الجمعة، 15 أبريل 2022

مجلد{33 و 34 } لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري

 

33.

مجلد{33}لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري 

( ذهن ) الذِّهْنُ الفهم والعقل والذِّهْن أَيضاً حِفْظُ القلب وجمعهما أَذْهان تقول اجعل ذِهْنَك إلى كذا وكذا ورجل ذَهِنٌ وذِهْنٌ كلاهما على النسب وكأَنَّ ذِهْناً مُغيَّر من ذَهِنٍ وفي النوادر ذَهِنْتُ كذا وكذا أَي فهمته وذَهَنتُ عن كذا فَهِمْتُ عنه ويقال ذَهَنَني عن كذا وأَذْهَنَني واسْتَذْهَنَني أَي أَنساني وأَلهاني عن الذِّكْرِ الجوهري الذَّهَُ مثل الذِّهْنِ وهو الفِطْنة والحفظ وفلانُ يُذاهِنُ الناس أَي يُفاطنهم وذاهَنَني فذَهَنْتُه أَي كنت أَجْوَدَ منه ذِهْناً والذِّهْنُ أَيضاً القوَّة قال أَوس بن حَجَر أَنُوءُ بِرجْلٍ بها ذِهْنُها وأَعْيَتْ بها أُخْتُها الغابِرَه والغابرة هنا الباقية

( ذون ) الكسائي في الذَّآنين منهم من لا يهمز فيقول ذُونُون وذَوَانين للجمع قال والذُّونون في هيئة الهِلْيَوْن مسموع من العرب ابن الأَعرابي التَّذَوُّن النَّعْمة والذَّانُ والذَّيْنُ العيب

( ذين ) الذَّيْنُ والذَّانُ العيب وذَامَه وذَانه وذابَه إذا عابه وقال أَبو عمرو هو الذَّيْمُ والذَّامُ والذانُ والذابُ بمعنى واحد وقال قيس بن الخَطيم الأَنصاري أَجَدَّ بعَمْرَةَ غُنْياتُها فتَهْجُر أَم شأْنُنا شأْنُها ؟ ردَدْنا الكَتِيبةَ مَفلولةً بها أَفْنُها وبها ذَانُها وقال كِنازٌ الجَرْميّ رَدَدْنا الكتيبةَ مَفْلولةً بها أَفْنُها وبها ذابُها ولستُ إذا كنتُ في جانبٍ أَذُمُّ العَشيرةَ أَغْتابُها ولكنْ أُطاوِعُ ساداتِها ولا أَتَعَلَّمُ أَلْقابَها وفي شعره إقواءٌ في المرفوع والمنصوب والمُذانُ لغة في المُذال

( رأن ) ابن بري الأُرانَى نبت والبُوصُ ثمره والقُرْزُحُ حَبُّه هكذا وجدت في كتاب ابن بري وذكر في ترجمة أَرن الأَرانيةُ نبت من الحَمْض لا يطول ساقه والأُرانَى جَناةُ الضَّعَة وغير ذلك

( ربن ) الرَّبُونُ والأُربونُ والأُرْبانُ العَرَبُونُ وكرهها بعضهم وأَرْبَنه أَعطاه الأُرْبونَ وهو دخيل وهو نحو عُرْبون وأَما قول رؤبة مُسَرْوَل في آلِه مُرَبَّن ومُرَوْبَن فإِنما هو فارسي معرب قال ابن دريد وأَحسبه الذي يسمَّى الرَّانَ التهذيب أَبو عمرو المُرْتَبِنُ المرتفع فوق المكان قال والمُرْتَبِئُ مثله وقال الشاعر ومُرْتَبِنٍ فوقَ الهِضابِ لفَجْرةٍ سَمَوْتُ إليه بالسِّنانِ فأَدْبرَا ورُبّان كل شيء معظمه وجماعته وأَخذتُه برُبّانِه ورِبّانِه ورُبّانُ السفينة الذي يُجْرِيها ويجمع رَبابِين قال أَبو منصور وأَظنه دخيلاً

( رتن ) الرَّتْنُ الخلط ومنه المُرَتَّنَةُ ابن سيده الرَّتْنُ خلط العجين بالشحم والمُرَتَّنَةُ الخُبْزَة المُشَحَّمَة ونسب الأَزهري هذا القول إلى الليث وقال حَرَصْتُ على أَن أَجِدَ هذا الحرفَ لغير الليث فلم أجد له أَصلاً قال ولا آمن أَن يكون الصواب المُرَثَّنة بالثاء من الرَّثَانِ وهي الأَمطار الخفيفة فكأَنَّ تَرْثِينَها تَرْوِيَتُها بالدَّسمِ

( رثن ) الرَّثَانُ قِطَار المطر يفصل بينها سكونٌ وقال ابن هاني الرَّثَانُ من الأَمطار القِطار المتتابعة يفصل بينهن ساعات أقل ما بينهن ساعة وأَكثر ما بينهن يوم وليلة وأَرض مُرَثَّنَةٌ تَرْثِيناً ومُرَثَّمَة ومُثَرَّدةٌ كل ذلك إذا أَصابها مطر ضعيف وفي نوادر الأَعراب أَرض مَرْثُونة أَصابتها رَثْنَة أَي مَرْكُوكة وأَصابها رَثَانٌ ورِثامٌ وقد رُثِّنَتِ الأَرضُ تَرْثِيناً عن كراع قال ابن سيده والقياس رُثِنَتْ كطُلَّتْ وبُغِشَتْ ورُثِنَتْ
( * قوله « ورثنت » هكذا في الأصل ولعلها ورشت ) وطُشَّتْ وما أَشبه ذلك الأَزهري قال بعض من لا أَعتمده تَرَثَّنَتِ المرأَةُ إذا طلت وجهها بغُمْرة

( رثعن ) ارْثَعَنَّ المطرُ كثرَ قال ذو الرمة
( * قوله « ذو الرمة » الذي في المحكم قال رؤبة )
كأَنه بعدَ رياحٍ تَدْهَمُه ومُرْثَعِنَّاتِ الدُّجُون تَثِمُهْ الأَزهري المُرْثَعِنُّ من المطر المُسْتَرْسِل السائل قال وقال ابن السكيت في قول النابغة وكُلُّ مُلِثٍّ مُكْفَهِرٍّ سحابُه كَمِيش التَّوالي مُرْثَعِنِّ الأَسافِلِ قال مُرْثَعنّ متساقط ليس بسريح وبذلك يوصف الغيث وارْثَعَنَّ المطر إذا ثبت وجادَ وهو يَرْثَعِنُّ ارْثِعْنَاناً والمُرْثَعِنُّ السيل الغالب والمُرْثَعِنُّ الرجل الضعيف المسترخي وارْثَعَنَّ استرخى وكل مسترخ متساقط مُرْثَعِنّ ويقال جاء فلان مُرْثَعِنّاً ساقطَ الأَكتاف أَي مسترخياً والارْثِعْنانُ الاسترخاء قال ابن بري شاهده قول أَبي الأَسود العِجْلي لما رآه جَسْرباً مُجِنّاً أَقْصَرَ عن حَسْناء وارْثَعَنَّا والمُرْثَعِنُّ من الرجال الذي لا يَمضي على هَوْلٍ

( رجن ) رَجَنَ بالمكان وفي نسخة رَجَنَ الرجلُ بالمكان يَرْجُن رُجوناً إذا أَقام به والرَّاجِنُ الآلف من الطير وغيره مثل الداجِنِ وشاة راجنٌ مقيمة في البيوت وكذلك الناقة رَجَنَتْ تَرْجُن رُجُوناً وأَرْجَنَتْ ورَجَنها هو يَرْجُنها رَجْناً حبسها عن المرعى على غير عَلَف فإِن أَمسكها على علف قيل رَجَّنها تَرْجيناً ورَجَنَ الدابَّة يَرْجُنها رَجْناً فهي مرجونة إذا حبسها وأَساء علفها حتى تُهْزَل ورَجَنَتْ هي بنفسها رُجُوناً يتعدّى ولا يتعدّى ابن شميل رَجَنَ القومُ رِكابَهم ورَجَنَ فلانٌ راحلته رَجْناً شديداً في الدار وهو أَن يحبسها مُناخَةً لا يعلفها ورَجَنَ البعيرُ في النَّوى والبِزْرِ رُجُوناً ورُجُونُه اعْتلافُه الفراء رَجَنَت الإِبل ورَجِنَت أَيضاً بالكسر وهي راجنة الجوهري وقد رَجَنتُها أَنا وأَرْجَنْتُها إذا حبستها لتعلفها ولم تُسَرّحْها وارْتَجَنَ الزُّبْدُ طُبِخَ فلم يَصْفُ وفسد وارْتَجَنت الزُّبْدَةُ تفرّقت في المِمْخَض اللحياني رَجَن في الطعام ورَمَكَ إذا لم يَعَفْ منه شيئاً ورَجَنَ البعيرُ في العَلَف رُجوناً إذا لم يَعَفْ منه شيئاً وكذلك الشاة وغيرها وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه كتب في الصدقة إلى بعض عُمَّاله كتاباً فيه ولا تَحْبس الناسَ أَوَّلهم على آخرهم فإِن الرَّجْنَ للماشية عليها شديدٌ ولها مُهْلِكٌ من الرَّجْنِ الإقامة بالمكانِ ورَجَنْتُ الرجلَ أَرْجُنه رَجْناً إذا استحييت منه وهذا من نوادر أَبي زيد وارْتَجَنَ عليهم أَمرهم اخْتَلَطَ أُخذ من ارْتِجانِ الزُّبْد إذا طُبِخ فلم يَصْفُ وفسد وأَصله من ارْتِجانِ الإذْوَابة وهي الزبدة تخرج من السقاء مختلطة بالرائب الخاثر فتوضع على النار فإِذا غلى ظهر الرائبُ مختلطاً بالسمن فذلك الارْتِجانُ قال أَبو عبيد وإياه عنى بِشْرُ بن أَبي خازم بقوله فكنتم كذاتِ القِدْرِ لم تَدْرِ إذْ غَلَتْ أَتُنْزِلُها مذمومةً أَم تُذِيبُها ؟ وهم في مَرْجُونة أَي اختلاط لا يدرون أَيقيمون أَم يظعنون والرَّجَّانَةُ الإِبل التي تحمل المَتاعَ قال ابن سيده ولا أَعرف له فعلاً وعندي أَنه اسم كالجَبَّانة

( رجحن ) ارْجَحَنَّ الشيءُ اهتز وارْجَحَنَّ وقع بمرّة وارْجَحَنَّ مالَ قال وشَرَاب خُسْرَوانيّ إذا ذاقه الشيخُ تَغَنَّى وارْجَحَنّ وفي المثل إذا ارْجَحَنَّ شاصِياً فارْفَعْ يَداً أَي إذا مال رافعاً وسقط ورفع رجليه يعني إذا خضع لك فاكْفُفْ عنه الأَصمعي المُرْجَحِنُّ المائل قال الأَزهري وأَنشدتني أَعرابية بفَيْدَ أَيا أُخْتَ عَدَّ أَيا شبيهةَ كَرْمةٍ جَرَى السيلُ في قُرْيانِها فارْجَحَنَّت أَراد أَنها أُوقِرَتْ حتى مالت من كثرة حملها ويقال أَنا في هذا الأَمر مُرْجَحِنٌّ لا أَدري أَيَّ فَنَّيْه أَركب وأَيَّ صَرْعَيْه وصَرْفَيْه ورُوقَيْه أَركب ويقال فلان في دُنْيا مُرْجَحِنَّة أَي واسعة كثيرة وامرأَة مُرْجَحِنَّة إذا كانت سمينة فإِذا مشت تَفَيَّأَتْ في مِشْيتها وفي حديث علي عليه السلام في حُجُراتِ القُدُس مُرْجَحِنِّين من ارْجَحَنَّ الشيءُ إذا مال من ثِقَله وتحرَّك ومنه حديث ابن الزبير في صفة السحاب وارْجَحَنَّ بعد تَبَسُّقٍ أَي ثَقُل ومال بعد علُوِّه وهذا الحرف أَورده ابن سيده والأَزهري والجوهري جميعهم في حرف النون قال ابن الأَثير وأَورده الجوهري في حرف النون على أن النون أَصلية قال وغيره يجعلها زائدة من رَجَحَ الشيء يَرْجَحُ إذا ثقل وجيش مُرْجَحِنٌّ ورَحىً مُرْجَحِنَّة ثقيلة قال النابغة إذا رَجَفَتْ فيهِ رَحىً مُرْجَحِنَّةٌ تَبَعَّجَ ثَجَّاجاً غَزِيرَ الحَوافِلِ وليل مُرْجَحِنٌّ ثقيل واسع وارْجَحَنَّ السرابُ ارتفع قال الأَعشى تَدُرُّ على أَسْوُقِ المُمْتَرِينْ رَكَضْنا إذا ما السَّرابُ ارْجَحَنْ

( رجعن ) ارْجَعَنَّ أَي انبسط وارْجَعَنَّ كارْجَحَنَّ وقال اللحياني ضربه فارْجَعَنَّ أَي اضطجع وأَلقى بنفسه وفي المثل إذا ارْجَعَنَّ شاصِياً فارفع يداً يقال ذلك للرجل يقاتل الرجل يقول إذا غلبته فاضطجع ووقع ورفع رجليه فكُفِّ يدَك عنه وأَنشد اللحياني فلما ارْجَعَنُّوا واسْتَرَيْنا خيارَهُمْ وصارُوا جميعاً في الحَديدِ مُكَلَّدا أَي فلما اضطجعوا وغُلِبوا وحمل مكلداً على لفظ جميع لأَن لفظه مفرد وإن كان المعنى واحداً الأَصمعي اجَرَعَنَّ وارْجَعَنَّ واجْرَعبَّ واجْلَعَبَّ إذا صُرِعَ وامتدَّ على وجه الأَرض ويقال ضربناهم بقحازِننا فارْجَعَنُّوا أَي بعِصِيّنا

( ردن ) الرُّدْنُ بالضم أَصل الكُمّ يقال قميص واسع الرُّدْن ابن سيده الرُّدْن مقدّم كمّ القميص وقيل هو أَسفله وقيل هو الكمّ كله والجمع أَرْدانٌ وأَرْدِنَة وأَرْدَنْتُ القميصَ ورَدّنْته تَرْديناً جعلت له رُدْناً وفي المحكم جعلت له أَرْداناً قال قيس بن الخَطِيم الأَنصاري وعَمْرَةُ من سَرَواتِ النِّسا ءِ تَنْفَحُ بالمسكِ أَرْدانُها والأَرْدَنُ ضرب من الخز الأَحمر والرَّدَنُ بالتحريك القَزّ وقيل الخَزّ وقيل الحرير قال عدي بن زيد ولقد أَلْهُو ببِكْرٍ شادِنٍ مَسُّها أَلْيَنُ من مسِّ الرَّدَنْ وقال الأَعشى يَشُقُّ الأُمورَ ويَجْتابُها كشقِّ القَرارِيّ ثَوْبَ الرَّدَنْ القراري الخياط وقال الليث في تفسير البيت الرَّدَنُ الخز الأَصفر والرَّدَنُ الغزل يفتل إلى قدام وقيل هو الغزل المنكوس وثوب مَرْدُونٌ منسوج بالغزل المَرْدُونِ والمِرْدَنُ المِغْزَلُ الذي يغزل به الرَّدَنُ والمُرْدِنُ المُظْلم وليل مُرْدِنٌ مظلم وعَرَقٌ مُرْدِنٌ ومَرْدُون قد نَمَّسَ الجسدَ كله وأَما قول أَبي دُواد أَسْأَدَتْ ليلةً ويوماً فلما دخَلَتْ في مُسَرْبَخٍ مَرْدُونِ فإن بعضهم قال أَراد بالمردون المَرْدومَ فأَبدل من الميم نوناً والمُسَرْبَخ الواسع وقال بعضهم المَرْدُونُ الموصول وقال شمر المَرْدُونُ المنسوج قال والرَّدَنُ الغزل أَراد بقوله في مسربخ مردون الأَرض التي فيها السراب وقيل الرَّدَنُ الغزل الذي ليس بمستقيم وأَرْدَنَتِ الحُمَّى مثل أَرْدَمَتْ وقال الفراء رَدِنَ جلدُه بالكسر يَرْدَنُ رَدَناً إذا تقبض وتشنج وجمل رادِنيّ جَعْدُ الوَبر كريم جميل يضرب إلى السواد قليلاً والرَّادِنيّ أَيضاً من الإبل الشديدُ الحمرة قال الأَصمعي ولا أَدري إلى أَي شيء نسب قال أَبو الحسن وقد يكون من باب قُمْرِيّ وبُخْتِيّ فلا يكون منسوباً إلى شيء الأَصمعي وغيره إذا خالط حُمْرةَ البعير صفرةٌ كالوَرْسِ قيل أَحمر رادِنيّ وبعير رادنيّ وناقة رادِنيّة إذا خالطت حمرتها صفرة كالورس ويقال للشيء إذا خالط حمرته صفرة أَحمرُ رادِنيّ والرَّدَنُ الغِرْسُ الذي يخرج مع الولد في بطن أُمه تقول العرب هذا مِدْرَعُ الرَّدَنِ ورَدَنْتُ المَتاعَ رَدْناً نَضَدْتُه والرَّدْنُ صوتُ وَقْع السلاح بعضه على بعض وأَرْمَكُ رادِنيّ بالَغُوا به كما قالوا أَبيضُ ناصِعٌ عن ابن الأَعرابي ورُدَيْنة اسم امرأَة والرِّماحُ الرُّدَيْنِيَّةُ منسوبة إليها الجوهري القناةُ الرُّدَيْنيَّة والرمح الرُّدَيْنيُّ زعموا أَنه منسوب إلى امرأَة السَّمْهَرِيّ تسمى رُدَيْنة وكانا يُقَوِّمانِ القَنا بخَطِّ هَجَرَ قال وفي كلام بعضهم خَطِّيَّة رُدْنٌ ورماح لُدْنٌ والرَّادِنُ الزعفران وينشد للأَغلب وأَخَذَتْ من رَادِنٍ وكُرْكُمِ قال ابن بري صواب إنشاده بالفاء وهو فبَصُرَتْ بعَزَبٍ مُلأّمِ فأَخَذَتْ من رادِنٍ وكُرْكُمِ ابن السكيت الأُرْدُنُّ النُّعاس الغالب بالضم والتشديد قال الجوهري ولم يسمع منه فعل ونَعْسَةٌ أُرْدُنّ شديدة قال أَبّاقٌ الدُّبيري قد أَخْذَتْني نَعْسَةٌ أُرْدُنُّ ومَوْهَبٌ مُبْزٍ بها مُصِنُّ قوله مُبز أَي قوي عليها يقول إن مَوْهَباً صبور على دفع النوم وإن كان شديد النعاس قال وبه سمي الأُرْدُنُّ البلدُ والأُرْدُنُّ أَحد أَجناد الشام وبعضهم يخففها التهذيب الأُرْدُنّ أَرض بالشام الجوهري الأُرْدُن اسم نهر وكُورةٍ بأَعلى الشام والله أَعلم

( رذن ) رَاذانُ موضع عن ابن الأَعرابي وأَنشد وقد عَلِمَتْ خيلٌ بِراذانَ أَنني شَدَدْتُ ولم يَشْدُدْ من القوم فارِسُ قال ابن سيده فإِن قلت كيف تكون نونه أَصلاً وهو في هذا الشعر الذي أَنشدته غير مصروف ؟ قيل قد يجوز أَن يُعْنى به البُقْعة فلا يصرفه وقد يجوز أَن تكون نونه زائدة فإِن كان ذلك فهو من باب رَوَذَ أَو رَيَ ذَ إِما فَعَلاناً أَو فَعْلاناً رَوَذان أَو رَوْذان ثم اعتلّ اعتلالاً شاذّاً

( رزن ) الرَّزينُ الثقيل من كل شيء ورجل رَزِينٌ ساكن وقيل أَصيل الرأْي وقد رَزُنَ رَزَانة ورُزوناً ورَزَن الشيءَ يَرْزُنه رَزْناً رازَ ثِقَله ورفعه لينظر ما ثِقَلُه من خفته وشيء رَزِين أَي ثقيل وقيل رَزَنَ الحجر رَزناً أَقَلَّه من الأَرض ويقال شيء رَزِين وقد رَزَنْتُه بيدي إذا ثقَلْته وامرأَة رَزانٌ إذا كانت ذات ثباتٍ ووَقارٍ وعفافٍ وكانت رَزِينة في مجلسها قال حسان بن ثابت يمدح عائشة رضي الله تعالى عنها حَصانٌ رَزانٌ لا تُزَنُّ بريبةٍ وتُصْبِحُ غَرْثى من لحوم الغوافِل والرَّزانةُ في الأَصل الثِّقَلُ والرَّزْن والرِّزْنُ أَكمة تمسك الماء وقيل نُقَرٌ في حَجَر أَو غَلْظٍ في الأَرض وقيل هو مكان مرتفع يكون فيه الماء والجمع أَرْزانٌ ورُزونٌ ورِزانٌ قال ساعدة بن جُؤَيَّة يصف بقر الوحش ظلَّتْ صَوافِنَ بالأَرْزانِ صادِيَةً في ماحِقٍ من نهارِ الصيفِ مُحْتَرِقِ
( * قوله « محترق » الذي في مادة محق من الصحاح محتدم )
وقال حُمَيْدٌ الأَرْقَطُ أَحْقَبَ مِيفاءٍ على الرُّزُونِ حَدَّ الربيعِ أَرِنٍ أَرُونِ لا خَطِل الرَّجْعِ ولا قَرُونِ لاحِقِ بَطْنٍ بقَرىً سَمينِ وقال ابن حمزة هو الرِّزْنُ بالكسر لا غير قال ابن بري وبيت ساعدة مما يدل أَنه رِزْنٌ لأَن فَعْلاً لا يجمع على أَفعال إلا قليلاً وقد تَرَزَّن الرجل في مجلسه إذا تَوَقَّر فيه والرَّزانة الوقار وقد رَزُنَ الرجل بالضم فهو رَزِين أَي وَقُور والرِّزانُ مناقع الماء واحدتها رِزْنة بالكسر والرُّزُونُ بقايا السيل في الأَجْرافِ قال أَبو ذؤيب حتى إذا حُزَّتْ مياه رُزُونِه الأَصمعي الرُّزُون أَماكن مرتفعة يكون فيها الماء واحدها رَزْنٌ ويقال الرَّزْنُ المكان الصلب وقيل المكان المرتفع وقيل المكان الصُّلْبُ وفيه طُمأْنينة تمسك الماء وقال أَبو ذؤَيب في الرُّزُونِ أَيضاً حتى إذا حُزَّت مياهُ رُزُونِه وبأَيِّ حَزِّ مَلاوَةٍ يَتَقَطَّعُ والرَّزْنُ مكان مشرف غليظ إلى جنبه ويكون منفرداً وحده ويَقُود على وجه الأَرض للدَّعْوَةِ حجارةً ليس فيها من الطين شيء لا ينبت وظهره مستو والرَّوْزَنة الكُوَّة وفي المحكم الخرق في أَعلى السقْف التهذيب يقال للكُوَّة النافذة الرَّوْزَن قال وأَحسبه معرَّباً وهي الرَّوَازِن تكلمت بها العرب الليث الأَرْزَن شجر صُلْب تتخذ منه عِصِيٌّ صُلْبة وأَنشد ونَبْعَة تَكْسِر صُلْبَ الأَرْزَن وأَنشد ابن الأَعرابي إنِّي وجَدِّك ما أَقْضِي الغَرِيمَ وإِنْ حانَ القَضاءُ ولا رَقَّتْ له كَبدِي إلاَّ عَصَا أَرْزَنٍ طارت بُرَايَتُها تَنُوءُ ضرْبَتُها بالكَفّ والعَضُدِ وأَنشد ابن بري لشاعر أَعْدَدْتُ للضِّيفانِ كلْباً ضارِياً عندي وفَضْلَ هِراوَةٍ من أَرْزَنِ ومَعاذِراً كذباً ووجْهاً باسِراً وتَشَكّياً عَضَّ الزمانِ الأَلْزَنِ

( رسن ) الرَّسَنُ الحبل والرَّسَنُ ما كان من الأَزِمَّة على الأَنف والجمع أَرْسانٌ وأَرْسُنٌ فأَما سيبويه فقال لم يكسَّر على غير أَفعال وفي المثل مَرَّ الصَّعاليكُ بأَرْسان الخيل يضرب للأَمرْ يُسرع ويتتابع وقد رَسَنَ الدابَّة والفرس والناقة يرْسِنُها ويَرْسُنُها رَسْناً وأَرْسَنَها وقيل رَسَنَها شدَّها وأَرْسَنَها جعل لها رَسَناً وحَزَمْتُه شددت حِزامه وأَحْزَمْته جعلت له حِزاماً ورَسَنت الفرس فهو مَرْسُون وأَرْسَنْته أَيضاً إذا شددته بالرَّسَنِ قال ابن مقبل هَرِيتٌ قَصِيرُ عِذَارِ اللِّجَامْ أَسِيلٌ طَوِيلُ عِذارِ الرَّسَن قوله قصير عذار اللجام يريد أَن مَشَقَّ شِدْقَيه مستطيل وإذا طال الشَّق قَصُر عذار اللجام ولم يصفه بقصر الخدّ وإنما وصفه بطوله بدليل قوله طويل عذار الرَّسَن وفي حديث عثمان وأَجْرَرْتُ المَرْسُونَ رَسَنَه المَرْسُون الذي جعل عليه الرَّسَن وهو الحبل الذي يقاد به البعير وغيره ويقال رَسَنْت الدابة وأَرْسَنْتها وأَجررته أَي جعلته يجرّه يريد خليته وأَهملته يرعى كيف شاء المعنى أَنه أَخبر عن مُسامَحته وسَجَاحَةِ أَخلاقه وتركه التضييق على أَصحابه ومنه حديث عائشة رضي الله عنها قالت ليزيد بن الأَصم ابن أُخت مَيْمونة وهي تُعاتِبه ذَهَبَتْ والله مَيْمونَةُ ورُمِي برَسَنِك على غاربك أَي خُلِّيَ سبيلك فليس لك أَحد يمنعك مما تريد والمَرْسِنُ والمَرْسَنُ الأَنف وجمعه المَراسِنُ وأَصله في ذوات الحافر ثم استعمل للإنسان الجوهري المَرْسِنُ بكسر السين موضعُ الرَّسَنِ من أَنف الفرس ثم كثر حتى قيل مَرْسِن الإنسان يقال فعلت ذلك على رغم مَرْسِنه ومِرْسَنه بكسر الميم وفتح السين أَيضاً قال العجاج وجَبْهةً وحاجِباً مزَجَّجا وفَاحِماً ومَرْسِناً مُسَرَّجا وقول الجَعْدِيّ سلِس المَِرْسَن كالسِّيِدِ الأَزَلّ أَراد هو سَلِس القِياد ليس بصلب الرأْس وهو الخُرْطوم والرَّاسَن نبات يشبه نبات الزنجبيل وبنو رَسْن حيّ

( رسطن ) الرَّساطون شراب يتخذ من الخمر والعسل أَعجمية لأَن فَعالُولاً وفَعالُوناً ليسا من أَبنية كلامهم قال الليث الرَّساطُونُ شراب يتخذه أَهل الشأْم من الخمر والعسل قال الأَزهري الرَّسَاطُونُ بلسان الروم وليس بعربي

( رشن ) الرَّشْنُ بسكون الشين الفُرْضَة من الماء والرَّاشِنُ الداخل على القوم الآتي ليأْكل رَشَنَ يَرْشُن رُشُوناً أَبو زيد رَشَنَ الرجلُ يَرْشُنُ رُشوناً فهو رَاشِنٌ وهو الذي يتعهد مواقيت طعام القوم فيَغْتَرُّهم اغتراراً وهو الذي يقال له الطُّفَيلي الجوهري الرَّاشِن الذي يأْتي الوليمة ولم يُدْعَ إليها وهو الذي يسمى الطُّفَيْلي وأَما الذي يَتَحَيَّنُ وقت الطعام فيدخل على القوم وهم يأْكلون فهو الوَارِشُ ويقال رَشَنَ الرجل إذا تَطَفَّل ودخل بغير إذن ويقال للكلب إذا ولغ في الإناء قد رَشَنَ رُشُوناً وأَنشد ليس بِقصْلٍ حَلِسٍ حِلْسَمِّ عند البيوتِ راشِنٍ مِقَمِّ
( * قوله « حلسم » كذا بضبط الأَصل هنا وكذلك في المحكم وضبط في مادة ح ل س م بفتح اللام المشددة وسكون السين وتخفيف الميم عكس ما هنا ومثله في التكملة وغيرها )
ورَشَنَ الكلبُ في الإناء يَرْشُنُ رَشْناً ورُشُوناً أَدخل رأْسه فيه ليأْكل ويشرب أَنشد ابن الأعرابي تَشْرَبُ ما في وَطْبِها قَبْلَ العَيَنْ تُعارِضُ الكلبَ إِذا الكلبُ رَشَنْ والرَّوْشَنُ الرَّفُّ أَبو عمرو الرَّفيفُ الرَّوْشَنُ والرَّوْشَنُ الكُوَّة

( رصن ) رَصُنَ الشيءُ بالضم رَصانَةً فهو رَصِين ثبت وأَرصَنه أَثبته وأَحكمه ورَصَنه أَكمله الأَصمعي رَصَنْتُ الشيءَ أَرْصُنه رَصْناً أَكْملته والرَّصِين المحكم الثابت أَبو زيد رَصَنْتُ الشيءَ معرفةً أَي علمته ورجل رصين كرَزِينٍ وقد رَصُنَ ورَصَنْتُ الشيءَ أَحكمته فهو مَرْصُون قال لبيد أَو مُسْلِم عَمِلَتْ له عُلْوِيَّةٌ رَصَنَتْ ظهورَ رَواجِبٍ وبَنانِ أَراد بالمسلم غلاماً وشَمتْ يده
( * قوله « وشمت يده إلخ » ومنه ساعد مرصون أي موشوم كما في التكملة قال والمرصن كمنبر حديدة تكوى بها الدواب )
امرأَة من أَهل العالية وفلان رَصِينٌ بحاجتك أَي حَفِيٌّ بها ورَصَنْتُه بلساني رَصْناً شتمته ورجل رَصِين الجوف أَي مُوجَع الجوف وقال يقول إني رَصِينُ الجوفِ فاسْقُوني والرَّصِينانِ في ركبة الفرس أَطرافُ القَصَب المركب في الرَّضْفَة

( رضن ) المَرْضونُ شِبْه المَنْضُود من الحجارة ونحوها يضم بعضها إلى بعض في بناء أَو غيره وفي نوادر الأَعراب رُضِنَ على قبره وضُمِدَ ونُضِدَ ورُثِدَ كله واحد

( رطن ) رَطَنَ العجميّ يَرْطُنُ رَطْناً تكلم بلغته والرَّطَانة والرِّطَانة والمُراطَنة التكلم بالعجمية وقد تَراطَنا تقول رأَيت أَعجمين يتراطَنان وهو كلام لا يفهمه العرب قال الشاعر كما تَراطَنَ في حافاتِها الرُّومُ ويقال ما رُطَّيْناك هذه أَي ما كلامك وما رُطَيْناكَ بالتخفيف أَيضاً وتقول رَطَنْتُ له رَطانة ورَاطَنْته إذا كلمته بالعجمية وتَراطَنَ القومُ فيما بينهم وقال طَرَفة بن العبد فأَثارَ فارِطُهم غَطَاطاً جُثَّماً أَصواتُهم كتَراطُنِ الفُرْسِ وفي حديث أَبي هريرة قال أَتت امرأَة فارسية فَرَطَنَتْ له قال الرَّطانة بفتح الراء وكسرها والتَّراطُنُ كلام لا يفهمه الجمهور وإنما هو مُواضَعةٌ بين اثنين أَو جماعة والعرب تخص بها غالباً كلام العجم ومنه حديث عبد الله بن جعفَر والنجاشي قال له عمرو أَما ترى كيف يَرْطُنون بِحزْب الله أَي يَكْنُونَ ولم يُصَرّحوا بأَسمائهم والرَّطَّانة والرَّطُون بالفتح الإِبل إذا كانت رِفاقاً ومعها أَهلوها زاد الأَصمعي إذا كانت كثيراً قال ويقال لها الطَّحّانة والطَّحُون أَيضاً ومعنى الرِّفاق أَي نَهَضوا على الإِبل مُمتارين من القُرى كلُّ جماعة رُفْقة وأَنشد الجوهري رَطَّانَة من يَلْقَها يُخَيَّب

( رعن ) الأَرْعَنُ الأَهْوَجُ في منطقة المُسْتَرْخي والرُّعُونة الحُمْقُ والاسْتِرْخاء رجل أَرْعَنُ وامرأَة رَعْناء بَيِّنا الرُّعُونة والرَّعَن أَيضاً وما أَرْعَنه وقد رَعُن بالضم يَرْعُن رُعُونة ورَعَناً وقوله تعالى لا تقولوا راعِنا وقولوا انْظُرْنا قيل هي كلمة كانوا يذهبون بها إلى سَبِّ النبي صلى الله عليه وسلم اشْتَقْوه من الرُّعُونة قال ثعلب إنما نهى الله تعالى عن ذلك لأَن اليهود كانت تقول للنبي صلى الله عليه وسلم راعنا أَو راعونا وهو من كلامهم سَبٌّ فأَنزل الله تعالى لا تقولوا راعنا وقولوا مكانها انْظُرنا قال ابن سيده وعندي أَن في لغة اليهود راعُونا على هذه الصيغة يريدون الرُّعُونة أَو الأَرْعَن وقد قدَّمت أَن راعُونا فاعِلُونا من قولك أَرْعِنِي سَمْعَك وقرأَ الحسن لا تقولوا راعِناً بالتنوين قال ثعلب معناه لا تقولوا كَذِباً وسُخْريّاً وحُمْقاً والذي عليه القراءة راعنا غير منوَّن قال الأَزهري قيل في راعنا غير منوَّن ثلاثة أَقوال ذكر أَنه يفسرها في المعتل عند ذكر المراعاة وما يشتق منها وهو أَحق به من ههنا وقيل إن راعنا كلمة كانت تُجْرَى مُجْرَى الهُزءِ فنهي المسلمون أَن يلفظوا بها بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم وذلك أَن اليهود لعنهم الله كانوا اغتنموها فكانوا يسبون بها النبي صلى الله عليه وسلم في نفوسهم ويتسترون من ذلك بظاهر المُراعاة منها فأُمروا أَن يخاطبوه بالتعزيز والتوقفير وقيل لهم لا تقولوا راعنا كما يقول بعضكم لبعض وقولوا انظرنا والرَّعَنُ الاسترخاء ورَعَنُ الرحلِ استرخاؤه إذا لم يحكم شدّه قال خِطَامٌ المُجاشِعيّ ووجد بخط النيسابوري أَنه للأَغْلَب العِجْلي إنا على التَّشواقِ مِنَّا والحَزَنْ مما نَمُدُّ للمَطِيِّ المُسْتَفِنْ نسُوقُها سَنّاً وبعضُ السَّوْقِ سَنّ حتى تَراها وكأَنَّ وكأَنْ أَعْناقها مَلَزَّزاتٌ في قَرَنْ حتى إذا قَضَّوْا لُباناتِ الشجَنْ وكلَّ حاجٍ لفُلانٍ أَو لِهَنْ قاموا فشَدُّوها لما يُشقي الأَرِنْ ورَحَلُوها رِحْلَةً فيها رَعَنْ حتى أَنَخْناها إلى مَنٍّ وَمَنْ قوله رحلة فيها رَعَنٌ أَي استرخاءٌ لم يحكم شدّها من الخوف والعجلة ورعنته الشمسُ آلمت دماغه فاسترخى لذلك وغُشِيَ عليه ورُعِنَ الرجلُ فهو مَرْعُون إذا غُشِيَ عليه وأَنشد باكَرَهُ قانِصٌ يَسْعَى بأَكْلُبِه كأَن من أُوارِ الشمسِ مَرْعونُ أَي مَغْشِيٌّ عليه قال ابن بري الصحيح في إنشاده مَمْلُول عوضاً عن مَرْعُون وكذا هو في شعر عَبْدة بن الطبيب والرَّعنُ الأَنف العظيم من الجبل تراه مُتَقَدِّماً وقيل الرَّعْنُ أَنف يتقدم الجبل والجمع رِعانٌ ورُعُون ومنه قيل للجيش العظيم أَرْعَنُ وجيش أَرْعَنُ له فُضول كرِعانِ الجبال شبه بالرَّعْن من الجبل ويقال الجيشُ الأَرْعَنُ هو المضطرب لكثرته وقد جعل الطِّرِمّاحُ ظلمةَ الليل رَعُوناً شبهها بجبل من الظلام في قوله يصف ناقة تَشُقُّ به ظلمةَ الليل تَشُقُّ مُغَمِّضاتِ الليلِ عنها إذا طَرَقَتْ بمِرْداسٍ رَعُونِ ومغمضات الليل دَياجير ظُلَمِها بمرداس رَعُونٍ بجبل من الظلام عظيم وقيل الرَّعُون الكثيرة الحركة وجبل رَعْنٌ طويل قال رؤبة يَعْدِلُ عنه رَعْنُ كل صُدِّ وقال الليث الرَّعْنُ من الجبال ليس بطويل وجمعه رُعُون والرَّعْناء البَصْرة قال وسميت البصرة رَعْناء تشبيهاً برَعْنِ الجبل قال الفرزدق لولا أَبو مالِكِ المَرْجُوُّ نائِلُه ما كانت البصرةُ الرَّعْناء لي وَطنا ورُعَيْنٌ اسم جبل باليمن فيه حصن وذو رُعَيْن ملك ينسب إلى ذلك الجبل قال الجوهري ذو رُعَين ملك من ملوك حِمْيَر ورُعَيْن حصن له وهو من ولد الحرث بن عمرو بن حِمْيَر بن سبَإ وهم آلُ ذي رُعَيْن وشَعْبُ ذي رُعَيْن قال الراجز جاريةٌ من شَعْبِ ذي رُعَيْنِ حَيّاكةٌ تَمْشِي بعُلْطَتَيْنِ والرَّعْناء عنب بالطائف أَبيض طويل الحب ورُعَين قبيلة والرَّعْن موضع قال غَداةَ الرَّعْنِ والخَرْقاءِ نَدْعُو وصَرَّحَ باطلُ الظَّنِّ الكذوبِ خَرْقاء موضع أَيضاً وفي حديث ابن جُبَير في قوله عزَّ وجل أَخْلَدَ إلى الأَرض أَي رَغَنَ يقال رَغَنَ إليه وأَرْغَنَ إذا مال إليه ورَكَنَ قال الخَطَّابي الذي جاءَ في الرواية بالعين المهملة وهو غلط

( رعثن ) الأَزهري في الرباعي قال الليث وغيره الرَّعْثَنَةُ التَّلْتَلَة تتخذ من جُفّ الطَّلْعة فيشرب منها

( رغن ) : رَغَنَ إِليه و أَرْغَنَ : أَصْغَى إِليه قابلاً راضياً بقوله قال الشاعر : وأُخْرَى تُصَفِّقُها كلُّ رِيحٍ سَريعٍ لَدَى الحَوْرِ إِرْغَانُها وفي حديث ابن جبير في قوله تعالى : { أَخلد إِلى الأَرض } أَي رَغَنَ . ويقال : رَغَنَ إِليه و أَرْغَنَ إِذا مال وَرَكَنَ قال الخَطَّابي : الذي جاءَ في الرواية بالعين المهلمة وهو غلط . و أَرْغَن إِلى الأَمر والصلح : مال إِليه وسكن قال الطّرمَّاح : مُرغِناتٌ لأَخْلَج الشِّدْقِ سِلْعا مٍ مُمَرَ مَفْتُولةٍ عَضُدُهُ قال : مُرغِنات مطيعات يصف كلاب الصيد . و الرَّغْنُ : الإِصغاءُ إِلى القول وقبوله و الإِرغانُ مثله . و الرَّغْنَة : السَّهْلة يمانية . ابن الأَعرابي : يومُ رَغْنٍ إِذا كان ذا أَكلٍ وشربٍ ونعيم ويومُ مُزْنٍ إِذا كان ذا فِرارٍ من العَدُوّ ويوم سَعْنٍ إِذا كان ذا شرابٍ صافٍ . قال الفراء : لا تُرْغِنَنَّ له في ذلك أَي لا تطعه فيه . اللحياني : تقول العرب لعلك ولَعَنَّك ورَعَنَّكَ و رَغَنَّك بمعنى واحد . وقال الكسائي : لَعَنَّ ولَغَنَّ ورَعَنَّ و رَغَنَّ بمعنى لعلَّ . ويقال : رَغَنَّه عند الله قال : يريد لعله عند الله . قال الفراء : لَوَنَّ بمعنى لعلَّ قال : وسمعتهم يقولون لَونَّها تركب يريدون لعلَّها تركب

( رفن ) فرس رِفَنٌّ كرِفَلٍّ طويل الذنب بتشديد النون وبعير رِفَنٌّ سابغ الذنب ذَيَّالُه قال النابغة الجَعْدي وهم دَلَفُوا بِهُجْرٍ في خَميسٍ رَحِيبِ السِّربِ أَرْعَن مُرْجَحِنّ بكلِّ مُجَرِّبٍ كالليثِ يَسْمُو
إلى أَوصالِ ذَيَّالٍ رِفَنِّ
( * قوله « وهم دلفوا إلخ » مثله في الصحاح قال الصاغاني وهو تصحيف
ومداخلة والرواية
وهم ساروا لحجر في خميس ... وكانوا يوم ذلك عند ظني
غداة تعاورته ثمّ بيض ... رفعن إليه في الرهج المكنّ
وهم زحفوا لغسان بزحف ... رحيب السَّرب أرعن مرجحنّ
ويروى مرثعن وحجر بضم فسكون والمكن بضم فكسر ) أَراد رِفَلاًّ فَحوَّل اللام نوناً ابن الأَعرابي الرَّفْنُ النَّبض والرَّافِنَة المتبخترة في بَطَرٍ الأَصمعي المُرْفَئِنُّ الذي نفر ثم سكن وأَنشد ضَرْباً وِلاءً غيرَ مُرْثَعِنِّ حتى تَرِنِّي ثم تَرْفَئِنِّي وارْفأَنَّ الرجلُ على وزن اطْمَأَنَّ أَي نفر ثم سكن يقال ارفَأَنَّ غَضَبِي وأَنشد ابن بري للعجاج حتى ارْفَأَنَّ الناسُ بعد المَجْوَلِ المَجْوَلُ مَفْعَل من الجَوَلان وفي الحديث أَنَّ رجلاً شكا إليه التَّعَزُّبَ فقال عَفِّ شعرَك ففعل فارْقَأَنَّ أَي سكن ما كان به يقال ارْفَأَنَّ عن الأَمر وارْفَهَنَّ قال ابن الأَثير ذكره الهروي في رفأَ على أَن النون زائدة وذكره الجوهري في حرف النون على أَنها أَصلية وقال ابن بري حَقُّ رُفَهْنِية أَن تذكر في فصل رفه في باب الهاء لأَنَّ الأَلف والنون زائدتان وهي ملحقة بخُبَعْثِنَة قال وليس لرفهن هنا وجه وذكرها في فصل رفه وقال هي ملحقة بالخماسي

( رفغن ) الأَزهري في الرباعي البُلَهْنِيَة والرُّفَهنِيَة سَعَةُ العَيش وكثرة الرُّفَغنِية

( رفهن ) قال الأَزهري في الرباعي البُلَهْنِيَةُ والرُّفَهنِيَةُ سعة العيش وكثرة الرُّفَغْنِية يقال هو في رُفَهنِية من العيش أَي في سعة ورَفَاغِية وهو ملحق بالخماسي بأَلف في آخره وإنما صارت ياء للكسرة قبلها

( رقن ) الرِّقَانُ والرَّقُونُ والإِرْقانُ الحِنَّاء وقيل الرَّقُون والرِّقَانُ الزعفران قال الشاعر ومُسْمِعَة إذا ما شئتَ غَنَّتْ مُضَمَّخَة الترائِب بالرِّقَانِ قال ابن خالويه الرِّقانُ والرَّقُونُ الزعفران والحنَّاء وفي الحديث ثلاثة لا تَقْرَبُهم الملائكة منهم المُتَرَقِّن بالزعفران أَي المتلطخ به والرَّقْنُ والتَّرَقُّنُ والارْتِقانُ التلطخ بهما وقد رَقَّنَ رأْسه وأَرْقَنه إذا خضبه بالحناء والرَّاقِنَة المختضبة وهي الحسنة اللون قال الشاعر صَفْراءُ راقِنَةٌ كأَنَّ سُمُوطَها يَجْرِي بِهِنَّ إذا سَلِسْنَ جَدِيلُ ويقال امرأَة راقنة أَي مختضبة بالحناء قال أَبو حَبِيبٍ الشَّيْباني جاءَت مكَمْثِرَةً تَسْعَى ببَهْكَنةٍ صَفْراءَ راقِنةٍ كالشَّمْسِ عُطْبُولِ ورَقَنَتِ الجاريةُ ورَقَّنَتْ وتَرَقَّنَتْ إذا اختضبت بالحناء وأَنشد ابن الأَعرابي غِياثُ إن مُتُّ وعِشْتُ بعدِي وأَشْرَفَتْ أُمُّكَ للتَّصَدِّي وارْتَقَنتْ بالزَّعْفرانِ الوَرْدِي فاضْرِبْ فِداكَ والدِي وجَدِّي بين الرِّعاثِ ومَناطِ العِقْدِ ضَرْبَةَ لا وانٍ ولا ابن عَبدِ وأَرْقَنَ الرجلُ لحيته والتَّرْقينُ مثله وتَرَقَّنَ بالطيب واسْتَرْقَنَ عن اللحياني كما تقول تَضَمَّخَ ورَقَّنَ الكتاب قارب بين سطوره وقيل رَقَّنَه نَقَّطَه وأَعجمه ليتبين والمَرْقُون مثل المَرْقُوم والتَّرْقِين في كتاب الحُسْبانات تسويد الموضع لئلا يتوهم أَنه بُيِّضَ كيلا يقع فيه حساب الليث التَّرْقِين تَرْقِين الكتاب وهو تزيينه وكذلك تزيين الثوب بالزعفران والورس وأَنشد دار كَرَقْمِ الكاتب المُرَقِّنِ والمُرَقِّنُ الكاتب وقيل المُرَقِّن الذي يُحَلِّق حَلَقاً بين السُّطور كتَرْقِين الخضاب ورَقَّن الشيءَ زينه والرُّقُون النُّقوش والرَّقِينُ بفتح الراء ورفع النون الدرهم سمي بذلك للتَّرْقِين الذي فيه يعنون الخَطَّ عن كراع قال ومنه قولهم وِجْدَانُ الرَّقِين يغطي أَفْنَ الأَفِين وأَما ابن دريد فقال وِجْدانُ الرَّقِين يعني جمع رِقَةٍ وهي الوَرِقُ

( ركن ) رَكِنَ إلى الشيءِ ورَكَنَ يَرْكَنُ ويَركُنُ رَكْناً ورُكوناً فيهما ورَكانَةً ورَكانِيَةً أَي مال إليه وسكن وقال بعضهم رَكَنَ يَرْكَن بفتح الكاف في الماضي والآتي وهو نادر قال الجوهري وهو على الجمع بين اللغتين قال كراع رَكِنَ يَرْكُنُ وهو نادر أَيضاً ونظيره فَضِلَ يَفْضُل وحَضِرَ يَحْضُر ونَعِمَ يَنْعُم وفي التنزيل العزيز ولا تَرْكَنُوا إلى الذين ظلموا قرئ بفتح الكاف من رَكِنَ يَرْكَنُ رُكوناً إذا مال إلى الشيء واطمأَنَّ إليه ولغة أُخرى رَكَنَ يَرْكُنُ وليست بفصيحة ورَكِنَ إلى الدنيا إذا مال إليها وكان أَبو عمرو أَجاز رَكَنَ يَرْكَنُ بفتح الكاف من الماضي والغابر وهو خلاف ما عليه
( * قوله « وهو خلاف ما عليه إلخ » أي لأن باب فعل يفعل بفتحتين أن يكون حلقيّ العين أَو اللام اه مصباح ) الأَبنية في السالم ورَكِنَ في المنزل يَركَنُ ركْناً ضَنَّ به فلم يفارقه ورُكْن الشيء جانبه الأَقوى والرُّكْنُ الناحية القوية وما تقوّى به من مَلِكٍ وجُنْدٍ وغيره وبذلك فسر قوله عز وجل فتَوَلَّى برُكْنِه ودليل ذلك قوله تعالى فأَخذناه وجنودَه أَي أَخذناه ورُكْنَه الذي تولى به والجمع أَرْكان وأَرْكُنٌ أَنشد سيبويه لرؤبة وزَحْمُ رُكْنَيْكَ شدِيدَ الأَرْكُنِ ورُكْنُ الإنسانِ قوّته وشدّته وكذلك رُكْنُ الجبل والقصر وهو جانبه ورُكْنُ الرَّجُل قومه وعَدَدُه ومادّته وفي التنزيل العزيز لو أَنَّ لي بكم قُوَّةً أَو آوِي إلى رُكْن شديد قال ابن سيده وأُراه على المثل وقال أَبو الهيثم الرُّكْنُ العشيرة والرُّكْنُ الأَمر العظيم في بيت النابغة لا تَقْذِفَنِّي برُكْنٍ لا كِفاءَ له وقيل في قوله تعالى أَو آوِي إلى رُكْن شديد إن الرُّكْن القُوَّة ويقال للرجل الكثير العدد إنه ليأْوي إلى رُكْن شديد وفلان رُكْنٌ من أَركان قومه أَي شريف من أَشرافهم وهو يأْوي إلى رُكْن شديد أَي عز ومَنَعة وفي الحديث أَنه قال رَحِمَ الله لُوطاً إن كان لَيأْوي إلى رُكْن شديد أَي إلى الله عز وجل الذي هو أشد الأَركان وأَقواها وإنما ترحم عليه لسهوه حين ضاق صدره من قومه حتى قال أَو آوي إلى ركن شديد أَراد عز العشيرة الذين يستند إليهم كما يستند إلى الركن من الحائط وجبل ركِينٌ له أَركان عالية وقيل جَبَل رَكِينٌ شديد وفي حديث الحساب ويقال لأَرْكانه انْطقي أَي لجوارحه وأَركانُ كل شيء جَوانبه التي يستند إليها ويقوم بها ورجل رَكِين رَميز وَقُور رَزِينٌ بَيّنُ الرَّكانة وهي الرَّكانة والرَّكانِيَةُ ويقال للرجل إذا كان ساكناً وقوراً إنه لرَكِينٌ وقد رَكُنَ بالضم رَكانة وناقة مُرَكَّنَةُ الضَّرْع والمُرَكَّنُ من الضروع العظيم كأَنه ذو الأَركان وضرع مُرَكَّنٌ إذا انتفخ في موضعه حتى يَمْلأَ الأَرفاغ وليس بحَدّ طويلٍ قال طرفة وضَرَّتُها مُرَكَّنَةٌ دَرورُ وقال أَبو عمرو مُرَكَّنَة مُجَمَّعَة والمِرْكَن شبه تَوْرٍ من أَدَمٍ يتخذ للماء أَو شبه لَقَن والمِرْكَنُ بالكسر الإجَّانة التي تغسل فيها الثياب ونحوها ومنه حديث حَمْنَةَ أَنها كانت تجلس في مِرْكَن لأُختها زينب وهي مستحاضة والميم زائدة وهي التي تخض الآلات والرَّكْنُ الفَأْرُ ويُسَمَّى رُكَيْناً على لفظ التصغير والأُرْكُون العظيم من الدَّهاقين والأُرْكون رئيس القرية وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه دخل الشام فأَتاه أُرْكُونُ قَرْيةٍ فقال له قد صنعتُ لك طعاماً رواه محمد بن إسحق عن نافع عن أَسلم أُرْكُون القرية رئيسها ودِهْقانها الأَعظم وهو أُفْعُول من الرُّكُون السكون إلى الشيء والميل إليه لأَن أَهلها يَرْكَنُون إليه أَي يسكنون ويميلون ورُكَيْنٌ ورُكَانٌ ورُكانَةُ أَسماء قال ورُكانَة بالضم اسم رجل من أهل مكة وهو الذي طَلَّق امرأَته البتة فحلفه النبي صلى الله عليه وسلم أَنه لم يرد الثلاثَ

( رمن ) الرُّمَّانُ حَمْلُ شجرة معروفة من الفواكه واحدته رُمَّانة الجوهري قال سيبويه سأَلته يعني الخليل عن الرُّمان إذا سمي به فقال لا أَصرفه في المعرفة وأَحمله على الأَكثر إذا لم يكن له معنى يعرف به أَي لا يُدْرَى من أَي شيء اشتقاقه فيحمله على الأَكثر والأَكثر زيادة الأَلف والنون وقال الأَخفش نونه أَصلية مثل قُرَّاصٍ وحُمَّاض وفُعَّال أَكثر من فُعْلانٍ قال ابن بري لم يقل أَبو الحسن إن فُعَّالاً أَكثر من فُعْلان بل الأَمر بخلاف ذلك وإنما قال إن فُعَّالاً يكثر في النبات نحو المُرَّان والحُمَّاض والعُلاَّم فلذلك جعل رُمَّاناً فُعَّالاً وفي حديث أُم زرع يَلْعَبان من تحت خَصْرِها برُمَّانَتين أَي أَنها ذاتُ رِدْفٍ كبير فإِذا نامت على ظهرها نَبا الكَفَلُ بها حتى يصير تحتها مُتَّسَعٌ يجري فيه الرُّمان وذلك أَن ولديها كان معهما رُمَّانتان فكان أَحدهما يرمي برمانته إلى أَخيه ويرمي أَخوه الأُخرى إليه من تحت خصرها ورُمَّانة الفرس الذي فيه علفه قال ابن سيده وذكرته ههنا لأَنه ثلاثي عند الأَخفش وقد تقدم ذكره في رمم على ظاهر رأْي الخليل وسيبويه وذكره الأَزهري هنا أَيضاً وقوله في التنزيل العزيز في صفة الجنان فيهما فاكهةٌ ونخلٌ ورُمَّان دل بالواو على أَن الرمان والنخل غير الفاكهة لأَن الواو تعطف جملة على جملة قال أَبو منصور هذا جهل بكلام العرب والواو دخلت للاختصاص وإن عطف بها والعرب تذكر الشيء جملة ثم تخص من الجملة شيئاً تفصيلاً له وتنبيهاً على ما فيه من الفضيلة ومنه قوله عز وجل حافظوا على الصلوات والصلاة الوُسْطى فقد أَمرهم بالصلاة جملة ثم أَعاد الوسطى تخصيصاً لها بالتشديد والتأْكيد وكذلك أَعاد النخل والرمان ترغيباً لأَهل الجنة فيهما ومن هذا قوله عز وجل من كان عَدُوّاً لله وملائكته وكتبه ورسله وجبريل وميكال فقد علم أَن جبريل وميكال دخلا في الجملة وأُعيد ذكرهما دلالة على فضلهما وقربهما من خالقهما ويقال لمَنْبِتِ الرُّمان مَرْمَنة إذا كثر فيه أُصوله والرُّمانة تصغر رُمَيْمينة ورَمَّان بفتح الراء موضع وفي الصحاح جبل لطيِّءِ وإِرْمينِيَّةُ بالكسر كُورة بناحية الرُّوم والنسبة إليها أَرْمَنِيّ بفتح الهمزة والميم وأَنشد ابن بري قول سَيَّارة بن قَصِير فلو شَهِدَتْ أُمُّ القُدَيْدِ طِعانَنا بمَرْعَشَ خَيْلَ الأَرْمَنِيِّ أَرَنَّتِ
( * قوله « بمرعش » اسم موضع كما أَنشده ياقوت فيه )

( رمعن ) ارْمَعَنَّ الشيءُ كارْمَعلَّ قال ابن سيده يجوز أَن يكون لغة فيه وأَن تكون النون بدلاً من اللام الأَزهري ارْمَعَلَّ الدمعُ وارْمَعَنَّ سال فهو مُرْمَعِلّ ومُرْمَعِنّ

( رنن ) الرَّنَّةُ الصَّيْحَةُ الحَزِينةُ يقال ذو رَنَّةٍ والرَّنِينُ الصياح عند البكاء ابن سيده الرَّنَّةُ والرَّنِينُ والإرْنانُ الصيحة الشديدة والصوت الحزين عند الغناء أَو البكاء رَنَّت تَرِنُّ رَنيناً ورَنَّنَتْ تَرْنيناً وتَرْنِيَة وأَرَنَّتْ صاحت وفي كلام أَبي زُبَيْدٍ الطائي شَجْراؤُه مُغِنَّة وأَطيارُه مُرِنَّة قال الشاعر عَمْداً فَعَلْتُ ذاكَ بَيْدَ أَني أَخافُ إن هَلَكْتُ لم تُرِنِّي وقيل الرَّنِين الصوت الشَّجِيُّ والإرْنانُ الشديد ابن الأَعرابي الرَّنَّة صوت في فَرَحٍ أَو حُزْنٍ وجمعها رَنَّات قال والإرْنان صوتُ الشَّهيقِ مع البكاء وأَرَنَّ فلان لكذا وأَرَمَّ له ورَنَّ لكذا واسْتَرَنَّ لكذا وأَرْناه كذا وكذا
( * قوله « وأرناه كذا وكذا إلخ » ذكره المجد وغيره في المعتل ) أَي ألهاه وأَرَنَّت القوسُ في إنباضِها والمرأَةُ في نوحها والنساءُ في مَناحَتها والحمامةُ في سَجْعها والحمار في نَهيقه والسحابة في رعدها والماء في خَريره وأَرَنَّتِ المرأَة تُرِنّ ورَنَّتْ تَرِنّ قال لبيد كلّ يومٍ مَنَعُوا حامِلَهُم ومُرِنَّاتٍ كآرامٍ تُمَلّ وقال العجاج يصف قوساً تُرِنُّ إرْناناً إذا ما أُنْضِبا إِرْنانَ مَحْزونٍ إذا تَحَوَّبا أَراد أُنْبِضَ فقلب ورَنَّنْتها أَنا تَرْنيناً والمُرِنَّة القوسُ والمِرْنان مثله وقوس مُرِنٌّ ومِرْنانٌ وكذلك السحابة ويقال لها المِرْنانُ على أَنها صفة غلبت غلبة الاسم وقال أَبو حنيفة أَرَنَّتِ القَوْس وهو فوق الحنين وفي الحديث فَتَلَقَّاني أَهلُ الحي بالرَّنين الرَّنينُ الصوت وقد رَنَّ يَرِنّ رنيناً والرَّنَنُ شيء يصيح في الماء أَيام الصيف وقال ولم يَصْدَحْ له الرَّنَنُ والرَّنَنُ الماء القليل والرَّبَب الماء الكثير والرُّنَّاءُ الطَّرَبُ على بَدَلِ التضعيف رواه ثعلب بالتشديد وأَبو عبيد بالتخفيف وهو أَقيس لقولهم رَنَوْتُ أَي طَرِبْتُ ومددت صوتي ومن قال رَنَوْتُ فالرُّنَّاءُ عنده معتل ويوم أَرْوَنانٌ شديد في كل شيء أَفْوَعالٌ من الرَّنِين فيما ذهب إليه ابن الأَعرابي وهو عند سيبويه أَفْعَلانٌ من قولك كشف الله عنك رُونَةَ هذا الأَمر أَي غُمَّته وشدّته وهو مذكور في موضعه أَبو عمرو الرُّنَّى شهر جُمادى
( * قوله « الرنى شهر جمادى » الذي في القاموس ورنى بلا لام شهر جمادى )
وجمعها رُنَنٌ والرُّنَّى الخَلْقُ يقال ما في الرُّنَّى مثله قال أَبو عمر الزاهد يقال لجمادى الآخرة رُنَّى ويقال رُنَةُ بالتخفيف وأَنه قال يا آلَ زَيْدٍ احْذَرُوا هذي السَّنَهْ من رُنَةٍ حتى تُوافِيها رُنَهْ قال وأَنكر رُبَّى بالباء وقال هو تصحيف إنما الرُّبَّى الشاة النُّفَساء وقال قطْرُبٌ وابن الأَنباري وأَبو الطيب عبد الواحد وأَبو القاسم الزجاجي هو بالباء لا غير قال أَبو القسم الزجاجي لأَن فيه يعلم ما نُتِجَتْ حُرُوبُهم إذا ما انجلت عنه مأْخوذ من الشاة الرُّبَّى وأَنشد أَبو الطيب أَتَيْتُك في الحَنِين فقلتَ رُبَّى وماذا بين رُبَّى والحَنِينِ ؟ والحَنِينُ اسم لجمادى الأُولى

( رهن ) الرَّهْنُ معروف قال ابن سيده الرَّهْنُ ما وضع عند الإنسان مما ينوب مناب ما أُخذ منه يقال رَهَنْتُ فلاناً داراً رَهْناً وارْتَهنه إذا أَخذه رَهْناً والجمع رُهون ورِهان ورُهُنٌ بضم الهاء قال وليس رُهُن جمعَ رِهان لأَن رِهاناً جمع وليس كل جمع يجمع إلا أَن ينص عليه بعد أَن لا يحتمل غيرذلك كأَكْلُب وأَكالِب وأَيْدٍ وأَيادٍ وأَسْقِية وأَساقٍ وحكى ابن جني في جمعه رَهين كعَبْدٍ وعَبيدٍ قال الأَخفش في جمعه على رُهُنٍ قال وهي قبيحة لأَنه لا يجمع فَعْل على فُعُل إلا قليلاً شاذّاً قال وذكر أَنهم يقولون سَقْفٌ وسُقُفٌ قال وقد يكون رُهُنٌ جمعاً للرهان كأَنه يجمع رَهْن على رِهان ثم يجمع رِهان على رُهُن مثل فِراشٍ وفُرُش والرَّهينة واحدة الرَّهائن وفي الحديث كل غلام رَهينة بعقيقته الرَّهينة الرَّهْنُ والهاء للمبالغة كالشَّتيمة والشَّتْم ثم استعملا في معنى المَرْهون فقيل هو رَهْن بكذا ورَهِينة بكذا ومعنى قوله رهينة بعقيقته أَن العقيقة لازمة له لا بد منها فشبهه في لزومها له وعدم انفكاكه منها بالرَّهْن في يد المُرْتَهِن قال الخطابي تكلم الناس في هذا وأَجود ما قيل فيه ما ذهب إليه أَحمد بن حنبل قال هذا في الشفاعة يريد أَنه إذا لم يُعَقَّ عنه فمات طفلاً لم يَشْفَعْ في والديه وقيل معناه أَنه مرهون بأَذى شَعْره واستدلوا بقوله فأَمِيطُوا عنه الأَذى وهو ما عَلِقَ به من دم الرحم ورَهَنَه الشيءَ يَرْهَنَه رَهْناً ورَهَنَه عنده كلاهما جعله عنده رَهْناً قال الأَصمعي ولا يقال أَرْهَنتُه ورَهَنَه عنه جعله رَهْناً بدلاً منه قال ارْهَنْ بنيك عنهمُ أَرْهَنْ بَني أَراد أَرْهَن أَنا بني كما فعلت أَنت وزعم ابن جني أَن هذا الشعر جاهليّ وأَرْهَنته الشيء لغة قال هَمَّام بن مرة وهو في الصحاح لعبد الله بن همام السَّلُولي فلما خَشِيتُ أَظافيرَهُمْ نَجَوْتُ وأَرْهَنْتُهم مالكا غَريباً مُقِيماً بدار الهَوا نِ أَهْونْ علَيَّ به هالِكا وأَحْضَرتُ عُذْرِي عليه الشُّهُو دَ إنْ عاذراً لي وإن تاركا وقد شَهِدَ الناسُ عند الإِما مِ أَني عَدُوٌّ لأَعْدَائكا وأَنكر بعضهم أَرهنته وروي هذا البيت وأَرْهَنُهُم مالكا كما تقول قمت وأَصُكُّ عينه قال ثعلب الرُّواة كلهم على أَرْهَنْتُهم على أَنه يجوز رَهَنْتُه وأَرْهَنْته إلاَّ الأَصمعي فإنه رواه وأَرْهَنُهم مالكا على أَنه عطف بفعل مستقبل على فعل ماض وشبهه بقولهم قمتُ وأَصُكُّ وجهَه وهو مذهب حسن لأَن الواو واو حال فيجعل أَصُك حالاً للفعل الأَول على معنى قمت صاكّاً وجهه أَي تركته مقيماً عندهم ليس من طرق الرَّهْنِ لأَنه لا يقال أَرْهَنْتُ الشيء وإنما يقال رَهَنْتُه قال ومن روى وأَرهنتهم مالكاً فقد أَخطأَ قال ابن بري وشاهد رَهَنْته الشيءَ بيت أُحَيْحة بن الجُلاح يُراهِنُني فيَرْهَنُني بنيه وأَرْهَنُه بَنِيَّ بما أَقُولُ ومثله للأَعشى آلَيْتُ لا أُعطيه من أَبنائنا رُهُناً فيُفْسِدُهم كمن قد أَفْسَدا حتى يُفِيدَك من بنيه رَهِينةً نَعْشٌ ويَرْهَنك السِّماك الفَرْقدا وفي هذا البيت شاهد على جمع رَهْنٍ على رُهُنٍ وأَرْهَنْتُه الثوبَ دفعته إليه ليَرْهَنه قال ابن الأَعرابي رَهَنْتُه لساني لا غير وأَما الثوب فرَهَنْتُه وأَرْهَنْتُه معروفتان وكل شيء يُحْتَبَس به شيء فهو رَهِينه ومُرْتَهَنه وارْتَهَن منه رَهْناً أَخذه والرِّهانُ والمُراهَنة المُخاطرة وقد راهَنه وهم يَتَراهنُون وأَرْهَنُوا بينهم خَطَراً بَدَلُوا منه ما يَرْضى به القوم بالغاً ما بلغ فيكون لهم سَبَقاً وراهَنْتُ فلاناً على كذا مُراهنة خاطرته التهذيب وأَرْهَنْتُ ولَدي إرهاناً أَخطرتهم خَطَراً وفي التنزيل العزيز فرِهانٌ مقبوضة قرأَ نافع وعاصم وأَبو جعفر وشَيْبةُ فرِهان مقبوضة وقرأَ أَبو عمرو وابن كثير فرُهُنٌ مقبوضة وكان أَبو عمرو يقول الرِّهانُ في الخيل قال قَعْنَب بانت سُعادُ وأَمْسَى دُونها عَدَنُ وغَلِقَتْ عندَها من قَبْلِكَ الرُّهُنُ وقال الفراء من قرأَ فَرُهُن فهي جمع رِهانٍ مثل ثُمُرٍ جمع ثِمارٍ والرُّهُنُ في الرَّهْنِ أَكثر والرِّهانُ في الخيل أَكثر وقيل في قوله تعالى فرِهانٌ مقبوضة قال ابن عرفة الرَّهْنُ في كلام العرب هو الشيء الملزم يقال هذا راهِنُ لك أَي دائم محبوس عليك وقوله تعالى كلُّ نفْسٍ بما كَسَبَتْ رَهِينَة وكل امرئٍ بما كَسَبَ رَهِين أَي مُحْتَبَس بعمله ورَهِينة محبوسة بكسبها وقال الفراء الرَّهْن يجمع رِهاناً مثل نَعْلٍ ونِعال ثم الرِّهانُ يجمع رُهُناً وكل شيء ثبت ودام فقد رَهَنَ والمُراهَنَةُ والرهانُ المسابقة على الخيل وغير ذلك وأَنا لك رَهْنٌ بالرِّيّ وغيره أَي كَفيل قال إني ودَلْوَيَّ لها وصاحبِي وحَوْضَها الأَفْيَحَ ذا النصائبِ رَهْنٌ لها بالرِّيّ غير الكاذِبِ وأَنشد الأَزهري إن كَفِّي لك رَهْنٌ بالرِّضا أَي أَنا كفيل لك ويدي لك رَهْنٌ يريدون به الكفالة وأَنشد ابن الأَعرابي والمَرْءُ مَرْهُونٌ فمن لا يُخْتَرَمْ بعاجِلِ الحَتْفِ يُعاجَلْ بالهَرَمْ قال أَرْهَنَ أَدامَ لهم أَرْهَنْتُ لهم طعامي وأَرْهَيْته أَي أَدمته لهم وأَرْهَى لك الأَمر أَي أَمْكنك وكذلك أَوْهَب قال والمَهْوُ والرَّهْوُ والرخَفُ واحد وهو اللِّينُ وقد رَهَنَ في البيع والقرض بغير أَلف وأَرْهَنَ بالسلْعة وفيها غالَى بها وبذل فيها ماله حتى أَدركها قال وهو من الغلاء خاصة قال يَطْوي ابنُ سَلْمَى بها من راكبٍ بُعُداً عِيديَّةً أُرْهِنَتْ فيه الدَّنانيرُ
( * قوله « من راكب » كذا في الأصل والذي في المحكم في راكب وفي التهذيب عن )
ويروى صدر البيت ظَلَّتْ تَجُوبُ بها البُلْدانَ ناجيةٌ والعِيديّة إبل منسوبة إلى العيد والعيدُ قبيلة من مَهْرة وإِبلُ مَهْرة موصوفة بالنجابة وأَورد الأَزهري هذا البيت مستشهداً على قوله أَرْهَنَ في كذا وكذا يُرْهِنُ إِرْهاناً إذا أَسلف فيه ويقال أَرْهَنت في السلعة بمعنى أَسلفت والمُرْتَهِنُ الذي يأْخذ الرَّهْنَ والشيءِ مَرْهُونٌ ورهِين والأُنثى رَهِينة والراهِنُ الثابت وأَرْهَنه للموت أَسلمه عن ابن الأَعرابي وأَرْهَنَ الميتَ قبراً ضَمَّنه إياه وإنه لرَهِينُ قبرٍ وبِلىً والأُنثى رَهِينة وكل أَمر يُحْتبس به شيء فهو رَهِينة ومُرْتَهَنه كما أَن الإنسان رَهِينُ عمله ورَهَنَ لك الشيءُ أَقام ودام وطعام راهِنٌ مقيم قال الخُبْزُ واللَّحْمُ لهم راهِنٌ وقَهْوَةٌ راوُوقُها ساكِبُ وأَرْهَنه لهم ورَهَنه أَدامه والأَول أَعلى التهذيب أَرْهَنْتُ لهم الطعام والشرابَ إرهاناً أَي أَدمته وهو طعام راهِنٌ أَي دائم قاله أَبو عمرو وأَنشد للأََعشى يصف قوماً يشربون خمراً لا تنقطع لا يَسْتَفِيقُونَ منها وهي راهِنَةٌ إلاّ بهاتِ وإن عَلُّوا وإن نَهِلُوا ورَهَنَ الشيءُ رَهْناً دام وثبت وراهِنةٌ في البيت دائمة ثابتة وأَرْهَنَ له الشرَّ أَدامه وأَثبته له حتى كف عنه وأَرْهَنَ لهم ماله أَدامه لهم وهذا راهنٌ لك أَي مُعَدٌّ والراهِنُ المهزول المُعْيي من الناس والإِبل وجميع الدواب رَهَنَ يَرْهَنُ رُهُوناً وأَنشد الأُمَوِيّ إما تَرَيْ جِسْمِيَ خَلاًّ قد رَهَنْ هَزْلاً وما مَجْدُ الرِّجالِ في السِّمَنْ ابن شميل الرَّاهِنُ الأَعْجَفُ من ركوب أَو مرض أَو حَدَث يقال ركب حتى رَهَنَ الأَزهري رأَيت بخط أَبي بكر الإيادي جارية أُرْهُونٌ أَي حائض قال ولم أَره لغيره والرَّاهنة من الفرس السُّرَّة وما حولها والرَّاهُونُ اسم جبل بالهند وهو الذي هبط عليه آدم عليه السلام ورُهْنانُ موضع ورُهَيْنٌ والرَّهِينُ اسمان قال أَبو ذؤيب عَرَفْتُ الدِّيارَ لأُمِّ الرَّهِي نِ بَيْنَ الظُّباءِ فَوادِي عُشَرْ

( رهدن ) الرَّهْدَنُ الرجل الجَبانُ شبِّه بالطائر ابن سيده الرَّهْدَنُ والرَّهْدَنةُ والرُّهْدُونُ كالرَّهْدَلِ الذي هو الطائر وقد تقدم والرَّهادِنُ طير بمكة أَمثال العصافير الواحد رَهْدَنٌ الأَصمعي وغيره الرَّهادِنُ والرَّهادِلُ واحدها رَهْدَنَةُ ورَهْدَلَةُ وهو طائر شبيه بالقُبَّرة إلا أَنه ليست له قُنْزُعة وفي الصحاح طائر يشبه الحُمَّر إلا أَنه أَدْبَسُ وهو أَكبر من الحُمَّر وقال تَذَرَّيْننا بالقولِ حتى كأَنه تَذَرِّيَ وِلْدَانٍ يَصِدْنَ رَهادنا والرَّهْدَنُ الأَحمق كالرَّهْدَلِ قال قُلْتُ لها إياكِ أَن تَوَكَّنِي عنديَ في الجلْسةِ أَوْ تَلَبَّنِي عليكِ ما عشتِ بذاكَ الرَّهْدَنِ قال ابن بري الرَّهْدَنُ الأَحمق والرَّهْدَنُ العصفور الصغير أَيضاً وقد تبدل النون لاماً فيقال الرَّهْدَلُ كما قالوا طَبَرْزَن وطَبَرْزَلٌ وطَبَرْزَذ وجمعُ الرَّهْدَنِ الأَحمقِ الرَّهَادِنَةُ مثل الفَراعِنة والرُّهْدُونُ الكذاب والرَّهْدَنَة الإِبْطاء وقد رَهْدَنَ وروي عن ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه أَنشده لرجل في تَيْس اشتراه من رجل يقال له سَكَن رأَيتُ تَيْساً راقَنِي لسَكَنِ مُخَرْفَجَ الغِذَاءِ غيرَ مُجْحَنِ أَهْدَبَ مَعْقُودَ القَرَا خُبَعْثِنِ فقُلْتُ بِعنيه فقال أَعْطِني فقُلْتُ نَقْدِي ناسئٌ فأَضْمَنِ فنَدَّ حتى قُلْتُ ما إِن يَنْثَنِي فجئتُ بالنَّقْدِ ولم أُرَهْدِنِ أَي لم أُبْطِئْ ولم أَحْتَبِس به التهذيب والأَزْدُ تُرَهْدِنُ في مشْيتها كأَنها تستدير

( رون ) الرُّونُ الشِّدَّة وجمعها رُوُون والرُّونَة الشِّدَّة ابن سيده رُونة الشيء شِدَّته ومُعْظَمُه وأَنشد ابن بري إن يُسْرِ عَنْكَ اللهُ رُونَتَها فعَظِيمُ كلّ مُصيبةٍ جَلَلُ وكشف الله عنك رُونَة هذا الأَمر أَي شدَّته وغُمَّته ويقال رُونَةُ الشيء غايته في حر أَو برد أَو غيره من حزن أَو حرب وشبهه ومنه يومٌ أَرْوَنانٌ
( * قوله « أرونان » يجوز إضافة اليوم إليه أيضاً كما في القاموس وسيشير إليه المؤلف فيما بعد ) ويقال منه أُخذتِ الرُّنَةُ اسم لجمادى الآخرة لشدة برده والرَّوْن الصياح والجَلَبة يقال منه يومٌ ذو أَرْوَنان وزَجَلٍ قال الشاعر فهي تُغَنِّيني بأَرْوَنانِ أَي بصياحٍ وجلبة والرَّوْن أَيضاً أَقصى المَشارَةِ وأَنشد يونس والنَّقْبُ مِفْتَحُ مائها والرَّوْن ويومٌ أَرْوَنانٌ وأَرْوَنانيٌّ شديد الحر والغم وفي المحكم بلغ الغاية في فرح أَو حزن أَو حر وقيل هو الشديد في كل شيءٍ من حر أَو برد أَو جلبة أَو صياح قال النابغة الجَعْديّ فظَلَّ لنِسوَةِ النُّعمانِ منا على سَفَوانَ يومٌ أَرْوَنانُ قال ابن سيده هكذا أَنشده سيبويه والرواية المعروفة يومٌ أَرْوناني لأَنَّ القوافي مجرورة وبعده فأَرْدَفْنا حَليلتَه وجِئْنا بما قد كان جَمَّعَ من هِجانِ وقد تقدم أَنَّ أَرْوَناناً أَفْوَعَالٌ من الرَّنين التهذيب أَراد أَرْوَنانيّ بتشديد ياء النسبة كما قال الآخر لم يَبْقَ من سُنَّة الفارُوق تعرفه إلاَّ الدُّنَيْنيُّ وإلاَّ الدِّرَّةُ الخَلَقُ
( * قوله « الدنيني » كذا بالأصل ) قال الجوهري إنما كسر النون على أَن أَصله أَرْونانيّ على النعت فحذفت ياء النسبة قال الشاعر ولم يَجِبْ ولم يَكَعْ ولم يَغِبْ عن كلِّ يومٍ أَرْوَنانيّ عَصِبْ وأَما قول الشاعر حَرَّقَها وارِسُ عُنْظُوانِ فاليومُ منها يومُ أَرْوَنانِ فيحتمل الإضافة إلى صفته ويحتمل ما ذكرنا وليلة أَرْوَنانة وأَرْوَنانيَّة شديدة الحر والغم وحكى ثعلب رَانَتْ ليلَتَنا اشتدَّ حرها وغمها قال ابن سيده وإنما حملناه على أَفَْعَلان كما ذهب إليه سيبويه دون أَن يكون أَفْوَعالاً من الرَّنَّةِ التي هي الصوت أَو فَعْوَلاناً من الأَرَنِ الذي هو النَّشَاط لأَن أَفْوَعالاً عَدَمٌ وإِنَّ فَعْوَلاناً قليل لأَن مثل جَحْوَش لا يلحقه مثل هذه الزيادة فلما عدم الأَول وقلَّ هذا الثاني وصحَّ الاشتقاق حملناه على أَفْعَلان التهذيب عن شمر قال يومٌ أَرْوَنان إذا كان ناعماً وأَنشد فيه بيتاً للنابغة الجعدي هذا ويومٌ لنا قَصِيرٌ جَمُّ المَلاهِي أَرْوَنانُ صوابه جمٌّ ملاهيه قال وهذا من الأَضداد فهذا البيت في الفرح وكان أَبو الهيثم ينكر أَن يكون الأَرْوَنان في غير معنى الغم والشدَّة وأَنكر البيت الذي احتج به شمر وقال ابن الأَعرابي يومٌ أَرْوَنانٌ مأْخوذ من الرَّوْنِ وهو الشدة وجمعه رُوُون وفي حديث عائشة رضي الله عنها أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم طُبَّ أَي سُحِرَ ودُفِنَ سِحْرُه في بئر ذي أَرْوانَ قال الأَصمعي هي بئر معروفة قال وبعضهم يخطئ فيقول ذَرْوَانَ والأَرْوَنانُ الصوت وقال بها حاضِرٌ من غيرِ جِنٍّ يَرُوعُه ولا أَنَسٍ ذُو أَرْونانٍ وذُو زَجَلْ ويومٌ أَرْوَنان وليلة أَرْوَنانة شديدة صعبة وأَرْوَنان مشتق من الرَّون وهو الشدة ورَانَ الأَمْرُ رَوْناً أَي اشتد

( رين ) الرَّيْنُ الطَّبَعُ والدَّنَسُ والرَّيْن الصَّدأُ الذي يعلو السيفَ والمِرآة ورَانَ الثوبُ رَيْناً تَطَبَّعَ والرَّيْنُ كالصَّدَإ يَغْشى القلب ورَانَ الذَّنْبُ على قلبه يَرِينُ رَيْناً ورُيُوناً غلب عليه وغطاه وفي التنزيل العزيز كلا بل رَانَ على قلوبهم ما كانوا يكسبون أَي غَلَبَ وطَبَعَ وخَتَم وقال الحسن هو الذَّنْب على الذنب حتى يسوادَّ القلب قال الطِّرِمَّاحُ مخافَةَ أَن يَرِينَ النَّوْمُ فيهم بسُكْرِ سِناتِهم كلَّ الرُّيونِ ورِينَ على قلبه غُطِّي وكل ما غطى شيئاً فقد رانَ عليه ورانَتْ عليه الخمر غلبته وغشيته وكذلك النُّعاس والهم وهو مَثَل بذلك وقيل كل غلبة رَيْنٌ وقال الفراء في الآية كثرت المعاصي منهم والذنوب فأَحاطت بقلوبهم فذلك الرَّيْن عليها وجاء في الحديث أَن عمر رضي الله عنه قال في أُسَيْفِع جُهَينة لما ركبه الدَّيْن قد رِينَ به يقول قد أَحاط بماله الدين وعلته الديون وفي رواية أَن عمر خطب فقال أَلا إن الأُسََيْفِعَ أُسَيْفِعَ جُهَينة قد رضي من دينه وأَمانته بأَن يقال سَبَقَ الحاجّ فادَّانَ مُعْرِضاً وأَصْبَحَ قد رِينَ به قال أَبو زيد يقال رِينَ بالرجل رَيْناً إذا وقع فيما لا يستطيع الخروج منه ولا قِبَل له به وقيل رِينَ به انقُطِعَ به وقوله فادَّان مُعْرِضاً أَي استدان مُعْرِضاً عن الأَداء وقيل استدان مُعْتَرِضاً لكل من يُقْرِضه وأَصل الرَّيْن الطَّبْعُ والتغطية وفي حديث علي عليه السلام لَتَعْلَمُ أَيُّنا المَرِينُ على قلبه والمُغَطَّى على بصره المَرِينُ المفعول به الرَّيْنُ والرَّيْنُ سوادا لقلب وجمعه رِيانٌ وروى أَبو هريرة أَن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن قوله تعالى كلا بل رانَ على قلوبهم قال هو العبد يذنب الذنب فَتُنْكَتُ في قلبه نُكَتْةٌ سوداءُ فإن تاب منها صُقِلَ قلبه وإن عاد نُكِتت أُخرى حتى يسودّ القلب فذلك الرَّيْنُ وقال أَبو معاذ النحوي الرَّيْن أَن يسودّ القلب من الذنوب والطَّبَع أَن يُطْبَع على القلب وهو أَشد من الرَّيْن قال وهو الختم قال والإِقْفال أَشد من الطَّبْع وهو أَن يُقْفَل على القلب وقال الزجاج رانَ بمعنى غَطَّى على قلوبهم يقال رَانَ على قلبه الذنبُ إذا غُشِيَ على قلبه وفي حديث مجاهد في قوله تعالى وأَحاطت به خطيئتُه قال هو الرَّانُ والرَّيْنُ سواء كالذَّامِ والذَّيْمِ ولعابِ والعَيْبِ قال أَبو عبيد كل ما غلبك وعَلاك فقد رانَ بك ورانك ورانَ عليك وأَنشد لأَبي زُبَيْدٍ يصف سكرانَ غلبت عليه الخمر ثم لما رآه رانَتْ به الخم رُ وأَن لا تَرِينَه باتِّقاءِ قال رانت به الخمر أَي غلبت على قلبه وعقله ورانتِ الخمرُ عليه غلبته والرَّيْنَة الخمرة وجمعها رَيْناتٌ ورانَ النُّعاسُ في العين ورانت نَفْسُه غَثَتْ ورِينَ به ماتَ ورِينَ به رَيْناً وقع في غم وقيل رِينَ به انْقُطِع به وهونحو ذلك أَنشد ابن الأَعرابي ضَحَّيْتُ حتى أَظْهَرَتْ ورِينَ بي ورِينَ بالسَّاقي الذي كان مَعِي ورانَ عليه الموتُ ورانَ به ذهب وأَرانَ القومُ فهم مُرِينُون هلكت مواشيهم وهُزِلَتْ وفي المحكم أَو هُزِلَتْ وهم مُرِينُون قال أَبو عبيد وهذا من الأَمر الذي أَتاهم مما يغلبهم فلا يستطيعون احتماله ورانَتْ نَفْسُه تَرِين رَيْناً أَي خَبُثَتْ وغَثَت وفي الحديث إن الصُّيَّام يدخلون الجنة من باب الرَّيَّان قال الحَرْبي إن كان هذا اسماً للباب وإلا فهو من الرَّواء وهو الماء الذي يُرْوِي فهو رَيَّان وامرأَة رَيَّا فالرَّيَّان فَعْلان من الرَّيّ والأَلف والنون زائدتان مثلهما في عطشان فيكون من باب رَيّا لا رين والمعنى أَن الصُّيَّام بتعطيشهم أَنفسهم في الدنيا يدخلون من باب الريان ليأْمنوا من العطش قبل تمكنهم من الجنة

( زأن ) الزُّؤَانُ حب يكون في الطعام واحدته زُؤَانة وقد زُئِن والزُّؤان أَيضاً رديء الطعام وغيره والزُّؤان الذي يُخالط البُرَّ وهي حبة تُسْكِرُ وهي الدَّنْقة أَيضاً وفيه أربع لغات زُؤَان وزُوان بغير همز وزِئان وزِوان بالكسر فيهما وحكى ثعلب كلب زِئْنِيّ بالهمز قصير ولا تقل صِينيّ وذو يَزَنَ ملك من مُلوك حِمْير أَصله يَزْأَنُ من لفظ الزُّؤان قال ولا يجب صرفه للزيادة في أَوَّله والتعريف ورُمْح يَزَنِيّ وأَزَنِيّ ويَزْأَنِيّ وأَزْأَنِيّ وأَيْزَنِيّ على القلب وآزَنِيّ على القلب أَيضاً

( زبن ) الزَّبْنُ الدَّفْع وزَبَنَتِ الناقة إذا ضربت بثَفِناتِ رجليها عند الحلب فالزَّبْنُ بالثَّفِنات والركض بالرجْل والخَبْط باليد ابن سيده وغيره الزَّبْنُ دفع الشيء عن الشيء كالناقة تَزْبِنُ ولدها عن ضرعها برجلها وتَزْبِنُ الحالب وزَبَن الشيءَ يَزْبِنُه زَبْناً وزَبَنَ به وزَبَنَت الناقة بثَفناتِها عند الحلب دَفَعَتْ بها وزَبَنَتْ ولدها دفعته عن ضرعها برجلها وناقة زبُون دَفُوع وزُبُنَّتاها رجلاها لأَنها تَزْبِنُ بهما قال طُرَيْحٌ غُبْسٌ خَنابِسُ كلُّهنَّ مُصَدَّرٌ نَهْدُ الزُّبُنَّةِ كالعَرِيشِ شَتِيمُ وناقة زَفُون وزَبُونٌ تضرب حالبها وتدفعه وقيل هي التي إذا دنا منها حالبها زَبَنَتْه برجلها وفي حديث علي عليه السلام كالنَّاب الضَّرُوسِ تَزْبِنُ برجلها أَي تدفع وفي حديث معاوية وربما زَبَنَتْ فكسرت أَنف حالبها ويقال للناقة إذا كان من عادتها أَن تدفع حالبها عن حَلبها زَبُون والحرب تَزْبِنُ الناسَ إذا صدَمتهم وحرب زَبُون تَزْبِنُ الناس أَي تَصْدِمِهُم وتدفعهم على التشبيه بالناقة وقيل معناه أَن بعض أَهلها يدفع بعضها لكثرتهم وإنه لذو زَبُّونة أَي ذو دفع وقيل أَي مانعٌ لجنبه قال سَوَّار بن المُضَرِّب بِذَبِّي الذَّمَّ عن أَحْسابِ قومي وزَبُّوناتِ أَشْوَسَ تَيَّحانِ والزَّبُّونَةُ من الرجال الشديد المانع لما وراء ظهره ورجل فيه زَبُّونة بتشديد الباء أَي كِبْر وتَزابَن القومُ تدافعوا وزابَنَ الرجلَ دافعه قال بمِثْلِي زابَنِي حِلْماً ومَجْداً إذا الْتَقَتِ المَجامعُ للخُطوبِ وحَلَّ زَبْناً من قومه وزِبْناً أَي نَبْذَةً كأَنه اندفع عن مكانهم ولا يكاد يستعمل إلا ظرفاً أَو حالاً والزَّابِنَة الأَكمة التي شَرَعَتْ في الوادي وانعَرَج عنها كأَنها دفعته والزِّبْنِيَةُ كل متمرّد من الجن والإِنس والزِّبْنِيَة الشديد عن السيرافي وكلاهما من الدافع والزَّبانِية الذين يَزْبِنون الناسَ أَي يدفعونهم قال حسان زَبانِيَةٌ حولَ أَبياتهم وخُورٌ لدى الحربِ في المَعْمَعه وقال قتادة الزَّبانِية عند العرب الشُّرَطُ وكله من الدَّفْع وسمي بذلك بعض الملائكة لدفعهم أَهل النار إليها وقوله تعالى فلْيَدْعُ نادِيَه سَنَدْعُو الزَّبانية قال قتادة فليدع ناديه حَيَّه وقومه فسندعو الزبانية قال الزَّبانية في قول العرب الشُّرَط قال الفراء يقول الله عز وجل سندعو الزبانية وهم يعملون بالأَيْدي والأَرجل فهم أَقوى قال الكسائي واحد الزَّبانية زِبْنيٌّ وقال الزجاج الزَّبانية الغلاظ الشداد واحدهم زِبْنية وهم هؤلاء الملائكة الذين قال الله تعالى عليها ملائكة غلاظ شِدادٌ وهم الزَّبانية وروي عن ابن عباس في قوله تعالى سندعو الزَّبانية قال قال أَبو جهل لئن رأَيت محمداً يصلي لأَطَأَنَّ على عنقه فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو فعله لأَخذته الملائكة عِياناً وقال الأَخفش قال بعضهم واحد الزبانية زَبانيّ وقال بعضهم زابنٌ وقال بعضهم زِبْنِيَة مثل عِفْرية قال والعرب لا تكاد تعرف هذا وتجعله من الجمع الذي لا واحد له مثل أَبابيلَ وعَبادِيد والزِّبِّين الدافع للأَخْبَثَينِ البول والغائط عن ابن الأَعرابي وقيل هو الممسك لهما على كُرْه وفي الحديث خمسة لا تقبل لهم صلاة رجلٌ صلى بقوم وهم له كارهون وامرأَةٌ تبيت وزوجها عليها غضبان والجاريةُ البالغةُ تصلي بغير خِمار والعبدُ الآبق حتى يعود إلى مولاه والزِّبِّينُ قال الزِّبِّين الدافع للأَخبثين وهو بوزن السِّجِّيل وقيل بل هو الزِّبِّين بنونين وقد روي بالوجهين في الحديث والمشهور بالنون وزَبَنْتَ عنا هَدِيَّتك تَزْبِنُها زَبْناً دفعتها وصرفتها قال اللحياني حقيقتها صرفت هديتك ومعروفك عن جيرانك ومعارفك إلى غيرهم وزُباني العقرب قرناها وقيل طرف قرنها وهما زُبانَيانِ كأَنها تدفع بهما والزُّباني كواكبُ من المنازل على شكل زُبانى العقرب غيره والزُّبانَيانِ كوكبان نَيِّرانِ وهما قرنا العقرب ينزلهما القمر ابن كُناسة من كواكب العقرب زُبانَيا العقرب وهما كوكبان متفرّقان أَمام الإِكليل بينهما قِيدُ رُمْح أَكبر من قامة الرجل والإِكْليل ثلاثة كواكب معترضة غير مستطيلة قال أَبو زيد يقال زُباني وزُبانَيانِ وزُبَانيات للنجم وزُبانى العقرب وزُبانَياها وهما قرناها وزُبانَيات وقوله أَنشده ابن الأَعرابي فِداك نِكْسٌ لا يَبِض حَجَرُهْ مُخَرَّقُ العِرْضِ حديدٌ مِمْطَرُهْ في ليلِ كانونٍ شَديدٍ خَصَرُهْ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي عَضَّ بأَطرافِ الزُّبانى قَمَرُهْ يقول هو أَقْلف ليس بمختون إلا ما قَلَّص منه القَمرُ وشبه قلْفته بالزُّباني قال ويقال من ولد والقمر في العقرب فهو نحس قال ثعلب هذا القول يقال عن ابن الأَعرابي وسأَلته عنه فأَبى هذا القول وقال لا ولكنه اللئيم الذي لا يطعم في الشتاء وإذا عَضَّ القمرُ بأَطرافِ الزُّبانَى كان أَشد البرد وأَنشد وليلة إِحْدَى اللَّيالي العُرَّمِ بين الذِّراعَيْنِ وبين المِرْزَمِ تَهُمُّ فيها العَنْزُ بالتَّكَلُّمِ وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه نهى عن المُزابنة ورَخَّصَ في العَرايا والمُزابنة بيع الرُّطَب على رؤوس النخل بالتمر كيلاً وكذلك كل ثمر بيع على شجره بثمر كيلاً وأَصله من الزَّبْنِ الذي هو الدفع وإنما نهى عنه لأَن الثمر بالثمر لا يجوز إلا مثلاً بمثل فهذا مجهول لا يعلم أَيهما أَكثر ولأَنه بيع مُجازفة من غير كيل ولا وزن ولأَن البَيِّعَيْن إذا وقفا فيه على الغَبْن أَراد المغبون أَن يفسخ البيع وأَراد الغابن أَن يُمْضيه فتَزابَنا فتدافعا واختصما وإن أَحدهما إذا ندم زَبَنَ صاحبه عما عقد عليه أَي دفعه قال ابن الأَثير كأَنَّ كل واحد من المتبايعين يَزْبِنُ صاحبَه عن حقه بما يزداد منه وإنما نهى عنها لما يقع فيها من الغبن والجهالة وروي عن مالك أَنه قال المُزابنة كل شيء من الجِزافِ الذي لا يعلم كيله ولا عدده ولا وزنه بيع شيء مسمى من الكيل والوزن والعدد وأَخذت زِبْني من الطعام أَي حاجتي ومَقام زَبْنٌ إذا كان ضيقاً لا يستطيع الإنسان أَن يقوم عليه في ضيقه وزَلِقِه قال ومَنْهَلٍ أَوْردَنيهِ لَزْنِ غيرِ نَميرٍ ومَقامٍ زَبْنِ كَفَيْتُه ولم أَكُنْ ذا وَهْنِ وقال مُرَقّش ومنزلِ زَبْنٍ ما أُريد مَبيتَه كأَني به من شِدَّة الرَّوْعِ آنِسُ ابن شُبْرُمَة ما بها زَبِينٌ أَي ليس بها أَحد والزَّبُّونة والزُّبُّونة بفتح الزاي وضمها وشدّ الباء فيهما جميعاً العُنُق عن ابن الأَعرابي قال ويقال خُذْ بقَرْدنِه وبَزَبُّونَتِه أَي بعُنقه وبنو زَبِينَةَ حيّ النسب إليه زَباني على غير قياس حكاه سيبويه كأَنهم أَبدلوا الأَلف مكان الياء في زَبِينِيٍّ والحَزِيمَتانِ والزَّبينتانِ من باهلة ابن عمرو بن ثعلبة وهما حَزِيمةُ وزَبِينَةُ قال أَبو مَعْدان الباهلي جاء الحَزائمُ والزَّبائِنُ دُلْدُلاً لا سابقينَ ولا مع القُطَّانِ فعَجِبْتُ من عَوْفٍ وماذا كُلِّفَتْ وتَجِيءُ عَوْفٌ آخر الرُّكْبانِ قال الجوهري وأَما الزَّبُون للغبيِّ والحَرِيف فليس من كلام أَهل البادية وزَبَّانُ اسم رجل

( زتن ) الزَّيتون معروف والنون فيه زائدة وهو مثل قَيْعُون من القاع كذلك الزيتون شجر الزيت وهو الدُّهْن وأَرض كثيرة الزيتون على هذا فيعول مادّة على حِيالها والأَكثر فَعْلون من الزيت وهو مذكور في بابه

( زحن ) زَحَنَ عن مكانه يَزْحَنُ زَحْناً تحرّك وزَحَنه عن مكانه أَزاله عنه قال الأَزهري زَحَنَ وزَحَل واحد والنون مبدلة من اللام ابن دريد الزَّحْنُ الحركة ورجل زُحَنٌ قصير بطين وامرأَة زُحَنة وتَزحَّنَ عن أَمره أَبطأَ ولهم زَحْنة أَي شُغْل ببُطءٍ ورجل زِيْحَنَّةٌ متباطئ عند الحاجة تُطلب إليه وأَنشد إذا ما التَوَى الزِّيحَنَّةُ المُتآزِفُ وزَحَنَ الرجلُ يَزْحَنُ وتزَحَّن تَزَحُّناً وهو بُطؤُه عن أَمره وعمله قال وإذا أَراد رَحيلاً فعَرض له شُغْل فبَطَّأَ به قلت له زَحْنةٌ بعْدُ والتَّزَحُّنُ التَّقَبُّض ابن الأَعرابي الزَّحْنة القافلة بثَقَلِها وتُبَّاعها وحَشَمها والزُّحْنة منعطف الوادي ويقال تزَحَّنَ عن الشيء إذا فعله مع كراهية له

( زخن ) زَخِنَ الرجلُ زَخَناً تغير وجْهُه من حَزَنٍ أَو مَرَض

( زربن ) زِرْبِينُ الخابية مَبْزَلها

( زرجن ) الزَّرَجُون الماء الصافي يَسْتَنقِع في الجبل عربي صحيح والزَّرَجُون بالتحريك الكرْم قال دُكَين بن رجاءٍ وقيل هي لمنظور بن حَبَّة كأَنَّ باليُرَنَّإِ المَعْلولِ ماءَ دَوالي زَرَجُونٍ ميلِ قال الأَصمعي هي فارسية معرّبة أَي لون الذهب وقيل هو صبغ أَحمر قاله الجَرْميُّ وقيل الزَّرَجون قُضْبان الكرم بلغة أَهل الطائف وأَهل الغَوْر قال الشاعر بُدِّلوا من مَنابِتِ الشِّيحِ والإِذْ خرِ تِيناً ويانِعاً زَرَجُوناً
( * قوله « بدلوا من منابت إلخ » قال الصاغاني يعني أنهم هاجروا إلى ريف الشام )
وقال أَبو حنيفة الزَّرَجُون القضيب يغرس من قضبان الكرم وأَنشد إليك أَميرَ المؤمنينَ بَعَثْتُها من الرَّمل تَنْوي مَنبتَ الزَّرَجونِ يعني بمنبت الزَّرَجون الشأْم لأَنها أَكثر البلاد عنباً كل ذلك عن أَبي حنيفة والزَّرَجون الخمر قال السيرافي هو فارسي معرّب شبه لونها بلون الذهب لأَن زَرْ بالفارسية الذهب وجُون اللَّون وهم ما يعكسون المضاف والمضاف إليه عن وضع العرب قال ابن سيده وقول الشاعر هل تَعْرِفُ الدارَ لأُمِّ الخَزْرَجِ منها فَظَِلْتَ اليومَ كالمُزَرَّجِ فإِنه أَراد الذي شَرِب الزَّرَجون وهي الخمر فاشتق من الزَرجون فعلاً وكان قياسه على هذا أَن يقول كالمُزَرْجَنِ من حيث كانت النون في زَرَجُون قياسها أَن تكون أَصلاً لأَنها بإِزاء السين من قرَبوس ولكن العرب إذا اشتقت من الأَعجمي خلطت فيه وذكر الأَزهري في ترجمة زرج قال الزَّرَجُون الخمر ويقال شجرتها ابن شميل الزَّرَجُون شجر العنب كل شجرة زَرَجونة قال شمر أُراها فارسية معرّبة ذردقون قال وليست بمعروفة في أَسماء الخمر غيره زَرَكون
( * قوله « غيره زر كون » عبارة التهذيب وقال غيره أي غير شمر معربة زركون ) فصيرت الكاف جيماً يريدون لون الذهب

( زردن ) التهذيب في الرباعي ابن الأَعرابي الكَيْنة لحمة داخل الزَّرَدانِ والزَّرْبَنةُ خلفها لحمة أُخرى

( زرفن ) الزُّرْفِينُ جماعة الناس والزِّرْفين والزَّرفين حلقة الباب لغتان قال أَبو منصور والصواب زِرْفين بالكسر على بناء فِعْليل وليس في كلامهم فُعْليل الجوهري الزُّرْفين والزِّرْفين فارسي معرب وقد زَرْفَن صُدْغه كلمة مولَّدة وفي الحديث كانت دِرْع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاتَ زَرافِين إِذا عُلِّقت بزَرافينها سترت وإذا أُرْسلت مست الأَرض

( زرمن ) التهذيب في الرباعي ابن شميل الزَّرامين الحَلَق

( زعن ) النهاية لابن الأَثير في حديث عثمان وفي رواية في حديث عمرو بن العاص أَردتَ أَن تُبَلِّغ الناس عني مقالةً يَزْعَنون إليها أَي يميلون قال ابن الأَثير يقال زَعَن إلى الشيء إذا مال إليه قال أَبو موسى أَظنه يركَنون إليها فصحف قال ابن الأَثير الأَقرب إلى التصحيف أَن يكون يُذْعِنون من الإِذعان وهو الانقياد فعداها بإِلى بمعنى اللام وأَما يركنون فما أَبعدها من يَزْعَنون

( زفن ) الزَّفْنُ الرَّقْصُ زَفَنَ يَزْفِنُ زَفْناً وهو شبيه بالرقص
( * قوله وهو شبيه بالرقص بعد قوله الزِّفْن الرقص هكذا في الأصل )
وفي حديث فاطمة عليها السلام أَنها كانت تَزْفِنُ للحَسن أَي تُرَقِّصُه وأَصل الزَّفْن اللعِب والدَّفْع ومنه حديث عائشة رضي الله عنها قَدِمَ وفدُ الحبَشة فجعلوا يَزْفِنون ويلعبون أَي يرقصون ومنه حديث عبد الله بن عمرو إن الله أَنزل الحق ليُذْهِب به الباطلَ ويُبْطِل به اللعبَ والزِّفْنَ والزَّمَّاراتِ والمَزاهِرَ والكِنَّارات قال ابن الأَثير ساق هذه الأَلفاظ سياقاً واحداً والزِّفْن والزَّفْن بلغة عُمان كلاهما ظُلَّة يتخذونها فوق سُطوحهم تقيهم وَمَدَ البحر أَي حَرَّه ونداه والزَّفْنُ عَسيب من عُسُب النخل يضم بعضه إلى بعض شبيه بالحصير المَرْمول قيل هي لغة أَزْدِيَّة والزِّيْفَنُّ الشديد ورجل فيه إِزْفَنَّة أَي حركة ورجل إِزْفَنَّة متحرّك مثل به سيبويه وفسره السيرافي ورجل زِيَفْنٌ إذا كان شديداً خفيفاً وأَنشد إذا رأَيتَ كَبْكَباً زِيَفْنا فادْعُ الذي منهم بعمروٍ يُكْنى والكَبْكَبُ الشديد وقوس زَيزَفون مُصَوِّنة عند التحريك قال أُمية بن أَبي عائذ مَطاريحَ بالوَعْثِ مَرَّ الحُشُو رِ هاجَرْنَ رَمَّاحةً زَيزَفونا
( * قوله « مطاريح بالوعث إلخ » تقدم في مادة حشر ضبطه بغير ذلك وما هنا موافق لضبط نسخة من التكملة للصاغاني كتبت في حياته ) قال ابن جني هي في ظاهر الأَمر فَيْفَعول من الزَّفْن لأَنه ضرب من الحركة مع صوت وقد يجوز أَن يكون زَيزَفون رباعيّاً قريباً من لفظ الزَّفْن قال ابن بري ومثله في الوزن دَيْدَبون قال ووزنه فيعلول الياء زائدة النضر ناقة زَفُون وزَبُون وهي التي إذا دنا منها حالبها زَبَنَتْه برجلها وقد زَفَنَت وزَبَنَتْ وأَتيت فلاناً فزَفَنَني وزَبَنَني ويقال للرقَّاص زَفّان وإِزْفَنَّهُ اسم رجل عن كراع ورجل زِيْفَنُّ طويل وزَيْفَنٌ وزَوْفَنٌ اسمان

( زقن ) زَقَنَ الحِمْلَ يَزْقُنه زَقْناً حمله وأَزْقَنَه على الحِمْل أَعانه ابن الأَعرابي أَزْقَنَ زيد عمراً إذا أَعانه على حِمْله لينهض ومثله أَبْطَغَه وأَبْدَغَه وعَدَّله وأَوَّنَه وأَسْمغَه وأَنّاه وبَوّاه وحَوَّله كله بمعنى واحد

( زكن ) زَكِنَ الخَبَرَ زَكَناً بالتحريك وأَزْكنه علمه وأَزْكَنه غيره وقيل هو الظن الذي هو عندك كاليقين وقيل الزَّكَنُ طرف من الظن غيره الزَّكَنُ بالتحريك التفرُّس والظن يقال زَكِنْتُه صالحاً أَي ظننته قال ولا يقال منه رجل زَكِنٌ وقد أَزْكنته وإِن كانت العامة قد أُلِعَتْ به وإنما يقال أَزْكنته شيئاً أَعلمته إياه وأَفهمته حتى زَكِنَه قال ابن بري حكى الخليل أَزْكَنْتُ بمعنى ظننت فأَصبت قال يقال رجل مُزْكِنٌ إذا كان يظن فيصيب والأَفصح زَكِنت بغير أَلف وأَنكر ابن قتيبة زَكِنْتُ بمعنى ظننت وحكى أَبو زيد قال يقال زَكِنْتُ منك مثل الذي زَكِنْتَ مني قال وهو الظن الذي يكون عندك كاليقين وإن لم تخبر به وقال غيره الزُّكَنُ الحافظ وقيل زَكِنْتُ به الأمرَ وأَزْكَنْتُه قاربت تَوَهُّمَه وظننته وفي نوادر الأَعراب هذا الجيش يُزاكِنُ أَلفاً ويُناظِر أَلفاً أَي يُقارب الليث الإِزْكانُ أَن تُزْكِنَ شيئاً بالظن فتُصيب تقول أَزْكَنْتُه إِزْكاناً اللحياني هي الزَّكانةُ والزَّكانِيَة أَبو زيد زَكِنْتُ الرجلَ أَزْكَنُه زَكَناً إذا ظننت به شيئاً وأَزْكَنْتُه الخبر إزْكاناً أَفهمته حتى زَكِنَه فَهِمَه فَهْماً وأَزْكَنَ غيره أَعلمه يقال زَكِنْته بالكسر أَزْكَنه زَكَناً بالتحريك أَي علمته قال ابن الأَعرابي زَكِنَ الشيءَ عَلِمَه وأَزْكنه ظنه وقيل زَكِنَه فهمه وأَزْكَنه غيرُه أَفهمه الأَصمعي يقال زَكِنْتُ من فلان كذا أَي علمته وقول قعنب بن أُم صاحبٍ ولن يُراجِعَ قَلْبي وُدَّهم أَبداً زَكِنْتُ منهم على مثلَ الذي زَكِنُوا عدّاه بعلى لأَن فيه معنى اطَّلَعْتُ كأَنه قال اطلعت منهم على مثل الذي اطلعوا عليه مني وقال الجوهري قوله على مقحمةٌ أَبو زيد زَكِنْت منه مثلَ الذي زَكِنَهُ مني وأَنا أَزْكَنُه زَكَناً وهو الظن الذي يكون عندك بمنزلة اليقين وإن لم يخبرك به أَحد قال أَبو الصَّقْر زَكِنْتُ من الرجل مثلَ الذي زَكِنَ تقول علمت منه مثل ما علم مني قال أَبو بكر التَّزْكِينُ التشبيه والظُّنون التي تقع في النفوس وأَنشد يا أَيُّهذا الكاشِرُ المُزَكِّنُ أَعْلِنْ بما تُخْفي فإِني مُعْلِنُ اليَزيديُّ زَكِنْتُ بفلانٍ كذا وأَزْكَنْتُ أَي ظننت الأَصمعي التَّزْكين التشبيه يقال زَكَّنَ عليهم وزَكَّمَ أَي شَبَّه عليهم ولَبَّسَ وفي ذكر إياس بن معاوية المزني قاضي البصرة يضرب به المثل في الذكاء قال بعضهم هو أَزْكَنُ من إياس الزَّكنُ والإِزْكانُ الفِطْنة والحَدْسُ الصادق يقال زَكِنْت منه كذا زَكَناً وزَكانةً وأَزْكنته وبنو فلان يُزاكِنُون بني فلان مُزاكنة أَي يُدانونهم ويُثافِنونهم إذا كانوا يَسْتَخِصُّونهم ابن شميل زَكِنَ فلانٌ إلى فلان إذا ما لجأَ إليه وخالطه وكان معه يَزْكَنُ زُكوناً وزَكِن فلان من فلان زَكَناً أَي ظن به ظَنّاً وزَكِنْتُ منه عداوة أَي عرفتها منه وقد زَكِنْتُ أَنه رجل سَوْء أَي علمت

( زمن ) الزَّمَنُ والزَّمانُ اسم لقليل الوقت وكثيره وفي المحكم الزَّمَنُ والزَّمانُ العَصْرُ والجمع أَزْمُن وأَزْمان وأَزْمِنة وزَمَنٌ زامِنٌ شديد وأَزْمَنَ الشيءُ طال عليه الزَّمان والاسم من ذلك الزَّمَنُ والزُّمْنَة عن ابن الأَعرابي وأَزْمَنَ بالمكان أَقام به زَماناً وعامله مُزامنة وزَماناً من الزَّمَن الأَخيرة عن اللحياني وقال شمر الدَّهْر والزَّمان واحد قال أَبو الهيثم أَخطأَ شمر الزَّمانُ زمانُ الرُّطَب والفاكهة وزمانُ الحرّ والبرد قال ويكون الزمانُ شهرين إلى ستة أََشهر قال والدَّهْرُ لا ينقطع قال أَبو منصور الدَّهْرُ عند العرب يقع على وقت الزمان من الأزْمنة وعلى مُدَّة الدنيا كلها قال وسمعت غير واحد من العرب يقول أَقمنا بموضع كذا وعلى ماء كذا دهراً وإن هذا البلد لا يحملنا دهراً طويلاً والزمان يقع على الفَصْل من فصول السنة وعلى مُدّة ولاية الرجل وما أشبهه وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال لعَجوزٍ تَحَفَّى بها في السؤال وقال كانت تأْتينا أَزْمانَ خديجة أَراد حياتها ثم قال وإِنّ حُسْنَ العهد من الإيمان واستأْجرته مُزامنة وزَماناً عنه أَيضاً كما يقال مُشاهرة من الشهر وما لقيته مُذ زَمَنةٍ أَي زَمان والزَّمَنة البُرْهة وأَقام زَمْنة
( * قوله « وأقام إلخ » ضبطه المجد والصاغاني بالتحريك ) بفتح الزاي عن اللحياني أَي زَمَناً ولقيته ذاتَ الزُّمَيْن أَي في ساعة لها أَعداد يريد بذلك تَراخي الوقت كما يقال لقيته ذاتَ العُوَيْم أَي بين الأَعوام والزَّمِنُ ذو الزَّمانة والزَّمانةُ آفة في الحيوانات ورجل زَمِنٌ أَي مُبْتَلىً بَيِّنُ الزَّمانة والزَّمانة العاهة زَمِنَ يَزْمَنُ زَمَناً وزُمْنة وزَمانة فهو زَمِنٌ والجمع زَمِنونَ وزَمِين والجمع زَمْنَى لأَنه جنس للبلايا التي يصابون بها ويدخلون فيها وهم لها كارهون فطابق باب فعيل الذي بمعنى مفعول وتكسيره على هذا البناء نحو جريح وجَرْحَى وكليم وكَلْمَى والزَّمانة أَيضاً الحُبُّ وقد روي بيت ابن عُلْبَةَ ولكن عَرَتْني من هَواك زَمانَةٌ كما كنتُ أَلْقَى منك إذْ أَنا مُطْلَقُ وقوله في الحديث إذا تَقارب الزمانُ لم تَكَدْ رؤيا المؤْمن تكذب قال ابن الأَثير أَراد استواء الليل والنهار واعتدالهما وقيل أَراد قُرْبَ انتهاء أَمَدِ الدنيا والزمان يقع على جميع الدهر وبعضه وزِمّانُ بكسر الزاي أَبو حيّ من بكر وهو زِمّان بن تَيْمِ الله بن ثعلبة بن عُكَابة بن صَعْب بن عليّ بن بكر بن وائل ومنهم الفِنْدُ الزِّمّانيُّ
( * قوله « ومنهم الفند الزماني » هذه عبارة الجوهري وفي التكملة ومادة ش ه ل من القاموس أن اسمه شهل بالشين المعجمة ابن شيبان بن ربيعة بن زمان بن مالك بن صعب بن علي بن بكر بن وائل قال الشارح وسياق نسب زمان بن تيم الله صحيح في ذاته إنما كون الفند منهم سهو لأن الفند من بني مازن ) قال ابن بري زِمّان فِعْلان من زَمَمْتُ قال وحملها على الزيادة أَولى فينبغي أَن تذكر في فصل زَمَمَ قال ويدلك على زيادة النون امتناع صرفه في قولك من بني زِمّان

