بالضم والفتح الجُهْد بالضم الطاقة والجَهْد بالفتح من قولك اجْهَد جَهْدك في هذا الأَمر أَي ابلغ غايتك ولا يقال اجْهَد جُهْدك والجَهاد الأَرض المستوية وقيل الغليظة وتوصف به فيقال أَرض جَهاد ابن شميل الجَهاد أَظهر الأَرض وأَسواها أَي أَشدّها استواء نَبَتَتْ أَو لم تَنْبُتْ ليس قربه جبل ولا أَكمة والصحراء جَهاد وأَنشد يَعُودُ ثَرَى الأَرضِ الجَهادَ ويَنْبُتُ ال جَهادُ بها والعُودُ رَيَّانُ أَخضر أَبو عمرو الجَماد والجَهاد الأَرض الجدبة التي لا شيء فيها والجماعة جُهُد وجُمُد قال الكميت أَمْرَعَتْ في نداه إِذ قَحَطَ القط رُ فأَمْسى جَهادُها ممطورا قال الفراء أَرض جَهاد وفَضاء وبَراز بمعنى واحد وفي الحديث أَنه عليه الصلاة والسلام نزل بأَرضٍ جَهادٍ الجَهاد بالفتح الأَرض الصلبة وقيل هي التي لا نبات بها وقول الطرمَّاح ذاك أَمْ حَقْباءُ بَيْدانة غَرْبَةُ العَيْنِ جَهادُ السَّنام جعل الجهاد صفة للأَتان في اللفظ وإِنما هي في الحقيقة للأَرض أَلا ترى أَنه لو قال غربة العين جهاد لم يجز لأَن الأَتان لا تكون أَرضاً صلبة ولا أَرضاً غليظة ؟ وأَجْهَدَتْ لك الأَرض برزت وفلان مُجهِد لك محتاط وقد أَجْهَد إِذا احتاط قال نازَعْتُها بالهَيْنُمانِ وغَرَّها قِيلِي ومَنْ لكِ بالنَّصِيح المُجْهِدِ ؟ ويقال أَجْهَدَ لك الطريقُ وأَجهَدَ لك الحق أَي برز وظهر ووضح وقال أَبو عمرو بن العلاء حلف بالله فَأَجْهد وسار فَأَجْهَد ولا يكون فَجَهَد وقال أَبو سعيد أَجْهَدَ لك الأَمر أَي أَمكنك وأَعرض لك أَبو عمرو أَجْهَدَ القوم لي أَي أَشرفوا قال الشاعر لما رأَيتُ القومَ قد أَجهَدوا ثُرْت إِليهم بالحُسامِ الصَّقِيلْ الأَزهري عن الشعبي قال الجُهْدُ في الغُنْيَة والجَهْدُ في العمل ابن عرفة الجُهد بضم الجيم الوُسع والطاقة والجَهْدُ المبالغة والغاية ومنه قوله عزّ وجل جَهْد أَيمانهم أَي بالغوا في اليمين واجتهدوا فيها وفي الحديث أَعوذ بالله من جَهْد البلاء قيل إِنها الحالة الشاقة التي تأْتي على الرجل يختار عليها الموت ويقال جَهْد البلاء كثرة العيال وقلة الشيء وفي حديث عثمان والناس في جيش العسرة مُجْهِدون أَي معسرون يقال جُهِدَ الرجل فهو مجهود إِذا وجد مشقة وجُهِدَ الناس فهم مَجُهودون إِذا أَجدبوا فأَما أَجْهَدَ فهو مُجْهِدٌ بالكسر فمعناه ذو جَهْد ومشقة أَو هو من أَجهَد دابته إِذا حمل عليها في السير فوق طاقتها ورجل مُجْهِد إِذا كان ذا دابة ضعيفة من التعب فاستعاره للحال في قلة المال وأُجْهِد فهو مُجْهَد بالفتح أَي أَنه أُوقع في الجهد المشقة وفي حديث الأَقرع والأَبرص فوالله لا أُجْهَدُ اليومَ بشيء أَخذته لله لا أَشُقُّ عليك وأَرُدُّك في شيء تأْخذه من مالي لله عز وجل والمجهود المشتهَى من الطعام واللبن قال الشماخ يصف إِبلاً بالغزارة تَضْحَى وقد ضَمِنَتْ ضَرَّاتُها غُرَفاً من ناصِعِ اللون حُلْوِ الطَّعْمِ مَجْهودِ فمن رواه حلو الطعم مجهود أَراد بالمجهود المشتهى الذي يلح عليه في شربه لطيبه وحلاوته ومن رواه حلو غير مجهود فمعناه أَنها غزار لا يجهدها الحلب فينهك لبنها وفي المحكم معناه غير قليل يجهد حلبه أَو تجهد الناقة عند حلبه وقال الأَصمعي في قوله غير مجهود أَي أَنه لا يمذق لأَنه كثير قال الأَصمعي كل لبن شُدَّ مَذْقُهُ بالماء فهو مجهود وجَهَدت اللبن فهو مجهود أَي أَخرجت زبده كله وجَهدْتُ الطعامَ اشتهيته والجاهد الشهوان وجُهِدَ الطعام وأُجْهِد أَي اشتُهِيَ وجَهَدْتُ الطعامَ أَكثرت من أَكله ومرعى جَهِيد جَهَدَه المال وجُهِدَ الرجل فهو مجهود من المشقة يقال أَصابهم قحوط من المطر فجُهِدُوا جَهْداً شديداً وجَهِدَ عيشهم بالكسر أَي نكد واشتد والاجتهاد والتجاهد بذل الوسع والمجهود وفي حديث معاذ اجْتَهَدَ رَأْيَ الاجْتِهادِ بذل الوسع في طلب الأَمر وهو افتعال من الجهد الطاقة والمراد به رد القضية التي تعرض للحاكم من طريق القياس إِلى الكتاب والسنة ولم يرد الرأْي الذي رآه من قبل نفسه من غير حمل على كتاب أَو سنة أَبو عمرو هذه بقلة لا يَجْهَدُها المال أَي لا يكثر منها وهذا كَلأٌ يَجْهَدُه المال إِذا كان يلح على رعيته وأَجْهَدوا علينا العداوة جدُّوا وجاهَدَ العدوَّ مُجاهَدة وجِهاداً قاتله وجاهَد في سبيل الله وفي الحديث لا هِجرة بعد الفتح ولكن جِهاد ونِيَّةٌ الجهاد محاربة الأَعداء وهو المبالغة واستفراغ ما في الوسع والطاقة من قول أَو فعل والمراد بالنية إِخلاص العمل لله أَي أَنه لم يبق بعد فتح مكة هجرة لأَنها قد صارت دار إِسلام وإِنما هو الإِخلاص في الجهاد وقتال الكفار والجهاد المبالغة واستفراغ الوسع في الحرب أَو اللسان أَو ما أَطاق من شيء وفي حديث الحسن لا يَجْهَدُ الرجلُ مالَهُ ثم يقعد يسأَل الناس قال النضر قوله لا يجهد ماله أَي يعطيه ويفرقه جميعه ههنا وههنا قال الحسن ذلك في قوله عز وجل يسأَلونك ماذا ينفقون قل العفو ابن الأَعرابي الجَهاض والجَهاد ثمر الأَراك وبنو جُهادة حيّ والله أَعلم

( جود ) الجَيِّد نقيض الرديء على فيعل وأَصله جَيْوِد فقلبت الواو ياء لانكسارها ومجاورتها الياء ثم أُدغمت الياء الزائدة فيها والجمع جِياد وجيادات جمع الجمع أَنشد ابن الأَعرابي كم كان عند بَني العوّامِ من حَسَب ومن سُيوف جِياداتٍ وأَرماحِ وفي الصحاح في جمعه جيائد بالهمز على غير قياس وجاد الشيءُ جُودة وجَوْدة أَي صار جيِّداً وأَجدت الشيءَ فجاد والتَّجويد مثله وقد قالوا أَجْوَدْت كما قالوا أَطال وأَطْوَلَ وأَطاب وأَطْيَبَ وأَلان وأَلْيَن على النقصان والتمام ويقال هذا شيء جَيِّدٌ بَيِّن الجُودة والجَوْدة وقد جاد جَوْدة وأَجاد أَتى بالجَيِّد من القول أَو الفعل ويقال أَجاد فلان في عمله وأَجْوَد وجاد عمله يَجود جَوْدة وجُدْت له بالمال جُوداً ورجل مِجْوادٌ مُجِيد وشاعر مِجْواد أَي مُجيد يُجيد كثيراً وأَجَدْته النقد أَعطيته جياداً واستجدت الشيء أَعددته جيداً واستَجاد الشيءَ وجَده جَيِّداً أَو طلبه جيداً ورجل جَواد سخيّ وكذلك الأُنثى بغير هاء والجمع أَجواد كسَّروا فَعالاً على أَفعال حتى كأَنهم إِنما كسروا فَعَلاً وجاودت فلاناً فَجُدْته أَي غلبته بالجود كما يقال ماجَدْتُه من المَجْد وجاد الرجل بماله يجُود جُوداً بالضم فهو جواد وقوم جُود مثل قَذال وقُذُل وإِنما سكنت الواو لأَنها حرف علة وأَجواد وأَجاودُ وجُوُداء وكذلك امرأَة جَواد ونسوة جُود مثل نَوارٍ ونُور قال أَبو شهاب الهذلي صَناعٌ بِإِشْفاها حَصانٌ بشَكرِها جَوادٌ بقُوت البَطْن والعِرْقُ زاخِر قوله العرق زاخر قال ابن برّي فيه عدّة أَقوال أَحدها أَن يكون المعنى أَنها تجود بقوتها عند الجوع وهيجان الدم والطبائع الثاني ما قاله أَبو عبيدة يقال عرق فلان زاخر إِذا كان كريماً ينمى فيكون معنى زاخر أَنه نامٍ في الكرم الثالث أَن يكون المعنى في زاخر أَنه بلغ زُخارِيَّه يقال بلغ النبت زخاريه إِذا طال وخرج زهره الرابع أَن يكون العرق هنا الاسم من أَعرق الرجل إِذا كان له عرق في الكرم وفي الحديث تجَوَّدْتُها لك أَي تخيرت الأَجود منها قال أَبو سعيد سمعت أَعرابيّاً قال كنت أَجلس إِلى قوم يتجاوبون ويتجاودون فقلت له ما يتجاودون ؟ فقال ينظرون أَيهم أَجود حجة وأَجواد العرب مذكورون فأَجواد أَهل الكوفة هم عكرمة بن ربعي وأَسماء بن خارجة وعتاب بن ورقاء الرياحي وأَجواد أَهل البصرة عبيد الله بن أَبي بكرة ويكنى أَبا حاتم وعمر بن عبدالله بن معمر التيمي وطلحة بن عبدالله بن خلف الخزاعي وهؤلاء أَجود من أَجواد الكوفة وأَجواد الحجاز عبدالله بن جعفر بن أَبي طالب وعبيد الله بن العباس بن عبد المطلب وهما أَجود من أَجواد أَهل البصرة فهؤلاء الأَجواد المشهورون وأَجواد الناس بعد ذلك كثير والكثير أَجاود على غير قياس وجُود وجُودة أَلحقوا الهاء للجمع كما ذهب إِليه سيبويه في الخؤْولة وقد جاد جُوداً وقول ساعدة إِني لأَهْواها وفيها لامْرِئٍ جادت بِنائلها إِليه مَرْغَبُ إِنما عداه بإِلى لأَنه في معنى مالت إِليه ونساء جُود قال الأَخطل وهُنَّ بالبَذْلِ لا بُخْلٌ ولا جُود واستجاده طلب جوده ويقال جاد به أَبواه إِذا ولداه جواداً وقال الفرزدق قوم أَبوهم أَبو العاصي أَجادَهُمُ قَرْمٌ نَجِيبٌ لجدّاتٍ مَناجِيبِ وأَجاده درهماً أَعطاه إِياه وفرس جواد بَيِّنُ الجُودة والأُنثى جواد أَيضاً قال نَمَتْهُ جَواد لا يُباعُ جَنِينُها وفي حديث التسبيح أَفضل من الحمل على عشرين جواداً وفي حديث سليم بن صرد فسرت إِليه جواداً أَي سريعاً كالفرس الجواد ويجوز أَن يريد سيراً جواداً كما يقال سرنا عُقْبَةً جَواداً أَي بعيدة وجاد الفرس أَي صار رائعاً يجود جُودة بالضم فهو جواد للذكر والأُنثى من خيل جياد وأَجياد وأَجاويد وأَجياد جبل بمكة صانها الله تعالى وشرّفها سمي بذلك لموضع خيل تبع وسمي قُعَيْقِعان لموضع سلاحه وفي الحديث باعده الله من النار سبعين خريفاً للمُضَمِّرِ المُجِيد المجيد صاحب الجواد وهو الفرس السابق الجيد كما يقال رجل مُقْوٍ ومُضْعِف إِذا كانت دابته قوية أَو ضعيفة وفي حديث الصراط ومنهم من يمر كأَجاويد الخيل هي جمع أَجواد وأَجواد جمع جواد وقول ذروة بن جحفة أَنشده ثعلب وإِنك إِنْ حُمِلتَ على جَواد رَمَتْ بك ذاتَ غَرْزٍ أَو رِكاب معناه إن تزوجت لم ترض امرأَتك بك شبهها بالفرس أَو الناقة النفور كأَنها تنفر منه كما ينفر الفرس الذي لا يطاوع وتوصف الأَتان بذلك أَنشد ثعلب إِن زَلَّ فُوه عن جَوادٍ مِئْشِيرْ أَصْلَقَ ناباهُ صِياحَ العُصْفورْ
( * قوله « زل فوه » هكذا بالأصل والذي يظهر أنه زلقوه أي أنزلوه عن جواد إلخ قرع بنابه على الأخرى مصوتاً غيظاً )
والجمع جياد وكان قياسه أَن يقال جِواد فتصح الواو في الجمع لتحركها في الواحد الذي هو جواد كحركتها في طويل ولم يسمع مع هذا عنهم جِواد في التكسير البتة فأَجروا واو جواد لوقوعها قبل الأَلف مجرى الساكن الذي هو واو ثوب وسوط فقالوا جياد كما قالوا حياض وسياط ولم يقولوا جواد كما قالوا قوام وطوال وقد جاد في عدوه وجوّد وأَجود وأَجاد الرجل وأَجود إِذا كان ذا دابة جواد وفرس جواد قال الأَعشى فَمِثْلُكِ قد لَهَوْتُ بها وأَرضٍ مَهَامِهَ لا يَقودُ بها المُجِيدُ واستَجادَ الفرسَ طلبه جَواداً وعدا عَدْواً جَواداً وسار عُقْبَةً جَواداً أَي بعيدة حثيثة وعُيْبَتَين جوادين وعُقَباً جياداً وأَجواداً كذلك إِذا كانت بعيدة ويقال جوّد في عدوه تجويداً وجاد المطر جَوْداً وبَلَ فهو جائد والجمع جَوْد مثل صاحب وصَحْب وجادهم المطر يَجُودهم جَوْداً ومطر جَوْد بَيِّنُ الجَوْد غزيز وفي المحكم يروي كل شيء وقيل الجود من المطر الذي لا مطر فوقه البتة وفي حديث الاستسقاء ولم يأْت أَحد من ناحية إِلا حدَّث بالجَوْد وهو المطر الواسع الغزير قال الحسن فأَما ما حكى سيبويه من قولهم أَخذتنا بالجود وفوقه فإِنما هي مبالغة وتشنيع وإِلاَّ فليس فوق الجَوْد شيء قال ابن سيده هذا قول بعضهم وسماء جَوْد وصفت بالمصدر وفي كلام بعض الأَوائل هاجت بنا سماء جَوْد وكان كذا وكذا وسحابة جَوْد كذلك حكاه ابن الأَعرابي وجِيدَت الأَرضُ سقاها الجَوْد ومنه الحديث تركت أَهل مكة وقد جِيدُوا أَي مُطِروا مَطَراً جَوْداً وتقول مُطِرْنا مَطْرَتين جَوْدَين وأَرض مَجُودة أَصابها مطر جَوْد وقال الراجز والخازِبازِ السَّنَمَ المجُودا وقال الأَصمعي الجَوْد أَن تمطر الأَرض حتى يلتقي الثريان وقول صخر الغيّ يلاعِبُ الريحَ بالعَصْرَينِ قَصْطَلُه والوابِلُونَ وتَهْتانُ التَّجاويد يكون جمعاً لا واحد له كالتعَّاجيب والتَّعاشيب والتباشير وقد يكون جمع تَجْواد وجادت العين تَجُود جَوْداً وجُؤُوداً كثر دمعها عن اللحياني وحتف مُجِيدٌ حاضر قيل أُخذ من جَوْدِ المطر قال أَبو خراش غَدَا يَرتادُ في حَجَراتِ غَيْثٍ فصادَفَ نَوْءَهُ حَتْفٌ مُجِيدُ وأَجاده قتله وجاد بنفسه عند الموت يَجُودُ جَوْداً وجو وداً قارب أَن يِقْضِيَ يقال هو يجود بنفسه إِذا كان في السياق والعرب تقول هو يَجُود بنفسه معناه يسوق بنفسه من قولهم إِن فلاناً لَيُجاد إِلى فلان أَي يُساق إِليه وفي الحديث فإِذا ابنه إِبراهيم عليه السلام يَجُود بنفسه أَي يخرجها ويدفعها كما يدفع الإِنسان ماله يجود به قال والجود الكرم يريد أَنه كان في النزع وسياق الموت ويقال جِيدِ فلان إِذا أَشرف على الهلاك كأَنَّ الهلاك جاده وأَنشد وقِرْنٍ قد تَرَكْتُ لدى مِكَرٍّ إِذا ما جادَه النُّزَفُ اسْتَدانا ويقال إِني لأُجادُ إِلى لقائك أَي أَشتاق إِليك كأَنَّ هواه جاده الشوق أَي مطره وإِنه لَيُجاد إِلى كل شيءٍ يهواه وإِني لأُجادُ إِلى القتال لأَشتاق إِليه وجِيدَ الرجلُ يُجادُ جُواداً فهو مَجُود إِذا عَطِش والجَوْدة العَطشة وقيل الجُوادُ بالضم جَهد العطش التهذيب وقد جِيدَ فلان من العطش يُجاد جُواداً وجَوْدة وقال ذو الرمة تُعاطِيه أَحياناً إِذا جِيدَ جَوْدة رُضاباً كطَعْمِ الزَّنْجِبيل المُعَسَّل أَي عطش عطشة وقال الباهلي ونَصْرُكَ خاذِلٌ عني بَطِيءٌ كأَنَّ بِكُمْ إِلى خَذْلي جُواداً أَي عطشاً ويقال للذي غلبه النوم مَجُود كأَن النوم جاده أَي مطره قال والمَجُود الذي يُجْهَد من النعاس وغيره عن اللحياني وبه فسر قول لبيد ومَجُودٍ من صُباباتِ الكَرى عاطِفِ النُّمْرُقِ صَدْقِ المُبْتَذَل أَي هو صابر على الفراش الممهد وعن الوطاءِ يعني أَنه عطف نمرقه ووضعها تحت رأْسه وقيل معنى قوله ومجود من صبابات الكرى قيل معناه شَيِّق وقال الأَصمعي معناه صبّ عليه من جَوْد المطر وهو الكثير منه والجُواد النعاس وجادَه النعاس غلبه وجاده هواها شاقه والجُود الجوع قال أَبو خراش تَكادُ يَداه تُسْلِمانِ رِداءَه من الجُود لما استَقْبلته الشَّمائلُ يريد جمع الشَّمال وقال الأَصمعي من الجُود أَي من السخاءِ ووقع القوم في أَبي جادٍ أَي في باطل والجُوديُّ موضع وقيل جبل وقال الزجاج هو جبل بآمد وقيل جبل بالجزيرة استوت عليه سفينة نوح على نبينا محمد وعليه الصلاة والسلام وفي التنزيل العزيز واستوت على الجوديّ وقرأَ الأَعمش واستوت على الجودي بإِرسال الياء وذلك جائز للتخفيف أَو يكون سمي بفعل الأُنثى مثل حطي ثم أُدخل عليه الأَلف واللام عن الفراءِ وقال أُمية ابن أَبي الصلت سبحانه ثم سبحاناً يعود له وقَبلنا سبَّح الجُوديُّ والجُمُدُ وأَبو الجُوديّ رجل قال لو قد حداهنْ أَبو الجُودِيّ بِرَجَزٍ مُسْحَنْفِرِ الرَّوِيّ مُبسْتَوِياتٍ كَنَوى البَرْنيّ وقد روي أَبو الجُوديّ بالذال وسنذكره والجِودِياء بالنبطية أَو الفارسية الكساء وعربه الأَعشى فقال وبَيْداءَ تَحْسَبُ آرامَها رِجالَ إِيادٍ بأَجْيادِها وجَودان اسم الجوهري والجاديُّ الزعفران قال كثير عزة يُباشِرْنَ فَأْرَ المِسْكِ في كلِّ مَهْجَع ويُشْرِقُ جادِيٌّ بِهِنَّ مَفُيدُ المَفِيدُ المَدوف

( جيد ) الجِيدُ العنق وقيل مُقَلَّده وقيل مقدَّمه وقد غلب على عنق المرأَة قال سيبويه يجوز أَن يكون فِعلاً وفُعْلاً كسرت فيه الجيم كراهية الياءِ بعد الضمة فأَما الأَحفش فهو عنده فِعْل لا غير والجمع أَجياد وجُيود وحكى اللحياني أَنها للينة الأَجْياد جعلوا كل جزءٍ منه جيداً ثم جمع على ذلك وقد يكون في الرجل قال ولقد أَرُوحُ إِلى التِّجار مُرَجِّلاً مَذِلاً بمالي لعيِّناً أَجْيادي قال والجَيَد بالتحريك طول العنق وحسنه وقيل دقتها مع طول جَيِدَ جَيَداً وهو أَجْيَدُ وحكى اللحياني ما كان أَجيَد ولقد جَيِدَ جَيَداً يذهب إِلى النقلة قال قد يوصف العنق نفسه بالجَيَد فيقال عُنُق أَجْيد كما يقال عنق أَوْ قَصُ التهذيب امرأَة جَيْداءُ إِذا كانت طويلة العنق حسنة لا ينعت به الرجل وقال العجاج تَسْمَعُ للَحْليِ إِذا ما وَسْوَسا وارْتَجَّ في أَجْيادها وأَجْرسا جمع الجِيدَ بما حوله والجمع جُود وامرأَة جَيْدانَة حسنة الجيد وفي صفته صلى الله عليه وسلم كأَن عُنُقَه جِيدُ دُمْيَةٍ في صفاءِ الفضة الجيد العنق وأَجيادُ أَرض بمكة أَنشد ابن الأَعرابي أَيامَ أَبْدَتْ لنا عيناً وسالِفَةً فقلتُ أَنَّى لها جِيدُ ابنِ أَجيادِ ؟ أَي كيف أُعطيت جيدَ هذا الظبي الذي بالحرم وقال الأَعشى ولا جعَلَ الرحمنُ بيتَك في الذُّرى بأَجْيادَ غَرْبيَّ الصفَّا والمُحَطَّمِ التهذيب وأَجيادٌ جبل بمكة أَو مكان وقد تكرر ذكره في الحديث وهو بفتح الهمزة وسكون الجيم وبالياء نقطتان جبل بمكة قال ابن الأَثير وأَكثر الناس يقولونه جِياد بكسر الجيم وحذف الهمزة قال جِياد موضع بأَسفل مكة معروف من شعابها أَبو عبيدة في قول الأَعشي وبَيْداءَ تَحْسَبُ آرامَها رِجالَ إِيادٍ بأَجْيادِها قال أَراد الجودياء وهو الكساءُ بالفارسية وأَنشد شمر لأَبي زبيد الطائي في صفة الأَسد حتى إِذا ما رأَى الأَنْصارَ قد غَفَلَتْ واجتاب من ظِلِّهِ جُودِيَّ سَمُورِ قال جُوديّ بالنبطية أَراد جودياء أَراد جبة سَمُّور وأَجياد اسم شاة

( حتد ) حَتَد بالمكان يَحْتِدُ حَتْداً أَقام به وثبت مُماتة وعين حُتُد كجُشُد لا ينقطع ماؤُها من عيون الأَرض وفي التهذيب لا ينقطع ماؤُها قال الأَزهري لم يرد عين الماءِ ولكنه أَراد عين الرأْس وروي عن ابن الأَعرابي الحُتُد العيونُ المُنْسَلِقَة واحدها حَتَد وحَتُود والمَحْتِدُ الأَصل والطبع ورجع إِلى مَحْتِدِه إِذا فعل شيئاً من المعروف ثم رجع عنه وقول الشاعر وشَقُّوا بِمِنْحوض القِطاع فُؤَادَه له قُتُراتٌ قد بُنِينَ مَحاتِدُ قال إِنّها قديمة ورثها عن آبائه فهي له أَصل ويقال فلان من مَحْتِدِ صِدق قال ابن الأَعرابي المحتد والمَحْفِد والمَحقِد والمَحْكِد الأَصل يقال إِنه لكريم المحتد قال الأَصمعي في قول الراعي حتى أُنيخت لدى خَيْرِ الأَنام معاً من آلِ حَرْب نماه مَنْصِبٌ حَتِد الحَتِد الخالص من كل شيء وقد حَتِدَ يَحْتَدُ حَتَداً فهو حَتِدٌ وحَتَّدْتُه تَحْتِيداً أَي اخترته لخلوصه وفضله

( حدد ) الحَدُّ الفصل بين الشيئين لئلا يختلط أَحدهما بالآخر أَو لئلا يتعدى أَحدهما على الآخر وجمعه حُدود وفصل ما بين كل شيئين حَدٌّ بينهما ومنتهى كل شيء حَدُّه ومنه أَحد حُدود الأَرضين وحُدود الحرم وفي الحديث في صفة القرآن لكل حرف حَدّ ولكل حَدّ مطلع قيل أَراد لكل منتهى نهاية ومنتهى كل شيءٍ حَدّه وفلان حديدُ فلان إِذا كان داره إِلى جانب داره أَو أَرضه إِلى جنب أَرضه وداري حَديدَةُ دارك ومُحادَّتُها إِذا كان حدُّها كحدها وحَدَدْت الدار أَحُدُّها حدّاً والتحديد مثله وحدَّ الشيءَ من غيره يَحُدُّه حدّاً وحدَّدَه ميزه وحَدُّ كل شيءٍ منتهاه لأَنه يردّه ويمنعه عن التمادي والجمع كالجمع وحَدُّ السارق وغيره ما يمنعه عن المعاودة ويمنع أَيضاً غيره عن إِتيان الجنايات وجمعه حُدُود وحَدَدْت الرجل أَقمت عليه الحدّ والمُحادَّة المخالفة ومنعُ ما يجب عليك وكذلك التَّحادُّ وفي حديث عبدالله بن سلام إِن قوماً حادّونا لما صدقنا الله ورسوله المُحادَّة المعاداة والمخالفة والمنازعة وهو مُفاعلة من الحدّ كأَنّ كل واحد منهما يجاوز حدّه إِلى الآخر وحُدُود الله تعالى الأَشياء التي بيَّن تحريمها وتحليلها وأَمر أَن لا يُتعدى شيء منها فيتجاوز إِلى غير ما أَمر فيها أَو نهى عنه منها ومنع من مخالفتها واحِدُها حَدّ وحَدَّ القاذفَ ونحوَه يَحُدُّه حدّاً أَقام عليه ذلك الأَزهري والحدّ حدّ الزاني وحدّ القاذف ونحوه مما يقام على من أَتى الزنا أَو القذف أَو تعاطى السرقة قال الأَزهري فَحُدود الله عز وجل ضربان ضرب منها حُدود حَدَّها للناس في مطاعمهم ومشاربهم ومناكحهم وغيرها مما أَحل وحرم وأَمر بالانتهاء عما نهى عنه منها ونهى عن تعدّيها والضرب الثاني عقوبات جعلت لمن ركب ما نهى عنه كحد السارق وهو قطع يمينه في ربع ديناءِ فصاعداً وكحد الزاني البكر وهو جلد مائة وتغريب عام وكحدّ المحصن إِذا زنى وهو الرجم وكحد القاذف وهو ثمانون جلدة سميت حدوداً لأَنها تَحُدّ أَي تمنع من إِتيان ما جعلت عقوبات فيها وسميت الأُولى حدوداً لأَنها نهايات نهى الله عن تعدّيها قال ابن الأَثير وفي الحديث ذكر الحَدِّ والحدُود في غير موضع وهي محارم الله وعقوباته التي قرنها بالذنوب وأَصل الحَدِّ المنع والفصل بين الشيئين فكأَنَّ حُدودَ الشرع فَصَلَت بين الحلال والحرام فمنها ما لا يقرب كالفواحش المحرمة ومنه قوله تعالى تلك حدود الله فلا تقربوها ومنه ما لا يتعدى كالمواريث المعينة وتزويج الأَربع ومنه قوله تعالى تلك حدود الله فلا تعتدوها ومنها الحديث إِني أَصبحت حدّاً فأَقمه عليّ أَي أَصبت ذنباً أَوجب عليّ حدّاً أَي عقوبة وفي حديث أَبي العالية إِن اللَّمَمَ ما بين الحَدَّيْن حَدِّ الدنيا وحَدِّ الآخرة يريد بِحِدِّ الدنيا ما تجب فيه الحُدود المكتوبة كالسرقة والزنا والقذف ويريد بِحَدِّ الآخرة ما أَوعد الله تعالى عليه العذاب كالقتل وعقوق الوالدين وأَكل الربا فأَراد أَن اللمم من الذنوب ما كان بين هذين مما لم يُوجِبْ عليه حدّاً في الدنيا ولا تعذيباً في الآخرة وما لي عن هذا الأَمر حَدَدٌ أَي بُدٌّ والحديد هذا الجوهر المعروف لأَنه منيع القطعة منه حديدة والجمع حدائد وحَدائدات جمع الجمع قال الأَحمر في نعت الخيل وهن يَعْلُكْن حَدائِداتها ويقال ضربه بحديدة في يده والحدّاد معالج الحديد وقوله إِنِّي وإِيَّاكمُ حتى نُبِيءَ بهِ مِنْكُمُ ثمانَيةً في ثَوْبِ حَدَّادِ أَي نغزوكم في ثياب الحَديد أَي في الدروع فإِما أَن يكون جعل الحدّاد هنا صانع الحديد لأَن الزرّاد حَدّادٌ وإِما أَن يكون كَنَى بالحَدَّادِ عن الجوهر الذي هو الحديد من حيث كان صانعاً له والاسِتحْداد الاحتلاق بالحديد وحَدُّ السكين وغيرها معروف وجمعه حُدودٌ وحَدَّ السيفَ والسِّكِّينَ وكلَّ كليلٍ يَحُدُّها حدّاً وأَحَدَّها إِحْداداً وحَدَّدها شَحَذَها ومَسَحها بحجر أَو مِبْرَدٍ وحَدَّده فهو مُحدَّد مثله قال اللحياني الكلام أَحدَّها بالأَلف وقد حَدَّثْ تَحِدُّ حِدَّةً واحتَدَّتْ وسكين حديدة وحُدادٌ وحَديدٌ بغير هاء من سكاكين حَديداتٍ وحَدائدَ وحِدادٍ وقوله يا لَكَ من تَمْرٍ ومن شِيشاءِ يَنْشَبُ في المَسْعَلِ واللَّهاءِ أَنْشَبَ من مآشِرٍ حِداءِ فإِنه أَراد حِداد فأَبدل الحرف الثاني وبينهما الأَلف حاجزة ولم يكن ذلك واجباً وإِنما غير استحساناً فساغ ذلك فيه وإِنها لَبَيِّنَةُ الحَدِّ وحَدَّ نابُهُ يَحِدُّ حِدَّة ونابٌ حديدٌ وحديدةٌ كما تقدّم في السكين ولم يسمع فيها حُدادٌ وحَدّ السيفُ يَحِدُّ حِدَّة واحتدّ فهو حادّ حديدٌ وأَحددته وسيوفٌ حِدادٌ وأَلْسِنَةٌ حِدادٌ وحكى أَبو عمرو سيفٌ حُدّادٌ بالضم والتشديد مثل أَمر كُبَّار وتحديدُ الشَّفْرة وإِحْدادُها واسِتحْدادُها بمعنى ورجل حَديدٌ وحُدادٌ من قوم أَحِدَّاءَ وَأَحِدَّةٍ وحِدادٍ يكون في اللَّسَنِ والفَهم والغضب والفعل من ذلك كله حَدَّ يَحِدُّ حِدّةً وإِنه لَبَيِّنُ الحَدِّ أَيضاً كالسكين وحَدَّ عليه يَحدُّ حَدَداً واحْتَدَّ فهو مُحْتَدٌّ واستَحَدَّ غَضِبَ وحاددته أَي عاصيته وحادَّه غاصبه مثل شاقَّه وكأَن اشتقاقه من الحدِّ الذي هو الحَيّزُ والناحية كأَنه صار في الحدّ الذي فيه عدوّه كما أَن قولهم شاقَّه صار في الشّق الذي فيه عدوّه وفي التهذيب استحَدَّ الرجلُ واحْتَدَّ حِدَّةً فهو حديد قال الأَزهري والمسموع في حِدَّةِ الرَّجلِ وطَيْشِهِ احْتَدَّ قال ولم أَسمع فيه استَحَدَّ إِنما يقال استحدّ واستعان إِذا حلق عانته قال الجوهري والحِدَّةُ ما يعتري الإِنسان من النَّزقِ والغضب تقول حَدَدْتُ على الرجل أَحِدُّ حِدَّةً وحَدّاً عن الكسائي يقال في فلان حِدَّةٌ وفي الحديث الحِدَّةُ تعتري خيار أُمتي الحِدَّةُ كالنشاط والسُّرعة في الأُمور والمَضاءة فيها مأْخوذ من حَدِّ السيف والمراد بالحِدَّةِ ههنا المَضاءُ في الدين والصَّلابة والمَقْصِدُ إِلى الخير ومنه حديث عمر كنت أُداري من أَبي بكر بعضَ الحَدِّ الحَدُّ والحِدَّةُ سواء من الغضب وبعضهم يرويه بالجيم من الجِدِّ ضِدِّ الهزل ويجوز أَن يكون بالفتح من الحظ والاستحدادُ حلقُ شعر العانة وفي حديث خُبيبٍ أَنه استعار موسى استحدّ بها لأَنه كان أَسيراً عندهم وأَرادوا قتله فاستَحَدَّ لئلا يظهر شعر عانته عند قتله وفي الحديث الذي جاء في عَشْرٍ من السُّنَّةِ الاستحدادُ من العشر وهو حلق العانة بالحديد ومنه الحديث حين قدم من سفر فأَراد الناس أَن يطرقوا النساء ليلاً فقال أَمْهِلوا كي تَمْتَشِذَ الشَّعِثَةُ وتَسْتَحِدَّ المُغِيبَةُ أَي تحلق عانتها قال أَبو عبيد وهو استفعال من الحديدة يعني الاستحلاف بها استعمله على طريق الكناية والتورية الأَصمعي استحدَّ الرجلُ إِذا أَحَدَّ شَفْرته بحديدة وغيرها ورائحة حادَّةٌ ذَكِيَّةً على المثل وناقة حديدةُ الجِرَّةِ توجد لِجِرَّتها ريح حادّة وذلك مما يُحْمَدُ وَحَدُّ كل شيء طَرَفُ شَبَاتِهِ كَحَدِّ السكين والسيف والسّنان والسهم وقيل الحَدُّ من كل ذلك ما رق من شَفْرَتِهِ والجمع حُدُودٌ وحَدُّ الخمر والشراب صَلابَتُها قال الأَعشى وكأْسٍ كعين الديك باكَرْت حَدَّها بِفتْيانِ صِدْقٍ والنواقيسُ تُضْرَبُ وحَدُّ الرجُل بأْسُه ونفاذُهُ في نَجْدَتِهِ يقال إِنه لذو حَدٍّ وقال العجاج أَم كيف حدّ مطر الفطيم وحَدَّ بَصَرَه إِليه يَحُدُّه وأَحَدَّه الأُولى عن اللحياني كلاهما حَدَّقَهُ إِليه ورماه به ورجل حديد الناظر على المثل لا يهتم بريبة فيكون عليه غَضاضَةٌ فيها فيكون كما قال تعالى ينظرون من طرف خفيّ وكما قال جرير فَغُضَّ الطَّرْفَ إِنك من نُمَيْرٍ قال ابن سيده هذا قول الفارسي وحَدَّدَ الزرعُ تأَخر خروجه لتأَخر المطر ثم خرج ولم يَشْعَبْ والحَدُّ المَنْعُ وحدَّ الرجلَ عن الأَمر يَحُدُّه حَدّاً منعه وحبسه تقول حَدَدْتُ فلاناً عن الشر أَي منعته ومنه قول النابغة إِلاَّ سُلَيْمانَ إِذْ قال الإِلهُ لَهُ قُمْ في البرية فاحْدُدْها عن الفَنَدِ والْحَدَّادُ البَوَّابُ والسَّجَّانُ لأَنهما يمنعان من فيه أَن يخرج قال الشاعر يقول ليَ الحَدَّادُ وهو يقودني إِلى السجن لا تَفْزَعْ فما بك من باس قال ابن سيده كذا الرواية بغير همز باس على أَن بعده ويترك عُذْري وهو أَضحى من الشمس وكان الحكم على هذا أَن يهمز بأْساً لكنه خفف تخفيفاً في قوّة فما بك من بأْس ولو قلبه قلباً حتى يكون كرجل ماش لم يجز مع قوله وهو أَضحى من الشمس لأَنه كان يكون أَحد البيتين بردف وهو أَلف باس والثاني بغير ردف وهذا غير معروف ويقال للسجان حَدَّادٌ لأَنه يمنع من الخروج أَو لأَنه يعالج الحديد من القيود وفي حديث أَبي جهل لما قال في خزَنة النار وهم تسعة عشر ما قال قال له الصحابة تقيس الملايكة بالْحَدَّادين يعني السجانين لأَنهم يمنعون المُحْبَسينَ من الخروج ويجوز أَن يكون أَراد به صُنَّاع الحديد لأَنهم من أَوسخ الصُّنَّاع ثوباً وبدناً وأَما قول الأَعشى يصف الخمر والخَمَّار فَقُمْنَا ولمَّا يَصِحْ ديكُنا إِلى جُونَةٍ عند حَدَّادِها فإِنه سمى الخَمَّار حَدَّاداً وذلك لمنعه إِياها وحفظه لها وإِمساكه لها حتى يُبْدَلَ له ثمنها الذي يرضيه والجونة الخابية وهذا أَمر حَدَدٌ أَي منيع حرام لا يحل ارتكابه وحُدَّ الإِنسانُ مُنِعَ من الظفَر وكلُّ محروم محدودٌ ودون ما سأَلت عنه حَدَدٌ أَي مَنْعٌ ولا حَدَدَ عنه أَي لا مَنْعَ ولا دَفْعَ قال زيد بن عمرو بن نفيل لا تَعْبُدُنّ إِلهاً غيرَ خالقكم وإِن دُعِيتُمْ فقولوا دونَهُ حَدَدُ أَي مَنْعٌ وأَما قوله تعالى فبصرك اليوم حديد قال أَي لسان الميزان ويقال فبصرك اليوم حديد أَي فرأْيك اليوم نافذ وقال شمر يقال للمرأَة الحَدَّادَةُ وحَدَّ الله عنا شر فلان حَدّاً كفه وصرفه قال حِدَادِ دون شرها حِدادِ حداد في معنى حَدَّه وقول معقل بن خويلد الهذلي عُصَيْمٌ وعبدُ الله والمرءُ جابرٌ وحُدِّي حَدادِ شَرَّ أَجنحةِ الرَّخَم أَراد اصرفي عنا شر أَجنحة الرخم يصفه بالضعف واستدفاع شر أَجنحة الرخم على ما هي عليه من الضعف وقيل معناه أَبطئي شيئاً يهزأُ منه وسماه بالجملة والحَدُّ الصرف عن الشيء من الخير والشر والمحدود الممنوع من الخير وغيره وكل مصروف عن خير أَو شر محدود وما لك عن ذلك حَدَدٌ ومَحْتَدٌ أَي مَصْرَفٌ ومَعْدَلٌ أَبو زيد يقال ما لي منه بُدُّ ولا محتد ولا مُلْتَدٌّ أَي ما لي منه بُدٌّ وما أَجد منه مَحتداً ولا مُلْتَدّاً أَي بُدٌّاً الليث والحُدُّ الرجلُ المحدودُ عن الخير ورجل محدود عن الخير مصروف قال الأَزهري المحدود المحروم قال لم أَسمع فيه رجل حُدٌّ لغير الليث وهو مثل قولهم رجل جُدٌّ إِذا كان مجدوداً ويدعى على الرجل فيقال اللهم احْدُدْهُ أَي لا توقفه لإِصابة وفي الأَزهري تقول للرامي اللهم احْدُدْهُ أَي لا توقفه للإِصابة وأَمر حَدَدٌ ممتنع باطل وكذلك دعوة حَدَدٌ وأَمر حَدَدٌ لا يحل أَن يُرْتَكَبَ أَبو عمرو الحُدَّةُ العُصبةُ وقال أَبو زيد تَحَدَّدَ بهم أَي تَحَرَّشَ ودعوةٌ حَدَدٌ أَي باطلة والحِدادُ ثياب المآتم السُّود والحادُّ والمُحِدُّ من النساء التي تترك الزينة والطيب وقال ابن دريد هي المرأَة التي تترك الزينة والطيب بعد زوجها للعدة حَدَّتْ تَحِدُّ وتَحُدُّ حدّاً وحِداداً وهو تَسَلُّبُها على زوجها وأَحَدَّتْ وأَبى الأَصمعي إِلا أَحَدَّتْ تُحِدُّ وهي مُحِدٌّ ولم يَعْرِفْ حَدَّتْ والحِدادُ تركُها ذلك وفي الحديث لا تُحِدُّ المرأَةُ فوق ثلاث ولا تُحِدُّ إِلاَّ على زوج وفي الحديث لا يحل لأَحد أَن يُحِدَّ على ميت أَكثر من ثلاثة أَيام إِلا المرأَة على زوجها فإِنها تُحِدُّ أَربعة أَشهر وعشراً قال أَبو عبيد وإِحدادُ المرأَة على زوجها ترك الزينة وقيل هو إِذا حزنت عليه ولبست ثياب الحزن وتركت الزينة والخضاب قال أَبو عبيد ونرى أَنه مأْخوذ من المنع لأَنها قد منعت من ذلك ومنه قيل للبوّاب حدّادٌ لأَنه يمنع الناس من الدخول قال الأَصمعي حَدَّ الرجلُ يَحُدُّه إِذا صرفه عن أَمر أَراده ومعنى حَدَّ يَحدُّ أَنه أَخذته عجلة وطَيْشٌ وروي عنه عليه السلام أَنه قال خيار أُمتي أَحِدّاؤها هو جمع حديد كشديد وأَشداء ويقال حَدَّد فلان بلداً أَي قصد حُدودَه قال القطامي مُحدِّدينَ لِبَرْقٍ صابَ مِن خَلَلٍ وبالقُرَيَّةِ رَادُوه بِرَدَّادِ أَي قاصدين ويقال حدداً أَن يكون كذا كقوله معاذ الله قال الكميت حَدَداً أَن يكون سَيْبُك فينا وتَحاً أَو مُجَبَّناً مَمْصُورَا أَي حراماً كما تقول معاذ اللهُ قد حَدَّدَ اللهَ ذلك عنا والحَدَّادُ البحر وقيل نهر بعينه قال إِياس بن الأَرَتِّ ولم يكونُ على الحَدَّادِ يملكه لو يَسْقِ ذا غُلَّةٍ من مائه الجاري وأَبو الحَديدِ رجل من الحرورية قتل امرأَة من الإِجْماعِيين كانت الخوارج قد سبتها فغالوا بها لحسنها فلما رأَى أَبو الحَديد مغالاتهم بها خاف أَن يتفاقم الأَمر بينهم فوثب عليها فقتلها ففي ذلك يقول بعض الحرورية يذكرها أَهابَ المسلمون بها وقالوا على فَرْطِ الهوى هل من مزيد ؟ فزاد أَبو الحَدِيدِ بِنَصْل سيف صقيل الحَدّ فِعْلَ فَتىً رشيد وأُم الحَديدِ امرأَةُ كَهْدَلٍ الراجز وإِياها عنى بقوله قد طَرَدَتْ أُمُّ الحَديدِ كَهْدَلا وابتدر البابَ فكان الأَوّلا شَلَّ السَّعالي الأَبلقَ المُحَجَّلا يا رب لا ترجع إِليها طِفْيَلا وابعث له يا رب عنا شُغَّلا وَسْوَاسَ جِنٍّ أَو سُلالاً مَدْخَلا وجَرَباً قشراً وجوعاً أَطْحَلا طِفْيَلٌ صغير صغره وجعله كالطفل في صورته وضعفه وأَراد طُفَيْلاً فلم يستقم له الشعر فعدل إِلى بناء حِثْيَلٍ وهو يريد ما ذكرنا من التصغير والأَطْحَلُ الذي يأْخذه منه الطحل وهو وجع الطحال وحُدٌّ موضع حكاه ابن الأَعرابي وأَنشد فلو أَنها كانت لِقَاحِي كَثِيرةً لقد نَهِلَتْ من ماء حُدٍّ وَعَلَّت وَحُدَّانُ حَيٌّ من الأَزد وقال ابن دريد الحُدَّانُ حي من الأَزد فَأُدْخِلَ عليه اللامُ الأَزهري حُدَّانُ قبيلة في اليمن وبنو حُدَّان بالضم
( * قوله « وبنو حدان بالضم إلخ » كذا بالأصل والذي في القاموس ككتان وقوله وبنو حداد بطن إلخ كذا به أيضاً والذي في الصحاح وبنو احداد بطن إلخ ) من بني سعد وينو حُدَّاد بطن من طيّ والحُدَّاء قبيلة قال الحرث بن حِلِّزة ليس منا المُضَرّبُون ولا قَي س ولا جَنْدَلٌ ولا الحُدَّاءُ وقيل الحُدَّاء هنا اسم رجل ويحتمل الحُدَّاء أَن يكون فُعَّالاً من حَدَأَ فإِذا كان ذلك فبابه غير هذا ورجل حَدْحَدٌ قصير غليظ

( حدبد ) لَبَنٌ حُدَبِدٌ خاثر كهُدَبِدٍ عن كُراع

( حدرد ) حَدْرَدٌ اسم رجل ولم يجئ على فعلع بتكرير العين غيره ولو كان فَعْلَلاً لكان من المضاعف لأَن العين واللام من جنس واحد وليس هو منه

( حرد ) الحَرْدُ الجِد والقصد حَرَدَ يَحْرِد بالكسر حَرْداً قصد وفي التنزيل وغدوا على حرد قادرين والحَرْدُ المنع وقد فسرت الآية على هذا وحَرَّد الشيءَ منعه قال كأَن فِداءها إِذا حَرَّدوُه أَطافوا حولَه سلَكٌ يتيم ويروى جَرَّدوه أَي نقوه من التبن ابن الأَعرابي الحَرْدُ القصد والحَرْدُ المنع والحَرْدُ الغيظ والغضب قال ويجوز أَن يكون هذا كله معنى قوله وغدوا على حرد قادرين قال وروي في بعض التفسير أَن قريتهم كان اسمها حَرْدَ وقال الفراء وغدوا على حرد يريد على حَدٍّ وقُدْرة في أَنفسهم وتقول للرجل قد أَقبلتُ قِبَلَكَ وقصدت قصدك وحَرَدْتُ حَرْدَكَ قال وأَنشدت وجاء سيْل كان من أَمر آللهْ يَحْرِدُ حَرْدَ الجَنَّةِ المُغِلَّهْ يريد يقصد قصدها قال وقال غيره وغدوا على حرد قادرين قال منعوا وهم قادرون أَي واجدون نصب قادرين على الحال وقال الأَزهري في كتاب الليث وغدوا على حرد قال على جدّ من أَمرهم قال وهكذا وجدته مقيداً والصواب على حَدٍّ أَي على منع قال هكذا قاله الفراء ورجل حَرْدانُ متنحٍّ معتزل وحَرِدٌ من قوم حِرادٍ وحَريدٌ من قوم حُرَداءَ وامرأَة حَريدَةٌ ولم يقولوا حَرْدَى وحيّ حَريد منفرد معتزل من جماعة القبيلة ولا يخالطهم في ارتحاله وحلوله إِما من عزتهم وإِما من ذلتهم وقلتهم وقالوا كل قليل في كثير حَريدٌ قال جرير نَبني على سَنَنِ العَدُوِّ بيوتنا لا نستجير ولا نَحُلُّ حَريدٍا يعني إِنَّا لا ننزل في قوم من ضعف وذلة لما نحن عليه من القوة والكثرة وقد حَرَدَ يَحْرِدُ حُروداً الصحاح حَرَدَ يَحْرِدُ حُروداً أَي تنحى وتحوّل عن قومه ونزل منفرداً لم يخالطهم قال الأَعشى يصف رجلاً شديد الغيرة على امرأَته فهو يبعد بها إِذا تزل الحيُّ قريباً من ناحيته إِذا نزل الحيُّ حَلَّ الجَحِيشُ حَرِيدَ المَحَلِّ غَويّاً غَيُورا والجَحِيش المتنحي عن الناس أَيضاً وقد حَرَدَ يَحْرِدُ حُروداً إِذا ترك قومه وتحوّل عنهم وفي حديث صعصعة فرفع لي بيت حَريدٌ أَي منتبذ متنح عن الناس من قولهم تحرّد الجمل إِذا تنحى عن الإِبل فلم يبرك وهو حريد فريد وكَوْكَبٌ حريدٌ طلع منفرداً وفي الصحاح معتزل عن الكواكب والفعل كالفعل والمصدر كالمصدر قال ذو الرمة يعتسفان الليلَ ذا السُّدودِ أَمّاً بكل كوكب حَرِيدِ ورجل حَريد فَريد وحيدٌ والمُنحَرِد المنفرد في لغة هذيل قال أَبو ذؤيب كأَنه كوكب في الجوّ منحرد ورواه أَبو عمرو بالجيم وفسره منفرد وقال هو سهيل ومنه التحريد في الشعر ولذلك عُدَّ عيباً لأَنه بُعْدٌ وخلاف للنظير وحَمرِدَ عليه حَرْداً كلاهما غضب قال ابن سيده فأَما سيبويه فقال حَرِدَ حَرْداً ورجل حَرِدٌ وحارد غضبان الأَزهري الحِرْدُ جَزْمٌ والحَرَدُ لغتان يقال حَرِدَ الرجل فهو حَرِدٌ إِذا اغتاظ فتحرش بالذي غاظه وهَمَّ به فهو حارد وأَنشد أُسودُ شَرًى لاقتْ أُسُودَ خَفِيَّةٍ تَساقَيْن سُمّاً كلُّهُنَّ حَوارِدُ قال أَبو العباس وقال أَبو زيد والأَصمعي وأَبو عبيدة الذي سمعنا من العرب الفصحاء في الغضب حَرِدَ يَحْرَدُ حَرَداً بتحريك الراء قال أَبو العباس وسأَلت ابن الأَعرابي عنها فقال صحيحة إِلا أَن المفضَّل أَخبر أَن من العرب من يقول حَرِدَ حَرَداً وحَرْداً والتسكين أَكثر والأُخرى فصيحة قال وقلما يلحن الناس في اللغة الجوهري الحَرَدُ الغضب وقال أَبو نصر أَحمد بن حاتم صاحب الأَصمعي هو مخفف وأَنشد للأَعرج المغني إِذا جياد الخيل جاءت تَرْدِي مملوءةً من غَضَبٍ وحَرْدِ وقال الآخر يَلُوكُ من حَرْدٍ عليَّ الأُرَّمَا قال ابن السكيت وقد يحرك فيقال منه حَرِدَ بالكسر فهو حارد وحَرْدَانُ ومنه قيل أَسد حارد وليوث حوارد قال ابن بري الذي ذكره سيبويه حَرِدَ يَحْرَدُ حَرْداً بسكون الراء إِذا غضب قال وكذلك ذكره الأَصمعي وابن دريد وعلي بن حمزة قال وشاهده قول الأَشهب بن رميلة أُسُودُ شرًى لاقتْ أُسُودَ خَفِيَّةٍ تَسَاقَوْا على حَرْدٍ دِماءَ الأَساوِدِ وحارَدَتِ الإِبل حِراداً أَي انقطعت أَلبانها أَو قلَّت أَنشد ثعلب سَيَرْوِي عقيلاً رجْلُ ظَبْيٍ وعُلْبةٌ تَمَطَّتْ به مَصْلُوبَةٌ لم تُحارِدِ مصلوبة موسومة وناقة مُحارِدٌ ومُحارِدَة بَيِّنَةُ الحِرادِ واستعاره بعضهم للنساء فقال وبِتْنَ على الأَعْضادِ مُرْتَفِقاتِها وحارَدْنَ إِلاَّ مَا شَرِبْنَ الحَمائما يقول انقطعت أَلبانهنّ إِلا أَن يشربن الحميم وهو الماء يُسَخِّنَّه فيشربنه وإِنما يُسَخِّنَّه لأَنهنّ إِذا شربنه بارداً على غير مأْكول عَقَر أَجوافهن وناقة مُحارِدٌ بغير هاء شديدة الحِراد وقال الكميت وحَارَدَتِ النُّكْدُ الجِلادُ ولم يكن لعُقْبَةِ قِدرِ المُسْتَعيرينَ مُعْقِبُ النكد التي ماتت أَولادها والجلاد الغلاظ الجلود القصار الشعور الشداد الفصوص وهي أَقوى وأَصبر وأَقل لبناً من الخُورِ والخُورُ أَغزر وأَضعف والحارد القليلة اللَّبن من النُّوق والحَرُودُ من النوق القليلة الدرِّ وحاردت السنة قلّ ماؤها ومطرها وقد استعير في الآنية إِذا نَفِدَ شرابها قال ولنا باطيةٌ مملوءةٌ جَونَةٌ يتعها بِرْزِينُها فإِذا ما حارَدَتْ أَو بَكَأَتْ فُتّ عن حاجِبِ أُخرى طهينُها البرزي إِناء يتخذ من قشر طَلْعِ الفُحَّالِ يشرب به والحَرَدُ داء في القوائم إِذا مشى البعيرُ نفَض قوائمه فضرب بهن الأَرض كثيراً وقيل هو داء يأْخذ الإِبل من العِقالِ في اليدين دون الرجلين بعير أَحْرَدُ وقد حَرِدَ حَرَداً بالتحريك لا غير وبعير أَحْرَدُ يخبط بيديه إِذا مِشى خلفه وقيل الحَرَدُ أَن ييبس عَصَبُ احدى اليدين من العِقال وهو فصيل فإِذا مَشى ضرب بهما صدرَه وقيل الأَحْرَدُ الذي إِذا مشى رفع قوائمه رفعاً شديداً ووضعها مكانها من شدة قَطافَتِه يكون في الدواب وغيرها والحَرَدُ مصدره الأَزهري الحَرَدُ في البعير حادث ليس بخلقة وقال ابن شميل الحَرَدُ أَن تنقطع عَصَبَةُ ذراع البعير فَتَسترخي يده فلا يزال يخفق بها أَبداً وإِنما تنقطع العصبة من ظاهر الذراع فتراها إِذا مشى البعير كأَنها تَمُدُّ مَدّاً من شدة ارتفاعها من الأَرض ورخاوتها والحَرَدُ ابنما يكون في اليد والأَحْرَدُ يُلَقِّفُ قال وتلقيقه شدّة رفعه يده كأَنما يَمُدّ مدّاً كما يَمُدُّ دَقَّاقُ الأَرز خشبته التي يدُق بها فذلك التلقيف يقال جمل أَحْرَدُ وناقة حَرْداءُ وأَنشد إِذا ما دُعيتمْ لِلطِّعانِ أَجَبْتُمُ كما لَقَّفَتْ زُبٌّ شآمِيَةٌ حُرْدُ الجوهري بعير أَحرد وناقة حرداء وذلك أَن يسترخي عصب إِحدى يديه من عِقال أَو يكون خلقة حتى كأَنه ينفضها إِذا مشى قال الأَعشى وأَذْرَتْ برجليها النَّفيَّ وراجَعَتْ يَداها خِنافاً لَيِّناً غيرَ أَحْردِ ورجل أَحرد إِذا ثقلت عليه الدرع فلم يستطع الانبساطَ في المشي وقد حَرِدَ حَرَداً وأَنشد الأَزهري إِذا ما مشى في درعه غيرَ أَحْرَدِ والمُحَرَّدُ من كل شيء المُعَوَّجُ وتَحْرِيد الشيء تعويجه كهيئة الطاق وحَبْلٌ مُحَرَّد إِذا ضُفِرَ فصارت له حروف لاعوجاجه وحَرَّدَ حبله أَدرج فَتْلَه فجاء مستديراً حكاه أَبو حنيفة وقال مرة حبل حَرِدٌ من الحَرَدِ غير مُستوي القُوَى قال الأَزهري سمعت العرب تقول للحبل إِذا اشتدت غارةُ قُواه حتى تتعقد وتتراكب جاء بحبل فيه حُرُودٌ وقد حرّد حبله والحُرْدِيُّ والحُرْدِيَّةُ حياصة الحظيرة التي تُشَدُّ على حائط القصب عَرْضاً قال ابن دريد هي نبطية وقد حَرَّده تحريداً والجمع الحَراديُّ الأَزهري حَرَّدَ الرجُلُ إِذا أَوى إِلى كوخ ابن الأَعرابي يقال لخشب السقف الرَّوافِدُ ويقال لما يلقى عليها من أَطيان القصب حَرادِيُّ وغُرْفَةٌ مُحَرَّدَةٌ فيها حراديّ القصب عَرْضاً وبيت مُحَزّد مسنَّم وهو الذي يقال له بالفارسية كُوخ والحُرْدِيُّ من القصب نَبَطِيٌّ معرَّب ولا يقال الهُرْدِيُّ وحَرِدَ الوَتَرُ حَرَداً فهو حَرِدٌ إِذا كان بعضُ قُواه أَطولَ من بعض والمُحَرَّدُ من الأَوتار الحَصَدُ الذي يظهر بعض قواه على بعض وهو المُعَجَّرُ والحِرْدُ قطعة من السَّنام قال الأَزهري لم أَسمع بهذا لغير الليث وهو خطأٌ إِنما الحِرْدُ المعى حكى الزهري أَن بَريداً من بعض الملوك جاء يسأَله عن رجل معه ما مع المرأَة كيف يُوَرَّثُ ؟ قال من حيث يخرج الماء الدافق فقال في ذلك قائلهم ومُهِمَّةٍ أَعيا القضاةَ قضاؤها تَذَرُ الفقيهَ يَشُكُّ مِثلَ الجاهل عَجَّلْتَ قبل حنيذها بِشِوائها وقطعتَ مُحْرَدَها بِحُكْمٍ فاصل المحرَدُ المُقَطَّعُ يقال حردت من سَنام البعير حَرْداً إِذا قطعت منه قطعة أَراد أَنك عجلت الفتوى فيها ولم تستأْن في الجواب فشبهه برجل نزل به ضيف فعجل قراه بما قطع له من كَبِد الذبيحة ولحمها ولم يحبسه على الحنيذ والشواء وتعجيل القرى عندهم محمود وصاحبه ممدوح والحِرْدُ بالكسر مَبْعَرُ البعير والناقة والجمع حُرود وأَحرادُ الإِبل أَمعاؤها وخليق أَن يكون واحدها حِرْداً لواحد الحُرود التي هي مباعرها لأَن المباعر والأَمعاء متقاربة وأَنشد ابن الأَعرابي ثم غَدَتْ تَنْبِضُ أَحرادُها إِنْ مُتَغَنَّاةً وإِنْ حادِيَهْ تنبض تضطرب متغناة متغنية وهذا كقولهم الناصاة في الناصية والقاراة في القارية الأَصمعي الحُرود مباعر الإِبل واحدها حِرْدٌ وحِرْدَة بكسر الحاء قال شمر وقال ابن الأَعرابي الحُرود الأَمعاء قال وأَقرأَنا لابن الرِّقَاع بُنِيَتْ على كَرِشٍ كأَنَّ حُرودَها مُقُطٌ مُطَوَّاةٌ أُمِرَّ قُواها ورجل حُرْدِيٌّ واسع الأَمعاء وقال يونس سمعت أَعرابيّاً يسأَل يقول مَن يتصدّق على المسكين الحَرِد ؟ أَي المحتاج وتحرّد الأَديمُ أَلقى ما عليه من الشعر وقَطاً حُرْدٌ سِراعٌ قال الأَزهري هذا خطأٌ والقطا الحُرْدُ القصارُ الأَرجل وهي موصوفة بذلك قال ومن هذا قيل للبخيل أَحْرَدُ اليدين أَي فيهما انقباض عن العطاء قال ومن هذا قول من قال في قوله تعالى وغدوا على حَرْدٍ قادرين أَي على منع وبخل والحَريد السمك المُقَدَّد عن كراع وأَحراد بفتح الهمزة وسكون الحاء ودال مهملة بئر قديمة بمكة لها ذكر في الحديث أَبو عبيدة حرداء على فعلاء ممدودة بنو نهشل بن الحرث لقب لقبوا به ومنه قول الفرزدق لَعَمْرُ أَبيك الخيْرِ ما زَعْمُ نَهْشَل وأَحْرادها أَن قد مُنُوا بِعَسِير
( * قوله « لعمر أبيك إلخ » كذا بالأصل
والذي في شرح القاموس
لعمر أبيك الخير ما زعم نهشل ... عليّ ولا حردانها بكبير
وقد علمت يوم القبيبات نهشل ... وأحرادها أن قد منوا
بعسير )
فجمعهم على الأَحراد كما ترى

( حرفد ) الحَرافِدُ كِرامُ الإِبل

( حرقد ) الحَرْقَدَةُ عُقْدة الحُنْجُور والجمع الحَراقِدُ والحراقد النُّوقُ النجيبة ابن الأَعرابي الحَرْقَدَةُ أَصل اللسان
( * قوله « الحرقدة أصل إلخ » كذا في الأصل والذي في القاموس مع شرحه والحرقد كزبرج كالحرقدة أصل اللسان قاله ابن الأَعرابي )

( حرمد ) الحِرمِدُ بالكسر الحَمْأَةُ وقيل هو الطين الأَسود وقيل الطين الأَسود الشديد السواد وقيل الحِرمِدُ الأَسود من الحَمْأَةِ وغيرها وقيل الحَرْمَدُ المتغير الريح واللون قال أُمية فرأَى مغيبَ الشمس عند مَسائها في عين ذي خُلُبٍ وثَأْطٍ حَرْمَدِ ابن الأَعرابي يقال لطين البحر الحَرْمدُ أَبو عبيد الحَرْمَدَةُ الحَمْأَةُ قال تبَّع في عين ذي خُلُب وثَأْطٍ حَرْمَدِ وعين مُحَرْمِدَةٌ كثر فيها الحمأَة والحِرْمِدَةُ الغَرِينُ وهو التَّفْنُ في أَسفل الحوض الأَزهري والحَرْمَدَةُ في الأَمر اللَّجَاجُ والمَحْكُ فيه

( حزد ) ابن سيده الحَزْدُ لغة في الحَصْدِ مضارعة

( حسد ) الحسد معروف حَسَدَه يَحْسِدُه ويَحْسُدُه حَسَداً وحَسَّدَه إِذا تمنى أَن تتحول إِليه نعمته وفضيلته أَو يسلبهما هو قال وترى اللبيبَ مُحَسَّداً لم يَجْتَرِمْ شَتْمَ الرجال وعِرْضُه مَشْتوم الجوهري الحسد أَن تتمنى زوال نعمة المحسود إِليك يقال حَسَدَه يَحْسُدُه حُسوداً قال الأَخفش وبعضهم يقول يحسِده بالكسر والمصدر حسَداً بالتحريك وحَسادَةً وتحاسد القوم ورجل حاسد من قوم حُسَّدٍ وحُسَّادٍ وحَسَدة مثل حامل وحَمَلَة وحَسودٌ من قوم حُسُدٍ والأُنثى بغير هاء وهم يتحاسدون وحكى الأَزهري عن ابن الأَعرابي الحَسْدَلُ القُراد ومنه أُخذ الحسد يقشر القلب كما تقشر القراد الجلد فتمتص دمه وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال لا حسد إِلاَّ في اثنتين رجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل والنهار ورجل آتاه الله قرآناً فهو يتلوه الحسد أَن يرى الرجل لأَخيه نعمة فيتمنى أَن تزول عنه وتكون له دونه والغَبْطُ أَن يتمنى أَن يكون له مثلها ولا يتمنى زوالها عنه وسئل أَحمد بن يحيى عن معنى هذا الحديث فقال معناه لا حسد لا يضر إِلاَّ في اثنتين قال الأَزهري الغبط ضرب من الحسد وهو أَخف منه أَلا ترى أَن النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل هل يضر الغَبْط ؟ فقال نعم كما يضر الخَبْطُ فأَخبر أَنه ضار وليس كضرر الحسد الذي يتمنى صاحبه زوال النعمة عن أَخيه والخبط ضرب ورق الشجر حتى يتحاتَّ عنه ثم يستخلف من غير أَن يضر ذلك بأَصل الشجرة وأَغصانها وقوله صلى الله عليه وسلم لا حسد إِلاَّ في اثنتين هو أَن يتمنى الرجل أَن يرزقه الله مالاً ينفق منه في سبيل الخير أَو يتمنى أَن يكون حافظاً لكتاب الله فيتلوه آناء الليل وأَطراف النهار ولا يتمنى أَن يُرزأَ صاحب المال في ماله أَو تالي القرآن في حفظه وأَصل الحسد القشر كما قال ابن الأَعرابي وحَسَده على الشيء وحسده إِياه قال يصف الجن مستشهداً على حَسَدْتُك الشيءَ بإِسقاط على أَتَوْا ناري فقلتُ مَنُونَ أَنتم فقالوا الجِنُّ قلتُ عِمُوا ظَلاماً فقلتُ إِلى الطعام فقال منهم زَعِيمٌ نَحْسِدُ الإِنس الطعاما وقد يجوز أَن يكون أَراد على الطعام فحذف وأَوصل قال ابن بري الشعر لشمر بن الحرث الضبي وربما روي لتأَبط شرّجاً وأَنكر أَبو القاسم الزجاجي رواية من روى عِموا صباحاً واستدل على ذلك بأَن هذا البيت من قطعة كلها على رويّ الميم قال وكذلك قرأْتها على ابن دريد وأَولها ونارٍ قد حَضَأْتُ بُعَيْدَ وَهْنٍ بدارٍ ما أُريدُ بها مُقاما قال ابن بري قد وهم أَبو القاسم في هذا أَو لم تبلغه هذه الرواية لأَن الذي يرويه عِموا صباحاً يذكره مع أَبيات كلها على روي الحاء وهي لِخَرِع بن سنان الغساني ذكر ذلك في كتاب خبر سَدّ مَأْرِبَ ومن جملة الأَبيات نزلتُ بِشعْبِ وادي الجنِّ لَمَّا رأَيتُ الليلَ قد نَشَرَ الجناحا أَتاني قاشِرٌ وبَنُو أَبيه وقد جَنَّ الدُّجى والنجمُ لاحا وحدَّثني أُموراً سوف تأْتي أَهُزُّ لها الصَّوارمَ والرِّماحا قال وهذا كله من أَكاذيب العرب قال ابن سيده وحكى اللحياني عن العرب حسدني الله إِن كنت أَحسدك وهذا غريب وقال هذا كما يقولون نَفِسَها الله عليَّ إِن كنت أَنْفَسُها عليك وهو كلام شنيع لأَن الله عز وجل يجل عن ذلك والذي يتجه هذا عليه أَنه أَراد عاقبني الله على الحسد أَو جازاني عليه كما قال ومكروا ومكر الله