( زمخن ) الزِّمَخْنُ والزِّمَخْنَةُ السَّيِّءُ الخُلُق

( زنن ) زَنَّه بالخير زَنّاً وأَزَنّه ظَنَّه به أَو اتَّهَمه وأَزْنَنْتُه بشيء اتِّهَمْتُه به وقال حَضْرَميّ بن عامر إن كنتَ أَزْنَنْتَني بها كَذِباً جَزْءُ فلاقَيْتَ مثلَها عَجِلا وقال اللحياني أَزْنَنْتُه بمال وبعلمٍ وبخير أَي ظننته به قال وكلام العامة زَنَنْتُه وهو خطأٌ ويقال فلان يُزَنُّ بكذا وكذا أَي يُتَّهم به وقد أَزْنَنْتُه بكذا من الشرِّ ولا يكون الإزْنان في الخير قال ولا يقال زَنَنْتُه بكذا بغير أَلف وفي حديث ابن عباس يصف عليّاً رضي الله عنهما ما رأَيت رئيساً مِحْرَباً يُزَنُّ به أَي يتهم بمشاكلته يقال زَنِّه بكذا وأَزَنَّه إذا اتَّهمه وظنَّه فيه وفي حديث الأَنصار وتسويدهم جَدَّ بنَ قَيْس إنا لنَزُنُّه بالبخل أَي نَتَّهِمُه به وفي الحديث الآخر فَتًى من قريش يُزَنُّ بشرب الخمر وفي شعر حسان في عائشة رضي الله عنها حَصَانٌ رَزَانٌ ما تُزَنُّ بريبةٍ ويقال ماءٌ زَنَنٌ أَي ضيق قليل ومياه زَنَنٌ قال الشاعر ثم اسْتغاثُوا بماءٍ لا رِشاءَ له من ماء لينَةَ لا مِلْحٌ ولا زَنَنُ ويقال الماءُ الزَّنَنُ الظَّنُونُ الذي لا يُدْرَى أَفيه ماءٌ أَم لا والزَّنَنُ والزَّنِيُّ والزَّنَاءُ الضَّيِّق وزَنَّ عصَبُه إذا يبس وأَنشد نَبَّهْتُ مَيْمُوناً لها فأَنّا وقامَ يَشْكُو عَصَباً قد زَنّا وأَنشد ابن بري هذا البيت مستشهداً به على زَنَّ الرجلُ استرخت مفاصله والزِّنُّ الدَّوْسَرُ
( * قوله « الدوسر » هو نبت ينبت في أضعاف الزرع وهو في خلقته غير أنه يجاوز الزرع وله سنبل وحب ضاوي دقيق أسمر يختلط بالبر ) عن أَبي حنيفة ابن الأََعرابي التَّزْنينُ الدوامُ على أَكل الزِّنِّ وهو الخُلَّرُ والخُلّرُ الماشُ وفي الحديث لا يقبل الله صلاة العبد الآبق ولا صلاة الزِّنِّين قال ابن الأَعرابي هو الحاقنُ يقال زَنَّ فذَنَّ أَي حَقَنَ فقَطَر وقيل هو الذي يدافع الأَخْبَثَين وفي رواية لا يُصَلِّ أَحدكم وهو زِنِّين وفي الحديث الآخر لا يَؤُمَّنَّكُمْ أَنْصَرُ ولا أَزَنُّ ولا أَفْرَعُ ويقال زَنَّ الرجلُ استرخت مفاصله قال الراجز حَسَّبَه من اللّبَنْ إذ رآه قَلَّ وزَنّْ
( * قوله « إذ رآه إلخ » هكذا في الأصل اللّبن مصدر لَبِنَتْ عُنُقه من الوِسادةِ وحَسَّبَه وضع تحت رأْسه مِحْسَبَةً وهي وِسادة من أَدَم وأَبو زَنَّةَ كنية القرد

( زهدن ) رجل زَهْدَنٌ عن كراع لئيم بالزاي

( زون ) الزُّوَانُ والزِّوَانُ ما يخرج من الطعام فيرمى به وهو الرديءُ منه وفي الصحاح هو حب يخالط البُرَّ وخص بعضهم به الدَّوْسَر واحدته زُوَانة وزِوانة ولم يُعِلُّوا الواو في زوان لأَنه ليس بمصدر وقد تقدّم الزُّؤان بالضم في الهمز فأَما الزِّوَانُ بالكسر فلا يهمز قال ابن سيده هذا قول اللحياني وطعام مَزُونٌ فيه زُوان فإِما أَن يكون على التخفيف من الزُّوان وإما أَن يكون موضوعه الإعلال من الزُّوان الذي موضوعه الواو الليث الزُّوَانُ حبٌّ يكون في الحنطة تسمِّيه أَهل الشام الشَّيْلَمَ وروي عن الفراء أَنه قال الأَزْناءُ الشَّيْلَمُ قال محمد بن حبيب قالت أَعرابية لابن الأَعرابي إنك تَزُونُنا إذا طَلَعَتْ كأَنك هلال في غير سمان ( ) ( قوله « في غير سمان » كذا بالأصل من غير نقط هنا وفيما يأتي ) قال تَزُوننا وتَزِينُنا واحد والزُّونَةُ كالزِّينة في بعض اللغات ورجل زَوْن وزُون قصير والفتح أَعرف وامرأَة زِوَنَّة قصيرة ورجل زِوَنّ بالتشديد أَي قصير والزَّوَنْزَى القصير قال ابن بري زَوَنْزَى حقُّه أَن يذكر في فصل زوز من باب الزاي لأَن وزنه فَعَنْلَى وإنما ذكره لموافقته معنى زِوَنَّة وقال وبَعْلُها زَوَنَّك زَوَنْزَى ابن الأَعرابي الزَّوَنْزَى الرجل ذو الأُبَّهَة والكِبْر الذي يرى في نفسه ما لا يراه غيره وهو المتكبر والزَّوَنَّكُ المُختال في مِشْيَته الناظر في عِطْفَيْه يرى أَن عنده خيراً وليس عنده ذلك قال أَبو منصور وقد شدده بعضهم فقال رجل زَوَنَّكٌ والأَصل في هذا الزَّوَنُّ فزيدت الكاف وترك التشديد ابن الأَعرابي الزُّونَةُ المرأَة العاقلة ( ) ( قوله « الزونة إلخ » ضبطها المجد بالضم ونص الصاغاني على أنها بالفتح )
والزِّوَنَّة المرأَة القصيرة والزّانُ البَشَمُ وروى الفراء عن الدُّبَيرِيَّة قالت الزّانُ التُّخَمة وأَنشدت مُصَحَّحٌ ليس يَشكو الزّانَ خَثْلَتُهُ ولا يُخافُ على أَمعائه العَرَبُ وروى ثعلب أَن ابن الأَعرابي أَنشده تَرَى الزَّوَنْزَى منهم ذا البُرْدَين يَرْمِيه سَوّارُ الكَرَى في العَيْنَين بين الجِحاجَينِ وبين المَأْقَيْن والزُّونُ الصَّنم وهو بالفارسية زون بشم الزاي الشين
( * قوله بشم الزاي الشين أي ان الزاي تلفظ وفي لفظها شيء من لفظ الشين ) قال حميد ذاتُ المَجُوسِ عَكَفَتْ للزُّونِ والزُّونُ موضع تجمع فيه الأنْصاب وتُنْصَبُ قال رؤبة وَهْنانة كالزُّونِ يُجْلى صَنَمُه والزُّون الصنم وكل ما عُبد من دون الله واتُّخذ إلهاً فهو زُونٌ وزُور قال جرير يَمْشي بها البَقَرُ المَوْشِيُّ أَكْرُعُه مَشْيَ الهَرابِذ تَبْغي بيعَةَ الزُّونِ وهو مثل الزُّور والله أَعلم

( زين ) الزَّيْنُ خلافُ الشَّيْن وجمعه أَزْيانٌ قال حميد بن ثور تَصِيدُ الجَلِيسَ بأَزْيَانِها ودَلٍّ أَجابتْ عليه الرُّقَى زانه زَيْناً وأَزَانه وأَزْيَنَه على الأَصل وتَزَيَّنَ هو وازْدانَ بمعنًى وهو افتعل من الزِّينةِ إلاَّ أَن التاء لمَّا لانَ مخرجها ولم توافق الزاي لشدتها أَبدلوا منها دالاً فهو مُزْدانٌ وإن أَدغمت قلت مُزّان وتصغير مُزْدان مُزَيَّنٌ مثل مُخَيَّر تصغير مُختار ومُزَيِّين إن عَوَّضْتَ كما تقول في الجمع مَزَاينُ ومَزَايِين وفي حديث خُزَيمة ما منعني أَن لا أَكون مُزْداناً بإعلانك أَي مُتَزَيِّناً بإعلان أَمرك وهو مُفْتَعَلٌ من الزينة فأَبدل التاء دالاً لأَجل الزاي قال الأَزهري سمعت صبيّاً من بني عُقَيلٍ يقول لآخر وجهي زَيْنٌ ووجهك شَيْنٌ أَراد أَنه صبيح الوجه وأَن الآخر قبيحه قال والتقدير وجهي ذو زَيْنٍ ووجهك ذو شَيْنٍ فنعتهما بالمصدر كما يقال رجل صَوْمٌ وعَدْل أَي ذو عدل ويقال زانه الحُسْنُ يَزِينه زَيْناً قال محمد بن حبيب قالت أَعرابية لابن الأَعرابي إنك تَزُونُنا إذا طلعت كأَنك هلال في غير سمان قال تَزُونُنا وتَزِينُنا واحدٌ وزانَه وزَيَّنَه بمعنى وقال المجنون فيا رَبِّ إذ صَيَّرْتَ ليلَى لِيَ الهَوَى فزِنِّي لِعَيْنَيْها كما زِنْتَها لِيَا وفي حديث شُرَيح أَنه كان يُجِيزُ من الزِّينة ويَرُدُّ من الكذب يريد تَزْيين السلعة للبيع من غير تدليس ولا كذب في نسبتها أَو في صفتها ورجل مُزَيَّن أَي مُقَذَّذُ الشعر والحَجَّامُ مُزَيِّن وقول ابن عَبْدَلٍ الشاعر أَجِئْتَ على بَغْلٍ تَزُفُّكَ تِسْعَةٌ كأَنك دِيكٌ مائِلُ الزَّيْنِ أَعْوَرُ ؟ يعني عُرْفه وتَزَيَّنَتِ الأَرضُ بالنبات وازَّيَّنَتْ وازْدانتِ ازْدِياناً وتَزَيَّنت وازْيَنَّتْ وازْيَأَنَّتْ وأَزْيَنَتْ أَي حَسُنَتْ وبَهُجَتْ وقد قرأَ الأَعرج بهذه الأَخيرة وقالوا إذا طلعت الجَبْهة تزينت النخلة التهذيب الزِّينة اسم جامع لكل شيء يُتَزَيَّن به والزِّينَةُ ما يتزين به ويومُ الزِّينةِ العيدُ وتقول أَزْيَنَتِ الأَرضُ بعُشبها وازَّيَّنَتْ مثله وأَصله تَزَيَّنَت فسكنت التاء وأُدغمت في الزاي واجتلبت الأَلف ليصح الابتداء وفي حديث الاستسقاء قال اللهم أَنزل علينا في أَرضنا زِينتَها أَي نباتَها الذي يُزَيّنها وفي الحديث زَيِّنُوا القرآن بأَصواتكم ابن الأَثير قيل هو مقلوب أَي زينوا أَصواتكم بالقرآن والمعنى الهَجُوا بقراءته وتزَيَّنُوا به وليس ذلك على تطريب القول والتحزين كقوله ليس منا من لم يَتَغَنَّ بالقرآن أَي يَلْهَجْ بتلاوته كما يَلْهَج سائر الناس بالغِناء والطَّرب قال هكذا قال الهَرَوِيّ والخَطَّابي ومن تَقَدَّمهما وقال آخرون لا حاجة إلى القلب وإنما معناه الحث على الترتيل الذي أَمر به في قوله تعالى ورَتِّلِ القرآنَ ترتيلاً فكأَنَّ الزِّينَة للمُرَتِّل لا للقرآن كما يقال ويل للشعر من رواية السَّوْءِ فهو راجع إلى الراوي لا للشعر فكأَنه تنبيه للمقصر في الرواية على ما يعاب عليه من اللحن والتصحيف وسوء الأَداء وحث لغيره على التوقي من ذلك فكذلك قوله زينوا القرآن بأَصواتكم يدل على ما يُزَيّنُ من الترتيل والتدبر ومراعاة الإعراب وقيل أَراد بالقرآن القراءة وهو مصدر قرأَ يقرأُ قراءة وقُرْآناً أَي زينوا قراءتكم القرآن بأَصواتكم قال ويشهد لصحة هذا وأَن القلب لا وجه له حديث أَبي موسى أَن النبي صلى الله عليه وسلم اسْتَمع إلى قراءته فقال لقد أُوتِيت مِزْماراً من مزامير آل داود فقال لو علمتُ أَنك تسمع لحَبَّرْتُه لك تحبيراً أَي حسَّنت قراءته وزينتها ويؤيد ذلك تأْييداً لا شبهة فيه حديث ابن عباس أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لكل شيء حِلْيَةٌ وحِلْيَةُ القرآن حُسْنُ الصوت والزِّيْنَةُ والزُّونَة اسم جامع لما تُزُيِّنَ به قلبت الكسرة ضمة فانقلبت الياء واواً وقوله عز وجل ولا يُبْدِينَ زِينَتَهن إلا ما ظهر منها معناه لا يبدين الزينة الباطنة كالمِخْنقة والخَلْخال والدُّمْلُج والسِّوار والذي يظهر هو الثياب والوجه وقوله عز وجل فخرج على قومه في زينته قال الزجاج جاء في التفسير أَنه خرج هو وأَصحابه وعليهم وعلى الخيل الأُرْجُوَانُ وقيل كان عليهم وعلى خيلهم الدِّيباجُ الأَحمر وامرأَة زَائنٌ مُتَزَيِّنَة والزُّونُ موضع تجمع فيه الأَصنام وتُنْصَبُ وتُزَيَّنُ والزُّونُ كل شيء يتخذ رَبّاً ويعبد من دون الله عز وجل لأَنه يُزَيَّنُ والله أَعلم

( سبن ) السَّبَنِيَّةُ ضرْبٌ من الثياب تتخذ من مُشاقة الكتان أَغلظ ما يكون وقيل منسوبة إلى موضع بناحية المغرب يقال له سَبَنٌ ومنهم من يهمزها فيقول السَّبَنِيئة قال ابن سيده وبالجملة فإِني لا أَحْسبها عربية وأَسْبَنَ إذا دام على السَّبَنِيَّات وهي ضرب من الثياب وفي حديث أَبي بُرْدة في تفسير الثياب القَسِّيَّة قال فلما رأَيتُ السَّبَنيَّ عرفت أَنها هي ابن الأَعرابي الأَسْبَانُ المَقانِعُ الرِّقاقُ

( ستن ) ابن الأَعرابي الأَسْتانُ أَصل الشجر ابن سيده الأَسْتَنُ أُصول الشجر البالي واحدته أَسْتَنَة وقال أَبو حنيفة الأَسْتَنُ على وزن أَحمر شجر يفشو في مَنابته ويكثر وإذا نظر الناظر إليه من بُعدٍ شبهه بشُخُوصِ الناس قال النابغة تَحِيدُ عن أَسْتَنٍ سُودٍ أَسافلُه مِثْل الإِماء الغَوادِي تحْمِلُ الحُزَما ويروى مشي الإِماء الغوادي ابن الأَعرابي أَسْتَنَ الرجلُ وأَسْنَتَ إذا دخل في السَّنة قال والأُبْنة في القضيب إذا كانت تَخْفَى فهي الأَسْتَنُ

( سجن ) السِّجْنُ الحَبْسُ والسَّجْنُ بالفتح المصدر سَجَنَه يَسْجُنُه سَجْناً أَي حبسه وفي بعض القراءة قال ربِّ السَّجْنُ أَحبّ إليّ والسِّجْنُ المَحْبِسُ وفي بعض القراءة قال رب السِّجْنُ أَحبّ إليّ فمن كسر السين فهو المَحْبِس وهو اسم ومن فتح السين فهو مصدر سَجَنه سَجْناً وفي الحديث ما شيءٌ أَحَقَّ بطُولِ سَجْنٍ من لسانٍ والسَّجَّانُ صاحبُ السِّجْنِ ورجل سَجِينٌ مَسْجُون وكذلك الأُنثى بغير هاء والجمع سُجَناء وسَجْنى وقال اللحياني امرأَة سَجِينٌ وسَجِينة أَي مسجونة من نسوة سَجْنى وسَجائن ورجل سَجِين في قوم سَجْنى كل ذلك عنه وسَجَنَ الهَمَّ يَسْجُنه إذا لم يَبُثَّه وهو مَثَلٌ بذلك قال ولا تَسْجُنَنَّ الهَمَّ إنَّ لسَجْنِه عَناءً وحَمَّلْهُ المَهارى النَّواجِيا وسِجِّين فِعِّيل من السِّجْن والسِّجِّين السِّجْن وسِجِّينٌ واد في جهنم نعوذ بالله منها مشتق من ذلك والسِّجِّينُ الصُّلب الشديد من كل شيء وقوله تعالى كلا إنَّ كتابَ الفُجَّار لفي سِجِّين قيل المعنى أَن كتابهم في حَبْسٍ لخساسة منزلتهم عند الله عز وجل وقيل في سِجِّينٍ في حَجَر تحت الأَرض السابعة وقيل في سِجِّين في حساب قال ابن عرفة هو فِعِّيل من سَجَنْتُ أَي هو محبوس عليهم كي يُجازوا بما فيه وقال مجاهد لفي سِجِّين في الأرض السابعة الجوهري سِجِّين موضع فيه كتاب الفجار قال ابن عباس ودواوينُهم وقال أَبو عبيدة وهو فِعِّيل من السِّجْن الحبْس كالفِسِّيق من الفِسْق وفي حديث أَبي سعيد ويُؤتى بكتابه مختوماً فيوضع في السِّجِّين قال ابن الأَثير هكذا جاء بالأَلف واللام وهو بغيرهما اسم علم للنار ومنه قوله تعالى إن كتاب الفجار لفي سِجِّين ويقال فَعَل ذلك سِجِّيناً أَي عَلانية والسَّاجُون الحديد الأَنيثُ وضَرْبٌ سِجِّينٌ أَي شديد قال ابن مقبل فإِنّ فينا صَبُوحاً إنْ رأَيتَ به رَكْباً بَهِيّاً وآلافاً ثَمانينا ورَجْلةً يَضْرِبون الهامَ عن عُرُضٍ ضَرْباً تواصَتْ به الأَبطالُ سِجِّينا قال الأَصمعي السِّجِّين من النخل السِّلْتِينُ بلغة أَهل البحرين يقال سَجِّنْ جِذْعَك إذا أَردت أَن تجعله سِلتيناً والعرب تقول سِجِّين مكان سِلْتين وسِلِتينٌ ليس بعربي أَبو عمرو السِّجِّينُ الشديد غيره هو فِعّيل من السِّجْن كأَنه يُثْبِتُ من وقع به فلا يَبرح مكانَه ورواه ابن الأََعرابي سِخِّيناً أَي سُخْناً يعني الضرب وروي عن المؤَرِّج سِجِّيل وسِجِّين دائم في قول ابن مقبل والسِّلتِينُ من النخل ما يحفر في أُصولها حُفَر تجْذِبُ الماءَ إليها إذا كانت لا يصل إليها الماء

( سحن ) السَّحْنة والسَّحَنةُ والسَّحْناء والسَّحنَاء لِينُ البَشَرة والنَّعْمة وقيل الهيئةُ واللونُ والحالُ وفي الحديث ذكر السَّحْنة وهي بشرة الوجه وهي مفتوحة السين وقد تكسر ويقال فيها السَّحْناء بالمد قال أَبو منصور النَّعْمة بفتح النون التنعم والنِّعْمة بكسر النون إنعام الله على العبد وإنه لحسَن السَّحْنة والسَّحناء يقال هؤلاء قوم حسَنٌ سَحْنَتُهم وكان الفراء يقول السَّحَناء والثَّأَداء بالتحريك قال أَبو عبيد ولم أَسمع أَحداً يقولهما بالتحريك غيره وقال ابن كَيْسان إنما حُرِّكتا لمكان حروف الحلق قال وسَحْنة الرجل حُسْن شعره وديباجته لوْنِه
( * قوله « وديباجته لونه إلخ » عبارة التهذيب حسن شعره وديباجته قال وديباجته لونه وليطه ) ولِيْطِه وإنه لحَسَن سَحْناء الوَجْه ويقال سَحَناء مثقل وسَحْناء أَجود وجاء الفرس مُسْحِناً أَي حَسَنَ الحال والأُنثى بالهاء تقول جاءَت فرسُ فلان مُسْحِنةً إذا كانت حسنة الحال حسنة المَنْظر وتَسَحَّنَ المالَ وساحَنه نظر إلى سَحْنائه وتسحَّنْتُ المالَ فرأَيت سَحْناءَه حسَنة والمُساحَنة المُلاقاة وساحَنه الشيءَ مُساحَنةً خالطه فيه وفاوَضَه وساحَنْتُك خالطتك وفاوضْتُك والمُساحنة حسن المعاشرة والمخالطة والسَّحْنُ أَن تَدْلُك خَشبة بمسْحَنٍ حتى تَلين من غير أَن تأْخذ من الخشبة شيئاً وقد سَحَنها واسم الآلة المِسْحَن والمَساحِنُ حجارة تُدَقُّ بها حجارة الفضة واحدتها مِسْحَنة قال المُعطَّل الهذلي وفَهْمُ بنُ عَمْروٍ يَعْلِكون ضَريسَهم كما صَرَفتْ فوْقَ الجُذاذِ المَساحِنُ والجُذاذ ما جُذَّ من الحجارة أَي كُسِر فصار رُفاتاً وسَحَنَ الشيءَ سَحْناً دقه والمِسْحَنة الصَّلاءَة والمِسْحنة التي تكسر بها الحجارة قال ابن سيده والمَساحِنُ حجارة رِقاق يُمْهَى بها الحديدُ نحو المِسَنِّ وسَحَنتُ الحجر كسرته

( سحتن ) الأَزهري ابن الأَعرابي السَّحْتَنةُ الأُبْنة الغليظة في الغُصن أَبو عمرو يقال سَحْتَنه إذا ذبحه وطَحْلبَه مثله

( سخن ) السُّخْنُ بالضم الحارُّ ضدّ البارد سَخُنَ الشيءُ والماءُ بالضم وسَخَنَ بالفتح وسَخِنَ الأَخيرة لغة بني عامر سُخونة وسَخانةً وسُخْنة وسُخْناً وسَخَناً وأَسْخَنَه إِسْخاناً وَسخَّنَه وسَخُنَتْ الأَرض وسَخِنَتْ وسَخُنَت عليه الشمس عن ابن الأَعرابي قال وبنو عامر يَكْسِرون وفي حديث معاوية بن قُرّة شَرُّ الشتاء السَّخينُ أَي الحارّ الذي لا برد فيه قال والذي جاء في غريب الحَرْبيّ شرُّ الشتاءِ السُّخَيْخِين وشرحه أَنه الحارّ الذي لا برد فيه قال ولعله من تحريف النَّقَلة وفي حديث أَبي الطُّفَيْل أَقبل رهْطٌ معهم امرأَة فخرجوا وتركوها مع أَحدهم فشهد عليه رجل منهم فقال رأَيت سَخينَته تَضْرب اسْتَها يعني بَيْضَتيه لحرارتهما وفي حديث واثلة أَنه عليه السلام دَعا بقُرْصٍ فكسره في صَحْفة ثم صَنَعَ فيها ماءً سُخْناً ماء سُخْن بضم السين وسكون الخاء أَي حارّ وماء سَخِينٌ ومُسَخَّنٌ وسِخِّين وسُخاخِينٌ سُخْنٌ وكذلك طعام سُخاخِين ابن الأَعرابي ماءٌ مُسْخَنٌ وسَخِين مثل مُتْرَص وتَريصٍ ومُبرَم وبَريمٍ وأَنشد لعمرو ابن كلثوم مُشَعْشَعة كأَنَّ الحُصَّ فيها إذا ما الماءُ خالَطَها سَخِينا قال وقول من قال جُدْنا بأَموالنا فليس بشيء قال ابن بري يعني أَنّ الماء الحارّ إذا خالطها اصْفَرَّت قال وهذا هو الصحيح وكان الأَصمعي يذهب إلى أَنه من السَّخاء لأَنه يقول بعد هذا البيت ترى اللَّحِزَ الشَّحِيحَ إذا أُمِرَّتْ عليه لمالِهِ فيها مُهِينا قال وليس كما ظن لأَن ذلك لقب لها وذا نعت لفعلها قال وهو الذي عناه ابن الأَعرابي بقوله وقول من قال جُدْنا بأَموالنا ليس بشيء لأَنه كان ينكر أَن يكون فعيل بمعنى مُفْعَل ليبطل به قول ابن الأَعرابي في صفته الملدوغ سليم إنه بمعنى مُسْلَم لما به قال وقد جاء ذلك كثيراً أَعني فعيلاً بمعنى مُفْعَل مثل مُسْخَن وسَخِين ومُتْرَص وتَرِيص وهي أَلفاظ كثيرة معدودة يقال أََعْقَدْتُ العسلَ فهو مُعْقَدُ وعَقِيد وأَحْبَسْته فرساً في سبيل الله فهو مُحْبَسٌ وحَبِيس وأَسْخَنْتُ الماءَ فهو مُسْخَنٌ وسَخِين وأَطْلَقْتُ الأَسيرَ فهو مُطْلَقٌ وطَلِيق وأَعْتَقْت العبدَ فهو مُعْتَق وعَتِيق وأَنْقَعْتُ الشرابَ فهو مُنْقَع ونَقِيع وأَحْبَبْتُ الشيءَ فهو مُحَبٌّ وحَبِيبٌ وأَطْرَدْتُه فهو مُطْرَد وطَرِيد أَي أَبعدته وأَوْجَحْتُ الثوبَ إذا أَصْفَقْته فهو مُوجَحٌ ووَجِيحٌ وأَتْرَصْتُ الثوبَ أَحْكمته فهو مُترَص وتَرِيص وأَقْصَيْتُه فهو مُقْصىً وقَصِيٌّ وأَهْدَيْت إلى البيت هَدْياً فهو مُهْدَى وهَدِيٌّ وأَوصيت له فهو مُوصىً ووَصِيٌّ وأَجْنَنْتُ الميتَ فهو مُجَنٌ وجَنين ويقال لولد الناقة الناقص الخَلْق مُخْدَجٌ وخَديجٌ قال ذكره الهروي وكذلك مُجْهَضٌ وجَهِيض إذا أَلقته من شدّة السير وأُبْرَمْتُ الأمرَ فهو مُبْرَمٌ وبَرِيمٌ وأَبْهَمْتُه فهو مُبْهَم وبَهِيمٌ وأَيْتَمه الله فهو مُوتَم ويَتِيم وأَنْعَمه الله فهو مُنعَمٌ ونَعِيم وأُسْلِمَ الملْسُوعُ لما به فهو مُسْلَم وسَلِيم وأَحْكَمْتُ الشيءَ فهو مُحْكَم وحَكيم ومنه قوله عز وجل تلك آياتُ الكتابِ الحكيم وأَبْدَعْته فهو مُبْدَع وبَدِيع وأَجْمَعْتُ الشيء فهو مُجْمَع وجَمِيع وأَعْتَدْتُه بمعنى أَعْدَدْته فهو مُعْتَد وعَتيد قال الله عز وجل هذا ما لَدَيّ عَتِيد أَي مُعْتَدٌ مُعَدٌّ يقال أَعددته وأَعتدته وأَعتدته بمعنى وأَحْنَقْتُ الرجل أَغضبه فهو مُحْنَقٌ وحَنِيقٌ قال الشاعر تَلاقَيْنا بغِينةِ ذي طُرَيْفٍ وبعضُهُم على بعضٍ حَنِيقُ وأَفْرَدْته فهو مُفْرَد وفَرِيد وكذلك مُحْرَدٌ وحَرِيد بمعنى مُفْرد وفَريد قال وأَما فعيل بمعنى مُفْعِل فمُبْدِعٌ وبَدِيع ومُسْمِع وسَمِيع ومُونِقٌ وأَنيق ومُؤْلِم وأَلِيم ومُكِلٌّ وكَلِيل قال الهذلي حتى شَآها كَلِيلٌ مَوْهِناً عَمِلُ غيره وماء سُخَاخِينٌ على فُعاليل بالضم وليس في الكلام غيره أَبو عمرو ماء سَخِيم وسَخِين للذي ليس بحارٍّ ولا بارد وأَنشد إنّ سَخِيمَ الماءِ لن يَضِيرا وتَسْخين الماء وإِسْخانه بمعنى ويومٌ سُخاخينٌ مثل سُخْن فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابي من قوله أُحِبُّ أُمَّ خالِدٍ وخالِداً حُبّاً سُخاخِيناً وحُبّاً باردا فإِنه فسر السُّخاخين بأَنه المؤذي المُوجِع وفسر البارد بأَنه الذي يَسْكُنُ إليه قلبه قال كراع ولا نظير لسُخَاخِين وقد سَخَنَ يومُنا وسَخُن يَسْخُن وبعض يقول يَسْخَنُ وسَخِنَ سُخْناً وسَخَناً ويوم سُخْن وساخِن وسُخْنانٌ وسَخْنانٌ حارٌّ وليلة سُخْنه وساخنة وسُخْنانة وسَخْنانة وسَخَنَانة وسَخُنَتِ النارُ والقِدْر تَسْخُنُ سُخْناً وسُخُونة وإني لأَجِدُ في نفْسي سُخْنة وسِخْنة وسَخْنة وسَخَنَةً بالتحريك وسَخْناءَ ممدود وسُخونة أَي حَرّاً أَو حُمَّى وقيل هي فَضْلُ حرارة يجدها من وجع ويقال عليك بالأَمر عند سُخْنته أَي في أَوله قبل أَن يَبْرُد وضَرْبٌ سِخِّين حارٌّ مُؤْلِم شديد قال ابن مقبل ضَرْباً تَواصَتْ به الأَبْطالُ سِخِّينا والسَّخينةُ التي ارتفعت عن الحَسَاء وثَقُلَتْ عن أَن تُحْسَى وهي طعام يتخذ من الدقيق دون العصيدة في الرقة وفوقَ الحَساء وإنما يأْكلون السَّخِينة والنَّفِيتَة في شدَّة الدَّهْرِ وغَلاءِ السِّعْرِ وعَجَِفِ المالِ قال الأَزهري وهي السَّخُونة أَيضاً وروي عن أَبي الهَيْثم أَنه كتب أعرابي قال السَّخِينة دقيق يُلْقَى على ماءٍ أَو لبن فيطبخ ثم يؤْكل بتمر أَو يُحسَى وهو الحَسَاءِ غيره السَّخِينة تعمل من دقيق وسمن وفي حديث فاطمة عليها السلام أَنها جاءت النبي صلى الله عليه وسلم ببُرْمَةٍ فيها سَخِينة أَي طعام حارّ وقيل هي طعام يتخذ من دقيق وسمن وقيل دقيق وتمر أَغلظ من الحَسَاء وأَرق من العصيدة وكانت قريش تكثر من أَكلها فعُيِّرَتْ بها حتى سُمُّوا سَخِينَة وفي الحديث أَنه دخل على عمه حمزة فصُنِعَتْ لهم سَخِينَةٌ فأَكلوا منها وفي حديث معاوية أَنه مازَحَ الأََحْنَفَ بنَ قيس فقال ما الشيءُ المُلَفَّفُ في البِجَادِ ؟ قال هو السَّخِينة يا أَمير المؤمنين المُلَفَّفُ في البِجاد وَطْبُ اللبن يُلَفُّ فيه ليَحْمَى ويُدْرِكَ وكانت تميم تُعَيِّرُ به والسَّخِينة الحَساءِ المذكور يؤْكل في الجَدْب وكانت قريش تُعَيِّرُ بها فلما مازحه معاوية بما يعاب به قومه مازحه الأحْنَفُ بمثله والسَّخُونُ من المرق ما يُسَخَّنُ وقال يُعْجبُه السَّخُونُ والعَصِيدُ والتَّمْرُ حُبّاً ما له مَزِيدُ ويروى حتى ما له مزيد وسَخِينةُ لقب قريش لأَنها كانت تُعاب بأَكْل السَّخينة قال كعب بن مالك
( * قوله « قال كعب بن مالك » زاد الأزهري الأنصاري والذي في المحكم قال حسان )
زَعَمَتْ سَخِينَةُ أَن سَتَغْلِبُ رَبَّها ولَيُغْلَبَنَّ مُغالِبُ الغَلاَّبِ والمِسْخَنَةُ من البِرامِ القِدْرُ التي كأَنها تَوْر ابن شُميل هي الصغيرة التي يطبخُ فيها للصبي وفي الحديث قال له رجل يا رسول الله هل أُنزِل عليك طعامٌ من السماء ؟ فقال نعم أُنزل عليّ طعام في مِسْخَنة قال هي قِدْر كالتَّوْرِ يُسَخَّن فيها الطعام وسُخْنَةُ العين نقيضُ قُرَّتها وقد سَخِنَت عينه بالكسر تَسْخَنُ سَخَناً وسُخْنَةً وسُخُوناً وأَسْخَنها وأَسْخَنَ بها قال أَوهِ أَدِيمَ عِرْضِه وأَسْخِنِ بعَيْنِه بعد هُجوعِ الأَعْيُنِ
( * حرك نون أسخن بالكسر وحقها السكون مراعاة للقافية )
ورجل سَخِينُ العين وأَسْخَن الله عينَه أَي أَبكاه وقد سخُنَتْ عينه سُخْنَة وسُخُوناً ويقال سَخِنَتْ وهي نقيض قَرّت ويقال سَخِنَت عينه من حرارة تَسْخَن سُخْنَةً وأَنشد إذا الماءُ من حالِبَيْه سَخِنْ قال وسَخِنَت الأَرض وسَخُنت وأَما العين فبالكسر لا غير والتَّساخين المَراجل لا واحد لها من لفظها قال ابن دريد إلا أَنه قد يقال تِسْخان قال ولا أَعرف صحة ذلك وسَخُنَت الدابة إِذا أُجْرِيَت فسَخُنَ عِظامُها وخَفَّتْ في حُضْرِها ومنه قول لبيد رَفَّعْتُها طَرَدَ النَّعامِ وفوْقَهُ حتى إذا سَخُنَتْ وخَفَّ عِظامُها ويروى سخنت بالفتح والضم والتَّساخِينُ الخِفافُ لا واحد لها مثل التَّعاشِيب وقال ثعلب ليس للتَّساخين واحد من لفظها كالنساء لا واحد لها وقيل الواحد تَسْخان وتَسْخَن وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم بعث سَرِيَّةً فأَمَرهم أَن يَمْسَحُوا على المَشاوِذ والتَّساخين المَشاوذُ العمائم والتَّساخِين الخِفَاف قال ابن الأَثير وقال حمزة الأَصبهاني في كتاب المُوازنة التَّسْخان تعريب تَشْكَن وهو اسم غِطاء من أَغطية الرأْس كان العلماءُ والمَوَابِذة يأْخذونه على رؤوسهم خاصة دون غيرهم قال وجاء ذكر التَّساخين في الحديث فقال مَنْ تعاطَى تفسيرَه هو الخُفُّ حيث لم يعرف فارسيته والتاء فيه زائدة والسَّخاخِينُ المَساحِي واحدها سِخِّينٌ بلغة عبد القيس وهي مِسْحاة مُنْعَطِفة والسِّخِّينُ مَرُّ المِحْراث عن ابن الأَعرابي يعني ما يَقْبِضُ عليه الحَرَّاثُ منه ابن الأَعرابي هو المِعْزَق والسِّخُّينُ ويقال للسِّكِّين السِّخِّينة والشِّلْقاء قال والسَّخاخِين سَكاكين الجَزَّار

( سدن ) السَّادِنُ خادم الكعبة وبيتِ الأَصنام والجمع السَّدَنَةُ وقد سَدَنَ يَسْدُنُ بالضم سَدْناً وسَدَانَةً وكانت السَّدَانَةُ واللِّواءِ لبني عبد الدار في الجاهلية فأَقرّها النبي صلى الله عليه وسلم لهم في الإسلام قال ابن بري الفرق بين السَّادِنِ والحاجب أَن الحاجب يَحْجُبُ وإِذْنُه لغيره والسَّادِنُ يحجب وإذنه لنفسه والسَّدْنُ والسِّدانة الحِجابة سَدَنه يَسْدُنه والسَّدَنة حُجَّاب البيت وقَوَمةُ الأَصنام في الجاهلية وهو الأَصل وذكر النبي صلى الله عليه وسلم سِدَانَة الكعبة وسِقَاية الحاجِّ في الحديث قال أَبو عبيد سِدَانَة الكعبة خِدْمَتُها وتَوَلِّي أَمرها وفتح بابها وإِغلاقُه يقال منه سَدَنْتُ أَسْدُنُ سَدَانة ورجل سَادِنٌ من قوم سَدَنة وهم الخَدَم والسَّدَنُ السِّتْرُ والجمع أَسْدانٌ وقيل النون هنا بدل من اللام في أَسْدال قال الزَّفَيانُ ماذا تَذَكَّرْت من الأَظْعانِ طوالِعاً من نَحْوِ ذي بُوانِ كأَنما ناطُوا على الأسْدانِ يانِعَ حُمَّاضٍ وأُقْحُوانِ ابن السكيت الأَسْدانُ والسُّدُونُ ما جُلِّلَ به الهَوْدَجُ من الثياب واحدها سَدَنٌ الجوهري الأَسْدانُ لغة في الأَسْدالِ وهي سُدُولُ الهوادج أَبو عمرو السَّدِينُ الشحم والسَّدينُ السِّتْرُ وسَدَنَ الرجلُ ثوبه وسَدَنَ السِّتْرَ إذا أَرسله

( سرأن ) إِسْرائين وإِسْرائيل زعم يعقوب أَنه بَدَلٌ اسم مَلَكٍ

( سربن ) السِّرْبان كالسِّرْبال وزعم يعقوب أَن نون سِرْبان بدل من لام سِرْبال وتَسَرْبَنتُ كتَسَرْبَلْتُ قال الشاعر تَصُدُّ عني كَمِيَّ القومِ مُنْقَبِضاً إذا تَسَرْبَنْتُ تحتَ النَّقْعِ سِرْباناً قال ورواه أَبو عمرو سِربالاً

( سرجن ) السَّرْجينُ والسِّرْجينُ ما تُدْمَلُ به الأَرضُ وقد سَرْجَنَها الجوهري السَّرْجين بالكسر معرَّب لأَنه ليس في الكلام فَعْليل بالفتح ويقال سِرْقين

( سرفن ) إِسْرافينُ وإِسْرافيلُ وكان القَنانِيُّ يقول سَرافينُ وسَرافِيلُ وإِسْرائِيلُ وإِسرائينُ وزعم يعقوب أَنه بَدَلٌ اسم مَلَك وقد تكون همزة إِسرافِيلَ أَصلاً فهو على هذا خماسي

( سرقن ) السِّرْقِين والسَّرقين ما تُدْمَلُ به الأَرضُ وقد سَرْقَنَها التهذيب السَّرْقين معرّب ويقال سِرْجين

( سطن ) الساطِنُ الخَبيث والأُسْطُوانُ الرَّجلُ الطويل الرِّجْلينِ والظهرِ وجَمَل أُسْطُونٌ طويل العُنُق مُرْتَفِع ومنه الأُسْطُوانة قال رؤبة جَرَّبْنَ منّي أُسْطواناً أَعْنَقا يَعْدِلُ هَدْلاءَ بِشِدْقٍ أَشْدَقا والأَعْنَق الطويل العُنُق والأُسْطُوانة السارِيَة معروفَة وهو من ذلك وأُسْطُوان البيت معروف وأَساطِينُ مُسَطَّنَةٌ ونون الأُسْطُوانة من أَصل بناء الكلمة وهو على تقدير أُفْعُوالة وبيان ذلك أَنهم يقولون أَساطينُ مُسَطَّنَةٌ قال الفراء النون في الأُسْطوانة أَصلية قال ولا نظير لهذه الكلمة في كلامهم قال الجوهري النون أَصلية وهو أُفْعُوالةٌ مثل أُقْحوانةٍ وكان الأَخفش يقول هو فُعْلُوانة قال وهذا يُوجِب أَن تكون الواو زائدةً وإلى جَنْبِها زائدتان الأَلف والنونُ قال وهذا لا يكاد يكون قال وقال قوم هو أُفْعُلانةٌ ولو كان كذلك لما جُمِعَ على أَسَاطِينَ لأَنه لا يكون في الكلام أَفاعينُ قال ابن بري عند قول الجوهري إن أُسْطُوانة أُفَعُوالة مثل أُقْحُوانة قال وزنها أُفْعُلانة وليست أُفْعُوالة كما ذكَر يَدُلُّك على زيادة النون قولُهم في الجمع أَقاحِيُّ وأَقاحٍ وقولُهم في التصغير أُقَيْحية قال وأَما أُسْطُوانة فالصحيح في وزنها فُعْلُوانة لقولهم في التكسير أَساطين كسَراحِين وفي التصغير أُسَيْطِينة كسُرَيْحِين قال ولا يجوز أَن يكون وزنها أُفْعُوالة لقلة هذا الوزن وعدم نظيره فأَمّا مُسَطَّنة ومُسَطَّن فإِنما هو بمنزلة تَشَيْطَنَ فهو مُتَشَيْطِن فيمن زعم أَنه من شَاطَ يَشيطُ لأَن العرب قد تَشْتقُّ من الكلمة وتُبقي زوائده كقولهم تَمَسْكَنَ وتَمَدْرَعَ قال وما أَنكره بعدُ من زيادة الأَلف والنون بعد الواو المزيدة في قوله وهذا لا يكادُ يكون فغير منكر بدليل قولهم عُنْظُوان وعُنْفُوان ووزْنُهما فُعْلُوان بإِجماع فَعَلى هذا يجوز أَن يكون أُسْطُوانة كعُنْظُوانة قال ونظيره من الياء فِعْليان نحو صِلِّيان وبِلِّيان وعِنْظيان قال فهذه قد اجتمع فيها زيادة الأَلف والنون وزيادة الياء قبلها ولم يُنْكر ذلك أَحد ويقال للرجل الطويل الرجلين والدابة الطويل القوائم مُسَطَّن وقوائمه أَساطينُه والأَسْطان آنية الصُّفْر قال الأَزهري الأُسْطُوانُ إِعراب
( * قوله « قال الأزهري الأُسطوان إعراب إلخ » عبارته لا أحسب الأسطوان معرباً والفرس تقول أستون اه زاد الصاغاني الأسطوانة من أسماء الذكر ) أُستُون

( سعن ) السَّعْنُ والسُّعْنُ شيء يُتَّخذ من أَدَمٍ شبه دَلوٍ إِلا أَنه مُستطيل مستدير وربما جعلت له قوائم يُنْتَبَذ فيه وقد يكون بعضُ الدِّلاءِ على تلك الصنعة والسُّعْن القِرْبة البالية المتَخَرِّقة العُنق يُبرَّد فيها الماء وقيل السُّعْن قِرْبة أَو إِداوة يُقْطع أَسفلُها ويُشَدُّ عُنُقها وتُعَلَّق إلى خشبة أَو جِذْع نخلة ثم يُنْبَذ فيها ثم يُبرَّد فيها وهو شبيه بدَلو السَّقَّائين يصبون به في المَزائد وفي حديث عُمر وأَمَرْت بصاعٍ من زبيب فجُعِل في سُعْنٍ هو من ذلك والسُّعْنة القربة الصغيرة يُنْبَذ فيها وقال في السُّعْن قِرْبة يُنبذ فيها ويستقى بها وربما جعلت المرأَةُ فيها غزلها وقطنها والجمع سِعَنةٌ مثل غُصْن وغِصَنة والسُّعْن كالعُكَّة يكون فيها العسل والجمع أَسْعانٌ وسِعَنةٌ وفي الحديث اشتريتُ سُعْناً مُطْبَقاً فذُكِر لأَبي جعفر فقال كان أَحَبَّ الآنية إلى النبي صلى الله عليه وسلم كلُّ إناءٍ مُطْبَقٍ قيل هو القَدَح العظيم يُحْلب فيه قال الهذلي طَرَحْتُ بذي الجَنْبَين سُعْني وقِربتي وقد أَلَّبُوا خَلْفِي وقَلَّ المَسارب المَذاهب والمُسَعَّن غَرْبٌ يُتَّخذ من أَديمين يُقابَل بينهما فيُعْرَقان بعراقين وله خُصْمان من جانبَين لو وُضِعَ قام قائماً من استواء أَعلاه وأَسفله والسُّعْن ظُلَّة أَو كالظُّلَّة تُتَّخذ فوق السطوح حَذَرَ نَدى الوَمَد والجمع سُعونٌ وقال بعضهم هي عُمانيَّة لأَن مُتَّخذيها إِنما هم أَهلُ عُمان وأَسْعَنَ الرجلُ إذا اتخَذَ السُّعنة وهي المِظَلَّة وما عنده سَعْنٌ ولا مَعْنٌ السَّعْنُ الوَدَك والمَعْن المعروف وما له سَعْنة ولا مَعْنةٌ بالفتح أَي قليل ولا كثير وقيل السَّعْنة المشؤُومة
( * قوله « وقيل السعنة المشؤُومة إلخ » وقيل بالعكس كما في الصاعاني وغيره ) والمَعْنة الميمون وكان الأَصمعي لا يعرف أَصلها وقيل السَّعْنة من المِعْزى صغار الأَجسام في خَلْقها والمَعْنُ الشيء الهَيِّن والسَّعْنة الكثرة من الطعام وغيره والمَعنة القلة من الطعام وغيره وابن سَعْنة بفتح السين من شعرائهم وسُعْنة اسم رجل ويوم السَّعانين عيد للنصارى وفي حديث شَرْط النصارى ولا يُخْرِجوا سَعانينَ قال ابن الأَثير هو عيد لهم معروف قبل عيدهم الكبير بأُسبوع وهو سُرْياني معرّب وقيل هو جمع واحده سَعْنُون

( سغن ) ابن الأَعرابي الأَسْغانُ الأَغذية الرديئة ويقال باللام أَيضاً

( سفن ) السَّفْنُ القَشْر سَفَن الشيءَ يَسْفِنه سَفْناً قشره قال امرؤُ القيس فجاءَ خَفِيَّاً يَسْفِنُ الأَرضَ بَطْنُه تَرى التُّرْبَ منه لاصقاً كلَّ مَلْصَق وإنما جاء متلبداً على الأَرض لئلا يراه الصيد فينفر منه والسَّفِينة الفُلْك لأَنها تَسْفِن وجه الماء أَي تقشره فَعِيلة بمعنى فاعلة وقيل لها سفينة لأَنها تَسْفِنُ الرمل إذا قَلَّ الماء قال ويكون مأْخوذاً من السفن وهو الفأْس التي يَنْحَت بها النجارُ فهي في هذه الحال فعيلة بمعنى مفعولة وقيل سميت السفينة سفينة لأَنها تَسْفِنُ على وجه الأَرض أَي تَلزَق بها قال ابن دريد سفينة فعيلة بمعنى فاعلة كأَنها تَسْفِنُ الماء أَي تَقْشِره والجمع سَفائن وسُفُن وسَفِين قال عمرو ابن كلثوم مَلأْنا البَرَّ حتى ضاقَ عَنَّا ومَوْجُ البحر نَمْلَؤُه سَفينا
( * قوله « وموج البحر » كذا بالأصل والذي في المحكم ونحن البحر ) وقال العجاج وهَمَّ رَعْلُ الآلِ أَن يكونا بحْراً يَكُبُّ الحُوتَ والسَّفِينا وقال المَثقَّب العَبْدي كأَنَّ حُدوجَهُنَّ على سَفِين سيبويه أَما سَفائن فعلى بابه وفُعُلٌ داخل عليه لأَن فُعُلاً في مثل هذا قليل وإِنما شبهوه بِقَليب وقُلُب كأَنهم جمعوا سَفيناً حين علموا أَن الهاء ساقطة شبهوها بجُفرةٍ وجِفارٍ حين أَجرَوْها مُجرى جُمْد وجِماد والسَّفَّانُ صانع السُّفن وسائسها وحِرْفَته السِّفانة والسَّفَنُ الفأْس العظيمة قال بعضهم لأَنها تَسْفِنُ أَي تَقْشر قال ابن سيده وليس عندي بقويّ ابن السكيت السَّفَن والمِسْفَن والشَّفْرُ أَيضاً قَدوم تُقْشر به الأَجذاع وقال ذو الرمة يصف ناقة أَنضاها السير تَخَوَّفَ السَّيْرُ منها تامكاً قَرِداً كما تَخَوَّفَ عُودَ النَّبْعةِ السَّفَنُ
( * قوله « تخوف السير إلخ » الذي في الصحاح الرحل بدل السير وظهر بدل عود قال الصاغاني وعزاه الأزهري لابن مقبل وهو لعبد الله بن عجلان النهدي وذكر صاحب الأغاني في ترجمة حماد الراوية أَنه لابن مزاحم الثمالي )
يعني تَنقَّص الجوهري السَّفَنُ ما يُنْحَت به الشيء والمِسْفَن مثله وقال وأَنتَ في كَفِّكَ المِبْراةُ والسَّفَنُ يقول إِنك نجَّار وأَنشد ابن بري لزهير ضَرْباً كنَحتِ جُذوعِ الأَثْلِ بالسَّفَنِ والسَّفَنُ جِلدٌ أَخشَن غليظ كجلود التماسيح يكون على قوائم السيوف وقيل هو حجَرٌ يُنْحَت به ويُليَّن وقد سَفَنَه سَفْناً وسَفَّنَه وقال أَبو حنيفة السَّفَنُ قطعة خشناء من جلد ضَبٍّ أَو جلد سمكة يُسْحَج بها القِدْح حتى تذهب عنه آثار المِبراة وقيل السَّفَنُ جلد السمك الذي تُحَكُّ به السِّياط والقِدْحان والسِّهام والصِّحافُ ويكون على قائم السيف وقال عديّ بن زيد يصف قِدْحاً رَمَّه البارِي فَسوَّى دَرْأَه غَمْزُ كَفَّيه وتحْليقُ السَّفَنْ وقال الأََعشى وفي كلِّ عامٍ له غَزْوَةٌ تَحُكّ الدوابِرَ حَكَّ السَّفَنْ أَي تأْكل الحجارةُ دوابرَ لها من بعد الغزو وقال الليث وقد يجعل من الحديد ما يُسَفَّن به الخشبُ أَي يُحَك به حتى يلين وقيل السَّفَنُ جلد الأَطومِ وهي سمكة بحرية تُسَوَّى قوائمُ السيوف من جلدها وسَفَنَتِ الريحُ الترابَ تَسْفِنُه سَفْناً جعلته دُقاقاً وأَنشد إذا مَساحِيجُ الرِّياحِ السُّفَّن أَبو عبيد السَّوافِنُ الرياح التي تَسْفِنُ وجه الأَرض كأَنها تَمْسحه وقال غيره تقشره الواحدة سافِنَة وسَفَنَت الريح التراب عن وجه الأَرض وقال اللحياني سَفَنَتِ الريح تَسْفُنُ سُفُوناً وسَفِنَتْ إذا هَبَّتْ على وجه الأرض وهي ريح سَفُونٌ إذا كانت أَبداً هابَّةً وأَنشد مَطاعِيمُ للأَضيافِ في كلِّ شَتْوَةٍ سَفُونِ الرِّياحِ تَتْرُكُ الليطَ أَغْبرا والسَّفِينَةُ اسم وبه سمي عبد أَو عَسِيف مُتكَهِّن كان لعلي بن أَبي طالب رضي الله عنه وأَخبرني أَبو العَلاء أَنه إِنما سمي سفِينَة لأَنه كان يحمل الحسنَ والحسين أَو متاعَهما فشبَّه بالسَّفينة من الفُلْكِ وسَفَّانة بنت
( * قوله « وسفانة بنت إلخ » أصل السفانة اللؤلؤة كما في القاموس ) حاتم طَيِّءٍ وبها كان يُكنى وورد في الحديث ذكر سَفَوانَ بفتح السين والفاء وادٍ من ناحية بدر بلغ إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلب كُرْزٍ الفِهْرِي لما أَغار على سَرْحِ المدينة وهي غزوة بدر الأُولى والله أَعلم

( سقن ) التهذيب خاصة عن ابن الأَعرابي الأَسْقانُ الخَواصر الضامرة وأَسْقَنَ الرجلُ إذا تمم جِلاءَ سيفه

( سقلطن ) السّقْلاطُونُ ضرب من الثياب قال ابن جني ينبغي أَن يكون خماسيّاً لرفع النون وجرها مع الواو قال أَبو حاتم عرضته على رُومِيَّةٍ وقلت لها ما هذا ؟ فقالت سِجِلاَّطُسْ

( سكن ) السُّكُونُ ضدّ الحركة سَكَنَ الشيءُ يَسْكُنُ سُكوناً إذا ذهبت حركته وأَسْكَنه هو وسَكَّنه غيره تَسْكيناً وكل ما هَدَأَ فقد سَكَن كالريح والحَرّ والبرد ونحو ذلك وسَكَنَ الرجل سكت وقيل سَكَن في معنى سكت وسَكَنتِ الريح وسَكَن المطر وسَكَن الغضب وقوله تعالى وله ما سَكَن في الليل والنهار قال ابن الأَعرابي معناه وله ما حَلَّ في الليل والنهار وقال الزجاج هذا احتجاج على المشركين لأَنهم لم ينكروا أَن ما استقرَّ في الليل والنهار لله أَي هو خالقه ومُدَبِّره فالذي هو كذلك قادر على إحياء الموتى وقال أَبو العباس في قوله تعالى وله ما سكن في الليل والنهار قال إنما الساكن من الناس والبهائم خاصة قال وسَكَنَ هَدَأَ بعد تَحَرُّك وإنما معناه والله أَعلم الخَلْق أَبو عبيد الخَيْزُرَانَةُ السُّكّانُ وهو الكَوْثَلُ أَيضاً وقال أَبو عمرو الجَذَفُ السُّكّان في باب السُّفُن الليث السُّكّانُ ذَنَب السفينة التي به تُعَدَّل ومنه قول طرفة كسُكّانِ بُوصِيٍّ بدَجْلَةَ مُصْعِدِ وسُكَّانُ السفينة عربي والسُّكّانُ ما تُسَكَّنُ به السفينة تمنع به من الحركة والاضطراب والسِّكِّين المُدْية تذكر وتؤَنث قال الشاعر فعَيَّثَ في السَّنامِ غَداةَ قُرٍّ بِسِكِّينٌ مُوَثَّقَةِ النِّصابِ وقال أَبو ذؤَيب يُرَى ناصَحاً فيما بَدا وإذا خَلا فذلك سِكِّينٌ على الحَلْقِ حاذقُ قال ابن الأَعرابي لم أَسمع تأْنيث السِّكِّين وقال ثعلب قد سمعه الفراء قال الجوهري والغالب عليه التذكير قال ابن بري قال أَبو حاتم البيت الذي فيه بسِكِّينٍ مُوَثَّقَة النِّصابِ هذا البيت لا تعرفه أَصحابنا وفي الحديث فجاء المَلَك بسِكِّين دَرَهْرَهَةٍ أَي مُعْوَجَّة الرأْس قال ابن بري ذكره ابن الجَوَالِيقي في المُعَرَّب في باب الدال وذكره الهروي في الغريبين ابن سيده السِّكِّينَة لغة في السِّكِّين قال سِكِّينةٌ من طَبْعِ سَيْفِ عَمْرِو نِصابُها من قَرْنِ تَيْسٍ بَرِّي وفي حديث المَبْعَثِ قال المَلَكُ لما شَقَّ بَطْنَه إيتِني بالسِّكِّينة هي لغة في السِّكِّين والمشهور بلا هاء وفي حديث أَبي هريرة رضي الله عنه إن سَمِعْتُ بالسِّكِّين إلاَّ في هذا الحديث ما كنا نسميها إلاَّ المُدْيَةَ وقوله أَنشده يعقوب قد زَمَّلُوا سَلْمَى على تِكِّين وأَوْلَعُوها بدَمِ المِسْكِينِ قال ابن سيده أَراد على سِكِّين فأَبدل التاء مكان السين وقوله بدم المسكين أَي بإِنسان يأْمرونها بقتله وصانِعُه سَكّانٌ وسَكَاكِينيٌّ قال الأَخيرة عندي مولَّدة لأَنك إذا نسبت إلى الجمع فالقياس أَن تَردّه إلى الواحد ابن دريد السِّكِّين فِعِّيل من ذَبَحْتُ الشيءَ حتى سكن اضطرابه وقال الأَزهري سميت سِكِّيناً لأَنها تُسَكَّنُ الذبيحة أَي تُسَكنها بالموت وكل شيء مات فقد سَكَنَ ومثله غِرِّيد للمغني لتغريده بالصوت ورجل شِمِّير لتَشْمِيره إذا جَدَّ في الأَمر وانكمش وسَكَنَ بالمكانَ يَسْكُنُ سُكْنَى وسُكُوناً أَقام قال كثيِّر عزة وإن كان لا سُعْدَى أَطالتْ سُكُونَهُ ولا أَهْلُ سُعْدَى آخِرَ الدَّهْرِ نازِلُهْ فهو ساكن من قوم سُكّان وسَكْنٍ الأَخيرة اسم للجمع وقيل جمع على قول الأَخفش وأَسْكَنه إياه وسَكَنْتُ داري وأَسْكَنْتها غيري والاسم منه السُّكْنَى كما أَن العُتْبَى اسم من الإعْتاب وهم سُكّان فلان والسُّكْنَى أَن يُسْكِنَ الرجلَ موضعاً بلا كِرْوَة كالعُمْرَى وقال اللحياني والسَّكَن أَيضاً سُكْنَى الرجل في الدار يقال لك فيها سَكَنٌ أَي سُكْنَى والسَّكَنُ والمَسْكَنُ والمَسْكِن المنزل والبيت الأخيرة نادرة وأَهل الحجاز يقولون مَسْكنٌ بالفتح والسَّكْنُ أَهل الدار اسم لجمع ساكِنٍ كشارب وشَرْبٍ قال سَلامة بن جَنْدَل ليس بأَسْفَى ولا أَقْنَى ولا سَغِلٍ يُسْقَى دواءَ قَفِيِّ السِّكْنِ مَرْبُوبِ وأَنشد الجوهري لذي الرمة فيا كَرَمَ السَّكْنِ الذين تَحَمَّلوا عن الدارِ والمُسْتَخْلَفِ المُتَبَدَّلِ قال ابن بري أَي صار خَلَفاً وبَدَلاً للظباءِ والبقر وقوله فيا كَرَمَ يَتَعَجَّب من كرمهم والسَّكْنُ جمع ساكن كصَحْب وصاحب وفي حديث يأْجوج ومأْجوج حتى إن الرُّمَّانة لتُشْبِعُ السَّكْنَ هو بفتح السين وسكون الكاف لأَهل البيت وقال اللحياني السَّكْنُ أَيضاً جِمَاعُ أَهل القبيلة يقال تَحَمَّلَ السَّكْنُ فذهبوا والسَّكَنُ كل ما سَكَنْتَ إليه واطمأْنَنت به من أَهل وغيره وربما قالت العرب السَّكَنُ لما يُسْكَنُ إليه ومنه قوله تعالى جعَلَ لكم الليلَ سَكَناً والسَّكَنُ المرأَة لأَنها يُسْكَنُ إليها والسَّكَنُ الساكِنُ قال الراجز لِيَلْجَؤُوا من هَدَفٍ إلى فَنَنْ إلى ذَرَى دِفْءٍ وظِلٍّ ذي سَكَنْ وفي الحديث اللهم أَنْزِلْ علينا في أَرضنا سَكَنَها أَي غياث أَهلها الذي تَسْكُن أَنفسهم إليه وهو بفتح السين والكاف الليث السَّكْنُ السُّكّانُ والسُّكْنُ أَن تُسْكِنَ إنساناً منزلاً بلا كراء قال والسَّكْنُ العيال أَهلُ البيت الواحد ساكِنٌ وفي حديث الدجال السُّكْنُ القُوتُ وفي حديث المهدي حتى إنَّ العُنْقود ليكون سُكْنَ أَهل الدار أَي قُوتَهم من بركته وهو بمنزلة النُّزْل وهو طعام القوم الذين ينزلون عليه والأَسْكانُ الأَقْواتُ وقيل للقُوتِ سُكْنٌ لأَن المكان به يُسْكَنُ وهذا كما يقال نُزْلُ العسكر لأَرزاقهم المقدرة لهم إذا أُنزِلوا منزلاً ويقال مَرْعًى مُسْكِنٌ إذا كان كثيراً لا يُحْوج إلى الظَّعْن كذلك مَرْعًى مُرْبِعٌ ومُنْزِلٌ قال والسُّكْنُ المَسْكَن يقال لك فيها سُكْنٌ وسُكْنَى بمعنى واحد وسُكْنى المرأَة المَسْكَنُ الذي يُسْكنها الزوج إياه يقال لك داري هذه سُكْنَى إذا أَعاره مَسْكناً يَسْكُنه وسُكّانُ الدَّارِ هُمُ الجنّ المقيمون بها وكان الرجل إذا اطَّرَفَ داراً ذبح فيها ذَبيحة يَتَّقي بها أَذَى الجنّ فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذبائح الجن والسَّكَنُ بالتحريك النار قال يصف قناة ثَقَّفَها بالنار والدُّهن أََقامها بسَكَنٍ وأَدْهان وقال آخر أَلْجَأَني الليلُ وريحٌ بَلَّهْ إلى سَوادِ إِبلٍ وثَلَّهْ وسَكَنٍ تُوقَدُ في مِظَلَّهْ ابن الأَعرابي التَّسْكِينُ تقويم الصَّعْدَةِ بالسِّكَنِ وهو النار والتَّسْكين أَن يدوم الرجل على ركوب السُّكَيْنِ وهو الحمار الخفيف السريع والأَتانُ إذا كانت كذلك سُكَيْنة وبه سميت الجارية الخفيفة الرُّوح سُكَيْنة قال والسُّكَيْنة أَيضاً اسم البَقَّة التي دخلت في أَنف نُمْروذَ بن كَنْعان الخاطئ فأَكلت دماغَه والسُّكَيْنُ الحمار الوحشي قال أَبو دُواد دَعَرْتُ السُّكَيْنَ به آيِلاً وعَيْنَ نِعاجٍ تُراعي السِّخالا والسَّكينة الوَدَاعة والوَقار وقوله عز وجل فيه سَكِينة من بربكم وبَقِيَّةٌ قال الزجاج معناه فيه ما تَسْكُنُون به إذا أَتاكم قال ابن سيده قالوا إنه كان فيه ميراث الأَنبياء وعصا موسى وعمامة هرون الصفراء وقيل إنه كان فيه رأْس كرأْس الهِرِّ إذا صاح كان الظَّفَرُ لبني إسرائيل وقيل إن السَّكينة لها رأْس كرأْس الهِرَّة من زَبَرْجَدٍ وياقوت ولها جناحان قال الحسن جعل الله لهم في التابوت سَكِينة لا يَفِرُّون عنه أَبداً وتطمئن قلوبهم إليه الفراء من العرب من يقول أَنزل الله عليهم السَّكينة للسَّكينة وفي حديث قَيْلَةَ أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها يا مِسْكِينة عليك السَّكِينةَ أَراد عليك الوَقارَ والوَداعَة والأَمْنَ يقال رجل وَدِيعَ وقُور ساكن هادئ وروي عن ابن مسعود أَنه قال السَّكِينةَ مَغْنَم وتركها مَغْرَم وقيل أَراد بها ههنا الرحمة وفي الحديث نزلت عليهم السَّكِينة تحملها الملائكة وقال شمر قال بعضهم السَّكِينة الرحمة وقيل هي الطمأْنينة وقيل هي النصر وقيل هي الوَقار وما يَسْكُن به الإنسان وقوله تعالى فأَنزل اللهُ سَكِينَتَه على رسوله ما تَسْكُنُ به قلوبُهم وتقول للوَقُور عليه السُّكون والسَّكِينة أَنشد ابن بري لأَبي عُرَيْف الكُلَيبي للهِ قَبْرٌ غالَها ماذا يُجِنْ نَ لقد أَجَنَّ سَكِينةً ووَقَارا وفي حديث الدَّفْع من عرفة عليكم السَّكِينةَ والوَقارَ والتَّأَنِّي في الحركة والسير وفي حديث الخروج إلى الصلاة فلْيأْتِ وعليه السَّكِينة وفي حديث زيد بن ثابت كنت إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم فغَشِيَتْه السَّكِينةُ يريد ما كان يَعْرِضُ له من السكون والغَيْبة عند نزول الوحي وفي الحديث ما كنا نُبْعِدُ أَن السَّكينة تَكَلَّمُ على لسانِ عُمَرَ قيل هو من الوقار والسكون وقيل الرحمة وقيل أَراد السَّكِينَة التي ذكرها الله عز وجل في كتابه العزيز قيل في تفسيرها إنها حيوان له وجه كوجه الإنسان مُجتَمِع وسائِرُها خَلْقٌ رَقِيقٌ كالريح والهواء وقيل هي صُورة كالهِرَّة كانت معهم في جُيوشهم فإِذا ظهرت انهزم أَعداؤُهم وقيل هي ما كانوا يسكنون إليه من الآيات التي أُعطيها موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام قال والأَشْبه بحديث عمر أَن يكون من الصورة المذكورة وفي حديث علي رضي الله عنه وبناء الكعبة فأَرسل الله إليه السَّكينة وهي ريح خَجُوجٌ أَي سريعة المَمَرِّ والسَّكِّينة لغة في السَّكينة عن أَبي زيد ولا نظير لها ولا يعلم في الكلام فَعِّيلة والسِّكِّينةُ بالكسر لغة عن الكسائي من تذكرة أَبي علي وتَسَكَّنَ الرجل من السَّكِينة والسَّكِّينة وتركتهم على سَكِناتِهم ومَكِناتِهم ونَزِلاتِهم ورَباعَتهم ورَبَعاتهم أَي على استقامتهم وحُسْن حالهم وقال ثعلب على مساكنهم وفي المحكم على مَنازلهم قال وهذا هو الجيد لأَن الأَول لا يطابق فيه الاسم الخبر إذ المبتدأ اسم والخبر مصدر فافهم وقالوا تركنا الناسَ على مُصاباتهم أَي على طبقاتهم ومنازلهم والسَّكِنة بكسر الكاف مقرّ الرأْس من العنق وقال حنظلة بن شَرْقيّ وكنيته أَبو الطَّحَّان بِضَرْبٍ يُزِيلُ الهامَ عن سَكِناتِه وطَعْنٍ كتَشْهاقِ العَفا هَمَّ بالنَّهْقِ وفي الحديث أَنه قال يوم الفتح اسْتَقِرُّوا على سَكِناتكم فقد انقطعت الهجرة أَي على مواضعكم وفي مسَاكنكم ويقال واحدتها سَكِنة مثل مَكِنة ومَكِنات يعني أَن الله قد أَعز الإسلام وأَغنى عن الهجرة والفِرار عن الوطن خَوْفَ المشركين ويقال الناس على سَكِناتهم أَي على استقامتهم قال ابن بري وقال زامِل بن مُصاد العَيْني بِضَرْبٍ يُزِيلُ الهامَ عن سَكِناته وطَعْنٍ كأَفواه المَزاد المُخَرَّق قال وقال طُفَيل بضرْبٍ يُزيل الهامَ عن سَكِناته ويَنْقَعُ من هامِ الرجال المُشَرَّب قال وقال النابغة بضربٍ يُزيلُ الهامَ عن سَكِناته وطعن كإِيزاغِ المخاض الضَّوارب والمِسْكينُ والمَسْكِين الأَخيرة نادرة لأَنه ليس في الكلام مَفْعيل الذي لا شيء له وقيل الذي لا شيء له يكفي عياله قال أَبو اسحق المسكين الذي أَسْكَنه الفقرُ أَي قَلَّلَ حركتَه وهذا بعيد لأَن مِسْكيناً في معنى فاعل وقوله الذي أَسْكَنه الفقرُ يُخْرجه إلى معنى مفعول والفرق بين المِسْكين والفقير مذكور في موضعه وسنذكر منه هنا شيئاً وهو مِفْعيل من السكون مثل المِنْطيق من النُّطْق قال ابن الأَنباري قال يونس الفقير أَحسن حالاً من المسكين والفقير الذي له بعض ما يُقيمه والمسكين أَسوأُ حالاً من الفقير وهو قول ابن السكيت قال يونس وقلت لأَعرابي أَفقير أَنت أَم مسكين ؟ فقال لا والله بل مسكين فأَعلم أَنه أَسوأُ حالاً من الفقير واحتجوا على أَن المسكين أَسوأُ حالاً من الفقير بقول الراعي أَما الفقيرُ الذي كانَتْ حَلوبَتُه وَفْق العِيال فلم يُترَك له سَبَدُ فأَثبت أَن للفقير حَلوبة وجعلها وفْقاً لعياله قال وقول مالك في هذا كقول يونس وروي عن الأَصمعي أَنه قال المسكين أَحسن حالاً من الفقير وإليه ذهب أَحمد بن عُبَيْد قال وهو القول الصحيح عندنا لأَن الله تعالى قال أَمَّا السَّفِينة فكانت لمساكين فأَخبر أَنهم مساكين وأَن لهم سَفينة تُساوي جُمْلة وقال للفقراء الذين أُحصِروا في سبيل الله لا يستطيعون ضَرْباً في الأَرض يَحْسَبهم الجاهلُ أَغنياءَ من التَّعَفُّف تعْرفهم بسِيماهم لا يَسْأَلون الناس إلحافاً فهذه الحال التي أَخبر بها عن الفقراء هي دون الحال التي أَخبر بها عن المساكين قال ابن بري وإلى هذا القول ذهب عليُّ بن حمزة الأَصبهاني اللغوي ويَرى أَنه الصواب وما سواه خطأٌ واستدل على ذلك بقوله مِسْكيناً ذا مَتربةٍ فأَكد عز وجل سُوءَ حاله بصفة الفقر لأَن المَتْربَة الفقر ولا يؤكد الشيءِ إلا بما هو أَوكد منه واستدل على ذلك بقوله عز وجل أَما السفينة فكانت لمساكينَ يَعْمَلون في البحر فأَثبت أَن لهم سفينة يعملون عليها في البحر واستدل أَيضاً بقول الراجز هَلْ لَكَ في أَجْرٍ عَظِيمٍ تُؤْجَرُهْ تُغِيثُ مِسْكيناً قليلاً عَسْكَرُهْ عَشْرُ شِياهٍ سَمْعُه وبَصَرُهْ قد حَدَّثَ النَّفْسَ بِمَصْرٍ يَحْضُرُهْ فأَثبت أَن له عشر شياه وأَراد بقوله عسكره غنمه وأَنها قليلة واستدل أَيضاً ببيت الراعي وزعم أَنه أَعدل شاهد على صحة ذلك وهو قوله أَما الفقيرُ الذي كانت حَلوبَتُه لأَنه قال أَما الفقير الذي كانت حَلوبتُه ولم يقل الذي حلوبته وقال فلم يُترك له سَبَدٌ فأَعلمك أَنه كانت له حَلوبة تَقُوت عياله ومن كانت هذه حاله فليس بفقير ولكن مسكين ثم أَعلمك أَنها أُخِذَتْ منه فصار إذ ذاك فقيراً يعني ابنُ حمْزة بهذا القول أَن الشاعر لم يُثْبِتْ أَن للفقير حلوبة لأَنه قال الذي كانت حلوبته ولم يقل الذي حلوبته وهذا كما تقول أَما الفقير الذي كان له مال وثرْوة فإِنه لم يُترَكْ له سَبَدٌ فلم يُثْبت بهذا أَن للفقير مالاً وثرْوَة وإنما أَثبَت سُوءَ حاله الذي به صارفقيراً بعد أَن كان ذا مال وثروة وكذلك يكون المعنى في قوله أَما الفقير الذي كانت حلوبته أَنه أَثبت فقره لعدم حَلوبته بعد أَن كان مسكيناً قبل عدم حَلوبته ولم يُرِد أَنه فقير مع وجودها فإِن ذلك لا يصح كما لا يصح أَن يكون للفقير مال وثروة في قولك أَما الفقير الذي كان له مال وثروة لأَنه لا يكون فقيراً مع ثروته وماله فحصل بهذا أَن الفقير في البيت هو الذي لم يُتركْ له سَبَدٌ بأَخذ حلوبته وكان قبل أَخذ حلوبته مسكيناً لأَن من كانت له حلوبة فليس فقيراً لأَنه قد أَثبت أَن الفقير الذي لم يُترَكْ له سَبَدٌ وإذا لم يكن فقيراً فهو إمّا غني وإما مسكين ومن له حلوبة واحدة فليس بغنيّ وإذا لم يكن غنيّاً لم يبق إلاّ أَن يكون فقيراً أَو مسكيناً ولا يصح أَن يكون فقيراً على ما تقدّم ذكره فلم يبقَ أَن يكون إلا مسكيناً فثبت بهذا أَن المسكين أَصلح حالاً من الفقير قال علي بن حمزة ولذلك بدأَ الله تعالى بالفقير قبل من تستحق الصّدقة من المسكين وغيره وأَنت إذا تأَملت قوله تعالى إنما الصدَقاتُ للفقراء والمساكين وجدته سبحانه قد رتبهم فجعل الثاني أَصلح حالاً من الأَول والثالث أَصلح حالاً من الثاني وكذلك الرابع والخامس والسادس والسابع والثامن قال ومما يدلك على أَن المسكين أَصلح حالاً من الفقير أَن العرب قد تسمت به ولم تتسمّ بفقيرلتناهي الفقر في سوء الحال أَلا ترى أَنهم قالوا تَمَسْكَن الرجل فَبَنَوْا منه فعلاً على معنى التشبيه بالمسكين في زِيِّه ولم يفعلوا ذلك في الفقير إذ كانت حاله لا يَتَزَيّا بها أَحدٌ ؟ قال ولهذا رَغِبَ الأَعرابيُّ الذي سأَله يونس عن اسم الفقير لتناهيه في سوء الحال فآثر التسمية بالمَسْكَنة أَو أَراد أَنه ذليل لبعده عن قومه ووطنه قال ولا أَظنه أَراد إلا ذلك ووافق قولُ الأَصمعي وابن حمزة في هذا قولَ الشافعي وقال قتادة الفقير الذي به زَمانة والمِسْكين الصحيح المحتاج وقال زيادة الله بن أَحمد الفقير القاعد في بيته لا يسأَل والمسكين الذي يسأَل فمن ههنا ذهب من ذهب إلى أَن المسكين أَصلح حالاً من الفقير لأَنه يسأَل فيُعْطَى والفقير لا يسأَل ولا يُشْعَرُ به فيُعْطَى للزومه بيته أَو لامتناع سؤاله فهو يَتَقَنَّع بأَيْسَرِ شيءِ كالذي يتقوَّت في يومه بالتمرة والتمرتين ونحو ذلك ولا يسأَل محافظة على ماء وجهه وإراقته عند السؤال فحاله إذاً أَشدَّ من حال المسكين الذي لا يَعْدَمُ من يعطيه ويشهد بصحة ذلك قوله صلى الله عليه وسلم ليس المسكينُ الذي تَرُدُّه اللُّقْمةُ واللُّقْمتانِ وإنما المسكين الذي لا يسأَل ولا يُفْطَنُ له فيُعْطَى فأَعْلَمَ أَن الذي لا يسأَل أَسوأُ حالاً من السائل وإذا ثبت أََن الفقير هو الذي لا يسأَل وأَن المسكين هو السائل فالمسكين إذاً أَصلح حالاً من الفقير والفقير أَشدّ منه فاقة وضرّاً إلاَّ أن الفقير أَشرف نفساً من المسكين لعدم الخضوع الذي في المسكين لأَن المسكين قد جمع فقراً ومسكنة فحاله في هذا أَسوأُ حالاً من الفقر ولهذا قال صلى الله عليه وسلم ليس المسكين ( الحديث ) فأَبانَ أَن لفظة المسكين في استعمال الناس أَشدّ قُبحاً من لفظة الفقير وكان الأَولى بهذه اللفظة أَن تكون لمن لا يسأَل لذل الفقر الذي أَصابه فلفظة المسكين من هذه الجهة أَشد بؤساً من لفظة الفقير وإن كان حال الفقير في القلة والفاقة أَشد من حال المسكين وأَصل المسكين في اللغة الخاضع وأَصل الفقير المحتاج ولهذا قال صلى الله عليه وسلم اللهم أَحْيِني مِسْكيناً وأَمِتْني مسكيناً واحْشُرْني في زُمْرةِ المساكين أَراد به التواضع والإِخْبات وأَن لا يكون من الجبارين المتكبرين أَي خاضعاً لك يا رب ذليلاً غير متكبر وليس يراد بالمسكين هنا الفقير المحتاج قال محمد بن المكرّم وقد استعاذ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفقر قال وقد يمكن أَن يكون من هذا قوله سبحانه حكايةً عن الخِضْرِ عليه السلام أَما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فسماهم مساكين لخضوعهم وذلهم من جَوْرِ الملك الذي يأْخذ كل سفينة وجدها في البحر غَصْباً وقد يكون المسكين مُقِلاًّ ومُكْثِراً إذ الأَصل في المسكين أَنه من المَسْكَنة وهو الخضوع والذل ولهذا وصف الله المسكين بالفقر لما أَراد أَن يُعْلِمَ أَن خضوعه لفقر لا لأَمر غيره بقوله عز وجل يتيماً ذا مَقْرَبةٍ أَو مِسكيناً ذا مَتْرَبَةٍ والمَتْرَبةُ الفقر وفي هذا حجة لمن جعل المسكين أَسوأَ حالاً لقوله ذا مَتْرَبة وهو الذي لَصِقَ بالتراب لشدَّة فقره وفيه أَيضاً حجة لمن جعل المسكين أَصلح حالاً من الفقير لأَنه أَكد حاله بالفقر ولا يؤكَّد الشيء إلا بما هو أَوكد منه قال ابن الأَثير وقد تكرر ذكر المِسْكين والمَساكين والمَسْكَنة والتَّمَسْكُنِ قال وكلها يَدُورُ معناها على الخضوع والذِّلَّة وقلة المال والحال السيئة واسْتَكانَ إذا خضع والمَسْكَنة فَقْرُ النفس وتَمَسْكَنَ إذا تَشَبَّه بالمساكين وهم جمع المِسْكين وهو الذي لا شيء له وقيل هو الذي له بعض الشيء قال وقد تقع المَسْكَنة على الضَّعف ومنه حديث قَيْلة قال لها صَدَقَت المِسْكِينةُ أَراد الضِّعف ولم يرد الفقر قال سيبويه المِسْكين من الأَلفاظ المُتَرَحَّمِ بها تقول مررت به المِسْكين تنصبه على أَعني وقد يجوز الجرّ على البدل والرفع على إضمار هو وفيه معنى الترحم مع ذلك كما أَن رحمةُ الله عليه وإن كان لفظه لفظ الخبر فمعناه معنى الدعاء قال وكان يونس يقول مررت به المسكينَ على الحال ويتوهم سقوط الأَلف واللام وهذا خطأٌ لأَنه لا يجوز أَن يكون حالاً وفيه الأَلف واللام ولو قلت هذا لقلت مررت بعبد الله الظريفَ تريد ظريفاً ولكن إنْ شئت حملته على الفعل كأَنه قال لقيت المسكين لأَنه إذا قال مررت به فكأَنه قال لقيته وحكي أَيضاً إنه المسكينُ أَحْمَقُ وتقديرُه إنه أَحمق وقوله المسكينُ أَي هو المسكينُ وذلك اعتراضٌ بين اسم إن وخبرها والأُنثى مِسْكينة قال سيبويه شبهت بفقيرة حيث لم تكن في معنى الإِكْثار وقد جاء مِسْكين أَيضاً للأُنثى قال تأَبط شرّاً قد أَطْعَنُ الطَّعْنةَ النَّجْلاءَ عن عُرُضٍ كفَرْجِ خَرْقاءَ وَسْطَ الدارِ مِسْكينِ عنى بالفرج ما انشق من ثيابها والجمع مَساكين وإن شئت قلت مِسْكينون كما تقول فقيرون قال أَبو الحسن يعني أَن مِفْعيلاً يقع للمذكر والمؤنث بلفظ واحد نحو مِحْضِير ومِئْشير وإنما يكون ذلك ما دامت الصيغة للمبالغة فلما قالوا مِسْكينة يعنون المؤنث ولم يقصدوا به المبالغة شبهوها بفقيرة ولذلك ساغ جمع مذكره بالواو والنون وقوم مَساكينُ ومِسْكِينون أَيضاً وإنما قالوا ذلك من حيث قيل للإناث مِسْكينات لأَجل دخول الهاء والاسم المَسْكَنة الليث المَسْكَنة مصدر فِعْل المِسْكين وإذا اشتقوا منه فعلاً قالوا تَمَسْكَنَ الرجلُ أَي صار مِسكيناً ويقال أَسْكَنه الله وأَسْكَنَ جَوْفَه أَي جعله مِسْكيناً قال الجوهري المسكين الفقير وقد يكون بمعنى الذِّلَّة والضعف يقال تَسَكَّن الرجل وتَمَسْكَن كما قالوا تَمَدْرَعَ وتَمَنْدَلَ من المِدْرَعَة والمِنْديل على تَمَفْعَل قال وهو شاذ وقياسه تَسَكَّنَ وتَدرَّعَ مثل تشَجَّع وتحَلَّم وسَكَن الرجلُ وأَسْكَن وتمَسْكَنَ إذا صار مِسكيناً أَثبتوا الزائد كما قالوا تَمَدْرَع في المِدرعة قال اللحياني تَسَكَّن كتَمَسْكَن وأَصبح القومُ مُسْكِنين أَي ذوي مَسْكنة وحكي ما كان مسكيناً وما كنت مسكيناً ولقد أَسكَنْتُ وتمسكَنَ لربه تضَرَّع عن اللحياني وهو من ذلك وتمسكن إذا خضع لله والمَسْكَنة الذِّلَّة وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال للمصلي تَبْأَسُ وتمسْكَنُ وتُقْنِع يديك وقوله تمسْكَنُ أَي تذَلَّل وتَخْضَع وهو تَمَفْعَل من السكون وقال القتيبي أَصل الحرف السُّكون والمَسْكَنة مَفْعلة منه وكان القياس تسَكَّن وهو الأَكثر الأَفصح إلا أَنه جاءَ في هذا الحرف تَمَفْعَل ومثله تمَدْرَع وأَصله تَدرَّع وقال سيبويه كل ميم كانت في أَول حرف فهي مزيدة إلا ميم مِعْزى وميم مَعَدٍّ تقول تمَعْدَد وميم مَنْجَنِيق وميم مَأْجَج وميم مَهْدَد قال أَبو منصور وهذا فيما جاء على بناء مَفْعَل أَو مِفْعَل أَو مِفْعيل فأَما ما جاء على بناء فَعْلٍ أَو فِعالٍ فالميم تكون أَصلية مثل المَهْدِ والمِهاد والمَرَد وما أَشبهه وحكى الكسائي عن بعض بني أَسد المَسْكين بفتح الميم المِسْكين والمِسْكينة اسم مدينة النبي صلى الله عليه وسلم قال ابن سيده لا أَدري لمَ سميت بذلك إلا أَن يكون لفقدها النبي صلى الله عليه وسلم واستَكان الرجل خَضَع وذلَّ وهو افتَعَل من المَسْكَنة أُشبعت حركة عينه فجاءت أَلفاً وفي التنزيل العزيز فما استَكانوا لربهم وهذا نادر وقوله فما استكانوا لربهم أَي فما خضعوا كان في الأَصل فما استَكَنُوا فمدّت فتحة الكاف بأَلف كقوله لها مَتْنتان خَظانا أَراد خَظَتا فمدّ فتحة الظاء بأَلف يقال سَكَنَ وأَسكَنَ واسْتَكَنَ وتَمَسْكَنَ واسْتَكان أَي خضع وذل وفي حديث توبة كعب أَما صاحباي فاستَكانا وقَعَدا في بيوتهما أَي خضعا وذلاَّ والاسْتِكانة اسْتِفْعال من السُّكون قال ابن سيده وأَكثر ما جاءَ إشباع حركة العين في الشعر كقوله يَنْباعُ من ذفرى غَضُوب أَي يَنَبَع مدّت فتحة الباء بأَلف وكقوله أَدْنو فأَنظُورُ وجعله أَبو علي الفارسي من الكَيْنِ الذي هو لحم باطن الفرج لأَن الخاضع الذليل خفيّ فشبهه بذلك لأَنه أَخفى ما يكون من الإنسان وهو يتعدى بحرف الجرّ ودونه قال كثيِّر عزة فما وَجدوا فيك ابنَ مَرْوان سَقْطةً ولا جَهْلةً في مازِقٍ تَسْتَكِينُها الزجاج في قوله تعالى وصَلِّ عليهم إن صلاتك سَكَن لهم أَي يَسْكُنون بها والسَّكُون بالفتح حيّ من اليمن والسَّكون موضع وكذلك مَسْكِنٌ بكسر الكاف وقيل موضع من أَرض الكوفة قال الشاعر إنَّ الرَّزِيَّة يَوْمَ مَسْ كِنَ والمُصِيبةَ والفَجيعه جعله اسماً للبقعة فلم يصرفه وأَما المُسْكان بمعنى العَرَبون فهو فُعْلال والميم أَصلية وجمعه المَساكين قاله ابن الأَعرابي ابن شميل تغطية الوجه عند النوم سُكْنة كأَنه يأْمن الوحشة وفلان بنُ السَّكَن قال الجوهري وكان الأَصمعي يقوله بجزم الكاف قال ابن بري قال ابن حبيب يقال سَكَنٌ وسَكْنٌ قال جرير في الإسكان ونُبِّئْتُ جَوَّاباً وسَكْناً يَسُبُّني وعَمْرو بنُ عَفْرا لا سلامَ على عمرو وسَكْنٌ وسُكَنٌ وسُكَينٌ أَسماء وسُكَينٌ اسم موضع قال النابغة وعلى الرُّمَيْثة من سُكَينٍ حاضرٌ وعلى الدُّثَيْنةِ من بني سَيَّارِ وسُكَينٌ مصغر حيّ من العرب في شعر النابغة الذُّبياني قال ابن بري يعني هذا البيت وعلى الرُّميثة من سُكين وسُكَيْنة بنت الحُسَين بن علي عليهم السلام والطُّرَّة السُّكَيْنِيَّة منسوبة إليها

( سلن ) التهذيب في الثلاثي ابن الأَعرابي الأَسْلانُ الرِّماح الذُّبَّل

( سلعن ) سَلْعَنَ في عدْوه عَدا عَدْواً شديداً

( سمن ) السِّمَنُ نقيض الهُزال والسَّمِينُ خلاف المَهْزول سَمِنَ يَسْمَنُ سِمَناً وسَمانةً عن ابن الأَعرابي وأَنشد رَكِبْناها سَمانَتَها فلما بَدَتْ منها السَّناسِنُ والضُّلوعُ أَراد ركبناها طُولَ سَمانتِها وشيء سامِنٌ وسمين والجمع سِمانٌ قال سيبويه ولم يقولوا سُمَناء اسْتَغنَوْا عنه بسِمانٍ وقال اللحياني إذا كان السِّمَنُ خِلْقة قيل هذا رجل مُسْمِن وقد أَسْمَن وسَمَّنه جعله سميناً وتسَمَّنَ وسَمَّنه غيرُه وفي المثل سَمِّنْ كلْبَك يأْكُلْك وقالوا اليَنَمةُ تُسْمِن ولا تُغْزر أَي أَنها تجعل الإِبل سَمينة ولا تجعلها غِزاراً وقال بعضهم امرأَة مُسْمَنة سَمينة ومُسَمَّنة بالأَدْوية وأَسْمَن الرجلُ ملك سَميناً أَو اشتراه أَو وهبه وأَسْمَنَ القومُ سَمِنَتْ مواشيهم ونَعَمُهم فهم مُسْمِنون واسْتَسْمَنتُ اللحمَ أَي وجدته سَميناً واسْتَسْمَن الشيءَ طلبه سميناً أَو وجده كذلك واسْتَسْمَنه عَدَّه سَميناً وطعام مَسْمَنة للجسم والسُّمنة دواء يتخذ للسِّمَن وفي التهذيب السُّمْنة دواء تُسَمَّن به المرأَةُ وفي الحديث وَيلٌ للمُسَمَّنات يوم القيامة من فَترة في العظام أَي اللاتي يستعملن السُّمْنةَ وهو دواء يَتَسَمَّنُ به النساء وقد سُمِّنَتْ فهي مُسَمَّنة وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال يكون في آخر الزمان قوم يتَسَمَّنون أَي يتَكثَّرون بما ليس فيهم من الخير ويَدَّعون ما ليس فيهم من الشَّرَفِ وقيل معناه جَمْعُهم المالَ ليُلْحَقُوا بذَوي الشَّرَف وقيل معنى يَتَسَمَّنُون يحِبون التَّوَسُّعَ في المَآكل والمَشارِب وهي أَسباب السِّمَنِ وفي حديث آخر ويَظْهَرُ فيهم السِّمَنُ ووضع محمد بن إسحق حديثاً ثم يجيء قوم يَتَسَمَّنُون في باب كثرة الأَكل وما يُذَمُّ منه وفي حديث أَبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير أُمتي القَرْنُ الذي أَنا فيهم ثم الذين يَلُونهم ثم يظهرَ فيهم قومٌ يُحِبُّون السَّمَانةَ يَشْهَدُونَ قبل أَن يُسْتَشْهَدُوا وفي حديث آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول لرجلٍ سَمِينٍ ويُومِئُ بإصبعه إلى بطنه لو كان هذا في غير هذا لكان خيراً لك وأَرضٌ سَمِينة جَيِّدة التُّرْب قليلة الحجارة قوية على ترشيح النبت والسَّمْنُ سِلاءُ اللَّبَنِ والسَّمْنُ سِلاءُ الزُّبْد والسَّمْنُ للبقر وقد يكون للمِعْزَى قال امرؤ القيس وذكر مِعْزًى له فتَمْلأُ بَيْتَنا أَقِطاً وسَمْناً وحَسْبُكَ من غِنًى شِبَعٌ ورِيُّ والجمع أَسْمُن وسُمُون وسُمْنان مثل عَبْدٍ وعُبْدانٍ وظَهْرٍ وظُهْرانٍ وسَمَنَ الطعامَ يَسْمُنُه سَمْناً فهو مَسْمُون عمله بالسَّمْن ولَتَّهُ به وقال عَظِيمُ القَفا رِخْوُ الخَواصِرِ أَوْهَبَتْ له عَجْوَةٌ مَسْمُونَةٌ وخَمِيرُ قال ابن بري قال علي بن حمزة إنما هو أُرْهِنَتْ له عَجْوَةٌ أَي أُعِدَّتْ وأُدِيمت كقوله عِيديَّةٌ أُرْهِنَتْ فيها الدنانير يريد أَنه منقول بالهمزة من رَهَنَ الشيءُ إذا دام قال الشاعر الخُبْزُ واللَّحْمُ لهم راهِنٌ وقَهْوَةٌ راوُوقُها ساكِبُ وسَمَنَ الخبزَ وسَمَّنَه وأَسْمنَه لَتَّه بالسَّمْنِ وسَمَنْتُ له إذا أَدَمْتَ له بالسَّمْن وأَسْمَنَ الرجل اشترى سَمْناً ورجل سامِنٌ ذو سَمْن كما يقال رجل تامِرٌ ولابِنٌ أَي ذو تمر ولبن وأَسْمَنَ القومُ كثرَ عندهم السَّمْنُ وسَمَّنَهم تَسْمِيناً زَوَّدَهم السَّمْنَ وجاؤُوا يَسْتَسمِنُون أَي يطلبون السَّمْنَ أَن يُوهَبَ لهم والسَّمّانُ بائع السَّمْن الجوهري السِّمّان إن جعلته بائع السَّمْن انصرف وإن جعلته من السَّمِّ لم ينصرف في المعرفة ويقال سَمَّنْته وأَسْمَنتُه إذا أَطعمته السَّمْنَ وقال الراجز لمّا نزَلْنا حاضِرَ المَدينة بعدَ سِياقِ عُقْبةٍ مَتِينه صِرْنا إلى جاريَةٍ مَكِينه ذاتِ سُرورٍ عَيْنُها سَخِينه فباكَرَتْنا جَفْنةٌ بَطِينه لحْمَ جَزُورٍ عَثَّةٍ سَمِينه أَي مَسْمونة من السَّمْن لا من السِّمَنِ وقوله جارية يريد عيناً تجري بالماء مكينة متمكنة في الأَرض ذات سُرورٍ يُسَرُّ بها النازل والتَّسْمِينُ التبريد طائفية وفي حديث الحجاج أَنه أُتِيَ بسمكة مشوية فقال للذي حملها سَمِّنْها فلم يدر ما يريد فقال عَنْبَسَة بن سعيد إنه يقول لك بَرِّدْها قليلاً والسُّمَانَى طائر واحدته سُمَاناةٌ وقد يكون السُّمَانَى واحداً قال الجوهري ولا تقل سُمّانَى بالتشديد قال الشاعر نفْسِي تَمَقَّسُ من سُمانَى الأَقبُر ابن الأَعرابي الأَسْمالُ والأَسْمانُ الأُزُر الخُلْقانُ والسَّمّانُ أَصْباغ يُزَخْرَفُ بها اسم كالجَبّان وسَمْنٌ وسَمْنان وسُمْنان وسُمَيْنة مواضع والسُّمَنِيَّة قوم من أَهل الهند دُهْرِيُّونَ الجوهري السُّمَنِيَّة بضم السين وفتح الميم فرقة من عَبَدَةِ الأَصنام تقول بالتَّناسُخ وتنكر وقوعَ العلم بالإِخبار والسُّمْنة عُشْبة ذات ورق وقُضُب دقيقة العيدان لها نَوْرة بيضاء وقال أَبو حنيفة السُّمْنةُ من الجَنْبَة تَنْبُتُ بنُجُوم الصيف وتَدُوم خُضْرتها

( سنن ) السِّنُّ واحدة الأَسنان ابن سيده السِّنُّ الضِّرْسُ أُنْثَى ومن الأَبَدِيّاتِ لا آتِيكَ سِنَّ الحِسْلِ أَي أَبداً وفي المحكم أَي ما بقيت سِنُّه يعني ولد الضَّبِّ وسِنُّه لا تسقط أَبداً وقول أَبي جَرْوَلٍ الجُشَمِيّ واسمه هِنْدٌ رَثَى رجلاً قتل من أَهل العالية فحكم أَولياؤُه في ديته فأَخذوها كلها إِبلاً ثُنْياناً فقال في وصف إِبل أُخذت في الدية فجاءتْ كسِنِّ الظَّبْيِ لم أَرَ مِثْلَها سَنَاءَ قَتِيلٍ أَو حَلُوبَةَ جائِعِ مُضاعَفَةً شُمَّ الحَوَارِكِ والذُّرَى عِظامَ مَقِيلِ الرأْسِ جُرْدَ المَذارِعِ كسِنِّ الظَّبْيِ أَي هي ثُنْيانٌ لأَن الثَّنِيَّ هو الذي يُلقي ثَنِيَّتَه والظَّبْيُ لا تَنْبُتُ له ثَنِيَّة قط فهو ثَنِيٌّ أَبداً وحكى اللحياني عن المفضل لا آتيك سِنِي حِسْلٍ قال وزعموا أَن الضب يعيش ثلثمائة سنة وهو أَطول دابة في الأَرض عمراً والجمع أَسْنانٌ وأَسِنَّةٌ الأَخيرة نادرة مثل قِنٍّ وأَقْنانٍ وأَقِنَّة وفي الحديث إذا سافرتم في خِصْبٍ فأَعْطُوا الرُّكُبَ أَسِنَّتَها وإذا سافرتم في الجدب فاسْتَنْجُوا وحكى الأَزهري في التهذيب عن أَبي عبيد أَنه قال لا أَعرف الأَسِنَّة إلاَّ جَمْع سِنان للرمح فإِن كان الحديث محفوظاً فكأَنها جمع الأَسْنان يقال لما تأْكله الإِبل وترعاه من العُشْب سِنٌّ وجمع أَسْنان أَسِنَّة يقال سِنّ وأَسْنان من المَرْعَى ثم أَسِنَّة جمع الجمع وقال أَبو سعيد الأَسِنَّة جمع السِّنان لا جمع الأَسنان قال والعرب تقول الحَمْضُ يَسُنُّ الإِبلَ على الخُلَّةِ أَي يقوِّيها كما يقوِّي السِّنُّ حدَّ السكين فالحَمْضُ سِنانٌ لها على رعي الخُلَّة وذلك أَنها تَصْدُق الأَكلَ بعد الحَمْضِ وكذلك الرِّكابُ إذا سُنَّت في المَرْتَع عند إِراحة السَّفْرِ ونُزُولهم وذلك إِذا أَصابت سِنّاً من الرِّعْيِ يكون ذلك سِناناً على السير ويُجْمَع السِّنَانُ أَسِنَّةً قال وهو وجه العربية قال ومعنى يَسُنُّها أَي يقوِّيها على الخُلَّة والسِّنانُ الاسم من يَسُنُّ وهو القُوَّة قال أَبو منصور ذهب أَبو سعيد مذهباً حسناً فيما فسر قال والذي قاله أَبو عبيد عندي صحيح بيِّن
( * قوله « صحيح بين » الذي بنسخة التهذيب التي بأيدينا أصح وأبين ) وروي عن الفراء السِّنُّ الأكل الشديد قال أَبو منصور وسمعت غير واحد من العرب يقول أَصابت الإِبلُ اليومَ سِنّاً من الرَّعِْي إذا مَشَقَتْ منه مَشْقاً صالحاً ويجمع السِّنّ بهذا المعنى أَسْناناً ثم يجمع الأَسْنانُ أَسِنَّةً كما يقال كِنٌّ وأَكنانٌ ثم أَكِنَّة جمع الجمع فهذا صحيح من جهة العربية ويقويه حديث جابر بن عبدالله أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا سِرْتم في الخِصْب فأَمْكِنوا الرِّكابَ أَسْنانَها قال أَبو منصور وهذا اللفظ يدل على صحة ما قال أَبو عبيد في الأَسِنَّة إنها جمع الأَسْنان والأَسْنان جمع السِّنِّ وهو الأَكل والرَّعْي وحكى اللحياني في جمعه أُسُنّاً وهو نادر أَيضاً وقال الزمخشري معنى قوله أَعطوا الرُّكُبَ أَسِنَّتَها أَعطوها ما تمتنع به من النحر لأَن صاحبها إذا أَحسن رَعْيَها سَمِنت وحَسُنت في عينه فيبخل بها من أَن تُنْحَر فشبه ذلك بالأَسِنَّة في وقوع الامتناع بها هذا على أَن المراد بالأَسنَّة جمع سِنَانٍ وإن أُريد بها جمع سِنٍّ فالمعنى أَمْكنوها من الرَّعي ومنه الحديث أَعْطُوا السِّنَّ حظَّها من السّنِّ أَي أَعطوا ذوات السِّنِّ حظها من السِّنِّ وهو الرِّعْيُ وفي حديث جابر فأَمْكِنُوا الرِّكابَ أَسْناناً أَي تَرْعَى أَسْناناً ويقال هذه سِنٌّ وهي مؤنثة وتصغيرها سُنَيْنة وتجمع أُسُنّاً وأَسْناناً وقال القَنَاني يقال له بُنَيٌّ سَنِينَةُ ابْنِك ابن السكيت يقال هو أَشبه شيء به سُنَّة وأُمَّةً فالسُّنَّة الصُّورة والوجه والأُمَّةُ القامة والحديدة التي تحرث بها الأَرض يقال لها السِّنَّة والسِّكَّة وجمعها السِّنَنُ والسِّكَكُ ويقال للفُؤُوس أَيضاً السِّنَنُ وسِنُّ القلم موضع البَرْيِ منه يقال أَطِلْ سِنَّ قلمك وسَمِّنْها وحَرِّفْ قَطَّتَك وأَيْمِنْها وسَنَنْتُ الرجل سَنّاً عَضَضْتُه بأَسناني كما تقول ضَرَسْتُه وسَنَنْتُ الرجلَ أَسُنُّه سَنّاً كسرت أَسنانه وسِنُّ المِنْجَل شُعْبَة تحزيزه والسِّنُّ من الثُّوم حبة من رأْسه على التشبيه يقال سِنَّةٌ من ثُوم أَي حبَّة من رأْس الثوم وسِنَّة من ثومٍ فِصَّةٌ منه وقد يعبر بالسِّنّ عن العُمُر قال والسِّنُّ من العمر أُنْثى تكون في الناس وغيرهم قال الأَعور الشَّنِّيُّ يصف بعيراً قَرَّبْتُ مثلَ العَلَم المُبَنَّى لا فانِيَ السِّنِّ وقد أَسَنّا أَراد وقد أَسنَّ بعضَ الإِسنان غير أَن سِنَّه لم تَفْنَ بعدُ وذلك أَشدّ ما يكون البعير أَعني إذا اجتمع وتمّ ولهذا قال أَبو جهل بن هشام ما تِنْكِرُ الحَرْبُ العَوانُ مِنِّي ؟ بازِلُ عامَيْنِ حَديثُ سِنِّي
( * قوله « بازل عامين إلخ » كذا برفع بازل في جميع الأصول كالتهذيب والتكملة والنهاية وبإضافة حديث سني إلا في نسخة من النهاية ضبط حديث بالتنوين مع الرفع وفي أخرى كالجماعة ) إِنما عَنى شدَّته واحْتناكه وإنما قال سِنّي لأَنه أَراد أَنه مُحْتَنِك ولم يذهب في السِّنّ وجمعها أَسْنان لا غير وفي النهاية لابن الأَثير قال في حديث علي عليه السلام بازل عامين حديثُ سِنِّي قال أَي إِني شاب حَدَثٌ في العُمر كبير قوي في العقل والعلم وفي حديث عثمان وجاوزتُ أَسْنانَ أَهل بيتي أَي أَعمارهم يقال فلان سِنُّ فلان إذا كان مثله في السِّنِّ وفي حديث ابن ذِي يَزَنَ لأُوطِئَنَّ أَسْنانَ العرب كَعْبَه يريد ذوي أَسنانهم وهم الأَكابر والأَشراف وأَسَنَّ الرجلُ كَبِرَ وفي المحكم كَبِرَتْ سِنُّه يُسِنُّ إِسْناناً فهو مُسِنٌّ وهذا أَسَنُّ من هذا أَي أَكبر سِنّاً منه عربية صحيحة قال ثعلب حدّثني موسى بن عيسى بن أَبي جَهْمَة الليثي وأَدركته أَسَنَّ أَهل البلد وبعير مُسِنّ والجمع مَسانُّ ثقيلة ويقال أَسَنَّ إذا نبتت سِنُّه التي يصير بها مُسِنَّاً من الدواب وفي حديث معاذ قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فأَمرني أَن آخذ من كل ثلاثين من البقر تَبِيعاً ومن كل أَربعين مُسِنَّةً والبقرَةُ والشاةُ يقع عليهما اسم المُسِنّ إذا أَثْنَتا فإِذا سقطت ثَنِيَّتُهما بعد طلوعها فقد أَسَنَّتْ وليس معنى إِسْنانها كِبَرَها كالرجل ولكن معناه طُلوع ثَنِيَّتها وتُثْني البقرةُ في السنة الثالثة وكذلك المِعْزَى تُثْني في الثالثة ثم تكون رَباعِيَة في الرابعة ثم سِدْساً في الخامسة ثم سَالِغاً في السادسة وكذلك البقر في جميع ذلك وروى مالك عن نافع عن ابن عمر أَنه قال يُتَّقَى من الضحايا التي لم تُسْنَنْ بفتح النون الأُولى وفسره التي لم تَنْبُتْ أَسنانها كأَنها لم تُعْطَ أَسْناناً كقولك لم يُلْبَنْ أَي لم يُعْطَ لَبَناً ولم يُسْمَنْ أَي لم يُعْطَ سَمْناً وكذلك يقال سُنَّتِ البَدَنة إذا نبتت أَسنانها وسَنَّها الله وقول الأَعشى بحِقَّتِها رُبِطَتْ في اللَّجِي نِ حتى السَّدِيسُ لها قد أَسَنّ أَي نَبت وصار سِنّاً قال هذا كله قول القتيبي قال وقد وَهِمَ في الرواية والتفسير لأَنه روى الحديث لم تُسْنَنْ بفتح النون الأُولى وإنما حفظه عن مُحَدِّث لم يَضْبِطْه وأَهل الثَّبْتِ والضَّبْطِ رووه لم تُسْنِنْ بكسر النون قال وهو الصواب في العربية والمعنى لم تُسِنُّ فأَظهر التضعيف لسكون النون الأَخيرة كما يقال لم يُجْلِلْ وإِنما أَراد ابن عمر أَنه لا يُضَحَّى بأُضحية لم تُثْنِ أَي لم تصر ثَنِيَّة وإذا أَثْنَتْ فقد أَسَنَّتْ وعلى هذا قول الفقهاء وأَدنى الأَسْنان الإِثْناءُ وهو أَن تنبت ثَنِيَّتاها وأَقصاها في الإِبل البُزُول وفي البقر والغنم السُّلُوغ قال والدليل على صحة ما ذكرنا ما روي عن جَبَلة ابن سُحَيْم قال سأَل رجل ابن عمر فقال أَأُضَحِّي بالجَدَعِ ؟ فقال ضَحّ بالثَّنِيِّ فصاعداً فهذا يفسر لك أَن معنى قوله يُتَّقَى من الضحايا التي لم تُسْنِنْ أَراد به الإِثْناءَ قال وأَما خطأ القُتَيْبيّ من الجهة الأُخرى فقوله سُنِّنَتِ البدنة إذا نبتت أَسْنانُها وسَنَّها الله غيرُ صحيح ولا يقوله ذو المعرفة بكلام العرب وقوله لم يُلْبَنْ ولم يُسْمَنْ أَي لم يُعْطَ لَبَناً وسَْناً خطأٌ أَيضاً إنما معناهما لم يُطْعَمْ سمناً ولم يُسْقَ لبناً والمَسَانُّ من الإِبل خلافُ الأَفْتاءِ وأَسَنَّ سَدِيسُ الناقة أَي نبت وذلك في السنة الثانية وأَنشد بيت الأَعشى بِحِقَّتِها رُبِطَت في اللَّجِي نِ حتى السَّدِيسُ لها قد أَسَنّ يقول قيمَ عليها منذ كانتِ حِقَّةً إلى أَن أَسْدَسَتْ في إِطعامها وإِكرامها وقال القُلاخُ بِحِقِّه رُبِّطَ في خَبْطِ اللُّجُنْ يُقْفَى به حتى السَّدِيسُ قد أَسَنّ وأَسَنَّها اللهُ أَي أَنْبَتها وفي حديث عمر رضي الله تعالى عنه أَنه خطب فذكر الربا فقال إن فيه أَبواباً لا تَخْفى على أَحدٍ منها السَّلَمُ في السِّنِّ يعني الرقيقَ والدوابَّ وغيرهما من الحيوان أَراد ذوات السِّنّ وسِنُّ الجارحة مؤَنثة ثم استعيرت للعُمُر استدلالاً بها على طوله وقصره وبقيت على التأْنيث وسِنُّ الرجل وسَنينُه وسَنينَتُه لِدَتُه يقال هو سِنُّه وتِنُّه وحِتْنُه إذا كان قِرْنَه في السِّنّ وسَنَّ الشيءَ يَسُنُّه سَنّاً فهو مَسْنون وسَنين وسَنَّته أَحَدَّه وصَقَله ابن الأَعرابي السَّنّ مصدر سَنَّ الحديدَ سَنّاً وسَنَّ للقوم سُنَّةً وسَنَناً وسَنَّ عليه الدِّرْعَ يَسُنُّها سَنّاً إذا صَبَّها وسَنَّ الإِبلَ يسُنُّها سَنّاً إذا أَحْسَن رِعْيَتها حتى كأَنه صقلها والسَّنَنُ اسْتِنان الإِبل والخيل ويقال تَنَحَّ عن سَننِ الخيل وسَنَّنَ المَنْطِقَ حَسَّنه فكأَنه صقَله وزينه قال العجاج دَعْ ذا وبَهّجْ حَسَباً مُبَهَّجا فَخْماً وسَنِّنْ مَنْطِقاً مُزَوَّجاً والمِسَنُّ والسِّنانُ الحجَر الذي يُسَنُّ به أَو يُسنُّ عليه وفي الصحاح حجَر يُحدَّد به قال امرؤُ القيس يُباري شَباةَ الرُّمْحِ خَدٌّ مُذَلَّقٌ كَصَفْحِ السِّنانِ الصُّلَّبيِّ النَّحِيضِ قال ومثله للراعي وبيضٍ كسَتْهنَّ الأَسِنَّةُ هَفْوَةً يُداوى بها الصادُ الذي في النّواظِرِ وأَراد بالصادِ الصَّيَدَ وأَصله في الإِبل داء يُصيبها في رؤوسها وأَعينها ومثله للبيد يَطْرُدُ الزُّجَّ يُباري ظِلَّهُ بأَسِيلٍ كالسِّنانِ المُنْتَحَلْ والزُّجُّ جمع أَزَجَّ وأَراد النعامَ والأَزَجُّ البعيد الخَطو يقال ظليم أَزجُّ ونعامة زَجَّاء والسِّنانُ سِنانُ الرمح وجمعه أَسِنَّة ابن سيده سِنانُ الرمح حديدته لصَقالتها ومَلاستها وسَنَّنَه رَكَّبَ فيه السِّنان وأَسَنْت المرحَ جعلت له سِناناً وهو رُمح مُسَنٌّ وسَنَنْتُ السِّنانَ أَسُنُّه سَنّاً فهو مَسنون إذا أَحدَدْته على المِسنِّ بغير أَلف وسَنَنتُ فلاناً بالرمح إذا طعنته به وسَنَّه يَسُنُّه سَنّاً طعنه بالسِّنان وسَنَّنَ إليه الرمح تسْنيناً وَجَّهه إليه وسَننْت السكين أَحددته وسَنَّ أَضراسَه سَنّاً سَوَّكها كأَنه صَقَلها واسْتَنَّ استاك والسَّنُونُ ما استَكْتَ به والسَّنين ما يَسقُط من الحجر إذا حككته والسَّنُونُ ما تَسْتنُّ به من دواء مؤَلف لتقوية الأَسنان وتَطريتها وفي حديث السواك أَنه كان يَستنُّ بعودٍ من أَراك الإستِنان استعمالُ السواك وهو افتِعال من الإسْنان أَي يُمِرُّه عليها ومنه حديث الجمعة وأَن يَدَّهِن ويَسْتنَّ وفي حديث عائشة رضي الله عنها في وفاة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأَخذتُ الجَريدة فسَننْتُه بها أَي سَوَّكته بها ابن السكيت سَنَّ الرجلُ إبله إذا أَحسن رِعْيتها والقيامَ عليها حتى كأَنه صقلها قال النابغة نُبِّئْتُ حِصْناً وحَيّاً من بني أَسَدٍ قاموا فقالوا حِمانا غيرُ مقْروبِ ضَلَّتْ حُلومُهُمُ عنهم وغَرَّهُمُ سَنُّ المُعَيديِّ في رَعْيٍ وتَعْزيبِ
( * قوله « وتعزيب » التعزيب بالعين المهملة والزاي المعجمة أن يبيت الرجل بماشيته كما في الصحاح وغيره في المرعى لا يريحها إلى أهلها ) يقول يا معشر مَعَدٍّ لا يغُرَّنكم عزُّكم وأَنَّ أَصغر رجل منكم يرعى إِبله كيف شاء فإِن الحرث ابن حِصْن الغَسّاني قد عَتب عليكم وعلى حِصْن بن حُذيفة فلا تأْمنوا سَطوَته وقال المؤرّج سَنُّوا المالَ إذا أَرسلوه في الرِّعْي ابن سيده سَنَّ الإِبلَ يَسُنُّها سَنّاً إذا رعاها فأَسْمنها والسُّنّة الوجه لصَقالتِه ومَلاسته وقيل هو حُرُّ الوجه وقيل دائرته وقيل الصُّورة وقيل الجبهة والجبينان وكله من الصَّقالة والأَسالة ووجه مَسْنون مَخروطٌ أَسيلٌ كأَنه قد سُنَّ عنه اللحم وفي الصحاح رجل مَسْنون المصقول من سَننْتُه بالمِسَنِّ سَنّاً إذا أَمررته على المِسنِّ ورجل مسنون الوجه حَسَنُه سهْله عن اللحياني وسُنَّة الوجه دوائره وسُنَّةُ الوجه صُورته قال ذو الرمة تُريك سُنَّةَ وَجْهٍ غيرَ مُقْرِفةٍ مَلساءَ ليس بها خالٌ ولا نَدَبُ ومثله للأَعشى كَريماً شَمائِلُه من بني مُعاويةَ الأَكْرَمِينَ السُّنَنْ وأَنشد ثعلب بَيْضاءُ في المِرْآةِ سُنَّتُها في البيت تحتَ مَواضعِ اللّمْسِ وفي الحديث أَنه حَضَّ على الصدقة فقام رجل قبيح السُّنَّة السُّنَّةُ الصورة وما أَقبل عليك من الوجه وقيل سُنّة الخدّ صفحته والمَسْنونُ المُصوَّر وقد سَنَنْتُه أَسُنُّه سَنّاً إذا صوّرته والمَسْنون المُمَلَّس وحكي أَن يَزيد بن معاوية قال لأَبيه أَلا ترى إلى عبد الرحمن بن حسان يُشَبّبُ بابنتك ؟ فقال معاوية ما قال ؟ فقال قال هي زَهْراءُ مثلُ لُؤلؤةِ الغَوْ وَاص مِيزَتْ من جوهرٍ مكنونِ فقال معاوية صدق فقال يزيد إنه يقول وإذا ما نَسَبْتَها لم تَجِدْها في سَناءٍ من المَكارم دُونِ قال وصدق قال فأَين قوله ثم خاصَرْتُها إلى القُبَّةِ الخَضْ راءِ تَمْشي في مَرْمَرٍ مَسنونِ قال معاوية كذب قال ابن بري وتُرْوَى هذه الأَبيات لأَبي دهبل وهي في شعره يقولها في رَمْلةَ بنت معاوية وأَول القصيد طالَ لَيْلي وبِتُّ كالمَحْزونِ ومَلِلْتُ الثَّواءَ بالماطِرُونِ منها عن يَساري إذا دخَلتُ من البا ب وإن كنتُ خارجاً عن يَميني فلذاكَ اغْترَبْتُ في الشَّأْم حتى ظَنَّ أَهلي مُرَجَّماتِ الظُّنونِ منها تَجْعَلُ المِسْكَ واليَلَنْجُوج والنَّدْ دَ صلاةً لها على الكانُونِ منها قُبَّةٌ منْ مَراجِلٍ ضَرَّبَتْها عندَ حدِّ الشِّتاءِ في قَيْطُونِ القَيْطُون المُخْدَع وهو بيت في بيت ثم فارَقْتُها على خَيْرِ ما كا نَ قَرينٌ مُفارِقاً لقَرِينِ فبَكَتْ خَشْيَةَ التَّفَرُّق للبَي نِ بُكاءَ الحَزينِ إِثرَ الحَزِينِ فاسْأَلي عن تَذَكُّري واطِّبا ئيَ لا تَأْبَيْ إنْ هُمُ عَذَلُوني اطِّبائي دُعائي ويروى واكْتِئابي وسُنَّةُ الله أَحكامه وأَمره ونهيه هذه عن اللحياني وسَنَّها الله للناس بَيَّنها وسَنَّ الله سُنَّة أَي بَيَّن طريقاً قويماً قال الله تعالى سُنَّةَ الله في الذين خَلَوْا من قبلُ نَصَبَ سنة الله على إرادة الفعل أَي سَنَّ الله ذلك في الذين نافقوا الأَنبياءَ وأَرْجَفُوا بهم أَن يُقْتَلُوا أَين ثُقِفُوا أَي وُجِدُوا والسُّنَّة السيرة حسنة كانت أَو قبيحة قال خالد بن عُتْبة الهذلي فلا تَجْزَعَنْ من سِيرةٍ أَنتَ سِرْتَها فأَوَّلُ راضٍ سُنَّةً من يَسِيرُها وفي التنزيل العزيز وما مَنَعَ الناسَ أَن يُؤمنوا إذا جاءهم الهُدى ويستغفروا رَبَّهم إلاَّ أَن تأْتيهم سُنَّةُ الأَوَّلين قال الزجاج سُنَّةُ الأَوَّلين أَنهم عاينوا العذاب فطلب المشركون أَن قالوا اللهم إن كان هذا هو الحَقَّ من عندك فأَمْطِرْ علينا حجارةً من السماء وسَنَنْتُها سَنّاً واسْتَنَنْتُها سِرْتُها وسَنَنْتُ لكم سُنَّةً فاتبعوها وفي الحديث من سَنَّ سُنَّةً حَسَنةً فله أَجْرُها وأَجْرُ من عَمِلَ بها ومن سَنَّ سُنَّةً سيّئَةً يريد من عملها ليُقْتَدَى به فيها وكل من ابتدأَ أَمراً عمل به قوم بعده قيل هو الذي سَنَّه قال نُصَيْبٌ كأَني سَنَنتُ الحُبَّ أَوَّلَ عاشِقٍ من الناسِ إِذ أَحْبَبْتُ من بَيْنِهم وَحْدِي
( * قوله « إذ أحببت إلخ » كذا في الأصل وفي بعض الأمهات أو بدل إذ ) وقد تكرر في الحديث ذكر السُّنَّة وما تصرف منها والأَصل فيه الطريقة والسِّيرَة وإذا أُطْلِقَت في الشرع فإِنما يراد بها ما أَمَرَ به النبيُّ صلى الله عليه وسلم ونَهى عنه ونَدَب إليه قولاً وفعلاً مما لم يَنْطق به الكتابُ العزيز ولهذا يقال في أَدلة الشرع الكتابُ والسُّنَّةُ أَي القرآن والحديث وفي الحديث إِنما أُنَسَّى لأِسُنَّ أَي إنما أُدْفَعُ إلى النِّسْيانُ لأَسُوقَ الناسَ بالهداية إلى الطريق المستقيم وأُبَيِّنَ لهم ما يحتاجون أَن يفعلوا إذا عَرَضَ لهم النسيانُ قال ويجوز أَن يكون من سَنَنْتُ الإِبلَ إذا أَحْسنت رِعْيتَها والقيام عليها وفي الحديث أَنه نزل المُحَصَّبَ ولم يَسُنَّهُ أَي لم يجعله سُنَّة يعمل بها قال وقد يَفْعل الشيء لسبب خاص فلا يعمّ غيره وقد يَفْعل لمعنى فيزول ذلك المعنى ويبقى الفعل على حاله مُتَّبَعاً كقَصْرِ الصلاة في السفر للخوف ثم استمرّ القصر مع عدم الخوف ومنه حديث ابن عباس رَمَلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وليس بسُنَّة أَي أَنه لم يَسُنَّ فِعْلَه لكافة الأُمّة ولكن لسبب خاص وهو أَن يُرِيَ المشركين قوّة أَصحابه وهذا مذهب ابن عباس وغيره يرى أَن الرَّمَلَ في طواف القدوم سنَّة وفي حديث مُحَلِّمِ ابن جَثَّامة اسْنُنِ اليومَ وغَيِّرْ غداً أَي اعْمَلْ بسُنَّتك التي سَنَنْتها في القِصاصِ ثم بعد ذلك إذا شئت أَن تغير فغير أَي تغير ما سَننْتَ وقيل تُغَيِّر من أَخذ الغِيَر وهي الدية وفي الحديث إن أَكبر الكبائر أَن تُقاتل أَهل صَفْقَتِك وتُبَدِّلَ سُنَّتَك أَراد بتبديل السُّنة أَن يرجع أَعرابيّاً بعد هجرته وفي حديث المجوس سُنُّوا بهم سُنَّة أَهل الكتاب أَي خذوهم على طريقتهم وأَجْرُوهم في قبول الجزية مُجْراهم وفي الحديث لا يُنْقَضُ عَهْدُهم عن سُنَّةِ ماحِلٍ أَي لا ينقض بسَعْيِ ساع بالنميمة والإِفساد كما يقال لا أُفْسِدُ ما بيني وبينك بمذاهب الأَشرار وطُرُقهم في الفساد والسُّنَّة الطريقة والسَّنن أَيضاً وفي الحديث أَلا رجلٌ يَرُدُّ عَنَّا من سَنَنِ هؤلاء التهذيب السُّنَّةُ الطريقة المحمودة المستقيمة ولذلك قيل فلان من أَهل السُّنَّة معناه من أَهل الطريقة المستقيمة المحمودة وهي مأْخوذة من السَّنَنِ وهو الطريق ويقال للخَطّ الأَسود على مَتْنِ الحمار سُنَّة والسُّنَّة الطبيعة وبه فسر بعضهم قول الأَعشى كَرِيمٌ شَمَائِلُه من بَنِي مُعاويةَ الأَكْرَمينَ السُّنَنْ وامْضِ على سَنَنِك أَي وَجْهك وقَصْدك وللطريق سَنَنٌ أَيضاً وسَنَنُ الطريق وسُنَنُه وسِنَنُه وسُنُنُه نَهْجُه يقال خَدَعَك سَنَنُ الطريق وسُنَّتُه والسُّنَّة أَيضاً سُنَّة الوجه وقال اللحياني تَرَك فلانٌ لك سَنَنَ الطريق وسُنَنَه وسِنَنَه أَي جِهَتَه قال ابن سيده ولا أَعرف سِنَناً عن غير اللحياني شمر السُّنَّة في الأَصل سُنَّة الطريق وهو طريق سَنَّه أَوائل الناس فصارَ مَسْلَكاً لمن بعدهم وسَنَّ فلانٌ طريقاً من الخير يَسُنُّه إِذا ابتدأَ أَمراً من البِرِّ لم يعرفه قومُه فاسْتَسَنُّوا به وسَلَكُوه وهو سَنِين ويقال سَنَّ الطريقَ سَنّاً وسَنَناً فالسَّنُّ المصدر والسَّنَنُ الاسم بمعنى المَسْنون ويقال تَنَحَّ عن سَنَنِ الطريق وسُنَنه وسِنَنِه ثلاث لغات قال أَبو عبيد سَنَنُ الطريق وسُنُنُه مَحَجَّتُه وتَنَحَّ عن سَنَنِ الجبل أَي عن وجهه الجوهري السَّنَنُ الطريقة يقال استقام فلان على سَنَنٍ واحد ويقال امْضِ على سَنَنِك وسُنَنِك أَي على وجهك والمُسَنْسَِنُ الطريق المسلوك وفي التهذيب طريق يُسْلَكُ وتَسَنَّنَ الرجلُ في عَدْوِه واسْتَنَّ مضى على وجهه وقول جرير ظَلِلْنا بمُسْتَنِّ الحَرُورِ كأَننا لَدى فَرَسٍ مُسْتَقْبِلِ الريحِ صائِم عنى بمُسْتَنِّها موضعَ جَرْي السَّرابِ وقيل موضع اشتداد حرها كأَنها تَسْتَنُّ فيه عَدْواً وقد يجوز أَن يكون
( * قوله « وقد يجوز أن يكون إلخ » نص عبارة المحكم وقد يجوز أن يعني مجرى الريح ) مَخْرَجَ الريح قال ابن سيده وهو عندي أَحسن إلاَّ أَن الأَول قول المتقدِّمين والاسم منه السَّنَنُ أَبو زيد اسْتَنَّت الدابةُ على وجه الأَرض واسْتَنَّ دَمُ الطعنة إذا جاءت دُفْعةٌ منها قال أَبو كبير الهذلي مُسْتَنَّة سَنَنَ الفُلُوِّ مُرِشَّة تَنْفي الترابَ بقاحِزٍ مُعْرَوْرِفِ وَطَعَنه طَعْنةً فجاء منها سَنَنٌ يَدْفَعُ كلَّ شيءٍ إذا خرج الدمُ بحَمْوَتِه وقول الأََعشى وقد نَطْعُنُ الفَرْجَ يومَ اللِّقا ءِ بالرُّمْحِ نحْبِسُ أُولى السَّنَنْ قال شمر يريدُ أُولى القومِ الذين يُسرعون إلى القتال والسَّنَنُ القصد ابن شميل سَنَنُ الرجل قَصْدُهُ وهِمَّتهُ واسْتَنَّ السَّرابُ اضطرب وسَنَّ الإِبلَ سَنّاً ساقها سَوْقاً سريعاً وقيل السَّنُّ السير الشديد والسَّنَنُ الذي يُلِحُّ في عَدْوِه وإِقْباله وإِدْباره وجاء سَنَنٌ من الخيل أَي شَوْطٌ وجاءت الرياحُ سَنائِنَ إذا جاءت على وجه واحد وطريقة واحدة لا تختلف ويقال جاء من الخيل والإِبل سَنَنٌ ما يُرَدُّ وجْهُه ويقال اسْنُنْ قُرونَ فرسك أَي بُدَّهُ حتى يَسِيلَ عَرَقهُ فيَضْمُرَ وقد سُنَّ له قَرْنٌ وقُرون وهي الدُّفَعُ من العَرَق وقال زهير ابن أَبي سُلْمى نُعَوِّدُها الطِّرادَ فكلَّ يوْمٍ تُسَنُّ على سَنابِكِها القُرونُ والسَّنينة الريح قال مالك بن خالد
( * قوله « قال مالك بن خالد إلخ » سقط الشعر من الأصل بعد قوله الرياح كما هو في التهذيب
أبين الديان غير بيض كأنها ... فصول رجاع زفزفتها السنائن )
الخُنَعِيُّ في السَّنَائن الرِّياحِ واحدتها سَنِينةٌ والرِّجَاعُ
جمع الرَّجْعِ وهو ماءُ السماء في الغَدير وفي النوادر ريح نَسْناسة وسَنْسانَةٌ باردة وقد نَسْنَسَتْ وسَنْسَنَتْ إذا هَبَّتْ هُبُوباً بارداً ويقول نَسْناسٌ من دُخان وسَنْسانٌ يريد دخان نار وبَنى القومبيوتهم على سَنَنٍ واحد أَي على مثال واحد وسَنَّ الطينَ طَيَّنَ به فَخَّاراً أَو اتخذه منه والمَسْنون المُصَوَّرُ والمَسْنون المُنْتِن وقوله تعالى من حَمَأٍ مَسْنُونٍ قال أَبو عمرو أَي متغير منتن وقال أَبو الهيثم سُنَّ الماءُ فهو مَسْنُون أَي تغير وقال الزجاج مَسْنون مَصْبوب على سُنَّةِ الطريق قال الأَخفش وإنما يتغير إذا أَقام بغير ماء جار قال ويدلك على صحة قوله أَن مسنون اسم مفعول جارٍ على سُنَّ وليس بمعروف وقال بعضهم مسنون طَوَّلَهُ جعله طويلاً مستوياً يقال رجل مَسنون الوجه أَي حسن الوجه طويله وقال ابن عباس هو الرَّطْبُ ويقال المُنْتِنُ وقال أَبو عبيدة المَسنونُ المَصبوب ويقال المسنون المَصْبوب على صورة وقال الوجه المَسنون سمِّي مَسنوناً لأَنه كالمخروط الفراء سمي المِسَنُّ مِسَنّاً لأَن الحديد يُسَنُّ عليه أَي يُحَكُّ عليه ويقال للذي يسيل عند الحك سَنِينٌ قال ولا يكون ذلك السائل إلا مُنْتِناً وقال في قوله من حمَأٍ مَسنون يقال المحكوك ويقال هو المتغير كأَنه أُخذ من سَنَنْتُ الحجر على الحجَر والذي يخرج بينهما يقال له السَّنِينُ والله أََعلم بما أَراد وقوله في حديث بَرْوَعَ بنتِ واشِقٍ وكان زوجها سُنَّ في بئر أَي تغير وأَنْتنَ من قوله تعالى من حمَأٍ مسنون أَي متغير وقيل أَراد بسُنَّ أَسِنَ بوزن سَمِعَ وهو أَن يَدُورَ رأْسه من ريح كريهة شمها ويغشى عليه وسَنَّتِ العينُ الدمعَ تَسُنُّه سَنّاً صبته واسْتَنَّتْ هي انصب دمعها وسَنَّ عليه الماءَ صَبَّه وقيل أَرسله إرسالاً ليناً وسَنَّ عليه الدرعَ يَسُنُّها سَنّاً كذلك إذا صبها عليه ولا يقال شَنَّ ويقال شَنَّ عليهم الغارةَ إذا فرّقها وقد شَنَّ الماءَ على شرابه أَي فرَّقه عليه وسَنَّ الماءَ على وجهه أَي صبَّه عليه صبّاً سَهْلاً الجوهري سَنَنْتُ الماءَ على وجهي أَي أَرسلته إِرسالاً من غير تفريق فإِذا فرّقته بالصب قلت بالشين المعجمة وفي حديث بول الأَعرابي في المسجد فدعا بدلوٍ من ماء فسَنَّه عليه أَي صبه والسَّنُّ الصبُّ في سُهولة ويروى بالشين المعجمة وسيأْتي ذكره ومنه حديث الخمر سُنَّها في البَطْحاء وفي حديث ابن عمر كان يَسُنُّ الماءَ على وجهه ولا يَشُنُّه أَي كان يصبه ولا يفرّقه عليه وسَنَنْتُ الترابَ صببته على وجه الأَرض صبّاً سهلاً حتى صار كالمُسَنّاة وفي حديث عمرو بن العاص عند موته فسُنُّوا عليَّ الترابَ سَنّاً أَي ضعوه وضعاً سهلاً وسُنَّت الأَرض فهي مَسنونة وسَنِينٌ إذا أُكل نباتها قال الطِّرِمّاحُ بمُنْخَرَقٍ تَحِنُّ الريحُ فيه حَنِينَ الجُِلْبِ في البلدِ السَّنِينِ يعني المَحْلَ وأَسْنان المنْجَل أُشَرُهُ والسَّنُونُ والسَّنِينة رِمالٌ مرتفعة تستطيل على وجه الأَرض وقيل هي كهيئة الحِبال من الرمل التهذيب والسَّنائن رمال مرتفعة تستطيل على وجه الأَرض واحدتها سَنِينة قال الطرماح وأَرْطاةِ حِقْفٍ بين كِسْرَيْ سَنائن وروى المؤرِّج السِّنانُ الذِّبّانُ وأَنشد أَيَأْكُلُ تَأْزِيزاً ويَحْسُو خَزِيرَةً وما بَيْنَ عَيْنَيهِ وَنِيمُ سِنانِ ؟ قال تأْزِيزاً ما رَمَتْه القدْر إذا فارت وسَانَّ البعيرُ الناقةَ يُسانُّها مُسانَّةً وسِناناً عارضها للتَّنَوُّخ وذلك أَن يَطْرُدَها حتى تبرك وفي الصحاح إذا طَرَدَها حتى يُنَوِّخَها ليَسْفِدَها قال ابن مقبل يصف ناقته وتُصْبِحُ عن غِبِّ السُّرَى وكأَنها فَنِيقٌ ثَناها عن سِنانٍ فأَرْقَلا يقول سانَّ ناقتَه ثم انتهى إلى العَدْوِ الشديد فأَرْقَلَ وهو أَن يرتفع عن الذَّمِيلِ ويروى هذا البيت أَيضاً لضابئِ بن الحرث البُرْجُمِيِّ وقال الأَسدِيُّ يصف فحلاً للبَكَراتِ العِيطِ منها ضاهِدا طَوْعَ السِّنانِ ذارِعاً وعاضِدَا ذارعاً يقال ذَرَعَ له إذا وَضَعَ يده تحت عنقِه ثم خَنَقه والعاضِدُ الذي يأْخذ بالعَضُدِ طَوْعَ السِّنانِ يقول يُطاوعه السِّنانُ كيف شاء ويقال سَنَّ الفَحْلُ الناقة يَسُنُّها إذا كبَّها على وجهها قال فاندَفَعَتْ تأْفِرُ واسْتَقْفاها فسَنَّها للوَجْهِ أَو دَرْباها أَي دفعها قال ابن بري المُسانَّةُ أَن يَبْتَسِرَ الفحلُ الناقةَ قَهْراً قال مالك بن الرَّيْبِ وأَنت إِذا ما كنتَ فاعِلَ هذه سِنَاناً فما يُلْقَى لِحَيْنك مَصْرَعُ أَي فاعلَ هذه قهراً وابْتِساراً وقال آخر كالفَحْل أَرْقَلَ بعد طُولِ سِنَانِ ويقال سَانَّ الفحلُ الناقَةَ يُسانُّها إذا كَدَمَها وتَسانَّتِ الفُحُولِ إذا تَكادَمت وسَنَنْتُ الناقةَ سَيَّرتُها سيراً شديداً ووقع فلان في سِنِّ رأْسِهِ أَي في عَدَدِ شعره من الخير والشر وقيل فيما شاء واحْتَكَم قال أَبو زيد وقد يُفَسَّرُ سنُّ رأْسه عَدَدُ شعره من الخير وقال أَبو الهيثم وقع فلان في سِنِّ رأْسِه وفي سِيِّ رأْسه وسَواءِ رأْسِه بمعنى واحد وروى أَبو عبيد هذا الحرف في الأَمثال في سِنِّ رأْسه ورواه في المؤلَّف في سِيِّ رأْسه قال الأَزهري والصواب بالياء أَي فيما سَاوَى رَأْسَه من الخِصْبِ والسِّنُّ الثور الوحشي قال الراجز حَنَّتْ حَنِيناً كثُؤَاجِ السّنِّ في قَصَبٍ أَجْوَفَ مُرْثَعِنِّ الليث السَّنَّةُ اسم الدُّبَّة أَو الفَهْدَةِ قال أَبو عبيد ومن أَمثالهم في الصادِقِ في حديثه وخبره صَدَقَني سِنَّ بَكْرِه ويقوله الإِنسانُ على نفسه وإن كان ضارّاً له قال الأَصمعي أَصله أَن رجلاً ساوَمَ رجلاً ببَكْرٍ أَراد شراءَه فسأَل البائعَ عن سِنِّه فأَخبره بالحق فقال المشتري صَدَقَني سِنَّ بكره فذهب مثلاً وهذا المثل يروى عن علي بن أَبي طالب كرم الله وجهه أَنه تكلم به في الكوفة ومن أَمثالهم اسْتَنَّتِ الفِصالُ حتى القَرْعَى يضرب مثلاً للرجل يُدْخِلُ نفسه في قوم ليس منهم والقَرْعى من الفِصَال التي أَصابها قَرَعٌ وهو بَثْرٌ فإِذا اسْتَنَّتِ الفصال الصِّحَاحُ مَرَحاً نَزَتِ القَرْعَى نَزْوَها تَشَبَّهُ بها وقد أَضعفها القَرَعُ عن النَّزَوانِ واسْتَنَّ الفَرَسُ قَمَصَ واسْتَنَّ الفرسُ في المِضْمارِ إذا جرى فين نَشاطه على سَنَنه في جهة واحدة والاسْتنانُ النَّشَاطُ ومنه المثل المذكور اسْتَنَّتِ الفِصَالُ حتى القَرْعى وقيل اسْتَنَّتِ الفِصال أَي سَمِنَتْ وصَارَتْ جُلُودها كالمَسَانِّ قال والأَول أَصح وفي حديث الخيل اسْتَنَّت شَرَفاً أَو شَرَفَيْنِ اسْتَنَّ الفَرَسُ يَسْتَنُّ اسْتِناناً أَي عدا لَمَرحه ونَشاطه شَوْطاً أَو شوطين ولا راكِبَ عليه ومنه الحديث إنّ فرس المُجاهِد ليَسْتَنُّ في طِوَله وفي حديث عمر رضي الله عنه رأَيت أَباه يَسْتَنُّ بسَيْفِه كما يَسْتَنُّ الجملُ أَي يَمْرَحُ ويَخْطُرُ به والسِّنُّ والسِّنْسِنُ والسِّنْسِنَةُ حَرْفُ فَقْرةِ الظهر وقيل السَّنَاسِنُ رؤوس أَطراف عظام الصدر وهي مُشَاش الزَّوْرِ وقيل هي أَطراف الضلوع التي في الصدر ابن الأَعرابي السَّنَاسِنُ والشَّنَاشِنُ العِظامُ وقال الجَرَنْفَشُ كيف تَرَى الغزْوة أَبْقَتْ مِنِّي سَناسِناً كحَلَقِ المِجَنِّ أَبو عمرو وغيره السَّنَاسِنُ رؤوس المَحالِ وحُروفُ فقَارِ الظهر واحدها سِنْسِنٌ قال رؤبة يَنْقَعْنَ بالعَذْبِ مُشاشَ السِّنْسِنِ قال الأَزهري ولحمُ سَناسِنِ البعير من أَطيب اللُّحْمَانِ لأَنها تكون بين شَطَّي السَّنَام ولحمُها يكون أَشْمَطَ طَيّباً وقيل هي من الفرس جَوانِحُه الشاخِصَةُ شبه الضلوع ثم تنقطع دون الضلوع وسُنْسُنُ اسم أَعجمي يسمي به السَّوَادِيُّونَ والسُّنَّةُ ضرب من تمر المدينة معروفة

( سهن ) ابن الأَعرابي الأَسْهان الرِّمالُ اللَّيِّنة قال أَبو منصور أُبدلت النون من اللام والله أعلم

( سون ) سُوَانُ موضع ابن الأَعرابي التسَوُّنُ استرخاء البطن قال أَبو منصور كأَنه ذهب به إلى التَّسَوُّل من سَوِلَ يَسْوَلُ إذا استرخى فأَبدل من اللام النون

( سوسن ) السَّوْسَن نَبت أَعجمي معرّب وهو معروف وقد جرى في كلام العرب قال الأَعشى وآسُ وخَيْرِيٌّ ومَرْوٌ وسَوْسَنٌ إذا كان هيزَمْنٌ ورُحْتُ مُخَشَّما وأَجناسه كثيرة وأَطيبه الأَبيض

( سين ) السين حرف هجاء من حروف المعجم وهو حرف مهموس يذكر ويؤنث هذه سين وهذا سين فمن أَنث فعلى توهم الكلمة ومن ذكر فعلى توهم الحرف السين من حرف الزيادات وقد تُخَلِّص الفعلَ للاستقبال تقول سيفعل وزعم الخليل أَنها جواب لن أَبو زيد من العرب من يجعل السين تاء وأَنشد لعِلْباء بن أَرقم يا قَبَّحَ اللَّهُ بني السعْلاةِ عَمرو بن يَرْبُوعٍ شِرارَ الناتِ ليسوا أَأِعْفَّاء ولا أَكْياتِ يريد الناس والأَكياس قال ومن العرب من يجعل التاء كافاً وسنذكرها في الأَلف اللينة قال أَبو سعيد وقولهم فلان لا يحسن سينه يريدون شُعْبَةً من شُعَبه وهو ذو ثلاث شُعَب وقوله تعالى { يس } كقوله عز وجل { أَلم } { حم } وأَوائل السور وقال عكرمة معناه يا أَنسان لأَنه قال { إِنك لمن المرسَلين } وطُورُ سِينِينَ سَيْنَاءَ جبل بالشام قال الزجاج إِن سَيِناء حجارة وهو واللَّه أَعلم اسم المكان فمن قرأَ سَيْناء على وزن صحراء فإِنها لا تنصرف ومن قرأَ سِيْناءَ فهو على وزن عِلْباء إِلا أَنه اسم للبقعة فلا ينصرف وليس في كلام العرب فِعْلاء بالكسر ممدود السِّينينيَّة شجرة حكاه أَبو حنيفة عن الأَخفش وجمعها سِينِين قال وزعم الأَخفش أَنَّ طُورَ سينين مضاف إِليه قال ولم يبلغني هذا عن أَحد غيره الجوهري هو طُور أُضيف إِلى سِينَا وهي شجر قال الأَخفش السِّينِينُ واحدتها سِينِينِيّة قال وقرىء طور سَينَاء سِينَاءَ بالفتح والكسر والفتح أَجود في النحو لأَنه بني على فَعْلاء والكسر رديء في النحو لأَنه في أَبنية العرب فِعْلاء ممدود بكسر الأَول غير مصروف إِلا أَن تجعله أَعجميّاً قال أَبو علي إِنما لم يصرف لأَنه جعل اسماً للبقعة التهذيب سِينِينُ اسم جبل بالشأْم

( شأن ) الشَّأْنُ الخَطْبُ والأَمْرُ والحال وجمعه شُؤونٌ وشِئانٌ عن ابن جني عن أَبي علي الفارسي وفي التنزيل العزيز كلَّ يوم هو في شأْن قال المفسرون من شأْنه أَن يُعِزَّ ذليلاً ويُذِلَّ عزيزاً ويُغْنيَ فقيراً ويُفْقر غنيّاً ولا يَشْغَلُه شَأْنٌ عن شأْنٍ سبحانه وتعالى وفي حديث المُلاعنة لكان لي ولها شأْنٌ أَي لولا ما حكم الله به من آيات الملاعَنة وأَنه أَسقط عنها الحَدَّ لأَقَمْتُه عليها حيث جاءَت بالولد شبيهاً بالذي رُمِيَتْ به وفي حديث الحَكَم ابن حَزْن والشَّأْنُ إذ ذاك دُونٌ أَي الحالُ ضعيفة لم ترتفع ولم يَحصل الغِنى وأَما قول جَوْذابةَ بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الجَرَّاح لأَبيه وشَرُّنا أَظْلَمُنا في الشُّونِ أَرَيْتَ إذ أَسْلَمْتني وشُوني فإِنما أَراد في الشُّؤون وإذ أَسلمتني وشُؤوني فحذف ومثله كثير وقد يجوز أَن يريد جمعه على فُعْلٍ كجَوْنٍ وجُونٍ إلا أَنه خفف أَو أَبدل للوزن والقافية وليس هذا عندهم بإِيطاء لاختلاف وجهي التعريف أَلا ترى أَن الأَول معرفة بالأَلف واللام والثاني معرفة بالإِضافة ؟ ولأَشْأَنَنَّ خَبَره أَي لأَخْبُرَنَّهُ وما شَأَنَ شَأْنَه أَي ما أَراد وما شَأَنَ شَأْنَه عن ابن الأَعرابي أَي ما شَعَر به واشْأَنْ شَأْنَك عنه أَيضاً أَي عليك به وحكى اللحياني أَتاني ذلك وما شَأَنْتُ شَأْنَه أَي ما عَلِمتُ به قال ويقال أَقبل فلانٌ وما يَشْأَنُ شَأْنَ فلان شَأْناً إذا عَمِلَ فيما يحب أَو فيما يكره وقال إِنه لَمِشْآنُ شأْنٍ أَن يُفْسِدَك أَي أَن يعمل في فسادك ويقال لأَشْأَنَنَّ شَأْنَهم أَي لأُفْسِدَنَّ أَمرَهم وقيل معناه لأَخْبُرَنَّ أَمرَهم التهذيب أَتاني فلان وما شَأَنْتُ شَأْنَه وما مَأَنْتُ مَأْنَه ولا انْتَبَلْتُ نَبْلَه أَي لم أَكترِثْ به ولا عَبَأْتُ به ويقال اشْأَنْ شَأْنَك أَي اعْمَلْ ما تُحْسِنه وشَأَنْتُ شَأْنَه قَصَدْتُ قَصْدَه والشَّأْنُ مَجْرى الدَّمْع إلى العين والجمع أَشْؤُن وشُؤون والشؤون نَمانِمُ في الجَبْهة شِبْهُ لِحام النُّحاس يكون بين القبائل وقيل هي مواصِل قبَائِل الرأْس إلى العين وقيل هي السَّلاسِلُ التي تَجْمَع بين القبائل الليث الشُّؤُونُ عُروق الدُّموع من الرأْس إلى العين قال والشُّؤُونُ نمانِمُ في الجُمْجُمة بين القبائل وقال أَحمد بن يحيى الشُّؤُون عُروق فوق القبائل فكلما أَسَنَّ الرجلُ قَوِيَتْ واشتدَّت وقال الأَصمعي الشُّؤون مَواصِل القبائل بين كل قبيلتين شَأْنٌ والدموع تخرج من الشُّؤُون وهي أَربع بعضها إلى بعض ابن الأَعرابي للنساءِ ثلاثُ قبَائل أَبو عمرو وغيره الشَّأْنانِ عِرْقان يَنحدِران من الرأْسِ إلى الحاجبين ثم إلى العينين قال عبيد بن الأَبرص عَيْناك دَمْعُها سَرُوبُ كأَنَّ شَأْنَيْهِما شَعِيبُ قال وحجة الأَصمعي قوله لا تُحْزِنيني بالفِراقِ فإِنَّني لا تسْتَهِلُّ من الفِراقِ شُؤوني الجوهري والشأْنُ واحدُ الشُّؤُون وهي مواصلُ قبائل الرأْس ومُلتَقاها ومنها تجيء الدموع ويقال اسْتَهَلَّتْ شُؤُونه والاسْتِهْلالُ قَطْرٌ له صوْت قال أَوسُ بن حجر لا تحزنيني بالفراق ( البيت ) قال أَبو حاتم الشُّؤُون الشُّعَب التي تجمع بين قبائل الرأْس وهي أَربعة أَشْؤُنٍ قال ابن بري وأَما قول الراعي وطُنْبُور أَجَشّ وريح ضِغْثٍ من الرَّيْحانِ يَتَّبِعُ الشُّؤُونا فمعناه أَنه تطير الرائحة حتى تبلغ إلى شُؤُون رأْسه وفي حديث الغسل حتى تَبْلُغ به شُؤُونَ رأْسِها هي عِظامُه وطرائقه ومَواصِلُ قَبائله وهي أَربعة بعضها فوق بعض وقيل الشُّؤُون عُروق في الجبل يَنْبُت فيها النَّبْع واحدها شَأْنٌ ويقال رأَيت نخيلاً نابتة في شَأْنٍ من شُؤُون الجبل وقيل إنها عُروق من التراب في شُقوق الجبال يُغْرَس فيها النخل وقال ابن سيده الشُّؤُون خُطوط في الجبل وقيل صُدوع قال قيسُ بن ذَريح وأَهْجُرُكُم هَجْرَ البَغِيض وحُبُّكم على كَبِدي منه شُؤُونٌ صَوادِعُ شبه شُقوق كبده بالشُّقوق التي تكون في الجبال وفي حديث أَيوب المعَلِّم لما انهَزَمْنا رَكِبْتُ شَأْناً من قَصَب فإِذا الحَسَنُ على شاطئ دِجْلَة فأَدْنَيْتُ الشَّأْنَ فحملتُه معي قيل الشَّأْن عرق في الجبل فيه تراب يُنْبِتُ والجمع شُؤونٌ قال ابن الأَثير قال أَبو موسى ولا أَرى هذا تفسيراً له وقول ساعدة بن جُؤَيَّة كأَنَّ شُؤُونَه لَبَّاتُ بُدْنٍ خِلافَ الوَبْلِ أَو سُبَدٌ غَسيلُ شبه تَحَدُّرَ الماء عن هذا الجبل بتَحَدُّرِه عن هذا الطائر أَو تَحَدُّرِ الدم عن لَبّات البُدْن وشُؤُون الخمر ما دبَّ منها في عُروق الجسد قال البَعيث بأَطْيَبَ من فيها ولا طَعْمَ قَرْقَفٍ عُقارٍ تَمَشَّى في العِظامِ شُؤونُها
( * قوله « تمشى في العظام » كذا بالأصل والتهذيب بالميم وفي التكملة تفشى بالفاء )

( شبن ) الشَّابِل والشَّابِنُ الغلام التَّارُّ الناعم وقد شَبَنَ وشَبَلَ

( شتن ) الشَّتْنُ النَّسْجُ والشَّاتِن والشَّتون الناسج يقال شَتَنَ الشّاتِن ثوبه أَي نسجه وهي هذلية وأَنشد نَسَجَتْ بها الزُّوَعُ الشَّتُونُ سَبائباً لم يَطْوِها كَفُّ البِيَنْطِ المَجْفَلِ قال الزُّوَعُ العنكبوت والمَجْفَل العظيم البطن والبِيَنْطُ الحائك وفسره ابن الأَعرابي كذلك وفي حديث حجة الوَدَاعِ ذكرُ شَتَانٍ وهو بفتح الشين وتخفيف التاء جبل عند مكة يقال بات به رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم دخل مكة شرفها الله تعالى

( شثن ) الشَّثْنُ من الرجال كالشَّثْل وهو الغليظ وقد شَثُِنَتْ كفُّه وقَدَمُه شَثَناً وشُثُونةً وهي شَثْنَة وفي صفته صلى الله عليه وسلم شَثْنُ الكفين والقدمين أَي أَنهما تميلان إلى الغِلَظِ والقِصَر وقيل هو الذي في أَنامله غلظ بلا قصر ويحمد ذلك في الرجال لأَنه أَشدُّ لقَبْضِهم ويذم في النساء ومنه حديث المغيرة شَثْنة الكف أَي غليظتها والشُّثُونة غِلَظُ الكف وجُسُوءُ المفاصل وأَسد شَثْنُ البراثِن خَشِنُها وهو منه وشَثُِنَ البعير شَثَناً رَعَى الشَّوْك من العِضاهِ فغَلُظت عليه مشافره قال خالد العِتْريفِيُّ الشُّثُونةُ لا تَعِيبُ الرجالَ بل هي أَشد لقَبْضِهم وأَصْبَرُ لهم على المِراسِ ولكنها تَعِيبُ النساء قال خالد وأَنا شَثْنٌ الفراء رجل مَكْبُونُ الأَصابع مثل الشَّثْنِ الليث الشَّثْنُ وشُثُونةً قال أَبو منصور وفيه لغة أُخرى شَنِثَ وقد تقدم ذكره الجوهري الشَّثَنُ بالتحريك مصدر شَثِنَتْ كفه بالكسر أَي خَشُنَتْ وغَلُظَتْ ورجل شَثْنُ الأَصابع بالتسكين وكذلك العِضْو وقال امرؤ القيس وتَعْطُو بِرَخْصٍ غير شَثْنٍ كأَنه أَسارِيعُ ظَبْيٍ أَو مَساوِيكُ إِسْحِلِ وشَثُِنَت مَشافر الإِبل من أَكل الشوك

( شجن ) الشَّجَنُ الهمّ والحُزْن والجمع أَشْجانٌ وشُجُونٌ شَجِنَ بالكسر شَجَناً وشُجُوناً فهو شاجِنٌ وشَجُنَ وتشَجَّنَ وشَجَنَه الأَمرُ يَشْجُنُه شَجْناً وشُجُوناً وأَشْجَنهُ أَحزنه وقوله يُوَدِّعُ بالأَمرَاسِ كلَّ عَمَلَّسٍ من المُطعِماتِ اللَّحْمَ غير الشَّواجِنِ إِنما يريد أَنهن لا يُحْزِنَّ مُرْسِليها وأَصحابَها لخَيْبَتِها من الصيد بل يَصِدْنَه ما شاء وشَجَنتِ الحمامة تشْجُنُ شُجُوناً ناحت وتَحَزَّنتْ والشَّجَنُ هَوَى النَّفْس والشَّجَنُ الحاجة والجمع أَشْجان والشَّجَنُ بالتحريك الحاجة أَينما كانت قال الراجز إني سأُبْدي لكَ فيما أُبْدي لي شَجَنانِ شَجَنٌ بنَجْدِ وشَجَنٌ لي ببِلادِ الهِنْدِ
( * قوله « ببلاد الهند » مثله في المحكم والذي في الصحاح ببلاد السند )
والجمع أَشْجانٌ وشُجُونٌ قال ذَكَرْتُكِ حيثُ اسْتَأْمَنَ الوَحشُ والتَقَتْ رِفاقٌ من الآفاقِ شَتَّى شُجُونُها ويروى لُحونُها أَي لغاتها وأَراد أَرضاً كانت له شَجَناً لا وَطَناً أَي حاجةً وهذا البيت استشهد الجوهري بعجزه وتممه ابن بري وذكر عجزه ذَكَرتُكِ حيثُ استأْمَن الوحشُ والْتَقَتْ رِفاقٌ به والنفسُ شَتَّى شُجُونُها قال ومن هذه القصيدة رَغا صاحبي عندَ البكاءِ كما رَغَتْ مُوَشَّمَةُ الأَطرافِ رَخْصٌ عَرينُها وأَنشد ابن بري أَيضاً حتى إذا قَضُّوا لُباناتِ الشَّجَنْ وكُلَّ حاجٍ لفُلانٍ أَو لِهَنْ قال فلان كناية عن المعرفة وهَنٌ كناية عن النكرة وشَجَنَتْه الحاجةُ تشْجُنه شَجْناً حَبَسَتْه وشَجَنَتْني تشْجُنُني وما شَجَنَكَ عنا أَي ما حَبَسك ورواه أَبو عبيد ما شَجَرَكَ وقالوا شاجِنَتي شُجُونٌ كقولهم عابِلَتي عُبُول وقد أَشْجَنني الأَمرُ فشَجُنْتُ أَشْجُنُ شُجُوناً الليث شَجُنْتُ شَجَناً أَي صار الشَّجَنُ فيَّ وأَما تشَجَّنْتُ فكأَنه بمعنى تذَكَّرْت وهو كقولك فَطُنْتُ فَطَناً وفَطِنْتُ للشيء فِطْنةً وفَطَناً وأَنشد هَيَّجْنَ أَشْجاناً لمن تشَجَّنا والشَّجَنُ والشِّجْنةُ والشُّجْنةُ والشَّجْنةُ الغُصْنُ المشتبك ابن الأَعرابي يقال شُجْنة وشِجْنٌ وشُجْنٌ للغُصن وشُجْنَة وشُجَنٌ وشِجْنةٌ وشِجَنٌ وشُجْناتٌ وشِجْناتٌ وشُجُناتٌ وشِجِناتٌ الجوهري والشِّجْنةُ والشَّجْنةُ عروق الشجر المشتبكة وبيني وبينه شِجْنَةُ رَحِمٍ وشُجْنةُ رَحِمٍ أَي قرابةٌ مُشتبكة والشَّجَنُ والشُّجْنة والشِّجْنة الشُّعْبة من الشيء والشِّجْنة الشُّعبة من العُنقود تُدْرِكُ كلها وقد أَشْجَنَ الكَرْمُ وتشَجَّنَ الشجر التف وفي المثل الحديث ذو شُجُون أَي فنون وأَغراض وقيل أَي يدخل بعضه في بعض أَي ذو شُعَب وامْتِساك بعضُه ببعض وقال أَبو عبيد يُراد أَن الحديث يتفرَّق بالإنسان شُعَبُه ووَجْهُه وقال أَبو طالب معناه ذو فنون وتشَبُّث بعضه ببعض قال أَبو عبيد يضرب هذا مثلاً للحديث يستذكر به غيره قال وكان المُفَضَّلُ الضَّبِّي يُحَدِّث عن ضَبَّة بن أُدٍّ بهذا المثل وقد ذكره غيره قال كان قد خرج لضبَّة ابن أُدٍّ ابنان سَعْدٌ وسَعِيد في طلب إِبل فرجع سعد ولم يرجع سعيد فبينا هو يُسايِرُ الحرثَ بن كعب إذ قال له في هذا الموضع قتلت فتى ووصف صفة ابنه وقال هذا سيفه فقال ضَبَّةُ أَرِني أَنْظُرْ إليه فلما أَخذه عرف أَنه سيف ابنه فقال الحديث ذُو شُجُونٍ ثم ضرب به الحرث فقتله وفيه يقول الفرزدق فلا تأْمَنَنَّ الحَرْبَ إنّ اسْتِعارَها كضَبَّةَ إذْ قال الحديثُ شُجُونُ ثم إن ضبة لامه الناس في قتل الحرث في الأَشهر الحرم فقال سَبَقَ السيفُ العَذَلَ ويقال إنَّ سَبَقَ السيفُ العَذَلَ لخُرَيْمٍ الهُذَليِّ والشُّجْنة والشِّجْنة الرَّحِمُ المشتبكة وفي الحديث الرَّحِمِ شِجْنة من الله مُعَلَّقة بالعرش تقول اللهم صِلْ من وَصَلَني واقْطع من قطعني أَي الرَّحِمُ مشتقة من الرَّحْمن تعالى قال أَبو عبيدة يعني قَرابةٌ من الله مشتبكة كاشتباك العروق شبهه بذلك مجازاً أَو اتساعاً وأَصل الشُّجْنة بالكسر والضم شُعْبة من غُصْن من غصون الشجرة والشَّجْنةُ لغة فيه عن ابن الأَعرابي وقيل الشُّجْنةُ الصِّهْرُ وناقة شَجَنٌ مُتَداخِلَة الخَلْق مشتبك بعضها ببعض كما تشتبك الشجرة وفي حديث سَطِيح الكاهنِ تجُوبُ بي الأَرضَ عَلَنْداةٌ شَجَنْ أَي ناقة مُتَداخِلَةُ الخَلْق كأَنها شجرة مُتَشَجِّنَة أَي متصلة الأَغصان بعضها ببعض ويروى شزن وسيجيء والشِّجْنة بكسر الشين الصَّدْعُ في الجبل عن اللحياني والشاجِنَةُ ضرب من الأَوْدية يُنْبت نباتاً حسناً وقيل الشَّواجِنُ والشُّجُون أَعالي الوادي واحدها شَجْن قال ابن سيده وإِنما قلت إن واحدها شَجْن لأَن أَبا عبيدة حكى ذلك وليس بالقياس لأَن فَعْلاً لا يكسَّر على فَواعل لا سيما وقد وجدنا الشاجِنة فأَنْ يكون الشَّواجِنُ جمع شاجِنَةٍ أَولى قال الطرماح كظَهرِ اللأَى لو تُبْتَغَى رِيَّةٌ به نَهاراً لعَيَّتْ في بُطُونِ الشَّواجِنِ وكذلك روى الأَزهري عن أَبي عمرو الشَّواجِنُ أَعالي الوادي واحدتها شاجِنَة وقال شِمرٌ جمع شَجْنٍ أَشْجان قال الأَزهري وفي ديار ضبَّة وادٍ يقال له الشَّواجِنُ في بطنه أَطْواء كثيرة منها لَصافِ واللِّهَابَةُ وثَبْرَةُ ومياهُها عذبة الجوهري الشَّجْنُ بالتسكين واحدُ شُجُون الأَودية وهي طُرُقُها والشاجِنة واحدة الشواجِنِ وهي أَودية كثيرة الشجر وقال مالك بن خالد الخُناعي لما رأَيتُ عَدِيَّ القوْمِ يَسْلُبُهُمْ طَلْحُ الشَّواجِنِ والطَّرْفاءُ والسَّلَمُ كَفَتُّ ثَوْبيَ لا أُلْوِي على أَحَدٍ إِني شَنِئْتُ الفَتى كالبَكْرِ يُخْتَطَمُ عَدِيٌّ جمع عاد كغَزِيٍّ جمع غازٍ وقوله يَسلبُهم طَلْحُ الشَّواجن أَي لما هربوا تعلقت ثيابُهم بالطَّلْح فتركوها وأَنشد ابن بري للطرماح في شاجنة للواحدة أَمِنْ دِمَنٍ بشاجِنَةِ الحَجُونِ عَفَتْ منها المنازِلُ مُنْذُ حِينِ وقول الحَذْلَمِيِّ فضارِبَ الضَّبْه وذي الشُّجُونِ يجوز أَن يعني به وادياً ذا الشُّجون وأَن يعني به موضعاً وشِجْنَة بالكسر اسم رجل وهو شِجْنة بن عُطارِد بن عَوْف بن كَعْب بن سَعْد بن زيد مناة بن تميم قال الشاعر كَرِبُ بنُ صَفْوانَ بنِ شِجْنةَ لم يَدَعْ من دَارِمٍ أَحَداً ولا من نَهْشَلِ

( شحن ) قال الله تعالى في الفُلك المَشْحُونِ أَي المملوء الشَّحْنُ مَلْؤُكَ السفينة وإِتْمامُك جِهازَها كله شَحَنَ السفينة يَشْحَنُها شَحْناً مَلأَها وشَحَنَها ما فيها كذلك والشِّحْنَةُ ما شَحَنها وشَحَنَ البلدَ بالخيل ملأَه وبالبلد شِحْنةٌ من الخيل أَي رابطة قال ابن بري وقول العامَّة في الشِّحْنةِ إنه الأَمير غلط وقال الأَزهري شِحْنةُ الكورَة مَنْ فيهم الكفاية لضبطها من أَولياء السلطان وقوله تأَطَّرْنَ بالميناءِ ثم تَرَكْنَه وقد لَجَّ من أَحْمالِهِنَّ شُحُونُ قال ابن سيده يجوز أَن يكون مصدر شَحَنَ وأَن يكون جمع شِحْنة نادراً ومَرْكَبٌ شاحِنٌ أَي مَشْحُون عن كراع كما قالوا سِرٌّ كاتِمٌ أَي مكتوم وشَحَنَ القومَ يَشْحَنُهم شَحْناً طردهم ومَرَّ يَشْحَنُهم أَي يَطْرُدهم ويَشُلُّهم ويَكسَؤُهم وقد شَحَنه إذا طرده الأَزهري سمعت أَعرابياً يقول لآخر اشْحَنْ عنك فلاناً أَي نَحِّه وأَبْعِدْه والشَّحْنُ العَدْوُ الشديد وشَحَنَتِ الكلابُ تَشْحَنُ وتَشْحُنُ شُحُوناً أَبْعَدتِ الطَّرَد ولم تَصِد شيئاً قال الطرماح يصف الصيد والكلاب يُوَدِّعُ بالأَمْراسِ كلَّ عَمَلَّسٍ من المُطْعِماتِ الصَّيْدَ غيرِ الشَّواحِنِ والشاحِنُ من الكلاب الذي يُبْعِدُ الطَّرِيدَ ولا يصيد الأَزهري الشِّحْنة ما يُقامُ للدوابّ من العَلَف الذي يكفيها يومها وليلتها هو شِحْنَتها والشَّحْناء الحقد والشَّحْناء العداوة وكذلك الشحِْنه بالكسر وقد شَحِنَ عليه شَحْنَاً وشاحَنَه وعَدُوٌّ مُشاحِنٌ وشاحَنَه مُشاحنةً من الشَّحْناء وآحَنَه مُؤَاحَنة من الإِحْنةِ وهو مُشاحِنٌ لك وفي الحديث يغفر الله لكل بَشَرٍ ما خلا مُشْرِكاً أَو مُشاحِناً المُشاحِنُ المُعادي والتَّشاحُنُ تفاعل من الشَّحْناء العداوة وقال الأَوزاعي أَراد بالمُشاحن ههنا صاحِبَ البِدْعة والمُفارِقَ لجماعة الأُمَّة وقيل المُشاحَنةُ ما دون القتال من السَّبِّ والتَّعايُر من الشَّحْناءِ مأْخوذ وهي العداوة ومن الأَول إلا رجلاً كان بينه وبين أَخيه شَحْناء أَي عداوة وأَشْحَنَ الصبيُّ وقيل الرجلُ إِشْحاناً وأَجْهَشَ إِجْهاشاً تَهيأَ للبكاء وقيل هو الاسْتِعْبارُ عند استقبال البكاء قال الهذلي وقد هَمَّتْ بإِشْحانِ الأَزهري ابن الأَعرابي سيوف مُشْحَنة في أَغمادِها وأَنشد إذ عارَتِ النَّبْلُ والتَفَّ اللُّفُوفُ وإِذْ سَلُّوا السُّيُوفَ عُراةً بعدَ إِشْحانِ وهذا البيت أَورده ابن بري في أَماليه متمماً لما أَورده الجوهري في قوله وقد هَمَّتْ بإِشْحانِ مستشهداً به على أَجْهَشَ الصَّبيُّ إذا تهيأَ للبكاء فقال الهُذَلي هو أَبو قِلابَة والبيت بكماله إذ عارَتِ النَّبْلُ والتَفَّ اللُّفوفُ وإِذْ سلُّوا السيوف وقد هَمَّت بإشْحانِ وقد أَورده الأَزهري إذا عارَتِ النَّبلُ والتَّفَّ اللُّفوفُ وإذْ سَلُّوا السيوف عراة بعد إِشحانِ قال ابن سيده والشِّيحان والشَّيْحان الطويل وقد يكون فَعْلاناً فيكون من غير هذا الباب وسيُذْكر

( شخن ) شَخَّنَ تهيأَ للبكاء وقد يخفف

( شدن ) شَدَنَ الصبيُّ والخِشْفُ وجميعُ ولدِ الظِّلْفِ والخُفِّ والحافِر يَشْدُنُ شُدُوناً قَوِيَ وَصَلَحَ جسمه وتَرَعْرَعَ ومَلَكَ أُمَّه فمشى معها ويقال للمُهْر أَيضاً قد شَدَن فإِذا أَفردت الشادِنَ فهو ولد الظبية أَبو عبيد الشادِنُ من أَولاد الظباء الذي قد قوي وطلع قرناه واستغنى عن أُمه قال عليّ بن أَحمد العُرَيْتي يا ما أُحَيْسِنَ غِزْلاناً شَدَنَّ لنا ويقال إن علي بن حمزة هذا حَضَرِيّ لا بدَوِيّ لأَنه مدح علي بن عيسى وأَشْدَنَتِ الظبيةُ وظَبية مُشْدِنٌ إذا شَدَنَ ولَدُها وظبية مُشْدِن ذات شادِنٍ يتبعها وكذلك غيرها من الظَّلْف والخف والحافر والجمع مَشادِنُ على القياس ومَشادِين على غير قياس مثل مطافل ومَطافيل ابن الأَعرابي امرأَة مَشْدُونة وهي العاتِقُ من الجَوارِي وشَدَنٌ موضع باليمن والإِبل الشَّدَنية منسوبة إليه قال العجاج والشَّدَنِيّات يُساقِطْنَ النُّعَرْ وقيل شَدَنٌ فَحْل باليمن عن ابن الأَعرابي قال وإليه تنسب هذه الإِبل والشَّدْنُ بسكون الدال شجر له سِيقانٌ خَوَّارةٌ غِلاظ ونَوْرٌ شبيه بنَوْر اليَاسَمِينِ في الخلقة إِلا أَنه أَحمر مُشْرَب وهو أَطيب من اليَاسَمين قال ابن بري وهو طيب الريح وأَنشد كأَنَّ فاها بعدَما تُعانِقُ الشَّدْنُ والشِّرْيانُ والشَّبارِقُ

( شرن ) ابن الأَعرابي الشَّرْنُ الشَّقُّ في الصخرة أَبو عمرو في الصخرة شَرْمٌ وشَرْنٌ وثَتٌّ وفَتٌّ وشِيقٌ وشِرْيانٌ وقد شَرِمَ وشَرِنَ إذا انْشَقَّ وذكر ابن بري في هذه الترجمة الشِّرْيانَ وهو شجر صُلْب تتخذ منه القِسِيُّ واحدته شِرْيانة وهو كجِرْيالٍ مُلْحَق بسِرْداحٍ قال وقَوْسُك شِرْيانةٌ ونَبْلُك جَمْرُ الغَضى قال والشُّورَانُ العُصْفُر قال والصحيح عندي أَنَّ شِرْيان فِعْلانٌ لأَنه أَكثر من فِعْيال قال ولهذا ذكره الجوهري في شري ورأَيت هنا حاشية قال لم يذكر الجوهري الشِّرْيانَ هذا للشجر أَصلاً في كتابه وإِنما ذكر في فصل شري الشِّرْيان واحد الشَّرايين وهي العُروق النابضة وتَشْرِينُ اسم شهر من شهور الخريف وهو أَعجمي وهو إلى وزن تفعيل أَقرب منه إلى وزن غيره من الأَمثلة قال ولم يذكره صاحب الكتاب

( شرحن ) شَراحيلُ وشَراحينُ اسم رجل وقد ذكر في ترجمة شرحل في باب اللام

( شزن ) الشَّزَنُ بالتحريك والشُّزُونة الغِلَظُ من الأَرض قال الأَعشى تَيمَّمْتُ قَيْساً وكم دونه من الأَرض من مَهْمَهٍ ذي شَزَنْ
( * قوله « تيممت قيساً إلخ » الصاغاني الرواية تيمم قيساً إلخ على الفعل المضارع أَي تتيمم ناقتي أي تقصد وقبله
فأفنيتها وتعاللتها ... على صحيح كرداء الردن )
وفي حديث الذي اختطفته الجنُّ كنت إذا هبطت شَزَناً أَجده بين
ثَنْدُوَتَيَّ الشَّزَن بالتحريك الغليظ من الأَرض والجمع شُزُنٌ وشُزونٌ وقد شَزُنَ شُزُونة ورجل شَزَِن في خُلُقه عَسَرٌ وتَشَزَّنَ في الأَمر تَصَعَّبَ وفي حديث لُقْمانَ ابن عادٍ ووَلاَّهم شَزَنَه يروى بفتح الشين والزاي وبضمهما وبضم الشين وسكون الزاي وهي لغات في الشِّدَّة والغِلْظة وقيل هو الجانب أَي يُوَلِّي أَعداءَه شِدَّته وبأْسه أَو جانبه أَي إذا دَهَمَهم أَمر وَلاَّهم جانبه فحَاطَهم بنفسه يقال وَلَّيته ظهري إذا جعله وراءه وأَخذَ يَذُبُّ عنه وشَزِنَت الإِبل شَزَناً عَيِيَتْ من الحفا والشَّزَنُ شدة الإِعياء من الحفا وقد شَزِنت الإِبل وروى أَبو سفيان حديث لقمان بن عاد شُزُنَه قال وسأَلت الأَصمعي عنه فقال الشُّزُنُ عُرْضُه وجانبه وهو لغة وأَنشد لابن أَحمر أَلا لَيْتَ المَنازِلَ قد بَلِينا فلا يَرْمِينَ عن شُزُنٍ حَزِيناً يريد أَنهم حين دَهَمَهم الأَمر أَقبل عليهم وولاَّهم جانبه قال الأَزهري وهذا الذي قاله الأَصمعي حسن وقال الهُذَليّ كلانا ولو طالَ أَيَّامُه سَيَنْدُرُ عن شَزَنٍ مُدْحِضِ قال الشَّزَنُ الحَرْف يعني به الموت وأَن كل أَحد سَتَزْلَقُ قدمه بالموت وإن طال عمره وقال ابن مُقْبِل إن تُؤْنِسَا نارَ حَيّ قد فُجِعْتُ بهم أَمْسَتْ على شَزَنٍ من دارِهم دَارِي والشُّزُنُ الكَعْبُ الذي يلعب به قال الشاعر كأَنه شُزُنٌ بالدَّوِّ مَحْكوكُ وقال الأَجْدَعُ بن مالك بن مَسْروق وكأَنَّ صِرْعَيْها كِعابُ مُقامِرٍ ضُرِبَتْ على شُزُنٍ فهنّ شَواعِي والشَّزَنُ والشُّزُنُ ناحية الشيء وجانبه والشُّزُن الحرف والجانب والناحية مثال الطُّنُب ويقال عن شُزُنٍ أَي عن بُعْدٍ واعتراض وتَحَرُّف وفي حديث الخُدْرِيّ أَنه أَتى جَنازة فلما رآه القوم تَشَزَّنُوا له ليُوَسِّعُوا له قال شمر أَي تَحَرَّفُوا يقال تَشَزَّنَ الرجلُ للرَّمْي إذا تَحَرَّفَ واعْتَرض ورماه عن شُزُنٍ أَي تَحَرَّف له وهو أَشد للرمي وفي حديث سَطيح تَجُوبُ بي الأَرضَ عَلَنْداةٌ شَزَنْ أَي تمشي من نشاطها على جانب وشَزِنَ فلانٌ إذا نَشِطَ والشَّزَنُ النَّشاط وقيل الشَّزَن المُعْيَى من الحَفا والتَّشَزُّن في الصِّراع أَن يَضَعه على وَركه فيَصْرَعه وهو التَّوَرُّك ويقال ما أُبالي على أَيّ قُطْرَيْهِ وعلى أَيّ شُزْنَيْه وقع بمعنى واحد أَي جانِبيه وتَشَزَّنَ الرجلُ صاحبَه تَشَزُّناً وتَشْزِيناً على غير قياس صرعه ونظيره وتَبَتَّل إليه تَبْتِيلاً وتَشَزَّنَ الشاةَ أَضجعها ليذبحها وتَشَزَّن للرَّمْي وللأَمر وغيره إذا اسْتَعَدَّ له وفي حديث عثمان رضي الله عنه حين سُئلَ حُضُورَ مجلس للمذاكرة أَنه قال حتى أَتَشَزَّنَ وتَشَزَّن له أَي انتصب له في الخصومة وغيرها وفي الحديث أَنه قرأَ سورة ص فلما بلغ السجدة تَشَزَّنَ الناسُ للسجود فقال عليه الصلاة والسلام إنما هي توبة نبيّ ولكني رأَيتكم تَشَزَّنْتُم فنزل وسجد وسجدوا التَّشَزُّنُ التأَهُّب والتَّهَيُّؤ للشيء والاستعداد له مأْخوذ من عُرْض الشيء وجانبه كأَنَّ المُتَشَزِّنَ يَدَعُ الطمأْنينة في جلوسه ويقعُدُ مستوفزاً على جانب وفي حديث عائشة رضي الله عنها أَن عمر دخل على النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فقَطَّبَ وتَشَزَّنَ له أَي تأَهب وفي حديث عثمان قال لسَعْد وعَمّار ميعادُكم يومُ كذا حتى أَتَشَزَّنَ أَي أَسْتَعِدَّ للجواب وفي حديث ابن زياد نِعْمَ الشيء الإِمارةُ لولا قَعْقَعةُ البُرُدِ والتَّشَزُّنُ للخُطَب وفي حديث ظَبْيان فترامَتْ مَذْحِجُ بأَسِنَّتِها وتَشَرَّنَتْ بأَعِنَّتها

( شصن ) أَهمله الليث أَبو عمرو الشَّواصِينُ البَراني الواحدة شاصُونة قال الأَزهري البَراني تكون القواريرَ وتكون الدِّيَكة قال ولا أَدري أَراد بها

( شطن ) الشَّطَنُ الحَبْل وقيل الحبل الطويل الشديدُ الفَتْل يُسْتَقى به وتُشَدُّ به الخَيْل والجمع أَشْطان قال عنترة يَدْعُونَ عَنْتَر والرِّماحُ كأَنها أَشْطانُ بئرٍ في لَبانِ الأَدْهَمِ ووصف أَعرابي فرساً لا يَحْفى فقال كأَنه شَيْطانٌ في أَشْطان وشَطَنْتُه أَشْطُنه إذا شَدَدْته بالشَّطَن وفي حديث البراء وعنده فَرَسٌ مَرْبوطة بشَطَنَين الشَّطَنُ الحبل وقيل هو الطويل منه وإِنما شَدَّه بشَطَنَيْن لقوّته وشدّته وفي حديث عليّ عليه السلام وذكر الحياة فقال إن الله جعل الموتَ خالِجاً لأَشْطانها هي جمع شَطَن والخالِجُ المُسْرِع في الأَخذ فاستعار الأَشْطانَ للحياة لامتدادها وطولها والشَّطَنُ الحبل الذي يُشْطَن به الدلو والمُشاطِنُ الذي يَنزِعُ الدلو من البئر بحبلين قال ذو الرمة ونَشْوانَ من طُولِ النُّعاسِ كأَنه بحَبْلينِ في مَشْطونةٍ يَتَطَوَّحُ وقال الطرماح أَخُو قَنَصٍ يَهْفُو كأَنَّ سَراتَهُ ورِجلَيه سَلْمٌ بين حَبَلي مُشاطن ويقال للفرس العزيز النَّفْس إنه ليَنْزُو بين شَطَنَين يضرب مثلاً للإنسان الأَشِر القويّ وذلك أَن الفرسَ إذا استعصى على صاحبه شَدَّه بحبَلين من جانبين يقال فرس مَشْطون والشَّطون من الآبار التي تُنْزَع بحَبْلين من جانبيها وهي متسعة الأَعلى ضيقة الأَسفل فإِن نزَعَها بحبل واحد جَرَّها على الطَّيِّ فتخرَّقت وبئر شَطُونٌ مُلتَوية عَوْجاء وحربٌ شَطُونٌ عَسِرةٌ شديدة قال الراعي لنا جُبَبٌ وأَرْماحٌ طِوالٌ بِهنَّ نُمارِسُ الحَرْبَ الشَّطونا وبئر شَطون بعيدة القعر في جِرابها عِوَجٌ ورمح شَطونٌ طويل أَعوج وشَطَنَ عنه بَعُدَ وأَشْطَنَه أَبعده وفي الحديث كل هَوًى شاطنٌ في النار الشاطِنُ البعيد عن الحق وفي الكلام مضاف محذوف تقديره كل ذي هَوًى وقد روي كذلك وشَطَنَتِ الدارُ تَشْطُنُ شُطوناً بَعُدَت ونية شَطونٌ بعيدة وغزْوة شَطونٌ كذلك والشَّطِينُ البعيد قال ابن سيده كذلك وقع في بعض نسخ المُصَنَّف والمعروف الشَّطِير بالراء وهو مذكور في موضعه ونَوًى شَطون بعيدة شاقة قال النابغة نَأَتْ بِسُعاد عنك نَوًى شَطونُ فبانَتْ والفُؤَادُ بها رَهينُ وإِلْيَة شطونٌ إذا كانت مائلة في شِقّ والشَّطْنُ مصدر شَطَنَه يَشْطُنُه شَطْناً خالفه عن وجْهه ونيته والشيطانُ حَيَّةٌ له عُرْفٌ والشاطِنُ الخبيث والشَّيْطانُ فَيْعال من شَطَنَ إذا بَعُدَ فيمن جعل النون أَصلاً وقولهم الشياطين دليل على ذلك والشيطان معروف وكل عات متمرد من الجن والإِنس والدواب شيطان قال جرير أَيامَ يَدْعُونَني الشيطانَ من غَزَلٍ وهُنَّ يَهْوَيْنَني إذ كنتُ شَيْطاناً وتَشَيْطَنَ الرجل وشَيْطَن إذا صار كالشَّيْطان وفَعَل فِعْله قال رؤبة شافٍ لبَغْيِ الكَلِبِ المُشَيْطِن وقيل الشيطان فَعْلان من شاطَ يَشيط إذا هلك واحترق مثل هَيْمان وغَيمان من هامَ وغامَ قال الأَزهري الأَول أَكثر قال والدليل على أَنه من شَطَنَ قول أُمية بن أَبي الصلت يذكر سليمان النبي صلى الله عليه وسلم أَيُّما شاطِنٍ عصاه عَكاه أَراد أَيما شيطان وفي التنزيل العزيز وما تَنزَّلتْ به الشياطينُ وقرأَ الحسنُ وما تنزَّلت به الشَّياطون قال ثعلب هو غلط منه وقال في ترجمة جنن والمَجانينُ جمع لمَجْنون وأَما مَجانون فشاذ كما شذ شَياطون في شياطين وقرئ واتَّبَعُوا ما تَتْلو الشياطين وتشَيْطَنَ الرجل فَعَل فِعْل الشياطين وقوله تعالى طَلْعُها كأَنه رؤوس الشياطين قال الزجاج وجهه أَن الشيء إذا اسْتُقْبح شُبِّه بالشياطين فيقال كأَنه وجه شيطان وكأَنه رأْس شيطان والشيطان لا يُرى ولكنه يُسْتَشْعَر أَنه أَقبَح ما يكون من الأَشياء ولو رُؤِيَ لَرُؤِيَ في أَقبح صورة ومثله قول امرئِ القيس أَيَقْتُلُني والمَشْرَفِيُّ مُضاجِعي ومَسْنونةٌ زُرْقٌ كأَنيابِ أَغوالِ ؟ ولم تُرَ الغُولُ ولا أَنيابها ولكنهم بالغوا في تمثيل ما يستقبح من المذكر بالشيطان وفيما يُسْتَقْبَح من المؤنث بالتشبيه له بالغول وقيل كأَنه رؤوس الشياطين كأَنه رؤوس حَيَّات فإِن العرب تسمي بعض الحيات شيطاناً وقيل هو حية له عُرْفٌ قبيح المَنْظَر وأَنشد لرجل يذم امرأَة له عَنْجَرِدٌ تَحْلِفُ حين أَحْلِفُ كمِثْلِ شَيْطانِ الحَماطِ أَعْرَفُ وقال الشاعر يصف ناقته تُلاعِبُ مَثْنَى حَضْرَميٍّ كأَنه تَعَمُّجُ شَيْطانٍ بذي خِرْوَعٍ قَفْرِ وقيل رُؤُوس الشياطين نبت معروف قبيح يسمى رؤوس الشياطين شبه به طَلْع هذه الشجرة والله أَعلم وفي حديث قَتْلِ الحَيّاتِ حَرِّجُوا عليه فإِن امتنع وإِلاّ فاقتلوه فإِنه شيطان أَراد أَحد شياطين الجن قال وقد تسمى الحية الدقيقة الخفيفة شيطاناً وجانّاً على التشبيه وفي الحديث إنَّ الشمس تَطْلُع بين قَرْنَيْ شَيْطان قال الحَرْبيُّ هذا مَثَلٌ يقول حينئذٍ يَتَحَرَّك الشيطان ويتَسلَّط فيكون كالمُعِين لها قال وكذلك قوله إن الشيطان يَجْري من ابن آدم مَجْرَى الدم إنما هو مَثَلٌ أَي يتسلط عليه فيوسوس له لا أَنه يدخل في جوفه والشيطان نونه أَصلية قال أُمية
( * قوله « قال أمية » هو ابن أبي الصلت قال الصاغاني والرواية والاكبال والأغلال في بيت بعده بسبعة عشر بيتاً في قوله واتقي الله وهو في الأغلال )
يصف سليمان بن داود عليهما السلام أَيُّمَا شاطِنٍ عَصاهُ عَكَاهُ ثم يُلْقَى في السِّجْنِ والأَغْلالِ قال ابن بري ومثله قول الآخر أَكُلَّ يومٍ لك شاطِنَانِ على إِزاءِ البِئْرِ مِلْهَزَانِ ؟ ويقال أَيضاً إنها زائدة فإِن جعلته فَيْعالاً من قولهم تَشَيْطن الرجل صرفته وإن جعلته من شَيَطَ لم تصرفه لأَنه فَعْلان وفي النهاية إن جعلت نون الشيطان أَصلية كان من الشَّطْنِ البُعْدِ أَي بَعُدَ عن الخير أَو من الحبل الطويل كأَنه طال في الشرّ وإن جعلتها زائدة كان من شاطَ يَشِيطُ إذا هَلَك أَو من اسْتَشاط غَضَباً إذا احْتَدَّ في غضبه والْتَهَبَ قال والأَول أَصح وقال الخَطَّابي قوله بين قَرْنَيِ الشيطان من أَلفاظ الشرع التي أَكثرها ينفرد هو بمعانيها ويجب علينا التصديق بها والوقوف عند الإقرار بأَحكامها والعمل بها وفي الحديث الراكبُ شيطانٌ والراكبان شيطانان والثلاثةُ رَكْبٌ يعني أَن الانفرادَ والذهابَ في الأَرض على سبيل الوَحْدَة من فعل الشيطان أَو شيءٌ يحمله عليه الشيطان وكذلك الراكبان وهو حَثٌّ على اجتماع الرُّفْقَة في السفر وروي عن عمر رضي الله عنه أَنه قال في رجل سافر وحده أَرأَيتم إن مات من أَسأَل عنه ؟ والشَّيْطانُ من سِمَاتِ الإِبل وَسْمٌ يكون في أَعلى الورك منتصباً على الفخذ إلى العُرْقُوب مُلْتوياً عن ابن حبيب من تذكرة أَبي علي أَبو زيد من الشمَات الفِرْتاجُ والصَّلِيبُ والشّجَارُ والمُشَيْطَنة ابن بري وشَيْطان بن الحَكَم بن جاهِمَة الغَنَويّ قال طُفَيْلٌ وقد مَنَّتِ الخَذْواءُ مَنّاً عليهمُ وشَيْطانُ إذْ يَدْعُوهُم ويُثَوِّبُ والخَذْواء فرسه قال ابن بري وجاهِمُ قبيلة وخَثْعَمُ أَخْوالُها وشيطانٌ في البيت مصروف قال وهذا يدل على أَن شيطان فَعْلانٌ ونونه زائدة

( شعن ) اشْعَنَّ الشعر انْتَفَشَ واشْعانَّ اشْعِيناناً تَفَرَّق وكذلك مَشْعُونٌ قال ولا شَوَعٌ بخَدَّيْها ولا مُشْعَنَّة قَهْدا والعرب تقول رأَيت فلاناً مُشْعانَّ الرأْس إذا رأَيته شَعِثاً مُنْتَفِشَ الرأْس مُغْبَرّاً أَشْعَث وفي الحديث فجاء رجل مُشْعانٌّ بغنم يسوقها هو المُنْتَفِش الشعر الثائر الرأْس يقال شَعَر مُشْعانّ ورجل مُشْعانٌّ ومُشْعانُّ الرأْس والميم زائدة وأَشْعَنَ الرجلُ إذا ناصَى عدوَّه فاشْعانَّ شعرُه والشَّعَنُ ما تناثر من ورق العُشْب بعد هَيْجِه ويُبْسِه وروى عبد الله بن بُرَيْدَة أَن رجلاً جاء شَعِثاً مُشْعانَّ الرأْس فقال له ما لي أَراك شَعِياً ؟ فقال إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الإِرْفاهِ قال الراوي قلت لابن بريدة ما الإِرْفاهُ ؟ فقال التَّرَجُّل كل يوم

( شغن ) الشُّغْنة الحال وهي التي يسميها الناسُ الكارَةَ وشُغْنَةُ القَصّار كارَتُه وما يجمعه من الثياب والشُّغْنَة الغُصْنُ الرَّطْبُ وجمعها شُغَنٌ

( شغزن ) رباعي الأَزهري أَبو سعيد يقال شَغْزَبَ الرجلَ وشَغْزَنه بمعنى واحد وهو إذا أَخذه العُقَّيْلى

( شفن ) شَفَنَه يَشْفِنه بالكسر شَفْناً وشُفُوناً وشَفِنَه يَشْفَنه شَفْناً كلاهما نظر إليه بمُؤْخِرِ عينيه بِغْضَةً أَو تعجباً وقيل نظره نظراً فيه اعتراض الكسائي شَفَِنْتُ إلى الشيء وشَنِفْت إذا نظرت إليه قال الأَخطل وإذا شَفَنَّ إلى الطريقِ رأَيْنَه لَهِقاً كشاكِلَةِ الحصانِ الأَبْلَقِ وفي حديث مُجالد بن مسعود أَنه نظر إلى الأَسوَدِ ابن سُرَيْعٍ يَقُصُّ في ناحيةِ المسجد فشَفَنَ الناسُ إليهم قال أَبو عبيد قال أَبو زيد الشَّفْنُ أَن يرفع الإِنسان طرفه ناظراً إلى الشيءِ كالمتعجب منه أَو كالكاره له أَو المُبْغِضِ ومثله شنِفَ وفي رواية أَبي عبيد عن مُجالِدٍ رأَيتكم صنعتم شيئاً فشَفَنَ الناسُ إليكم فإِياكم وما أَنكر المسلمون أَبو سعيد الشَّفْنُ النَّظَرُ بمُؤْخِرِ العين وهو شافِنٌ وشَفُون وأَنشد الجوهري للقَطَاميّ يُسارِقْنَ الكلامَ إليَّ لَمّا حَسِسْنَ حِذَارَ مُرتَقِبٍ شَفُونِ قال وهو الغَيُور ابن السكيت شَفِنْت إليه وشَنِفْت بمعنى وهو نظر في اعتراض وقال رؤبة يَقْتُلْنَ بالأَطرافِ والجُفُونِ كُلَّ فَتًى مُرْتَقِبٍ شَفُونِ ونَظَرٌ شَفُونٌ ورجل شَفُون وشُفَنٌ وقال جَنْدَل بن المُثَنَّى الحارثي ذي خُنْزُواناتٍ ولَمَّاحٍ شُفَنْ ورواه بعضهم ولَمَّاحٍ شُفا قال ابن سيده ولا أَدري ما هذا والشَّفُونُ الغَيُور الذي لا يَفْتُر طرفه عن النظر من شِدَّة الغَيْرة والحَذَرِ والشَّفْنُ والشَّفِنُ الكَيِّسُ العاقل والشَّفْنُ البُغْض والشَّفَّانُ القُرُّ والمَطر قال الشاعر ولَيْلَةٍ شَفَّانُها عَرِيُّ تُحَجَّرُ الكلبَ له صَئِيُّ وقال آخر في كِناسٍ ظاهرٍ يَسْتُره من عَلُ الشَّفَّان هُدَّابُ الفَنَنْ والشَّفْنُ رَقُوبُ الميراث
( * قوله « رقوب الميراث » عبارة غيره رقيب الميراث ) أَبو عمرو الشَّفْنُ الانتظار ومنه حديث الحسن تَموتُ وتَتْرُكُ مالك للشَّافِنِ أَي للذي ينتظر موتك استعار النظر للانتظار كما استعمل فيه النظر ويجوز أَن يريد به العَدُوّ لأَن الشُّفُون نظر المُبْغِضِ

( شفتن ) ابن الأَعرابي أَرَّ فلانٌ إذا شَفْتَنَ وآرَ إذا شَفْتَنَ قال أَبو منصور كأَن معنى شَفْتَنَ إذا ناكح وجامع مثل أَرَّوآرَ قال ابن بري الشَّفْتَنة يُكْنى بها عن النكاح قال ابن خالويه سأَل الأَحْدَبُ المؤدِّبُ أَبا عمر الزاهد عن الشَّفْتَنة فقال هي عَفْجُك الصبيانَ في الكُتَّاب

( شقن ) الأَزهري في ترجمة زله أَنشد وقد زَلِهَتْ نَفْسي من الجَهدِ والذي أُطالِبُه شَقْنٌ ولكنه نَذْلُ قال الشَّقْنُ القليل الوَتْحُ من كل شيء وشيء شَقْنٌ وشَقِنٌ وشَقِين قليل الكسائي قليل شَقْنٌ ووَتِْحٌ وبَيّنُ الشُّقُونة والوُتُوحةِ وقد قَلَّتْ عطيتُه وشَقُنَتْ بالضم شُقُونة وأَشْقَنْتُها وشَقَنْتها أَنا شَقْناً وأَشْقَنَ الرجلُ قَلَّ ماله وقليل شَقْنٌ إِتباعٌ له مثل وَتْحٍ وَعْرٍ وهي الشُّقُونة قال ابن بري قال علي بن حمزة لا وجه للإِتباع في شَقْن لأَن له معنى معروفاً في حال انفراده قال الراجز قد دَلِهَتْ نَفْسِي من الشَّقْنِ

( شكن ) انْشَكَنَ تَعامَسَ وتجاهل قال الأَصمعي ولا أَحسبه عربيّاً

( شنن ) الشَّنُّ والشَّنَّةُ الخَلَقُ من كل آنية صُنِعَتْ من جلد وجمعها شِنَانٌ وحكى اللحياني قِرْبةٌ أَشْنانٌ كأَنهم جعلوا كل جزء منها شَنَّاً ثم جمعوا على هذا قال ولم أَسمع أَشْناناً في جمع شنٍّ إلاّ هُنا وتَشَنَّنَ السّقَاءُ واشْتَنَّ واسْتَشَنَّ أَخلَق والشَّنُّ القربة الخَلَق والشَّنَّةُ أَيضاً وكأَنها صغيرة والجمع الشِّنانُ وفي المثل لا يُقَعْقَعُ لي بالشِّنان قال النابغة كأَنك من جمالِ بَني أُقَيْش يُقَعْقَعُ خَلْفَ رِجْلَيه بشَنِّ وتَشَنَّنَتِ القربةُ وتَشَانَّتْ أَخْلَقَتْ وفي الحديث أَنه أَمر بالماء فقُرِّسَ في الشِّنَانِ قال أَبو عبيد يعني الأَسْقِية والقِرَبَ الخُلْقانَ ويقال للسقاء شَنٌّ وللقربة شَنٌّ وإنما ذكر الشِّنَانَ دون الجُدُدِ لأَنها أَشَدُّ تبريداً للماء من الجُدُدِ وفي حديث قيام الليل فقام إلى شَنٍّ معلقة أَي قربة وفي حديث آخر هل عندكم ماءٌ بات في شَنَّةٍ ؟ وفي حديث ابن مسعود أَنه ذكر القرآن فقال لا يَتْفَهُ ولا يَتَشَانُّ معناه أَنه لا يَخْلَقُ على كثرة القراءة والتَّرْداد وقد اسْتَشَنَّ السقاءُ وشَنَّنَ إذا صارَ خَلَقاً
( * قوله « وشنن إذا صار خلقاً » كذا بالأصل والتهذيب والتكملة وفي القاموس وتشنن ) وفي حديث عمر بن عبد العزيز إذا اسْتَشَنّ ما بينك وبين الله فابْلُلْه بالإِحسان إلى عباده أَي إذا أَخْلَقَ ويقال شَنَّ الجَمَلُ من العَطش يَشِنُّ إذا يَبِس وشَنَّتِ القربةُ تَشِنُّ إذا يَبِسَت وحكى ابن بري عن ابن خالويه قال يقال رَفَع فلانٌ الشَّنَّ إذا اعتمد على راحته عند القيام وعَجَنَ وخبَزَ إذا كرََره والتَّشَنُّن التَّشَنُّجُ واليُبْسُ في جلد الإنسان عند الهَرَم وأَنشد لرُؤْبة وانْعاجَ عُودِي كالشَّظِيفِ الأَخْشَنِ بَعْدَ اقْوِرارِ الجِلْدِ والتَّشَنُّنِ وهذا الرجز أَنشده الجوهري عن اقْوِرارِ الجِلْدِ قال ابن بري وصوابه بعد اقورار كما أَوردناه عن غيره قال ابن بري ومنه قول أَبي حَيَّةَ النُّمَيْرِيّ هُرِيقَ شَبابي واسْتَشَنَّ أَدِيمي وتشَانَّ الجلد يَبِسَ وتَشَنَّجَ وليس بخَلَقٍ ومَرَةٌ شَنَّةٌ خلا من سِنِّها عن ابن الأَعرابي أَرادَ ذَهَبَ من عمرها كثير فبَلِيَتْ وقيل هي العجوز المُسِنَّة البالية وقوس شَنَّة قديمة عنه أَيضاً وأَنشد فلا صَرِيخَ اليَوْمَ إِلا هُنَّهْ مَعابِلٌ خُوصٌ وقَوْسٌ شَنَّهْ والشَّنُّ الضعف وأَصله من ذلك وتَشَنَّنَ جلد الإِنسان تَغَضَّنَ عند الهَرَم والشَّنُونُ المهزول من الدواب وقيل الذي ليس بمهزول ولا سمين وقيل السمين وخص به الجوهري الإِبل وذئب شَنُونٌ جائع قال الطِّرِمَّاح يَظَلُّ غُرابُها ضَرِماً شَذَاه شَجٍ بخُصُومةِ الذئبِ الشَّنُونِ وفي الصحاح الجائع لأَنه لا يوصف بالسِّمَن والهُزال قال ابن بري وشاهد الشَّنُونِ من الإِبل قول زهير منها الشَّنُونُ ومنها الزاهِقُ الزَّهِمُ ورأَيت هنا حاشية إن زهيراً وصف بهذا البيت خيلاً لا إِبلاً وقال أَبو خَيْرَة إنما قيل له شَنُون لأَنه قد ذهب بعضُ سِمَنِه فقد اسْتَشَنَّ كما تَسْتَشِنُّ القربة ويقال للرجل والبعير إذا هُزِلَ قد اسْتَشَنَّ اللحياني مَهْزُول ثم مُنْقٍ إذا سَمِنَ قليلاً ثم شَنُون ثم سَمِين ثم ساحٌّ ثم مُتَرَطِّم إذا انتهى سِمَناً والشَّنِينُ والتَّشْنِينُ والتَّشْنانُ قَطَرانُ الماء من الشَّنَّةِ شيئاً بعد شيء وأَنشد يا مَنْ لدَمْعٍ دائِم الشَّنِين وقال الشاعر في التَّشْنَانِ عَيْنَيَّ جُوداً بالدُّموعِ التوائِم سِجاماً كتَشْنانِ الشِّنانِ الهَزائم وشَنَّ الماءَ على شرابه يَشُنُّه شَنّاً صَبَّه صَبّاً وفرّقه وقيل هو صَبٌّ شبيه بالنَّضْحِ وسَنَّ الماءَ على وجهه أَي صبه عليه صبّاً سهلاً وفي الحديث إذا حُمَّ أَحدُكم فَلْيَشُنَّ عليه الماءَ فَلْيَرُشَّه عليه رَشّاً متفرّقاً الشَّنُّ الصَّبُّ المُتَقَطِّع والسَّنُّ الصَّبُّ المتصل ومنه حديث عمر كان يَسُنُّ الماءَ على وجهه ولا يَشُنُّه أَي يُجْرِيه عليه ولا يُفَرِّقه وفي حديث بول الأََعرابي في المسجد فدعا بدلو من ماء فشَنَّه عليه أَي صبها ويروى بالسين وفي حديث رُقَيْقَةَ فلْيَشُنُّوا الماءَ ولْيَمَسُّوا الطيبَ وعَلَقٌ شَنِينٌ مصبوب قال عبد مناف بن رِبْعِيٍّ الهذلي وإنَّ بعُقْدَةِ الأَنصابِ منكم غُلاماً خَرَّ في عَلَقٍ شَنِينِ وشَنَّتِ العينُ دَمْعَها كذلك والشَّنِينُ اللبن يُصَبُّ عليه الماء حَليباً كان أَو حَقِيناً وشَنَّ عليه دِرْعَه يَشُنُّها شَنّاً صبها ولا يقال سَنِّا وشَنَّ عليهم الغارةَ يَشُنُّها شَنّاً وأَشَنَّ صَبَّها وبَثَّها وفَرَّقها من كل وجه قالت ليلى الأَخْيَلِيَّة شَنَنّا عليهم كُلَّ جَرْداءَ شَطْبَةٍ لَجُوجٍ تُبارِي كلَّ أَجْرَدَ شَرْحَبِ وفي الحديث أَنه أَمره أَن يَشُنَّ الغارَةَ على بني المُلَوِّحِ أَي يُفَرِّقَها عليهم من جميع جهاتهم وفي حديث علي اتَّخَذْتُموه وراءَكم ظِهْرِيّاً حتى شُنَّت عليكم الغاراتُ وفي الجبين الشَّانَّانِ وهما عرقان ينحدران من الرأْس إلى الحاجبين ثم إلى العينين وروى الأَزهري بسنده عن أَبي عمرو قال هما الشَّأْنَانِ بالهمز وهما عرقان واحتج بقوله كأَنَّ شَأْنَيْهِما شَعِيبُ والشَّانَّةُ من المسايل كالرَّحَبَةِ وقيل هي مَدْفَعُ الوادي الصغير أَبو عمرو الشَّوَانُّ من مَسايل الجبال التي تَصُبُّ في الأَوْدِيةِ من المكان الغليظ واحدتها شانَّة والشُّنانُ الماء البارد قال أَبو ذؤيب بماءٍ شُنانٍ زَعْزَعَتْ مَتْنَه الصَّبَا وجادَتْ عليه ديمةٌ بَعْدَ وابِلِ ويروى وماء شُنانٌ وهذا البيت استشهد به الجوهري على قوله ماء شُنانٌ بالضم متفرِّق والماء الذي يقطر من قربة أَو شجرة شُنَانة أَيضاً ولبن شَنينٌ مَحْضٌ صُبَّ عليه ماء بارد عن ابن الأَعرابي أَبو عمرو شَنَّ بسَلْحِه إذا رمى به رقيقاً والحُبَارَى تَشُنُّ بذَرْقِها وأَنشد لمُدْرِك بن حِصْن الأَسَدِيِّ فشَنَّ بالسَّلْح فلما شَنّا بَلَّ الذُّنابَى عَبَساً مُبِنّاْ وشَنٌّ قبيلة وفي المثل وافَقَ شَنٌّ طَبَقَه وفي الصحاح وشَنٌّ حيٌّ من عَبْد القَيْس ومنهم الأَعْوَرُ الشَّنِّيُّ قال ابن السكيت هو شَنُّ بنُ أَفْصى بن عبد القَيْس بن أَفْصى بن دُعْمِيّ بن جَدِيلَةَ بن أَسَدِ بن رَبيعة بن نِزارٍ وطَبَقٌ حيٌّ من إِياد وكانت شَنٌّ لا يُقامُ لها فواقَعَتْها طَبَقٌ فانْتَصَفَتْ منها فقيل وافَقَ شَنٌّ طَبَقَه وافَقَه فاعْتَنَقَه قال لَقِيَتْ شَنٌّ إِياداً بالقَنَا طَبَقاً وافَقَ شَنٌّ طَبَقهْ وقيل شَنٌّ قبيلة كانت تُكْثِرُ الغارات فوافقهم طَبَقٌ من الناسِ فأَبارُوهم وأَبادُوهم وروي عن الأَصمعي كان لهم وعاء من أَدَم فتَشَنَّن عليهم فجعلوا له طَبَقاً فوافقه فقيل وافق شَنٌّ طبقه وشَنٌّ اسم رجل وفي المثل يَحْملُ شَنٌّ ويُفَدَّى لُكَيْزٌ والشِّنْشِنَة الطبيعة والخَلِيقَة والسَّجِيَّة وفي المثل شِنْشِنَةٌ أَعْرِفُها من أَخْزَم التهذيب وروي عن عمر رضي الله عنه أَنه قال لابن عباس في شيء شاوَرَه فيه فأَعجبه كلامه فقال نِشْنِشَة أَعْرِفُها من أَخْشَن قال أَبو عبيد هكذا حَدَّثَ به سُفْيان وأَما أَهل العربية فيقولون غيره قال الأَصمعي إنما هو شِنْشِنَة أَعْرِفُها من أَخْزم قال وهذا بيت رجز تمثل به لأَبي أَخْزَمَ الطائي وهو إنَّ بَنِيَّ زَمَّلُوني بالدَّمِ شِنْشِنَةٌ أَعْرِفُها من أَخْزَمِ مَنْ يَلْقَ آسادَ الرِّجالِ يُكْلَمِ قال ابن بري كان أَخْزَمُ عاقّاً لأَبيه فمات وترك بَنِينَ عَقُّوا جَدَّهم وضربوه وأَدْمَوْه فقال ذلك قال أَبو عبيدة شِنْشِنة ونِشْنِشَة والنِّشْنِشَة قد تكون كالمُضْغَة أَو كالقطْعة تقطع من اللحم وقال غير واحد الشِّنْشِنةُ الطبيعة والسَّجِيَّةُ فأَراد عمر إني أَعرف فيك مَشَابِهَ من أَبيك في رأْيِه وعَقْله وحَزْمه وذَكائه ويقال إنه لم يكن لِقُرَشِيٍّ مثلُ رأْي العباس والشِّنْشِنة القطعة من اللحم الجوهري والشَّنَان بالفتح لغة في الشَّنَآنِ قال الأَحْوَصُ وما العَيْشُ إلا ما تَلَذُّ وتَشْتَهي وإنْ لامَ فيه ذُو الشَّنانِ وفَنَّدا التهذيب في ترجمة فقع الشَّنْشَنَةُ والنَّشْنَشة حركة القِرْطاسِ والثواب الجديد

( شهن ) الشاهِينُ من سباع الطير ليس بعربي محض

( شون ) التهذيب ابن الأَعرابي التَّوَشُّن قلة الماء والتَّشَوُّن خفة العقل قال والشَّوْنة المرأَة الحمقاء
( * قوله « والشونة المرأة الحمقاء » وأَيضاً مخزن الغلة والمركب المعد للجهاد في الحرب كما في القاموس )
وقال ابن بُزُرْج قال الكلابي كان فينا رجل يَشُون الرؤوس يريد يَفْرِجُ شُؤُونَ الرأْس ويُخْرِجُ منها دابة تكون على الدماغ فترك الهمز وأَخرجه على حد يقول كقوله قُلْتُ لِرجْلَيَّ اعْمَلا ودُوبَا فأَخرجها من دَأَبْتُ إلى دُبْتُ كذلك أَراد الآخر شُنْتُ

( شين ) : الشَّيْنُ : معروف خلاف الزَّيْن وقد شانَهُ يَشِينُه شَيْناً . قال أبو منصور : والعرب تقول وجه فلان زَيْنٌ أي حسن ذو زَيْنٍ ووجه فلان شَيْنٌ أي قبيح ذو شَيْنٍ . الفراء : العَيْنُ و الشَّيْنُ والشَّنَارُ العَيْبُ و المَشَاين المَعايب والمَقابح وقول لبيد : نَشِينُ صِحاحَ البِيدِ كلَّ عَشِيَّةٍ بعُوجِ السَّراءِ عند بابٍ مُحَجَّبِ يريد أنهم يتفاخرون ويخطُّون بِقسِيِّهم على الأَرض فكأَنهم شانوها بتلك الخطوط . وفي حديث أنس يصف شَعْرَ النبي : ما شانه اللَّهُ ببَيْضاء الشَّيْنُ : العيبُ قال ابن الأَثير : جعل الشيب ههنا عيباً وليس بعيب فإِنه قد جاء في الحديث : أنه وَقار وأنه نور قال : ووجه الجمع بينهما أنه لَمَّا رأى أبا قُحافَة رأْسه كالثَّغَامة أمرهم بتغييره وكرهه ولذلك قال غَيِّرُوا الشيب فلما علم أنس ذلك من عادته قال : ما شانه الله ببيضاء بناء على هذا القول وحملاً له على هذا الرأي ولم يسمع الحديث الآخر قال : ولعل أحدهما ناسخ للآخر . و الشِّين : حرف هجاء من حروف المعجم وهو حرف مهموس يكون أصلاً لا غير . و شَيَّنَ شِيناً : عَمِلَها عن ثعلب . التهذيب : وقد شَيَّنْتُ شِيناً حَسَنة

( صبن ) صَبَنَ الرجلُ خَبَأَ شيئاً كالدِّرْهم وغيره في كفه ولا يُفْطَنُ به وصَبَنَ الساقي الكأْسَ ممن هو أَحق بها صَرَفَها وأَنشد لعمرو بن كلثوم صَبَنْتِ الكأْسَ عَنَّا أُمَّ عمروٍ وكانَ الكأْسُ مَجْراها اليَمِينا الأَصمعي صَبَنْتَ عنا الهدية بالصاد تَصْبِنُ صَبْناً وكذلك كل معروف بمعنى كَفَفْتَ وقيل هو إذا صرفته إلى غيره وكذلك كَبَنْتَ وحَصَنْتَ قال الأَصمعي تأْويلُ هذا الحرْف صرفُ الهدية أَو المعروف عن جيرانك ومعارفك إلى غيرهم وصَبَنَ القِدْحَيْنِ يَصْبِنهما صَبْناً سَوَّاهما في كفه ثم ضرب بهما وإِذا سَوَّى المُقامرُ الكَعبين في الكف ثم ضرب بهما فقد صَبَنَ يقال أَجِلْ ولا تَصْبِنْ ابن الأَعرابي الصَّبْناء كَفُّ المُقامِر إذا أَمالها ليَغْدُرَ بصاحبه يقول له شيخ البير
( * قوله « يقول له شيخ البير » كذا بالأصل والتهذيب )
وهو رئيس المُقامِرين لا تَصْبِنْ لا تَصْبِنْ فإنه طَرَفٌ من الضَّغْو قال الأَزهري لا أَدري هو الصَّغْو أَو الضَّغْو قال وقيل إن الضَّغْو معروف عند المُقامرين بالضاد يقال ضَغا إذا لم يَعْدِلْ والصابون الذي تغسل به الثياب معروف قال ابن دريد ليس من كلام العرب

( صتن ) التهذيب الأُمَوِيّ يقال للبخيل الصُّوْتَنُ قال الأَزهري لا أَعرفه لغيره وهو بكسر التاء أَشبه على فُعَلِلٍ قال ولا أَعرف حرفاً على فُعَلَلٍ والأُمَوِيّ صاحب نوادر

( صحن ) الصَّحْنُ ساحةُ وَسْطِ الدار وساحةُ وَسْطِ الفَلاةِ ونحوهما من مُتُون الأَرض وسَعَةِ بُطونِها والجمع صُحُون لا يكسر على غير ذلك قال ومَهْمَهٍ أَغْبَرَ ذي صُحُونٍ والصَّحْنُ المستوي من الأَرض والصَّحْنُ صَحْنُ الوادي وهو سَنَدُه وفيه شيء من إِشْرافٍ عن الأَرض يُشْرِفُ الأَوَّلَ فالأَوَّل كأَنه مُسْنَدٌ إِسْناداً وصَحْنُ الجَبَل وصَحْنُ الأَكمة مثله وصُحُونُ الأَرض دُفُوفها وهو مُنْجَرِدٌ يَسِيلُ وإِن لم يكن مُنْجَرِداً فليس بصَحْنٍ وإن كان فيه شجر فليس بصَحْنٍ حتى يَسْتَويَ قال والأَرض المُستَوية أَيضاً مثل عَرْصَة المَِرْبَد صَحْنٌ وقال الفراء الصَْحْنُ والصَّرْحَة ساحة الدار وأَوسَعُها والصَّحْنُ شِبْهُ العُسِّ العظيم إِلا أَن فيه عِرَضاً وقُرْبَ قَعْرٍ يقال صَحَنْتُه إذا أَعطيته شيئاً فيه والصَّحْنُ العطية يقال صَحَنَه ديناراً أَي أَعطاه وقيل الصَّحْنُ القدَحُ لا بالكبير ولا بالصغير قال عمرو ابن كلثوم أَلا هُبِّي بِصَحْنِكِ فاصْبَحِينا ولا تُبْقِنَّ خَمْر الأَنْدَرِينَا ويروى ولا تُبْقي خُمورَ والجمع أَصْحُنٌ وصِحَان عن ابن الأَعرابي وأَنشد من العِلابِ ومن الصِّحَانِ ابن الأَعرابي أوَّل الأَقداحِ الغُمْرُ وهو الذي لا يُرْوِي الواحدَ ثم القَعْب يُرْوِي الرجلَ ثم العُسُّ يُرْوِي الرَّفْدَ ثم الصَّحْنُ ثم التِّبْنُ والصَّحْنُ باطِنُ الحافر وصَحْنُ الأُذُن داخلها وقيل مَحارَتُها وصَحْنا أُذُني الفرس مُتَّسَعُ مُسْتَقَرِّ داخلهما والجمع أَصْحان والمِصْحَنَة إِناء نحو القَصْعة وتَصَحَّنَ السائلُ الناسَ سأَلهم في قصعة وغيرها قال أَبو زيد خرج فلان يَتَصَحَّنُ الناسَ أَي يسأَلهم ولم يقل في قصعة ولا في غيرها وقال أَبو عمرو الصَّحْنُ الضرب يقال صَحَنَه عشرين سَوْطاً أَي ضربه وصَحَنْتُه صَحَناتٍ أَي ضربته الأَصمعي الصَّحْنُ الرَّمْحُ يقال صَحَنَه برجله إذا رمَحَه بها وأَنشد قوله يصف عَيراً وأَتانه قَوْداءُ لا تَضْغَنُ أَو ضَغُونٌ مُلِحَّةٌ لِنَحْرِه صَحُونُ يقول كلما دنا الحمار منها صَحَنْته أَي رَمَحَتْه وناقة صَحُون أَي رَمُوح وصَحَنْته الفرسُ صَحْناً رَكَضَتُه برجلها وفرس صَحُون رامحة وأَتانٌ صَحُون فيها بياض وحمرة والصَّحْنُ طُسَيْتٌ وهما صَحْنانِ يُضْرَبُ أَحدهما على الآخر قال الراجز سامرَني أَصْواتُ صَنْجٍ مُلْمِيَهْ وصَوْتُ صَحْنَي قَيْنَةٍ مُغَنِّيَهْ وصَحَنَ بين القومِ صَحْناً أَصلح والصَّحْنَة بسكون الحاء خرزة تُؤَخِّذُ بها النساءُ الرجال اللحياني والصِّحْناءُ بالكسر إدام يُتَّخذُ من السمك يُمَدُّ ويقصر والصِّحْناةُ أَخص منه وقال ابن سيده الصِّحْنا والصِّحْناةُ الصِّيرُ الأَزهري الصِّحْناةُ بوزن فِعْلاة إذا ذهبت عنها الهاء دخلها التنوين وتجمع على الصَّحْنَا بطرح الهاء وحكي عن أَبي زيد الصِّحْناة فارسية وتسميها العربُ الصِّيرَ قال وسأَل رجل الحسن عن الصحناة فقال وهل يأْكل المسلمون الصِّحْناةَ ؟ قال ولم يعرفها الحسن لأَنها فارسية ولو سأَله عن الصِّيرِ لأَجابه وأَورد ابن الأَثير هذا الفصل وقال فيه الصِّحْناةُ هي التي يقال لها الصِّيرُ قال وكلا اللفظين غير عربي

( صخن ) ماء صُخْنٌ لغة في سُخْن مضارعة

( صخدن ) الصَّيْخَدُونُ الصُّلْبة

( صدن ) الصَّيْدَن الثعلب وقيل من أَسماء الثعالب وأَنشد الأَعشى يصف جملاً وزَوْراً تَرَى في مِرْفَقَيْه تَجانُفاً نَبيلاً كدُوكِ الصَّيْدَنانيِّ تامِكا أَي عظيم السنام قال ابن السكيت أَراد بالصَّيدَنانِيّ الثعلب وقال كثير في مثله يصف ناقة كأَنَّ خَليفَيْ زَوْرِها ورَحَاهما بُنَى مَكَوَيْنِ ثُلِّمَا بعد صَيْدَنِ
( * قال الصاغاني المكوان الحجران وخليفاها أبطالها ) فالصَّيْدَنُ والصَّيْدَنانيّ واحد وأَورد الجوهري هذا البيت بيت كثير شاهداً على الصَّيْدَن دويبة تعمل لنفسها بيتاً في الأَرض وتُعَمّيه قال ابن بري الصَّيْدَنُ هنا عند الجمهور الثعلب كما أَوردناه عن العلماء وقال ابن خالويه لم يجيء الصَّيْدَنُ إِلا في شعر كثير يعني في هذا البيت قال الأَصمعي وليس بشيء قال ابن خالويه والصّعيْدَنُ أَيضاً نوع من الذُّباب يُطَنْطِنُ فوق العُشْب وقال ابن حبيب والصَّيْدَنُ البناء المُحْكَم قال ومنه سُمِّي المَلِك صَيْدناً لإِحكامه أَمره قال ابن بري والصَّيْدَنُ العطار وأَنشد بيت الأَعشى كدُوِك الصَّيْدنانيّ دَامِكا وقال عَبْدُ بني الحَسْحاس في صفة ثور يُنَحِّي تُراباً عن مَبِيتٍ ومَكِْنِسٍ رُكاماً كبيتِ الصَّيْدنانيِّ دانيا والدُّوكُ والمِدْوَكُ حَجَرٌ يُدَقُّ به الطيب وفي المحكم والصَّيْدَنُ البناء المحكم والثوب المحكم والصَّيْدَن الكِسَاء الصَّفيق ليس بذلك العظيم ولكنه وثيق العَمَل والصَّيْدَنُ والصَّيْدنانِيُّ والصَّيْدَلانِيُّ المَلِكُ سمي بذلك لإحكام أَمره قال رُؤبة إني إذا اسْتَغْلَقَ بابُ الصَّيْدَنِ لم أَنْسَهُ إذ قُلْتَ يوماً وصِّني وقال حُمَيْد بن ثور يصف صائداً وبيته ظَلِيل كبيتِ الصَّيْدَنانِيِّ قُضْبُهُ من النَّبْعِ والضَّالِ السَّليمِ المُثَقَّفِ والصَّيْدَناني دابة تعمل لنفسها بيتاً في جوف الأَرض وتُعَمِّيه أَي تغطيه ويقال له الصَّيْدَنُ أَيضاً ابن الأَعرابي يقال لدابة كثيرة الأَرجل لا تُعَدُّ أَرْجُلُها من كثرتها وهي قِصار وطِوالٌ صَيْدَنانيّ وبه شُبِّه الصَّيْدَنانِيّ لكثرة ما عنده من الأَدوية وقال ابن خالويه الصَّيْدَنُ دُوَيْبَّة تَجْمَعُ عِيدَاناً من النبات فشبه به الصَّيْدَنانيّ لجمعه العقاقير والصَّيْدانُ قطع الفضة إذا ضُرِبَ من حَجر الفضة واحدته صَيْدَانة والصَّيْدانَة أَرض غليظة صُلْبة ذات حجر دقيق والصَّيْدانُ بِرامُ الحجارة قال أَبو ذؤيب وسُود من الصَّيْدانِ فيها مَذانِبٌ نُضَارٌ إذا لم يَسْتفدْها نُعارُها والصَّيْدَانُ الحَصَى الصغار وحكى ابن بري عن ابن درستويه قال الصَّيْدَنُ والصَّيْدَلُ حجارة الفضة شبه بها حجارة العقاقير فنسب إليها الصَّيْدنانيّ والصَّيْدلانيُّ وهو العطار والصَّيْدَانَةُ من النساء السيئة الخُلُق الكثيرة الكلام والصَّيدانة الغُول وأَنشد صَيْدَانَةٌ تُوقِدُ نارَ الجِنِّ قال الأَزهري الصَّيْدانُ إن جعلته فَعْلاناً
( * قوله « إن جعلته فعلاناً إلخ » عبارة الأَزهري إن جعلته فيعالاً فالنون أصلية وإن جعلته إلخ ) فالنون زائدة كنُون السكران والسكرانة

( صعن ) الصَّعْوَنُّ بكسر الصاد وتشديد النون الدَّقِيقُ العُنق الصغير الرأَس من أَيّ شيء كان وقد غلب على النّعام والأُنثى صِعْوَنَّة وأَصْعَنَ الرجلُ إذا صَغُر رأْسُه ونَقَصَ عقله والاصْعِنانُ الدِّقَّة واللَّطافة وأُذُنٌ مُصَعَّنَة لطيفة دَقيقة قال عَدي بن زيد له عُنُقٌ مثلُ جِذْعِ السَّحُوق وأُذْنٌ مُصَعَّنَةٌ كالقَلَمْ وفي التهذيب والأُذْنُ مُصْعَنَّةٌ كالقَلَمْ