( حشد ) حَشَدَ القومَ يَحْشِدُهم ويَحْشُدُهم جمعهم وحَشَدوا وتحاشدوا خفوا في التعاون أَو دُعُوا فأَجابوا مسرعين هذا فعل يستعمل في الجمع وقلما يقولون للواحد حَشَد إِلاَّ أَنهم يقولون للإِبل لها حالب حاشد وهو الذي لا يَفْتُرُ عن حَلْبها والقيام بذلك وحَشَدوا يَحْشِدون بالكسر حَشْداً أَي اجتمعوا وكذلك احتشدوا وتحشدوا وحَشَدَ القوم وأَحْشَدوا اجتمعوا لأَمر واحد وكذلك حَشَدوا عليه واحْتَشَدوا وتحاشدوا والحَشْدُ والحَشَدُ اسمان للجمع وفي حديث سورة الإِخلاص احشِدوا فإِني سأَقرأُ عليكم ثلث القرآن أَي اجتمعوا والحشْد الجماعة وحديث عمر قال في عثمان رضي الله عنهما إِني أَخاف حَشْدَه وحديث وَفْدِ مَذْحِج حُشَّدٌ وُفَّدٌ الحُشَّد بالضم والتشديد جمع حاشد وحديث الحجاج أَمنَ أَهلُ المَحاشد والمَخاطب أَي مواضع الحَشْدِ والخَطْب وقيل هما جمع الحشد والخطب على غير قياس كالمَشابه والمَلامح أَي الذين يجمعون الجموع للخروج وقيل المَخْطَبَةُ الخُطْبَةُ والمخاطبة مفاعلة من الخطاب والمشاورة ويقال جاء فلان حافلاً حاشداً ومحتفلاً محتشداً أَي مستعداً متأَهباً وعند فلان حَشْدٌ من الناس أَي جماعة قد احتشدوا له قال الجوهري وهو في الأَصل مصدر ورجل محشود عنده حَشَدٌ من الناس أَي جماعة ورجل محشود إِذا كان الناس يَحُفُّون بخدمته لأَنه مطاع فيهم وفي حديث أُم معبد محفود محشود أَي أَن أَصحابه يخدمونه ويجتمعون إِليه والحَشِدُ والمحتَشِدُ الذي لا يدع عند نفسه شيئاً من الجَهْدِ والنُّصْرَة والمال وكذلك الحاشد وجمعه حُشُدٌ قال أَبو كبير الهذلي سَجْراء نفسي غيرَ جَمْعِ أُشابَةٍ حُشُداً ولا هُلْك المفارش عُزَّل قال ابن جني روي حُشُداً بالنصب والرفع والجر أَما النصب فعلى البدل من غير وأَما الرفع فعلى أَنه خبر متبدإِ محذوف وأَما الجر فعلى جوار أُشابة وليس في الحقيقة وصفاً لها ولكنه للجوار نحو قول العرب هذا جُحْرُ ضَبٍّ خربٍ ويقال للرجل إِذا نزل بقوم فأَكرموه وأَحسنوا ضيافته قد حَشَدوا وقال الفراء حَشَدوا له وحَفَلوا له إِذا اختلطوا له وبالغوا في إِلطافه وإِكرامه والحاشدُ الذي لا يُفَتِّرُ حَلْبَ الناقة والقيامَ بذلك الأَزهري المعروف في حلب الإِبل حاشك بالكاف لا حاشد بالدال وسيأْتي ذكره في موضعه إِلا أَن أَبا عبيد قال حَشَدَ القومُ وحَشَكوا وتحرّشوا بمعنى واحد فجمع بين الدال والكاف في هذا المعنى وفي حديث صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يروى عن أُم معبد الخزاعية محفود محشود أَي أَن أَصحابه يخدمونه ويجتمعون عليه ويقال احتشد القوم لفلان إِذا أَردت أَنهم تجمعوا له وتأَهبوا وحَشَدَت الناقةُ في ضرعها لبناً تَحْشُده حُشوداً حَفَّلته وناقة حَشود سريعة جمع اللبن في الضرع وأَرض حَشاد تسيل من أَدنى مطر وواد حَشِدٌ يُسيله القليل الهَيِّن من الماء وعين حُشُدٌ لا ينقطع ماؤها قال ابن سيده وقيل إِنما هي حُتُدٌ قال وهو الصحيح قال ابن السكيت أَرض نَزْلةٌ
( * قوله « أرض نزلة » كذا في الأصل بهذا الضبط والذي في القاموس بهذا الضبط أيضاً وأرض نزلة زاكية الزرع وككتف المكان الصلب السريع السيل ) تسيل من أَدنى مطر وكذلك أَرض حَشاد وزَهادٌ وسَحَاح وقال النضر الحَشادُ من المسايل إِذا كانت أَرض صُلْبة سريعة السيل وكثرت شعابها في الرَّحَبة وحَشَدَ بعضها بعضاً قال الجوهري أَرض حَشاد لا تسيل إِلا عن مطر كثير وهذا يخالف ما ذكره ابن سيده وغيره فإِنه قال حَشاد تسيل من أَدنى مطر وحاشِدٌ حيّ من هَمْدان

( حصد ) الحَصْدُ جزك البر ونحوه من النبات حَصَدَ الزرع وغيره من النبات يَحْصِدُه ويَحْصُدُه حَصْداً وحَصاداً وحِصاداً عن اللحياني قطعه بالمِنْجَلِ وحَصَده واحتصده بمعنى واحد والزرع محصود وحَصِيدٌ وحَصِيدَةٌ وحَصَدٌ بالتحريك ورجل حاصد من قوم حَصَدةٍ وحُصَّاد والحَصَاد والحِصاد أَوانُ الحَصْد والحَِصَادُ والحَصِيدُ والحَصَد الزرع والبر المحصود بعدما يحصد وأَنشد إِلى مُقْعَدات تَطْرَحُ الريحُ بالضحى عليهنَّ رَفْضاً من حَصَادِ القُلاقل وحَصاد كل شجرة ثمرتها وحَصاد البقول البرية ما تناثر من حبتها عند هَيْجها والقلاقل بقلة برية يشبه حبها حب السمسم ولها أَكمام كأَكمامها وأَراد بحصاد القلاقل ما تناثر منه بعد هيجه وفي حديث ظبيانَ يأْكلون حَصِيدَها الحصيد المحصود فعيل بمعنى مفعول وأَحْصَدَ البر والزرع حان له أَن يُحصد واسْتَحْصَد دعا إِلى ذلك من نفسه وقال ابن الأَعرابي أَحصد الزرع واستحصد سواء والحَصِيد أَسافل الزرع التي تبقى لا يتمكن منها المِنْجل والحَصِيد المَزْرَعَة لأَنها تُحْصَد الأَزهري الحصيدة المزرعة إِذا حصدت كلها والجمع الحصائد والحصيدُ الذي حَصَدَتْه الأَيدي قاله أَبو حنيفة وقيل هو الذي انتزعته الرياح فطارت به والمُحْصدُ الذي قد جف وهو قائم والحَصَدُ ما أَحصَدَ من النبات وجف قال النابغة يَمُدُّهُ كلُّ وادٍ مُتْرَعٍ لَجِبٍ فيه رُكام من اليَنْبوتِ والحَصَدِ
( * في ديوان النابغة والخَضَد )
وقوله عز وجل وآتوا حقه يوم حَصاده يريد والله أَعلم يوم حَصْده وجزازه يقال حِصاد وحَصاد وجِزاز وجَزاز وجِداد وجَداد وقِطاف وقَطاف وهذان من الحِصاد والحَصاد وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم نهى عن حَِصاد الليل وعن جداده الحَِصاد بالفتح والكسر قَطْعُ الزرع قال أَبو عبيد إِنما نهى عن ذلك ليلاً من أَجل المساكين لأَنهم كانوا يحضرونه فيتصدق عليهم ومنه قوله تعالى وآتوا حقه يوم حصاده وإِذا فعل ذلك ليلاً فهو فرار من الصدقة ويقال بل نهى عن ذلك لأَجل الهوام أَن تصيب الناس إِذا حَصَدوا ليلاً قال أَبو عبيد والقول الأَول أَحبُّ إِليّ وقول الله تعالى وحَبَّ الحصيد قال الفراء هذا مما أُضيف إِلى نفسه وهو مثل قوله تعالى إِن هذا لهو حق اليقين ومثله قوله تعالى ونحن أَقرب إِليه من حبل الوريد والحبل هو الوريد فأُضيف إِلى نفسه لاختلاف لفظ الاسمين وقال الزجاج نصب قوله وحبَّ الحصيد أَي وأَنبتنا فيها حب الحصيد فجمع بذلك جميع ما يقتات من حب الحنطة والشعير وكل ما حصد كأَنه قال وحب النبت الحصيد وقال الليث أَراد حب البر المحصود قال الأَزهري وقول الزجاج أَصح لأَنه أَعم والمِحْصَدُ بالكسر المنجل وحَصَدَهم يَحْصَِدُهم حَصْداً قتلهم قال الأَعشى قالوا البَقِيَّةَ والهنْدِيُّ يَحْصُدُهم ولا بَقِيَّةَ إِلاَّ الثَّارُ وانكَشَفوا وقيل للناس حَصَدٌ وقوله تعالى حتى جعلناهم حصيداً خامدين مِن هذا هؤلاء قوم قتلوا نبيّاً بعث إِليهم فعاقبهم الله وقتلهم ملك من ملوك الأَعاجم فقال الله تعالى حتى جعلناهم حصيداً خامدين أَي كالزرع المحصود وفي حديث الفتح فإِذا لقيتموهم غداً أَن تحْصُدوهم حَصْداً أَي تقتلوهم وتبالغوا في قتلهم واستئصالهم مأْخوذ من حَصْدِ الزرع وكذلك قوله يزرعها اللَّهُ من جَنْبٍ ويَحْصُدُها فلا تقوم لما يأْتي به الصُّرَمُ كأَنه يخلقها ويميتها وحَصَدَ الرجلُ حَصْداً حكاه اللحياني عن أَبي طيبة وقال هي لغتنا قال وإِنما قال هذا لأَن لغة الأَكثر إِنما هو عَصَدَ والحَصَدُ اشتداد الفتل واستحكام الصناعة في الأَوتار والحبال والدروع حبل أَحْصَدُ وحَصِدٌ ومُحْصَدٌ ومُسْتَحْصِدٌ وقال الليث الحَصَدُ مصدرُ الشيء الأَحْصَدِ وهو المحكم فتله وصنعته من الحبال والأَوتار والدروع وحبل مُحْصَدٌ أَي محكم مفتول وحَصِد بكسر الصاد وأَحصدت الحبل فتلته ورجل مُحْصَدُ الرأْي محكمه سديده على التشبيه بذلك ورأْي مُسْتَحْصَدٌ محكم قال لبيد وخَصْمٍ كنادي الجنِّ أَسقطت شَأْوَهم بمُسْتَحْصَدٍ ذي مِرَّة وضُروع أَي برأْي محكم وثيق والصُّروع والضُّروع الضُّروب والقُوَى واستحصد أَمر القوم واستحصف إِذا استحكم واستَحْصَل الحبل أَي استحكم ويقال للخَلْقِ الشديد أَحْصَدُ مُحْصَدٌ حَصِدٌ مُسْتَحْصِد وكذلك وتَرٌ أَحصد شديد الفتل قال الجعدي مِنْ نَزِعٍ أَحْصَدَ مُسْتأْرِب أَي شديد محكم وقال آخر خُلِقْتَ مشروراً مُمَرّاً مُحْصَدا واسْتَحْصَدَ حَبْله اشتدّ غضبه ودرع حَصداء صلبة شديدة محكمة واستحصد القوم أَي اجتمعوا وتضافروا والحَصَادُ نبات ينبت في البَرَّاق على نِبْتَة الخافورِ يُخْبَطُ للغَنَم وقال أَبو حنيفة الحَصادُ يشبه السَّبَطَ قال ذو الرمة في وصف ثور وحشي قاظَ الحَصادَ والنَّصِيَّ الأَغْيَدا والحَصَدُ نبات أَو شجر قال الأَخطل تَظَلُّ فيه بناتُ الماءِ أَنْجِيَةً وفي جَوانبه اليَنْبوتُ والحَصَدُ الأَزهري وحَصاد البَرْوَق حبة سوداء ومنه قول ابن فَسْوَة كأَنَّ حَصادَ البَرْوَق الجَعْدِ حائلٌ بِذِفْرَى عِفِرْناةٍ خلافَ المُعَذَّرِ شبه ما يقطر من ذفراها إِذا عرقت بحب البروَق الذي جعله حصاده لأَن ذلك العرق يتحبب فيقطر أَسود وروي عن الأَصمعي الحصاد نبت له قصب ينبسط في الأَرض وُرَيْقُه على طَرَف قَصَبه وأَنشد بيت ذي الرمة في وصف ثور الوحش وقال شمر الحَصَدُ شجر وأَنشد فيه حُطام من اليَنْبُوت والحَصَد ويروى والخَضَد وهو ما تثنى وتكسر وخُضِدَ الجوهري الحَصادُ والحَصَدُ نبتان فالحصاد كالنَّصِيِّ والحصد شجر واحدته حَصَدَةٌ وحصائد الأَلسنة التي في الحديث هو ما قيل في الناس باللسان وقطع به عليهم قال الأَزهري وفي الحديث وهل يكبّ الناس على مناخرهم في النار إِلاَّ حصائد أَلسنتهم ؟ أَي ما قالته الأَلسنة وهو ما يقتطعونه من الكلام الذي لا خير فيه واحدتها حَصيدَةٌ تشبيهاً بما يُحْصَدُ من الزرع إِذا جذ وتشبيهاً للسان وما يقتطعه من القول بحد المنجل الذي يحصد به وحكى ابن جني عن أَحمد بن يحيى حاصود وحواصيد ولم يفسره قال ابن سيده ولا أَدري ما هو

( حفد ) حَفَدَ يَحْفِدُ حَفْداً وحَفَداناً واحتفد خفَّ في العمل وأَسرع وحَفَدَ يَحْفِدُ حَفْداً خَدَم الأَزهري الحَفْدُ في الخدمة والعمل الخفة وأَنشد حَفَدَ الولائدُ حولهن وأَسلمتْ بأَكُفِّهِنَّ أَزمَّةَ الأَجْمالِ وروي عن عمر أَنه قرأَ في قنوت الفجر وإِليك نسعى ونَحْفِدُ أَي نسرع في العمل والخدمة قال أَبو عبيد أَصل الحَفْد الخدمة والعمل وقيل معنى وإِليك نسعى ونحفد نعمل لله بطاعته الليث الاحتفاد السرعة في كل شيء قال الأَعشى يصف السيف ومُحْتَفِدُ الوقعِ ذو هَبَّةٍ أَجاد جِلاه يَدُ الصَّيْقَل قال الأَزهري رواه غيره ومحتفل الوقع باللام قال وهو الصواب وفي حديث عمر رضي الله عنه وذكر له عثمان للخلافة قال أَخشى حفْدَه أَي إِسراعه في مرضاة أَقاربه والحَفْدُ السرعة يقال حَفَدَ البعيرُ والظليم حَفْداً وحَفَداناً وهو تدارك السير وبعير حَفَّادٌ قال أَبو عبيد وفي الحفد لغة أُخرى أَحْفَدَ إِحْفاداً وأَحفدته حملته على الحَفْدِ والإِسراع قال الراعي مَزايدُ خَرْقاءِ اليَدَينِ مُسِيفَةٍ أَخَبَّ بهن المُخْلِفانِ وأَحْفَدا أَي أَحفدا بعيريهما وقال بعضهم أَي أَسرعا وجعل حَفَدَ وأَحفد بمعنى وفي التهذيب أَحفدا خدما قال وقد يكون أَحفدا غيرهما والحَفَدُ والحَفَدَة الأَعوان والخدَمة واحدهم حافد وحفَدة الرجل بناته وقيل أَولاد أَولاده وقيل الأَصهار والحفيد ولد الولد والجمع حُفَداءُ وروي عن مجاهد في قوله بنين وحفدة أَنهم الخدم وروي عن عبد الله أَنهم الأَصهار وقال الفرّاء الحَفَدة الأَختان ويقال الأَعوان ولو قيل الحَفَدُ كان صواباً لأَن الواحد حافد مثل القاعد والقَعَد وقال الحسن البنون بنوك وبنو بينك وأَما الحفدة فما حفدك من شيء وعمل لك وأَعانك وروى أَبو حمزة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى بنين وحفدة قال من أَعانك فقد حفدك أَما سمعت قوله حَفَدَ الولائدُ حولهنَّ وأَسلمت وقال الضحاك الحفدة بنو المرأَة من زوجها الأَوَّل وقال عكرمة الحفدة من خدمك من ولدك وولد ولدك وقال الليث الحفدة ولد الولد وقيل الحفدة البنات وهنَّ خدم الأَبوين في البيت وقال ابن عرفة الحفَدُ عند العرب الأَعوان فكل من عمل عملاً أَطاع فيه وسارع فهو حافد قال ومنه قوله وإِليك نسعى ونحفد قال والحَفَدانُ السرعة وروى عاصم عن زرّ قال قال عبدالله يا زرّ هل تدري ما الحفدة ؟ قال نعم حُفَّادُ الرجل من ولده وولد ولده قال لا ولكنهم الأَصهار قال عاصم وزعم الكلبي أَن زرّاً قد أَصاب قال سفيان قالوا وكذب الكلبي وقال ابن شميل قال الحفدة الأَعوان فهو أَتبع لكلام العرب ممن قال الأَصهار قال فلو أَن نفسي طاوعتني لأَصبحت لها حَفَدٌ مما يُعَدُّ كثير أَي خَدَم حافد وحَفَدٌ وحَفَدَةٌ جميعاً ورجل محفود أَي مخدوم وفي حديث أُم معبد محفود محشود المحفود الذي يخدمه أَصحابه ويعظمونه ويسرعون في طاعته يقال حَفَدْتُ وأَحْفَدْتُ وأَنا حافد ومحفود وحَفَدٌ وحَفَدة جمع حافد ومنه حديث أُمية بالنعم محفود وقال الحَفْدُ والحَفدان والإِحفاد في المشي دون الخَبَبِ وقيل الحَفَدان فوق المشي كالخبب وقيل هو إِبطاء الرَّكَكِ والفعل كالفعل والمَحْفِدُ والمِحْفَدُ شيء تعلف فيه الإِبل كالمِكْتَلِ قال الأَعشى يصف ناقته بناها الغَوادي الرضِيخُ مع الخَلا وسَقِْي وإِطعامي الشعيرَ بِمَحْفِدِ
( * قوله « الغوادي الرضيخ إلخ » كذا بالأصل الذي بأيدينا وكذا في شرح القاموس )
الغوادي النَّوَى والرضيخ المرضوخ وهو النوى يبل بالماء ثم يرضخ وقيل هو مكيال يكال به وقد روي بيت الأَعشى بالوجهين معاً بناها السواديّ الرضيخُ مع النوى وقَتٍّ وإِعطاء الشعيرِ بِمِحْفَدِ ويروى بِمَحْفِد فمن كسر الميم عده مما يعتمل به ومن فتحها فعلى توهم المكان أَو الزمان ابن الأَعرابي أَبو قيس مكيال واسمه المِحْفَدُ وهو القَنْقَلُ ومَحافِدُ الثوب وشْيُهُ واحدها مَحْفِدٌ ابن الأَعرابي الحَفَدَةُ صُناع الوشي والحفد الوَشْيُ ابن شميل يقال لطرف الثوب مِحفد بكسر الميم والمَحْفِد الأَصل عامّة عن ابن الأَعرابي وهو المَحْتِدُ والمَحفِد والمَحْكِد والمَحْقِدُ الأَصل ومَحْفِدُ الرجل مَحْتِدُه وأَصله والمحفد السنام وفي المحكم أَصل السنام عن يعقوب وأَنشد لزهير جُمالِيَّة لم يُبْقِ سيري ورِحْلَتي على ظهرها من نَيَّها غيرَ مَحْفِد وسيف مُحتفِدٌ سريع القطع

( حفرد ) الحِفْرِدُ حب الجوهر عن كراع والحِفْرِدُ نبت

( حفلد ) ابن الأَعرابي الحَفَلَّدُ البخيل وهو الذي لا تراه إِلا وهو يُشارُّ الناس ويفحش عليهم وأَنشد لزهير تقيّ نقيّ لم يُكَثِّر غنيمةً بِنَكْهَةِ ذي قُرْبَى ولا بِحَفَلَّدِ ذكره الأَزهري في ترجمة حقلَد بالقاف قال ورواه بالفاء

( حقد ) الحِقْدُ إِمساك العداوة في القلب والتربص لِفُرْصَتِها والحِقْدُ الضِّغْنُ والجمع أَحقاد وحُقود وهو الحقِيدَةُ والجمع حقائد قال أَبو صخر الهذلي وعَدِّ إِلى قوم تَجِيشُ صُدورُهم بِغِشِّيَ لا يُخْفُونَ حَمْلَ الحَقائِدِ وحَقَدَ عليَّ يَحْقِدُ حَقْداً وحَقِد بالكسر حَقَداً وحِقْداً فيهما فهو حاقد فالحَقْدُ الفعل والحِقْدُ الاسم وتَحَقَّدَ كَحَقَدَ قال جرير يا عَدْنَ إِنَّ وِصالهنَّ خِلابَة ولقد جَمَعْنَ مع البِعادِ تَحَقُّدَا ورجل حقود كثير الحقد على ما يوجب هذا الضرب من الأَمثلة وأَحقَدَه الأَمرُ صَيَّرَه حاقداً وأَحقده غيره وحَقِدَ المطرُ حَقَداً وأَحقد احتبس وكذلك المعدن إِذا انقطع فلم يُخرج شيئاً قال ابن الأَعرابي حَقِدَ المعدنُ وأَحقَدَ إِذا لم يخرج منه شيء وذهبت مَنالته ومعدن حاقد إِذا لم يُنل شيئاً الجوهري وأَحقد القومُ إِذا طلبوا من المعدن شيئاً فلم يجدوا قال وهذا الحرف نقلته من كلام ولم أَسمعه والمَحْقِدُ الأَصل عن ابن الأَعرابي

( حقلد ) الحَقَلَّدُ عَمَلٌ فيه إِثم وقيل هو الآثم بعينه قال زهير تقيّ نقيّ لم يُكَثِّر غنيمةً بنَكْهَةِ ذي قُرْبَى ولا بِحَقَلَّدِ والحقلَّد البخيل السيّء الخلق وقيل السيّء الخلق من غير أَن يقيد بالبخل الجوهري هو الضيق الخُلُق البخيل غيره هو الضيق الخلق ويقال للصغير قال الأَصمعي الحَقَلَّد الحِقْدُ والعداوة في قول زهير والقول من قال إِنه الآثم وقول الأَصمعي ضعيف ورواه ابن الأَعرابي ولا بِحَفَلَّد بالفاء وفسره أَنه البخيل وهو الذي لا تراه إِلا وهو يُشارُّ الناس ويفحش عليهم

( حكد ) المَحْكِدُ الأَصل وفي المثل حُبَّبَ إِلى عبد سَوْء مَحْكِدُه يضرب له ذلك عند حرصه على ما يهينه ويسوءه ورجع إِلى مَحكِدِه إِذا فعل شيئاً من المعروف ثم رجع عنه والمَحْكِدُ الملجأُ حكاه ثعلب وأَنشد ليس الإِمامُ بالشحيح المُلْحِدِ ولا بِوَبْرٍ بالحجازِ مُقْرِدِ إِنْ يُرَ يوماً بالفضاء يُصْطَدِ أَو يَنْجَحِرْ فالجُحْرُ شَرُّ مَحْكِدِ ابن الأَعرابي هو في محكِد صِدْق ومَحتِد صِدْقٍ

( حلقد ) الأَزهري الحِلْقِدُ السيّء الخُلُق الثقيل الروح

( حمد ) الحمد نقيض الذم ويقال حَمدْتُه على فعله ومنه المَحْمَدة خلاف المذمّة وفي التنزيل العزيز الحمد لله رب العالمين وأَما قول العرب بدأْت بالحمدُ لله فإِنما هو على الحكاية أَي بدأْت بقول الحمدُ لله رب العالمين وقد قرئ الحمدَ لله على المصدر والحمدِ لله على الإِتباع والحمدُ لله على الإِتباع قال الفراء اجتمع القراء على رفع الحمدُ لله فأَما أَهل البدو فمنهم من يقول الحمدَ لله بنصب الدال ومنهم من يقول الحمدِ لله بخفض الدال ومنهم من يقول الحمدُ لُلَّه فيرفع الدال واللام وروي عن ابن العباس أَنه قال الرفع هو القراءَة لأَنه المأْثور وهو الاختيار في العربية وقال النحويون من نصب من الأَعراب الحمد لله فعلى المصدر أَحْمَدُ الحمدَ لله وأَما من قرأَ الحمدِ لله فإِن الفراء قال هذه كلمة كثرت على الأَلسن حتى صارت كالاسم الواحد فثقل عليهم ضمة بعدها كسرة فأَتبعوا الكسرةَ للكسرة قال وقال الزجاج لا يلتفت إِلى هذه اللغة ولا يعبأُ بها وكذلك من قرأَ الحمدُ لُلَّه في غير القرآن فهي لغة رديئة قال ثعلب الحمد يكون عن يد وعن غير يد والشكر لا يكون إِلا عن يد وسيأْتي ذكره وقال اللحياني الحمد الشكر فلم يفرق بينهما الأَخفش الحمد لله الشكر لله قال والحمد لله الثناء قال الأَزهري الشكر لا يكون إِلا ثناء ليد أَوليتها والحمد قد يكون شكراً للصنيعة ويكون ابتداء للثناء على الرجل فحمدُ الله الثناءُ عليه ويكون شكراً لنعمه التي شملت الكل والحمد أَعم من الشكر وقد حَمِدَه حَمْداً ومَحْمَداً ومَحْمَدة ومَحْمِداً ومَحْمِدَةً نادرٌ فهو محمود وحميد والأُنثى حميدة أَدخلوا فيها الهاء وإِن كان في المعنى مفعولاً تشبيهاً لها برشيدة شبهوا ما هو في معنى مفعول بما هو بمعنى فاعل لتقارب المعنيين والحميد من صفات الله تعالى وتقدس بمعنى المحمود على كل حال وهو من الأَسماء الحسنى فعيل بمعنى محمود قال محمد بن المكرم هذه اللفظة في الأُصول فعيل بمعنى مفعول ولفظة مفعول في هذا المكان ينبو عنها طبع الإِيمان فعدلت عنها وقلت حميد بمعنى محمود وإِن كان المعنى واحداً لكن التفاصح في التفعيل هنا لا يطابق محض التنزيه والتقديس لله عز وجل والحمد والشكر متقاربان والحمد أَعمهما لأَنك تحمد الإِنسان على صفاته الذاتية وعلى عطائه ولا تشكره على صفاته ومنه الحديث الحمد رأْس الشكر ما شكر الله عبد لا يحمده كما أَن كلمة الإِخلاص رأْس الإِيمان وإِنما كان رأْس الشكر لأَن فيه إِظهار النعمة والإِشادة بها ولأَنه أَعم منه فهو شكر وزيادة وفي حديث الدعاء سبحانك اللهم وبحمدك أَي وبحمدك أَبتدئ وقيل وبحمدك سبحت وقد تحذف الواو وتكون الواو للتسبب أَو للملابسة أَي التسبيح مسبب بالحمد أَو ملابس له ورجل حُمَدَةٌ كثير الحمد ورجل حَمَّادٌ مثله ويقال فلان يتحمد الناس بجوده أَي يريهم أَنه محمود ومن أَمثالهم من أَنفق ماله على نفسه فلا يَتَحَمَّد به إِلى الناس المعنى أَنه لا يُحْمَدُ على إِحسانه إِلى نفسه إِنما يحمد على إِحسانه إِلى الناس وحَمَدَه وحَمِدَهُ وأَحمده وجده محموداً يقال أَتينا فلاناً فأَحمدناه وأَذممناه أَي وجدناه محموداً أَو مذموماً ويقال أَتيت موضع كذا فأَحمدته أَي صادفته محموداً موافقاً وذلك إِذا رضيت سكناه أَو مرعاه وأَحْمَدَ الأَرضَ صادفها حميدة فهذه اللغة الفصيحة وقد يقال حمدها وقال بعضهم أَحْمَدَ الرجلَ إِذا رضي فعله ومذهبه ولم ينشره سيبويه حَمِدَه جزاه وقضى حقه وأَحْمَدَه استبان أَنه مستحق للحمد ابن الأَعرابي رجل حَمْد وامرأَة حَمْدْ وحَمْدة محمودان ومنزل حَمْد وأَنشد وكانت من الزوجات يُؤْمَنُ غَيْبُها وتَرْتادُ فيها العين مُنْتَجَعاً حَمْدا ومنزلة حَمْد عن اللحياني وأَحْمَد الرجلُ صار أَمره إِلى الحمد وأَحمدته وجدته محموداً قال الأَعشى وأَحْمَدْتَ إِذ نَجَّيْتَ بالأَمس صِرْمَة لها غُدَاداتٌ واللَّواحِقُ تَلْحَق وأَحْمَد أَمرَه صار عنده محموداً وطعام لَيْسَت مَحْمِدة
( * قوله « وطعام ليست محمدة إلخ » كذا بالأصل والذي في شرح القاموس وطعام ليست عنده محمدة أي لا يحمده آكله وهو بكسر الميم الثانية ) أَي لا يحمد والتحميد حمدك الله عز وجل مرة بعد مرة الأَزهري التحميد كثرة حمد الله سبحانه بالمحامد الحسنة والتحميد أَبلغ من الحمد وإِنه لَحَمَّاد لله ومحمد هذا الاسم منه كأَنه حُمدَ مرة بعد أُخرى وأَحْمَد إِليك الله أَشكره عندك وقوله طافت به فَتَحامَدَتْ رُكْبانه أَي حُمد بعضهم عند بعض الأَزهري وقول العرب أَحْمَد إِليك اللَّهَ أَي أَحمد معك اللَّهَ وقال غيره أَشكر إِليك أَياديَه ونعمه وقال بعضهم أَشكر إِليك نعمه وأُحدثك بها هل تَحْمد لهذا الأَمر أَي ترضاه ؟ قال الخليل معنى قولهم في الكتب احمد إِليك الله أَي احمد معك الله كقول الشاعر ولَوْحَيْ ذراعين في بِرْكَة إِلى جُؤجُؤٍ رَهِل المنكب يريد مع بركة إِلى جؤجؤ أَي مع جؤجؤ وفي كتابه عليه السلام أَما بعد فإِني أَحمد إِليك الله أَي أَحمده معك فأَقام إِلى مُقام مع وقيل معناه أَحمد إِليك نعمة الله عز وجل بتحديثك إِياها وفي الحديث لواء الحمد بيدي يوم القيامة يريد انفراده بالحمد يوم القيامة وشهرته به على رؤوس الخلق والعرب تضع اللواء في موضع الشهرة ومنه الحديث وابعثه المقام المحمود الذي يحمده فيه جميع الخلق لتعجيل الحساب والإِراحة من طول الوقوف وقيل هو الشفاعة وفلان يَتَحَمَّد عليّ أَي يمتن ورجل حُمَدة مثل هُمَزة يكثر حمد الأَشياء ويقول فيها أَكثر مما فيها ابن شميل في حديث ابن عباس أَحْمد إِليكم غَسْل الإِحْليل أَي أَرضاه لكم وأتقدم فيه إِليكم أَقام إِلى مقام اللام الزائدة كقوله تعالى بأَن ربك أَوحى لها أَي إِليها وفي النوادر حَمِدت على فلان حَمْداً وضَمِدت له ضَمَداً إِذا غضبت وكذلك أَرِمْت أَرَماً وقول المصلي سبحانك اللهم وبحمدك المعنى وبحمدك أَبتدئ وكذلك الجالب للباء في بسم الله الابتداء كأَنك قلت بدأْت بسم الله ولم تحتج إِلى ذكر بدأْت لأَن الحال أَنبأَت أَنك مبتدئ وقولهم حَمادِ لفلان أَي حمداً له وشكراً وإِنما بني على الكسر لأَنه معدول عن المصدر وحُماداك أَن تفعل كذا وكذا أَي غايتك وقصاراك وقال اللحياني حُماداكَ أَن تفعل ذلك وحَمْدُك أَي مبلغ جهدك وقيل معناه قُصاراك وحُماداك أَن تَنْجُو منه رأْساً برأْس أَي قَصْرُك وغايتك وحُمادي أَن أَفعل ذاك أَي غايتي وقُصارايَ عن ابن الأَعرابي الأَصمعي حنانك أَن تفعل ذلك ومثله حُماداك وقالت أُم سلمة حُمادَياتُ النساء غَضُّ الطرف وقَصْر الوهادة معناه غاية ما يحمد منهن هذا وقيل غُناماك بمعنى حُماداك وعُناناك مثله ومحمد وأَحمد من أَسماء سيدنا المصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سمت محمداً وأَحمد وحامداً وحَمَّاداً وحَمِيداً وحَمْداً وحُمَيْداً والمحمَّد الذي كثرت خصاله المحمودة قال الأَعشى إِليك أَبَيتَ اللعنَ كان كَلالُها إِلى الماجِد القَرْم الجَواد المُحَمَّد قال ابن بري ومن سمي في الجاهلية بمحمد سبعة الأَول محمد بن سفيان بن مجاشع التميمي وهو الجد الذي يرجع إِليه الفرزدق همام بن غالب والأَقرع بن حابس وبنو عقال والثاني محمد بن عتوارة الليثي الكناني والثالث محمد بن أُحَيْحة بن الجُلاح الأَوسي أَحد بني جَحْجَبَى والرابع محمد بن حُمران بن مالك الجعفي المعروف بالشُّوَيْعِر لقب بذلك لقول امرئ القيس فيه وقد كان طلب منه أَن يبيعه فرساً فأَبى فقال بَلِّغَا عَنِّي الشُّوَيْعِرَ أَني عَمْدَ عَيْن بَكَّيْتُهنّ حَريما وحريم هذا اسم رجل وقال الشويعر مخاطباً لامرئ القيس أَتتني أُمور فكذبْتها وقد نُمِيَتْ ليَ عاماً فعاما بأَنّ امرأَ القيسِ أَمسى كئيبا على أَلَهٍ ما يذوقُ الطَّعاما لعمرُ أَبيكَ الذي لا يُهانُ لقد كان عِرْضُك مني حراما وقالوا هَجَوْتَ ولم أَهْجُه وهِلْ يَجِدَنْ فيكَ هاجٍ مراما ؟ وليس هذا هو الشويعر الحنفي وأَما الشويعر الحنفي فاسمه هانئ بن توبة الشيباني وسمي الشويعر لقوله هذا البيت وإِنّ الذي يُمْسِي ودنياهُ هَمُّه لَمُسْتَمسِكٌ منها بِحَبْلِ غُرور وأَنشد له أَبو العباس ثعلب يُحيّي الناسُ كلَّ غنيّ قوم ويُبْخَلُ بالسلام على الفقير ويوسَع للغنّي إِذا رأَوه ويُحْبَى بالتحية كالأَمير والخامس محمد بن مسلمة الأَنصاري أَخو بني حارثة والسادس محمد بن خزاعي بن علقمة والسابع محمد بن حرماز بن مالك التميمي العمري وقولهم في المثل العَود أَحمد أَي أَكثر حمداً قال الشاعر فلم تَجْرِ إِلا جئت في الخير سابقاً ولا عدت إِلا أَنت في العود أَحمد وحَمَدَة النار بالتحريك صوت التهابها كَحَدمتها الفراء للنار حَمَدة ويوم مُحْتَمِد ومُحْتَدِم شديد الحرّ واحْتَمَد الحرُّ قَلْب احتَدَم ومحمود اسم الفيل المذكور في القرآن ويَحْمَد أَبو بطن من الأَزد واليَحامِدُ جَمْعٌ قبيلة يقال لها يَحْمد وقبيلة يقال لها اليُحْمِد هذه عبارة عن السيرافي قال ابن سيده والذي عندي أَن اليحامد في معنى اليَحْمَديين واليُحْمِديين فكان يجب أَن تلحقه الهاء عوضاً من ياءَي النسب كالمهالبة ولكنه شذ أَو جعل كل واحد منهم يَحمد أَو يُحمد وركبوا هذا الاسم فقالوا حَمْدَوَيْه وتعليل ذلك مذكور في عمرويه

( حمرد ) الحِمْرِدُ
( * قوله « الحمرد » كذا بالأصل وفي القاموس كسلسلة )
الحمأَة وقيل الحِمْرِد بقية الماء الكدر يبقى في الحوض

( حند ) الأَزهري روى أَبو العباس عن ابن الأَعرابي قال الحُنُد الأَحساء واحدها حَنود قال وهو حرف غريب قال وأَحسبها الحُتُدَ من قولهم عين حُتُد لا ينقطع ماؤها

( حنجد ) الحُنْجُود وعاء كالسَّفَط الصغير وقيل دُوَيْبَّة وليس بثبت وحُنْجُودٌ اسم أَنشد سيبويه أَليس أَكرمَ خلقِ الله قد علموا عند الحِفاظِ بَنُو عَمْرو بن حُنْجود أَبو عمرو الحُنْجُد الحَبْل من الرمل الطويل

( حود ) الحُمَّى تُحاوِدُه أَي تَعَهَّدُه وهو يحاودنا بالزيارة أَي يزورنا بين الأَيام وحاوِدٌ اسم

( حيد ) الحَيْد ما شخص من نواحي الشيء وجمعه أحياد وحُيود وحَيْد الرأْس ما شخص من نواحيه وقال الليث الحَيْد كل حرف من الرأْس وكل نُتوء في القَرْن والجبل وغيرهما حَيْد والجمع حُيود قال العجاج يصف جملاً في شَعْشَعانٍ عُنُق يَمْخُور حابي الحُيُود فارِضِ الحنْجُور وحِيَد أَيضاً مثل بَدْرة وبِدَرٍ قال مالك بن خالد الخُناعي الهذلي تاللَّهِ يَبْقَى على الأَيام ذو حِيَد بِمُشْمَخِرٍّ به الظَّيَّانُ والآسُ أَي لا يبقى وحُيود القرن ما تلوى منه والحَيْد بالتسكين حرف شاخص يخرج من الجبل ابن سيده حَيْدُ الجبل شاخصٌ يخرج منه فيتقدم كأَنه جَناح وفي التهذيب الحَيْد ما شخَص من الجبل واعوجَّ يقال جبل ذو حُيود وأَحياد إِذا كانت له حروف ناتئة في أَعراضه لا في أَعاليه وحُيود القرن ما تلوى منه وقرن ذو حِيَد أَي ذو أَنابيب ملتوية ويقال هذا نِدُّه ونَدِيدُه وبِدُّه وبَدِيدُه وحَيْدُه وحِيدُه أَي مثله وحايدَه مُحايدة جانبه وكل ضلع شديدة الاعوجاج حَيْد وكذلك من العظم وجمعه حُيود والحِيَد والحُيُود حروف قرن الوعل وأَنشد بيت مالك بن خالد الخُناعي وحاد عن الشيءِ يَحِيد حَيْداً وحَيَداناً ومَحِيداً وحَيْدُودة مال عنه وعدل الأَخيرة عن اللحياني قال يَحِيدُ حذارَ الموت من كل رَوْعة ولا بُدَّ من موت إِذا كان أَو قَتْلِ وفي الحديث أَنه ركب فرساً فمرَّ بشجرة فطار منها طائر فحادت فَنَدَرَ عنها حاد عن الطريق والشيء يَحِيدُ إِذا عدل أَراد أَنها نفرت وتركت الجادَّة وفي كلام علي كرّم الله وجهه يذم الدنيا هي الجَحُود الكَنود الحَيود المَيُود وهذا البناء من أَبنية المبالغة الأَزهري والرجل يحيد عن الشيء إِذا صدَّ عنه خوفاً وأَنفة ومصدره حُيودة وحَيَدانٌ وحَيْدٌ وما لَك مَحِيد عن ذلك وحُيود البعير مثل الوركين والساقين قال أَبو النجم يصف فحلاً يَقودُها صافي الحُيودِ هَجْرَعُ مُعْتدِلٌ في ضَبْرِه هَجَنَّعُ أَي يقود الإِبل فحل هذه صفته ويقال اشتكت الشاة حَيَداً إِذا نَشِبَ ولدها فلم يسهل مخرجه ويقال في هذا العود حُيود وحُرود أَي عُجَرٌ ويقال قدّ فلان السير فحرَّده وحَيَّده إِذا جعل فيه حُيوداً الجوهري في قوله حاد عن الشيءِ حَيْدُودة قال أَصل حَيْدُودة حَيَدودة بتحريك الياء فسكنت لأَنه ليس في الكلام فَعْلُول غيرُ صَعْفوق وقولهم حِيدِي حَيادِ هو كقولهم فِيحِي فَيَاحِ وفي خطبة عليّ كرَّم الله وجهه فإِذا جاء القتال قلتم حِيدِي حَيادِ حِيدي أَي ميلي وحَياد بوزن قَطَامِ هو من ذلك مثل فيحِي فَياح أَي اتسعي وفياح اسم للغارة والحَيْدَة العقدة في قَرْن الوعِيل والجمع حُيود والحَيْدان ما حاد من الحصى عن قوائم الدابة في السير وأَورده الأَزهري في حدر وقال الحيدار واستشهد عليه ببيت لابن مقبل وسنذكره والحَيَدى الذي يَحيد وحمار حَيَدى أَي يحيد عن ظله لنشاطه ويقال كثير الحيود عن الشيء ولم يجئ في نعوت المذكر شيء على فَعَلى غيره قال أُمية بن أَبي عائذ الهذلي أَو آصْحَمَ حامٍ جَرامِيزَه حَزابِيَةٍ حَيَدى بالدِّحال المعنى أَنه يحمي نفسه من الرماة قال ابن جني جاء بِحَيَدى للمذكر قال وقد حكى غيره رجل دَلَظَى للشديد الدفع إِلا أَنه قد روى موضع حيدى حَيِّد فيجوز أَن يكون هكذا رواه الأَصمعي لا حَيَدى وكذلك أَتان حَيَدى عن ابن الأَعرابي سيبويه حادانُ فَعلانُ منه ذهب به إِلى الصفة اعتلت ياؤه لأَنهم جعلوا الزيادة في آخره بمنزلة ما في آخره الهاء وجعلوه معتلاً كاعتلاله ولا زيادة فيه وإِلا فقد كان حكمه أَن يصح كما صح الجَوَلان قال الأَصمعي لا أَسمع فَعَلى إِلا في المؤنث إِلا في قول الهذلي وأَنشد كأَنِّي ورَحْلِي إِذا رُعْتُها على جَمَزى جازئ بالرمال وقال أَنشدَناه أَبو شعيب عن يعقوب زُعْتُها وسمي جدّ جرير الخَطَفَى ببيت قاله وعَنَقاً بعد الكَلالِ خَطَفَى ويروى خَيْطَفَى والحَياد الطعام
( * قوله « والحياد الطعام » كذا بالأصل بوزن سحاب وفي القاموس الحيد محركة الطعام فهما مترادفان ) قال الشاعر وإِذا الركابُ تَرَوَّحَتْ ثم اغْتَدَتْ بَعْدَ الرَّواح فلم تَعُجْ لحَيَاد وحَيْدَةُ اسم قال حَيْدَةُ خالي ولَقيطٌ وعَلي وحاتِمُ الطَّائِيُّ وهَّابُ المِئِي أَراد حاتمٌ الطائيّ فحذف التنوين وحيدة أَرض قال كثير ومرَّ فَأَرْوى يَنْبُعاً فَجُنُوبَه وقد حِيدَ مِنه حَيْدَةٌ فعَباثِرُ وبنو حَيْدانَ بطن قال ابن الكلبي هو ابو مَهْرة بن حَيْدان

( خبند ) الخَبَنْداة من النساء التَّارَّة الممتلئة كالبَخَنداة وقيل التامة القَصب وقيل التامة الخَلْق كله وقيل الثقيلة الوركين قال العجاج فقد سَبَتْني غيرَ ما تَعْذِير تَمْشِي كمشْيِ الوَحِلِ المَبْهُور على خَبَنْدى قَصَب مَمْكور خَبَنْدَى فعنلل وهو واحد والفعل اخْبَنْدَى واخْبَنْدَد إِذا تمَّ قصبه واخْبَدَّتِ الجارية واخْبَنْدَت وساق خَبَنْداة مستديرة ممتلئة وقصب خَبندى ممتلئ ريان وبعير مُخْبَنْدٍ عظيم وقيل صلب شديد

( خدد ) الخَدُّ في الوجه والخدان جانبا الوجه وهما ما جاوز مؤخر العين إِلى منتهى الشدق وقيل الخد من الوجه من لدن المحْجِر إِلى اللَّحْي من الجانبين جميعاً ومنه اشتق اسم المِخَدَّة بالكسر وهي المِصْدَغة لأَن الخد يوضع عليها وقيل الخدان اللذان يكتنفان الأَنف عن يمين وشمال قال اللحياني هو مذكر لا غير والجمع خدود لا يكسر على غير ذلك واستعار بعض الشعراء الخدّ لليل فقال بَناتُ وَطَّاءٍ على خَدِّ اللَّيْلِ لاِ مِّ مَنْ لم يَتَّخِذْهُنَّ الْوَيْل يعني أَنهنّ يذللن الليل ويملكنه ويتحكمن عليه حتى كأَنهنَّ يصرعنه فيذللن خدّه ويفللن حدّه الأَصمعي الخدود في الغُبُط والهوادج جوانب الدَّفتين عن يمين وشمال وهي صفائح خشبها الواحد خَدّ والخَدّ والخُدَّة والأُخْدود الحفرة تحفرها في الأَرض مستطيلة والخُدَّة بالضم الحفرة قال الفرزدق وبِهِنَّ نَدْفَع كَرْب كلِّ مُثَوِّب وترى لها خُدَداً بكُلِّ مَجَال المثوِّب الذي يدعو مستغيثاً مرة بعد مرة التهذيب الخَدّ جَعْلُكَ أُخْدُوداً في الأَرض تَحْفِره مستطيلاً يقال خَدَّ خَدّاً والجمع أَخاديد وأَنشد رَكِبْنَ مِن فَلْجٍ طَريقاً ذا قُحَمْ ضاحِي الأَخاديدِ إِذا الليلُ ادْلَهَمْ أَراد بالأَخاديد شَرَك الطريق وكذلك أَخاديد السياط في الظهر ما شقت منه والخَدُّ والأُخْدود شقان في الأَرض غامضان مستطيلان قال ابن دريد وبه فسر أَبو عبيد قوله تعالى قُتل أَصحاب الأُخدود وكانوا قوماً يعبدون صنماً وكان معهم قوم يعبدون الله عز وجل ويوحدونه ويكتمون إِيمانهم فعلموا بهم فَخَدُّوا لهم أُخْدوداً وملأُوه ناراً وقذفوا بهم في تلك النار فتقحموها ولم يرتدُّوا عن دينهم ثبوتاً على الإِسلام ويقيناً أَنهم يصيرون إِلى الجنة فجاء في التفسير أَن آخر من أُلقي في النار منهم امرأَة معها صبي رضيع فلما رأَت النار صدّت بوجهها وأَعرضت فقال لها يا أُمَّتاه قِفي ولا تُنافقي وقيل إِنه قال لها ما هي إِلا غُمَيْضَة فصبرت فأُلقيت في النار فكان النبي صلى الله عليه وسلم إِذا ذكر أَصحاب الأُخدود تعوّذ بالله من جَهْد البلاء وقيل كان أَصحاب الأُخدود خَدُّوا في الأَرض أَخاديدَ وأَوقدوا عليها النيران حتى حميت ثم عرضوا الكفر على الناس فمن امتنع أَلقَوْه فيها حتى يحترق والأُخدود شق في الأَرض مستطيل قال ابن سيده والخَدُّ والخُدة الأُخدود وقد خدَّها يَخُدُّها خَدّاً وأَخاديدُ الأَرْشية في البئر تأْثير جرّها فيه وخَدَّ السيل في الأَرض إِذا شقها بجريه وفي حديث مسروق أَنهار الجنة تجري في غير أُخْدود أَي في غير شق في الأَرض والخد الجدول والجمع أَخدّة على غير قياس والكثير خِداد وخِدَّان والمِخَدَّة حديدة تُخَدُّ بها الأَرض أَي تُشق وخَدَّ الدمع في خده أَثَّر وخَدَّ الفرس الأَرضَ بحوافره أَثر فيها وأَخاديد السياط آثارها وضربة أُخدودٌ أَي خَدَّت في الجِلد وخَدَّدَ لحمُه وتَخَدَّدَ هُزل ونقص وقيل التَّخَدُّد أَن يضطرب اللحم من الهزال والتخديدُ من تخديد اللحم إِذا ضُمِّرَتِ الدواب قال جرير يصف خيلاً هزلت أَجْرى قَلائِدَها وخَدَّدَ لحمَها أَن لا يَذُقنَ مع الشكائم عُودا والمُتَخَدِّدُ المهزول رجل مُتَخَدِّد وامرأَة مُتَخَدِّدة مهزول قليل اللحم وقد خَدَّد لحمُه وتَخَدَّد أَي تَشَنَّج وامرأَة مُتَخَدِّدة إِذا نقص جسمها وهي سمينة والخَدُّ الجمع من الناس ومضى خَدٌّ من الناس أَي قَرْن ورأَيت خدّاً من الناس أَي طبقاً وطائفة وقتلهم خَدّاً فخدّاً أَي طبقة بعد طبقة قال الجعدي شَراحِيلُ إِذ لا يَمنعون نساءَهم وأَفناهُمُ خَدّاً فخدّاً تَنَقُّلا ويقال تخدد القوم إِذا صاروا فرقاً وخَدَدُ الطريق شَرَكُه قاله أَبو زيد والمِخَدَّان النابان قال بَيْنَ مِخَدَّيْ قَطِمٍ تَقَطَّما وإِذا شق الجمل بنابه شيئاً قيل خدَّه وأَنشد قَدّاً بِخَدَّادٍ وهذّاً شَرْعَبا ابن الأَعرابي أَخَدَّه فَخَدَّه إِذا قطعه وأَنشد وعَضُّ مَضَّاغٍ مُخِدٍّ مَعْذِمُه أَي قاطع وقال ضربةٌ أُخْدُودٌ شديدة قد خَدَّتْ فيه والخِدادُ مِيسَم في الخد والبعير مَخْدود والخُدْخُود دوَيْبَّة ابن الأَعرابي الخد الطريق والدَّخ الدخان جاء به بفتح الدال

( خرد ) الخَرِيدَة والخَرِيد والخَرُود من النساء البكر التي لم تُمْسَسْ قط وقيل هي الحيية الطويلة السكوت الخافضة الصوت الخَفِرة المتسترة قد جاوزت الإِعْصار ولم تَعنَس والجمع خرائد وخُرُد وخُرَّد الأَخيرة نادرة لأَن فعيلة لا تجمع على فُعَّل وقد خَرِدَت خَرَداً وتَخَرَّدت قال أَوس يذكر بنت فضالة التي وكلها أَبوها بإِكرامه حين وقع من راحلته فانكسر ولم تُلْهِها تلك التكالِيفُ إِنها كما شئتَ من أُكْرُومَةٍ وتَخَرُّد وصوت خَريدٌ لين عليه أَثر الحياء أَنشد ابن الأَعرابي من البيض أَما الدَّلُّ منها فكامل مَليح وأَما صَوْتُها فَخريدُ والخَرَد طول السكوت والمُخْرِد الساكت وأَخْرَد أَطال السكوت أَبو عمرو الخارد الساكت من حياء لا ذل والمُخْرِد الساكت من ذُلٍّ لا حياء ابن الأَعرابي خَرِدَ إِذا ذَلَّ وخَرِدَ إِذا استحيا وأَخْرَدَ إِلى اللهو مال عن ابن الأَعرابي وكل عذراء خَريدة والخَريدة اللؤْلؤَة قبل ثقبها قال الليث سمعت أَعرابيّاً من كلب يقول الخريدة التي لم تثقب وهي من النساء البكر وقد أَخْرَدتْ إِخراداً ابن الأَعرابي لؤلؤَة خريد لم تثقب

( خرمد ) المُخَرْمِدُ المقيم في منزله عن كراع

( خضد ) الخَضْد الكسر في الرطب واليابس ما لم يَبِن خَضَدَ الغُصْنَ وغيره يَخْضِدُهُ خَضْداً فهو مخضود وخَضِيد وقد انْخَضَد وتَخَضَّد وإِذا كسرت العود فلم تبنه قلت خَضَدْته وخَضَدت العود فانْخَضد أَي ثنيته فانثنى من غير كسر أَبو زيد انخضدَّ العود انخضاداً وانعَطَّ انعِطاطاً إِذا تثنى من غير كسر يبين والخَضَدُ ما تكسر وتراكم من البَرْدِيِّ وسائر العيدان الرطبة قال النابغة فيه رُكام من اليَنْبوتِ والخَضَد ويقال انخَضَدتِ الثمار الرطبة إِذا حُملت من موضع إِلى موضع فتشدَّخت ومنه قول الأَحنف بن قيس حين ذكر الكوفة وثمار أَهلها فقال تأْتيهم ثمارهم لم تُخْضَد أَراد أَنها تأْتيهم بطراءتها لم يصبها ذبول ولا انعصار لأَنها تحمل في الأَنهار الجارية فتؤَديها إِليهم وقيل صوابه لم تَخْضَد بفتح التاء على أَن الفعل لها يقال خَضِدَتِ الثمرةُ تَخْضَد إِذا غبَّت أَياماً فضمرت وانزوت والخَضَد وجع يصيب الإِنسان في أَعضائه لا يبلغ أَن يكون كسراً قال الكميت حتى غدا ورُضابُ الماءِ يتبعه طَيَّانَ لا سَأَمٌ فيه ولا خَضَد وخَضَدُ البَدَنِ تَكَسُّرُه وتوجعه مع كسل وخَضَدَ البعيرُ عنق صاحبه يَخْضِدُها كسرها قال الليث الفحل يَخْضِدُ عنق البعير إِذا قاتله قال رؤبة ولَفْت كَسَّارٍ لهنَّ خَضَّاد وخَضَد الإِنسانُ يَخْضِد خَضْداً إِذا أَكل شيئاً رطباً نحو القثاء والجزر وما أَشبههما وخَضَدَ الشيءَ يَخْضِدُهُ خَضْداً أَكله رطباً والخَضْد الأَكل الشديد وقيل لأَعرابي وكان معجباً بالقثاء ما يعجبك منه ؟ قال خَضْدُه ورجل مِخْضَد وفي الخبر أَن معاوية رأَى رجلاً يُجيد الأَكل فقال إِنه لَمِخْضَد الخَضْد شدَّة الأَكل ومِخْضَد مِفْعل منه كأَنه آلة للأَكل ومنه حديث مسلمة بن مخلد أَنه قال لعمرو بن العاص إِن ابن عمك هذا لَمِخْضَد أَي يأْكل بجفاء وسرعة وقال امرؤ القيس ويَخْضِدُ في الآريّ حتى كأَنما به عَرَّة أَو طائِف غيرُ مُعْقِب وخَضَدَ الفرسُ يَخْضِدُ خَضْداً مثل خَضَِمَ وقيل خَضَدَ خَضْداً أَكل قال أَوَيْنَ إِلى مُلاطِفَةٍ خَضودٍ لِمَأْكَلِهِنَّ طَفْطافَ الرُّبول
( * قوله « قال أوين إلخ » أورد المصنف كما ترى شاهداً على الخضد بمعنى الخضم الذي هو الأكل بملء الفم أو نحوه ولم يذكره الصحاح ولا شرح القاموس ولا غيرهما شاهد الخضد بهذا المعنى بل الشاعر يصف قطاة تكسر لأولادها أطراف الشجر كما نبه عليه الصحاح في غير موضع فالمناسب أن يكون شاهد الخضد بمعنى كسر )
واخْتَضَد البعيرَ أَخذه من الإِبل وهو صعب لم يذلل فخطمه ليذل وركبه حكاها اللحياني وقال الفارسي إِنما هو اختضر والخَضاد من شجر الجَنْبَة وهو مثل النَّصِيِّ ولورقه حروف كحروف الحلفاء تجرّ باليد كما تجرُّ الحلفاء والخَضَد شجر رخو بلا شوك والخَضْد القطع وكل رطب قضبته فقد خَضَدْته وكذلك التَّخْضِيد قال طرفة كأَن البُرِينَ والدَّماليجَ عُلِّقَتْ على عُشَر أَو خِرْوَعٍ لم يُخَضَّد وخَضَدت الشجر قطعت شوكه فهو خَضيد ومخضود والخَضْد نزع الشوك عن الشجر قال الله عز وجل في سدر مخضود هو الذي خُضِدَ شوكه فلا شوك فيه الزجاج والفراء قد نزع شوكه وفي حديث ظبْيان يُرَشِّحونَ خَضِيدَها أَي يصلحونه ويقومون بأَمره والخَضِيدُ فعيل بمعنى مفعول والخَضَد ما خُضِدَ من الشجر ونحي عنه والخَضَد بفتح الخاءِ والضاد كل ما قطع من عود رطب قال الشاعر أَوجَرْتُ حُفْرته حرصاً فمال به كما انثَنى خَضَدٌ من ناعِمِ الضَّال والخَضاد شجر رخو بلا شوك وفي إِسلام عروة بن مسعود ثم قالوا السفر وخَضَده أَي تعبه وما أَصابه من الإِعياء وأَصل الخَضْد كسر الشيء اللين من غير إِبانة له وقد يكون بمعنى القطع ومنه حديث الدعاء يُقْطَعُ به دابرُهم ويُخضَد به شَوْكَتُهم وفي حديث عليّ حرامها عند أَقوام بمنزلة السدر المخضود الذي قطع شوكه وفي حديث أُمية بن أَبي الصلت بالنعم مَحْفود وبالذنب مَخْضود يريد به ههنا أَنه منقطع الحجة كأَنه منكسر

( خفد ) خَفِدَ خَفَداً وخَفَدَ يَخْفِدُ خَفْداً وخَفَداناً كلاهما أَسرع في مشيه والخَفَيْفَدُ والخَفَيْدَدُ السريع مثل بهما سيبويه صفتين وفسرهما السيرافي والخَفَيْدَدُ الظليم الخفيف والجمع خَفاددُ وخَفَيْدَدات قال الليث إِذا جاء اسم على بناء فَعالل مما آخره حرفان مثلان فإِنهم يمدونه نحو قَرْدَد وقَراديدَ وخَفَيْدَد وخَفاديد وقيل هو الظليم الطويل الساقين قيل للظليم خَفَيْدَد لسرعته وفيه لغة أُخرى خَفَيْفَد وهو ثلاثي من خفد أُلحق بالرباعي ابن الأَعرابي إِذا أَلقت المرأَة ولدها بزَحْرَةٍ قيل زَكَبَتْ به وأَزْلَخَتْ به وأَمصَعَت به وأَخْفَدت به وأَسهدت به وأَمهدت به والخَفَيْدد فرس الأَسود بن حُمْران والخُفْدُدُ الخُفَّاش والخُفْدود ضرب من الطير وأَخْفَدت الناقة فهي مُخْفِد إِذا أَظهرت أَنها حملت ولم يكن بها حمل وأَخْفَدت الناقة فهي خَفود أَلقت ولدها لغير تمام قبل أَن يستبين خلقه ونظيره أُنْتِجَت فهي نَتُوج إِذا حملت وأَعَقَّت الفرس فهي عَقوق إِذا لم تحمل وأَشَصَّت الناقة فهي شَصوص إِذا قل لبنها وقد قيل شَصَّت فإِن كان شَصوص عليه فليس بشاذ وخَفَدان موضع

( خلد ) الخُلْد دوام البقاء في دار لا يخرج منها خَلَدَ يَخْلُدُ خُلْداً وخُلوداً بقي وأَقام ودار الخُلْد الآخرة لبقاءِ أَهلها فيها وخَلَّده الله وأَخْلَده تخليداً وقد أَخْلَد الله أَهلَ دار الخُلْد فيها وخَلَّدهم وأَهل الجنة خالدون مُخَلَّدون آخر الأَبد وأَخلد الله أَهل الجنة إِخلاداً وقوله تعالى أَيحسب أَنَّ ماله أَخلده أَي يعمل عمل من لا يظن مع يساره أَنه يموت والخُلْد اسم من أَسماءِ الجنة وفي التهذيب من أَسماءِ الجنان وخَلَد بالمكان يَخْلُد خُلوداً وأَخْلَد أَقام وهو من ذلك قال زهير لِمَن الديارُ غَشِيتَها بالغَرْقَد كالوَحْيِ في حَجَر المسِيل المُخْلِد ؟ والمُخلِد من الرجال الذي أَسن ولم يَشِب كأَنه مُخَلَّد لذلك وخَلَد يَخْلِد ويخْلُدُ خَلْداً وخُلوداً أَبطأَ عنه الشيب كأَنما خلق لِيَخْلُد التهذيب ويقال للرجل إِذا بقي سواد رأْسه ولحيته على الكبر إِنه لمخلِد ويقال للرجل إِذا لم تسقط أَسنانه من الهرم إِنه لمخلِد والخوالد الأَثافي في مواضعها والخوالد الجبال والحجارة والصخور لطول بقائها بعد دروس الأَطلال وقال إِلاَّ رَماداً هامداً دَفَعَتْ عنه الرياحَ خَوالِدٌ سُحْمُ الجوهري قيل لأَثافي الصخور خوالد لطول بقائها بعد دروس الأَطلال وقوله فتأْتيك حَذَّاءَ محمولةً يَفُضُّ خَوالِدُها الجَنْدلا الخوالد هنا الحجارة والمعنى القوافي وخَلَدَ إِلى الأَرض وأَخْلَد أَقام فيها وفي التنزيل العزيز ولكنه أَخلد إِلى الأَرض واتبع هواه أَي ركن إِليها وسكن وأَخْلَد إِلى الأَرض وإِلى فلان أَي ركن إِليه ومال إِليه ورضي به ويقال خَلَدَ إِلى الأَرض بغير أَلف وهي قليلة الكسائي خَلَدَ وأَخْلَد بهِ إِخلاداً وأَعْصَمَ به إِعصاماً إِذا لزمه وفي حديث علي كرّم الله وجهه يَذُمُّ الدنيا من دان لها وأَخلد إِليها أَي ركن إِليها ولزمها ابن سيده أَخلد الرجل بصاحبه لزمه والخِلَدة جماعة الحلى وقوله تعالى يطوف عليهم ولدان مخلَّدون قال الزجاجي محلَّون وقال أَبو عبيد مسوّرون يمانية وأَنشد ومُخَلَّدات باللُّجَين كأَنما أَعجازهن أَقاوِزُ الكُثْبان وقيل مقرَّطون بالخِلَدَة وقيل معناه يخدمهم وصفاء لا يجوز واحد منهم حد الوِصافة وقال الفراء في قوله مخلدون يقول إِنهم على سن واحد لا يتغيرون أَبو عمرو خَلَّد جاريته إِذا حلاها بالخَلَدة وهي القِرَطة
( * قوله « وهي القرطة » كذا بالأصل والمناسب وهي القرط بالإفراد أو تأخيرها عن قوله وجمعها خلد اه ) وجمعها خلَد والخَلَد بالتحريك البال والقلب والنفس وجمعه أَخلاد يقال وقع ذلك في خَلَدي أَي في رُوعي وقلبي أَبو زيد من أَسماء النفس الروع والخَلَد وقال البال النفس فإِذاً التفسير متقارب والخُلْد والخَلْد ضرب من الفِئَرة وقيل الخَلد الفأْرة العمياء وجمعها مَناجذ على غير لفظ الواحد كما أَنَّ واحدة المخاض من الإِبل خَلِفة ابن الأَعرابي من أَسماءِ الفأْر الثُّعْبة والخَلد والزَّبابة وقال الليث الخُلد ضرب من الجُرْذان عُمْي لم يخلق لها عيون واحدها خِلْد بكسر الخاء والجمع خِلدان وفي التهذيب واحدتها خِلدة بكسر الخاء والجمع خِلدان وهذا غريب جدّاً وقد سمَّت خالداً وخُويلِداً ومَخْلداً وخُلَيداً ويَخْلُد وخَلاَّداً وخَلْدة وخالِدة وخُلَيدة والخالديّ ضرب من المكاييل عن ابن الأَعرابي وأَنشد عليَّ إِن لم تَنْهَضِي بِوِقْري بأَربعين قُدِّرَتْ بِقَدْر بالخالِدِيِّ لا تُضاع حَجري والخُوَيلِدية من الإِبل نسبة إِلى خويلد من بني عقيل غيره وبنو خُويلِد بطن من عقيل والخالدان من بني أَسد خالد بن نَضْلة بن الأَشتر بن جَحْوان ابن فقعس وخالد بن قيس بن المُضَلَّل بن مالك بن الأَصغر بن منقذ بن طريف بن عمرو بن قعين قال الأَسود بن يعفر وقَبْليَ مات الخالدان كلاهما عَميدُ بني جَحْوان وابن المُضَلَّل قال ابن بري صواب إِنشاده فقبلي بالفاء لأَنها جواب الشرط في البيت الذي قبله وهو فإِن يكُ يومي قد دنا وإِخاله كوارِدَة يوماً إِلى ظِمْءِ مَنْهَل

( خمد ) خَمَدَت النار تَخْمُد خُموداً سكن لهبها ولم يُطْفأْ جمرها وهمَدت هموداً إِذا أُطفئَ جمرها البتة وأَخْمد فلان نارَه وقوم خامدون لا تسمع لهم حساً من ذلك وفي التنزيل العزيز إِن كانت إِلاَّ صيحة واحدة فإِذا هم خامدون قال الزجاج فإِذا هم ساكتون قد ماتوا وصاروا بمنزلة الرماد الخامد الهامد قال لبيد وجَدْتُ أَبي ربيعاً لليتامى وللضيفان إِذ خَمدَ الفَئيد الفَئيد النار أَي سكن لهبها بالليل لئلا يَضْوِيَ إِليها ضيف أَو طارق وفيه حتى جعلناهم حصيداً خامدين والخَمُّود على وزن التَّنُور موضع تدفن فيه النار حتى تَخْمُد وخَمَدَت الحُمَّى سكن فورانها وخَمِدَ المريض أُغمي عليه أَو مات وفي نوادر الأَعراب تقول رأَيته مُخْمِداً ومُخْبِتاً ومُخْلِداً ومُخْبِطاً ومُسْبِطاً ومُهْدِياً إِذا رأَيته ساكناً لا يتحرك والمُخْمِد الساكن الساكت قال لبيد مِثْل الذي بالغِيل يَقْرُو مُخْمِدا قال مخمد ساكن قد وطن نفسه على الأَمر

( خود ) الخَوْدُ الفتاة الحسنة الخَلق الشابة ما لم تصر نَصَفاً وقيل الجارية الناعمة والجمع خَوْدات وخُود بضم الخاء مثل رمح لَدْن ورِماح لُدْن ولا فعل له والتَّخْويد سرعة السير وقيل سرعة سير البعير وخَوَّدَ البعيرُ أَسرع وزج بقوائمه وقيل هو أَن يهتز كأَنه يضطرب وكذلك الظليم وقد يستعمل في الإِنسان وفي الحديث طاف عمر رضي الله عنه بين الصفا والمروة فَخَوَّد أَي أَسرع وخَوَّد الفحلَ في الشوك تَخْويداً أَرسله وأَنشد الليث وخَوِّدْ فحلَها من غير شَلٍّ بدار الريح تَخْويدَ الظَّلِيم قال أَبو منصور غلط الليث في تفسير التخويد وفي تفسير هذا البيت والبيت للبيد إِنما يقال خَوَّدَ البعيرُ تَخْويداً إِذا أَسرع والرواية وخَوَّدَ فحلُها من غير شل يصف برد الزمان وانتزاع الفحل إِلى مراحه مبادراً هبوب الريح الباردة بالعشي كما يُخَوِّد الظليم إِذا راح إِلى بيضه وأُدْحِيِّه وفي ترجمة بقَّم تَوَّجُ موضع وكذلك خَوَّدُ قال ذو الرمة وأَعيُن العِين بأَعلى خَوَّدا حكاه ابن بري عن ابن الجواليقي

( خيد ) قال الليث الخِيد فارسية حوّلوا الذال دالاً قال أَبو منصور يعني به الرطبة

( دد ) : هذه ترجمة ذكرها الجوهري هنا وقال ابن بري : صوابها أَن تذكر في فصل ددن أَو في فصل دَدا من المعتل وسنذكره نحن في ترجمة دَدا في المعتل إِن شاء الله تعالى

( درد ) الدَّرَد ذهاب الأَسنان دَرِدَ دَرَداً ورجل أَدْرَدُ ليس في فمه سن بيّن الدَّرَد والأُنثى دَرْداء وفي الحديث أمرت بالسواك حتى خفت لأدْرَدَنَّ أَراد بالخوف الظن والعرب تذهب بالظن مذهب اليقين فتجاب بجوابها فتقول ظننت لعبدالله خير منك وفي رواية لزمت السواك حتى خشيت أَن يُدْرِدَني أَي يذهب بأَسناني والدِّرْدِمُ كالإِدْرِدِ ميمه زائدة والدَّرْداءُ من الإِبل التي لحقت أَسنانُها بدُرْدُرها من الكبَر والدِّرْدِم بالكسر الناقة المسنة وهي الدَّرداءُ والميم زائدة كما قالوا للدَّلْقاءِ دِلْقِم وللدَّقْعاءِ دِقْعِم على فِعْلِم وقول النابغة الجعدي ونحن رَهَنَّا بالافاقة عامراً بما كان في الدَّرداءِ رَهْناً فَأُبْسِلا قال أَبو عبيدة الدَّرداءُ كتيبة كانت لهم والدَّرَدُ الحَرَدُ ورجل دَرِدٌ حَرِدٌ ودُرَيْدٌ اسم وذُرَيْدٌ تصغير أَدرد مرخماً ودُرْدِيُّ الزيت وغيره ما يبقى في أَسفله وفي حديث الباقر أَتجعلون في النبيذ الدُّرْدِيَّ ؟ قيل وما الدردي ؟ قال الرَّوْبَةُ أَراد بالدردي الخميرة التي تترك على العصير والنبيذ ليتخمر وأَصله ما يركد في أَسفل كل مائع كالأَشربة والأَدهان

( دعد ) دَعْدُ اسم امرأَة معروف والجمع دَعداتُ وأَدْعُدٌ ودُعودٌ يصرف ولا يصرف قال جرير يا دارُ أَقْوَتْ بجانب اللَّبَبِ بين تلاع العقيق فالكُثُبِ حيث استقرَّت نَواهمُ فسُقوا صَوْبَ غمام مُجَلْجِلٍ لَجِبِ لم تَتَلَفَّعْ بِفَضْلِ مِئزَرِها دَعْدٌ ولم تُغْذَ دَعْدُ بالعُلَب التلفع الاشتمال بالثوب كلبسة نساءِ الأَعراب والعلب أَقداح من جلود الواحد عُلْبَةٌ يحلب فيه اللبن ويشرب أَي ليست دعد هذه ممن تشتمل بثوبها وتشرب اللبن بالعلبة كنساءِ الأَعراب الشقيات ولكنها ممن نشأَ في نعمة وكَسي أَحسنَ كسوة وحكي عن بعض الأَعراب يقال لأُمِّ خُبَينٍ دَعْدٌ قال أَبو منصور ولا أَعرفه

( دود ) الدُّودُ : واحدته دُودَة التهذيب : دودة واحدة ودُود كثير ثم دُودَان جمع وجمع الدود دِيدان والتصغير دُويد وقياسه دُويدة قال ابن بري : قاله الجوهري وهو وهم منه وقياسه دُويد كما صغرته العرب لأَنه جنس بمنزلة تمر وقمحة فكما تقول في تصغيرهما تمير وقميح كذلك تقول في تصغير دود دويد وقد دَادَ الطعام يدادُ دَوْداً و أَداد يُدِيدُ و دَوَّد يُدَوِّدُ و دِيدَ : صار فيه الدود فهو مَدُودٌ كله بمعنى إِذا وقع فيه السوس وفي الحديث : إِنَّ المؤذنين لا يدادُون أَي لا يأْكلهم الدود وقال زُرارَةُ بن صَعب بن دهر يخاطب العامرية وكانت خرجت من اليمامة في سفر تمتار طعاماً فخرج معها زرارة بن صعب فأَخذه بطنه فكاد يتخلف خلف القوم فقالت العامرية : لقد رأَيتُ رجلاً دَهْرِيَّا يمشي وراءَ القوم سَيْتَهِيَّا كأَنه مُضْطَعِنٌ صَبِيَّا فقال زرارة يعنيها : قد أَطعَمَتْنِي دَقَلاً حَوْلِيَّا مُسَوَّساً مُدَوَّداً حَجْرِيَّا السيتهيّ : الذي يجيء خلف القوم فينظر أَستاههم واضطغنت الشيءَ إِذا حملته تحت حِضْنِك والدقل : أَردأُ التمر والحَجريُّ : المنسوب إِلى حَجْر قَصَبَة باليمامة . ابن الأَعرابي : الدُّوَادِيُّ مأْخوذ من الدُّوَاد وهو الخَضْفُ الذي يخرج من الإِنسان وبه كني أَبو دُوادٍ الإِيادي . و دُودانُ : قبيلة من بني أَسد وهو دُودانُ بن أَسد بن خزيمة الأَصمعي : الدَّوَادي آثار أَراجيح الصبيان واحدتها دَوْدَاة قال : كأَنني فوق دَوْداةٍ تقلبني و أَبو دواد : شاعر من إِياد . و داود : اسم أَعجمي لا يهمز . وفي حديث سفيان الثوري : منعتهم أَن يبيعوا الدَّادِيَّ هو حب يطرح في النبيذ فيشتد حتى يسكر

( ذرود ) ذِرْوَدٌ اسم جبل

( ذود ) الذَّوْد السَّوق والطرد والدفع تقول ذُدْتُه عن كذا وذاده عن الشيءِ ذَوْداً وذِياداً ورجل ذائد أَي حامي الحقيقة دفاع من قوم ذُوَّذٍ وذُوَّادٍ وزَادَه وأَذاده أَعانه على الذَّيادِ وفي حديث الحوض إِني لَبِعُقْرِ حوضي أَذُودُ الناس عنه لأَهل اليمن أَي أَطردهم وأَدفعهم وفي الحديث لَيُذادَنَّ رجال عن حوضي أَي ليُطْرَدَنَّ ويروى فلا تُذادُنَّ أَي لا تفعلوا فعلاً يوجب طردكم عنه قال ابن أَثير والأَول أَشبه وفي الحديث وأَما إِخواننا بنو أُمية فقادة ذادَةٌ الذادة جمع ذائد وهو الحامي الدافع قيل أَراد أَنهم يذودون عن الحرم والمِذْوَدُ اللسانُ لأَنه يذاد به عن العِرض قال عنترة سيأْتيكمُ مني وإِن كنت نائياً دخانُ العَلَنْدى دون بيتي ومِذودي قال الأَصمعي أَراد بمذوده لسانه وببيته شَرَفَه وقال حسان بن ثابت لساني وسيفي صارمان كلاهما ويبلغ ما لا يبلغ السيفُ مِذْوَدِي ومِذْوَدُ الثور قرنه وقال زهير يذكر بقرة ويَذُبُّها عنها بأَسْحَمَ مِذْوَدِ ويقال ذِدت فلاناً عن كذا أَذُودُه أَي طردته فأَنا ذائد وهو مَذُود ومَعْلَفُ الدابة مِذْوَدُه قال ابن الأَعرابي المَذادُ والمَرادخ المَرْتَع وأَنشد لا تَحْبِسا الحَوْساءَ في المَذادِ وذُدت الإِبل أَذودها ذَوْذاً إِذا طردتها وسقتها والتذويد مثله والمُذِيدُ المُعِين لك على ما تَذُودُ وهذا كقولك أَطلبت الرجل إِذا أَعنته على ما طلبته وأَحلبته أَعنته على حلب ناقته قال الشاعر ناديتُ في القوم أَلا مُذِيدا ؟ والذَّوْدُ للقطيع من الإِبل الثلاث إِلى التسع وقيل ما بين الثلاث إِلى العشر قال أَبو منصور ونحو ذلك حفظته عن العرب وقيل من ثلاث إِلى خمس عشرة وقيل إِلى عشرين وفُوَيقَ ذلك وقيل ما بين الثلاث إِلى الثلاثين وقيل ما بين الثنتين والتسع ولا يكون إِلاّ من الإِناث دون الذكور وقال النبي صلى الله عليه وسلم ليس فيما دون خمس ذَوْدٍ من الإِبل صدقة فأَنثها في قوله خمس ذود قال ابن سيده الذَّود مؤَنث وتصغيره بغير هاء على غير قياس توهموا به المصدر قال الشاعر ذَوْدُ صَفايا بينها وبيني ما بين تسع وإِلى اثنتين يُغْنِينَنا من عَيْلة ودَين وقولهم الذَّوْدُ إِلى الذَّود إِبل يدل على أَنها في موضع اثنتين لأَن الثنتين إِلى الثنتين جمع قال والأَذوادُ جمع ذَوْدٍ وهي أَكثر من الذود ثلاث مرات وقال أَبو عبيدة قد جعل النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ليس في أَقل من خمس ذود صدقة جعل الناقة الواحدة ذوداً ثم قال والذود لا يكون أَقل من ناقتين قال وكان حدّ خمس ذود عشراً من النوق ولكن هذا مثل ثلاثة فئة يعنون به ثلاثة وكان حدّ ثلاثة فئة أَن يكون جمعاً لأَن الفئة جمع قال أَبو منصور وهو مثل قولهم رأَيت ثلاثة نفر وتسعة رهط وما أَشبهه قال أَبو عبيد والحديث عام لأَن من ملك خمسة من الإِبل وجبت عليه فيها الزكاة ذكوراً كانت أَو إِناثاً وقد تكرر ذكر الذود في الحديث والجمع أَذواد أَنشد ابن الأَعرابي وما أَبْقَت الأَيامُ مِ المالِ عِنْدَنا سوى حِذْم أَذواد مُحَذَّفَة النَّسل معنى محذفة النسل لا نسل لها يبقى لأَنهم يعقرونها وينحرونها وقالوا ثلاث أَذواد وثلاث ذَوْد فأَضافوا إِليه جميع أَلفاظ أَدنى العدد جعلوه بدلاً من أَذواد قال الحطيئة ثلاثةُ أَنُفسٍ وثلاثُ ذَوْدٍ لقد جار الزمانُ على عيالي ونظيره ثلاثة رَحْلَة جعلوه بدلاً من أَرحال قال ابن سيده هذا كله قول سيبويه وله نظائر وقد قالوا ثلاث ذود يعنون ثلاث أَينق قال اللغويون الذود جمع لا واحد له من لفظه كالنعم وقال بعضهم الذود واحد وجمع وفي المثل الذود إِلى الذود إلى وقولهم ابلى بمعنى مع أَي القليل يضم إِلى القليل فيصير كثيراً وذَيَّاد وذوّاد اسمان والمَذَاد موضع بالمدينة والذائد اسم فرس نجيب جدّاً من نَسْلِ الحَرُون قال الأَصمعي هو الذائد بن بُطَينِ بن بطان بن الحَرُون

( رأد ) غُصن رَؤودٌ وهو أَرطب ما يكون وأَرخصه وقد رَؤُدَ وتَرَأَّدَ وقيل تَرَؤُّدُه تَفَيُّؤه وتذبُّله وتراؤده كقولك تَواعُدُه تميُّلُه وتميُّحه يميناً وشمالاً والرَّأْدَةُ بالهمز والرُّؤْدَة والرؤْدَةُ على وزن فَعُولة كله الشابة السريعة الشباب مع حسن غذاء وهي الرؤْدُ أَيضاً والجمع أَرآد وتَرَأَّدَت الجارية تَرَؤُّداً وهو تثنيها من النعمة والمرأَة الرَّؤُود الشابة الحسنة الشباب وامرأَة رَادة في معنى رُؤْد والجارية الممشوقة قد تَرَأَدُ في مشيها ويقال للغصن الذي نبت من سنته أَرطب ما يكون وأَرخصه رُؤْدٌ والواحدة رُؤْدَةٌ وسميت الجارية الشابة رُؤْداً تشبيهاً به الجوهري الرأْدُ والرُّؤْدُ من النساء الشابة الحسنة قال أَبو زيد هما مهموزان ويقال أَيضاً رَأْدَة ورُؤْدَةٌ والتَّرؤُّد الاهتزاز من النعمة تقول منه تَرَأَدَ وارْتَأَدَ بمعنى والرِّئْدُ التِّرْبُ يقال هو رِئْدُها أَي تِرْبُها والجمع أَرْآد وقال كثير فلم يهمز وقد دَرَّعُوها وهي ذاتُ مؤَصَّدٍ مَجُوبٍ ولمَّا يَلْبَسِ الدِّرْعَ رِيدُها والرِّئْدُ فَرْخُ الشجرة وقيل هو ما لان في أَغصانها والجمع رِئْدانٌ ورِئْدُ الرجل تِرْبُه وكذلك الأُنثى وأَكثر ما يكون في الإِناث قال قالت سُلَيمى قَوْلةً لِرِيدِها أَراد الهمزه فخفف وأَبدل طلباً للرِّدف والجمع أَرْآدٌ والرَّأْدُ رونق الضحى وقيل هو بعد انبساط الشمس وارتفاع النهار وقد تَراءَدَ وتَرَأْدَ وقيل رَأْدُ الضحى ارتفاعه حين يعلو النهار أَو الأَكثر أَن يمضي من النهار خُمسه وفَوْعَةُ النهار بعد الرَّأْدِ وأَتيته غُدْوَةَ غير مُجْرًى ما بين صلاة الغداة إِلى طلوع الشمس وبكرةَ نحوها وجاءَنا حَدَّ الظهيرة وقتها وعندها أَي عند حضورها ونحْرُ الظهيرة أَوَّلها وقال الليث الرَّأْدُ رأْدُ الضحى وهو ارتفاعها يقال تَرَجَّلَ رَأْدَ الضحى وترَأَّدَ كذلك والرَّأْدُ والرُّؤْدُ أَيضاً رَأْدُ اللَّحْيِ وهو أَصل اللَّحْيِ الناتئ تحت الأُذن وقيل أَصل الأَضراس في اللَّحْيِ وقيل الرَّأْدانِ طَرَفا اللَّحْيَينِ الدقيقان اللذان في أَعلاهما وهما المحدَّدانِ الأَحْجَنانِ المعلقان في خُرْتَينِ دون الأُذنين وقيل طرفُ كل غضن رُؤْدٌ والجمع أَرآد وأَرَائد نادر وليس بجمع جمع إِذ لو كان ذلك لقيل أَرائيد أَنشد ثعلب ترى شؤُونَ رأْسه العَوارِدا الخَطْمَ واللَّحيين والأَرائدا والرُّؤْدُ التُّؤَدَةُ قال كأَنه ثَمِلٌ يمشي على رُودِ احتاج إِلى الردف فخفف همزة الرؤْد ومن جعله تكبير رُوَيْد لم يجعل أَصله الهمز ورواه أَبو عبيد كأَنها مِثلُ من يمشي على رُود فقلب ثمل وغير بناءَه قال ابن سيده وهو خطأٌ وترَأْدَ الرجل في قيامه تَرَؤُّداً قام فأَخذته رِعْدَةٌ في قيامه حتى يقوم وترأَّدت الحية اهتزت في انسيابها وأَنشد كأَنَّ زمامها أَيمٌ شُجاع تَرَأَّدَ في غُصونٍ مُغْطَئِلَّه وتَرَأَّدَ الشيءُ التوى فذهب وجاءَ وقد تَرَأَّدَ إِذا تفيأَ وتثنى وتَرَأَّدَ وتَمايحَ إِذا تميَّل يميناً وشمالاً والرِّئْدُ التِّرب وربما لم يهمز وسنذكره في ريد

( ربد ) الرُّبْدَةُ الغُبرة وقيل لون إِلى الغبرة وقيل الرُّبْدَةُ والرُّبْدُ في النعام سواد مختلط وقيل هو أَن يكون لونها كله سواداً عن اللحياني ظليم أَرْبَدُ ونعامة ربداءُ ورَمْداءُ لونها كلون الرماد والجمع رُبْدٌ وقال اللحياني الرَّبداءُ السوداء وقال مرة هي التي في سوادها نقط بيض أَو حمر وقد ارْبَدَّ ارْبِداداً ورَبَّدَتِ الشاة ورَمَّدَت وذلك إِذا أَضرعت فترى في ضرعها لُمَعَ سوادٍ وبياض وترَبَّدَ ضرعها إِذا رأَيت فيه لُمَعاً من سواد ببياض خفي والرَّبْداءُ من المعزى السوادءُ المنقطة بحمرة وهي المنقطة الموسومة موضعَ النِّطاق منها بحمرة وهي من شِيَاتِ المعز خاصة وشاة ربداء منقطة بحمرة وبياض أَو سواد وارْبَدَّ وجهه وتَرَبَّدَ احمرَّ حمرة فيها سواد عند الغضب والرُّبْدَةُ غُبرة في الشفة يقال امرأَة رَبْداءُ ورجل أَرْبَدُ ويقال للظليم الأَرْيَدُ للونه والرُّبْدَةُ والرُّمْدَة شبه الورقة تضرب إِلى السواد وفي حديث حذيفة حين ذكر الفتنة أَيُّ قلب أُشرِبَها صار مُرْبَدّاً وفي رواية مُرْبادّاً هما من ارْبَدَّ وارْبادَّ وتَرَبَّد ارْبِدادُ القلب من حيث المعنى لا الصورة فإِن لون القلب إِلى السواد ما هو قال أَبو عبيدة الرُّبْدَةُ لَون بين السواد والغبرة ومنه قيل للنعام رِبْدٌ جمع رَبْداءَ وقال أَبو عدنان المُرَبَّد المُوَلَّع بسواد وبياض وقال ابن شميل لما رآني تَرَبَّد لونه وتربُّده تلونه تراه أَحمر مرة ومرة أَخضر ومرة أَصفر ويَترَبَّد لونه من الغضب أَي يتلوّن والضرع يتربد لونه إِذا صار فيه لُمَعٌ وأَنشد الليث في تَرَبَّدَ الضرع إِذا والد منها تَرَبَّد ضَرعُها جعلتُ لها السكينَ إِحدى القلائد وتَرَبَّد وجهه أَي تغير من الغضب وقيل صار كلون الرماد ويقال ارْبَدَّ لونه كما يقال احمرَّ واحمارّ وإِذا غضب الإِنسان تَرَبَّد وجهه كأَنه يسودّ منه مواضع وارْبَدَّ وجهه وارْمَدَّ إِذا تغير وداهية رَبْداءُ أَي منكرة وتَرَبَّد الرجل تَعَبَّس وفي الحديث كان إِذا نزل عليه الوحي ارْبَدَّ وجهه أَي تغير إِلى الغُبرة وقيل الرُّبْدة لون من السواد والغبرة وفي حديث عمرو بن العاص أَنه قام من عند عمر مُرْبَدَّ الوجه في كلام أُسمعه وترَبَّدت السماءُ تغيمت والأَرْبَدُ ضرب من الحيات خبيث وقيل ضرب من الحيات يَعَضُّ الإِبل وَرَبدَ الإِبل يَرْبُدُها رَبْداً حبسها والمِرْبَدُ مَحْبِسُها وقيل هي خشبة أَو عصا تعترض صدور الإِبل فتمنعها عن الخروج قال عواصِيَ إِلاَّ ما جعلْتُ وراءَها عَصَا مِرْبَدٍ تَغْشَى نُحوراً وأَذْرُعا قيل يعني بالمريد ههنا عصا جعلها معترضة على الباب تمنع الإِبل من الخروج سماها مربداً لهذا قال أَبو منصور وقد أَنكر غيره ما قال وقال أَراد عصا معترضة على باب المربد فأَضاف العصا المعترضة إِلى المربد ليس أَن العصا مربد وقال غيره الرَّبْد الحبس والرابد الخازن والرابدة الخازنة والمِربد الموضع الذي تحبس فيه الإِبل وغيرها وفي حديث صالح بن عبد الله بن الزبير أَنه كان يعمل رَبَداً بمكة الربد بفتح الباء الطين والرَّبَّادُ الطيَّان أَي بناءٌ من طين كالسِّكْر قال ويجوز أَن يكون من الرَّبْد الحبس لأَنه يحبس الماءَ ويروى بالزاي والنون وسيأْتي ذكره ومِرْبَد البصرة مِن ذلك سمي لأَنهم كانوا يحبسون فيه الإِبل وقول الفرزدق عَشِيَّةَ سال المِرْبَدان كلاهما عَجاجَة مَوْتٍ بالسيوفِ الصوارم فإِنما سماه مجازاً لما يتصل به من مجاوره ثم إِنه مع ذلك أَكده وإِن كان مجازاً وقد يجوز أَن يكون سمي كل واحد من جانبيه مربداً وقال الجوهري في بيت الفرزدق إِنه عنى به سكة المربد بالبصرة والسكة التي تليها من ناحية بني تميم جعلهما المربدين كما يقال الأَحْوصان وهما الأَحْوص وعوف بن الأَحوص وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَن مسجده كان مِرْبَداً ليتيمين في حَجْر معاذ بن عَفْراء فجعله للمسلمين فبناه رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجداً قال الأَصمعي المِرْبد كل شيء حبست به الإِبل والغنم ولهذا قيل مِرْبد النعم الذي بالمدينة وبه سمي مِرْبَد البصرة إِنما كان موضع سوف الإِبل وكذلك كل ما كان من غير هذه المواضع أَيضاً إِذا حُبست به الإِبل وهو بكسر الميم وفتح الباء من رَبَد بالمكان إِذا أَقام فيه وفي الحديث أَنه تَيَمَّمَ بِمِرْبد الغنم ورَبَدَ بالمكان يَرْبُدُ ربوداً إِذا أَقام به وقال ابن الأَعرابي ربده حبسه والمِرْبد فضاء وراء البيوت يرتفق به والمِرْبد كالحُجرة في الدار ومِرْبد التمر جَرِينه الذي يوضع فيه بعد الجداد لييبس قال سيببويه هو اسم كالمَطْبَخ وإِنما مثله به لأَن الطبخ تيبيس قال أَبو عبيد والمربد أَيضاً موضع التمر مثل الجرين فالمربد بلغة أَهل الحجاز والجرين لهم أَيضاً والأَنْدَر لأَهل الشام والبَيْدَر لأَهل العراق قال الجوهري وأَهل المدينة يسمون الموضع الذي يجفف فيه التمر لينشف مربداً وهو المِسْطَح والجرين في لغة أَهل نجد والمربد للتمر كالبيدَر للحنطة وفي الحديث حتى يقوم أَبو لبابة يسد ثعلب مِربده بإِزاره يعني موضع تمره ورَبد الرجلُ إِذا كنز التمر في الربائد وهو الكراحات
( * قوله « الكراحات إلخ » كذا بالأصل ولم نجده فيما بأيدينا من كتب اللغة ) وتمر رَبِيد نُضِّدَ في الجرار أَو في الحُب ثم نضح بالماء والرُّبَد فِرِنحد السيف ورُبْد السيف فرنده هذلية قال صخر الغي وصارِمٍ أُخْلِصَتْ خَشِيبَتُه أَبيضَ مَهْوٍ في مَتْنِهِ رُبَد وسيف ذو رُبَد بفتح الباء إِذا كنت ترى فيه شبه غبار أَو مَدَبّ نمل يكون في جوهره وأَنشد بيت صخر الغي الهذلي وقال الخشيبة الطبيعة أَخلصتها المداوس والصقل ومهو رقيق وأَربَدَ الرجل أَفسد ماله ومتاعه وأَرْبَد اسم رجل وأَربد بن ربيعة أَخو لبيد الشاعر والرُّبيدان نبت

( رثد ) الرَّثْد مصدر رَثَد المتاع يَرْثُدُه رَثْداً فهو مَرْثود ورَثيد نَضَّده ووضع بعضه فوق بعض أَو إِلى جنب بعض وتركه مُرْتَثِداً ما تَحَمَّل بعد أَي ناضداً متاعه يقال تركت بني فلان مُرْتَثِدين ما تحملوا بعد أَي ناضدين متاعهم الكسائي أَرثَدَ القوم أَي أَقاموا واحتفر القوم حتى أَرثدوا أَي بلغوا الثرى قال ابن السكيت ومنه اشتق مَرْثَد وهو اسم رجل والمَرْثَد اسم من أَسماءِ الأَسد والرَّثَد ما رُثِدَ من المتاع وطعام مَرْثود ورَثِيد وقال ثعلبة بن صُعَير المازني وذكر الظليم والنعامة وأَنهما تذكرا بيضهما في أُدْحِيِّهما فأَسرعا إِليه فَتَذكَّرا ثَقَلاً رَثِيداً بَعدما أَلْقَتْ ذِكاءُ يَمِينَها في كافِر والرثَد بالتحريك متاع البيت المنضود بعضه فوق بعض والمتاع رَثيد ومَرْثود وفي حديث عمر أَن رجلاً ناداه فقال هل لك في رجل رَثَدْت حاجته وطال انتظاره ؟ أَي دافعْتَ بحوائجه ومَطَلْتَه من قولك رَثَدْتُ المتاع إِذا وضعت بعضه فوق بعض وأَراد بحاجته حوائجه فأَوقع المفرد موقع الجمع كقوله تعالى فاعترفوا بذنبهم أَي بذنوبهم ورَثَدُ البيت سَقَطُه ورُثِدَتِ القصعة بالثَّريد جمع بعضه إِلى بعض وسُوّي ورَثَدَت الدجاجة بيضها جمعته عن ابن الأَعرابي والرِّئْدَة واللثدة بالكسر الجماعة الكثيرة من الناس وهم المقيمون ولا يطعنون والرَّثَدُ ضَعَفَة الناس يقال تركنا على الماء رَثَداً ما يظيقون تحملاً وأَما الذين ليس عندهم ما يتحملون عليه فهم مرتثدون وليسوا بِرَثَدٍ ومَرْثَدٌ اسم وأَرْثَدُ موضع قال أَلا نَسْأَلُ الخَيْماتِ من بَطْنِ أَرْثَدٍ إِلى النخلِ من وَدَّانَ ما فَعَلَتْ نُعْمُ ؟

( رجد ) الإِرجادُ الإِرعادُ وقد أُرِجدَ إِرجاداً إِذا أُرعِدَ وأُرجِدَ وأُرعِدَ بمعنى قال أُرجدَ رأْسُ شيخه عَيْصوم ويروى عيضوم وسيأْتي ذكره ابن الأَعرابي رُجِدَ رأْسُه وأُرجِدَ ورُجِّدَ بمعنى والرَّجْدُ الارتعاش

( رخد ) الرِّخْوَدُّ من الرجال اللَّيِّنُ العظام الرِّخْوُها الكثير اللحم يقال رجل رِخْوَدُّ الشباب ناعمه وامرأَة رِخوَدَّةٌ ناعمة وجمعُها رَخاوِيدُ قال أَبو صخر الهذلي عَرَفْتُ من هِنْدَ أَطلالاً بذي البِيدِ قَفْراً وجاراتها البيضِ الرَّخاوِيدِ قال أَبو الهثيم الرِّخْوَدُّ الرِّخْوُ زيدت فيه دال وشددت كما يقال فَعْمٌ وفَعْمَدّ

( ردد ) الرد صرف الشيء ورَجْعُه والرَّدُّ مصدر رددت الشيء ورَدَّهُ عن وجهه يَرُدُّه رَدّاً ومَرَدّاً وتَرْداداً صرفه وهو بناء للتكثير قال ابن سيده قال سيبويه هذا باب ما يكثر فيه المصدر من فَعَلْتُ فتلحق الزائد وتبنيه بناء آخر كما أَنك قلت في فَعَلْتُ فَعَّلْتُ حين كثرت الفعل ثم ذكر المصادر التي جاءت على التَّفْعال كالترداد والتلعاب والتهذار والتصفاق والتقتال والتسيار وأَخوانها قال وليس شيء من هذا مصدر أَفعلت ولكن لما أَردتَ التكثير بنيت المصدر على هذا كما بنيت فَعَلْتُ على فَعَّلْتُ والمَرَدُّ كالردّ وارْتَدَّه كَرَدَّه قال مليح بَعَزْمٍ كوَقْعِ السيف لا يستقله ضعيفٌ ولا يَرْتَدُّه الدهرَ عاذِلُ وردَّه عن الأَمر ولَدَّه أَي صرفه عنه برفق وأَمر الله لا مردَّ له وفي التنزيل العزيز فلا مردَّ له وفيه يوم لا مردَّ له قال ثعلب يعني يوم القيامة لأَنه شيءٌ لا يُرَدُّ وفي حديث عائشة من عمل عملاً ليس عليه أَمرنا فهو رَدٌّ أَي مردودٌ عليه يقال أَمْدٌ رَدٌّ إذا كان مخالفاً لما عليه السنَّة وهو مصدر وصف به وشيءٌ رَدِيدٌ مَرْدودٌ قال فَتىً لم تَلِدْهُ بِنتُ عَمٍّ قريبةٌ فَيَضْوَى وقد يَضْوَى رَدَيِدُ الغَرائب وقد ارتدَّ وارتدَّ عنه تحوّل وفي التنزيل من يرتدد منكم عن دينه والاسم الرِّدّة ومنه الردَّة عن الإِسلام أَي الرجوع عنه وارتدَّ فلان عن دينه إِذا كفر بعد إِسلامه وردَّ عليه الشيء إِذا لم يقبله وكذلك إِذا خَطَّأَه وتقول رَدَّه إِلى منزله ورَدَّ إِليه جواباً أَي رجع والرِّدّة بالكسر مصدر قولك ردَّه يَرُدُّه رَدّاً ورِدَّة والرِّدَّةُ الاسم من الارتداد وفي حديث القيامة والحوض فيقال إِنهم لم يزالوا مُرْتَدِّين على أَعقابهم أَي متخلفين عن بعض الواجبات قال ولم يُرِدْ رِدَّةَ الكفر ولهذا قيده بأَعقابهم لأَنه لم يَرْتَدَّ أَحد من الصحابة بعده إِنما ارتد قوم من جُفاة الأَعراب واسَتَردَّ الشيءَ وارْتَدَّه طلب رَدَّه عليه قال كثير عزة وما صُحْبَتي عبدَ العزيز ومِدْحتي بِعارِيَّةٍ يَرتدُّها مَن يُعِيرُها والاسم الرَّداد والرِّداد قال الأَخطل وما كلُّ مَغْبونٍ ولو سَلْفَ صَفْقَةٍ يُراجِعُ ما قد فاته بِرَدادِ ويروى بالوجهين جميعاً ورُدُود الدارهم ما رُدَّ واحدها رِدُّ وهو ما زِيفَ فَرُدَّ على ناقده بعدما أُخذ منه وكل ما رُدَّ بغير أَخذ رَدٌّ والرِّدُّ ما كان عماداً للشيء يدفعه ويَرُدُّه قال يا رب أَدعوك إِلهاً فَرْداً فكن له من البلايا رِدَّا أَي مَعْقِلاً يُردُّ عنه البلاء والرِّدُّ الكهف عن كراع وقوله تعالى فأَرسله معي رِدّاً يصدّقني فيمن قرأَ به يجوز أَن يكون من الاعتماد ومن الكهف وأَن يكون على اعتقاد التثقيل في الوقف بعد تحفيف الهمز ويقال وهب هبة ثم ارتدَّها أَي استردَّها وفي الحديث أَسأَلك إِيماناً لا يَرْتَدُّ أَي لا يرجع والمردودة المطلقة وكله من الرَّدّ وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال لسراقة بن جُعْشُمٍ أَلا أَدلك على أَفضل الصدقة ؟ ابنتك مردودة عليك ليس لها كاسب غيرك أَراد أَنها مطلقة من زوجها فترد إِلى بيت أَبيها فأَنفق عليها وأَراد أَلا أَدلك على أَفضل أَهل الصدقة ؟ فحذف المضاف وفي حديث الزبير في دارٍ له وقفها فكتب وللمردودة من بناتي أَن تسكنها لأَن المطلقة لا مسكن لها على زوجها وقال أَبو عمرو الرُّدَّى المرأَة المردودة المطلقة والمردودة المُوسَى لأَنها ترد في نصابها والمردود الردّ وهو مصدر مثل المحلوف والمعقول قال الشاعر لا يَعْدَمُ السائلون الخيرَ أَفْعَلُه إِمَّا نَوالاً وإِمَّا حُسْنَ مَرْدودِ وقوله في الحديث رُدُّوا السائل ولو بِظِلْفٍ مُحْرَقٍ أَي أَعطوه ولو ظلفاً محرقاً ولم يُرِدْ رَدَّ الحِرْمان والمنع كقولك سَلَّم فردَّ عليه أَي أَجابه وفي حديث آخر لا تردوا السائل ولو بِظِلفٍ أَي لا تردّوه ردَّ حرمات بلا شيء ولو أَنه ظلف وقول عروة بن الورد وزَوَّد خيراً مالكاً إِنَّ مالكاً له رَدَّةٌ فينا إِذا القوم زُهَّدُ قال شمر الرَّدَّةُ العَطْفَة عليهم والرغبة فيهم وردَّده ترديداً وتَرْداداً فتردد ورجل مُردِّدٌ حائر بائر وفي حديث الفتن ويكون عند ذلكم القتال رَدَّةٌ شديدة وهو بالفتح أَي عطفة قوية وبحر مُرِدٌّ أَي كثير الموج ورجل مُرِدٌّ أَي شَبِق والارتداد الرجوع ومنه المُرْتَدّ واستردَّه الشيء سأَله أَن يَرُدَّه عليه والرِّدِّيدَى الرد وتَرَدَّدَ وتَرادَّ تراجع وما فيه رِدِّيدَى أَي احتباس ولا تَرْداد وروي عن عمر بن عبدالعزيز أَنه قال لا رِدِّيدَى في الصدقة يقول لا تردّ المعنى أَن الصدقة لا تؤْخذ في السنة مرتين لقوله عليه السلام لا ثِنى في الصدقة أَبو عبيد الرِّدِّيدَى من الردِّ في الشيء ورِدِّيدَى بالكسر والتشديد والقصر مصدر من رد يرد كالقَتِّيت والخِصِّيصى والرِّدُّ الظهر والحَمُولة من الإِبل قال أَبو منصور سميت رِدّاً لأَنها تُردُّ من مرتعها إِلى الدار يوم الظعن قال زهير رَدَّ القِيانُ جِمالَ الحيِّ فاحتُمِلوا إِلى الظَّهيرَةِ أَمرٌ بينهم لَبِكُ ورادَّه الشيءَ أَي رده عليه وهما يتَرادَّان البيعَ من الرد والفسخ وهذا الأَمر أَرَدُّ عليه أَي أَنفع له وهذا الأَمر لا رادَّة له أَي لا فائدة له ولا رجوع وفي حديث أَبي إِدريسَ الخولاني قال لمعاوية إِن كان دَاوَى مَرْضاها ورَدَّ أُولادها على أُخْراها أَي إِذا تقدمت أَوائلها وتباعدت عن الأَواخر لم يَدَعْها تتفرق ولكن يحبس المتقدمة حتى تصل إِليها المتأَخرة ورجلٌ مُتردِّد مجتمع قصير ليس بِسَبْطِ الخَلْقِ وفي صفته صلى الله عليه وسلم ليس بالطويل البائن ولا القصير المتردِّد أَي المتناهي في القصر كأَنه تردد بعض خْلَقه على بعض وتداخلت أَجزاؤُه وعُضْو رِدِّيدٌ مكتز مجتمع قال أبو خراش مكتنز الحُتُوفُ فَهُوَّ جَوْنٌ كِنازُ اللحْمِ فائلُهُ رَدِيدُ والرَّدَد والرِّدَّة أَن تشرب الإِبل الماء عَلَلاً فترتد الأَلبان في ضروعها وكل حامل دنت ولادتها فعظم بطنها وضرعها مُرِدّ والرِّدَّة أَن يُشْرِقَ ضرع الناقة ويقع فيه اللبن وقد أَردّتْ الكسائي ناقة مُرْمِدٌ على مثال مُكرِم ومُرِدٌّ مثال مُقِل إِذا أَشْرَقَ ضرعها ووقع فيه اللبن وأَردّت الناقة بركت على نَدًى فَورِم ضرعها وحياؤها وقيل هو ورم الحياء من الضَّبَعَة وقيل أَرَدَّتِ الناقة وهي مُردّ وَرمت أَرفاغها وحياؤها من شرب الماء والرَّدَدُ والرَّدَّة ورم يصيبها في أَخلافها وقيل ورمها من الحَفْل الجوهري الرِّدَّة امتلاء الضرع من اللبن قبل النتاج عن الأَصمعي وأَنشد لأَبي النجم تَمْشِي من الرِّدَّة مَشْيَ الحِفَّل مَشْيَ الرَّوايا بالمَزادِ المُثْقِل ويروى بالمزاد الأَثقل وتقول منه أَردَّتِ الشاة وغيرها فهي مُرِدّ إِذا أَضرعت وناقة مُرِدٌّ إِذا شربت الماء فورم ضرعها وحياؤها من كثرة الشرب يقال نوق مَرادُّ وكذلك الجمال إِذا أَكثرت من الماء فثقلت ورجل مُرِدٌّ إِذا طالت عُزْبَتُه فترادّ الماء في ظهره ويقال بحر مُرِدٌّ أَي كثير الماء قال الشاعر ركِبَ البحر إِلى البحرِ إِلى غَمَراتِ الموتِ ذي المَوْجِ المُرِدّ وأَردّ البحر كثرت أَمواجه وهاج وجاء فلان مُرِدَّ الوجه أَي غضبانَ وأَرَدَّ الرجلُ انتفخ غضباً حكاه صاحب الأَلفاظ قال أَبو الحسن وفي بعض النسخ اربَدَّ والرِّدَّة البقية قال أَبو صخر الهذلي إِذا لم يكن بين الحَبِيبَيْنِ رِدَّةٌ سِوىِ ذكر شيء قد مَضى دَرَسَ الذِّكر والرَّدَّة تَقاعُس في الذقن إِذا كان في الوجه بعض القباحة ويعتريه شيء من جمال وقال ابن دريد في وجهه قبح وفيه رَدَّة أَي عيب وشيء رَدٌّ أَي رديء ابن الأَعرابي يقال للإِنسان إِذا كان فيه عيب فيه نَظْرة ورَدَّة وخَبْلَة وقال أَبو ليلى في فلان رَدَّة أَي يرتد البصر عنه من قبحه قال وفيه نَظْرَة أَي قبح الليث يقال للمرأَة إِذا اعتراها شيء من خبال وفي وجهها شيء من قباحة هي جميلة ولكن في وجهها بعض الرَّدَّة وفي لسانه رَدٌّ أَي حُبسة وفي وجهه رَدَّة أَي قبح مع شيء من الجمال ابن الأَعرابي الرُّدُدُ القباح من الناس يقال في وجهه ردَّة وهو رادّ ورَدَّادٌ اسم رجل وقيل اسم رجل كان مُجَبِّراً نسب إِليهَ المُجَبِّرون فكل مُجَبِّر يقال له ردَّاد ورُؤيَ رجل يوم الكُلاب يَشُدُّ على قوم ويقول أَنا أَبو شدَّاد ثم يردّ عليهم ويقول أَنا أَبو رَدَّاد ورجل مِرَدٌّ كثير الردّ والكرّ قال أَبو ذؤَيب مِرَدٌّ قد نَرى ما كان منه ولكن إِنما يُدْعى النجيب

( رشد ) في أَسماء الله تعالى الرشيدُ هو الذي أَرْشَد الخلق إِلى مصالحهم أَي هداهم ودلهم عليها فَعِيل بمعنى مُفْعل وقيل هو الذي تنساق تدبيراته إِلى غاياتها على سبيل السداد من غير إِشارة مشير ولا تَسْديد مُسَدِّد الرُّشْد والرَّشَد والرَّشاد نقيض الغيّ رَشَد الإِنسان بالفتح يَرْشُد رُشْداً بالضم ورَشِد بالكسر يَرْشَد رَشَداً ورَشاداً فهو راشِد ورَشيد وهو نقيض الضلال إِذا أَصاب وجه الأَمر والطريق وفي الحديث عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي الراشدُ اسم فاعل من رَشَد يَرُشُد رُشْداً وأَرْشَدته أَنا يريد بالراشدين أَبا بكر وعمر وعثمان وعليّاً رحمة الله عليهم ورضوانه وإِن كان عامّاً في كل من سار سِيرَتَهم من الأَئمة ورَشِدَ أَمرَه وإِن لم يستعمل هكذا ونظيره غَبِنْتَ رأْيَك وأَلِمْتَ بطنَك ووفِقْتَ أَمرَك وبَطِرْتَ عيشك وسَفِهْتَ نفسَك وأَرشَدَه الله وأَرشَدَه إِلى الأَمر ورشَّده هداه واستَرْشَده طلب منه الرشد ويقال استَرْشَد فلان لأَمره إِذا اهتدى له وأَرشَدْتُه فلم يَسْتَرْشِد وفي الحديث وإِرشاد الضال أَي هدايته الطريقَ وتعريفه والرَّشَدى اسم للرشاد إِذا أَرشدك إِنسان الطريق فقل لا يَعْمَ
( * قوله « لا يعم إلخ » في بعض الأصول لا يعمى قاله في الاساس ) عليك الرُّشْد قال أَبو منصور ومنهم من جعل رَشَدَ يَرْشُدُ ورَشِدَ يَرْشَد بمعنى واحد في الغيّ والضلال والابرشاد الهداية والدلالة والرَّشَدى من الرشد وأَنشد الأَحمر لا نَزَلْ كذا أَبدا ناعِمين في الرَّشَدى ومثله امرأَة غَيَرى من الغَيْرَة وحَيَرى من التحير وقوله تعالى يا قوم اتبعون أَهدكم سبيل الرشاد أَي أَهدكم سبيلَ القصدِ سبيلَ الله وأُخْرِجْكم عن سبيل فرعون والمَراشِدُ المقاصد قال أُسامة بن حبيب الهذلي تَوَقَّ أَبا سَهْمٍ ومن لم يكن له من الله واقٍ لم تُصِبْه المَراشِد وليس له واحد إِنما هو من باب محاسِنَ وملامِحَ والمراشِدُ مقاصِدُ الطرق والطريقُ الأَرْشَد نحو الأَقصد وهو لِرِشْدَة وقد يفتح وهو نقيض زِنْيَة وفي الحديث من ادعى ولداً لغير رِشْدَة فلا يرِث ولا يورث يقال هذا وعلى رِشْدَة إِذا كان لنكاح صحيح كما يقال في ضده وَلد زِنْية بالكسر فيهما ويقال بالفتح وهو أَفصح اللغتين الفراء في كتاب المصادر ولد فلان لغير رَشْدَةٍ وولد لِغَيَّةٍ ولِزَنْيةٍ كلها بالفتح وقال الكسائي يجوز لِرِشْدَة ولِزَنْيةٍ قال وهو اختيار ثعلب في كتاب الفصيح فأَما غَيَّة فهو بالفتح قال أَبو زيد قالوا هو لِرَشْدة ولِزِنْية بفتح الراء والزاي منهما ونحو ذلك قال الليث وأَنشد لِذِي غَيَّة من أُمَّهِ ولِرَشْدة فَيَغْلِبها فَحْلٌ على النَّسْلِ مُنْجِبُ ويقال يا رَِشْدينُ بمعنى يا راشد وقال ذو الرمة وكائنْ تَرى من رَشْدة في كريهة ومن غَيَّةٍ يُلْقَى عليه الشراشرُ يقول كم رُشد لقيته فيما تكرهه وكم غَيّ فيما تحبه وتهواه وبنو رَشدان بطن من العرب كانوا يسمَّوْن بني غَيَّان فأَسماهم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بني رَشْدان ورواه قوم بنو رِشْدان بكسر الراء وقال لرجل ما اسمك ؟ فقال غَيَّان فقال بل رَشدان وإِنما قال النبي صلى الله عليه وسلم رَشْدان على هذه الصيغة ليحاكي به غَيَّان قال ابن سيده وهذا واسع كثير في كلام العرب يحافظون عليه ويدَعون غيره إِليه أَعني أَنهم قد يؤثرون المحاكاة والمناسبة بين الأَلفاط تاركين لطريق القياس كقوله صلى الله عليه وسلم ارجِعْنَ مأْزورات غير مأْجورات وكقولهم عَيْناء حَوراء من الحير العين وإِنما هو الحُور فآثَروا قلب الواو ياء في الحور إِتباعاً للعين وكذلك قولهم إِني لآتيه بالغدايا والعشايا جمعوا الغداة على غدايا إِتباعاً للعشايا ولولا ذلك لم يجز تكسير فُعْلة على فَعائل ولا تلتفتنّ إِلى ما حكاه ابن الأَعرابي من أَن الغدايا جمع غَدِيَّة فإِنه لم يقله أَحد غيره إِنما الغدايا إِتباع كما حكاه جميع أَهل اللغة فإِذا كانوا قد يفعلون مثل ذلك محتشمين من كسر القياس فأَن يفعلوه فيما لا يكسر القياس أَسوغ أَلا تراهم يقولون رأَيت زيداً فيقال من زيداً ؟ ومررت بزيد فيقال من زيد ؟ ولا عذر في ذلك إِلا محاكاة اللفظ ونظير مقابلة غَيَّان بِرَشْدان ليوفق بني الصيغتين استجازتهم تعليق فِعْل على فاعِل لا يليق به ذلك الفعل لتقدم تعليق فِعْل على فاعل يليق به ذلك الفِعْل وكل ذلك على سبيل المحاكاة كقوله تعالى إِنما نحن مستهزئُون الله يستهزئ بهم والاستهزاء من الكفار حقيقة وتعليقه بالله عز وجل مجاز جل ربنا وتقدس عن الاستهزاء بل هو الحق ومنه الحق وكذلك قوله تعالى يخادعون الله وهو خادعهم والمُخادَعة من هؤلاء فيما يخيل إِليهم حقيقة وهي من الله سبحانه مجاز إِنما الاستهزاء والخَدع من الله عز وجل مكافأَة لهم ومنه قول عمرو بن كلثوم أَلا لا يَجْهَلَنْ أَحدٌ علينا فنَجْهَلَ فوقَ جَهْلِ الجاهِلينا أَي إِنما نكافئهُم على جَهْلهم كقوله تعالى فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم وهو باب واسع كبير وكان قوم من العرب يسمَّوْن بني زِنْية فسماهم النبي صلى الله عليه وسلم ببني رِشْدة والرَّشاد وحب الرشاد نبت يقال له الثُّفَّاء قال أَبو منصور أَهل العراق يقولون للحُرْف حب الرشاد يتطيرون من لفظ الحُرْف لأَنه حِرْمان فيقولون حب الرشاد قال وسمعت غير واحد من العرب يقول للحجر الذي يملأُ الكف الرَّشادة وجمعها الرَّشاد قال وهو صحيح وراشِدٌ ومُرْشِد ورُشَيْد ورُشْد ورَشاد أَسماء

( رصد ) الراصِدُ بالشيء الراقب له رَصَدَه بالخير وغيره يَرْصُدُه رَصْداً ورَصَداً يرقبه ورصَدَه بالمكافأَة كذلك والتَّرَصُّدُ الترقب قال الليث يقال أَنا لك مُرْصِدٌ بإِحسانك حتى أُكافئك به قال والإِرصاد في المكافأَة بالخير وقد جعله بعضهم في الشر أَيضاً وأَنشد لاهُمَّ رَبَّ الراكب المسافر احْفَظْه لي من أَعيُنِ السواحر وحَيَّةٍ تُرْصِدُ بالهواجر فالحية لا تُرْصِدُ إِلا بالشر ويقال للحية التي تَرْصُد المارة على الطريق لتلسع رصيد والرَّصِيدُ السبع الذي يَرْصُد لِيَثِب والرَّصُود من الإِبل التي تَرْصُد شرب الإِبل ثم تشرب هي والرَّصَدُ القوم يَرْصُدون كالحَرَس يستوي فيه الواحد والجمع والمؤنث وربما قالوا أَرصاد والرُّصْدَة بالضم الزُّبْية وقال بعضهم أَرصَدَ له بالخير والشر لا يقال إِلا بالأَلف وقيل تَرَصَّدَه ترقبه وأَرصَدَ له الأَمر أَعدّه والارتصاد الرَّصْد والرَّصَد المرتَصِدُون وهو اسم للجمع وقال الله عز وجل والذين اتخذوا مسجداً ضراراً وكفراً وتفريقاً بين المؤمنين وإِرصاداً لمن حارب الله ورسوله قال الزجاج كان رجل يقال له أَبو عامر الراهب حارَب النبيَّ صلى الله عليه وسلم ومضى إِلى هِرَقْلَ وكان أَحد المنافقين فقال المنافقون الذين بنوا مسجد الضرار نبني هذا المسجد وننتظر أَبا عامر حتى يجيء ويصلي فيه والإِرصاد الانتظار وقال غيره الإِرصاد الإِعداد وكانوا قد قالوا نَقْضي فيه حاجتنا ولا يعاب علينا إِذا خلونا ونَرْصُده لأَبي عامر حتى مجيئه من الشام أَي نعدّه قال الأَزهري وهذا صحيح من جهة اللغة روى أَبو عبيد عن الأَصمعي والكسائي رصَدْت فلاناً أَرصُدُه إِذا ترقبته وأَرْصَدْت له شيئاً أُرْصِدُه أَعددت له وفي حديث أَبي ذر قال له النبي صلى الله عليه وسلم ما أُحِبُّ عِندي
( * قوله « ما أحب عندي » كذا بالأصل ولعله ما أحب ان عندي والحديث جاء بروايات كثيرة ) مِثلَ أُحُدٍ ذهباً فَأُنفِقَه في سبيل الله وتمُسي ثالثةٌ وعندي منه دينارٌ إِلاَّ دينار أُرْصِدُه أَي أُعِدُّه لدين يقال أَرصدته إِذا قعدت له على طريقه ترقبه وأَرْصَدْتُ له العقوبة إِذا أَعددتها له وحقيقتُه جعلتها له على طريقه كالمترقبة له ومنه الحديث فأَرْصَدَ الله على مَدْرجته ملَكاً أَي وكله بحفظ المدرجة وهي الطريق وجعله رَصَداً أَي حافظاً مُعَدّاً وفي حديث الحسن بن علي وذكر أَباه فقال ما خَلَّف من دنياكم إِلا ثلثمائة درهم كان أَرصَدَها لشراء خادم وروي عن ابن سيرين أَنه قال كانوا لا يَرْصُدون الثمار في الدَّيْن وينبغي أَن يُرْصَد العينُ في الدَّيْن قال وفسره ابن المبارك فقال إِذا كان على الرجل دين وعنده من العين مثله لم تجب الزكاة عليه وإِن كان عليه دين وأَخرجت أَرضه ثمرة يجب فيها العشر لم يسقط العشر عنه من أَجل ما عليه من الدين لاختلاف حكمهما وفيه خلاف قال أَبو بكر قولهم فلان يَرْصُد فلاناً معناه يقعد له على طريقه قال والمَرْصَدُ والمِرْصادُ عند العرب الطريق قال الله عز وجل واقعدوا لهم كل مَرصد قال الفراء معناه واقعدوا لهم على طريقهم إِلى البيت الحرام وقيل معناه أَي كونوا لهم رَصَداً لتأْخذوهم في أَيّ وجه توجهوا قال أَبو منصور على كل طريق وقال عز وجل إِنَّ ربك لبالمرصاد معناه لبالطريق أَي بالطريق الذي ممرّك عليه وقال عديّ وإِنَّ المنايا للرجالِ بِمَرْصَد وقال الزجاج أَي يرصد من كفر به وصدّ عنه بالعذاب وقال ابن عرفة أَي يَرْصُد كل إِنسان حتى يجازِيَه بفعله ابن الأَنباري المِرصاد الموضع الذي ترصد الناس فيه كالمضمار الموضع الذي تُضَمَّر فيه الخيل من ميدان السباق ونحوه والمَرْصَدُ مثل المِرصاد وجمعه المراصد وقيل المرصاد المكان الذي يُرْصَدُ فيه العدوّ وقال الأَعمش في قوله إِنَّ ربك لبالمرصاد قال المرصاد ثلاثة جسور خلف الصراط جسر عليه الأَمانة وجسر عليه الرحم وجسر عليه الربّ وقال تعالى إِن جهنم كانت مرصاداً أَي تَرْصُد الكفار وفي التنزيل العزيز فإِنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصداً أَي إِذا نزل الملَك بالوحي أَرسل الله معه رصداً يحفظون الملك من أَن يأْتي أَحد من الجنّ فيستمع الوحي فيخبر به الكهنة ويخبروا به الناس فيساووا الأَنبياء والمَرْصَد كالرصَد والمرصاد والمَرْصَد موضع الرصد ومراصد الحيات مكامنها قال الهذلي أَبا مَعْقَلٍ لا يُوطِئَنْكَ بغاضَتي رُؤوسَ الأَفاعي في مَراصِدِها العُرْم وليث رصيد يَرْصُدُ ليثب قال أَسليم لم تعد أَم رصِيدٌ أَكلَكْ ؟ والرَّصْد والرَّصَد المطر يأْتي بعد المطر وقيل هو المطر يقع أَوّلاً لما يأْتي بعده وقيل هو أَوّل المطر الأَصمعي من أَسماء المطر الرصْد ابن الأَعرابي الرصَد العهاد تَرْصُد مطراً بعدها قال فإِن أَصابها مطر فهو العشب واحدتها عِهْدَة أَراد نَبَت العُشْب أَو كان العشب قال وينبت البقل حينئذ مقترحاً صُلْباً واحدته رَصَدَة ورَصْدة الأَخيرة عن ثعلب قال أَبو عبيد يقال قد كان قبل هذا المطر له رَصْدَة والرَّصْدة بالفتح الدُّفعة من المطر والجمع رصاد وتقول منه رُصِدَت الأَرض فهي مرصودة وقال أَبو حنيفة أَرض مُرصِدة مطرت وهي ترجى لأَن تنبت والرصد حينئذ الرجاء لأَنها ترجى كما ترجى الحائل
( * قوله « ترجى الحائل » مرة قالها بالهمز ومرة بالميم وكلاهما صحيح ) وجمع الرصد أَرصاد وأَرض مرصودة ومُرْصَدة أَصابتها الرَّصْدة وقال بعض أَهل اللغة لا يقال مرصودة ولا مُرْصَدَة إِنما يقال أَصابها رَصْد ورَصَد وأَرض مُرصِدة إِذا كان بها شيء من رصَد ابن شميل إِذا مُطرت الأَرض في أَوّل الشتاء فلا يقال لها مَرْت لأَنّ بها حينئذ رصداً والرصد حينئذ الرجاء لها كما ترجى الحامل ابن الأَعرابي الرَّصْدة ترصد وَلْياً من المطر الجوهري الرصَد بالتحريك القليل من الكلإِ والمطر ابن سيده الرصد القليل من الكلإِ في أَرض يرجى لها حَيَا الربيع وأَرض مُرْصِدة فيها رَصَدٌ من الكلإِ ويقال بها رصد من حيا وقال عرّام الرصائد والوصائد مصايدُ تُعدّ للسباع

( رضد ) الأَزهري قرأْت في نوادر الأَعرابي رضَدْت المتاح فارتَضَد ورَضَمْتُه فارتَضَم إِذا نَضَدْته

( رعد ) الرِّعْدَة النافض يكون من الفزع وغيره وقد أُرْعِدَ فارتَعَدَ وتَرَعْدَد أَخَذته الرعدة والارتعاد الاضطراب تقول أَرعده فارتعد وأُرْعِدَت فرائصه عند الفزع وفي حديث زيد بن الأَسود فجيء بهما تُرْعَد فرائصهما أَي ترجف وتضطرب من الخوف ورجل تِرْعِيد ورِعْديد ورِعْديدَة جبان يُرْعَدُ عند القتال جبناً قال أَبو العيال ولا زُمَّيْلَةٌ رِعْدي دَةٌ رَعِشٌ إِذا ركبوا ورجل رِعْشيش مثل رَعْديد والجمع رعاديد ورعاشِيشُ وهو يَرْتَعِدُ ويَرْتَعِشُ ونبات رعديد ناعم أَنشد ابن الأَعرابي والخازِبازِ السَّنِمَ الرِّعديدا وقد تَرَعَّد وامرأَة رِعديدة يترجرج لحمها من نَعْمتها وكذلك كلُّ شيءٍ مترجرج كالقَريس والفالوذ والكثيب ونحوه فهو يَتَرَعدَد كما تترعدد الأَليَة قال العجاج فهو كَرِعْديدِ الكَثيب الأَيْهم والرِّعديد المرأَة الرَّخْصة وقيل لأَعرابي أَتعرف الفالوذ ؟ قال نعم أَصفر رِعْديد وجارية رِعْديدة تارّة ناعِمة وجَوارٍ رعاديدُ ابن الأَعرابي وكثيب مُرْعِد أَي مُنْهال وقد أُرْعِدَ إِرْعاداً وأَنشد وكفَلٌ يَرْتَجُّ تَحتَ المِجْسَدِ كالغُصْن بين المُهَدات المُرْعَد أَي ما تمهد من الرمل والرعد الصوت الذي يسمع من السحاب وأَرْعَد القوم وأَبرَقوا أَصابهم رعد وبرق ورعَدت السماء تَرْعُد وترعَد رعْداً ورُعوداً وأَرْعَدت صوّتت للإِمطار وفي المثل رب صَلَفٍ تحتَ الراعدَة يضرب للذي يكثر الكلام ولا خير عنده وسحابة رعَّادة كثيرة الرعد وقال اللحياني قال الكسائي لم نسمعهم قالوا رعادة وأَرْعَدنا سمعنا الرَّعْدَ ورُعِدْنا أَصابنا الرعد وقال اللحياني لقد أَرْعَدنا أَي أَصابنا رَعد وقوله تعالى يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته قال الزجاج جاء في التفسير أَنه ملك يزجر السحاب قال وجائز أَن يكون صوت الرعد تسبيحه لأَن صوت الرعد من عظيم الأَشياء وقال ابن عباس الرعد ملك يسوق السحاب كما يسوق الحادي الإِبل بحُدائه وسئل وهب بن منبه عن الرعد فقال الله أَعلم وقيل الرعد صوت السحاب والبرق ضوءٌ ونور يكونان مع السحاب قالوا وذكر الملائكة بعد الرعد في قوله عز وجل ويسبح الرعد بحمده والملائكة يدل على أَن الرعد ليس بملك وقال الذين قالوا الرعد ملك ذكر الملائكة بعد الرعد وهو من الملائكة كما يذكر الجنس بعد النوع وسئل عليّ رضي الله عنه عن الرعد فقال مَلَك وعن البرق فقال مَخاريقُ بأَيدي الملائكة من حديد وقال الليث الرعد ملك اسمه الرعد يسوق السحاب بالتسبيح قال ومن صوته اشتق فعل رَعَدَ يَرْعُد ومنه الرِّعْدَة والارتعاد وقال الأَخفش أَهل البادية يزعمون أَن الرعد هو صوت السحاب والفقهاء يزعمون أَنه ملك ورَعَدت المرأَة وأَرْعدَت تحسنت وتعرّضت ورَعَدَ لي بالقول يَرْعُد رَعْداً وأَرْعَد تهدَّدَ وأَوعد وإِذا أَوْعد الرجل قيل أَرْعَدَ وأَبرَقَ ورَعَدَ وبرَقَ قال ابن أَحمر يا جَلَّ ما بَعُدَت عليك بِلادُنا وطِلابُنا فابرُقْ بأَرضك وارْعُد الأَصمعي يقال رَعَدت السماء وبَرَقت ورعَدَ له وبرق له إِذا أَوعده ولا يجيز أَرعَدَ ولا أَبرَقَ في الوعيد ولا السماء وكان أَبو عبيدة يقول رَعَدَ وأَرعَدَ وبرق وأَبرَقَ بمعنى واحد ويحتج بقول الكميت أَرْعِدْ وأَبرِقْ يا يزي دُ فما وعِيدُك لي بضائر ولم يكن الأَصمعي يحتج بشعر الكميت وقال الفراء رعَدَت السماءُ وبَرَقَت رعْداً ورُعوداً وبَرْقاً وبُروقاً بغير أَلف وفي حديث أَبي مليكة إِن أُمَّنا ماتت حين رعَد الإِسلامُ وبَرَق أَي حين جاء بوعيده وتَهَدُّده ويقال للسماء المنتظَرَة إِذا كثر الرعد والبرق قبل المطر قد أَرعدت وأَبرقت ويقال في ذلك كله رعَدَت وبَرَقَت ويقال هو يُرَعْدِدُ أَي يُلحف في السؤال ورجل رَعَّادة ورَعَّاد كثير الكلام والرُّعَيْداءُ ما يرمى من الطعام إِذا نُقِّي كالزؤانِ ونحوه وهي في بعض نسخ المصنف رُغَيْداء والغين أَصح
( * قوله « والغين أصح » كذا بالأصل بإعجام الغين وفي شرح القاموس والعين أصح باهمالها ونسبها للفراء )
والرَّعَّاد ضرب من سمك البحر إِذا مسه الإِنسان خَدِرَتْ يده وعضده حتى يَرْتَعِدَ ما دام السمك حيّاً وقولهم جاء بذاتِ الرَّعْدِ والصَّلِيلِ يعني بها الحرب وذاتُ الرَّواعِدِ الداهية وبنو راعِد بطن وفي الصحاح بنو راعِدة

( رغد ) عيش رغْد كثير وعيش رَغَد ورَغِدٌ ورغِيد وراغِد وأَرغدُ الأَخيرة عن اللحياني مُخْصِبٌ رفِيهٌ غزير قال أَبو بكر في الرَّغْد لغتان رَغْد ورَغَد وأَنشد فيا ظَبْيُ كُلْ رَغْداً هنيئاً ولا تَخَف فإِنِّي لكم جارٌ وإِن خِفْتُمُ الدَّهرا وقوم رَغَد ونسوة رَغَد مُخْصبون مغزرون تقول رَغِدَ عيشُهم ورَغُد بكسر الغين وضمها وأَرغَد فلان أَصاب عيشاً واسعاً وأَرغد القوم أَخْصَبوا وأَرغَد القوم صاروا في عيش رغد وأَرغد ماشيته تركها وسَوْمَها وعيشَة رَغْد ورَغَد أَي واسعة طيبة والرغْدُ الكثير الواسع الذي لا يُعييك من مال أَو ماء أَو عيش أَو كلإٍ والمَرْغَدة الروضة والرَّغِيدة اللبن الحليب يُغْلى ثم يذر عليه الدقيق حتى يختلط ويُساط فيلعق لعقاً وارْغادَّ اللبن ارْغيداداً أَي اختلط بعضه ببعض ولم تتم خُثورتُه بعدُ والمُرْغادُّ اللبن الذي لم تتم خُثورته ورجل مُرْغادٌّ استيقظ ولم يقض كراه ففيه ثَقلة والمُرْغادُّ الشاك في رأْيه لا يدري كيف يُصْدِرُه وكذلك الإِرغِيداد في كل مختلط والمُرْغادُّ الغضبان المتغير اللون غضباً وقيل هو الذي لا يجيبك من الغيظ والمُرْغادُّ الذي أَجهده المرض وقيل هو إِذا رأَيت فيه خَمْصاً وفتوراً في طَرْفه وذلك في بَدْءِ مرضه وتقول ارغادَّ المريض إِذا عرفت فيه ضعضعة من هزال وقال النضر ارغادَّ الرجل ارغِيداداً فهو مُرغادٌّ وهو الذي بدأَ به الوجع فأَنت ترى فيه خَمصاً ويُبْساً وفَتْرة وقيل ارغادَّ ارغيداداً وهو المريض الذي لم يُجْهد والنائم الذي لم يَقْضِ كراه فاستيقظ وفيه ثقلة

( رفد ) الرِّفْد بالكسر العطاء والصلة والرَّفْد بالفتح المصدر رَفَدَه يَرْفِدُه رَفْداً أَعطاه ورَفَدَه وأَرْفَده أَعانه والاسم منهما الرِّفْد وترافدوا أَعان بعضهم بعضاً والمَرْفَدُ والمُرْفَدُ المعونة وفي الحواشي لابن برّي قال دُكين خير امرئٍ قد جاء مِن مَعَدِّهْ مِن قَبْلِهِ أَو رافِدٍ من بعدِهْ الرافد هو الذي يلي المَلِك ويقوم مقامه إِذا غاب والرِّفادة شيء كانت قُرَيش تترافد به في الجاهلية فيُخْرج كل إِنسان مالاً بقدر طاقته فيجمعون من ذلك مالاً عظيماً أَيام الموسم فيشترون به للحاج الجُزر والطعام والزبيب للنبيذ فلا يزالون يُطْعِمون الناس حتى تنقضي أَيام موسم الحج وكانت الرِّفادَة والسِّقاية لبني هاشم والسِّدانة واللِّواء لبني عبد الدار وكان أَوّلَ من قام بالرِّفادة هاشمُ بن عبد مناف وسمي هاشماً لهَشْمِه الثريد وفي الحديث من اقتراب الساعة أَن يكون الفيءُ رِفْداً أَي صلة وعطية يريد أَن الخراج والفَيء الذي يحْصُل وهو لجماعة المسلمين أَهلِ الفَيء يصير صلات وعطايا ويُخَص به قوم دون قوم على قدر الهوى لا بالاستحقاق ولا يوضع مواضعه والرِّفْدُ الصلة يقال رَفَدْتُه رَفْداً والاسم الرِّفْد والإِرْفاد الإِعطاء والإِعانة والمرافَدة المُعاونة والتَّرافد التعاون والاستِرفاد الاستعانة والارتفاد الكسب والتَّرفيدُ التَّسويدُ يقال رُفِّدَ فلان أَي سُوِّدَ وعظم ورَفَّد القومُ فلاناً سَوَّدوه ومَلَّكوه أَمرهم والرِّفادة دِعامة السرج والرحل وغيرهما وقد رَفَده وعليه يَرْفِده رَفْداً وكلُّ ما أَمسك شيئاً فقد رَفده أَبو زيد رَفَدتُ على البعير أَرْفِدُ رَِفْداً إِذا جعلت له رِفادة قال الأَزهري هي مثل رفادة السرج والرَّوافِدُ خشب السقف وأَنشد الأَحمر رَوافِدُه أَكرَمُ الرافِداتِ بَخٍ لكَ بَخٍّ لِبَحْرٍ خِضَم وارتَفَد المالَ اكتسبه قال الطرماح عَجَباً ما عَجِبْتُ من واهِبِ الما لِ يُباهي به ويَرْتَفِدُه ويُضِيعُ الذي قد آوْجَبَه اللَّ هُ عليه فليس يَعْتَمِدُه
( * قوله « فليس يعتمده » الذي في الأساس يعتهده أي يتعهده وكل صحيح )
والرَّفْد والرِّفْد والمِرْفَد والمَرْفِدُ العُسُّ الضخم وقيل القدح العظيم الضخم والعُسُّ القَدَح الضخم يروي الثلاثة والأَربعة والعِدَّة وهو أَكبر من الغُمَر والرَّفْدُ أَكبر منه وعمَّ بعضهم به القدَح أَي قَدْرٍ كان والرَّفودُ من الإِبل التي تملَو ه في حلبة واحدة وقيل هي الدائمة على مِحْلَبها عن ابن الأَعرابي وقال مرة هي التي تُتابِعُ الحَلَب وناقة رَفُود تَمْلأُ مِرْفَدها وفي حديث حفر زمزم أَلم نَسْقِ الحَجِيجَ ونَنْ حَرِ المِذْلاقَةَ الرُّفُدَا الرُّفُدُ بالضم جمع رَفُود وهي التي تملأُ الرَّفْد في حلبة واحدة الصحاح والمِرْفَدُ الرَّفْد وهو القدح الضخم الذي يقرى فيه الضيف وجاء في الحديث نعم المِنْحة اللِّقْحَةُ تَرُوحُ بِرِفْدٍ وتَغْدُو بِرِفْدٍ قال ابن المبارك الرِّفْد القَدح تُحتلَب الناقة في قدح قال وليس من المعونة وقال شمر قال المُؤَرِّجُ هو الرِّفد للإِناء الذي يحتلب فيه وقال الأَصمعي الرَّفد بالفتح وقال شمر رَفْد ورِفْد القدح قال والكسر أَعرب ابن الأَعرابي الرَّفْد أَكبر من العُسِّ ويقال ناقة رَفُود تَدُوم على إِنائها في شتائها لأَنها تُجالِحُ الشجر وقال الكسائي الرَّفْد والمِرْفَد الذي تُحْلَبُ فيه وقال الليث الرَّفد المعونة بالعطاء وسقْي اللبن والقَوْل وكلِّ شيءٍ وفي حديث الزكاة أَعْطَى زكاةَ ماله طَيِّبَةً بها نفسُه رافِدَةً عليه الرَّافدة فاعلة من الرِّفْد وهو الإِعانة يقال رَفَدْته أَي أَعَنْتُه معناه إِن تُعِينَه نَفْسُه على أَدائها ومنه حديث عُبادة أَلا ترون أَن لا أَقُوم إِلاَّ رِفْداً أَي إِلا أَن أُعان على القيام ويروى رَفْداً بفتح الراء وهو المصدر وفي حديث ابن عباس والذين عاقدت أَيمانُكم من النصرة والرِّفادة أَي الإِعانة وفي حديث وَفْد مَذْحِج حَيّ حُشَّد رُفَّد جمع حاشد ورافد والرَّفْد النصيب وقال أَبو عبيدة في قوله تعالى بِئْسَ الرِّفْدُ المرفود قال مجازُه مجازُ العون المجاز يقال رَفَدْتُه عند الأَمير أَي أَعنته قال وهو مكسور الأَول فإِذا فتحتَ أَوَّله فهو الرَّفد وقال الزجاج كل شيء جعلته عوناً لشيء أَو استمددت به شيئاً فقد رَفَدْته يقال عَمَدْت الحائط وأَسْنَدْته ورَفَدْته بمعنى واحد وقال الليث رفدت فلاناً مَرْفَداً قال ومن هذا أُخذت رِفادَة السرج من تحته حتى يرتفع والرِّفْدَة العُصبة من الناس قال الراعي مُسَأْل يَبْتَغِي الأَقْوامُ نائلَه من كل قَوْم قَطين حَوْلَه رِفَدُ والمِرْفَد العُظَّامةُ تَتَعَظَّم بها المرأَة الرَّسْحاء والرِّفادة خرقة يُرْفَدُ بها الجُرْح وغيره والتَّرْفِيدُ العجيزة اسم كالتَّمْتِين والتَّنْبيت عن ابن الأَعرابي وأَنشد تقول خَوْدٌ سَلِسٌ عُقُودُها ذاتُ وِشاحٍ حَسَنٌ تَرْفِيدُها مَتى تَرانا قائِمٌ عَمُودُها ؟ أَي نقيم فلا نظعن وإِذا قاموا قامت عمد أَخبيتهم فكأَنّ هذه الخَوْد ملت الرحلة لنعمتها فسأَلت متى تكون الإِقامة والخفض ؟ والترفيد نحو من الهَمْلَجة وقال أُمية بن أَبي عائذ الهذلي وإِن غُضَّ من غَرْبِها رَفَّدَتْ وشيجاً وأَلْوَتْ بِجَلْسٍ طُوالْ أَراد بالجَلس أَصل ذنبها والمرافيد الشاءُ لا ينقطع لبنها صيفاً ولا شتاء والرَّافدَان دجلة والفرات قال الفرزدق يعاتب يزيد بن عبد الملك في تقديم أَبي المثنى عمر بن هبيرة الفزاري على العراق ويهجوه بَعَثْتَ إِلى العراقِ ورافِدَيْه فَزَاريّاً أَحَذَّ يَدِ القَمِيص أَراد أَنه خفيف نسبه إِلى الخيانة وبنو أَرْفِدَة الذي في الحديث جنس من الحبش يرقصون وفي الحديث أَنه قال للحبشة دونكم يا بني أَرْفِدَة قال ابن الأَثير هو لقب لهم وقيل هو اسم أَبيهم الأَقدم يعرفون به وفاؤه مكسورة وقد تفتح ورُفَيدة أَبو حيّ من العرب يقال لهم الرفيدات كما يقال لآل هُبَيْرة الهُبَيْرات