( صفن ) الصَّفْنُ والصَّفَنُ والصَّفْنَة والصَّفَنَةُ وِعاء الخُصْية وفي الصحاح الصَّفَنُ بالتحريك جلدة بيضة الإنسان والجمع أَصْفانٌ وصَفَنَه يَصْفِنُه صَفْناً شق صَفَنَه والصُّفْنُ كالسُّفْرة بين العَيْبةِ والقِرْبة يكون فيها المتاع وقيل الصُّفْنُ من أَدَم كالسُّفْرة لأَهل البادية يجعلون فيها زادهم وربما اسْتَقَوْا به الماءَ كالدَّلْوِ ومنه قول أَبي دُواد هَرَقْتُ في حَوْضِه صُفْناً ليَشْرَبَه في دائِرٍ خَلَقِ الأَعْضادِ أَهْدامِ ويقال الصُّفْنُ هنا الماء وفي حديث عمر رضي الله عنه لئن بقيتُ لأُسَوِّيَنَّ بين الناسِ حتى يأْتِيَ الراعِيَ حقُّه في صُفْنِه لم يَعْرَقْ فيه جَبينُه أَبو عمرو الصُّفْنُ بالضم خريطة يكون للراعي فيها طعامه وزِنادُه وما يحتاج إليه قال ساعدة بن جُؤَيَّة معه سِقاءٌ لا يُفَرِّطُ حَمْلَهُ صُفْنٌ وأَخْراصٌ يَلُحْنَ ومِسْأَبُ وقيل هي السُّفْرة التي تجمع بالخيط وتضم صادها وتفتح وقال الفراء هو شيء مثل الدلو أَو الرَّكْوَة يتوضأُ فيه وأَنشد لأَبي صخر الهذلي يصف ماءً ورَدَه فَخَضْخَضْتُ صُفْنِيَ في جَمِّهِ خِياضَ المُدابِرِ قِدْحاً عَطُوفا قال أَبو عبيد ويمكن أَن يكون كما قال أَبو عمرو والفراء جميعاً أَن يُسْتَعْمَلَ الصُّفْنُ في هذا وفي هذا قال وسمعت من يقول الصَّفْنُ بفتح الصاد والصَّفْنة أَيضاً بالتأْنيث ابن الأَعرابي الصَّفْنَةُ بفتح الصاد هي السُّفْرة التي تُجْمَع بالخيط ومنه يقال صَفَنَ ثيابَه في سَرْجه إذا جمعها وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم عَوَّذَ عليّاً حين رَكبَ وصَفَنَ ثيابَه في سَرْجه أَي جمعها فيه أَبو عبيد الصَّفْنَةُ كالعَيْبَة يكون فيها متاع الرجل وأَداتُه فإِذا طرحت الهاء ضممت الصاد وقلت صُفْنٌ والصُّفْنُ بضم الصاد الرَّكْوَةُ وفي حديث عليّ عليه السلام الْحَقْنِي بالصُّفْنِ أَي بالرَّكْوَة والصَّفَنُ جلد الأُنثيين بفتح الفاء والصاد ومنه قول جرير يَتْرُكْنَ أَصْفانَ الخُصَى جَلاجِلا والصَّفْنَةُ دلو صغيرة لها حَلقة واحدة فإِذا عظمت فاسمها الصُّفْنُ والجمع أَصْفُنٌ قال غَمَرْتُها أَصْفُناً من آجِنٍ سُدُمٍ كأَنَّ ما ماصَ منه في الفَمِ الصَّبِرُ عَدَّى غَمَرت إلى مفعولين لأَنها بمعنى سَقَيْتُ والصَّافِنُ عِرْق ينغمس في الذِّراع في عَصَبِ الوَظِيفِ والصَّافِنانِ عرقان في الرجلين وقيل شُعْبَتان في الفخذين والصَّافِنُ عِرْق في باطن الصلب طُولاً متصل به نِياطُ القلب ويسمى الأَكْحل غيره ويسمى الأَكحلُ من البعير الصافنُ وقيل الأَكحلُ من الدواب الأَبْجَلُ وقال أَبو الهيثم الأَكْحَل والأَبْجَلُ والصافِنُ هي العروق التي تُفصد وهي في الرِّجْلِ صافِنٌ وفي اليد أَكْحَلُ الجوهري الصَّافِنُ عرق الساق ابن شميل الصَّافِنُ عرق ضخم في باطن الساق حتى يَدْخُلَ الفخذَ فذلك الصافنُ وصَفَنَ الطائرُ الحشيشَ والوَرَقَ يَصْفِنُه صَفْناً وصَفَّنَه نَضَّدَه لِفراخه والصَّفَنُ ما نَضَّدَه من ذلك الليث كل دابة وخَلْق شِبْه زُنْبُورٍ يُنَضِّدُ حولَ مَدْخَله ورَقاً أَو حشيشاً أَو نحو ذلك ثم يُبَيِّتُ في وسطه بيتاً لنفسه أَو لِفراخه فذلك الصَّفَنُ وفعله التَّصْفِينُ وصَفَنَتِ الدابةُ تَصْفِنُ صُفُوناً قامت على ثلاثٍ وثَنَتْ سُنْبُكَ يدِها الرابعَ أَبو زيد صَفَنَ الفرسُ إذا قام على طرف الرابعة وفي التنزيل العزيز إذ عُرِضَ عليه بالعَشِيِّ الصافِناتُ الجِيادُ وصَفَنَ يَصْفِنُ صُفُوناً صَفَّ قدميه وخيل صُفُونٌ كقاعد وقُعُود وأَنشد ابن الأَعرابي في صفة فرس أَلِفَ الصُّفُونَ فلا يَزالُ كأَنه مما يَقُومُ على الثلاثِ كسيرا قوله مما يقوم لم يرد من قيامه وإنما أَراد من الجنس الذي يقوم على الثلاث وجعل كسيراً حالاً من ذلك النوع الزَّمِنِ لا من الفرس المذكور في أَول البيت قال الشيخ جعل ما اسماً منكوراً أَبو عمرو صَفَنَ الرجلُ برجله وبَيْقَرَ بيده إذا قام على طرف حافره ومنه حديث البَرَاءِ بن عازِبٍ كنا إذا صَلَّيْنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفَع رأْسَه من الركوع قمنا خَلْفَه صُفُوناً وإِذا سجد تَبِعْناه أَي واقفين قد صَفَنَّا أَقدامنا قال أَبو عبيد قوله صُفُوناً يُفَسَّرُ الصافنُ تفسيرين فبعض الناس يقول كل صافٍّ قدميه قائماً فهو صافِنٌ والقول الثاني أَن الصَّافِنَ من الخيل الذي قد قَلَب أَحدَ حوافره وقام على ثلاث قوائم وفي الصحاح الصَّافِنُ من الخيل القائم على ثلاث قوائم وقد أَقام الرابعة على طرف الحافر وقد قيل الصافِنُ القائم على الإطلاق قال الكميت نُعَلّمُهم بها ما عَلَّمَتْنا أُبُوَّتُنا جوارِيَ أَو صُفُونا وفي الحديث من سَرَّه أَن يقوم له الناسُ صُفُوناً أَي واقفين والصُّفُون المصدر أَيضاً ومنه الحديث فلما دَنا القومُ صافَنَّاهُم أَي واقَفْناهم وقُمْنا حِذاءَهم وفي الحديث نهى عن صلاةِ الصَّافِنِ أَي الذي يجمع بين قدميه وقيل هو أَن يَثْنِيَ قدمه إلى ورائه كما يفعل الفرسُ إذا ثَنى حافره وفي حديث مالك ابن دينار رأَيتُ عِكْرِمَةَ يُصَلِّي وقد صَفَنَ بين قدميه وكان ابن عباس وابن مسعود يقرآن فاذكروا اسمَ الله عليها صَوافِنَ بالنون فأَما ابن عباس ففسرها مَعْقُولةً إِحْدى يَدَيْها على ثلاث قوائم والبعير إذا نحر فعل به ذلك وأَما ابن مسعود فقال يعني قِياماً وقال الفراء رأَيت العرب تجعل الصَّافِنَ القائمَ على ثلاث وعلى غير ثلاث قال وأَشعارهم تدل على أَن الصُّفُونَ القيامُ خاصة وأَنشد وقامَ المَها يُقْفِلْنَ كُلَّ مُكَبَّلٍ كما رُصَّ أَيْقا مُذْهَبِ اللَّوْنِ صافِنِ المَها البقر يعني النساء والمُكَبَّلُ أَراد الهودج يُقْفِلْنَ يَسْدُدْنَ كما رُصَّ كما قُيِّد وأُلْزِق والأَيْقُ الرُّسْغُ مُذْهَبِ اللون أَراد فرساً يعلوه صُفْرَة صافِن قائم على ثلاث قوائم قال وأَما الصَّائِنُ فهو القائم على طرف حافره من الحَفا والعرب تقول لجمع الصافِنِ صَوافِن وصافِنَات وصُفُونٌ وتَصَافَنَ القومُ الماءَ إذا كانوا في سفر فقلَّ عندهم فاقتسموه على الحَصاةِ أَبو عمرو تَصَافَنَ القومُ تَصَافُناً وذلك إذا كانوا في سفر ولا ماء معهم ولا شيء يقتسمونه على حَصاةٍ يُلْقونها في الإِناء يُصَبُّ فيه من الماء بقدر ما يَغْمُر الحصاة فيعطاه كل رجل منهم وقال الفرزدق فلما تَصَافَنَّا الإدَاوةَ أَجْهَشَتْ إليَّ غُضُونُ العَنْبَرِيِّ الجُراضِمِ الجوهري تَصَافَنَ القومُ الماء اقتسموه بالحِصَص وذلك إِنما يكون بالمَقْلَةِ تَسْقي الرجلَ قدر ما يَغْمُرها فإِن كانت من ذهب أَو فضة فهي البَلَدُ وصُفَيْنة قرية كثيرة النخل غَنَّاءُ في سَوادِ الحَرَّةِ قالت الخَنْساء طَرَقَ النَّعِيُّ على صُفَيْنَةَ غُدْوَةً ونَعَى المُعَمَّمَ من بَني عَمْرِو أَبو عمرو الصَّفْنُ والصَّفْنة الشَّقْشِقَة وصِفِّينُ موضع كانت به وقعة بين علي عليه السلام ومعاوية رضي الله عنه قال ابن بري وحقه أَن يذكر في باب الفاء في ترجمة صفف لأَن نونه زائدة بدليل قولهم صِفُّون فيمن أَعربه بالحروف وفي حديث أَبي وائل شَهِدْتُ صِفِّينَ وبِئْسَتِ الصِّفُّونَ وفيها وفي أَمثالها لغتان إِحداهما إِجراء الإعراب على ما قبل النون وتركها مفتوحة كجمع السلامة كما قال أَبو وائل والثانية أَن تجعل النون حرف الإِعراب وتقرّ الياء بحالها فنقول هذه صِفِّينُ ورأَيت صِفِّينَ ومررت بصفِّينَ وكذلك تقول في قِنَّسْرِينَ وفِلَسْطِينَ ويَبْرِينَ

( صنن ) المُصِنُّ الشامخ بأَنفه تكبراً أَو غضباً قال قد أَخَذَتْني نَعْسَةٌ أُرْدُنُّ ومَوْهَبٌ مُبْزٍ بها مُصِنُّ ابن السكيت المُصِنُّ الرافع رأْسه تكبراً وأَنشد لمُدْرِكِ بن حِصْنٍ يا كَرَوَاناً صُكَّ فاكْبَأَنَّا فَشَنَّ بالسَّلْحِ فلما شَنّا بلَّ الذُّنابي عَبَساً مُبِنَّا أَإِبِلِي تأْكلُها مُصِنَّا خافِضَ سِنٍّ ومُشِيلاً سِنَّا ؟ أَبو عمرو أَتانا فلان مُصِنّاً بأَنفه إذا رفع أَنفه من العَظَمة وأَصَنَّ إذا شمخ بأَنفه تكبراً ومنه قولهم أَصَنَّتِ الناقةُ إذا حملت فاستكبرت على الفحل الأَصمعي فلان مُصِنٌّ غضباً أَي ممتلئ غضباً وأَصَنَّتِ الناقةُ مَخِضَتْ فوقع رجل الولد في صَلاها التهذيب وإذا تأَخر ولد الناقة حتى يقع في الصَّلا فهو مُصِنٌّ وهن مُصِنَّات ومَصَانُّ ابن شميل المُصِنُّ من النُّوق التي يَدْفَعُ وَلَدُها بكُراعة وأَنفه في دُبرها إذا نَشِبَ في بطنها ودَنا نَتاجُها وقد أَصنَّتْ إذا دفَع ولدُها برأْسه في خَوْرانها قال أَبو عبيدة إذا دنا نَتاج الفرس وارْتَكَضَ ولدها وتحرّك في صَلاها فهي حينئذ مُصِنَّة وقد أَصَنَّتِ الفَرَسُ وربما وَقَعَ السَّقْيُ في بعض حركته حتى يُرَى سَوادُه من ظَبْيَتِها والسَّقْيُ طرف السَّابياء قال وقَلَّما تكون الفرس مُصِنَّة إذا كانت مُذْكِراً تلد الذكور وأَصَنَّتِ المرأَةُ وهي مُصِنٌّ عَجُزَتْ وفيها بقية والصَّنُّ بالفتح زَبِيلٌ كبير مثل السَّلَّةِ المُطْبَقَة يجعل فيها الطعام والخُبْز وفي الحديث فأُتي بِعَرَقٍ يعني الصِّنَّ والصِّنُّ بالكسر بول الوَبْرِ يُخَثَّرُ للأَدْوية وهو مُنْتِنٌ جدّاً قال جرير تَطَلَّى وهي سَيئَةُ المُعَرَّى بِصِنِّ الوَبْرِ تَحْسَبُه مَلابَا وصِنٌّ يومٌ من أَيام العجوز وقيل هو أَول أَيامها وذكره الأَزهري والجوهري مُعَرِّفاً فقالا والصِّنُّ وأَنشد فإِذا انْقَضَتْ أَيامُ شَهْلَتِنا صِنٌّ وصِنَّبْرٌ مع الوَبْرِ ابن بري عن ابن خالويه قال المُصِنُّ في كلام العرب سبعة أَشياء المُصِنُّ الحية إذا عَضَّ قَتَلَ مكانَه تقول العرب رماه الله بالمُصِنّ المُسْكِتِ والمُصِنُّ المتكبر والمُصِنُّ المُنْتِن أَصَنَّ اللحمُ أَنْتَنَ والمُصِنُّ الذي له صُنان قال جرير لا تُوعدُوني يا بَنِي المُصِنَّه أَي المنتنة الريح من الصُّنانِ والمُصِنُّ الساكت والمُصِنُّ الممتلئ غضباً والمُصِنُّ الشامخ بأَنفه والصُّنَان ريح الذَّفَر وقيل هي الريح الطيبة قال يا رِيَّها وقد بدا صُناني كأَنني جاني عَبَيْثَرانِ وصَنَّ اللحمُ كصَلَّ إما لغة وإما بدل وأَصَنَّ إذا سكت فهو مُصِنٌّ ساكت وعن عطية بن قيس الكُلاعِي أَن أَبا الدرداءِ كان يدخل الحمام فيقول نعم البيتُ الحمامُ يَذْهَبُ بالصِّنَّة ويُذَكِّرُ النارَ قال أَبو منصور أَراد بالصِّنَّة الصُّنان وهو رائحة المَغَابِنِ ومَعاطِفِ الجسم إذا فسد وتغير فعُولِجَ بالمَرْتَك وما أَشبهه نُصَيْرٌ الرازي ويقال للتَّيْسِ إذا هاج قد أَصَنَّ فهو مُصِنٌّ وصُنانه ريحه عند هِيَاجِه والصُّنَانُ ذَفَرُ الإِبِطِ وأَصَنَّ الرجلُ صار له صُنَان ويقال للبَغْلة إذا أَمسكتها في يدك فأَنتنت قد أَصَنَّتْ ويقال للرجل المُطِيخ المُخْفِي كلامه مُصِنٌّ والصِّنِّينُ بلد قال ليتَ شِعْرِي متى تَخُبُّ بيَ النا قةُ بين العُذَيْبِ فالصِّنِّينِ ؟

( صون ) الصَّوْنُ أَن تَقِيَ شيئاً أَو ثوباً وصانَ الشيءَ صَوْناً وصِيانَةً وصِيَاناً واصْطانه قال أُمية ابن أَبي عائذ الهذلي أَبْلِغْ إِياساً أَنَّ عِرْضَ ابنِ أُخْتِكُمْ رِداؤُكَ فاصْطَنْ حُسْنَه أَو تَبَذَّلِ أَراد فاصْطَنْ حَسَنه فوضع المصدر موضع الصفة ويقال صُنْتُ الشيءَ أَصُونه ولا تقل أَصَنْتُه فهو مَصُون ولا تقل مُصانٌ وقال الشافعي رضي الله عنه بِذْلَةُ كلامِنا صَوْنُ غَيْرِنا وجعلتُ الثَّوْبَ في صُوَانه وصِوَانه بالضم والكسر وصِيَانه أَيضاً وهو وعاؤه الذي يُصان فيه ابن الأَعرابي الصَّوْنَةُ العَتِيدَة وثوب مَصُونٌ على النقص ومَصْوُون على التمام الأَخيرة نادرة وهي تميمية وصَوْنٌ وَصْفٌ بالمصدر والصِّوَانُ والصُّوانُ ما صُنْتَ به الشيء والصِّينَةُ الصَّوْنُ يقال هذه ثياب الصِّينَةِ أَي الصَّوْنِ وصَانَ عِرْضَه صِيَانة وصَوْناً على المَثل قال أَوْس بن حَجَر فإِنا رَأَيْنَا العِرْضَ أَحْوَجَ ساعةً إلى الصَّوْنِ من رَيْطٍ يَمانٍ مُسَهَّمِ وقد تَصَاوَنَ الرجلُ وتَصَوَّنَ الأَخيرة عن ابن جني والحُرُّ يَصُونُ عِرْضَه كما يَصُونُ الإِنسان ثوبه وصَانَ الفرسُ عَدْوَه وجَرْيَه صَوْناً ذَخَرَ منه ذَخيرة لأَوانِ الحاجةِ إليه قال لبيد يُراوِحُ بين صَوْنٍ وابْتذالِ أَي يَصُونُ جَرْيه مرة فيُبْقِي منه ويَبْتَذِلُه مرة فيَجْتهدُ فيه وصَانَ صَوْناً ظَلَعَ ظَلْعاً شديداً قال النابغة فأَوْرَدَهُنَّ بَطْنَ الأَتْم شُعْثاً يَصُنَّ المَشْيَ كالحِدَإ التُّؤَامِ وقال الجوهري في هذا البيت لم يعرفه الأَصمعي وقال غيره يُبْقِين بعضَ المَشْيِ وقال يَتَوَجيْنَ من حَفاً وذكر ابن بري صانَ الفَرَسُ يَصُونُ صَوْناً إذا ظَلَعَ ظَلْعاً خفيفاً فمعنى يَصُنَّ المَشْي أَي يَظْلَعْنَ وَيَتَوَجَّيْنَ من التعب وصانَ الفرسُ يَصُونُ صَوْناً صَفَّ بين رجليه وقيل قام على طرف حافره قال النابغة وما حاوَلْتُما بقيادِ خَيْل يَصُونُ الوَرْدُ فيها والكُمَيْتُ أَبو عبيد الصائن من الخيل القائم على طرف حافره من الحَفَا أَو الوَجَى وأَما الصائم فهو القائم على قوائمه الأَربع من غير حَفاً والصَّوَّانُ بالتشديد حجارة يُقْدَحُ بها وقيل هي حجارة سُود ليست بصلبة واحدتها صَوَّانة الأَزهري الصَّوَّان حجارة صُلْبة إذا مسته النار فَقَّع تَفْقِيعاً وتشقق وربما كان قَدَّاحاً تُقْتَدَحُ به النار ولا يصلح للنُّورَةِ ولا للرِّضافِ قال النابغة بَرَى وَقَعُ الصَّوّانِ حَدَّ نُسُورِها فهُنَّ لِطافٌ كالصِّعَادِ الذَّوابِلِ

( صين ) الصين بلد معروف والصَّواني الأَواني منسوبة إليه وإليه ينسب الدار صيني ودار صِيني وصِينين عِقِّيرٌ معروف

( ضأن ) الضّائنُ من الغنم ذو الصوفِ ويُوصَفُ به فيقال كَبْش ضائنٌ والأُنثى ضائنة والضّائنُ خلافُ الماعز والجمع الضّأْنُ والضّأَنُ مثل المَعْزِ والمَعَزِ والضَّئِينُ والضِّئينُ تميمية والضَّيْن والضِّينُ غير مهموزين عن ابن الأَعرابي كلها أَسماء لجمعهما فالضأْن كالرَّكْب والضَّأَنُ كالقَعَد والضَّئِين كالغَزِيّ والقَطِين والضِّئِين داخل على الضِّئِين أَتبعوا الكسر الكسر يطرد هذا في جميع حروف الحلق إذا كان المثال فَعِلاَ أَو فَعِيلاَ وأَما الضِّينُ والضَّيْنُ فشاذ نادر لأَن ضائناً صحيح مهموز والضِّين والضَّين معتلّ غير مهموز وقد حكي في جمع الضّأْنِ أَضْؤُنٌ وقوله أَنشده يعقوب في المبقلوب إذا ما دَعا نَعْمانُ آضُنَ سالِمٍ عَلَنَّ وإن كانت مَذانِبُه حُمْرَا
( * قوله « علنّ » الذي في المحكم عليّ ) أَراد أَضْؤُناً فقلب ودُعاؤه أَن يكثر الحشيش فيه فيصير فيه الذُّبابُ فإِذا تَرَنَّم سمع الرِّعاءُ صوْتَه فعلموا أَن هناك رَوْضة فساقوا إِبلهم ومواشيهم إليها فَرَعَوْا منها فذلك دُعاء نَعْمَانَ إياهم قال أَبو الهيثم جمع الضائن ضَأَنٌ كما يقال ماعِزٌ ومَعَز وخادِم وخَدَم وغائب وغَيَب وحارس وحَرَس وناهِل ونَهَلٌ قال والضّانُ أَصله ضَأْن فخفف والضّأْنُ جمع الضائن ويُجْمَع الضَّئِينَ والأُنثى ضائنة والجمع ضَوائن وفي حديث شَقيق مَثَلُ قُرّاءِ هذا الزمان كَمَثل غَنَمٍ ضَوائِنَ ذاتِ صُوف عِجاف الضوائن جمع ضائنة وهي الشاة من الغنم خلاف المعز ومِعْزَى ضِئْنيَّةٌ تأْلف الضّأْنَ وسِقاءٌ ضِئْنِيٌّ على ذلك اللفظ إِذا كان من مَسْكِ ضائنةٍ وكان واسعاً وكل ذلك من نادر معدول النسب أَنشد ابن الأَعرابي إذا ما مَشَى وَرْدانُ واهْتَزَّتِ اسْتُه كما اهْتَزَّ ضِئْنِيٌُّ لفَرْعاء يُؤْدَلُ عنى بالضِّئْنِيِّ هذا النوع من الأَسْقية التهذيب الضِّئْنيّ السقاء الذي يُمْخَضُ به الرائب يسمى ضِئْنِيّاً إذا كان ضَخْماً من جلد الضّأْن قال حُميد وجاءتْ بضِئْنِيٍّ كأَنَّ دَوِيّهُ تَرَنُّمُ رَعْدٍ جاوَبَتْه الرَّواعِدُ وأَضْأَنَ القومُ كثرَ ضأْنهم ويقال اضْأَنْ ضأْنك وامْعَزْ مَعَزَك أَي اعْزِلْ ذا من ذا وقد ضأَنْتُها أَي عزَلْتها ورجل ضائنٌ إذا كان ضعيفاً ورجل ماعِزٌ إذا كان حازماً مانعاً ما وراءه ورجل ضائنٌ لَيِّنٌ كأَنه نعجة وقيل هو الذي لا يزال حسن الجسم مع قلة طُعْمٍ وقيل هو اللَّيِّنُ البطن المُسْترْخِية ويقال رملة ضائنةٌ وهي البيضاء العريضة وقال الجَعْدِي إلى نَعّجٍ من ضائِنِ الرَّمْلِ أَعْفَرَا
( * قوله « وقال الجعدي إلخ » صدره كما في التكملة فباتت كأن بطنها طي ريطة وزاد والضأنة بفتح فسكون الخزامة إذا كانت من عقب )
وفي حديث أَبي هريرة قال له أَبانُ بن سعيد وَبْرٌ تدَلَّى من رأْسِ ضالٍ ضالٌ بالتخفيف مكان أَو جبل بعينه يريد به تَوْهِينَ أَمره وتحقير قدره ويروى بالنون وهو أَيضاً جبل في أَرض دَوْسٍ وقيل أَراد به الضأْن من الغنم فتكون أَلفه همزة

( ضبن ) الضِّبْنُ الإِبْطُ وما يليه وقيل الضِّبْنُ بالكسر ما بين الإِبط والكَشْح وقيل ما تحت الإِبط والكَشْح وقيل ما بين الخاصرة ورأْس الورك وقيل أَعلى الجَنْب وضَبَنَ الرجلَ وغيره يَضْبُنُه ضَبْناً جعله فوق ضِبْنِه واضْطَبَنَ الشيءَ حمله في ضِبْنِه أَو عليه وربما أَخذه بيده فرفعه إلى فُوَيْقِ سُرَّته قال فأَوّل الحَمْلِ الأَبْطُ ثم الضَّبْنُ ثم الحَضْنُ وأَنشد ابن الأَعرابي للكميت لما تفَلَّقَ عنه قَيْضُ بَيْضَتِه آواه في ضِبْنِ مَضْبُوٍّ به نَصَبُ
( * قوله « في ضبن مضبوّ » الذي في التهذيب مضيّ ) قال ابن الأَعرابي أَي تفَلَّق عن فرخ الظليم قَيْضُ بيضته آواه الظليمُ ضِبْنَ جناحه وضَبَأَ الظليمُ على فرخه إذا جَثَمَ عليه وقال غيره ضِبْنه الذي يكون فيه وقال ثم اضْطَبَنْتُ سلاحي تحت مَغْرضِها ومِرْفَقٍ كرِئاسِ السَّيفِ إذا شَسَفَا أَي احتَضَنْتُ سلاحي وأَضْبَنْتُ الشيءَ واضْطبَنتُه جعلته في ضِبْني أَبو عبيد أَخذه تحت ضِبْنِه إذا أَخذه تحت حِضْنِه وفي الحديث فدعا بمِيضأَة فجعلها في ضِبْنِه أَي حِضْنه وفي حديث عمر رضي الله تعالى عنه أَن الكعبة تَفِيءُ على دار فلان بالغَداة وتَفيءُ على الكعبة بالعَشِيِّ وكان يقال لها رَضِيعة الكعبة فقال إن داركم قد ضَبَنتِ الكعبةَ ولا بُدَّ لي من هَدْمها أَي أَنها لما صارت الكعبة في فَيْئها بالعَشِيِّ كانت كأَنها قد ضَبَنَتْها كما يَحْمِل الإنسانُ الشيءَ في ضِبْنه وأَخذَ في ضِبْنٍ من الطريق أَي في ناحية منه وأَنشد فجاءَ بخُبْزٍ دَسَّه تحتَ ضِبْنِه كما دَسَّ راعي الذَّوْدِ في حِضْنِه وَطبَا وقال أَوس أُحَيْمِرَ جَعْداً عليه النُّسُو رُ في ضِبْنِه ثعلبٌ مُنْكَسِرْ أَي في جَنْبه وفي حديث ابن عمر يقول القبرُ يا ابنَ آدم قد حُدِّرتَ ضِيقي ونَتْني وضِبْني أَي جنبي وناحيتي وجمع الضِّبْن أَضبان ومنه حديث شُمَيط لا يَدْعُوني والخطايا بين أَضبانهم أَي يَحْمِلون الأَوزار على جُنُوبهم ويروى بالثاء المثلثة وهو مذكور في موضعه وفلان في ضِبْنِ فلان وضَبينته أَي ناحيته وكنَفِه والضُّبْنة أَهل الرجل لأَنه يَضْبِنُها في كنَفِه معناه يُعانقها وفي التهذيب لأَنه يَضْطَبِنُها في كنَفِه وضَبِنَهُ الرجل حَشَمُه وعليه ضِبْنةٌ من عيال بكسر الضاد وسكون الباء أَي جماعة ابن الأَعرابي ضُبْنة الرجل وضَبْنَتُه وضَبِنَتُه خاصَّتُه وبِطانَتُه وزافِرَتُه وكذلك ظاهِرَته وظِهارتُه قال الفراء نحن في ضُبْنه وفي حَريمه وظِلِّه وذِمَّتِه وخُفارته وخْفْرته وذَراه وحِماه وكَنَفِه وكَنَفَتِه بمعنى واحد وفي حديث ابن عباس أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سافر قال اللهم إني أَعوذ بك من الضِبُّنْة في السَّفَر والكآبة في المُنْقَلَب اللهم اقْبِضْ لنا الأَرضَ وهَوِّنْ علينا السَّفَر اللهم أَنت الصاحبُ في السَّفر والخليفةُ في الأَهل الضُِّبْنةُ ما تحت يَدِك من مالٍ وعيالٍ تهتم به ومن تلزمك نفقته سُمُّوا ضُبْنةً لأَنهم في ضِبنَ من يَعُولهم تَعَوَّذَ بالله من الضِّبْنة كثرة العيال والحَشَم في مَظِنَّة الحاجة وهو السفر وقيل تَعوَّذ من صُحْبة من لا غَناء فيه ولا كِفاية من الرِّفاق إنما هو كَلٌّ وعِيالٌ على من يُرافِقُه وضِبْنةُ الرجل خاصته وبِطانتُه وعياله وكذلك الضَّبِنة بفتح الضاد وكسر الباء والضَّبَنُ الوَكْسُ قال نوح بن جرير وهو إلى الخَيراتِ مُنْبَتُّ القَرَنْ يَجْري إليه اسابِقاً لا ذا ضَبَنْ والضَّبْنةُ الزَّمانة ورجل ضَبِنٌ زَمِنٌ وقد أَضْبَنَه الداء أَزمنه قال طُرَيْحٌ وُلاةٌ حُماة يَحْسِمُ اللهُ ذو القُوَى بهم كُلَّ داءٍ يُضْبِنُ الدِّينَ مُعْضِلِ والمضْبُون الزَّمِنُ ويشبه قلب الباء من الميم وضَبَنَه يَضْبِنُه ضَبْناً ضربه بسيف أَو عصا أَو حَجَر فقطع يده أَو رجله أَو فقأَ عينه قال اللحياني وحكى لي رجل من بني سعد عن أَبي هِلال ضَبَنْت عنا هَدِيَّتَك وعادَتك أَو ما كان من معروف تَضْبِنها ضَبْناً كَصَبَنْتَها والصاد أَعلى وهو قول الأَصمعي قال وحقيقة هذا صَرَفْتَ هديَّتَك ومعروفك عن جيرانك ومعارفك إلى غيرهم وفي النوادر ماء ضَبْنٌ ومَضْبون ولَزْنٌ ومَلزون ولَزِنٌ وضَبِنٌ إذا كان مَشْفوهاً لا فضل فيه ومكان ضَبْن أَي ضيق وضَبِينةُ اسم وبنو ضابِنٍ وبنو مُضابِنِ حيَّان قال ابن بري ضَبِينةُ حيّ من قيس وأَنشد سيبويه للبيد فَلَتَصْلُقَنَّ بني ضَبِينةَ صَلْقةً تُلْصِقْنَهُمْ بخَوالِفِ الأَطنابِ وذكر الأَزهري في هذه الترجمة الضَّوْبانُ الجَمل المُسنّ القوي ومنهم من يقول ضُوبانُ قال أَبو منصور من قال ضُوبان جعله من ضابَ يَضُوبُ

( ضجن ) الضَّجَنُ بالجيم جبل معروف قال الأََعشى وطالَ السَّنامُ على جِبْلَةٍ كخَلْقاءَ من هَضَبات الضَّجَنْ وكذلك قول ابن مقبل في نِسْوةٍ من بني دَهْيٍ مُصَعِّدةٍ أَو من قَنَانٍ تَؤُمُّ السَّيْرَ للضَّجَنِ قال والحاء تصحيف وضَجْنانُ جُبَيْل بناحية مكة قال الأَزهري أَما ضَجَنَ فلم أَسمع فيه شيئاًغير جبل بناحية تهامة يقال له ضَجْنانٌ وروي في حديث عمر رضي الله تعالى عنه أَنه أَقبل حتى إذا كان بضَجْنانَ قال هو موضع أَو جبل بين مكة والمدينة قال ولست أَدري مما أُخِذَ

( ضحن ) الضَّحَنُ اسم بلد قال ابن مقبل في نسوةٍ من بني دَهْيٍ مُصَعِّدة أَو من قَنانٍ تَؤُمُّ السيرَ للضَّحَن وقد تقدم في ترجمة ضجن بالجيم المعجمة ما اختلف فيه من ذلك

( ضدن ) ضَدَنْتُ الشيءَ أَضْدِنُه ضَدْناً سَهَّلْتُه وأَصلحته لغة يمانية وضَدَنَى على مثال جَمَزى موضع

( ضزن ) الضَّيْزَنُ النِّخاسُ والضَّيْزَنُ الشريك وقيل الشريك في المرأَة والضَّيْزَنُ الذي يزاحم أَباه في امرأَته قال أَوس بن حجر والفارِسيَّةُ فيهم غيرُ مُنكَرةٍ فكُلُّهم لأَبيه ضَيْزَنٌ سَلِفُ
( * قوله « والفارسية فيهم إلخ » كذا في الأصل والجوهري والمحكم والذي في التهذيب فيكم وفكلكم بالكاف قال الصاغاني الرواية بالكاف لا غير )
يقول هم مثل المجوس يتزوَّج الرجل منهم امرأَة أَبيه وامرأَة ابنه والضَّيْزَنُ أَيضاً ولد الرجل وعياله وشركاؤه وكذلك كل من زاحم رجلاً من أَمر فهو ضَيْزَنٌ والجمع الضَّيازِنُ ابن الأَعرابي الضَّيزَنُ الذي يتزوَّجُ امرأَة أَبيه إذا طلقها أَو مات عنها والضَّيزَنُ خَدُّ بَكَرةِ السَّقْيِ التي سائبها ههنا وههنا ويقال للنِّخاس الذي يُنْخَس به البَكَرةُ إذا اتسع خَرْقُها الضَّيزَنُ وأَنشد على دَمُوكٍ تَرْكَبُ الضَّيازِنا وقال أَبو عمرو الضَّيْزَنُ يكون بين قَبِّ البَكرة والساعِد والساعدُ خشبة تعلق عليها البكرة وقال أَبو عبيدة يقال للفرس إذا كان لم يتَبطَّنِ الإناث ولم يَنْزُ قطُّ الضَّيزانُ والضَّيزَان السَّلِفان والضَّيزَن الذي يزاحمك عند الاستقاء في البئر وفي المحكم الضَّيزَنُ الذي يُزاحم على الحوض أَنشد ابن الأَعرابي إن شَرِيبَيْكَ لَضَيْزنانِهْ وعن إِزاءِ الحَوْضِ مِلْهَزانِهْ خالفْ فأَصْدِرْ يومَ يُورِدانِهْ وقيل الضَّيْزَنانِ المُستَقيان من بئر واحدة وهو من التزاحُم وقال اللحياني كل رجل زاحَمَ رجلاً فهو ضَيْزَنٌ له والضَّيْزَنُ الساقي الجَلْدُ والضَّيْزَنُ الحافظ الثقة وفي حديث عمر رضي الله عنه بعث بعامل ثم عَزَله فانصرف إلى منزله بلا شيء فقالت له امرأَته أَينَ مَرافِقُ العَمَل ؟ فقال لها كان معي ضَيْزنانِ يحفظان ويعلمان يعني الملكين الكاتبين أَرْضَى أَهلَه بهذا القول وعَرَّضَ بالملكين وهو من معاريض الكلام ومحاسنه والياء في الضَّيْزَن زائدة والضَّيْزنُ ضدّ الشيء قال في كلِّ يومٍ لك ضَيْزَنانِ وضَيْزَنُ اسم صنم والضَّيْزَنانِ صَنمانِ للمُنْذِر الأَكبر كان اتخذهما بباب الحِيرَة ليسجد لهما من دخل الحيرة امْتِحاناً للطاعة والضَّيْزنُ الذي يسميه أَهل العراق البُنْدارَ يكون مع عامل الخَراج وحكى اللحياني جعلته ضَيْزَناً عليه أَي بُنْدَاراً عليه قال وأَرسلته مُضْغِطاً عليه وأَهل مكة والمدينة يقولون أَرسلته ضاغِطاً عليه

( ضطن ) التهذيب الليث الضَّيطَنُ والضَّيْطَانُ الذي يُحَرِّكُ مَنْكِبَيْه وجسده حين يمشي مع كثرة لحم يقال ضَيْطَنَ الرجلُ ضَيْطَنةً وضِيْطاناً إذا مَشَى تلك المِشْية قال أَبو منصور هذا حرف مُرِيبٌ
( * قوله « هذا حرف مريب » أْي ضبطاناً بكسر فسكون كما هو مضبوط في التهذيب والتكملة ) والذي نعرفه ما روى أَبو عبيد عن أَبي زيد الضَّيَطَانُ بتحريك الياء أَن يحرَّك منكبيه وجسده حين يمشي مع كثرة لحم قال أَبو منصور وهذا من ضَاط يَضِيطُ ضَيَطَاناً والنون من الضَّيَطَانِ نون فَعَلان كما يقال من هَامَ يهيمُ هَيَمَاناً وأَما قول الليث ضَيْطَنَ الرجلُ ضَيْطَنةً إذا مشى تلك المشية فغير محفوظ

( ضغن ) الضِّغْنُ والضَّغَنُ الحِقْد والجمع أَضْغانٌ وكذلك الضَّغينَةُ وجَمْعُها الضَّغائن ومنه حديث العباس إِنا لنَعْرفُ الضَّغَائن في وُجُوه أَقوام ويقال سَلَلْتُ ضِغْنَ فلان وضَغِينَتَه إذا طلبت مَرْضاته وفي الحديث فتكون دِماء في عَمْيَاءَ في غير ضَغِينة وحملِ سلاح الضِّغْنُ الحقد والعداوة والبغضاء وفي حديث عمر رضي الله عنه أَيما قوم شهدوا على رجل بحَدٍّ ولم يكن بحضرة صاحب الحَدِّ فإِنما شهدوا عن ضِغْنٍ أَي حقد وعداوة يريد فيما كان بين الله وبين العباد كالزنا والشرب ونحوهما وأَما قوله أَنشده ابن الأَعرابي بَلْ أَيُّها المُحْتَمِل الضَّغِينَا إنك زَحَّارٌ لنا كِثِينَا إنَّ القَرِينَ يُورِدُ القَرِينا فقد يكون الضَّغِينُ جمع ضَغِينة كشَعِير وشَعِيرة وقد يجوز أَن يكون حذف الهاء لضرورة الرَّوِيّ فإنَّ ذلك كثير قال وعسى أَن يكون الضَّغينُ والضَّغِينة من باب حُقٍّ وحُقَّةٍ وبَياضٍ وبَياضَةٍ فيكون الضَّغِينُ والضَّغِينة لغتين بمعنى وقد ضَغِنَ عليه بالكسر ضِغْناً وضَغَناً واضْطَغَنَ وقال الله عزَّ وجل إِن يسأَلْكُموها فيُحْفِكم أَي يَجْهَدْكم ويُخْرِجْ أَضْغانكم قال الفراء أَي يخرج ذلك البخلُ عَداوتَكم ويكون ويُخْرِجِ الله أَضْغانَكم وأَحْفيتُ الرجلَ أَجْهَدْته واضْطَغَنَ فلانٌ على فلان ضَغِينةً إذا اضْطَمَوها أَبو زيد ضَغِنَ الرجلُ يَضْغَنُ ضَغَناً وضِغْناً إذا وَغِرَ صَدْرُه ودَوِيَ وامرأَة ذات ضِغْنٍ على زوجها إذا أَبغضته وضَغِنُوا عليه مالوا عليه واعتمدوه بالجَوْر وتَضَاغَنَ القوم واضْطَغَنُوا انْطَوَوْا على الأَحْقاد وضِغْني إلى فلان أَي مَيْلي إليه وضِغْنُ الدَّابة عَسَرُه والتواؤُه قال بِشْر بن أَبي خازم فإِنَّك والشَّكاةَ من آلِ لأْمٍ كذاتِ الضِّغْنِ تَمشي في الرِّفاقِ وقال الشاعر والضِّغْنُ من تتابُعِ الأَسْواطِ وفرسٌ ضاغِنٌ وضَغِنٌ لا يُعْطِي كلَّ ما عنده من الجَرْيِ حتى يُضْرَبَ قال الشَّمَّاخُ أَقامَ الثِّقافُ والطَّرِيدَة دَرْأَها كما قَوَّمَتْ ضِغْنَ الشَّمُوسِ المَهامِزُ والطريدة قَصَبةٌ فيها ثلاثُ فُرُوضٍ تُبْرى بها المَغازلُ وغيرها أَبو عبيدة فرس ضَغُون الذكر والأُنثى فيه سواء وهو الذي يجري كأَنما يرجع القهقري وفي حديث عمر والرجلُ يكون في دابته الضِّغْنُ فَيُقَوِّمُها جُهْدَه ويكون في نفسه الضِّغْنُ فلا يُقَوِّمُها الضِّغْن في الدابة هو أَن تكون عَسِرَة الانقياد وإذا قيل في الناقة هي ذاتُ ضِغْن فإِنما يُراد نِزاعها إلى وطنها ودابة ضَغِنَة نازعة إلى وطنها وقد ضَغِنَتْ ضِغْناً وضَغْناً وكذلك البعير وربما استعير ذلك في الإنسان قال تُعارِضُ أَسْماءُ الرِّفاقَ عَشِيَّةً تُسائلُ عن ضِغْنِ النساء النَّواكِحِ وضَغِنَ إليه نَزَع إليه وأَراده قال الخليل يقال للنّحُوصِ إذا وَحِمَتْ فاسْتَصْعَبَتْ على الجَأْبِ إِنها ذاتُ شَغْبٍ وضِغْنٍ ابن الأَعرابي ضَغِنْتُ إلى فلان مِلْت إليه كما يَضْغَنُ البعير إلى وطنه وضَغِنَ إلى الدنيا بالكسر رَكَنَ ومال إليها قال الشاعر إنَّ الذين إلى لَذَّاتِها ضَغِنُوا وكان فيها لهم عيشٌ ومُرْتَفَقُ وضَغِنَ فلانٌ إلى الصلح إذا مال إليه والاضْطِغانُ الاشتمال والاضْطِغانُ أَخذ الشيءِ تحت حِضْنِك تقول منه اضْطَغَنْتُ الشيءَ وأَنشد الأَحمر للعامرية لقد رأَيت رجلاً دُهْرياً يَمْشي وراءَ القومِ سَيْتَهِيَّا كأَنه مُضْطَغِنٌ صَبِيّاً أَي حامله في حجره والدُّهْري منسوب إلى بني دَهْرٍ بطن من كلاب والسَّيْتَهِيُّ الذي يتخلف خلف القوم وقال ابن مقبل إذا اضْطَغَنْتُ سِلاحِي عند مَغْرِضِها ومِرْفَقٍ كرِئاسِ السَّيْفِ إذ شَسَفا
( * قوله « إذا اضطغنت » كذا للجوهري وقال الصاغاني الرواية ثم اضطغنت )
وقيل هو أَن يُدْخل الثوبَ من تحت يده اليمنى وطرفه الآخر من تحت يده اليسرى ثم يضمهما بيده اليسرى وقيل هو التَّثَبُّنُ التهذيب الاضطِغانُ الدَّوْكُ بالكَلْكَلِ وأَنشد وأَضْطَغِنُ الأَقوامَ حتى كأَنهم ضَغابيسُ تشْكُو الهَمَّ تحت لَبانِيَا قال أَبو منصور هذا التفسير للاضْطِغانِ خطأٌ والصواب ما حكى أَبو عبيد عن الأَحمر أَن الاضطِغانَ الاشتمال وأَنشد كأَنه مُضْطَغِنٌ صَبِيّا وفي النوادر هذا ضِغْنُ الجَبَل وإِبْطُه وقَناةٌ ضَغِنَة أَي عوجاء والضَّغَنُ العَوَجُ وأَنشد إنَّ قناتي من صَلِيبات القَنا ما زادَها التَّثْقِيفُ إلا ضَغَنا

( ضفن ) ضَفَن إلى القوم يَضْفِنُ ضَفْناً إذا جاء إليهم حتى يجلس معهم وضَفَنَ مع الضيف يَضْفِنُ ضَفْناً جاء معه وهو الضَّيْفَنُ والضَّيْفَنُ الذي يجيءُ مع الضَّيْف كذا حكاه أَبو عبيد في الأَجناس مع ضفنَ وأَنشد إذا جاء ضَيْفٌ جاء للضَّيْف ضَيْفَنٌ فأَوْدَى بما تُقْرَى الضُّيوفُ الضَّيافِنُ وقال النحويون نون ضَيْفَن زائدة قال ابن سيده وهو القياس وقد أَخذ أَبو عبيد بهذا أَيضاً في باب الزيادة فقال زادت العرب النون في أَربعة أَسماء قالوا ضَيْفَنٌ للضَّيْفِ فجعله الضَّيفَ نفسه والضَّيْفَن الطُّفَيْليُّ وقد ذكرنا ذلك في ضيف أَيضاً والضَّفْنِينُ تابع الرُّكبان
( * قوله « والضفنين تابع الركبان » كذا بالأصل والتهذيب والذي في المحكم تابع الضيفن ) عن كراع وحده قال ابن سيده ولا أَحُقُّه وضَفَنْتُ إليه إذا نَزعتَ إليه وأَردته والضَّفْنُ ضَمُّ الرجل ضَرْع الشاة حين يَحْلُبها ابن الأَعرابي ضَفَنُوا عليه مالوا عليه واعتمدوه بالجَوْر وضَفَنَ بغائطه يَضْفِنُ ضَفْناً رمى به والضَّفْنُ ضَرْبُكَ اسْتَ الشاة ونحوها بظهر رجلك وقال ابن الأَعرابي ضَفَنَه برجله ضربه على استه قال ويَكْتَسعْ بنَدَم ويَضْفِن والاضْطِفانُ أَن تضرب به اسْتَ نفسك وضَفَنْتُ الرجل إذا ضربتَ برجلك على عَجُزه واضْطَفَنَ هو إذا ضَرَبَ بقدمه مؤخر نفسه وفي المحكم اضْطَفَنَ ضرَبَ اسْتَه نفسه برجله وفي حديث عائشة بنت طلحة أَنها ضَفَنَتْ جاريةً لها برجلها الضَّفْنُ ضَربك استَ الإِنسان بظهر قدمك وضَفَنَ البعيرُ برجله خبط بها وضَفَنه البعيرُ برجله يَضْفِنه ضَفْناً فهو مَضْفُون وضَفِين ضربه وضَفَنَ به الأَرضَ ضَفْناً ضربها به قال الشاعر قَفَنْتُه بالسَّوْطِ أَيَّ قَفْنِ وبالعَصا من طُولِ سُوءِ الضَّفْنِ أَبو زيد ضَفَنَ الرجلُ المرأَة ضَفْناً إذا نكحها قال وأَصل الضَّفْن أَن يَضُمَّ بيده ضَرْعَ الناقة حين يَحلُبها وضَفَنَ الشيءَ على ناقته حمله عليها والضِّفَنُّ على وزن الهِجَفِّ الأَحمق من الرجال مع عِظَمِ خَلْقٍ ويقال امرأَة ضِفَنَّة قال وضِفَنَّةٌ مثلُ الأَتانِ ضِبِرَّةٌ ثَجْلاءُ ذاتُ خواصِرٍ ما تَشْبَعُ والضِّفِنُّ والضِّفَنُّ والضِّفَنّانُ الأَحمق الكثير اللحم الثقيل والجمع ضِفْنانٌ نادر والأُنثى ضِفِنَّة وضِفَنَّة وكسر الفاء عند ابن الأَعرابي أَحسن الفراء إذا كان الرجل أَحمق وكان مع ذلك كثير اللحم ثقيلاً فهو ضِفَنٌّ وضَفَنْدَدٌ وامرأَة ضِفَنَّة إذا كانت رِخْوة ضَخْمة

( ضمن ) الضَّمِينُ الكفيل ضَمِنَ الشيءَ وبه ضَمْناً وضَمَاناً كَفَل به وضَمَّنَه إياه كَفَّلَه ابن الأَعرابي فلان ضامِنٌ وضَمِينٌ وسامِنٌ وسَمِين وناضِرٌ ونَضِير وكافل وكَفِيلٌ يقال ضَمِنْتُ الشيءَ أَضْمَنُه ضَماناً فأَنا ضامِنٌ وهو مَضْمون وفي الحديث من مات في سبيل الله فهو ضامِنٌ على الله أَن يدخله الجنة أَي ذو ضمان على الله قال الأَزهري وهذا مذهب الخليل وسيبويه لقوله عز وجل ومن يَخْرُجْ من بيته مُهاجِراً إلى الله ورسوله ثم يُدْرِكْهُ الموتُ فقد وقَعَ أَجْرُهُ على الله قال هكذا خَرَّجَ الهروي والزمخشري من كلام عليّ والحديث مرفوع في الصِّحاح عن أَبي هريرة بمعناه فمن طُرُقه تَضَمَّنَ اللهُ لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا جهاداً في سبيلي وإيماناً بي وتصديقاً برسلي فهو عليَّ ضامنٌ أَنْ أُدْخِلَه الجنةَ أَو أُرْجِعَه إلى مسكنه الذي خرج منه نائلاً ما نالَ من أَجر أَو غنيمة وضَمَّنته الشيءَ تَضْمِيناً فتَضَمَّنه عني مثل غَرَّمْتُه وقوله أَنشده ابن الأَعرابي ضَوامِنُ ما جارَ الدليلُ ضُحَى غَدٍ من البُعْدِ ما يَضْمَنَّ فهو أَداءُ فسره ثعلب فقال معناه إن جار الدليل فأَخطأَ الطريقَ ضَمِنَتْ أَن تَلْحَقَ ذلك في غَدِها وتَبْلُغَه ثم قال ما يَضْمَنَّ فهو أَداءِ أَي ما ضَمِنَّه من ذلك لرَكْبِها وفَيْنَ به وأَدَّيْنَه وضَمَّنَ الشيءَ الشيءَ أَوْدَعه إياه كما تُودِعُ الوعاءَ المتاعَ والميتَ القبرَ وقد تضَمَّنه هو قال ابن الرِّقَاعِ يصف ناقة حاملاً أَوْكَتْ عليه مَضِيقاً من عَواهِنِها كما تضَمَّنَ كَشْحُ الحُرَّةِ الحَبَلا عليه على الجنين وكل شيء جعلته في وعاء فقد ضمَّنتَه إياه الليث كل شيءٍ أُحرِزَ فيه شيء فقد ضُمِّنَه وأَنشد ليس لمن ضُمِّنَه تَرْبِيتُ
( * قوله « تربيت » أي تربية أي لا يربيه القبر كما في التهذيب )
ضُمِّنَه أُودِعَ فيه وأُحرِزَ يعني القبر الذي دُفِنَتْ فيه المَوْؤُودَةُ وروي عن عكرمة أَنه قال لا تَشْتَرِ لبن البقر والغنم مُضَمَّناً لأَن اللبن يزيد في الضرع وينقص ولكن اشْترِه كيلاً مُسَمًّى قال شمر قال أَبو معاذ يقول لا تشتره وهو في الضرع لأَنه في ضِمْنِه يقال شَرَابُك مُضَمَّنٌ إذا كان في كوز أَو إِناء والمَضامِينُ ما في بطون الحوامل من كل شيء كأَنهن تضَمَّنَّه ومنه الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع المَلاقيح والمَضامين وقد مضى تفسير المَلاقيح وأَما المَضامِين فإِن أَبا عبيد قال هي ما في أَصلاب الفحول وهي جمع مَضْمُون وأَنشد غيره إنَّ المضامينَ التي في الصُّلْبِ ماءُ الفُحولِ في الظُّهورِ الحُدْبِ ويقال ضَمِنَ الشيءَ بمعنى تَضَمَّنَه ومنه قولهم مَضْمُونُ الكتاب كذا وكذا والمَلاقِيحُ جمع مَلْقُوح وهو ما في بطن الناقة قال ابن الأَثير وفسرهما مالك في الموطأِ بالعكس حكاه الأَزهري عن مالك عن ابن شهاب عن ابن المسيب وحكاه أَيضاً عن ثعلب عن ابن الأَعرابي قال إذا كان في بطن الناقة حمل فهي ضامِنٌ ومِضْمانٌ وهنَّ ضَوَامِنُ ومَضامِينُ والذي في بطنها مَلْقوح ومَلْقُوحة وناقة ضامِنٌ ومِضْمان حامل من ذلك أَيضاً ابن الأَعرابي ما أَغْنى فلانٌ عني ضِمْناً وهو الشِّسْعُ أَي ما أَغنى شيئاً ولا قَدْرَ شِسْعٍ والضَّامِنَةُ من كل بلد ما تَضَمَّنَ وسَطَه والضامِنَةُ ما تَضَمَّنَتْه القُرَى والأَمْصارُ من النخل فاعلة بمعنى مفعولة قال ابن دريد وفي كتاب النبي صلى الله عليه وسلم لأُكَيْدِرِ بن عبد الملك وفي التهذيب لأُكَيْدِر دُومةِ الجَنْدَل وفي الصحاح أَنه صلى الله عليه وسلم كتب لحارثة بن قَطَنٍ ومن بدُومَةِ الجَنْدَلِ من كَلْبٍ إِن لنا الضَّاحيَةَ من البَعْلِ
( * قوله « إن لنا الضاحية من البعل » كذا في الصحاح والذي في التهذيب من الضحل وهما روايتان كما في النهاية ولو قال كما في النهاية إن لنا الضاحية من الضحل ويروي من البعل لكان أولى لأجل قوله بعد والبعل الذي إلخ ) والبُورَ والمَعامِيَ ولكم الضَّامَِنةُ من النخل والمَعِينُ قال أَبو عبيد الضَّاحية من الضَّحْل ما ظَهر وبَرَزَ وكان خارجاً من العِمارة في البَرِّ من النخل والبَعْلُ الذي يشرب بعروقه من غير سقْيٍ والضَّامِنَة من النخل ما تَضَمَّنَها أَمْصارُهم وكان داخلاً في العِمَارة وأَطاف به سُورُ المدينة قال أَبو منصور سميت ضامنة لأَن أَربابها قد ضَمِنُوا عمارَتَها وحفظها فهي ذاتُ ضَمانٍ كما قال الله عز وجل في عِيشةٍ راضية أَي ذاتِ رِضاً والضَّامِنَةُ فاعلة بمعنى مفعولة وفي الحديث الإِمام ضامِنٌ والمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ أَراد بالضَّمَان ههنا الحِفْظَ والرعاية لا ضَمان الغرامة لأَنه يحفظ على القوم صلاتهم وقيل إن صلاة المقتدين به في عهدته وصحتها مقرونة بصحة صلاته فهو كالمتكفل لهم صحة صلاتهم والمُضَمَّنُ من الشعر ما ضَمَّنْتَهُ بيتاً وقيل ما لم تتم معاني قوافيه إلا بالبيت الذي يليه كقوله يا ذا الذي في الحُبِّ يَلْحَى أَما واللهِ لو عُلِّقْتَ منه كما عُلِّقْتُ من حُبِّ رَخِيمٍ لما لُمْتَ على الحُبِّ فَدَعْني وما قال وهي أَيضاً مشطورة مُضَمَّنَة أَي أُلْقِيَ من كل بيت نصف وبُنِيَ على نصف وفي المحكم المُضَمَّنُ من أَبيات الشعر ما لم يتم معناه إِلا في البيت الذي بعده قال وليس بعيب عند الأَخفش وأَن لا يكونَ تَضْمِينٌ أَحْسَنُ قال الأَخفش ولو كان كل ما يوجد ما هو أَحسن منه قبيحاً كان قول الشاعر سَتُبْدي لك الأَيامُ ما كنت جاهلاً ويأْتيك بالأَخْبارِ من لم تُزَوِّدِ رديئاً إذا وجدت ما هو أَشْعر منه قال فليس التضمين بعيب كما أَن هذا ليس برديء وقال ابن جني هذا الذي رآه أَبو الحسن من أَن التضمين ليس بعيب مذهب تراه العرب وتستجيزه ولم يَعْدُ فيه مذهبَهم من وجهين أَحدهما السماع والآخر القياس أَما السماع فلكثرة ما يرد عنهم من التضمين وأَما القياس فلأَن العرب قد وضعت الشعر وضعاً دلت به على جواز التضمين عندهم وذلك ما أَنشده صاحب الكتاب وأَبو زيد وغيرهما من قول الرَّبيعِ بن ضَبُعٍ الفَزَاري أَصْبَحْتُ لا أَحْمِلُ السلاحَ ولا أَملك رأْس البعيرِ إن نَفَرا والذئبَ أَخْشاه إن مَرَرْتُ به وَحْدِي وأَخْشَى الرياحَ والمَطَرا فنَصْبُ العرب الذِّئْبَ هنا واختيارُ النحويين له من حيث كانت قبله جملة مركبة من فعل وفاعل وهي قوله لا أَملك يدلك على جريه عند العرب والنحويين جميعاً مجرى قولهم ضربت زيداً وعمراً لقيته فكأَنه قال ولقيت عمراً لتتجانس الجملتان في التركيب فلولا أَن البيتين جميعاً عند العرب يجريان مجرى الجملة الواحدة لما اختارت العرب والنحويون جميعاً نصب الذئب ولكن دل على اتصال أَحد البيتين بصاحبه وكونهما معاً كالجملة المعطوف بعضها على بعض وحكم المعطوف والمعطوف عليه أَن يجريا مجرى العقدة الواحدة هذا وجه القياس في حسن التضمين إلا أَن بإِزائه شيئاً آخر يقبح التضمين لأَجله وهو أَن أَبا الحسن وغيره قد قالوا إِن كل بيت من القصيدة شعر قائم بنفسه فمن هنا قَبُحَ التضمين شيئاً ومن حيث ذكرنا من اختيار النصب في بيت الربيع حَسُنَ وإذا كانت الحال على هذا فكلما ازدادت حاجة البيت الأَول إلى الثاني واتصل به اتصالاً شديداً كان أَقبح مما لم يحتج الأَول إلى الثاني هذه الحاجة قال فمن أَشدَّ التضمين قول الشاعر روي عن قُطْرُب وغيره وليس المالُ فاعْلَمْهُ بمالٍ من الأَقْوامِ إلا للَّذِيِّ يُرِيدُ به العَلاءَ ويَمْتَهِنْهُ لأَقْرَبِ أَقْرَبِيه وللقَصِيِّ فضَمَّنَ بالموصول والصلة على شدة اتصال كل واحد منهما بصاحبه وقال النابغة وهم وَرَدُوا الجِفارَ على تميمٍ وهم أَصحابُ يومِ عُكاظَ إنِّي شَهِدْتُ لهم مَواطِنَ صادِقاتٍ أَتَيْتُهُمُ بِوُدِّ الصَّدْرِ مِنِّي وهذا دو الأَول لأَنه ليس اتصالُ المخبر عنه بخبره في شدة اتصال الموصول بصلته ومثله قول القُلاخ لسَوَّار بن حَيّان المَنْقَريّ ومثل سَوَّارٍ ردَدْناه إلى إدْرَوْنِه ولُؤْمِ إصِّه على أَلرَّغْمِ مَوْطوءَ الحِمى مُذَلَّلا والمُضَمَّنُ من الأَصوات ما لا يستطاع الوقوف عليه حتى يوصل بآخر قال الأَزهري والمُضَمَّنُ من الأَصوات أَن يقول الإنسان قِفْ فُلَ بإِشمام اللام إلى الحركة والضَّمانةُ والضَّمانُ الزَّمانة والعاهة قال الشاعر بعَيْنَينِ نَجْلاوَينِ لم يَجْرِ فيهما ضمانٌ وجِيدٍ حُلِّيَ الشذْرَ شامِس والضَّمَنُ والضَّمانُ والضُّمْنة والضَّمانة الداء في الجسد من بلاء أَو كِبر رجل ضَمَنٌ لا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث مريض وكذلك ضَمِنٌ والجمع ضَمِنُون وضَمِينٌ والجمع ضَمْنى كُسِّر على فَعْلى وإن كانت إنما يكسر بها المفعول نحو قَتْلى وأَسْرَى لكنهم تجوّزوه على لفظ فاعِل أَو فَعِلٍ على تَصَوُّرِ معنى مفعول قال سيبويه كُسِّر هذا النحو على فَعْلى لأَنها من الأَشياء التي أُصيبوا بها وأُدْخلوا فيها وهم لها كارهون وقد ضَمِنَ بالكسر ضَمَناً كمَرِض وزَمِن فهو ضَمِنٌ أَي مُبْتَلىً والضَّمانة الزَّمانة وفي حديث عبد الله بن عمر من اكْتَتَب ضَمِناً بعثه الله ضَمِناً يوم القيامة أَي من سأَل أَن يكتب نفسه في جملة الزَّمْنى ليُعْذَرَ عن الجهاد ولا زَمانه به بعثه الله يوم القيامة زَمِناً واكتتب سأَل أَن يكتب في جملة المعذورين وخرَّجه بعضهم عن عبد الله بن عمرو بن العاص وإذا أَخذ الرجلُ من أَمير جُنْدِه خطّاً بزَمانته والمُؤَدِّي الخراج يَكْتتَبُ البراءَة به والضَّمِنُ الذي به ضَمانة في جسده من زمانة أَو بلاءٍ أَو كَسْر وغيره تقول منه رجل ضَمِنٌ قال الشاعر ما خِلْتُني زِلْتُ بعْدَكمْ ضَمِناً أَشكو إليكم حُمُوَّة الأَلَمِ والاسم الضَّمَن بفتح الميم والضَّمان وقال ابن أَحمر وقد كان سُقِيَ بطنُه إليك إلهَ الخَلْقِ أَرْفَعُ رَغْبتي عِياذاً وخَوْفاً أَن تُطيلَ ضَمانِيا وكان قد أَصابه بعض ذلك فالضَّمان هو الداء نفسه ومعنى الحديث أَن يَكْتَتِبَ الرجلُ أَنَّ به زمانة ليتخلف عن الغزو ولا زمانة به وإنما يفعل ذلك اعتلالاً ومعى يَكتتِب يأْخذ لنفسه خطّاً من أَمير جيشه ليكون عذراً عن واليه الفراء ضَمِنَتْ يدُه ضَمانة بمنزلة الزمانة ورجل مَضْمون اليد مثل مَخْبون اليد وقوم ضَمْنى أَي زَمْنى الجوهري والضُّمْنة بالضم من قولك كانت ضُمْنةُ فلان أَربعة أَشهر أَي مَرَضُه وفي حديث ابن عُمَير مَعْبوطةٌ غيرُ ضَمِنةٍ أَي أَنها ذبحت لغير علة وفي الحديث أَنه كان لعامر بن ربيعة ابن أَصابته رَمْيةٌ يومَ الطائف فضَمِنَ منها أَي زَمِنَ وفي الحديث كانوا يَدْفعون المفاتيح إلى ضَمْناهم ويقولون إن احتجتم فكُلوا الضَّمْنى الزَّمْنى جمع ضَمِنٍ والضَّمانةُ الحُبُّ قال ابن عُلَّبة ولكن عَرتْني من هَواكِ ضَمانةٌ كما كنتُ أَلقى منكِ إذ أَنا مُطْلقُ ورجل ضَمِنٌ عاشق وفلان ضَمِنٌ على أَهله وأَصحابه أَي كلٌّ أَبو زيد يقال فلان ضَمِنٌ على أَصحابه وكَلٌّ عليهم وهما واحد وإني لفي غَفَلٍ عن هذا وغُفُولٍ وغَفْلة بمعنى واحد قال لبيد يُعْطي حُقوقاً على الأَحساب ضامِنةً حتى يُنَوِّرَ في قُرْيانِه الزَّهَرُ كأَنه قال مضمونة ومثله أَناشِرَ لا زالَتْ يَمينُك آشِرَه يريد مأْشورة أَي مقطوعة ومثله أَمْرٌ عارفٌ أَي معروف والراحلةُ بمعنى المَرْحولة وتطليقة بائنة أَي مُبانة وفَهِمْت ما تضَمَّنه كتابك أَي ما اشتمل عليه وكان في ضِمْنه وأَنفَذْتُه ضِمْن كتابي أَي في طَيّه

( ضمحن ) اضْمَحَلَّ الشيءُ واضْمَحَنَّ على البدل عن يعقوب وقد تقدم في حرف اللام

( ضنن ) الضِّنَّة والضِّنُّ والمَضَنَّة والمَضِنَّة كل ذلك من الإِمساك والبُخْل ورجل ضَنينٌ قال الله عز وجل وما هو على الغيب بضَنينٍ قال الفراء قرأَ زيد بن ثابت وعاصم وأَهل الحجاز بضَنِينٍ وهو حَسَن يقول يأْتيه غَيْبٌ وهو مَنْفوس فيه فلا يبخل به عليكم ولا يَضِنُّ به عنكم ولو كان مكان على عن صَلَح أَو الباء كما تقول ما هو بضنين بالغيب وقال الزجاج ما هو على الغيب ببخيل أَي هو صلى الله عليه وسلم يُؤَدِّي عن الله ويُعَلِّم كتابَ الله أَي ما هو ببخيل كَتُومٍ لما أُوحي إليه وقرئَ بظَنينٍ وتفسيره في مكانه ابن سيده ضَنِنْتُ بالشيء أَضَنُّ وهي اللغة العالية وضَنَنْتُ أَضِنُّ ضَنّاً وضِنّاً وضِنَّةً ومَضَنَّة ومَضِنَّة وضَنانة بَخِلْت به وهو ضَنين به قال ثعلب قال الفراء سمعت ضَنَنْتُ ولم أَسمع أَضِنُّ وقد حكاه يعقوب ومعلوم أَن من روى حجة على من لم يرو وقول قَعْنَب بن أُمِّ صاحب مَهْلاً أَعاذِلَ قد جَرَّبْتِ من خُلُقي أَني أَجُودُ لأَقوامٍ وإِن ضَنِنُوا فأَظهر التضعيف ضرورة وعِلْقُ مَضِنَّةٍ ومَضَنَّة بكسر الضاد وفتحها أَي هو شيء نفيس مَضْنون به ويُتَنافَس فيه والضّنُّ الشيء النفيس المَضْنُون به عن الزجاجي ورجل ضَنِينٌ بخيل وقول البعيث أَلا أَصْبَحَتْ أَسماءُ جاذِمةَ الحَبْلِ وضَنَّتْ علينا والضَّنِينُ من البُخْلِ أَراد الضَّنينُ مخلوقٌ من البخل كقولهم مجبول من الكرم ومَطينٌ من الخير وهي مخلوقة من البخل وكل ذلك على المجاز لأَن المرأَة جوهر والبخل عَرَض والجوهرُ لا يكون من العَرض إنما أَراد تمكين البخل فيها حتى كأَنها مخلوقة منه ومثله ما حكاه سيبويه من قولهم ما زيد إلاَّ أَكْلٌ وشُرْبٌ ولا يكون أَكلاً وشرباً لاختلاف الجهتين وهذا أَوفق من أَن يحمل على القلب وأَن يراد به والبخلُ من الضَّنِين لأَن فيه من الإِعْظام والمبالغة ما ليس في القلب ومثله قوله وهُنَّ من الإِخْلافِ والوَلَعانِ وهو كثير ويقال فلان ضِنِّتي من بين إخواني وضِنِّي أَي أَختص به وأَضِنُّ بمودَّته وفي الحديث إن لله ضنائنَ
( * قوله « وفي الحديث إن لله ضنائن إلخ » قال الصاغاني هذا من الأحاديث التي لا طرق لها ) من خَلْقِه وفي رواية ضِنّاً من خلقه يحييهم في عافية ويميتهم في عافية أَي خصائص واحدهم ضَنِينَة فعيلة بمعنى مفعولة من الضِّنِّ وهو ما تختصه وتَضَنُّ به أَي تبخل لمكانه منك ومَوْقِعِه عندك وفي الصحاح فلان ضِنِّي من بين إخواني وهو شِبْه الاختصاص وفي حديث الأَنصار لم نَقُلْ إلاّ ضِنّاً برسول الله أَي بُخْلاً وشُحّاً أَن يُشارِكنا فيه غيرُنا وفي حديث ساعة الجمعة فقلت أَخْبِرني بها ولا تَضْنَنْ عليَّ أَي لا تَبْخَل ويقال اضْطَنَّ يَضْطَنُّ أَي بَخِلَ يبْخَلُ وهو افْتِعال من الضَّنِّ وكان في الأَصل اضْتَنَّ فقلبت التاء طاء وضَنِنْتُ بالمنزل ضِنّاً وضَنَانَةً لم أَبْرَحْه والاضْطِنانُ افْتِعال من ذلك وأَخَذْتُ الأَمْر بضَنانَتِه أَي بطَراوَتِه لم يتغير وهَجَمْتُ على القوم وهم بضَنانَتِهم لم يتفرَّقوا ورجل ضَنَنٌ شجاع قال إِني إذا ضَنَنٌ يَمْشي إلى ضَنَنٍ أَيْقَنْتُ أَنَّ الفَتى مُودٍ به الموتُ والمَضْنُون الغالية وفي المحكم المَضْنُونُ دُهْنُ البانِ قال الراجز قد أَكْنَبَتْ يَداكَ بَعْدَ لِينِ وبَعْدَ دُهْنِ البانِ والمَضْنُونِ وهَمَّتا بالصَّبْرِ والمُرُونِ والمَضْنون والمَضْنونة الغالِيةُ عن الزجاج الأَصمعي المَضْنُونةُ ضرب من الغِسْلَةِ والطِّيب قال الراعي تَضُمُّ على مَضْمُونَةٍ فارِسيَّةٍ ضَفَائِرَ لا ضاحي القُرُونِ ولا جَعْدِ وتُضْحي وما ضَمَّتْ فُضُولَ ثِيابِها إلى كَتِفَيْها بائْتِزَارٍ ولا عَقْدِ كأَنَّ الخُزامى خالَطَتْ في ثيابها جَنِيّاً من الرَّيْحانِ أَو قُضُبِ الرَّنْدِ والمَضْنونة اسم لزمزم وابن خالويه يقول في بئر زمزم المَضنُون بغير هاء وفي حديث زمزم قيل له احْفِرِ المَضْنُونة أَي التي يُضَنُّ بها لنَفاستها وعِزَّتِها وقيل للخَلُوقِ والطِّيبِ المَضْنُونة لأَنه يُضَنُّ بهما وضِنَّهُ اسم أَبي قبيلة وفي العرب قبيلتان إِحداهما تنسب إلى ضِنَّة بن عبد الله بن نُمَيْرٍ والثانية ضِنَّة ابن عبد الله بن كبير
( * قوله « ضنة بن عبد الله بن كبير إلخ » كذا بالأصل والمحكم والقاموس والذي في التكملة ضنة بن عبد بن كبير إلخ وصوّبه شارح القاموس ولم يبين وجهه ) بن عُذْرَة والله أَعلم

( ضون ) الضَّيْوَنُ السِّنَّوْرُ الذكر وقيل هو دُوَيْبَة تشبهه نادر خرج على الأَصل كما قالوا رجاء ابن حَيْوَة وضَيْوَنٌ أَنْدَرُ لأَن ذلك جنس وهذا علم والعلم يجوز فيه ما لا يجوز في غيره والجمع الضيَّاوِن قال ابن بري شاهده ما أَنشده الفراء ثَرِيدٌ كأَنَّ السَّمْنَ في حَجَراتِه نُجومُ الثُّرَيَّا أَو عُيُونُ الضَّياوِنِ وصحت الواو في جمعها لصحتها في الواحد وإنما لم تدغم في الواحد لأَنه اسم موضوع وليس على وجه الفعل وكذلك حَيْوَةٌ اسم رجل وفارق هَيِّناً ومَيِّتاً وسَيِّداً وجَيِّداً وقال سيبويه في تصغيره ضُبَيِّنٌ فأَعَلَّه وجعله مثل أُسَيِّد وإن كان جمعه أَساود ومن قال أُسَيْوِد في التصغير لم يمتنع أَن يقول ضُيَيْوِنٌ قال ابن بري وَضَيْوَنٌ فَيْعَلٌ لا فَعُولٌ لأَن باب ضَيْغَم أَكثر من باب جَهْوَر والضَّانَة غير مهموز البُرَة التي يُبْرَى بها البعيرُ إذ كانت من صُفْرٍ قال ابن سيده وقضينا أَن أَلفها واو لأَنها عين والتَّضَوُّنُ كثرة الوَلَد والضَّوْنُ الإِنْفَحة الأَزهري في ترجمة خزم قال شَمِرٌ الخِزَامة إذا كانت من عقَبٍ فهي ضانَةٌ وأَنشد لابن مَيَّادَة قطعتُ بمِصْلالِ الخِشاشِ يَرُدُّها على الكُرْهِ منها ضانَةٌ وجَدِيلُ سَلَمَةُ عن الفراء المِيْضانة القُفَّة وهي المَرْجُونة والقَفْعَة وأَنشد لا تَنْكِحَنَّ بعدها حَنَّانه ذاتَ قَتارِيدَ لها مِيْضانه قال حَنَّ وهَنَّ أَي بَكى وفي المحكم في ترجمة وَضَن المِيْضَنَة كالجُوَالِق

( ضين ) الضِّينُ والضِّيْنُ لغتان في الضأْن فإِما أَن يكون شاذاً وإما أَن يكون من لفظ آخر قال ابن سيده وهو الصحيح عندي

( طبن ) الطَّبَنُ بالتحريك الفِطْنَةُ طَبِنَ الشيءَ وطَبِنَ له وطَبَنَ بالفتح يَطْبَنُ طَبَناً وطَبانةً وطبَانية وطُبُونة فطِنَ له ورجل طَبِنٌ فَطِنٌ حاذِقٌ عالم بكل شيء قال الأَعشى واسْمَعْ فإِني طَبِنٌ عالمٌ أَقْطَعُ من شِقْشِقَة الهَادِرِ وكذلك طابنٌ وطُبُنَّةٌ قيل الطَّبَنُ الفِطْنَةُ للخير والتَّبَنُ للشَّرِّ أَبو زيد طَبِنْتُ به أَطْبَنُ طَبَناً وطَبَنْتُ أَطْبِنُ طَبَانَة وهو الخَدْعُ وقال أَبو عبيدة الطَّبَانَةُ والتَّبانة واحد وهما شدَّة الفِطْنة وقال اللحياني الطَّبانة والطَّبانيَة والتَّبانَة والتَّبانِيَةُ واللَّقانَة واللَّقانِيَة واللَّحانة واللَّحانِية معنى هذه الحروف واحد ورجل طَبِنٌ تَبِنٌ لَقِنٌ لَحِنٌ وفي الحديث أَن حَبَشِيّاً زُوِّجَ رُومِيَّةً فَطَبِنَ لها غُلامٌ رُوميٌّ فجاءت بولد كأَنه وَزَغَة قال شمر طَبَنَ لها غلام أَي خَيَّبَها وخَدَعها وأَنشد فقُلْتُ لها بل أَنتِ حَنَّةُ حَوْقَلٍ جَرى بالفِرَى بيني وبينك طابِنُ أَي رفيقٌ داهٍ خَبٌّ عالم به قال ابن الأَثير الطَّبانَةُ الفِطْنة طَبِنَ لكذا طَبانَةً فهو طَبِنٌ أَي هَجَمَ على باطنها وخَبَرَ أَمرها وأَنها ممن تُوَاتيه على المُراوَدة قال هذا إذا روي بكسر الباء وإن روي بالفتح كان معناه خيبها وأَفسدها والطَّبْنُ الجمع الكثير من الناس والطَّبْنُ الخَلْقُ يقال ما أَدري أَيُّ الطَّبْنِ هو بالتسكين كقولك ما أَدري أَيّ الناس هو واختار ابن الأَعرابي ما أَدري أَيُّ الطَّبَنِ هو بالفتح وجاء بالطَّبْنِ أَي الكثير والطِّبْنُ البيتُ والطِّبْنُ ما جاءت به الريح من الحطب والقَمْشِ فإِذا بني منه بيت فلا قوَّة له والطِّبْنُ القِرْقُ والطُّبْنُ والطِّبْنُ والطَّبْنُ خَطٌّ مستدير يلعب به الصبيان يسمونه الرَّحَى قال الشاعر من ذِكْرِ أَطْلالٍ ورَسْمٍ ضاحي كالطِّبْنِ في مُخْتَلَفِ الرِّياحِ ورواه بعضهم كالطَّبْلِ وقال ابن الأَعرابي الطَّبْنُ والطِّبْنُ هذه اللعبة التي تسمى السُّدَّرَ وأَنشد يَبِتْنَ يَلْعَبنَ حَوالَيَّ الطَّبَنْ الطَّبَنُ هنا مصدر لأَنه ضرب من اللعب فهو من باب اشتمل الصَّمّاء والطُّبَنُ اللُّعَبُ الجوهري والطُّبْنَةُ لعبة يقال لها بالفارسية سِدَرَهْ والجمع طُبَنٌ مثل صُبْرَة وصُبَرٍ وأَنشد أَبو عمرو تَدَكَّلَتْ بَعْدِي وأَلْهَتْها الطُّبَنْ ونَحْنُ نَعْدُو في الخَبَارِ والجَرَنْ قال ابن بري كذا أَنشده أَبو عمرو تَدَكَّلَتْ بالكاف قال والتَّدَكُّلُ ارتفاعُ الرجل في نفسه والطُّبَنُ واحدتها طُبْنَةٌ ابن بري والطَّبَانةُ أَن ينظر الرجل إلى حليلته فإِما أَن يَحْظُلَ أَي يكفها عن الظهور وإِما أَن يغضب ويَغارَ وأَنشد للجعدي فما يُعْدِمْكِ لا يُعْدِمْكِ منه طَبانيةٌ فيَحْظُلُ أَو يَغارُ وَطَبَنَ النارَ يَطْبِنُها طَبْناً دفنها كي لا تَطْفَأ والطّابُون مَدْفِنُها ويقال طابِنْ هذه الحَفِيرَة وطامِنْها واطْبَأَنَّ قلبه واطْبَأَنَّ الرجل سكن لغة في اطْمَأَنَّ وطأْبَنَ ظَهرَه كطأْمَنَهُ وهي الطُّمَأْنينة والطُّبَأْنِينة والمُطْبَئِنُّ مثل المُطْمَئِنِّ ابن الأَعرابي الطُّبْنَةُ صوتُ الطُّنْبُور ويقال للطنْبُور طُبْنٌ وأَنشد فإِنَّكَ مِنّا بينَ خَيْلٍ مُغِيرَةٍ وخَصْمٍ كعُودِ الطُّبْنِ لا يَتَغَيَّبُ

( طبرزن ) قال في ترجمة طبرزذ الطَّبَرْزَذُ السُّكَّرُ فارسي معرّب وحكى الأَصمعي طَبْرزَل وطبرْزَن لهذا السكر بالنون واللام وقال يعقوب طَبَرْزُل وطَبَرْزُن قال وهو مثال لا أَعرفه قال ابن جني قولهم طَبَرْزَل وطَبَرْزَن لستَ بأَن تَجْعَلَ أَحدَهما أَصلاً لصاحبه بأَوْلى منك بحمله على ضِدِّه لاستوائهما في الاستعمال

( طجن ) الطاجِنُ المِقْلَى وهو بالفارسية تابه والطَّجْنُ قَلْوُك عليه دَخيل قال الليث أُهملت الجيم والطاء في الثلاثي الصحيح ووجدناها مستعملة بعضها عربية وبعضها معرَّبة فمن المعرّب قولهم طَجْنَةُ بلد معروف وقولهم للطابِقِ الذي يُقْلَى عليه اللحم الطاجِنُ وقَلِيَّةٌ مُطَجَّنة والعامة تقول مُطَنْجنة الجوهري الطَّيْجَنُ والطاجِنُ يُقْلى فيه وكلاهما معرَّب لأَن الطاء والجيم لا يجتمعان في أَصل كلام العرب

( طحن ) الأَزهري الطِّحْنُ الطَّحِينُ المَطْحُونُ والطَّحْنُ الفعل والطِّحَانةُ فعل الطَّحّانِ وفي إِسلام عمر رضي الله عنه فأَخرَجَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في صَفَّينِ له كَدِيدٌ ككَدِيدِ الطَّحِينِ ابن الأَثير الكَدِيدُ الترابُ الناعم والطَّحينُ المَطْحُون فعيل بمعنى مفعول ابن سيده طَحَنَه يَطْحَنُه طَحْناً فهو مَطْحُون وطَحِينٌ وطَحَّنَه أَنشد ابن الأَعرابي عَيْشُها العِلْهزُ المُطَحَّنُ بالفَثْ ثِ وإيضاعُها القَعُودَ الوَسَاعا والطِّحْنُ بالكسر الدقيق والطَّاحُونة والطَّحّانة التي تدور بالماء والجمع الطَّواحِينُ والطَّحّان الذي يَلي الطَّحِينَ وحِرْفته الطِّحانةُ الجوهري طَحَنَتِ الرَّحَى تَطْحَنُ وطَحَنْتُ أَنا البُرَّ والطَّحْنُ المصدر والطَّاحونة الرَّحَى وفي المثل أَسمَعُ جَعْجَعَةً ولا أَرى طِحْناً والطَّواحِنُ الأَضراسُ كلها من الإِنسان وغيره على التشبيه واحدتها طاحِنَة الأَزهري كل سنٍّ من الأَضراس طاحِنَة وكَتِيبة طَحُون تَطْحَنُ كُلَّ شيء والطُّحَنُ على هيئة أُم حُبَيْن إلا أَنَّها أَلطف منها تَشْتَالُ بذَنَبِها كما تَفْعَلُ الخَلِفَة من الإِبل يقول لها الصبيان اطْحَني لنا جِرَابنا فتَطْحَنُ بنفسها في الأَرض حتى تغيب فيها في السهل ولا تَراها إلا في بَلُّوقَةٍ من الأَرض والطُّحَنُ لَيْثُ عِفِرِّينَ وقوله إذا رآني واحداً أَو في عَيَنْ يَعْرِفُني أَطْرَقَ إِطْراقَ الطُّحَنْ إنما عنى إحدى هاتين الحشرتين قال ابن بري الرجز لجَندَلِ بن المُثَنَّى الطُّهَوِيِّ الأَزهري الطُّحَنة دُويبة كالجُعَل والجمع الطُّحَنُ قال والطُّحَنُ يكون في الرمل ويقال إنه الحُلَكُ ولا يُشْبِهُ الجُعَلَ وقال قال أَبو خيرة الطُّحَنُ هو لَيْثُ عِفِرِّين مثل الفُستُقة لونه لون التراب يَندَسُّ في التراب وقال غيره هو على هيئة العِظَاية يَشتالُ بذنبه كما تفعلُ الخَلِفَة من الإِبل وحكى الأَزهري عن الأَصمعي قال الطُّحَنة دابة دون القُنفُذ تكون في الرمل تظهر أَحياناً وتدور كأَنها تَطْحَنُ ثم تَغُوص وتجتمع صبيان الأَعراب لها إذا ظهرت فيصيحون بها اطْحَني جِراباً أَو جِرابَين ابن سيده والطُّحَنَة دويبة صُفيراءُ طرفِ الذنب حَمراءِ ليست بخالصة اللون أَصغر رأْساً وجَسَداً من الحِرْباءِ ذنبها طُول إصبع لا تَعَضُّ وطَحَنَتِ الأَفْعَى الرملَ إذا رَقَّقَته ودخلت فيه فغيبت نفسها وأَخرجت عينها وتسمَّعى الطَّحُون والطّاحِنُ الثور القليل الدَّوَران الذي في وَسَطِ الكُدْسِ والطَّحّانةُ والطَّحُونُ الإبل إذا كانت رِفاقاً ومعها أَهلها قال اللحياني الطَّحُون من الغنم ثلثمائة قال ابن سيده ولا أَعلم أَحداً حكى الطَّحُونَ في الغنم غيره الجوهري الطَّحَّانة والطَّحُون الإبل الكثيرة والطُّحَنَةُ القصير فيه لُوثة عن الزجاجي الأَزهري عن ابن الأَعرابي إذا كان الرجل نهاية في القِصَرِ فهو الطُّحَنة قال ابن بري وأَما الطويل الذي فيه لُوثَةٌ فيقال له عُسْقُدٌ قال وقال ابن خالويه أَقْصَرُ القِصَارِ الطُّحَنَةُ وأَطول الطِّوالِ السَّمَرْ طُولُ وحرب طَحُونٌ تَطْحَنُ كل شيء الأَزهري والطَّحُون اسم للحرب وقيل هي الكتيبة من كتائب الخيل إذا كانت ذات شوكة وكثرة قال الراجز حَواه حاوٍ طالَ ما استباثا ذُكورَها والطُّحَّنَ الإِناثا
( * قوله « والطحن الإناثا » كذا بالأصل مضبوطاً ولم نجد الرجز في عبارة الأزهري ولذلك لم ينطبق الشاهد على ما قبله ) الجوهري الطَّحُون الكتيبة تَطْحَنُ ما لَقِيَتْ قال وحكى النضر عن الجَعْدِي قال الطاحِنُ هو الراكِسُ من الدَّقُوقَة التي تقوم في وَسَطِ الكُدْسِ الجوهري طَحَنَتِ الأَفْعَى تَرَحَّتْ واستدارت فهي مِطْحانٌ قال الشاعر بخَرْشاءَ مِطْحانٍ كأَنَّ فَحِيحَها إذا فَزِعَتْ ماءٌ هَرِيقَ على جَمْرِ والطَّحَّانُ إن جعلته من الطَّحْن أَجريته وإن جعلته من الطَّحِّ أَو الطَّحاءِ وهو المنبسط من الأَرض لم تُجْره قال ابن بري لا يكون الطَّحَّان مصروفاً إلا من الطَّحْنِ ووزنه فَعَّال ولو جعلته من الطَّحاءِ لكان قياسُه طَحْوان لا طَحَّان فإِن جعلته من الطَّحِّ كان وزنه فَعْلان لا فَعَّال

( طرن ) الطُّرْنُ والطَّارُونِيُّ ضَرْبٌ من الخَزِّ الليث الطُّرْنُ الخز والطَّارُونيُّ ضرب منه وفي النوادر طَرْيَنَ الشَّرْبُ وطَرْيَمُوا إذا اختلطوا من السُّكْرِ والله أَعلم

( طرخن ) الطَّرْخُون بقل طيب يطبخ باللحم

( طسن ) قال أَبو حاتم قالت العامَّة في جمع طس وحم طَواسِينُ وحَوامِيم قال والصواب ذَواتُ طس وذوات حم وذوات أَلم وأَنشد بيت الكميت وجَدْنا لكم في آلِ حم آيَةً تَأَوَّلها مِنَّا تَقِيٌّ ومَُعْرِبُ

( طعن ) طَعَنه بالرُّمْحِ يَطْعُنه ويَطْعَنُه طَعْناً فهو مَطْعُون وطَعِينٌ من قوم طُعَْنٍ وخَزَه بحربة ونحوها الجمع عن أَبي زيد ولم يقل طَعْنى والطَّعْنة أَثر الطَّعْنِ وقول الهذلي فإِنَّ ابنَ عَبْسٍ قد عَلِمْتُمْ مكانه أَذاعَ به ضَرْبٌ وطَعْنٌ جَوائِفُ الطَّعْنُ ههنا جمع طَعْنة بدليل قوله جوائف ورجل مِطْعَنٌ ومِطْعانٌ كثير الطَّعْنِ للعَدُوِّ وهم مطاعينُ قال مَطاعِينُ في الهَيْجا مَكاشِيفُ للدُّجَى إذا اغْبَرَّ آفاقُ السماء من القَرْصِ وطاعَنه مُطاعَنةً وطِعاناً قال كأَنه وَجْهُ تَرُكِيَّيْنِ قد غَضِبا مُسْتَهْدِفٌ لطِعَان فيه تَذْبِيبُ وتَطَاعَنَ القومُ في الحروب تَطَاعُناً وطِعِنَّاناً الأَخيرة نادرة واطَّعَنُوا على افْتَعَلوا أَبدلت تاء اطْتَعَنَ طاء البتةَ ثم أَدغمتها قال الأَزهري التَّفاعلُ والافتعال لا يكاد يكون إلا بالاشتراك من الفاعلين منه مثل التَّخَاصم والاخْتِصام والتَّعاوُرِ والاعْتِوارِ ورجل طِعِّينٌ حاذق بالطِّعَانِ في الحرب وطَعَنَه بلسانه وطَعَنَ عليه يَطْعُنُ ويَطَعَنُ طَعْناً وطَعَنَاناً ثَلَبَهُ على المَثَل وقيل الطَّعْن بالرمح والطَّعَنَانُ بالقول قال أَبو زُبيد وأَبى المُظْهِرُ العَدَاوةِ إلا طَعَناناً وقولَ ما لا يقال
( * قوله « وأبى المظهر إلخ » كذا في الأصل والجوهري والمحكم والذي في التهذيب
وأبى الكاشحون يا هند إلا ... طعناناً وقول ما لا يقال )
ففرَق بين المصدرين وغير الليث لم يَفْرِقْ بينهما وأَجاز للشاعر
طَعَناناً في البيت لأَنه أَراد أَنهم طَعَنُوا فأَكْثَرُوا فيه وتطاوَل ذلك منهم وفَعَلانٌ يجيء في مصادر ما يُتَطَاوَلُ فيه ويُتَمادَى ويكون مناسباً للمَيْل والجَوْر قال الليث والعين من يَطْعُنُ مضمومة قال وبعضهم يقول يَطْعُن بالرمح ويَطْعَن بالقول ففرق بينهما ثم قال الليث وكلاهما يَطْعَُنُ وقال الكسائي لم أَسمع أَحداً من العرب يقول يَطْعَنُ بالرمح ولا في الحَسَب إنما سمعت يَطْعُن وقال الفراء سمعت أَنا يَطْعَنُ بالرمح ورجل طَعَّانٌ بالقول وفي الحديث لا يكون المؤمنُ طَعَّاناً أعي وَقَّاعاً في أَعراض الناس بالذم والغيبة ونحوهما وهو فَعَّال من طَعَن فيه وعليه بالقول يَطْعَن بالفتح والضم إذا عابه ومنه الطَّعْنُ في النَّسَب ومنه حديث رَجَاء بن حَيْوَة لا تُحَدِّثْنا عن مُتَهارِتٍ ولا طَعَّانٍ وطَعَنَ في المفازة ونحوها يَطْعُن مضى فيها وأَمْعَنَ وقيل ويَطْعَنُ أَيضاً ذهب ومضى قال دِرْهَمُ بن زيد الأَنصاري وأَطْعَنُ بالقَوْمِ شَطْرَ الملُو كِ حتى إذا خَفَقَ المِجْدَحُ أَمَرْتُ صحابي بأَن يَنْزِلُوا فباتُوا قليلاً وقد أَصْبَحُوا قال ابن بري ورواه القالي وأَظْعَنُ بالظاء المعجمة وقال حميد بن ثور وطَعْني إليك الليلَ حِضْنَيْه إنني لِتِلك إذا هابَ الهِدَانُ فَعُولُ قال أَبو عبيدة أَراد وطَعْني حِضْنَيِ الليل إليك قال ابن بري ويقال طَعَنَ في جنازته إذا أَشرف على الموت قال الشاعر ويْلُ أمِّ قومٍ طَعَنْتُم في جَنازَتِهم بني كِلابٍ غَدَاةَ الرَّوْعِ والرَّهَقِ ويروى والرَّهَب أَي عملتم لهم في شبيه بالموت وفي حديث علي كرم الله وجهه والله لوَدَّ معاويةُ أَنه ما بقي من بني هاشم نافِخُ ضَرَمةٍ إلا طَعَنَ في نَيْطِه يقال طَعَنَ في نَيْطِه أَي في جنازته ومن ابتدأَ بشيء أَو دخله فقد طَعَنَ فيه ويروى طُعِنَ على ما لم يسم فاعله والنَّيْطُ نِياطُ القَلْبِ وهو عِلاقَتُه وطَعَن الليلَ سار فيه كله في المثل قال الأَزهري وطَعَنَ غُصْنٌ من أَغصان هذه الشجرة في دار فلان إذا مال فيها شاخصاً وأَنشد لمُدْرِك بن حِصْنٍ يعاتب قومه وكنتم كأُمٍّ لَبَّةٍ طَعَنَ ابْنُها إليها فما دَرَّتْ عليه بساعِدِ قال طَعَنَ ابنُها إليها أَي نَهَضَ إليها وشَخَص برأْسه إلى ثديها كما يَطْعَنُ الحائطُ في دار فلان إذا شَخَص فيها وقد روي هذا البيت ظَعَنَ بالظاء وقد ذكرناه في ترجمة سعد ويقال طَعَنَتِ المرأَة في الحيضة الثالثة أَي دخلت وقال بعضهم الطَّعْنُ الدخولُ في الشيءِ وفي الحديث كان إذا خُطِبَ إليه بعضُ بناته أَتى الخِدْرَ فقال إن فلاناً يذكر فلانة فإِن طَعَنَتْ في الخِدْرِ لم يُزَوِّجْها قال ابن الأَثير أَي طَعَنَتْ بإِصبعها ويدها على السِّتْرِ المَرْخِيِّ على الخِدْرِ وقيل طَعَنَتْ فيه أَي دخلته وقد ذكر في الراءِ ومنه الحديث أَنه طَعَنَ بإِصبعه في بَطْنِه أَي ضربه برأْسها وطَعَن فلانٌ في السِّنِّ يَطْعُنُ بالضم طَعْناً إذا شَخَص فيها والفرس يَطْعُنُ في العِنانِ إذا مَدَّه وتَبَسَّط في السير قال لبيد تَرْقى وتَطْعُنُ في العِنانِ وتَنْتَحي وِرْدَ الحَمامةِ إذْ أَجَدَّ حَمامُها أَي كوِرْدِ الحَمامة والفراء يجيز الفتح في جميع ذلك والطاعُون داء معروف والجمع الطَّواعِينُ وطُعِنَ الرجلُ والبعير فهو مَطْعون وطَعِين أَصابه الطاعُون وفي الحديث نزلتُ على أَبي هاشم ابن عُتْبة وهو طَعين وفي الحديث فَنَاءُ أُمتي بالطَّعْنِ والطاعُون الطَّعْنُ القتل بالرماح والطَّاعُون المرض العام والوَباء الذي يَفْسُد له الهواء فتفسد به الأَمْزِجة والأَبدان أَراد أَن الغالب على فَناء الأُمة بالفتن التي تُسْفَك فيها الدِّماءُ وبالوباء

( طعثن ) ابن الأَعرابي الطَّعْثَنَة المرأَة السيئة الخُلُق وأَنشد يا رَبّ من كَتَّمَني الصِّعادَا فهَبْ له حَليلَةً مِغْدادَا طَعْثَنَةً تَبَلَّغُ الأَجْلادا أَي تَلْتَهِمُ الأُيُورَ بهَنها

( طفن ) الطَّفانِيَة نعتُ سَوْءِ في الرجل والمرأَة وقيل والمرأَة العجوز ابن الأَعرابي الطَّفْنُ الحَبْس يقال خَلَّ عن ذلك المَطْفُون قال والطَّفانينُ الحَبْسُ والتَّخَلُّف وقال المُفَضَّلُ الطَّفْنُ الموت يقال طَفَنَ إذا مات وأَنشد أَلْقى رَحى الزَّوْرِ عليه فَطَحَنْ قَذْفاً وفَرْثاً تحته حتى طَفَنْ ابن بري الطَّفانِينُ الكذب والباطل قال أَبو زُبَيد طَفانِينُ قَوْلٍ في مَكانٍ مُخَنَّقِ

( طلحن ) الطَّلْحَنَة التَّلَطُّخُ بما يكره طَلْحَنَهُ وطَلْخَنَهُ

( طلخن ) الطَّلْخَنة التَّلَطُّخُ بما يكره طَلْخَنه وطَلْحَنَه وهو مذكور في الحاء المهملة أَيضاً

( طمن ) طَأْمَنَ الشيءَ سَكَّنه والطُّمَأْنِينَةُ السُّكونُ واطْمَأَنَّ الرجل اطْمِئناناً وطُمَأْنينة أَي سَكَن ذهب سيبويه إلى أَن اطْمَأَنَّ مقلوب وأَن أَصله من طَأْمَنَ وخالفه أَبو عمرو فرأَى ضِدَّ ذلك وحجة سيبويه أَن طَأْمَن غير ذي زيادة واطْمَأَنَّ ذو زيادة والزيادةُ إذا لحقت الكلمة لحقها ضرب من الوَهْنِ لذلك وذلك أَن مخالطتها شيء ليس من أَصلها مُزاحَمةٌ لها وتسوية في التزامه بينها وبينه وهو وإن تبلغ الزيادةُ على الأُصول فَحُشَ الحذفُ منها فإِنه على كل حال على صَدَدٍ من التَّوْهين لها إذ كان زيادةً عليها يحتاج إلى تحملها كما تتحامل بحذف ما حذف منها وإذا كان في الزيادة حرف من الإعلال كان ( ) ( كذا بياض بالأصل ) أَن يكون القلب مع الزيادة أَولى وذلك أَن الكلمة إذا لحقها ضرب من الضعف أَسرع إليها ضعف آخر وذلك كحذفهم ياء حنيفة في الإضافة إليها لحذف يائها في قولهم حَنَفِيّ ولما لم يكن في حنيف تاء تحذف فتحذف ياؤُها جاء في الإضافة إليها على أَصله فقالوا حنيفي فإِن قال أَبو عمرو جَرْيُ المصدرِ على اطْمَأَنَّ يدل على أَنه هو الأَصل وذلك من قولهم الاطْمئنان قيل قولهم الطَّأْمَنة بإِزاء قولك الاطمئنان فمَصْدَرٌ بمصدرٍ وبقي على أَبي عمرو أَن الزيادة جرت في المصدر جريها في الفعل فالعلة في الموضعين واحدة وكذلك الطُّمَأْنينة ذات زيادة فهي إلى الاعتلال أَقرب ولم يُقْنِع أَبا عمرو أَن قال إنهما أَصلان متقاربان كجَذَبَ وجَبَذَ حتى مَكَّنَ خلافَه لصاحب الكتاب بأَن عَكَسَ عليه الأَمْرَ وقوله عز وجل الذين آمنوا وتَطْمَئِنُّ قُلوبُهم بذكر الله معناه إذا ذكر الله بوحدانيته آمنوا به غير شاكِّين وقوله تعالى قل لو كان في الأَرض ملائكةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ قال الزجاج معناه مُسْتَوْطِنين في الأَرض واطْمَأَنَّت الأَرضُ وتَطَأْمَنَتْ انخفضت وطَمْأَنَ ظهره وطَأْمَنَ بمعنى على القلب التهذيب في الثلاثي اطْمَأَنَّ قلبه إذا سكن واطْمَأَنَّتْ نفسه وهو مُطْمَئِنّ إلى كذا وذلك مُطْمَأَنٌّ واطْبَأَنَّ مثله على الإِبدال وتصغير مُطْمَئِنٍّ طُمَيْئِنٌ بحذف الميم من أَوله وإِحدى النونين من آخره وتصغير طُمَأْنِينَةُ طُمَيْئِنَةٌ بحذف إحدى النونين من آخره لأَنها زائدة وقيل في تفسير قوله تعالى يا أَيتها النفس المُطْمَئِنَّة هي التي قد اطمَأَنَّتْ بالإِيمانِ وأَخْبَتَتْ لربها وقولُه عز وجل ولكن ليَطْمَئِنّ قلبي أَي ليسكن إلى المعاينة بعد الإِيمان بالغيب والاسم الطمَأْنينة ويقال طَامَنَ ظهره إذا حَنى ظهره بغير همز لأَن الهمزة التي في اطْمَأَنَّ أُدخلت فيها حِذَارَ الجمع بين الساكنين قال أَبو إسحق في قوله تعالى فإِذا اطْمَأْنَنْتُمْ فأَقِيمُوا الصلاة أَي إذا سكنت قلوبكم يقال اطْمَأَنَّ الشيءُ إذا سكن وطَأْمَنْتُه وطَمْأَنْتُه إذا سكَّنْته وقد روي اطْبَأَنَّ وطَأْمَنْتُ منه سَكَّنْت قال أَبو منصور اطْمَأَنَّ الهمزة فيها مُجْتَلَبة لالتقاء الساكنين إذا قلت اطْمَأَنَّ فإِذا قلت طامَنْتُ على فاعَلْتُ فلا همز فيه والله أَعلم إلاَّ أَن يقول قائل إن الهمزة لما لزمت اطْمَأَنَّ وهمزوا الطُّمَأْنينةَ همزوا كل فعل فيه وطَمَنَ غير مستعمل في الكلام والله أَعلم

( طنن ) الإِطْنانُ سُرْعة القَطْع يقال ضربته بالسيف فأَطْنَنْتُ به ذِراعَه وقد طَنَّت تحكي بذلك صوتها حين سقطت ويقال ضرب رجلَه فأَطَنَّ ساقَه وأَطَرَّها وأَتَنَّها وأَتَرَّها بمعنى واحد أَي قطعها ويقال يراد بذلك صوت القطع وفي حديث عليّ ضربه فأَطَنَّ قِحْفَه أَي جعله يَطِنُّ من صوت القطع وأَصله من الطَّنين وهو صوت الشيءِ الصُّلْب وفي حديث معاذ بن الجَموح قال صَمَدْتُ يوم بدْرٍ نحوَ أَبي جهل فلما أَمكَنَني حملت عليه وضربته ضربة أَطنَنْتُ قدَمَه بنصف ساقه فوالله ما أُشَبِّهُها حين طاحتْ إلاَّ النَّواةَ تَطيحُ من مِرْضَخةِ النَّوى أَطَنَنْتُها أَي قطعتها استعارة من الطَّنين صوْت القطع والمِرْضَخة التي يُرْضَخ بها النوى أَي يُكْسَر وأَطَنَّ ذراعه بالسيف فطَنَّت ضربها به فأَسرع قطعها والطَّنِينُ صوت الأُذن والطَّسّ والذباب والجبل ونحو ذلك طَنَّ يَطِنُّ طَنّاً وطَنِيناً قال وَيْلٌ لبَرْنِيِّ الجِرابِ مِنِّي إذا الْتَقَتْ نَواتُها وسِنِّي تَقولُ سِنِّي للنَّوَاةِ طِنِّي قال ابن جني الرَّوِيُّ في هذه الأَبيات الياء ولا تكون النون البتة لأَنه لا يمكن إِطلاقها وإذا لم يجز إِطلاق هذه الياء لم يمتنع سني أَن يكون رويّاً والبَطَّةُ تَطِنُّ إذا صوّتت وأََطنَنْتُ الطَّسْتَ فَطَنَّتْ والطَّنْطَنة صوت الطُّنْبور وضرب العود ذي الأَوتار وقد تستعمل في الذباب وغيره وطَنين الذباب صوته ويقال طَنْطَنَ طَنْطَنة ودَندَنَ دَنْدَنة بمعنى واحد وطَنَّ الذبابُ إذا مَرِجَ فسمعت لطيرانه صوتاً ورجل ذو طَنْطانٍ أَي ذو صَخَبٍ وأَنشد إنَّ شَرِيبَيْك ذَوا طَنْطانِ خاوِذْ فأَصْدِرْ يومَ يُورِدانِ والطَّنْطَنة كثرة الكلام والتصويت به والطَّنْطنة الكلام الخفي وطَنَّ الرجلُ مات وكذلك لَعِقَ إِصْبعَه والطُّنُّ القامة ابن الأَعرابي يقال لبدن الإِنسان وغيره من سائر الحيوان طُنَّ وأَطنانٌ وطِنان قال ومنه قولهم فلان لا يقوم بطُنِّ نفسه فكيف بغيره ؟ والطُّنُّ بالضم الحُزْمة من الحطب والقَصَب قال ابن دريد لا أَحسبها عربية صحيحة قال وكذلك قول العامة قام بطُنِّ نفسه لا أَحسبها عربية وقال أَبو حنيفة الطُّنُّ من القصب ومن الأَغصان الرَّطْبةُ الوَريقةُ تُجْمع وتحزَم ويجعل في جوفها النَّوْرُ أَو الجَنى قال الجوهري والقصبة الواحدة من الحُزْمة طُنَّة والطُّنُّ العِدْل من القُطن المحلوج عن الهَجَريِّ وأَنشد لم يَدْرِ نَوَّامُ الضُّحى ما أَسْرَيْنْ ولا هِدانٌ نام بين الطُّنَّيْنْ أَبو الهيثم الطُّنُّ العِلاوة بين العِدْلَين وأَنشد بَرَّحَ بالصِّينيِّ طُولُ المَنِّ وسَيْرُ كُلِّ راكِبٍ أَدَنِّ مُعْتَرِضٍ مِثْلِ اعْتراض الطُّنِّ والطُّنِّيُّ من الرجال العظيم الجسم والطُّنُّ والطَّنُّ ضرب من التمر أَحمر شديد الحلاوة كثير الصَّقَر
( * قوله « كثير الصقر » يقال لصقره السيلان بكسر السين لأنه إذا جمع سال سيلاً من غير اعتصار لرطوبته ) وفي حديث ابن سيرين لم يكن عليٌّ يُطَّنُّ في قتل عثمان أَي يُتَّهَم ويروى بالظاء المعجمة وسيأْتي ذكره وفي الحديث فمن تَطَّنُّ أَي من تتَّهمُ وأَصله تَظْتَنُّ من الظِّنَّة التُّهَمة فأَدغم الظاء في التاء ثم أَبدل منها طاء مشددة كما يقال مُطّلم في مُظطلم والله أَعلم

( طهن ) الطَّهَنانُ البَرَّادةُ

( طون ) التهذيب ابن الأَعرابي الطُّونَةُ كثرة الماء

( طين ) الطِّينُ معروف الوَحَلُ واحدته طِينةٌ وهو من الجواهر الموصوف بها حكى سيبويه عن العرب ممرت بصحيفةٍ طينٍ خاتَمُها جعله صفة لأَنه في معنى الفعل كأَنه قال لَيّنٍ خاتمها والطان لغة فيه قال المُتَلمِّس بِطانٍ على صُمّ الصُّفي وبِكِلِّسِ ويروى يُطانُ بآجُرٍّ عليه ويُكْلَسُ ويوم طانٌ كثير الطين وموضع طانٌ كذلك يصلح أَن يكون فاعلاً ذهبت عينه وأَن يكون فَعَلاً الجوهري يوم طانٌ ومكان طانٌ وأَرض طانَةٌ كثيرة الطين وفي التنزيل العزيز أَأَسْجُدُ لمن خَلقْتَ طِيناً قال أَبو إسحق نصب طِيناً على الحال أَي خلقته في حال طينته والطِّينة قطعة من الطين يختم بها الصَّكُّ ونحوه وطِنْتُ الكتابَ طَيْناً جعلتُ عليه طِيناً لأَخْتِمَه به وطانَ الكتابَ طَيْناً وطيَّنه ختمه بالطين هذا هو المعروف وقال يعقوب وسمعت من يقول أَطِنِ الكتابَ أَي اختمه وطِينَتُه خاتمه الذي يُطَيَّن به وطانَ الحائطَ والبيتَ والسطحَ طَيْناً وطَيَّنه طلاه بالطين الجوهري طَيَّنْتُ السطحَ وبعضهم ينكره ويقول طِنْتُ السطحَ فهو مَطِينٌ وأَنشد للمُثَقّب العبْدي فأَبْقَى باطِلي والجِدُّ منها كدُكَّانِ الدَّرابِنةِ المَطِينِ والطَّيَّانُ صانع الطين وحرفته الطِّيانةُ وأَما الطَّيّانُ من الطَّوَى وهو الجوع فليس من هذا وهو مذكور في موضعه والطِّينة الخِلْقة والجِبِلَّة يقال فلان من الطِّينة الأُولى وطانَهُ اللهُ على الخير وطامَهُ أَي جَبَله عليه وهو يَطِينُه قال أَلا تلك نفْسٌ طِينَ فيها حَياؤُها ويروى طيم كذا أَنشده ابن سيده والجوهري وغيرهما قال ابن بري صواب إِنشاده إلى تلك بإِلى الجارَّة قال والشعر يدل على ذلك وأَنشد الأَحمر لئن كانت الدُّنْيا له قد تزَيَّنَتْ على الأَرضِ حتى ضاقَ عنها فَضاؤُها لقد كانَ حُرّاً يَسْتَحي أَن تَضُمَّه إلى تلك نَفْسٌ طِينَ فيها حَياؤُها يريد أَن الحياء من جِبِلَّتها وسَجِيَّتِها وفي الحديث ما من نفْسٍ مَنْفُوسةٍ تَمُوتُ فيها مِثْقالُ نملة من خير إلاَّ طِينَ عليه يوم القيامة طَيْناً أَي جُبِلَ عليه يقال طانَه الله على طِينَتِه أَي خَلَقه على جِبِلَّتِه وطِينةُ الرجل خِلْقَتُه وأَصله وطَيْناً مصدر من طانَ ويروى طِيمَ عليه بالميم وهو بمعناه ويقال لقد طانَني اللهُ على غير طِينَتِك ابن الأَعرابي طانَ فلانٌ وطامَ إذا حَسُنَ عَمَلُه ويقال ما أَحسَنَ ما طامَهُ وطانَه وإِنه ليَابِس الطِّينةِ إذا لم يكن وَطِيئاً سَهْلاً وذكر الجوهري هنا فِلَسْطِين بكسر الفاء بلد قال ابن بري فِلَسْطِين حقه أَن يذكر في فصل الفاء من حرف الطاء لقولهم فِلَسْطُون

( ظعن ) ظَعَنَ يَظْعَنُ ظَعْناً وظَعَناً بالتحريك وظُعوناً ذهب وسار وقرئ قوله تعالى يوم ظَعْنِكم وظَعَنِكم وأَظْعَنه هو سَيَّرَه وأَنشد سيبويه الظاعِنُونَ ولمَّا يُظْعِنُوا أَحداً والقائِلونَ لمن دارٌ نُخَلِّيها والظَّعْنُ سَيْرُ البادية لنُجْعَةٍ أَو حُضُوره ماءٍ أَو طَلَبِ مَرْبَعٍ أَو تَحَوُّلٍ من ماء إلى ماء أَو من بلد إلى بلد وقد يقال لكل شاخص لسفر في حج أَو غزو أَو مَسير من مدينة إلى أُخرى ظاعِنٌ وهو ضدّ الخافِضِ ويقال أَظاعِنٌ أَنت أَم مُقيم ؟ والظُّعْنة السَّفْرَة القصيرة والظَّعِينَة الجمل يُظْعَنُ عليه والظَّعِينة الهَوْدج تكون فيه المرأَة وقيل هو الهودج كانت فيه أَو لم تكن والظَّعِينة المرأَة في الهودج سميت به على حَدِّ تسمية الشيء باسم الشيء لقربه منه وقيل سميت المرأَة ظَعِينة لأَنها تَظْعَنُ مع زوجها وتقيم بإِقامته كالجليسة ولا تسمى ظَعِينَة إلا وهي في هودج وعن ابن السكيت كل امرأَة ظَعِينَةٌ في هودج أَو غيره والجمع ظَعائنُ وظُعْنٌ وظُعُنٌ وأَظْعانٌ وظُعُناتٌ الأَخيرتان جمع الجمع قال بِشْرُ بن أَبي خازم لهم ظُعُناتٌ يَهْتَدِينَ برايةٍ كما يَستَقِلُّ الطائرُ المُتَقَلِّبُ وقيل كل بعير يُوَطأَُ للنساء فهو ظَعِينة وإنما سميت النساء ظَعَائِن لأَنَّهنَّ يكنّ في الهَوْادج يقال هي ظَعينته وزَوْجُه وقَعِيدته وعِرْسه وقال الليث الظَّعِينة الجَمَل الذي يُرْكَب وتسمى المرأَة ظَعينة لأَنها تركبه وقال أَبو زيد لا يقال حُمُول ولا ظُعُنٌ إلاَّ للإِبل التي عليها الهوادج كان فيها نساء أَو لم يكن والظَّعينة المرأَة في الهودج وإِذا لم تكن فيه فليست بظَعِينة قال عمرو بن كُلْثوم قِفِي قبلَ التَّفَرُّقِ يا ظَعِينا نُخَبِّرْكِ اليَقينَ وتُخْبِرينا قال ابن الأَنباري الأَصل في الظعينة المرأَة تكون في هَوْدَجها ثم كثر ذلك حتى سَمَّوْا زوجة الرجل ظَعِينة وقال غيره أَكثر ما يقال الظَّعينة للمرأَة الراكبة وأَنشد قوله تَبَصَّرْ خلِيلي هل تَرَى من ظَعائنٍ لِمَيَّةَ أَمثالِ النَّخيلِ المَخارِفِ ؟ قال شبه الجمال عليها هوادج النساء بالنخيل وفي حديث حُنين فإِذا بهَوازِنَ على بَكْرَةِ آبائهم بظُعُنِهم وشائهم ونَعَمِهم الظُّعُنُ النساء واحدتها ظَعينة قال وأَصل الظَّعِينة الراحلةُ التي يُرْحَلُ ويُظْعَنُ عليها أَي يُسارُ وقيل الظَّعِينة المرأَة في الهودج ثم قيل للهودج بلا امرأَة وللمرأَة بلا هودج ظَعينة وفي الحديث أَنه أَعطى حليمة السعدية بعيراً مُوَقَّعاً للظَّعينة أَي للهودج ومنه حديث سعيد بن جُبَيْر ليس في جَمَل ظعينة صدقةٌ إن روي بالإضافة فالظَّعينة المرأَة وإن روي بالتنوين فهو الجمل الذي يُظْعَنُ عليه والتاءُ فيه للمبالغة واظَّعَنَتِ المرأَة البعير ركبته وهذا بعير تَظَّعِنُه المرأَة أَي تركبه في سفرها وفي يوم ظَعْنِها وهي تَفْتَعِلُه والظَّعُون من الإِبل الذي تركبه المرأَة خاصة وقيل هو الذي يُعْتَمَلُ ويُحْتَمَل عليه والظِّعَانُ والظَّعُون الحَبْل يشدّ به الهودج وفي التهذيب يشد به الحمل قال الشاعر له عُنُقٌ تُلْوَى بما وُصِلَتْ به ودَفّانِ يَسْتاقانِ كلَّ ظِعَانِ وأَنشد ابن بري للنابغة أَثَرْتُ الغَيَّ ثم نَزَعْت عنه كما حادَ الأَزَبُّ عن الظِّعَانِ والظَُّعُنُ والظَّعَنُ الظّاعِنُون فالظُّعُن جمع ظاعِنٍ والظَّعَنُ اسم الجمع فأَما قوله أَو تُصْبِحي في الظاعن المُوَلِّي فعلى إرادة الجنس والظِّعْنَة الحال كالرِّحْلة وفرس مِظْعانٌ سَهْلة السَّير وكذلك الناقة وظاعِنَةُ بن مُرٍّ أَخو تميم غلبهم قومهم فرَحَلُوا عنهم وفي المثل على كُرْه ظَعَنَتْ ظاعِنَةٌ وذو الظُّعَيْنَةِ موضع وعثمان بن مَظْعُونٍ صاحب النبي صلى الله عليه وسلم

( ظنن ) المحكم الظَّنُّ شك ويقين إلاَّ أَنه ليس بيقينِ عِيانٍ إنما هو يقينُ تَدَبُّرٍ فأَما يقين العِيَانِ فلا يقال فيه إلاَّ علم وهو يكون اسماً ومصدراً وجمعُ الظَّنِّ الذي هو الاسم ظُنُون وأَما قراءة من قرأَ وتَظُنُّونَ بالله الظُّنُونا بالوقف وترك الوصل فإِنما فعلوا ذلك لأَن رؤُوس الآيات عندهم فواصل ورؤُوس الآي وفواصلها يجري فيها ما يجري في أَواخِرِ الأَبياتِ والفواصل لأَنه إنما خوطب العرب بما يعقلونه في الكلام المؤَلف فيُدَلُّ بالوقف في هذه الأَشياء وزيادة الحروف فيها نحو الظُّنُونا والسَّبيلا والرَّسولا على أَنَّ ذلك الكلام قد تمَّ وانقطع وأَنَّ ما بعده مستأْنف ويكرهون أَن يَصلُوا فيَدْعُوهم ذلك إلى مخالفة المصحف وأَظَانِينُ على غير القياس وأَنشد ابن الأَعرابي لأَصْبَحَنْ ظَالِماً حَرْباً رَباعيةً فاقْعُد لها ودَعَنْ عنك الأَظَانِينا قال ابن سيده وقد يجوز أَن يكون الأَظَانين جمع أُظْنُونة إلاَّ أَني لا أَعرفها التهذيب الظَّنُّ يقينٌ وشَكّ وأَنشد أَبو عبيدة ظَنِّي بهم كعَسَى وهم بتَنُوفَةٍ يَتَنازَعُون جَوائزَ الأَمْثالِ يقول اليقين منهم كعسى وعسى شك وقال شمر قال أَبو عمرو معناه ما يُظَنُّ بهم من الخير فهو واجب وعسى من الله واجب وفي التنزيل العزيز إني ظَنَنْتُ أَني مُلاقٍ حِسَابيه أَي علمت وكذلك قوله عزَّ وجل وظَنُّوا أَنهم قد كُذِّبُوا أَي علموا يعني الرسل أَنَّ قومهم قد كذبوهم فلا يصدقونهم وهي قراءة أَبي عمرو وابن كثير ونافع وابن عامر بالتشديد وبه قرأَت عائشة وفسرته على ما ذكرناه الجوهري الظن معروف قال وقد يوضع موضع العلم قال دُرَيْدُ بن الصِّمَّة فقلت لهم ظُنُّوا بأَلْفَيْ مُدَجَّج سَرَاتُهُمُ في الفارِسِيِّ المُسَرِّدِ أَي اسْتَيْقِنُوا وإِنما يخوِّف عدوّه باليقين لا بالشك وفي الحديث إياكم والظَّنَّ فإنَّ الظَّنِّ أَكذبُ الحديث أَراد الشكَّ يَعْرِضُ لك في الشيء فتحققه وتحكم به وقيل أَراد إياكم وسوء الظَّن وتحقيقَه دون مبادي الظُّنُون التي لا تُمْلَكُ وخواطر القلوب التي لا تُدْفع ومنه الحديث وإِذا ظَنَنْتَ فلا تُحَقِّقْ قال وقد يجيء الظَّن بمعنى العلم وفي حديث أُسَيْد بن حُضَيْر وظَنَنَّا أَنْ لم يَجُدْ عليهما أَي عَلِمْنا وفي حديث عُبَيدة قال أَنس سأَلته عن قوله تعالى أَو لامَسْتُم النساء فأَشار بيده فظَنَنْتُ ما قال أَي علمت وظَنَنْتُ الشيءَ أَظُنُّه ظَنّاً واظَّنَنْتُه واظْطَنَنْتُه وتَظَنَّنْته وتَظَنَّيْتُه على التحويل قال كالذِّئْبِ وَسْطَ العُنَّه إلاَّ تَرَهْ تَظَنَّهْ أَراد تَظَنَّنْه ثمَّ حَوَّلَ إِحدى النونين ياء ثم حذف للجزم ويروى تَطَنَّه وقوله تَرَه أَراد إلاَّ تَرَ ثم بيَّن الحركة في الوقف بالهاء فقال تره ثم أَجرى الوصل مجرى الوقف وحكى اللحياني عن بني سُلَيْم لقد ظَنْتُ ذلك أَي ظَنَنْتُ فحذفوا كما حذفوا ظَلْتُ ومَسْتُ وما أَحَسْتُ ذاك وهي سُلَمِيَّةٌ قال سيبويه أَما قولهم ظَنَنْتُ به فمعناه جعلته موضع ظَنِّي وليست الباء هنا بمنزلتها في كفى بالله حسيباً إذ لو كان ذلك لم يجز السكت عليه كأَنك قلت ظَنَنْتُ في الدار ومثله شَككت فيه وأَما ظَنَنْتُ ذلك فعلى المصدر وظَنَنْتُه ظَنّاً وأَظْنَنْتُه واظْطَنَنْتُه اتَّهَمْتُه والظِّنَّة التُّهَمَة ابن سيده وهي الظِّنَّة والطِّنَّة قلبوا الظاء طاء ههنا قلباً وإن لم يكن هنالك إدغام لاعتيادهم اطَّنَّ ومُطَّنٌ واطِّنانٌ كما حكاه سيبويه من قولهم الدِّكرَ حملاً على ادَّكَر والظَّنِينُ المُتَّهم الذي تُظَنُّ به التهمة ومصدره الظِّنَّة والجمع الظِّنَنُ يقال منه اظَّنَّه واطَّنَّه بالطاء والظاء إذا اتهمه ورجل ظَنِين مُتَّهم من قوم أَظِنَّاء بَيِّنِي الظِّنَّة والظِّنَانَةِ وقوله عزَّ وجل وما هو على الغَيْبِ بِظَنِينٍ أَي بمُتَّهَمٍ وفي التهذيب معناه ما هو على ما يُنْبِئُ عن الله من علم الغيب بمتهم قال وهذا يروى عن علي عليه السلام وقال الفراء ويقال وما هو على الغيب بظَنِين أَي بضعيف يقول هو مُحْتَمِلٌ له والعرب تقول للرجل الضعيف أَو القليل الحيلة هو ظَنُون قال وسمعت بعضَ قُضَاعة يقول ربما دَلَّكَ على الرَّأْي الظَّنُونُ يريد الضعيف من الرجال فإِن يكن معنى ظَنِين ضعيفاً فهو كما قيل ماء شَروبٌ وشَرِيبٌ وقَرُوني وقَرِيني وقَرُونَتي وقَرِينَتي وهي النَّفْسُ والعَزِيمة وقال ابن سيرين ما كان عليٌّ يُظَّنُّ في قتل عثمان وكان الذي يُظَّنُّ في قتله غيره قال أَبو عبيد قوله يُظَّنُّ يعني يُتَّهم وأَصله من الظَّنِّ إنما هو يُفْتَعل منه وكان في الأَصل يُظْتَنُّ فثقلت الظاء مع التاء فقلبت ظاء معجمة ثم أُدْغِمَتْ ويروى بالطاء المهملة وقد تقدَّم وأَنشد وما كلُّ من يَظَّنُّني أَنا مُعْتِبٌ ولا كُلُّ ما يُرْوى عَلَيَّ أَقُولُ ومثله هو الجَوادُ الذي يُعْطِيك نائلَه عَفْواً ويُظْلَمُ أَحياناً فَيَظَّلِمُ كان في الأَصل فيَظْتَلِمُ فقلبت التاء ظاء وأُدغمت في الظاء فشدّدت أَبو عبيدة تَظَنَّيْت من ظَننْتُ وأَصله تَظَنَنَّتْ فكثرت النونات فقلبت إحداها ياء كما قالو قَصَّيْتُ أَظفاري والأَصل قصَّصتُ أَظفاري قال ابن بري حكى ابن السكيت عن الفراء ما كل من يَظْتَنُّنِي وقال المبرد الظَّنِينُ المُتَّهَم وأَصله المَظْنُون وهو من ظَنَنْتُ الذي يَتَعَدَّى إلى مفعول واحد تقول ظَنَنْتُ بزيد وظننت زيداً أَي اتَّهَمْتُ وأَنشد لعبد الرحمن ابن حسان فلا ويَمينُ الله لا عَنْ جِنايةٍ هُجِرْتُ ولكِنَّ الظَّنِينَ ظَنِينُ ونسب ابن بري هذا البيت لنَهارِ بن تَوْسِعَة وفي الحديث لا تجوز شهادة ظَنِين أَي مُتَّهَم في دينه فعيل بمعنى مفعول من الظِّنَّة التُّهَمَةِ وقوله في الحديث الآخَر ولا ظَنِينَ في وَلاءٍ هو الذي ينتمي إلى غير مواليه لا تقبل شهادته للتهمة وتقول ظَنَنْتُك زيداً وظَنَنْتُ زيداً إياك تضع المنفصل موضع المتصل في الكناية عن الاسم والخبر لأَنهما منفصلان في الأَصل لأَنهما مبتدأ وخبره والمَظِنَّةُ والمِظَنَّة بيتٌ يُظَنُّ فيه الشيء وفلان مَظِنَّةٌ من كذا ومَئِنَّة أَي مَعْلَمٌ وأَنشد أَبو عبيد يَسِطُ البُيوتَ لكي يكونَ مَظِنَّةً من حيث تُوضعُ جَفْنَةُ المُسْتَرْفِدِ الجوهري مَظِنَّةُ الشيء مَوْضِعه ومأْلَفُه الذي يُظَنُّ كونه فيه والجمع المَظانُّ يقال موضع كذا مَظِنَّة من فلان أَي مَعْلَم منه قال النابغة فإِنْ يكُ عامِرٌ قد قالَ جَهْلاً فإِنَّ مَظِنَّةَ الجَهْلِ الشَّبَابُ ويروى السِّبَابُ ويروى مَطِيَّة قال ابن بري قال الأَصمعي أَنشدني أَبو عُلْبة بن أَبي عُلْبة الفَزارِي بمَحْضَرٍ من خَلَفٍ الأٍَحْمرِ فإِن مطية الجهل الشباب لأَنه يَسْتَوْطِئه كما تُسْتَوطأُ المَطِيَّةُ وفي حديث صِلَةَ بن أُشَيْمٍ طلبتُ الدنيا من مَظانِّ حلالها المَظانُّ جمع مَظِنَّة بكسر الظاء وهي موضع الشيء ومَعْدِنه مَفْعِلَةٌ من الظن بمعنى العلم قال ابن الأَثير وكان القياس فتح الظاء وإِنما كسرت لأَجل الهاء المعنى طلبتها في المواضع التي يعلم فيها الحلال وفي الحديث خير الناس رجلٌ يَطْلُبُ الموتَ مَظَانَّهُ أَي مَعْدِنَه ومكانه المعروف به أَي إذا طُلِبَ وجد فيه واحدتها مَظِنَّة بالكسر وهي مَفْعِلَة من الظَّنِّ أَي الموضع الذي يُظَّنُّ به الشيء قال ويجوز أَن تكون من الظَّنِّ بمعنى العلم والميم زائدة وفي الحديث فمن تَظَنُّ أَي من تتهم وأَصله تَظْتَنُّ من الظِّنَّة التُّهَمَةِ فأَدغم الظاء في التاء ثم أَبدل منها طاء مشدّدة كما يقال مُطَّلِم في مُظَّلِم قال ابن الأَثير أَورده أَبو موسى في باب الطاء وذكر أَن صاحب التتمة أَورده فيه لظاهر لفظه قال ولو روي بالظاء المعجمة لجاز يقال مُطَّلِم ومُظَّلِم ومُظْطَلِم كما يقال مُدَّكر ومُذَّكر ومُذْدَكر وإنه لمَظِنَّةٌ أَن يفعل ذاك أَي خليق من أَن يُظَنَّ به فِعْلُه وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث عن اللحياني ونظرت إلى أَظَنّهم أَن يفعل ذلك أَي إلى أَخْلَقِهم أَن أَظُنَّ به ذلك وأَظْنَنْتُه الشيءَ أَوْهَمْتُه إياه وأَظْنَنْتُ به الناسَ عَرَّضْتُه للتهمة والظَّنِينُ المُعادِي لسوء ظَنِّه وسُوءِ الظَّنِّ به والظَّنُونُ الرجل السَّيِّءِ الظَّنِّ وقيل السَّيّءِ الظَّنِّ بكل أَحد وفي حديث عمر رضي الله عنه احْتَجِزُوا من الناس بسوءِ الظَّنِّ أَي لا تَثِقُوا بكل أَحد فإِنه أَسلم لكم ومنه قولهم الحَزْمُ سُوءُ الظَّنِّ وفي حديث علي كرَّم الله وجهه إن المؤمن لا يُمْسي ولا يُصْبِحُ إلاّع ونَفْسُه ظَنُونٌ عنده أَي مُتَّهَمَة لديه وفي حديث عبد الملك بن عُمَير السَّوْآءُ بنت السيد أَحَبُّ إليّ من الحسْناء بنت الظَّنُونِ أَي المُتَّهَمة والظَّنُونُ الرجل القليل الخير ابن سيده الظَّنينُ القليل اليخر وقيل هو الذي تسأعله وتَظُنُّ به المنع فيكون كما ظَنَنْتَ ورجل ظَنُونٌ لا يُوثَق بخبره قال زهير أَلا أَبْلِغْ لدَيْكَ بني تَميمٍ وقد يأْتيك بالخَبَرِ الظَّنُونُ أَبو طالب الظَّنُونُ المُتَّهَمُ في عقله والظَّنُونُ كل ما لا يُوثَقُ به من ماء أَو غيره يقال عِلْمُه بالشيء ظَنونٌ إذا لم يوثق به قال كصَخْرَةَ إِذ تُسائِلُ في مَرَاحٍ وفي حَزْمٍ وعَلْمُهما ظَنُونُ والماء الظَّنُونُ الذي تتوهمه ولست على ثقة منه والظِّنَّةُ القليل من الشيء ومنه بئر ظَنُون قليلة الماء قال أَوس بن حجر يَجُودُ ويُعْطِي المالَ من غير ظِنَّة ويَحْطِمُ أَنْفَ الأَبْلَجِ المُتَظَلِّمِ وفي المحكم بئر ظَنُون قليلة الماء لا يوثق بمائها وقال الأَعشى في الظَّنُون وهي البئر التي لا يُدْرَى أَفيها ماء أَم لا ما جُعِلَ الجُدُّ الظَّنُونُ الذي جُنِّبَ صَوْبَ اللَّجِبِ المَاطِرِ مِثْلَ الفُراتِيِّ إذا ما طَما يَقْذِفُ بالبُوصِيِّ والماهِرِ وفي الحديث فنزل على ثَمَدٍ بوادِي الحُدَيْبية ظَنُونه الماء يَتَبَرَّضُه تَبَرُّضاً الماء الظَّنُون الذي تتوهمه ولست منه على ثقة فعول بمعنى مفعول وهي البئر التي يُظَنُّ أَن فيها ماء وفي حديث شَهْرٍ حَجَّ رجلٌ فمرّ بماءِ ظَنُونٍ قال وهو راجع إلى الظَّنِّ والشك والتُّهَمَةِ ومَشْرَبٌ ظَنُون لا يُدْرَى أَبِهِ ماء أَم لا قال مُقَحَّمُ السَّيرِ ظَنُونُ الشِّرْبِ ودَيْن ظَنُون لا يَدْرِي صاحبُه أَيأْخذه أَم لا ما جُعِلَ الجُدُّ الظَّنُونُ الذي جُنِّبَ صَوْبَ اللَّجِبِ المَاطِرِ مِثْلَ الفُراتِيّ إذا ما طَما يَقْذِفُ بالبُوصِيّ والماهِرِ وفي الحديث فنزل على ثَمَدٍ بوادِي الحُدَيْبية ظَنُونِ الماء يَتَبَرَّضه تَبَرُّضاً الماء الظَّنُون الذي تتوهمه ولست منه على ثقة فعول بمعنى مفعول وهي البئر التي يُظَنُّ أَن فيها ماء وفي حديث شَهْرٍ حَجَّ رجلٌ فمرّ بماء ظَنُونٍ قال وهو راجع إلى الظَّنِّ والشك والتُّهَمَةِ ومَشْرَبٌ ظَنُون لا يُدْرَى أَبِهِ ماء أَم لا قال مُقَحَّمُ السَّيرِ ظَنُونُ الشِّرْبِ ودَيْن ظَنُون لا يَدْرِي صاحبُه أَيأْخذه أَم لا وكل ما لا يوثق به فهو ظَنُونٌ وظَنِينٌ وفي حديث علي عليه السلام أَنه قال في الدَّيْنِ الظَّنُونِ يزكيه لما مضى إذا قبضه قال أَبو عبيد الظَّنُون الذي لا يدري صاحبه أَيَقْضيه الذي عليه الدين أَم لا كأَنه الذي لا يرجوه وفي حديث عمر رضي الله عنه لا زكاة في الدَّيْنِ الظَّنُونِ هو الذي لا يدري صاحبه أَيصل إليه أم لا وكذلك كل أَمر تُطالبه ولا تَدْرِي على أَيِّ شيء أَنت منه فهو ظَنونٌ والتَّظَنِّي إِعمال الظَّنِّ وأَصله التَّظَنُّنُ أُبدل من إحدى النونات ياء والظَّنُون من النساء التي لها شرف تُتَزَوَّجُ طمعاً في ولدها وقد أَسَنَّتْ سميت ظَنُوناً لأَن الولد يُرْتَجى منها وقول أَبي بلال بنِ مِرْداسٍ وقد حضر جنازة فلما دفنت جلس على مكان مرتفع ثم تَنَفَّسَ الصُّعَدَاءَ وقال كلُّ مَنِيَّةٍ ظَنُونٌ إلا القتلَ في سبيل الله لم يفسر ابن الأَعرابي ظَنُوناً ههنا قال وعندي أَنها القليلة الخير والجَدْوَى وطَلَبَه مَظانَّةً أَي ليلاً ونهاراً

( ظين ) أَديم مُظَيَّنٌ مدبوغ بالظَّيَّانِ حكاه أَبو حنيفة وهو مذكور في موضعه والظَّيَّانُ ياسَمِينُ البَرِّ وهو نبت يُشْبِه النِّسْرينَ قال أَبو ذؤيب بمُشْمَخِرٍّ به الظَّيَّانُ والآسُ

( عبن ) جمل عَبَنٌّ وعَبَنَّى وعَبَنَّاةٌ ضخم الجسم عظيم وناقة عَبَنَّةٌ وعَبَنَّاةٌ والجمع عَبَنَّياتٌ قال حُميد أَمِينٌ عَبَنُّ الخَلْقِ مُخْتلِفُ الشَّبا يقولُ المُماري طالَ ما كانَ مُقْرَما وأَعْبَنَ الرجلُ اتخذ جملاً عَبَنَّى وهو القَويُّ والعُبْنةُ قوّة الجمل والناقة والعُبُنُ من الناس السِّمان المِلاح ورجل عَبَنَّى عظيم ونسر عَبَنَّى عظيم وقيل عظيم قديم وقال الجوهري نسْرٌ عَبَنٌّ مشدد النون عظيم والعُبْنُ من الدواب القَويّاتُ على السير الواحد عَبَنَّى قال الجوهري جمل عَبَنٌّ وعَبَنَّى ملحق بفَعَلَّى إِذا وصلته يُؤنث قال ابن بري صوابه ملحق بفَعَلَّلٍ ووزنها فعَنْلى وأَنشد الجوهري هَانَ على عَزَّة بنْتِ الشَّحَّاحْ مَهْوَى جِمالِ مالكٍ في الإِدْلاجْ بالسَّير أَرْزاءُ وجِيفُ الحُجَّاجْ كلَّ عَبَنَّى بالعَلاوَى هَجَّاجْ بحيثُ لا مُسْتَوْدَعٌ ولا ناجْ والعَبْنُ الغِلَظُ في الجسم والخُشونة ورجل عَبَنُّ الخَلْق

( عتن ) عَتَلَه إلى السجْن وعَتَنَه يَعْتِنُه ويَعْتُنه عَتْناً إذا دفعه دفعاً عنيفاً وقيل حمله حملاً عنيفاً ورجل عَتِنٌ شديد الحملة وحكى يعقوب أَن نون عتَن بدل من لام عَتَل ابن الأَعرابي العُتُن الأَشِدَّاء جمع عَتُون وعاتِن وأَعْتَنَ إذا تشدد على غريمه وآذاه

( عثن ) : العُثانُ و العَثَن : الدُّخان والجمع عَواثِن على غير قياس وكذلك جمع الدُّخان دَواخِنٌ و العَواثِنُ والدَّواخِنُ لا يعرف لهما نظير وقد عَثَنَ يَعْثُن عَثْناً و عُثاناً . وفي حديث الهجرة وسُراقة بن مالك : أَنه طلب النبي وأَبا بكر حين خرجا مُهاجِرَين فلما بَصُرَ به دعا عليه النبي فساختْ قوائمُ فرسه في الأَرض فسأَلهما أَن يخليا عنه فخرجت قوائمها ولها عُثانٌ قال ابن الأَثير : أَي دُخان قال الأَزهري : وقال أَبو عبيد العُثانُ أَصله الدُّخان وأَراد بالعُثان ههنا الغُبار شبهه بالدُّخان قال : كذلك قال أَبو عمرو بن العلاء قال الجوهري : وربما سَمَّوْا الغبار عُثاناً . و عَثَنت النارُ تَعْثُنُ بالضم عُثاناً و عُثوناً و عثَّنَت إِذا دخَّنَت . و عَثَّنَ الشيءَ : دَخَّنه بريح الدُّخْنة . و عَثنَ هو : عَبِقَ . وطعام مَعْثُون و عَثِن ٌومَدْخونٌ ودَخِنٌ إِذا فسد لدخان خالطه . ويقال للرجل إِذا اسْتَوْقد بحطب رديء ذي دُخان : لا تُعَثِّنْ علينا . و عَثَنَ في الجبل يَعْثُنُ عَثْناً : صَعَّدَ مثل عَفَنَ أَنشد يعقوب : حَلَفْتُ بمن أَرْسى تَبيراً مكانَه أَزُورُكمُ ما دام للطَّوْد عاثِنُ يريد : لا أَزورُكم ما دام للجبل صاعدٌ فيه وروي : ما دام للطَّوْد عافن . يقال : عَثَنَ وَعفَن بمعنًى قال يعقوب : هو على البدل . و عَثَّنْتُ ثوبي بالبَخور تَعْثيناً . و العُثْنُونُ من اللحية : مانبت على الذَّقَن وتحته سِفْلاً وقيل : هو كل ما فَضَل من اللحية بعد العارِضَين من باطنهما ويقال لما ظهر منها السَّبَلة وقد يجمع بين السبَلة و العُثْنون فيقال لهما عُثْنُونٌ وسَبَلة وقيل : اللحية كلها وقيل : عُثْنون اللحية طُولها وما تحتها من شعرها عن كراع قال ابن سيده : ولا يعجبني وقيل : عُثْنون اللحية طرفها . ورجل مُعَثَّنٌ : ضخم العُثْنون . وفي الحديث : وَفِّروا العَثانِين هي جمع عُثْنون وهو اللحية . و العُثْنون : شُعَيرات عند مذبح البعير والتَّيْسِ ويقال للبعير ذو عَثانِينَ على قوله : قال العواذِلُ : ما لِجَهْلِكَ بعدَما شابَ المَفارِقُ واكْتَسَينَ قَتِيرا و العُثْنون : شُعَيرات طِوالٌ تحت حنك البعير . يقال : بعير ذو عَثانِينَ كما قالوا لمَفْرِق الرأْس مَفارِق . أَبو زيد : العَثانِين المَطر بين السحاب والأَرض مثل السَّبَل واحدها عُثْنون و عُثْنون السحاب : ماوقع على الأَرض منها قال بِتْنا نُراقِبُه وباتَ يلُفُّنا عِنْدَ السَّنامِ مُقَدِّماً عُثْنونا يصف سحاباً . و عَثانين السحاب : ما تَدلَّى من هَيْدَبها . و عُثْنون الرِّيح : هيدبها إِذا أَقبلت تَجُرُّ الغبار جَرّاً قال أَبو حنيفة : و عُثْنُونُ الريح والمطر أَولهما و عثانينها أَوائلها ومنه قول جران العود : وبالخَطِّ نَضَّاحُ العَثانين واسع ويقال : عَثَنَتِ المرأَة بدُخْنتِها إِذا اسْتَجْمَرَتْ . و عَثَنْتُ الثوبَ بالطِّيب إِذا دَخَّنْتَه عليه حتى عَبِق به . وفي الحديث : أَن مُسيلمة لما أَراد الإِعراسَ بسَجاح قال عَثِّنوا لها أَي بَخِّروا لها البَخُور . و العَثَنُ : الصنم الصغير والوَثَنُ الكبير والجماعة الأَعْثانُ والأَوْثانُ . و عَثَّنَ فلانٌ تَعْثيناً أَي خَلَّط وأَثار الفساد . وقال أَبو تراب : سمعت زائدة البكريَّ يقول : العرب تدعُو أَلوانَ الصوف العِهْنَ غير بني جعفر فإِنهم يدعونه العِثْنَ بالثاء قال : وسمعت مُدْرِك بن غَزْوان الجعْفريَّ وأَخاه يقولان : العِثْنُ ضرب من الخُوصة يرعاه المال إِذا كان رَطْباً فإِذا يبس لم ينفع وقال مُبْتَكِرٌ : هي العِهْنة وهي شجرة غبراء ذاتَ زَهَرٍ أَحمر

( عجن ) عَجَنَ الشيءَ يَعْجِنُه عَجْناً فهو مَعْجُونٌ وعَجِين واعْتَجَنه اعتمد عليه بجُمْعه يَغْمِزُه أَنشد ثعلب يَكْفيك من سَوْداءَ واعْتِجانِها وكَرِّكَ الطَّرْفَ إلى بَنانِها ناتِئةُ الجَبْهةِ في مكانِها صَلْعاءُ لو يُطْرَحُ في مِيزانِها رِطْلُ حديدٍ شالَ من رُجْحانها والعاجِنُ من الرجال المُعْتَمِدُ على الأَرض بجُمْعه إذا أَراد النُّهوضَ من كِبَرٍ أَو بُدْنٍ قال كثير رأَتْني كأَشْلاءِ اللِّجامِ وبَعْلُها من المَلْءِ أَبْزَى عاجنٌ مُتَباطِنُ ورواه أَبو عبيد من القوم أَبْزَى مُنْحَنٍ مُتَباطِنُ وعَجَنتِ الناقةُ وناقةٌ عاجِنٌ تضْرِبُ بيديها إلى الأَرض في سيرها ابن الأَعرابي العُجُنُ أَهل الرَّخاوة من الرجال والنساء يقال للرجل عَجِينة وعَجِينٌ وللمرأَة عَجِينة لا غير وهو الضعيف في بدنه وعقله والعُجُنُ جمع عاجِنٍ وهو الذي أَسَنَّ فإِذا قام عَجَنَ بيديه يقال خَبَز وعَجَنَ وثَنَّى وثَلَّثَ ووَرَّصَ كله من نعت الكبير وعَجَنَ وأَعْجَنَ إذا أَسَنَّ فلم يَقُمْ إلاَّ عاجِناً قال الشاعر فأَصْبَحْتُ كُنْتيّاً وهَيَّجْتُ عاجِناً وشَرُّ خِصَالِ المرءِ كُنْتٌ وعاجِنُ
( * قوله « كنت وعاجن » بتنوين كنت بالأصل والصحاح في موضعين ونونها الصاغاني مرة وترك التنوين أخرى والبيت روي بروايات مختلفة ) وفي حديث ابن عمر أَنه كان يَعْجِنُ في الصلاة فقيل له ما هذا ؟ فقال رأَيت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يَعْجِنُ في الصلاة أَي يعتمد على يديه إذا قام كما يفعل الذي يَعْجِنُ العَجينَ قال الليث والعَجّانُ الأَحمق وكذلك العَجِينة ويقال إن فلاناً ليَعْجِنُ بمِرْفَقَيْه حُمْقاً قال الأَزهري سمعت أَعرابياً يقول لآخر يا عَجّان إنك لتَعْجِنُه فقلت له ما يَعْجِنُ وَيْحَكَ فقال سَلْحه فأَجابه الآخر أَنا أَعْجِنُه وأَنت تَلْقَمُه فأَفْحَمه وأَعْجَنَ إذا جاء بولدٍ عَجِينةٍ وهو الأَحمق والعَجِينُ المَجْبُوسُ من الرجال وعَاجِنةُ المكانِ وسَطُه وأَنشد الأَخطل بعاجنةِ الرَّحُوبِ فلم يَسيروا
( * صدره كما في التكملة وسير غيرهم عنها فساروا )
وعَجِنَتِ الناقة تَعْجَنُ عَجَناً وهي عَجْناء كثر لحم ضَرْعها وسَمِنَتْ وقيل هو إذا صَعِدَ نحو حَيائها وكذلك الشاة والبقرة والعَجَنُ أَيضاً عيب وهو ورم حياء الناقة من الضَّبَعَة وقيل هو ورم يصيبها في حَيائها ودبرها وربما اتصلا وقيل هو ورم في حيائها كالثُّؤْلول وهو شبيه بالعَفَل يمنعها اللِّقاحَ عَجِنَتْ عَجَناً فهي عَجِنة وعَجْناء وقيل العَجْناء الناقة الكثيرة لحم الضَّرْع مع قلة لبنها بَيِّنةُ العَجَن والعَجْناء أَيضاً القليلة اللبن والعَجْناء والمُعْتَجِنةُ المُنْتَهيةُ في السِّمَنِ والمُتَعَجِّنُ البعيرُ المُكْتَنِزُ سَمناً كأَنه لحم بلا عظم وبعير عَجِنٌ مُكْتَنِز سِمَناً وأَعْجَنَ الرجلُ إذا ركب العَجْناء وهي السمينة ومن الضُّرُوع الأَعْجَنُ والعَجَنُ لحمة غليظة مثل جُمْع الرجل حِيالَ فِرْقَتَي الضَّرَّة وهو أَقلها لبَناً وأَحسنها مَرْآةً وقال بعضهم تكون العَجْناء غَزِيرة وتكون بَكيئة والعَجْنُ مصدر عَجَنْتُ العَجينَ والعجينُ معروف وقد عَجَنَتِ المرأَةُ بالفتح تَعْجِنُ عَجِيناً واعْتَجَنتْ بمعنى أَي اتخذت عَجِيناً والعِجَانُ الاسْتُ وقيل هو القضيب الممدود من الخُصْيَةِ إلى الدبر وقيل هو آخر الذكر ممدود في الجلد وقيل هو ما بين الخُصية والفَقْحَة وفي الحديث إن الشيطانَ يأْتي أَحدكم فيَنْقُرُ عند عِجانه العِجان الدبر وقيل هو ما بين القبل والدبر وفي حديث علي رضي الله عنه أَن أَعجميّاً عارضه فقال اسكتْ يا ابنَ حمراء العِجان هو سَبٌّ كان يجري على أَلسنة العرب قال جرير يَمُدُّ الحَبْلَ مُعْتَمِداً عليه كأَنَّ عِجَانَه وتَرٌ جَدِيدُ والجمع أَعْجِنةٌ وعُجُنٌ وعَجَنه عَجْناً ضربَ عِجَانه وعِجانُ المرأَة الوَتَرَةُ التي بين قُبُلِها وثَعْلَبَتِها وأَعْجَنَ وَرِمَ عِجانُه والعِجان بلغة أَهل اليمن العُنق قال شاعرهم يرثي أُمه وأَكلها الذئبُ فلم يبْقَ منها غيرُ نِصْفِ عِجانِها وشُنْتُرَةٌ منها وإحدى الذَّوائبِ وقال الشاعر يا رُبَّ خَوْدٍ ضَلْعَةِ العِجانِ عِجانُها أَطْوَلُ من سِنانِ وأُمُّ عَجِينَةَ الرَّخَمةُ

( عجهن ) الأَزهري العُجاهِنُ صديق الرجل المَُعْرِس الذي يجري بينه وبين أَهله في إِعْراسه بالرَّسائل فإِذا بَنى بها فلا عُجاهنَ له قال الراجز ارْجِعْ إلى بيتِكَ يا عُجاهِنُ فقد مضى العُرْسُ وأَنتَ واهِنُ والأُنثى بالهاء وتَعَجْهَنَ الرجلُ يَتَعَجْهَنُ تَعَجْهُناً إذا لزِمَها حتى يُبْنَى عليها والعُجاهِنة الماشِطة إذا لم تفارق العَرُوسَ حتى يُبْنَى بها والعُجاهِنُ بالضم الطَّبّاخ والعُجاهِنُ الخادم والجمع العَجاهِنة بالفتح وقال الكميت ويَنْصِبْنَ القُدُورَ مُشَمِّراتٍ يُنازِعْنَ العَجاهِنةَ الرِّئينا الرِّئين جمعُ الرِّئة جمعها على النون كقولهم عِزِينَ وثُبِينَ وكُرِينَ والمرأَة عُجاهِنة قال وهي صَديقة العَرُوسِ قال ابن بري قد تعَجْهَنَ الرجل لفلانٍ إذا صار له عُجاهِناً وقال تأَبط شرّاً ولكنَّني أَكْرَهْتُ رَهْطاً وأَهْلَه وأَرْضاً يكونُ العُوصُ فيها عُجاهِنا ويروى وكَرِّي إذا أَكْرَهْتُ رَهْطاً وأَهله والعُجاهِنُ القنفذ حكاه أَبو حاتم وأَنشد فباتَ يُقاسي ليلَ أَنْقَدَ دائا ويَحْدُرُ بالقُفِّ اخْتِلافَ العُجاهِنِ وذلك لأَن القنفذ يَسْرِي ليله كله وقد يجوز أَن يكون الطَّبَّاخ لأَن الطباخ يختلف أَيضاً

( عدن ) عَدَنَ فلان بالمكان يَعْدِنُ ويَعْدُنُ عَدْناً وعُدُوناً أَقام وعَدَنْتُ البلدَ تَوَطَّنْتُه ومرْكَزُ كل شيء مَعْدِنُه وجنّاتُ عَدْنٍ منه أَي جنات إِقامة لمكان الخُلْد وجناتُ عَدْنٍ بُطْنانُها وبُطْنانها وسَطُها وبُطْنانُ الأَودية المواضعُ التي يَسْتَرْيضُ فيها ماءُ السيل فيَكْرُمُ نباتُها واحدها بَطْنٌ واسم عَدْنان مشتق من العَدْنِ وهو أَن تَلْزَمَ الإِبلُ المكانَ فتأْلَفَه ولا تَبْرَحَه تقول تَرَكْتُ إِبل بني فلان عَوادِنَ بمكان كذا وكذا قال ومنه المَعْدِن بكسر الدال وهو المكان الذي يَثْبُتُ فيه الناس لأَن أَهله يقيمون فيه ولا يتحوَّلون عنه شتاء ولا صيفاً ومَعْدِنُ كل شيء من ذلك ومَعْدِنُ الذهب والفضة سمي مَعْدِناً لإنْبات الله فيه جوهرهما وإِثباته إِياه في الأَرض حتى عَدَنَ أَي ثبت فيها وقال الليث المَعْدِنُ مكان كل شيء يكون فيه أَصله ومَبْدَؤه نحو مَعْدِنِ الذهب والفضة والأَشياء وفي الحديث فَعَنْ معادِنِ العرب تسأَلوني ؟ قالوا نعم أَي أُصولها التي ينسبون إليها ويتفاخرون بها وفلان مَعْدِنٌ للخير والكرم إذا جُبِل عليهما على المَثَل وقال أَبو سعيد في قول المُخَبَّل خَوَامِسُ تَنْشقُّ العَصا عن رُؤوسها كما صَدَعَ الصَّخْرَ الثِّقالَ المُعَدِّنُ قال المُعَدِّنُ الذي يُخْرِجُ من المَعْدَنِ الصخرَ ثم يَكْسِرُها يبتغي فيها الذهب وفي حديث بلال ابن الحرث أَنه أَقطعه مَعادِن القَبَلِيَّةِ المَعادِنُ المواضع التي يستخرج منها جواهر الأَرض والعَدَانُ موضع العُدُونِ وعَدَنَتِ الإِبل بمكان كذا تَعْدِنُ وتَعْدُنُ عَدْناً وعُدُوناً أَقامت في المَرْعَى وخص بعضهم به الإِقامة في الحَمْضِ وقيل صَلَحَتْ واسْتَمْرأَت المكانَ ونَمَتْ عليه قال أَبو زيد ولا تَعْدِنُ إلا في الحَمْضِ وقيل يكون في كل شيء وهي ناقة عادِنٌ بغير هاء والعَدَنُ موضع باليمن ويقال له أَيضاً عَدَنُ أَبْيَنَ نُسِبَ إلى أَبْيَنَ رجلٍ من حِمْير لأَنه عَدَنَ به أَي أَقام قال الأَزهري وهي بلد عى سِيف البحر في أَقصى بلاد اليمن وفي الحديث ذِكْرُ عَدَنِ أَبْيَنَ هي مدينة معروفة باليمن أُضيفت إلى أَبْيَنَ بوزن أَبيض وهو رجل من حمير أَبو عبيد العِدَّانُ الزمان وأَنشد بيت الفرزدق يخاطب مِسْكيناً الدَّارِمِيَّ لما رَثَى زياداً أََتَبْكي على عِلْجِ بِمَيْسانَ كافِرٍ ككِسْرَى على عِدّانِه أَو كَقَيْصَرا ؟ وفيه يقول هذا البيت أَقولُ له لما أَتاني نَعِيُّه به لا بِظَبْيٍ بالصَّرِيمةِ أَعْفَرا وقال أَبو عمرو في قوله ولا على عِدّانِ مُلْكٍ مُحْتَضَرْ أَي على زمانه وإِبَّانِه قال الأَزهري وسمعت أَعرابياً من بني سعد بالأَحْساءِ يقول كان أَمْرُ كذا وكذا على عِدَّانِ ابن بُور وابنُ بُور كان والياً بالبَحْرَيْن قبل استيلاء القَرامِطَة عليها يريد كان ذلك أَيام ولايته عليها وقال الفراء كان ذلك على عِدَّانِ فرعون قال الأَزهري من جعل عِدَّانَ فِعْلاناً فهو من العَدِّ والعِدَادِ ومن جعله فِعلالاً فهو من عَدَنَ قال والأَقرب عندي أَنه من العَدِّ لأَنه جعل بمعنى الوقت والعَدَان بفتح العين سبع سنين يقال مَكَثْنا في غَلاء السِّعْرِ عَدَانَيْنِ وهما أَربع عشرة سنة الواحد عَدَانٌ وهو سبع سنين والعَدَانُ موضعُ كل ساحلٍ وقيل عَدَان البحر بالفتح ساحله قال يَزيدُ بنُ الصَّعِقِ جَلَبْنَ الخيلَ من تَثْلِيثَ حتى وَرَدْنَ على أُوَارةَ فالعَدَانِ والعدانُ أَرض بعينها من ذلك وأَما قول لبيد ابن ربيعة العامري ولقد يَعْلَمُ صَحْبي كُلُّهُمْ بعَدَانِ السّعيفِ صَبْرِي ونَقَلْ فإِن شمراً رواه بعَدَانِ السيف وقال عَدَانُ موضع على سيفِ البحر ورواه أَبو الهيثم بعِدان السِّيفِ بكسر العين قال ويروى بعَدَاني السِّيفِ وقال أَراد جمع العَدِينَة فقلب الأَصل بعَدَائِن السِّيفِ فأَخَّرَ الياء وقال عَداني وقيل أَراد عَدَنَ فزاد فيه الأَلف للضرورة ويقال هو موضع آخر ابن الأَعرابي عَدَانُ النهر بفتح العين ضَفَّتُه وكذلك عِبْرَتُه ومَعْبَرُه وبِرْغِيلُه وعَدَنَ الأَرضَ يَعْدِنُها عَدْناً وعَدَّنَها زبَّلَها والمِعْدَنُ الصاقُورُ والعَدِينَة الزيادة التي تُزادُ في الغَرْبِ وجمع العَدِينَة عدَائن يقال غَرْبٌ مُعَدَّنٌ إذا قطع أَسفله ثم خرز برقعة وقال والغَرْبَ ذا العَدِينَة المُوَعبَّا المُوَعَّبُ المُوَسَّعُ الموَفَّر أَبو عمرو العَدِينُ عُرىً مُنَقَّشَة تكون في أَطراف عُرَى المَزادة وقيل رُقْعَة مُنَقَّشَة تكون في عُرْوة المزادة وقال ابن شميل الغَرْب يُعَدَّنُ إذا صَغُر الأَديم وأَرادوا تَوْفِيرَه زادوا له عَدِينَةً أَي زادوا له في ناحية منه رُقْعَة والخُفُّ يُعَدَّنُ يزاد في مُؤَخَّرِ الساق منه زيادة حتى يتسع قال وكل ُقْعة تُزاد في الغرب فهي عَدِينَة وهي كالبَنِيقَةِ في القميص ويقال عَدَّنَ به الأَرض وعَدَّنه ضربها به يقال عَدَّنْتُ به الأَرضَ ووَجَنْتُ به الأَرضَ ومَرَّنْتُ به الأَرضَ إذا ضَرَبت به الأَرض وعَدَّنَ الشاربُ إذا امتلأ مثل أَوَّنَ وعَدَّلَ والعَيْدانُ النخل الطِّوال وأَنشد أَبو عبيدة لابن مُقْبل قال يَهْزُزْنَ للمَشْيِ أَوْصالاً مُنَعِّمَةً هَزَّ الجَنُوبِ ضُحًى عَيْدانَ يَبْرِينَا قال أَبو عمرو العَدَانَة الجماعة من الناس وجمعه عَدانات وأَنشد بني مالكٍ لَدَّ الحُضَيْنُ ورَاءِكُمْ رِجالاً عَدَاناتٍ وخَيْلاً أَكاسِما وقال ابن الأَعرابي رجال عَدَاناتٌ مُقيمون وقال روضة أُكْسُومٌ إذا كانت ملتفة بكثرة النبات والعَدَان قبيلة من أَسد قال الشاعر بَكِي على قَتْلي العَدانِ فإِنهم طالتْ إِقامَتُهم ببَطْنِ بَِرَامِ
( * قوله « قال الشاعر بكي إلخ » عبارة ياقوت عدان السيف بالفتح ضفته
قال الشاعر بكي إلخ وبعده
كانوا على الأعداء نار محرّق ... ولقومهم حرماً من الأحرام
لا تهلكي جزعاً فإني واثق ... برماحنا وعواقب الأيام )
والعَدَانات الفِرَق من الناس وعَدْنانُ بن أُدٍّ أَبو مَعَدٍّ
وعَدَانُ وعُدَيْنَة من أَسماء النساء

( عدشن ) العَيْدَشُونُ دُوَيْبَّة

( عذن ) العَذَّانَة الاسْتُ والعرب تقول كَذَبَتْ عَذَّانَتُه وكَدَّانَتُه بمعنى واحد ابن الأَعرابي أَعْذَنَ الرجل إذا آذى إنساناً بالمخالفة

( عرن ) العَرَنُ والعُرْنَةُ داء يأْخُذُ الدابة في أُخُرِ رجلها كالسَّحَج في الجلد يُذْهِبُ الشَّعر وقيل هو تَشَقُّق يُصِيبُ الخَيْل في أَيديها وأَرجلها وقيل هو جُسُوءِ يحدث في رُسْغِ رجل الفرس والدابة وموضع ثُنَّتِها من أُخُرٍ للشيء يصيبه فيه من الشُّقاقِ أَو المَشَقَّة من أَن يَرْمَحَ جَبَلاً أَو حجراً وقد عَرِنَتْ تَعْرَنُ عَرَناً فهي عَرِنة وعَرُونٌ وهو عَرِنٌ وعَرِنَتْ رجلُ الدابة بالكسر والعَرَنُ أَيضاً شبيه بالبَثْرِ يَخْرُجُ بالفِصال في أَعناقها تَحْتكُّ منه وقيل قَرْحٌ يخرج في قوائمها وأَعناقها وهو غير عَرَنِ الدواب والفعل كالفعل وأَعَرَنَ الرجلُ إذا تشَقَّقتْ سيقانُ فُصْلانه وأَعْرَنَ إذا وقَعَتِ الحِكَّة في إِبله قال ابن السكيت هو قَرْحٌ يأْخذه في عنقه فيحتك منه وربما بَرَكَ إلى أَصل شجرة واحْتَكَّ بها قال ودواؤه أَن يُحْرَقَ عليه الشحمُ قال ابن بري ومنه قول رؤبة يَحُكُّ ذِفْراهُ لأَصحابِ الضَّفَنْ تَحَكُّكَ الأَجرَبِ يأْذَى بالعَرَنْ والعَرَنُ أَثرُ المَرَقة في يد الآكل عن الهَجريِّ والعِرَانُ خشبة تُجْعَلُ في وَتَرةِ أَنف البعير وهو ما بين المَنْخِرَين وهو الذي يكون للبَخاتيِّ والجمع أَعْرِنة وعَرَنَه يَعْرُنُه ويَعْرِنُه عَرْناً وضع في أَنفه العِرَانَ فهو مَعْرُونٌ وعُرِنَ عَرْناً شكا أَنفه من العِرَان الأَصمعي الخشاشُ ما يكون من عُود أَو غيره يجعل في عظم أَنف البعير والعِرانُ ما كان في اللحم فوق الأَنف قال الأَزهري وأَصل هذا من العَرَنِ والعَرِين وهو اللحم والعِرانُ المِسْمارُ الذي يضم بين السِّنانِ والقَناة عن الهَجريِّ والعَرِينُ اللحم قالت غادِيَةُ الدُّبيريَّةُ مُوَشِّمةُ الأَطرافِ رَخْصٌ عَرِينُها وهذا العجز أورده ابن سِيدَهْ والأَزهري منسوباً لغاديةَ الدُّبيرية كما ذكرناه وأَورده الجوهري مهملاً لم ينسبه إلى أَحد وقال ابن بري هو لمُدْرِكِ بن حِصْنٍ قال وهو الصحيح وجملة البيت رَغا صاحِبي عندَ البُكاءِ كما رَغَتْ مُوَشَّمَةُ الأَطرافِ رَخْصٌ عَرِينُها قال وأَنشده أَبو عبيدة في نوادر الأَسماء وأَنشد بعده من المُلْحِ لا يُدْرَى أَرجْلُ شِمالِها بها الظَّلْعُ لما هَرْوَلتْ أَم يمينُها وفي شعره موشمة الجنبين وأَراد بالمُوشَّمة الصَّبْغَ والأَمْلَحُ بين الأَبيض والأَسود والتَّوشُّمُ بياضٌ وسواد يكون فيه كهيئة الوَشْمِ في يد المرأَة والرَّخْصُ الرَّطْبُ الناعم وقيل العَرِينُ اللحم المَطْبُوخ ابن الأَعرابي أَعْرَنَ إذا دام على أَكل العَرَنِ قال وهو اللحم المطبوخ والعَرِينُ والعَرِينَةُ مأْوى الأَسد الذي يأْلفه يقال ليثُ عرينَةٍ وليْثُ غابةٍ وأَصلُ العَرين جماعة الشَّجر قال ابن سيده العَرينة مأْوى الأَسد والضبع والذئب والحية قال الطرّمّاح يصف رَحْلاً أَحَمَّ سَراةِ أَعْلى اللَّوْنِ منه كلَوْنِ سَرَاةِ ثُعْبانِ العَرينِ وقيل العَرينُ الأَجَمةُ ههنا قال الشاعر ومُسَرْبلٍ حَلَقَ الحديدِ مُدَجِّجٍ كاللَّيْثِ بين عَرينَةِ الأَشْبالِ هكذا أَنشده أَبو حنيفة مُدَجِّجٍ بالكسر والجمع عُرُنٌ والعَرينُ هَشيمُ العِضاهِ والعرينُ جماعة الشَّجر والشَّوْكِ والعِضاهِ كان فيه أَسد أَو لم يكن والعَرينُ والعِرَانُ الشَّجر المُنْقاد المُسْتطيل والعَرين الفِناء وفي الحديث أَن بعض الخُلفاء دفن بعَرينِ مكة أَي بفنائها وكان دفن عند بئر مَيْمُون والعَرينُ في الأَصل مأْوى الأَسد شبهت به لعزها ومَنَعتِها زادها الله عزّاً ومَنَعةً والعَرينُ صياحُ الفاختة أَنشد الأَزهري في ترجمة عزهل إذا سَعْدانةُ السََّعفاتِ ناحَتْ عَزَاهِلُها سَمِعْتَ لها عَرِينا العَرينُ الصوتُ والعِرَانُ القِتالُ والعِرانُ الدار البعيدة والعِرانُ البُعْدُ وبُعْدُ الدار يقال دارهم عارِنَة أَي بعيدة وعَرَنَتِ الدارُ عِراناً بَعُدَتْ وذهبت جهة لا يريدها من يحبه ودِيارٌ عِرَانٌ بعيدة وُصِفَتْ بالمصدر قال ابن سيده وليست عندي بجمع كما ذهب إليه أَهل اللغة قال ذو الرمة أَلا أَيُّها القلْبُ الذي بَرَّحَتْ به منازِلُ مَيٍّ والعِرانُ الشَّواسِعُ وقيل العِرَان في بيت ذي الرمة هذا الطُّرُقُ لا واحد لها ورجل عِرْنةٌ شديد لا يطاق وقيل هو الصِّرِّيعُ الفراء إذا كان الرجل صِرِّيعاً خبيثاً قيل هو عِرْنةٌ لا يُطاق قال ابن أَحمر يصف ضَعْفَه ولسْتُ بِعِرْنةٍ عَرِكٍ سلاحي عَصاً مَثْقُوفَةٌ تَقِصُ الحِمارَا يقول لست بقَوِيٍّ ثم ابتدأَ فقال سلاحي عصاً أَسوق بها حماري ولست بمُقْرِنٍ لقِرْني قال ابن بري في العِرْنةِ الصِّرِّيعِ قال هو مما يمدح به وقد تكون العِرْنةُ مما يُذَم به وهو الجافي الكَزّ وقال أَبو عمرو الشَّيْبانيّ هو الذي يَخْدُمُ البيوتَ ورُمْحٌ مُعَرَّنٌ مُسَمَّرُ السِّنانِ قال الجوهري رُمْحٌ مُعَرَّنٌ إذا سُمِّر سِنانُه بالعِرانِ وهو المِسمارُ والعَرَنُ الغَمَرُ والعَرَنُ رائحة لحم له غَمَرٌ حكى ابن الأَعرابي أَجِدُ رائحة عَرَنِ يديك أَي غَمَرَهما وهو العَرَمُ أَيضاً والعَرَنَ والعِرْنُ ريح الطبيخ الأُولى عن كراع ورجل عَرِنٌ يلزَم الياسِرَ حتى يَطْعَمَ من الجَزُورِ وعِرْنَينُ كل شيء أَوَّله وعِرْنينُ الأَنف تحت مُجْتَمَع الحاجبين وهو أَول الأَنف حيث يكون فيه الشَّمَمُ يقال هم شُمُّ العَرانينِ والعِرْنينُ الأَنف كله وقيل هو ما صَلُبَ من عَظْمِه قال ذو الرمة تَثْني النِّقابَ على عِرْنِينِ أَرْنَبةٍ شَمّاءَ مارِنُها بالمِسْكِ مَرْثُومُ وفي صفته صلى الله عليه وسلم أقْنى العِرْنينِ أَي الأََنف وقيل رأْس الأنف وفي حديث علي عليه السلام من عَرانين أُنوفها وفي قصيد كعب شُمُّ العَرانينِ أَبْطالٌ لَبُوسُهُمُ واستعاره بعض الشعراء للدهر فقال وأَصبَحَ الدهرُ ذو العِرْنين قد جُدِعا وجمعه عَرانينُ وعَرانِينُ الناس وُجوهُهم وعَرانِينُ القوم سادتهم وأَشرافُهم على المَثل قال العجاج يذكر جيشاً تَهْدي قُداماهُ عَرانِينُ مُضَرْ والعُرانية مَدُّ السيل قال عَديُّ بن زيد العبّادي كانتْ رياحٌ وماءٌ ذو عُرانيةٍ وظُلْمةٌ لم تَدَعْ فَتْقاً ولا خَلَلا وماء ذو عُرانية إذا كثر وارتفع عُبابُه والعُرانية بالضم ما يرْتفع في أَعالي الماء من غَوارِب المَوْج وعَرانينُ السحاب أَوائلُ مطره ومنه قول امرئ القيس يصف غيثاً كأَنَّ ثَبِيراً في عَرانِينَ وَدْقِه من السَّيل والغُثَّاءِ فلكةُ مِغْزل
( * ويروى وبله بدل ودقه والمعنى واحد )
والعِرْنةُ عُروق العَرَتُنِ وفي الصحاح عُروق العَرَنْتُنِ والعِرْنة شجرُ الظِّمْخِ يجيء أَديمه أَحمر وسِقاءٌ معْرون ومُعَرَّنٌ دبغ بالعِرْنة وهو خشب الظِّمخ قال ابن السكيت هو شجر يشبه العوسج إلا أَنه أَضخم منه وهو أَثِيتُ الفَرْعِ وليس له سُوقٌ طِوالٌ يُدَقُّ ثم يُطبَخ فيجيء أَديمه أَحمر وقال شمر العَرَتُنُ بضم التاء شجر واحدتها عَرَتُنة ويقال أَديم مُعَرْتَنٌ قال الأَزهري الظِّمْخُ واحدتها ظِمْخةٌ وهو العِرْنُ واحدتها عِرْنة شجرة على صورة الدُّلْب تُقْطع منه خُشُب القصَّارين التي تُدْفن ويقال لبائعها عَرَّانٌ وحكى ابن بري عن ابن خالويه العِرْنة الخشبة المدفونة في الأَرض التي يَدُقُّ عليها القصّار وأَما التي يدق بها فاسمها المِئجَنة والكِدْنُ وعُرَيْنة وعَرينٌ حيّان قال الأَزهري عُرَينة حيٌّ من اليمن وعَرين حيّ من تميم ولهم يقول جرير عَرِينٌ من عُرَيْنةَ ليس مِنَّا بَرِئْتُ إلى عُرَيْنَةَ من عَرينِ قال ابن بري عَرينُ بن ثعلبة بن يَرْبوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مَناةَ بن تميم قال وقال القَزّاز عَرين في بيت جرير هذا اسم رجل بعينه وقال الأَخفش عَرينٌ في البيت هو ثعلبة بن يربوع ومَعْرونٌ اسم وكذلك عُرَّان وبنو عَرين بطن من تميم وعُرَينة مصغر بطن من بَجيلة وعُرونة وعُرَنة موضعان وعُرَنات موضع دون عرفات إلى أَنصاب الحرَم قال لبيد والفِيلُ يومَ عُرَناتٍ كَعْكَعا إذ أَزْمَعَ العُجْمُ به ما أَزْمَعا وعِرْنانُ غائط واسع منخفض من الأَرض قال امرؤ القيس كأَني ورَحْلي فوقَ أَحْقَبَ قارحٍ بشُرْبةَ أَوْ طاوٍ بعِرْنان مُوجِسِ وعِرانُ البَكْرة عُودها ويُشَدُّ فيه الخُطَّافُ ورَهْطٌ من العُرَنِيِّين مثال الجُهَنِيِّين ارتدوا فقتلهم النبي صلى الله عليه وسلم وعِرْنانُ اسم جبل بالجَناب دون وادي القُرى إلى فَيْدٍ وعِرْنان اسم واد معروف وبطْنُ عُرَنة واد بحذاء عرفات وفي حديث الحج وارْتفعُوا عن بطنِ عُرَنة هو بضم العين وفتح الراء موضع عند الموقف بعرفات وفي الحديث اقْتُلوا من الكلاب كلَّ أَسوَدَ بهيم ذي عُرْنَتين العُرْنَتان النُّكْتتان اللتان تكونان فوق عين الكلب

( عربن ) العُرْبُون والعَرَبُونُ والعُرْبانُ الذي تسميه العامة الأَرَبُون تقول منه عَرْبَنْتُه إذا أَعطيته ذلك ويقال رمَى فلانٌ بالعَرَبُون إذا سَلَح

( عرتن ) العَرَنْتُنُ والعَرَنْتَنُ والعَرَنْتِنُ والعَرَتُنُ والعَرَتَنُ محذوفان من العَرَنْتُنِ والعَرَنْتَنِ والعَرْتَنُ والعَرَتْنُ كل ذلك شجر يُدبغ بعروقه والواحدة عَرْتُنةٌ والعِرْنةُ عُروق العرَتَن وهو شجر خشِنٌ يشبه العوْسج إِلا أَنه أَضخم وهو أَثِيثُ الفرْع وليس له سُوقٌ طِوالٌ يُدَقُّ ثم يُطبخ فيجيء أَديمه أَحمر وعَرْتَنَ الأَديمَ دَبغه بالعَرَتُن وأَديم مُعرْتَن مدبوغ بالعَرْتَن وعُرَيْتِناتٌ موضع وقد ذكِر صرْفه قال ابن بري في ترجمة عثلط جاء فَعَلُلٌ مثالٌ واحدٌ عَرَتُنٌ محذوف من عَرَنْتُنٍ قال الخليل أَصله عَرَنْتُنٌ مثل قَرَنْفُل حذفت منه النون وتُرِكَ على صورته ويقال عَرْتَنٌ مثل عَرْفج

( عرجن ) أَبو عمرو العُرْهونُ والعُرْجُونُ والعُرْجُد كلُّه الإِهانُ والعُرْجُون العِذْقُ عامَّة وقيل هو العِذْقُ إذا يَبس واعْوجَّ وقيل هو أَصل العِذْق الذي يعْوَجُّ وتُقْطع منه الشماريخ فيبقى على النخل يابساً وقال ثعلب هو عُود الكِباسة قال الأَزهري العرجون أَصْفرُ عريض شبه الله به الهلالَ لما عاد دقيقاً فقال سبحانه وتعالى والقَمَرَ قَدَّرْناه مَنازلَ حتى عاد كالعُرْجُون القديم قال ابن سيده في دِقَّتِه واعْوِجاجِه وقول رؤبة في خِدْرِ مَيَّاسِ الدُّمَى مُعَرْجَنِ يشهد بكون نون عُرْجون أَصلاً وإن كان فيه معنى الانعراج فقد كان القياس على هذا أَن تكون نون عُرْجون زائدة كزيادتها في زَيتون غير أَن بيت رؤبة هذا منع ذلك وأَعلم أَنه أَصل رُباعي قريب من لفظ الثلاثي كسِبَطْرٍ من سَبِطٍ ودِمَثْرٍ من دَمِثٍ أَلا ترى أَنه ليس في الأَفعال فَعْلَنَ وإنما هو في الأَسماء نحو عَلْجَنٍ وخَلْبَنٍ ؟ وعَرْجَنه بالعصا ضربه وعَرْجَنه ضربه بالعُرْجون والعُرْجون نبت أَبيض والعُرْجون أَيضاً ضرب من الكمأَة قدْرُ شبر أَو دُوَينُ ذلك وهو طيِّبٌ ما دام غَضّاً وجمعه العَراجِينُ وقال ثعلب العُرْجون كالفُطر يَيْبَس وهو مستدير قال لتَشْبَعَنَّ العامَ إن شيءٌ شَبِعْ من العَراجِين ومن فَسْو الضَّبُعْ الأَزهري العَراهِين والعَراجينُ واحدها عُرْهون وعُرْجون وهي العَقائلُ وهي الكمأَة التي يقال لها الفُطْرُ الأَزهري العَرْجَنةُ تصوير عَراجِين النخل وعَرْجَنَ الثوبَ صَوَّر فيه صُوَرَ العَراجين وأَنشد بيت رؤبة في خِدْرِ مَيَّاسِ الدُّمَى مُعَرْجَنِ أَي مُصوَّرٍ فيه صُوَرُ النخل والدُّمى

( عرضن ) الأَزهري في رباعي العين الليث العِرَضْنة والعِرَضْنى عَدْوٌ في اشتقاق وأَنشد تَعْدُو العِرَضْنى خَيْلُهم حَراجِلا قال ابن الأَعرابي العِرَضْنى في اعتراض ونَشاط وحَراجِلَ وعَرَاجِلَ جماعاتٍ أَبو عبيد العِرَضْنةُ الاعتراضُ في السير من النَّشاطِ ولا يقال ناقة عِرَضْنة وامرأَة عِرَضْنة ضخمة قد ذهبت عَرْضاً من سِمَنِها

( عرهن ) العُراهِنُ الضخم من الإِبل الفراء بعير عُراهِنٌ وعُراهِمٌ وجُرَاهِمٌ عظيم أَبو عمرو العُرْهُون والعُرْجُون والعُرْجُدُ كُلُّه الإِهانُ ابن بري العُرْهُونُ وجمعه عَراهِينُ شيءٌ يشبه الكمأَةَ في الطَّعْم قال وعُرْهانُ موضع

( عزن ) ابن الأَعرابي أَعْزَنَ الرجلُ الرجلَ إذا قاسم نصيبه فأَخذ هذا نصيبه وهذا نصيبه قال الأَزهري وكأَن النون مبدلة من اللام في هذا الحرف

( عسن ) العَسَنُ نُجُوعُ العَلَف والرِّعْي في الدواب عَسِنتِ الدابةُ بالكسر عَسَناً نَجَعَ فيها العَلَف والرِّعْيُ وكذلك الإِبل إذا نجع فيها الكلأُ وسَمِنتْ أَبو عمرو أَعْسَنَ إِذا سَمِنَ سِمَناً حسناً ودابة عَسِنٌ شَكُورٌ وكذلك ناقة عَسِنة وعاسِنةٌ والعُسُنُ الشحم القديم مثل الأُسُنِ قال القُلاخُ عُراهِماً خاظي البَضِيع ذا عُسُن وقال قَعْنبُ بن أُمِّ صاحب عليه مُزْنِيُّ عامٍ قد مضى عُسُنُ وسَمِنتِ الناقة على عُسْنٍ وعِسْنٍ وعُسُنٍ وأُسُنٍ الأَخيرة عن يعقوب حكاها في البدل أَي على سِمَنٍ وشَحْمٍ كان قبل ذلك وقال ثعلب العُسُنُ أَن يبقى الشحمُ إلى قابل ويَعْتُقَ والأُسُنُ والعُسُنُ والعُسْنُ أَثرٌ يبقى من شحم الناقة ولحمها والجمع أَعْسانٌ وآسانٌ وكذلك بقية الثوب قال العُجَيرُ السَّلوليُّ يا أَخَوَيَّ من تميمٍ عَرِّجا نَسْتَخْبِرِ الرَّبْعَ كأَعْسانِ الخَلَقْ ونوقٌ مُعْسِناتٌ ذَواتُ عُسُنٍ قال الفرزدق فخُضْتُ إلى الأَنْقاءِ منها وقد يَرى ذَواتُ النَّقايا المُعْسِناتِ مَكانيا والعُسُنُ جمع أَعْسَنَ وعَسُونٍ وهو السمين ويقال للشَّحْمةِ عُسْنةٌ وجمعها عُسَنٌ والتَّعْسِينُ قِلَّةُ الشحم في الشاة والتَّعْسِينُ أَيضاً قلة المطر وكلأٌ مُعَسَّنٌ ومُعَسِّنٌ الكسر عن ثعلب لم يصبه مطر ومكانٌ عاسِنٌ ضيق قال فإنَّ لكم مآقِطَ عاسِناتٍ كيوْمَ أَضَرَّ بالرُّؤَساءِ إيرُ أَبو عمرو العَسْنُ الطُّولُ مع حُسْن الشعر والبياض وهو على أَعْسانٍ من أَبيه أَي طرائق واحدها عِسْنٌ وتعَسَّنَ أَباه وتأَسَّنهُ وتأَسَّلَه نَزَعَ إليه في الشَّبَه والعِسْنُ العُرْجُون الرديء وهي لغة رديئة وقد تقدم أَنه العِسْقُ وهي رديئة أَيضاً وعَسْنٌ موضع قال كأَنَّ عليهمُ بجَنُوبِ عَسْنٍ غَماماً يَسْتَهِلُّ ويسْتَطِيرُ ورجل عَوْسَنٌ طويل فيه جَنَأٌ وأَعْسانُ الشيء آثاره ومكانه وتعَسَّنْتُه طلبت أَثرَه ومكانه قال أَبو تراب سمعت غير واحد من الأَعراب يقول فلان عِسْلُ مالٍ وعِسْنُ مال إذا كان حسن القيام عليه

( عشن ) عَشَنَ واعْتَشَنَ قال برأْيه وفي التهذيب أَعْشَنَ واعْتَشَنَ عن الفراء وقال ابن الأَعرابي العاشِنُ المُخمِّنُ والعُشانة الكَرَبَةُ عُمانية وحكاها كراع بالغين معجمة ونسبها إلى اليمن والعُشانةُ ما يبقى في أُصول السعف من التمر وتعَشَّنَ النخلةَ أَخذَ عُشانتَها يقال تعَشَّنْتُ النخلة واعْتَشَنْتُها إذا تتبَّعْتَ كُرابتَها فأَخذته والعُشانة اللُّقاطة من التمر قال أَبو زيد يقال لما بقي في الكِباسَة من الرُّطَبِ إذا لُقِطت النخلة العُشانُ والعُشانةُ والغُشانُ والبُذَارُ مثله والعُشانة أَصلُ السَّعَفة وبها كُنِّيَ أَبو عُشانة

( عشزن ) العَشْزَنةُ الخلاف والعَشَوْزَنُ الشديد الخَلْق كالعَشَنْزَر والعَشَوْزَنُ العَسِرُ الخُلُق من كل شيء وقيل هو المُلْتوي العَسِر من كل شيء وعَشْزَنَتُه خِلافُه والأُنثى عَشَوْزَنة وجمع العَشَوْزَنِ عَشاوِزُ وناقة عَشَوْزنة وأَنشد أَخْذَكَ بالمَيْسُورِ والعَشَوْزَنِ ويجوز أَن يُجمع عَشوْزَنٌ على عَشازِنَ بالنون الجوهري العَشَوْزنُ الصُّلْبُ الشديد الغليظ قال عمرو بن كلثُوم يصف قناة صُلْبة إذا عَضَّ الثِّقافُ بها اشْمأَزَّتْ ووَلَّتْهُمْ عَشَوْزَنَةً زَبُونا عَشوْزَنَةً إذا غُمِزَتْ أَرَنَّتْ تشُجُّ قَفَا المُثَقِّفِ والجَبِينا وحكى ابن بري عن أَبي عمرو العَشوْزَنُ الأَعْسَرُ وهو عَشوْزَنُ المِشْية إذا كان يَهُزُّ عَضُدَيه

( عصن ) أَعْصَنَ الرجلُ إذا شَدَّدَ على غريمه وتمكَّكَه وقيل أَعْصَنَ الأَمرُ إذا اعْوَجَّ وعَسُر

( عطن ) العَطَنُ للإِبل كالوَطَنِ للناس وقد غَلَبَ على مَبْرَكِها حولَ الحوض والمَعْطَنُ كذلك والجمع أَعْطانٌ وعَطَنتِ الإِبلُ عن الماءِ تَعْطِنُ وتعْطُنُ عُطُوناً فهي عَواطِنُ وعُطُونٌ إذا رَوِيَتْ ثم بَرَكتْ فهي إِبل عاطنة وعَوَاطن ولا يقال إِبل عُطّانٌ وعَطَّنتْ أَيضاً وأَعْطَنَها سقاها ثم أَناخها وحبسها عند الماء فبركت بعد الورود لتعود فتشرب قال لبيد عافَتا الماءَ فلم نُعْطِنْهما إنما يُعْطِنُ أَصحابُ العَلَلْ والاسم العَطَنةُ وأَعْطَنَ القومُ عَطَنتْ إِبلُهم وقوم عُطّانٌ وعُطُونٌ وعَطَنةٌ وعاطِنونَ إذا نزلوا في أَعْطان الإِبل وفي حديث الرؤيا رَأَيْتُني أَنْزِعُ على قَلِيب فجاءَ أَبو بكر فاسْتَقَى وفي نَزْعِه ضعْفٌ والله يغفر له فجاءَ عمر فَنَزَعَ فاسْتحالَتِ الدَّلْوُ في يده غَرْباً فأَرْوَى الظَّمِئةَ حتى ضَرَبَتْ بعَطَنٍ يقال ضربت الإِبلُ بعطَنٍ إذا رَوِيَتْ ثمَّ بَرَكَتْ حول الماء أَو عند الحياض لتُعادَ إلى الشرب مرة أُخرى لتشرب عَلَلاً بعد نَهَلٍ فإذا استوفت ردَّت إلى المراعي والأَظْماءِ ضَرَب ذلكَ مثلاً لاتساع الناس في زمن عمر وما فتح عليهم من الأَمصار وفي حديث الاستِسقَاء فما مضت سابعة حتى أَعْطَنَ الناسُ في العُشْب أَراد أَن المطر طَبَّقَ وعَمَّ البُطونَ والظُّهورَ حتى أَعْطَنَ الناسُ إِبلَهم في المراعي ومنه حديث أُسامة وقد عَطَّنُوا مَواشِيَهُم أَي أراحوها سُمِّي المُراحُ وهو مأْواها عَطَناً ومنه الحديث اسْتَوْصُوا بالمِعْزَى خيراً وانْقُشُوا له عَطَنَه أَي مُرَاحَه وقال الليث كل مَبْرَكٍ يكون مَأْلَفاً للإِبل فهو عَطَنٌ له بمنزلة الوَطَن للغنم والبقر قال ومعنى مَعاطِنِ الإِبل في الحديث مواضعُها وأَنشد ولا تُكَلِّفُني نَفْسي ولا هَلَعِي حِرْصاً أُقِيمُ به في مَعْطَنِ الهُونِ وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه نهى عن الصَّلاة في أَعْطان الإِبل وفي الحديث صَلُّوا في مرابض الغنم ولا تصلوا في أَعْطان الإِبل قال ابن الأَثير لم ينه عن الصلاة فيها من جهة النجاسة فإِنها موجودة في مرابض الغنم وقد أَمر بالصلاة فيها والصلاة مع النجاسة لا تجوز وإنما أَراد أَن الإِبل تَزْدَحِمُ في المَنْهَل فإِذا شربت رفعت رؤُوسها ولا يُؤْمَنُ من نِفارها وتَفَرُّقها في ذلك الموضع فتُؤْذي المُصَلِّيَ عندها أَو تُلْهيه عن صلاته أَو تنجسه برَشَاشِ أَبوالها قال الأَزهري أَعْطان الإِبل ومَعاطِنُها لا تكون إلاَّ مَبارِكَها على الماء وإِنما تُعْطِنُ العربُ الإِبلَ على الماءِ حين تَطْلُع الثُّرَيَّا ويرجع الناس من النُّجَعِ إلى المَحاضِرِ وإنما يُعْطِنُونَ النِّعَم يوم وِرْدِها فلا يزالون كذلك إلى وقت مَطْلَع سُهَيْل في الخريف ثم لا يُعْطِنُونها بعد ذلك ولكنها تَرِدُ الماءَ فتشرب شَرْبَتها وتَصْدُر من فورها وقول أَبي محمد الحَذلَمِيّ وعَطَّنَ الذِّبَّانُ في قَمْقَامِها لم يفسره ثعلب وقد يجوز أَن يكون عَطَّنَ اتخذ عَطَناً كقولك عَشَّش الطائر اتخذ عُشّاً والعُطُونُ أَن تُراحَ الناقة بعد شربها ثم يعرض عليها الماء ثانية وقيل هو إذا رَويَتْ ثمَّ بَرَكَتْ قال كعب بن زهير يصف الحُمُرَ ويَشْرَبْنَ من بارِدٍ قد عَلِمْنَ بأَن لا دِخَالَ وأَنْ لا عُطونا وقد ضَرَبَتْ بعَطَنٍ أَي بَرَكَتْ وقال عُمَرُ ابن لَجَأٍ تَمْشِي إلى رِوَاءِ عاطِنَاتِها قال ابن السكيت وتقول هذا عَطَنُ الغَنم ومَعطِنُها لمَرابضها حولَ الماء وأَعْطَنَ الرجلُ بعيرَه وذلك إذا لم يشرب فَرَدَّه إلى العَطَن ينتظر به قال لبيد فَهَرَقْنا لهما في دَاثِرٍ لضَواحِيه نَشِيشٌ بالبَلَلْ راسِخ الدِّمْنِ على أَعضادِهِ ثَلَمَتْهُ كُلُّ رِيحٍ وسبَلْ عافَتا الماءَ فلم نُعْطِنْهما إنما يُعْطِنُ من يَرْجُو العَلَلْ ورجل رَحْبُ العَطَنِ وواسع العَطَن أَي رَحْبُ الذِّراعِ كثير المال واسع الرَّحْل والعَطَنُ العِرْضُ وأَنشد شَمِرٌ لعَدِيِّ بن زيد طاهِرُ الأَثوابِ يَحْمِي عِرْضَه من خَنَى الذِّمَّةِ أَو طَمثِ العَطَنْ الطَّمْث الفَسادُ والعَطَنُ العِرْض ويقال منزله وناحيته وعَطِنَ الجلد بالكسر يَعْطَنُ عَطَناً فهو عَطِنٌ وانْعَطَنَ وُضِعَ في الدباغ وتُرِكَ حتى فَسَدَ وأَنْتَنَ وقيل هو أَن يُنضح عليه الماء ويُلَفَّ ويدفن يوماً وليلة ليسترخي صوفه أَو شعره فينتف ويلقى بعد ذلك في الدباغ وهو حينئذ أَنتن ما يكون وقيل العَطْنُ بسكون الطاء في الجلد أَن تُؤخذ غَلْقَةٌ وهو نبت أَو فَرْثٌ أَو مِلْحٌ فيلقى الجلد فيه حتى يُنْتِنَ ثمَّ يُلْقَى بعد ذلك في الدِّباغ والذي ذكره الجوهري في هذا الموضع قال أَن يؤْخذ الغَلْقَى فيلقى الجلد فيه ويُغَمَّ لينفسخ صوفه ويسترخي ثم يلقى في الدباغ قال ابن بري قال علي بن حمزة الغَلْقَى لا يُعْطَنُ به الجلد وإنما يعطن بالغَلْقَة نبتٍ معروف وفي حديث علي كرم الله وجهه أَخذت إِهاباً مَعْطُوناً فأَدخلته عُنُقي المَعْطُون المُنْتِنُ المَنْمَرِقُ الشعرِ وفي حديث عمر رضي الله عنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وفي البيت أُهُبٌ عَطِنة قال أَبو عبيد العَطِنَةُ المُنْتِنة الريح ويقال للرجل الذي يُسْتَقْذَر ما هو إلاَّ عَطِنَةٌ من نَتْنِه قال أَبو زيد عَطِنَ الأَديمُ إذا أَنتن وسقط صوفه في العَطْنِ والعَطْنُ أَن يُجْعَلَ في الدباغ وقال أَبو زيد موضع العَطْنِ العَطَنَةُ وقال أَبو حنيفة انْعَطَنَ الجلد استرخى شعره وصوفه من غير أَن يَفْسُدَ وعَطَنه يَعْطُنُه عَطْناً فهو مَعْطُون وعَطِين وعَطَّنه فَعَل به ذلك والعِطَانُ فَرْثٌ أَو ملح يجعل في الإهاب كيلا يُنْتِنَ ورجل عَطِينٌ مُنْتِنُ البشرة ويقال إنما هو عَطِينة إذا ذُمَّ في أَمر أَي مُنْتِنٌ كالإِهابِ المَعْطُون

( عظن ) ابن الأَعرابي أَعْظَنَ الرجلُ إذا غَلُظَ جسمه

( عفن ) عَفِنَ الشيءُ يَعْفَنُ عَفَناً وعُفُونةً فهو عَفِنٌ بَيِّنُ العُفونة وتَعَفَّنَ فَسَد من نُدُوَّةٍ وغيرها فَتَفَتَّتَ عند مَسِّه قال الأَزهري هو الشيءُ الذي فيه نُدُوَّةٌ ويُحْبَس في موضع مغموم فَيَعْفَنُ ويَفْسُد وعَفِنَ الحَبْلُ بالكسر عَفَناً بَلِيَ من الماء وفي قصة أَيوب عليه السلام عَفِنَ من القيح والدم جوفي أَي فسد من احتباسهما فيه وعَفَنَ في الجَبَل عَفْناً كعَثَنَ صَعَّد كلتاهما عن كراع أَنشد يعقوب حَلَفْتُ بمن أَرْسَى ثَبيراً مكانَه أَزُورُكُمُ ما دامَ للطَّوْدِ عافِنُ

( عفهن ) ناقةُ عُفاهِنٌ قوية في بعض اللغات

( عقن ) قال الأَزهري أَما عَقَنَ فإِني لم أَسمع من مُشْتقاته شيئاً مستعملاً إلا أَن يكون العِقْيَانُ فِعْيالاً منه وهو الذَّهَبُ ويجوز أَن يكون فِعَْلاناً من عَقَى يَعْقِي وهو مذكور في بابه

( عكن ) العُكَنُ والأَعْكان الأَطْواء في البَطْن من السِّمَن وجارية عَكْناءُ ومُعَكَّنَة ذات عُكَنٍ واحدة العُكَنِ عُكْنَة وتَعَكَّنَ البطنُ صار ذا عُكَن ويقال تَعَكَّنَ الشيءُ تَعَكُّناً إذا رُكِمَ بعضُه على بعض وانْثَنى وعُكَنُ الدِّرْع ما تثَنِّى منها يقال درع ذات عُكَنٍ إذا كانت واسعة تنثني على اللابس من سَعَتها قال يصف درعاً لها عُكَنٌ تَرُدُّ النَّبْلَ خُنْساً وتَهْزأُ بالمعابِلِ والقِطاعِ أَي تَسْتَخِفُّها وناقة عَكْناءُ غليظة لحم الضَّرَّة والخِلْفِ وكذلك الشاة والعَكَنانُ والعَكْنانُ الإِبلُ الكثيرة العظيمة ونَعَمٌ عَكْنانٌ وعَكَنانٌ أَي كثيرة قال أَبو نُخَيْلَة السَّعْدِيّ هل باللِّوَى من عَكَرٍ عَكْنانِ أَم هل تَرَى بالخَلِّ من أَظْعانِ ؟ وأَنشد الجوهري وصَبَّحَ الماءَ بِورْدٍ عَكَنان

( علن ) العِلانُ والمُعالَنة والإِعْلانُ المُجاهرة عَلَن الأَمْرُ يَعْلُنُ عُلُوناً ويَعْلِنُ وعَلِنَ يَعْلَنُ عَلَناً وعَلانية فيهما إذا شاع وظهر واعْتَلَنَ وعَلَّنه وأَعْلَنه وأَعْلَن به وأَنشد ثعلب حتى يَشُكَّ وُشاةٌ قد رَمَوْك بنا وأَعْلَنُوا بك فينا أَيَّ إِعْلانِ وفي حديث المُلاعنة تلك امرأَة أَعْلَنَتْ الإِعْلانُ في الأَصل إِظهار الشيء والمراد به أَنها كانت قد أَظهرت الفاحشة وفي حديث الهجرة لا يَسْتَعْلِنُ به ولسنا بمُقِرِّين له الاسْتِعْلانُ أَي الجهرِ بدِينه وقِراءته واسْتَسَرَّ الرجلُ ثم اسْتَعْلَنَ أَي تَعَرَّض لأَنْ يُعْلَنَ به وعالَنَه أَعْلَنَ إِليه الأَمْرَ قال قَعْنَبُ بن أُمِّ صاحب كلٌّ يُداجِي على البَغْضاءِ صاحِبَه ولَنْ أُعالِنَهُمْ إلا كما عَلَنُوا والعِلانُ والمُعالَنة إذا أَعْلَن كل واحد لصاحبه ما في نفسه وأَنشد وكَفِّي عن أَذَى الجِيرانِ نَفْسِي وإِعْلاني لمن يَبْغِي عِلاني وأَنشد ابن بري للطّرِمّاحِ أَلا مَنْ مُبْلِغٌ عني بَشِيراً عَلانِيةً ونِعْمَ أَخُو العِلانِ ويقال يا رجل اسْتَعْلِنْ أَي أَظْهِرْ واعْتَلَنَ الأَمرُ إذا اشتهر والعَلانية على مِثال الكَراهِيَة والفَرَاهِية خلافُ السِّهر وهو ظهور الأَمر ورجل عُلَنَةٌ لا يَكْتُم سِرَّه ويَبُوح به وقال اللحياني رجل عَلانِيَة وقوم عَلانُونَ ورجل عَلانيٌّ وقوم عَلانِيُّونَ وهو الظاهر الأَمر الذي أَمره عَلانيَة وعَلْوَانُ الكتاب يجوز أَن يكون فِعْلُه فَعْوَلْتُ من العَلانِيَة يقال عَلْوَنْتُ الكتاب إذا عَنْوَنْته وعُلْوَانُ الكتاب عُنْوانُه

( علجن ) ناقة عَلْجَنٌ صُلْبَةٌ كِنَازُ اللحم قال رؤبة ابن العجاج وخَلَّطَتْ كُلُّ دِلاثٍ عَلْجَنِ تَخْلِيطَ خَرْقاءِ اليَدَيْن خَلْبَنِ وامرأَة عَلْجَنٌ ماجِنَة قال يا رُبَّ أُمٍّ لصَغِيرٍ عَلْجَنِ تَسْرِقُ بالليلِ إذا لم تَبْطَنِ يَنْبُعُ من ذَُعْرَتِها والمَغْبِنِ كَرَزَغِ الحَمْأَةِ فوقَ المَعْطِنِ ذُعْرَتُها اسْتُها الأَزهري في باب ما زادت فيه العرب النون من الحروف ناقة عَلْجَنٌ وهي الغليظة المستعلية الخلق المكتنزة اللحم ونونه زائدة الأَزهري ناقة عُلْجُومٌ وعَلْجُونٌ أَي شديدة وهي العَلْجَنُ قال وقال أَبو مالك ناقة عَلْجَنٌ غليظة الجوهري العَلْجَنُ المرأَة الحمقاء واللام زائدة

( عمن ) عَمَنَ يَعْمِنُ وعَمِنَ أَقام والعُمُنُ المقيمون في مكان يقال رجل عَامِنٌ وعَمُونٌ ومنه اشْتُقَّ عُمَان أَبو عمرو أَعْمَنَ دام على المُقامِ بعُمان قال الجوهري وأَعْمَنَ صار إلى عُمَان وأَنشد ابن بري من مُعْرِقٍ أَو مُشْئِمٍ أَو مُعْمِنِ والعَمِينَة أَرض سَهْلَة يمانية وعُمان اسم كُورة عربيةٌ وعُمانُ مخفف بلد وأَما الذي في الشام فهو عَمَّان بالفتح والتشديد وفي الحديث حديث الحَوْض عِرَضُه من مَقامِي إلى عَمَّان هي بفتح العين وتشديد الميم مدينة قديمة بالشام من أَرض البَلْقاء وأَما بالضم والتخفيف فهو موضع عند البحرين وله ذكر في الحديث وعُمَان مدينة قال الأَزهري عُمَانُ يصرف ولا يصرف فمن جعله بلداً صرفه في حالتي المعرفة والنكرة ومن جعله بلدة أَلحقه بطلحة وأَما عَمَّانُ بناحية الشام موضع يجوز أَن يكون فعلان من عَمَّ يَعُمّ لا ينصرف معرفة وينصرف نكرة ويجوز أَن يكون فَعَّالاً من عَمَنَ فينصرف في الحالتين إذا عُنِيَ به البلدُ قال سيبويه لم يقع في كلامهم اسماً إلا لمؤنث وقيل عُمَان اسم رجل وبه سمي البلد وأَعْمَنَ وعَمَّنَ أَتى عُمَان قال العَبْدِي فإن تُتْهِمُوا أُنْجِدْ خلافاً عليكُم وإن تُعْمِنُوا مُسْتَحْقِي الحَرْبِ أُعْرِقِ وقال رؤبة
نَوَى شآمٍ بانَ أَو مُعَمِّنِ
( * قوله « وقال رؤبة نوى شآم إلخ » قبله كما في التكملة
فهاج من وجدي حنين الحنن ... وهم مهموم ضنين الأضنن
بالدار لو عاجت قناة المقتني ... نوى شآم بان أو معمِّن )
القناة عصا البين والمقتني المتخذ قناة ) والعُمانيَّة نخلة بالبصرة
لا يزال عليها السَّنَةَ كلها طَلْعٌ جديدٌ وكَبائسُ مُثْمرة وأُخَرُ مُرْطِبَةٌ

( عنن ) عَنَّ الشيءُ يَعِنُّ ويَعُنُّ عَنَناً وعُنُوناً ظَهَرَ أَمامك وعَنَّ يَعِنُّ ويُعُنُّ عَنّاً وعُنوناً واعْتَنَّ اعتَرَضَ وعَرَض ومنه قول امرئ القيس فعَنَّ لنا سِرْبٌ كأَنَّ نِعاجه والاسم العَنَن والعِنانُ قال ابن حِلزة عَنَناً باطِلاً وظُلْماً كما تُعْ تَرُ عن حَجْرةِ الرَّبيضِ الظِّباءُ
( * قوله « عنناً باطلاً » تقدم إنشاده في مادة حجر وربض وعتر عنتا بنون فمثناة فوقية وكذلك في نسخ من الصحاح لكن في تلك المواد من المحكم والتهذيب عنناً بنونين كما أنشداه هنا ) وأَنشد ثعلب وما بَدَلٌ من أُمِّ عُثمانَ سَلْفَعٌ من السُّود وَرْهاءُ العِنان عَرُوبُ معنى قوله وَرْهاءِ العِنان أَنها تَعْتنُّ في كل كلام أَي تعْترض ولا أَفعله ما عَنَّ في السماء نجمٌ أَي عَرَض من ذلك والعِنَّة والعُنَّة الاعتراض بالفُضول والاعْتِنانُ الاعتراض والعُنُنُ المعترضون بالفُضول الواحد عانٌّ وعَنونٌ قال والعُنُن جمع العَنين وجمع المَعْنون يقال عُنَّ الرجلُ وعُنِّنَ وعُنِنَ وأُعْنِنَ
( * قوله « وأعنن » كذا في التهذيب والذي في التكملة والقاموس وأعنّ بالإدغام ) فهو عَنِينَ مَعْنونٌ مُعَنٌّ مُعَنَّنٌ وأَعْنَنْتُ بعُنَّةٍ ما أَدري ما هي أَي تعَرَّضتُ لشيء لا أَعرفه وفي المثل مُعْرِضٌ لعَنَنٍ لم يَعْنِه والعَنَنُ اعتراضُ الموت وفي حديث سطيح أَم فازَ فازْلَمَّ به شَأْوُ العَننْ ورجل مِعَنٌّ يعْرِض في شيء ويدخل فيما لا يعنيه والأُنثى بالهاء ويقال امرأَة مِعَنَّة إذا كانت مجدولة جَدْلَ العِنان غير مسترخية البطن ورجل مِعَنٌّ إذا كان عِرِّيضاً مِتْيَحاً وامرأَة مِعَنَّة تَعْتنُّ وتعْترض في كل شيء قال الراجز إنَّ لنا لَكَنَّه مِعَنَّةً مِفَنَّه كالريح حول القُنَّه مِفَنَّة تَفْتَنُّ عن الشيء وقيل تَعْتَنُّ وتَفْتنُّ في كل شيءٍ والمِعَنُّ الخطيب وفي حديث طهفة بَرِئنا إليك من الوَثَن والعَنن الوَثَنُ الصنم والعَنن الاعتراض من عَنَّ الشيء أَي اعترض كأَنه قال برئنا إليك من الشرك والظلم وقيل أَراد به الخلافَ والباطل ومنه حديث سطيح أَم فازَ فازْلَمَّ به شَأْوُ العَننْ يريد اعتراض الموت وسَبْقَه وفي حديث علي رضوان الله عليه دَهَمتْه المنيَّةُ في عَنَن جِماحه هو ما ليس بقصد ومنه حديثه أَيضاً يذُمُّ الدنيا أَلا وهي المُتَصدِّيةُ العَنُونُ أَي التي تتعرض للناس وفَعول للمبالغة ويقال عَنَّ الرجل يَعِنُّ عَنّاً وعَنَناً إذا اعترض لك من أَحد جانبيك من عن يمينك أَو من عن شمالك بمكروه والعَنُّ المصدر والعَنَنُ الاسم وهو الموضع الذي يَعُنُّ فيه العانُّ ومنه سمي العِنانُ من اللجام عِناناً لأَنه يعترضه من ناحيتيه لا يدخل فمه منه شيء ولقيه عَيْنَ عُنَّة
( * قوله « عين عنة » بصرف عنة وعدمه كما في القاموس ) أَي اعتراضاً في الساعة من غير أَن يطلبه وأَعطاه ذلك عَيْنَ عُنَّة أَي خاصةً من بين أَصحابه وهو من ذلك والعِنان المُعانَّة والمُعانَّة المعارضة وعُناناك أَن تفعل ذاك على وزن قُصاراك أَي جهدك وغايتك كأَنه من المُعانَّة وذلك أَن تريد أَمراً فيَعْرِضَ دونه عارِضٌ يمنعك منه ويحبسك عنه قال ابن بري قال الأَخفش هو غُناماك وأَنكر على أَبي عبيد عُناناك وقال النَّجِيرَميُّ الصواب قول أَبي عبيد وقال علي ابن حمزة الصواب قول الأَخفش والشاهد عليه بيت ربيعة بن مقروم الضبي وخَصْمٍ يَرْكَبُ العَوصاءِ طاطٍ عن المُثْلى غُناماهُ القِذاعُ وهو بمعنى الغنيمة والقِذاعُ المُقاذَعة ويقال هو لك بين الأَوْبِ والعَنَن إمّا أَن يَؤُوبَ إليك وإِما أَن يعْرِضَ عليك قال ابن مقبل تُبْدي صُدوداً وتُخْفي بيننا لَطَفاً يأْتي محارِمَ بينَ الأَوْبِ والعَنَن وقيل معناه بين الطاعة والعصيان والعانُّ من السحاب الذي يَعْتَرِضُ في الأُفُقِ قال الأَزهري وأَما قوله جَرَى في عِنان الشِّعْرَيَيْنِ الأَماعِزُ فمعناه جرى في عِراضِهما سَرابُ الأَماعِز حين يشتدُّ الحرُّ بالسَّراب وقال الهذلي كأَنَّ مُلاءَتَيَّ على هِزَفٍّ يعُنُّ مع العَشِيَّةِ لِلرِّئالِ يَعُنُّ يَعْرِض وهما لغتان يَعِنُّ ويَعُنُّ والتَّعْنِين الحبْس وقيل الحبس في المُطْبَق الطويل ويقال للمجنون مَعْنون ومَهْرُوع ومخفوع ومعتُوه وممتوه ومُمْتَهٌ إذا كان مجنوناً وفلان عَنَّانٌ عن الخير وخَنَّاسٌ وكَزَّامٌ أَي بطيء عنه والعِنِّينُ الذي لا يأْتي النساء ولا يريدهن بَيِّنُ العَنَانة والعِنِّينة والعِنِّينيَّة وعُنِّنَ عن امرأَته إذا حكم القاضي عليه بذلك أَو مُنعَ عنها بالسحر والاسم منه العُنَّة وهو مما تقدم كأَنه اعترضه ما يَحْبِسُه عن النساء وامرأَة عِنِّينة كذلك لا تريد الرجال ولا تشتهيهم وهو فِعِّيلٌ بمعنى مفعول مثل خِرِّيج قال وسُمِّيَ عِنِّيناً لأَنه يَعِنُّ ذكَرُه لقُبُل المرأَة من عن يمينه وشماله فلا يقصده ويقال تَعَنَّنَ الرجل إذا ترك النساء من غير أَن يكون عِنِّيناً لثأْر يطلبه ومنه قول ورقاء بن زهير بن جذيمة قاله في خالد ابن جعفر بن كلاب تعَنَّنْتُ للموت الذي هو واقِعٌ وأَدركتُ ثأْري في نُمَيْرٍ وعامِرِ ويقال للرجل الشريف العظيم السُّودَد إنه لطويل العِنان ويقال إنه ليأْخذ في كل فَنٍّ وعَنٍّ وسَنٍّ بمعنى واحد وعِنانُ اللجام السير الذي تُمسَك به الدابة والجمع أَعِنَّة وعُنُنٌ نادر فأَما سيبويه فقال لم يُكسَّر على غير أَعِنَّة لأَنهم إن كسَّرُوه على بناء الأَكثر لزمهم التضعيف وكانوا في هذا أَحرى يريد إذ كانوا قد يقتصرون على أَبنية أَدنى العدد في غير المعتل يعني بالمعتل المدغم ولو كسروه على فُعُل فلزمهم التضعيف لأَدغموا كما حكى هو أَن من العرب من يقول في جمع ذُباب ذُبٌّ وفرس قصير العِنان إذا ذُمَّ بِقصَر عُنُقِه فإذا قالوا قصير العِذار فهو مدح لأَنه وصف حينئذ بسعة جَحْفلته وأَعَنَّ اللجامَ جعل له عِناناً والتَّعْنينُ مثله وعَنَّن الفرسَ وأَعَنَّه حبسه بعنانه وفي التهذيب أَعَنَّ الفارسُ إذا مَدَّ عِنانَ دابته ليَثْنِيَه عن السير فهو مُعِنٌّ وعَنَّ دابته عَنّاً جعل له عِناناً وسُمِي عِنانُ اللجام عِناناً لاعتراض سَيْرَيه على صَفْحَتيْ عُنق الدابة من عن يمينه وشماله ويقال مَلأَ فلانٌ عِنانَ دابته إذا أَعْداه وحَمَلَهُ على الحُضْر الشديد وأَنشد ابن السكيت حَرْفٌ بعيدٌ من الحادي إذا مَلأَتْ شَمْسُ النهارِ عِنانَ الأَبْرَقِ الصَّخِبِ قال أَراد بالأَبْرَقِ الصَّخِبِ الجُنْدُبَ وعِنانُه جَهْدُه يقول يَرْمَضُ فيستغيث بالطيران فتقع رجلاه في جناحيه فتسمع لهما صوتاً وليس صوته من فيه ولذلك يقال صَرَّ الجُنْدُب وللعرب في العِنانِ أَمثال سائرة يقال ذَلَّ عِنانُ فلان إذا انقاد وفُلانٌ أَبّيُّ العِنانِ إذا كان مُمتنعاً ويقال أَرْخِ من عنانِه أَي رَفِّه عنه وهما يَجْريان في عِنانٍ إذا استويا في فَضْلٍ أو غيره وقال الطِّرِمَّاحُ سَيَعْلَمُ كُلُّهم أَني مُسِنٌّ إذا رَفَعُوا عِناناً عن عِنانِ المعنى سيعلم الشعراء أَني قارح وجَرى الفرسُ عِناناً إذا جرى شوطاً وقول الطرماح إذا رفعوا عناناً عن عنان أَي شوطاً بعد شوط ويقال اثْنِ عَليَّ عِنانَهُ أَي رُدَّه عليَّ وثَنَيْتُ على الفرسِ عِنانه إِذا أَلجمته قال ابن مقبل يذكر فرساً وحاوَطَني حتى ثَنَيْتُ عِنانَهُ على مُدْبِرِ العِلْباءِ رَيّانَ كاهِلُهْ حاوَطَني أَي داوَرَني وعالَجَني ومُدْبِرِ عِلّْيائه عُنُقُه أَراد أَنه طويل العنق في عِلْيائِه إدبار ابن الأَعرابي رُبَّ جَوادٍ قد عَثَرَ في اسْتِنانِه وكبا في عِنانه وقَصَّرَ في مَيْدانه وقال الفرس يَجْري بعِتْقِه وعِرْقِه فإِذا وُضِعَ في المِقْوَس جَرى بجَدِّ صاحبه كبا أَي عَثَر وهي الكَبْوَةُ يقال لكل جواد كَبْوَة ولكل عالم هَفْوة ولكل صارم نَبْوَة كبا في عِنانِه أَي عثر في شَوْطه والعِنان الحبل قال رؤبة إلى عِنانَيْ ضامِرٍ لَطيفِ عنى بالعِنانين هنا المَتْنَين والضامر هنا المَتْنُ وعِنانا المتن حَبْلاه والعِنانُ والعانُّ من صفة الحبال التي تَعْتَنُّ من صَوْبك وتقطع عليك طريقك يقال بموضع كذا وكذا عانٌّ يَسْتَنُّ السَّابلَة ويقال للرجل إنه طَرِفُ العِنان إذا كان خفيفاً وعَنَّنَتِ المرأَةُ شعرَها شَكَّلَتْ بعضه ببعض وشِرْكَةُ عِنانٍ وشِرْكُ عِنانٍ شَرِكَةٌ في شيء خاص دون سائر أَموالها كأَنه عَنَّ لهما شيء أَي عَرَضَ فاشترياه واشتركا فيه قال النابغة الجعدي وشارَكْنا قُرَيْشاً في تُقاها وفي أَحْسابها شِرْكَ العِنانِ بما وَلَدَتْ نساءُ بني هِلالٍ وما وَلَدَتْ نساءُ بني أَبانِ وقيل هو إذا اشتركا في مال مخصوص وبانَ كلُّ واحد منهما بسائر ماله دون صاحبه قال أَبو منصور الشِّرْكَة شِرْكَتانِ شِرْكَةُ العِنان وشَرِكَةُ المفاوضة فأَما شَرِكَةُ العِنان فهو أَن يخرج كل واحد من الشريكين دنانير أَو دراهم مثل ما يُخْرج صاحبه ويَخْلِطاها ويأْذَنَ كل واحد منهما لصاحبه بأَن يتجر فيه ولم تختلف الفقهاء في جوازه وأَنهما إن رَبِحا في المالين فبينهما وإنْ وُضِعا فعلى رأْس مال كل واحد منهما وأَما شركة المُفاوضة فأَن يَشْتَرِكا في كل شيء في أَيديهما أَو يَسْتَفيداه من بَعْدُ وهذه الشركة عند الشافعي باطلة وعند النعمان وصاحبيه جائزة وقيل هو أَن يعارض الرجل الرجل عند الشراء فيقول له أَشْرِكني معك وذلك قبل أَن يَستوجب العَلَقَ وقيل شَرِكة العِنانِ أَن يكونا سواء في الغَلَق وأَن يتساوى الشريكان فيما أَخرجاه من عين أَو ورق مأْخوذ من عِنانِ الدابة لأَن عِنانَ الدابة طاقتان متساويتان قال الجعدي يمدح قومه ويفتخر وشاركنا قريشاً في تُقاها ( البيتان ) أَي ساويناهم ولو كان من الاعتراض لكان هجاء وسميت هذه الشركةُ شَرِكَةَ عِنانٍ لمعارضة كل واحد منهما صاحبه بمال مثل ماله وعمله فيه مثل عمله بيعاً وشراء يقال عانَّهُ عِناناً ومُعانَّةً كما يقال عارَضَه يُعارضه مُعارَضةً وعِراضاً وفلان قَصِيرُ العِنانِ قليل الخير على المثل والعُنَّة الحَظِيرة من الخَشَبِ أَو الشجر تجعل للإِبل والغنم تُحْبَسُ فيها وقيد في الصحاح فقال لتَتَدَرَّأَ بها من بَرْدِ الشَّمال قال ثعلب العُنَّة الحَظِيرَةُ تكون على باب الرجل فيكون فيها إِبله وغنمه ومن كلامهم لا يجتمع اثنان في عُنَّةٍ وجمعها عُنَنٌ قال الأَعشى تَرَى اللَّحْمَ من ذابِلٍ قد ذَوَى ورَطْبٍ يُرَفَّعُ فَوْقَ العُنَنْ وعِنانٌ أَيضاً مثل قُبَّةٍ وقِبابٍ وقال البُشْتِيُّ العُنَنُ في بيت الأَعشى حِبال تُشَدُّ ويُلْقَى عليها القَدِيدُ قال أَبو منصور الصواب في العُنَّة والعُنَنِ ما قاله الخليل وهو الحظيرة وقال ورأَيت حُظُراتِ الإِبل في البادية يسمونها عُنَناً لاعْتِنانِها في مَهَبِّ الشَّمالِ مُعْتَرِضة لتقيها بَرْدَ الشَّمالِ قال ورأَيتهم يَشُرُّون اللحم المُقَدَّدَ فوقها إذا أَرادوا تجفيفه قال ولست أَدري عمن أَخذ البُشْتِيُّ ما قال في العُنَّة إنه الحبل الذي يُمَدُّ ومَدُّ الحبل من فِعَْلِ الحاضرة قال وأُرى قائلَه رأَى فقراءَ الحرم يَمُدُّون الحبال بمِنًى فيُلْقُون عليها لُحومَ الأَضاحي والَدْي التي يُعْطَوْنَها ففسر قول الأَعشى بما رأَى ولو شاهد العرب في باديتها لعلم أَن العُنَّة هي الحِظَارُ من الشجر وفي المثل كالمُهَدِّرِ في العُنَّةِ يُضْرَبُ مثلاً لمن يَتَهَدَّدُ ولا يُنَفِّذُ قال ابن بري والعُنَّةُ بالضم أَيضاً خَيْمة تجعل من ثُمامٍ أَو أَغصان شجر يُسْتَظَلُّ بها والعُنَّة ما يجمعه الرجل من قَصَبٍ ونبت ليَعْلِفَه غَنَمه يقال جاء بعُنَّةٍ عظيمة والعَنَّةُ بفتح العين العَطْفَة قال الشاعر إذا انصَرَفَتْ من عَنَّةٍ بعد عَنَّةٍ وجَرْسٍ على آثارِها كالمُؤَلَّبِ والعُنَّةُ ما تُنْصَبُ عليه القِدْرُ وعُنَّةُ القِدْر الدِّقْدانُ قال عَفَتْ غيرَ أَنْآءٍ ومَنْصَبِ عُنَّةٍ وأَوْرَقَ من تحتِ الخُصاصَةِ هامِدُ والعَنُونُ من الدواب التي تُباري في سيرها الدوابَّ فتَقْدُمُها وذلك من حُمُر الوحش قال النابغة كأَنَّ الرَّحْلَ شُدَّ به خَنُوفٌ من الجَوْناتِ هادِيةٌ عَنُونُ ويروى خَذُوفٌ وهي السمينة من بقر الوحش ويقال فلان عَنَّانٌ على آنُفِ القوم إذا كان سَبَّاقاً لهم وفي حديث طَهْفة وذو العِنانِ الرَّكُوبُ يريد الفرس الذَّلُولَ نسبه إلى العِنانِ والرَّكوب لأَنه يُلْجَم ويُرْكَب والعِنانُ سير اللِّجام وفي حديث عبد الله بن مسعود كان رجلٌ في أَرض له إِذ مَرَّتْ به عَنَانةٌ تَرَهْيَأُ العانَّة والعَنَانةُ السَّحابة وجمعها عَنَانٌ وفي الحديث لو بَلَغتْ خَطيئتُه عَنانَ السماء العَنَان بالفتح السحاب ورواه بعضهم أَعْنان بالأَلف فإِن كان المحفوظ أَعْنان فهي النواحي قاله أَبو عبيد قال يونس بن حبيب أَعْنانُ كل شيء نواحيه فأَما الذي نحكيه نحن فأَعْناءُ السماء نواحيها قاله أَبو عمرو وغيره وفي الحديث مَرَّتْ به سحابةٌ فقال هل تدرون ما اسم هذه ؟ قالوا هذه السحابُ قال والمُزْنُ قالوا والمزن قال والعَنان قالوا والعَنانُ وقيل العَنان التي تُمْسِكُ الماءَ وأَعْنانُ السماء نواحيها واحدها عَنَنٌ وعَنٌّ وأَعْنان السماء صَفائحُها وما اعترَضَ من أَقطارها كأَنه جمع عَنَنٍ قال يونس ليس لمَنْقُوصِ البيان بَهاءٌ ولو حَكَّ بِيافُوخِه أَعْنان السماء والعامة تقول عَنان السماء وقيل عَنانُ السماء ما عَنَّ لك منها إذا نظرت إليها أَي ما بدا لك منها وأَعْنانُ الشجر أَطرافُه ونواحيه وعَنانُ الدار جانبها الذي يَعُنُّ لك أَي يَعْرِضُ وأَما ما جاء في الحديث من أَنه صلى الله عليه وسلم سئل عن الإِبل فقال أَعْنانُ الشَّياطين لا تُقْبِلُ إلاَّ مُوَلِّية ولا تُدْبِرُ إلاَّ مُوَلِّية فإِنه أَراد أَنها على أَخلاق الشياطين وحقيقةُ الأَعْنانِ النواحي قال ابن الأَثير كأَنه قال كأَنها لكثرة آفاتها من نواحي الشياطين في أَخلاقها وطبائعها وفي حديث آخر لا تصلوا في أَعْطانِ الإِبل لأَنها خلقت من أَعْنانِ الشياطين وعَنَنْتُ الكتابَ وأَعْنَنْتُه لكذا أَي عَرَّضْتُه له وصرَفْته إليه وعَنَّ الكِتابَ يَعُنُّه عَنّاً وعَنَّنه كَعَنْوَنَه وعَنْوَنْتُه وعَلْوَنْتُه بمعنى واحد مشتق من المَعْنى وقال اللحياني عَنَّنْتُ الكتابَ تَعْنيناً وعَنَّيْتُه تَعْنِيَةً إذا عَنْوَنْتَه أَبدلوا من إِحدى النونات ياء وسمي عُنْواناً لأَنه يَعُنُّ الكِتابَ من ناحِيتيه وأَصله عُنَّانٌ فلما كثرت النونات قلبت إحداها واواً ومن قال عُلْوانُ الكتاب جعل النون لاماً لأَنه أَخف وأَظهر من النون ويقال للرجل الذي يُعَرِّض ولا يُصرِّحُ قد جعل كذا وكذا عُِنْواناً لحاجته وأَنشد وتَعْرِفُ في عُنْوانِها بعضَ لَحْنِها وفي جَوْفِها صَمْعاءُ تَحْكي الدَّواهِيا قال ابن بري والعُنْوانُ الأَثر قال سَوَّارُ بن المُضرِّب وحاجةٍ دُونَ أُخرى قد سنَحْتُ بها جعلتُها للتي أَخْفَيْتُ عُنْواناً قال وكلما استدللت بشيءٍ تُظهره على غيره فهو عُنوانٌ له كما قال حسان بن ثابت يرثي عثمان رضي الله تعالى عنه ضَحّوا بأَشْمطَ عُنوانُ السُّجودِ به يُقَطِّعُ الليلَ تَسْبِيحاً وقُرْآناً قال الليث العُلْوانُ لغة في العُنْوان غير جيدة والعُنوان بالضم هي اللغة الفصيحة وقال أَبو دواد الرُّوَاسِيّ لمن طَلَلٌ كعُنْوانِ الكِتابِ ببَطْنِ أُواقَ أَو قَرَنِ الذُّهابِ ؟ قال ابن بري ومثله لأَبي الأَسود الدُّؤَليّ نظَرْتُ إلى عُنْوانِه فنبَذتُه كنَبْذِكَ نَعلاً أَخلقَتْ من نِعالكا وقد يُكْسَرُ فيقال عِنوانٌ وعِنيانٌ واعْتَنَّ ما عند القوم أَي أُعْلِمَ خَبَرَهم وعَنْعَنةُ تميم إبدالُهم العين من الهمزة كقولهم عَنْ يريدون أَنْ وأَنشد يعقوب فلا تُلْهِكَ الدنيا عَنِ الدِّينِ واعْتَمِلْ لآخرةٍ لا بُدّ عنْ سَتَصِيرُها وقال ذو الرمة أَعَنْ تَرَسَّمْتَ من خَرْقَاءَ منْزِلةً ماءُ الصَّبَابةِ من عَينيكَ مَسْجُومُ أَراد أَأَن ترَسَّمْتَ وقال جِرانُ العَوْدِ فما أُبْنَ حتى قُلْنَ يا ليْتَ عَنَّنا تُرابٌ وعَنَّ الأَرضَ بالناسِ تُخْسَفُ قال الفراء لغة قريش ومن جاورهم أَنَّ وتميمٌ وقَيْس وأَسَدٌ ومن جاورهم يجعلون أَلف أَن إذا كانت مفتوحة عيناً يقولون أَشهد عَنَّك رسول الله فإِذا كسروا رجعوا إلى الأَلف وفي حديث قَيْلةَ تَحْسَبُ عَنِّي نائمة أَي تحسب أَني نائمة ومنه حديث حُصَين بن مُشَمِّت أَخبرنا فلان عَنَّ فلاناً حَدَّثه أَي أَن فلاناً قال ابن الأَثير كأَنَّهم يفعلون لبَحَحٍ في أَصواتهم والعرب تقول لأَنَّكَ ولعَنَّك تقول ذاك بمعنى لَعَلَّك ابن الأَعرابي لعنَّكَ لبني تميم وبنو تَيْم الله بن ثَعْلبة يقولون رَعَنَّك يريدون لعلك ومن العرب من يقول رَعَنَّكَ ولغَنَّك بالغين المعجمة بمعنى لعَلَّكَ والعرب تقول كنا في عُنَّةٍ من الكَلأِ وفُنَّةٍ وثُنَّةٍ وعانِكَةٍ من الكلأِ واحدٌ أَي كنا في كَلاءٍ كثير وخِصْبٍ وعن معناها ما عدا الشيءَ تقول رميت عن القوسْ لأَنه بها قَذَفَ سهمه عنها وعدَّاها وأَطعمته عن جُوعٍ جعل الجوع منصرفاً به تاركاً له وقد جاوزه وتقع من موقعها وهي تكون حرفاً واسماً بدليل قولهم من عَنْه قال القُطَامِيّ فقُلْتُ للرَّكْبِ لما أَنْ عَلا بهمُ من عن يمينِ الحُبَيّا نظرةٌ قَبَلُ قال وإنِما بنيت لمضارعتها للحرف وقد توضع عن موضع بعد كما قال الحرث بن عُبَاد قَرِّبا مَرْبَطَ النَّعامةِ مِنِّي لقِحَتْ حَرْبُ وائلٍ عن حيالِ أَي بعد حيال وقال امرؤ القيس وتُضْحي فَتيتُ المِسكِ فوقَ فِراشِها نَؤُوم الضُّحَى لم تَنْتَطِقْ عن تَفَضُّلِ وربما وضعت موضع على كما قال ذو الإِصبع العدواني لاه ابنُ عمِّكَ لا أَفْضَلْتَ في حَسَبٍ عَني ولا أَنتَ دَيّاني فتَخْزُوني قال النحويون عن ساكنة النون حرف وضع لمَعْنى ما عَدَاكَ وتراخى عنك يقال انصَرِفْ عنِّي وتنحَّ عني وقال أَبو زيد العرب تزيدُ عنك يقال خذ ذا عنك والمعنى خذ ذا وعنك زيادة قال النابغة الجعدي يخاطب ليلى الأَخيلية دَعي عنكِ تَشْتامَ الرجالِ وأَقبِلي على أَذْلَعِيٍّ يَملأُ اسْتَكِ فَيْشَلا أَراد يملأُ استك فَيْشلُه فخرج نصباً على التفسير ويجوز حذف النون من عن للشاعر كما يجوز له حذف نون من وكأَنَّ حذْفَه إنما هو لالتقاء الساكنين إِلا أَن حذف نون من في الشعر أَكثر من حذف نون عن لأَن دخول من في الكلام أَكثر من دخول عن وعَنِّي بمعنى عَلِّي أَي لَعَلِّي قال القُلاخُ يا صاحِبَيَّ عَرِّجا قَلِيلا عَنَّا نُحَيِّي الطَّلَلَ المُحِيلا وقال الأَزهري في ترجمة عنا قال قال المبرد من وإلى ورب وفي والكاف الزائدة والباء الزائدة واللام الزائدة هي حروف الإِضافة التي يضاف بها الأَسماء والأَفعال إلى ما بعدها قال فأَما ما وضعه النحويون نحو على وعن وقبل وبَعْدُ وبَيْن وما كان مثلَ ذلك فإِنما هي أَسماء يقال جئت من عِنْدِه ومن عليه ومن عن يساره ومن عن يمينه وأَنشد بيت القطامي من عَنْ يمين الحُبَيّا نظْرَةٌ قَبَلُ قال ومما يقع الفرق فيه بين من وعن أَن من يضاف بها ما قَرُبَ من الأَسماء وعن يُوصَل بها ما تَراخى كقولك سمعت من فلان حديثاً وحدثنا عن فلان حديثاً وقال أَبو عبيدة في قوله تعالى وهو الذي يَقْبَل التوبةَ عن عباده أَي من عباده الأَصمعي حدَّثني فلان من فلان يريد عنه ولَهِيتُ من فلان وعنه وقال الكسائي لَهِيتُ عنه لا غير وقال اله مِنْه وعنه وقال عنك جاء هذا يريد منك وقال ساعدةُ بن جُؤَيّةَ أَفَعنْك لا بَرْقٌ كأَنَّ ومِيضَهُ غابٌ تَسَنَّمهُ ضِرامٌ مُوقَدُ ؟ قال يريد أَمِنْكَ بَرْقٌ ولا صِلَةٌ روى جميعَ ذلك أَبو عبيد عنهم قال وقال ابن السكيت تكون عن بمعنى على وأَنشد بيت ذي الإِصبع العدواني لا أَفضلْتَ في حَسَبٍ عَنِّي قال عَنِّي في معنى عَليَّ أَي لم تُفْضِلْ في حسب عَلَيَّ قال وقد جاء عن بمعنى بعد وأَنشد ولقد شُبَّتِ الحُرُوبُ فما غَمْ مَرْتَ فيها إذ قَلَّصَتْ عن حِيالِ أي قلَّصَتْ بعد حِيالها وقال في قول لبيد لوِرْدٍ تَقْلِصُ الغِيطانُ عنه يَبُكُّ مسافَةَ الخِمْسِ الكَمالِ
( * قوله « يبك مسافة إلخ » كذا أَنشده هنا كالتهذيب وأَنشده في مادة قلص كالمحكم يبذ مفازة الخمس الكلالا )
قال قوله عنه أَي من أَجله والعرب تقول سِرْ عنك وانْفُذْ عنك أَي امضِ وجُزْ لا معنى لعَنْك وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه طاف بالبيت مع يَعْلَى بن أُميَّة فلما انتهى إلى الركن الغرْبيِّ الذي يلي الأَسْودَ قال له أَلا تسْتَلِمُ ؟ فقال له انْفُذْ عنك فإِن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسْتَلِمْه وفي الحديث تفسيره أَي دَعْه ويقال جاءنا الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم فتخفض النون ويقال جاءنا مِنَ الخير ما أَوجب الشكر فتفتح النون لأَن عن كانت في الأَصل عني ومن أَصلها مِنَا فدلت الفتحة على سقوط الأَلف كما دلت الكسرة في عن على سقوط الياء وأَنشد بعضهم مِنَا أن ذَرَّ قَرْنُ الشَّمْسِ حتى أَغاثَ شَرِيدَهمْ مَلَثُ الظَّلامِ وقال الزجاج في إِعراب من الوقفُ إِلا أَنها فتحت مع الأَسماء التي تدخلها الأَلف واللام لالتقاء الساكنين كقولك من الناس النون من من ساكنة والنون من الناس ساكنة وكان في الأَصل أَن تكسر لالتقاء الساكنين ولكنها فتحت لثقل اجتماع كسرتين لو كان من الناس لثَقُلَ ذلك وأَما إِعراب عن الناس فلا يجوز فيه إِلا الكسر لأَن أَول عن مفتوح قال والقول ما قال الزجاج في الفرق بينهما