( رقد ) الرُّقاد النَّوْم والرَّقْدَة النومة وفي التهذيب عن الليث الرُّقود النوم بالليل والرُّقادُ النوم بالنهار قال الأَزهري الرُّقاد والرُّقُود يكون بالليل والنهار عند العرب ومنه قوله تعالى قالوا يا ويلنا من بعثنا من مَرْقدِنا هذا قول الكفار إِذا بعثوا يوم القيامة وانقطع الكلام عند قوله من مرقدنا ثم قالت لهم الملائكة هذا ما وعَد الرحمنُ ويجوز أَن يكون هذا من صفة المَرْقَد وتقول الملائكة حق ما وعَد الرحمن ويحتمل أَن يكون المَرْقَد مصدراً ويحتمل أَن يكون موضعاً وهو القبر والنوم أَخو الموت ورَقَدَ يَرْقُدُ رَقْداً ورُقُوداً ورُقاداً نام وقوم رُقُود أَي رُقَّد والمَرْقَد بالفتح المضجع وأَرْقَدَهُ أَنامه والرَّقُود والمِرْقِدَّى الدائم الرُّقاد أَنشد ثعلب ولقد رَقَيْتَ كِلابَ أَهلِكَ بالرُّقَى حتى تَرَكْتَ عَقُورَهُنَّ رَقُودا ورجل مِرْقِدَّى مثل مِرْعِزَّى أَي يَرْقَدُّ في أُموره والمُرْقِدُ شيء يُشرب فينوِّم مَن شربه ويُرْقِدُه والرَّقْدَة هَمْدة ما بين الدنيا والآخرة ورَقَدَ الحَرُّ سكن والرَّقْدَة أَن يصيبك الحرّ بعد أَيام ريح وانكسار من الوَهَج ورَقَدَ الثوبُ رَقْداً ورُقاداً أَخلق وحكى الفارسي عن ثعلب رَقَدَتِ السوقُ كَسَدت وهو كقولهم في هذا المعنى نامت وأَرْقَد بالمكان أَقام به ابن الأَعرابي أَرْقَدَ الرجل بأَرض كذا إِرْقاداً إِذا أَقام بها والارقِدادُ والارْمِدادُ السير وكذلك الإِغْذاذُ ابن سيده الارقداد سرعة السير تقول منه ارْقَدَّ ارْقِداداً أَي أَسرع وقيل الارقداد عدو الناقِزِ كأَنه نَفَرَ من شيء فهو يَرْقَدُّ يقال أَتيتك مُرْقَدّاً وقيل هو أَن يذهب على وجهه قال العجاج يصف ثوراً فظلَّ يَرْقَدُّ من النَّشاط كالبَرْبَريّ لَجَّ في انخِراط وقول ذي الرمة يصف ظليماً يَرْقَدُّ في ظِلِّ عَرَّاصٍ ويَتْبَعُه حَفِيفُ نافجَة عُثْنُونها حَصِب يرقدّ يسرع في عدوه قال ابن سيده وروي عن الأَصمعي المُرْقِدُ مخفف قال ولا أَدري كيف هو والراقُودُ دَنٌّ طويل الأَسفل كهيئة الإِرْدَبَّة يُسَيَّع داخله بالقار والجمع الرواقيد معرَّب وقال ابن دريد لا أَحسبه عربيّاً وفي حديث عائشة لا يشرب في راقود ولا جرَّة الراقُود إِناءُ خزف مستطيل مقيَّر والنهي عنه كالنهي عن الشرب في الحناتم والجرار المقيرة ورُقاد والرُّقاد اسم رجل قال أَلا قُلْ للأَمير جُزِيتَ خيراً أَجِرْنا من عُبَيدةَ والرُّقادِ ورَقْد موضع وقيل واد في بلاد قيس وقيل جبل وراء إِمَّرَةَ في بلاد بني أَسد قال ابن مقبل وأَظْهَرَ في عِلانِ رَقْدٍ وسَيْلُه عَلاجِيمُ لا ضَحْلٌ ولا مُتَضَحْضِحُ وقيل هو جبل تنحت منه الأَرْحِية قال ذو الرمة يصف كِرْكِرَة البعير ومَنْسِمَه تَفُضُّ الحَصَى عن مُجْمِرات وَقِيعِه كَأَرْحاءِ رَقْدٍ زَلَّمَتْها المَناقِرُ قال ابن بري إِنما وصف ذو الرمة مناسم الإِبل لا كركرة البعير كما ذكر الجوهري وتَفُضُّ تفرّق أَي تفرق الحصى عن مناسمها والمجمرات المجتمعات الشديدات وزَلَّمَتها المناقر أَخَذت من حافاتها والرُّقادُ بطن من جَعْدة قال مُحافَظَةً على حَسَبي وأَرْعَى مَساعِي آلِ ورْدٍ والرُّقاد

( ركد ) ركد القوم يَرْكُدون رُكوداً هدأُوا وسكنوا قال الطرماح لها كُلَّما رِيعَتْ صلاةٌ ورَكْدَةٌ بِمُصْدانَ أَعْلى اثْنَيْ شمام البوائن ورَكَدَ الماءُ والريحُ والسفينةُ والحرُّ والشمسُ إِذا قامَ قائمُ الظهيرة وكل ثابت في مكان فهو راكد وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه نهى أَن يُبالَ في الماء الراكد ثم يُتوضأَ منه قال أَبو عبيد الراكد هو الدائم الساكن الذي لا يجري يقال رَكَدَ الماءُ رُكُوداً إِذا سكن ومنه حديث الصلاة في ركوعها وسجودها ورُكودها هو السكون الذي يفصل بين حركاتها كالقيام والطمأْنينة بعد الركوع والقَعْدة بين السجدتين وفي التشهد ومنه حديث سعد ابن أَبي وقاص أَركُدُ بهم في الأُولَيَيْن وأَحْذِفُ في الأَخيرَتَيْن أَي أَسكن وأُطيل القيام في الركعتين الأُولَيين من الصلاة الرباعية وأُخفِّف في الأَخيرتين ورَكَدت الريح إِذا سكنت فهي راكدة وركَد الميزان إِذا استوى وأَنشد وقوّم الميزان حين يَرْكُد هذا سميريٌّ وهذا مولد قال هما درهمان ورَكَد العَصير من العنب سَكَن غَلَيانه وكل ما ثبت في شيء فقد رَكَد والرواكِدُ الأَثافي مشتق من ذلك لثباتها ورَكَدت البكرة ثبتت ودارت وهو ضد أَنشد ابن الأَعرابي كما رَكَدَتْ حَوَّاءُ أُعْطِيَ حُكْمَه بها القَيْنُ من عُودٍ تَعَلَّلَ جاذبه ثم فسره فقال ركدت وتكون بمعنى وقفت يعني بَكْرة من عود والقين العامل والمَراكِدُ المواضع التي يَرْكُدُ فيها الإِنسان وغيره والمراكد مَغامِض الأَرض قال أُسامة بن حبيب الهذلي يصف حماراً طردته الخيل فَلَجأَ إِلى الجبال في شعابها وهو يرى السماء طرائق أَرَتْهُ من الجَرْباء في كلِّ موطن طِباباً فَمثْواهُ النهارَ المراكِدُ وجفنة رَكُود ثقيلة مملوءة وأَنشد المُطْعِمِينَ الجَفْنَةَ الرَّكُودا ومَنعُوا الرَّيْعانَة الرَّفودا يعني بالرَّيْعانة الرَّفود ناقة فَتِيَّة تُرِفدُ أَهلها بكثرة لبنها

( رمد ) الرَّمَدُ وجع العين وانتفاخُها رَمِدَ بالكسر يَرْمَدُ رَمَداً وهو أَرْمَدُ ورَمِدٌ والأُنثى رَمْداء هاجَتْ عَينُه وعين رَمْداء ورَمِدَة ورَمِدَتْ تَرْمَدُ رَمَداً وقد أَرمَدَها الله فهي رَمِدة والرَّمادُ دُقاق الفحم من حُراقَةِ النار وما هَبا من الجَمْر فطار دُقاقاً والطائفة منه رَمادة قال طُريح فغادَرَتْها رَمادَةً حُمَما خاوِيةً كالتِّلال دامِرُها وفي حديث أُم زرع زَوْجي عظِيمُ الرَّماد أَي كثير الأَضياف لأَن الرماد يكثر بالطبخ والجمع أَرْمِدَة وأَرْمِداءُ وإِرْمِداءُ عن كراع الأَخيرة اسم للجمع قال ابن سيده ولا نظير لإِرْمِداءَ البتة وقيل الأَرْمِداءُ مثال الأَربعاء واحد الرَّماد ورَمادٌ أَرمَدُ ورِمْدِدٌ ورِمْدَد ورِمْدِيدٌ كثير دقيق جداً الجوهري رَمادٌ رِمْدِدٌ أَي هالك جعلوه صفة قال الكميت رَماداً أَطارَتْه السَّواهِكُ رِمْدِدا وفي الحديث وافِدَ عادٍ خُذْها رَماداً رِمْدِداً لا تَذَرُ من عادٍ أَحداً الرِّمْدِد بالكسر المتناهي في الاحتراق والدِّقة يقال يَوْم أَيْوَمُ إِذا أَرادوا المبالغة سيبويه إِنما ظهر المثْلان في رِمْدِد لأَنه ملحق بِزهْلِق وصار الرّمادُ رِمْدِداً إِذا هَبا وصار أَدَقَّ ما يكون والرمْدِداءُ مكسور ممدود الرماد ورَمَّد الشَّواءَ أَصابه بالرماد وفي المثل شَوى أَخُوك حتى إِذا أَنضَجَ رَمَّدَ يُضْرب مثلاً للرجل يعود بالفساد على ما كان أَصلحه وقد ورد ذلك في حديث عمر رضي الله عنه قال ابن الأَثير وهو مثل يضرب للذي يصنع المعروف ثم يفسده بالمنة أَو يقطعه والتَّرْمِيدُ جعل الشيءِ في الرماد ورَمَّد الشَّواءَ مَلَّه في الجمر والمُرَمَّدُ من اللحم المشوِيّ الذي يملُّ في الجمر أَبو زيد الأَرْمِداءُ الرَّماد وأَنشد لم يُبْقِ هذا الدَّهْرُ من ثَرْيائه غيرَ أَثافِيه وأَرمِدائِه وثياب رُمْدٌ وهي الغُبْر فيها كدورة مأْخوذ من الرَّماد ومن هذا قيل لضرب من البعوض رُمْدٌ قال أَبو وجزة يصف الصائد تَبِيتُ جارَتَه الأَفعى وسامِرُه رُمْدٌ به عاذِرٌ منهن كالجَرَب والأَرْمَدُ الذي على لون الرَّماد وهو غُبرة فيها كُدرَة ومنه قيل للنعامة رَمداءُ وللبعوض رُمْدٌ والرمدة لون إِلى الغُبْرَة ونعامة رَمْداءُ فيها سواد منكسف كلَون الرّماد وظليم أَرمد كذلك وزعم اللحياني أَن الميم بدل من الباءِ في ربد وقد تقدم وروي عن قتادة أَنه قال يَتَوَضَّأُ الرجل بالماءِ الرَّمِدِ وبالماءِ الطَّرِدِ فالطرد الذي خاضته الدواب والرَّمِدُ الكَدِر الذي صار على لون الرماد وفي حديث المعراج وعليهم ثياب رُمْد أَي غبر فيها كدرة كلون الرماد واحدها أَرمد والرَّماديُّ ضرب من العنب بالطائف أَسود أَغبر والرَّمْد الهلاك والرَّمادة الهلاك ورَمَدَ القوم رَمْداً هلكوا قال أَبو وجزة السعدي صبَبْتُ عليكم حاصِبي فتَرَكْتُكم كأَصْرام عادٍ حين جَلَّلها الرَّمْدُ وأَرمَدوا كَرَمَدُوا ورمَّدَهم الله وأَرمَدَهم أَهلكهم وقد رَمَدَهم يَرْمِدُهم فجعله متعدياً قال ابن السكيت يقال قد رَمَدْنا القوم نَرْمِدُهم ونَرْمُدُهم رَمْداً أَي أَتينا عليهم وأَرمدَ الرجل إِرماداً افتقر وأَرمد القوم إِذا جهدوا والرَّمادة الهلكة وفي الحديث سأَلت ربي أَن لا يسلط على أُمتي سَنة فَتَرْمِدَهم فأَعطانيها أَي تهلكهم يقال رَمَدَه وأَرمَدَه إِذا أَهلكه وصيره كالرماد ورَمِدَ وأَرمَدَ إِذا هلك وعام الرَّمادة معروف سمي بذلك لأَن الناس والأَموال هلكوا فيه كثيراً وقيل هو لجدب تتابع فصير الأَرض والشجر مثل لون الرماد والأَول أَجود وقيل هي اعوام جَدْب تتابعت على الناس في أَيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وفي حديث عمر أَنه أَخر الصدقة عام الرَّمادة وكانت سنة جَدْب وقَحْط في عهده فلم يأْخذها منهم تخفيفاً عنهم وقيل سمي به لأَنهم لما أَجدبوا صارت أَلوانهم كلون الرماد ويقال رَمِدَ عيشُهم إِذا هلكوا أَبو عبيد رَمِدَ القوم بكسر الميم وارمَدُّوا بتشديد الدال قال والصحيح رَمَدُوا وأَرْمَدوا ابن شميل يقال للشيء الهالك من الثياب خَلوقة قد رَمَدَ وهَمَدَ وبادَ والرامد البالي الذي ليس فيه مَهاهٌ أَي خير وبقية وقد رَمَدَ يَرْمُدُ رُمودة ورمَدت الغنم تَرْمِدُ رَمْداً هلكت من برد أَو صقيع رمَّدت الشاة والناقة وهي مُرَمِّد استبان حملها وعظم بطنها وورم ضَرْعها وحياؤها وقيل هو إِذا أَنزلت شيئاً عند النَّتاج أَو قُبيله وفي التهذيب إِذا أَنزلت شيئاً قليلاً من اللبن عند النتاج والتَّرْميدُ الإِضراع ابن الأَعرابي والعرب تقول رَمَّدتِ الضأْن فَرَبِّقْ رَبِّقْ رَمَّدَتِ المعْزَى فَرنِّقْ رَنِّقْ أَي هَيّءْ للإِرباق لأَنها إِنما تُضْرِعُ على رأْس الولد وأَرمَدتِ الناقةُ أَضرعت وكذلك البقرة والشاة وناقة مُرْمِد ومُرِدٌّ إِذا أَضرعت اللحياني ماء مُرمِدٌ إِذا كان آجناً والارْمِداد سرعة السير وخص بعضهم به النعام والارْمِيداد الجِدُّ والمَضاءُ أَبو عمرو ارقَدَّ البعِيرُ ارقِداداً وارْمَدَّ ارمِداداً وهو شدة العدو قال الأَصمعي ارقَدّ وارمَدّ إِذا مضى على وجهه وأَسرع وبالشَّواجِن ماء يُقال له الرَّمادة قال الأَزهري وشربت من مائها فوجدته عذباً فراتاً وبنو الرَّمْدِ وبنو الرَّمداء بطنان ورَمادانُ اسم موضع قال الراعي فحَلَّتْ نَبِيّاً أَو رَمادانَ دونَها رَعانٌ وقِيعانٌ من البِيدِ سَمْلَق وفي الحديث ذكر رَمْد بفتح الراء وهو ماء أَقطعه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم جميلاً العُذري حين وفد عليه

( رند ) الرَّنْد الآس وقيل هو العود الذي يُتبخر به وقيل هو شجر من أَشجار البادية وهو طيب الرائحة يستاك به وليس بالكبير وله حب يسمى الغارَ واحدته رَنْدَة وأَنشد الجوهري ورَنْداً ولُبْنَى والكِباءَ المُقَتِّرا قال أَبو عبيد ربما سموا عود الطيب الذي يتبخر به رنداً وأَنكر أَن يكون الرند الآس وروي عن أَبي العباس أَحمد بن يحيى أَنه قال الرند الآس عند جماعة أَهل اللغة إِلا أَبا عمرو الشيباني وابن الأَعرابي فإِنهما قالا الرند الحَنْوَة وهو طيب الرائحة قال الأَزهري والرَّند عند أَهل البحرين شبه جوالَِق واسع الأَسفل مخروط الأَعلى يُسَفُّ من خوص النخل ثم يُخَيَّط ويضرب بالشُّرُط المفتولة من الليف حتى يَتَمَتَّن فيقوم قائماً ويُعَرَّى بعُرىً وثيقة ينقل فيه الرطب أَيام الخِراف يحمل منه رندان على الجمل القَويّ قال ورأَيت هَجَريّاً يقول له النَّرْد وكأَنه مقلوب ويقال له القَرْنة أَيضاً والرِّيْوَندُ
( * قوله « والريوند » في القاموس والروند كسجل يعني بكسر ففتح فسكون والاطباء يزيدونها الفاً فيقولون راوند ) الصيني دواء بارد جيد للكبد وليس بعربي محض

( رهد ) رَهَّدَ الرجلُ إِذا حَمُقَ حماقةُ محكَمَة ورهَدَ الشيءَ يَرْهَدُه رَهْداً سحقه سحقاً شديداً والكاف أَعرف والرَّهادة الرَّخاصَة والرَّهِيدُ الناعم الرَّخْصُ وفتاة رَهِيدة رَخْصة والرَّهيدة بُرٌّ يدق ويصب عليه لبن

( رود ) الرَّوْدُ مصدر فعل الرائد والرائد الذي يُرْسَل في التماس النُّجْعَة وطلب الكلإِ والجمع رُوَّاد مثل زائر وزُوَّار وفي حديث عليّ عليه السلام في صفة الصحابة رضوان الله عليهم أَجمعين يدخلون رُوَّاداً ويخرجون أَدلة أَي يدخلون طالبين للعلم ملتمسين للحلم من عنده ويخرجون أَدلة هُداة للناس وأَصل الرائد الذي يتقدّم القوم يُبْصِر لهم الكلأَ ومساقط الغيث ومنه حديث الحجاج في صفة الغيث وسمعت الرُّوَّاد يدعون إِلى ديارتها أَي تطلب الناس إِليها وفي حديث وفد عبد القيس إِنَّا قوم رادَةٌ وهو جمع رائد كحاكة وحائك أَي نرود الخير والدين لأَهلنا وفي شعر هذيل رادَهم رائدهم
( * قوله « والريوند » في القاموس والروند كسجل يعني بكسر ففتح فسكون والاطباء يزيدونها الفاً فيقولون راوند ) ونحو هذا كثير في لغتها فإِما أَن يكون فاعلاً ذهبت عينه وإِما أَن يكون فَعَلاً إِلا أَنه إِذا كان فَعَلاً فإِنما هو على النسَب لا على الفعل قال أَبو ذؤيب يصف رجلاً حاجّاً طلب عسلاً فباتَ بِجَمْعٍ ثم تمَّ إِلى مِنًى فأَصبح راداً يَبتِغي المزْجَ بالسَّحْل أَي طالباً وقد راد أَهله منزلاً وكلأً وراد لهم رَوْداً وارتاد واستراد وفي حديث معقل بن يسار وأُخته فاستَراد لأَمر الله أَي رجع ولان وانقاد وارتاد لهم يرتاد ورجل رادٌ بمعنى رائد وهو فَعَل بالتحريك بمعنى فاعل كالفَرَط بمعنى الفارط ويقال بعثنا رائداً يرود لنا الكلأَ والمنزل ويرتاد والمعنى واحد أَي ينظر ويطلب ويختار أَفضله قال وجاءَ في الشعر بعثوا رادهم أَي رائدهم ومن أَمثالهم الرائدُ لا يَكْذب أَهَله يضرب مثلاً للذي لا يكذب إِذا حدّث وإِنما قيل له ذلك لأَنه إِن لم يَصْدُقهم فقد غرّر بهم وراد الكلأَ يَرُدوه رَوْداً ورِياداً وارتاده ارتياداً بمعنى أَي طلبه ويقال راد أَهلَه يرودهم مَرْعىً أَو منزلاً رياداً وارتاد لهم ارتياداً ومنه الحديث إِذا أَراد أَحدكم أَن يبول فليَرتَدْ لبوله أَي يرتاد مكاناً دَمِثاً ليناً منحدراً لئلا يرتد عليه بوله ويرجع عليه رَشاشُه والرائد الذي لا منزل له وفي الحديث الحمى رائدُ الموت أَي رسول الموت الذي يتقدّمه كالرائد الذي يبعث ليَرتاد منزلاً ويتقدم قومه ومنه حديث المولد أُعيذُك بالواحد من شر كلِّ حاسد وكلِّ خَلْقٍ رائد أَي يتقدم بمكروه وقولهم فلان مُسترادٌ لمثله وفلانة مستراد لمثلها أَي مِثلُه ومثلها يُطلب ويُشَحُّ به لنفاسته وقيل معناه مُسترادُ مِثلِه أَو مِثلِها واللام زائدة وأَنشد ابن الأَعرابي ولكنَّ دَلاًّ مُستراداً لمِثلِه وضرباً للَيْلى لا يُرى مِثلُه ضربا ورادَ الدارَ يَرُودُها سأَلها قال يصف الدار وقفت فيها رائداً أَرُودُها ورادث الدوابُّ رَوْداً وَرَوَداناً واسترادتْ رَعَتْ قال أَبو ذؤيب وكان مِثلَينِ أَن لا يَسرحَوا نَعَماً حيثُ استرادَتْ مواشيهمْ وتسريحُ ورُدْتُها أَنا وأَردتها والروائدُ المختلفة من الدواب وقيل الروائدُ منها التي ترعى من بينها وسائرها محبوس عن المرتع أَو مربوط التهذيب والروائد من الدواب التي ترتع ومنه قول الشاعر كأَنَّ روائدَ المُهْراتِ منها ورائدُ العين عُوَّارُها الذي يَرُودُ فيها ويقال رادَ وِسادُه إِذا لم يستقرّ والرِّيادُ وذَبُّ الرِّياد الثور الوحشي سمي بالمصدر قال ابن مقبل يُمَشِّي بها ذَبُّ الرِّيادِ كأَنه فتًى فارسيٌّ في سراويلِ رامح وقال أَبو حنيفة رادتِ الإِبلُ ترودُ رِياداً احتلفت في المرعى مقبلة ومدبرة وذلك رِيادُها والموضه مَرادٌ وكذلك مَرادُ الريح وهو المكان الذي يُذهَبُ فيه ويُجاء قال جندل والآلُ في كلِّ مَرادٍ هَوْجَلِ وفي حديث قس ومَراداً لمَحْشرِ الخَلْق طُرّا أَي موضعاً يحشر فيه الخلق وهو مَفْعل من رادَ يَرْودُ وإِن ضُمَّت الميم فهو اليوم الذي يُرادُ أَن يحشر فيه الخلق ويقال رادَ يَرودُ إِذا جاء وذهب ولم يطمئن ورجل رائد الوِسادِ إِذا لم يطمئن عليه لِهَمٍّ أَقلَقَه وبات رائدَ الوساد وأَنشد تقول له لما رأَت جَمْعَ رَحلِه
( * قوله « تقول له لما رأت جمع رحله » كذا بالأصل ومثله في شرح القاموس والذي في الأساس لما رأت خمع رجله بفتح الخاء المعجمة وسكون الميم أي عرج رجله )
أَهذا رئيسُ القومِ رادَ وِسادُها ؟ دعا عليها بأَن لا تنام فيطمئن وسادها وامرأَة رادٌ ورَوادٌ بالتخفيف غير مهموز ورَو ود الأَخيرة عن أَبي علي طوّافة في بيوت جاراتها وقد رادتْ تَرودُ رَوْداً وَروَدَاناً ورُؤوداً فهي رادَة إِذا أَكثرت الاختلاف إِلى بيوت جاراتها الأَصمعي الرادَة من النساء غير مهموز التي تَرودُ وتطوف والرَّأَدة بالهمز السريعة الشباب مذكور في موضعه ورادت الريحُ تَرودُ رَوْداً ورُؤوداً وروَدَاناً جالت وفي التهذيث إِذا تحركت ونَسَمَتْ تَنْسِمِ نَسَماناً إِذا تحركت تحركاً خفيفاً وأَراد الشيءَ شاءَه قال ثعلب الإِرادَة تكون مَحَبَّة وغير محبة فأَما قوله إِذا ما المرءُ كان أَبوه عَبْسٌ فَحَسْبُكَ ما تزيدُ إِلى الكلام فإِنما عدّاه بإِلى لأَن فيه معنى الذي يحوجك أَو يجيئك إِلى الكلام ومثله قول كثير أُريدُ لأَنسى ذِكرَها فكأَنما تَمثَّلُ لي لَيْلى بكلِّ سبيلِ أَي أُريد أَن أَنسى قال ابن سيده وأُرى سيبويه قد حكى إِرادتي بهذا لك أَي قصدي بهذا لك وقوله عز وجل فوجدا فيها جداراً يريد أَن ينقضَّ فأَقامه أَي أَقامه الخَضِرُ وقال يريد والإِرادة إِنما تكون من الحيوان والجدارُ لا يريد إِرادَة حقيقية لأَنَّ تَهَيُّؤه للسقوط قد ظهر كما تظهر أَفعال المريدين فوصف الجدار بالإِرادة إِذ كانت الصورتان واحدة ومثل هذا كثير في اللغة والشعر قال الراعي في مَهْمَةٍ قَلِقَتْ به هاماتُها قَلَقَ الفُؤُوسِ إِذا أَردنَ نُضولا وقال آخر يُريدُ الرمحُ صدرَ أَبي بَراء ويَعدِلُ عن دِماءِ بَني عَقيل وأَرَدْتُه بكلِ ريدَة أَي بكل نوع من أَنواع الإِرادة وأَراده على الشيء كأَداره والرَّودُ والرُّؤْدُ المُهْلَة في الشيء وقالوا رُؤَيْداً أَي مَهلاً قال ابن سيده هذه حكاية أَهل اللغة وأَما سيبويه فهو عنده اسم للفعل وقالوا رُوْيداً أَي أَمهِلْه ولذلك لم يُثن ولم يُجْمع ولم يؤنث وفلان يمشي على رُودٍ أَي على مَهَل قال الجَموحُ الظَّفَرِيُّ تَكادِ لا تَثلِمُ البَطحاءَ وَطْأَتُها كأَنها ثَمِلٌ يَمِشي على رُودِ وتصغيره رُوَيد أَبو عبيد عن أَصحابه تكبير رويدٍ رَوْدٌ وتقول منه أَرْوِدْ في السيرِ إِرْواداً ومُرْوَداً أَي ارفق وقال امرُؤ القيس جَوَادُ المَحَصَّةِ والمُرْوَدِ وبفتح الميم أَيضاً مثل المُخْرَج والمَخرج قال ابن بري صواب إِنشاده جوادَ بالنصب لأَن صدرَه وأَعدَدْتُ للحرب وثَّابَةً والجَواد هنا الفرس السريعة والمَحَثَّة من الحث يقول إِذا استحثثتها في السير أَو رفقت بها أَعطتك ما يرضيك من فعلها وقولهم الدهرُ أَرودُ ذُو غِيَرٍ أَي يَعمل عمله في سكون لا يُشَعر به والإِرواد الإِمهال ولذلك قالوا رُوَيداً بدلاً من قولهم إِرْواداً التي بمعنى أَرْوِدْ فكأَنه تصغير الترخيم بطرح جميع الزوائد وهذا حكم هذا الضرب من التحقير قال ابن سيده وهذا مذهب سيبويه في رويد لأَنه جعله بدلاً من أَرُوِدْ غير أَن رُويداً أَقرب إِلى إِرْوادٍ منها إِلى أَرْوِدْ لأَنها اسم مثل إِرواد وذهب غير سيبوية إِلى أَن رُويداً تصغير رُود وأَنشد بيت الجموح الظفري كأَنها ثَمِلٌ يمشي على رُود قال وهذا خطأٌ لأَن رُوداً لم يوضع موضع الفعل كما وضعت إِرواد بدليل أَرود وقالوا رُويدك زيداً فلم يجعلوا للكاف موضعاً وإِنما هي للخطاب ودليل ذلك قولهم أَرَأَيتك زيداً أَبو من ؟ والكاف لا موضع لها لأَنك لو قلت أَرأَيت زيداً أَبو من هو لا يستغني الكلام قال سيبويه وسمعنا من العرب من يقول والله لو أَردتَ الدراهم لأَعطيتك رُوَيْدَ ما الشِّعرِ يريد أَرْوِدِ الشعر كقول القائل لو أَردت الدارهم لأُعْطِيَنَّك فدع الشعر قال الأَزهري فقد تبين أَن رُويد في موضع الفعل ومُتَصَرَّفِهِ يقول رُويدَ زيداً وإِنما يقول أَرود زيداً وأَنشد رُويدٍ عَلِيًّا جُدَّ ما ثَدْيُ أُمِّهم إِلينا ولكن وُدُّهم مُتَماينُ قال رواه ابن كيسان « ولكن بعضهم مُتيامِنُ » وفسره أَنه ذاهب إِلى اليمن قال وهذا أَحب إِليّ من متماين قال ابن سيده ومن العرب من يقول رويد زيد كقوله غَدْرَ الحي وضَرْبَ الرِّقاب قال وعلى هذا أَجازوا رُويدك نفسك زيداً قال سيبويه وقد يكون رويد صفة فيقولون ساروا سيراً رُويداً ويحذفون السير فيقولون ساروا رُويداً يجعلونه حالاً له وصف كلامه واجتزأَ بما في صدر حديثه من قولك سار عن ذكر السير قال الأَزهري ومن ذلك قول العرب ضعه رويداً أَي وضعاً رويداً ومن ذلك قول الرجل يعالج الشيء إِنما يريد أَن يقول علاُجاً رويداً قال فهذا على وجه الحال إِلا أَن يظهر الموصوف به فيكون على الحال وعلى غير الحال قال واعلم أَن رويداً تلحقها الكاف وهي في موضع أَفعِلْ وذلك قولك رويدك زيداً ورويدكم زيداً فهذه الكاف التي أُلحقت لتبيين المخاطب في رويداً ولا موضع لها من الإِعراب لأَنها ليست باسم ورويد غير مضاف إِليها وهو متعد إِلى زيد لأَنه اسم سمي به الفعل يعمل عمل الأَفعال وتفسير رويد مهلاً وتفسير رويدك أَمهِلْ لأَن الكاف إِنما تدخله إِذا كان بمعنى أَفعِل دون غيره وإِنما حركت الدال لالتقاء الساكنين فنُصبَ نَصْبَ المصادر وهو مصغر أَرْوَدَ يُرْوِد وله أَربعة أَوجه اسم للفعل وصفة وحال ومصدر فالاسم نحو قولك رويد عمراً أَي أَروِدْ عمراً بمعنى أَمهِلْه والصفة نحو قولك ساروا سيراً رُويداً والحال نحو قولك سار القومُ رُويداً لما اتصل بالمعرفة صار حالاً لها والمصدر نحو قولك رويد عَمْرٍو بالإِضافة كقوله تعالى فضرب الرقاب وفي حديث أَنْجَشَةَ رُويدَك رِفْقاً بالقوارير أَي أَمهل وتأَنّ وارفُق وقال الأَزهري عند قوله فهذه الكاف التي أُلحقت لتبيين المخاطب في رويداً قال وإِنما أُلحقت المخصوص لأَن رويداً قد يقع للواحد والجمع والذكر والأُنثى فإِنما أَدخل الكاف حيث خِيف التباس من يُعْنى ممن لا يُعْنى وإِنما حذفت في الأَول استغناء بعلم المخاطب لأَنه لا يعنى غيره وقد يقال رويداً لمن لا يخاف أَن يلتبس بمن سواه توكيداً وهذا كقولك النَّجاءَكَ والوَحاك تكون هذه الكاف علماً للمأْمورين والمنهبين قال وقال الليث إِذا أَردت بِرُوَيد الوعيد نصبتها بلا تنوين وأَنشد رُويدَ تَصَاهَلْ بالعِراقِ جِيادَنا كأَنك بالضحَّاك قد قام نادِبُه قال ابن سيده وقال بعض أَهل اللغة وقد يكون رويداً للوعيد كقوله رُويدَ بني شيبانَ بعضَ وَعيدِكم تُلاقوا غداً خَيْلي على سَفَوانِ فأَضاف رويداً إِلى بني شيبان ونصب بعضَ وعيدكم بإِضمار فعل وإِنما قال رويد بني شيبان على أَن بني شيبان في موضع مفعول كقولك رويد زيدٍ وكأَنه أَمر غيرهم بإِمهالهم فيكون بعض وعيدكم على تحويل الغيبة إِلى الخطاب ويجوز أَن يكون بني شيبان منادى أَي أَملهوا بعضَ وعيدكم ومعنى الأَمر ههنا التأْهير والتقليل منه ومن رواه رويدَ بني شيبانَ بعضَ وعيدهم كان البدل لأَن موضع بني شيبان نصب على هذا يتجه إِعراب البيت قال وأَما معنى الوعيد فلا يلزم وإِنما الوعيد فيه بحسب الحال لأَنه يتوعدهم باللقاء ويتوعدونه بمثله قال الأَزهري وإِذا أَردت برُويد المهلة والإِرواد في الشيء فانصب ونوّن تقول امش رويداً قال وتقول العرب أَروِدْ في معنى رويداً المنصوبة قال ابن كيسان في باب رويداً كأَنّ رويداً من الأَضداد تقول رويداً إِذا أَرادوا دَعْه وخَلِّه وإِذا أَرادوا ارفق به وأَمسكه قالوا رويداً زيداً أَيضاً قال وتَيْدَ زيداً بمعناها قال ويجوز إِضافتها إِلى زيد لأَنهما مصدران كقوله تعالى فضرب الرقاب وفي حديث علي إِن لبني أُمية مَرْوَداً يَجرون إِليه هو مَفْعَل من الإِرْوادِ الإِمهال كأَنه شبه المهلة التي هم فيها بالمضمار الذي يجرون إِليه والميم زائدة التهذيب والرِّيدة اسم يوضع موضع الارتياد والإِرادة وأَراد الشيء أَحبه وعُنِيَ به والاسم الرِّيدُ وفي حديث عبد الله إِن الشيطان يريد ابن آدَم بكل ريدة أَي بكل مَطْلَب ومُراد يقال أَراد يريد إِرادة والريدة الاسم من الإِرادة قال ابن سيده فأَما ما حكاه اللحياني من قولهم هَرَدْتُ الشيء أَهَريدُه هِرادةً فإِنما هو على البدل قال سيبويه أُريد لأَن تفعل معناه إِرادتي لذلك كقوله تعالى وأُمِرتُ لأَنْ أَكونَ أَوَّلَ المسلمين الجوهري وغيره والإِرادة المشيئة وأَصله الواو كقولك راوده أَي أَراده على أَن يفعل كذا إِلا أَن الواو سكنت فنقلت حركتها إِلى ما قبلها فانقلبت في الماضي أَلفاً وفي المستقبل ياء وسقطت في المصدر لمجاورتها الأَلف الساكنة وعوّض منها الهاء في آخره قال الليث وتقول راوَدَ فلان جاريته عن نفسها وراوَدَتْه هي عن نفسه إِذا حاول كل واحد من صاحبه الوطء والجماع ومنه قوله تعالى تراود فتاها عن نفسه فجعل الفعل لها وراوَدْتُه على كذا مُراوَدَةً ورِواداً أَي أَردتُه وفي حديث أَبي هريرة حيث يُراوِدُ عمَّه أَبا طالب على الإِسلام أَي يُراجعه ويُرادُّه ومنه حديث الإسراء قال له موسى صلى الله عليهما وسلم قد والله راودْتُ بني إِسرائيل على أَدنى من ذلك فتركوه وراودْته عن الأَمر وعليه داريته والرائد العُود الذي يقبض عليه الطاحن إِذا أَداره قال ابن سيده والرائدُ مَقْبِضُ الطاحن من الرحى ورائدُ الرحى مَقْبِضُها والرائد يد الرحى والمِرْوَدُ الميل وحديدة تدور في اللجام ومِحورُ البكرة إِذا كان من حديد وفي حديث ماعز كما يدخل المِرْوَدِ في المكحُلةِ المِرْوَدُ بكسر الميم الميل الذي يكتحل به والميم زائدة والمِرْوَدُ أَيضاً المَفْصِل والمِرْوَدُ الوَتِدُ قال داوَيْتُه بالمَحْضِ حتى شتا يَجتذِبُ الأَرِيَّ بالمِرْوَد أَراد مع المِروَد ويقال ريح رَوْدٌ لينة الهُبوب ويقال ريح رادة إِذا كانت هَوْجاء تَجيءُ وتذهب وريح رائدة مثل رادة وكذلك رُواد قال جرير أَصَعْصَعَ إِن أُمَّكَ بعد ليلي رُوادُ الليلِ مُطْلَقَةُ الكِمام وكذلك امرأَة رواد ورَادة ورائدة

( ريد ) الرَّيْد حرف من حروف الجبل ابن سيده الرَّيْدُ الحَيْدُ في الجبل كالحائط وهو الحرف الناتئُ منه قال أَبو ذؤيب وقيل صخر الغيّ يصف عُقاباً فمرّت علىِ رَيْدٍ وأَعْنَتْ ببعضِها فخرّت على الرجلين أَخيَبَ خائبِ والجمع أَرياد قال صخر الغي بِنا إِذا اطَّرَدَت شهراً أَزِمَّتُها ووازنَتْ من ذُرى فَوْدٍ بأَرْيادِ والجمع الكثير رُيود والرِّئْدُ التِّرْبُ بالهمز يقال هو رئِدُها أَي تِرْبُها قال وربما لم يهمز قال كثير فلم يهمز وقد دَرَّعوها وهي ذاتُ مُؤَصَّد مَجُوبٍ ولمَّا يَلْبَسِ الدِّرْعَ رِيدُها والرِّيدُ بلا همز الأَمر الذي تُريدُه وتزاوله والرَّيْدانة الريح اللينة وأَنشد هاجتْ به رَيْدانَةٌ مُعَصْفَرُ والرَّيْدَة الريح اللينة أَيضاً وريح رَيْدة ورادة وريَدانة لَيِّنَة الهبوب قال وهبَّت له ريحُ الجَنُوبِ وأَنشرت له رَيْدَةٌ يُحيي المُماتَ نَسِيمُها وأَنشد الليث إِذا رَيدة من حيثما نَفَحَتْ له أَتاه بريَّاها خَليلٌ يُواصله وأَنشد الجوهري لهميان بن قحافة جرت عليها كلُّ ريحٍ رَيْدَه هَوْجاءَ سَفْواءَ نَو وجِ العَوْدَه قال ابن بري البيت لعلقمة التيمي وليس لهميان بن قحافة وقيل ريح رَيْدة كثيرة الهبوب وريح رادة إِذا كانت هوجاء تجيء وتذهب وريح رائدة مثل رادة وكذلك رُواد والتَّرييدُ في الحرب رفع الأَعضاد بالمِجْنَب التهذيب والرَّيدة اسم يوضع موضع الارتياد والإِرادة وفي الحديث ذِكْرُ رَيدان بفتح الراءِ وسكون الياءِ أُطُم من آطام المدينة لآل حارثة بن سهل

( زأد ) يزْأَدُه زأَده زَأْداً وزَأَداً وزُؤْداً مخفف عن اللحياني وزُؤُوداً أَي أَفزعه وقيل استخفه الكسائي زُئِدَ الرجلُ زُؤُداً فهو مزْؤُود أَي مذعور إِذا فزع وفي الحديث فَزُئِدَ أَي فزع وسُئِف الرجلُ سبَأْفاً مثله وهو الزُّؤْدُ وأَنشد يضحي إِذا العِبسُ أَدركْنا نكايَتها خرقاءَ يَعْتادُها الطوفانُ والزُّؤُدِ

( زبد ) الزُّبْدُ زُبْدُ السمنِ قبل أَن يُسْلأَ والقطعة منه زُبْدَة وهو ما خلُص من اللبن إِذا مُخِضَ وزَبَدُ اللبن رغْوتَه ابن سيده الزُّبْدُ بالضم خلاصة اللين واحدته زُبْدَة يذهب بذلك إِلى الطائفة والزُّبْدة أَخص من الزُّبْدِ أَنشد ابن الأَعرابي فيها عجوزٌ لا تُساوي فَلْسا لا تأْكلُ الزُّبْدة إِلا نَهْسا يعني أَنه ليس في فمها سن فهي تَنْهَس الزبدة والزبدة لا تُنهس لأَنها أَلين من ذلك ولكن هذا تهويل وإِفراط كقول الآخر لو تَمْضَغُ البَيْضَ إِذاً لم يَنْفَلِقْ وقد زَبَّدَ اللبنَ وزَبَدَه يَزْبِدُه زَبْداً أَطعمه الزُّبْدَ وأَزبَدَ القومُ كثُرَ زُبْدُهم قال اللحياني وكذلك كل شيءٍ إِذا أَردت أَطعَمْتهم أَو وهَبْت لهم قلت فعلتهم بغير أَلف وإِذا أَردت أَن ذلك قد كثر عندهم قلت أَفعَلوا وقوم زابدون ذَوُو زُبْد وقال بعضهم قوم زابدون كثر زُبدهم قال ابن سيده وليس بشيء وتَزَبَّدَ الزّبْدَة أَخذها وكل ما أُخِذ خالصه فقد تُزُبَّد وإِذا أَخذ الرجل صَفْوَ الشيءِ قيل تَزَبَّده ومن أَمثالهم قد صرّح المحْضُ عن الزَّبَد يعنون بالزَّبَد رغوة اللبن والصريح اللبن الذي تحته المحْضُ يضرب مثلاً للصدق يحصل بعد الخبر المظنون ويقال ارتَجَنَتِ الزُّبْدَة إِذا اختلطت باللبن فلم تَخْلُصْ منه وإِذا خلصت الزبدة فقد ذهب الارتجان يضرب هذا مثلاً للأَمر المشكل لا يُهتدي لإِصلاحه وزَبَدَت المرأَة سقاءَها أَي مَخَضَته حتى يخرج زُبْدُه وزُبَّاد اللبن بالضم والتشديد ما لا خير فيه والزُّبَّادُ الزُّبْدُ وقالوا في موضع الشدَّة اختَلَط الخاثرُ بالزُّبَّاد أَي اختلط الخير بالشر والجيد بالرديء والصالح بالطالح وذلك إِذا ارتجن يضرب مثلاً لاختلاط الحق بالباطل الليث أَزْبَدَ البحر إِزباداً فهو مُزْبِدٌ وتَزَبَّدَ الإِنسان إِذا غضِب وظهر على صِماغَيْه زَبدَتان وزَبَّدَ شِدْق فلان وتَزَبَّد بمعنى والزَّبَد زَبَد الجمل الهائج وهو لُغامُه الأَبيض الذي تتلطخ به مشافره إِذا هاج وللبحر زَبَد إِذا هاج موجُه الجوهري الزَّبَدُ زَبَد الماءِ والبعير والفضةِ وغيرها والزّبْدة أَخص منه تقول أَزبَد الشرابُ وبَحْرٌ مُزْبِدٌ أَي مائج يقذف بالزَّبَد وزَبَدُ الماءِ والجِرَّةِ واللُّعاب طُفاوتُه وقَذاه والجمع أَزْباد والزَّبْدة الطائفة منه وزَبَد وأَزْبَدَ وتَزَبَّدَ دفع بزَبَدِه وزَبَدَه يَزْبِدُه زَبْداً أَعطاه ورضخ له من مال والزَّبْدُ بسكون الباءِ الرِّفْد والعطاء وفي الحديث أَن رجلاً من المشركين أَهدى إِلى النبي صلى الله عليه وسلم هدية فردَّها وقال إِنا لا نقبل زَبْد المشركين أَي رَِفْدَهم الأَصمعي يقال زَبَدْتُ فلاناً أَزْبِدُه بالكسر زَبْداً إِذا أَعطيته زُبداً قلت أَزبُدُه زَبْداً بضم الباءِ من أَزْبُده أَي أَطعمته الزُّبْد قال ابن الأَثير يشبه أَن يكون هذا الحديث منسوخاً لأَنه قد قبل هدية غير واحد من المشركين أَهدى له المقوقس مارِيَة والبغلة وأَهدى له أُكَيْدِرُ دومةَ فقبل منهما وقيل إِنما ردَّ هديته لِيَغِيظَه بردها فيحمله ذلك على الإِسلام وقيل ردها لأَن للهدية موضعاً من القلب ولا يجوز عليه أَن يميل إِليه بقلبه فردها قطعاً لسبب الميل قال وليس ذلك مناقضاً لقبول هدية النجاشي وأُكيدر دومة والمقوقس لأَنهم أَهل كتاب والزَّبْدُ العَونُ والرِّفْد أَبو عمرو تَزَبَّدَ فلان يميناً فهو مُتَزَبِّد إِذا حلف بها وأَسرع إِليها وأَنشد تَزَبَّدَها حَذَّاءَ يَعلم أَنه هو الكاذبُ الآتي الأُمور البُجاريا الحذَّاءُ اليمين المنكرة وتَزَبَّدَها ابتلعها ابتلاع الزُّبْدَة وهذا كقولهم جَذَّها جَذَّ العَير الصِّلَّيانة والزُّبَّاد نبت معروف قال ابن سيده والزُّبَّادُ والزُّبَّادى والزُّباد كله نبات سُهْلي له ورق عراض وسِنْفَة وقد ينبت في الجَلَدَ يأْكله الناس وهو طيب وقال أَبو حنيفة له ورق صغير منقبض غُبر مثل ورق المَرْزَنْجُوش تنفرش أَفنانه قال وقال أَبو زيد الزّبَّادُ من الأَحرار وقد زَبَّد القَتادُ وأَزبَد نَدَرت خُوصتُه واشتدّ عُوده واتصلت بَشَرته وأَثمر قال أَعرابي تركت الأَرض مخضرة كأَنها حُوَلاءُ بها فَصِيصَة رَقْطاء وعَرْفَجَة خاصِبة وقَتادة مُزْبِدَة وعوسج كأَنه النعام من سواده وكل ذلك مفسر في مواضعه وأَزْبَدَ السِّدرُ أَي نوَّر وتَزْبيدُ القطن تنفيشه وزَبَّدت المرأَة القطنَ نفشته وجوَّدته حتى يصلح لأَن تغزله والزَّباد مثل السِّنَّوْر
( * قوله « والزباد مثل السنور » صريحه أنه دابة مثل السنور وقال في القاموس وغلط الفقهاء واللغويون في قولهم الزباد دابة يجلب منها الطيب وانما الدابة السنور والزباد الطيب إلى آخر ما قال قال شارحه قال القرافي ولك أن تقول انما سموا الدابة باسم ما يحصل منها ومثل ذلك لا يعد غلطاً وإنما هو مجاز ) الصغير يجلب من نواحي الهند وقد يأْنس فيقتنى ويحتلب شيئاً شبيهاً بالزُّبْد يظهر على حلمته بالعصر مثل ما يظهر على أُنوف الغلمان المراهقين فيجتمع وله رائحة طيبة وهو يقع في الطيب كل ذلك عن أَبي حنيفة وزُبَيْدة لقب امرأَة قيل لها زُبَيْدة لنعمة كانت في بدنها وهي أُم الأَمين محمد بن هرون وقد سمت زُبَيْداً وزابِداً ومُزَبِّداً وزَبْداً التهذيب وزُبَيْدُ قبيلة من قبائل اليمن وزبُيَد بالضم بطن من مَذْحِج رهط عمرو بن معد يكرب الزُّبَيدي وزَبِيدُ بفتح الزاي موضع باليمن وزَبْيَدان موضع

( زبرجد ) الزَّبَرْجَدُ والزَّبَرْدَجُ الزُّمُرُّذ وأَنشد تأْوي إِلى مِثْلِ الغزال الأَغْيَد خُمْصانَة كالرَّشَإِ المُقَلَّدِ دُرّاً مع الياقوتِ والزَّبَرْجَدِ أَحْصَنَها في يافِع مُمَرَّدِ أَراد باليافع حصناً طويلاً

( زرد ) الزَّرْد والزَّرَد حِلَقُ المِغْفَر والدرع والزَّرَدةُ حَلْقَة الدرع والسَّرْدُ ثعقْبها والجمع زرود والزَّرَّادُ صانعها وقيل الزاي في ذلك كله بدل من السين في السَّرْد والسَّرَّاد والزَّرْد مثل السَّرْد وهو تداخل حلق الدرع بعضها في بعض والزرَد بالتحريك الدرع المزرودة وزرده أَخذ عنقه وَزَرده بالفتح يَزْرِدُه ويَزْرُده زَرْداً خنقه فهو مَزْرُود والحَلْق مَزْرُود والزِّرادُ خيط يُخْنَق به البعير لئلا يَدْسَع بِجِرَّته فيملأَ راكبه وزَرِدَ الشيءَ واللقمة بالكسر زَرَداً وزَرَده وازدَرَده زَرْداً ابتلعه أَبو عبيد سَرَطْتُ الطعام وزَرَدْتُه وازدَرَدْتُه ازْدِراداً نوادر الأَعراب طعام زَمِطٌ وزَرِدٌ أَي لين سريع الانحدار والازدرادُ الابتلاع والمَزْرَدُ بالفتح الحلق والمَزْرَدُ البُلْْعُوم ويقال لِفَلْهَم المرأَة إِنه لَزَرَدَان لازْدِرادِه الأَيْرَ إِذا ولج فيه وقالت جلفه من نساءِ العرب إِنّ هنَي لَزَرَدَانٌ مُعتدل وقال بعضهم سمي الفَلهم زَرَداناً لأَنه يَزْدَرِدُ الأُيور أَي يحنقها لضيقه ومُزَرِّدُ بن ضرار أَخو الشماخ الشاعر وزَرُودُ موضع وقيل زرود اسم رمل مؤنث قال الكَلْحَبَة اليربوعي فقُلْتُ لِكَأْسٍ أَلْهِميها فإِنما حَلَلتُ الكَثِيبَ من زَرُودَ لأُفْزعا

( زعد ) الزَّعْدُ الفَدْم العَيِيُّ

( زغد ) زَغَد سِقاءَه يَزْغَدُه زَغْداً إِذا عصره حتى تخرُجَ الزُّبْدَةُ من فمه وقد تضايق بها وكذلك العُكَّة والزُّبْدُ زَغِيد وزَغَدَه أَي عصر حلقه ويقال للزُّبْدَة الزَّغيدة والنَّهيدة ويقال زَغَدَ الزُّبْدَ إِذا علا فَمَ السّقاءِ فعصره حتى يخرج والزَّغْدُ الهديرُ وهو الزُّغادِبُ والزَّغْدَب وأَنشد الليث بِرَجْسِ بَغْباغِ الهدير الزَّغْدِ وزغَدَ البعيرُ يَزْغَدُ زَغْداً هَدَر هَديراً كأَنه يَعْصِرُهُ أَو يَقْلَعهُ مشتق من ذلك قال يَزْغَدْنَ بَخْباخَ الهَدِير زَغْدا وقيل الزَّغْدُ من الهدير الذي لا يكاد ينقطع وقيل هو الشديد وقيل ما رُدِّد في الغَلصمة قال ابن سيده وقوله بَخٍ وبَخْباخ الهَدير الزَّغْد يتوجه على هذا كله قال أَبو نخيلة قَلْخاً ويَخْباخ الهَديرِ الزَّغْدِ قال ابن بري كذا أَورده الجوهري والذي في شعره جاؤُوا بِوِرْدٍ فَوْق كلِّ وِرْد بعَدَدٍ عاتٍ على المُعْتَدِّ بَخٍ وبَخْباخِ الهَديرِ الزَّغْدِ أَي جاؤُوا بإِبل واردة فوق كل وِرْد والعاتي الذي يعتو على من يعدّه لكثرته وبخ كلمة تقال عند المدح للشيء وتكرر للمبالغة فيه وأَصلها التخفيف وقد تشدد كما قال الشاعر رَوافِدُهُ أَكرَمُ الرافدات بَخٍ لك بَجٍّ لِبَحْرٍ خِضَمْ وبخ في البيت في صفة العدد أَي جاؤُوا بعدد ذي بخ أَي يقول فيه العادّ إِذا عَدّه بخ بخ الأَزهري الزَّغْدُ تَعْصير الفحْل هدِيرَه وهَديرٌ زغَّاد قال رؤُبة داري وقَبْقاب الهَدير الزَّغَّاذ وقال أَيضاً وزَبَداً من هَدْرِه زُغادِبا يُحْسَبُ في أَرآدِه غَنادِبا والغُنْدُبَة لحمة صُلْبة حول الحلقوم الأَصمعي إِذا أَفصح الفحل بالهدير قيل هَدِر يَهْدِرُ هَدْراً قال فإِذا جعل يهدر هديراً كأَنه يَعصِرُه قيل زَغَد يَزْغَد زَغْداً وقول العجاج يَمُدُّ زأْراً وهَدِيراً زَغْدَبا قال ابن سيده ذهب أَحمد بن يحيى إِلى أَن الباءَ فيه زائدة وذلك أَنه لما رآهم يقولون هدير زَغْد وزَغْدَب اعتقد زيادة الباء في زغدب قال ابن جني وهذا تعجرف منه وسوء اعتقاد ويلزم من هذا أَن تكون الراء في سِبَطْدٍ ودِمَثْر زائدة لقولهم سَبِط ودَمِث قال وسبيل من كانت هذه حاله أَن لا يُحْفل به وتَزَغَّدَتِ الشِّقْشِقة في الفم ملأَته وقيل ذهبت وجاءَت والاسم الزَّغد التهذيب والزَّغد تَزَغُّد الشقشسقة وهو الزَّغْدَب ورجل زَغْدٌ فَدْم عَيِيّ ونهر زَغَّاد كثير الماءِ وقد زَغَدَ وزَخَر وزغر بمعنى واحد قال أَبو الصخر كأَنّ من حَلَّ في أَعْياصِ دَوْحَتِه إِذا توالَجَ في أَعْياص آسادِ إِن خاف ثَمْ رَواياهُ على فَلَج من فضْلِه صَخِبِ الآذيِّ زَغَّادِ

( زغبد ) الزَّغْبَدُ الزُّبْد التهذيب وأَنشد أَبو حاتم صَبَّحُونا بِزَغْبَدٍ وحَتِيٍّ بعد طِرْمٍ وتامِكٍ وثُمالِ الزَّغْبَدُ الزّبْدُ والحَتيُّ قِرْفُ المُقْلِ والتامِك ما تَمَك من السَّنام وارتفع والثمال من الحليب الرغوة ومن الحامض الفُلاقُ الذي يبقى في أَسفل الإِناءِ وأَنشد وقِمَعاً يكْسى ثُمالاً زَغْبَدا

( زغرد ) الزَّغْرَدَةُ هدير يردده الفحل في حلقه

( زفد ) التهذيب في نوادر الأَعراب يقال صَمَّمْتُ الفرس
( * قوله « صممت الفرس إلخ » عبارة القاموس صمم الفرس العلف أمكنه منه فاحتقن فيه الشحم اه وبه يظهر مرجع الضمير هنا وهو قوله اياه ) فانْصَمَّ سمناً وحَشَوْتُه إِياه وَزَفَدتُه إِياه وزكَتُّه إِياه وكله معناه الملء

( زند ) الزَّنْدُ والزَّنْدَةُ خشبتان يستقدح بهما فالسفلى زَنْدَةٌ والأَعلى زَنْدٌ ابن سيده الزَّنْدُ العود الأَعلى الذي يقتدح به النار والجمع أَزْنُدٌ وأَزْنادٌ وزُنودٌ وزِنادٌ وأَزانِدُ جمع الجمع قال أَبو ذؤيب أَقَبَّا الكُشُوح أَبيضانِ كلاهما كَعَالِيَةِ الخَطِّيِّ وارى الأَزانِدِ والزَّنْدَةُ العود الأَسفل الذي فيه الفُرْضَة وهي الأُنثى وإِذا اجتمعا قيل زَندان ولم يقل زندتان والزِّناد كالزَّنْدِ عن كراع وإِنه لواري الزَّنْدِ ووَرِيُّه يكون ذلك في الكرَم وغيره من الخصال المحمودة قال ابن سيده وقول الشاعر يا قاتَلَ اللهُ صبياناً نباتُهُمُ أُمُّ الهُنَيْدِيِّ من زَنْدٍ لها واري عن رحمها وإِنما هو على المثل وتقول لمن أَنجدك وأَعانك ورَتْ بِكَ زِنادي وملأَ سقاءه حتى صار مثل الزَّنْدِ أَي امتلأَ وزَنَدَ السِّقَاءَ والإِناءَ زَنْداً وزَنَّدَهُما ملأَهما وكذلك الحوض وزَنَدَتِ الناقةُ زَنْداً وذلك أَن تخرج رحمها عند الولادة والزَّندُ أَيضاً حجر تلف عليه خرق ويحشى به حياءُ الناقة وفيه خيط فإِذا أَخذها لذلك كرب جروه فأَخرجوه فتظن أَنها ولدت وذلك إِذا أَرادوا أَن يَظْأَرُوها على ولد غيرها فإِذا فعل ذلك بها عطفت أَبو عبيدة يقال للدُّرْجَةِ التي تدس في حياء الناقة الزَّنْدُ والبَداهُ ابن شميل زندت الناقة إِذا كان في حيائها قَرَنٌ فثقبوا حياءها من كل ناحية ثم جعلوا في تلك الثقب سيوراً وعقدوها عقداً شديداً فذلك التزنيد وقال أَوس أَبَني لُبَيْنَى إِنَّ أُمَّكُمُ دَحَقَتْ فَخَرَّقَ ثَفْرَها الزَّنْدُ وثوب مُزَنَّدٌ قليل العَرْضِ وأَصل التزنيد أَن تخلّ أَشاعر الناقة بأَخلة صغار ثم تشد بشعر وذلك إِذا اندحقت رحمها بعد الولادة عن ابن دريد بالنون والباء وثوب مُزَنَّدٌ مضيق ورجل مُزَنَّدٌ إِذا كان بخيلاً ممسكاً ورجل مُزنَّد لئيم وقيل هو الدَّعِيُّ وعطاءٌ مُزَنَّدٌ قليل وزَنَّدَ على أَهله شَدَّ عليهم ابن الأَعرابي زَنَدَ الرجلُ إِذا كذب وزَنَدَ إِذا بخل وزَنَدَ إِذا عاقب فوق ما لَهُ أَبو عمرو ما يُزْنِدُك أَحد على فضل زِند ولا يُزْنِدُك ولا يُزَنِّدُك أَيضاً بالتشديد أَي لا يَزِيدُك ويقال تَزَنَّد فلان إِذا ضاق صدره ورجل مُزَنَّدٌ سريع الغضب والمُزَنَّدُ الضيق البخيل والتَّزَنُّد التَّحَزُّق والتَّغَضُّب قال عدي إِذا أَنتَ فاكَهْتَ الرجال فلا تَلَعْ وقُلْ مِثلَ ما قالوا ولا تَتَزَنَّدِ وقد روي بالياء وسيأْتي ذكره والزَّنْدان طرفا عظمي الساعدين مذكران غيره والزندان عظما الساعد أَحدهما أَدق من الآخر فطرف الزند الذي يلي الإِبهام هو الكوع وطرف الزند الذي يلي الخنصر كرسوع والرسغ مجتمع الزندين ومن عندهما تقطع يد السارق والزند موصل طرف الذراع في الكف وهما زندان الكوع والكرسوع وزِنادٌ اسم وفي حديث صالح بن عبد الله بن الزبير أَنه كان يعمل زَنَداً بمكة الزنَد بفتح النون المُسَنَّاةُ من خشب وحجارة يضم بعضها إِلى بعض قال ابن الأَثير وقد أَثبته الزمخشري بالسكون وشبهها بِزَنْدِ الساعد ويروى بالراء والباء وقد تقدم وفي الحديث ذكر زَنْدَوَرْدَ هو بسكون النون وفتح النون والراء ناحية في أَواخر العراق ولها ذكر كبير في الفتوح

( زهد ) الزُّهد والزَّهادة في الدنيا ولا يقال الزُّهد إِلاَّ في الدين خاصة والزُّهد ضد الرغبة والحرص على الدنيا والزهادة في الأَشياء كلها ضد الرغبة زَهِدَ وزَهَدَ وهي أَعلى يَزْهَدُ فيهما زُهْداً وزَهَداً بالفتح عن سيبويه وزهادة فهو زاهد من قوم زُهَّاد وما كان زهيداً ولقد زَهَدَ وزَهِدَ يَزْهَدُ منهما جميعاً وزاد ثعلب وزَهُد أَيضاً بالضم والتزهيد في الشيء وعن الشيء خلاف الترغيب فيه وزَهَّدَه في الأَمر رَغَّبَه عنه وفي حديث الزهري وسئل عن الزهد في الدنيا فقال هو أَن لا يغلب الحلال شكره ولا الحرام صبره أَراد أَن لا يعجز ويقصر شكره على ما رزقه الله من الحلال ولا صبره عن ترك الحرام الصحاح يقال زهد في الشيء وعن الشيء وفلان يتزهد أَي يتعبد وقوله عز وجل وكانوا فيه من الزاهدين قال ثعلب اشتروه على زُهْدٍ فيه والزَّهِيد الحقير وعطاءَ زَهِيدٌ قليل وازْدَهَدَ العطاءَ استقلَّه ابن السكيت يقولون فلان يزدهد عطاء من أَعطاه أَي يعدُّه زهيداً قليلاً والمُزْهِدُ القليل المال وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَفضل الناس مؤمن مُزْهِدٌ المُزْهِد القليل الشيء وإِنما سمي مُزْهِداً لأَن ما عنده من قلته يُزْهَدُ فيه وشيء زَهيد قليل قال الأَعشى يمدح قوماً بحسن مجاورتهم جارة لهم فلن يطلبوا سِرَّهَا للغِنَى ولن يتركوها لإِزْهَادِها يقول لن يتركوها لقلة مالها وهو الإِزهاد قال أَبو منصور المعنى أَنهم لا يسلمونها إِلى من يريد هتك حرمتها لقلة مالها وفي الحديث ليس عليه حساب ولا على مؤمن مُزْهِد ومنه حديث ساعة الجمعة فجعل يُزَهِّدُها أَي يقللها وفي حديث عليّ رضي الله عنه إِنك لَزَهِيدٌ وفي حديث خالد كتب إِلى عمر رضي الله عنه أَن الناس قد اندفعوا في الخمر وتزاهدوا الحدّ أَي احتقروه وأَهانوه ورأَوه زهيداً ورجل مُزْهِدٌ يُزْهَدُ في ماله لقلته وأَزْهَدَ الرجلُ إِزْهاداً إِذا كان مُزْهِداً لا يُرْغَبُ في ماله لقلته ورجل زهيد وزاهد لئيم مزهود فيما عنده وأَنشده اللحياني يا دَبْلُ ما بِتُّ بليل هاجدا ولا عَدَوْتُ الركعتين ساجدا مخافةً أَن تُنْفِدي المَزاوِدا وتَغْبِقي بعدي غَبُوقاً باردا وتسأَلي القَرْضَ لئيماً زاهِدا ويقال خذ زَهْدَ ما يكفيك أَي قدر ما يكفيك ومنه يقال زَهَدْتُ النخلَ وزَهَّدْتُه إِذا خَرَصْتَه وأَرض زَهاد لا تسيل إِلا عن مطر كثير أَبو سعيد الزَّهَدُ الزكاة بفتح الهاء حكاه عن مبتكر البدوي قال أَبو سعيد وأَصله من القلة لأَن زكاة المال أَقل شيء فيه الأَزهري رجل زهيد العين إِذا كان يقنعه القليل ورغيب العين إِذا كان لا يقنعه إِلا الكثير قال عديّ بن زيد ولَلْبَخْلَةُ الأُولى لمن كان باخلاً أَعفُّ ومن يَبْخَلْ يُلَمْ ويُزَهَّد يُزَهَّد أَي يُبَخَّل وينسب إِلى أَنه زهيد لئيم ورجل زهيد وامرأَة زهيد قليلا الطُّعْمِ وفي التهذيب رجل زهيد وامرأَة زهيدة وهما القليلا الطُّعْم وفيه في موضع آخر وامرأَة زهيدة قليلة الأَكل ورغيبة كثيرة الأَكل ورجل زهيد الأَكل وزَهَاد التِّلاع والشِّعاب صغارها يقال أَصابنا مطر أَسال زَهَاد الغُرْضانِ الغرضان الشعاب الصغار من الوادي قال ابن سيده ولا أَعرف لها واحداً وواد زهيد قليل الأَخذ من الماء وزهيد الأَرض ضيقها لا يخرج منها كثير ماء وجمعه زُهْدان ابن شميل الزَّهيد من الأَودية القليلُ الأَخذ للماء النَّزِلُ الذي يُسيله الماءُ الهين لو بالت فيه عَناق سال لأَنه قاعٌ صُلْبٌ وهو الحَشَادُ والنَّزِلُ ورجل زَهيد ضيق الخُلُق والأُنثى زهيدة وفي التهذيب اللحياني امرأَة زَهيدٌ ضيقة الخلق ورجل زهيد من هذا والزَّهْدُ الحَزْرُ وزَهَدَ النخلَ يَزْهَدُه زَهْداً خرصه وحزره

( زود ) الزَّوْد تأْسيس الزاد وهو طعام السفر والحضر جميعاً والجمع أَزواد وفي الحديث قال لوفد عبد القيس أَمعكم من أَزْوِدَتِكم شيء ؟ قالوا نعم الأَزودة جمع زاد على غير القياس ومنه حديث أَبي هريرة ملأْنا أَزْوِدَتَنا يريد مَزاوِدَنا جمع مِزْوَدٍ حملاً له على نظيره كالأَوعية في وعاء مثل ما قالوا الغدايا والعشايا وخزايا ونَدامى وتَزَوَّد اتخذ زاداً وزوَّده بالزاد وأَزاده قال أَبو خراش وقد يأْتيك بالأَخبار من لا تُجَهِّزُ بالحِذاءِ ولا تُزِيدُ والمِزْوَدُ وعاء يجعل فيه الزاد وكلُّ عمل انقلب به من خير أَو شر عمل أَو كسب زادٌ على المثل وفي التنزيل العزيز وتزوَّدوا فإِن خير الزاد التقوى قال جرير تَزَوَّدْ مثلَ زادِ أَبيك فينا فنعم الزادُ زادُ أَبيكَ زادا قال ابن جني زادَ الزادَ في آخر البيت توكيداً لا غير قال ابن سيده وعندي أَن زاداً في آخر البيت بدل من مثل وزوَّدت فلاناً الزاد تزويداً فتزوَّده تَزَوُّداً وفي حديث ابن الأَكوع فأَمرنا نبي الله فجمعنا تَزاوُدَنا أَي ما تَزَوَّدْناه في سفرنا من طعام وأَزْوادُ الركب من قريش أَبو أُمية بن المغيرة والأَسود بن المطلب بن أَسد بن عبد العزى ومسافر بن أَبي عمرو بن أُمية عم عقبة كانوا إِذا سافروا فخرج معهم الناس فلم يتخذوا زاداً معهم ولم يوقدوا يكْفُونهم ويُغْنُونهم وزادُ الركب فرس معروف من خيل سليمان بن داود عليهما الصلاة والسلام التي وصفها الله عز وجل بالصافنات الجياد وإِياه عنى الشاعر بقوله فلما رأَوا ما قد رأَتهُ شُهودُه تنادوا أَلا هذا الجوادُ المؤَمَّل أَبوه ابنُ زاد الركب وهو ابنُ أُخته مُعَمٌّ لَعَمْري في الجياد ومُخْوَل وزُوَيْدَةُ اسم امرأَة من المَهالبة والعرب تلقب العجم برقاب المَزاوِد والمَزادَةُ مَفْعَلَةٌ من الزاد تتزوَّد فيها الماء وسنذكرها في زيد

( زيد ) الزِّيادة النُّموّ وكذلك الزُّوادَةُ الزيادة خلاف النقصان زَاد الشيءُ يزيدُ زَيْداً زِيداً زيادة زياداً مَزيداً مَزاداً أَي ازدَاد الزَّيْدُ الزِّيدُ الزيادة وهم زِيدٌ على مائة زَيْدٌ قال ذو الأُصبع العدواني وأَنْتُمُ مَعْشَرٌ زَيْدٌ على مائة فأَجْمِعُوا أَمرَكم طُرًّا فكيدونِي يروى بالكسر والفتح زدته أَنا أَزيده زيادة جعلت فيه الزيادة واستزدته طلبت منه الزيادة واستزاده أَي استَقْصَرَه واستزاد فلان فلاناً إِذا عَتَب عليه في أَمر لم يرضه وإِذا أَعطى رجلاً شيئاً فطلب زيادة على ما أَعطاه قيل قد استزاده يقال للرحل يُعْطَى شيئاً هل تزدادُ المعنى هل تطلب زيادة على ما أَعطيتك وتزايد أَهل السوق على السلعة إِذا بيعت فيمن يزيد زاده اللَّه خيراً زاد فيما عنده والمزيد الزيادة وتقول افعل ذلك زِيادةً والعامة تقول زائدةً وتَزَيَّدَ السِّعْرُ غلا وفي حديث القيامة عشر أَمثالها وأَزِيدُ هكذا يروى بكسر الزاي على أَنه فعل مستقبل ولو روي بسكون الزاي وفتح الياء على أَنه اسم بمعنى أَكثر لجاز تَزَيَّدَ في كلامه وفِعْله تزايد تكلف الزيادة فيه وإِنسان يَتَزَيَّدُ في حديثه وكلامه إِذا تكلف مجاوزة ما ينبغي وانشد : إِذا أَنتَ فاكهتَ الرجالَ فلا تَلَعْ وقل مثل ما قالوا ولا تَتَزَيَّدِ ويروى ولا تتزند بالنون وقد تقدم التَّزَيُّد في الحديث الكذبُ تَزَيَّدت الإِبلُ في سيرها تكلفت فوق طوقها والناقة تتزيد في سيرها إِذا تكلفت فوق قدرها التَّزَيُّد في السير فوق العَنَقِ التزيد أَن يرتفع الفرسُ أَو البعير عن العَنَقِ قليلاً وهو من ذلك وإِنها لكثيرة الزَّيايد أَي كثيرة الزيادات قال بِهَجْمَةٍ تملأُ عين الحاسدذاتِ سُروحٍ جَمَّة الزَّيايدِومن قال الزوائد فإِنما هي جماعة الزائدة وإِنما قالوا الزوائد في قوائم الدابة والأَسد ذو زوائد يعني به أَظفاره وأَنيابه وزئيره وصولته المَزادة الراوية قال أَبو عبيد لا تكون إِلا من جلدين تُفْأَمُ بجلد ثالث بينمها لتتسع وكذلك السَّطيحة والشَّعيب والجمع المزاد المزايد ابن سيده المزادة التي يحمل فيها الماء وهي ما فُئم بجلد ثالث بين الجلدين ليتسع سميت بذلك لمكان الزيادة وقيل هي المشعوبة من جانب واحد فإِن خرجت من وجهين فهي شَعيبٌ وقالوا البعير يحمل الزادَ المَزادَ أَي الطعام والشراب المزادة بمنزلة راوية لا عزلاء لها قال أَبو منصور المَزادُ بغير هاء هي الفَرْدَةُ التي يحتقبها الراكب برحله ولا عزلاء لها وأَما الراوية فإِنها تجمع المزادتين تعكمان على جنبي البعير ويُرِوَّى عليهما بالرِّواءِ وكل واحدة منهما مزادة والجمع المَزايد وربما حذفوا الهاء فقالوا مزاد قال وأَنشدني أَعرابي تَمِيميٌّ رفِيقٌ بالمَزادِقال ابن شميل السَّطيحة جلدان مقابلان قال المَزادَة تكون من جلدين ونصف وثلاثة جلود سميت مزادة لأَنهاتزيد على السطيحتين وهما المزادتان وقد تكرر ذكر المزادة غير مرة في الحديث وهي الظرف الذي يحمل فيه الماء كالراوية والقربة والسَّطيحة قال والجمع المزاود والميم زائدة والمزادة مَفْعَلَة من الزيادة والجمع المزايد قال أَبو منصور المزادة مَفْعَلَة من الزاد يتزوَّد فيها الماء ابن سيده ويقال للأَسد إِنه ذو زوائد لتزيده في هديره وزئيره وصوته قال أَو ذي زوائد لا يُطافُ بأَرضَه يَغْشَى المُهَجْهِجَ كالذَّنُوب المُرْسَلِ والزوائد الزَّمَعات اللواتي في مؤخر الرحل لزيادتها زيادة الكبد هَنَةٌ متعلقة منها لأَنها تزيد على سطحها وجمعها زيائد وهي الزائدة وجمعها زوائد في التهذيب زائدة الكبد جمعها زيائد غيره وزائدة الكبد هُنَيَّة منها صغيرة إِلى جنبها متنحية عنها زائدة الساق شَظيَّتُها قال الأَزهري وسمعت العرب تقول للرجل يخبر عن أَمر أَو يستفهم فيحقق المخبر خبره واستفهامه قال له وزاد وزاد كأَنه يقول وزاد الأَمر على ما وصفت وأَخبرت وكان سعيد بن عثمان يلقب بالزوائدي لأَنه كان له ثلاث بيضات زعموا وحروف الزوائد عشرة وهي الهمزة والأَلف والياء والواو والميم والنون والسين والياء والتاء واللام والهاء ويجمعها قولك في اللفظ تنساه وإِن شئت السمان وأَخرج أَبو العباس الهاء من حروف الزيادة وقال إِنما تأْتي منفصلة لبيان الحركة والتأْنيث وإِن أَخرجت من هذه الحروف السين واللام وضممت إِليها الطاء والثاء والجيم صارت أَحد عشر حرفاً تسمى حروف البدل زَيْدٌ يَزِيدُ اسمان سموه بالفعل المستقبل مُخَلًّى من الضمير كيشكر ويعصر وأَما قول ابن ميادة وجدنا الوليد بن اليزيد مباركاً شديداً بأَحْناء الخلافة كاهِلُه فإِنه زاد اللام في يزيد بعد خلع التعريف عنه كقوله ولقد نَهَيْتُك عن بنات الأَوبرأَراد عن بنات أَوبر قال ابن سيده ومما يؤكد علمك بجواز خلع التعريف عن الاسم قول الشاعر علا زيدُنا يومَ النَّقا رأْسَ زيدكم بأَبيضَ من ماءِ الحديد يماني فأَضافه للاسم على أَنه قد كان خلع عنه ما كان فيه من تعرّفه وكساه التعريف بإِضافته إِياه إِلى الضمير فجري تعريفه مجرى أَخيك وصاحبك وليس بمنزلة زيد إِذا أَردت العلم فأَما قوله نُبِّئْتُ أَخوالي بني يَزيدُ بَغْياً علينا لهم فَدِيدُقال ابن سيده فعلى أَنه ضمن الفعل الضمير فصار جملة فاستوجبت الحكاية لأَن الجمل إِذا سمي بها فحكمها أَن تحكى فافهم ونظره ثعلب بقوله بنو يَدُرُّ إِذا مشىوبنو يَهِرُّ على العَشا وقوله لا ذَعَرتُ السَّوامَ في فلق الصبح مغيراً ولا دُعِيتُ يعزِيدُأَي لا دُعيتُ الفاضلَ المعنى هذا يزيد وليس يتمدح بأَن اسمه يزيد لأَن يزيد ليس موضوعاً بعد النقل له عن الفعلية إِلا للعلميَّة زَيْدَلٌ اسم كزيد اللام فيه زائدة كزيادتها في عَبْدَلٍ للفعلية قال الفارسي وصححوه لأَن العلم يجوز فيه ما لا يجوز في غيره أَلا ترى أَنهم قالوا مريم ومَكْوَزَةٌ وقالوا في الحكاية من زيداً زيدويه اسم مركب كقولهم عمروية وسيأْتي ذكره الزيادة فرس لأَبي ثعلبة تزيدُ أَبو قبيلة وهو تزيد بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة وإِليه تنسب البرود التزيدية قال علقمة رَدَّ القِيانُ جِمال الحَيِّ فاحتَملوا فكلها بالتَّزِيدِيَّات مَعْكُومُ وهي برود فيها خطوط تشبه بها طرائق الدم قال أَبو ذؤيب يعثرن في حد الظبات كأنما كسيت برود بني تزيد الأذرع

( سأد ) السأْد المشي قال رؤبة من نضْوِ أَورامٍ تَمَشَّتْ سأْدا والإِسْآد سير الليل كله لا تعريس فيه والتأْويب سير النهار لا تعريج فيه وقيل الإِسْآد أَن تسير الإِبل بالليل مع النهار وقول ساعدة بن جؤية الهذلي يصف سحاباً سادٍ تَجَرَّمَ في البَضِيعِ ثمانياً يَلْوي بِعَيْقاتِ البحارِ ويَجْنَبُ قيل هو من الإِسْآد الذي هو سير الليل كله قال ابن سيده وهذا لا يجوز إِلا أَن يكون على قلب موضع العين إِلى موضع اللام كأَنه سائد أَي ذو إِسآد كما قالوا تامر ولابن أَي ذو تمر وذو لبن ثم قلب فقال سادئ فبالغ ثم أَبدل الهمزة إِبدالاً صحيحاً فقال سادي ثم أَعل كما أُعل قاض ورام قال وإِنما قلنا في سادٍ هنا إِنه على النسب لا على الفعل لأَنَّا لا نعرف سأَد البتة وإِنما المعروف أَسأَد وقيل ساد هنا مهمل فإِذا كان ذلك فليس بمقلوب عن شيءٍ وهو مذكور في موضعه قال وقد جاء الساءد [ السائد ؟ ؟ ] إِلا أَني لم أَرَ فعلاً قال الشماخ حَرْفٌ صَمُوتُ السُّرَى إِلاَّ تَلَفُّتَها بالليل في سأَدٍ منها وإِطْراق وأَسْأَد السَّيْرَ أَدْأَبه أَنشد اللحياني لم تَلْقَ خَيْلٌ قبلها ما قد لَقَت من غِبِّ هاجرة وسير مُسْأَدِ أَراد لقِيَتْ وهي لغة طيّء الجوهري الإِسآد الإِغْذاذُ في السير وأَكثر ما يستعمل ذلك في سير الليل وقال لبيد يُسْئِدُ السيرَ عليها راكبٌ رابِطُ الجأْش على كل وَجَلْ الأَحمر المُسْأَدُ من الزِّقاقِ أَصغر من الحَمِيت وقال شمر الذي سمعناه المُسْأَبُ بالباء الزِّقُّ العظيم الجوهري والمِسأَد نِحْيُ السمن أَو العسل يهمز ولا يهمز فيقال مِساد فإِذا همز فهو مِفْعَل وإِذا لم يهمز فهو فِعالٌ أَبو عمرو السَّأْدُ بالهمز انتِقاضُ الجُرْحِ يقال سَئِدَ جُرْحُه يَسْأَدُ سَأَداً فهو سَئيدٌ وأَنشد فَبِتُّ من ذاك ساهراً أَرِقاً أَلقَى لِقاءَ اللاقي من السَّأَدِ ويعتريه سُؤَادٌ وهو داء يأْخذ الناس والإِبل والغنم على الماء الملح وقد سُئِدَ فهو مسؤود ويقال للمرأَة إِن فيها لَسُؤْدة أَي بقية من شباب وقوة وسَأَده سَأْداً وسَأَداً خنقه

( سبد ) السَّبَدُ ما يطلع من رؤوس النبات قبل أَن ينتشر والجمع أَسباد قال الطرماح أَو كأَسبادِ النَّصِيَّةِ لم تَجْتَدِلْ في حاجر مُسْتَنامْ وقد سَبَّدَ النباتُ يقال بأَرض بني فلان أَسبادٌ أَي بقايا من نبت واحدها سَبَدٌ وقال لبيد سَبَداً من التَّنُّومِ يَخْبِطُه النَّدَى ونَوادراً من حَنْظلٍ خُطْبَانِ وقال غيره أَسبَدَ النَّصِيُّ إِسباداً وتسبد تسبداً إِذا نبت منه شيء حديث فيما قَدُمَ منه وأَنشد بيت الطرماح وفسره فقال قال أَبو سعيد إِسباد النَّصِيَّةِ سَنَمَتها وتسميها العرب الفوران لأَنها تفور قال أَبو عمرو أَسبادُ النَّصِيِّ رؤُوسه أَوّل ما يَطلع جمع سَبَدٍ قال الطرماح يصف قِدحاً فائزاً مُجَرَّبٌ بالرِّهانِ مُستَلِبٌ خَصْلُ الجَوارِي طرائفٌ سَبَدُهْ أَراد أَنه مُسْتَطْرَف فَوْزه وكسبه والسُّبَدُ الشُّؤْم حكاه الليث عن أَبي الدُّقيش في قوله امرُؤُ القيس بن أَرْوَى مولياً إِن رآني لأَبُوأَنْ بِسُبَدْ قلت بحراً قلت قولاً كاذباً إِنما يمنعني سيفي ويَدْ والسَّبَدُ الوَبَر وقيل الشعر والعرب تقول ما له سَبَدٌ ولا لَبَدٌ أَي ما له ذو وبر ولا صوف متلبد يكنى بهما عن الإِبل والغنم وقيل يكنى به عن المعز والضأْن وقيل يكنى به عن الإِبل والمعز فالوبر للإِبل والشعر للمعز وقال الأَصمعي ما له سَبَدٌ ولا لَبَدٌ أَي ما له قليل ولا كثير وقال غير الأَصمعي السبد من الشعر واللبد من الصوف وبهذا الحديث سمي المال سبَداً والسَّبُّود الشعر وسَبَّدَ شعره استأْصله حتى أَلزقه بالجلد وأَعفاه جميعاً فهو ضد وقوله بأَنَّا وقعنا من وليدٍ ورَهْطهِ خِلافَهمُ في أُمِّ فَأْرٍ مُسَبَّدِ عنى بأُم فأْر الداهية ويقال لها أُم أَدراص والدِّرْصُ يقع على ابن الكلبة والذِّئبة والهرة والجُرَذ واليَرْبُوع فلم يستقم له الوزن وهذا كقوله عَرَق السِّقاء على القَعودِ اللاغِبِ أَراد عَرَقَ القِرْبَة فلم يستقم له وقوله مُسَبَّد إِفراط في القول وغلوّ كقول الآخر ونحن كشفنا من معاويةَ التي هي الأُمُّ تغشى كلَّ فَرْخٍ مُنَقْنِقِ عنى الدماغ لأَن الدماغ يقال لها فرخ وجعله منقنقاً على الغلوِّ والتسبيد أَن ينبت الشعر بعد أَيام وقيل سَبَّدَ الشعرُ إِذا نبت بعد الحلق فبدا سواده والتسبيد التشعيث والتسبيد طلوع الزَّغَب قال الراعي لَظَلَّ قُطاميٌّ وتحتَ لَبانِه نَواهِضُ رُبْدٌ ذاتُ ريشٍ مُسَبَّدِ وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه ذكر الخوارج فقال التسبيد فيهم فاشٍ قال أَبو عبيد سأَلت أَبا عبيدة عن التسبيد فقال هو ترك التدهن وغسل الرأْس وقال غيره هو الحلق واستئصال الشعر وقال أَبو عبيد وقد يكون الأَمران جميعاً وفي حديث آخر سيماهم التحليق والتسبيد وسَبَّدَ الفرخُ إِذا بدا ريشه وشوّك وقال النابغة الذبياني في قصر الشعر مُنْهَرِتُ الشِّدْقِ لم تَنْبُتْ قوادِمُه في حاجب العين من تسْبيدِه زَبَبُ يصف فرخ قطاة حَمَّمَ وعنى بتسبيده طلوع زغبه والمنهرت الواسع الشدق وقوادمه أَوائل ريش جناحه والزبب كثرة الزغب قال وقد روي في الحديث ما يثبت قول أَبي عبيدة روي عن ابن عباس أَنه قدم مكة مُسَبِّداً رأْسه فأَتى الحجر فقبله قال أَبو عبيد فالتسبيد ههنا ترك التدهن والغسل وبعضهم يقول التسميد بالميم ومعناهما واحد وقال غيره سَبَّدَ شعرُه وسَمَّدَ إِذا نبت بعد الحلق حتى يظهر وقال أَبو تراب سمعت سليمان بن المغيرة يقول سَبَّدَ الرجل شعره إِذا سَرَّحَه وبله وتركه قال لا يُسَبِّدُ ولكنَّه يُسَبِّدُ
( * قوله « لا يسبد ولكنه يسبد » كذا بالأصل ولعل معناه لا يستأصل شعره بالحلق ولا يترك دهنه ولكنه يسرحه ويغسله ويتركه فيكون بينهما الجناس التام ) وقال أَبو عبيد سَبَّدَ شعرَه وسَمَّدَه إِذا استأْصله حتى أَلحقه بالجلد قال وسَبَّدَ شعرَه إِذا حلقه ثم نبت منه الشيء اليسير وقال أَبو عمرو سَبَدَ شعرَه وسَبَّده وأَسْبَدَه وسَبَتَه وأَسبَتَه وسَبَّتَه إِذا حلقه والسُّبَدُ طائر إِذا قَطَرَ على ظهره قطرةٌ من ماء جَرى وقيل هو طائر لين الريش إِذا قطر الماء على ظهره جرى من فوقه للينه قال الراجز أَكُلَّ يوم عرشُها مَقِيلي حتى ترى المِئْزَرَ ذا الفُضولِ مِثلَ جناح السُّبَدِ الغسيلِ والعرب تسمي الفرس به إِذا عرق وقيل السُّبَدُ طائر مثل العُقاب وقيل هو ذكر العقبان وإِياه عنى ساعدة بقوله كأَنَّ شُؤُونَه لَبَّاتُ بُدْنٍ غَدَاةَ الوَبْلِ أَو سُبَدٌ غَسِيلُ وجمعه سِبْدانٌ وحكى أَبو منجوف عن الأَصمعي قال السُّبَدُ هو الخُطَّاف البَرِّيُّ وقال أَبو نصر هو مثل الخطاف إِذا أَصابه الماء جرى عنه سريعاً يعني الماء وقال طفيل الغنوي تقريبُه المَرَطَى والجَوزُ مُعْتَدِلٌ كأَنه سُبَدٌ بالماءِ مغسولُ المرطى ضرب من العدو والجوز الوسط والسُّبَدُ ثوب يُسَدُّ به الحوضُ المَرْكُوُّ لئلا يتكدر الماء يفرش فيه وتسقى الإِبل عليه وإِياه عنى طفيل وقول الراجز يقوي ما قال الأَصمعي حتى ترى المئزر ذا الفضول مثل جناح السُّبَدِ المغسول والسُّبَدَةُ العانة
( * قوله « والسبدة العانة » وكذلك السبد كصرد كما في القاموس وشرحه )
والسِّبَدَةُ الداهية وإِنه لَسِبْدُ أَسباد أَي داه في اللصوصية والسَّبَنْدَى والسِّبِنْدَى والسَّبَنْتى النمر وقيل الأَسد وأَنشد يعقوب قَرْمٌ جَوادٌ من بني الجُلُنْدى يمشي إِلى الأَقران كالسَّبَنْدَى وقيل السبندى الجريء من كل شيء هذلية قال الزَّفَيَان لمَّا رأَيتُ الظُّعْنَ شالتْ تُحْدَى أَتبعْتُهُنَّ أَرْحَبِيّاً مَعْدَا أَعيَسَ جَوّابَ الضُّحَى سَبَنْدَى يَدَّرِعُ الليلَ إِذا ما اسْوَدَّا وقيل هو الجريء من كل شيء على كل شيء وقيل هي اللَّبْوَةُ الجريئة وقيل هي الناقة الجريئة الصدر وكذلك الجمل قال على سَبَنْدَى طالما اعْتَلى به الأَزهري في الرباعي السَّبَنْدى الجريء وفي لغة هذيل الطويل وكل جريء سَبَنْدى وسَبَنْتى وقال أَبو الهيثم السَّبَنْتاةُ النَّمِرُ ويوصف بها السبع وقول المُعَذَّلِ بن عبد الله من السُّحِّ جَوَّالاً كأَنَّ غُلامَه يُصَرِّفُ سِبْداً في العِيانِ عَمَرَّدا ويروى سِيداً قوله من السح يريد من الخيل التي تسح الجري أَي تصب والعمرَّد الطويل وظن بعضهم أَن هذا البيت لجرير وليس له وبيت جرير هو قوله على سابِحٍ نَهْدٍ يُشَبَّهُ بالضُّحَى إِذا عاد فيه الركضُ سِيداً عَمرَّدا

( سبرد ) سَبْردَ شعرَه إِذا حلقه والناقةُ إِذا أَلقت ولدها لا شعر عليه فهو المُسَبْرَدُ

( سجد ) الساجد المنتصب في لغة طيّء قال الأَزهري ولا يحفظ لغير الليث ابن سيده سَجَدَ يَسْجُدُ سجوداً وضع جبهته بالأَرض وقوم سُجَّدٌ وسجود وقوله عز وجل وخروا له سجداً هذا سجود إِعظام لا سجود عبادة لأَن بني يعقوب لم يكونوا يسجدون لغير الله عز وجل قال الزجاج إِنه كان من سنة التعظيم في ذلك الوقت أَن يُسْجَد للمعظم قال وقيل خروا له سجداً أَي خروا لله سجداً قال الأَزهري هذا قول الحسن والأَشبه بظاهر الكتاب أَنهم سجدوا ليوسف دل عليه رؤْياه الأُولى التي رآها حين قال إِني رأَيت أَحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأَيتهم لي ساجدين فظاهر التلاوة أَنهم سجدوا ليوسف تعظيماً له من غير أَن أَشركوا بالله شيئاً وكأَنهم لم يكونوا نهوا عن السجود لغير الله عز وجل فلا يجوز لأَحد أَن يسجد لغير الله وفيه وجه آخر لأَهل العربية وهو أَن يجعل اللام في قوله وخروا له سجداً وفي قوله رأَيتهم لي ساجدين لام من أَجل المعنى وخروا من أَجله سجداً لله شكراً لما أَنعم الله عليهم حيث جمع شملهم وتاب عليهم وغفر ذنبهم وأَعز جانبهم ووسع بيوسف عليه السلام وهذا كقولك فعلت ذلك لعيون الناس أَي من أَجل عيونهم وقال العجاج تَسْمَعُ لِلجَرْعِ إِذا استُحِيرا للماء في أَجوافها خَريرَا أَراد تسمع للماء في أَجوافها خريراً من أَجل الجرع وقوله تعالى وإِذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم قال أَبو إِسحق السجود عبادة لله لا عبادة لآدم لأَن الله عز وجل إِنما خلق ما يعقل لعبادته والمسجَد والمسجِد الذي يسجد فيه وفي الصحاح واحد المساجد وقال الزجاج كل موضع يتعبد فيه فهو مسجَِد أَلا ترى أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال جعلت لي الأَرض مسجداً وطهوراً وقوله عز وجل ومن أَظلم ممن منع مساجد الله المعنى على هذا المذهب أَنه من أَظلم ممن خالف ملة الإِسلام ؟ قال وقد كان حكمه أَن لا يجيء على مَفْعِل ولكنه أَحد الحروف التي شذت فجاءَت على مَفْعِل قال سيبويه وأَما المسجد فإِنهم جعلوه اسماً للبيت ولم يأْت على فَعَلَ يَفْعُلُ كما قال في المُدُقِّ إِنه اسم للجلمود يعني أَنه ليس على الفعل ولو كان على الفعل لقيل مِدَقٌّ لأَنه آلة والآلات تجيء على مِفْعَلٍ كمِخْرَزٍ ومِكنَسٍ ومِكسَحٍ ابن الأَعرابي مسجَد بفتح الجيم محراب البيوت ومصلى الجماعات مسجِد بكسر الجيم والمساجد جمعها والمساجد أَيضاً الآراب التي يسجد عليها والآراب السبعة مساجد ويقال سَجَدَ سَجْدَةً وما أَحسن سِجْدَتَه أَي هيئة سجوده الجوهري قال الفراء كل ما كان على فَعَلَ يَفْعُل مثل دخل يدخل فالمفعل منه بالفتح اسماً كان أَو مصدراً ولا يقع فيه الفرق مثل دخل مَدْخَلاً وهذا مَدْخَلُه إِلا أَحرفاً من الأَسماء أَلزموها كسر العين من ذلك المسجِد والمطلِع والمغرب والمشرق والمَسْقِط والمَفْرِق والمَجْزِر والمَسْكِن والمَرْفِق مِن رَفَقَ يَرْفُقُ والمَنْبِت والمَنْسِك من نَسَك ينَّسُك فجعلوا الكسر علامة الاسم وربما فتحه بعض العرب في الاسم فقد روي مسكَن ومسكِن وسمع المسجِد والمسجَد والمطلِع والمطلَع قال والفتح في كله جائز وإِن لم نسمعه قال وما كان من باب فَعَل يفعِل مثل جلس يجلِسُ فالموضع بالكسر والمصدر بالفتح للفرق بينهما تقول نزل منزَلاً بفتح الزاي تريد نزل نزولاً وهذا منزِله فتكسر لأَنك تعني الدار قال وهو مذهب تفرد به هذا الباب من بين أَخواته وذلك أَن المواضع والمصادر في غير هذا الباب ترد كلها إِلى فتح العين ولا يقع فيها الفرق ولم يكسر شيء فيما سوى المذكور إِلا الأَحرف التي ذكرناها والمسجدان مسجد مكة ومسجد المدينة شرفهما الله عز وجل وقال الكميت يمدح بني أُمية لكم مَسْجِدَا الله المَزُورانِ والحَصَى لكم قِبْصُه من بين أَثرَى وأَقتَرا القِبْصُ العدد وقوله من بين أَثرى وأَقترا يريد من بين رجل أَثرى ورجل أَقتر أَي لكم العدد الكثير من جميع الناس المُثْري منهم والمُقْتِر والمِسْجَدَةُ والسَّجَّادَةُ الخُمْرَةُ المسجود عليها والسَّجَّادةُ أَثر السجود في الوجه أَيضاً والمَسْجَدُ بالفتح جبهة الرجل حيث يصيبه نَدَبُ السجود وقوله تعالى وإِن المساجد لله قيل هي مواضع السجود من الإِنسان الجبهة والأَنف واليدان والركبتان والرجلان وقال الليث في قوله وإِن المساجد لله قال السجود مواضعه من الجسد والأَرض مساجد واحدها مسجَد قال والمسجِد اسم جامع حيث سجد عليه وفيه حديث لا يسجد بعد أَن يكون اتخذ لذلك فأَما المسجد من الأَرض فموضع السجود نفسه وقيل في قوله وإِن المساجد لله أَراد أَن السجود لله وهو جمع مسجد كقولك ضربت في الأَرض أَبو بكر سجد إِذا انحنى وتطامن إِلى الأَرض وأَسجَدَ الرجلُ طأْطأَ رأْسه وانحنى وكذلك البعير قال الأَسدي أَنشده أَبو عبيد وقلنَ له أَسجِدْ لِلَيْلى فأَسجَدَا يعني بعيرها أَنه طأْطأَ رأْسه لتركبه وقال حميد بن ثور يصف نساء فُضولَ أَزِمَّتِها أَسجَدَتْ سجودَ النصارى لأَرْبابِها يقول لما ارتحلن ولوين فضول أَزمَّة جمالهن على معاصمهن أَسْجدت لهن قال ابن بري صواب إِنشاده فلما لَوَيْنَ على مِعْصَمٍ وكَفٍّ خضيبٍ وأَسوارِها فُضولَ أَزِمَّتِها أَسْجدت سجودَ النصارى لأَحْبارِها وسجدَت وأَسجدَتْ إِذا خفضت رأْسها لتُرْكَبَ وفي الحديث كان كسرى يسجد للطالع أَي يتطامن وينحني والطالِعُ هو السهم الذي يجاوز الهَدَفَ من أَعلاه وكانوا يعدونه كالمُقَرْطِسِ والذي يقع عن يمينه وشماله يقال له عاصِدٌ والمعنى أَنه كان يسلم لراميه ويستسلم وقال الأَزهري معناه أَنه كان يخفض رأْسه إِذا شخص سهمه وارتفع عن الرَّمِيَّة ليتَقَوَّم السهم فيصيب الدارَةَ والإِسجادُ فُتورُ الطرفِ وعين ساجدة إِذا كانت فاترة والإِسجادُ إِدامة النظر مع سكون وفي الصحاح إِدامة النظر وإِمراضُ الأَجفان قال كثير أَغَرَّكِ مِنِّي أَنَّ دَلَّكِ عندنا وإِسجادَ عيْنَيكِ الصَّيودَيْنِ رابحُ ابن الأَعرابي الإِسجاد بكسر الهمزة اليهودُ وأَنشد الأَسود وافى بها كدراهم الإِسجاد
( * قوله « وافى بها إلخ » صدره كما في القاموس من خمر ذي نطق أغن منطق )
أَبو عبيدة يقال اعطونا الإِسجاد أَي الجزية وروي بيت الأَسود بالفتح كدراهم الأَسجاد قال ابن الأَنباري دراهم الأَسجاد هي دراهم ضربها الأَكاسرة وكان عليها صُوَرٌ وقيل كان عليها صورة كسرى فمن أَبصرها سجد لها أَي طأْطأَ رأْسه لها وأَظهر الخضوع قاله في تفسير شعر الأَسود بن يعفر رواية المفضل مرقوم فيه علامة أَي
( * قوله « علامة أي » في نسخة الأصل التي بأيدينا بعد أي حروف لا يمكن أَن يهتدي اليها أحد )
ونخلة ساجدة إِذا أَمالها حملها وسجدت النخلة إِذا مالت ونخل سواجد مائلة عن أَبي حنيفة وأَنشد للبيد بين الصَّفا وخَلِيج العينِ ساكنةٌ غُلْبٌ سواجدُ لم يدخل بها الخَصَرُ قال وزعم ابن الأَعرابي أَن السواجد هنا المتأَصلة الثابتة قال وأَنشد في وصف بعير سانية لولا الزِّمامُ اقتَحَم الأَجارِدا بالغَرْبِ أَوْ دَقَّ النَّعامَ الساجدا قال ابن سيده كذا حكاه أَبو حنيفة لم أُغير من حكايته شيئاً وسجد خضع قال الشاعر ترى الأُكْمَ فيها سُجَّداً للحوافِرِ ومنه سجود الصلاة وهو وضع الجبهة على الأَرض ولا خضوع أَعظم منه والاسم السجدة بالكسر وسورة السجدة بالفتح وكل من ذل وخضع لما أُمر به فقد سجد ومنه قوله تعالى تتفيأُ ظلاله عن اليمين والشمائل سجداً لله وهم داخرون أَي خضعاً متسخرة لما سخرت له وقال الفراء في قوله تعالى والنجم والشجر يسجدان معناه يستقبلان الشمس ويميلان معها حتى ينكسر الفيء ويكون السجود على جهة الخضوع والتواضع كقوله عز وجل أَلم ترَ أَن الله يسجد له من في السموات ( الآية ) ويكون السجود بمعنى التحية وأَنشد مَلِكٌ تَدِينُ له الملوكُ وتَسْجُدُ قال ومن قال في قوله عز وجل وخروا له سجداً سجود تحية لا عبادة وقال الأَخفش معنى الخرور في هذه الآية المرور لا السقوط والوقوع ابن عباس وقوله عز وجل وادخلوا الباب سجداً قال باب ضيق وقال سجداً ركعاً وسجود الموات محمله في القرآن طاعته لما سخر له ومنه قوله تعالى أَلم تر أَن الله يسجد له من في السموات ومن في الأَرض إِلى قوله وكثير حق عليه العذاب وليس سجود الموات لله بأَعجب من هبوط الحجارة من خشية الله وعلينا التسليم لله والإِيمان بما أَنزل من غير تطلب كيفية ذلك السجود وفقهه لأَن الله عز وجل لم يفقهناه ونحو ذلك تسبيح الموات من الجبال وغيرها من الطيور والدواب يلزمنا الإِيمان به والاعتراف بقصور أَفهامنا عن فهمه كما قال الله عز وجل وإِن من شيء إِلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم

( سخد ) السُّخْدُ دم وماء في السَّابِيَاء وهو السَّلى الذي يكون فيه الولد ابن أَحمر السُّخْدُ الماء الذي يكون على رأْس الولد ابن سيده السُّخْدُ ماء أَصفر ثخين يخرج مع الولد وقيل هو ماء يخرج مع المشيمة قيل هو للناس خاصة وقيل هو للإِنسان والماشية ومنه قيل رجل مُسَخَّدٌ ورجل مُسَخِّدٌ مورَّم مصفر ثقيل من مرض أَو غيره لأَن السُّخْدَ ماء ثخين يخرج مع الولد وفي حديث زيد بن ثابت كان يحيي ليلة سبع عشرة من رمضان فيصبح وكأَن السُّخْدَ على وجهه هو الماء الغليظ الأَصفر الذي يخرج مع الولد إِذا نُتخ شبه ما بوجهه من التَّهَيُّج بالسُّخْدِ في غلظه من السهر وأَصبح فلان مُسَخَّداً إِذا أَصبح وهو مصفر مورم وقيل السُّخْدُ هَنَة كالكبد أَو الطحال مجتمعة تكون في السَّلى وربما لعب بها الصبيان وقيل هو نفس السَّلى والسُّخْدُ بول الفصيل في بطن أُمه والسُّخْدُ الرَّهَلُ والصُّفرة في الوجه والصاد في كل ذلك لغة على المضارعة والله أَعلم

( سدد ) السَّدُّ إِغلاق الخَلَلِ ورَدْمُ الثَّلْمِ سَدَّه يَسُدُّه سَدّاً فانسدّ واستدّ وسدّده أَصلحه وأَوثقه والاسم السُّدُّ وحكى الزجاج ما كان مسدوداً خلقه فهو سُدٌّ وما كان من عمل الناس فهو سَدٌّ وعلى ذلك وُجِّهت قراءَة من قرأَ بين السُّدَّيْنِ والسَّدَّيْن التهذيب السَّدُّ مصدر قولك سَدَدْتُ الشيء سَدّاً والسَّدُّ والسُّدّ الجبل والحاجز وقرئ قوله تعالى حتى إِذا بلغ بين السّدَّين بالفتح والضم وروي عن أَبي عبيدة أَنه قال بين السُّدّين مضموم إِذا جعلوه مخلوقاً من فعل الله وإِن كان من فعل الآدميين فهو سَد بالفتح ونحو ذلك قال الأخفش وقرأَ ابن كثير وأَبو عمرو بين السَّدَّين وبينهم سَدّاً بفتح السين وقرأَ في يس من بين أَيديهم سدّاً ومن خلفهم سُدّاً يضم السين وقرأَ نافع وابن عامر وأَبو بكر عن عاصم ويعقوب بضم السين في الأَربعة المواضع وقرأَ حمزة والكسائي بين السُّدَّين بضم السين غيره ضم السين وفتحها سواء السَّدُّ والسُّدُّ وكذلك قوله وجعلنا من بين أَيديهم سدّاً ومن خلفهم سدّاً فتح السين وضمها والسَّد بالفتح والضم الردم والجبل ومنه سدّ الرَّوْحاء وسد الصهباء وهما موضعان بين مكة والمدينة وقوله عز وجل وجعلنا من بين أَيديهم سدّاً ومن خلفهم سدّاً قال الزجاج هؤلاء جماعة من الكفار أَرادوا بالنبي صلى الله عليه وسلم سوءاً فحال الله بينهم وبين ذلك وسدّ عليهم الطريق الذي سلكوه فجعلوا بمنزلة من غُلَّتْ يدُه وسُدَّ طريقه من بين يديه ومن خلفه وجُعل على بصره غشاوة وقيل في معناه قول آخر إِن الله وصف ضلال الكفار فقال سَددْنا عليهم طريقَ الهدى كما قال ختم الله على قلوبهم والسِّدادُ ما سُذَّ به والجمع أَسِدَّة وقالوا سِدادٌ من عَوَزٍ وسِدادٌ من عَيْشٍ أَي ما تُسَدُّ به الحاجة وهو على المثل وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم في السؤال أَنه قال لا تحل المسأَلة إِلا لثلاثة فذكر منهم رجلاً أَصابته جائحة فاجتاحت ماله فيسأَل حتى يصيب سِداداً من عَيْشٍ أَو قِواماً أَي ما يكفي حاجته قال أَبو عبيدة قوله سِداداً من عيش أَي قواماً هو بكسر السين وكل شيء سَدَدْتَ به خَلَلاً فهو بالكسر ولهذا سمي سِداد القارورة بالكسر وهو صِمامُها لأَنه يَسُدُّ رأْسَها ومنها سِدادُ الثَّغْرِ بالكسر إِذا سُدَّ بالخيل والرجال وأَنشد العرجي أَضاعوني وأَيَّ فتًى أَضاعوا ليومِ كريهةٍ وسِدادِ ثَغْرِ بالكسر لا غير وهو سَدُّه بالخيل والرجال الجوهري وأَما قولهم فيه سِدادٌ من عَوَز وأَصيبت به سِداداً من عَيْش أَي ما تُسَدُّ به الخَلَّةُ فيكسر ويفتح والكسر أَفصح قال وأَما السَّداد بالفتح فإِنما معناه الإِصابة في المنطق أَن يكون الرجل مُسَدَّداً ويقال إِنه لذو سَداً في منطقه وتدبيره وكذلك في الرمي يقال سَدَّ السَّهْمُ يَسِدُّ إِذا استقام وسَدَّدْتُه تسديداً واسْتَدَّ الشيءُ إِذا استقام وقال أُعَلِّمُه الرِّمايَةَ كلَّ يومٍ فلما اشْتَدَّ ساعِدُه رَماني قال الأَصمعي اشتد بالشين المعجمة ليس بشيء قال ابن بري هذا البيت ينسب إِلى مَعْن بن أَوس قاله في ابن أُخت له وقال ابن دريد هو لمالك بن فَهْم الأَزْدِيِّ وكان اسم ابنه سُلَيْمَةَ رماه بسهم فقتله فقال البيت قال ابن بري ورأَيته في شعر عقيل بن عُلَّفَةَ يقوله في ابنه عُميس حين رماه بسهم وبعده فلا ظَفِرَتْ يمينك حين تَرْمي وشَلَّتْ منك حاملةُ البَنانِ وفي الحديث كان له قوس تسمى السَّدادَ سميت به تفاو لاً بإِصابة ما رمى عنها والسَّدُّ الرَّدْمُ لأَنه يُسدُّ به والسُّدُّ والسَّدُّ كل بناء سُدَّ به موضع وقد قرئ تجعل بيننا وبينهم سَدّاً وسُدّاً والجمع أَسِدٌّ وسُدودٌ فأَما سُدودٌ فعلى الغالب وأَما أَسدة فشاذ قال ابن سيده وعندي أَنه جمع سداد وقوله ضَرَبَتْ عليَّ الأَرضُ بالأَسْدادِ يقول سُدَّتْ عليَّ الطريقُ أَي عميت عليَّ مذاهبي وواحد الأَسْدادِ سُدٌّ والسُّدُّ ذهاب البصر وهو منه ابن الأَعرابي السَّدُودُ العُيون المفتوحة ولا تبصر بصراً قوياً يقال منه عين سادَّة وقال أَبو زيد عين سادَّة وقائمة إِذا ابيضت لا يبصر بها صاحبها ولم تنفقئ بعدُ أَبو زيد السُّدُّ من السحاب النَّشءُ الأَسود من أَي أَقطار السماء نشأَ والسُّدُّ واحد السُّدودِ وهر السحائب السُّودُ ابن سيده والسُّدّ السحاب المرتفع السادُّ الأُفُق والجمع سُدودٌ قال قَعَدْتُ له وشَيَّعَني رجالٌ وقد كَثُرَ المَخايلُ والسُّدودُ وقد سَدَّ عليهم وأَسدَّ والسُّدّ القطعة من الجراد تَسُدُّ الأُفُقَ قال الراجز سَيْلُ الجَرادِ السُّدُّ يرتادُ الخُضَرْ فإِما أَن يكون بدلاً من الجراد فيكون اسماً وإِما أَن يكون جمع سَدودٍ وهو الذي يَسُدُّ الأُفُقَ فيكون صفة ويقال جاءَنا سُدٌّ من جراد وجاءَنا جراد سُدَّ الأُفق من كثرته وأَرض بها سَدَدَةٌ والواحدة سُدَّةٌ وهي أَودية فيها حجارة وصخور يبقى فيها الماءُ زماناً وفي الصحاح الواحد سُدٌّ مثل حُجْرٍ وحِحَرَةٍ والسُّدُّ والسَّدُّ الجبل وقيل ما قابلك فسَدَّ ما وراءَه فهو سَدٌّ وسُدٌّ ومنه قولهم في المِعْزَى سَدٌّ يُرَى من ورائه الفقر وسُدٌّ أَيضاً أَي أَن المعنى ليس إِلا منظرها وليس له كبير منفعة ابن الأَعرابي قال رماه في سَدِّ ناقته أَي في شخصها قال والسَّدُّ والدَّرِيئة والدَّرِيعةُ الناقة التي يستتر بها الصائد ويختل ليرمي الصيد وأَنشد لأَوس فما جَبُنوا أَنَّا نَسُدُّ عليهمُ ولكن لَقُوا ناراً تَحُسُّ وتَسْفَعُ قال الأَزهري قرأْت بخط شمر في كتابه يقال سَدَّ عليك الرجلُ يَسِدُّ سَدّاً إِذا أَتى السَّدادَ وما كان هذا الشيء سديداً ولقد سَدَّ يَسدُّ سَداداً وسُدوداً وأَنشد بيت أَوس وفسره فقال لم يجبنوا من الإِنصاف في القتال ولكن حشرنا عليهن فلقونا ونحن كالنار التي لا تبقي شيئاً قال الأَزهري وهذا خلاف ما قال ابن الأَعرابي والسَّدُّ سَلَّة من قضبان والجمع سِدادٌ وسُدُدٌ الليث السُّدودُ السِّلالُ تتخذ من قضبان لها طباق والواحدة سَدَّة وقال غيره السَّلَّة يقال لها السَّدَّة والطبل والسُّدَّة أَمام باب الدار وقيل هي السقيفة التهذيب والسُّدَّة باب الدار والبيت يقال رأَيته قاعداً بَسُدَّةِ بابه وبسُدَّة داره قال أَبو سعيد السُّدَّة في كلام العرب الفِناء يقال بيت الشَّعَر وما أَشبهه والذين تكلموا بالسُّدَّة لم يكونوا أَصحاب أَبنية ولا مَدَرٍ ومن جعل السُّدَّة كالصُّفَّة او كالسقيفة فإِنما فسره على مذهب أَهل الحَضَر وقال أَبو عمرو السُّدَّة كالصُّفَّة تكون بين يدي البيت والظُّلَّة تكون بباب الدار قال أَبو عبيد ومنه حديث أَبي الدرداء أَنه أَتى باب معاوية فلم يأْذن له فقال من يَغْشَ سُدَد السلطان يقم ويقعد وفي الحديث أَيضاً الشُّعْثُ الرؤُوسِ الذين لا تُفتح لهم السُّدَدُ وسُدَّة المسجد الأَعظم ما حوله من الرُّواق وسمي إِسمعيل السُّدِّيُّ بذلك لأَنه كان تاجراً يبيع الخُمُر والمقانع على باب مسجد الكوفه وفي الصحاح في سُدَّة مسجد الكوفة قال أَبو عبيد وبعضهم يجعل السُّدَّة الباب نفسه وقال الليث السديُّ رجل منسوب إِلى قبيلة من اليمن قال الأَزهري إن أَراد إِسمعيل السديّ فقد غلط لا تعرف في قبائل اليمن سدّاً ولا سدّة وفي حديث المغيرة بن شعبة أَنه كان يصلي في سُدَّة المسجد الجامع يوم الجمعة مع الإِمام وفي رواية كان لا يصلي وسُدَّة الجامع يعني الظلال التي حوله وفي الحديث أَنه قيل له هذا عليٌّ وفاطمة قائمين بالسُّدَّة السدة كالظلة على الباب لتقي الباب من المطر وقيل هي الباب نفسه وقيل هي الساحة بين يديه ومنه حديث واردي الحوض هم الذين لا تفتح لهم السُّدَدُ ولا يَنكحِون المُنَعَّات أَي لا تفتح لهم الأَبواب وفي حديث أُم سلمة أَنها قالت لعائشة لما أَرادت الخروج إِلى البصرة إِنك سُدَّة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أُمته أَي باب فمتى أُصيب ذلك الباب بشيء فقد دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في حريمه وحَوْنَته واستُبيحَ ما حماه فلا تكوني أَنت سبب ذلك بالخروج الذي لا يجب عليك فتُحْوِجي الناس إِلى أَن يفعلوا مثلك والسُّدَّة والسُّداد مثل العُطاس والصُّداع داء يسدُّ الأَنف يأْخذ بالكَظَم ويمنع نسيم الريح والسَّدُّ العيب والجمع أَسِدَّة نادر على غير قياس وقياسه الغالب عليه أَسُدٌّ أَو سُدود وفي التهذيب القياس أَن يجمع سَدٌّ أَسُدّاً أَو سُدُوداً الفراء الوَدَس والسَّدُّ بالفتح العيب مثل العَمى والصمَم والبَكم وكذلك الأَيه والأَبه
( * قوله « وكذلك الأَيه والأَبه » كذا بالأصل ولعله محرف عن الآهة والماهة أَو نحو ذلك والآهة والماهة الحصبة والجدري ) أَبو سعيد يقال ما بفلان سَدادة يَسُدُّ فاه عن الكلام أَي ما به عيب ومنه قولهم لا تجعلنَّ بِجَنْبِك الأَسِدَّة أَي لا تُضَيِّقَنَ صدرك فتسكت عن الجواب كمن به صمم وبكم قال الكميت وما بِجَنْبَيَ من صَفْح وعائدة عند الأَسِدَّةِ إِنَّ الغِيَّ كالعَضَب يقول ليس بي عِيُّ ولا بَكَم عن جواب الكاشح ولكني أَصفح عنه لأَن العِيَّ عن الجواب كالعَضْب وهو قطع يد أَو ذهاب عضو والعائدة العَطْف وفي حديث الشعبي ما سدَدْتُ على خصم قط أَي ما قطعت عليه فأَسُدَّ كلامه وصببت في القربة ماء فاسْتَدَّت به عُيون الخُرَز وانسدت بمعنى واحد والسَّدَد القصْد في القول والوَفْقُ والإِصابة وقد تَسَدَّد له واستَدَّ والسَّديدُ والسَّداد الصواب من القول يقال إِنه لَيُسِدُّ في القول وهو أَن يُصِيبَ السَّداد يعني القصد وسَدَّ قوله يَسِدُّ بالكسر إِذا صار سديداً وإِنه لَيُسِدُّ في القول فهو مُسِدٌّ إِذا كان يصيب السداد أَي القصد والسَّدَد مقصور من السَّداد يقال قل قولاً سَدَداً وسَداداً وسَديداً أَي صواباً قال الأَعشى ماذا عليها ؟ وماذا كان ينقُصها يومَ الترحُّل لو قالت لنا سَدَدا ؟ وقد قال سَداداً من القول والتَّسديدُ التوفيقُ للسداد وهو الصواب والقصد من القول والعمل ورجل سَديدٌ وأَسَدُّ من السداد وقصد الطريق وسدَّده الله وفقه وأَمر سديد وأَسَدُّ أَي قاصد ابن الأَعرابي يقال للناقة الهَرِمَة سادَّةٌ وسَلِمَةٌ وسَدِرَةٌ وسَدِمَةٌ والسِّدادُ الشيء من اللَّبَن يَيْبَسُ في إِحليل الناقة وفي حديث أَبي بكر رضي الله عنه أَنه سأَل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإِزار فقال سَدِّدْ وقارِبْ قال شمر سَدِّدْ من السداد وهو المُوَفَّقُ الذي لا يعاب أَي اعمل به شيئاً لا تعاب على فعله فلا تُفْرِط في إِرساله ولا تَشْميره جعله الهروي من حديث أَبي بكر والزمخشري من حديث النبي صلى الله عليه وسلم وأَن أَبا بكر رضي الله عنه سأَله والوَفْق المِقْدار اللهم سدِّدْنا للخير أَي وَفِّقْنا له قال وقوله وقارِب القِرابُ في الإِبل أَن يُقارِبَها حتى لا تَتَبَدَّد قال الأَزهري معنى قوله قارِبْ أَي لا تُرْخِ الإِزارَ فَتُفْرِطَ في إِسباله ولا تُقَلِّصه فتفرط في تشميره ولكن بين ذلك قال شمر ويقال سَدِّدْ صاحِبَكَ أَي علمه واهده وسَدِّد مالك أَي أَحسن العمل به والتسديد للإِبل أَن تيسرها لكل مكانِ مَرْعى وكل مكان لَيانٍ وكل مكان رَقَاق ورجل مُسَدَّدٌ مُوَفَّق يعمل بالسَّدادِ والقصْد والمُسَدَّدُ المُقوَّم وسَدَّد رمحه وهو خلاف قولك عرّضه وسهم مُسَدَّد قويم ويقال أَسِدَّ يا رجل وقد أَسدَدْتَ ما شئت أَي طلبت السَّدادَ والقصدَ أَصبته أَو لم تُصِبْه قال الأَسود بن يعفر أَسِدِّي يا مَنِيُّ لِحِمْيَري يُطَوِّفُ حَوْلَنا وله زَئِيرُ يقول اقصدي له يا منية حتى يموت والسَّاد بالفتح الاستقامة والصواب وفي الحديث قاربوا وسَدَّدوا أَي اطلبوا بأَعمالكم السَّداد والاستقامة وهو القصد في الأَمر والعدل فيه ومنه الحديث قال لعليّ كرم الله وجهه سلِ اللهَ السَّداد واذكر بالسَّداد تَسديدَك السهم أَي إِصابةَ القصد به وفي صفة متعلم القرآن يغفر لأَبويه إِذا كانا مُسَدَّدَيْن أَي لازمي الطريقة المستقتمة ويروى بكسر الدال وفتحها على الفاعل والمفعول وفي الحديث ما من مؤْمن يؤْمن بالله ثم يُسَدِّدُ أَي يقتصد فلا يغلو ولا يسرف قال أَبو عدنان قال لي جابر البَذِخُ الذي إِذا نازع قوماً سَدَّد عليهم كل شيء قالوه قلت وكيف يُسَدِّدُ عليهم ؟ قال ينقض عليهم على كل شيء قالوه وروى الشعبي أَنه قال ما سَددتُ على خَصْم قط قال شمر زعم العِتْرِيِفيُّ أَن معناه ما قطعت على خصم قط والسُّدُّ الظِّلُّ عن ابن الأَعرابي وأَنشد قعدْتُ له في سُدِّ نِقْضٍ مُعَوَّدٍ لذلك في صَحْراءٍ جِذْمٍ دَرِيُنها أَي جعلته سترة لي من أَن يراني وقوله جِذْم دَرينها أَي قديم لأَن الجذم الأَصل ولا أَقدم من الأَصل وجعله صفة إِذ كان في معنى الصفة والدرين من النبات الذي قد أَتى عليه عام والمُسَدُّ موضع بمكة عند بستان ابن عامر وذلك البستان مأْسَدَة وقيل هو موضع بقرب مكة شرفها الله تعالى قال أَبو ذؤَيب أَلفَيْتُ أَغلَبَ من أُسْدِ المُسَدِّ حدي دَ النَّابِ أَخْذَتُه عَقْرٌ فَتَطْرِيحُ قال الأَصمعي سأَلت ابن أَبي طرفة عن المُسَدّ فقال هو بستان ابن مَعْمَر الذي يقول له الناس بستان ابن عامر وسُدّ قرية باليمن والسُّد بالضم ماءُ سَماء عند جبل لغَطفان أَمر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسدّه

( سرد ) السَّرْدُ في اللغة تَقْدِمَةُ شيء إِلى شيء تأْتي به متَّسقاً بعضُه في أَثر بعض متتابعاً سَرَد الحديث ونحوه يَسْرُدُه سَرْداً إِذا تابعه وفلان يَسْرُد الحديث سرداً إِذا كان جَيِّد السياق له وفي صفة كلامه صلى الله عليه وسلم لم يكن يَسْرُد الحديث سرداً أَي يتابعه ويستعجل فيه وسَرَد القرآن تابع قراءَته في حَدْر منه والسَّرَد المُتتابع وسرد فلان الصوم إِذا والاه وتابعه ومنه الحديث كان يَسْرُد الصوم سَرْداً وفي الحديث أَن رجلاً قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم إِني أَسْرُد الصيام في السفر فقال إِن شئت فصم وإِن شئت فأَفطر وقيل لأَعرابي أَتعرف الأَشهر الحرم ؟ فقال نعم واحد فَرْدٌ وثلاثة سَرْد فالفرد رجَبٌ وصار فرداً لأَنه يأْتي بعده شعبانُ وشهر رمضانَ وشوّالٌ والثلاثة السَّرْد ذو القَعْدة وذو الحجة والمُحرّم وسَرَد الشيء سَرْداً وسرَّده وأَسْرَده ثقبه والسِّراد والمِسْرَد المِثْقَب والمِسْرَدُ اللسان والمِسْرَدُ النعل المخصوفة اللسان والسَّرْدُ الخرزُ في الأَديم والتَّسْريد مثله والسِّراد والمِسْرَد المِخْصَف وما يُخْرز به والخزز مَسْرودٌ ومُسَرَّد وقيل سَرْدُها
( * قوله « والخزز مسرود إلخ » كذا بالأصل وعبارة الصحاح والخرز مسرود ومسرد وكذلك الدرع مسرود ومسردة وقيل سردها إلخ اه ) نَسْجُها وهو تداخل الحَلَق بَعْضِها في بعض وسَرَدَ خُفَّ البعير سَرْداً خصفه بالقِدِّ والسَّرد اسم جامع للدروع وسائر الحَلَق وما أَشبهها من عمل الخلق وسمي سَرْداً لأَنه يُسْرَد فيثقب طرفا كل حلقة بالمسمار فذلك الحَلَق المِسْرَد والمِسْرَد هو المِثْقَب وهو السِّراد وقال لبيد كما خرج السِّرادُ من النِّقال أَراد النِّعال وقال طرفة حِفافَيْه شُكَّا في العَسِيبِ بِمسْرَد والسَّرْد الثَّقْب والمسرودة الدرع المثقوبة وقيل السَّرْد السَّمْر والسَّرْد الحَلَق وقوله عز وجل وقدِّر في السَّرد قيل هو أَن لا يجعل المسمار غليظاً والثقْب دقيقاً فيَفْصِم الحلق ولا يجعل المسمار دقيقاً والثقبَ واسعاً قيتقلقل أَو ينخلع أَو يتقصف اجْعَلْه على القصد وقَدْر الحاجة وقال الزجاج السرْد السمْر وهو غير خارج من اللغة لأَن السَّرْد تقديرك طرَف الحَلْقة إِلى طرفها الآخر والسَّرادة الخَلالة الصُّلْبة والسَّرَّاد الزرَّاد والسَّرادَةُ البُسْرةَ تحْلو قبل أَن تُزْهِيَ وهي بلَحة وقال أَبو حنيفة السَّراد الذي يسقط من البُسْر قيل أَن يدرك وهو أَخضر الواحدة سَرادة والسَّراد من الثمر ما أَضرَّ به العطش فيبس قبل يَنْعِه وقد اأَسرَدَ النخلُ أَبو عمرو السارِدُ الخَرَّاز والإِشْفى يقال له السِّراد والمِسْرَد والمِخْصَف والسَّرْد موضع وسُرْدُد موضع قال ابن سيده هكذا حكاه سيبويه متمثلاً به بضم الدال وعدله بشُرْنُب قال وأَما ابن جني فقال سُرْدَد بفتح الدال قال أُمية بن أَبي عائذ الهذلي تَصَيَّفْتُ نَعمانَ واصَّيَفَتْ جبالَ شَرَوْرَى إِلى سُرْدَد قال ابن جني إِنما ظهر تضعيف سُرْدَد لأَنه ملحق بما لم يجئ وقد علمنا أَن الإِلحاق إِنما هو صنعة لفظية ومع هذا فلم يظهر ذلك الذي قدره هذا ملحقاً فيه فلولا أَن ما يقوم الدليل عليه بما لم يَظهر إِلى النطق بمنزلة الملفوظ به لما أَلحقوا سُرْدَداً وسودَداً بما لم يفوهوا به ولا تجشموا استعماله والسَّرَنْدى الجريء وقيل الشديد والأُنثى سَرَنداة والسَّرَنْدى اسم رجل قال ابن أَحمر فَخَرَّ وجالَ المُهْرُ ذاتَ شِمالِه كَسَيْفِ السَّرَنْدى لاحَ في كَفِّ صاقِل قال سيبويه رجل سَرَنْدى مشتق من السرد ومعناه الذي يمضي قُدُماً قال والسَّرَد الحَلَق وهو الزَّرَد ومنه قيل لصانعها سَرَّاد وزَرَّاد والمُسْرَنْدي الذي يعلوك ويَغْلِبك واسْرَنداه الشيءُ غلبه وعلاه قال قد جَعل النعاسُ يَغْرَنْديني أَدْفعه عنِّي ويَسْرَنْديني والاسْرِنْداء والاغْرِنْداء واحد والياء للإِلحاق بافْعَنْلل

( سربد ) حاجب مُسَرْبَدٌ لا شعر عليه عن كراع

( سرمد ) السرْمَدُ دوام الزمان من ليل أَو نهار وليل سرمد طويل وفي التنزيل العزيز قل أَرأَيتم إِن جعل الله عليكم النهار سرمداً ؟ قال الزجاج السرمد الدائم في اللغة وفي حديث لقمان جَوّابُ ليل سَرْمَد السرمد الدائم الذي لا ينقطع

( سرند ) السرَنْدى الشديد والسرَنْدى الجريء على أَمره لا يَفْرَق من شيء وقد اسْرَنْداه واغرنداه إِذا جهل عليه وسيف سرَنْدَى ماض في الضريبة ولا يَنْبُو قال ابن أَحمر يصف رجلاً صرع فخرّ قتيلاً فخرّ وجال المُهْرُ ذاتَ يميِنه كسيفٍ سَرْنَدى لاح في كف صَيْقلِ ومن جعل سَرَنْدى فَعَنْللاً صرفه ومن جعله فعنلى لم يصرفه وقال أَبو عبيد اسْرَنْداه واغْرَنْداه إِذا علاه وغلبه والسَّرَنْدى القويُّ الجريء من كل شيء والأُنثى بالهاء والمُسْرندي الذي يغلبك ويعلوك قال الشاعر قد جعل النعاس يغرنديني أَدفعه عني ويسرنديني

( سرهد ) المُسَرْهَد المُنَعَّم المُغَذَّى وامرأَة مُسِرْهَدة سمينة مصنوعة وكذلك الرجل وسنَام مُسَرْهَدٌ مقطع قطعاً وقيل سنام مُسَرهد أَي سمين وماء سَرْهد أَي كثير وسَرهدت الصبيَّ سَرْهَدَة أَحسنت غذاءه والمُسَرْهَدُ الحسنُ الغِذاء وربما قيل لشحم السنام سَرْهَد