( عهن ) العِهْنُ الصُّوفُ المَصْبُوغُ أَلواناً ومنه قوله تعالى كالعِهْنِ المَنْفُوش وفي حديث عائشة رضي الله عنها أَنها فتَلَتْ قلائدَ هَدْيِ رسول الله صلى الله عليه وسلم من عِهْنٍ قالوا العِهْنُ الصُّوفُ المُلَوَّنُ وقيل العِهْنُ الصوف المصبوغ أَيَّ لَوْنٍ كان وقيل كلُّ صُوفٍ عِهْنٌ والقِطْعةُ منه عِهْنةٌ والجمع عُهُونٌ وأَنشد أَبو عبيد فاضَ منه مِثْلُ العُهونِ من الرَّوْ ضِ وما ضَنّ بالإِخاذِ غُدُرْ ابن الأَعرابي فلان عاهِنٌ أَي مُسْترخٍ كَسْلان قال أَبو العباس أَصلُ العاهِن أَن يَتَقَصَّفَ القضيبُ من الشجرة ولا يَبينَ فيبقى متعلقاً مسترخياً والعُهْنة انكسارٌ في القضيب من غير بَيْنونة إذا نظرتَ إليه حسبته صحيحاً فإذا هززته انثنى وقد عَهَن والعاهِنُ الفقير لانكساره وعَهَن الشيءُ دام وثبت وعَهَن أَيضاً حَضَرَ ومالٌ عاهِن حاضر ثابت وكذلك نَقْدٌ عاهِنٌ وحكى اللحياني إنه لَعاهِنُ المال أَي حاضر النَّقْد وقول كثير ديارُ ابنةِ الضَّمْريِّ إذ حَبْلُ وَصْلِها مَتِينٌ وإِذ مَعْرُوفُها لك عاهِنُ يكون الحاضر والثابت قال ابن بري ومثله لتأَْبط شرّاً أَلا تِلْكُمو عِرْسي مُنَيْعةُ ضُمّنتْ من الله أَيْماً مُسْتَسِرّاً وعاهِنا أَي مقيماً حاضراً والعاهِنُ الطعام الحاضر والشراب الحاضر والعاهنُ الحاضر المقيم الثابت ويقال إِنه لَعِهْنُ مالٍ إذا كان حسن القيام عليه وعَهَن بالمكان أَقام به وأَعطاه من عاهِنِ ماله وآهِنه مُبْدَلٌ أَي من تِلاده ويقال خُذْ من عاهِنِ المال وآهِنه أَي من عاجله وحاضره والعَواهِنُ جرائد النخل إذا يَبستْ وقد عَهَنتْ تَعْهِنُ وتَعْهُنُ بالضم عُهوناً عن أَبي حنيفة وقيل العَواهِنُ السَّعَفاتُ اللواتي يَلِينَ القِلَبَة في لغة أَهل الحجاز وهي التي يسميها أَهل نجد الخَوافي ومنه سميت جوارحُ الإِنسان عَواهِنَ ومنه حديث عمر ائتني بجريدة واتَّقِ العَواهِنَ قال ابن الأَثير هي جمع عاهِنةٍ وهي السَّعفات التي يَلِينَ قُلْبَ النخلة وإنما نهى عنها إِشفاقاً على قُلْب النخلة أَن يَضُرَّ به قطعُ ما قرُبَ منها وقال اللحياني العَواهِن السَّعَفات اللواتي دون القِلَبة مَدَنيَّةٌ والواحد من كل ذلك عاهِنٌ وعاهِنة ابن الأَعرابي العِهان والإِهان والعُرْهونُ والعُرْجونُ والفِتاقُ والعَسَقُ والطَّرِيدة واللَّعِينُ والضِّلَعُ والعُرْجُدُ واحد قال الأَزهري كله أَصل الكِباسة والعَواهِنُ عروق في رحِمِ الناقة قال ابنُ الرِّقاع أَوْكَتْ عليه مَضِيقاً من عَواهِنها كما تَضَمَّنَ كشْحُ الحُرَّة الحَبَلا عليه يعني الجنين قال ابن الأَعرابي عَواهِنُها موضع رحمها من باطن كعَواهِن النخل وأَلْقى الكلام على عَواهِنه لم يتدبره وقيل هو إذا لم يُبَلْ أَصاب أَم أَخطأَ وقيل هو إذا تهاون به وقيل هو إذا قاله من قبيحه وحسنه وفي الحديث إن السَّلَفَ كانوا يُرْسِلون الكلمة على عَواهِنها أَي لا يَزُمُّونها ولا يَخطِمونها قال ابن الأَثير العَواهِنُ أَن تأْخذ غيرَ الطريق في السير أَو الكلام جمع عاهِنة وقيل هو من قولك عَهِنَ له كذا أَي عجِلَ وعَهِنَ الشيءُ إذا حَضَر أَي أَرسل الكلام على ما حضَر منه وعَجِلَ من خطأٍ وصواب ابن الأَعرابي يقال إنه ليَحْدِسُ الكلامَ على عَواهنه وهو أَن يتعسَّف الكلامَ ولا يتأَنى يقال عَهَنتُ على كذا وكذا أَعْهُنُ المعنى أَي أُثَبِّي منه معرفة ويقال أُثبِّي أُثْبِتُ من قول لبيد يُثَبِّي ثَناءً من كريمٍ وقوله أَلا انْعَمْ على حُسْنِ التَّحيَّة واشْرب وعَهَنَ منه خير يَعْهُنُ عُهوناً خرج وقيل كل خارج عاهِنٌ والعِهْنة بقلة قال ابن بري والعِهْنة من ذكور البَقْل قال الأَزهري ورأَيت في البادية شجرة لها وردة حمراء يسمونها العِهْنة وعُهَيْنة قبيلة دَرَجَتْ وعاهِنٌ واد معروف وعاهانُ بن كعب من شعرائهم فيمن أَخذه من العِهْن ومن أَخذه من العاهة فبابه غير هذا الباب

( عون ) العَوْنُ الظَّهير على الأَمر الواحد والاثنان والجمع والمؤنث فيه سواء وقد حكي في تكسيره أَعْوان والعرب تقول إذا جاءَتْ السَّنة جاء معها أَعْوانها يَعْنون بالسنة الجَدْبَ وبالأَعوان الجراد والذِّئاب والأَمراض والعَوِينُ اسم للجمع أَبو عمرو العَوينُ الأَعْوانُ قال الفراء ومثله طَسيسٌ جمع طَسٍّ وتقول أَعَنْتُه إعانة واسْتَعَنْتُه واستَعَنْتُ به فأَعانَني وإنِما أُعِلَّ اسْتَعانَ وإِن لم يكن تحته ثلاثي معتل أَعني أَنه لا يقال عانَ يَعُونُ كَقام يقوم لأَنه وإن لم يُنْطَق بثُلاثِيَّة فإِنه في حكم المنطوق به وعليه جاءَ أَعانَ يُعِين وقد شاع الإِعلال في هذا الأَصل فلما اطرد الإِعلال في جميع ذلك دَلَّ أَن ثلاثية وإن لم يكن مستعملاً فإِنه في حكم ذلك والإسم العَوْن والمَعانة والمَعُونة والمَعْوُنة والمَعُون قال الأَزهري والمَعُونة مَفْعُلة في قياس من جعله من العَوْن وقال ناسٌ هي فَعُولة من الماعُون والماعون فاعول وقال غيره من النحويين المَعُونة مَفْعُلة من العَوْن مثل المَغُوثة من الغَوْث والمضوفة من أَضافَ إذا أَشفق والمَشُورة من أَشارَ يُشير ومن العرب من يحذف الهاء فيقول مَعُونٌ وهو شاذ لأَنه ليس في كلام العرب مَفْعُل بغير هاء قال الكسائي لا يأْتي في المذكر مَفْعُلٌ بضم العين إلاَّ حرفان جاءَا نادرين لا يقاس عليهما المَعُون والمَكْرُم قال جميلٌ بُثَيْنَ الْزَمي لا إنَّ لا إنْ لزِمْتِه على كَثْرة الواشِينَ أَيُّ مَعُونِ يقول نِعْمَ العَوْنُ قولك لا في رَدِّ الوُشاة وإن كثروا وقال آخر ليَوْم مَجْدٍ أَو فِعالِ مَكْرُمِ
( * قوله « ليوم مجد إلخ » كذا بالأصل والمحكم والذي في التهذيب ليوم هيجا ) وقيل مَعُونٌ جمع مَعونة ومَكْرُم جمع مَكْرُمة قاله الفراء وتعاوَنوا عليَّ واعْتَوَنوا أَعان بعضهم بعضاً سيبويه صحَّت واوُ اعْتَوَنوا لأَنها في معنى تعاوَنوا فجعلوا ترك الإِعلال دليلاً على أَنه في معنى ما لا بد من صحته وهو تعاونوا وقالوا عاوَنْتُه مُعاوَنة وعِواناً صحت الواو في المصدر لصحتها في الفعل لوقوع الأَلف قبلها قال ابن بري يقال اعْتَوَنوا واعْتانوا إذا عاوَنَ بعضهم بعضاً قال ذو الرمة فكيفَ لنا بالشُّرْبِ إنْ لم يكنْ لنا دَوانِيقُ عندَ الحانَوِيِّ ولا نَقْدُ ؟ أَنَعْتانُ أَمْ نَدَّانُ أَم يَنْبَري لنا فَتًى مثلُ نَصْلِ السَّيفِ شِيمَتُه الحَمْدُ ؟ وتَعاوَنَّا أَعان بعضنا بعضاً والمَعُونة الإِعانَة ورجل مِعْوانٌ حسن المَعُونة وتقول ما أَخلاني فلان من مَعاوِنه وهو وجمع مَعُونة ورجل مِعْوان كثير المَعُونة للناس واسْتَعَنْتُ بفلان فأَعانَني وعاونَني وفي الدعاء رَبِّ أَعنِّي ولا تُعِنْ عَليَّ والمُتَعاوِنة من النساء التي طَعَنت في السِّنِّ ولا تكون إلا مع كثرة اللحم قال الأَزهري امرأَة مُتَعاوِنة إذا اعتدل خَلْقُها فلم يَبْدُ حَجْمُها والنحويون يسمون الباء حرف الاستعانة وذلك أَنك إذا قلت ضربت بالسيف وكتبت بالقلم وبَرَيْتُ بالمُدْيَة فكأَنك قلت استعنت بهذه الأَدوات على هذه الأَفعال قال الليث كل شيء أَعانك فهو عَوْنٌ لك كالصوم عَوْنٌ على العبادة والجمع الأَعْوانُ والعَوانُ من البقر وغيرها النَّصَفُ في سنِّها وفي التنزيل العزيز لا فارضٌ ولا بِكْرٌ عَوانٌ بين ذلك قال الفراء انقطع الكلام عند قوله ولا بكر ثم استأْنف فقال عَوان بين ذلك وقيل العوان من البقر والخيل التي نُتِجَتْ بعد بطنها البِكْرِ أَبو زيد عانَتِ البقرة تَعُون عُؤُوناً إذا صارت عَواناً والعَوان النَّصَفُ التي بين الفارِضِ وهي المُسِنَّة وبين البكر وهي الصغيرة ويقال فرس عَوانٌ وخيل عُونٌ على فُعْلٍ والأَصل عُوُن فكرهوا إلقاء ضمة على الواو فسكنوها وكذلك يقال رجل جَوادٌ وقوم جُود وقال زهير تَحُلُّ سُهُولَها فإِذا فَزَعْنا جَرَى منهنَّ بالآصال عُونُ فَزَعْنا أَغَثْنا مُسْتَغيثاً يقول إذا أَغَثْنا ركبنا خيلاً قال ومن زعم أَن العُونَ ههنا جمع العانَةِ بفقد أَبطل وأَراد أَنهم شُجْعان فإِذا اسْتُغيث بهم ركبوا الخيل وأَغاثُوا أَبو زيد بَقَرة عَوانٌ بين المُسِنَّةِ والشابة ابن الأَعرابي العَوَانُ من الحيوان السِّنُّ بين السِّنَّيْنِ لا صغير ولا كبير قال الجوهري العَوَان النَّصَفُ في سِنِّها من كل شيء وفي المثل لا تُعَلَّمُ العَوانُ الخِمْرَةَ قال ابن بري أَي المُجَرِّبُ عارف بأَمره كما أَن المرأَة التي تزوجت تُحْسِنُ القِناعَ بالخِمار قال ابن سيده العَوانُ من النساء التي قد كان لها زوج وقيل هي الثيِّب والجمع عُونٌ قال نَواعِم بين أَبْكارٍ وعُونٍ طِوال مَشَكِّ أَعْقادِ الهَوادِي تقول منه عَوَّنَتِ المِرأَةُ تَعْوِيناً إذا صارت عَواناً وعانت تَعُونُ عَوْناً وحربٌ عَوان قُوتِل فيها مرة
( * قوله مرة أي مرّةً بعد الأخرى ) كأَنهم جعلوا الأُولى بكراً قال وهو على المَثَل قال حَرْباً عواناً لَقِحَتْ عن حُولَلٍ خَطَرتْ وكانت قبلها لم تَخْطُرِ وحَرْبٌ عَوَان كان قبلها حرب وأَنشد ابن بري لأَبي جهل ما تَنْقِمُ الحربُ العَوانُ مِنِّي ؟ بازِلُ عامين حَدِيثٌ سِنِّي لمِثْل هذا وَلَدَتْني أُمّي وفي حديث علي كرم الله وجهه كانت ضَرَباتُه مُبْتَكَراتٍ لا عُوناً العُونُ جمع العَوان وهي التي وقعت مُخْتَلَسَةً فأَحْوَجَتْ إلى المُراجَعة ومنه الحرب العَوانُ أَي المُتَردّدة والمرأَة العَوان وهي الثيب يعني أَن ضرباته كانت قاطعة ماضية لا تحتاج إلى المعاودة والتثنية ونخلة عَوانٌ طويلة أَزْدِيَّة وقال أَبو حنيفة العَوَانَةُ النخلة في لغة أَهل عُمانَ قال ابن الأََعرابي العَوانَة النخلة الطويلة وبها سمي الرجل وهي المنفردة ويقال لها القِرْواحُ والعُلْبَة قال ابن بري والعَوَانة الباسِقَة من النخل قال والعَوَانة أَيضاً دودة تخرج من الرمل فتدور أَشواطاً كثيرة قال الأَصمعي العَوانة دابة دون القُنْفُذ تكون في وسط الرَّمْلة اليتيمة وهي المنفردة من الرملات فتظهر أَحياناً وتدور كأَنها تَطْحَنُ ثم تغوص قال ويقال لهذه الدابة الطُّحَنُ قال والعَوانة الدابة سمي الرجل بها وبِرْذَوْنٌ مُتَعاوِنٌ ومُتَدارِك ومُتَلاحِك إذا لَحِقَتْ قُوَّتُه وسِنُّه والعَانة القطيع من حُمُر الوحش والعانة الأَتان والجمع منهما عُون وقيل وعانات ابن الأَعرابي التَّعْوِينُ كثرةُ بَوْكِ الحمار لعانته والتَّوْعِينُ السِّمَن وعانة الإِنسان إِسْبُه الشعرُ النابتُ على فرجه وقيل هي مَنْبِتُ الشعر هنالك واسْتَعان الرجلُ حَلَقَ عانَتَه أَنشد ابن الأَعرابي مِثْل البُرام غَدا في أُصْدَةٍ خَلَقٍ لم يَسْتَعِنْ وحَوامي الموتِ تَغْشاهُ البُرام القُرادُ لم يَسْتَعِنْ أَي لم يَحْلِقْ عانته وحَوامي الموتِ حوائِمُه فقلبه وهي أَسباب الموت وقال بعض العرب وقد عرَضَه رجل على القَتْل أَجِرْ لي سَراويلي فإِني لم أَسْتَعِنْ وتَعَيَّنَ كاسْتَعان قال ابن سيده وأَصله الواو فإِما أَن يكون تَعَيَّنَ تَفَيْعَلَ وإِما أَن يكون على المعاقبة كالصَّيَّاغ في الصَّوَّاغ وهو أَضعف القولين إذ لو كان ذلك لوجدنا تَعَوَّنَ فعَدَمُنا إِياه يدل على أَن تَعَيَّنَ تَفَيْعَل الجوهري العانَة شعرُ الركَبِ قال أَبو الهيثم العانة مَنْبِت الشعر فوق القُبُل من المرأَة وفوق الذكر من الرجل والشَّعَر النابتُ عليهما يقال له الشِّعْرَةُ والإِسْبُ قال الأَزهري وهذا هو الصواب وفلان على عانَة بَكْرِ بن وائل أَي جماعتهم وحُرْمَتِهم هذه عن اللحياني وقيل هو قائم بأَمرهم والعانَةُ الحَظُّ من الماء للأَرض بلغة عبد القيس وعانَةُ قرية من قُرى الجزيرة وفي الصحاح قرية على الفُرات وتصغير كل ذلك عُوَيْنة وأَما قولهم فيها عاناتٌ فعلى قولهم رامَتانِ جَمَعُوا كما ثَنَّوْا والعانِيَّة الخَمْر منسوبة إليها الليث عاناتُ موضع بالجزيرة تنسب إليها الخمر العانِيَّة قال زهير كأَنَّ رِيقَتَها بعد الكَرى اغْتَبَقَتْ من خَمْرِ عانَةَ لَمَّا يَعْدُ أَن عَتَقا وربما قالوا عاناتٌ كما قالوا عرفة وعَرَفات والقول في صرف عانات كالقول في عَرَفات وأَذْرِعات قال ابن بري شاهد عانات قول الأَعشى تَخَيَّرَها أَخُو عاناتِ شَهْراً ورَجَّى خَيرَها عاماً فعاما قال وذكر الهرويُّ أَنه يروى بيت امرئ القيس على ثلاثة أَوجه تَنَوَّرتُها من أَذرِعاتٍ بالتنوين وأَذرعاتِ بغير تنوين وأَذرعاتَ بفتح التاء قال وذكر أَبو علي الفارسي أَنه لا يجوز فتح التاء عند سيبويه وعَوْنٌ وعُوَيْنٌ وعَوانةُ أَسماء وعَوانة وعوائنُ موضعان قال تأبَّط شرّاً ولما سمعتُ العُوصَ تَدْعو تنَفَّرَتْ عصافيرُ رأْسي من برًى فعَوائنا ومَعانُ موضع بالشام على قُرب مُوتة قال عبد الله ابن رَواحة أَقامتْ ليلَتين على مَعانٍ وأَعْقَبَ بعد فَتَرتها جُمومُ

( عين ) : العَيْنُ : حاسة البصر والرؤية أُنثى تكون للإِنسان وغيره من الحيوان . قال ابن السكيت : العَينُ التي يبصر بها الناظر والجمع أَعْيان و أَعْيُن و أَعْيُنات الأَخيرة جمع الجمع والكثير عُيون قال يزيد بن عبد المَدان : ولكِنَّني أَغْدُو عَليَّ مُفاضةٌدِلاصٌ كأَعْيانِ الجراد المُنظَّمِوأَنشد ابن بري : بأَعْيُنات لم يُخالِطْها القَذى وتصغير العين عُيَيْنةٌ ومنه قيل ذو العُيَيْنَتَين للجاسوس ولا تقل ذو العُوَيْنَتين . قال ابن سيده : و العَيْنُ الذي يُبْعث ليَتجسَّس الخبرَ ويسمى ذا العَيْنَين ويقال تسميه العرب ذا العينين و ذا العُوَينتين كله بمعنى واحد . وزعم اللحياني أَن أَعْيُناً قد يكون جمع الكثير أَيضاً قال الله عز وجل : { أَم لهُمْ أَعْيُنٌ يبْصِرون بها } وإِنما أَراد الكثير . وقولهم : بعَيْن ما أَرَيَنَّك معناه عَجِّل حتى أَكون كأَني أَنظر إِليك بعَيْني . وفي الحديث : أَن موسى عليه السلام فَقَأَ عينَ مَلَك الموتِ بصكَّةٍ صكه قيل : أَراد أَنه أَغلظ له في القول يقال : أَتيته فلَطَمَ وجهي بكلام غليظ والكلام الذي قاله له موسى قال : أُحَرِّجُ عليك أَن تدْنوَ مني فإِني أُحَرِّجُ داري ومنزلي فجعل هذا تغليظاً من موسى له تشبيهاً بفَقْءِ العين وقيل : هذا الحديث مما يُؤمَنُ به وبأَمثاله ولا يُدخَل في كيفيته . وقول العرب : إِذا سَقطت الجبْهةُ نظرتِ الأَرضَ بإِحدى عَيْنَيْها فإِذا سقطت الصَّرْفةُ نظرت بهما جميعاً إِنما جعلوا لها عَيْنين على المثل . وقوله تعالى : { ولِتُصْنع على عَيْني } فسره ثعلب فقال : لتُرَبَّى من حيث أَراك . وفي التنزيل : { واصْنَع الفُلك بأَعْيُنِنا } قال ابن الأَنباري قال أَصحاب النقل والأَخذ بالأَثر الأَعْيُنُ يريد به العَينَ قال : وعَينُ الله لا تفسر بأَكثر من ظاهرها ولا يسع أَحداً أَن يقول : كيف هي أَو ما صفتها وقال بعض المفسرين : بأَعيننا بإِبصارنا إِليك وقال غيره : بإِشفاقنا عليك واحتج بقوله : { ولِتُصْنَع على عَيْني } أَي لِتُغذَّى بإِشفاقي . وتقول العرب : على عَيْني قصدْتُ زيداً يريدون الإِشفاق . و العَيْنُ : أَن تصِيبَ الإِنسانَ بعينٍ . و عانَ الرجلَ يَعِينُه عَيْناً فهو عائن والمصاب مَعِينٌ على النقص و مَعْيونٌ على التمام : أَصابه بالعين . قال الزجاج : المَعِينُ المُصابُ بالعين و المعْيون الذي فيه عينٌ قال عباس بن مِرداس : قد كان قوْمُكَ يحْسَبونك سيِّداً وإِخالُ أَنك سَيِّدٌ مَعْيونُ وحكى اللحياني : إِنك لجميل ولا أَعِنْكَ ولا أَعِينُك الجزم على الدعاء والرفع على الإِخبار أَي لا أُصيبك بعين . ورجل مِعْيانٌ و عَيونٌ : شديد الإِصابة بالعين والجمع عُيُنٌ و عِينٌ وما أَعْيَنه . وفي الحديث : العين حق وإِذا اسْتُغْسِلتم فاغْسِلوا . يقال : أَصابت فلاناً عينٌ إِذا نظر إِليه عدو أَو حسود فأَثرت فيه فمرض بسببها . وفي الحديث : كان يُؤمَرُ العائنُ فيتوضأُ ثم يَغْتَسِل منه المَعِين . وفي الحديث : لا رُقْيَة إِلاَّ منْ عَينٍ أَو حُمَةٍ تخصيصه العين والحمة لا يمنع جواز الرقية في غيرهما من الأَمراض لأَنه أَمر بالرقية مطلقاً ورَقى بعض أَصحابه من غيرهما وإِنما معناه لا رُقْية أَولى وأَنفعُ من رُقية العين والحُمَة . و تعَيَّنَ الإِبلَ واعْتانها : اسْتَشْرَفها ليَعِينها وأَنشد ابن الأَعرابي : يَزِينُها للناظِرِ المُعْتانِ خَيْفٌ قريبُ العهْدِ بالحَيْرانِ أَي إِذا كان عهدها قريباً بالولادة كان أَضخم لضرعها وأَحسن وأَشدّ امتلاء . و تَعَيَّنَ الرجلُ إِذا تَشَوَّهَ وتأَنى ليصيب شيئاً بعينه . و أَعانها كاعْتانها . ورجل عَيونٌ إِذا كان نَجيءَ العَين يقال : أَتيت فلاناً فما عَيَّنَ لي بشيء وما عَيَّنَني بشيء أَي ما أَعطاني شيئاً . و العَيْنُ و المُعاينة : النَّظَرُ وقد عايَنُه مُعاينة و عِياناً . ورآه عِياناً : لم يشك في رؤيته إِياه . ورأَيت فلاناً عِياناً أَي مواجهة . قال ابن سيده : ولقيه عِياناً أَي مُعاينة وليس في كل شيء قيل مثل هذا لو قلت لَقِيْتُهُ لحاظاً لم يجز إِنما يُحكى من ذلك ما سُمِع . و تَعَيَّنْتُ الشيءَ : أَبصرته قال ذو الرمة : تُخَلَّى فلا تَنْبُو إِذا ما تعَيَّنَتْ بها شَبَحاً أَعْناقُها كالسَّبائك ورأَيتُ عائنة من أَصحابه أَي قوماً عايَنوني . وهو عبدُ عَيْنٍ أَي ما دمت تراه فهو كالعَبد لك وقيل : أَي ما دام مولاه يراه فهو فارِهٌ وأَما بعده فلا عن اللحياني قال : وكذلك تُصَرِّفه في كل شيءٍ من هذا كقولك هو صديقُ عَيْنٍ . ويقال للرجل يُظهِر لك من نفسه ما لا يَفِي به إِذا غاب : هو عَبْد عَينٍ وصديقُ عين قال الشاعر : ومَنْ هو عَبْدُ العَينِ أَما لِقاؤُه فَحُلْوٌ وأَما غَيْبُه فظَنُونُ ونَعِمَ اللَّهُ بك عَيْناً أَي أَنْعَمها . ولقيته أَدْنَى عائنةٍ أَي أَدْنى شيءٍ تدْركه العينُ . و العَيَنُ : عِظَمُ سوادِ العين وسَعَتُها . عَينَ يَعْيَنُ عَيَناً و عِيْنَةً حسنة الأَخيرة عن اللحياني وهو أَعْيَنُ وإِنه لَبَيِّنُ العِينةِ عن اللحياني وإِنه لأَعْيَنُ إِذا كان ضخم العين واسعَها والأُنثى عَيْناء والجمع منها عِينٌ وأَصله فُعْل بالضم ومنه قيل لبقر الوحش عِينٌ صفة غالبة . قال الله عز وجل : { وحُورٌ عِينٌ } . ورجل أَعْيَنُ : واسع العَين بَيِّنُ العَيَنِ و العِينُ : جمع عَيْناء وهي الواسعة العين . وفي الحديث : إِن في الجنة لمُجْتَمَعاً للحور العين . وفي الحديث : أَن رسولُا أَمر بقتل الكلاب العِينِ هي جمع أَعْيَنَ . وحديث اللِّعَان : إِن جاءت به أَعْيَنَ أَدْعَجَ . والثورُ أَعْيَنُ والبقرة عَيْناء . قال ابن سيده : ولا يقال ثور أَعْيَنُ ولكن يقال الأَعْيَنُ غير موصوف به كأَنه نقل إِلى حدّ الاسمية . وقال ابن بري : يقال عَيِنَ الرجلُ يَعْيَنُ عَيَناً و عِينةً وهو أَعْيَنُ . و عُيُون البقر : ضرب من العنب بالشام ومنهم من لم يَخُصَّ بالشام ولا بغيره على التشبيه بعُيون البقر من الحيوان وقال أَبو حنيفة : هو عنب أَسود ليس بالحالِكِ عِظامُ الحَبِّ مُدَحْرَجٌ يُزَبَّبُ وليس بصادق الحلاوة . وثوب مُعَيَّنٌ : في وَشْيِه ترابيعُ صِغار تُشَبَّه بعُيون الوحش . وثوْرٌ مُعَيَّنٌ : بين عينيه سواد أَنشد سيبويه : فكأَنَّه لَهِقُ السَّراةِ كأَنه ما حاجِبَيْهِ مُعَيَّنٌ بسَوَادِ و العِينةُ للشاة : كالمَحْجِرِ للإِنسانِ وهو ما حول العين . وشاة عَيْناء إِذا اسوَدَّ عِينَتُها وابيضَّ سائرها وقيل : أَو كان بعكس ذلك . و عَيْنُ الرجل : مَنْظَرُه . و العَيْنُ : الذي ينظر للقوم يذكر ويؤنث سمّي بذلك لأَنه إِنما ينظر بعينه وكأَنَّ نَقْلَهُ من الجزء إِلى الكل هو الذي حملهم على تذكيره وإِلا فإِن حكمه التأْنيثُ قال ابن سيده : وقياس هذا عندي أَن من حمله على الجزء فحكمه أَن يؤنثه ومن حمله على الكل فحكمه أَن يذكره وكلاهما قد حكاه سيبويه وقول أَبي ذؤيب : ولو أَنَّني استَوْدَعْتُه الشمسَ لارْتقَتْ إِليه المَنايا عَيْنُها ورَسُولُها أَراد نفسها . وكان يجب أَن يقول أَعينها ورسلها لأَن المنايا جمع فوضع الواحد موضع الجمع وبيت أَبي ذؤَيب هذا استشهد به الأَزهري على قوله : العَيْنُ الرَّقيب وقال بعد إِيراد البيت : يريد رقيبها وأَنشد أَيضاً لجميل : رمَى اللَّهُ في عَيْنَيْ بُثَيْنَةَ بالقَذَى وفي الغُرّ من أَنْيابها بالقَوادح وقال : معناه في رَقيبيها اللذين يَرْقُبانها ويحولان بيني وبينها وهذا مكان يحتاج إِلى محاقَقة الأَزهري عليه وإِلا فما الجمع بين الدعاء على رقيبيها وعلى أَنيابها وفيما ذكره تكلف ظاهر . وفلانٌ عَيْنُ الجيش : يريدون رئيسه . و الاعْتِيانُ : الارْتِياد . وبعثنا عَيْناً أَي طليعة يَعْتانُنا و يَعْتانُ لنا أَي يأْتينا بالخبر . و المُعْتانُ : الذي يبعثه القوم رائداً . حكى اللحياني : ذهب فلان فاعْتانَ لنا منْزِلاً مُكْلئِاً فعَدَّاه أَي ارْتادَ لَنا منزلاً ذا كَلإٍ . و عانَ لهم : كاعْتانَ عن الهَجريّ وأَنشد لناهض ابن ثُومة الكلابي : يُقاتِلُ مَرَّةً ويَعِينُ أُخْرَى ففَرَّتْ بالصَّغارِ وبالهَوَانِ و اعْتَانَ لنا فلانٌ أَي صار عَيْناً أَي رَبيئةً وربما قالوا عانَ علينا فلانٌ يَعِينُ عِيانةً أَي صار لهم عَيناً . وفي الحديث : أَنه بعث بسْبَسَةَ عَيْناً يوم بَدْرٍ أَي جاسوساً . و اعْتانَ له إِذا أَتاه بالخبر . ومنه حديث الحُدَيْبية : كانَ اللَّهُ قد قَطَعَ عَيْناً من المشركين أَي كفى الله منهم من كان يَرْصُدُنا ويَتَجَسَّسُ علينا أَخبارَنا . ويقال : اذْهَبْ و اعْتَنْ لي منزلاً أَي ارْتَدْهُ . و العَيْنُ : الدَّيْدَبانُ والجاسوسُ . و أَعْيانُ القوم : أَشرافهم وأَفاضلهم على المَثَل بشَرَفِ العَيْنِ الحاسة . وابْنا عِيانٍ : طائرانِ يَزْجُرُ بهما العربُ كأَنهم يَرَوْنَ ما يُتَوَقَّع أَو يُنْتَظَرُ بهما عِياناً وقيل : ابْنا عِيانٍ خَطَّانِ يُخَطَّانِ في الأَرض يزجر بهما الطير وقيل : هما خَطَّانِ يَخُطُّونهما للعِيافة ثم يقول الذي يَخُطّهما : ابْنَيْ عِيانْ أَسْرِعا البَيان وقال الراعي : وأَصْفَرَ عَطَّافٍ إِذا راحَ رَبُّه جرى ابْنا عِيانٍ بالشِّواءِ المُضَهَّبِ وإِنما سمّيا ابني عِيَانٍ لأَنهم يُعاينُونَ الفَوْزَ والطعامَ بهما وقيل : ابنا عِيانٍ قِدْحانِ معروفان وقيل : هما طائران يزجر بهما يكونان في خط الأَرض وإِذا علم أَن القامر يَفُوزُ قِدْحُهُ قيل : جَرى ابنا عِيانٍ . و العَيْنُ : عَيْنُ الماء . و العَيْنُ : التي يخرج منها الماء . و العَيْنُ : يَنْبُوع الماء الذي يَنْبُع من الأَرض ويجري أُنْثى والجمع أَعْيُنٌ و عُيُونٌ . ويقال : غارَتْ عينُ الماء . و عَينُ الرَّكِيَّة : مَفْجَرُ مائها ومَنْبَعُها . وفي الحديث : خيرُ المالِ عَيْنٌ ساهِرَةٌ لعَيْنٍ نائمةٍ أَراد عَين َ الماء التي تجري ولا تنقطع ليلاً ونهاراً و عَينُ صاحبها نائمة فجعل السهر مثلاً لجريها وقوله أَنشده ثعلب : أُولئك عَيْنُ الماءِ فيهم وعِنْدَهمْ من الخِيفَةِ المَنْجاةُ والمُتحَوَّلُ فسّره فقال : عينُ الماء الحياة للناس . وحفَرْتُ حتى عِنْتُ و أَعْيَنْتُ : بلغْتُ العُيونَ وكذلك أَعانَ و أَعْيَنَ : حفر فبلغ العُيونَ . وقال الأَزهري : حَفَرَ الحافرُ فأَعْيَنَ و أَعانَ أَي بلغ العُيون . و عَيْنُ القَناةِ : مَصَبُّ مائها . وماءٌ مَعْيُونٌ : ظاهر تراه العَينُ جارياً على وجه الأَرض وقول بدر بن عامر الهذلي : ماءٌ يَجِمُّ لحافِرٍ مَعْيُون قال بعضهم : جرَّه على الجِوارِ وإِنما حكمه مَعْيُونٌ بالرفع لأَنه نعت لماء وقال بعضهم : هو مفعول بمعنى فاعل . وماء مَعِينٌ : كمَعْيُونٍ وقد اخْتُلِفَ في وزنه فقيل : هو مَفْعُولٌ وإِن لم يكن له فعل وقيل : هو فَعِيلٌ من المَعْنِ وهو الاستقاء وقد ذكر في الصحيح . أَبو سعيد : عَيْنٌ مَعْيُونة لها مادّة من الماء وقال الطرماح : ثم آلَتْ وهي مَعْيُونَةٌ من بَطِيءِ الضَّهْلِ نُكْزِ المَهامي أَراد أَنها طَمَتْ ثم آلت أَي رجعت . و عَانَتِ البئرُ عَيْناً : كثر ماؤها . و عانَ الماءُ والدَّمْعُ يَعينُ عَيْناً و عَيَناناً بالتحريك : جَرى وسال . وسِقاء عَيَّنٌ و عَيِّنٌ والكسر أَكثر كلاهما إِذا سال ماؤه عن اللحياني وقيل : العَيِّنُ و العَيَّنُ الجديد طائية قال الطرماح : قد اخْضَلَّ منها كلُّ بالٍ وعَيِّنٍ وجَفَّ الرَّوايا بالمَلا المُتَباطِنِ وكذلك قربة عَيَّنٌ : جديدة طائية أَيضاً قال : ما بالُ عَيْنِيَ كالشَّعِيبِ العَيَّنِ وحمل سيبويه عَيَّناً على أَنه فَيْعَل مما عينه ياء وقد كان يمكن أَن يكون فَوْعلاً وفَعْوَلاً من لفظ العين ومعناها ولو حكم بأَحد هذين المثالين لحمل على مأْلوف غير منكر أَلا ترى أَن فَعْوَلاً وفَوْعلاً لا مانع لكل واحد منهما أَن يكون في المعتل كما يكون في الصحيح وأَما فيعل بفتح العين مما عينه ياء فعزيز ثم لم تمنعه عزة ذلك أَن حكم بذلك على عَيَّنٍ وعَدَلَ عن أَن يحمله على أَحد المثالين اللذين كل واحد منهما لا مانع له من كونه في المعتل العين كونُه في الصحيحها فلا نظير لعَيَّنٍ والجمع عَيائن همزوا لقربها من الطَّرَف . الأَصمعي : عَيَّنْتُ القربة إِذا صببت فيها ماء ليخرج من مَخارزها فتنسدّ آثار الخَرْزِ وهي جديدة وسَرَّبْتُها كذلك . وقال الفراء : التَّعَيُّنُ أَن يكونَ في الجلد دوائر رقيقة قال القَطاميّ : ولكنَّ الأَدِيمَ إِذا تَفَرَّى بِلىً وتَعَيُّناً غَلَبَ الصَّناعا الجوهري : عَيَّنْتُ القِرْبةَ صَبَبْتُ فيها ماءً لتتفتح عُيُونُ الخُرَز فتنسدّ قال جرير : بلى فارْفَضَّ دَمْعُك غيرَ نَزْرٍ كما عَيَّنْتَ بالسَّرَب الطِّبابا ابن الأَعرابي : تَعَيَّنت أَخْفافُ الإِبل إِذا نَقِبَت مثل تَعَيُّنِ القِرْبة . و تَعَيَّنْتُ الشخصَ تَعَيُّناً إِذا رأَيته . و عَيْنُ القِبلة : حقيقتها . و العَيْنُ من السحاب : ما أَقبل من ناحية القِبْلة وعن يمينها يعني قبلة العراق . يقال : هذا مَطَرُ العَيْنِ ولا يقال مُطِرْنا بالعَيْنِ . وقال ثعلب : إِذا كان المطر من ناحية القبلة فهو مطر العَيْنِ و العَيْنُ : اسم لما عن يمين قبلة أَهل العراق وكانت العرب تقول : إِذا نَشَأَتِ السحابة من قِبَلِ العَين فإِنها لا تكاد تُخْلِفُ أَي من قِبَلِ قبلة أَهل العراق . وفي الحديث : إِذا نَشَأَتْ بَحْرِيَّةً ثم تَشاءمت فتِلْك عَيْنٌ غُدَيْقةٌ هو من ذلك قال : وذلك أَخْلَقُ للمطر في العادة وقال : تقول العرب : مُطِرْنا بالعَيْنِ وقيل : العَيْنُ من السحاب ما أَقبل عن القِبْلة وذلك الصُّقْعُ يسمى العَيْنَ وقوله : تشاءمت أَي أَخذت نحو الشأْم والضمير في تشاءمت للسحابة : فتكون بحرية منصوبة أَو للبحرية فتكون مرفوعة . و العَيْنُ : مطر أَيام لا يُقْلِعُ وقيل : هو المطر يَدُوم خمسة أَيام أَو ستة أَو أَكثر لا يُقْلِعُ قال الراعي : وأَنْآءُ حَيَ تحتَ عَيْنٍ مَطِيرَةٍ عِظامِ البُيوتِ يَنْزِلُون الرَّوابِيا يعني حيث لا تَخْفى بيوتُهم يريدون أَن تأْتيهم الأَضياف . و العَيْن : الناحية . و العَيْنُ : عَيْنُ الرُّكْبة . و عَيْنُ الركبة : نُقْرة في مُقَدَّمها ولكل ركبة عينان وهما نقرتان في مُقَدَّمها عند الساق . و العَيْنُ : عَيْنُ الشمس و عَيْنُ الشمس : شُعاعها الذي لا تثبت عليه العَيْن وقيل : العَينُ الشمس نفسها . يقال : طلعت العَيْنُ وغابت العَيْن حكاه اللحياني . و العَينُ : المالُ العَتيدُ الحاضر الناضُّ . ومن كلامهم : عَيْنٌ غير دَيْنٍ . و العَيْن : النَّقْدُ يقال : اشتريت العبد بالدين أَو بالعَيْن و العَيْنُ الدينار كقول أَبي المِقْدام : حَبَشيٌّ له ثَمانون عَينا ... بين عَيْنَيْهِ قد يَسُوق إِفالا أَراد عبداً حبشيَّاً له ثمانون ديناراً بين عينيه : بين عيني رأْسه . و العَيْنُ : الذَّهَبُ عامَّةً . قال سيبويه : وقالوا عليه مائةٌ عَيْناً والرفع الوجه لأَنه يكون من اسم ما قبله وهو هو . الأَزهري : و العَيْنُ الدينار . و العَيْنُ في الميزان : المَيْلُ قيل : هو أَن تَرْجَحَ إِحدى كفَّتيه على الأُخْرى وهي أُنثى . يقال : ما في الميزان عَيْنٌ والعرب تقول : في هذا الميزان عين أَي في لسانه مَيْلٌ قليل أَو لم يكن مستوياً . ويقولون : هذا دينارٌ عَيْنٌ إِذا كان مَيَّالاً أَرْجَحَ بمقدار ما يميل به لسان الميزان . قال الأَزهري : و عَيْنُ سبعةِ دنانيرَ نِصفُ دانِقٍ . و العَيْنُ عند العرب : حقيقة الشيء . يقال : جاء بالأَمر من عَيْن صافِيةٍ أَي من فَصِّه وحقيقته . وجاء بالحق بعَيْنه أَي خالصاً واضحاً . و عَيْنُ كل شيء : خياره . و عَيْنُ المتاع والمال و عِينَتُه : خِيارُه وقد اعْتانَهُ . وخَرجَ في عِينَة ثيابِهِ أَي في خيارها . قال الجوهري : و عِينَةُ المالِ خيارُه مثل العِيمَةِ . وهذا ثوبُ عِينَةٍ إِذا كان حَسَناً في مَرْآةِ العَيْن . و اعْتانَ فلانٌ الشيءَ إِذا أَخذ عِينَتَه وخِيارَه . و العِينَةُ : خيار الشيء جمعها عِيَنٌ قال الراجز : فاعْتانَ منها عِينَةً فاخْتارَها حتى اشْتَرى بعَيْنِه خِيارَها و اعْتانَ الرجلُ إِذا اشترى الشيء بنَسِيئة . و عِينةُ الخيل : جِيادُها عن اللحياني . و عَيْنُ الشيء : نفسه وشخصه وأَصله والجمع أَعْيانٌ . و عَيْنُ كل شيءٍ : نفسه وحاضره وشاهده . وفي الحديث : أَوَّهْ عَيْنُ الرِّبا أَي ذاته ونفسه . ويقال : هو هو عَيناً وهو هو بِعَيْنِه وهذه أَعْيانُ دراهمِك ودراهِمُك بأَعْيانِها عن اللحياني ولا يقال فيها أَعْيُنٌ ولا عُيُون . ويقال : لا أَقبل إِلا درهمي بعَيْنِه وهؤلاء إِخوتك بأَعيانهم ولا يقال فيه بأَعينهم ولا عُيونهم . و عَيْنُ الرجل : شاهِدُه ومنه قولهم : الفَرَسُ الجوَاد عَيْنُه فُرارُه وفُرارُه إِذا رأَيته تَفرَّسْتَ فيه الجَوْدة من غير أَن تَفِرَّه عن عَدْوٍ أَو غير ذلك . وفي المثل : إِن الجوادَ عَيْنُه فُرارُه . ويقال : إِن فلاناً لكريمٌ عَيْنُ الكرم . ولا أَطلُبُ أَثراً بعد عَيْن أَي بعد مُعاينة معناه أَي لا أَترك الشيء وأَنا أُعاينه وأَطلب أَثره بعد أَن يغيب عني وأَصله أَن رجلاً رأَى قاتلَ أَخيه فلما أَراد قتله قال أَفْتَدِي بمائة ناقة فقال : لست أَطلب أَثراً بعد عَيْنٍ وقتله . وما بها عَيْنٌ و عَيَنٌ بنصب الياء و العين و عائنٌ و عائِنةٌ أَي أَحد وقيل : العَيَنُ أَهل الدار قال أَبو النجم : تَشْرَبُ ما في وَطْبِها قَبْلَ العَيَنْ تُعارِضُ الكلبَ إِذا الكلبُ رَشَنْ و الأَعيانُ : الإِخوة يكونون لأَب وأُم ولهم إِخْوَة لعَلاَّتٍ . وفي حديث عليّ كرَّم الله وجهه : أَن أَعيان بني الأُمِّ يتوارثون دون بني العَلاَّتِ قال : الأَعيانُ ولد الرجل من امرأَة واحدة مأْخوذ من عَيْنِ الشيء وهو النفيس منه قال الجوهري : وهذه الأُخوَّة تسمى المُعايَنة . والأَقْرانُ : بنو أُمَ من رجالٍ شَتَّى وبنو العَلاَّتِ : بنو رَجُل من أُمهات شَتَّى وفي النهاية : فإِذا كانوا لأُم واحدة وآباءٍ شَتى فهم الأَخْياف ومعنى الحديث : أَن الإِخوة من الأَب والأُم يتوارثون دون الإِخوة للأَب . و عَيْنُ القوس : التي يقع فيها البُنْدُقُ . و عَيَّنَ عليه : أَخبر السلطانَ بمسَاويه شاهداً كان أَو غائباً . و عَيَّنَ فلاناً : أَخبره بمساويه في وجهه عن اللحياني . و العَيْنُ و العِينةُ : الرِّبا . و عَيَّنَ التاجرُ : أَخذ بالعينةِ أَو أَعطى بها . و العينةُ : السَّلَفُ تَعَيَّنَ عِينةً و عَيَّنه إِياها . و العَيَنُ : الجماعة قال جندلُ بن المُثنَّى : إِذا رآني واحداً أَو في عَيَنْ يَعْرِفُني أَطرَق إِطراقَ الطُّحَنْ الأَزهري : يقال عَيَّنَ التاجرُ يُعَيِّنُ تَعْييناً و عِينةً قَبيحة وهي الاسم وذلك إِذا باع من رجل سِلعةً بثمن معلوم إِلى أَجل معلوم ثم اشتراها منه بأَقل من الثمن الذي باعها به وقد كره العِينةَ أَكثر الفقهاء ورُويَ فيها النهيُ عن عائشة وابن عباس . وفي حديث ابن عباس : أَنه كره العِينةَ قال : فإِن اشترى التاجر بحَضْرةِ طالبِ العِينةِ سِلْعة من آخر بثمن معلوم وقبضها ثم باعها من طالب العِينة بثمن أَكثر مما اشتراه إِلى أَجل مسمّى ثم باعها المشتري من البائع الأَول بالنَّقد بأَقل من الثمن الذي اشتراها به فهذه أَيضاً عِينةٌ وهي أَهون من الأُولى وأَكثر الفقهاء على إِجازتها على كراهة من بعضهم لها وجملة القول فيها أَنها إِذا تَعَرَّت من شرط يفسدها فهي جائزة وإِن اشتراها المُتَعَيِّنُ بشرط أَن يبيعها من بائعها الأَول فالبيع فاسد عند جميعهم وسميت عِينةً لحصول النَّقدُ لِطالب العينةِ وذلك أن العِينة اشتقاقها من العين وهو النَّقْد الحاضر ويحْصُلُ له من فَوْرِهِ والمشتري إِنما يشتريها ليبيعها بعَيْنٍ حاضرة تصل إِليه مُعَجَّلة وقال الراجز : وعَيْنُه كالْكَالِئِ الضِّمَارِ يريد بعَيْنه حاضِرَ عَطِيَّتِه يقول : فهو كالضمار وهو الغائب الذي لا يُرْجَى . وصَنع ذلك على عَيْنٍ وعلى عَيْنَينِ وعلى عَمْدِ عَينٍ وعلى عَمْدِ عَيْنين كل ذلك بمعنى واحد أَي عَمْداً عن اللحياني . ولقيته قبلَ كلِّ عائِنةٍ و عَيْنٍ أَي قبل كل شيء . ولقيته أَولَ ذي عَيْنٍ و عائنةٍ وأَوَّلَ عينٍ وأَوَّلَ عائنةٍ وأَدْنى عائِنةٍ أَي قبل كل شيء أَو أَول كل شيء . ولقيته مُعاينةً ولقيته عينَ عُنَّةَ ومُعاينةٍ كل ذلك بمعنى أَي مواجهةً وقيل : لقيته عَينَ عُنَّةٍ إِذا رأَيته عِياناً ولم يَرَك . وأَعطاه ذلك عَينَ عُنَّةٍ أَي خاصةً من بين أَصحابه . وفعلت ذلك عَمْدَ عَيْنٍ إِذا تعمَّدْته بجدَ ويقِين قال امرؤ القيس : أَبْلِغا عَنِّي الشُّوَيْعِرَ أَني عَمْدَ عَينٍ قَلَّدْتُهُنَّ حَرِيما قال ابن بري : الشُّوَيْعِرُ يعني به محمد بن حُمْرانَ وكذلك فعلته عمداً على عَيْنٍ قال خُفَافُ بن نُدْبة السُّلميّ : فإِن تَكُ خَيْلي قد أُصِيبَ صميمُها فعمداً على عَيْنٍ تَيَمَّمْتُ مالِكا و العَينُ : طائر أَصفر البطن أَخضر الظهر بعِظَم القُمْرِيِّ . و العِيانُ : حَلْقةُ السِّنَّة وجمعها عُيُنٌ . قال ابن سيده : و العِيانُ حَلْقة على طَرَف اللُّومَة والسِّلْب والدُّجْرِين والجمع أَعْينةٌ و عُيُنٌ سيبويه : ثقلوا لأَن الياء أَخف عليهم من الواو يعني أَنه لا يُحْمَلُ باب عُيُنٍ على باب خُونٍ بالإِجماع لخفَّة الياء وثقل الواو ومن قال أُزْرٌ فخفّف وهي التميمية لزمه أَن يقول عِينٌ فيكسر فتصح الياء ولم يقولوا عُيْنٌ كراهية الياء الساكنة بعد الضمة . قال الجوهري : و العِيَانُ حديدة تكون في مَتاعِ الفَدَّانِ والجمع عِينٌ وهو فُعْلٌ فنقلوا لأَن الياء أَخف من الواو . قال أَبو عمرو : اللُّومَةُ السِّنَّةُ التي تحارث بها الأَرض فإِذا كانت على الفَدَّان فهي العِيانُ وجمعه عُيُنٌ لا غير قال ابن بري : تكون في مَتاعِ الفَدَانِ بالتخفيف والجمع عُيُنٌ بضمتين وإِن أَسكنت قلت عُيْنٌ مثل رُسْلٍ قال : وقال أَبو الحسن الصِّقليِّ الفَدَانُ بالتخفيف الآلة التي يحرث بها والفَدَّانُ بالتشديد المَبْلَغُ المعروف . ويقال : عَيَّنَ فلانٌ الحربَ بيننا إِذا أَدَرَّها . و عِينةُ الحرب : مادَّتُها قال ابن مقبل : لا تَحْلُبُ الحربُ مِني بعد عِينتِها إِلاَّ عُلالَةَ سِيدٍ ماردٍ سَدِمِ ورأَيته بعائنة العَدُوِّ أَي بحيث تراه عُيُونُ العَدُوِّ . وما رأَيت ثَمَّ عائنةً أَي إِنساناً . ورجل عَيِّنٌ : سريع البكاء . و المَعانُ : المَنْزِل يقال : الكوفة مَعانٌ منا أَي منزل ومَعْلَم قال ابن سيده : وقد ذكر في الصحيح لأَنه يكون فَعَالاً ومَفْعَلاً . و تَعيَّنَ السِّقاءُ : رَقَّ من القِدَم وقيل : التَّعَيُّنُ في الجلد أَن يكون فيه دوائر رقيقة مثل الأَعْيُن وليس ذلك بقوي . وسِقاءٌ عَيِّنٌ و مُتَعَيِّنٌ إِذا رَقَّ فلم يُمْسك الماءَ . يقال : بالجلد عَيَنٌ وهو عيب فيه تقول منه : تَعَيَّنَ الجلد وأَنشد لرؤبة : ما بالُ عَيْنِيَ كالشَّعِيبِ العَيَّنِ وبعضُ أَعراضِ الشُّجونِ الشُّجَّنِ دارٌ كرَقْمِ الكاتبِ المُرَقِّنِ وشَعِيبٌ عَيِّنٌ و عَيَّنٌ : يسيل منها الماء وقد تقدم ذلك في السقاء . و المُعَيَّنُ من الجراد : الذي يُسْلخ فتراه أَبيض وأَحمر وذكر الأَزهري في ترجمة ينع قال : قال أَبو الدُّقيش ضُرُوبُ الجَراد الحَرْشَفُ و المُعَيَّنُ والمُرَجَّلُ والخَيْفانُ قال : فالمُعَيَّنُ الذي يَنسَلخُ فيكون أَبيض وأَحمر والخَيْفانُ نحوه والمُرَجَّل الذي تُرَى آثارُ أَجنحته قال : وغَزَالُ شَعْبانَ وراعِيةُ الأُتْنِ والكُدَمُ من ضروب الجراد ويقال له كُدَمُ السَّمُرِ وهو الحَجَلُ والسُّرْمانُ والشُّقَيْرُ واليَعْسوب وهو حَجَلٌ أَحمر عظيم . وأَتيت فلاناً وما عَيَّن لي بشيء وما عَيَّنَني بشيء أَي ما أَعطاني شيئاً عن اللحياني وقيل : معناه لم يدُلَّني على شيء . و عَيْنٌ : موضع قال ساعدة بن جُؤَيّة : فالسِّدْرُ مُخْتَلَجٌ وغُودِرَ طافِياً ما بَينَ عَيْنَ إِلى نَباتَى الأَثْأَبُ و عَيْنُونة : موضع . وروى بعضهم في الحديث : عِينَيْنِ بكسر الأَول جبل بأُحُد وروي عَينَين بفتحه وهو الجبل الذي قام عليه إِبليس يوم أُحُد فنادى أَن النبي قد قتل . وفي حديث عثمان رضي الله عنه قال له عبد الرحمن بن عوف يُعَرِّض به : إِني لم أَفِرَّ يوم عَيْنَين قال عثمان : فلِمَ تُعَيِّرني بذنب قد عفا الله عنه حكى الحديثَ الهَرَوِيُّ في الغريبين . ويقال ليوم أُحُد : يوم عَيْنَين وهو الجبل الذي أَقام عليه الرُّماة يومئذ قال الأَزهري : وبالبحرين قرية تعرف بعَيْنَين قال : وقد دخلتها أَنا وإِليها ينسب خُلَيْد عَيْنَين وهو رجل يُهاجي جريراً وأَنشد ابن بري : ونْحْنُ مَنَعْنا يومَ عَيْنينِ مِنْقَراً ويومَ جَدُودٍ لم نُواكِلْ عن الأَصْلِ و عَيْنُ التمر : موضع . ورأْسُ عَينٍ ورأْس العَين : موضع بين حَرَّانَ ونَصِيبين وقيل : بين ربيعة ومُضَرَ قال المُخَبَّلُ : وأَنكحْتَ هَزَّالاً خُلَيْدة بعدما زَعمْتَ برأْسِ العَينِ أَنك قاتِلُهْ ابن السكيت : يقال قَدِمَ فلانٌ من رأْسِ عَيْن ولا يقال من رأْس العَيْنِ . وحكى ابن بري عن ابن دَرَسْتَوَيْه : رأْس عَينِ قرية فوق نَصِيبين وأَنشد : نَصِيبينُ بها إِخْوانُ صِدْقٍ ولم أَنْسَ الذين برأْسِ عَيْنِ وقال ابن حمزة : لا يقال فيها إِلاَّ رأْس العَين بالأَلف واللام وأَنشد بيت المُخبَّل وقد تقدم آنفاً وأَنشد أَيضاً لامرأَة قتل الزِّبْرقانُ زوجَها : تَجَلَّلَ خِزْيَها عوفُ بن كعبٍ فليس لخُلْفِها منه اعْتِذارُ برأْس العَينِ قاتل من أَجَرْتم من الخابُورِ مَرْتَعُه السِّرارُ و عُيَيْنةُ : اسم موضع . و عَيْنان : اسم موضع بشِقِّ البحرين كثير النخل قال الراعي : يَحُثُّ بهنّ الحادِيانِ كأَنَّما يَحُثَّانِ جَبّاراً بعَيْنَينِ مُكْرَعا و العَيْنُ : حرف هجاء وهو حرف مجهور يكون أَصلاً ويكون بدلاً كقول ذي الرمة : أَعَنْ تَرَسَّمْتَ من خَرْقاءَ مَنزِلَةً ماءُ الصَّبابةِ من عَيْنَيْكَ مَسْجُومُ يريد : أَأَنْ قال ابن جني : وزن عين فَعْل ولا يجوز أَن يكون فَيْعِلاً كميت وهَيِّنٍ ولَيِّنٍ ثم حذفت عين الفعل منه لأَن ذلك هنا لا يَحْسُن من قِبَلِ أَن هذه حروف جوامد بعيدة عن الحذف والتصرف وكذلك الغين . و عَيَّنَ عَيْناً حسنة : عملها عن ثعلب . و عائنةُ بني فلان : أَموالُهم ورُعْيانُهم . وبلد قليل العَيْن أَي قليل الناس . وأَسْوَدُ العَيْنِ : جبل قال الفرزدق : إِذا زَالَ عنكم أَسْوَدُ العين كنتُمُ كِراماً وأَنتم ما أَقامَ أَلائمُ وفي حديث الحجاج : قال للحسن وا لعَيْنُك أَكبر من أَمَدِك يعني شاهدُك ومَنْظَرُكَ أَكبر من سِنِّك وأَكثر في أَمد عمرك . و عَينُ كل شيء : شاهده وحاضره . ويقال : أَنت على عَيْني في الإِكرام والحفظ جميعاً قال تعالى : { ولِتُصْنَع على عَيْني } . وروى المُنْذِرِيُّ عن أَحمد بن يحيى قال : يقال أَصابته من الله عَيْنٌ . وفي حديث عمر رضي الله عنه : أَن رجلاً كان ينظر في الطواف إِلى حُرَم المسلمين فلَطَمَه عليّ رضي الله عنه فاسْتَعْدَى عليه عُمرَ فقال : ضرَبك بحق أَصابته عَينٌ من عُيون الله عز وجل أَراد خاصة من خواص الله ووليَّاً من أَوليائه وأَنشدنا : فما الناسُ أَرْدَوْهُ ولكنْ أَصابه يَدُ ااِ والمُسْتَنْصِرُ اللَّهَ غالِبُ وأَما حديث عائشة رضي الله عنها : اللهم عَيِّنْ على سارقِ أَبي بكر أَي أَظْهِرْ عليه سَرِقَته . يقال : عَيَّنْتُ على السارق تَعْيِيناً إِذا خَصَصْتُه من بين المُتَّهَمين من عَيْنِ الشيء نفْسِه وذاته وأَما حديث علي كرَّم الله وجهه : أَنه قاس العَيْنَ ببيضة جعل عليها خُطوطاً وأَراها إِياه وذلك في العين تضرب بشيء يَضْعُفُ منه بَصَرُها فيُعْرَف ما نقص منها ببيضة تُخَطُّ عليها خُطوط سود أَو غيرها وتُنْصَبُ على مسافة تدركها العين الصحيحة ثم تُنْصَبُ على مسافة تدركها العَيْنُ العليلة ويعرف ما بين المسافتين فيكون ما يلزم الجاني بنسبة ذلك من الدية وقال ابن عباس : لا تُقاس العَينُ في يوم غيم لأَن الضوء يختلف يوم الغيم في الساعة الواحدة ولا يصح القياس . و تَعَيَّنَ عليه الشيء : لزمه بعَيْنه . وشِرْبٌ من عائنٍ أَي من ماء سائل . و تَعْيينُ الشيء : تخصيصه من الجُمْلة . و المُعَيَّنُ : فحلُ ثَوْر قال جابر بن حُرَيْشٍ : ومُعَيَّناً يَحْوِي الصِّوَارَ كأَنه مُتَخَمِّطٌ قَطِمٌ إِذا ما بَرْبَرا و عَيَّنْتُ اللؤلؤة ثَقَبْتُها والله تعالى أَعلم

( غبن ) الغَبْنُ بالتسكين في البيع والغَبَنُ بالتحريك في الرأْي وغَبِنْتَ رأْيَك أَي نَسِيته وضَيَّعْته غَبِنَ الشيءَ وغَبِنَ فيه غَبْناً وغَبَناً نسيه وأَغفله وجهله أَنشد ابن الأَعرابي غَبِنْتُمْ تَتابُعَ آلائِنا وحُسْنَ الجِوارِ وقُرْبَ النَّسَب والغَبْنُ النِّسيان غَبِنْتُ كذا من حقي عند فلان أَي نسيته وغَلِطْتُ فيه وغَبَنَ الرجلَ يَغْبِنُه غَبْناً مَرَّ به وهو مائلٌ فلم يره ولم يَفْطُنْ له والغَبْنُ ضعف الرأْي يقال في رأْيه غَبْنٌ وغَبِنَ رَأْيَه بالكسر إذا نُقِصَه فهو غَبِين أَي ضعيف الرأْي وفيه غَبانَة وغَبِنَ رأْيُه بالكسر غَبَناً وغَبَانة ضَعُف وقالوا غَبنَ رأْيَه فنصبوه على معنى فَعَّلَ وإن لم يلفظ به أَو على معنى غَبِنَ في رأْيه أَو على التمييز النادر قال الجوهري قولهم سَفِهَ نَفْسَه وغَبِنَ رَأْيَه وبَطِرَ عَيْشَه وأَلِمَ بَطْنَه ووَفِقَ أَمْرَه ورَشِدَ أَمْرَه كان الأَصلُ سَفِهَتْ نَفسُ زيد ورَشِدَ أَمْرُه فلما حُوَّلَ الفعل إلى الرجل انتصب ما بعده بوقوع الفعل عليه لأَنه صار في معنى سَفَّهَ نَفْسَه بالتشديد هذا قول البصريين والكسائي ويجوز عندهم تقديم هذا المنصوب كما يجوز غلامَه ضَرَبَ زيدٌ وقال الفراء لما حوِّل الفعل من النفس إلى صاحبها خرج ما بعده مُفَسِّراً ليَدُلَّ على أَن السَّفَه فيه وكان حكمه أَن يكون سَفِهَ زَيدٌ نَفْساً لأَن المُفَسِّر لا يكون إلا نكرة ولكنه ترك على إضافته ونصب كنصب النكرة تشبيهاً بها ولا يجوز عنده تقديمه لأَن المُفَسِّرَ لا يَتَقَدَّم ومنه قولهم ضِقْتُ به ذَرْعاً وطِبْتُ به نَفْساً والمعنى ضاق ذَرْعِي به وطابَتْ نَفْسِي به ورجل غَبِينٌ ومَغْبُونٌ في الرأْي والعقل والدِّين والغَبْنُ في البيع والشراء الوَكْسُ غَبَنَه يَغْبِنُه غَبْناً هذا الأَكثر أَي خدَعه وقد غُبِنَ فهو مَغْبُونٌ وقد حكي بفتح الباء
( * قوله « وقد حكي بفتح الباء » أي حكي الغبن في البيع والشراء كما هو نص المحكم والقاموس ) وغَبِنْتُ في البيع غَبْناً إذا غَفَلْتَ عنه بيعاً كان أَو شِرَاء وغَبَيْتُ الرجلَ أغْباه أَشَدَّ الغِباء وهو مثل الغَبْنِ ابن بُزُرْج غَبِنَ الرجلُ غَبَناناً شديداً وغُبِنَ أَشدّ الغَبَنانِ ولا يقولون في الرِّبْح إِلاَّ رَبِحَ أَشدّ الرِّبح والرَّباحة والرَّباح وقوله قد كانَ في أَكل الكَرِيصِ المَوْضُون وأَكْلكِ التمر بخُبْزٍ مَسْمُون لِحَضَنٍ في ذاك عَيْشٌ مَغْبُون قوله مغبون أَي أَن غيرهم فيه
( * قوله « أي أن غيرهم فيه » كذا بالأصل والمحكم أي أن غيرهم يغبنهم فيه وقوله « إلا أنهم لا يعيشونه » أي لا يعيشون به ) وهم يجدونه كأَنه يقول هم يقدرون عليه إلا أَنهم لا يَعِيشونه وقيل غَبَنُوا الناسَ إِذا لم يَنَلْه غيرُهم وحَضَنٌ هنا حيٌّ والغَبِينَة من الغَبْنِ كالشَّتِيمَة من الشَّتْم ويقال أَرَى هذا الأَمر عليك غَبْناً وأَنشد أ َجُولُ في الدارِ لا أَراك وفي ال دّار أُناسٌ جِوارُهم غَبْنُ والمَغْبِنُ الإِبِطُ والرُّفْغُ وما أَطاف به وفي الحديث كان إذا اطَّلى بدأََ بمغابنه المَغابِنُ الأَرْفاغُ وهي بَواطِنُ الأَفْخاذ عند الحَوالِب جمع مَغْبِنٍ من غَبَنَ الثوبَ إذا ثناه وعطفه وهي مَعاطِفُ الجلد أَيضاً وفي حديث عكرمة من مَسَّ مَغابِنَه فلْيَتَوضأْ أَمره بذلك استظهاراً واحتياطاً فإِن الغالب على من يَلْمَسُ ذلك الموضعَ أَن تقع يده على ذكره وقيل المغابِنُ الأَرْفاغُ والآباط واحدها مَغْبِنٌ وقال ثعلب كلُّ ما ثَنَيْتَ عليه فخذَك فهو مَغْبِن وغَبَنْتُ الشيءَ إذا خَبَأْته في المَغْبِنِ وغَبنْتُ الثوبَ والطعامَ مثل خَبَنْتُ والغابِنُ الفاتِرُ عن العمل والتَّغَابُن أَن يَغْبِنَ القومُ بعضهم بعضاً ويوم التَّغَابُن يوم البعث من ذلك وقيل سمي بذلك لأَن أَهل الجنة يَغْبِنُ فيه أَهلَ النار بما يصير إليه أَهل الجنة من النعيم ويَلْقَى فيه أَهلُ النار من العذاب الجحيم ويَغْبِنُ من ارتفعت منزلتُه في الجنة مَنْ كان دُونَ منزلته وضرب الله ذلك مثلاً للشراء والبيع كما قال تعالى هل أدُلُّكُم على تجارة تُنْجيكم من عذاب أَليم ؟ وسئل الحسن عن قوله تعالى ذلك يومُ التَّغابُنِ فقال غَبَنَ أَهلُ الجنة أَهلَ النار أَي اسْتَنْقَصُوا عقولَهم باختيارهم الكفر على الإِيمان ونَظَر الحَسَنُ إلى رجل غَبَنَ آخر في بيع فقال إن هذا يَغْبِنُ عقلَك أَي يَنْقُصه وغَبَنَ الثوبَ يَغْبِنُه غَبْناً كفه وفي التهذيب طالَ فَثَناه وكذلك كَبَنه وما قُطِعَ من أَطرافِ الثوب فأُسقِطَ غَبَنٌ وقال الأَعشى يُساقِطُها كسِقاطِ الغَبَنْ والغَبْنُ ثَنْيُ الشيء من دَلْو أَو ثوب ليَنْقُصَ من طوله ابن شميل يقال هذه الناقة ما شِئْتَ من ناقةٍ ظَهْراً وكَرَماً غير أَنها مَغْبُونة لا يعلم ذلك منها وقد غَبَنُوا خَبَرها وغَبِنُوها أَي لم يَعْلَمُوا عِلْمَها

( غدن ) الغَدَنُ سَعَةُ العيش والنَّعْمةُ وفي المحكم الاسْتِرْخاء والفتور وقال القُلاخُ
( * قوله « وقال القلاخ » كذا في الصحاح قال الصاغاني في التكملة وقال الجوهري قال القلاخ ولم تضع إلخ وللقلاخ بن حزن أرجوزة على هذه القافية ولم أجد ما ذكره الجوهري فيها اه وفي التهذيب قال عمر بن لجأٍ ولم تضع إلخ )
ولم تُضِعْ أَولادَها من البَطَنْ ولم تُصِبْهُ نَعْسَةٌ على غَدَنْ أَي على فَتْرَةٍ واسترخاء قال ابن بري والذي أَنشده الأَصمعي فيما حكاه عنه ابن جني أَحْمَرُ لم يُعْرَفْ بِبُؤْسٍ مُذْ مَهَنْ ولم تُصِبْه نَعْسَةٌ على غَدَنْ والغَدَنُ النَّعْمة واللِّينُ وإن في بني فلان لغَدَناً أَي نَعْمةً ولِيناً وكذلك الغُدُنَّة وإنهم لفي عَيْشٍ غُدْنَةٍ وغُدُنَّةٍ أَي رَغْدٍ عن اللحياني قال ابن سيده وأَشك في الأُولى وفلان في غُدُنَّةٍ من عيشه أَي في نَعْمَةٍ ورَفاهيَة والغُدَانيُّ والمُغْدَوْدِنُ الشابُّ الناعم وشجر مُغْدَوْدِنٌ ناعم مُتَثَنٍّ قال الراجز أَرْضٌ بها التِّينُ مع الرُّمّانِ وعِنَبٌ مُغْدَوْدِنُ الأَفنانِ واغْدَوْدَنَ النَّبْتُ إذا اخْضَرَّ حتى يَضْرِبَ إلى السوادِ من شِدَّةِ رِيِّه وحَرَجَةٌ مُغْدَوْدِنةٌ وذلك إذا كانت في الرِّمالِ حبال يَنْبُتُ فيها سَبَطٌ وثُمَامٌ وصَبْغاءُ وثُدّاءُ ويكون وسَطَ ذلك أَرْطَى وعَلْقى ويكون أُخَرُ منها بُلْقاً تراهنَّ بيضاً وفيها مع ذلك حمرة ولا تُنْبِتُ من العِيدانِ شيئاً فيقال لذلك الحَبْلِ الأَشْعَرُ من جَرَّى نباتِه شمر المُغْدَوْدِنةُ الأَرض الكثيرة الكلأِ المُلتَفَّةُ يقال كلأٌ مُغْدَوْدِنٌ أَي مُلتَفٌّ قال العجاج مُغْدَوْدِنُ الأَرْطَى غُدَانيُّ الضَّال غُدَانيُّ الضّال أَي كثير رَيّانُ مُسْترْخٍ قال رؤبة ودَغْيَةٌ من خَطِلٍ مُغْدَوْدِنِ وهو المسترخي المتساقط وهو عيب في الرجل وأَرض مُغْدَوْدِنةٌ إذا كانت مُعْشبةً وشابٌّ غَدَوْدَنٌ ناعم عن السيرافي والشَّبابُ الغُدَانيُّ الغَضُّ قال رؤبة لما رَأَتْني خَلَقَ المُمَوَّهِ بَرَّاقَ أَصْلادِ الجبنِ الأَجْلَهِ بَعْدَ غُدَانيُّ الشَّبابِ الأَبْلَهِ غُدَانيُّ الشباب نَعْمَتُه وشعر غَدَوْدَنٌ ومُغْدَوْدِنٌ كثير ملتف طويل واغْدَوْدَنَ الشعر طال وتم قال حسان بن ثابت وقامتْ تُرائيكَ مُغْدَوْدِناً إذا ما تَنُوءُ به آدَها أَبو عبيد المُغْدَوْدِنُ الشعر الطويل وقال أَبو زيد شعر مُغْدَوْدِنٌ شديد السواد ناعم قال ابن دريد وأَحسبُ أَن الغُدُنَّة لحمة غليظة في اللَّهازم والغِدَانُ القضيب الذي تُعَلَّقُ عليه الثياب يمانية وبنو غُدْنٍ وبنو غُدَانة قبيلتان وغُدانة حيٌّ من يَرْبوع قال الأَخطل واذْكُرْ غُدَانَة عِدَّاناً مُزَنَّمةً من الحَبَلَّقِ تُبْنَى حولَها الصِّيَرُ قال ابن بري عِدَّاناً جمع عَتُودٍ أَي مثل عِدَّان قال وإن شئت نصبته على الذم والحَبَلَّقُ غَنمٌ لِطاف الأَجسام لا تَكْبَرُ

( غرن ) الغِرْيَنُ والغِرْيَلُ ما بقي في أَسفل القارورة من الدُّهْن وقيل هو ثُفْلُ ما صُبِغَ به والغِرْيَنُ ما بقي في أَسفل الحوض والغدير من الماء أَو الطين كالغِرْبَل وقد تقدم وقال ثعلب الغِرْيَنُ ما يبقى من الماء في الحوض والغدير الذي تُبْقى فيه الدَّعاميصُ لا يُقْدَرُ على شربه وقيل هو الطين الذي يبقى هنالك وقيل الغِرْيَنُ مثل الدِّرْهمِ الطين الذي يحمله السيل فيبقى على وجه الأَرض رطباً أَو يابساً وكذلك الغِرْيَل وهو مبدل منه وقال يعقوب قال الأَصمعي الغِرْيَنُ أَن يجيء السَّيلُ فَيَثْبُتَ على الأَرض فإِذا جَفَّ رأَيت الطين رقيقاً على وجه الأَرض قد تشَقَّقَ فأَما قوله تَشَقَّقَتْ تَشَقُّقَ الغِرْيَنِّ غُضُونُها إذا تَدانَتْ مِنِّي إنما أَراد الغِرْيَنَ فشَدَّدَ للضرورة والطائفة من كل ذلك غِرْيَنةٌ وغَرَّانُ اسم وادٍ فَعّالٌ منه كأَنَّ ذلك يكثر فيه التهذيب غُرانُ موضع قال الشاعر بغُرَانَ أَو وادي القُرَى اضطربَتْ به نَكْباءُ بينَ صَباً وبينَ شمالِ وفي الحديث ذكر غُرانَ هو بضم الغين وتخفيف الراء واد قريب من الحُدَيْبِية نزل به سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسيره وأَما غُرابٌ بالباء فجبل بالمدينة على طريق الشام والغَرَنُ ذَكرَ الغِرْبانِ وقيل هو ذكرُ العَقاعِق وقيل هو شبيه بذلك والجمع أَغْرانٌ وقال أَبو حاتم في كتاب الطير الغَرَنُ العُقابُ قال ابن بري الغَرَنُ ذَكَرُ العِقْبانِ قال الراجز لقد عَجِبْتُ من سَهُومٍ وغَرَنْ والسَّهُومُ الأُنثى منها

( غسن ) الغُسْنَةُ الخُصْلةُ من الشَّعَر وكذلك الغُسْناةُ وقال حُمَيْدٌ الأَرْقطُ بينا الفَتى يَخْبِطُ في غُسْناتِه إذ صَعِدَ الدَّهْرُ إلى عِفْراتِه فاجْتاحَها بشَفْرَتَيْ مِبْراتِه قال ابن بري ويروى هذا الرجز لجَنْدَلٍ الطُّهَوِيّ قال والذي رواه ثعلب وأَبو عمرو في غَيْساتِه قالا والغَيْسةُ النَّعْمةُ والنَّضارة ويقال للفرس الجميل ذو غُسَنٍ الأَصمعي الغُسَنُ خُصَلُ الشعر من المرأَة والفرس وهي الغَدائر وقال غيره الغُسَنُ شعر الناصية فرس ذو غُسَن قال عدي بن زيد يصف فرساً مُشْرِفُ الهادي له غُسَنٌ يُعْرِقُ العِلْجَيْنِ إِحْضارا
( * قوله « يعرق العلجين » كذا بالأصل يعرق بالعين المهملة والعلجين بالتثنية ومثله في التهذيب إلا أن يعرق فيه بالغين المعجمة ) أَي يسبقها إذا أَحْضَرَ والغُسَنُ خُصَلُ الشعر من العُرْفِ والناصية والذوائب وفي المحكم وغيره الغُسَنُ شعرُ العُرْفِ والناصية والذوائب قال الأََعشى غَدا بتَليلٍ كجِذْعِ الخِضا بِ حُرِّ القَذالِ طويلِ الغُسَنْ قال ابن بري الخضاب جمع خَضْبةٍ وهي الدَّقْلَةُ من النخل ومثله لعَدِيّ وأَحْوَرُ العينَ مَرْبُوبٌ له غُسَنٌ مُقَلَّدٌ من جيادِ الدُّرِّ أَقْصابا ورجل غَسَانيٌّ جميلٌ جدّاً والغَيْسان حِدَّة الشباب وقيل الشبابُ إن جعلته فَيْعالاً فهو من هذا الباب وأَنشد ابن بري للراجز لا يَبْعُدَنْ عَهْدُ الشَّبابِ الأَنْضَرِ والخَبْطُ في غَيْسانِه الغَمَيْدَرِ والغَمَيْدَرُ الناعم ويقال لستَ من غَسَّانه ولا غَيْسَانِه أَي من ضَرْبِه ولستَ من غَسَّانِ فلان وغَيْسانِه أَي لست من رجاله ويقال كان ذلك في غَيْسانِ شبابه أَي في نَعْمَةِ شبابه وطَراءتِه وقال شمر كان ذلك في غَيْسَاتِ شبابه وغَيْسانِه بمعنى واحدٍ أَي في حِينه ويقال في جمع الغُسْنَة أَيضاً غُسْناتٌ وغُسُنات قال الراجز فَرُبَّ فَيْنانٍ طَويلٍ أَمَمُهْ ذِي غُسُناتٍ قد دَعاني أَحْزُمُهْ السُّلَميُّ فلان على أَغْسانٍ من أَبيه وأَعْسَانٍ أَي أَخلاق ويقال امرأَة غَيْسَة ورجل غَيْسٌ أَي حَسَنٌ قال فهذا يقضي بزيادة النون ويقال هو في غَيْسان شَبابه أَي في حُسْنه ومن جعله من الغُسْنة وهي الخُصْلةُ من الشعر لأَنه في نَعْمَةِ شَبابه واسترخائه كالغُسْنَةِ فالنون عنده أَصلية أَبو زيد لقد علمتُ أَنَّ ذاك من غَسَّانِ قلبك أَي من أَقصى نفسك والغَيْسَانة الناعمة والغَيْسانُ الناعم قال أَبو وَجْزَة غَيْسَانَةٌ ذلك من غَيْسانِها وغَسَّانُ اسم ماء نزل عليه قوم من الأَزْدِ فنُسِبُوا إليه ومنهم بنو جَفْنَة رَهْطُ المُلوكِ قال حسان إما سأَلتَ فإِنا مَعْشَرٌ نُجُبٌ الأَزْدُ نِسْبَتُنا والماء غَسَّانُ ويقال غَسَّان اسم قبيلة

( غشن ) تَغَشَّنَ الماءُ رَكِبَه البَعَرُ في غَدير ونحوه والغُشانة الكُِرَابة وقد ذكرت بالعين أَيضاً قال وهو الصحيح أَبو زيد يقال لما يبقى في الكِبَاسَة من الرُّطَب إذا لُقِطَتْ النخلة الكُِرَابة والغُشانة والبُذارة والشَّمَلُ والشُّماشِمُ والعُشانة بالعين

( غصن ) الغُصْنُ غُصْنُ الشجر وفي المحكم الغُصْنُ ما تشعب عن ساق الشجرة دِقاقُها وغِلاظُها والجمع أَغْصانٌ وغُصُون وغِصَنة مثل قُرْطٍ وقِرَطَةٍ والغُصْنة الشُّعْبة الصغيرة منه يقال غُصْنَة واحدة والجمع غُصْنٌ وتكرّر في الحديث ذكر الغُصْنِ والأَغْصانِ وغَصَنَ الغُصْنَ يَغْصِنُه غَصْناً قَطَعه وأَخَذَه وقال القَنانيُّ غَصَنْتُ الغُصْنَ غَصْناً إذا مددته إليك فهو مَغْصُون ابن الأَعرابي غَصَنني فلان عن حاجتي يَغْصِنُني أَي ثناني عنها وكفني قال الأَزهري هكذا أَقْرأَنيه المُنْذري في النوادر وغيره يقول غَضَنَني بالضاد يَغْضِنُني وهو شمر قال وهو صحيح وما غَصَنك عني أَي ما شَغَلك مشتق من الغُصْنَة كما قالوا في هذا المعنى ما شَعَبك عني أَي ما شَغَلك فاشتقوه من الشُّعْبَةِ والأَعرف ما غَضَنك عني وغَصَّنَ العُنْقُودُ وأَغْصَنَ كَبُر حَبُّه شيئاً وثور أَغْصَن في ذنبه بياض وغُصْنٌ وغُصَيْن اسمان قال ابن دريد وأَحْسِبُ أَن بني غُصَيْن بطن وأَبو الغُصْن كُنْيَة جُحَى

( غضن ) الغَضْنُ والغَضَنُ الكَسْرُ في الجِلْد والثوب والدرع وغيرها وجمعه غُضُون قال كعب بن زهير إذا ما انْتَحاهُنَّ شُؤْبُوبُه رأَيتَ لجاعِرَتَيْه غُضُونا التهذيب الغُضُون مكاسِرُ الجلد في الجَبين والنَّصِيلِ وكذلك غُضُون الكُمِّ وغُضُونُ درع الحديد وأَنشد تَرَى فوقَ النِّطاقِ لها غُضُونا وغُضُونُ الأُذُنِ مَثانِيها وكل تَثَنٍّ في ثوب أَو جلد غَضْنٌ وغَضَنٌ وقال اللحياني الغُضُون والتَّغْضِينُ التَّشَنُّجُ وأَنشد خَريعَ النَّعْوِ مُضْطَرِبَ النَّواحي كأَخلاقِ الغَرِيقَةِ ذا غُضُونِ واحدها غَضْنٌ وغَضَنٌ قال وهذا ليس بشيء لأَنه عبر عن الغُضُون بالتَّشَنُّج الذي هو المصدر والمصدر ليس يُجْمع فيكون له واحد وقد تَغَضَّنَ وغَضَّنْتُه فتَغَضَّنَ والتَّغْضِينُ أَيضاً الرِّجاعُ والمُغاضَنَة المُكاسَرة بالعينين للرِّيبة والأَغْضَنُ الكاسِرُ عَيْنَه خِلْقةً أَو عداوة أَو كِبْراً قال يا أَيُّها الكاسِرُ عَيْنَ الأَغْصَنِ والغَضَنُ تَثَنِّي العُود وتَلَوِّيه وغَضَنُ العَيْنِ جِلْدَتُها الظاهرة ويقال للمَجْدُور إذا أَلْبَسَ الجُدْرِيُّ جلدَه أَصبح جلده غَضْنَة واحدة وقد يقال بالباء ولأُطِيلَنَّ غَضَنَك أَي عَناءَك الأَزهري أَبو زيد تقول العرب للرجل تُوعِدُه لأَمُدَّنَّ غَضَنك أَي لأُطيلَنَّ عناءك ويقال غَضْنك وأَنشد أَرَيْتَ إن سُقْنا سِياقاً حَسَنا نَمُدُّ من آباطِهِنَّ الغَضَنا وغَضَنَه يَغْضِنُه ويَغْضُنُه غَضْناً حبسه ويقال ما غَضَنك عنا أَي ما عاقك عنا ابن الأَعرابي غَصَننِي عن حاجتي يَغْصِنُني بالصاد وهو غلط والصواب غَضَنَني يَغْضِنُني لا غير وغَضَنَتِ الناقة بولدها وغَضَّنَتْ أَلقتْه لغير تمام قبل أَن ينبت الشعر عليه ويَسْتَبِينَ خَلْقُه قال أَبو زيد يقال لذلك الولد غَضِينٌ والاسم الغِضانُ وغَضَّنَتِ السماءُ وأَغْضَنَت السماء إِغْضاناً دام مطرها وأَغْضَنَتْ عليه الحُمَّى دامت وأَلَحَّتْ عن ابن الأَعرابي

( غفن ) التهذيب قال أَبو عمرو وأَتيته على إِفَّانِ ذلك وقِفَّانِ ذلك وغِفَّانِ ذلك قال والغين في بني كلاب

( غلن ) بِعْتُه بالغَلانية أَي بالغَلاء قال هذا معناه
( * قوله « هذا معناه » أَي قال ابن سيده هذا إلخ لأنها عبارته ) وليس من لفظه وقول الأَعشى وذا الشَّنْءِ فاشْنَأْهُ وذا الوُدّ فاجْزِه على وُدِّه أَو زِدْ عليه الغَلانيا هو من هذا إِنما أَراد الغلاءَ أَو الغالي فإِن قلت فإِنّ وَزْنَ الغَلانيا هنا الفَعالي وقد قال سيبويه إِن الهاء لازمة لفَعالية قيل له قد يجوز أَن يكون هذا مما لم يروه سيبويه وقد يكون أَن يريد الأَعشى الغَلانية فحذف الهاء ضرورة ليسلم الرَّوِيّ من الوصل لأَن هذا الشعر غير موصول أَلا ترى أَن قبل هذا مَتى كُنْتُ زَرَّاعاً أَجُرُّ السَّوانيا والقطعة معروفة من شعره وقد يكون الغلانيا جمع غلانية وإن كان هذا في المصادر قليلاً

( غمن ) غَمَنَ الجِلْدَ يَغْمُنُه بالضم وغَمَلَهُ إذا جَمَعه بعد سَلْخِه وتركه مَغْموماً حتى يَسْتَرْخِيَ صُوفُه وقيل غَمِّه لِيَلِينَ للدباغ ويَنْفَسِخَ عنه صُوفه فهو غَمِينٌ وغَميل وغَمَنَ البُسْرَ غَمَّه ليُدْرِكَ وغَمنَ الرجلَ أَلْقى عليه الثياب ليَعْرَق ونَخْل مَغْمُونٌ تَقارَبَ بعضه من بعض ولم يَنْفَسِخ كمَغْمول والغُمْنَة الغُمْرَة التي تَطْلِي بها المرأَة وجْهَها قال الأَغلب لَيْسَتْ من اللاَّئي تُسَوَّى بالغُمَنْ ويقال الغُمْنة السَّبيذاجُ

( غنن ) الغُنَّة صوت في الخَيْشُوم وقيل صوت فيه ترخيمٌ نحوَ الخياشيم تكون من نفس الأَنف وقيل الغُنَّة أَن يجري الكلامُ في اللَّهاةِ وهي أَقل من الخُنَّة المبرد الغُنَّة أَن يُشْرَبَ الحرفُ صوتَ الخيشوم والخُنَّة أَشد منها والترخيم حذف الكلام غَنَّ يَغَنُّ وهو أغنُّ وقيل الأَغَنُّ الذي يخرج كلامه من خياشيمه وظبي أَغَنُّ يخرج صوته من خَيْشومه قال فقد أَرَنِّي ولقد أَرَنِّي غُرّاً كأَرْآم الصَّرِيمِ الغُنِّ وما أَدري ما غَنَّنَهُ أَي جعله أَغَنَّ قال أَبو زيد الأَغَنُّ الذي يجري كلامه في لَهاته والأَخَنُّ السادُّ الخياشيم وفي قصيد كعب إِلاَّ أَغَنّ غَضِيض الطَّرْفِ مكحولُ الأَغَنُّ من الغِزْلانِ وغيرها الذي صوته غُنَّة وقوله وجَعَلَتْ لَخَّتُها تُغَنِّيه أَراد تُغَنِّنُه فحوَّل إحدى النونين ياء كما قالوا تَظَنَّيْتُ في تظننت وقال ابن جني وذكر النون فقال إنما زيدت النون ههنا وإن لم تكن حرف مدّ من قبل أَنها حرف أَغنّ وإِنما عنى به أَن حرف تحدث عنه الغُنَّة فنسب ذلك إلى الحرف وقال الخليل النون أَشَدُّ الحروف غنة واستعمل يزيدُ بنُ الأَعْور الشَّنِّيُّ الغُنَّةَ في تصويت الحجارة فقال إذا عَلا صَوَّانُهُ أَرَنَّا يَرْمَعَها والجَنْدَلَ الأَغَنَّا وأَغَنَّتِ الأَرضُ اكْتَهل عُشْبُها وقوله فظَلْنَ يَخْبِطْنَ هَشِيمَ الثِّنِّ بعدَ عَمِيمِ الرَّوْضَةِ المُغِنِّ يجوز أَن يكون المُغِنُّ من نَعْتِ العَميم ويجوز أَن يكون من نعت الروضة كما قالوا امرأَة مُرْضِعٌ قال ابن سيده وليس هذا بقوي وأَغَنَّ الذُّبابُ صَوَّت والاسم الغُنانُ قال حتى إذا الوادي أَغَنَّ غُنانُه وروضة غَنَّاءُ تمرّ الريح فيها غَيْرَ صافيةِ الصَّوْت من كَثافةِ عُشْبِها والتفافِه وطيرٌ أَغَنُّ ووادٍ أَغَنُّ كذلك أَي كثير العُشْبِ لأَنه إذا كان كذلك أَلفه الذِّبَّانُ وفي أَصواتها غُنَّة ووادٍ مُغِنٌّ إذا كثر ذبابه لالتفاف عُشبه حتى تسمع لطيرانها غُنَّة وقد أَغَنَّ إِغْناناً وأَما قولهم وادٍ مُغِنٌّ فهو الذي صار فيه صوتُ الذباب ولا يكون الذباب إلاّ في وادٍ مُخْصِبٍ مُعْشِبٍ وإِنما يقال وادٍ مُغِنٌّ إِذا أَعْشَبَ فكثر ذُبابه حتى تسمع لأَصواتها غُنَّة وهو شبيه بالبُحَّة وأَرض غَنَّاءُ قد الْتَجَّ عُشْبُها واغْتَمَّ وعُشْبٌ أَغَنُّ ويقال للقرية الكثيرة الأَهل غَنَّاء وفي حديث أَبي هريرة أَن رجلاً أَتى على وادٍ مُغِنٍّ يقال أَغَنَّ الوادي فهو مُغِنٌّ أَي كثرت أَصواتُ ذُبابه جعل الوصف له وهو للذباب وغَنَّ الوادي وأَغَنَّ فهو مُغِنٌّ كثر شجره وقرية غَنَّاء جَمَّةُ الأَهل والبُنْيان والعُشْب وكله من الغُنَّةِ في الأَنف وغَنَّ النخل وأَغَنَّ أَدْرك وأَغَنَّ اللهُ غُصْنَه أَي جعل غُصْنَه ناضِراً أَغَنَّ وأَغَنَّ السِّقاءُ إذا امتلأَ ماء

( غون ) ابن الأَعرابي التَّغَوُّنُ الإِصرارُ على المعاصي والتَّوَغُّنُ الإِقدامُ في الحرب

( غين ) الغين حرف تهج وهو حرف مجهور مستعل يكون أَصلاً لا بدلاً ولا زائداً والغين لغة في الغيم وهو السحاب وقيل النون بدل من الميمي أَنشد يعقوب لرجل من بني تغلب يصف فرساً فِداءٌ خالَتِي وفداً صَدِيقي وأَهْلي كُلُّهم لبَني قُعَيْنِ فأَنْتَ حَبَوْتَنِي بِعِنانِ طِرْفٍ شديدِ الشَّدّ ذي بَذْلٍ وصَوْنِ كأَنِّي بين خافِيَتَيْ عُقابٍ تُرِيدُ حمامةً في يوم غَيْنِ أَي في يوم غيم قال ابن بري الذي أَنشده الجوهري أَصاب حمامة في يوم غين والذي رواه ابن جني وغيره يريد حمامة كما أَورده ابن سيده وغيره قال وهو أَصح من رواية الجوهري أَصاب حمامة وغانَتِ السماءُ غَيْناً وغِينَتْ غَيْناً طَبَّقَها الغَيمُ وأَغانَ الغَينُ السماء أَي أَلْبَسها قال رُؤبة أَمْسَى بِلالٌ كالربيعِ المُدْجِنِ أَمْطَرَ في أَكْنافِ غَيْنٍ مُغْيِنِ قال الأَزهري أَراد بالغين السحاب وهو الغيم فأَخرجه على الأَصل والأَغْيَنُ الأَخْضَرُ وشجرة غَيْناءِ أَي خَضْراءِ كثيرة الورق ملتفة الأَغصان ناعمة وقد يقال ذلك في العُشْب والجمع غِينٌ وأَشجار غِينٌ وأَنشد الفراء لَعِرْضٌ من الأَعْراضِ يُمْسِيَ حمامُه ويُضْحِي على أَفْنانِه الغِينِ يَهْتِفُ والغِيْنةُ الأَجَمَةُ والغِينُ من الأَراك والسِّدْر كثرته واجتماعه وحسنه عن كراع والمعروف أَنه جمع شجرة غَيْناءِ وكذلك حكي أَيضاً الغِينة جمع شجرة غَيْناء قال ابن سيده وهذا غير معروف في اللغة ولا في قياس العربية إنما الغِينَةُ الأَجَمَةُ كما قلنا أَلا ترى أَنك لا تقول البِيضَةُ في جمع البَيْضاءِ ولا العِيسَةُ في جمع العَيْساء ؟ فكذلك لا يقال الغِينَةُ في جمع الغَيْناء اللهم إِلا أَن يكون لتمكين التأْنيث أَو يكون اسماً للجمع والغَيْنة الشَّجْراءُ مثل الغَيْضة الخضراء وقال أَبو العَمَيْثل الغَيْنة الأَشجارُ الملتفة في الجبال وفي السَّهْل بلا ماء فإِذا كانت بماء فهي غَيْضة والغَيْنُ شجر ملتف قال ابن سده ومما يَضَعُ به من ابن السكيت ومن اعتقاده أَن الغينَ هو جمع شجرة غَيْناء وأَن الشِّيَم جمع أَشْيَمَ وشَيْماء وزْنُه فِعْل وذهب عنه أَنه فُعْلٌ غُومٌ وشُومٌ ثم كسرت الفاء لتسلم الياء كما فعل ذلك في بِيضٍ وغِينَ على قلبه غَيْناً تغَشَّتْه الشَّهْوةُ وقيل غِينَ على قلبه غُطِّيَ عليه وأُلْبِسَ وغِينَ على الرجل كذا أَي غُطِّيَ عليه وفي الحديث إِنه ليُغانُ على قلبي حتى أَستغفر الله في اليوم سبعين مرة الغَيْنُ الغَيْمُ وقيل الغَيْنُ شجر ملتف أَراد ما يغشاه من السهو الذي لا يخلو منه البشر لأَن قلبه أَبداً كان مشغولاً بالله تعالى فإِن عَرَضَ له وَقْتاً مّا عارض بشري يَشْغَلُه من أُمور الأُمّة والملَّة ومصالحهما عَدَّ ذلك ذنباً وتقصيراً فيَفْزَعُ إلى الاستغفار قال أَبو عبيدة يعني أَنه يتَغَشَّى القلبَ ما يُلْبِسُه وكذلك كل شيء يَغْشَى شيئاً حتى يُلْبِسَه فقد غِينَ عليه وغانَتْ نفْسُه تَغِينُ غَيْناً غَثَتْ والغَيْنُ العطش غانَ يَغِينُ وغانتِ الإِبلُ مثلُ غامَتْ والغِينة بالكسر الصديد وقيل ما سال من الميت وقيل ما سال من الجيفة والغَيْنةُ بالفتح اسم أَرض قال الراعي ونَكَّبْنَ زُوراً عن مُحَيَّاةَ بعدما بَدَا الأَثْلُ أَثْلُ الغَيْنةِ المُتَجاوِرُ ويروى الغِينة
( * قوله « ويروى الغينة » أي بكسر الغين كما صرح به ياقوت )
الفراء يقال هو آنَسُ من حُمَّى الغِينِ والغِينُ موضع لأَن أَهلها يُحَمُّون كثيراً

( فتن ) الأَزهري وغيره جِماعُ معنى الفِتْنة الابتلاء والامْتِحانُ والاختبار وأَصلها مأْخوذ من قولك فتَنْتُ الفضة والذهب إِذا أَذبتهما بالنار لتميز الرديء من الجيِّدِ وفي الصحاح إِذا أَدخلته النار لتنظر ما جَوْدَتُه ودينار مَفْتُون والفَتْنُ الإِحْراقُ ومن هذا قوله عز وجل يومَ هم على النارِ يُفْتَنُونَ أَي يُحْرَقون بالنار ويسمى الصائغ الفَتَّان وكذلك الشيطان ومن هذا قيل للحجارة السُّود التي كأَنها أُحْرِقَتْ بالنار الفَتِينُ وقيل في قوله يومَ همْ على النار يُفْتَنُونَ قال يُقَرَّرونَ والله بذنوبهم ووَرِقٌ فَتِينٌ أَي فِضَّة مُحْرَقَة ابن الأَعرابي الفِتْنة الاختبار والفِتْنة المِحْنة والفِتْنة المال والفِتْنة الأَوْلادُ والفِتْنة الكُفْرُ والفِتْنةُ اختلافُ الناس بالآراء والفِتْنةُ الإِحراق بالنار وقيل الفِتْنة في التأْويل الظُّلْم يقال فلان مَفْتُونٌ بطلب الدنيا قد غَلا في طلبها ابن سيده الفِتْنة الخِبْرَةُ وقوله عز وجل إِنا جعلناها فِتْنةً للظالمين أي خِبْرَةً ومعناه أَنهم أُفْتِنوا بشجرة الزَّقُّوم وكذَّبوا بكونها وذلك أَنهم لما سمعوا أَنها تخرج في أَصل الجحيم قالوا الشجر يَحْتَرِقُ في النار فكيف يَنْبُت الشجرُ في النار ؟ فصارت فتنة لهم وقوله عز وجل ربَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنةً للقوم الظالمين يقول لا تُظْهِرْهُم علينا فيُعْجبُوا ويظنوا أَنهم خير منا فالفِتْنة ههنا إِعجاب الكفار بكفرهم ويقال فَتَنَ الرجلُ بالمرأَة وافْتَتَنَ وأَهل الحجاز يقولون فتَنَتْه المرأَةُ إِذا وَلَّهَتْه وأَحبها وأَهل نجد يقولون أَفْتَنَتْه قال أَعْشى هَمْدانَ فجاء باللغتين لئِنْ فتَنَتْني لَهْيَ بالأَمْسِ أَفْتَنَتْ سَعِيداً فأَمْسَى قد قَلا كلَّ مُسْلِم قال ابن بري قال ابن جني ويقال هذا البيت لابن قيسٍ وقال الأَصمعي هذا سمعناه من مُخَنَّثٍ وليس بثَبَتٍ لأَنه كان ينكر أَفْتَنَ وأَجازه أَبو زيد وقال هو في رجز رؤبة يعني قوله يُعْرِضْنَ إِعْراضاً لدِينِ المُفْتِنِ وقوله أَيضاً إِني وبعضَ المُفْتِنِينَ داوُدْ ويوسُفٌ كادَتْ به المَكايِيدْ قال وحكى أَبو القاسم الزجاج في أَماليه بسنده عن الأَصمعي قال حدَّثنا عُمر بن أَبي زائدة قال حدثتني أُم عمرو بنت الأَهْتم قالت مَرَرْنا ونحن جَوَارٍ بمجلس فيه سعيد بن جُبير ومعنا جارية تغني بِدُفٍّ معها وتقول لئن فتنتني لهي بالأَمس أَفتنت سعيداً فأَمسى قد قلا كل مسلم وأَلْقى مَصابيحَ القِراءةِ واشْترى وِصالَ الغَواني بالكتابِ المُتَمَّمِ فقال سعيد كَذَبْتُنَّ كذَبْتنَّ والفِتْنةُ إِعجابُك بالشيء فتَنَه يَفْتِنُه فَتْناً وفُتُوناً فهو فاتِنٌ وأَفْتَنَه وأَباها الأَصمعي بالأَلف فأَنشد بيت رؤبة يُعْرِضْنَ إِعْراضاً لدِينِ المُفْتِنِ فلم يعرف البيت في الأُرجوزة وأَنشد الأَصمعي أَيضاً لئن فتَنَتْني لَهْيَ بالأَمسِ أَفتنتْ فلم يَعْبأْ به ولكن أَهل اللغة أَجازوا اللغتين وقال سيبويه فتَنَه جعل فيه فِتْنةً وأَفْتَنه أَوْصَلَ الفِتْنة إليه قال سيبويه إِذا قال أَفْتَنْتُه فقد تعرض لفُتِنَ وإِذا قال فتَنْتُه فلم يتعرَّض لفُتِنَ وحكى أَبو زيد أُفْتِنَ الرجلُ بصيغة ما لم يسم فاعله أَي فُتِنَ وحكى الأَزهري عن ابن شميل افْتَتَنَ الرجلُ وافْتُتِنَ لغتان قال وهذا صحيح قال وأَما فتَنْتُه ففَتَنَ فهي لغة ضعيفة قال أَبو زيد فُتِنَ الرجلُ يُفْتَنُ فُتُوناً إِذا أَراد الفجور وقد فتَنْته فِتْنةً وفُتُوناً وقال أَبو السَّفَر أَفْتَنْتُه إِفْتاناً فهو مُفْتَنٌ وأُفْتِنَ الرجل وفُتِنَ فهو مَفْتُون إِذا أَصابته فِتْنة فذهب ماله أَو عقله وكذلك إِذا اخْتُبِرَ قال تعالى وفتَنَّاك فُتُوناً وقد فتَنَ وافْتَتَنَ جعله لازماً ومتعدياً وفتَّنْتُه تَفْتِيناً فهو مُفَتَّنٌ أَي مَفْتُون جدّاً والفُتُون أَيضاً الافْتِتانُ يتعدَّى ولا يتعدَّى ومنه قولهم قلب فاتِنٌ أَي مُفْتَتِنٌ قال الشاعر رَخِيمُ الكلامِ قَطِيعُ القِيا مِ أَمْسى فُؤادي بها فاتِنا والمَفْتُونُ الفِتْنة صيغ المصدر على لفظ المفعول كالمَعْقُول والمَجْلُودِ وقوله تعالى فسَتُبْصِرُ ويُبْصِرُونَ بأَيَّكُمُ المَفْتُونُ قال أَبو إِسحق معنى المَفْتُونِ الذي فُتِنَ بالجنون قال أَبو عبيدة معنى الباء الطرح كأَنه قال أَيُّكم المَفْتُونُ قال أَبو إِسحق ولا يجوز أَن تكون الباء لَغْواً ولا ذلك جائز في العربِية وفيه قولان للنحويين أَحدهما أَن المفْتُونَ ههنا بمعنى الفُتُونِ مصدر على المفعول كما قالوا ما له مَعْقُولٌ ولا مَعْقُودٌ رَأْيٌ وليس لفلان مَجْلُودٌ أَي ليس له جَلَدٌ ومثله المَيْسُورُ والمَعْسُورُ كأَنه قال بأَيِّكم الفُتون وهو الجُنون والقول الثاني فسَتُبْصِر ويُبْصِرُونَ في أَيِّ الفَريقينِ المَجْنونُ أَي في فرقة الإِسلام أَو في فرقة الكفر أَقامَ الباء مقام في وفي الصحاح إِن الباء في قوله بأَيِّكم المفتون زائدة كما زيدت في قوله تعالى قل كفى بالله شهيداً قال والمَفْتُون الفِتْنةُ وهو مصدر كالمَحْلُوفِ والمَعْقول ويكون أَيُّكم الابتداء والمفتون خبره قال وقل وقال المازني المَفتون هو رفع بالابتداء وما قبله خبره كقولهم بمن مُروُرُك وعلى أَيِّهم نُزُولُك لأَن الأَول في معنى الظرف قال ابن بري إِذا كانت الباء زائدة فالمفتون الإِنسان وليس بمصدر فإِن جعلت الباء غير زائدة فالمفتون مصدر بمعنى الفُتُونِ وافْتَتَنَ في الشيء فُتِن فيه وفتَنَ إِلى النساءِ فُتُوناً وفُتِنَ إِليهن أَراد الفُجُور بهنَّ والفِتْنة الضلال والإِثم والفاتِنُ المُضِلُّ عن الحق والفاتِنُ الشيطان لأَنه يُضِلُّ العِبادَ صفة غالبة وفي حديث قَيْلَة المُسْلم أَخو المُسْلم يَسَعُهُما الماءُ والشجرُ ويتعاونان على الفَتَّانِ الفَتَّانُ الشيطانُ الذي يَفْتِنُ الناس بِخداعِه وغروره وتَزْيينه المعاصي فإِذا نهى الرجلُ أَخاه عن ذلك فقد أَعانه على الشيطان قال والفَتَّانُ أَيضاً اللص الذي يَعْرِضُ للرُّفْقَةِ في طريقهم فينبغي لهم أَن يتعاونوا على اللِّصِّ وجمع الفَتَّان فُتَّان والحديث يروى بفتح الفاء وضمها فمن رواه بالفتح فهو واحد وهو الشيطان لأَنه يَفْتِنُ الناسَ عن الدين ومن رواه بالضم فهو جمع فاتِنٍ أَي يُعاوِنُ أَحدُهما الآخرَ على الذين يُضِلُّون الناسَ عن الحق ويَفْتِنونهم وفَتَّانٌ من أَبنية المبالغة في الفِتْنة ومن الأَول قوله في الحديث أَفَتَّانٌ أَنت يا معاذ ؟ وروى الزجاج عن المفسرين في قوله عز وجل فتَنْتُمْ أَنفُسَكُمْ وتَرَبَّصْتُم استعملتموها في الفِتْنة وقيل أَنَمْتُموها وقوله تعالى وفتَنَّاكَ فُتُوناً أَي أَخلَصناكَ إِخلاصاً وقوله عز وجل ومنهم من يقول ائْذَنْ لي ولا تَفْتِنِّي أَي لا تُؤْثِمْني بأَمرك إِيايَ بالخروج وذلك غير مُتَيَسِّرٍ لي فآثَمُ قال الزجاج وقيل إِن المنافقين هَزَؤُوا بالمسلمين في غزوة تَبُوكَ فقالوا يريدون بنات الأَصفر فقال لا تَفْتِنِّي أَي لا تَفْتِنِّي ببنات الأَصفر فأَعلم الله سبحانه وتعالى أَنهم قد سقَطوا في الفِتْنةِ أَي في الإِثم وفتَنَ الرجلَ أَي أَزاله عما كان عليه ومنه قوله عز وجل وإِن كادوا ليَفتِنونك عن الذي أَوْحَيْنا إِليك أَي يُمِيلُونك ويُزِيلُونك ابن الأَنباري وقولهم فتَنَتْ فلانة فُلاناً قال بعضهم معناه أَمالته عن القصد والفِتْنة في كلامهم معناه المُمِيلَةُ عن الحق وقوله عز وجل ما أَنتم عليه بفاتِنينَ إِلا من هو صالِ الجحِيمِ فسره ثعلب فقال لا تَقْدِرون أَن تَفْتِنُوا إِلا من قُضِيَ عليه أَن يدخل النار وعَدَّى بفاتِنين بِعَلَى لأَن فيه معنى قادرين فعدَّاه بما كان يُعَدَّى به قادرين لو لفِظَ به وقيل الفِتْنةُ الإِضلال في قوله ما أَنتم عليه بفاتنين يقول ما أَنتم بِمُضِلِّين إِلا من أَضَلَّه الله أَي لستم تُضِلُّونَ إِلا أَهلَ النار الذين سبق علم الله في ضلالهم قال الفراء أَهل الحجاز يقولون ما أَنتم عليه بفاتِنينَ وأَهل نجد يقولون بمُفْتِنينَ من أَفْتَنْتُ والفِتْنةُ الجُنون وكذلك الفُتُون وقوله تعالى والفِتْنةُ أَشدُّ من القَتْلِ معنى الفِتْنة ههنا الكفر كذلك قال أَهل التفسير قال ابن سيده والفِتْنةُ الكُفْر وفي التنزيل العزيز وقاتِلُوهم حتى لا تكونَ فِتْنة والفِتْنةُ الفَضِيحة وقوله عز وجل ومن يرد الله فِتْنَتَه قيل معناه فضيحته وقيل كفره قال أَبو إِسحق ويجوز أَن يكون اختِبارَه بما يَظْهَرُ به أَمرُه والفِتْنة العذاب نحو تعذيب الكفار ضَعْفَى المؤمنين في أَول الإِسلام ليَصُدُّوهم عن الإِيمان كما مُطِّيَ بلالٌ على الرَّمْضاء يعذب حتى افْتَكَّه أَبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه فأَعتقه والفِتْنةُ ما يقع بين الناس من القتال والفِتْنةُ القتل ومنه قوله تعالى إِن خِفْتم أَن يَفْتِنَكُمُ الذين كفروا قال وكذلك قوله في سورة يونس على خَوْفٍ من فرعونَ ومَلَئِهِم أَن يَفْتِنَهُم أَي يقتلهم وأَما قول النبي صلى الله عليه وسلم إِني أَرى الفِتَنَ خِلالَ بُيوتِكم فإِنه يكون القتل والحروب والاختلاف الذي يكون بين فِرَقِ المسلمين إِذا تَحَزَّبوا ويكون ما يُبْلَوْنَ به من زينة الدنيا وشهواتها فيُفْتَنُونَ بذلك عن الآخرة والعمل لها وقوله عليه السلام ما تَرَكْتُ فِتْنةً أَضَرَّ على الرجال من النساء يقول أَخاف أَن يُعْجُبوا بهنَّ فيشتغلوا عن الآخرة والعمل لها والفِتْنةً الاختِبارُ وفتَنَه يَفْتِنُه اختَبَره وقوله عز وجل أَوَلا يَرَوْنَ أَنهم يُفْتَنُونَ في كل عام مرة أَو مرتين قيل معناه يُخْتَبَرُونَ بالدعاء إِلى الجهاد وقيل يُفْتَنُونَ بإِنزال العذاب والمكروه والفَتْنُ الإِحرَاق بالنار الشيءَ في الناريَفْتِنُه أَحرقه والفَتِينُ من الأَرض الحَرَّةُ التي قد أَلْبَسَتْها كُلَّها حجارةٌ سُودٌ كأَنها مُحْرَقة والجمع فُتُنٌ وقال شمر كل ما غيرته النارُ عن حاله فهو مَفْتُون ويقال للأَمة السوداء مَفْتونة لأَنها كالحَرَّةِ في السواد كأَنها مُحْترقَة وقال أَبو قَيْسِ ابنُ الأَسْلَتِ غِراسٌ كالفَتائِنِ مُعْرَضاتٌ على آبارِها أَبداً عُطُونُ وكأَنَّ واحدة الفَتائن فَتينة وقال بعضهم الواحدة فَتِينة وجمعها فَتِين قال الكميتُ ظَعَائِنُ من بني الحُلاَّفِ تَأْوي إِلى خُرْسٍ نَواطِقَ كالفَتِينا
( * قوله « من الحلاف » كذا بالأصل بهذا الضبط وضبط في نسخة من التهذيب بفتح الحاء المهملة )
فحذف الهاء وترك النون منصوبة ورواه بعضهم كالفِتِىنَا ويقال واحدة الفِتِينَ فِتْنَةٌ مثل عِزَةٍ وعِزِينَ وحكى ابن بري يقال فِتُونَ في الرفع وفِتِين في النصب والجر وأَنشد بيت الكميت والفِتْنَةُ الإِحْراقُ وفَتَنْتُ الرغيفَ في النار إِذا أَحْرَقْته وفِتْنَةُ الصَّدْرِ الوَسْواسُ وفِتْنة المَحْيا أَن يَعَْدِلَ عن الطريق وفِتْنَةُ المَمات أَنْ يُسْأَلَ في القبر وقوله عزَّ وجل إِنَّ الذين فَتَنُوا المؤْمنين والمؤْمناتِ ثم لم يتوبوا أَي أَحرقوهم بالنار المُوقَدَةِ في الأُخْدُود يُلْقُون المؤْمنين فيها ليَصُدُّوهم عن الإِيمان وفي حديث الحسن إِنَّ الذين فتنوا المؤْمنين والمؤْمِنات قال فَتَنُوهم بالنار أَي امْتَحَنُوهم وعذبوهم وقد جعل الله تعالى امْتِحانَ عبيده المؤمنين بالَّلأْواءِ ليَبْلُوَ صَبْرَهم فيُثيبهم أَو جَزَعَهم على ما ابْتلاهم به فَيَجْزِيهم جَزاؤُهم فِتْنةٌ قال الله تعالى أَلم أَحَسِبَ الناسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يقولوا آمنَّا وهم لا يُفْتَنُونَ جاءَ في التفسير وهم لا يُبْتَلَوْنَ في أَنفسهم وأَموالهم فيُعْلَمُ بالصبر على البلاء الصادقُ الإِيمان من غيره وقيل وهم لا يُفْتَنون وهم لا يُمْتَحَنُون بما يَبِينُ به حقيقة إِيمانهم وكذلك قوله تعالى ولقد فَتَنَّا الذين من قبلهم أَي اخْتَبَرْنا وابْتَلَيْنا وقوله تعالى مُخْبِراً عن المَلَكَيْنِ هارُوتَ ومارُوتَ إِنما نحن فِتْنَةٌ فلا تَكْفُر معناه إِنما نحن ابتلاءٌ واختبارٌ لكم وفي الحديث المؤمن خُلِقَ مُفَتَّناً أَي مُمْتَحَناً يمتَحِنُه الله بالذنب ثم يتوب ثم يعود ثم يتوب من فَتَنْتُه إِذا امْتَحنْتَه ويقال فيهما أَفْتَنْتُه أَيضاً وهو قليل قال ابن الأَثير وقد كثر استعمالها فيما أَخرجه الاخْتِبَار للمكروه ثمَّ كَثُر حتى استعمل بمعنى الإِثم والكفر والقتال والإِحراق والإِزالة والصَّرْفِ عن الشيء وفَتَّانَا القَبْرِ مُنْكَرٌ ونَكِيرٌ وفي حديث الكسوف وإِنكم تُفْتَنُونَ في القبور يريد مُساءَلة منكر ونكير من الفتنةِ الامتحان وقد كثرت استعاذته من فتنة القبر وفتنة الدجال وفتنة المحيا والممات وغير ذلك وفي الحديث فَبِي تُفْتَنونَ وعنِّي تُسْأَلونَ أَي تُمْتَحَنُون بي في قبوركم ويُتَعَرَّف إِيمانُكم بنبوَّتي وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه سمع رجلاً يتعوَّذ من الفِتَنِ فقال أَتَسْأَلُ رَبَّك أَن لا يَرْزُقَك أَهْلاً ولا مالاً ؟ تَأَوَّلَ قوله عزَّ وجل إِنما أَموالكم وأَولادُكم فِتْنَة ولم يُرِدْ فِتَنَ القِتالِ والاختلافِ وهما فَتْنَانِ أَي ضَرْبانِ ولَوْنانِ قال نابغة بني جَعْدة هما فَتْنَانِ مَقْضِيٌّ عليه لِسَاعَتِه فآذَنَ بالوَداعِ الواحد فَتْنٌ وروى أَبو عمرو الشَّيْبانيّ قول عمر بن أَحمر الباهليّ إِمّا على نَفْسِي وإِما لها والعَيْشُ فِتْنَان فَحُلْوٌ ومُرّ قال أَبو عمرو الفِتْنُ الناحية ورواه غيره فَتْنانِ بفتح الفاء أَي حالان وفَنَّانِ قال ذلك أَبو سعيد قال ورواه بعضهم فَنَّانِ أَي ضَرْبانِ والفِتانُ بكسر الفاء غِشاء يكون للرَّحْل من أَدَمٍ قال لبيد فثَنَيْت كَفِّي والفِتانَ ونُمْرُقي ومَكانُهنَّ الكُورُ والنِّسْعانِ والجمع فُتُنٌ