( سعد ) السَّعْد اليُمْن وهو نقيض النَّحْس والسُّعودة خلاف النحوسة والسعادة خلاف الشقاوة يقال يوم سَعْد ويوم نحس وفي المثل في الباطل دُهْدُرَّيْنْ سَعْدُ القَيْنْ ومعناهما عندهم الباطل قال الأَزهري لا أَدري ما أَصله قال ابن سيده كأَنه قال بَطَلَ يعدُ القينُ فَدُهْدُرَّيْن اسم لِبَطَلَ وسعد مرتفع به وجمعه سُعود وفي حديث خلف أَنه سمع أَعرابيّاً يقول دهدرّين ساعد القين يريد سعد القين فغيره وجعله ساعداً وقد سَعِدَ يَسْعَدُ سَعْداً وسَعادَة فهو سعيد نقيض شَقى مثل سَلمِ فهو سَليم وسُعْد بالضم فهو مسعود والجمع سُعداء والأُنثى بالهاء قال الأَزهري وجائز أَن يكون سعيد بمعنى مسعود من سَعَده الله ويجوز أَن يكون من سَعِد يَسْعَد فهو سعيد وقد سعَده الله وأَسعده وسَعِد يَسْعَد فهو سعيد وقد سَعده الله وأَسعده وسَعِد جَدُّه وأَسَعده أَنماه ويومٌ سَعْد وكوكبٌ سعد وُصِفا بالمصدر وحكى ابن جني يومٌ سَعْد وليلةٌ سعدة قال وليسا من باب الأَسْعد والسُّعْدى بل من قبيل أَن سَعْداً وسَعْدَةً صفتان مسوقتان على منهاج واستمرار فسَعْدٌ من سَعْدَة كجَلْد من جَلْدة ونَدْب من نَدْبة أَلا تراك تقول هذا يوم سَعْدٌ وليلة سعدة كما تقول هذا شَعر جَعْد وجُمَّة جعدة ؟ وتقول سَعَدَ يومُنا بالفتح يَسْعَد سُعودا وأَسعده الله فهو مسعود ولا يقال مُسْعَد كأَنهم استَغْنَوا عنه بمسعود والسُّعُد والسُّعود الأَخيرة أَشهر وأَقيس كلاهما سعود النجوم وهي الكواكب التي يقال لها لكل واحد منها سَعْدِ كذا وهي عشرة أَنجم كل واحد منها سعد أَربعة منها منازلُ ينزل بها القمر وهي سعدُ الذابِح وسعدُ بُلَع وسعد السُّعود وسعدُ الأَخْبِيَة وهي في برجي الجدي والدلو وستة لا ينزل بها القمر وهي سعد ناشِرَة وسعد المَلِك وسعْدُ البِهامِ وسعدُ الهُمامِ وسعد البارِع وسعد مَطَر وكل سعد منها كوكبان بين كل كوبين في رأْي العين قدر ذراع وهي متناسقة قال ابن كناسة سعد الذابح كوكبان متقاربان سمي أَحدهما ذابحاً لأَن معه كوكباً صغيراً غامضاً يكاد يَلْزَقُ به فكأَنه مُكِبٌّ عليه يذبحه والذابح أَنور منه قليلاً قال وسعدُ بُلَع نجمان معترِضان خفيان قال أَبو يحيى وزعمت العرب أَنه طلع حين قال الله يا أَرض ابلعي ماءك ويا سماء أَقلعي ويقال إِنما سمي بُلَعاً لأَنه كان لقرب صاحبه منه يكاد أَن يَبْلَعَه قال وسعد السعود كوكبان وهو أَحمد السعود ولذلك أُضيف إِليها وهو يشبه سعد الذابح في مَطْلَعِه وقال الجوهري هو كوكب نَيِّرٌ منفرد وسعد الأَخبية ثلاثة كواكب على غير طريق السعود مائلة عنها وفيها اختلاف وليست بخفية غامضة ولا مضيئة منيرة سميت سعد الأَخبية لأَنها إِذا طلعت خرجت حشَراتُ الأَرض وهوامُّها من جِحَرتها جُعِلَتْ جِحَرتُها لها كالأَخبية وفيها يقول الراجز قد جاء سعدٌ مُقْبِلاً بِجَرِّه واكِدَةً جُنودُه لِشَرِّه فجعل هوامَّ والأَرض جنوداً لسعد الأَخبية وقيل سعد الأَخبية ثلاثة أَنجم كأَنها أَثافٍ ورابع تحت واحد منهن وهي السعود كلها ثمانية وهي من نجوم الصيف ومنازل القمر تطلع في آخر الربيع وقد سكنت رياح الشتاء ولم يأْت سلطان رياح الصيف فأَحسن ما تكون الشمس والقمر والنجوم في أَيامها لأَنك لا ترى فيها غُبْرة وقد ذكرها الذبياني فقال قامت تَراءَى بين سِجْفَيِ كلَّةٍ كالشمسِ يوم طُلوعِها بالأَسعَد والإِسْعاد المعونة والمُساعَدة المُعاونة وساعَدَه مُساعدة وسِعاداً وأَسعده أَعانه واستَسْعد الرجلُ برؤية فلان أَي عدّه سَعْداً وسعْدَيك من قوله لَبَّيك وسعديك أَي إِسعاداً لك بعد إِسعادٍ روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه كان يقول في افتتاح الصلاة لبيك وسعديك والخير في يديك والشر ليس إِليك قال الأَزهري وهو خبر صحيح وحاجة أَهل العلم إِلى معرفة تفسيره ماسة فأَما لبَّيْك فهو مأخوذ من لبَِّ بالمكان وأَلبَّ أَي أَقام به لَبّاً وإِلباباً كأَنه يقول أَنا مقيم على طاعتك إِقامةً بعد إِقامةٍ ومُجيب لك إِجابة بعد إِجابة وحكي عن ابن السكيت في قوله لبيك وسعديك تأْويله إِلباباً بك بعد إِلباب أَي لزوماً لطاعتك بعد لزوم وإِسعاداً لأَمرك بعد إِسعاد قال ابن الأَثير أَي ساعدت طاعتك مساعدة بعد مساعدة وإِسعاداً بعد إِسعاد ولهذا ثنى وهو من المصادر المنصوبة بفعل لا يظهر في الاستعمال قال الجَرْميّ ولم نَسْمَع لسعديك مفرداً قال الفراء لا واحد للبيك وسعديك على صحة قال ابن الأَنباري معنى سعديك أَسعدك الله إِسعاداً بعد إِسعاد قال الفراء وحنَانَيْك رحِمَك الله رحمة بعد رحمة وأَصل الإِسعاد والمساعدة متابعةُ العبد أَمرَ ربه ورضاه قال سيبويه كلام العرب على المساعدة والإِسعاد غير أَن هذا الحرف جاء مثنى على سعديك ولا فعل له على سعد قال الأَزهري وقد قرئ قوله تعالى وأَما الذين سُعدوا وهذا لا يكون إِلا من سعَدَه اللهُ وأَسعَدَه
( * قوله « الا من سعده الله وأسعده إلخ » كذا بالأصل ولعل الأولى إلاّ من سعده الله بمعنى أسعده ) أَي أَعانه ووفَّقَه لا من أَسعده الله ومنه سمي الرجل مسعوداً وقال أَبو طالب النحوي معنى قوله لبيك وسعديك أَي أَسعَدَني الله إِسعاداً بعد إِسعاد قال الأَزهري والقول ما قاله ابن السكيت وأَبو العباس لأَن العبد يخاطب ربه ويذكر طاعته ولزومه أَمره فيقول سعديك كما يقول لبيك أَي مساعدة لأَمرك بعد مساعدة وإِذا قيل أَسعَدَ الله العبد وسعَدَه فمعناه وفقه الله لما يرضيه عنه فَيَسْعَد بذلك سعادة وساعِدَةُ الساق شَظِيَّتُها والساعد مُلْتَقى الزَّنْدَين من لدن المِرْفَق إِلى الرُّسْغ والساعِدُ الأَعلى من الزندين في بعض اللغات والذراع الأَسفلُ منهما قال الأَزهري والساعد ساعد الذراع وهو ما بين الزندين والمرفق سمي ساعداً لمساعدته الكف إِذا بَطَشَت شيئاً أَو تناولته وجمع الساعد سَواعد والساعد مَجرى المخ في العظام وقول الأَعلم يصف ظليماً على حَتِّ البُرايَةِ زَمْخَرِيِّ السَّ واعِدِ ظَلَّ في شَريٍ طِوالِ عنى بالسواعد مجرى المخ من العظام وزعموا أَن النعام والكرى لا مخ لهما وقال الأَزهري في شرح هذا البيت سواعد الظليم أَجنحة لأَن جناحيه ليسا كاليدين والزَّمْخَرِيُّ في كل شيء الأَجْوف مثل القصب وعظام النعام جُوف لا مخ فيها والحتُّ السريع والبُرَايَةُ البقِية يقول هو سريع عند ذهاب برايته أَي عند انحسار لحمه وشحمه والسواعد مجاري الماء إِلى النَّهر أَو البَحْر والساعدة خشبة تنصب لِتُمْسِكَ البَكْرَة وجمعها السواعد والساعد إِحْلِيلُ خِلْف الناقة وهو الذي يخرج منه اللبن وقيل السواعد عروق في الضَّرْع يجيء منها اللبن إِلى الإِحليل وقال الأَصمعي السواعد قَصَب الضرع وقال أَبو عمرو هي العروق التي يجيء منها اللبن شبهت بسواعد البحر وهي مجاريه وساعد الدَّرّ عرق ينزل الدَّرُّ منه إِلى الضرع من الناقة وكذلك العرق الذي يؤدي الدَّرَّ إِلى ثدي المرأَة يسمى ساعداً ومنه قوله أَلم تعلمي أَنَّ الأَحاديثَ في غَدٍ وبعد غَدٍ يا لُبن أَلْبُ الطَّرائدِ وكنتم كأُمٍّ لَبَّةٍ ظعَنَ ابُنها إِليها فما دَرَّتْ عليه بساعِدِ رواه المفضل ظعن ابنها بالظاء أَي شخص برأْسه إِلى ثديها كما يقال ظعن هذا الحائط في دار فلان أَي شخص فيها وسَعِيدُ المَزْرَعَة نهرها الذي يسقيها وفي الحديث كنا نُزَارِعُ على السَّعِيدِ والساعِدُ مَسِيلُ الماء لى الوادي والبحر وقيل هو مجرى البحر إِلى الأَنهار وسواعد البئر مخارج مائها ومجاري عيونها والسعيد النهر الذي يسقي الأَرض بظواهرها إِذا كان مفرداً لها وقيل هو النهر وقيل النهر الصغير وجمعه سُعُدٌ قال أَوس بن حجر وكأَنَّ ظُعْنَهُمُ مُقَفِّيَةً نخلٌ مَواقِرُ بينها السُّعُد ويروى حوله أَبو عمرو السواعد مجاري البحر التي تصب إِليه الماء واحدها ساعد بغير هاء وأَنشد شمر تأَبَّدَ لأْيٌ منهمُ فَعُتائِدُه فذو سَلَمٍ أَنشاجُه فسواعِدُهْ والأَنشاجُ أَيضاً مَجَارِي الماء واحدها نَشَجٌ وفي حديث سعد كنا نَكْرِي الأَرض بما على السَّواقي وما سَعِدَ من الماء فيها فنهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك قوله ما سعد من الماء أَي ما جاء من الماء سَيْحاً لا يحتاج إِلى دالية يَجِيئُه الماء سيحاً لأَن معنى ما سعد ما جاء من غير طلب والسَّعيدة اللِّبْنَةُ لِبْنةُ القميص والسعيدة بيت كان يَحُجه ربيعة في الجاهلية والسَّعْدانة الحمامة قال إِذا سَعْدانَةُ الشَّعَفاتِ ناحت والسَّعدانة الثَّنْدُوَة وهو ما استدار من السواد حول الحَلَمةِ وقال بعضهم سعدانة الثدي ما أَطاف به كالفَلْكَة والسَّعْدانة كِرْكِرَةُ البعير سميت سعدانه لاستدارتها والسعدانة مَدْخل الجُرْدان من ظَبْيَةِ الفرس والسَّعْدانة الاست وما تَقبَّضَ من حَتَارِها والسعدانة عُقْدة الشِّسع مما يلي الأَرض والقِبالَ مثلُ الزِّمام بين الإِصبع الوسطى والتي تليها والسعدانة العقدة في أَسفل كفَّة الميزان وهي السعدانات والسَّعْدانُ شوك النخل عن أَبي حنيفة وقيل هو بقلة والسعدان نبت ذو شوك كأَنه فَلْكَةٌ يَسْتَلْقِي فينظر إِلى شوكه كالحاً إِذا يبس ومََنْبتُهُ سُهول الأَرض وهو من أَطيب مراعي الإِبل ما دام رطباً والعرب تقول أَطيب الإِبل لبناً ما أَكلَ السَّعْدانَ والحُرْبُثَ وقال الأَزهري في ترجمة صفع والإِبل تسمن على السعدان وتطيب عليه أَلبانها واحدته سَعْدانَة وقيل هو نبت والنون فيه زائدة لأَنه ليس في الكلام فَعْلال غير خزعال وقَهْقار إِلا من المضاعف ولهذا النبت شوك يقال له حَسَكَةُ السعدان ويشبه به حَلَمَةُ الثدي يقال سعدانة الثُّنْدُوَة وأَسفلَ العُجايَة هنَاتٌ بأَنها الأَظفار تسمى السعدانات قال أَبو حنيفة من الأَحرار السعدان وهي غبراء اللون حلوة يأْكلها كل شيء وليست بكبيرة ولها إِذا يبست شوكة مُفَلطَحَة كأَنها درهم وهو من أَنجع المرعى ولذلك قيل في المثل مَرْعًى ولا كالسَّعدان قال النابغة الواهِب المائَة الأَبكار زَيَّنها سَعدانُ تُوضَح في أَوبارها اللِّبَد قال وقال الأَعرابي لأَعرابي أَما تريد البادية ؟ فقال أَما ما دام السعدان مستلقياً فلا كأَنه قال لا أُريدها أَبداً وسئلت امرأَة تزوّجت عن زوجها الثاني أَين هو من الأَول ؟ فقالت مرعى ولا كالسعدان فذهبت مثلاً والمراد بهذا المثل أَن السعدان من أَفضل مراعيهم وخلط الليث في تفسير السعدان فجعل الحَلَمَة ثمرَ السعدان وجعل له حَسَكاً كالقُطْب وهذا كله غلط والقطب شوك غير السعدان يشبه الحسَك وأَما الحَلَمة فهي شجرة أُخرى وليست من السعدان في شيء وفي الحديث في صفة من يخرج من النار يهتز كأَنه سَعدانة هو نبت ذو شوك وفي حديث القيامة والصراط عليها خَطاطيف وكلاليبُ وحَسَكَةٌ لها شوكة تكون بنجد يقال لها السعدان شَبَّه الخطاطيف بشوك السعدان والسُّعْد بالضم من الطيب والسُّعادى مثله وقال أَبو حنيفة السُّعدة من العروق الطيبة الريح وهي أَرُومَة مُدحرجة سوداء صُلْبَة كأَنها عقدة تقع في العِطر وفي الأَدوية والجمع سُعْد قال ويقال لنباته السُّعَادَى والجمع سُعادَيات قال الأَزهري السُّعد نبت له أَصل تحت الأَرض أَسود طيب الريح والسُّعادى نبت آخر وقال الليث السُّعادَى نبت السُّعد ويقال خرج القوم يَتَسَعَّدون أَي يرتادون مرعى السعدان قال الأَزهري والسّعدان بقل له ثمر مستدير مشوك الوجه إِذا يبس سقط على الأَرض مستلقياً فإِذا وطئه الماشي عقَر رجله شوْكُه وهو من خير مراعيهم أَيام الربيع وأَلبان الإِبل تحلو إِذا رعت السَّعْدانَ لأَنه ما دام رطباً حُلْوٌ يتمصصه الإِنسان رطباً ويأْكله والسُّعُد ضرب من التمر قال وكأَنَّ ظُعْنَ الحَيِّ مُدْبِرةً نَخْلٌ بِزارَةَ حَمْله السُّعُدُ وفي خطبة الحجاج انج سَعْدُ فقد قُتِلَ سُعَيْد هذا مثل سائر وأَصله أَنه كان لِضَبَّة بن أُدٍّ ابنان سَعْدٌ وسُعَيْدٌ فخرجا يطلبان إِبلاً لهما فرجع سعد ولم يرجع سعيد فكان ضبةُ إِذا رأَى سواداً تحت الليل قال سَعْد أَم سُعَيْد ؟ هذا أَصل المثل فأُخذ ذلك اللفظ منه وصار مما يتشاءَم به وهو يضرب مثلاً في العناية بذي الرحم ويضرب في الاستخبار عن الأَمرين الخير والشر أَيهما وقع وقال الجوهري في هذا المكان وفي المثل أَسعد أَم سعيد إِذا سئل عن الشيء أَهو مما يُحَبّ أَو يُكْرَه وفي الحديث أَنه قال لا إِسعادَ ولا عُفْرَ في الإِسلام هو إِسعاد النساء في المَناحات تقوم المرأَة فتقوم معها أُخرى من جاراتها إِذا أُصيبت إِحداهنَّ بمصيبة فيمن يَعِزُّ عليها بكت حولاً وأَسْعَدها على ذلك جاراتها وذواتُ قراباتها فيجتمعن معها في عِداد النياحة وأََوقاتها ويُتابِعْنها ويُساعِدْنها ما دامت تنوح عليه وتَبْكيه فإِذا أُصيبت صواحباتها بعد ذلك بمصيبة أَسعدتهن فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا الإِسعاد وقد ورد حديث آخر قالت له أُم عطية إِنَّ فلانه أَسْعَدَتْني فأُريد أُسْعِدُها فما قال لها النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً وفي رواية قال فاذْهَبي فأَسْعِدِيها ثم بايعيني قال الخطابي أَما الإِسعاد فخاص في هذا المعنى وأَما المُساعَدَة فعامَّة في كل معونة يقال إِنما سُمِّيَ المُساعَدَةَ المُعاونَةُ من وضع الرجل يدَه على ساعد صاحبه إِذا تماشيا في حاجة وتعاونا على أَمر ويقال ليس لبني فلان ساعدٌ أَي ليس لهم رئيس يعتمدونه وساعِدُ القوم رئيسهم قال الشاعر وما خَيرُ كفٍّ لا تَنُوءُ بساعد وساعدا الإِنسان عَضْداه وساعدا الطائر جناحاه وساعِدَةُ قبيلة وساعِدَةُ من أَسماء الأَسد معرفة لا ينصرف مثل أُسامَةَ وسَعِيدٌ وسُعَيْد وسَعْد ومَسْعُود وأَسْعَدُ وساعِدَةُ ومَسْعَدَة وسَعْدان أَسماءُ رجال ومن أَسماءِ النساء مَسْعَدَةُ وبنو سَعْد وبنو سَعِيدٍ بطنان وبنو سَعْدٍ قبائل شتى في تميم وقيس وغيرهما قال طرفة بن العبد رأَيتُ سُعوداً من شُعوبٍ كثَيرة فلم ترَ عَيْني مثلَ سَعِد بنِ مالك الجوهري وفي العرب سعود قبائل شتى منها سَعْدُ تَميم وسَعْد هُذيل وسعد قَيْس وسَعد بَكر وأَنشد بيت طرفة قال ابن بري سعود جمع سُعد اسم رجل يقول لم أَرَ فيمن سمي سعداً أَكرم من سعد بن مالك بن ضَبيعة بن قيَس بن ثَعْلبة بن عُكابَة والشُّعوبُ جمع شَعْب وهو أَكبر من القبيلة قال الأَزهري والسعود في قبائل العرب كثير وأَكثرها عدداً سَعْدُ بن زيد مَناةَ بن تَميم بن ضُبَيعة بن قيس بن ثعلبة وسَعْدُ بن قيس عَيْلان وسعدُ بنُ ذُبْيانَ بن بَغِيضٍ وسعدُ بن عَدِيِّ بن فَزارةَ وسعدُ بن بكر بن هَوازِنَ وهم الذين أَرضعوا النبي صلى الله عليه وسلم وسعد بن مالك بن سعد بن زيد مناة وفي بني أَسد سَعْدُ بن ثعلبة بن دُودان وسَعْد بن الحرث بن سعد بن مالك بن ثعلبة بن دُودان قال ثابت كان بنو سعد بن مالك لا يُرى مثلُهم في بِرِّهم ووفائهم وهؤُلاء أَرِبَّاءُ النبي صلى الله عليه وسلم ومنها بنو سعد بن بكر في قيس عيَلان ومنها بنو سَعْدِ هُذَيم في قُضاعة ومنها سعد العشيرة وفي المثل في كل واد بنو سعد قاله الأَضْبطُ بن قُريع السَّعدي لما تحوَّل عن قومه وانتقل في القبائل فلما لم يُحْمِدهم رجع إِلى قومه وقال في كل زادٍ بنو سعد يعني سعد بن زيد مناة بن تميم وأَما سعد بكر فهم أَظآر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللحياني وجمعُ سَعِيد سَعِيدون وأَساعِدُ قال ابن سيده فلا أَدري أَعَنى له الاسم أَم الصفة غير أَن جمع سعَيدٍ على أَساعد شاذ وبنو أَسعَد بطن من العرب وهو تذكير سُعْدَى وسعُادُ اسم امرأَة وكذلك سُعْدى وأَسعدُ بطن من العرب وليس هو من سُعْدى كالأَكبر من الكبرى والأَصغر من الصغرى وذلك أَن هذا إِنما هو تَقاوُدُ الصفة وأَنت لا تقول مررت بالمرأَة السعدى ولا بالرجل الأَسعد فينبغي على هذا أَن يكون أَسعدُ من سُعْدى كأَسْلَمَ من بُشْرى وذهب بعضهم إِلى أَن أَسعد مذكر سعدى قال ابن جني ولو كان كذلك حَريَ أَن يجيءَ به سماع ولم نسمعهم قط وصفوا بسعدى وإِنما هذا تَلاقٍ وقع بين هذين الحرفين المتفي اللفظ كما يقع هذان المثالان في المُخْتَلِفَيْه نحو أَسلم وبشرى وسَعْدٌ صنم كانت تعبده هذيل في الجاهلية وسُعْدٌ موضع بنجد وقيل وادٍ والصحيح الأَول وجعله أَوْسُ بن حَجَر اسماً للبقعة فقال تَلَقَّيْنَني يوم العُجَيرِ بِمَنْطِقٍ تَرَوَّحَ أَرْطَى سُعْدَ منه وضَالُها والسَّعْدِيَّةُ ماءٌ لعمرو بن سَلَمَة وفي الحديث أَن عمرو بن سَلَمَةَ هذا لما وَفَد على النبي صلى الله عليه وسلم استقطعه ما بين السَّعدية والشَّقْراء والسَّعْدان ماء لبني فزارة قال القتال الكلابي رَفَعْنَ من السَّعدينِ حتى تفَاضَلَت قَنابِلُ من أَولادِ أَعوَجَ قُرَّحُ والسَّعِيدِيَّة من برود اليمن وبنو ساعدَةَ قوم من الخزرج لهم سقيفة بني ساعدة وهي بمنزلة دار لهم وأَما قول الشاعر وهل سَعدُ إِلاَّ صخرةٌ بتَنُوفَةٍ من الأَرضِ لا تَدْعُو لِغَيٍّ ولا رُشْدِ ؟ فهو اسم صنم كان لبني مِلْكانَ بن كنانة وفي حديث البَحِيرة ساعدُ اللهِ أَشَدُّ ومُِوسَاه أَحدُّ أَي لو أَراد الله تحريمها بشقِّ آذانها لخلقها كذلك فإِنه يقول لها كوني فتكون

( سغد ) السُّغْدُ جيل معروف التهذيب في النوادر فِصالٌ مُمْغَدَةٌ ومَماغِيدُ ومُسْمَغِدَّةٌ ومُسْغَدَةٌ ومُساغَدَةٌ إِذا كانت رِواء من اللبن وقد سَغَدَت أُمَّهاتها ومَغَدَتها إِذا رضعتها والله أَعلم

( سفد ) السِّفادُ نَزْوُ الذكر على الأُنثى الأَصمعي يقال للسباع كلها سَفَدَ وسَفِدَ أُنْثاه وللتيس والثور والبعير والطير مثلها وتسافدت السباع وقد سَفِدَها بالكسر يَسْفَدُها وسَفَدَها بالفتح يَسْفِدُها سَفْداً وسِفاداً فيهما جميعاً يكون في الماشي والطائر وقد جاء في الشعر في السابح وأَسْفَدَه غيرُه وأَسْفِدْني تَيْسَك عن اللحياني أَي أَعِرْني إِياه ليُسْفِدَ عَنزي واستعاره أُمية بن أَبي الصلت للزند فقال والأَرض صَيَّرها الإِلهُ طَرُوقةً للماء حتى كلُّ زَنْدٍ مُسْفِدُ وفي ترجمة جعرلُعْبة يقال لها سَفْدُ اللِّفاح وذلك انتظام الصبيان بعضهم في إِثر بعض كلُّ واحد آخِذٌ بحُجْزة صاحبه من خلفه الأَصمعي إِذا ضرب الجمل الناقة قيل قَعَا وقاعَ وسَفِدَ يَسْفَدُ وأَجاز غيره سَفَدَ يَسْفِدُ ابن الأَعرابي اسْتَيْفَدَ فلانٌ بعيره إِذا أَتاه من خلفه فركبه وقال أَبو زيد أَتاه فَتَسَفَّده وتعَرْقَبَه مثله والسُّفُود من الخيل التي قُطِعَ عنها السِّفادُ حتى تمت مُنْيَتُها ومُنيتها عشرون يوماً عن كراع وتَسَفَّدَ فرسَه واسْتسْفَدها الأَخيرة عن الفارسي ركبها من خلف والسَّفُّودُ والسُّفُود بالتشديد حديدة ذات شُعَب مُعَقَّفَة معروف يُشْوي به اللحم وجمعه سفافيد

( سقد ) السّقْدُ الفرَسُ المُضَمَّر وقد أَسقَد فرَسَه وسقده يَسْقِدُهُ سَقْداً وسَقَّده ضَمَّره وفي حديث أَبي وائل فخرجت في السحر أَسْقِدُ فرساً أَي أُضَمِّرُهُ ويروي بالفاء والراء وسيأْتي ذكره وفي حديث ابن مُعَيزٍ خرجت بفرس لأُسَقِّدَه أَي لأُضَمِّرَه

( سقدد ) التهذيب في الرباعي السُّقْدُد الفرس المُضَمَّر وقد أَسقَد فرسَه

( سلغد ) رجل سِلَّغْدٌ لئيم عن كراع والسِّلَّغْدُ من الرجال الرِّخْو وأَحمر سِلَّغْد شديد الحمرة عن اللحياني ومن الخيل أَشقر سِلَّغْد وهو الذي خلصت شُقْرته وأَنشد أَشقَرُ سِلَّغْد وأَحْوَى أَدعَجُ والأُنثى سِلَّغْدة والسِّلَّغد الأَحمق ويقال الذئبُ قال الكميت يهجو بعض الولاة وِلايَةُ سِلَّغْدٍ أَلفَّ كأَنه من الرَّهَقِ المخلوطِ بالنُّوكِ أَثْوَلُ وهو في الصحاح السِّلْغَدُّ يقول كأَنه من حُمْقه وما يتناوله من الخمر تيس مجنون ابن الأَعرابي السِّلَّغْدُ الأَكول الشَّرُوب الأَحمق من الرجال

( سلقد ) التهذيب في الرباعي السِّلْقِدُ الضاوي المَهزول ومنه قول ابن مُعيز خرجْتُ أُسلْقِدُ فرسي أَي أُضمَّره

( سمد ) سَمَدَ يَسْمُد سُموداً علا وسَمَدت الإِبل وتَسْمُدُ سُموداً لم تعرِف الإِعياء ويقال للفحل إِذا اغتلم قد سمَد والسَّمْد من السَّير الدأْب والسَّمْدُ السير الدائم وسَمَدت الإِبل في سيرها جَدَّت وسَمَدَ ثبت في الأَرض ودام غليه وهو لك أَبداً سَمْداً سَرْمَداً عن ثعلب بمعنى واحد ولا أَفعل ذلك أَبداً سمداً سرمداً والسُّمود اللهو وسَمَد سُمُوداً لها وسمَّده أَلهاه وسمَد سُموداً غَنَّى قال ثعلب وهي قليلة وقوله عز وجل وأَنتم سامِدون فَسِّرَ باللهو وفسر بالغِناء وقيل سامدون لاهُون وقال ابن عباس سامدون مستكبرون وقال الليث سامدون ساهون والسُّمود في الناس الغفلة والسَّهْوُ عن الشيء وروي عن ابن عباس أَنه قال السُّمود الغناء بلغة حِمْيَر يقال اسْمُدي لنا أَي غَنِّي لنا ويقال لِلقَيْنَةِ أَسمِدِينا أَي أَلهِينا بالغناء وقيل السُّمود يكون سروراً وحزناً وأَنشد رمَى الحِدْثانُ نِسْوَةَ آلِ حَزْبٍ بأَمْرٍ قد سَمَدْنَ له سُمودا فَرَدَّ شُعورَهُنَّ السُّودَ بِيضاً ورَدَّ وُجوهَهُن البِيضَ سُودا ابن الأَعرابي السامِدُ اللاهي والسامِدُ الغافلُ والسامد الساهي والسامد المُتَكَبِّر والسامد القائم والسامد المُتَحير بَطَراً وأَشَراً والسامد الغبيُّ وفي حديث عليّ أَنه خرج إِلى المسجد والناسُ ينتظرونه للصلاة قياماً فقال ما لي أَراكم سامدين قال أَبو عبيد قوله سامدين يعني القيام قال المبرد السامد القائم في تَحيُّر وأَنشد قيل قُمْ فانظُرْ إِليهم ثم دَعْ عنك السُّمودا قال ابن الأَثير السامد المنتصب إِذا كان رافعاً رأْسه ناصباً صدره أَنكر عليهم قيامهم قبل أَن يَرَوا إِمامهم ومنه الحديث الآخر ما هذا السُّمودُ وقيل هو الغفلة والذَّهابُ عن الشيء وسَمَدَ سُموداً رفع رأْسه تكبُّراً وكلُّ رافعٍ رأْسَه فهو سامد وقد سَمِدَ يَسْمَدُ ويَسْمُد سموداً قال رؤْبة بن العجاج يصف إِبلاً سَوامِدُ الليلِ خِفافُ الأَزوادْ أَي دَوائبُ وقوله خِفافُ الأَزواد أَي ليس في بطونها علَف وقيل ليس على ظهورها زاد للراكب وسَمَدَ الرجلُ سُموداً بُهِتَ وسَمَدَه سَمْداً قصده كصَمَده وتسميدُ الأَرض أَن يُجْعَل فيها السَّمادُ وهو سِرجِينٌ ورَماد وسَمَدَ الأَرض سَمْداً سهلها وسمَّدها زبَّلها والسَّمادُ تراب قَوِيٌّ يُسَمَّدُ به النبات وفي حديث عمر رضي الله عنه أَن رجلاً كان يُسَمِّدُ أَرضَه بعَذِرَة الناس فقال أَما يَرضى أَحدُكم حتى يُطِعمَ الناس ما يَخرج منه ؟ السَّماد ما يُطرح في أُصول الزرع والخُضَر من العذرة والزِّبْل ليَجود نَباتُه والمِسْمَد الزَّبيلُ عن اللحياني قال ولا يقال وتَسْميدُ الرأْس استئصالُ شَعَره لغة في التسبيدِ وسَمَّد شعره استأْصله وأَخذه كله والسَّميدُ الطعام عن كراع قال هي بالدال غير المعجمة والإِسميدُ الذي يسمى بالفارسية سَمِدْ معرّب قال ابن سيده لا أَدري أَهو هذا الذي حكاه كراع أَم لا والمُسْمَئِدُّ الوارم واسْمَأَدَّ بالهمز اسمِئْداداً وَرِمَ وقيل ورِمَ غضباً وقال أَبو زيد وَرِمَ ورَماً شديداً واسمأَدَّت يده ورِمَت وفي حديث بعضهم اسمأَدَّت رجلها أَي انَتَفَخَت وورِمَت وكلُّ شيءٍ ذهب أَو هَلَك فقد اسْمدَّ واسمَأَدَّ واسْمادَّ من الغضب كذلك واسْمادَّ الشيءُ ذهب

( سمعد ) الأَزهري اسمَعَدَّ الرجلُ واسمَغَدَّ إِذا امتلأَ غَضَباً وكذلك اسْمَعَطَّ واشمَعَطَّ ويقال ذلك في ذَكرَ الرجل إِذا اتمَهَلَّ

( سمغد ) السِّمَّغْدُ
( * قوله « السمغد إلخ » هو كقرشب بضبط القلم في الأصل وصوّبه شارح القاموس معترضاً على جعله كحضجر وعزاه لخط الصاغاني )
الطويلُ والسِّمَّغْدُ الأَحْمق الضعيف والمُسمَغِدُّ المُنَتَفخ وقيل النَّاعم وقيل الذاهب والمُسْمَغِدُّ الشديد القَبْض حتى تنتفخ الأَنامل والمُسْمَغِدُّ الوارم بالغين معجمة يقال اسْمَغَدَّت أَنامله إِذا تَوَرَّمَت واسمَغَدَّ الرجل أَي امتلأَ غضباً وفي الحديث أَنه صلى حتى اسمَغَدَّت رجلاه أَي تورَّمَتا وانتفختا والمُسْمَغِدُّ المتكبر المنتِفِخُ غضباً واسْمَغَدَّ الجرح إِذا وَرِمَ وقيل المُسْمَغِدُّ من الرجال الطويلُ الشديدُ الأَركان قاله أَبو عمرو وأَنشد حتى رأَيت العَزَبَ السِّمَّغَدا وكان قد شعبَّ شَباباً مَغْداً ابن السكيت رأَته مُغِدّاً مُسْمَغِدّاً إِذا رأَيته وارماً من الغضَب وقال ابو سواج إِنَّ المَنِيَّ إِذا سَرى في العبد أَصْبَحَ مُسْمَغِدّا

( سمهد ) السَّمْهَدُ الكثير اللحم الجسيم من الإِبل واسمَهَدَّ سنَامُه إِذا عَظُم والسَّمْهَدُ الشيءُ الصُّلْب اليابس

( سند ) السَّنَدُ ما ارتَفَعَ من الأَرض في قُبُل الجبل أَو الوادي والجمع أَسْنادٌ لا يُكَسَّر على غير ذلك وكلُّ شيءٍ أَسندتَ إِليه شيئاً فهو مُسْنَد وقد سنَدَ إِلى الشيءِ يَسْنُدُ سُنوداً واستَنَدَ وتسانَد وأَسْنَد وأَسنَدَ غيرَه ويقال سانَدته إِلى الشيء فهو يتَسانَدُ إِليه أَي أَسنَدتُه إِليه قال أَبو زيد سانَدُوه حتى إِذا لم يَرَوْه شُدَّ أَجلادُه على التسنيد وما يُسْنَدُ إِليه يُسَمَّى مِسْنَداً وجمعه المَسانِدُ الجوهري السَّنَدُ ما قابلك من الجبل وعلا عن السفح والسَّنَدُ سنود القوم في الجبل وفي حديث أُحُد رأَيت النساءَ يُسْنِدْن في الجبل أَي يُصَعِّدْن ويروى بالشين المعجمة وسنذكره وفي حديث عبد الله بن أَنيس ثم أَسنَدوا إِليه في مَشْرُبة أَي صَعِدوا وخُشُبٌ مُسَنَّدة شُدِّد للكثرة وتَسانَدْتُ إِليه استَنَدْتُ وساندْت الرجلَ مسانَدَةً إذا عاضَدْتَهُ وكاتَفْتَه وسَنَدَ في الجبل يَسْنُدُ سُنوداً وأَسنَد رَقِيَ وفي خبر أَبي عامر حتى يُسْنِدَ عن يمين النُّمَيرِة بعد صلاة العصر والمُسْنَد والسَّنِيد الدَّعِيُّ ويقال للدعِيِّ سَنِيدٌ قال لبيد كريمٌ لا أَجدُّ ولا سَنِيدُ وسَنَد في الخمسين مثلَ سُنود الجبل أَي رَقيَ وفلانٌ سَنَدٌ أَي معتَمَدٌ وأَسنَد في العَدْو اشتدّ وجَمَّد وأَسنَد الحديثَ رفعه الأَزهري والمُسْنَد من الحديث ما اتصل إِسنادُه حتى يُسْنَد إِلى النبي صلى الله عليه وسلم والمُرْسَل والمُنْقَطِع ما لم يتصل والإِسنادِ في الحديث رَفْعُه إِلى قائله والمُسْنَدُ الدهر ابن الأَعرابي يقال لا آتيه يَدَ الدهر ويَدَ المُسْنَد أَي لا آتِيهِ أَبداً وناقة سِنادٌ طويلة القوائم مُسْنَدَةُ السَّنام وقيل ضامرة أَبو عبيدة الهَبِيطُ الضامرة وقال غيره السِّنادُ مثله وأَنكره شمر وناقة مُسانَدةُ القَرى صُلْبَتُه مُلاحِكَتُه أَنشد ثعلب مُذَكَّرَةُ الثُّنْيا مُسانِدَةُ القَرَى جُمالِيَّة تَخْتَبُّ ثم تُنيبُ ويروى مُذَكِّرة ثنيا أَبو عمرو ناقة سناد شديدة الخَلْق وقال ابن برزج السناد من صفة الإِبل أَن يُشْرِفَ حارِكُها وقال الأَصمعي في المُشْرِفة الصدر والمُقَدَّم وهي المُسانِدَة وقال شمر أَي يُساند بعض خلقها بعضاً الجوهري السِّناد الناقة الشديدة الخلق قال ذو الرمة جُمالِيَّةٌ حَرْفٌ سِنادٌ يُشِلُّها وظِيفٌ أَزَجُّ الخَطوِ ظَمآنُ سَهْوَقُ جُمالِيَّة ناقة عظيمة الخَلْق مُشَبَّهَة بالجمل لعُظْم خلقها والحَرْفُ الناقة الضامرة الصُّلعبة مشبهة بالحَرْف من الجبل وأَزَجُّ الخَطْوِ واسِعُه وظَمآنُ ليس بِرَهِلٍ ويروى رَيَّانُ مكان ظمآنُ وهو الكثير المخ والوَظِيفُ عظم الساق والسَّهْوَقُ الطويل والإِسنادُ إِسناد الراحلة في سيرها وهو سير بين الذّمِيلِ والهَمْلَجَة ويقال سَنَدْنا في الجَبل وأَسنَدْنا جَبَلَها فيها
( * قوله « جبلها فيها » كذا بالأصل المعوّل عليه ولعله محرف عن خيلنا فيه أو غير ذلك ) وفي حديث عبد الله بن أَنيس ثم أَسَندُوا إِليه في مَشْرُبَة أَي صَعِدوا إِليه يقال أَسنَدَ في الجبل إِذا ما صَعَّدَه والسنَدُ أَن يَلْبَسَ قميصاً طويلاً تحت قميص أَقَصَر منه ابن الأَعرابي السَّنَدُ ضُروبٌ من البرود وفي الحديث أَنه رأَى على عائشة رضي الله عنها أَربعة أَثواب سَنَدٍ وهو واحد وجمع قال الليث السَّندُ ضرب من الثياب قميص ثم فوقه قميص أَقصر منه وكذلك قُمُص قصار من خِرَق مُغَيَّب بعضها تحت بعض وكلُّ ما ظهر من ذلك يسمى سِمْطاً قال العجاج يصف ثوراً وحشيّاً كَتَّانُها أَو سنَدٌ أَسماطُ وقال ابن بُزُرخ السنَدُ الأَسنادُ
( * قوله « السند الأسناد » كذا بالأصل ولعله جمعه الاسناد أي بناء على أن السند مفرد وحينئذ فقوله جبة أسناد أي من أسناد )
من الثياب وهي من البرود وأَنشد جُبَّةُ أَسنادٍ نَقِيٌّ لونُها لم يَضْرِبِ الخيَّاطُ فيها بالإِبَرْ قال وهي الحمراء من جِبابِ البرود ابن الأَعرابي سَنَّدَ الرجلُ إِذا لَبِس السَّنَد وهو ضرب من البرود وخرجوا مُتسانِدينَ إِذا خرجوا على راياتٍ شَتَّى وفي حديث أَبي هريرة خرج ثُمامة بن أُثال وفلان مُتسانِدَين أَي مُتعاوِنَين كأَنَّ كل واحد منهما يُسْنِدُ على الآخر ويستعين به والمُسْنَدُ خط لحمير مخالف لخطنا هذا كانوا يكتبونه أَيام ملكهم فيما بينهم قال أَبو حاتم هو في أَيديهم إِلى اليوم باليمن وفي حديث عبد الملك أَن حَجَراً وُجد عليه كتاب بالمسند قال هي كتابة قديمة وقيل هو خط حمير قال أَبو العباس المُسْنَدُ كلام أَولاد شيث والسِّنْد جيل من الناس تُتاخم بلادُهم بلادَ أَهل الهند والنسبة إِليهم سِنْديّ أَبو عبيدة من عيوب الشعر السِّنادُ وهو اختلاف الأَرْدادِ كقول عَبِيد بن الأَبرص فَقَدْ أَلِجُ الخِباءَ على جَوارٍ كأَنَّ عُيونَهُنَّ عُيونُ عِينِ ثم قال فإِنْ يكُ فاتَني أَسَفاً شَبابي وأَضْحَى الرأْسُ مِني كاللُّجَينِ وهذا العجز الأَخير غيره الجوهري فقال وأَصبح رأْسُه مِثلَ اللُّجَينِ والصواب في إِنشادهما تقديم البيت الثاني على الأَول وروي عن ابن سلام أَنه قال السَّنادُ في القوافي مثل شَيْبٍ وشِيبٍ وساندَ فلان في شعره ومن هذا يقال خرج القوم مُتسانِدين أَي على رايات شَتى إِذا خرج كل بني أَب على راية ولم يجتمعوا على راية واحدة ولم يكونوا تحت راية أَمير واحد قال ابن بُزرُخ يقال أَسنَد في الشعر إِسناداً بمعنى سانَدَ مثل إِسناد الخبر ويقال سانَدَ الشاعر قال ذو الرمة وشِعْرٍ قد أَرِقْتُ له غَريبٍ أُجانِبُه المَسانِدَ والمُحالا ابن سيده سانَدَ شعره سِناداً وسانَدَ فيه كلاهما خالف بين الحركات التي تلي الأَرْدافَ في الروي كقوله شَرِبنا مِن دِماءِ بَني تَميمٍ بأَطرافِ القَنا حتى رَوِينا وقوله فيها أَلم ترأَنَّ تَغْلِبَ بَيْتُ عِزٍّ جبالُ مَعاقِلٍ ما يُرْتَقَيِنا ؟ فكسر ما قبل الياء في رَوِينا وفتح ما قبلها في يُرْتَقَيْنا فصارت قَيْنا مع وينا وهو عيب قال ابن جني بالجملة إِنَّ اختلاف الكسرة والفتحة قبل الرِّدْفِ عيب إِلاَّ أَنَّ الذي استهوى في استجازتهم إِياه أَن الفتحة عندهم قد أُجريَتْ مُجْرى الكسرة وعاقَبتها في كثير من الكلام وكذلك الياء المفتوح ما قبلها قد أُجريت مجرى الياء المكسور ما قبلها أَما تَعاقُبُ الحركتين ففي مواضع منها أَنهم عَدَلوا لفظ المجرور فيما لا ينصرف إِلى لفظ المنصوب فقالوا مررت بعُمَر كما قالوا ضربت عُمر فكأَن فتحة راء عُمَر عاقبت ما كان يجب فيها من الكسرة لو صرف الاسم فقيل مررت بعُمرٍ وأَما مشابهة الياء المكسور ما قبلها للياء المفتوح ما قبلها فلأَنهم قالوا هذا جيب بَّكر فأَغموا مع الفتحة كما قالوا هذا سعيد دَّاود وقالوا شيبان وقيس عيلان فأَمالوا كما أَمالوا سِيحان وتِيحان وقال الأَحفش بعد أَن خصص كيفية السناد أَما ما سمعت من العرب في السناد فإِنهم يجعلونه كل فساد في آخر الشعر ولا يحدّون في ذلك شيئاً وهو عندهم عيب قال ولا أَعلم إِلاَّ أَني قد سمعت بعضهم يجعل الإِقواءَ سناداً وقد قال الشاعر فيه سِنادٌ وإِقْواءٌ وتحْريدُ فجعل السناد غير الإِقْواء وجعله عيباً قال ابن جني وجه ما قاله أَبو الحسن أَنه إِذا كان الأَصل السِّناد إِنما هو لأَن البيت المخالف لبقية الأَبيات كالمسند إِليها لم يمتنع أَن يشيع ذلك في كل فساد في آخر البيت فيسمى به كما أَن القائم لما كان إِنما سمي بهذا الاسم لمكان قيامه لم يمتنع أَن يسمى كل من حدث عنه القيام قائماً قال ووجه من خص بعض عيوب القافية بالسناد أَنه جار مجرى الاشتقاق والاشتقاق على ما قدمناه غير مقيس إِنما يستعمل بحيث وضع إِلاَّ أَن يكون اسم فاعل أَو مفعول على ما ثبت في ضارب ومضروب قال وقوله فيه سناد وإِقواءٌ وتحريد الظاهر منه ما قاله الأَخفش من أَن السناد غير الإِقواء لعطفه إِياه عليه وليس ممتنعاً في القياس أَن يكون السناد يعني به هذا الشاعرُ الإِقواءَ نفْسَه إِلاَّ أَنه عطف الإِقواءَ على السناد لاختلاف لفظيهما كقول الحطيئة وهِنْد أَتى مِن دونِها النَّأْيُ والبُعْدُ قال ومثله كثير قال وقول سيبويه هذا باب المُسْنَد والمُسْنَد إِليه المسند هو الجزء الأَول من الجملة والمسند إِليه الجزء الثاني منها والهاء من إِليه تعود على اللام في المسند الأَول واللام في قوله والمسند إِليه وهو الجزءُ الثاني يعود عليها ضمير مرفوع في نفس المسند لأَنه أُقيم مُقام الفاعل فإِن أَكدت ذلك الضمير قلت هذا باب المُسْنَدِ والمُسْنَدِ هُو إِليه قال الخليل الكلام سَنَدٌ ومُسْنَدٌ فالسَّنَدُ كقولك
( * قوله « فالسند كقولك إلخ » كذا بالأصل المعوّل عليه ولعل الأحسن سقوط فالسند أَو زيادة والمسند ) عبدالله رجل صالح فعبدالله سَنَدٌ ورجل صالح مُسْنَدٌ إِليه التهذيب في ترجمة قسم قال الرياشي أَنشدني الأَصمعي في النون مع الميم تَطْعُنُها بخَنْجرٍ مِن لَحْم تحتَ الذُّنابى في مكانٍ سُخْن قال ويسمى هذا السناد قال الفراءُ سمى الدال والجيم الإِجادة رواه عن الخليل الكسائي رجل سِنْدَأْوَةٌ وقِنْدَأْوةٌ وهو الخفيفُ وقال الفراءُ هي من النُّوق الجريئَة أَبو سعيد السِّنْدَأْوَةُ خِرْقَة تكون وقايَةً تحت العمامة من الدُّهْن والأَسْنادُ شجر والسَّندانُ الصَّلاءَةُ والسِّنْدُ جِيل معروف والجمع سُنودٌ وأَسْنادٌ وسِنْدٌ بلادٌ تقول سِنْديٌّ للواحد وسِندٌ للجماعة مثل زِنجيٍّ وزِنْجٍ والمُسَنَّدَةُ والمِسْنَديَّةُ ضَرْب من الثياب وفي حديث عائشة رضي الله عنها أَنه رأَى عليها أَربعة أَثواب سَنَد قيل هو نوع من البرود اليمانِية وفيه لغتان سَنَدٌ وسَنْد والجمع أَسناد وسٍَِنْدادٌ موضع والسَّنَدُ بلد معروف في البادية ومنه قوله يا دارَ مَيَّةَ بالعَلْياءِ فالسَّنَدِ والعَلياءُ اسم بلد آخر وسِنداد اسم نهر ومنه قول الأَسْوَدِ بنِ يَعْفُر والقَصْرِ ذِي الشُّرُفاتِ مِن سِنداد

( سهد ) الليث السُّهْدُ والسُّهادُ نَقيضُ الرُّقاد قال الأَعشى أَرِقتُ وما هذا السُّهادُ المُؤَرِّقُ الجوهري السُّهادُ الأَرَقُ والسُّهُدُ بضم السين والهاء القليل من النوم وسَهِدَ بالكسر يَسْهَدُ سَهَداً وسُهْداً وسُهاداً لم يَنَمْ ورجل سُهُدٌ قليلُ النوم قال أَبو كبير الهذلي فَأَتَتْ به حُوشَ الفُؤادِ مُبَطَّناً سُهُداً إِذا ما نامَ ليلُ الهَوْجَلِ وَعَينٌ سُهُدٌ كذلك وقد سَهَّدَه الهمُّ والوجعُ وما رأَيتُ من فلان سَهْدَةً أَي أَمراً أَعْتَمِدُ عليه من خير أَو بركة أَو خَبرٍ أَو كلام مُقْنِع وفلان ذُو سَهْدَةٍ أَي ذُو يَقَظَةٍ وهو أَسْهَدُ رَأْياً منك وفي باب الإِتباع شيءٌ سَهْدٌ مَهْدٌ أَي حَسَن والسَّهْوَدُ الطويلُ الشديد شمر يقال غلام سَهْوَدٌ إِذا كان غَضّاً حَدَثاً وأَنشد ولَيْتَه كان غلاماً سَهْوَدا إِذا عَسَت أَغصانُه تَجدّدا وسَهَّدْتُه أَنا فهو مُسَهَّدٌ وفلان يُسَهَّدُ أَي لا يُتْرَكُ أَن ينام ومنه قول النابغة يُسَهَّدُ من نومِ العشاءِ سَليمُها لِحَلْيِ النساءِ في يديه قَعاقَعُ ابن الأَعرابي يقال للمرأَة إِذا ولَدَت ولَدَها بزَحْرة واحدة قد أَمْصَعَتْ به وأَخْفَدَتْ به وأَسْهَدَتْ به وأَمْهَدَتْ به وحَطَأَتْ به وسُهْدُد اسم جبل لا ينصرف كأَنهم يذهبون به إِلى الصخرة أَو البقعة

( سود ) السَّواد نقيضُ البياض سَوِدَ وَسادَ واسودَّ اسْوِداداً واسْوادّ اسْوِيداداً ويجوز في الشعر اسْوَأَدَّ تحرك الأَلف لئلاَّ يجمع بين ساكنين وهو أَسودُ والجمع سُودٌ وسُودانٌ وسَوَّده جعله أَسودَ والأَمر منه اسْوادَدْ وإِن شئت أَدغمْتَ وتصغيرُ الأَسود أُسَيِّدٌ وإِن شئت أُسَيْوِدٌ أَي قد قارب السَّوادَ والنسْبَةُ إِليه أُسَيْدِيٌّ بحذف الياء المتحركة وتَصغير الترخيم سُوَيْدٌ وساوَدْتُ فلاناً فَسُدْتُه أَي غَلَبْتُه بالسواد من سواد اللونِ والسُّودَدِ جميعاً وسَوِدَ الرجلُ كما تقول عَوِرَت عَيْنُه وَسَوِدْتُ أَنا قال نُصَيْبٌ سَوِدْتُ فلم أَمْلِكْ سَوادي وتحتَه قميص من القُوهِيِّ بيضٌ بَنائقُهْ ويُرْوَى سَوِدْتُ فلم أَملك وتحتَ سَوادِه وبعضهم يقول سُدْتُ قال أَبو منصور وأَنشد أَعرابي لِعنترةَ يَصِفُ نفسَه بأَنه أَبيضُ الخُلُق وإِن كان أَسودَ الجلدِ عليّ قميصٌ من سَوادٍ وتحتَه قميصُ بَياضٍ بنَائقُه
( * لم نجد هذا البيت في ما لدينا من شعر عنترة المطبوع )
وكان عنترةُ أَسْوَدَ اللون وأَراد بقميصِ البياضِ قَلْبَه وسَوَّدْتُ الشيءَ إِذا غَيَّرْتَ بَياضَه سَوَاداً وأَسوَدَ الرجُلُ وأَسأَدَ وُلِدَ له ولد أَسود وساوَدَه سِواداً لَقِيَه في سَوادِ الليلِ وسَوادُ القومِ مُعْظَمُهم وسوادُ الناسِ عَوامُّهُم وكلُّ عددٍ كثير ويقال أَتاني القومُ أَسوَدُهم وأَحمرُهم أَي عَرَبُهم وعَجَمُهم ويقال كَلَّمُتُه فما رَدَّ عليَّ سوداءَ ولا بيضاءَ أَي كلمةً قبيحةً ولا حَسَنَةً أَي ما رَدَّ عليّ شيئاً والسواد جماعةُ النخلِ والشجرِ لِخُضْرَته واسْوِدادِه وقيل إِنما ذلك لأَنَّ الخُضْرَةَ تُقارِبُ السوادَ وسوادُ كلِّ شيءٍ كُورَةُ ما حولَ القُرَى والرَّساتيق والسَّوادُ ما حَوالَي الكوفةِ من القُرَى والرَّساتيقِ وقد يقال كُورةُ كذا وكذا وسوادُها إِلى ما حَوالَيْ قَصَبَتِها وفُسْطاطِها من قُراها ورَساتيقِها وسوادُ الكوفةِ والبَصْرَة قُراهُما والسَّوادُ والأَسْوِداتُ والأَساوِدُ جَماعةٌ من الناس وقيل هُم الضُّروبُ المتفرِّقُون وفي الحديث أَنه قال لعمر رضي الله عنه انظر إِلى هؤلاء الأَساوِدِ حولك أَي الجماعاتِ المتفرقة ويقال مرّت بنا أَساودُ من الناسِ وأَسْوِداتٌ كأَنها جمع أَسْوِدَةٍ وهي جمعُ قِلَّةٍ لسَوادٍ وهو الشخص لأَنه يُرَى من بعيدٍ أَسْوَدَ والسوادُ الشخص وصرح أَبو عبيد بأَنه شخص كلِّ شيء من متاع وغيره والجمع أَسْودةٌ وأَساوِدُ جمعُ الجمعِ ويقال رأَيتُ سَوادَ القومِ أَي مُعْظَمَهم وسوادُ العسكرِ ما يَشتملُ عليه من المضاربِ والآلات والدوابِّ وغيرِها ويقال مرت بنا أَسْوِداتٌ من الناس وأَساوِدُ أَي جماعاتٌ والسَّوادُ الأَعظمُ من الناس هُمُ الجمهورُ الأَعْظمُ والعدد الكثير من المسلمين الذين تَجمعوا على طاعة الإِمام وهو السلطان وسَوادُ الأَمر ثَقَلُه ولفلانٍ سَوادٌ أَي مال كثيرٌ والسَّوادُ السِّرارُ وسادَ الرجلُ سَوْداً وساوَدَه سِواداً كلاهما سارَّه فأَدْنى سوادَه من سَوادِه والاسم السِّوادُ والسُّوادُ قال ابن سيده كذلك أَطلقه أَبو عبيد قال والذي عندي أَن السِّوادَ مصدر ساوَد وأَن السُّوادَ الاسم كما تقدّم القول في مِزاحٍ ومُزاحٍ وفي حديث ابن مسعود أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال له أُذُنَكَ على أَن تَرْفَعَ الحجاب وتَسْمَعَ سِوادِي حتى أَنهاك قال الأَصمَعي السِّوادُ بكسر السين السِّرارُ يقال منه ساوَدْتُه مُساودَة وسِواداً إِذا سارَرْتَه قال ولم نَعْرِفْها بِرَفْع السين سُواداً قال أَبو عبيدة ويجوز الرفع وهو بمنزلة جِوارٍ وجُوارٍ فالجُوارُ الاسمُ والجِوارُ المصدرُ قال وقال الأَحمر هو من إِدْناء سَوادِكَ من سَوادِه وهو الشخْص أَي شخْصِكَ من شخصه قال أَبو عبيد فهذا من السِّرارِ لأَنَّ السِّرارَ لا يكون إِلا من إِدْناءِ السَّوادِ وأَنشد الأَحمر مَن يَكُنْ في السِّوادِ والدَّدِ والإِعْ رامِ زيراً فإِنني غيرُ زِيرِ وقال ابن الأَعرابي في قولهم لا يُزايِلُ سَوادي بَياضَكَ قال الأَصمعي معناه لا يُزايِلُ شخصي شخصَكَ السَّوادُ عند العرب الشخصُ وكذلك البياضُ وقيل لابنَةِ الخُسِّ ما أَزناكِ ؟ أَو قيل لها لِمَ حَمَلْتِ ؟ أَو قيل لها لِمَ زَنَيْتِ وأَنتِ سيَّدَةُ قَوْمِكِ ؟ فقالت قُرْبُ الوِساد وطُولُ السِّواد قال اللحياني السِّوادُ هنا المُسارَّةُ وقيل المُراوَدَةُ وقيل الجِماعُ بعينه وكله من السَّوادِ الذي هو ضدّ البياض وفي حديث سلمان الفارسي حين دخل عليه سعد يعوده فجعل يبكي ويقول لا أَبكي خوفاً من الموت أَو حزناً على الدنيا فقال ما يُبْكِيك ؟ فقال عَهِد إِلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليَكْف أَحدَكم مثلُ زاد الراكب وهذه الأَساوِدُ حَوْلي قال وما حَوْلَه إِلاَّ مِطْهَرَةٌ وإِجَّانَةٌ وجَفْنَةٌ قال أَبو عبيد أَراد بالأَساودِ الشخوصَ من المتاع الذي كان عنده وكلُّ شخص من متاع أَو إِنسان أَو غيرِه سوادٌ قال ابن الأَثير ويجوز أَن يُريدَ بالأَساودِ الحياتِ جَمْعَ أَسودَ شَبَّهَها بها لاسْتضرارِه بمكانها وفي الحديث إِذا رأَى أَحدكم سواداً بليل فلا يكن أَجْبنَ السَّوادَينِ فإِنه يخافُك كما تخافُه أَي شخصاً قال وجمع السَّوادِ أَسوِدةٌ ثم الأَساودُ جمع الجمع وأَنشد الأَعشى تناهَيْتُمُ عنا وقد كان فيكُمُ أَساوِدُ صَرْعَى لم يُسَوَّدْ قَتِيلها يعني بالأَساوِدِ شُخوصَ القَتْلى وفي الحديث فجاء بعُودٍ وجاءَ بِبَعرةٍ حتى زعموا فصار سواداً أَي شخصاً ومنه الحديث وجعلوا سَواداً حَيْساً أَي شيئاً مجتمعاً يعني الأَزْوِدَة وفي الحديث إِذا رأَيتم الاختلاف فعليكم بالسَّواد الأَعظم قيل السواد الأَعظمُ جُمْلَة الناس ومُعْظَمُهم التي اجْتَمَعَتْ على طاعة السلطان وسلوك المنهج القويم وقيل التي اجتمعت على طاعة السلطان وبَخِعَت لها بَرّاً كان أَو فاجراً ما أَقام الصلاةَ وقيل لأَنَس أَين الجماعة ؟ فقال مع أُمرائكم والأَسْوَدُ العظيمُ من الحيَّات وفيه سوادٌ والجمع أَسْوَدات وأَساوِدُ وأَساويدُ غَلَبَ غَلَبَةَ الأَسماء والأُنثى أَسْوَدَة نادرٌ قال الجوهري في جمع الأَسود أَساوِد قال لأَنه اسم ولو كان صفة لَجُمِِع على فُعْلٍ يقال أَسْوَدُ سالِخٌ غير مضاف والأُنثى أَسْوَدَة ولا توصف بسالخةٍ وقوله صلى الله عليه وسلم حين ذكر الفِتَنَ لَتَعُودُنَّ فيها أَساوِدَ صُبّاً يَضِربُ بعضكم رقاب بعض قال الزهري الأَساودُ الحياتُ يقول يَنْصَبُّ بالسيف على رأْس صاحِبِه كما تفعلُ الحيةُ إِذا ارتفعت فَلَسعت من فَوْقُ وإِنما قيل للأَسود أَسْودُ سالِخٌ لأَنه يَسْلُخُ جِلْدَه في كلِّ عام وأَما الأَرقم فهو الذي فيه سواد وبياض وذو الطُّفُيَتَيْنِ الذي له خَطَّان أَسودان قال شَمِير الأَسودُ أَخْبثُ الحيات وأَعظمها وأَنكاها وهي من الصفة الغالبة حتى استُعْمِل استِعْمال الأَسماءِ وجُمِعَ جَمْعَها وليس شيءٌ من الحيات أَجْرَأَ منه وربما عارض الرُّفْقَةَ وتَبَِعَ الصَّوْتَ وهو الذي يطلُبُ بالذَّحْلِ ولا يَنْجُو سَلِيمُه ويقال هذا أَسود غير مُجْرًى وقال ابن الأَعرابي أَراد بقوله لَتَعُودُنَّ فيها أَساوِدَ صُبّاً يعني جماعاتٍ وهي جمع سوادٍ من الناس أَي جماعة ثم أَسْوِدَة ثم أَساوِدُ جمع الجمع وفي الحديث أَنه أَمر بقتل الأَسوَدَين في الصلاة قال شَمِر أَراد بالأَسْوَدَينِ الحيةَ والعقربَ والأَسْوَدان التمر والماء وقيل الماء واللبن وجعلهما بعض الرُّجَّاز الماءَ والفَثَّ وهو ضرب من البقل يُختَبَزُ فيؤكل قال الأَسْودانِ أَبرَدا عِظامي الماءُ والفَثُّ دَوا أَسقامي والأَسْودانِ الحَرَّةُ والليل لاسْوِدادهما وضافَ مُزَبِّداً المَدَنيَّ قومٌ فقال لهم ما لكم عندنا إِلا الأَسْوَدانِ فقالوا إِن في ذلك لمَقْنَعا التمر والماءِ فقال ما ذاك عَنَيْتُ إِنما أَردت الحَرَّةَ والليل فأَما قول عائشة رضي الله عنها لقد رأَيْتُنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لنا طعام إِلا الأَسْودان ففسره أَهل اللغة بأَنه التمر والماءُ قال ابن سيده وعندي أَنها إِنما أَرادت الحرة والليلَ وذلك أَن وجود التمر والماء عندهم شِبَعٌ ورِيٌّ وخِصْبٌ لا شِصْبٌ وإِنما أَرادت عائشة رضي الله عنها أَن تبالغ في شدة الحال وتَنْتَهيَ في ذلك بأَن لا يكون معها إِلا الحرة والليل أَذْهَبَ في سوء الحال من وجود التمر والماء قال طرفة أَلا إِنني شَرِبتُ أَسوَدَ حالِكاً أَلا بَجَلي من الشرابِ أَلا بَجَلْ قال أَراد الماء قال شَمِرٌ وقيل أَراد سُقِيتُ سُمَّ أَسوَدَ قال الأَصمعي والأَحمر الأَسودان الماء والتمر وإِنما الأَسود التمر دون الماءِ وهو الغالب على تمر المدينة فأُضيف الماءُ إِليه ونعتا جميعاً بنعت واحد إِتباعاً والعرب تفعل ذلك في الشيئين يصطحبان يُسَمَّيان معاً بالاسم الأَشهر منهما كما قالوا العُمَران لأَبي بكر وعمر والقمران للشمس والقمر والوَطْأَة السَّوْداءُ الدارسة والحمراء الجديدة وما ذقت عنده من سُوَيْدٍ قَطْرَةً وما سقاهم من سُوَيْدٍ قَطْرةً وهو الماءُ نفسه لا يستعمل كذا إِلا في النفي ويقال للأَعداءِ سُودُ الأَكباد قال فما أَجْشَمْتُ من إِتْيان قوم هم الأَعداءُ فالأَكبادُ سُودُ ويقال للأَعداء صُهْبُ السِّبال وسود الأَكباد وإِن لم يكونوا كذلك فكذلك يقال لهم وسَواد القلب وسَوادِيُّه وأَسْوَده وسَوْداؤُه حَبَّتُه وقيل دمه يقال رميته فأَصبت سواد قلبه وإِذا صَغَّروه ردّوه إِلى سُوَيْداء ولا يقولون سَوْداء قَلْبه كما يقولون حَلَّق الطائر في كبد السماء وفي كُبَيْد السماء وفي الحديث فأَمر بسواد البَطن فشُوِيَ له الكبد والسُّوَيْداءُ الاسْت والسَّوَيْداء حبة الشُّونيز قال ابن الأَعرابي الصواب الشِّينِيز قال كذلك تقول العرب وقال بعضهم عنى به الحبة الخضراء لأَن العرب تسمي الأَسود أَخضر والأَخضر أَسود وفي الحديث ما من داءٍ إِلا في الحبة السوداءِ له شفاء إِلا السام أَراد به الشونيز والسَّوْدُ سَفْحٌ من الجبل مُسْتَدِقٌّ في الأَرض خَشِنٌ أَسود والجمع أَسوادٌ والقِطْعَةُ منه سَوْدةٌ وبها سميت المرأَة سَوْدَةَ الليث السَّوْدُ سَفْحٌ مستو بالأَرض كثير الحجارة خشنها والغالب عليها أَلوان السواد وقلما يكون إِلا عند جبل فيه مَعْدِن والسَّود بفتح السين وسكون الواو في شعر خداش بن زهير لهم حَبَقٌ والسَّوْدُ بيني وبينهم يدي لكُمُ والزائراتِ المُحَصَّبا هو جبال قيس قال ابن بري رواه الجرميُّ يدي لكم بإِسكان الياءِ على الإِفراد وقال معناه يدي لكم رهن بالوفاءِ ورواه غيرهُ يُديَّ لكم جمع يد كما قال الشاعر فلن أَذكُرَ النُّعمانَ إِلا بصالح فإِن له عندي يُدِيّاً وأَنعُما ورواه أَبو شريك وغيره يَديّ بكم مثنى بالياءِ بدل اللام قال وهو الأَكثر في الرواية أَي أَوقع الله يديّ بكم وفي حديث أَبي مجلز وخرج إِلى الجمعة وفي الطريق عَذِرات يابسة فجعل يتخطاها ويقول ما هذه الأَسْوَدات ؟ هي جمع سَوْداتٍ وسَوْداتٌ جمع سودةٍ وهي القِطعة من الأَرض فيها حجارة سُودٌ خَشِنَةٌ شَبَّهَ العَذِرةَ اليابسة بالحجارة السود والسَّوادِيُّ السُّهْريزُ والسُّوادُ وجَع يأْخُذُ الكبد من أَكل التمر وربما قَتل وقد سُئِدَ وماءٌ مَسْوَدَةٌ يأْخذ عليه السُّوادُ وقد سادَ يسودُ شرب المَسْوَدَةَ وسَوَّدَ الإِبل تسويداً إِذا دَقَّ المِسْحَ الباليَ من شَعَر فداوى به أَدْبارَها يعني جمع دَبَر عن أَبي عبيد والسُّودَدُ الشرف معروف وقد يُهْمَز وتُضم الدال طائية الأَزهري السُّؤدُدُ بضم الدال الأُولى لغة طيء وقد سادهم سُوداً وسُودُداً وسِيادةً وسَيْدُودة واستادهم كسادهم وسوَّدهم هو والمسُودُ الذي ساده غيره والمُسَوَّدُ السَّيّدُ وفي حديث قيس بن عاصم اتقوا الله وسَوِّدوا أَكبَرَكم وفي حديث ابن عمر ما رأَيت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أَسْوَدَ من معاوية قيل ولا عُمَر ؟ قال كان عمر خيراً منه وكان هو أَسودَ من عمر قيل أَراد أَسخى وأَعطى للمال وقيل أَحلم منه قال والسَّيِّدُ يطلق على الرب والمالك والشريف والفاضل والكريم والحليم ومُحْتَمِل أَذى قومه والزوج والرئيس والمقدَّم وأَصله من سادَ يَسُودُ فهو سَيْوِد فقلبت الواو ياءً لأَجل الياءِ الساكنة قبلها ثم أُدغمت وفي الحديث لا تقولوا للمنافق سَيِّداً فهو إِن كان سَيِّدَكم وهو منافق فحالكم دون حاله والله لا يرضى لكم ذلك أَبو زيد اسْتادَ القومُ اسْتِياداً إِذا قتلوا سيدهم أَو خطبوا إِليه ابن الأَعرابي استاد فلان في بني فلان إِذا تزوّج سيدة من عقائلهم واستاد القوم بني فلان قتلوا سيدهم أَو أَسروه أَو خطبوا إِليه واستادَ القومَ واستاد فيهم خطب فيهم سيدة قال تَمنَّى ابنُ كُوزٍ والسَّفاهةُ كاسْمِها لِيَسْتادَ مِنا أَن شَتَوْنا لَيالِيا أَي أَراد يتزوجُ منا سيدة لأَن أَصابتنا سنة وفي حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه تَفَقَّهوا قبل أَن تُسَوَّدوا قال شَمِر معناه تعلَّموا الفقه قبل أَن تُزَوَّجوا فتصيروا أَرباب بيوت فَتُشْغَلوا بالزواج عن العلم من قولهم استاد الرجلُ يقول إِذا تَزوّج في سادة وقال أَبو عبيد يقول تعلموا العلم ما دمتم صِغاراً قبل أَن تصيروا سادَةً رُؤَساءَ منظوراً إِليهم فإِن لم تَعَلَّموا قبل ذلك استحيتم أَن تَعَلَّموا بعد الكبر فبقِيتم جُهَّالاً تأْخذونه من الأَصاغر فيزري ذلك بكم وهذا شبيه بحديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما لا يزال الناس بخير ما أَخذوا العلم عن أَكابرهم فإِذا أَتاهم من أَصاغرهم فقد هلكوا والأَكابر أَوْفَرُ الأَسنان والأَصاغرُ الأَحْداث وقيل الأَكابر أَصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والأَصاغر مَنْ بَعْدَهم من التابعين وقيل الأَكابر أَهل السنة والأَصاغر أَهل البدع قال أَبو عبيد ولا أُرى عبدالله أَراد إِلا هذا والسَّيِّدُ الرئيس وقال كُراع وجمعه سادةٌ ونظَّره بقَيِّم وقامة وعَيِّل وعالةٍ قال ابن سيده وعندي أَن سادةً جمع سائد على ما يكثر في هذا النحو وأَما قامةٌ وعالةٌ فجمْع قائم وعائل لا جمعُ قَيِّمٍ وعيِّلٍ كما زعم هو وذلك لأَنَّ فَعِلاً لا يُجْمَع على فَعَلةٍ إِنما بابه الواو والنون وربما كُسِّر منه شيء على غير فَعَلة كأَموات وأَهْوِناء واستعمل بعض الشعراء السيد للجن فقال جِنٌّ هَتَفْنَ بليلٍ يَنْدُبْنَ سَيِّدَهُنَّهْ قال الأَخفش هذا البيت معروف من شعر العرب وزعم بعضهم أَنه من شعر الوليد والذي زعم ذلك أَيضاً
( * بياض بالأصل المعول عليه قبل ابن شميل بقدر ثلاث كلمات ) ابن شميل السيد الذي فاق غيره بالعقل والمال والدفع والنفع المعطي ماله في حقوقه المعين بنفسه فذلك السيد وقال عكرمة السيد الذي لا يغلبه غَضَبه وقال قتادة هو العابد الوَرِع الحليم وقال أَبو خيرة سمي سيداً لأَنه يسود سواد الناس أَي عُظْمهم الأَصمعي العرب تقول السيد كل مَقْهور مَغْمُور بحلمه وقيل السيد الكريم وروى مطرّف عن أَبيه قال جاءَ رجل إِلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أَنت سيد قريش ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم السيدُ الله فقال أَنت أَفضلُها قولاً وأَعْظَمُها فيها طَوْلاً فقال النبي صلى الله عليه وسلم لِيَقُلْ أَحدكم بقوله ولا يَسْتَجْرِئَنَّكُم معناهُ هو الله الذي يَحِقُّ له السيادة قال أَبو منصور كره النبي صلى الله عليه وسلم أَن يُمْدَحَ في وجهه وأَحَبَّ التَّواضع لله تعالى وجَعَلَ السيادة للذي ساد الخلق أَجمعين وليس هذا بمخالف لقوله لسعد بن معاذ حين قال لقومه الأَنصار قوموا إِلى سيدكم أَراد أَنه أَفضلكم رجلاً وأَكرمكم وأَما صفة الله جل ذكره بالسيد فمعناه أَنه مالك الخلق والخلق كلهم عبيده وكذلك قوله أَنا سيّدُ ولد آدم يوم القيامة ولا فَخْرَ أَراد أَنه أَوَّل شفيع وأَول من يُفتح له باب الجنة قال ذلك إِخباراً عما أَكرمه الله به من الفضل والسودد وتحدُّثاً بنعمة الله عنده وإِعلاماً منه ليكون إِيمانهم به على حَسَبهِ ومُوجَبهِ ولهذا أَتبعه بقوله ولا فخر أَي أَن هذه الفضيلة التي نلتها كرامة من الله لم أَنلها من قبل نفسي ولا بلغتها بقوَّتي فليس لي أَن أَفْتَخِرَ بها وقيل في معنى قوله لهم لما قالوا له أَنت سَيِّدُنا قولوا بِقَوْلِكُم أَي ادْعوني نبياً ورسولاً كما سماني الله ولا تُسَمُّوني سَيِّداً كما تُسَمُّونَ رؤُساءكم فإِني لست كأَحدهم ممن يسودكم في أَسباب الدنيا وفي الحديث يا رسولَ الله مَنِ السيِّد ؟ قال يوسفُ بن إِسحقَ بن يعقوبَ بن إِبراهيم عليه السلام قالوا فما في أُمَّتِك من سَيِّدٍ ؟ قال بلى من آتاه الله مالاً ورُزِقَ سَماحَةً فأَدّى شكره وقلَّتْ شِكايَتهُ في النَّاس وفي الحديث كل بني آدم سَيِّدٌ فالرجل سيد أَهل بيته والمرأَة سيدة أَهل بيتها وفي حديثه للأَنصار قال من سيدكم ؟ قالوا الجَدُّ بنُ قَيس على أَنا نُبَخِّلُه قال وأَي داءٍ أَدْوى من البخل ؟ وفي الحديث أَنه قال للحسن بن علي رضي الله عنهما إِن ابْني هذا سيدٌ قيل أَراد به الحَليم لأَنه قال في تمامه وإِن الله يُصْلِحُ به بين فئتين عظيمتين من المسلمين وفي حديث قال لسعد بن عبادة انظروا إِلى سيدنا هذا ما يقول قال ابن الأَثير كذا رواه الخطابي وقيل انظروا إِلى من سَوَّدْناه على قومه ورأْسْناه عليهم كما يقول السلطانُ الأَعظم فلان أَميرُنا قائدُنا أَي من أَمَّرناه على الناس ورتبناه لقَوْد الجيوش وفي رواية انظروا إِلى سيدكم أَي مُقَدَّمِكُم وسمى الله تعالى يحيى سيداً وحصوراً أَراد أَنه فاق غيره عِفَّة ونزاهة عن الذنوب الفراء السَّيِّدُ الملك والسيد الرئيس والسيد السخيُّ وسيد العبد مولاه والأُنثى من كل ذلك بالهاء وسيد المرأَة زوجها وفي التنزيل وأَلْفَيَا سيدها لدى الباب قال اللحياني ونظنّ ذلك مما أَحدثه الناس قال ابن سيده وهذا عندي فاحش كيف يكون في القرآن ثم يقول اللحياني ونظنه مما أَحدثه الناس إِلا أَن تكون مُراوِدَةُ يوسف مَمْلُوكَةً فإِن قلت كيف يكون ذلك وهو يقول وقال نسوة في المدينة امرأَة العزيز ؟ فهي إِذاً حرّة فإِنه
( * قوله « فإنه إلخ » كذا بالأصل المعوّل عليه ولعله سقط من قلم مبيض مسودة المؤلف قلت لا ورود فانه إلخ أو نحو ذلك والخطب سهل ) قد يجوز أَن تكون مملوكة ثم يُعْتِقُها ويتزوّجها بعد كما نفعل نحن ذلك كثيراً بأُمهات الأَولاد قال الأَعشى فكنتَ الخليفةَ من بَعْلِها وسَيِّدَتِيَّا ومُسْتادَها أَي من بعلها فكيف يقول الأَعشى هذا ويقول اللحياني بعد إِنَّا نظنه مما أَحدثه الناس ؟ التهذيب وأَلفيا سيدها معناه أَلفيا زوجها يقال هو سيدها وبعلها أَي زوجها وفي حديث عائشة رضي الله عنها أَن امرأَة سأَلتها عن الخضاب فقالت كان سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره ريحه أَرادت معنى السيادة تعظيماً له أَو ملك الزوجية وهو من قوله وأَلفيا سيدها لدى الباب ومنه حديث أُم الدرداء حدثني سيدي أَبو الدرداء أَبو مالك السَّوادُ المال والسَّوادُ الحديث والسواد صفرة في اللون وخضرة في الظفر تصيب القوم من الماء الملح وأَنشد فإِنْ أَنتُمُ لم تَثْأَرُوا وتسَوِّدوا فكونوا نَعَايَا في الأَكُفِّ عِيابُها
( * قوله « فكونوا نعايا » هذا ما في الأَصل المعوّل عليه وفي شرح القاموس بغايا ) يعني عيبة الثياب قال تُسَوِّدُوا تَقْتلُوا وسيِّد كلِّ شيء أَشرفُه وأَرفَعُه واستعمل أَبو إِسحق الزجاج ذلك في القرآن فقال لأَنه سيد الكلام نتلوه وقيل في قوله عز وجل وسيداً وحصوراً السيد الذي يفوق في الخير قال ابن الأَنباري إِن قال قائل كيف سمى الله عز وجل يحيى سيداً وحصوراً والسيد هو الله إِذ كان مالك الخلق أَجمعين ولا مالك لهم سواه ؟ قيل له لم يُرِد بالسيد ههنا المالك وإِنما أَراد الرئيسَ والإِمامَ في الخير كما تقول العرب فلان سيدنا أَي رئيسنا والذي نعظمه وأَنشد أَبو زيد سَوَّارُ سيِّدُنا وسَيِّدُ غيرِنا صَدْقُ الحديث فليس فيه تَماري وسادَ قومَه يَسُودُهم سيادَةً وسُوْدَداً وسَيْدُودَةً فهو سيِّدٌ وهم سادَةٌ تقديره فَعَلَةٌ بالتحريك لأَن تقدير سَيِّدٍ فَعْيِلٌ وهو مثل سَرِيٍّ وسَراةٍ ولا نظير لهما يدل على ذلك أَنه يُجمعُ على سيائدَ بالهمز مثلَ أَفيل وأَفائلَ وتَبيعٍ وتَبائعَ وقال أَهل البصرة تقدير سَيِّدٍ فَيْعِلٌ وجُمِعَ على فَعَلَةٍ كأَنهم جمعوا سائداً مِثلَ قائدٍ وقادةٍ وذائدٍ وذادةٍ وقالوا إِنما جَمَعَتِ العربُ الجَيِّد والسَّيِّدَ على جَيائِدَ وسَيائدَ بالهمز على غير قياس لأَنّ جَمْعَ فَيْعِلٍ فياعلُ بلا همز والدال في سُودَدٍ زائدةٌ للإِلحاق ببناء فُعْلَلٍ مِثلِ جُندَبٍ وَبُرْقُعٍ وتقول سَوَّدَه قومه وهو أَسودُ من فلان أَي أَجلُّ منه قال الفراء يقال هذا سَيِّدُ قومِه اليوم فإِذا أَخبرت أَنه عن قليل يكون سيدَهم قلت هو سائدُ قومِه عن قليل وسيد
( * هنا بياض بالأصل المعوّل عليه ) وأَساد الرجلُ وأَسْوَدَ بمعنى أَي وَلدَ غلاماً سيداً وكذلك إِذا ولد غلاماً أَسود اللون والسَّيِّد من المعز المُسِنُّ عن الكسائي قال ومنه الحديث ثَنِيٌّ من الضأْن خير من السيد من المعز قال الشاعر سواء عليه شاةُ عامٍ دَنَتْ له لِيَذْبَحَها للضيف أَم شاةُ سَيِّدِ كذا رواه أَبو علي عنه المُسِنُّ من المعز وقيل هو المسنّ وقيل هو الجليل وإِن لم يكن مسنّاً والحديث الذي جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أَن جبريل قال لي اعلم يا محمد أَن ثنية من الضأْن خير من السيِّد من الإِبل والبقر يدل على أَنه معموم به قال وعند أَبي علي فَعْيِل من « س و د » قال ولا يمتَنع أَن يكون فَعِّلاً من السَّيِّد إِلا أَن السيدَ لا معنى له ههنا وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بكبش يطَأُ في سواد وينْظرُ في سواد ويَبْرُكُ في سواد لِيُضَحِّيَ به قوله ينظر في سواد أَراد أَنَّ حدقته سوداء لأَن إِنسان العين فيها قال كثير وعن نَجْلاءَ تَدْمَعُ في بياضٍ إِذا دَمَعَتْ وتَنظُرُ في سوادِ قوله تدمع في بياض وتنظر في سواد يريد أَن دموعها تسيل على خدٍّ أَبيض ونظرها من حدقة سوداء يريد أَنه أَسوَدُ القوائم
( * قوله « يريد أنه أسود القوائم » كذا بالأصل المعوّل عليه ولعله سقط قبله ويطأ في سواد كما هو واضح ) ويَبْرُك في سواد يريد أَن ما يلي الأَرض منه إِذا برك أَسْودُ والمعنى أَنه أَسود القوائم والمَرابض والمحاجر الأَصمعيُّ يقال جاءَ فلان بغنمه سُودَ البطون وجاءَ بها حُمرَ الكُلَى معناهما مهازِيل والحمارُ الوحْشِيُّ سَيِّد عانَته والعرب تقول إِذا كثر البياض قلَّ السواد يعنون بالبياض اللبن وبالسواد التمر وكل عام يكثر فيه الرَّسْلُ يقلّ فيه التمر وفي المثل قال لي الشَّرُّ أَقِمْ سوادَك أَي اصبر وأُمُّ سُويْدٍ هي الطِّبِّيجَةُ والمِسْأَدُ نِحْيُ السمن أَو العسل يُهْمَز ولا يُهمز فيقال مِسادٌ فإِذا همز فهو مِفْعَلٌ وإِذا لم يُهْمَز فهو فِعَالٌ ويقال رمى فلان بسهمه الأَسودِ وبسهمه المُدْمَى وهو السهم الذي رُمِيَ به فأَصاب الرمِيَّةَ حتى اسودّ من الدم وهم يتبركون به قال الشاعر قالَتْ خُلَيْدَةُ لمَّا جِئْتُ زائِرَها هَلاَّ رَمَيْتَ ببَعْضِ الأَسْهُمِ السُّودِ ؟ قال بعضهم أَراد بالأَسهم السود ههنا النُّشَّابَ وقيل هي سهام القَنَا قال أَبو سعيد الذي صح عندي في هذا أَن الجَمُوحَ أَخا بني ظَفَر بَيَّتَ بني لِحْيان فَهُزم أَصحابُه وفي كنانته نَبْلٌ مُعَلَّمٌ بسواد فقالت له امرأَته أَين النبل الذي كنتَ ترمي به ؟ فقال هذا البيت قالت خُلَيْدَةُ والسُّودانيَّةُ والسُّودانةُ طائر من الطير الذي يأْكل العنب والجراد قال وبعضهم يسميها السُّوادِيَّةَ ابن الأَعرابي المُسَوَّدُ أَن تؤخذ المُصْرانُ فتُفْصَدَ فيها الناقةُ وتُشَدّ رأْسُها وتُشْوَى وتؤكل وأَسْوَدُ اسم جبل وأَسْوَدَةُ اسم جبل آخر والأَسودُ عَلَمٌ في رأْس جبل وقول الأَعشى كَلاَّ يَمِينُ اللَّهِ حتى تُنزِلوا من رأْس شاهقةٍ إِلينا الأَسْوَدا وأَسْودُ العَيْنِ جبل قال إِذا ما فَقَدْتُمْ أَسْوَدَ العينِ كنْتُمُ كِراماً وأَنتم ما أَقامَ أَلائِمُ قال الهَجَرِيُّ أَسْوَدُ العينِ في الجَنُوب من شُعَبَى وأَسْوَدَةُ بِئر وأَسوَدُ والسَّودُ موضعان والسُّوَيْداء موضعٌ بالحِجاز وأَسْوَدُ الدَّم موضع قال النابغةُ الجعدي تَبَصَّرْ خَلِيلِي هل تَرَى من ظعائنٍ خَرَجْنَ بنصف الليلِ من أَسْوَدِ الدَّمِ ؟ والسُّوَيْداءُ طائرٌ وأَسْودانُ أَبو قبيلة وهو نَبْهانُ وسُوَيْدٌ وسَوادةُ اسمان والأَسْوَدُ رجل

( سيد ) الكلام نتلوه وقيل في قوله عز وجل وسيداً وحصوراً السيد الذي يفوق في الخير قال ابن الأَنباري إِن قال قائل كيف سمى الله عز وجل يحيى سيداً وحصوراً والسيد هو الله إِذ كان مالك الخلق أَجمعين ولا مالك لهم سواه ؟ قيل له لم يُرِد بالسيد ههنا المالك وإِنما أَراد الرئيسَ والإِمامَ في الخير كما تقول العرب فلان سيدنا أَي رئيسنا والذي نعظمه وأَنشد أَبو زيد سَوَّارُ سيِّدُنا وسَيِّدُ غيرِنا صَدْقُ الحديث فليس فيه تَماري وسادَ قومَه يَسُودُهم سيادَةً وسُوْدَداً وسَيْدُودَةً فهو سيِّدٌ وهم سادَةٌ تقديره فَعَلَةٌ بالتحريك لأَن تقدير سَيِّدٍ فَعْيِلٌ وهو مثل سَرِيٍّ وسَراةٍ ولا نظير لهما يدل على ذلك أَنه يُجمعُ على سيائدَ بالهمز مثلَ أَفيل وأَفائلَ وتَبيعٍ وتَبائعَ وقال أَهل البصرة تقدير سَيِّدٍ فَيْعِلٌ وجُمِعَ على فَعَلَةٍ كأَنهم جمعوا سائداً مِثلَ قائدٍ وقادةٍ وذائدٍ وذادةٍ وقالوا إِنما جَمَعَتِ العربُ الجَيِّد والسَّيِّدَ على جَيائِدَ وسَيائدَ بالهمز على غير قياس لأَنّ جَمْعَ فَيْعِلٍ فياعلُ بلا همز والدال في سُودَدٍ زائدةٌ للإِلحاق ببناء فُعْلَلٍ مِثلِ جُندَبٍ وَبُرْقُعٍ وتقول سَوَّدَه قومه وهو أَسودُ من فلان أَي أَجلُّ منه قال الفراء يقال هذا سَيِّدُ قومِه اليوم فإِذا أَخبرت أَنه عن قليل يكون سيدَهم قلت هو سائدُ قومِه عن قليل وسيد
( * هنا بياض بالأصل المعوّل عليه ) وأَساد الرجلُ وأَسْوَدَ بمعنى أَي وَلدَ غلاماً سيداً وكذلك إِذا ولد غلاماً أَسود اللون والسَّيِّد من المعز المُسِنُّ عن الكسائي قال ومنه الحديث ثَنِيٌّ من الضأْن خير من السيد من المعز قال الشاعر سواء عليه شاةُ عامٍ دَنَتْ له لِيَذْبَحَها للضيف أَم شاةُ سَيِّدِ كذا رواه أَبو علي عنه المُسِنُّ من المعز وقيل هو المسنّ وقيل هو الجليل وإِن لم يكن مسنّاً والحديث الذي جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أَن جبريل قال لي اعلم يا محمد أَن ثنية من الضأْن خير من السيِّد من الإِبل والبقر يدل على أَنه معموم به قال وعند أَبي علي فَعْيِل من « س و د » قال ولا يمتَنع أَن يكون فَعِّلاً من السَّيِّد إِلا أَن السيدَ لا معنى له ههنا وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بكبش يطَأُ في سواد وينْظرُ في سواد ويَبْرُكُ في سواد لِيُضَحِّيَ به قوله ينظر في سواد أَراد أَنَّ حدقته سوداء لأَن إِنسان العين فيها قال كثير وعن نَجْلاءَ تَدْمَعُ في بياضٍ إِذا دَمَعَتْ وتَنظُرُ في سوادِ قوله تدمع في بياض وتنظر في سواد يريد أَن دموعها تسيل على خدٍّ أَبيض ونظرها من حدقة سوداء يريد أَنه أَسوَدُ القوائم
( * قوله « يريد أنه أسود القوائم » كذا بالأصل المعوّل عليه ولعله سقط قبله ويطأ في سواد كما هو واضح ) ويَبْرُك في سواد يريد أَن ما يلي الأَرض منه إِذا برك أَسْودُ والمعنى أَنه أَسود القوائم والمَرابض والمحاجر الأَصمعيُّ يقال جاءَ فلان بغنمه سُودَ البطون وجاءَ بها حُمرَ الكُلَى معناهما مهازِيل والحمارُ الوحْشِيُّ سَيِّد عانَته والعرب تقول إِذا كثر البياض قلَّ السواد يعنون بالبياض اللبن وبالسواد التمر وكل عام يكثر فيه الرَّسْلُ يقلّ فيه التمر وفي المثل قال لي الشَّرُّ أَقِمْ سوادَك أَي اصبر وأُمُّ سُويْدٍ هي الطِّبِّيجَةُ والمِسْأَدُ نِحْيُ السمن أَو العسل يُهْمَز ولا يُهمز فيقال مِسادٌ فإِذا همز فهو مِفْعَلٌ وإِذا لم يُهْمَز فهو فِعَالٌ ويقال رمى فلان بسهمه الأَسودِ وبسهمه المُدْمَى وهو السهم الذي رُمِيَ به فأَصاب الرمِيَّةَ حتى اسودّ من الدم وهم يتبركون به قال الشاعر قالَتْ خُلَيْدَةُ لمَّا جِئْتُ زائِرَها هَلاَّ رَمَيْتَ ببَعْضِ الأَسْهُمِ السُّودِ ؟ قال بعضهم أَراد بالأَسهم السود ههنا النُّشَّابَ وقيل هي سهام القَنَا قال أَبو سعيد الذي صح عندي في هذا أَن الجَمُوحَ أَخا بني ظَفَر بَيَّتَ بني لِحْيان فَهُزم أَصحابُه وفي كنانته نَبْلٌ مُعَلَّمٌ بسواد فقالت له امرأَته أَين النبل الذي كنتَ ترمي به ؟ فقال هذا البيت قالت خُلَيْدَةُ والسُّودانيَّةُ والسُّودانةُ طائر من الطير الذي يأْكل العنب والجراد قال وبعضهم يسميها السُّوادِيَّةَ ابن الأَعرابي المُسَوَّدُ أَن تؤخذ المُصْرانُ فتُفْصَدَ فيها الناقةُ وتُشَدّ رأْسُها وتُشْوَى وتؤكل وأَسْوَدُ اسم جبل وأَسْوَدَةُ اسم جبل آخر والأَسودُ عَلَمٌ في رأْس جبل وقول الأَعشى كَلاَّ يَمِينُ اللَّهِ حتى تُنزِلوا من رأْس شاهقةٍ إِلينا الأَسْوَدا وأَسْودُ العَيْنِ جبل قال إِذا ما فَقَدْتُمْ أَسْوَدَ العينِ كنْتُمُ كِراماً وأَنتم ما أَقامَ أَلائِمُ قال الهَجَرِيُّ أَسْوَدُ العينِ في الجَنُوب من شُعَبَى وأَسْوَدَةُ بِئر وأَسوَدُ والسَّودُ موضعان والسُّوَيْداء موضعٌ بالحِجاز وأَسْوَدُ الدَّم موضع قال النابغةُ الجعدي تَبَصَّرْ خَلِيلِي هل تَرَى من ظعائنٍ خَرَجْنَ بنصف الليلِ من أَسْوَدِ الدَّمِ ؟ والسُّوَيْداءُ طائرٌ وأَسْودانُ أَبو قبيلة وهو نَبْهانُ وسُوَيْدٌ وسَوادةُ اسمان والأَسْوَدُ رجل

( شحد ) الليث الشُّحْدُودُ السَّيّءُ الخُلُقِ قالت أَعرابية وأَرادَتْ أَنْ تَرْكَبَ بغلاً لعله حَيُوصٌ أَو قَمُوصٌ أَو شُحْدُودٌ قال وجاء به غير الليث

( شدد ) الشِّدَّةُ الصَّلابةُ وهي نَقِيضُ اللِّينِ تكون في الجواهر والأَعراض والجمع شِدَدٌ عن سيبويه قال جاء على الأَصل لأَنه لم يُشْبِهِ الفعل وقد شَدَّه يَشُدُّه ويَشِدُّه شَدّاً فاشْتَدَّ وكلُّ ما أُحْكِمَ فقد شُدَّ وشُدِّدَ وشَدَّدَ هو وتشَادّ وشيء شَدِيدٌ بَيِّنُ الشِّدَّةِ وشيء شَديدٌ مُشتَدٌّ قَوِيٌّ وفي الحديث لا تَبيعُوا الحَبَّ حتى يَشْتَدَّ أَراد بالحب الطعام كالحنطة والشعير واشتدَادُه قُوَّتُه وصلابَتُه قال ابن سيده ومن كلام يعقوب في صفة الماء وأَما ما كان شديداً سَقْيُهُ غليظاً أَمرُهُ إِنما يرِيدُ به مُشْتَدّاً سَقْيُه أَي صعباً وتقول شَدَّ اللَّهُ مُلْكَه وشَدَّدَه قَوَّاه والتشديد خلاف التخفيف وقوله تعالى وشدَدْنا ملكَه أَي قوَّيناه وكان من تقوية ملكِه أَنه كان يَحْرسُ محرابه في كل ليلة ثلاثة وثلاثون أَلفاً من الرجال وقيل إِن رجلاً اسْتَعْدَى إِليه على رجل فادّعى عليه أَنه أَخذ منه بقراً فأَنكر المدّعَى عليه فسأَل داودُ عليه السلام المدّعيَ البينة فلم يُقِمْها فرأَى داودُ في منامه أَن الله عز وجل يأْمره أَن يقتل المَدّعَى عليه فتثبت داود عليه السلام وقال هو المنام فأَتاه الوحي بعد ذلك أَن يقتله فأَحضره ثم أَعلمه أَن الله يأْمرُه بقتله فقال المدّعَى عليه إِن الله ما أَخَذَني بهذا الذنب وإِني قتلت أَبا هذا غِيلَة فقتله داود على نبينا وعليه الصلاة والسلام وذلك مما عظَّمَ الله به هَيْبَتَه وشدَّدَ ملْكه وشدَّ على يده قوَّاه وأَعانه قال فإِني بحَمْدِ اللَّهِ لا سَمَّ حَيَّةٍ سَقَتْني ولا شَدَّتْ على كفِّ ذابح وشَدَدْتُ الشيءَ أَشُدُّه شَدّاً إِذا أَوثَقْتَه قال الله تعالى فشُدُّوا الوَثاق وقال تعالى اشْدُدْ به أَزري ابن الأَعرابي يقال حَلَبْتَ بالساعِدِ الأَشَدِّ أَي استعَنْتَ بمن يقومُ بأَمرك ويُعْنى بحاجتك وقال أَبو عبيد يقال حَلَبْتُها بالساعِدِ الأَشَدِّ أَي حين لم أَقْدِر على الرِّفْق أَخَذْتُه بالقُوَّةِ والشِّدَّةِ ومثلُه قوله مُجاهرَةً إِذا لم أَجِدْ مُخْتَلى ومن أَمثالهم في الرجل يحرز بعض حاجته ويَعْجِز عن تمامها بَقِيَ أَشَدُّه قال أَبو طالب يقال إِنه كان فيما يحكى عن البهائم أَن هرّاً كان قد أَفنى الجُرْذان فاجتمع بقيتها وقلن تعالَيْن نحتال بحيلة لهذا الهرّ فأَجمع رأْيُهن على تعليق جُلْجُل في رقبته فإِذا رآهن سمعن صوت الجلجل فهربن منه فجئن بجلجل وشددنه في خيط ثم قلن من يعلقه في عنقه ؟ فقال بعضهن بقي أَشَدُّه وقد قيل في ذلك أَلا آمْرُؤٌ يَعْقِدُ خَيْطَ الجُلْجُلِ ورجل شديدٌ قويٌّ والجمع أَشِدّاءُ وشِدادٌ وشُددٌ عن سيبويه قال جاء على الأَصل لأَنه لم يشبه الفعل وقد شَدَّ يشِدّ بالكسر لا غير شِدَّةً إِذا كان قويّاً وشادَّه مُشادَّة وشِداداً غالبه وفي الحديث مَن يُشادّ هذا الدِّينَ يَغْلِبُه أَراد يَغْلِبُه الدينُ أَي من يُقاويه ويعاوِمُه ويُكَلِّف نفسه من العبادة فوق طاقته والمُشادَدَة المُغالَبَة وهو مثل الحديث الآخر إِن هذا الدينَ مَتِينٌ فأَوْغِلْ فيه برفق وأَشَدَّ الرجلُ إِذا كانت دوابُّه شِداداً والمُشادَّة في الشيء التَّشَدُّد فيه ويقال للرجل
( * قوله « ويقال للرجل » كذا بالأَصل ولعل الأَولى ويقول الرجل ) إِذا كُلِّفَ عملاً ما أَملك شَدّاً ولا إِرخاءً أَي لا أَقدر على شيء وشَدَّ عَضُدَه أَي قَوَّاه واشْتَدَّ الشيءُ من الشِّدَّة أَبو زيد أَصابَتْني شُدَّى على فُعْلَى أَي شِدَّة وأَشَدَّ الرجل إِذا كانت معه دابة شديدة وفي الحديث يَرُدُّ مُشِدُّهُمْ على مُضْعِفِهِمْ المُشِدُّ الذي دوابه شَديدة قوية والمُضْعِفُ الذي دوابه ضعيفة يريد أَن القويّ من الغُزاة يُساهِمُ الضعيف فيما يَكْسِبه من الغنيمة والشَّديدُ من الحروف ثمانية أَحرف وهي الهمزة والقاف والكاف والجيم والطاء والدال والتاء والباء قال ابن جني ويجمعها في اللفظ قولك « أَجَدْتَ طَبَقَكَ وأَجِدُكَ طَبَقْتَ » والحروف التي بين الشديدة والرخوة ثمانية وهي الأَلف والعين والياء واللام والنون والراء والميم والواو يجمعها في اللفظ قولك « لم يُرَوِّعْنا » وإِن شئت قلت « لم يَرَ عَوْناً » ومعنى الشديد أَنه الحرف الذي يمنع الصوت أَن يجْرِيَ فيه أَلا ترى أَنك لو قلت الحق والشرط ثم رمت مدّ صوتك في القاف والطاء لكان ممتنعاً ؟ ومِسْكٌ شَديدُ الرائحة قويها ذَكِيُّها ورجل شديد العين لا يغلبه النوم وقد يستعار ذلك في الناقة قال الشاعر باتَ يقاسى كلَّ نابٍ ضِرِزَّةٍ شَديدةِ حَفْنِ العَينِ ذاتِ ضَرِيرِ وقوله تعالى ربنا اطمس على أَموالهم واشدد على قلوبهم أَي اطبع على قلوبهم والشِّدَّة المَجاعة والشَّدائِدُ الهَزاهِزُ والشِّدَّة صعوبة الزمن وقد اشتدَّ عليهم والشِّدَّة والشَّدِيدَةُ من مكاره الدهر وجمعها شَدائد فإِذا كان جمع شديدة فهو على القياس وإِذا كان جمع شدّة فهو نادر وشِدَّة العيْش شَظَفُه ورجل شَدِيد شحيح وفي التنزيل العزيز وإِنه لحبِّ الخيرِ لشديد قال أَبو إِسحق إِنه من أَجل حُبِّ المال لبخيل والمُتَشَدِّدُ البخيل كالشديد قال طرفة أَرى المَوْتَ يَعْتامُ الكِرامَ ويَصْطَفي عَقِيلَةَ مالِ الفاحِشِ المُتَشَدِّدِ وقول أَبي ذؤَيب حَدَرْناهُ بالأَثوابِ في قَعْرِ هُوَّةٍ شديدٍ على ما ضُمَّ في اللَّحْدِ جُولُها أَراد شَحِيحٍ على ذلك وشَدَّدَ الضَّرْبَ وكلَّ شيء بالَغَ فيه والشَّدُّ الحُضْرُ والعَدْوُ والفعل اشْتَدَّ أَي عدا قال ابن رُمَيْضٍ العنبري ويقال رُمَيْصٍ بالصاد المهملة هذا أَوانُ الشَّدِّ فاشْتَدِّي زِيَمْ وزِيَم اسم فرسه وفي حديث الحجاج هذا أَوانُ الحرب فاشْتَدِّي زِيَمْ هو اسم ناقته أَو فرسه وفي حديث القيامة كحُضْرِ الفَرَس ثم كشَدِّ الرجل الشَّديدِ العَدْوِ ومنه حديث السَّعْي لا يَقْطَع الوادي إِلاَّ شَدّاً أَي عَدْواً وفي حديث أُحد حتى رأَيت النساء يَشْتَدِدْنَ في الجبل أَي يَعْدُون قال ابن الأَثير هكذا جاءت اللفظة في كتاب الحميدي والذي جاء في كتاب البخاري يشْتَدْنَ بدال واحدة والذي جاء في غيرهما يُسْنِدْنَ بسين مهملة ونون أَي يُصَعِّدْنَ فيه فإِن صحت الكلمة على ما في البخاري وكثيراً ما يجيءُ أَمثالها في كتب الحديث وهو قبيح في العربية لأَن الإِدغام إِنما جاز في الحرف المُضَعَّفِ لما سكن الأَول وتحرك الثاني فأَما مع جماعة النساء فإِن التضعيف يظهر لأَن ما قبل نون النساء لا يكون إِلا ساكناً فيلتقي ساكنان فيحرك الأَوّل وينفك الإِدغام فتقول يشتددن فيمكن تخريجه على لغة بعض العرب من بكر بن وائل يقولون رَدْتُ ورَدْتِ وَرَدْنَ يريدون رَدَدْتُ ورَدَدْتِ ورَدَدْنَ قال الخليل كأَنهم قدروا الإِدغام قبل دخول التاء والنون فيكون لفظ الحديث يَشْتَدْنَ وشدّ في العَدْوِ شدّاً واشْتَدَّ أَسْرَعَ وعَدَا وفي المثل رُبَّ شَدٍّ في الكُرْزِ وذلك أَنّ رجلاً خرج يركض فرساً له فرمت بِسَخْلَتِها فأَلقاها في كُرْزٍ بين يديه والكرز الجُوالِقُ فقال له إِنسان لِمَ تحمله ما تصنع به ؟ فقال رُبَّ شَدٍّ في الكُرْزِ يقول هو سريع الشدِّ كأُمه يُضْرَبُ للرجل يُحْتَقَرُ عندك وله خَبَرٌ قد علمته أَنت قال عمرو ذو الكلب فَقُمْتُ لا يَشْتَدُّ شَدِّي ذو قَدَم جاء بالمصدر على غير الفعل ومثله كثير وقول مالك بن خالد الخُناعي بأَسَرعِ الشَّدِّ مني يومَ لا نِيَةٌ لَمَّا عَرَفْتُهم واهْتَزَّتِ اللِّمَمُ يريد بأَسَرعَ شدّاً مني فزاد اللام كَزيادتها في بنات الأَوبر وقد يجوز أَن يريد بأَسرعَ في الشد فحذف الجار وأَوصَلَ الفِعْلَ قال سيبويه وقالوا شَدَّ ما أَنَّكَ ذاهب كقولك حَقّاً أَنك ذاهب قال وإِن شئت جعلت شَدَّ بمنزلة نِعْمَ كما تقول نِعْمَ العملُ أَنك تقولُ الحَقَّ والشِّدَّة النَّجْدَة وثَباتُ القلب وكلُّ شَديدٍ شُجاعٌ والشَّدة بالفتح الحملة الواحدة والشَّدُّ الحَمْل وشَدَّ على القوم في القتال يَشِدُّ ويَشُدُّ شَدّاً وشُدوداً حَمَلَ وفي الحديث أَلا تَشِدُّ فَنَشِدَّ معك ؟ يقال شَدَّ في الحرب يَشِد بالكسر ومنه الحديث ثم شَدَّ عليه فكان كأَمْسِ الذاهب أَي حَمَلَ عليه فقتله وشَدَّ فلان على العدوِّ شَدَّة واحدة وشدَّ شَدَّاتٍ كثيرة أَبو زيد خِفْتُ شُدَّى فلانٍ أَي شِدَّته وأَنشد فإِني لا أَلِينُ لِقَوْلِ شُدَّى ولو كانتْ أَشَدَّ من الحَديدِ ويقال أَصابَتْني شُدَّى بعدك أَي الشِّدَّةُ مُدَّةً وشَدَّ الذئب على الغنم شَدّاً وشُدُوداً كذلك ورُؤِيَ فارس يومَ الكُلابِ من بني الحرث يَشِدُّ على القوم فيردّهم ويقول أَنا أَبو شَدّادٍ فإِذا كرُّوا عليه رَدَّهم وقال أَنا أَبو رَدَّاد وفي حديث قيام شهر رمضان أَحْيا الليلَ وشَدَّ المِئْزر وهو كناية عن اجتناب النساء أَو عن الجِدِّ والاجتهاد في العمل أَو عنهما معاً والأَشُدُّ مَبْلَغُ الرجل الحُنْكَةَ والمَعْرِفَةَ قال الله عز وجل حتى إِذا بلغ أَشُده قال الفراء الأَشُدُّ واحدها شَدٌّ في القياس قال ولم أَسمع لها بواحد وأَنشد قد سادَ وهْو فَتىً حتى إِذا بَلَغَتْ أَشُدُّه وعَلا في الأَمْرِ واجْتَمَعا أَبو الهيثم واحدة الأَنْعُم نعْمَةٌ وواحدة الأَشُدِّ شِدَّة قال والشِّدَّة القُوَّة والجَلادَة والشَّديدُ الرجل القَوِيّ وكأَنّ الهاء في النعمة والشِّدَّة لم تكن في الحرف إِذ كانت زائدة وكأَنّ الأَصلَ نِعْمَ وشَدَّ فجمعا على أَفْعُل كما قالوا رجُل وأَرجُل وقَدَح وأَقْدُح وضِرْسٌ وأَضْرُس ابن سيده وبلغ الرجل أَشُدَّهُ إِذا اكْتَهَل وقال الزجاج هو من نحو سبع عشرة إِلى الأَربعين وقال مرة هو ما بين الثلاثين والأَربعين وهو يذكر ويؤَنث قال أَبو عبيد واحدها شَدٌّ في القياس قال ولم أَسمع لها بواحدة وقال سيبويه واحدتها شِدَّة كنِعْمَة وأَنْعُم ابن جني جاء على حذف التاء كما كان ذلك في نِعْمَة وأَنْعُم وقال ابن جني قال أَبو عبيد هو جمع أَشَدّ على حذف الزيادة قال وقال أَبو عبيدة ربما استكرهوا على حذف هذه الزيادة في الواحد وأَنشد بيت عنترة عَهْدِي به شَدَّ النَّهارِ كأَنَّما خُضِبَ اللَّبانُ ورأْسُه بالعِظْلِمِ أَي أَشَدَّ النهار يعني أَعلاه وأَمْتَعَه قال ابن سيده وذهب أَبو عثمان فيما رويناه عن أَحمد بن يحيى عنه أَنه جمع لا واحد له وقال السيرافي القياس شَدٌّ وأَشُدّ كما يقال قَدٌّ وأَقُدٌّ وقال مرة أُخرى هو جمع لا واحد له وقد يقال بلغ أَشَدَّه وهي قليلة قال الأَزهري الأَشُدُّ في كتاب الله تعالى في ثلاثة معان يقرب اختلافها فأَما قوله في قصة يوسف عليه السلام ولمَّا بَلَغَ أَشُدَّه فمعناه الإِدْراكُ والبلوغ وحينئذ راودته امرأَة العزيز عن نفسه وكذلك قوله تعالى ولا تقْرَبوا مالَ اليتيم إِلاَّ بالتي هي أَحسن حتى يبلغَ أَشُدَّه قال الزجاج معناه احفظوا عليه ماله حتى يبلغَ أَشُدَّه فإِذا بلغ أَشُدَّه فادفعوا إِليه ماله قال وبُلُوغُه أَشُدَّه أَن يُؤْنَسَ منه الرُّشْدُ مع أَن يكون بالغاً قال وقال بعضهم حتى يبلغ أَشده حتى يبلغ ثمانيَ عَشْرَة سنة قال أَبو إِسحق لست أَعرف ما وجه ذلك لأَنه إِن أَدْرَكَ قبل ثماني عَشْرَة سنة وقد أُونِسَ منه الرشد فطلَبَ دفْعَ ماله إِليه وجب له ذلك قال الأَزهري وهذا صحيح وهو قول الشافعي وقول أَكثر أَهل العلم وفي الصحاح حتى يبلغ أَشدّه أَي قوته وهو ما بين ثماني عَشْرة إِلى ثلاثين وهو واحد جاء على بناء الجمع مِثْلَ آنْكٍ وهو الأُسْرُبُّ ولا نظير لهما ويقال هو جمع لا واحد له من لفظه مِثْلُ آسالٍ وأَبابِيلَ وعَبادِيدَ ومَذاكِيرَ وكان سيبويه يقول واحده شِدَّة وهو حسن في المعنى لأَنه يقال بلغ الغلام شِدَّته ولكن لا تجمع فِعْلة على أَفْعُل وأَما أَنْعُم فإِنه جمع نُعْم من قولهم يوم بُؤْس ويومُ نُعْم وأَما من قال واحده شَدٌّ مثل كلب وأَكْلُب أَو شِدٌّ مثل ذئب وأَذؤب فإِنما هو قياس كما يقولون في واحد الأَبابيلِ إِبَّوْل قياساً على عِجَّولٍ وليس هو شيئاً سُمِعَ من العرب وأَما قوله تعالى في قصة موسى صلوات الله على نبينا وعليه ولما بلغ أَشدّه واستوى فإِنه قرن بلوغ الأَشُدِّ بالاستواءِ وهو أَن يجتمع أَمره وقوته ويكتهل ويَنْتَهِيَ شَبابُه وأَما قول الله تعالى في سورة الأَحقاف حتى إِذا بلغ أَشُدَّه وبلغ أَربعين سنة فهو أَقصى نهاية بلوغ الأَشُدِّ وعند تمامها بُعِثَ محمد صلى الله عليه وسلم نبيّاً وقد اجتمعت حُنْكَتُه وتمامُ عَقْلِه فَبُلوغُ الأَشُدِّ مَحصورُ الأَول مَحْصُورُ النِّهايةِ غير مَحْصُورِ ما بين ذلك وشَدَّ النهارُ أَي ارتفع وشَدُّ النهار ارتفاعُه وكذلك شَدُّ الضُّحَى يقال جئتك شَدَّ النهارِ وفي شَدِّ النهارِ وشَدَّ الضُّحَى وفي شَدِّ الضحى ويقال لقِيتُه شَدَّ النهار وهو حين يرتفع وكذلك امتدَّ وأَتانا مَدَّ النهار أَي قبل الزوال حين مَضَى من النهار خَمْسَةٌ وفي حديث عِتْبانَ بنِ مالك فَغَدا عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعْدَما اشْتَدَّ النهارُ أَي علا وارتفعت شمسه ومنه قول كعب شَدَّ النهارِ ذراعَيْ عَ ْطَلٍ نَصَفٍ قامَتْ فَجاوَبَها نُكْدٌ مَثَاكِيلُ أَي وقْتَ ارتفاعِه وعُلُوِّه وشَدَّه أَي أَوثقه يَشُدُّوه ويَشِدُّه أَيضاً وهو من النوادر قال الفراء ما كان من المضاعف على فَعَلْتُ غيرَ واقع فإِنّ يَفْعِلُ منه مكسور العين مثل عفَّ يعِفُّ وخَفَّ يَخِفُّ وما أَشبهه وما كان واقعاً مثل مَدَدْتُ فإِنَّ يَفْعُل منه مضموم إِلا ثلاثة أَحرف شَدَّه يَشُدُّه ويَشِدُّهُ وعَلَّه يَعُلُّه ويَعِلُّه من العَلَلِ وهو الشُّرْب الثاني ونَمَّ الحديثَ يَنُمُّه ويَنِمُّه فإِنْ جاء مثل هذا أَيضاً مما لم نسمعه فهو قليل وأَصله الضم قال وقد جاء حرف واحد بالكسر من غير أَن يَشْركَه الضم وهو حَبَّهُ يَحِبُّهُ وقال غيره شَدَّ فلان في حُضْرِه وتَشَدَّدَتِ القَيْنَةُ إِذا جَهَدَتْ نفسَها عند رفع الصوت بالغناء ومنه قول طرفة إِذا نحنُ قُلْنا أَسْمِعِينا انْبَرَتْ لنا على رِسْلِها مَطْرُوقَةً لم تَشَدَّدِ وشَدَّاد اسم وبنو شَدَّادٍ وبنو الأَشَدِّ بطنان

( شرد ) شَرَدَ البعيرُ والدابة يَشْرُدُ شَرْداً وشِراداً وشُروداً نَفَرَ فهو شارِدٌ والجمع شَرَدٌ وشَرُودٌ في المذكر والمؤَنث والجمع شُرُودٌ قال ولا أُطيق البَكَراتِ الشَّرَدا قال ابن سيده هكذا رواه ابن جني شَرَدا على مثال عَجَلٍ وكُتُبٍ استَعْصَى وذَهَبَ على وجْهه الجوهري الجمع شَرَدٌ على مثال خادِمٍ وخَدَم وغائِب وغَيَب وجمع الشَّرُود شُرُدٌ مِثْلُ زَبُورٍ وَزُبُر وأَنشد أَبو عبيدة لعبد مناف بن ربيع الهذلي حتى إِذا أَسْلَكوهُمْ في قُتائِدَةٍ شَلاًّ كما تَطْرُد الجمَّالةُ الشُّرُدا ويروى الشَّرَدا والتَّشْريدُ الطَّرْد وفي الحديث لَتَدْخُلُنَّ الجنةَ أَجمعون أَكتعون إِلا من شَرَدَ على الله أَي خرج عن طاعته وفارق الجماعة من شَرَدَ البعيرُ إِذا نفر وذهب في الأَرض وفرس شَرُود وهو المُسْتَعْصي على صاحبه وقافَيَةٌ شَرُودٌ عائِرَةٌ سائِرَةٌ في البلاد تَشْرُدُ كمن يشرد البعير قال الشاعر شَرُودٌ إِذا الرَّاؤُونَ حَلُّوا عِقالَها مُحَجَّلةٌ فيها كلامٌ مُحَجَّلُ وشَرَدَ الجمل شُروداً فهو شارد فإِذا كان مُشَرَّداً فهو شَريد طَريد وتقول أَشْرَدْتُه وأَطْرَدْتُهُ إِذا جعلته شَريداً طَريداً لا يُؤْوى وشَرَدَ الرجلُ شُروداً ذهب مَطْرُِوداً وأَشْرَدَه وشَرَّدَه طَردَه وشَرَّدَ به سَمَّع بعيوبه قال أُطَوِّفُ بالأَباطِحِ كُلَّ يَوْم مَخافةَ أَنْ يُشَرِّدَ بِي حَكِيمُ معناه أَن يُسَمِّعَ بي وأُطَوِّفُ أَطُوفُ وحَكِيمٌ رجل من بني سُلَيْم كانت قريش ولته الأَخذ على أَيدي السفهاء ورجل شَريدٌ طَرِيدٌ وقوله عز وجل فَشَرِّدْ بهمْ مَنْ خَلْفَهم أَي فَرِّق وبَدِّدْ جمعهم وقال الفراء يقول إِن أَسرتهم يا محمد فَنَكِّلْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهم ممن تَخافُ نَقْضَهُ العهد لعلهم يذكرون فلا ينقضون العهد وأَصل التشريد التَّطْريدُ وقيل معناه سَمِّعْ بهم من خَلْفَهم وقيل فَزِّعْ بهم مَنْ خلفهم وقال أَبو بكر في قولهم فلان طريد شريد أَمَّا الطَّريدُ فمعناه المَطْرود والشريد فيه قولان أَحدهما الهارب من قولهم شَرَدَ البعير وغيرُه إِذا هرب وقال الأَصمعي الشريد المُفْرَدُ وأَنشد اليمامي تَراهُ أَمامَ النَّاجِياتِ كأَنه شرَيدُ نَعانٍ شَذَّ عَنه صَواحِبُه قال وتَشَرَّدَ القَوْمُ ذَهبوا وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال لَخوَّات بن جُبَيْر ما فَعَلَ شِرادُك ؟ يُعَرِّضُ بقضيّته مع ذات النِّحْيَيْن في الجاهلية وأَراد بشِراده أَنه لما فزع تَشَرَّد في الأَرض خوفاً من التَّبَعة قال ابن الأَثير كذا رواه الهرويّ والجوهريّ في الصحاح وذكر القصة وقيل إِن هذا وهمٌ من الهروي والجوهري ومن فَسَّرَه بذلك قال والحديث له قصة مَرْويَّةٌ عن خَوَّات أَنه قال نزلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بِمَرِّ الظَّهْرانِ فخرجت من خِبائي فإِذا نسوة يتَحَدّثن فأَعجبنني فرجعت فأَخرجت حُلَّةً من عَيْبَتي فَلبسْتُها ثم جلست إِليهن فمرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فهِبتُه فقلت يا رسول الله جمل لي شَرُود وأَنا أَبْتَغِي له قَيْداً فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتَبِعْتُه فأَلقى إِليَّ رداءه ثم دخل الأَراكَ فقضى حاجته وتوضأَ ثم جاء فقال يا أَبا عبد الله ما فعل شَروُدُك ؟ ثم ارتحلنا فجعل لا يلحقني إِلا قال السلام عليكم يا أَبا عبد الله ما فعل شِرادُ جَملك ؟ قال فتعجلت إِلى المدينة واجتنبت المسجدَ ومُجالَسة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما طال ذلك عليّ تَحَيّنْتُ ساعةَ خَلْوَةِ المسجد ثم أَتيت المسجد فجعلت أُصلي فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعض حُجَرِه فجاء فصلى ركعتين خفيفتين وطوّلت الصلاة رجاءَ أَن يذهبَ ويدَعَني فقال طوِّلْ يا أَبا عبد الله ما شئت فلستُ بقائم حتى تنصرف فقلت والله لأَعتذرن إِليه فانصرفت فقال السلام عليكم أَبا عبد الله ما فعل شِرادُ الجمل ؟ فقلت والذي بعثك بالحق ما شَرَدَ ذلك الجمل مُنْذُ أَسلمت فقال رحمك الله مرتين أَو ثلاثاً ثم أَمسك عني فلم يعد والشَّريدُ البقية من الشيء ويقال في إِداواهُمْ شَريدٌ من ماء أَي بقية وأَبْقَتِ السَّنَةُ عليهم شَرائِدَ من أَموالهم أَي بقايا فإِما أَن يكون شَرائِدُ جمع شَريد على غير قياس كَفيلٍ
( * قوله « كفيل » كذا بالأَصل المعوّل عليه ولعل الأَولى كأفيل بالهمز وهو الفصيل من الإبل كما في القاموس ) وأَفائِلَ وإِما أَن يكون شَريدَةٌ لغة في شَريد وينو الشَّريدِ حَيٌّ منهم صخر أَخو الخنساء وفيهم يقول أَبَعْدَ ابنِ عَمْرٍو من آلِ الشَّر ي دِ حَلَّتْ به الأَرضُ أَثْقالَها وبنو الشَّريدِ بَطْنٌ مِنْ سُلَيْم

( شعبد ) المُشَعْبِدُ الهازِيءُ كالمُشَعْوِذ

( شقد ) الليث الشِّقْدَةُ حَشِيشَةٌ كثيرة اللبن والإِهالة كالقِشْدَةِ إِما مقلوبة وإِما لغة قال الأَزهري لم أَسمع الشقدة لغير الليث قال وكأَنه في الأَصل القِشْدَة والقِلْدَة

( شكد ) الشُّكْدُ بالضم العَطاءُ وبالفتح المصدر شَكَدَه يَشْكُدُه شَكْداً أَعطاه أَو منحه وأَشْكَدَ لغة قال ابن سيده وليست بالعالية قال ثعلب العرب تقول منا من يَشْكُدُ ويَشْكُمُ والاسم الشُّكْد وجمعه أَشْكادٌ والشُّكْدُ ما يُزَوَّدُه الإِنسان من لبن أَو أَقط أَو سمن أَو تمر فيخرج به من منازلهم وجاء يَسْتَشْكِدُ أَي يطلب الشُّكْدَ وأَشْكَدَ الرجلَ أَطْعمه أَو سقاه من اللبن بعد أَن يكون موضوعاً والشُّكْدُ ما كان موضوعاً في البيت من الطعام والشراب والشُّكْدُ ما يعطى من التمر عند صرامه ومن البر عند حَصادِه والفِعْلُ كالفِعْل والشُّكْدُ الجزاء والشُّكْدُ كالشُّكْرِ يمانية يقال إِنه لشاكر شاكد قال والشُّكْد بلغتهم أَيضاً ما أَعْطَيْتَ من الكُدْس عند الكيل ومن الحُزُم عند الحَصْدِ يقال جاء يَسْتَشْكِدُني فأَشْكَدْتُه ابن الأَعرابي أَشْكَدَ الرجلُ إِذا اقْتَنَى رديءَ المالِ وكذلك أَسْوَكَ وأَكْوَسَ وأَقْمَزَ وأَغْمَزَ

( شمعد ) الأَزهري اسْمَعَدَّ الرجلُ واشْمَعَدَّ إِذا امتلأَ غضباً وكذلك اسْمَعَطَّ واشْمَعَطَّ ويقال ذلك في ذكر الرجل إِذا اتْمَهَلَّ

( شمهد ) الشَّمْهَدُ من الكلام الخَفيفُ وقيل الحَديدُ قال الطرماح يصف الكلاب شَمْعَدٌ أَطْرافُ أَنْيابِها كمَنَاشيلِ طُهاةِ اللِّحام أَبو سعيد كلبة شَمْهَدٌ أَي خَفِيفةٌ حَديدَةُ أطْراف الأَنْيابِ والشَّمْهَدَةُ التَّحْديدُ يقال شَمْهَدَ حديدته إِذا رَقَّقَها وحَدَّدَها

( شهد ) من أَسماء الله عز وجل الشهيد قال أَبو إِسحق الشهيد من أَسماء الله الأَمين في شهادته قال وقيل الشهيدُ الذي لا يَغيب عن عِلْمه شيء والشهيد الحاضر وفَعِيلٌ من أَبنية المبالغة في فاعل فإِذا اعتبر العِلم مطلقاً فهو العليم وإِذا أُضيف في الأُمور الباطنة فهو الخبير وإِذا أُضيف إِلى الأُمور الظاهرة فهو الشهيد وقد يعتبر مع هذا أَن يَشْهَدَ على الخلق يوم القيامة ابن سيده الشاهد العالم الذي يُبَيِّنُ ما عَلِمَهُ شَهِدَ شهادة ومنه قوله تعالى شهادَةُ بينِكم إِذا حضر أَحدَكم الموتُ حين الوصية اثنان أَي الشهادةُ بينكم شهادَةُ اثنين فحذف المضاف وأَقام المضاف إِليه مقامه وقال الفراء إِن شئت رفعت اثنين بحين الوصية أَي ليشهد منكم اثنان ذوا عدل أَو آخران من غير دينكم من اليهود والنصارى هذا للسفر والضرورة إِذ لا تجوز شهادة كافر على مسلم إِلا في هذا ورجل شاهِدٌ وكذلك الأُنثى لأَنَّ أَعْرَفَ ذلك إِنما هو في المذكر والجمع أَشْهاد وشُهود وشَهيدٌ والجمع شُهَداء والشَّهْدُ اسم للجمع عند سيبويه وقال الأَخفش هو جمع وأَشْهَدْتُهُم عليه واسْتَشْهَدَه سأَله الشهادة وفي التنزيل واستشهدوا شَهِيدين والشَّهادَة خَبرٌ قاطعٌ تقولُ منه شَهِدَ الرجلُ على كذا وربما قالوا شَهْدَ الرجلُ بسكون الهاء للتخفيف عن الأخفش وقولهم اشْهَدْ بكذا أَي احْلِف والتَّشَهُّد في الصلاة معروف ابن سيده والتَّشَهُّد قراءَة التحياتُ للهِ واشتقاقه من « أَشهد أَن لا إِله إِلا الله وأَشهد أَن محمداً عبده ورسوله » وهو تَفَعُّلٌ من الشهادة وفي حديث ابن مسعود كان يُعَلِّمُنا التَّشَهُّدَ كما يعلمنا السورة من القرآن يريد تشهد الصلاة التحياتُ وقال أَبو بكر بن الأَنباري في قول المؤذن أَشهد أَن لا إِله إِلا الله أَعْلَمُ أَن لا إِله إِلا الله وأُبَيِّنُ أَن لا إِله إِلا الله قال وقوله أَشهد أَن محمداً رسول الله أَعلم وأُبيِّن أَنَّ محمداً رسول الله وقوله عز وجل شهد الله أَنه لا إِله إِلا هو قال أَبو عبيدة معنى شَهِدَ الله قضى الله أَنه لا إِله إِلا هو وحقيقته عَلِمَ اللهُ وبَيَّنَ اللهُ لأَن الشاهد هو العالم الذي يبين ما علمه فالله قد دل على توحيده بجميع ما خَلَق فبيَّن أَنه لا يقدر أَحد أَن يُنْشِئَ شيئاً واحداً مما أَنشأَ وشَهِدَتِ الملائكةُ لِما عاينت من عظيم قدرته وشَهِدَ أُولو العلم بما ثبت عندهم وتَبَيَّنَ من خلقه الذي لا يقدر عليه غيره وقال أَبو العباس شهد الله بيَّن الله وأَظهر وشَهِدَ الشاهِدُ عند الحاكم أَي بين ما يعلمه وأَظهره يدل على ذلك قوله شاهدين على أَنفسهم بالكفر وذلك أَنهم يؤمنون بأَنبياءٍ شعَروا بمحمد وحَثُّوا على اتباعه ثم خالَفوهم فَكَذَّبُوه فبينوا بذلك الكفر على أَنفسهم وإِن لم يقولوا نحن كفار وقيل معنى قوله شاهدين على أَنفسهم بالكفر معناه أَن كل فِرْقة تُنسب إِلى دين اليهود والنصارى والمجوس سوى مشركي العرب فإِنهم كانوا لا يمتنعون من هذا الاسم فَقَبُولهم إِياه شَهادَتهم على أَنفسهم بالشرك وكانوا يقولون في تلبيتهم لبَّيْكَ لا شَريكَ لك إِلاَّ شريكٌ هو لكَ تَمْلِكُه وما ملك وسأَل المنذريّ أَحمدَ بن يحيى عن قول الله عز وجل شهد الله أَنه لا إِله إِلا هو فقال كُلُّ ما كان شهد الله فإِنه بمعنى علم الله قال وقال ابن الأَعرابي معناه قال الله ويكون معناه علم الله ويكون معناه كتب الله وقال ابن الأَنباري معناه بيَّن الله أَن لا إِله إِلا هو وشَهِدَ فلان على فلان بحق فهو شاهد وشهيد واسْتُشِهْدَ فلان فهو شَهِيدٌ والمُشاهَدَةُ المعاينة وشَهِدَه شُهوداً أَي حَضَره فهو شاهدٌ وقَوْم شُهُود أَي حُضور وهو في الأَصل مصدر وشُهَّدٌ أَيضاً مثل راكِع ورُكّع وشَهِدَ له بكذا شَهادةً أَي أَدّى ما عنده من الشَّهادة فهو شاهِد والجمع شَهْدٌ مثل صاحِب وصَحْب وسافر وسَفْرٍ وبعضهم يُنْكره وجمع الشَّهْدِ شُهود وأَشْهاد والشَّهِيدُ الشَّاهِدُ والجمع الشُّهَداء وأَشْهَدْتُه على كذا فَشَهِدَ عليه أَي صار شاهداً عليه وأَشْهَدْتُ الرجل على إِقرار الغريم واسْتَشْهَدتُه بمعنًى ومنه قوله تعالى واسْتَشْهِدُوا شَهيدَيْن من رجالكم أَي أَشْهِدُوا شاهِدَيْن يقال للشاهد شَهيد ويُجمع شُهَداءَ وأَشْهَدَني إِمْلاكَه أَحْضَرني واسْتَشْهَدْتُ فلاناً على فلان إِذا سأَلته اقامة شهادة احتملها وفي الحديث خَيْرُ الشُّهَداءِ الذي يأْتي بِشهَادَتِه قبل إنْ يُسْأَلَها قال ابن الأَثير هو الذي لا يعلم صاحبُ الحق أَنَّ له معه شَهادةً وقيل هي في الأَمانة والوَديعَة وما لا يَعْلَمُه غيره وقيل هو مثَلٌ في سُرْعَةِ إِجابة الشاهد إِذا اسْتُشْهِدَ أَن لا يُؤَخِّرَها ويَمْنَعَها وأَصل الشهادة الإِخْبار بما شاهَدَه ومنه يأْتي قوم يَشْهَدون ولا يُسْتَشْهَدون هذا عامّ في الذي يُؤدّي الشهادَةَ قبل أَن يَطْلُبها صاحبُ الحق منه ولا تُقبل شهادَتُه ولا يُعْمَلُ بها والذي قبله خاص وقيل معناه هم الذين يَشْهَدون بالباطل الذي لم يَحْمِلُوا الشهادَةَ عليه ولا كانت عندهم وفي الحديث اللّعَّانون لا يكونون شهداء أَي لا تُسْمَعُ شهادتهم وقيل لا يكونون شهداء يوم القيامة على الأُمم الخالية وفي حديث اللقطة فَلْيُشْهِدْ ذا عَدْل الأَمْرُ بالشهادة أَمْرُ تأْديب وإِرْشادٍ لما يُخافُ من تسويلِ النفس وانْبِعاثِ الرَّغْبة فيها فيدعوه إِلى الخِيانة بعد الأَمانة وربما نزله به حادِثُ الموت فادّعاها ورثَتُه وجعلوها قي جمل تَرِكَتِه وفي الحديث شاهداك أَو يَمِينُه ارتفع شاهداك بفعل مضمر معناه ما قال شاهِداكَ وحكى اللّحياني إِنَّ الشَّهادةَ ليَشْهَدونَ بكذا أَي أَهلَ الشَّهادَة كما يقال إِن المجلس لَيَشْهَدُ بكذا أَي أَهلَ المجلس ابن بُزرُج شَهِدْتُ على شَهادَة سَوْءٍ يريد شُهَداءَ سوء وكُلاَّ تكون الشَّهادَة كَلاماً يُؤَذَّى وقوماً يَشْهَدُون والشاهِدُ والشَّهيد الحاضر والجمع شُهَداء وشُهَّدٌ وأَشْهادٌ وشُهودٌ وأَنشد ثعلب كأَني وإِن كانَتْ شُهوداً عَشِيرَتي إِذا غِبْتَ عَنّى يا عُثَيْمُ غَريبُ أَي إِذا غِبْتَ عني فإِني لا أُكلِّم عشيرتي ولا آنَسُ بهم حجتى كأَني غريب الليث لغة تميمِ شهيد بكسر الشين يكسرون فِعِيلاً في كل شيء كان ثانيه أَحد حروف الحلق وكذلك سُفْلى مُصغر يقولون فِعِيلاً قال ولغة شَنْعاءُ يكسرون كل فِعِيل والنصب اللغة العالية وشَهدَ الأَمَر والمِصْرَ شَهادَةً فهو شاهدٌ من قوْم شُهَّد حكاه سيبويه وقوله تعالى وذلك يومٌ مَشْهودٌ أَي محضور يَحضُره أَهل السماءِ والأَرض ومثله إِنَّ قرآن الفجر كان مشهوداً يعني صلاة الفجر يَحْضُرها ملائكة الليل وملائكة النهار وقوله تعالى أَو أَلقى السمع وهو شهيد أَي أَحْضَرَ سمعه وقلبُهُ شاهدٌ لذلك غَيْرُ غائب عنه وفي حديث عليّ عليه السلام وشَهِيدُكَ على أُمَّتِك يوم القيامة أَي شاهِدُك وفي الحديث سيدُ الأَيام يوم الجمعة هو شاهد أَي يَشْهَدُ لمن حضر صلاتَه وقوله فشهادَةُ أَحدِهم أَربع شهادات بالله الشهادة معناها اليمين ههنا وقوله عز وجلّ إِنا أَرسلناك شاهداً أَي على أُمتك بالإِبْلاغ والرسالة وقيل مُبَيِّناً وقوله ونزعنا من كل أُمة شهيداً أَي اخْتَرْنا منها نبيّاً وكلُّ نبي شَهِيدُ أُمَّتِه وقوله عز وجل تبغونها عِوَجاً وأَنْتم شُهَداء أي أَنتم تشهدون وتعلمون أَن نبوة محمد صلى الله عليه وسلم حق لأَن الله عز وجل قد بينه في كتابكم وقوله عز وجل يوم يقوم الأَشْهادُ يعني الملائكة والأَشهادُ جمع شاهد مثل ناصر وأَنصار وصاحب وأَصحاب وقيل إِن الأَشْهاد هم الأَنبياءُ والمؤمنون يَشْهدُون على المكذبين بمحمد صلى الله عليه وسلم قال مجاهد ويَتْلُوه شاهد منه أَي حافظٌ مَلَكٌ وروى شمِر في حديث أَبي أَيوب الأَنصاري أَنه ذكَرَ صلاة العصر ثم قال قلنا لأَبي أَيوب ما الشَّاهِدُ ؟ قال النَّجمُ كأَنه يَشْهَدُ في الليل أَي يحْضُرُ ويَظْهَر وصلاةُ الشاهِدِ صلاةُ المغرب وهو اسمها قال شمر هو راجع إِلى ما فسره أَبو أَيوب أَنه النجم قال غيره وتسمى هذه الصلاةُ صلاةَ البَصَرِ لأَنه تُبْصَرُ في وقته نجوم السماء فالبَصَرُ يُدْرِكُ رؤْيةَ النجم ولذلك قيل له
( * قوله « قيل له » أي المذكور صلاة إلخ فالتذكير صحيح وهو الموجود في الأَصل المعول عليه ) صلاةُ البصر وقيل في صلاةِ الشاهد إِنها صلاةُ الفجر لأَنَّ المسافر يصليها كالشاهد لا يَقْصُرُ منها قال فَصَبَّحَتْ قبلَ أَذانِ الأَوَّلِ تَيْماء والصُّبْحُ كَسَيْفِ الصَّيْقَل قَبْلَ صلاةِ الشاهِدِ المُسْتَعْجل وروي عن أَبي سعيد الضرير أَنه قال صلاة المغرب تسمى شاهداً لاستواءِ المقيم والمسافر فيها وأَنها لا تُقْصَر قال أَبو منصور والقَوْلُ الأَوَّل لأَن صلاة الفجر لا تُقْصَر أَيضاً ويستوي فيها الحاضر والمسافر ولم تُسَمَّ شاهداً وقوله عز وجل فمن شَهِدَ منكم الشهر قليصمه معناه من شَهْدِ منكم المِصْرَ في الشهر لا يكون إِلا ذلك لأَن الشهر يَشْهَدُهُ كلُّ حَيٍّ فيه قال الفراء نَصَبَ الشهر بنزع الصفة ولم ينصبه بوقوع الفعل عليه المعنى فمن شَهِدَ منكم في الشهر أَي كان حاضراً غير غائب في سفره وشاهَدَ الأَمرَ والمِصر كَشهِدَه وامرأَة مُشْهِدٌ حاضرة البعل بغير هاءٍ وامرأَة مُغِيبَة غاب عنها زوجها وهذه بالهاءِ هكذا حفظ عن العرب لا على مذهب القياس وفي حديث عائشة قالت لامرأَة عثمان بن مَظْعُون وقد تَرَكَت الخضاب والطِّيبَ أَمُشْهِدٌ أَم مُغِيبٌ ؟ قالت مُشْهِدٌ كَمُغِيبٍ يقال امرأَة مُشْهِدٌ إِذا كان زوجها حاضراً عندها ومُغِيبٌ إِذا كان زوجها غائباً عنها ويقال فيه مُغِيبَة ولا يقال مُشْهِدَةٌ أَرادت أَن زوجها حاضر لكنه لا يَقْرَبُها فهو كالغائب عنها والشهادة والمَشْهَدُ المَجْمَعُ من الناس والمَشْهَد مَحْضَرُ الناس ومَشاهِدُ مكة المَواطِنُ التي يجتمعون بها من هذا وقوله تعالى وشاهدٍ ومشهودٍ الشاهِدُ النبي صلى الله عليه وسلم والمَشْهودُ يومُ القيامة وقال الفراءُ الشاهِدُ يومُ الجمعة والمشهود يوم عرفةَ لأَن الناس يَشْهَدونه ويَحْضُرونه ويجتمعون فيه قال ويقال أَيضاً الشاهد يومُ القيامة فكأَنه قال واليَوْمِ الموعودِ والشاهد فجعل الشاهد من صلة الموعود يتبعه في خفضه وفي حديث الصلاة فإِنها مَشْهودة مكتوبة أَي تَشْهَدُها الملائكة وتَكتُبُ أَجرها للمصلي وفي حديث صلاة الفجر فإِنها مَشْهودة مَحْضورة يَحْضُرها ملائكة الليل والنهار هذه صاعِدةٌ وهذه نازِلَةٌ قال ابن سيده والشاهِدُ من الشهادة عند السلطان لم يفسره كراع بأَكثر من هذا والشَّهِيدُ المقْتول في سبيل الله والجمع شُهَداء وفي الحديث أَرواحُ الشهَداءِ قي حَواصِل طَيْرٍ خُضْرٍ تَعْلُقُ من وَرَق
( * قوله « تعلق من ورق إلخ » في المصباح علقت الإبل من الشجر علقاً من باب قتل وعلوقاً أكلت منها بأفواهها وعلقت في الوادي من باب تعب سرحت وقوله عليه السلام أرواح الشهداء تعلق من ورق الجنة قيل يروى من الأَول وهو الوجه اذ لو كان من الثاني لقيل تعلق في ورق وقيل من الثاني قال القرطبي وهو الأكثر ) الجنة والإسم الشهادة واسْتُشْهِدَ قُتِلَ شهِيداً وتَشَهَّدَ طلب الشهادة والشَّهِيدُ الحيُّ عن النصر بن شميل في تفسير الشهيد الذي يُسْتَشْهَدُ الحيّ أَي هو عند ربه حيّ ذكره أَبو داود
( * قوله « ذكره أبو داود إلى قوله قال أبو منصور » كذا بالأصل المعول عليه ولا يخفى ما فيه من غموض وقوله « كأن أرواحهم » كذا به أيضاً ولعله محذوف عن لان أرواحهم ) أَنه سأَل النضر عن الشهيد فلان شَهِيد يُقال فلان حيّ أَي هو عند ربه حيّ قال أَبو منصور أُراه تأَول قول الله عز وجل ولا تحسبن الذين قُتِلوا في سبيل الله أَمواتاً بل أَحياءٌ عند ربهم كأَنَّ أَرواحهم أُحْضِرَتْ دارَ السلام أَحياءً وأَرواح غَيْرِهِم أُخِّرَتْ إِلى البعث قال وهذا قول حسن وقال ابن الأَنباري سمي الشهيد شهيداً لأَن اللهَ وملائكته شُهودٌ له بالجنة وقيل سُمُّوا شهداء لأَنهم ممن يُسْتَشْهَدُ يوم القيامة مع النبي صلى الله عليه وسلم على الأُمم الخالية قال الله عز وجل لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً وقال أَبو إِسحق الزجاج جاءَ في التفسير أَن أُمم الأَنبياء تكَذِّبُ في الآخرة من أُرْسِلَ إِليهم فيجحدون أَنبياءَهم هذا فيمن جَحَدَ في الدنيا منهم أَمْرَ الرسل فتشهَدُ أُمة محمد صلى الله عليه وسلم بصدق الأَنبياء وتشهد عليهم بتكذيبهم ويَشْهَدُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم لهذه بصدقهم قال أَبو منصور والشهادة تكون للأَفضل فالأَفضل من الأُمة فأَفضلهم من قُتِلَ في سبيل الله مُيِّزوا عن الخَلْقِ بالفَضْلِ وبيَّن الله أَنهم أَحياءٌ عند ربهم يُرْزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ثم يتلوهم في الفضل من عدّه النبي صلى الله عليه وسلم شهيداً فإِنه قال المَبْطُونُ شَهيد والمَطْعُون شَهِيد قال ومنهم أَن تَمُوتَ المرأَةُ بِجُمَع ودل خبر عمر بن الخطاب رضي الله عنه أَنَّ مَنْ أَنْكَرَ مُنْكَراً وأَقام حَقّاً ولم يَخَفْ في الله لَومَة لائم أَنه في جملة الشهداء لقوله رضي الله عنه ما لكم إِذا رأَيتم الرجل يَخْرِقُ أَعْراضَ الناس أَن لا تَعْزِمُوا عليه ؟ قالوا نَخافُ لسانه فقال ذلك أَحْرَى أَن لا تكونوا شهداء قال الأَزهري معناه والله أَعلم أَنَّكم إِذا لم تَعْزِموا وتُقَبِّحوا على من يَقْرِضُ أَعْراضَ المسلمين مخافة لسانه لم تكونوا في جملة الشهداء الذين يُسْتَشهَدُون يوم القيامة على الأُمم التي كذبت أَنبياءَها في الدنيا الكسائي أُشْهِدَ الرجلُ إِذا استُشهد في سبيل الله فهو مُشْهَدٌ بفتح الهاءِ وأَنشد أَنا أَقولُ سَأَموتُ مُشْهَداً وفي الحديث المبْطُونُ شَهِيدٌ والغَريقُ شَهيدٌ قال الشهيدُ في الأَصل من قُتِلَ مجاهداً في سبيل الله ثم اتُّسِعَ فيه فأُطلق على من سماه النبي صلى الله عليه وسلم من المَبْطُون والغَرِق والحَرِق وصاحب الهَدْمِ وذات الجَنْب وغيرِهم وسُمِّيَ شَهيداً لأَن ملائكته شُهُودٌ له بالجنة وقيل لأَن ملائكة الرحمة تَشْهَدُه وقيل لقيامه بشهادَة الحق في أَمْرِ الله حتى قُتِلَ وقيل لأَنه يَشْهَدُ ما أَعدّ الله له من الكرامة بالقتل وقيل غير ذلك فهو فَعيل بمعنى فاعل وبمعنى مفعول على اختلاف التأْويل والشَّهْدُ والشُّهْد العَسَل ما دام لم يُعْصَرْ من شمَعِه واحدته شَهْدَة وشُهْدَة ويُكَسَّر على الشِّهادِ قال أُمية إِلى رُدُحٍ من الشِّيزى مِلاءٍ لُبابَ البُرِّ يُلْبَكُ بالشِّهادِ
( * قوله « ملاء » ككتاب وروي بدله عليها ) أَي من لباب البر يعني الفالوذَق وقيل الشَّهْدُ والشُّهْدُ والشَّهْدَة العَسَلُ ما كان وأَشْهَدَ الرجُل بَلَغَ عن ثعلب وأَشْهَدَ اشْقَرَّ واخْضَرَّ مِئْزَرُه وأَشْهَدَ أَمْذَى والمَذْيُ عُسَيْلَةٌ أَبو عمرو أَشْهَدَ الغلام إِذا أَمْذَى وأَدرَك وأَشْهَدت الجاريةُ إِذا حاضت وأَدْركتْ وأَنشد قامَتْ تُناجِي عامِراً فأَشْهَدا فَداسَها لَيْلَتَه حتى اغْتَدَى والشَّاهِدُ الذي يَخْرُجُ مع الولد كأَنه مُخاط قال ابن سيده والشُّهودُ ما يخرجُ على رأْس الولد واحِدُها شاهد قال حميد بن ثور الهلالي فجاءَتْ بِمثْلِ السَّابِرِيِّ تَعَجَّبوا له والصَّرى ما جَفَّ عنه شُهودُها ونسبه أَبو عبيد إِلى الهُذَلي وهو تصحيف وقيل الشُّهودُ الأَغراس التي تكون على رأْس الحُوار وشُهودُ الناقة آثار موضع مَنْتَجِها من سَلًى أَو دَمٍ والشَّاهِدُ اللسان من قولهم لفلان شاهد حسن أَي عبارة جميلة والشاهد المَلَك قال الأَعشى فلا تَحْسَبَنِّي كافِراً لك نَعْمَةً على شاهِدي يا شاهِدَ اللهِ فاشْهَدِ وقال أَبو بكر في قولهم ما لفلان رُواءٌ ولا شاهِدٌ معناه ما له مَنْظَرٌ ولا لسان والرُّواءُ المَنظَر وكذلك الرِّئْيِ قال الله تعالى أَحسنُ أَثاثاً ورِئْياً وأَنشد ابن الأَعرابي لله دَرُّ أَبيكَ رَبّ عَمَيْدَرٍ حَسَن الرُّواءِ وقلْبُه مَدْكُوكُ قال ابن الأَعرابي أَنشدني أَعرابي في صفة فرس له غائِبٌ لم يَبْتَذِلْه وشاهِدُ قال الشاهِدُ مِن جَرْيِهِ ما يشهد له على سَبْقِه وجَوْدَتِهِ وقال غيره شاهِدُه بذله جَرْيَه وغائبه مصونُ جَرْيه