( فجن ) الفَيْجَنُ والفَيْجَلُ السَّذاب قال ابن دريد ولا أَحسبها عربية صحيحة وقد أَفْجَنَ الرجلُ إِذا دام على أَكل السَّذاب

( فحن ) الأَزهري أَمَّا فَحَنَ فأَهمله الليث قال وفَيْحانُ اسم موضع قال وأَظنه فَيْعالٌ من فَحَنَ والأَكثر أَنه فَعْلان من الأَفْيَح وهو الواسِعُ وسمَّت العرب المرأَة فَيْحُونة

( فدن ) الفَدَنُ القَصْرُ المَشِيدُ قال المُثَقِّبُ العَبْديّ يُنْبِى تَجاليدِي وأَقْتادَها ناوٍ كرأْسِ الفَدَنِ المُؤْيَدِ والجمع أَفْدانٌ وأَنشد كما تَرَاطَنَ في أَفْدانِها الرُّومُ وبناء مُفَدَّنٌ طويل والفَدانُ بتخفيف الدال الذي يجمع أَداةَ الثورين في القِرانِ للحَرْثِ والجمع أَفْدِنَةٌ وفُدُونٌ والفَدَّانُ كالفَدَانِ فَعَّال بالتشديد وقيل الفَدَّانُ الثور وقال أَبو حنيفة الفَداَّنُ الثوران اللذان يقرنان فيحرث عليهما قال ولا يقال للواحد منهما فدانٌ أَبو عمرو الفَدَّانُ واحد الفَدَادِينِ وهي البقر التي يحرث بها قال أَبو تراب أَنشدني أَبو خليفة الحُصَيْنِيُّ لرجل يصف الجُعَل أَسْوَدُ كالليل وليس بالليل له جناحانِ وليس بالطَّيْر يَجُرُّ فَداَّناً وليس بالثَّوْر فجمع بين الراء واللام في القافية وشدّد الفَدَّانَ قال ابن الأَعرابي هو الفَدَان بتخفيف الدال وقال أَبو حاتم تقول العامة الفَدَّان والصواب الفَدَان بالتخفيف قال ابن بري ذكره سيبويه في كتابه ورواه عنه أَصحابه فَدَان بالتخفيف وجمعه على أَفْدِنة وقال العِيَانُ حديدة تكون في متاع الفَدَان وضبطوا الفَدَان بالتخفيف قال وأَما الفَدَّان بالتشديد فهو المبلغ المتعارف وهو أَيضاً الثور الذي يحرث به وحكى ابن بري عن أَبي الحسن الصِّقِلِّي في ترجمة عين قال الفدَان بالتخفيف الآلة التي يحرث بها والفَدَّان أَيضاً المَزْرَعة وفُدَيْنٌ والفُدَيْنُ موضع والفَدَنُ صِبْغ أَحمر

( فرن ) الفُرْنُ الذي يُخْبَزُ عليه الفُرْنيُّ وهو خُبْز غليظ نسب إِلى موضعه وهو غير التَّنُّورِ قال أَبو خِراشٍ الهُذَلِيُّ يمدح دُبَيَّة السُّلَمِيّ نُقاتِلُ جُوعَهمْ بمُكَلَّلاتٍ من الفُرْنِيِّ يَرْعَبُها الجَميلُ ويروى نُقابل بالباء قال ابن بري صوابه يقابل بالياء والباء والضمير يعود إِلى دُبَيَّة وقبله فنِعْمَ مُعَرَّسُ الأَضْيافِ تَذْحى رِحالَهُمُ شآمِيَةٌ بَلِيلُ يقال ذَحاه يَذْحُوه ويَذْحَاه طرده بذال معجمة وقال الخليلُ الفُرنيّ طعام واحدته فُرْنِيَّةٌ وقال ابن دريد الفُرْن شيء يُخْتَبَز فيه قال ولا أَحسبه عربيّاً غيره الفُرْنُ المَخْبَز شآمية والجمع أَفْرانٌ والفُرنْيَّةُ الخُبْزَة المُسْتديرة العظيمة منسوبة إِلى الفُرْنِ والفُرْنِيُّ طعام يتخذ وهي خُبْزَةَ مُسَلَّكَة مُصَعْنَبَة مضمومة الجوانب إِلى الوسط يُسَلَّكُ بعضها في بعض ثم تُرَوَّى لبناً وسمناً وسُكَّراً واحدته فُرْنِيَّة والفارِنَة خَبَّازة هذا الفُرْنِيّ المذكور ويسمى ذلك المُخْتَبَزُ فُرْناً وفي كلام بعض العرب فإِذا هي مثل الفُرْنِيَّة الحمراء والفُرْنِيُّ الرجل الغليظُ ا لضخمُ قال العجاج وطاحَ في المَعْرَكةِ الفُرْنِيُّ قال ابن بري والفُرْنِيُّ أَيضاً الضخم من الكلاب وأَنشد بيت العجاج هذا

( فرتن ) أَبو سعيد الفَرْتَنَةُ عند العرب
( * قوله « الفرتنة عند العرب إلخ » وهي أيضاً بهذا الضبط التقارب في المشي كما في القاموس والتكملة )
تَشْقِيقُ الكلام والاهْتِماشُ فيه يقال فلان يُفَرْتِنُ فَرْتَنةً وفَرْتَنَى الأَمَةُ والزانيةُ وقد تقدم أَنه ثلاثي على رأْي ابن حبيب وأَن نونه زائدة وذكره ابن بري الفَرْتَنى معرَّفاً بالأَلف واللام قال وكذلك الهَلُوكُ والمُومِسَة وفَرَتَ الرجلُ يَفْرُتُ فَرْتاً فَجَر قال وأَما سيبويه فجعله رباعيّاً ابن الأَعرابي يقال للأَمة الفَرْتَنَى وابن الفَرْتَنَى وهو ابن الأَمةِ البَغِيِّ والعرب تسمي الأَمة فَرْتَنَى قال ابن بري وقال الأَحْوَلُ ابن فَرْتَنَى وابن تُرْنَى يقالان للئيم وقال ثعلب فَرْتَنَى الأَمةُ وكذلك تُرْنَى قال الأَشهب بن رُمَيْلَةَ أَتانِيَ ما قال البَعِيثُ ابنُ فَرْتَنَى أَلم تَخْشَ إِذ أَوْعَدْتَها أَن تُكَذّبا ؟ وقال جرير أَلم تَرَ أَنِّي إِذ رَمَيْتُ ابْنَ فَرْتَنَى بصَمَّاءَ لا يَرْجُو الحياةَ أَمِيمُها وقال أَيضاً مَهْلاً بَعِيثُ فإِنَّ أُمَّكَ فَرْتَنَى حَمْراءُ أَثْخَنَتِ العُلُوجَ رُداما قال أَبو عبيد أَراد الأَمة وكانت أُمُّ البَعِيثِ حمراءَ من سَبْي أَصْفَهان وابن تُرْنَى ذكره في تَرَنَ وفَرْتَنَى مقصور اسم امرأَة قال النابغة عَفا ذو حُساً من فَرْتَنَى فالفَوارِعُ فَجَنْبا أَرِيكٍ فالتِّلاعُ الدَّوافِعُ وفَرْتَنَى أَيضاً قصر بمَرْوِ الرُّوِذِ كان ابن خازم قد حاصر فيه زُهَيْرَ بن ذؤيب العَدَوِيّ الذي يقال له الهَزَارْمَرْدُ

( فرجن ) الفِرْجَونُ المِحَسَّةُ وقد فَرْجَنَ الدابةَ بالفِرْجَوْن أَي بالمِحَسَّة أَي حَسَّها والله تعالى أَعلم

( فرزن ) الفِرْزانُ من لُعَبِ الشِّطْرَنْج أَعجمي معرّب وجمعه فَرَازِينُ
( * الفرزان في الشطرنج الملَكَة )

( فرسن ) الفُرَاسِنُ والفِرْسَانُ من الأُسْد واعْتَدَّ سيبويه الفِرْناسَ ثلاثيّاً وهو مذكور في موضعه والفِرْسِنُ فِرْسِنُ البعير وهي مؤنثة وجمعها فَراسِنُ وفي الفَراسِنِ السُّلامَى وهي عظام الفِرْسِن وقَصَبُها ثم الرُّسْغ فوق ذلك ثم الوَظِيفُ ثم فوق الوَظِيفِ من يد البعير الذِّراعُ ثم فوق الذراع العَضُدُ ثم فوق العَضُدِ الكتفُ وفي رجله بعد الفِرْسِنِ الرُّسغُ ثم الوظيفُ ثم الساق ثم الفخذ ثم الوَرِكُ ويقال لموضع الفِرْسِن من الخيل الحافرُ ثم الرُّسْغُ والفِرْسِنُ من البعير بمنزلة الحافر من الدابة قال وربما استعير في الشاة قال ابن السراج النون زائدة لأَنها من فَرسْتُ وقد تقدم والذي للشاة هو الظَّلْفُ وفي الحديث لا تَحْقِرَنَّ من المعروف شيئاً ولو فِرسِنَ شاة الفِرْسِنُ عظم قليل اللحم وهو خُفَّ البعير كالحافر للدابة

( فرصن ) فَرْصَنَ الشيءَ قطعه عن كراع

( فرعن ) الفَرْعَنَةُ الكِبْرُ والتَّجَبُّر وفِرْعَوْنُ كل نَبِيٍّ مَلِكُ دَهْره قال القَطامِي وشُقَّ البَحْرُ عن أَصحابِ مُوسَى وغُرِّقَتِ الفَراعِنَةُ الكِفارُ الكِفارُ جمع كافر كصاحب وصحاب وفرعون الذي ذكره الله تعالى في كتابه من هذا وإِنما ترك صرفه في قول بعضهم لأَنه لا سَمِيَّ له كإِبليس فيمن أَخذه من أَبْلَسَ قال ابن سيده وعندي أَن فرعون هذا العَلَم أَعجميٌّ ولذلك لم يصرف الجوهري فرعون لقب الوليد بن مُصْعَبٍ مَلِكِ مصر وكلُّ عاتٍ فِرْعَوْنٌ والعُتاةُ الفراعنة وقد تَفَرْعَنَ وهو ذو فَرْعَنَة أَي دَهاءٍ وتَكَبُّر وفي الحديث أَخَذَنا فِرْعَوْنُ هذه الأُمة الأَزهري من الدُّرُوع الفِرْعَوْنِيَّةُ قال شمر هي منسوبة إِلى فِرْعَوْنِ موسى وقيل الفِرْعَوْنُ بلغة القِبْط التّمسَاح قال ابن بري حكى ابن خالويه عن الفراء فُرْعُون بضم الفاء لغة نادرة

( فشن ) فَيْشُونُ اسم نهر حكاه صاحبُ العين على أَنه قد يكون فَعْلُوناً وإِن لم يحك سيبويه هذا البناء الليث فَيْشُون اسم نهر وأَفْشِيُونُ أَعجمي

( فطن ) الفِطْنَةُ كالفهم والفِطْنَة ضِدُّ الغَباوة ورجل فَطِنٌ بَيِّنُ الفِطْنة والفَطَنِ وقد فَطَنَ لهذا الأَمر بالفتح يَفْطُنُ فِطْنَة وفَطُنَ فَطْناً وفَطَناً وفُطُناً وفُطُونة وفَطانة وفَطَانية فهو فاطِنٌ له وفَطُون وفَطِين وفَطِنٌ وفَطُنٌ وفَطْنٌ وفَطُونة وقد فَطِنَ بالكسر فِطْنة وفَطَانة وفَطَانيةً والجمع فُطْنٌ والأُنثى فَطِنَة قال القطامي إِلى خِدَبٍّ سَبِطٍ ستِّيني طَبٍّ بذاتِ قَرْعِها فَطُونِ وقال الآخر قالتْ وكنتُ رَجُلاً فَطِينَا هذا لَعَمْرُ اللهِ إِسْرائينا وقال قَيْسُ بنُ عاصمٍ في الجمع لا يَفْطُنُونَ لعَيْبِ جارِهِمِ وهُمُ لِحِفْظِ جِوارِه فُطْنُ والمُفاطَنَةُ مُفَاعلة منه الليث وأَما الفَطِنُ فذو فِطْنَةٍ للأَشياء قال ولا يمتنع كل فعل من النعوت من أَن يقال قد فَعُلَ وفَطُنَ أَي صار فَطِناً إلا القليل وفَطَّنه لهذا الأَمر تَفْطِيناً فَهَّمَه وفي المثل لا يُفطِّنُ القارَةَ إِلا الحِجارة القارةُ أُنثى الذِّئَبةِ وفاطَنَةُ في الحديث راجَعَه قال الراعي إِذا فاطَنَتْنا في الحديثِ تَهَزْهَزَتْ إِليها قلوبٌ دونهن الجَوانِحُ ويقال فَطِنْتُ إِليه وله وبه فِطْنَةً وفَطانة ويقال ليس له فُطْنٌ أَي فِطْنةٌ

( فكن ) فَكَنَ في الكذب لَجَّ ومَضى

( فلن ) فُلانٌ وفُلانَةُ كناية عن أَسماء الآدميين والفُلانُ والفُلانَةُ كناية عن غير الآدميين تقول العرب رَكِبْتُ الفُلانَ وحَلَبْتُ الفُلانة ابن السَّرَّاج فُلانٌ كناية عن اسم سمي به المُحَدَّثُ عنه خاص غالب ويقال في النداء يا فُلُ فتحذف منه الأَلف والنون لغير ترخيم ولو كان ترخيماً لقالوا يا فُلا قال وربما جاء ذلك في غير النداء ضرورة قال أَبو النجم في لَجَّةٍ أَمْسِكْ فلاناً عن فُلِ واللجة كثرة الأَصوات ومعناه أَمسك فلاناً عن فلان وفلانٌ وفلانةُ كناية عن الذكر والأُنثى من الناس قال ويقال في غير الناس الفُلانُ والفُلانَةُ بالأَلف واللام الليث إِذا سمي به إِنسان لم يحسن فيه الأَلف واللام يقال هذا فلانٌ آخَرُ لأَنه لا نكرة له ولكن العرب إِذا سَمَّوْابه الإِبلَ قالوا هذا الفُلانُ وهذه الفُلانة فإِذا نسبت قلت فلانٌ الفُلانِيُّ لأَن كل اسم ينسب إِليه فإِن الياء التي تلحقه تصيره نكرة وبالأَلف واللام يصير معرفة في كل شيء ابن السكيت تقول لقيت فلاناً إِذا كَنَيْت عن الآدميين قلته بغير أَلف ولام وإِذا كَنَيْتَ عن البهائم قلته بالأَلف واللام وأَنشد في ترخيم فلان وهْوَ إِذا قيل له وَيْهاً فُلُ فإِنه أَحْجِ بِه أَن يَنْكَلُ وهْو إِذا قيل له وَيْهاً كُلُ فإِنه مُوَاشِكٌ مُسْتَعْجِلُ وقال الأَصمعي فيما رواه عنه أَبو تراب يقال قم يا فُلُ ويا فُلاه فمن قال يا فُلُ فمضى فرفع بغير تنوين فقال قم يا فُلُ وقال الكميت يقالُ لمِثْلِي وَيْهاً فُلُ ومن قال يا فُلاه فسكن أَثبت الهاء فقال قُلْ ذلك يا فُلاه وإِذا مضى قال يا فُلا قل ذلك فطرح ونصب وقال المبرد قولهم يا فُلُ ليس بترخيم ولكنها كلمة على حِدَةٍ ابن بُزُرْج يقول بعض بني أَسدٍ يا فُلُ أَقبل ويا فُلُ أَقبلا ويا فُلُ أَقبلوا وقالوا للمرأَة فيمن قال يا فُلُ أَقْبِلْ يا فُلانَ أَقبلي وبعض بني تميم يقول يا فُلانَةُ أَقبلي وبعضهم يقول يا فُلاةً أَقبلي وقال غيرهم يقال للرجل يا فُلُ أَقبل وللاثنين يا فُلانِ ويا فُلُونَ للجمع أَقبلوا وللمرأَة يا فُلَ أَقْبِلي ويا فُلَتانِ ويا فُلاتُ أَقْبِلْنَ نصب في الواحدة لأَنه أَراد يا فُلَة فنصبوا الهاء وقال ابن بري فلانٌ لا يثنى ولا يجمع وفي حديث القيامة يقول الله عز وجل أَي فُلْ أَلم أُكْرِمْكَ وأُسَوِّدْكَ ؟ معناه يا فلانُ قال وليس ترخيماً لأَنه لا يقال إِلا بسكون اللام ولو كان ترخيماً لفتحوها أَو ضموها قال سيبويه ليست ترخيماً وإِنما هي صيغة ارْتُجِلَتْ في باب النداء وقد جاء في غير النداء وأَنشد في لَجَّةٍ أَمْسِكْ فلاناً عن فُلِ فكسر اللام للقافية قال الأَزهري ليس بترخيم فُلانٍ ولكنها كلمة على حدة فبنو أَسد يُوقِعُونَها على الواحد والاثنين والجمع والمؤنث بلفظ واحد وغيرهم يثني ويجمع ويؤنث وقال قوم إِنه ترخيم فلان فحذفت النون للترخيم والأََلف لسكونها وتفتح اللام وتضم على مذهبي الترخيم وفي حديث أُسامة في الوالي الجائر يُلْقى في النار فَتَنْدَلِقُ أَقْتابُه فيقال له أَي فُلْ أَين ما كنت تَصِفُ وقوله عز وجل يا ويلَتا ليتني لم أَتَّخِذْ فلاناً خليلاً قال الزجاج لم أَتخذ فلاناً الشيطانَ خليلاً قال وتصديقُه وكان الشيطان للإِنسان خَذُولاً قال ويروى أَن عُقْبة بن أَبي مُعَيْطٍ هو الظالم ههنا وأَنه كان يأْكل يديه نَدَماً وأَنه كان عزم على الإِسلام قبلغ أُمَيَّةَ ابن خَلَفٍ فقال له أُميةُ وَجْهِي من وَجْهِك حرامٌ إِن أَسلمت وإِن كَلَّمْتُكَ أَبداً فامتنع عقبة من الإِسلام فإِذا كان يوم القيامة أَكل يديه ندماً وتمنى أَنه آمن واتخذ مع الرسول إِلى الجنة سبيلاً ولم يتخذ أُمية بن خلف خليلاً ولا يمتنع أَن يكون قبوله من أُمية من عمل الشيطان وإِغوائه وفُلُ بن فُلٍ محذوف فأَما سيبويه فقال لا يقال فُل يعني به فلان إِلا في الشعر كقوله في لجة أَمسك فلاناً عن فُلِ وأَما يا فُلْ التي لم تحذف من فلان فلا يستعمل إِلا في النداء قال وإِنما هو كقولك يا هَناه ومعناه يا رجل وفلانٌ اسم رجل وبنو فُلان بَطنٌ نسبوا إِليه وقالوا في النسب الفُلانيّ كما قالوا الهَنِيّ يَكْنُونَ به عن كل إِضافة الخليلُ فلانٌ تقديره فُعال وتصغيره فُلَيِّنٌ قال وبعض يقول هو في الأَصل فُعْلانٌ حذفت منه واو قال وتصغيره على هذا القول فُلَيَّانٌ وكالإنسان حذفت منه الياء أَصله إِنْسِيان وتصغيره أُنَيْسِيانُ قال وحجة قولهم فُلُ بن فُلٍ كقولهم هَيُّ بن بَيٍّ وهَيَّانُ بنُ بَيَّانَ وروي عن الخليل أَنه قال فلانٌ نُقْصانُه ياء أَو واو من آخره والنون زائدة لأَنك تقول في تصغيره فُلَيَّانٌ فيرجع إِليه ما نقص وسقط منه ولو كان فلانٌ مثل دُخانٍ لكان تصغيره فُلَيِّنٌ مثل دُخَيِّنٍ ولكنهم زادوا أَلفاً ونوناً على فُلَ وأَنشد لأَبي النجم إِذْ غَضِبَتْ بالعَطَنِ المُغَرْبَلِ تُدافِعُ الشَّيبَ ولم تُقَتَّلِ في لَجَّةٍ أَمْسِكْ فلاناً عن فُلِ

( فلسطن ) فِلَسْطِينُ بكسر الفاء وفتح اللام الكورَةُ المعروفة فيما بين الأُرْدُنّ وديار مصر حماها الله تعالى وأُمُّ بلادها بيتُ المَقْدِسِ

( فلكن ) قَوْسٌ فَيْلَكُونٌ عظيمة قال الأَسوَدُ ابنُ يَعفُرَ وكائِنْ كَسَرْنا من هَتُوفٍ مُرِنَّةٍ على القومِ كانتْ فَيْلكُونَ المَعابِلِ وذلك أَنه لا تُرْمى المعابلُ وهي النِّصال المُطَوَّلة إِلا على قَوْسٍ عظيمة الجوهري الفَيْلَكُونُ البَرْدِيُّ
( * قوله « الفيلكون البردي » وأيضاً القار أو الزفت كما في القاموس والتكملة ) هو فَيعَلُول

( فنن ) الفَنُّ واحد الفُنُون وهي الأَنواع والفَنُّ الحالُ والفَنُّ الضَّرْبُ من الشيء والجمع أَفنان وفُنونٌ وهو الأُفْنُون يقال رَعَيْنا فُنُونَ النَّباتِ وأَصَبْنا فُنُونَ الأَموال وأَنشد قد لَبِسْتُ الدَّهْرَ من أَفْنانِه كلّ فَنٍّ ناعِمٍ منه حَبِرْ والرجلُ يُفَنِّنُ الكلام أَي يَشْتَقُّ في فَنٍّ بعد فنٍّ والتَّفَنُّنُ فِعْلك ورجل مِفَنٌّ يأْتي بالعجائب وامرأَة مِفْنَّة ورجل مِعَنٌّ مِفَنٌّ ذو عَنَنٍ واعتراض وذو فُنُون من الكلام وأَنشد أَبو زيد إِنَّ لنا لكَنَّه مِعَنَّةً مِفَنَّه وافْتَنَّ الرجل في حديثه وفي خُطْبته إِذا جاء بالأَفانين وهو مثلُ اشْتَقَّ قال أَبو ذؤيب فافْتَنَّ بعد تَمامِ الوِرْدِ ناجِيةً مثْلَ الهِرَاوَةِ ثِنْياً بِكْرُها أَبِدُ قال ابن بري فسر الجوهري ا فْتَنَّ في هذا البيت بقولهم افْتَنَّ الرجل في حديثه وخُطْبته إِذا جاء بالأَفانين قال وهو مثلُ اشْتَقَّ يريد أَن افْتَنَّ في البيت مستعار من قولهم افْتَنَّ الرجل في كلامه وخصومته إِذا توسع وتصرف لأَنه يقال افْتَنَّ الحمارُ بأُتُنه واشْتَقَّ بها إِذا أَخذ في طَرْدِها وسَوْقها يميناً وشمالاً وعلى استقامة وعلى غير استقامة فهو يَفْتَنُّ في طَرْدِها أَفانينَ الطَّرْدِ قال وفيه تفسير آخر وهو أَن يكون افْتَنَّ في البيت من فَنَنْتُ الإِبلَ إِذا طردتها فيكون مثل كسَبْته واكتَسَبْته في كونهما بمعنى واحد وينتصب ناجية بأَنه مفعول لافْتَنَّ من غير إِسقاط حرف جر لأَن افْتَنَّ الرجل في كلامه لا يتعدَّى إِلا بحرف جرّ وقوله ثِنياً بكرها أَبِدُ أَي وَلَدَت بَطْنَين ومعنى بِكْرُها أَبِدٌ أَي وَلَدُها الأَول قد توحش معها وافْتَنَّ أَخذ في فُنُونٍ من القول والفُنُونُ الأَخلاطُ من الناس وإِن المجلس ليجمع فُنُوناً من الناس أَي ناساً ليسوا من قبيلة واحدة وفَنَّنَ الناسَ جعلهم فُنُوناً والتَّفْنينُ التخليط يقال ثوبٌ فيه تَفْنين إِذا كان فيه طرائق ليست من جِنْسه والفَنَّانُ في شعر الأَعشى الحمارُ قال الوحشي الذي يأْتي بفُنُونٍ من العَدْوِ قال ابن بري وبيت الأَعشى الذي أَشار إِليه هو قوله وإِنْ يَكُ تَقْرِيبٌ من الشَّدِّ غالَها بمَيْعَةِ فَنَّانِ الأَجارِيِّ مُجْذِمِ والأّجارِيُّ ضُروبٌ من جَرْيه واحدها إِجْرِيّا والفَنُّ الطَّرْدُ وفَنَّ الإِبلَ يَفُنُّها فَنّاً إِذا طردها قال الأَعشى والبِيضُ قد عَنَسَتْ وطال جِرَاؤُها ونَشَأْنَ في فَنٍّ وفي أَذْوادِ وفَنَّه يَفُنُّه فَنّاً إِذا طرده والفَنُّ العَناء فنَنْتُ الرجلَ أَفُنُّه فَنّاً إِذا عَنَّيْتَه وفنَّه يَفُنُّه فَنّاً عَنَّاه قال لأجْعَلَنْ لابنة عَمْروللهٍ فَناً حتى يَكُونَ مَهْرُها دُهْدُنَّا وقال الجوهري فنّاً أي أمراً عَجَباً ويقال عَناءً أي آخُذُ عليها بالعَناء حتى تَهَبَ لي مَهْرَها والفَنُّ المَطْلُ والفَنُّ الغَبْنُ والفعل كالفعل والمصدر كالمصدر وامرأَة مِفَنَّة يكون من الغَبْنِ ويكون من الطَّرْدِ والتَّغْبِيَة وأُفْنُونُ الشَّبابِ أوَّله وكذلك أُفْنُونُ السحاب والفَنَنُ الغُصْنُ المستقيم طُولاً وعَرْضاً قال العجاج والفَنَنُ الشَّارِقُ والغَرْبيُّ والفَنَنُ الغُصْنُ وقيل الغُصْنُ القَضِيب يعني المقضوب والفَنَنُ ما تشَعَّبَ منه والجمع أَفْنان قال سيبويه لم يُجاوِزُوا به هذا البناء والفَنَنُ جمعه أَفْنانٌ ثم الأَفانِينُ قال الشاعر يصف رَحىً لها زِمامٌ من أَفانِينِ الشَّجَرْ وأما قول الشاعر مِنَا أَنْ ذَرَّ قَرْنُ الشمسِ حتى أغاثَ شَرِيدَهمْ فَنَنُ الظَّلام فإنه استعار للظلمة أَفْناناً لأَنها تسْتُر الناسَ بأَستارها وأَوراقِها كما تستر الغصون بأَفنانها وأَوراقها وشجرة فَنْواءُ طويلة الأَفْنانِ على غير قياس وقال عكرمة في قوله تعالى ذَواتَا أَفْنانٍ قال ظِلُّ الأغصانِ على الحِيطانِ وقال أَبو الهيثم فسره بعضهم ذَواتا أغصانٍ وفسره بعضهم ذواتا أَلوان واحدها حينئذ فَنّ وفَنَنٌ كما قالوا سَنٌّ وسَنَنٌ وعَنٌّ وعَنَنٌ قال أَبو منصور واحدُ الأَفنان إذا أَردت بها الأَلوان فَنٌّ وإذا أردْتَ بها الأغصان فواحدها فَنَنٌ أَبو عمرو شجرة فَنْواء ذات أَفنان قال أبو عبيد وكان ينبغي في التقدير فَنَّاء ثعلب شجرة فَنَّاء وفَنْواء ذات أَفْنانٍ وأَما قَنْواء بالقاف فهي الطويلة قال أَبو الهيثم الفُنُون تكون في الأغصان والأغصان تكون في الشُّعَبِ والشُّعَبُ تكون في السُّوق وتسمى هذه الفُروعُ يعني فروعَ الشجر الشَّذَبَ والشَّذَبُ العِيدانُ التي تكون في الفُنون ويقال للجِذعِ إذا قطع عند الشَّذَب جِذْعٌ مُشَذَّبٌ قال امرؤ القيس يُرادَا على مِرْقاةِ جِذْعٍ مُشَذَّبِ يُرادا أي يُدارا يقال رادَيْتُه ودارَيْتُه والفَنَنُ الفَرْع من الشجر والجمع كالجمع وفي حديث سِدْرة المُنْتَهَى يسير الراكب في ظِلِّ الفَنَنِ مائةَ سَنةٍ وامرأَة فَنْواء كثيرة الشعر والقياس في كل ذلك فَنَّاء وشعَر فَيْنان قال سيبويه معناه أَن له فنوناً كأَفنانِ الشجر ولذلك صرف ورجل فَيْنان وامرأَة فَينانة قال ابن سيده وهذا هو القياس لأَن المذكر فَيْنان مصروف مشتق من أَفنان الشجر وحكي ابن الأَعرابي امرأَة فَيْنَى كثيرة الشعر مقصور قال فإن كان هذا كما حكاه فحكم فَيْنان أن لا ينصرف قال وأُرى ذلك وهَماً من ابن الأَعرابي وفي الحديث أَهلُ الجنة مُرْدٌ مُكَحَّلون أُولو أَفانِين يريد أُولو شُعور وجُمَم وأَفانِينُ جمع أَفنان وأَفنانٌ جمع فَنَنٍ وهو الخُصلة من الشعر شبه بالغصن قال الشاعر يَنْفُضْنَ أَفنانَ السَّبيبِ والعُذَرْ يصف الخيلَ ونَفْضَها خُصَل شعر نواصيها وأَذنابها وقال المَرَّار أَعَلاقَةً أُمَّ الوُلَيِّد بعدَما أَفْنانُ رأْسِك كالثَّغام المُخْلِسِ ؟ يعني خُصَلَ جُمَّة رأْسِه حين شاب أَبو زيد الفَينان الشعر الطويل الحسَنُ قال أَبو منصور فَيْنانٌ فَيعال من الفَنَن والياء زائدة التهذيب وإن أَخذت قولهم شعر فَيْنانٌ من الفَنَن وهو الغصن صرفته في حالي النكرة والمعرفة وإن أَخذته من الفَيْنة وهو الوقت من الزمان أَلحقته بباب فَعْلان وفَعْلانة فصرفته في النكرة ولم تصرفه في المعرفة وفي الحديث جاءَت امرأَةٌ تشكو زوجَها فقال النبي صلى الله عليه وسلم تُرِيدينَ أن تزَوَّجِي ذا جُمَّةٍ فَينانة على كل خُصلة منها شيطان الشعر الفَيْنانُ الطويل الحسن والياء زائدة ويقال فَنَّنَ فلانٌ رأْيه إذا لَوَّنه ولم يثبت على رأْي واحد والأَفانِينُ الأَساليب وهي أَجناس الكلام وطُرُقه ورجل مُتفَنِّنٌ أي ذو فُنون وتَفنَّنَ اضطرب كالفَنَن وقال بعضهم تَفنَّن اضطرب ولم يَشْتقَّه من الفَنن والأَول أَولى قال لو أَن عُوداً سَمْهَريّاً من قَنا أو من جِيادِ الأَرْزَناتِ أَرْزَنا لاقى الذي لاقَيْتُه تَفنَّنا والأُفْنونُ الحية وقيل العجوز وقيل العجوز المُسِنَّة وقيل الداهية وأَنشد ابن بري لابن أَحمر في الأُفْنون العجوز شَيْخٌ شآمٍ وأُفْنونٌ يَمانِيةٌ من دُونِها الهَوْلُ والمَوْماة والعِلَلُ وقال الأَصمعي الأُفْنون من التَّفَنُّن قال ابن بري وبيت ابن أَحمر شاهد لقول الأَصمعي وقولُ يعقوب إنَّ الأُفْنون العجوز بعِيدٌ جدّاً لأَنَّ ابنَ أَحمر قد ذكر قبل هذا البيت ما يَشْهَد بأَنها محبوبته وقد حال بينه وبينها القَفْرُ والعِلل والأُفْنون من الغُصن المُلتفُّ والأُفنون الجَرْيُ المختلط من جَرْي الفرس والناقة والأُفنون الكلام المُثبَّجُ من كلام الهِلْباجة وأُفْنون اسم امرأَة وهو أَيضاً اسم شاعرسمي بأَحد هذه الأَشياء والمُفَنَّنة من النساء الكبيرة السيئة الخُلُق ورجل مُفَنَّنٌ كذلك والتَّفْنِينُ فِعْلُ الثَّوْب إذا بَلِيَ فتفَزَّرَ بعضهُ من بعض وفي المحكم التَّفْنِينُ تفَزُّر الثوب إذا بَليَ من غير تشقق شديد وقيل هو اختلاف عمَله برِقَّة في مكان وكثافة في آخر وبه فسرابن الأَعرابي قول أَبانَ بن عثمان مَثَلُ اللَّحْن في الرجل السَّريِّ ذي الهيئة كالتَّفنِين في الثوب الجيِّد وثوب مُفَنَّنٌ مختلف ابن الأَعرابي التَّفْنِينُ البُقعة السَّخيفة السَّمِجة الرقيقة في الثوب الصفيق وهو عيب والسَّريُّ الشريف النفيس من الناس والعربُ تقول كنتُ بحال كذا وكذا فَنَّةً من الدهر وفَيْنةً من الدهر وضَرْبة من الدهر أي طرَفاً من الدهر والفَنِينُ وَرَمٌ في الإبط ووجع أَنشد ابن الأَعرابي فلا تَنْكِحي يا أَسْمَ إن كنتِ حُرَّةً عُنَيْنةَ ناباً نُجَّ عنها فَنِينُها نصب ناباً على الذم أو على البدل من عُنَينة أي هو في الضعف كهذه الناب التي هذه صِفَتُها قال ابن سيده وهكذا وجدناه بضبط الحامِض نُجَّ بضم النون والمعروف نَجَّ وبعير فَنِينٌ ومَفْنون به ورم في إبطه قال الشاعر إذا مارَسْت ضِغْناً لابنِ عَمٍّ مِراسَ البَكْر في الإبِطِ الفَنِينا أَبو عبيد اليَفَنُ بفتح الياء والفاء وتخفيف النون الكبير وقيل الشيخ الفاني والياء فيه أَصلية وقال بعضهم بل هو على تقديريفعل لأَن الدهر فَنَّه وأَبلاه وسنذكره في يفن والفَيْنانُ فرس قرانة بن عُوَيَّة الضَّبّيّ والله أََعلم

( فنفن ) فَنْفَنَ الرجلُ إذا فَرَّقَ إبله كَسَلاً وتوانِياً

( فهكن ) تَفَهْكَن الرجلُ تنَدَّم حكاه ابن دريد وليس بثَبت

( فون ) التهذيب التَّفَوُّن البركة وحُسْن النَّماء

( فين ) الفَيْنةُ الحينُ حكى الفارسيّ عن أَبي زيد لقيته فَيْنةَ والفَيْنةَ بعد الفَيْنة وفي الفَيْنة قال فهذا مما اعْتَقب عليه تعريفان تعريف العلمية والأَلف واللام كقولك شَعوب والشَّعُوب للمنية وفي الحديث ما من مولود إلاَّ وله ذَنْبٌ قد اعْتاده الفَيْنة بعد الفَيْنةَ أَي الحين بعد الحين والساعة بعد الساعة وفيحديث علي كرم الله وجهه في فَيْنة الارْتِياد وراحة الأَجساد الكسائي وغيره الفَيْنة الوقت من الزمان قال وإن أَخذتَ قولهم شَعَرٌ فَيْنانٌ من الفَنَن وهو الغصن صرفته في حالي النكرة والمعرفة وإن أَخذته من الفَيْنة وهو الوقت من الزمان أَلحقته بباب فَعْلان وفَعْلانة فصرفته في النكرة ولم تصرفه في المعرفة ورجل فَيْنانٌ حسن الشعر طويلة وهو فَعْلان وأَنشد ابن بري للعجاج إذ أَنا فَيْنانٌ أُناغِي الكُعَّبا وقال آخر فرُبَّ فَيْنانٍ طويلٍ أَمَمُه ذي غُسُناتٍ قد دَعاني أَحْزمُهُ وقال الشاعر وأَحْوَى كأَيْمِ الضالِ أَطرقَ بعدما حَبا تحتَ فَيْنانٍ من الظِّلِّ وارفِ يقال ظِلٌّ وارِفٌ أَي واسعٌ ممتدٌّ قال وقال آخر أما تَرَى شَمَطاً في الرأْسِ لاحَ به من بَعْدِ أَسْودَ داجِي اللَّوْنِ فَيْنانِ والفَيْناتُ الساعاتُ أَبو زيد يقال إني لآتي فلاناً الفَيْنَةَ بعد الفَيْنَةِ أي آتيه الحِينَ بعد الحين والوقت َبعد الوقت ولا أُدِيمُ الاختلافَ إليه ابن السكيت ما ألقاه إلاَّ الفَيْنَةَ بعد القَيْنَة أي المرَّةَ بعدَ المرَّة وإنْ شئت حذفت الأَلف واللام فقلت لَقيته فَيْنَةَ كما يقال لقيته النَّدَرَى وفي نَدَرَى والله أَعلم

( قأن ) القَأْنُ شجر يهمز ولا يهمز وترك الهمز فيه أَعرف

( قبن ) قَبَنَ الرجلُ يَقْبِنُ قُبُوناً ذهب في الأَرض واقْبأَنَّ اقْبِئناناً انْقَبَضَ كاكْبَأَنَّ ابن بُزُرْج المُقْبَئِنُّ المنقبض المُنْخَنِسُ وأَقْبَنَ إذا انهزم من عدوِّه وأَقْبَنَ إذا أَسرع عَدْواً في أَمان والقَبِينُ المُنْكمِش في أُموره والقَمينُ السريع والقَبَّانُ الذي يُوزَنُ به لا أَدري أَعربيّ أَم معرَّب الجوهري القَبَّانُ القُسْطاسُ مُعَرَّب وقال أَبو عبيد في حديث عمر رضي الله عنه إني أَسْتَعِينُ بقُوَّةِ الفاجر ثم أَكون على قَفَّانه قال يقول أكون على تَتَبُّعِ أَمره حتى أَسْتَقْصِيَ عِلْمَه وأَعْرِفَه قال وقال الأَصمعي قَفَّانُ كلِّ شيء جِماعُه واستقصاء معرفته قال أَبو عبيد ولا أَحْسَبُ هذه الكلمة عربية إنما أَصلها قَبَّان ومنه قول العامة فلان قَبَّانٌ على فلان إذا كان بمنزلة الأَمين عليه والرئيس الذي يتتبع أَمره ويحاسبه وبهذا سمي المِيزانُ الذي يقال له القَبَّانُ القبَّانَ وحِمارُ قَبَّانَ دُوَيْبَّةٌ معروفة وأَنشد الفراء يا عَجَباً لقدرأَيتُ عَجبا حِمارَ قَبَّانَ يَسُوقُ أَرْنَبا خاطِمَها زَأَمَّهَا أَنْ تَذْهَبا الجوهري ويقال هو فَعَّالٌ والوجه أَن يكون فَعْلانَ قال ابن بري هو فَعْلانُ وليس بفَعَّالٍ قال والدليل على أَنه فعلان امتناعُه من الصَّرْف بدليل قول الراجز حِمارَ قَبَّانَ يسوق أَرنبا ولو كان فَعَّالاً لانصرف

( قتن ) رجل قَتِينٌ قليل الطُّعْم واللحم وكذلك الأُنثى بغير هاء وجاءَ في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم حين زوَّجَ ابْنَةَ نُعَيْمٍ النَّحَّامِ قال من أَدُلُّه على القَتِينِ يعني القليلة الطُّعْمِ قَتُنَ بالضم يَقْتُنُ قَتَانة صار قليل الطُّعْم فهو قَتِين والاسم القَتَنُ وفي الحديث أَيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال في امرأَة إنها وَضِيئة قَتِينٌ القَتِينُ القليلة الطُّعْمِ يقال منه امرأَة قَتِينٌ بَيِّنَةُ القَتَانة والقَتَنِ قال أَبو زيد وكذلك الرجلُ ورجل قَتَنٌ أَيضاً قليل اللحم وقُرادٌ قَتِينٌ قليل الدم قال الشَّمَّاخ في ناقته وقد عَرِقَتْ مَغابِنُها وجادَتْ بدِرَّتها قِرَى حَجِنٍ قَتِينِ الجوهري ويسمى القُرادُ قَتِيناً لقلة دمه قال ابن بري شاهد القَتينِ المرأَةِ القليلة الطُّعْم ما روي أَن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله تَزَوَّجْتُ فِلانةَ فقال بَخٍ تَزَوَّجْتَ بِكْراً قَتِيناً أي قليلة الطُّعْم قال ابن الأَثير ويحتمل أَن يراد بذلك قِلَّةُ الجِماعِ ومنه قوله عليكم بالأَبْكارِ فإنهنَّ أَرْضَى باليسير قال والصواب أَن يقال سمي القُراد قَتِيناً لقلة طُعْمه لأَنه يقيم المدَّة الطويلة من الزمان لا يَطْعَمُ شيئاً وقوله قِرَى حَجِنٍ الحَجِنُ القليل الطُّعْم وقِرَى بَدَلٌ من دِرَّتها جعل عَرَقَ هذه الناقة قوتاً للقُراد قال ويجوز أَن يكون قِرَى مفعولاً من أَجله والقَتِينُ والقَنِيتُ واحدٌ من النساء وهي القليلة الطُّعْم النحيفة وقيل القَتُون من أَسماء القُراد وليس بصفةٍ سمي بذلك لقلة دمه قال ابن بري والقَتِينُ السِّنَانُ اليابِسُ الذي لا يَنْشَفُ دَماً قال أَبو عبيد يُحاوِلُ أَنْ يَقُومَ وقد مَضَتْهُ مُغابِنةٌ بذي خُرُصٍ قَتِينِ المُغابِنَةُ تَغْبِنُ من لحمه أَي تَثْنيه والقاتنُ الشديد السواد وسِنَانٌ قَتِينٌ دقيق ومَسْكٌ قاتنٌ وقَتَنَ المَسْكُ قُتُوناً يَبِسَ ولا نَدَى فيه وأَسْوَدُ قاتنٌ كقاتِمٍ قال الطِّرمَّاحُ كطَوْفِ مُتَلِّي حَجَّةٍ بين عَبْعَبٍ وقُرَّة مُسْوَدٍّ من النَّسْكِ قاتِنِ عَبْعَبُ وقُرَّةُ صَنمان قال ابن جني ذهب أَبو عمرو الشَّيْباني إلى أَنه أَراد قاتِمٍ أَي أَسْودَ فأَبدل الميم نوناً قال وقد يُمْكِنُ غيرُ ما قال وذلك أَنه يجوز أَن يكون أَراد بقوله قاتِن فاعلاً من قول الشَّمَّاخ قِرَى حَجِنٍ قَتِينِ ودم قاتِنٌ وقاتِمٌ وذلك إذا يَبِسَ واسْوَدَّ وأَنشد بيت الطرماح والقَتِينُ الرُّمْح والقَتَين الحقير الضَّئيل وكذلك يكون بيت الطرماح أي مُسْوَدٍّ من النَّسْكِ حَقيرٍ للضَّرِّ والجَهْدِ فإذا كان كذلك لم يكن بدلاً والقَتانُ الغُبار كالقَتام أَنشد يعقوب عادَتُنا الجلادُ والطِّعانُ إذا علا في المَأْزِقِ القَتَانُ وزعم فيه مثلَ ما زعم في قَاتِنٍ

( قحزن ) ضربه فقَحْزَنه بالزاي أَي صَرَعه ابن الأَعرابي قَحْزَنه وقَحْزَله وضربه حتى تَقَحْزَنَ وتَقَحْزَل أَي حتى وقع الأَزهري القَحْزَنَة العصا غيره القَحْزَنة ضَرْبٌ من الخَشَبِ طولها ذراع أَو شِبْرٌ نحو العصا حكى اللحياني ضَرَبْناهم بقَحازِننا فارْجَعَنُّوا أَي بِعِصِيِّنا فاضْطَجَعُوا والقَحْزَنَة الهراوَةُ وأَنشد جَلَدْتُ جَعارِ عندَ باب وِجارِها بقَحْزَنَتي عن جَنْبِها جَلَداتِ

( قدن ) التهذيب ثعلب عن ابن الأَعرابي القَدْنُ الكفاية والحَسْبُ قال الأَزهري جعل القَدْنَ اسماً واحداً من قولهم قَدْنِي كذا وكذا أَي حَسْبي وربما حذفوا النون فقالوا قَدِي وكذلك قَطْني والله أَعلم

( قرن ) القَرْنُ للثَّوْر وغيره الرَّوْقُ والجمع قُرون لا يكسَّر على غير ذلك وموضعه من رأْس الإنسان قَرْنٌ أَيضاً وجمعه قُرون وكَبْشٌ أَقْرَنُ كبير القَرْنَين وكذلك التيس والأُنثى قَرْناء والقَرَنُ مصدر كبش أَقْرَنُ بَيِّنُ القَرَن ورُمْح مَقْرُون سِنانُه من قَرْن وذلك أَنهم ربما جعلوا أَسِنَّةَ رماحهم من قُرُون الظباء والبقر الوحشي قال الكميت وكنَّا إذا جَبَّارُ قومٍ أَرادنا بكَيْدٍ حَمَلْناه على قَرْنِ أَعْفَرا وقوله ورامِحٍ قد رَفَعْتُ هادِيَهُ من فوقِ رُمْحٍ فظَلَّ مَقْرُونا فسره بما قدمناه والقَرْنُ الذُّؤابة وخص بعضهم به ذُؤابة المرأَة وضفيرتها والجمع قُرون وقَرْنا الجَرادةِ شَعرتانِ في رأْسها وقَرْنُ الرجلِ حَدُّ رأْسه وجانِبهُ وقَرْنُ الأَكمة رأْسها وقَرْنُ الجبل أَعلاه وجمعها قِرانٌ أَنشد سيبويه ومِعْزىً هَدِياً تَعْلُو قِرانَ الأَرضِ سُودانا
( * قوله هَدِيا هكذا في الأصل ولعله خفف هَدِياً مراعاة لوزن الشعر )
وفي حديث قَيْلة فأَصابتْ ظُبَتُه طائفةً من قُرونِ رأْسِيَهْ أَي بعضَ نواحي رأْسي وحَيَّةٌ قَرْناءُ لها لحمتان في رأْسها كأَنهما قَرْنانِ وأكثر ذلك في الأَفاعي الأَصمعي القَرْناء الحية لأَن لها قرناً قال ذو الرمة يصف الصائد وقُتْرتَه يُبايِتُه فيها أَحَمُّ كأَنه إباضُ قَلُوصٍ أَسْلَمَتْها حِبالُها وقَرْناءُ يَدْعُو باسْمِها وهو مُظْلِمٌ له صَوْتُها إرْنانُها وزَمالُها يقول يُبيِّنُ لهذا الصائد صَوْتُها أَنها أَفْعَى ويُبَيِّنُ له مَشْيُها وهو زَمَالها أَنها أَفعى وهو مظلم يعني الصائد أَنه في ظلمة القُتْرَة وذكر في ترجمة عرزل للأَعشى تَحْكِي له القَرْناءُ في عِرْزَالِها أُمَّ الرَّحَى تَجْرِي على ثِفالِها قال أَراد بالقَرْناء الحية والقَرْنانِ مَنارَتانِ تبنيان على رأْس البئر توضع عليهما الخشبة التي يدور عليها المِحْوَرُ وتُعَلَّق منها البَكَرةُ وقيل هما مِيلانِ على فم البئر تعلق بهما البكرة وإنما يسميان بذلك إذا كانا من حجارة فإذا كانا من خشب فهما دِعامتانِ وقَرْنا البئرِ هما ما بُنِيَ فعُرِّض فيجعل عليه الخَشَبُ تعلق البكرة منه قال الراجز تَبَيَّنِ القَرْنَيْنِ فانْظُرْ ما هما أَمَدَراً أَم حَجَراً تَراهُما ؟ وفي حديث أَبي أَيوب فوجده الرسولُ يغتسل بين القَرْنَيْنِ هما قَرْنا البئر المبنيان على جانبيها فإن كانتا من خشب فهما زُرْنُوقان والقَرْنُ أَيضاً البَكَرَةُ والجمع أَقْرُنٌ وقُرُونٌ وقَرْنُ الفلاة أَوّلها وقَرْنُ الشمس أَوّلها عند طلوع الشمس وأَعلاها وقيل أوّل شعاعها وقيل ناحيتها وفي الحديث حديث الشمس تَطْلُع بين قَرْنَيْ شَيْطانٍ فإذا طَلَعَتْ قارَنَها فإذا ارْتَفَعَتْ فارقها ونهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في هذا الوقت وقيل قَرْنا الشيطان ناحيتا رأْسه وقيل قَرْناه جَمْعاهُ اللذان يُغْريهما بإضلال البشر ويقال إن الأَشِعَّةَ
( * قوله « ويقال إن الأشعة إلخ » كذا بالأصل ونسخة من التهذيب والذي في التكملة بعد قوله تشرف عليهم هي قرنا الشيطان ) التي تَتَقَضَّبُ عند طلوع الشمس ويُتَراءَى للعيون أَنها تُشْرِف عليهم ومنه قوله فَصَبَّحَتْ والشمسُ لم تُقَضِّبِ عَيْناً بغَضْيانَ ثَجُوجِ العُنْبُب قيل إن الشيطان وقَرْنَيْه يُدْحَرُونَ عن مَقامهم مُرَاعِين طلوعَ الشمس ليلة القَدر فلذلك تَطْلُع الشمسُ لا شُعاعَ لها وذلك بَيِّنٌ في حديث أُبيّ بن كعب وذكره آيةَ ليلة القدر وقيل القَرْنُ القُوَّة أي حين تَطْلُع يتحرّك الشيطان ويتسلط فيكون كالمُعِينِ لها وقيل بين قَرْنَيْه أي أُمَّتَيْه الأَوّلين والآخرين وكل هذا تمثيل لمن يسجد للشمس عند طلوعها فكأَنَّ الشيطان سَوَّل له ذلك فإذا سجد لها كان كأَن الشيطان مُقْتَرِنٌ بها وذو القَرْنَيْنِ الموصوفُ في التنزيل لقب لإسْكَنْدَرَ الرُّوميّ سمي بذلك لأَنه قَبَضَ على قُرون الشمس وقيل سمي به لأَنه دعا قومه إلى العبادة فَقَرَنُوه أَي ضربوه على قَرْنَيْ رأْسه وقيل لأَنه كانت له ضَفيرتان وقيل لأَنه بلغ قُطْرَي الأَرض مشرقها ومغربها وقوله صلى الله عليه وسلم لعلي عليه السلام إن لك بيتاً في الجنة وإنك لذو قَرْنَيْها قيل في تفسيره ذو قَرْنَي الجنة أَي طرفيها قال أَبو عبيد ولا أَحسبه أَراد هذا ولكنه أَراد بقوله ذو قرنيها أَي ذو قرني الأُمة فأَضمر الأُمة وإن لم يتقدم ذكرها كما قال تعالى حتى تَوارتْ بالحجاب أَراد الشمس ولا ذكر لها وقوله تعالى ولو يُؤَاخِذُ اللهُ الناسَ بما كسَبُوا ما تَرَكَ على ظَهْرِها من دابةٍ وكقول حاتم أَماوِيَّ ما يُغْني الثَّراءُ عن الفَتَى إذا حَشْرَجَتْ يوماً وضاق بها الصَّدْرُ يعني النفْسَ ولم يذكرها قال أَبو عبيد وأَنا أَختار هذا التفسير الأَخير على الأَول لحديث يروى عن علي رضي الله عنه وذلك أَنه ذكر ذا القَرْنَيْنِ فقال دعا قومه إلى عبادة الله فضربوه على قَرْنَيه ضربتين وفيكم مِثْلُه فنُرَى أَنه أَراد نَفْسه يعني أَدعو إلى الحق حتى يُضرب رأْسي ضربتين يكون فيهما قتلي لأَنه ضُرِبَ على رأْسه ضربتين إحداهما يوم الخَنْدَقِ والأُخرى ضربة ابن مُلْجَمٍ وذو القرنين هو الإسكندرُ سمي بذلك لأَنه ملك الشرق والغرب وقيل لأَنه كان في رأْسه شِبْهُ قَرْنَين وقيل رأَى في النوم أَنه أَخَذَ بقَرْنَيِ الشمسِ وروي عن أَحمد بن يحيى أَنه قال في قوله عليه السلام إنك لذو قَرْنَيْها يعني جَبَليها وهما الحسن والحسين وأَنشد أَثوْرَ ما أَصِيدُكم أَم ثورَيْنْ أَم هذه الجَمّاءَ ذاتَ القَرْنَيْنْ قال قَرْناها ههنا قَرْناها وكانا قد شَدَنا فإذا آذاها شيء دَفَعا عنها وقال المبرد في قوله الجماء ذات القرنين قال كان قرناها صغيرين فشبهها بالجَمّاءِ وقيل في قوله إنك ذو قَرْنَيْها أي إنك ذو قَرنَيْ أُمَّتي كما أَن ذا القرنين الذي ذكره الله في القرآن كان ذا قَرْنيْ أُمَّته التي كان فيهم وقال صلى الله عليه وسلم ما أَدري ذو القرنين أَنبيّاً كان أَم لا وذو القَرْنينِ المُنْذِرُ الأَكبرُ بنُ ماءٍ السماء جَدُّ النُّعمان بن المنذر قيل له ذلك لأَنه كانت له ذؤابتان يَضْفِرُهما في قَرْنيْ رأْسه فيُرْسِلُهما وليس هو الموصوف في التنزيل وبه فسر ابن دريد قول امرئ القيس أَشَذَّ نَشاصَ ذي القَرْنينِ حتى توَلَّى عارِضُ المَلِكِ الهُمامِ وقَرْنُ القوم سيدُهم ويقال للرجل قَرْنانِ أَي ضفيرتان وقال الأَسَدِيُّ كَذَبْتُم وبيتِ اللهِ لا تَنْكِحونها بَنِي شابَ قَرْناها تُصَرُّ وتُحْلَبُ أَراد يا بني التي شابَ قَرْناها فأَضمره وقَرْنُ الكلإِ أَنفه الذي لم يوطأْ وقيل خيره وقيل آخره وأَصاب قَرْنَ الكلإ إذا أَصاب مالاً وافراً والقَرْنُ حَلْبَة من عَرَق يقال حَلَبنا الفرسَ قَرْناً أَو قَرْنينِ أي عَرَّقناه والقَرْنُ الدُّفعة من العَرَق يقال عَصَرْنا الفرسَ قَرْناً أو قَرْنين والجمع قُرون قال زهير تُضَمَّرُ بالأَصائِل كلَّ يوْمٍ تُسَنُّ على سَنابِكِها القُرُونُ وكذلك عَدَا الفرسُ قَرْناً أَو قرنين أَبو عمرو القُرونُ العَرَقُ قال الأَزهري كأَنه جمع قَرْن والقَرُونُ الذي يَعْرَقُ سريعاً وقيل الذي يَعْرَق سريعاً إذا جرى وقيل الفرس الذي يَعْرَقُ سريعاً فخص والقَرْنُ الطَّلَقُ من الجَرْي وقُروُنُ المطر دُفَعُه المُتَفرِّقة والقَرْنُ الأُمَّةُ تأْتي بعد الأُمَّة وقيل مُدَّتُه عشر سنين وقيل عشرون سنة وقيل ثلاثون وقيل ستون وقيل سبعون وقيل ثمانون وهو مقدار التوسط في أَعمار أهل الزمان وفي النهاية أََهل كلِّ زمان مأْخوذ من الاقْتِران فكأَنه المقدار القد يَقْترِنُ فيه أهلُ ذلك الزمان في أَعمارهم وأَحوالهم وفي الحديث أَن رجلاً أَتاه فقال عَلِّمْني دُعاءً ثم أَتاه عند قَرْنِ الحَوْلِ أَي عند آخر الحول الأَول وأَول الثاني والقَرْنُ في قوم نوح على مقدار أَعمارهم وقيل القَرْنُ أَربعون سنة بدليل قول الجَعْدِي ثَلاثةَ أَهْلِينَ أَفْنَيْتُهُم وكانَ الإلَهُ هو المُسْتَاسا وقال هذا وهو ابن مائة وعشرين سنة وقيل القَرْن مائة سنة وجمعه قُرُون وفي الحديث أَنه مسح رأْس غلام وقال عِشْ قَرْناً فعاش مائة سنة والقَرْنُ من الناس أَهلُ زمان واحد وقال إذا ذهب القَرْنُ الذي أَنتَ فيهمُ وخُلِّفْتَ في قَرْنٍ فأَنتَ غَرِيبُ ابن الأَعرابي القَرْنُ الوقت من الزمان يقال هو أَربعون سنة وقالوا هو ثمانون سنة وقالوا مائة سنة قال أَبو العباس وهو الاختيار لما تقدَّم من الحديث وفي التنزيل العزيز أَوَلَمْ يَرَوْا كم أَهْلَكْنا من قبْلهم من قَرْنٍ قال أَبو إسحق القَرْنُ ثمانون سنة وقيل سبعون سنة وقيل هو مطلق من الزمان وهو مصدر قَرَنَ يَقْرُنُ قال الأَزهري والذي يقع عندي والله أَعلم أن القَرْنَ أَهل كل مدة كان فيها نبيّ أَو كان فيها طبقة من أَهل العلم قَلَّتْ السِّنُون أَو كثرت والدليل على هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم خَيْرُكم قَرْنِي يعني أَصحابي ثم الذين يَلُونَهم يعني التابعين ثم الذين يَلُونهم يعني الذين أَخذوا عن التابعين قال وجائز أَن يكون القَرْنُ لجملة الأُمة وهؤلاء قُرُون فيها وإنما اشتقاق القَرْن من الاقْتِران فتأَويله أَن القَرْنَ الذين كانوا مُقْتَرِنين في ذلك الوقت والذين يأْتون من بعدهم ذوو اقْتِرانٍ آخر وفي حديث خَبّابٍ هذا قَرْنٌ قد طَلَعَ أَراد قوماً أَحداثاً نَبَغُوا بعد أَن لم يكونوا يعني القُصّاص وقيل أَراد بِدْعَةً حَدثت لم تكون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وقال أَبو سفيان بن حَرْبٍ للعباس بن عبد المطلب حين رأَى المسلمين وطاعتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم واتباعَهم إياه حين صلَّى بهم ما رأَيت كاليوم طاعةَ قومٍ ولا فارِسَ الأَكارِمَ ولا الرومَ ذاتَ القُرُون قيل لهم ذاتُ القُرُون لتوارثهم الملك قَرْناً بعد قَرْنٍ وقيل سُمُّوا بذلك لقُرُونِ شُعُورهم وتوفيرهم إياها وأَنهم لا يَجُزُّونها وكل ضفيرة من ضفائر الشعر قَرْنٌ قال المُرَقِّشُ لاتَ هَنَّا وليْتَني طَرَفَ الزُّجْ جِ وأَهلي بالشأْم ذاتُ القُرونِ أَراد الروم وكانوا ينزلون الشام والقَرْنُ الجُبَيْلُ المنفرد وقيل هو قطعة تنفرد من الجَبَل وقيل هو الجبل الصغير وقيل الجبيل الصغير المنفرد والجمع قُرُونٌ وقِرانٌ قال أَبو ذؤيب تَوَقَّى بأَطْرافِ القِرانِ وطَرْفُها كطَرْفِ الحُبَارَى أَخطأَتْها الأَجادِلُ والقَرْنُ شيء من لِحَاء شَجر يفتل منه حَبْل والقَرْن الحَبْل من اللِّحاءِ حكاه أَبو حنيفة والقَرْنُ أَيضاً الخُصْلة المفتولة من العِهْن والقَرْنُ الخُصْلة من الشعر والصوف جمعُ كل ذلك قُروُنٌ ومنه قول أَبي سفيان في الرُّومِ ذاتِ القُرُون قال الأَصمعي أَراد قُرون شعُورهم وكانوا يُطوِّلون ذلك يُعْرَفُون به ومنه حديث غسل الميت ومَشَطناها ثلاثَ قُرون وفي حديث الحجاج قال لأسماءَ لَتَأْتِيَنِّي أو لأَبعَثنَّ إليكِ من يسَحبُك بقرونكِ وفي الحديث فارِسُ نَطْحةً أَو نَطْحتَين
( * قوله « فارس نصحة أو نطحتين » كذا بالأصل ونسختين من النهاية بنصب نطحة أو نطحتين وتقدم في مادة نطح رفعهما تبعاً للأصل ونسخة من النهاية وفسره بما يؤيد بالنصب حيث قال هناك قال أبو بكر معناه فارس تقاتل المسلمين مرة أو مرتين فحذف الفعل وقيل تنطح مرة أو مرتين فحذف الفعل لبيان معناه ) ثم لا فارس بعدها أَبداً والرُّوم ذاتُ القُرون كلما هلَك قَرْنٌ خَلَفه قرن فالقُرون جمع قَرْنٍ وقول الأَخطل يصف النساء وإذا نَصَبْنَ قُرونَهنَّ لغَدْرةٍ فكأَنما حَلَّت لهنَّ نُذُورُ قال أَبو الهيثم القُرون ههنا حبائلُ الصَّيّاد يُجْعَل فيها قُرونٌ يصطاد بها وهي هذه الفُخوخ التي يصطاد بها الصِّعاءُ والحمامُ يقول فهؤلاء النساءإِذا صِرْنا في قُرونهنَّ فاصْطَدْننا فكأَنهن كانت عليهن نُذُور أَن يَقْتُلننا فحَلَّتْ وقول ذي الرمة في لغزيته وشِعْبٍ أَبى أَن يَسْلُكَ الغُفْرُ بينه سَلَكْتُ قُرانى من قَياسِرةٍ سُمْرا قيل أَراد بالشِّعْب شِعْب الجبل وقيل أَراد بالشعب فُوقَ السهم وبالقُرانى وَتراً فُتِل من جلد إِبل قَياسرةٍ وإِبلٌ قُرانى أَي ذات قرائن وقول أَبي النجم يذكر شَعرهَ حين صَلِعَ أَفناه قولُ اللهِ للشمسِ اطلُعِي قَرْناً أَشِيبِيه وقَرْناً فانزِعي أَي أَفنى شعري غروبُ الشمس وطلوعها وهو مَرُّ الدهر والقَرينُ العين الكَحِيل والقَرْنُ شبيةٌ بالعَفَلة وقيل هو كالنُّتوء في الرحم يكون في الناس والشاء والبقر والقَرْناء العَفْلاء وقُرْنةُ الرَّحِم ما نتأَ منه وقيل القُرْنتان رأْس الرحم وقيل زاويتاه وقيل شُعْبَتاه كل واحدة منهما قُرْنةٌ وكذلك هما من رَحِم الضَّبَّة والقَرْنُ العَفَلة الصغيرة عن الأَصمعي واخْتُصِم إِلى شُرَيْح في جارية بها قَرَنٌ فقال أَقعِدوها فإِن أَصابَ الأَرض فهو عَيبٌ وإِن لم يصب الأَرض فليس بعيب الأَصمعي القَرَنُ في المرأَة كالأُدْرة في الرجل التهذيب القَرْناءُ من النساء التي في فرجها مانع يمنع من سُلوك الذكر فيه إِما غَدَّة غليظة أَو لحمة مُرْتَتِقة أَو عظم يقال لذلك كله القَرَنُ وكان عمر يجعل للرجل إِذا وجد امرأَته قَرْناءَ الخيارَ في مفارقتها من غير أَن يوجب عليه المهر وحكى ابن بري عن القَزّاز قال واختُصِم إِلى شُريح في قَرَن فجعل القَرَن هو العيب وهو من قولك امرأَة قَرْناءُ بَيِّنة القَرَن فأََما القَرْنُ بالسكون فاسم العَفَلة والقَرَنُ بالفتح فاسم العيب وفي حديث علي كرم الله وجهه إِذا تزوج المرأَة وبها قَرْنٌ فإِن شاءَ أَمسك وإِن شاءَ طلق القَرْنُ بسكون الراء شيء يكون في فرج المرأَة كالسنِّ يمنع من الوطءِ ويقال له العَفَلةُ وقُرْنةُ السيف والسِّنان وقَرْنهما حدُّهما وقُرْنةُ النَّصْلِ طرَفه وقيل قُرْنتاه ناحيتاه من عن يمينه وشماله والقُرْنة بالضم الطرَف الشاخص من كل شيء يقال قُرْنة الجبَل وقُرْنة النَّصْلِ وقُرْنة الرحم لإِحدى شُعْبتَيه التهذيب والقُرْنة حَدُّ السيف والرمح والسهم وجمع القُرْنة قُرَنٌ الليث القَرْنُ حَدُّ رابية مُشْرِفة على وهدة صغيرة والمُقَرَّنة الجبال الصغار يدنو بعضها من بعض سميت بذلك لتَقارُبها قال الهذلي
( * قوله « قال الهذلي » اسمه حبيب مصغراً ابن عبد الله )
دَلَجِي إِذا ما الليلُ جَنْ نَ على المُقَرَّنةِ الحَباحِبْ أَراد بالمُقَرَّنة إِكاماً صغاراً مُقْترِنة وأَقرَنَ الرُّمحَ إِليه رفعه الأَصمعي الإِقْرانُ رفع الرجل رأْس رُمحِه لئلاَّ يصيب مَنْ قُدّامه يقال أَقرِنْ رمحك وأَقرَن الرجلُ إِذا رفع رأْسَ رمحِهِ لئلا يصيب من قدَّامه وقَرَن الشيءَ بالشيءِ وقَرَنَه إِليه يَقْرِنه قَرْناً شَدَّه إِليه وقُرِّنتِ الأُسارَى بالحبال شُدِّد للكثرة والقَرينُ الأَسير وفي الحديث أَنه عليه السلام مَرَّ برَجلين مُقترنين فقال ما بالُ القِران ؟ قالا نذَرْنا أَي مشدودين أَحدهما إِلى الآخر بحبل والقَرَنُ بالتحريك الحبل الذي يُشدّان به والجمع نفسه قَرَنٌ أَيضاً والقِرانُ المصدر والحبل ومنه حديث ابن عباس رضي الله عنهما الحياءُ والإِيمانُ في قَرَنٍ أَي مجموعان في حبل أَو قِرانٍ وقوله تعالى وآخرِين مُقَرَّنين في الأَصفاد إِما أَن يكون أَراد به ما أَراد بقوله مَقرُونين وإِما أَن يكون شُدِّد للتكثير قال ابن سيده وهذا هو السابق إِلينا من أَول وَهْلة والقِرانُ الجمع بين الحج والعمرة وقَرَنَ بين الحج والعمْرة قِراناً بالكسر وفي الحديث أَنه قَرَن بين الحج والعمرة أَي جمع بينهما بنيَّة واحدة وتلبية واحدة وإِحرام واحد وطواف واحد وسعي واحد فيقول لبيك بحجة وعمرة وهو عند أَبي حنيفة أَفضل من الإِفراد والتمتع وقَرَنَ الحجَّ بالعمرة قِراناً وَصَلها وجاء فلان قارِناً وهو القِرانُ والقَرْنُ مثلك في السنِّ تقول هو على قَرْني أَي على سِنِّي الأَصمعي هو قَرْنُه في السن بالفتح وهو قِرْنه بالكسر إِذا كان مثله في الشجاعة والشّدة وفي حديث كَرْدَم وبِقَرْنِ أَيِّ النساء هي أَي بسنِّ أَيهنَّ وفي حديث الضالة إِذا كتَمها آخِذُها ففيها قَرينتها مثلها أَي إِذا وجد الرجلُ ضالة من الحيوان وكتمها ولم يُنْشِدْها ثم توجد عنده فإِن صاحبها يأْخذها ومثلها معها من كاتمها قال ابن الأَثير ولعل هذا في صدر الإِسلام ثم نسخ أَو هو على جهة التأَديب حيث لم يُعَرِّفها وقيل هو في الحيوان خاصة كالعقوبة له وهو كحديث مانع الزكاة إِنا آخدُوها وشطرَ ماله والقَرينةُ فَعِيلة بمعنى مفعولة من الاقتِران وقد اقْتَرَنَ الشيئان وتَقارَنا وجاؤُوا قُرانى أَي مُقْتَرِنِين التهذيب والقُرانى تثنية فُرادى يقال جاؤُوا قُرانى وجاؤوا فُرادى وفي الحديث في أَكل التمر لا قِران ولا تفتيش أَي لا تَقْرُنْ بين تمرتين تأْكلهما معاً وقارَنَ الشيءُ الشيءَ مُقارَنة وقِراناً اقْتَرَن به وصاحَبَه واقْتَرَن الشيءُ بغيره وقارَنْتُه قِراناً صاحَبْته ومنه قِرانُ الكوكب وقَرَنْتُ الشيءَ بالشيءِ وصلته والقَرِينُ المُصاحِبُ والقَرينانِ أَبو بكر وطلحة رضي الله عنهما لأَن عثمان بن عَبَيْد الله أَخا طلحة أَخذهما فَقَرَنَهما بحبل فلذلك سميا القَرِينَينِ وورد في الحديث إِنَّ أَبا بكر وعمر يقال لهما القَرينانِ وفي الحديث ما من أَحدٍ إِلا وكِّلَ به قَرِينُه أَي مصاحبه من الملائكة والشَّياطين وكُلِّإِنسان فإِن معه قريناً منهما فقرينه من الملائكة يأْمره بالخير ويَحُثه عليه ومنه الحديث الآخر فقاتِلْه فإِنَّ معه القَرِينَ والقَرِينُ يكون في الخير والشر وفي الحديث أَنه قُرِنَ بنبوته عليه السلام إِسرافيلُ ثلاثَ سنين ثم قُرِنَ به جبريلُ عليه السلام أَي كان يأْتيه بالوحي وغيره والقَرَنُ الحبل يُقْرَنُ به البعيرانِ والجمع أَقْرانٌ وهو القِرَانُ وجمعه قُرُنٌ وقال أَبْلِغْ أَبا مُسْمِعٍ إِنْ كنْتَ لاقِيَهُ إِنِّي لَدَى البابِ كالمَشْدُودِ في قَرَنِ وأَورد الجوهري عجزه وقال ابن بري صواب إِنشاده أَنِّي بفتح الهمزة وقَرَنْتُ البعيرين أَقْرُنُهما قَرْناً جمعتهما في حبل واحد والأَقْرانُ الحِبَالُ الأَصمعي القَرْنُ جَمْعُكَ بين دابتين في حَبْل والحبل الذي يُلَزَّان به يُدْعَى قَرَناً ابن شُمَيْل قَرَنْتُ بين البعيرين وقَرَنْتهما إِذا جمعت بينهما في حبل قَرْناً قال الأَزهري الحبل الذي يُقْرَنُ به بعيران يقال له القَرَن وأَما القِرانُ فهو حبل يُقَلَّدُ البعير ويُقادُ به وروي أَنَّ ابن قَتَادة صَاحِبَ الحَمَالَةِ تَحَمَّل بحَمَالة فطاف في العرب يسأَلُ فيها فانتهى إِلى أَعرابي قد أَوْرَدَ إِبلَه فسأَله فقال أَمعك قُرُنٌ ؟ قال نعم قال نَاوِلْني قِرَاناً فَقَرَنَ له بعيراً ثم قال ناولني قِراناً فَقَرَنَ له بعيراً ثم قال ناولني قِراناً فَقَرَنَ له بعيراً آخر حتى قَرَنَ له سبعين بعيراً ثم قال هاتِ قِراناً فقال ليس معي فقال أَوْلى لك لو كانت معك قُرُنٌ لقَرَنْتُ لك منها حتى لا يبقى منها بعير وهو إِياس بن قتادة وفي حديث أَبي موسى فلما أَتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خذ هذين القَرِينَيْنِ أَي الجملين المشدودين أَحدهما إِلى الآخر والقَرَنُ والقَرِينُ البعير المَقْرُون بآخر والقَرينة الناقة تُشَدُّ إِلى أُخْرى وقال الأَعور النبهاني يهجو جريراً ويمدح غَسَّانَ السَّلِيطِي أَقُولُ لها أُمِّي سَليطاً بأَرْضِها فبئس مُناخُ النازلين جَريرُ ولو عند غسَّان السَّليطيِّ عَرَّسَتْ رَغَا قَرَنٌ منها وكاسَ عَقيرُ قال ابن بري وقد اختلف في اسم الأَعور النَّبْهانِي فقال ابن الكلبي اسمه سُحْمَةُ بن نُعَيم بن الأَخْنس ابن هَوْذَة وقال أَبو عبيدة في النقائض يقال له العَنَّاب واسمه سُحَيْم بن شَريك قال ويقوي قول أَبي عبيدة في العَنَّاب قول جرير في هجائه ما أَنتَ يا عَنَّابُ من رَهْطِ حاتِمٍ ولا من رَوابي عُرْوَةَ بن شَبيبِ رأَينا قُرُوماً من جَدِيلةَ أَنْجَبُوا وفحلُ بنِي نَبْهان غيرُ نَجيبِ قال ابن بري وأَنكر عليّ بن حمزة أَن يكون القَرَنُ البعيرَ المَقْرونَ بآخر وقال إِنما القَرَنُ الحبل الذي يُقْرَنُ به البعيران وأَما قول الأَعْور رغا قَرَنٌ منها وكاسَ عَقِيرُ فإِنه على حذف مضاف مثل واسْأَلِ القريةَ والقَرِينُ صاحبُك الذي يُقارِنُك وقَرِينُك الذي يُقارنُك والجمع قُرَناءُ وقُرانى الشيء كقَرِينه قال رؤبة يَمْطُو قُراناهُ بهادٍ مَرَّاد وقِرْنُك المُقاوِمُ لك في أَي شيء كان وقيل هو المُقاوم لك في شدة البأْس فقط والقِرْنُ بالكسر كُفْؤك في الشجاعة وفي حديث عُمَر والأَسْقُفّ قال أَجِدُكَ قَرْناً قال قَرْنَ مَهْ ؟ قال قَرْنٌ من حديد القَرْنُ بفتح القافِ الحِصْنُ وجمعه قُرُون وكذلك قيل لها الصَّياصِي وفي قصيد كعب بن زهير إِذا يُساوِرُ قِرْناً لا يَحِلُّ له أَن يَتْرُك القِرن إِلا وهو مَجْدول القِرْنُ بالكسر الكُفْءِ والنظير في الشجاعة والحرب ويجمع على أَقران وفي حديث ثابت بن قَيس بئسما عَوَّدْتم أَقْرانَكم أَي نُظَراءَكم وأَكْفاءَكم في القتال والجمع أَقران وامرأَة قِرنٌ وقَرْنٌ كذلك أَبو سعيد اسْتَقْرَنَ فلانٌ لفلان إِذا عازَّهُ وصار عند نفسه من أَقرانه والقَرَنُ مصدر قولك رجل أَقْرَنُ بَيِّنُ القَرَنِ وهو المَقْرُون الحاجبين والقَرَنُ التقاء طرفي الحاجبين وقد قَرِنَ وهو أَقْرَنُ ومَقْرُون الحاجبين وحاجب مَقْرُون كأَنه قُرِن بصاحبه وقيل لا يقال أَقْرَنُ ولا قَرْناء حتى يضاف إِلى الحاجبين وفي صفة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سَوابِغَ في غير قَرَنٍ القَرَن بالتحريك التقاء الحاجبين قال ابن الأَثير وهذا خلاف ما روته أُم معبد فإِنها قالت في صفته صلى الله عليه وسلم أَزَجُّ أَقْرَنُ أَي مَقْرُون الحاجبين قال والأَول الصحيح في صفته صلى الله عليه وسلم وسوابغ حال من المجرور وهو الحواجب أَي أَنها دقت في حال سبوغها ووضع الحواجب موضع الحاجبين لأَن الثنية جمع والقَرَنُ اقْتِرانُ الركبتين ورجل أَقْرَنُ والقَرَنُ تَباعُدُ ما بين رأْسَي الثَّنِيَّتَيْن وإِن تدانت أُصولهما والقِران أَن يَقْرُن بينَ تمرتين يأْكلهما والقَرُون الذي يجمع بين تمرتين في الأَكل يقال أَبَرَماً قَرُوناً وفي الحديث أَنه نهى عن القِران إِلا أَن يستأْذن أَحدُكم صاحبَه ويُرْوى الإِقْران والأَول أَصح وهو أَن يَقْرُِن بين التمرتين في الأَكل وإِنما نهى عنه لأَن فيه شرهاً وذلك يُزْري بفاعله أَو لأَن فيه غَبْناً برفيقه وقيل إِنما نهى عنه لما كانوا فيه من شدة العيش وقلة الطعام وكانوا مع هذا يُواسُونَ من القليل فإِذا اجتمعوا على الأَكل آثر بعضهم بعضاً على نفسه وقد يكون في القوم من قد اشْتَدَّ جوعه فربما قَرَنَ بين التمرتين أَو عظَّم اللُّقْمة فأَرشدهم إِلى الإِذن فيه لتطيب به أَنْفُسُ الباقين ومنه حديث جَبَلَة قال كنا في المدينة في بَعْثِ العراق فكان ابن الزبير يَرْزُقُنا التمر وكان ابن عمر يمرّ فيقول لا تُقَارِنُوا إِلا أَن يستأْذن الرجلُ أَخاه هذا لأَجل ما فيه من الغَبْنِ ولأَن مِلْكَهم فيه سواء وروي نحوه عن أَبي هريرة في أَصحاب الصُّفَّةِ ومن هذا قوله في الحديث قارِنُوا بين أَبنائكم أَي سَوُّوا بينهم ولا تُفَضلوا بعضهم على بعض ويروى بالباء الموحدة من المقاربة وهو قريب منه وقد تقدم في موضعه والقَرُونُ من الرجال الذي يأْكل لقمتين لقمتين أَو تمرتين تمرتين وهو القِرانُ وقالت امرأَة لبعلها ورأَته يأْكل كذلك أَبَرَماً قَرُوناً ؟ والقَرُون من الإِبل التي تَجْمَع بين مِحلَبَيْنِ في حَلْبَةٍ وقيل هي المُقْتَرِنَة القادِمَيْن والآخِرَيْنِ وقيل هي التي إِذا بَعَرَتْ قارنت بين بَعَرِها وقيل هي التي تضع خُفَّ رجلها موضع خُفِّ يدها وكذلك هو من الخيل وقَرَنَ الفرسُ يَقْرُنُ بالضم إِذا وقعت حوافر رجليه مواقعَ حوافر يديه والقَرُون الناقة التي تَقْرُنُ ركبتيها إِذا بركت عن الأَصمعي والقَرُون التي يجتمع خِلْفاها القادِمان والآخِرانِ فيَتَدانَيانِ والقَرون الذي يَضَعُ حَوافرَ رجليه مَواقعَ حَوافر يديه والمَقْرُونُ من أَسباب الشِّعْر ما اقْتَرنت فيه ثلاثُ حركات بعدها ساكن كمُتَفا من متفاعلن وعلتن من مفاعلتن فمتفا قد قرنت السببين بالحركة وقد يجوز إِسقاطها في الشعر حتى يصير السببان مفورقين نحو عيلن من مفاعيلن وقد ذكر المفروقان في موضعه والمِقْرَنُ الخشبة التي تشدّ على رأْسَي الثورين والقِران والقَرَنُ خيط من سَلَب وهو قشر يُفتل يُوثَقُ على عُنُق كل واحد من الثورين ثم يوثق في وسطهما اللُّوَمَةُ والقَرْنانُ الذي يُشارك في امرأَته كأَنه يَقْرُن به غيرَه عربي صحيح حكاه كراع التهذيب القَرْنانُ نعت سوء في الرجل الذي لا غَيْرَة له قال الأَزهري هذا من كلام الحاضرة ولم أَرَ البَوادِيَ لفظوا به ولا عرفوه والقَرُون والقَرُونة والقَرينة والقَرينُ النَّفْسُ ويقال أَسْمَحَتْ قَرُونُه وقَرِينُه وقَرُونَتُه وقَرِينَتُه أَي ذَلَّتْ نفسه وتابَعَتْه على الأَمر قال أَوس بن حَجَر فَلاقى امرأً من مَيْدَعانَ وأَسْمَحَتْ قَرُونَتُه باليَأْسِ منها فعجَّلا أَي طابت نَفْسُه بتركها وقيل سامَحَتْ قَرُونُه وقَرُونَتُه وقَرينَتُه كُلُّه واحدٌ قال ابن بري شاهد قَرُونه قول الشاعر فإِنِّي مِثْلُ ما بِكَ كان ما بي ولكنْ أَسْمَحَتْ عنهم قَرُوِني وقول ابن كُلْثوم مَتى نَعْقِدْ قَرِينَتَنا بِحَبْلٍ نَجُذُّ الحبلَ أَو نَقِصُ القَرينا قَرِينته نَفْسُه ههنا يقول إِذا أَقْرَنَّا لِقرْنٍ غلبناه وقَرِينة الرجل امرأَته لمُقارنته إِياها وروى ابن عباس أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إِذا أَتى يومُ الجمعة قال يا عائشة اليَوْمُ يَوْمُ تَبَعُّلٍ وقِرانٍ قيل عَنى بالمُقارنة التزويج وفلان إِذا جاذَبَتْه قَرِينَتُه وقَرِينُه قهرها أَي إِذا قُرِنَتْ به الشديدة أَطاقها وغلبها وفي المحكم إِذا ضُمَّ إِليه أَمر أَطاقه وأَخَذْتُ قَرُونِي من الأَمر أَي حاجتي والقَرَنُ السَّيف والنَّيْلُ وجمعه قِرانٌ قال العجاج عليه وُرْقانُ القِرانِ النُّصَّلِ والقَرَن بالتحريك الجَعْبة من جُلود تكون مشقوقة ثم تخرز وإِنما تُشَقُّ لتصل الريح إِلى الريش فلا يَفْسُد وقال يا ابنَ هِشامٍ أَهْلَكَ الناسَ اللَّبَنْ فكُلُّهم يَغْدُو بقَوْسٍ وقَرَنْ وقيل هي الجَعْبَةُ ما كانت وفي حديث ابن الأَكْوََعِ سأَلت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في القَوْسِ والقَرَن فقال صَلِّ في القوس واطْرَحِ القَرَنَ القَرَنُ الجَعْبَةُ وإِنما أَمره بنزعه لأَنه قد كان من جلد غير ذَكِيّ ولا مدبوغ وفي الحديث الناس يوم القيامة كالنَّبْلِ في القَرَنِ أَي مجتمعون مثلها وفي حديث عُميَر بن الحُمام فأَخرج تمراً من قَرَنِهِ أَي جَعْبَتِه ويجمع على أَقْرُن وأَقْرانٍ كجَبَلٍ وأَجْبُلٍ وأَجْبالٍ وفي الحديث تعاهدوا أَقْرانَكم أَي انظروا هل هي من ذَكِيَّة أَو ميتة لأَجل حملها في الصلاة ابن شميل القَرَنُ من خشب وعليه أَديم قد غُرِّي به وفي أَعلاه وعَرْضِ مُقدَّمِه فَرْجٌ فيه وَشْجٌ قد وُشِجَ بينه قِلاتٌ وهي خَشَبات مَعْروضات على فَمِ الجَفير جعلن قِواماً له أَن يَرْتَطِمَ يُشْرَج ويُفْتَح ورجل قارن ذو سيف ونَبْل أَو ذو سيف ورمح وجَعْبَة قد قَرَنها والقِران النَّبْلُ المستوية من عمل رجل واحد قال ويقال للقوم إِذا تَنَاضلوا اذْكُروا القِرانَ أَي والُوا بين سهمين سهمين وبُسْرٌ قارِنٌ قَرَنَ الإِبْسارَ بالإِرْطاب أَزدية والقَرائن جبال معروفة مقترنة قال تأَبط شرّاً وحَثْحَثْتُ مَشْعوفَ النَّجاءِ وراعَني أُناسٌ بفَيْفانٍ فَمِزْتُ القَرائِنَا ودُورٌ قَرائنُ إِذا كانت يَسْتَقْبِلُ بعضها بعضاً أَبو زيد أَقْرَنَتِ السماء أَياماً تُمْطِرُ ولا تُقْلِع وأَغْضَنَتْ وأَغْيَنَتْ المعنى واحد وكذلك بَجَّدَتْ ورَثَّمَتْ وقَرَنَتِ السماءُ وأَقْرَنَتْ دام مطرها والقُرْآنُ من لم يهمزه جعله من هذا لاقترانِ آيِهِ قال ابن سيده وعندي أَنه على تخفيف الهمز وأَقْرَنَ له وعليه أَطاق وقوِيَ عليه واعْتَلى وفي التنزيل العزيز وما كنا له مُقْرِنينَ أَي مُطِيقينَ قال واشتقاقه من قولك أَنا لفلان مُقْرِنَ أَي مُطيق وأَقْرَنْتُ فلاناً أَي قد صِرْت له قِرْناً وفي حديث سليمان بن يَسار أَما أَنا فإِني لهذه مُقْرِن أَي مُطِيق قادر عليها يعني ناقته يقال أَقْرَنْتُ للشيء فأَنا مُقْرِن إِذا أَطاقه وقوي عليه قال ابن هانئ المُقْرِن المُطِيقُ والمُقْرِنُ الضعيف وأَنشد وداهِيَةٍ داهَى بها القومَ مُفْلِقٌ بَصِيرٌ بعَوْراتِ الخُصومِ لَزُومُها أَصَخْتُ لها حتى إِذا ما وَعَيْتُها رُمِيتُ بأُخرى يَستَدِيمُ خَصيمُها تَرَى القومَ منها مُقْرِنينَ كأَنما تَساقَوْا عُقَاراً لا يَبِلُّ سَليمُها فلم تُلْفِني فَهّاً ولم تُلْفِ حُجَّتي مُلَجْلَجَةً أَبْغي لها مَنْ يُقيمُها قال وقال أَبو الأَحْوَصِ الرِّياحي ولو أَدْرَكَتْه الخيلُ والخيلُ تُدَّعَى بذِي نَجَبٍ ما أَقْرَنَتْ وأَجَلَّت أَي ما ضَعُفتْ والإِقْرانُ قُوَّة الرجل على الرجل يقال أَقْرَنَ له إِذا قَوِيَ عليه وأَقْرَنَ عن الشيء ضَعُفَ حكاه ثعلب وأَنشد ترى القوم منها مقرنين كأَنما تساقوا عُقاراً لا يَبِلُّ سليمها وأَقْرَنَ عن الطريق عَدَلَ عنها قال ابن سيده أُراه لضعفه عن سلوكها وأَقْرَنَ الرجلُ غَلَبَتْهُ ضَيْعتُه وهو مُقْرِنٌ وهو الذي يكون له إِبل وغنم ولا مُعِينَ له عليها أَو يكون يَسْقي إِبلَه ولا ذائد له يَذُودُها يوم ورودها وأَقْرَنَ الرجل إِذا أَطاق أَمرَ ضَيْعته ومن الأَضداد وفي حديث عمر رضي الله عنه قيل لرجل
( * « وفي حديث عمر رضي الله عنه قيل لرجل إلخ » حق هذا الحديث أن يذكر عقب حديث عمير بن الحمام كما هو سياق النهاية لأن الاقرن فيه بمعنى الجعاب ) ما مالُك ؟ قال أَقْرُنٌ لي وآدِمةٌ في المَنِيئة فقال قَوِّمْها وزَكِّها وأَقْرَنَ إِذا ضَيَّقَ على غريمه وأَقْرَنَ الدُّمَّلُ حان أَن يتفَقَّأَ وأَقْرَنَ الدمُ في العِرْق واستقْرَنَ كثر وقَرْنُ الرَّمْلِ أَسفلُه كقِنْعِهِ وأَبو حنيفة قال قُرُونة بضم القاف نَبْتةٌ تشبه نبات اللُّوبِياء فيها حبٌّ أَكبر من الحِمَّصِ مُدَحْرَج أَبْرَشُ في سَواد فإِذا جُشَّتْ خرجت صفراء كالوَرْسِ قال وهي فَرِيكُ أَهل البادية لكثرتها والقُرَيْناء اللُّوبياء وقال أَبو حنيفة القُرَيْناء عشبة نحو الذراع لها أَقنانٌ وسِنْفَة كسِنفة الجُلْبانِ وهي جُلْبانة بَرِّيَّة يُجْمع حبها فتُعْلَفُه الدواب ولا يأْكله الناس لمرارة فيه والقَرْنُوَةُ نبات عريض الورق ينبت في أَلْوِيَةِ الرمل ودَكادِ كِه ورَقُها أَغْبَرُ يُشبه ورَقَ الحَنْدَقُوق ولم يجئ على هذا الوزن إِلا تَرْقُوَةٌ وعَرْقُوَة وعَنْصُوَة وثَنْدُوَةٌ قال أَبو حنيفة قال أَبو زياد من العُشْب القَرْنُوَة وهي خضراء غبراء على ساق يَضرِبُ ورَقُها إِلى الحمرة ولها ثمرة كالسُّنبلة وهي مُرَّة يُدْبَغُ بها الأَساقي والواو فيها زائدة للتكثير والصيغة لا للمعنى ولا للإِلحاق أَلا ترى أَنه ليس في الكلام مثل فَرَزْدُقة
( * قوله « فرزدقة » كذا بالأصل بهذا الضبط وسقطت من نسخة المحكم التي بأيدينا ولعله مثل فرزقة بحذف الدال المهملة ) ؟ وجِلد مُقَرْنىً مدبوغ بالقَرْنُوَة وقد قَرْنَيْتُه أَثبتوا الواو كما أَثبتوا بقية حروف الأَصل من القاف والراء والنون ثم قلبوها ياء للمجاورة وحكى يعقوب أَديم مَقْرُونٌ بهذا على طرح الزائد وسِقاءٌ قَرْنَوِيٌّ ومُقَرْنىً دبغ بالقَرْنُوَة وقال أَبو حنيفة القَرْنُوَة قُرُونٌ تنبت أَكبر من قُروُن الدُّجْرِ فيها حَبٌّ أَكبر من الحمَّص فإِذا جُشَّ خرج أَصفر فيطبخ كما تطبخ الهريسة فيؤكل ويُدَّخر للشتاء وأَراد أَبو حنيفة بقوله قُرُون تنبت مثلَ قُرُون قال الأَزهري في القَرْنُوَةِ رأَيت العرب يَدْبُغون بورقه الأُهُبَ يقال إِهابٌ مُقَرْنىً بغير همز وقد همزه ابن الأَعرابي ويقال ما جعلت في عيني قَرْناً من كُحْل أَي مِيلاً واحداً من قولهم أَتيته قَرْناً أَو قَرْنين أَي مرة أَو مرتين وقَرْنُ الثُّمَامِ شبيه الباقِلَّى والقارُون الوَجُّ ابن شميل أَهل الحجاز يسمون القارورة القَرَّانَ الراء شديدة وأَهل اليمامة يسمونها الحُنْجُورة ويومُ أَقْرُنَ يومٌ لغَطَفانَ على بني عامر والقَرَنُ موضع وهو ميقات أَهل نجد ومنه أُوَيْسٌ القَرَنيُّ قال ابن بري قال ابن القطاع قال ابن دريد في كتابه في الجمهرة والقَزَّازُ في كتابه الجامع وقَرْنٌ اسم موضع وبنو قَرَنٍ قبيلة من الأَزْد وقَرَنٌ حي من مُرَادٍ من اليمن منهم أُوَيْسٌ القَرَنيُّ منسوب إِليهم وفي حديث المواقيت أَنه وَقَّتَ لأَهلِ نجْد قَرْناً وفي رواية قَرْنَ المَنازل هو اسم موضع يُحْرِمُ منه أَهلُ نجْد وكثير ممن لا يعرف يفتح راءه وإِنما هو بالسكون ويسمى أَيضاً قَرْنَ الثعالب ومنه الحديث أَنه احتجم على رأْسه بقَرْنٍ حين طُبَّ هو اسم موضع فإِما هو الميقات أَو غيره وقيل هو قَرْنُ ثوْر جُعِلَ كالمِحْجَمة وفي الحديث أَنه وَقَفَ على طَرَفِ القَرْنِ الأَسود قال ابن الأَثير هو بالسكون جُبَيْل صغيرٌ والقَرِينة واد معروف قال ذو الرمة تَحُلُّ اللِّوَى أَو جُدَّةَ الرَّمْلِ كلما جرَى الرَّمْثُ في ماء القَرِينة والسِّدْرُ وقال آخر أَلا ليَتَني بين القَرِينَة والحَبْلِ على ظَهْرِ حُرْجُوجٍ يُبَلِّغُني أَهْلي وقيل القَرِينة اسم روضة بالصَّمّان ومُقَرِّن اسم وقَرْنٌ جبَلٌ معروف والقَرينة موضع ومن أَمثال العرب تَرَكَ فلانٌ فلاناً على مثل مَقَصِّ قَرْنٍ ومَقَطِّ قَرْن قال الأَصمعي القَرْنُ جبل مُطِلٌّ على عرفات وأَنشد فأَصَبَحَ عَهْدُهم كمقَصِّ قَرْنٍ فلا عينٌ تُحَسُّ ولا إِثارُ ويقال القَرْنُ ههنا الحجر الأَمْلَسُ النَّقِيُّ الذي لا أَثر فيه يضرب هذا المثل لمن يُسْتَأْصَلُ ويُصْطلَمُ والقَرْنُ إِذا قُصَّ أَو قُطَّ بقي ذلك الموضع أَملس وقارونُ اسم رجل وهو أَعجمي يضرب به المثل في الغِنَى ولا ينصرف للعجمة والتعريف وقارُون اسم رجل كان من قوم موسى وكان كافراً فخسف الله به وبداره الأَرض والقَيْرَوَانُ معرَّب وهو بالفارسية كارْوان وقد تكلمت به العرب قال امرؤ القيس وغارةٍ ذاتِ قَيْرَوانٍ كأَنَّ أَسْرَابَها الرِّعالُ والقَرْنُ قَرْنُ الهَوْدج قال حاجِبٌ المازِنِيّ صَحا قلبي وأَقْصرَ غَيْرَ أَنِّي أَهَشُّ إِذا مَرَرْتُ على الحُمولِ كَسَوْنَ الفارِسيَّةَ كُلَّ قَرْنٍ وزَيَّنَّ الأَشِلَّةَ بالسُّدُولِ

( قردن ) التهذيب في الرباعي خذ بقَرْدَنهِ وكَرْدَنِه وكَرْدِه أَي بقَفاه

( قرصطن ) القَرَصْطُونُ القَفارُ أَعجمي لأَن فَعَلُّولاً وفَعَلُّوناً ليسا من أَبنيتهم

( قرطن ) في الحديث أَنه دخل على سَلْمان فإِذا إِكافٌ وقِرْطَانٌ القِرْطَانُ كالبَرْذَعة لذوات الحافر ويقال قِرْطاطٌ وكذلك رواه الخطابي بالطاء وقِرْطاق بالقاف وهو بالنون أَشهر وقيل هو ثلاثي الأَصل ملحق بقِرْطاسٍ

( قرطعن ) القِرْطَعْن الأَحمق

( قزن ) ابن الأَعرابي يقال أَقْزَنَ زيدٌ ساقَ غلامِه إِذا كسرها

( قسن ) قَسَنٌ إِتباعٌ لحَسَن بَسَن والقِسْيَنُّ الشَّيْخ القديم وكذلك البعير وأَنشد وهم كمِثْلِ البازِلِ القِسْيَنّ فإِذا اشتقوا منها فعلاً على مثل افْعَالَّ همزوا فقالوا اقْسَأَنَّ ابن سيده وقد اقْسأَنَّ وقيل المُقْسَئِنّ الذي قد انتهى في سنه فليس به ضَعْفُ كِبَرٍ ولا قوّةُ شَباب وقيل هو الذي في آخر شبابه وأَوّل كبره وقد اقْسَأَنَّ اقْسِئناناً كَبِرَ وعَسِيَ وقوله يا مَسَدَ الخُوصِ تَعَوَّذْ منِّي إِن تَكُ لَدْناً لَيِّناً فإِنِّي ما شِئْتَ من أَشْمَطَ مُقْسَئِنِّ قال ابن سيده يكون على أَحد الوجهين الآخَرَين واقْسَأَنَّ الشيءُ اشْتَدَّ وفيه قُسَأْنِينة والقُسَأْنينة من اقْسَأَنَّ العودُ وغيره إِذا يبس واشتدّ وعَسِيَ ابن الأَعرابي أَقْسَنَ الرجلُ إِذا صَلُبت يَدُه على العمل والسَّقْي واقْسأَنَّ الليلُ اشتدّ ظلامه وأَنشد بِتُّ لها يَقْظَانَ واقْسَأَنَّتِ قال الأَزهري هذه الهمزة اجتلبت لئلا يجتمع ساكنان وكان في الأَصل اقْسَانَّ يَقْسَانُّ

( قسطن ) الليث القُسْطانِيَّة نُدْأَةُ قَوْسِ قُزَحَ أَي عَوَجُه
( * قوله « أي عوجه » كذا في الأصل ونسخة من التهذيب والذي في القاموس وغيره إن الندأة هي قوس قزح ) وأَنشد ونُؤْي كقُسْطانِيَّة الدَّجْنِ مُلْبِد ابن الأَعرابي القُسْطالة قوس قُزَحَ وهي القُسْطانة أَبو عمرو القَسْطانُ والكَسْطان الغُبار وأَنشد يُثِير قَسْطانَ غُبارٍ ذي وهَجْ قال الأَزهري جعل أَبو عمرو قَسْطان وكسطان بفتح القاف فَعْلاناً لا فَعْلالاً ولم يُجِزْ قَسْطالاً ولا كَسْطالاً لأَنه ليس في كلام العرب فَعْلال من غير المضاعف غير حرف واحد جاء نادراً وهو قولهم ناقة بها خَزْعالٌ هكذا قال الفراء

( قسطبن ) التهذيب في الخماسي قُسْطَبِينَته وقُسْطَبِيلته يعني الكَمَرة والله أَعلم

( قطن ) القُطُون الإِقامة قَطَنَ بالمكان يَقْطُنُ قُطُوناً أَقام به وتَوَطَّنَ فهو قاطنٌ وقال العجاج ورَبِّ هذا البلدِ المُحَرَّمِ والقَاطِناتِ البَيْتَ غير الرُّيَّمِ قَواطِناً مكةَ من وُرْقِ الحَمِي والقُطَّانُ المقيمون والقَطِينُ جماعة القُطَّان اسم للجمع وكذلك القَاطِنَةُ وقيل القَطِينُ الساكن في الدار والجمع قُطُنٌ عن كراع والقَطِينُ المقيمون في الموضع لا يكادون يَبْرَحُونه والقَطِينُ السُّكَّان في الدار ومُجاوِرُو مكة قُطَّانُها وفي حديث الإِفاضة نحن قَطِينُ الله أَي سُكَّانُ حَرَمه والقَطِينُ جمع قاطن كالقُطَّان وفي الكلام مضاف محذوف تقديره نحن قَطين بيت الله وحَرَمِه قال وقد يجيء القَطِينُ بمعنى القاطِنِ للمبالغة ومنه حديث زيد بن حارثة فإِني قَطِينُ البيت عند المَشاعِر وحَمامُ مكة يقال لها قَواطِنُ مكة قال رؤبة فلا وَرَبِّ القاطِناتِ القُطَّنِ والقَطِينُ كالخَليط لفظ الواحد والجمع فيه سواء والقَطِينُ تبَّاع المَلِك ومَماليكه والقَطِينُ أَهل الدار والقَطِينُ الخَدَمُ والأتْباع والحَشَمُ وفي التهذيب الحَشَمُ الأَحْرَارُ والقَطِينُ المَماليك والقَطِينُ الإِماءُ والقاطِنُ المقيم بالمكان والقَطِين تُبَّعُ الرجل ومَماليكه وخَدَمُه وجمعها القُطَّان قال ابن دريد قَطِينُ الرجل حَشَمُه وخَدَمه قال وإِذا قال الشاعر خَفّ القَطِينُ فهم القوم القَاطِنُون أَي المقيمون وروي عن سلمان أَنه قال كنت رجلاً من المجوس فاجتهدت حتى كنتُ قَطِنَ النار الذي يوقدها قال شمر قَطِنُ النار خازِنُها وخادِمُها ويجوز أَنه كان مقيماً عليها رواه بكسر الطاء وقَطَنَ يَقْطُنُ إِذا خَدَم قال ابن الأَثير أَراد أَنه كان لازماً لها لا يفارقها من قَطَنَ في المكان إِذا لزمه قال ويروى بفتح الطاء جمع قاطن كخَدَم وخادِمٍ قال ويجوز أَن يكون بمعنى قاطِنٍ كفَرَطٍ وفارطٍ وقَطَنُ الطائر زِمِكَّاه وأَصلُ ذنبه وفي الحديث أَن آمنة لما حملت بالنبي صلى الله عليه وسلم قالت ما وَجَدْتُه في القَطَنه والثُّنَّةِ ولكني كنتُ أَجِدُه في كبدي القَطَنُ أَسفل الظهر والثُّنَّة أَسفل البطن والقَطَن بالتحريك ما بين الوركين إِلى عَجْبِ الذَّنَبِ قال ابن بري ومنه قوله مُعَوَّدٌ ضَرْبَ أَقْطانِ البَهازِير والقَطَنُ ما عَرُضَ من الثَّبَجهِ وقال الليث القَطَنُ الموضع العريض بين الثَّبَج والعَجُز والقَطِينة سَكَنُ الدار ويقال جاء القومُ بِقَطِينهم قال زهير رأَيتُ ذَوِي الحاجاتِ حول بُيوتِهم قَطِيناً لهم حتى إِذا أَنبتَ البَقْلُ وقال جرير هذا ابنُ عَمِّي في دِمَشْقَ خَلِيفَةً لو شِئْتُ ساقَكُمُ إِليَّ قَطِينَا والقَطِنَة والقِطْنَة مثْلُِ المَعِدَةِ والمِعْدَة مِثل الرُّمَّانة تكون على كرش البعير وهي ذاتُ الأَطبْاق والعامة تسميها الرُّمَّانة وكسر الطاء فيها أَجود التهذيب والقَطِنَة هي ذات الأَطبْاق التي تكون مع الكرش وهي الفَحِثُ أَيضاً الحَرَّاني عن ابن السكيت هي القَطِنة التي تكون مع الكرش وهي ذات الأَطباق وهي النَّقِمْة
( * قوله « وهي النقمة إلخ » هذه العبارة كالتي قبلها نظم عبارة التهذيب بالحرف واتى بهذه النظائر للقطنة في الوزن فقط لا في المعنى كما هو ظاهر أي أن هذه سمع فيها أنها بكسر فسكون أو بفتح فكسر ) والمَعْدة والكَلِْمة والسَِّفِْلة والوَسِْمة التي يختضب بها قال أَبو العباس هي القَِطِْنة وهي الرُّمانة في جوف البقرة وفي حديث سطيح حتى أَتى عارِي الجَآجي والقَطَنْ وقيل الصواب قَطِنٌ بكسر الطاء جمع قطِنة وهي ما بين الفخذين والقَطِنة اللحمة بين الوركين والقُطْنُ والقُطُنُ والقُطُنُّ معروف واحدته قُطْنةٌ وقُطُنة وقُطُنَّة وقد يضعف في الشعر
( * قوله « وقد يضعف في الشعر قال قارب إلخ » هكذا نظم عبارة التهذيب بحذف الجملة المعترضة بينهما ونقلها المؤلف من الصحاح ووسطها في كلام التهذيب فصار غير منسجم ولو قال والقطن والقطن مثل عسر وعسر والقطن إلخ وقد يضعف في الشعر قال قارب إلخ لانسجمت العبارة مع الاختصار وكثيراً ما يقع له ذلك فيظن ان في الكلام سقطاً وليس كذلك ) قال يقال قُطْنٌ وقُطُنٌ مثل عُسْر وعُسُر قال قارب بن سالم المُرِّي ويقال دَهلب بن قُرَيع كأَنَّ مَجْرى دَمْعِها المُسْتَنِّ قُطُنَّةٌ من أَجْوَد القُطْنُنِّ ورواه بعضهم من أَجود القُطُنِّ قال شدِّد للضرورة ولا يجوز مثله في الكلام وقال أَبو حنيفة القُطْنُ يَعْظُم عندهم شجرة حتى يكون مثل شجر المِشْمِش ويبقى عشرين سنة وأَجودُه الحديثُ وقول لبيد شاقَتْكَ ظُعْنُ الحيِّ يوم تحَمَّلوا فتَكنَّسوا قُطُناً تَصِرُّ خِيامُها أَراد به ثياب القُطْن والمَقْطَنة التي تزرع فيها الأَقطان وقد عَطَّبَ الكرمُ وقَطَّنَ الكرمُ تَقْطيناً بَدَتْ زَمَعاته وبزْرُ قَطُونا حَبَّة يُسْتَشْقَى بها والمدُّ فيها أَكثر التهذيب وحَبَّة يستشفى بها يسميها أَهل العراق بزْرَ قَطُونا قال الأَزهري وسأَلت عنها البَحْرانيين فقالوا نحن نسميها حَبَّ الذُّرَقة وهي الأَسْفِيوس معرب وبزْرُ قَطوناء على وزن جَلولاء وحَرُوراء ودَبوقاء وكَشُوثاء والقِطانُ شِجار الهودج وجمعه قُطُنٌ وأَنشد بيت لبيد فتكنسوا قطناً تصر خيامها وقَطْني من كذا أَي حسبي وقال بعضهم إِنما هو قَطِي ودخلت النون على حال دخولها في قَدْني وقد تقدم ابن السكيت القَطْنُ في معنى حَسْبُ يقال قَطْني كذا وكذا وأَنشد امْتَلأَ الحوضُ وقال قَطْني سعلاًّ رُوَيداً قد مَلأْتَ بَطْني قال ابن الأَنباري من العرب من يقول قَطْنَ عبدَ الله درهمٌ وقَطْنَ عبدِ الله درهمٌ فيزيد نوناً على قَطْ وينصب بها ويخفض ويضيف إِلى نفسه فيقول قَطْني قال ولم يحك ذلك في قد والقياس فيهما واحد قال وقولهم لا تقل إِلا كذا وكذا قَطْ معناه حَسْبُ فطاؤُها ساكنة لأَنها بمنزلة بل وهل وأَجَلْ وكذلك قد يقال قد عبدَ الله درهمٌ ومعنى قَطْ عبدَ الله درهمٌ أَي يكفي عبدَ الله درهم والقِطْنِيَة بالكسر حكاه ابن قتيبة بالتخفيف وأَبو حنيفة بالتشديد واحدة القَطانيّ وهي الحبوب التي تُدَّخَرُ كالحِمَّص والعَدَس والباقِلَّى والتُّرْمُس والدُّخْن والأُرْز والجُلْبان التهذيب القِطْنِيَّة الثياب والقِطْنيَّة الحبوب التي تخرج من الأَرض ويقال لها قُطْنيَّة مثل لُجِّيٍّ ولِجِّيّ قال وإِنما سميت الحبوب قُِطْنيَّة لأَن مخارجها من الأَرض مثل مخارج الثياب القُِطْنيَّة ويقال لأَنها تزرع كلها في الصيف وتُدْرِك في آخر وقت الحر وقال أَبو معاذ القَطانِيُّ الخِلَفُ وخُضَر الصيف شمر القُطْنِيَّة ما كان سوى الحنطة والشعير والزبيب والتمر وقال غيره القِطْنِيَّةُ اسم جامع لهذه الحبوب التي تطبخ قال الأَزهري هي مثل العَدس والخُلَّر وهو الماشُ والفول والدُّجْر وهو اللوبياء والحِمَّص وما شاكلها مما يُقْتات سماها الشافعي كلها قُِطْنيَّة فيما روى عنه الربيع وهو قول مالك بن أَنس وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه كان يأْخذ من القِطنيَّة العُشْرَ هي بالكسر والتشديد واحدة القَطاني كالعدس والحمص واللوبياء والقَيْطونُ المُخْدَع أَعجمي وقيل بلغة أَهل مصر وبَرْبَر قال ابن بري القَيْطون بيت في بيت قال عبد الرحمن بن حسان قُبَّة من مَراجِلٍ ضَرَبَتْها عند بَرْدِ الشتاءِ في قَيْطونِ وقَطَنٌ اسم رجل وقَطَنُ بن نَهْشَل معروف وقَطَنٌ جبل بنجد في بلاد بني أَسد وفي الصحاح جبل لبني أَسد وقُطَانُ جبل
( * قوله « وقطان جبل إلخ » كذا بالأصل والمحكم مضبوطاً والذي في ياقوت قطان ككتاب جبل )
قال النابغة غَيرَ أَن الحُدوجَ يرْفَعْنَ غِزْلا نَ قُطانٍ على ظُهورِ الجِمالِ واليَقْطِين كل شجر لا يقوم على ساق نحو الدُّبَّاء والقَرْع والبطيخ والحنظل ويَقْطِينُ اسم رجل منه واليَقْطِينة القَرْعة الرَّطبة التهذيب اليَقطين شجر القرْع قال الله عز وجل وأَنبَتْنا عليه شجرةً من يَقْطِين قال الفراء قيل عند ابن عباس هو ورق القرْع فقال وما جعَلَ القَرْعَ من بين الشجر يَقْطِيناً كل ورقة اتسعتْ وسترتْ فهي يَقْطينٌ قال الفراء وقال مجاهد كل شيء ذهب بَسْطاً في الأَرض يَقْطينٌ ونحو ذلك قال الكلبي قال ومنه القَرْع والبطيخ والقِثَّاء والشِّرْيان وقال سعيد بن جبير كل شيء ينبت ثم يموت من عامه فهو يَقْطِينٌ وقُطْنةُ لقب رجل وهو ثابتُ قُطْنةَ العَتَكيّ والأَسماء المعارف تضاف إِلى أَلقابها وتكون الأَلقاب معارف وتتعرَّف بها الأَسماء كما قيل قيس قُفَّةَ وزيد بَطَّةَ وسَعيد كُرْز قال ابن بري قال أَبو القاسم الزجاجي قال ابن دريد سمعت أَبا حاتم يقول أُصِيبتْ عَينُ ثابتِ قُطْنةَ بخُراسان فكان يحشوها قُطْناً فسمي ثابتَ قُطْنة وفيه يقول حاجب الفيل لا يَعْرفُ الناسُ منه غيرَ قُطْنَتِه وما سواها من الإِنسان مَجْهولُ