( شود ) أَشاد بالضالَّة عَرَّفَ وأَشَدْتُ بها عَرَّفْتُها وأَشَدْتُ بالشيءِ عَرَّفْتُه وأَشادَ ذِكْرَه وبذِكْرِه أَشاعَه والإِشادَةُ التَّنْديدُ بالمكروه وقال الليث الإِشادَة شِبْه التنديد وهو رَفْعُك الصَّوْتَ بما يَكره صاحبُكَ ويقال أَشادَ فلان بذكْر فلان في الخير والشر والمدح والذم إِذا شَهَّرَه ورفعه وأَفْرَدَ به الجوهري الخيرَ فقال أَشاد بذكره أَي رفع من قَدْره وفي الحديث من أَشادَ على مسلم عَوْرَةً يَشِينُه بها بغير حق شانه الله يومَ القيامة ويقال أَشادَه وأَشادَ به إِذا أَشاعَه ورفَعَ ذِكره من أَشَدْتُ البنيان فهو مُشادٌ وشَيَّدْتُه إِذا طَوَّلْتَه فاستعير لرفع صوتك بما يكرهه صاحبك وفي حديث أَبي الدرداء أَيُّما رجُلٍ أَشاد على مسلم كلمة هو منها بَرِيء وسنذكر شَيَّدَ وقال الأَصمعي كلُّ شيء رفَعْتَ به صَوْتَك فقد أَشدتَ به ضالة كانت أَو غير ذلك وقال الليث التَّشْويدُ طلوع الشمس وارتفاعُها الصحاح الإِشادة رَفْعُ الصوت بالشيءِ وشَوَّدَتِ الشمسُ ارتفعت قال أَبو منصور وهذا تصحيف والصواب بالذال المعجمة من المِشْوَذ وهو العمامة وعليه بيت أُمية وسنذكره في حرف الذال المعجمة

( شيد ) الشِّيدُ بالكسر كلُّ ما طُليَ به الحائطُ من جِصٍّ أَو بَلاط وبالفتح المصدر تقول شاده يَشِيدُه شَيْداً جَصَّحَه وبناءٌ مَشِيدٌ معمول بالشِّيد وكل ما أُحْكِمَ من البناءِ فقد شُيِّدَ وتَشْييدُ البناء إِحكامُه ورَفْعُه قال وقد يُسَمِّي بعض العرب الحَضَرَ شَيْداً والمَشِيدُ المبني بالشِّيد وأَنشد شادَه مَرْمَراً وَجَلَّلَه كِلْ ساً فللطَّيْرِ في ذَراهُ وكُورُ قال أَبو عبيد البناء المشَيَّد بالتشديد المطوّل وقال الكسائي المَشِيدُ للواحد والمُشِيَّد للجمع حكاه أَبو عبيد عنه قال ابن سيده والكسائي يجل عن هذا غيره المَشِيدُ المعمول بالشِّيد قال الله تعالى وقَصرٍ مَشيد وقال سبحانه في بروج مُشيَّدة قال الفراء يشدّد ما كان في جمع مثل قولك مررت بثياب مُصَبَّغة وكباش مُذَبَّحة فجاز التشديد لأَن الفعل متفرق في جمع فإِذا أَفردت الواحد من ذلك فإِن كان الفعل يترددُ في الواحد ويكثر جاز فيه التشديد والتخفيف مثل قولك مررت برجل مُشَجَّج وبثوب مُخَرَّق وجاز التشديد لأَن الفعل قد تردَّد فيه وكَثُر ويقال مررت بكبش مذبوح ولا تقل مُذَبَّح فإِن الذبح لا يتردد كتردُّد التَّخَرُّق وقوله وقصر مشيد يجوز فيه التشديد لأَن التشييد بناء والبناء يتطاول ويتردّد ويقاس على هذا ما ورد وحكى الجوهري أَيضاً قول الكسائي في أَن المَشيدَ للواحد والمُشَيَّد للجمع وذكر قوله تعالى وقصر مَشِيد للواحد وبروج مُشَيَّدة للجمع قال ابن بري هذا وهمٌ من الجوهري على الكسائي لأَنه إِنما قال مُشَيَّدة بالهاء فأَما مُشَيَّد فهو من صفة الواحد وليس من صفة الجمع قال وقد غلط الكسائي في هذا القول فقيل المَشِيدُ المعمول بالشِّيد وأَما المُشَيَّدُ فهو المطوّل يقال شَيَّدت البناء إِذا طوّلته قال فالمُشَيَّدَة على هذا جمع مَشِيد لا مُشَيَّد قال وهذا الذي ذكره الراد على الكسائي هو المعروف في اللغة قال وقد يتجه عندي قول الكسائي على مذهب من يرى أَن قولهم مُشَيَّدَة أَي مُجَصَّصَة بالشِّيد فيكون مُشَيَّدٌ ومَشِيدٌ بمعنًى إِلا أَن مَشِيداً لا تدخله الهاء للجماعة فيقال قصور مَشيدة وإِنما يقال قصور مُشَيَّدَة فيكون من باب ما يستغني فيه عن اللفظة بغيرها كاستغنائهم بتَرَك عن وَدَعَ وكاستغنائهم عن واحدة المَخاضِ بقولهم خَلِفَة فعلى هذا يتجه قول الكسائي

( صخد ) الصَّخْدُ صوت الهام والصُّرَد وقد صَخَدَ الهامُ والصُّرد يَصْخَدُ صَخْداً وصَخِيداً صَوَّت وأَنشد وصاحَ من الإِفراطِ هامٌ صَواخِدُ والصَّيْخَدُ عين الشمس سمي به لشدة حرها وأَنشد بَعْدَ العَجِير إِذا اسْتَذابَ الصَّيْخَدُ وحَرٌّ صاخِدٌ شَديد ويقال أَصْخَدْنا كما يقال أَظْهَرْنا وصَهَدَهم الحرّ وصَخَدَهم والإِصْخادُ والصَّخَدانُ شدّة الحرّ وقد صَخَدَ يومُنا يَصْخَدُ صَخَداناً وصَخِدَ صَخَداً فهو صاخِدٌ وصَيْخُود وصَيْخَد وصَخَدات وصَخْدان الأَخيرة عن ثعلب شَديدُ الحرّ وليلة صَخْدانةٌ وصَخَدَتْه الشمس تَصْخَدُه صَخْداً أَصابته وأَحرقته أَو حَميت عليه ويقال أَتيته في صَخَدان الحرّ وصَخْدانِه أَي في شدَّته والصَّاخِدَة الهاجرة وهاجرة صَيْخُودٌ مُتَّقِدة وأَصْخَدَ الحِرْباءُ تَصَلَّى بحرِّ الشمس واستقبلها وقول كعب يوماً يَظَلُّ به الحِرْباءُ مُصْطَخِداً كأَنَّ ضاحِيَه بالنارِ مَمْلُول المصْطَخِدُ المنتصب وكذلك المصْطَخِم يصف انتصاب الحرباء إِلى الشمس في شدة الحرِّ وصَخْرة صَيْخُودٌ صَمَّاء راسِيَة شديدة والصَّيْخُود الصخرة الملساء الصُّلْبة لا تحرَّك من مكانها ولا يعمل فيها الحديد وأَنشد حمراءُ مِثْلُ الصَّخْرِة الصَّيْخُود وهي الصَّلُود والصَّيْخُود الصخرة العظيمة التي لا يرفعها شيء ولا يأْخُذ فيها مِنْقارٌ ولا شيء قال ذو الرمة يَتْبَعْنَ مِثْلَ الصخرة الصَّيْخودِ وقيل صخرة صَيْخود وهي الصُّلبة التي يشتدّ حرّها إِذا حميت عليها الشمس وفي حديث عليّ كرَّم الله وجهه ذوات الشَّناخِيب الصُّمِّ من صَياخِيدِها جمع صَيْهِود وهي الصخرة الشديدة والياء زائدة وصَخَد فلان إِلى فلان يَصْخَد صُخوداً إِذا استَمع منه ومال إِليه فهو صاخد قال الهذلي هلاْ عَلِمْتَ أَبا إِياسٍ مَشْهَدي أَيَّامَ أَنتَ إِلى المَوالي تَصْخَدُ ؟ والسُّخْدُ دَمٌ وما في السَّابِياءِ وهو السَّلَى الذي يكون فيه الولد والسَّخْد الرَّهَل والصُّفْرَة في الوجه والصاد فيه لغة على المضارعة

( صدد ) الصَّدّ الإِعْراضُ والصُّدُوف صَدِّ عنه يَصِدُّ ويَصُدُّ صَدّاً وصُدُوداً أَعرض ورجل صادٌّ من قوم صُدَّا وامرأَة صادَّةٌ من نِسوة صَوادَّ وصُدَّادٍ أَيضاً قال القطامي أَبْصارُهُنَّ إِلى الشُّبَّانِ مائِلَةٌ وقد أَراهُنَّ عنهم غَيحرَ صُدَّادَ
( * قوله « وقد أراهن عنهم » المشهور عنى )
ويقال صدّه عن الأَمر يَصُدُّه صَدّاً منعه وصرفه عنه قال الله عز وجل وصذَّها ما كانت تعبد من دون الله يقال عن الايمان العادةُ التي كانت عليها لأَنها نشأَت ولم تعرف إِلا قوماً يعبدون الشمس فصَدَّتها العادةُ وهي عادتها بقوله إِنها كانت من قوم كافرين المعنى صَدَّها كونُها من قوم كافرين عن الإِيمان وفي الحديث فلا يَصُدَّنَّكم ذلك وصعدَّه عنه وأَصَدَّه صرفه وفي التنزيل فصدَّهم عن السبيل وقال امرؤ القيس أَصَدَّ نِشاصَ ذي القَرْنعيْنِ حتى تَوَلَّى عارِضُ المَلكِ الهُمام وصَدَّدَه كأَصَدَّه وأَنشد الفراء لذي الرمة أُناسٌ أَصَدُّوا الناسَ بالسَّيْفِ عنهمُ صُدُود السَّواقي عَنْ أُنوفِ الحَوائِمِ وهذا البيت أَنشده الجوهري وغيره على هذا النص قال ابن بري وصاب إِنشاده صُدُودَ السَّواقي عن رو وسِ المخارِم والسَّواقي مَجاري الماء والمَخْرِم مُنْقَطَعُ أَنِف الجبل يقول صَدُّوت الناسَ عنهم بالسيفِ كما صُدَّتْ هذه الأَنهارُ عن المَخارِم فلم تستطع أَن ترتفع إِليها وحكى اللحياني لا صَدَّ عن ذلك قال والتأْويل حَقّاً أَنت فَعَلْتَ ذاك وصَدَّ يَصِدُّ صَدّاً اسْتَغْرَب ضَحِكاً ولما ضخربَ ابنُ مريم مثلاً إِذا قومكَ منه يَصِدُّون وقرئ ويَصُدُّون فَيَصِدُّون يَضِجُّون ويَعِجُّون كما قدَّمنا ويَصُدُّون يُعْرِضون والله أَعلم الأَزهري تقول صَدَّ يَصِدُّ ويَصُدُّ مثل شدَّ يَشِدُّ ويَشُدُّ والاختيار يصهدون بالكسر وهي قراءة ابن عباس وفسره يَضِجُّون ويَعِجُّون وقال الليث إِذا قومك منه يَصِدُّون أَي يضحكون قال الأَزهري وعلى قول ابن عباس في تفسيره العمل قال أَبو منصور يقال ثَدَدْتُ فلاناً عن أَمره أَصُدُّه صَدّاً فَصَدَّ يَصخدُّ يستوي فيه لفظ الواقع واللازم فإِذا كان المعنى يَضِجُّ ويَعِجُّ فالوجه الجيد صَدَّ يَصِدَّ مثل ضَجَّ يَضِجُّ ومنه قوله عز وجل وما كان صلاتُهم عند البيت إِلا مُكاءً وتَصْدِيةً فالمُكاءُ الصَّفِير والتَّصْدية التصفيق وقيل للتَّصّفِيق تَصْديَةٌ لأَن اليدين تتصافقان فيقابل صَفْقُ هذه صَفْقَ الأُخرى وصدُّ هذه صَدَّ الأُخرى وهما وَجْهاها والصَّدُّ الهِجْرانُ ومنه فَيَصدُّ هذا ويَصُدُّ هذا أَي يُعرِض بوجهه عنه ابن سيده التصدية التَّصفيقُ والصَّوتُ على تحويل التضعيف قال ونظيره قَصَّيْتُ أَظفاري في حروف كثيرة قال وقد عمل فيه سيبويه باباً وقد ذكر منه يعقوبُ وأَبو عبيد أَحرفاً الأَزهري يقال صَدَّى يُصَدِّي تَصْدُيَةً إِذا صَفَّق وأَصله صَدَّدِ يُصَدِّد فكثرت الدالات فقلبت إِحداهن ياء كما قالوا قصيت أَظفاري والأَصل قصَّصتُ أَظفاري قال قال ذلك أَبو عبيد وابن السكيت وغيرهما وصَدِيدُ الجُرْحِ ماؤُه الرقيقُ المختلط بالدم قبل أَن تَغْلُظ المِدَّة وفي الحديث يُسْقَى من صَدِيدِ أَهلِ النارِ وهو الدم والقيح الذي يسيل من الجسد ومنه حديث الصدِّيق في الكفن إِنما هو للمُهْلِ والصَّدِيدِ ابن سيده الصديد القَيْح الذي كأَنه ماء وفيه شُكْلةٌ وقد أَصَدَّ الجرحُ وصَدَّدَ أَي صار فيه المِدَّة والصَّدِيدُ في القرآن ما يَسِيلُ من جلود أَهل النار وقيل هو الحَمِيم إِذا أُغْلِيَ حتى خَثُرَ وصديد الفِضَّةِ ذؤابَتُها على التشبيه وبذلك سُمِّي المُهْلَةُ وقال أَبو إِسحق في قوله تعالى ويُسْقَى من ماءٍ صَدِيدٍ يَتَجَرَّعُه قال الصديد ما يسيل الدمُ المختلط بالقيح في الجُرْح وفي نوادر الأَعراب الصِّدادُ ما اضْطَرَبَ
( * قوله « ما اضطرب إلخ » صوابه ما اصطدمت به المرأة وهو إلخ كتبه السيد مرتضى بهامش الأصل المعول عليه وهو نص القاموس ) وهو السِّتْرُ ابنُ بُزُرخ الصَّدُودُ ما دَلَكْتَه على مِرْآةٍ ثم كَحَلْتَ به عيناً والصَّدُّ والصُّدُّ الجبل قالت ليلى الأَخيلية أَنابِغَ لم تَنْبَغْ ولم تَكُ أَوّلا وكنتَ صُنَيّاً بين صَدَّين مَجْهَلا والجمع أَصْداد وصُدُود والسين فيه لغة والصَّدُّ المرتفع من السحاب تراه كالجبل والسين فيه أَعلى وصُدَّا الجبل ناحيتاه في مَشْعَبِه والصَّدَّان ناحيتا الشِّعْب أَو الجبل أَو الوادي الواحد صَدٌّ وهما الصَّدَفان أَيضاً وقال حميد تَقَلْقَلَ قِدْحٌ بين صَدَّين أَشْخَصَتْ له كَفُّ رامٍ وِجْهَةً لا يُريدُها قال ويقال للجبل صَّدُّ وسَدٌّ قال أَبو عمرو يقال لكل جبل صَدٌّ وصُدٌّ وسَدٌّ وسُدٌّ قال أَبو عمرو الصُّدَّان الجبلان وأَنشد بيت ليلى الأَخيلية وقال الصُّنَيُّ شِعْبٌ صغير يَسِيل فيه الماء والصَّدُّ الجانب والصَّدَدُ الناحية والصَّدَدُ ما اسْتَقْبَلك وهذا صَدَدَ هذا وبصَدَدِه وعلى صَدَده أَي قُبَالَتَه والصَّدَدُ القُرْب والصَّدَدُ القَصْد قال ابن سيده قال سيبويه هو صَدَدُك ومعناه القصْدُ قال وهي من الحروف التي عَزَلَها ليفسر معانيها لأَنها غرائب ويقال صَدَّ السبيلُ
( * قوله « صد السبيل إلخ » عبارة الأساس صد السبيل إذا اعترض دونه مانع من عقبة أَو غيرها فأخذت في غيره )
إِذا اسْتَقْبَلَكَ عَقَبَةٌ صَعْبَةٌ فتركتَها وأَخَذتَ غيرها قال الشاعر إِذا رأَيْنَ علَماً مُقْوَدَّا صَدَدْنَ عن خَيْشُومِها وصَدَّا وقول أَبي الهَيْثم فكُلُّ ذلكَ مِنَّا والمَطِيُّ بنا إِليكَ أَعْناقُها مِن واسِطٍ صَدَدُ قال صَدَدٌ قَصْدٌ وصَدَدُ الطريق ما استقبلك منه وأَما قول الله عز وجل أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى فأَنت له تَصَدّى فمعناه تتعرّض له وتَمِيل إِليه وتُقْبِل عليه يقال تَصَدّى فلان لفلان يَتَصَدّى إِذا تَعَرَّض له والأَصل فيه أَيضاً تَصَدَّد يتَصَدَّد يقال تَصَدَّيت له أَي أَقْبَلْتُ عليه وقال الشاعر لمَّا رَأَيْتُ وَلَدي فيهم مَيَلْ إِلى البُيوتِ وتَصَدَّوْا لِلحَجَلْ قال الأَزهري وأَصله من الصَّدَد وهو ما اسْتَقبلكَ وصار قُبالَتَكَ وقال الزجاج معنى قوله عز وجل فأَنتَ له تَصَدّى أَي أَنت تُقْبِلُ عليه جعله من الصَّدَدِ وهو القُبالَةُ وقال الليث يقال هذه الدارُ على صَدَدِ هذه أَي قُبالَتَها وداري صَدَدَ دارِه أَي قُبالَتَها نَصْب على الظرف قال أَبو عبيد قال ابن السكيت الصَّدَدُ والصَّقَبُ القُرْبُ قال الأَزهري فجائز أَن يكون معنى قوله تعالى فأَنت له تصدّى أَي تَتَقَرَّب إِليه على هذا التأْويل والصُّدّاد بالضم والتشديد دُوَيْبَّةٌ وهي من جنس الجُرْذانِ قال أَبو زيد هو في كلام قيس سامُّ أَبْرَصَ ابن سيده الصُّدَّادُ سامُّ أَبْرَصَ وقيل الوَزَغ أَنشد يعقوب مُنْجَحِراً مُنْجَحَرَ الصُّدّادِ ثم فسره بالوزغ والجمع منهما الصَّدائدُ على غير قياس وأَنشد الأَزهري إِذا ما رَأَى إِشْرافَهُنَّ انْطَوَى لَها خَفِيٌّ كَصُدَّادِ الجَديرَةِ أَطْلَسُ والصَّدّى مقصورٌ تِينٌ أَبيضُ الظاهر أَكحلُ الجوفِ إِذا أَريدَ تزبيبهُ فُلْطِح فيجيءُ كأَنه الفَلَكُ وهو صادق الحلاوة هذا قول أَبي حنيفة وصَدّاءُ اسم بئر وقيل اسم رَكِيَّة عذبة الماء وروى بعضهم هذا المَثَل ماءٌ ولا كَصَدَّاء أَنشد أَبو عبيد وإِنِّي وتَهْيامِي بِزَيْنَبَ كالذي يُحاوِلُ من أَحْواضِ صَدَّاءَ مَشْرَبا وقيل لأَبي عليّ النحوي هو فَعْلاءُ من المضاعف فقال نعم وأَنشد لضرار بن عُتْبَةَ العبشمي كأَنِّيَ مِنْ وَجْدٍ بزَيْنَبَ هائمٌ يُخالسُ من أَحْواض صَدَّاءَ مَشْرَبا يَرَى دُونَ بَرْدِ الماءِ هَوْلاً وذادَةً إِذا شَدَّ صاحوا قَبْلَ أَنْ يَتَحَبَّبَا وبعضهم يقول صَدْآءُ بالهمز مثل صَدْعاءَ قال الجوهري سأَلت عنه رجلاً في البادية فلم يهمزه والصُّدَّادُ
( * هو كرمان وكتاب كما في القاموس ) الطريق إِلى الماء

( صدصد ) صَدْصَدُ اسم امْرأَة والصَّدْصَدَةُ ضَرْبُ المُنْخُلِ بيدك
( * زاد في القاموس الصداصد كعلابط جبل لهذيل )

( صرد ) الصَّرْدُ والصَّرَدُ البَرْدُ وقيل شِدَّتُهُ صَرِدَ بالكسر يَصْرَدُ صَرَداً فهو صَرِدٌ من قوم صَرْدَى الليث الصَّرَدُ مصدر الصَّرِدِ من البرد قال والاسم الصَّرْد مجزوم قال رؤبة بِمَطَرٍ لَيْسَ بِثَلْجٍ صَرْد وفي الحديث ذاكِرُ الله في الغافلين مثلُ الشَّجَرة الخَضْراء وسَطَ الشَّجر الذي تَحَاتَّ وَرَقه من الصَّرِيد هو البرد ويروى من الجَلِيد وفي الحديث سُئِلَ ابن عمر عما يموت في البحر صَرْداً فقال لا بأْس به يعني السمك الذي يموت فيه من البَرْد ويومٌ صَرِدٌ ولَيلَةٌ صَرِدَةٌ شديدة البرد أَبو عمرو الصَّرْد مكان مُرْتَفع من الجبال وهو أَبردها قال الجعدي أَسَدِيَّةٌ تُدْعَى الصِّرادَ إِذا نَشِبوا وتَحْضُر جانِبَيْ شِعْر
( * قوله « تدعى » ولعله تدع أي تترك وقوله « شعر جبل » كذا بالأَصل بكسر الشين وسكون العين وان صح هذا الضبط فهو جبل ببلاد بني جشم أما بفتح الشين فهو جبل لبني سليم أو بني كلاب كما في القاموس وهناك شعر بضم الشين وسكون العين أيضاً جبل آخر ذكره ياقوت )
قال شِعْر جَبَل الجوهري الصَّرْدُ البرد فارسي معرَّب والصُّرُودُ مِن البلاد خلاف الجُرُوم أَي الحارَّة ورَجُلٌ مِصْراد لا يصبر على البرد وفي التهذيب هو الذي يَشْتَدُّ عليه البرد ويقل صَبْرُه عليه وفي الصحاح هو الذي يجد البرد سريعاً قال الساجع أَصْبَحَ قَلْبي صَرِدا لا يَشْتَهي أَن يَرِدَا وفي حديث أَبي هريرة سأَله رجل فقال إِني رجل مِصْرادٌ هو الذي يشتدّ عليه البرد ولا يُطيقُه والمِصرادُ أَيضاً القَويُّ على البرد فهو من الأَضداد والصُّرَّادُ ريح بارِدَةٌ مع نَدًى وريحٌ مِصرادٌ ذاتُ صَرَد أَو صُرَّادٍ قال الشاعر إِذا رأَيْنَ حَرْجَفاً مِصرادَا وَلَّيْنَها أَكْسِيَةً حِدادا والصُّرَّادُ والصُّرَّيْدُ والصَّرْدَى سحاب بارد تسْفِرُه الريح الأَصمعي الصُّرَّادُ سحاب بارد نَدِيٌّ ليس فيه ماء وفي الصحاح غَيْم رقيق لا ماء فيه ابن الأَعرابي الصَّرِيدَة النعجة التي قد أَنحلها البرد وأَضَرَّ بها وجمعها الصَّرائِدُ وفي المحكم الصَّرِيدَة التي أَنحلها البرد وأَضَرَّ بها عن ابن الأَعرابي وأَنشد لَعَمْرُكَ إِني والهِزَبْرَ وعارماً وثَوْرَةَ عِشْنا في لُحوم الصَّرائدِ ويروى فَيا لَيْتَ أَنِّي والهزبر » وأَرضٌ صَرْدٌ باردة والجمع صُرُود وصَرِدَ عن الشيءِ صَرَداً وهو صَرِدٌ انتهى الأَزهري إِذا انْتَهَى القلب عن شيء صَرِدَ عنه كما قال أَصْبَحَ قلبي صَرِدا قال وقد يوصف الجيش بالصَّرَد وجيشٌ صَرَدٌ وصَرْدٌ مجزوم تراه من تُؤَدَتِه كأَنه
( * قوله « من تؤدته كأَنه إلخ » عبارة الأساس كأَنه من تؤدة سيره جامد ) سَيْرُه جامد وذلك لكثرته وهو معنى قول النابغة الجعدي بأَرْعَنَ مِثْلِ الطَّوْدِ تحْسَبُ أَنَّهُم وُقُوفٌ لِحَاجٍ والرِّكابُ تُهَمْلِج وقال خُفَافُ بنُ نُدْبَةَ صَرَدٌ تَوَقَّصَ بالأَبْدان جُمْهُور والتَّوَقُّصُ ثِقَل الوَطْءِ على الأَرض والتَّصريدُ سَقْيٌ دون الرَّيِّ وقال عمر يرثي عروة بن مسعود يُسْقَوْنَ منها شَراباً غَيْرَ تَصْرِيد وفي التهذيب شُرْبٌ دون الريّ يقال صَرَّدَ شُرْبه أَي قطعَه وصَرِدَ السَّقاءُ صَرَداً أَي خرج زُبْدُه متقطعاً فَيُداوى بالماء الحارِّ ومن ذلك أُخِذَ صَرْدُ البرد والتَّصْرِيدُ في العطاء تَقْليله وشراب مُصَرَّدٌ أَي مُقَلَّل وكذلك الذي يُسقَى قَلِيلاً أَو يُعْطى قليلاً وفي الحديث لن يدخل الجنة إِلا تَصرِيداً أَي قليلاً وصَرَّدَ العطاء قَلَّله والصَّرْدُ الطعنُ النافذُ وصَرِد الرمحُ والسَّهم يَصْرَدُ صَرَداً نَفَذَ حدُّه وصَرَدَه هو وأَصْرده أَنْفَذَه من الرَّميَّة وأَنا أَصْرَدْتُه وقال اللَّعِينُ المِنْقَريُّ يخاطب جَريراً والفرزدق فما بُقْيا عليَّ تَرَكْتُماني ولكِنْ خِفْتُما صَرَدَ النِّبال وأَصْرَدَ السهمُ أَخْطَأَ وقال أَبو عبيدة في بيت اللعين من أَراد الصواب قال خفتما أَن تُصِيبَ نِبالي ومن أَراد الخَطَأَ قا خفْتما إِخْطاءَ نبالكما والصَّرَدُ والصَّرْدُ الخَطَأُ في الرمح والسهم ونحوهما فهو على هذا ضدّ وسهم مِصْرادٌ وصاردٌ أَي نافذ وقال قطرب سهم مُصَرِّد مصيب وسهم مُصْرِدٌ أَي مُخْطِئ وأَنشد في الإِصابة على ظَهْرِ مِرْنانٍ بسَهْمٍ مُصَرِّد أَي مُصِيب وقال الآخر أَصْرَدَه الموتُ وقد أَطَلاَّ أَي أَخْطَأَه والصُّرَدُ طائر فوق العصفور وقال الأَزهري يَصِيدُ العصافير وقول أَبي ذؤيب حتى اسْتَبانتْ مع الإِصْباحِ رَامَتُها كأَنَّه في حَواشِي ثَوْبِه صُرَد أَراد أَنه بين حاشِيتي ثوبه صُرَدٌ من خِفته وتضاؤله والجمع صِرْدانٌ قال حميد الهلالي كأَنّ وَحَى الصِّرْدانِ في جَوْفِ ضَالَةٍ تَلَهْجُمَ لَحْيَيْهِ إِذا ما تَلَهْجَما
( * قوله « كأن وحى إلخ » وحى خبر كأن مقدم وتلهجم اسمها مؤخر كما هو صريح حل الصحاح في مادة لهجم )
وفي الحديث نُهِي المحرِمُ عن قَتْلِ الصُّرَدِ وفي حديث آخر نَهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل أَربع النملةِ والنحلة والصُّرَدِ والهُدهد وروي عن إِبراهيم الحَرْبي أَنه قال أَراد بالنملة الكُبَّارَ الطويلة القوائم التي تكون في الخَرِبات وهي لا تؤذي ولا تضر ونهى عن قتل النحلة لأَنها تُعَسِّلُ شراباً فيه شفاء للناس ومنه الشمع ونَهَى عن قتل الصُّرَدِ لأَن العرب كانت تَطَّيَّرُ من صوته وتتشاءَم بصوته وشَخْصِه وقيل إِنما كرهوه من اسمه من التصريد وهو التقليل وهو الواقِي عندهم ونهى عن قتله رَدّاً للطِّيَرة ونهى عن قتل الهدهد لأَنه أَطاع نبيّاً من الأَنبياءِ وأَعانه وفي النهاية أَما نهيه عن قتل الهدهد والصرد فلتحريم لحمهما لأَن الحيوان إِذا نُهِي عن قتله ولم يكن ذلك لاحترامه أَو لضرر فيه كان لتحريم لحمه أَلا ترى أَنه نُهِيَ عن قتل الحيوان لغير مأْكلة ؟ ويقال إِن الهدهد منتن الريح فصار في معنى الجَلاَّلَةِ وقيل الصُّرَدُ طائر أَبقع ضخم الرأْس يكون في الشجر نصفه أَبيض ونصفه أَسود ضخم المِنقار له بُرْثُنٌ عظيم نَحْوٌ مِنَ القارِية في العِظَمِ ويقال له الأَخْطَب
( * قوله « ويقال له الأخطب إلخ » عبارة المصباح ويسمى المجوّف لبياض بطنه والأخطب لخضرة ظهره والاخيل لاختلاف لونه ) لاختلاف لونيه والصُّرَد لا تراه إِلا في شُعْبَة أَو شجرة لا يقدر عليه أَحد قال سُكَيْنٌ النُّمَيري الصُّرَدُ صُرَدان أَحدهما أَسْبَدُ يسميه أَهل العراق العَقْعَقَ وأَما الصُّرَدُ الهَمْام فهو البَرِّيُّ الذي يكون بنجد في العضاه لا تراه إِلا في الأَرض يقفز من شجر إِلى شجر قال وإِن أَصْحَر وطُرِدَ فأُخذَ يقول لو وقع إِلى الأَرض لم يستقل حتى يؤخذ قال ويصرصر كالصقر وروي عن مجاهد قال لا يُصاد بكلب مجوسيٍّ ولا يؤكل من صيد المجوسي إِلا السمك وكُرِه لحم الصُّرَد وهو من سباع الطير وروي عن مجاهد في قوله سكينة من ربكم قال أَقبلت السكينة والصرد وجبريل مع إِبراهيم من الشام والصَّرْدُ البَحْتُ الخالصُ من كل شيء أَبو زيد يقال أُحِبُّكَ حُبّاً صَرْداً أَي خالصاً وشراب صَرْدٌ وسقاه الخمر صَرْداً أَي صِرفاً وأَنشد فإِنَّ النَبِيذَ الصَّرْدَ إِنْ شُرْبَ وَحْدَهُ على غَيْرِ شَيءٍ أَوجَعَ الكِبْدَ جُوعها وذهَبٌ صَرْدٌ خالص وجيش صَرْدٌ بنو أَب واحد لا يخالطهم غيرهم وقال أَبو عبيدة يقال معه جَيْش صَرْدٌ أَي كلهم بنو عمه وكَذِبٌ صَرْدٌ أَبو عبيدة الصَّرَدُ أَن يخرج وبَرٌ أَبيضُ في موضع الدَّبَرَةِ إِذا بَرَأَتْ فيقال لذلك الموضِع صُرَدٌ وجمعه صِرْدانٌ وإِياهما عنى الراعي يصف إِبلاً كأَنَّ مَوَاضِعَ الصِّرْدانِ منها مناراتٌ بُدِينَ على خِمارِ جعل الدَّبَرَ في أَسنمة شبهها بالمنار الجوهري الصُّرَدُ بياض يكون على ظهر الفرس من أَثر الدَّبَرِ ابن سيده والصُّرَدُ بياض يكون في سنام البعير والجمع كالجمع والصُّرَدُ كالبياض يكون على ظهر الفرس من السَّرْج يقال فرسٌ صَرِدٌ إِذا كان بموضع السرج منه بياضٌ من دَبَر أَصابه يقال له الصُّرَدُ وقال الأَصمعي الصُّرَدُ من الفرسِ عِرْقٌ تحت لسانه وأَنشد خَفِيفُ النَّعامَةِ ذُو مَيْعَة كَثِيفُ الفَراشَةِ ناتِي الصُّرَدْ ابن سيده والصُّرَدُ عِرْقٌ في أَسْفل لسان الفرس والصُّرَدَانِ عِرْقان أَخضران يستبطنان اللسانَ وقيل هما عظمان يقيمانه وقيل الصُّرَدَانِ عرقان مُكْتَنِفانِ اللسانَ وأَنشد ليزيد بن الصَّعِق وأَيُّ الناسِ أَعْذَرُ مِنْ شَآمٍ له صُرَدانِ مُنْطَلِقا اللِّسانِ ؟ أَي ذَرِبانِ قال الليث الصُّرَدانِ عِرْقانِ أَخضران أَسْفَلَ اللسان فيهما يدور اللسان قاله الكسائي والصُّرَدُ مسمار يكون في سِنان الرُّمح قال الراعي منها صَريعٌ وضاغٍ فوقَ حَرْبَتِهِ كما ضَغا تَحْتَ حَدِّ العامِلِ الصُّرَدُ وصَرَّدَ الشَّعِيرُ والبُرُّ طلع سَفاهما ولم يَطْلُع سُنْبُلُهما وقد كاد قال ابن سيده هذه عن الهَجَريّ قال شمر تقول العرب للرجل افْتَحْ صُرَدَك
( * قوله « افتح صردك » هكذا بالأَصل المعتمد عليه بأَيدينا والذي في الميداني صررك بالراء جمع صرة ) تَعْرِفْ عُجَرَك وبُجَرَك قال صُرَدُه نفسه يقول افتح صُردَكَ تَعْرِفْ لُؤمَكَ من كرمك وخيرك من شَرِّك ويقال لو فتح صُرَدَه عرف عُجَره وبُجَره أَي عرف أَسرار ما يكتم الجوهري والصِّمْرِدُ بالكسر الناقة القليلة اللبن وبنو الصارِدِ حيٌّ من بني مرة بن عوف بن غطفان

( صرخد ) صَرْخَدُ موضع نسب إِليه الشراب في قول الراعي ولَذٍّ كَطَعْمِ الصَّرْخَديِّ طَرَحْتُه عَشِيَّةَ خِمْسِ القومِ والعينُ عاشِقُه واللَّذُّ النومُ قال ابن بري ورواه ابن القطاع والعين عاشقَه قال والرفع أَصح لأَن قبله وسِرْبالِ كَتَّانٍ لَبِسْتُ جَدِيدَه على الرَّحْلِ حتى أَسْلَمَتْه بَنَائِقُهْ وقوله ولَذٍّ يريد وَرُبَّ نوم لذيذ والهاء في عاشقه تعود على النوم وذكَّرَ العينَ على معنى الطَّرْف كقول طفيل إِذ هي أَحْوى من الرِّبْعيِّ خاذِلَةٌ والعينُ بالإِثمدِ الحارِيِّ مَكْحُولُ

( صعد ) صَعِدَ المكانَ وفيه صُعُوداً وأَصْعَدَ وصَعَّدَ ارتقى مُشْرِفاً واستعاره بعض الشعراء للعرَض الذي هو الهوى فقال فأَصْبَحْنَ لا يَسْأَلْنَهُ عنْ بِما بِهِ أَصَعَّدَ في عُلْوَ الهَوَى أَمْ تَصَوَّبَا أَراد عما به فزاد الباء وفَصَل بها بين عن وما جرَّته وهذا من غريب مواضعها وأَراد أَصَعَّدَ أَم صوّب فلما لم يمكنه ذلك وضع تَصوَّب موضع صَوَّبَ وجَبَلٌ مُصَعِّد مرتفع عال قال ساعدة بن جُؤَيَّة يأْوِي إِلى مُشْمَخِرَّاتٍ مُصَعِّدَةٍ شُمٍّ بِهِنَّ فُرُوعُ القَانِ والنَّشَمِ والصَّعُودُ الطريق صاعداً مؤنثة والجمع أَصْعِدةٌ وصُعُدٌ والصَّعُودُ والصَّعُوداءُ ممدود العَقَبة الشاقة قال تميم بن مقبل وحَدَّثَهُ أَن السبيلَ ثَنِيَّةٌ صَعُودَاءُ تدعو كلَّ كَهْلٍ وأَمْرَدا وأَكَمَة صَعُودٌ وذاتُ صَعْداءَ يَشتدّ صُعودها على الراقي قال وإِنَّ سِياسَةَ الأَقْوامِ فاعْلَم لهَا صَعْدَاءُ مَطْلَعُها طَوِيلُ والصَّعُودُ المشقة على المثل وفي التنزيل سأُرْهِقُه صَعُوداً أَي على مشقة من العذاب قال الليث وغيره الصَّعُودُ ضد الهَبُوط والجمع صعائدُ وصُعُدٌ مثل عجوز وعجائز وعُجُز والصَّعُودُ العقبة الكؤود وجمعها الأَصْعِدَةُ ويقال لأُرْهِقَنَّكَ صَعُوداً أَي لأُجَشِّمَنَّكَ مَشَقَّةً من الأَمر وإِنما اشتقوا ذلك لأَن الارتفاع في صَعُود أَشَقُّ من الانحدار في هَبُوط وقيل فيه يعني مشقة من العذاب ويقال بل جَبَلٌ في النار من جمرة واحدة يكلف الكافرُ ارتقاءَه ويُضرب بالمقامع فكلما وضع عليه رجله ذابت إِلى أَسفلِ وَرِكِهِ ثم تعود مكانها صحيحة قال ومنه اشتق تَصَعَّدَني ذلك الأَمرُ أَي شق عليّ وقال أَبو عبيد في قول عمر رضي الله عنه ما تَصَعَّدَني شيءٌ ما تَصَعَّدَتْني خِطْبَةُ النكاح أَي ما تكاءَدتْني وما بَلَغَتْ مني وما جَهَدَتْني وأَصله من الصَّعُود وهي العقبة الشاقة يقال تَصَعَّدَهُ الأَمْرُ إِذا شق عليه وصَعُبَ قيل إِنما تَصَعَّبُ عليه لقرب الوجوه من الوجوه ونظَرِ بعضهم إِلى بعض ولأَنهم إِذا كان جالساً معهم كانوا نُظَراءَ وأَكْفاءً وإِذا كان على المنبر كانوا سُوقَةً ورعية والصَّعَدُ المشقة وعذاب صَعَدٌ بالتحريك أَي شديد وقوله تعالى نَسْلُكه عذاباً صَعَداً معناه والله أَعلم عذاباً شاقّاً أَي ذا صَعَد ومَشَقَّة وصَعَّدَ في الجبل وعليه وعلى الدرجة رَقِيَ ولم يعرفوا فيه صَعِدَ وأَصْعَد في الأَرض أَو الوادي لا غير ذهب من حيث يجيء السيل ولم يذهب إِلى أَسفل الوادي فأَما ما أَنشده سيبويه لعبد الله بن همام السلولي فإِمَّا تَرَيْني اليومَ مُزْجِي مَطِيَّتي أُصَعِّدُ سَيْراً في البلادِ وأُفْرِعُ فإِنما ذهب إِلى الصُّعود في الأَماكن العالية وأُفْرِعُ ههنا أَنْحَدِرُ لأَنّ الإِفْراع من الأَضْداد فقابل التَّصَعُّدَ بالتَّسَفُّل هذا قول أَبي زيد قال ابن بري إِنما جعل أُصَعِّدُ بمعنى أَنحدر لقوله في آخر البيت وأُفرع وهذا الذي حمل الأَخفشَ على اعتقاد ذلك وليس فيه دليل لأَن الإِفراع من الأَضداد يكون بمعنى الانحدار ويكون بمعنى الإِصعاد وكذلك صَعَّدَ أَيضاً يجيء بالمعنيين يقال صَعَّدَ في الجبل إِذا طلع وإِذا انحدر منه فمن جعل قوله أُصَعِّدُ في البيت المذكور بمعنى الإِصعاد كان قوله أُفْرِعُ بمعنى الانحدار ومن جعله بمعنى الانحدار كان قوله أُفرع بمعنى الإِصعاد وشاهد الإِفراع بمعنى الإِصعاد قول الشاعر إِني امْرُؤٌ مِن يَمانٍ حين تَنْسُبُني وفي أُمَيَّةَ إِفْراعِي وتَصْويبي فالإِفراع ههنا الإِصعاد لاقترانه بالتصويب قال وحكي عن أَبي زيد أَنه قال أَصْعَدَ في الجبل وصَعَّدَ في الأَرض فعلى هذا يكون المعنى في البيت أُصَعِّدُ طَوْراً في الأَرض وطَوْراً أُفْرِعُ في الجبل ويروى « وإِذ ما تريني اليوم » وكلاهما من أَدوات الشرط وجواب الشرط في قوله إِمَّا تريني في البيت الثاني فَإِنيَ مِنْ قَوْمٍ سِواكُمْ وإِنما رِجاليَ فَهْمٌ بالحجاز وأَشْجَعُ وإِنما انتسب إِلى فَهْمٍ وأَشجع وهو من سَلول بن عامر لأَنهم كانوا كلهم من قيس عيلان بن مضر ومن ذلك قول الشماخ فإِنْ كَرِهْتَ هِجائي فاجْتَنِبْ سَخَطِي لا يَدْهَمَنَّكَ إِفْراعِي وتَصْعِيدِي وفي الحديث في رَجَزٍ فهو يُنَمِّي صُعُداً أَي يزيدُ صُعوداً وارتفاعاً يقال صَعِدَ إِليه وفيه وعليه وفي الحديث فَصَعَّدَ فِيَّ النَّظَرَ وصَوَّبه أَي نظر إِلى أَعلاي وأَسفلي يتأَملني وفي صفته صلى الله عليه وسلم كأَنما يَنْحَطُّ في صَعَد هكذا جاءَ في رواية يعني موضعاً عالياً يَصْعَدُ فيه وينحطّ والمشهور كأَنما ينحط في صَبَبٍ والصُّعُدُ بضمتين جمع صَعُود وهو خلاف الهَبُوط وهو بفتحتين خلاف الصَّبَبِ وقال ابن الأَعرابي صَعِدَ في الجبل واستشهد بقوله تعالى إِليه يَصْعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ وقد رجع أَبو زيد إِلى ذلك فقال اسْتَوْأَرَتِ الإِبلُ إِذا نَفَرَت فَصَعِدَتِ الجبال ذَكره في الهمز وفي التنزيل إِذ تُصْعِدُونَ ولا تَلْوُونَ على أَحَدٍ قال الفراء الإِصْعادُ في ابتداء الأَسفار والمخارج تقول أَصْعَدْنا من مكة وأَصْعَدْنا من الكوفة إِلى خُراسان وأَشباه ذلك فإِذا صَعِدْتَ في السُّلَّمِ وفي الدَّرَجَةِ وأَشباهه قُلْتَ صَعِدْتُ ولم تقل أَصْعَدْتُ وقرأَ الحسن إِذ تَصْعَدُون جعل الصُّعودَ في الجبل كالصُّعُود في السلم ابن السكيت يقال صَعِدَ في الجبل وأَصْعَدَ في البلاد ويقال ما زلنا في صَعود وهو المكان فيه ارتفاع وقال أَبو صخر يكون الناس في مَباديهم فإِذا يَبِسَ البقل ودخل الحرّ أَخذوا إِلى حاضِرِهِم فمن أَمَّ القبلة فهو مُصْعِدٌ ومن أَمَّ العراق فهو مُنْحَدِرٌ قال الأَزهري وهذا الذي قاله أَبو صخر كلام عربي فصيح سمعت غير واحد من العرب يقول عارَضْنا الحاجَّ في مَصْعَدِهم أَي في قَصْدِهم مكةَ وعارَضْناهم في مُنْحَدَرِهم أَي في مَرْجِعهم إِلى الكوفة من مكة قال ابن السكيت وقال لي عُمارَة الإِصْعادُ إِلى نجد والحجاز واليمن والانحدار إِلى العراق والشام وعُمان قال ابن عرفة كُلُّ مبتدئ وجْهاً في سفر وغيره فهو مُصْعِدٌ في ابتدائه مُنْحَدِرٌ في رجوعه من أَيّ بلد كان وقال أَبو منصور الإِصْعادُ الذهاب في الأَرض وفي شعر حسان يُبارينَ الأَعِنَّةَ مُصْعِداتٍ أَي مقبلات متوجهات نحوَكم وقال الأَخفش أَصْعَدَ في البلاد سار ومضى وذهب قال الأَعشى فإِنْ تَسْأَلي عني فَيَا رُبَّ سائِلٍ حَفِيٍّ عَن الأَعشى به حَيْثُ أَصْعَدا وأَصْعَدَ في الوادي انحدر فيه وأَما صَعِدَ فهو ارتقى ويقال أَصْعَدَ الرجلُ في البلاد حيث توجه وأَصْعَدَتِ السفينةُ إِصْعاداً إِذا مَدَّت شِراعَها فذهبت بها الريح صَعَداً وقال الليث صَعِدَ إِذا ارتقى وأَصْعَدَ يُصْعِدُ إِصْعاداً فهو مُصْعِدٌ إِذا صار مُسْتَقْبِلَ حَدُورٍ أَو نَهَر أَو واد أَو أَرْفَعَ
( * قوله « او أرفع إلخ » كذا بالأصل المعوّل عليه ولعل فيه سقطاً والأصل أو أرض أَرفع بقرينة قوله الأخرى وقال الأساس أصعد في الأرض مستقبل أرض أخرى ) من الأُخرى قال وصَعَّدَ في الوادي يُصَعّدُ تَصْعِيداً وأَصْعَدَ إِذا انحدر فيه قال الأَزهري والاصِّعَّادُ عندي مثل الصُّعُود قال الله تعالى كأَنما يَصَّعِّد في السماء يقال صَعِدَ واصَّعَّدَ واصَّاعَدَ بمعنى واحد ورَكَبٌ مُصْعِدٌ ومُصَّعِّدٌ مرتفع في البطن منتصب قال تقول ذاتُ الرَّكَبِ المُرَفَّدِ لا خافضٍ جِدّاً ولا مُصَّعِّد وتصَعَّدني الأَمرُ وتَصاعَدني شَقَّ عليَّ والصُّعَداءُ بالضم والمدّ تنفس ممدود وتصَعَّدَ النَّفَسُ صَعُبَ مَخْرَجُه وهو الصُّعَداءُ وقيل الصُّعَداءُ النفَسُ إِلى فوق ممدود وقيل هو النفَسُ بتوجع وهو يَتَنَفَّسُ الصُّعَداء ويتنفس صُعُداً والصُّعَداءُ هي المشقة أَيضاً وقولهم صَنَعَ أَو بَلَغَ كذا وكذا فَصاعِداً أَي فما فوق ذلك وفي الحديث لا صلاةَ لمن لم يقرأْ بفاتحة الكتاب فَصاعِداً أَي فما زاد عليها كقولهم اشتريته بدرهم فصاعداً قال سيبويه وقالوا أَخذته بدرهم فصاعداً حذفوا الفعل لكثرة استعمالهم إِياه ولأَنهم أَمِنوا أَن يكون على الباء لأَنك لو قلت أَخذته بِصاعِدٍ كان قبيحاً لأَنه صفة ولا يكون في موضع الاسم كأَنه قال أَخذته بدرهم فزاد الثمنُ صاعِداً أَو فذهب صاعداً ولا يجوز أَن تقول وصاعداً لأَنك لا تريد أَن تخبر أَن الدرهَم مع صاعِدٍ ثَمَنٌ لشيء كقولك بدرهم وزيادة ولكنك أَخبرت بأَدنى الثمن فجعلته أَولاً ثم قَرَّرْتَ شيئاً بعد شيء لأَثْمانٍ شَتَّى قال ولم يُرَدْ فيها هذا المعنى ولم يُلْزِم الواوُ الشيئين أَن يكون أَحدهما بعد الآخر وصاعِدٌ بدل من زاد ويزيد وثم مثل الفاء إِلاَّ أَنّ الفاء أَكثر في كلامهم قال ابن جني وصاعداً حال مؤكدة أَلا ترى أَن تقديره فزاد الثمنُ صاعِداً ؟ ومعلوم أَنه إِذا زاد الثمنُ لم يمكن إِلا صاعِداً ومثله قوله كَفى بالنَّأْيِ من أَسْماءَ كافٍ غير أَن للحال هنا مزية أَي في قوله فصاعداً لأَن صاعداً ناب في اللفظ عن الفعل الذي هو زاد وكاف ليس نائباً في اللفظ عن شيء أَلا ترى أَن الفعل الناصب له الذي هو كفى ملفوظ به معه ؟ والصعيدُ المرتفعُ من الأَرض وقيل الأَرض المرتفعة من الأَرض المنخفضةِ وقيل ما لم يخالطه رمل ولا سَبَخَةٌ وقيل وجه الأَرض لقوله تعالى فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً وقال جرير إِذا تَيْمٌ ثَوَتْ بِصَعِيد أَرْضٍ بَكَتْ من خُبْثِ لُؤْمِهِم الصَّعيدُ وقال في آخرين والأَطْيَبِينَ من التراب صَعيدا وقيل الصَّعِيدُ الأَرضُ وقيل الأَرض الطَّيِّبَةُ وقيل هو كل تراب طيب وفي التنزيل فَتَيَمَّموا صَعِيداً طَيِّباً وقال الفراء في قوله صَعيداً جُرزُاً الصعيد التراب وقال غيره هي الأَرض المستوية وقال الشافعي لا يَقع اسْمُ صَعيد إِلاّ على تراب ذي غُبار فأَما البَطْحاءُ الغليظة والرقيقة والكَثِيبُ الغليظ فلا يقع عليه اسم صعيد وإِن خالطه تراب أَو صعيد
( * قوله « تراب أو صعيد إلخ » كذا بالأصل ولعل الأولى تراب أو رمل أو نحو ذلك ) أَو مَدَرٌ يكون له غُبار كان الذي خالطه الصعيدَ ولا يُتَيَمَّمُ بالنورة وبالكحل وبالزِّرْنيخ وكل هذا حجارة وقال أَبو إِسحق الصعيد وجه الأَرض قال وعلى الإِنسان أَن يضرب بيديه وجه الأَرض ولا يبالي أَكان في الموضع ترابٌ أَو لم يكن لأَن الصعيد ليس هو الترابَ إِنما هو وجه الأَرض تراباً كان أَو غيره قال ولو أَن أَرضاً كانت كلها صخراً لا تراب عليه ثم ضرب المتيمم يدَه على ذلك الصخر لكان ذلك طَهُوراً إِذا مسح به وجهه قال الله تعالى فَتُصْبِح صعيداً لأَنه نهاية ما يصعد إِليه من باطن الأَرض لا أَعلم بين أَهل اللغة خلافاً فيه أَن الصعيد وجه الأَرض قال الأَزهري وهذا الذي قاله أَبو إِسحق أَحسَبه مذهَبَ مالك ومن قال بقوله ولا أَسْتَيْقِنُه قال الليث يقال للحَديقَةِ إِذا خَرِبت وذهب شَجْراؤُها قد صارت صعيداً أَي أَرضاً مستوية لا شَجَرَ فيها ابن الأَعرابي الصعيدُ الأَرضُ بعينها والصعيدُ الطريقُ سمي بالصعيد من التراب والجمع من كل ذلك صُعْدانٌ قال حميد بن ثور وتِيهٍ تَشابَهَ صُعْدانُه ويَفْنى بهِ الماءُ إِلاَّ السَّمَلْ وصُعُدٌ كذلك وصُعُداتٌ جمع الجمع وفي حديث علي رضوان الله عليه إِياكم والقُعُودَ بالصُّعُداتِ إِلاَّ مَنْ أَدَّى حَقَّها هي الطُّرُقُ وهي جمع صُعُدٍ وصُعُدٌ جمعُ صَعِيد كطريق وطرُق وطُرُقات مأْخوذ من الصَّعيدِ وهو التراب وقيل هي جمع صُعْدَةٍ كظُلْمة وهي فِناءُ باب الدار ومَمَرُّ الناس بين يديه ومنه الحديث ولَخَرَجْتم إِلى الصُّعْداتِ تَجْأَرُونَ إِلى الله والصَّعِيدُ الطريقُ يكون واسعاً وضَيِّقاً والصَّعيدُ الموضعُ العريضُ الواسعُ والصَّعيدُ القبر وأَصْعَدَ في العَدْو اشْتَدَّ ويقال هذا النبات يَنْمي صُعُداً أَي يزداد طولاً وعُنُقٌ صاعِدٌ أَي طويل ويقال فلان يتتبع صُعَداءَه أَي يرفع رأْسه ولا يُطأْطِئُه ويقال للناقة إِنها لفي صَعِيدَةِ بازِلَيْها أَي قد دنت ولمَّا تَبْزُل وأَنشد سَديسٌ في صَعِيدَةِ بازِلَيْها عَبَنَّاةٌ ولم تَسْقِ الجَنِينا والصَّعْدَةُ القَناة وقيل القناة المستوية تنبت كذلك لا تحتاج إِلى التثقيف قال كعب بن جُعَيْل يصف امرأَةً شَبَّهَ قَدَّها بالقَناة فإِذا قامتْ إِلى جاراتِها لاحَتِ السَّاقُ بِخَلْخالٍ زجِلْ صَعْدَةٌ نابِتَةٌ في حائرٍ أَيْنَما الرِّيحُ تُمَيِّلْها تَمِلْ وقال آخر خَريرُ الرِّيحِ في قَصَبِ الصِّعادِ وكذلك القَصَبَةُ والجمع صِعادٌ وقيل هي نحو من الأَلَّةِ والأَلَّةُ أَصغر من الحَرْبَةِ وفي حديث الأَحنف إِنَّ على كُلِّ رَئِيسٍ حَقَّا أَن يَخْضِبَ الصَّعْدَةَ أَو تَنْدَقَّا قال الصَّعْدةُ القناة التي تنبت مستقيمة والصَّعْدَةُ من النساء المستقيمةُ القامة كأَنها صَعْدَةُ قَناةٍ وجوارٍ صَعْداتٌ خفيفةٌ لأَنه نعت وثلاثُ صَعَداتٍ للقنا مُثَقَّلة لأَنه اسم والصَّعُودُ من الإِبل التي وَلَدَتْ لغير تمام ولكنها خَدَجَتْ لستة أَشهر أَو سبعة فَعَطَفَتْ على ولدِ عامِ أَوَّلَ وقيل الصَّعُود الناقة تُلْقي ولَدها بعدما يُشْعِرُ ثم تَرْأَمُ ولدَها الأَوّل أَو وَلَدَ غيرها فَتَدِرُّ عليه وقال الليث الصَّعُود الناقة يموت حُوارُها فَتَرْجِعُ إِلى فصيلها فَتَدِرُّ عليه ويقال هو أَطيب للبنها وأَنشد لخالد بن جعفر الكلابي يصف فرساً أَمَرْتُ لها الرِّعاءَ ليُكْرِمُوها لها لَبَنُ الخلِيَّةِ والصَّعُودِ قال الأَصمعي ولا تكون صَعُوداً حتى تكون خادِجاً والخَلِيَّةُ الناقة تَعْطِف مع أُخرى على ولد واحد فَتَدِرَّانِ عليه فَيَتَخلى أَهلُ البيت بواحدة يَحْلُبُونها والجمع صَعائد وصُعُدٌ فأَما سيبويه فأَنكر الصُّعُدَ وأَصْعَدَتِ الناقةُ وأَصْعَدَها بالأَلف وصَعَّدَها جعلها صَعُوداً عن ابن الأَعرابي والصُّعُد شجر يُذاب منه القارُ والتَّصْعِيدُ الإِذابة ومنه قيل خلٌّ مُصَعَّدٌ وشرابٌ مُصَعَّدٌ إِذا عُولج بالنار حتى يحول عما هو عليه طعماً ولوناً وبَناتُ صَعْدَةَ حَميرُ الوَحْش والنسبة إِليها صاعِديّ على غير قياس قال أَبو ذؤَيب فَرَمَى فأَلحَق صاعِدِيَّاً مِطْحَراً بالكَشْحِ فاشتملتْ عليه الأَضْلُعُ وقيل الصَّعْدَةُ الأَتان وفي الحديث أَنه خرج على صَعْدَةٍ يَتْبَعُها حُذاقيٌّ عليها قَوْصَفٌ لم يَبْق منها إِلا قَرْقَرُها الصَّعْدَةُ الأَتان الطويلة الظهر والحُذاقِيُّ الجَحْشُ والقَوْصَفُ القَطيفة وقَرْقَرُها ظَهْرُها وصعَيدُ مصر موضعٌ بها وصَعْدَةُ موضع باليمن معرفة لا يدخلها الأَلف واللام وصُعادى وصُعائدُ موضعان قال لبيد عَلِهَتْ تَبَلَّدُ في نِهاءِ صُعائِدٍ سَبْعاً تؤَاماً كاملاً أَيامُها

( صغد ) الصُّغْدُ جبل معروف وأَنشد أَبو إِسحق ووَتَّرَ الأَساوِرُ القِياسا صُغْدِيَّةً تَنْتَزِعُ الأَنْفاسا

( صفد ) الصَّفَدُ والصَّفْدُ العَطاءُ وقد أَصْفَدَهُ ويُعَدَّى إِلى مفعولين قال الأَعشى في العطِية يَمْدح رجلاً تضَيَّفْتُه يَوْماً فَقَرَّبَ مَقْعَدِي وأَصْفَدَني على الزَّمانةِ قائِدا يُريد وهَبَ لي قائداً يَقُودُني والصَّفْد والصَّفادُ الشَّدُّ وفي حديث عمر قال له عبد الله بن أَبي عمار لقَدْ أَرَدْتُ أَن آتيَ به مَصْفُوداً أَي مُقَيَّداً وفي الحديث نَهى عن صلاة الصَّافِدِ هُوَ أَنْ يَقْرُنَ بين قَدَمَيْهِ معاً كأَنهما في قَيد وصَفَده يَصْفِدُه صَفْداً وصُفُوداً وصَفَّدَه أَوْثَقَه وشده وقَيَّده في الحديث وغيره ويكون من نِسْع أَو قِدٍّ وأَنشد هلا كرَرتَ على ابن أُمِّك مَعْبَدٍ والعامريُّ يقوده بصِفادِ وكذلك التَّصفِيد والصَّفد الوَثاقُ والاسم الصَّفادُ والصِّفادُ حَبْلٌ يُوثَقُ به أَو غُلٌّ وهو الصَّفْد والصَّفَدُ والجمع الأَصْفادُ قال ابن سيده لا نعلمه كُسِّر على غير ذلك قصروه على بناء أَدنى العدد وفي التنزيل العزيز وآخَرين مُقَرَّنِين في الأَصْفاد قيل هي الأَغلال وقيل القيود واحدها صَفَد يقال صَفَدْتُه بالحديد وفي الحديد وصَفَّدْتُه مخفف ومثقل وقيل الصَّفَد القيد وجمعها أَصفاد الجوهري الصِّفادُ ما يُوثَقُ به الأَسير من قِدٍّوقَيْدٍ وغُلٍّ وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال إِذا دخل شهر رمضان صُفِّدَت الشياطين صُفِّدَت يعني شُدَّت وأُوثِقَت بالأَغْلال يقال منه صَفَدْت الرجل فهو مَصْفود وصَفَّدْته فهو مُصَفَّد فأَما أَصْفَدْته بالأَلف إِصْفاداً فهو أَن تُعْطِيَه وتَصِلَه والاسم من العطية الصَّفَد وكذلك من الوَثاق قال النابغة فَلَمْ أُعَرِّضْ أَبَيْتَ اللَّعْنَ بالصَّفَدِ يقول لم أَمْدَحْك لتُعطِيَني والجمع منها أَصْفاد والمصدر من العَطِيَّةِ الإِصْفاد ومن الوَثاق الصَّفْد والتَّصْفيدُ وأَصْفَدْته إِصْفاداً أَي أَعْطَيْتُه مالاً أَو وَهَبْت له عبداً وقول الشاعر يصف روضة وبَدا لكَوْكَبِها سَعِيطٌ مِثْلَ ما كُبِسَ العَبِيرُ على المَلابِ الأَصْفَد قال إِنما أَراد الإِصْفَنْط

( صفرد ) الصِّفْرِدُ طائر أَعظم من العُصفور وفي المثل أَجْبَنُ من صِفْرِدٍ ابن الأَعرابي هو طائر جَبان يَفْزَعُ من الصَّعْوَة وغيرها وقال الليث هو طائر يَأْلَفُ البيوت وهو أَجْبَنُ طائر والله أَعلم

( صلد ) حَجر صَلْد وصَلُود بيِّن الصَّلادة والصُّلُودِ صُلْب أَمْلَسُ والجمع من كل ذلك أَصْلاد وحجر أَصْلَد كذلك قال المُثَقَّبُ العَبْدي يَنْمِي بنُهَّاضٍ إِلى حارِكٍ ثَمَّ كَرُكْنِ الحجَر الأَصْلدِ قال الله عز وجل فَتَرَكه صَلْداً قال الليث يقال حجر صَلْد وجَبين صلد أَي أَمْلَسُ يابس فإِذا قلت صَلْت فهو مُسْتَوٍ ابن السكيت الصَّفا العَريضُ منَ الحجارة الأَمْلَسُ قال والصَّلْداء والصَّلْداءَةُ الأَرض الغَليظة الصُّلْبة قال وكلُّ حَجَر صُلْبٍ فكل ناحية منه صَلْدٌ وأَصْلادٌ جمع صَلْد وأَنشَد لرؤبة بَرَّاق أَصْلادِ الجَبينِ الأَجْلَه أَبو الهيثم أَصلادُ الجبين الموضع الذي لا شعر عليه شُبِّهَ بالحجر الأَملس وجَبين صَلْد ورأْس صَلْد ورأْس صُلادِمٌ كَصَلْد فُعالِمٌ عند الخليل وفُعالِلٌ عند غيره وكذلك حافر صَلْد وصُلادِمٌ وسنذكره في الميم ومكان صَلْد لا يُنْبِت وقد صَلَد المكان وصَلَدَ وأَرض صَلْد وصَلَدَت الأَرضُ وأَصْلَدَتْ ومكان صَلْدٌ صُلْبٌ شديدٌ وامرأَة صَلُود قليلة الخير قال جميل أَلَمْ تَعْلَمِي يا أُمَّ ذي الوَدْعِ أَنَّني أُضاحِكُ ذِكْراكُمْ وأَنت صَلُود ؟ وقيل صَلُود ههنا صُلْبة لا رَحْمَة في فؤَدِها ورجل صَلْد وصَلُود وأَصْلَدُ بخيل جدّاً صَلَدَ يَصْلِدُ صَلْداً وصلُدَ صَلادَةً والأَصْلَدُ البخيل أَبو عمرو ويقال للبخيل صَلَدَتْ زِنادُه وأَنشد صَلَدَتْ زِنادَكَ يا يَزيدُ وطالَما ثَقَبَتْ زِنادُكَ للضَّريكِ المُرْمِلِ وناقةٌ صَلُودٌ ومِصْلاد أَي بكيئَة وبئْرٌ صَلُود غَلَبَ جَبَلُها فامْتَنَعَتْ على حافِرها وقد صَلَدَ عليه يَصْلِدُ صَلْداً وصَلُد صَلادَة وصُلُودَة وصُلُوداً وسأَله فأَصْلَدَ أَي وجَدَه صَلْداً عن ابن الأَعرابي هكذا حكاه قال ابن سيده وإِنما قياسه فأَصْلَدْتُه كما قالوا أَبْخَلْتُه وأَجْبَنْتُه أَي صادَفْتُه بخيلاً وجباناً وفرس صَلُودٌ بَطيءُ الإِلْقاحِ وهو أَيضاً القَليلُ الماءِ وقيل هو البَطيءُ العَرَق وكذلك القِدْرُ إِذا أَبطأَ غَليْهُا التهذيب فرس صَلُود وصَلَدٌ إِذا لم يَعْرَقْ وهو مذموم ويقالُ عُودٌ صَلاَّدٌ لا يَنْقَدِحُ منه النارُ وصَلَد الزَّنْدُ يَصْلِدُ صَلْداً فهو صالد وصَلاَّد وصَلُود ومِصْلاد وأَصْلَدَ صوَّتَ ولم يُورِ وأَصْلَدَه هو وأَصْلَدْتُه أَنا وقَدَحَ فُلان فأَصْلَدَ وحَجَرٌ صَلْدٌ لا يُوري ناراً وحَجَر صَلُود مثله وحكى الجوهري صَلِدَ الزند بكسر اللام
( * قوله « صلد الزند بكسر اللام إلخ » كذا بالأصل المنقول من مسودة المؤلف والذي في نسخ بأيدينا من الصحاح طبع وخط صلد الزند يصلد بكسر اللام فمفاده أنه من باب جلس )
يَصْلَدُ صُلُوداً إِذا صوّت ولم يُخْرِجْ ناراً وأَصْلَدَ الرجلُ أَي صَلَدَ زَنْدُه وصَلَدَ المَسْؤُولُ السائِلَ إِذا لم يُعْطه شَيْئاً وقال الراجز تَسْمَعُ في عُصْلٍ لها صَوالِدا صَلَّ خطاطِيفَ على جَلامِدا ويقال صَلَدَتْ أَنْيابه فهي صالدة وصوَالِدُ إِذا سُمِعَ صَوْتُ صَريِفها وصَلَدَ الوَعِلُ يَصْلِدُ صَلْداً فهو صَلُودٌ تَرَقَّى في الجبل وصَلَدَ الرجل بيَدَيْه صَلْداً مثل صَفَقَ سواء والصَّلُود الصُّلْب بناء نادر التهذيب في ترجمة صَلَتَ وجاءَ بِمَرَقٍ يَصْلِتُ ولَبَنٍ يَصْلِتُ إِذا كان قليل الدَّسَم كثير الماء ويجوز يَصْلِدُ بهذا المعنى وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه لما طُعِنَ سقاه الطبيبُ لبناً فخرج من موضع الطعنة أَبيضَ يصْلِد أَي يَبْرُق ويَبِصُّ وفي حديث عطاء بن يسار قال له بعض القوم أَقسمت عليك لما تَقَيَّأْتَ فقاءَ لَبناً يَصْلد وفي حديث ابن مسعود يرفعه ثم لَحا قَضيبَه فإِذا هو أَبيضُ يَصْلِد وصَلَدَت صَلَعة الرجل إِذا بَرَقَت وقال الهذلي يصف بقرة وحشية وشَقَّتْ مقَاطِيعُ الرُّماةِ فُؤَادَها إِذا سَمِعَتْ صَوْتَ المُغَرِّد تَصْلِدُ والمقَاطِيع النِّصالُ وقوله تَصْلِدُ أَي تنتصب والصَّلُودُ المُنْفَرد قال ذلك الأَصمعي وأَنشد تالله يَبْقى على الأَيامِ ذُو حِيَدٍ إِذْ ما صَلُودٌ مِنَ الأَوْعالِ ذُو خَذَمِ أَراد بالحِيَدِ عُقَد قَرْنه الواحدة حَيْدَة

( صلخد ) الصَّلْخَدُ والصِّلَخْدُ والصِّلْخَدُّ والصُّلاخِدُ والصِّلْخادُ والصَّلَخْدى كله الجمل المُسِنُّ الشَّديدُ الطَّويلُ وقيل هو الماضي من الإِبل وقيل للفحْل الشديد صَلَخْدًى بالتنوين والأُنثى صَلَخْداة وصَيْلَخود والمُصْلَخِدُّ المُنْتَصِبُ القائم واصْلَخَدَّ اصْلِخْداداً انتَصَبَ قائماً الجوهري الصَّلَخْدى القوي الشديد مثل الصَّلَخْدم الياء والميم زائدتان ويقال جمل صَلَخْدًى بتحريك اللام وناقة صَلْخَداة وجمل صُلاخِدٌ بالضم والجمع صَلاخِدُ بالفتح=

=======

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجلد{1 و2.} كتاب: أساس البلاغة أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد، الزمخشري جار الله (المتوفى: 538هـ)

  1 مجلد{1}   كتاب: أساس البلاغة أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد، الزمخشري جار الله (المتوفى: 538هـ) مقدمة المؤلف بسم الله الرحمن...