( قعن ) القَعَنُ قِصَرٌ في الأَنف فاحش وقُعَيْنٌ حيٌّ مشتق منه وهما قُعَيْنانِ قُعَيْنٌ في بني أَسد وقُعَيْنٌ في قيْس بن عَيْلان قال ابن دريد القَعَنُ والقَعَى ارتفاعٌ في الأَرْنَبةِ قال والقَعَنُ انفِجاجٌ في الرِّجْلِ قال الأَزهري والذي صح للثقات في عيوب الأَنف القَعَمُ بالميم وقد تقدم قال الأَزهري والعرب تعاقب الميم والنون في حروف كثيرة لقرب مخرجيهما مثل الأَيْمِ والأَيْنِ للحية والغَيْم والغَيْنِ للسحاب ولا أُنكِرُ أَن يكون القَعَنُ والقَعَمُ منها وسئل بعض العلماء أَيُّ العرب أَفصح ؟ فقال نَصْرُ قُعَيْنٍ أَو قُعَيْنُ نَصْرٍ والقَيْعُونُ نبت والقَيْعُون على بناء فَيْعُول معروف وهو ما طال من العُشْبِ قال واشتقاقه من قَعَنَ ويجوز أَن يكون قَيْعُونٌ فَعْلُوناً من القَيْعِ على تقديرِ الزَّيْتُونِ من الزَّيْتِ والنون زائدة وقَعْوَنُ اسم

( قفن ) التهذيب قال عمر بن الخطاب إِني لأَسْتَعْمِلُ الرجلَ القَوِيَّ وغيرُه خيرٌ منه ثم أَكونُ على قَفَّانه وفي طريق آخر إِني لأَسْتَعمِلُ الرجلَ الفاجر لأَسْتَعِينَ بقوَّته ثم أَكونُ على قَفَّانه يعني على قَفاه قال أَبو عبيد قَفَّانُ كلِّ شيءٍ جِماعُه واسْتِقصاء معرفته يقول أَكونُ على تتَبُّع أَمره حتى أَستقصِيَ علمه وأَعرفه والنون زائدة قال ولا أَحْسِبُ هذه الكلمة عربية إِنما أَصلها قَبّانٌ وقال غيره هو معرَّب قَبَّانَ الذي يوزن به قال ابن بري صوابه قَبّانٌ بالصرف قال وأَما حِمارُ قَبّانَ لدُوَيْبَّة معروفة فغير مصروفة ومنه قول العامة فلان قَبّانٌ على فلان إِذا كان بمنزلة الأَمين والرئيس الذي يتتَبَّعُ أَمره ويُحاسبه ولهذا سمي الميزان الذي يقال له القَبَّانُ القَبّانَ ابن الأَعرابي القَفّانُ عند العرب الأَمين وهو فارسي عُرِّبَ ابن الأَعرابي هذا يومُ قَفْنٍ أَي يوم قتال ويوم غَضْنٍ إذا كان ذا حِصَار وقَفَّنَ رأْسه وقَنَّفَه إِذا قطعه وأَبانه والقَفْنُ الضرب بالعصا والسَّوْطِ قال بَشِيرٌ الفَرِيريُّ قَفَنْتُه بالسَّوْطِ أَيَّ قَفْنِ وبالعصا من طُول سُوءِ الضَّفْنِ وقَفَنَ الرجلَ يَقْفِنُه قَفْناً ضربه على رأْسه بالعصا وقَفَنَه يَقْفِنُه قَفْناً ضرب قَفاه وقَفَنَ الشاةَ يَقْفِنُها قَفْناً ذبحها من القَفا والقَفِينة الشاة تذبح من قفاها وهو مَنْهِيٌّ عنه وشاة قَفِينة مذبوحة من قَفاها وقيل هي التي أَبِينَ رأْسُها من أيِّ جهة ذبحت وروي عن النخعي أَنه قال في حديثه فيمن ذَبح فأَبان الرأْسَ قال تلك القفينة لا بأْس بها ويقال النون زائدة لأَنها القَفِيَّة قال أَبو عبيد القَفينة كان بعضُ الناس يَرَى أَنها التي تذبح من القَفا وليست بتلك ولكن القَفينة التي يُبان رأْسها بالذبح وإِن كان من الحَلْق قال ولعل المعنى يرجع إلى القَفا لأَنه إِذا أَبان لم يكن له بُدٌّ من قطع القَفا قال ابن بري قول الجوهري النون زائدة لأَنها القَفِيَّة قال النون في القَفِينَة لام الكلمة يقال قَفَنَ الشاة قَفْناً وهي قَفِينٌ والشاة قَفِينة مثل ذبيحة قال ولو كانت النون زائدة لبقيت الكلمة بغير لام وأَما أَبو زيد فلم يعرف فيها إِلاَّ القفِيَّة بالياء وقال أَبو عبيد القَفِينة التي يُبانُ رأْسها عند الذبح وإِن كان من الحلق وأَنكر قول من يقول إِنها التي تذبح من قفاها وحكى غيره قَفَنَ رأْسه إِذا قطعه فأَبانه ويقال للقَفا القَفَنُ والقَفِينة فعيلة بمعنى مفعولة يقال قَفَنَ الشاة واقتَفَنها وقد قالوا القَفَنُّ للقَفَا فزادوا نوناً مشددة وأَنشد الراجز في ابنه أُحِبُّ مِنكَ مَوضِعَ الوُِشْحَنِّ وموْضِعَ الإِزارِ والقَفَنِّ
( * قوله « وموضع الإزار إلخ » قال الصاغاني الرواية ومعقد الإزار في القفنّ والكاف في منك مفتوحة يخاطب ابنه لا امرأته )
والقَفِينة الناقة التي تنحر من قفاها عن ثعلب وليس شيء
( * قوله « وليس شيء إلخ » قال ابن سيده الذي عندي أن النون أصل وإن كانت الكلمة معناها معنى القفا كما أن القدموس معناه القديم والسبطر معناه السبط وليست الميم ولا الراء زائدة ) من ذلك مشتقّاً من لفظ القفا إِذ لو كان ذلك لقيل في كله قَفِيٌّ وقَفِيَّة أَبو عمرو القَفِين المذبوح من قفاه واقْتَفَنْتُ الشاةَ والطائر إِذا ذَبحْتَ من قِبَل الوجه فأَبَنْتَ الرأْسَ والقَفْنُ الموْتُ ويقال قَفَنَ يَقْفِنُ قُفُوناً إِذا مات قال الراجز أَلْقَى رَحَى الزَّوْرِ عليه فطَحَنْ فَقاءَ فَرْثاً تَحْتَه حتى قَفَنْ قال وقَفَنَ الكلبُ إِذا وَلَغَ ابن الأَعرابي القَفْنُ الموت والكَفْنُ التغطِيَة ابن الأَعرابي القَفِينَة والقَنِيفةُ واحدٌ وهو أَن يُبانَ الرأْسُ التهذيب أَتيته على إِفَّانِ ذلك وقِفَّانِ ذلك وغِفّان ذلك أَي على حين ذلك

( قفزن ) القُفَزْنِيَةُ المرأَة الزَّرِيَّة القصيرة

( ققن ) قِقِنْ قِقِنْ حكاية صوت الضحك

( قلن ) الأَزهري روي عن علي عليه السلام أَنه سأَل شُرَيْحاً عن امرأَة طُلِّقَتْ فذكَرَتْ أَنها حاضت ثلاثَ حِيَضٍ في شهر واحد فقال شريح إِن شهد ثلاثُ نسوة من بطانَةِ أَهلها أَنها كانت تحيض قبل أَن طلقت في كل شهر كذلك فالقول قولها فقال عليّ قالُونْ قال غير واحد من أَهل العلم قالُون بالرومية معناها أَصَبْتَ ورأَيت في تاريخ دِمَشْقَ لابن عساكر في ترجمة عبد الله بن عمر قال اشترى عبد الله بن عمر جارية رومية فأَحبها حبّاً شديداً فوقعت يوماً عن بغلة كانت عليها فجعل ابن عمر يمسح التراب عنها ويُفَدِّيها قال فكانت تقول له أَنت قالُونُ أَي رجل صالح ثم هربت منه فقال ابن عمر قد كنتُ أَحسِبُني قالونَ فانطلَقَتْ فاليومَ أَعْلَمُ أَني غير قالُونِ

( قلمون ) القَلَمُونُ مَطارِفُ كثيرة الأَلوانِ مثَّلَ به سيبويه وفسره السيرافي التهذيب في الرباعي الفراء قَلَمُونٌ هو فَعَلُونٌ مثل قَرَبوسٍ وهو موضع قال وقال غيره أَبو قَلَمُون ثوب يُتراءَى إِذا أَشْرَقتْ عليه الشمسُ بأَلوانٍ شَتَّى قال ولا أَدري لم قيل له ذلك قال وقال لي قائل سكن مصْرَ أَبو قَلَمُون طائر من طير الماء يُتراءَى بأَلوان شَتَّى فشُبِّه الثوبُ به وقال بنَفْسِي حاضِرٌ ببَقِيعِ حَوْضَى وأَبياتٌ على القَلَمُونِ جُونُ جعل القَلَمُونَ موضعاً

( قمن ) الأَزهري روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال إِني قد نُهيتُ عن القراءة في الركوع والسجود فأَما الركوعُ فعَظِّمُوا الله فيه وأَما السُّجود فأَكثروا فيه من الدعاء فإِنه قَمِنٌ أَن يُسْتَجابَ لكم يقال هو قَمَنٌ أَن يفعل ذلك بالتحريك وقَمِنٌ أَن يفعل ذلك فمن قال قَمَن أَراد المصدر فلم يُثَنِّ ولم يجمع ولم يؤنث يقال هما قَمَنٌ أَن يفعلا ذلك وهم قَمَنٌ أَن يفعلوا ذلك وهنَّ قَمَنٌ أَن يفعلن ذلك ومن قال قَمِنٌ أَراد النعت فثنى وجمع فقال هما قَمِنانِ وهم قَمِنونَ ويؤنث على ذلك وفيه لغتان هو قَمِنٌ أَن يفعل ذلك وقَمِين أَن يفعل ذلك بالياء قال قيس بن الخَطيم إِذا جاوَزَ الاثنينِ سِرٌّ فإِنه بنَثّ وتَكْثيرِ الوُشاةِ قَمِينُ قال ابن كَيْسانَ قمِينٌ بمعنى حَرِيّ مأْخوذ من تَقَمَّنْتُ الشيءَ إِذا أَشْرَفتَ عليه أَن تأْخذه غيره هو مأْخوذ من القَمِين بمعنى السريع والقريب ابن سيده هو قَمَنٌ بكذا وقَمَنٌ منه وقَمِنٌ وقمِينٌ أَي حَرٍ وخَلِيقٌ وجَدِيرٌ فمن فتح لم يُثَنِّ ولا جمع ولا أَنَّث ومن كسر الميم أَو أَدخل الياء فقال قمِينٌ ثَنَّى وجمع وأَنَّث فقال قَمِنانِ وقَمِنُون وقمِنَة وقمِنتانِ وقمِناتٌ وقَمِينانِ وقَمِينونَ وقُمَناء وقمِينة وقمِينتانِ وقمِيناتٌ وقَمائِنُ وحكى اللحياني إِنه لمَقْمُون أَن يفعل
( * قوله « إنه لمقمون أن يفعل إلخ » كذا بالأصل تبعاً لنسخة من المحكم والذي في التهذيب وقال اللحياني إنه لمقمنة أن يفعل ذلك وإنهم لمقمنة لا يثنى ولا يجمع إلخ ) ذلك وإِنه لمَقْمَنة أَن يفعل ذلك كذا لا يثنى ولا يجمع في المذكر والمؤنث كقولك مَخْلَقة ومَجْدَرة وهذا الأَمرُ مَقْمَنة لذلك أَي مَحْراةٌ ومَخْلقة ومَجْدَرة قال ابن بري شاهد قَمَنٍ بالفتح قولُ الحرث بن خالد المخزومي من كان يَسأَلُ عَنَّا أَينَ منزِلُنا فالأُقْحُوانةُ مِنَّا مَنزِلٌ قَمَنُ قال وشاهد قَمِنٍ بالكسر قول الحُوَيْدِرة ومُناخ غيرِ تَئِيَّةٍ عَرَّسْتُه قَمِن من الحِدْثانِ نابي المَضْجَعِ وهذا المنزلُ لك مَوْطِنٌ قَمَِنٌ أَي جَديرٌ أَن تسكنه وأَقْمِنْ بهذا الأَمر أَي أَخْلِقْ به وحكى اللحياني ما رأَيت من قَمَنِه وقَمَانته كذا حكاه وداري قَمَنٌ من دارك أَي قريب ابن الأَعرابي القَمَنُ والقَمِنُ القريب والقَمَنُ والقَمِنُ السريع وتقَمَّنْتُ في هذا الأَمر مُوافَقَتَك أَي تَوَخَّيْتُها

( قنن ) القِنُّ العبد للتَّعْبيدَةِ وقال ابن سيده العبد القِنُّ الذي مُلِكَ هو وأَبواه وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث هذا الأَعراف وقد حكي في جمعه أَقْنانٌ وأَقِنَّة الأَخيرة نادرة قال جرير إِنَّ سَلِيطاً في الخَسارِ إِنَّهْ أَبْناءُ قَوْمٍ خُلِقُوا أَقِنَّهْ والأُنثى قِنٌّ بغير هاء وقال اللحياني العبد القِنُّ الذي وُلِدَ عندك ولا يستطيع أَن يخرج عنك وحكي عن الأَصمعي لسْنا بعَبيدِ قِنٍّ ولكنا عبيدُ مَمْلُِكة مضافان جميعاً وفي حديث عمرو بن الأَشْعَثِ لم نَكن عبيدَ قِنٍّ إِنما كنا عبيدَ مَمْلكة يقال عبدٌ قِنٌّ وعَبْدانِ قِنٌّ وعبيدٌ قِنٌّ وقال أَبو طالب قولهم عبدٌ قِنٌّ قال الأَصمعي القِنُّ الذي كان أَبوه مملوكاً لمواليه فإِذا لم يكن كذلك فهو عبدُ مَمْلَكةٍ وكأَنَّ القِنَّ مأْخوذٌ من القِنْيَة وهي المِلْكُ قال الأَزهري ومثله الضِّحُّ وهو نور الشمس المُشْرِقُ على وجه الأَرض وأَصله ضِحْيٌ يقال ضَحِيتُ للشمس إِذا بَرَزْتَ لها قال ثعلب عبدٌ قِنٌّ مُلِكَ هو وأَبواه من القُنَانِ وهو الكُمُّ يقول كأَنه في كُمِّه هو وأَبواه وقيل هو من القِنْيَة إِلاَّ أَنه يبدل ابن الأَعرابي عبدٌ قِنٌّ خالِصُ العُبودة وقِنٌّ بَيِّنُ القُنُونةِ والقَنَانةِ وقِنٌّ وقِنَّانِ وأَقنانٌ وغيرُه لا يثنيه ولا يجمعه ولا يؤنثه واقْتَنَنَّا قِنّاً اتخذناه واقْتَنَّ قِنّاً اتخذه عن اللحياني وقال إِنه لقِنٌّ بَيِّنُ القَنانة أَو القِنانة والقِنَّةُ القُوَّةُ من قُوَى الحَبْلِ وخَصَّ بعضهم به القُوَّة من قُوَى حَبْلِ اللِّيفِ قال الأَصمعي وأَنشدنا أَبو القَعْقاعِ اليَشْكُري يَصْفَحُ للقِنِّةِ وَجْهاً جأْبَا صَفحَ ذِراعَيْه لعَظْمٍ كَلْبا وجمعها قِنَنٌ وأَنشده ابن بري مستشهداً به على القِنَّةِ ضربٍ من الأَدْوية قال وقوله كلباً ينتصِبُ على التمييز كقوله عز وجل كَبُرَتْ كلمةً قال ويجوز أَن يكون من المقلوب والقُنَّة الجبل الصغير وقيل الجبل السَّهْلُ المستوي المنبسط على الأَرض وقيل هو الجبل المنفرد المستطيل في السماء ولا تكون القُنَّة إِلا سَوْداء وقُنَّةُ كلِّ شيءٍ أَعلاه مثلُ القُلَّة وقال أَما ودِماءٍ مائراتٍ تَخالُها على قُنَّةِ العُزَّى وبالنَّسْرِ عَنْدَما وقُنَّةُ الجبل وقُلَّتُه أَعلاه والجمع القُنَنُ والقُلَلُ وقيل الجمع قُنَنٌ وقِنانٌ وقُنَّاتٌ وقُنُونٌ وأَنشد ثعلب وهَمَّ رَعْنُ الآلِ أَن يكونا بَحْراً يَكُبُّ الحوتَ والسَّفِينا تَخالُ فيه القُنَّةَ القُنُونا إِذا جَرَى نُوتِيَّةً زَفُونا أَو قِرْمِلِيّاً هابِعاً ذَقُونا قال ونظير قولهم قُنَّة وقُنُون بَدْرَة وبُدُورٌ ومَأْنة ومُؤُون إِلا أَن قاف قُنَّة مضمومة وأَنشد ابن بري لذي الرُّمة في جمعه على قِنانٍ كأَنَّنا والقِنانَ القُودَ يَحْمِلُنا مَوْجُ الفُراتِ إِذا الْتَجَّ الدَّيامِيمُ والاقْتِنانُ الانتصاب يقال اقْتَنَّ الوَعِلُ إِذا انتصب على القُنَّة أَنشد الأَصمعي لأَبي الأَخْزَرِ الحِمّانيِّ لا تَحْسَبي عَضَّ النُّسُوعِ الأُزَّمِ والرَّحْلَ يَقْتَنُّ اقْتِنانَ الأَعْصَمِ سَوْفَكِ أَطرافَ النَّصِيِّ الأَنْعَمِ وأَنشده أَبو عبيد والرَّحْلُ بالرفع قال ابن سيده وهو خطأٌ إِلا أَن يريد الحال وقال يَزِيدُ بن الأَعْور الشَّنِّيّ كالصَّدَعِ الأَعْصمِ لما اقْتَنَّا واقْتِنانُ الرَّحْلِ لُزومُه ظهرَ البعير والمُسْتَقِنُّ الذي يقيم في الإِبل يشرب أَلبانَها قال الأَعْلَمُ الهُذَلِيّ فَشايعْ وَسْطَ ذَوْدِكَ مُسْتَقِنّاً لتُحْسَب سَيِّداً ضَبُعاً تَنُولُ الأَزهري مُسْتَقِنّاً من القِنِّ وهو الذي يقيم مع غنمه يشرب من أَلبانها ويكون معها حيث ذهبت وقال معنى قوله مُسْتَقِنّاً ضَبُعاً تَنُولُ أَي مُسْتَخْدِماً امرأَة كأَنها ضَبُع ويروى مُقْتَئِنّاً ومُقْبَئِنّاً فأَما المُقْتَئِنٌّ فالمُنْتَصِب والهمزة زائدة ونظيره كَبَنَ واكْبَأَنَّ وأَما المُقْبَئِنّ فالمنتصب أَيضاً وهو بناء عزيز لم يذكره صاحب الكتاب ولا اسْتُدْرِكَ عليه وإِن كان قد استُدْرِكَ عليه أَخوه وهو المُهْوَئِنُّ والمُقْتَنُّ المُنْتَصِبُ أَيضاً الأَصمعي اقْتنَّ الشيءُ يَقْتَنُّ اقْتِناناً إِذا انتصب والقِنِّينَةُ وِعاءٌ يتخذ من خَيْزُرانٍ أَو قُضْبانٍ قد فُصِلَ داخلُه بحَواجِزِ بين مواضع الآنية على صِيغَةِ القَشْوة والقِنِّينَةُ بالكسر والتشديد من الزجاج الذي يُجْعَل الشَّرابُ فيه وفي التهذيب والقِنِّينةُ من الزجاج معروفة ولم يذكر في الصحاح من الزُّجاج والجمع قِنَانٌ نادر والقِنِّينُ طُنْبُور الحَبَشة عن الزجاجي وفي الحديث إِن الله حرَّم الخَمْرَ والكُوبةَ والقِنِّينَ قال ابن قُتَيْبة القِنِّينُ لُعْبة للروم يَتَقامَرون بها قال الأَزهري ويروى عن ابن الأَعرابي قال التقْنِين الضَّرْبُ بالقِنِّينِ وهو الطُّنْبورِ بالحَبَشِيَّة والكُوبة الطَّبْل ويقال النَّرْدُ قال الأَزهري وهذا هو الصحيح وورد في حديث علي عليه السلام نُهِينا عن الكُوبة والغُبَيْراء والقِنِّين قال ابن الأَعرابي الكوبة الطبل والغبيراء خمرة تعمل من الغُبيراء والقِنِّينُ طُنْبور الحبشة وقانون كل شيء طريقُه ومقياسه قال ابن سيده وأُراها دَخِيلَةً وقُنَانُ القميص وكُنُّه وقُنُّه كُمُّه والقُنانُ ريح الإِبِطِ عامةً وقيل هو أَشدّ ما يكون منه قال الأَزهري هو الصُّنَانُ عند الناس ولا أَعْرِفُ القُنانَ وقَنَانُ اسم مَلِكٍ كان يأْخذ كلَّ سفينة غَصْباً وأَشرافُ اليَمن بنو جُلُنْدَى بنِ قَنان والقَنَانُ اسم جبل بعينه لبني أَسد قال الشاعر زهير جَعَلْنا القَنانَ عن يَمينٍ وحَزْنَهُ وكم بالقَنانِ مِن مُحِلٍّ ومُحْرِمِ وقيل هو جبل ولم يخصص قال الأَزهري وقَنانُ جبل بأَعلى نجد
( * قوله « بأعلى نجد » الذي في التهذيب بعالية نجد ) وبنو قَنانٍ بطن من بَلْحرث ابن كعب وبنو قُنَيْن بطن من بني ثَعْلَب حكاه ابن الأَعرابي وأَنشد جَهِلْتُ من دَيْنِ بَني قُنَيْنِ ومن حِسابٍ بينهم وبَيْني وأَنشد أَيضاً كأَنْ لم تُبَرَّكْ بالقُنَيْنيِّ نِيبُها ولم يُرْتَكَبْ منها لرَمْكاءَ حافِلُ وابن قَنانٍ رجل من الأَعراب والقِنْقِنُ والقُناقِنُ بالضم البصير بالماء تحت الأَرض وهو الدليل الهادي والبَصيرُ بالماء في حَفْرِ القُنِيِّ والجمع القَناقِنُ بالفتح قال ابن الأَعرابي القُناقِنُ البصير بجرّ المياه واستخراجها وجمعها قَناقِنُ قال الطرماح يُخافِتْنَ بعضَ المَضْغِ من خَشْيةِ الرَّدَى ويُنْصِتْنَ للسَّمْعِ انْتِصاتَ القَناقِن قال ابن بري القِنْقِنُ والقُناقِنُ المُهَنْدِسُ الذي يعرف الماء تحت الأَرض قال وأَصلها بالفارسية وهو معرّب مشتق من الحَفْر من قولهم بالفارسية كِنْ كِنْ
( * قوله « من قولهم بالفارسية كن كن إلخ » كذا بالأصل والذي في المحكم بكن أي احفر اه وضبطت بكن فيه بكسر الموحدة وفتح الكاف ) أَي احْفِرْ احْفِرْ وسئل ابن عباس لم تَفَقَّدَ سُلَيْمانُ الهُدْهُدَ من بَيْنِ الطَّيْرِ ؟ قال لأَنه كان قُناقِناً يعرف مواضع الماء تحت الأَرض وقيل القُناقِنُ الذي يَسْمَعُ فيعرف مقدارَ الماء في البئر قريباً أَو بعيداً والقِنْقِنُ ضرب من صَدَف البحر
( * قوله « ضرب من صدف البحر » عبارة التكملة ابن دريد القنقنة بالكسر ضرب من دواب البحر شبيه بالصدف ) والقِنَّة ضرب من الأَدْوِيَةِ وبالفارسية يرزَذ والقِنْقِنُ ضَرْبٌ من الجرْذانِ والقَوانِينُ الأُصُول الواحد قانُونٌ وليس بعربي والقُنَّةُ نحو من القارَة وجمعها قِنانٌ قال ابن شميل القُنَّة الأَكَمَةُ المُلَمْلَمَةُ الرأْسِ وهي القارة لا تُنْبِتُ شيئاً

( قون ) ابن الأَعرابي القَوْنَةُ القِطْعَةُ من الحديد أَو الصُّفْر يُرْقَعُ بها الإِناءُ وقال الليث قَوْنٌ وقُوَيْنٌ موضعان

( قين ) القَيْنُ الحَدَّادُ وقيل كل صانع قَيْنٌ والجمع أَقْيانٌ وقُيُونٌ وفي حديث العباس إِلا الإِذْخِرَ فإِنه لقُيُونِنا القُيُونُ جمع قَيْنٍ وهو الحَدَّاد والصَّانِعُ التهذيب كلُّ عامل الحديد عند العرب قَيْنٌ ويقال للحَدَّاد ما كان قَيْناً ولقد قانَ وفي حديث خَبَّابٍ كنتُ قَيْناً في الجاهلية وقانَ يَقِينُ قِيانَةً وقَيْناً صار قَيْناً وقانَ الحديدة قَيْناً عَمِلَها وسَوَّاها وقانَ الإِناءَ يَقِينُه قَيْناً أَصلحه وأَنشد الكلابيُّ أَبو الغَمْرِ لرجل من أَهل الحجاز أَلا لَيْتَ شِعْري هل تَغَيَّرَ بعدَنا ظِبَاءٌ بذي الحَصْحاصِ نُجْلٌ عُيُونُها ؟ ولي كَبِدٌ مَجْرُوحَةٌ قَدْ بَدَتْ بها صُدُوعُ الهَوَى لو أَنَّ قَيْناً يَقِينُها وكيف يَقِينُ القَيْنُ صَدْعاً فَتَشْتَفِي به كَبِدٌ أَبْتُ الجُرُوحِ أَنِينُها ؟ ويقال قِنْ إِناءَك هذا عند القَيْنِ وقِنْتُ الشيءَ أَقِينُه قَيْناً لَمَمْتُه وقول زهير خَرَجْنَ من السُّوبانِ ثم جَزَعْنَهُ على كل قَيْنِيٍّ قَشِيبٍ ومُفْأَمِ يعني رَحْلاً قَيَّنَه النَّجَّارُ وعَمِلَه ويقال نسبه إلى بني القَيْنِ قال ابن السكيت قلت لعُمارَةَ إِن بعض الرواة زعم أَن كل عامل بالحديد قَيْنٌ فقال كذب إِنما القَيْنُ الذي يعمل بالحديد ويعمل بالكِير ولا يقال للصائغ قَيْنٌ ولا للنجار قَيْنٌ وبنو أَسد يقال لهم القُيون لأَن أَوَّل من عَمِلَ عَمَلَ الحديد بالبادية الهالكُ بنُ أَسد بن خُزَيمة ومن أَمثالهم إِذا سمعت بسُرى القَيْنِ فإِنه مُصْبِحٌ وهو سَعدُ القَين قال أَبو عبيد يضرب للرجل يعرف بالكذب حتى يُرَدُّ صِدْقُه قال الأَصمعي وأَصله أَن القَيْنَ بالبادية ينتقل في مياههم فيقيم بالموضع أَياماً فيَكْسُدُ عليه عمَله فيقول لأَهل الماء إِني راحل عنكم الليلة وإِن لم يُرِدْ ذلك ولكنه يُشِيعُه ليَسْتعمِله من يريد استعماله فكَثُر ذلك من قوله حتى صار لا يُصَدَّق وقال أَوْسٌ بَكَرَتْ أُميَّةُ غُدْوةً برَهِينِ خانَتْك إِن القَينَ غَير أَمِينِ قال الجوهري هو مثَل في الكذب يقال دُهْ دُرَّين سَعْدُ القَيْن والتَّقَيُّنُ التزَيُّن بأَلوان الزينة وتقَيَّنَ الرجلُ واقْتانَ تَزَيَّن وقانَتِ المرأَةُ المرأَةَ تَقِينُها قَيْناً وقَيَّنَتْها زَيَّنَتْها وتقَيَّن النبتُ واقتانَ اقتِياناً حَسُن ومنه قيل للمرأَة مُقَيِّنةٌ أَي أَنها تُزَيِّن قال الجوهري سميت بذلك لأَنها تزيِّن النساء شُبِّهتْ بالأَمة لأَنها تصلح البيت وتزينه وتقَيَّنتْ هي تزَيَّنتْ وفي حديث عائشة رضي الله عنها كان لها دِرْعٌ ما كانت امرأَةٌ تُقَيَّنُ بالمدينة إِلاَّ أَرسلت تستعيره تُقَيَّن أَي تُزَيَّن لزفافها والتَّقْيينُ التزْيينُ وفي الحديث أَنا قَيَّنْتُ عَائشةَ واقتانَت الروضةُ إِذا ازْدانتْ بأَلوان زهرتها وأَخذَتْ زُخرُفها وأَنشد لكثير فهُنَّ مُناخاتٌ عليهنَّ زينةٌ كما اقْتانَ بالنَّبْت العِهادُ المُحوَّف والقَيْنةُ الأَمة المُغنّية تكون من التزَيُّن لأَنها كانت تَزَيَّنُ وربما قالوا للمُتَزَيِّن باللباس من الرجال قَيْنة قال وهي كلمة هُذليّة وقيل القَيْنة الأَمة مُغَنّية كانت أَو غير مغنية قال الليث عَوامُّ الناس يقولون القَيْنة المغنّية قال أَبو منصور إِنما قيل للمُغنّية قَيْنةٌ إِذا كان الغناءُ صناعة لها وذلك من عمل الإِماء دون الحرائر والقَيْنةُ الجارية تخدُمُ حَسْبُ والقَيْنُ العبد والجمع قِيانٌ وقول زهير رَدَّ القِيانُ جِمالَ الحيِّ فاحْتَمَلوا إِلى الظَّهِيرة أَمرٌ بينهم لَبِكُ أَراد بالقِيان الإِماءَ أَنهنَّ ردَدْنَ الجِمالَ إِلى الحيِّ لشَدِّ أَقتابها عليها وقيل رَدَّ القِيانُ جمالَ الحيِّ العبيدُ والإِماءُ وبنات قَيْنٍ اسم موضع كانت به وقعة في زمان عبد الملك بن مروان قال عُوَيْف القَوافي صَبَحْناهم غَداةَ بناتِ قَيْنٍ مُلَمْلَمةً لها لَجَبٌ طَحونا ويقال لبني القَيْن من بني أَسد بَلْقَيْنِ كما قالوا بَلْحرث وبَلْهُجَيم وهو من شواذ التخفيف وإِذا نسبت إِليهم قلت قَيْنيٌّ ولا تقل بَلْقَيْنِيٌّ ابن الأَعرابي القَيْنةُ الفَقْرة من اللحم والقَيْنة الماشطة والقَيْنة المغَنّية قال الأَزهري يقال للماشطة مُقَيِّنة لأَنها تزَين العرائس والنساء قال أَبو بكر قولهم فلانة قَيْنةٌ معناه في كلام العرب الصانعة والقَيْنُ الصانع قال خَبَّابُ بن الأَرَتِّ كنتُ قَيْناً في الجاهلية أَي صانعاً والقَيْنةُ هي الأَمة صانعة كانت أَو غير صانعة قال أَبو عمرو كل عبد عند العرب قَيْنٌ والأَمة قَيْنة قال وبعض الناس يظن القَيْنة المغنّية خاصة قال وليس هو كذلك وفي الحديث دخل أَبو بكر وعند عائشة رضي الله عنهما قَيْنَتان تُغَنّيان في أَيام مِنىً القَينة الأَمة غَنَّتْ أَو لم تُغَنِّ والماشطةُ وكثيراً ما يطلق على المغنّية في الإِماء وجمعها قَيْناتٌ وفي الحديث نهى عن بيع القَيْنات أَي الإِماء المغَنّيات وتجمع على قِيانٍ أَيضاً وفي حديث سلمان لو بات رجلٌ يُعْطي البِيضَ القِيانَ وفي رواية يُعْطي القِيان البيضَ وبات آخر يقرأُ القرآن لرأَيتُ أَن ذكر الله أَفضلُ أَراد بالقِيان الإِماء أَو العبيد والقَيْنة الدُّبر وقيل هي أَدنى فَقْرة من فِقَر الظهر إِليه وقيل هي القَطَنُ وهو ما بين الوركين وقيل هي الهَزْمة التي هُنالك وفي حديث الزبير وإِن في جسده أَمثال القُيون جمع قَيْنة وهي الفَقارة من فَقار الظهر والهَزْمة التي بين غُراب الفرس وعَجْب ذنَبه يريد آثار الطَّعَنات وضربات السيوف يصفه بالشجاعة ابن سيده والقَيْنة من الفرس نُقْرة بين الغُراب والعَجُز فيها هَزْمة والقَيْنانِ موضع القيد من الفرس ومن كل ذي أَربع يكون في اليدين والرجلين وخَصَّ بعضهم به موضع القَيْد من قوائم البعير والناقة وفي الصحاح القَيْنان موضع القيد من وظيفي يَد البعير قال ذو الرمة دانى له القَيْدُ في دَيمومةٍ قُذُفٍ قَيْنَيْه وانحسَرَتْ عنه الأَناعِيمُ يريد جمع الأَنعام وهي الإِبل الليث القَيْنان الوَظيفان لكل ذي أَربع والقَين من الإِنسان كذلك وقانَني اللهُ على الشيءِ يَقِينُني خَلَقني والقانُ شجر من شجر الجبال زاد الأَزهري ينبت في جبال تهامة تُتخذ منه القِسِيُّ استدل على أَنها ياء لوجود ق ي ن وعدم ق و ن قال ساعدة بن جؤية يأْوى إِلى مُشْمَخِرّاتٍ مُصَعِّدةٍ شُمٍّ بهنَّ فُروعُ القانِ والنَّشَمِ واحدته قانةٌ عن ابن الأَعرابي وأَبي حنيفة

( كأن ) كَأَنَ اشتَدَّ وكَأَنْتُ اشْتَدَدْت وكأَنَّ بالتشديد ذكرت في ترجمة أَنن

( كبن ) الكَبْنُ عُدْوٌ لَيِّنٌ في اسْترسال كَبَن الرجلُ يَكْبِنُ كُبوناً وكَبْناً إِذا لَيَّن عَدْوَه وأَنشد الليث
( * قوله « وأنشد الليث » أي العجاج وعجزه كما في التكملة خزاية والخفر الخزيّ الخزاية بفتح الخاء المعجمة الاستحياء والخفر ككتف شديد الحياء والخزيّ فعيل )
يَمور وهو كابِنٌ حَيِيُّ وقيل هو أَن يُقَصِّر في العَدْو قال الأَزهري الكَبْن في العَدْوِ أَن لا يَجْهَدَ نَفْسَه ويَكُفَّ بعضَ عَدْوِه كَبَنَ الفرسُ يَكْبِنُ كَبْناً وكُبُوناً وفي حديث المنافق يَكْبِنُ في هذه مرةً وفي هذه مرة أَي يَعْدُو يقال كَبَنَ يَكْبِنُ كُبوناً إِذا عدا عَدْواً لَيِّناً والكُبُونُ السُّكُونُ ومنه قال أَبَّاقٍ الدُّبَيْرِيّ واضِحَة الخَدِّ شَرُوب لِلَّبَنْ كأَنَّها أُمُّ غَزَالٍ قد كَبَنْ أَي سَكَنَ وكَبَنَ الثوبَ يَكْبِنُه ويَكْبُنُه كَبْناً ثناه إِلى داخل ثم خاطَه وفي الحديث مَرَّ بفُلانٍ وهو ساجد وقد كَبَنَ ضَفِيرَتَيْه وشَدَّهما بنِصاح أَي ثناهما ولواهما ورجل كُبُنٌّ وكُبُنَّة مُنْقَبِضٌ بَخِيلٌ كَزٌّ لئيم وقيل هو الذي لا يَرْفَعُ طَرْفه بُخْلاً وقيل هو الذي يُنَكِّسُ رأْسه عن فعل الخير والمعروف قال الخنساء فَذَاكَ الرُّزْءُ عَمْرَكَ لا كُبُنٌّ ثَقيلُ الرأْسِ يَحْلُم بالنَّعِيقِ وقال الهذلي يَسَرٍ إِذا كانَ الشِّتاءُ ومُطْعِمٍ للَّحْمِ غيرِ كُبُنَّةٍ عُلْفُوفِ واستشهد الجوهري بشعر عُمَير بن الجَعْدِ الخُزاعي يَسَرٍ إِذا هَبَّ الشتاءُ وأَمْحَلُوا في القَوْمِ غيرِ كُبُنَّةٍ عُلْفُوفِ التهذيب الكسائيّ رجل كُبُنَّة وامرأَة كُبُنَّةٌ للذي فيه انقباض وأَنشد بيت الهذلي واكْبَأَنَّ اكبِئْناناً إِذا تَقَبَّضَ والكُبُنَّة الخُبْزة اليابسة والكُبُنُّ الخُبْز لأَن في الخُبْز تَقَبُّضاً وتَجَمُّعاً ورجل مَكْبُون الأَصابع مِثل الشَّثْنِ وكَبَنَ الرجلُ كَبْناً دخلت ثناياه من أَسفلُ ومن فوقُ إِلى غارِ الفَم وكَبَنَ هدِيَّتَه عنَّا يَكْبِنُها كَبْناً كفَّها وصَرَفَها قال اللحياني معنى هذا صَرَفَ هَدِيَّتَه ومعروفه عن جيرانه ومعارفه إِلى غيرهم وكلُّ كَفٍّ كَبْنٌ وفي التهذيب كلُّ كَبْنٍ كَفٌّ يقال كَبَنْتُ عنك لساني أَي كففته وفرس كُبُنٌّ ابن سيده وفرس فيه كُبْنَةٌ وكَبَنٌ ليس بالعظيم ولا القَمِيء والكُبانُ داء
( * قوله « والكبان داء إلخ » وطعام لأهل اليمن وهو سحيق الذرة المبلولة يجعل في مراكن صغار ويوضع في التنور فإذا نضج واحمرّ وجهه أُخرج ) يأْخذ الإِبل يقال منه بعير مَكْبُونٌ وكَبَنَ له الظَّبْيُ وكَبَنَ الظَّبْيُ واكْبَأَنَّ إِذا لَطَأَ بالأَرض واكبَأَنَّ الرجل انكسر واكْبَأَنَّ انْقَبَضَ قال مُدْرِكُ بنُ حِصْنٍ يا كَرَواناً صُكَّ فاكْبَأَنَّا قال ابن بري شاهدُه قول أَبَّاقٍ الدُّبَيْرِيّ كأَنها أُمُّ غَزالٍ قد كَبَنْ أَي قد تَثَنَّى ونام وأَنشد لآخر فلم يَكْبَئِنُّوا إِذ رَأَوْنِي وأَقْبَلَتْ إِليَّ وُجُوهٌ كالسُّيُوفِ تَهَلَّلُ وفسره أَبو عمرو الشَّيْباني فقال كَبَنَ شَفَنَ والكُبُونُ الشُّفُونُ ابن بُزُرْج المُكْبَئِنُّ الذي قد احْتَبى وأَدخل مِرْفَقَيْه في حُبْوَتِه ثم خَضَعَ برقبته وبرأْسه على يديه قال والمُكْبَئِنُّ والمُقْبَئِنُّ المُنْقَبِضُ المُنْخَنِسُ والكُبْنَةُ لُعْبة للأَعراب تُجْمَعُ كُبَناً وأَنشد تَدَكَّلَتْ بَعْدِي وأَلْهَتْها الكُبَنْ
( * قوله « تدكلت إلخ » عجزه كما في التكملة ونحن نعدو في الخبار والجرن وتدكلت أي تدللت )
أَبو عبيدة فرس مَكْبُون والأُنثى مَكْبُونة والجمع المَكابينُ وهو القصير القَوائمِ الرَّحِيبُ الجَوْفِ الشَّخْتُ العِظامِ ولا يكون المَكبُون أَقْعَسَ وكَبْنُ الدَّلْوِ شَفَتُها وقيل ما ثُنِيَ من الجلد عند شَفَةِ الدلو فَخُرِزَ الأَصمعي الكَبْنُ ما ثُنِيَ من الجلد عند شفة الدلو ابن السكيت هو الكَبْنُ والكَبْلُ باللام والنون حكاه عن الفراء تقول منه كَبَنْتُ الدلو بالفتح أَكْبِنُها بالكسر إِذا كَفَفْتَ حول شَفَتِها وكَبَنْتُ عن الشيء عَدَلْتُ وكَبَنْتُ الشيءَ غَيَّبْتُه وهو مثل الخَبْنِ وكَبَنَ فلان سمن والكِبْنَةُ السِّمَنُ قال قَعْنَبُ بنُ أُم صاحب يصف جملاً ذا كِبْنَةٍ يَمْلأُ التَّصْدِيرَ مَحْزِمُه كأَنه حينَ يُلْقَى رَحْلُه فَدَنُ

( كتن ) لكَتَنُ الدَّرَنُ والوَسَخُ وأَثر الدُّخان في البيت وكَتِنَ الوَسَخُ على الشيء كَتَناً لَصِقَ به والكَتَنُ التَّلَزُّجُ والتَّوَسُّخُ التهذيب في كتل يقال كَتِنَتْ جَحافلُ الخيل من أَكل العُشْب إِذا لَصِقَ به أَثَرُ خُضْرَته وكَتِلَتْ بالنون واللام إِذا لَزِجَتْ ولَكِزَ بها ماؤه فتَلَبَّدَ ومنه قول ابن مقبل والعَيْرُ يَنْفُخُ في المَكْنانِ قد كَتِنَتْ منه جَحافِلُه والعَِضْرَِسِ الثُّجَرِ
( * قوله « في المكنان » بميم مفتوحة ونونين هذا هو الصواب وتقدم إنشاده في ثجر غير هذا والصحيح ما هنا )
المَكْنَانُ نبت بأَرض قيس واحدته مَكْنانة وهي شجرة غَبْراء صغيرة وقال القزاز المَكْنانُ نباتُ الربيع ويقال المَوْضِعُ الذي يَنْبُتُ فيه والعِضْرِسُ شجر والثُّجَرُ جمع ثُجْرة وهي القِطْعَة منه ويقال الثُّجَر للرَّيَّان ويروى الثَّجِرُ أَي المُجْتَمِعُ في نباته وفي حديث الحجاج أَنه قال لامرأَة إِنَّكِ لَكَتُونٌ لَفُوتٌ لَقُوفٌ الكَتُونُ اللَّزُوقُ من كَتِنَ الوسخ عليه
( * قوله « من كتن الوسخ إلخ » وقيل هي من كتن صدره إذا دوي أي دوية الصدر منطوية على ريبة وغش وعن أبي حاتم ذاكرت به الأصمعي فقال هو حديث موضوع ولا أعرف أصل الكتون كذا بهامش النهاية ) إذا لَزِقَ به والكَتَنُ لَطْخُ الدخان بالحائط أَي أَنها لَزُوق بمن يَمَسُّها أَو أَنها دَنِسةُ العِرْضِ الليث الكَتَنُ لَطْخ الدخانِ بالبيت والسَّوادِ بالشَّفَة ونحوه يقال للدابة إِذا أَكلت الدَّرِينَ قد كَتِنَتْ جَحافِلُها أَي اسودّت قال الأَزهري غَلِطَ الليث في قوله إِذا أَكلت الدَّرِينَ لأَن الدَّرِينَ ما يَبِسَ من الكَلإِ وأَتى عليه حول فاسْوَدَّ ولا لَزَجَ له حينئذٍ فيظهر لونه في الجَحافل وإِنما تَكْتَنُ الجَحافل من مَرْعَى العُشْبِ الرَّطْبِ يسيل ماؤه فيَتَراكَبُ وَكَبُه ولَزَجُه على مَقَامِّ الشاء ومَشَافِرِ الإِبل وجَحافِل الحافر وإِنما يَعْرِف هذا من شاهده وثافَنَه فأَما من يعتبر الأَلفاظ ولا مشاهدة له فإِنه يُخْطِئ من حيث لا يعلم قال وبيت ابن مقبل يُبَيِّنُ لك ما قلته وذلك أَن المَكْنَانَ والعِضْرِسَ ضربان من البُقُول غَضَّان رَطْبانِ وإِذا تَناثر وَرَقُها بعد هَيْجهما اختلط بقَمِيمِ العُشْب غيرُهما فلم يتميزا منها وسِقاء كَتِنٌ إِذا تَلَزَّجَ به الدَّرَنُ وكَتِنَ الخِطْرُ تَراكَبَ على عَجُز الفحل من الإِبل أَنشد يعقوب لابن مقبل ذَعَرْتُ به العَيْرَ مُسْتَوْزاً شَكِيرُ جَحافِلهِ قد كَتِنْ مستوزياً منتصباً مرتفعاً والشَّكِيرُ الشَّعَرُ الضعيف يعني أَن أَثر خُضرة العُشب قد لَزِق به أَبو عمرو الكَتَنُ تراب أَصل النخلة والكَتَنُ التزاق العَلف بفَيْدَي وهما صِمغاها والكَتَّان بالفتح معروف عربي سمي بذلك لأَنه يُخَيَّس ويُلقى بعضُه على بعض حتى يَكْتَن وحذف الأَعشى منه الأَلف للضرورة وسماه الكَتَن فقال هو الواهِبُ المُسْمِعات الشُّرُو بَ بين الحَرير وبَينَ الكَتَنْ كما حذفها ابن هَرْمة في قوله بَيْنا أُحَبِّرُ مَدْحاً عادَ مَرْثِيةً هذا لعَمْري شَرٌّ دِينُه عِدَدُ دِينه دأْبه والعِدَد العِداد وهو اهْتياج وجع اللَّديغ وقال أَبو حنيفة زعم بعض الرواة أَنها لغة وقال بعضهم إِنما حذف للحاجة قال ابن سيده ولم أَسمع الكَتَن في الكَتَّان إِلاَّ في شعر الأَعشى ويقال لَبِسَ الماءُ كَتَّانه إِذا طَحلَب واخْضَرَّ رأْسُه قال ابن مقبل أَسَفْنَ المَشافِرَ كَتَّانَهُ فأَمْرَرْنَهُ مُستَدِرّاً فَجالا أَسَفْنَ يعني الإِبل أَي أَشْمَمْنَ مَشافِرَهن كَتَّانَ الماء وهو طُحْلبه ويقال أَراد بكَتَّانه غُثاءَه ويقال أَراد زَبَد الماء فأَمْرَرْنه أَي شَربْنه من المُرور مُستدِرّاً أَي أَنه اسْتَدَرَّ إِلى حُلوقها فجَرى فيها وقوله فجالا أَي جال إِليها والكِتْن والكَتِن القَدَحُ وفي بعض نسخ المصنَّف ومثلها من الرجال المَكمور وهو الذي أَصاب الكاتِنُ كَمَرَتَه قال ابن سيده ولا أَعرفه والمعروف الخاتِنُ وكتانة اسم موضع قال كثيير عزة أَجَرَّتْ خُفوفاً من جَنوبِ كُتانةٍ إِلى وَجْمةٍ لما اسْجَهرَّتْ حَرورُها
( * قوله « اجرت » كذا بالأصل والتكملة والمحكم والذي في ياقوت اجدّت بالدال المهملة بمعنى سلكت وعليه فخفوفاً جمع خف بضم الخاء المعجمة بمعنى الأرض الغليظة ووجمة جانب فعرى بكسر فسكون مقصور جبل تدفع شعابه في غيقة من أرض ينبع )
وكُتانة هذه كانت لجعفر بن إِبراهيم بن علي بن عبد الله ابن جعفر وورد في الحديث ذكر كُتانة بضم الكاف وتخفيف التاء ناحية من أَعراض المدينة لآل جعفر بن أَبي طالب

( كثن ) الكُثْنة نَوَرْدَجة تتخذ من آسٍ وأَغصان خِلافٍ تُبْسَط وتُنضَّد عليها الرياحين ثم تُطْوى وإِعرابه كُنْثَجة وبالنَّبَطيَّة الكُثْنى مضموم الأَول مقصور وقال أَبو حنيفة الكُثْنة من القَصب ومن الأَغصان الرَّطْبةِ الوَريقة تُجْمَعُ وتُحْزَمُ وجعل في جوفها النَّوْرُ أَبو الجَنى قال وأَصلها نبَطيَّةً كُثْنى

( كدن ) الكِدْنةُ السَّنامُ بعير كَدِنٌ عظيمُ السَّنام وناقة كَدِنةٌ والكِدْنةُ القُوَّة والكِدْنة والكُدْنة جميعاً كثرة الشحم واللحم وقيل هو الشحم واللحم أَنفسهما إِذا كَثُرا وقيل هو الشحم وحده عن كراع وقيل هو الشحم العتيق يكون للدابة ولكل سمين عن اللحياني يعني بالعتيق القديم وامرأَة ذاتُ كِدُنة أَي ذات لحم قال الأَزهري ورجل ذو كِدُنْة إِذا كان سميناً غليظاً أَبو عمرو إِذا كثر شحم الناقة ولحمها فهي المُكْدَنة ويقال للرجل إِنه لحسن الكِدُنْة وبعر ذو كِدُنْة ورجل كَدِنٌ وامرأَة كَدِنة ذات لحم وشحم وفي حدث سالم أَنه دخل على هشام فقال له إِنك لحَسنُ الكِدْنة فلما خرج أَخذته قَفْقَفة فقال لصاحبه أَترى الأَحوَلَ لَقَعَني بعينه الكِدْنة بالكسر وقد تضم غِلَظُ الجسم وكثرة اللحم وناقة مُكْدَنة ذات كِدْنة والكِدْنُ والكَدْنُ الأَخيرة عن كراع الثوبُ الذيي يكون على الخِدْر وقل هو ما تُوَطِّئُ به المرأَة لنفسها في الهودج من الثياب وفي المحكم هو الثوب الذي تُوَطِّئُ به المرأَةُ لنفسها في الهودج وقيل هو عَباءَة أَو قطيفة تُلْقيها المرأَة على ظهر بعيرها ثم تَشُدُّ هَوْدجها عليه وتَثْني طَرَفي العَباءَة من شِقَّي البعير وتَخُلُّ مؤَخَّر الكِدْن ومُقدَّمه فيصير مثل الخُرْجَين تُلْقي فيها بُرْمَتها وغيرها من متاعها وأَداتها مما تحتاج إِلى حمله والجمع كُدُون أَبو عمرو الكُدُون التي توَطِّئُ بها المرأَة لنفسها في الهودج قال وقال الأَحمرُ هي الثياب التي تكون على الخدور واحدها كِدْنٌ والكَدْنُ والكِدْنُ مَرْكَب من مَراكب النساء والكَدْن والكِدْن الرَّحْل قال الراعي أَنَخْنَ جِمالهنَّ بذاتِ غِسْلٍ سَراةَ اليومِ يَمْهَدْنَ الكُدونا والكِدْنُ شيء من جُلود يُدَقُّ فيه كالهاوُن وفي المحكم الكِدْنُ جلدُ كراعٍ يُسْلَخُ ويُدبَغ ويجعل فيه الشيءُ فيُدَقُّ فيه كما يُدَقُّ في الهاوُن والجمع من ذلك كله كُدُونٌ وأَنشد ابن بري هُمُ أَطْعَمُونا ضَيْوَناً ثم فَرْتَنى ومَشَّوْا بما في الكِدْنِ شَرَّ الجَوازِلِ الجَوْزَلُ السَّمُّ ومَشَّوْا دافوا والضَّيْوَنُ ذكَرُ السَّنانير والكَوْدانة الناقة الغليظة الشديدة قال ابن الرقاع حَمَلَتْهُ بازِلٌ كَوْدانةٌ في مِلاطٍ ووِعاءٍ كالجِرابِ وكَدِنَتْ شَفَتُه كَدَناً فهي كَدِنةٌ اسْودَّت من شيءٍ أَكَله لغة في كَتِنَتْ والتاء أَعلى ابن السكيت كَدِنتْ مشافر الإِبل وكَتِنَتْ إِذا رَعتِ العشبَ فاسْوَدَّت مشافرُها من مائه وغلُظَت وكَدِنُ النبات غليظة وأُصوله الصُّلبة وكَدِنَ النباتُ لم يبق إِلا كَدِنُه والكَدَانةُ الهُجْنةُ والكَوْدَنُ والكَوْدَنِيُّ البِرْذَوْنُ الهَجِينُ وقيل هو البغل ويقال للبِرْذَوْنِ الثَّقيلِ كَوْدَنٌ تشبيهاً بالبغل قال امرؤ القيس فغادَرْتُها من بَعْدِ بُدْنٍ رَذِيَّةً تُغالي على عُوجٍ لها كَدِناتِ تُغالي أَي تسيرُ مُسْرِعةً والكَدِناتُ الصَّلابُ واحدتها كَدِنةٌ وقال جَندل بن الراعي جُنادِبٌ لاحِقٌ بالرأْسِ مَنكِبُه كأَنه كَوْدَنٌ يَمْشي بكَلابِ الكَوْدَنُ البِرْذَوْنُ والكَوْدَنِيُّ من الفِيَلةِ أَيضاً ويقال للفِيلِ أَيضاً كَوْدَنٌ وقول الشاعر خَلِيليَّ عُوجَا من صُدُورِ الكَوادِنِ إِلى قَصْعَةٍ فيها عُيُونُ الضيَّاوِنِ قال شبَّه الثَّرِيدة الزُّرَيْقاءَ بعون السَّنانير لما فيها من الزيت الجوهري الكَوْدَنُ البِرْذَوْنُ ُيُوكَفُ ويشبه به البليد يقال ما أَبْيَنَ الكَدَانَة فيه أَي الهُجْنَةَ والكَدَنُ أَن تُنْزحَ البئر فيبقى الكَدَرُ ويقال أَدْرِكوا كَدَنَ مائِكم أَي كَدَرَه قال أَبو منصور الكَدَنُ والكَدَرُ والكَدَلُ واحد ويقال كَدِنَ الصِّلِّيانُ إِذا رُعِيَ فُرُوعُه وبقِيَتْ أُصُولُه والكِدْيَوْنُ التُّرابُ الدُّقاقُ على وجه الأَرض قال أَبو دُواد وقيل للطرمّاح تيَمَّمْتُ بالكِدْيَوْْنِ كي لا يَفُوتَني من المَقْلةِ البَيْضاء تَقْرِيظُ باعِقِ يعني بالمَقْلةِ الحصاةَ التي يُقْسَمُ بها الماء في المَفاوِزِ وبالتقريظ ما يثنى به على الله تعالى وتقَدَّسَ وبالباعق المُؤَذِّن وقيل الكِدْيَوْنُ دُقاقُ السِّرْقين يخلط بالزيت فتُجْلى به الدُّروع وقيل هو دُرْدِيُّ الزيت وقيل هو كل ما طُلِيَ به من دُهْن أَو دَسَم قال النابغة صف دروعاً جُلِيَتْ بالكِدْيَوْنِ والبَعر عُلِينَ بكِدْيَوْنٍ وأُبْطِنَّ كُرَّةً فَهُنَّ وِضَاءٌ صافِياتُ الغَلائِل ورواه بعضهم ضافيات الغلائل وفي الصحاح الكِدْيَوْن مثال الفِرْجَوْنِ دُقاقُ التراب عليه دُرْديُّ الزَّيْت تُجْلى به الدُّروع وأَنشد بيت النابغة وكُدَيْنٌ اسم والكَوْدَنُ رجل من هُذيْل والكِدَانُ خيط يُشَدُّ في عُروةٍ في وسَطِ الغَرْبِ يُقَوِّمُه لئلا يضطربَ في أَرجاء البئر عن الهجَري وأَنشد بُوَيْزِلٌ أَحْمَرُ ذو لحْمٍ زِيَمْ إِذا قصَرْنا من كِدانِه بَغَمْ والكِدانُ شُعْبةٌ من الحبل يُمْسَكُ البعير به أَنشد أَبو عمرو إِن بَعِيريْك لَمُخْتَلاَّنِ أَمْكِنْهما من طَرَفِ الكِدَانِ

( كذن ) الليث الكَذَّانة حِجارة كأَنها المَدَرُ فيها رَخاوة وربما كانت نخِرةً وجمعها الكَذَّانُ يقال إِنها فَعْلانة ويقال فَعّالة أَبو عمرو الكَذَّانُ الحجارة التي ليست بصُلبة وفي حدث بناء البصرة فوجدوا وهذا الكَذَّانَ فقالوا ما هذه البَصْرةُ الكَذَّانُ والبَصْرة حجارة رِخْوَةٌ إِلى البياض وهو فَعّال والنون أَصلية وقيل فَعْلان والنون زائدة

( كرن ) الكِرَانُ العُودُ وقيل الصَّنْجُ قال لبيد صَعْلٌ كسافِلةِ القَناةِ وظِيفُه وكأَنَّ جُؤْجُؤَه صَفِيحُ كِرانِ وفي رواية كسافِلةِ القَنا ظُنْبُوبُه والجمع أَكْرِنةٌ والكَرِينَةُ المُغَنِّيَةُ الضاربة بالعُود أَو الصَّنْجِ وفي حديث حمزة رضي الله عنه فغَنَّتْه الكَرِينة أَي المغنة الضاربة بالكِرانِ والكِنَّارة نحوٌ منه والكِرْيَوْنُ وادٍ بمصر حرسها الله تعالى قال كثير عزة تولَّتْ سِراعاً عِيرُها وكأَنها دَوافِعُ بالكِريَوْن ذاتُ قُلوعِ وقيل هو خَلِيجٌ ُيُشَقُّ من نيل مصر صانها الله تعالى

( كردن ) الكِرْدِينُ الفأْسُ العظيمة لها رأْس واحد وهو الكِرْدَنُ أَيضاً وكِرْدينٌ لقب مُسْمِعِ بن عبد الملك التهذيب ابن الأَعرابي خُذْ بقَرْدَنِه وكَرْدَنِه وكَرْدِه أَي بقفاه الأَصمعي يقال ضرَبَ كَرْدَنَه أَيي عُنُقَه وبعضهم يقول ضرب قَرْدَنه

( كرزن ) الجوهري الكِرْزِنُ والكِرْزِين بالكسر فأْس مثل الكِرْزِم والكِرْزِيم عن الفراء وفي حديث أُمِّ سَلَمة ما صَدَّقْتُ بموت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سمعْتُ وقْعَ الكرازين ابن سيده الكَرْزَنُ والكِرْزِنُ والكِرْزِينُ الفأْس لهارأْسٌ واحد وقيل الكِرْزِينُ نحوُ المِطْرَقة وقال أَبو حنيفة الكَرْزَنُ بفتح الكاف والزاي جميعاً الفأْس لها حَدٌّ قال وأَحسِبُني قد سمعت الكِرْزَنَ بكسر الكاف وفتح الزاي وفي الحديث عن العباس بن سهل عن أَبيه قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخَنْدَق فأَخذ الكِرْزِينَ يَحْفِرُ في حَجر إِذ ضَحِكَ فسُئل ما أَضْحَكَك ؟ فقال من ناس يُؤْتَى بهم من قِبَلِ المَشْرِق في الكُبُول يُساقون إِلى الجنة وهم كارهون قال الشاعر فقد جعَلَتْ أَكْبادُنا تَحْتَوِيكُمُ كما تَحْتَوي سُوقُ العِضاهِ الكَرازِنا قال أَبو عمرو إِذا كان لها حَدٌّ واحد فهي فأْس وكَرْزَن وكِرْزِنٌ والجمع كَرازِينُ وكرازِنُ وقال غيره الكَرازِنُ ما تحت مِيرَكَةِ الرَّحْلِ وأَنشد وقَفْتُ فيه ذاتَ وجْهٍ ساهِمِ تُنْبي الكَرازِينَ بصُلبٍ زاهِمِ

( كركدن ) ابن الأََعرابي الكَرْكَدَّنُ دابة عظيمة الخَلْقِ يقال إِنها تحمل الفِيلَ على قرْنِها ثَقَّلَ الدال من الكَرْكَدَّنِ

( كسطن ) أَبو عمرو القَسْطانُ والكَسْطانُ الغُبار وكَسْطَلٌ وقَسْطَلٌ وكَسْطَنٌ وأَنشد حتى إِذا ما الشمسُ هَمَّتْ بعَرَجْ أَهابَ راعِيها فثارَتْ برَهَجْ تُثير كَسْطانَ مَراغ ذ وَهَجْ

( كشن ) الكُشْنَى مقصور نبت قال أَبو حنيفة هو الكِرْسِنَّةُ
( * قوله « هو الكرسنة » ضبطت في القاموس بكسر الكاف والسين وضبطها عاصم بفتحهما وضبطت في التكملة بالشكل بكسر الكاف وفتح السين )

( كشخن ) قال في الكَشْمَخِ بقلة تكون في رمال بني سعد قال أَبو منصور أَقمْتُ في رمال بني سعد فما رأَيت كَشْمَخةً ولا سمعت بها وما أُراها عربية وكذلك الكَشْخَنة مُوَلَّدة ليست بصحيحة وقد ذكرناه في ترجمة كشخ

( كعن ) حكي الأَزهري عن أَبي عمرو الإِكْعان فُتور النشاط وقد أَكْعَن إِكْعاناً وأَنشد لطَلْق بن عَديٍّ يصف نعامتين شَدَّ عليهما فارسٌ والمُهْرُ في آثارِهِنَّ َيَقْبِضُ قَبْصاً تَخالُ الهِقْلَ منه يَنْكُصُ حتى اشْمَعلَّ مُكْعِناً ما يَهْبَصُ قال وأَنا واقف في هذا الحرف

( كفن ) الكَفَنُ معروف ابن الأَعرابي الكَفْنُ التغطية قال أَبو منصور ومنه سمي كَفَنُ الميت لأَنه يستره ابن سيده الكَفَنُ لباس الميت معروف والجمع أَكفان كَفَنه َكْفِنُه كَفْناً وكَفَّنه تَكْفِيناً ويقال ميت مَكْفونٌ ومُكَفَّنٌ وقول امرئِ القيس على حَرَجٍ كالقَرِّ يَحْمِلُ أَكفاني أَراد بأَكْفانه ثيابه التي تُواريه وورد ذكر الكَفَن في الحديث كثيراً وذكر بعضهم في قوله إِذا كَفَنَ أَحدُكم أَخاه فلْيُحْسِن كَفْنَه أَنه بسكون الفاء على المصدر أَي تكفينه قال وهو الأَعم لأَنه يشتمل على الثوب وهيئته وعمله قال والمعروف فيه الفتح وفي الحديث فأَهدى لنا شاةً وكَفَنَها أَي ما يُغَطِّيها من الرُّغْفان ويقال كَفَنْتُ الخُبزةَ في المَلَّة إِذا وارَيْتَها بها والكَفْنُ غزْل الصُّوف وكَفَن الرجلُ الصوفَ غَزَله الليث كَفَن الرجلُ يَكْفِنُ أَي غزل الصوف والكَفْنةُ شجرة من دِقِّ الشجر صغيرة جَعْْدة إِذا يَبستْ صَلُبتْ عِيدانُها كأَنها قِطَعٌ شُقِّقتْ عن القَنا وقيل هي عُشْبة منتشرة النَبْتة على الأَرض تَنبُتُ بالقِيعان وبأَرض نجدٍ وقال أَبو حنيفة الكَفْنة من نبات القُفّ لم يَزِدْ على ذلك شيئاً وكَفَنَ يَكْفِنُ اخْتلى الكَفْنة قال ابن سيده وأَما قوله يَظَلُّ في الشاءِ يَرْعاها ويَعْمِتُها ويَكْفِن الدهرَ إِلاَّ رَيْث يَهْتَبِد فقد قيل معناه يَخْتَلي من الكَفْنة لمَراضع الشاء قاله أَبو الدُّقَيْش وقيل معناه يغزل الصوف رواه الليث وروى عمرو عن أَبيه هذا البيت فَظَلَّ يَعْمِتُ في قَوْطٍ وراجِلةٍ يُكَفِّتُ الدَّهْرَ إِلاَّ رَيْثَ يَهْتَبِدُ قال يُكَفِّتُ يَجْمع ويحْرص إِلا ساعة يَقْعُدُ يَطَّبِخُ الهَبيدَ والراجلة كَبْش الراعي يحْملُ عليه متاعه وقال له الكَرَّاز وطعام كَفْنٌ لا مِلْح فيه وقوم مُكْفِنُون لا مِلح عندهم عن الهَجَريّ قال ومنه قول علي بن أَبي طالب عليه السلام في كتابه إِلى عامله مَصْقَلة بن هُبَيرة ما كان عليك أَن لو صُمْتَ لله أَياماً وتصدَّقْتَ بطائفة من طعامك مُحْتَسِباً وأَكلت طَعامَكَ مِراراً كَفْناً فإِن تلك سيرةُ الأَنبياء وآدابُ الصالحين والكَفْنة شجر

( كمن ) كَمَنَ كُمُوناً اخْتَفى وكَمَن له يَكْمُن كُموناً وكَمِن استَخْفى وكمنَ فلانٌ إِذا استخفى في مَكْمَنٍ لا يُفْطَنُ له وأَكْمَن غيرَه أَخفاه ولكل حَرْفٍ مَكْمَنٌ إِذا مَرَّ به الصوتُ أَثاره وكلُّ شيءٍ استتر بشيءٍ فقد كَمَن فيه كُموناً وفي الحديث جاءَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأَبو بكر رضي الله عنه فكَمَنا في بعض حِرار المدينة أَي استترا واستخفيا ومنه الكَمِينُ في الحرب معروف والحِرار جمع حَرَّة وهي الأَرض ذات الحجارة السُّود قال ابن سيده الكَمينُ في الحرب الذينَ يَكْمُنون وأَمرٌ فيه كَمِينٌ أَي فيه دَغَلٌ لا يُفْطَن له قال الأَزهري كَمِينٌ بمعنى كامِن مثل عَليم وعالم وناقة كَمُونٌ كَتُوم للِّقاح وذلك إِذا لَقِحَتْ وفي المحكم إِذا لم تُبَشِّر بذَنبها ولم تَشُل وإِنما يُعْرَف حملُها بشَوَلان ذنَبِها وقال ابن شميل ناقة كَمُونٌ إِذا كانت في مُنْيَتِها وزادت على عشر ليال إِلى خمس عشرة لا يُسْتَيْقَنُ لِقاحُها وحُزْنٌ مُكْتَمِنٌ في القلب مُخْتَفٍ والكُمْنةُ جَرَبٌ وحُمْرة تَبقى في العين من رَمَدٍ يُساء علاجُه فتُكْمَن وهي مَكْمونة وأَنشد ابن الأَعرابي سِلاحُها مُقْلَةٌ تَرَقْرَقُ لم تَحْذَلْ بها كُمْنةٌ ولا رَمَدُ وفي الحديث عن أَبي أُمامة الباهلي قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل عَوامر البيوت إِلاَّ ما كان من ذي الطُّفْيَتَيْنِ والأَبْتَر فإِنهما يُكْمِنان الأََبصارَ أَو يُكْمِهان وتَخْدِجُ منه النساء قال شمر الكُمْنةُ ورَمٌ في الأَجفان وقيل قَرْحٌ في المآقي ويقال حِكَّة ويُبْسٌ وحُمْرة قال ابن مقبل تَأَوَّبَني الداءُ الذي أَنا حاذِرُهْ
كما اعتاد ... من الليلِ عائِرُهْ
( * كذا بياض بالأصل )
ومن رواه بالهاء يُكْمِهان فمعناه يُعْمِيان من الأَكْمه وهو الأَعمى
وقيل هو ورم في الجَفْن وغِلَظٌ وقيل هو أُكالٌ يأُْخذ في جفن العين فتحمرُّ له فتصير كأَنها رمداء وقل هي ظلمة تأْخذ في البصر وقد كَمِنَتْ عينُه تَكْمَنُ كُمْنة شديدة وكُمِنَتْ والمُكْتَمِنُ الحَزينُ قال الطرماح عَواسِفُ أَوْساطِ الجُفونِ يَسُفْنَها بمُكْتَمِنٍ من لاعِج الحُزْنِ واتِنِ المُكْتَمِنُ الخافي المضمر والواتِنُ المقيم وقيل هو الذي خَلَصَ إِلى الوَتِينِ والكَمُّون بالتشديد معروف حَبٌّ أَدقُّ من السِّمْسِم واحدته كَمُّونةٌ وقال أَبو حنيفة الكَمُّون عرب معروف زعم قوم أَنه السَّنُّوتُ قال الشاعر فأَصبَحْتُ كالكَمُّون ماتَتْ عُروقُه وأَغصانُه مما يُمَنُّونَه خُضْرُ ودارَةُ مَكْمِنٍ
( * قوله « ودارة مكمن » ضبطها المجد كمقعد وضبطها ياقوت كالتكملة بكسر الميم ) موضع عن كراع ومَكْمِنٌ اسم رملة في ديار قيس قال الراعي بدارَةِ مَكْمِنٍ ساقتْ إِليها رِياحُ الصَّيْفِ أَرْآماً وعِينَا

( كنن ) الكِنُّ والكِنَّةُ والكِنَانُ وِقاء كل شيءٍ وسِتْرُه والكِنُّ البيت أَيضاً والجمع أَكْنانٌ وأَكِنةٌ قال سيبويه ولم يكسروه على فُعُلٍ كراهية التضعيف وفي التنزيل العزيز وجعَلَ لكم من الجبالِ أَكْناناً وفي حديث الاستسقاء فلما رأَى سُرْعَتَهم إِلى الكِنِّ ضَحِكَ الكِنُّ ما يَرُدُّ الحَرَّ والبرْدَ من الأَبنية والمساكن وقد كَننْتُه أَكُنُّه كَنّاً وفي الحديث على ما اسْتَكَنَّ أَي اسْتَتَر والكِنُّ كلُّ شيءٍ وَقَى شئاً فهو كِنُّه وكِنانُه والفعل من ذلك كَنَنْتُ الشيء أَي جعلته في كِنٍّ وكَنَّ الشيءَ يَكُنُّه كَنّاً وكُنوناً وأَكَنَّه وكَنَّنَه ستره قال الأَعلم أَيَسْخَطُ غَزْوَنا رجلٌ سَمِينٌ تُكَنِّنُه السِّتارةُ والكنِيفُ ؟ والاسم الكِنُّ وكَنَّ الشيءَ في صدره يَكُنُّه كَنّاً وأَكَنَّه واكْتَنَّه كذلك وقال رؤبة إِذا البَخِيلُ أَمَرَ الخُنُوسا شَيْطانُه وأَكْثَر التَّهْوِيسا في صدره واكتَنَّ أَن يَخِيسا وكَنَّ أَمْرَه عنه كَنّاً أَخفاه واسْتَكَنَّ الشيءُ استَتَر قالت الخنساء ولم يتَنوَّرْ نارَه الضيفُ مَوْهِناً إِلى عَلَمٍ لا يستَكِنُّ من السَّفْرِ وقال بعضهم أَكَنَّ الشيءَ سَتَره وفي التنزيل العزيز أَو أَكنَنْتُم في أَنفُسِكم أَي أَخفَيْتم قال ابن بري وقد جاءَ كنَنتُ في الأَمرين
( * قوله « في الامرين » أي الستر والصيانة من الشمس والاسرار في النفس كما يعلم من الوقوف على عبارة الصحاح الآتية في قوله وكننت الشيء سترته وصنته ) جميعاً قال المُعَيْطِيُّ قد يكْتُمُ الناسُ أَسراراً فأَعْلَمُها وما يَنالُون حتى المَوْتِ مَكْنُوني قال الفراء للعرب في أَكنَنْتُ الشيءَ إِذا ستَرْتَه لغتان كنَنْتُه وأَكنَنْتُه بمعنى وأَنشَدُوني ثلاثٌ من ثَلاثِ قُدامَاتٍ من اللاَّئي تَكُنُّ من الصَّقِيعِ وبعضهم يرويه تُكِنُّ من أَكنَنْتُ وكَنَنْتُ الشيءَ سَتْرتُه وصُنْتُه من الشمس وأَكنَنْتُه في نفسي أَسْرَرْتُه وقال أَبو زيد كنَنْتُه وأَكنَنْتُه بمعنى في الكِنِّ وفي النَّفس جمعاً تقول كَنَنْتُ العلم وأَكنَنْتُه فهو مَكْنونٌ ومُكَنٌّ وكَنَنْتُ الجاريةَ وأَكنَنْتُها فهي مَكْنونة ومُكَنَّة قال الله تعالى كأَنهنَّ بَيْضٌ مَكْنونٌ أَي مستور من الشمس وغيرها والأَكِنَّةُ الأَغطِيَةُ قال الله تعالى وجعَلْنا على قلوبهم أَكِنَّة أَن يَفْقَهُوهُ والواحد كِنانٌ قال عُمَرُ بن أَبي ربيعة هاجَ ذا القَلْبَ مَنْزِلُ دارِسُ العَهْدِ مُحْوِلُ أَيُّنا باتَ ليلةً بَيْنَ غُصْنَينِ يُوبَلُ تحتَ عَيْنٍ كِنَانُنا ظِلُّ بُرْدٍ مُرَحَّلُ قال ابن بري صواب إِنشاده بُرْدُ عَصْبٍ مُرَحَّلُ قال وأَنشده ابن دريد تحتَ ظِلٍّ كِنانُنا فَضْلُ بُرْدٍ يُهَلَّلُ
( * قوله « يهلل » كذا بالأصل مضبوطاً ولم نعثر عليه في غير هذا المحل ولعله مهلهل )
واكتَنَّ واسْتَكَنَّ اسْتَتَر والمُسْتَكِنَّةُ الحِقْدُ قال زهير وكان طَوى كَشْحاً على مُستكِنَّةٍ فلا هو أَبْداها ولم َتَجَمْجَمِ وكَنَّه يَكُنُّه صانه وفي التنزيل العزيز كأَنهنَّ بَيْضٌ مكنون وأَما قوله لُؤْلؤٌ مَكْنون وبَيْضٌ مَكْنونٌ فكأَنه مَذْهَبٌ للشيء يُصانُ وإِحداهما قريبة من الأُخرى ابن الأَعرابي كَنَنْتُ الشيءَ أَكُنُّه وأَكنَنْتُه أُكِنُّه وقال غيره أَكْنَنْتُ الشيءَ إِذا سَتْرتَه وكنَنْتُه إِذا صُنتَه أَبو عبيد عن أَبي زيد كنَنْتُ الشيءَ وأَكنَنْتُه في الكِنِّ وفي النَّفْسِ مثلُها وتَكَنَّى لزِمَ الكِنَّ وقال رجل من المسلمين رأَيت عِلْجاً يوم القادِسية قد تَكَنَّى وتحَجَّى فقَتلْتُه تحجَّى أَي زَمزَمَ والأَكنانُ الغِيرانُ ونحوها يُسْتكَنُّ فيها واحدها كِنٌّ وتجْمَعُ أَكِنَّة وقيل كِنانٌ وأَكِنَّة واسْتكَنَّ الرجلُ واكْتَنَّ صار في كِنٍّ واكتَنَّتِ المرأَةُ غطَّتْ وجْهَها وسَتَرَتْه حَياءً من الناس أَبو عمرو الكُنَّةُ والسُّدَّةُ كالصُّفَّةِ تكون بين يدي البيت والظُّلَّة تكون بباب الدار وقال الأَصمعي الكُنَّة هي الشيءُ يُخْرِجُه الرجلُ من حائطه كالجَناحِ ونحوه ابن سيده والكُنَّة بالضم جناح تُخْرِجُه من الحائط وقيل هي السَّقِفة تُشْرَعُ فوقَ باب الدار وقيل الظُّلَّة تكون هنالك وقيل هو مُخْدَع أَو رَفٌّ يُشْرَعُ في البيت والجمع كِنَانٌ وكُنّات والكِنانة جَعْبة السِّهام تُتَّخذُ من جُلود لا خَشب فيها أَو من خشب لا جلود فيها الليث الكِنَانة كالجَعْبة غير أَنها صغيرة تتخذ للنَّبْل ابن دريد كِنانة النَّبْل إِذا كانت من أَدم فإِن كانت من خشب فهو جَفِير الصحاح الكِنانةُ التي تجعل فيها السهام والكَنَّةُ بالفتح امرأَة الابن أَو الأَخ والجمع كَنائِنُ نادر كأَنهم توهموا فيه فَعِيلة ونحوها مما يكسر على فعائل التهذيب كل فَعْلةٍ أَو فِعْلة أَو فُعْلة من باب التضعيف فإِنها تجمع على فَعائل لأَن الفعلة إِذا كانت نعتاً صارت بين الفاعلة والفَعيل والتصريف يَضُمُّ فَعْلاً إِلى فعيل كقولك جَلْدٌ وجَلِيد وصُلْبٌ وصَليب فردُّوا المؤنث من هذا النعت إِلى ذلك الأَصل وأَنشد يَقُلْنَ كُنَّا مرَّةً شَبائِبا قَصَرَ شابَّةَ فجعلها شَبَّةً ثم جمعها على الشَّبائب وقال هي حَنَّتُه وكَنَّتُه وفِراشه وإِزاره ونهْضَتُه ولِحافه كله واحد وقال الزِّبرقان بن بدْر أَبغَضُ كَنائني إِليَّ الطُّلَعةُ الخُبَأَة ويروى الطُّلَعةُ القُبَعة يعني التي تَطَلَّعُ ثم تُدْخِلُ رأْسَها في الكِنَّة وفي حديث أُبََيٍّ أَنه قال لعُمَر والعباس وقد استأْذنا عليه إِن كَنَّتكُما كانت تُرَجِّلُني الكَنَّةُ امرأَة الابن وامرأَة الأَخ أَراد امرأَته فسماها كَنَّتَهُما لأَنه أَخوهما في الإِسلام ومنه حديث ابن العاص فجاءَ يتَعاهدُ كَنَّتَه أَي امرأَة ابنه والكِنَّةُ والاكْتِنانُ البَياضُ والكانونُ الثَّقيلُ الوَخِم ابن الأَعرابي الكانون الثقيل من الناس وأَنشد للحطيئة أَغِرْبالاً إِذا اسْتُودِعْت سِرّاً وكانوناً على المُتَحدِّثِينا ؟ أَبو عمرو الكَوانينُ الثُّقلاء من الناس قال ابن بري وقيل الكانون الذي يجلس حتى يََتحَََّى الأَخبارَ والأََحاديث ليَنقُلها قال أَبو دَهْبل وقد قَطَعَ الواشون بيني وبينها ونحنُ إِلى أَن يُوصَل الحبْلُ أَحوَجُ فَليْتَ كوانِينا من اهْلي وأَهلها بأَجْمَعِهم في لُجَّة البحرِ لَجَّجوا الجوهري والكانونُ والكانونةُ المَوْقِدُ والكانونُ المُصْطَلى والكانونان شهران في قلب الشتاء رُوميَّة كانون الأَوَّل وكانونُ الآخر هكذا يسميهما أَهل الروم قال أَبو منصور وهذان الشهران عند العرب هما الهَرَّاران والهَبَّاران وهما شهرا قُماحٍٍ وقِماحٍ وبنو كُنَّة بطنٌ من العرب نسبوا إِلى أُمِّهم وقاله الجوهري بفتح الكاف قال ابن بري قال ابن دريد بنو كُنَّة بضم الكاف قال وكذا قال أَبو زكريا وأَنشد غَزالٌ ما رأَيتُ الْيَوْ مَ في دارِ بَني كُنَّهْ رَخِيمٌ يَصْرَعُ الأُسْدَ على ضَعْفٍ من المُنَّهْ ابن الأَعرابي كَنْكَنَ إِذا هرَِب وكِنانة قبيلة من مُضَر وهو كِنانة بن خُزَيمة بن مُدْرِكة بن الياسِِ بن مُضَر وبنو كِنانة أَيضاً من تَغْلِبَ بن وائلٍ وهم بنو عِكَبٍّ يقال لهم قُرَيْشُ تَغْلِبَ
( * زاد المجد كالصاغاني كنكن إذا كسل وقعد في البيت ومن أسماء زمزم المكنونة وقال الفراء النسبة إلى بني كنة بالضم كني وكني بالضم والكسر )

( كهن ) الكاهنُ معروف كَهَنَ له يَكْهَنُ ويكهُنُ وكَهُنَ كَهانةً وتكَهَّنَ تكَهُّناً وتَكْهِيناً الأَخير نادر قَضى له بالغيب الأَزهري قَلَّما يقال إِلا تكَهَّنَ الرجلُ غيره كَهَن كِهانةً مثل كَتَب يكتُب كِتابة إِذا تكَهَّنَ وكَهُن كَهانة إِذا صار كاهِناً ورجل كاهِنٌ من قوم كَهَنةٍ وكُهَّان وحِرْفتُه الكِهانةُ وفي الحديث نهى عن حُلْوان الكاهن قال الكاهِنُ الذي يَتعاطي الخبرَ عن الكائنات في مستقبل الزمان ويدَّعي معرفة الأَسرار وقد كان في العرب كَهَنةٌ كشِقٍّ وسطيح وغيرهما فمنهم من كان يَزْعُم أَن له تابعاً من الجن ورَئِيّاً يُلقي إِليه الأَخبار ومنهم من كان يزعم أَنه يعرف الأُمور بمُقدِّمات أَسباب يستدل بها على مواقعها من كلام من يسأَله أَو فعله أَو حاله وهذا يخُصُّونه باسم العَرَّاف كالذي يدَّعي معرفة الشيء المسروق ومكان الضالة ونحوهما وما كان فلانٌ كاهِناً ولقد كَهُنَ وفي الحديث من أَتى كاهِناً أَو عَرَّافاً فقد كَفَر بما أُنزِل على محمد أَي من صَدَّقهم ويقال كَهَن لهم إِذا قال لهم قولَ الكَهَنة قال الأَزهري وكانت الكَهانةُ في العرب قبل مبعث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما بُعث نَبِيّاً وحُرِسَت السماء بالشُّهُب ومُنِعت الجنُّ والشياطينُ من استراق السمع وإِلقائه إِلى الكَهَنةِ بطل علم الكَهانة وأَزهق الله أَباطيلَ الكُهَّان بالفُرْقان الذي فَرَقَ الله عز وجل به بين الحق والباطل وأَطلع الله سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم بالوَحْيِ على ما شاءَ من علم الغُيوب التي عَجَزت الكَهنةُ عن الإِحاطة به فلا كَهانةَ اليوم بحمد الله ومَنِّه وإِغنائه بالتنزيل عنها قال ابن الأَثير وقوله في الحديث من أَتى كاهناً يشتمل على إِتيان الكاهن والعرَّاف والمُنَجِّم وفي حديث الجَنين إِنما هذا من إِخوان الكُهَّان إِنما قال له ذلك من أَجل سَجْعِه الذي سَجَع ولم يَعِبْه بمجرّد السَّجْع دون ما تضمَّن سَجْعُه من الباطل فإِنه قال كيف نَدِيَ من لا أَكَلَ ولا شَرِب ولا اسْتَهلَّ ومثل ذلك يُطَلّ وإِنما ضرَب المثل بالكُهَّان لأَنهم كانوا يُرَوِّجون أَقاويلهم الباطلة بأَسجاع تروق السامعين ويسْتَمِيلون بها القلوب ويَستصغون إِليها الأَسْماع فأَما إِذا وَضَع السَّجع في مواضعه من الكلام فلا ذمَّ فيه وكيف يُذَمُّ وقد جاءَ في كلام سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيراً وقد تكرر ذكره في الحديث مفرداً وجمعاً واسماً وفعلاً وفي الحديث إِن الشياطين كانت تَسْترِقُ السمعَ في الجاهلية وتُلقيه إِلى الكَهَنة فتَزيدُ فيه ما تزيدُ وتَقْبلُه الكُفَّار منهم والكاهِنُ أَيضاً في كلام العرب
( * قوله « والكاهن أيضاً إلخ » ويقال فيه الكاهل باللام كما في التكملة )
الذي يقوم بأَمر الرجل ويَسْعى في حاجته والقيام بأَسبابه وأَمر حُزانته والكاهِنان حَيَّان الأَزهري يقال لقُرَيْظة والنَّضير الكاهِنانِ وهما قَبِيلا اليهود بالمدينة وهم أَهل كتاب وفَهْمٍ وعلم وفي حديثٍ مرفوع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يخرج من الكاهِنَين رجلٌ قرأُ القرآن قراءة لا يقرأُ أَحد قراءته قيل إِنه محمد بن كعب القُرَظِيّ وكان من أَولادهم والعرب تسمي كل من تعاطى علماً دقيقاً كاهِناً ومنهم من كان يسمي المنجم والطبيبَ كاهناً

( كون ) الكَوْنُ الحَدَثُ وقد كان كَوْناً وكَيْنُونة عن اللحياني وكراع والكَيْنونة في مصدر كانَ يكونُ أَحسنُ قال الفراء العرب تقول في ذوات الياء مما يشبه زِغْتُ وسِرْتُ طِرْتُ طَيْرُورَة وحِدْتُ حَيْدُودَة فيما لا يحصى من هذا الضرب فأَما ذوات الواو مثل قُلْتُ ورُضْتُ فإِنهم لا يقولون ذلك وقد أَتى عنهم في أَربعة أَحرف منها الكَيْنُونة من كُنْتُ والدَّيْمُومة من دُمْتُ والهَيْعُوعةُ من الهُواع والسَّيْدُودَة من سُدْتُ وكان ينبغي أَن يكون كَوْنُونة ولكنها لما قَلَّتْ في مصادر الواو وكثرت في مصادر الياءِ أَلحقوها بالذي هو أَكثر مجيئاً منها إِذ كانت الواو والياء متقاربتي المخرج قال وكان الخليل يقول كَيْنونة فَيْعولة هي في الأَصل كَيْوَنونة التقت منها ياء وواوٌ والأُولى منهما ساكنة فصيرتا ياء مشددة مثل ما قالوا الهَيِّنُ من هُنْتُ ثم خففوها فقالوا كَيْنونة كما قالوا هَيْنٌ لَيْنٌ قال الفراء وقد ذهب مَذْهباً إِلا أَن القول عِندي هو الأَول وقول الحسن بن عُرْفُطة جاهليّ لم يَكُ الحَقُّ سوَى أَنْ هاجَهُ رَسْمُ دارٍ قد تَعَفَّى بالسَّرَرْ إِنما أَراد لم يكن الحق فحذف النون لالتقاء الساكنين وكان حكمه إِذا وقعت النون موقعاً تُحَرَّكُ فيه فتَقْوَى بالحركة أَن لا يَحْذِفَها لأَنها بحركتها قد فارقت شِبْهَ حروف اللِّينِ إِذ كُنَّ لا يَكُنَّ إِلا سَوَاكِنَ وحذفُ النون من يكن أَقبح من حذف التنوين ونون التثنية والجمع لأَن نون يكن أَصل وهي لام الفعل والتنوين والنون زائدان فالحذف منهما أَسهل منه في لام الفعل وحذف النون أَيضاً من يكن أَقبح من حذف النون من قوله غير الذي قد يقال مِلْكذب لأَن أَصله يكون قد حذفت منه الواو لالتقاء الساكنين فإِذا حذفت منه النون أَيضاً لالتقاء الساكنين أَجحفت به لتوالي الحذفين لا سيما من وجه واحد قال ولك أَيضاً أَن تقول إِن من حرفٌ والحذف في الحرف ضعيف إِلا مع التضعيف نحو إِنّ وربَّ قال هذا قول ابن جني قال وأَرى أَنا شيئاً غير ذلك وهو أَن يكون جاء بالحق بعدما حذف النون من يكن فصار يكُ مثل قوله عز وجل ولم يكُ شيئاً فلما قَدَّرَهُ يَك جاء بالحق بعدما جاز الحذف في النون وهي ساكنة تخفيفاً فبقي محذوفاً بحاله فقال لم يَكُ الحَقُّ ولو قَدَّره يكن فبقي محذوفاً ثم جاء بالحق لوجب أَن يكسر لالتقاء الساكنين فيَقْوَى بالحركة فلا يجد سبيلاً إِلى حذفها إِلا مستكرهاً فكان يجب أَن يقول لم يكن الحق ومثله قول الخَنْجَر بن صخر الأَسدي فإِنْ لا تَكُ المِرآةُ أَبْدَتْ وَسامةً فقد أَبْدَتِ المِرآةُ جَبْهةَ ضَيْغَمِ يريد فإِن لا تكن المرآة وقال الجوهري لم يك أَصله يكون فلما دخلت عليها لم جزمتها فالتقى ساكنان فحذفت الواو فبقي لم يكن فلما كثر استعماله حذفوا النون تخفيفاً فإِذا تحركت أَثبتوها قالوا لم يَكُنِ الرجلُ وأَجاز يونس حذفها مع الحركة وأَنشد إِذا لم تَكُ الحاجاتُ من همَّة الفَتى فليس بمُغْنٍ عنكَ عَقْدُ الرَّتائِمِ ومثله ما حكاه قُطْرُب أَن يونس أَجاز لم يكُ الرجل منطلقاً وأَنشد بيت الحسن بن عُرْفُطة لم يَكُ الحَقُّ سوى أَن هاجَه والكائنة الحادثة وحكى سيبوية أَنا أَعْرِفُكَ مُذْ كنت أَي مذ خُلِقْتَ والمعنيان متقاربان ابن الأَعرابي التَّكَوُّنُ التَّحَرُّك تقول العرب لمن تَشْنَؤُه لا كانَ ولا تَكَوَّنَ لا كان لا خُلِقَ ولا تَكَوَّن لا تَحَرَّك أَي مات والكائنة الأَمر الحادث وكَوَّنَه فتَكَوَّن أَحدَثَه فحدث وفي الحديث من رآني في المنام فقد رآني فإِن الشيطان لا يتَكَوَّنُني وفي رواية لا يتَكَوَّنُ على صورتي
( * قوله « على صورتي » كذا بالأصل والذي في نسخ النهاية في صورتي أَي يتشبه بي ويتصور بصورتي وحقيقته يصير كائناً في صورتي ) وكَوَّنَ الشيءَ أَحدثه والله مُكَوِّنُ الأَشياء يخرجها من العدم إلى الوجود وبات فلان بكِينةِ سَوْءٍ وبجِيبةِ سَوْءٍ أَي بحالة سَوءٍ والمكان الموضع والجمع أَمْكِنة وأَماكِنُ توهَّموا الميم أَصلاً حتى قالوا تَمَكَّن في المكان وهذا كما قالوا في تكسير المَسِيل أَمْسِلة وقيل الميم في المكان أَصل كأَنه من التَّمَكُّن دون الكَوْنِ وهذا يقويه ما ذكرناه من تكسيره على أَفْعِلة وقد حكى سيبويه في جمعه أَمْكُنٌ وهذا زائد في الدلالة على أَن وزن الكلمة فَعَال دون مَفْعَل فإن قلت فان فَعَالاً لا يكسر على أَفْعُل إلا أَن يكون مؤنثاً كأَتانٍ وآتُنٍ الليث المكان اشتقاقُه من كان يكون ولكنه لما كثر في الكلام صارت الميم كأَنها أَصلية والمكانُ مذكر قيل توهموا
( * قوله « قيل توهموا إلخ » جواب قوله فان قيل فهو من كلام ابن سيده وما بينهما اعتراض من عبارة الازهري وحقها التأخر عن الجواب كما لا يخفى ) فيه طرح الزائد كأَنهم كَسَّروا مَكَناً وأَمْكُنٌ عند سيبويه مما كُسِّرَ على غير ما يُكَسَّرُ عليه مثلُه ومَضَيْتُ مَكانتي ومَكِينَتي أي على طِيَّتي والاستِكانة الخضوع الجوهري والمَكانة المنزلة وفلانٌ مَكِينٌ عند فلان بَيِّنُ المكانة والمكانة الموضع قال تعالى ولو نشاءُ لمَسَخْناهم على مَكانتهم قال ولما كثرلزوم الميم تُوُهِّمت أَصلية فقيل تَمَكَّن كما قالوا من المسكين تَمَسْكَنَ ذكر الجوهري ذلك في هذه الترجمة قال ابن بري مَكِينٌ فَعِيل ومَكان فَعال ومَكانةٌ فَعالة ليس شيء منها من الكَوْن فهذا سهوٌ وأَمْكِنة أَفْعِلة وأَما تمسكن فهو تَمَفْعل كتَمَدْرَع مشتقّاً من المِدْرَعة بزيادته فعلى قياسه يجب في تمكَّنَ تمَكْونَ لأَنه تمفْعل على اشتقاقه لا تمكَّنَ وتمكَّنَ وزنه تفَعَّلَ وهذا كله سهو وموضعه فصل الميم من باب النون وسنذكره هناك وكان ويكون من الأَفعال التي ترفع الأَسماء وتنصب الأَخبار كقولك كان زيد قائماً ويكون عمرو ذاهباً والمصدر كَوْناً وكياناً قال الأَخفش في كتابه الموسوم بالقوافي ويقولون أَزَيْداً كُنْتَ له قال ابن جني ظاهره أَنه محكيّ عن العرب لأَن الأَخفش إنما يحتج بمسموع العرب لا بمقيس النحويين وإذا كان قد سمع عنهم أَزيداً كنت له ففيه دلالة على جواز تقديم خبر كان عليها قال وذلك انه لا يفسر الفعل الناصب المضمر إلا بما لو حذف مفعوله لتسلط على الاسم الأَول فنصبه أَلا تَراكَ تقول أَزيداً ضربته ولو شئت لحذفت المفعول فتسلطتْ ضربت هذه الظاهرة على زيد نفسه فقلت أَزيداً ضربت فعلى هذا قولهم أَزيداً كنت له يجوز في قياسه أَن تقول أَزيداً كُنْتَ ومثَّل سيبويه كان بالفعل المتعدِّي فقال وتقول كُنّاهْم كما تقول ضربناهم وقال إذا لم تَكُنْهم فمن ذا يَكُونُهم كما تقول إذا لم تضربهم فمن ذا يضربهم قال وتقول هو كائِنٌ ومَكُونٌ كما تقول ضارب ومضروب غيره وكان تدل على خبر ماضٍ في وسط الكلام وآخره ولا تكون صلَةً في أَوَّله لأَن الصلة تابعة لا متبوعة وكان في معنى جاء كقول الشاعر إذا كانَ الشِّتاءُ فأَدْفئُوني فإنَّ الشَّيْخَ يُهْرِمُه الشِّتاءُ قال وكان تأْتي باسم وخبر وتأْتي باسم واحد وهو خبرها كقولك كان الأَمْرُ وكانت القصة أي وقع الأَمر ووقعت القصة وهذه تسمى التامة المكتفية وكان تكون جزاءً قال أَبو العباس اختلف الناس في قوله تعالى كيف نُكَلِّمُ من كان في المَهْدِ صبيّاً فقال بعضهم كان ههنا صلة ومعناه كيف نكلم من هو في المهد صبيّاً قال وقال الفراء كان ههنا شَرْطٌ وفي الكلام تعَجبٌ ومعناه من يكن في المهد صبيّاً فكيف يُكَلَّمُ وأَما قوله عز وجل وكان الله عَفُوّاً غَفُوراً وما أَشبهه فإن أَبا إسحق الزجاج قال قد اختلف الناس في كان فقال الحسن البصري كان الله عَفُوّاً غَفُوراً لعباده وعن عباده قبل أَن يخلقهم وقال النحويون البصريون كأَنَّ القوم شاهَدُوا من الله رحمة فأُعْلِمُوا أَن ذلك ليس بحادث وأَن الله لم يزل كذلك وقال قوم من النحويين كانَ وفَعَل من الله تعالى بمنزلة ما في الحال فالمعنى والله أَعلم والله عَفُوٌّ غَفُور قال أَبو إسحق الذي قاله الحسن وغيره أَدْخَلُ في العربية وأَشْبَهُ بكلام العرب وأَما القول الثالث فمعناه يؤُول إلى ما قاله الحسن وسيبويه إلاَّ أن كون الماضي بمعنى الحال يَقِلُّ وصاحبُ هذا القول له من الحجة قولنا غَفَر الله لفلان بمعنى لِيَغْفِر الله فلما كان في الحال دليل على الاستقبال وقع الماضي مؤدِّياً عنها استخفافاً لأَن اختلاف أَلفاظ الأَفعال إنما وقع لاختلاف الأَوقات وروي عن ابن الأَعرابي في قوله عز وجل كُنتُم خَيْرَ أُمَّة أُخرجت للناس أَي أَنتم خير أُمة قال ويقال معناه كنتم خير أُمة في علم الله وفي الحديث أَعوذ بك من الحَوْر بعد الكَوْنِ قال ابن الأَثير الكَوْنُ مصدر كان التامَّة يقال كان يَكُونُ كَوْناً أَي وُجِدَ واسْتَقَرَّ يعني أَعوذ بك من النقص بعد الوجود والثبات ويروى بعد الكَوْرِ بالراء وقد تقدم في موضعه الجوهري كان إذا جعلته عبارة عما مضى من الزمان احتاج إلى خبر لأَنه دل على الزمان فقط تقول كان زيد عالماً وإذا جعلته عبارة عن حدوث الشيء ووقوعه استغنى عن الخبر لأَنه دل على معنى وزمان تقول كانَ الأَمْرُ وأَنا أَعْرفُه مُذْ كان أَي مُذْ خُلِقََ قال مَقَّاسٌ العائذيّ فِداً لبَني ذُهْلِ بن شَيْبانَ ناقَتي إذا كان يومٌ ذو كواكبَ أَشْهَبُ قوله ذو كواكب أَي قد أَظلم فبَدَتْ كواكبُه لأَن شمسه كسفت بارتفاع الغبار في الحرب وإذا كسفت الشمس ظهرت الكواكب قال وقد تقع زائدة للتوكيد كقولك كان زيد منطلقاً ومعناه زيد منطلق قال تعالى وكان الله غفوراً رحيماً وقال أَبو جُندب الهُذَلي وكنتُ إذ جاري دعا لمَضُوفةٍ أُشَمِّرُ حتى يَنْصُفَ الساقَ مِئْزَري وإنما يخبر عن حاله وليس يخبر بكنت عمَّا مضى من فعله قال ابن بري عند انقضاء كلام الجوهري رحمهما الله كان تكون بمعنى مَضَى وتَقَضَّى وهي التامة وتأْتي بمعنى اتصال الزمان من غير انقطاع وهي الناقصة ويعبر عنها بالزائدة أَيضاً وتأْتي زائدة وتأَتي بمعنى يكون في المستقبل من الزمان وتكون بمعنى الحدوث والوقوع فمن شواهدها بمعنى مضى وانقضى قول أَبي الغول عَسَى الأَيامُ أَن يَرْجِع نَ قوماً كالذي كانوا وقال ابن الطَّثَرِيَّة فلو كنتُ أَدري أَنَّ ما كانَ كائنٌ وأَنَّ جَدِيدَ الوَصْلِ قد جُدَّ غابِرُهْ وقال أَبو الأَحوصِ كم مِن ذَوِي خُلَّةٍ قبْلي وقبْلَكُمُ كانوا فأَمْسَوْا إلى الهِجرانِ قد صاروا وقال أَبو زُبَيْدٍ ثم أَضْحَوْا كأَنهُم لم يَكُونوا ومُلُوكاً كانوا وأَهْلَ عَلاءِ وقال نصر بن حجاج وأَدخل اللام على ما النافية ظَنَنتَ بيَ الأَمْرَ الذي لو أَتَيْتُه لَمَا كان لي في الصالحين مَقامُ وقال أَوْسُ بن حجَر هِجاؤُكَ إلاَّ أَنَّ ما كان قد مَضَى عَليَّ كأَثْوابِ الحرام المُهَيْنِم وقال عبد الله بن عبد الأَعلى يا لَيْتَ ذا خَبَرٍ عنهم يُخَبِّرُنا بل لَيْتَ شِعْرِيَ ماذا بَعْدَنا فَعَلُوا ؟ كنا وكانوا فما نَدْرِي على وَهَمٍ أَنَحْنُ فيما لَبِثْنا أَم هُمُ عَجِلُوا ؟ أَي نحن أَبطأْنا ومنه قول الآخر فكيف إذا مَرَرْتَ بدارِ قَوْمٍ وجيرانٍ لنا كانُوا كرامِ وتقديره وجيرانٍ لنا كرامٍ انْقَضَوْا وذهب جُودُهم ومنه ما أَنشده ثعلب فلو كنتُ أَدري أَنَّ ما كان كائنٌ حَذِرْتُكِ أَيامَ الفُؤادُ سَلِيمُ
( * قوله « أيام الفؤاد سليم » كذا بالأصل برفع سليم وعليه ففيه مع قوله غريم اقواء )
ولكنْ حَسِبْتُ الصَّرْمَ شيئاً أُطِيقُه إذا رُمْتُ أَو حاوَلْتُ أَمْرَ غَرِيمِ ومنه ما أَنشده الخليل لنفسه بَلِّغا عنِّيَ المُنَجِّمَ أَني كافِرٌ بالذي قَضَتْه الكَواكِبْ عالِمٌ أَنَّ ما يكُونُ وما كا نَ قَضاءٌ من المُهَيْمِنِ واجِبْ ومن شواهدها بمعنى اتصالِ الزمانِ من غير انقطاع قولُه سبحانه وتعالى وكان الله غفوراً رحيماً أي لم يَزَلْ على ذلك وقال المتلمس وكُنَّا إذا الجَبَّارُ صَعَّرَ خَدَّه أَقَمْنا له من مَيْلِهِ فتَقَوَّما وقول الفرزدق وكنا إذا الجَبَّارُ صَعَّرَ خَدَّه ضَرَبْْناه تحتَ الأَنْثَيَينِ على الكَرْدِ وقول قَيْسِ بن الخَطِيم وكنتُ امْرَأً لا أَسْمَعُ الدَّهْرَ سُبَّةً أُسَبُّ بها إلاَّ كَشَفْتُ غِطاءَها وفي القرآن العظيم أَيضاً إن هذا كان لكم جَزاءً وكان سَعْيُكُم مَشْكُوراً فيه إنه كان لآياتِنا عَنِيداً وفيه كان مِزاجُها زَنْجبيلاً ومن أَقسام كان الناقصة أَيضاً أَن تأْتي بمعنى صار كقوله سبحانه كنتم خَيْرَ أُمَّةٍ وقوله تعالى فإذا انْشَقَّتِ السماءُ فكانت وَرْدَةً كالدِّهانِ وفيه فكانت هَبَاءً مُنْبَثّاً وفيه وكانت الجبالُ كَثِيباً مَهِيلاً وفيه كيف نُكَلِّمُ من كانَ في المَهْدِ صَبِيّاً وفيه وما جَعَلْنا القِبْلَةَ التي كُنْتَ عليها أَي صِرْتَ إليها وقال ابن أَحمر بتَيْهاءَ قَفْرٍ والمَطِيُّ كأَنَّها قَطا الحَزْنِ قد كانَتْ فِراخاً بُيوضُها وقال شَمْعَلَةُ بن الأَخْضَر يصف قَتْلَ بِسْطامِ ابن قَيْسٍ فَخَرَّ على الأَلاءَة لم يُوَسَّدْ وقد كانَ الدِّماءُ له خِمارَا ومن أَقسام كان الناقصة أَيضاً أن يكون فيها ضميرُ الشأْن والقِصَّة وتفارقها من اثني عشر وجهاً لأَن اسمها لا يكون إلا مضمراً غير ظاهر ولا يرجع إلى مذكور ولا يقصد به شيء بعينه ولا يؤَكد به ولا يعطف عليه ولا يبدل منه ولا يستعمل إلا في التفخيم ولا يخبر عنه إلا بجملة ولا يكون في الجملة ضمير ولا يتقدَّم على كان ومن شواهد كان الزائدة قول الشاعر باللهِ قُولُوا بأَجْمَعِكُمْ يا لَيْتَ ما كانَ لم يَكُنِ وكان الزائدةُ لا تُزادُ أَوَّلاً وإنما تُزادُ حَشْواً ولا يكون لها اسم ولا خبر ولا عمل لها ومن شواهدها بمعنى يكون للمستقبل من الزمان قول الطِّرمَّاح بن حَكِيمٍ وإني لآتِيكُمْ تَشَكُّرَ ما مَضَى من الأَمْرِ واسْتِنْجازَ ما كانَ في غَدِ وقال سَلَمَةُ الجُعْفِيُّ وكُنْتُ أَرَى كالمَوْتِ من بَيْنِ سَاعَةٍ فكيفَ بِبَيْنٍ كانَ مِيعادُه الحَشْرَا ؟ وقد تأْتي تكون بمعنى كان كقولِ زيادٍ الأَعْجَمِ وانْضَخْ جَوانِبَ قَبْرِهِ بدِمائها ولَقَدْ يَكُونُ أَخا دَمٍ وذَبائِح ومنه قول جَرِير ولقد يَكُونُ على الشَّبابِ بَصِيرَا قال وقد يجيء خبر كان فعلاً ماضياً كقول حُمَيْدٍ الأَرْقَطِ وكُنْتُ خِلْتُ الشَّيْبَ والتَّبْدِينَا والهَمَّ مما يُذْهِلُ القَرِينَا وكقول الفرزدق وكُنَّا وَرِثْناه على عَهْدِ تُبَّعٍ طَوِيلاً سَوارِيه شَديداً دَعائِمُهْ وقال عَبْدَةُ بنُ الطَّبِيبِ وكانَ طَوَى كَشْحاً على مُسْتَكِنَّةٍ فَلا هُوَ أَبْداها ولم يَتَجَمْجَمِ وهذا البيت أَنشده في ترجمة كنن ونسبه لزهير قال ونقول كانَ كَوْناً وكَيْنُونة أَيضاً شبهوه بالحَيْدُودَة والطَّيْرُورة من ذوات الياء قال ولم يجيء من الواو على هذا إلا أَحرف كَيْنُونة وهَيْعُوعة ودَيْمُومة وقَيْدُودَة وأَصله كَيْنُونة بتشديد الياء فحذفوا كما حذفوا من هَيِّنٍ ومَيُِّتٍ ولولا ذلك لقالوا كَوْنُونة لأَنه ليس في الكلام فَعْلُول وأَما الحيدودة فأَصله فَعَلُولة بفتح العين فسكنت قال ابن بري أَصل كَيّنُونة كَيْوَنُونة ووزنها فَيْعَلُولة ثم قلبت الواو ياء فصار كَيّنُونة ثم حذفت الياء تخفيفاً فصار كَيْنُونة وقد جاءت بالتشديد على الأَصل قال أَبو العباس أَنشدني النَّهْشَلِيُّ قد فارَقَتْ قَرِينَها القَرِينَه وشَحَطَتْ عن دارِها الظَّعِينه يا ليتَ أَنَّا ضَمَّنَا سَفِينه حَتَّى يَعُودَ الوَصْل كَيّنُونه قال والحَيْدُودَة أَصل وزنها فَيْعَلُولة وهو حَيْوَدُودَة ثم فعل بها ما فعل بكَيْنونة قال ابن بري واعلم أَنه يلحق بباب كان وأَخواتها كل فِعْلٍ سُلِبَ الدِّلالةَ على الحَدَث وجُرِّدَ للزمان وجاز في الخبر عنه أَن يكون معرفة ونكرة ولا يتم الكلام دونه وذلك مثل عادَ ورَجَعَ وآضَ وأَتى وجاء وأَشباهها كقول الله عز وجل يَأْتِ بَصيراً وكقول الخوارج لابن عباس ما جاءت حاجَتُك أَي ما صارت يقال لكل طالب أَمر يجوز أَن يَبْلُغَه وأَن لا يبلغه وتقول جاء زيدٌ الشريفَ أَي صار زيدٌ الشريفَ ومنها طَفِق يفعل وأَخَذ يَكْتُب وأَنشأَ يقول وجَعَلَ يقول وفي حديث تَوْبةِ كَعْبٍ رأَى رجلاً لا يَزُول به السَّرابُ فقال كُنْ أَبا خَيْثَمة أَي صِرْهُ يقال للرجل يُرَى من بُعْدٍ كُن فلاناً أَي أَنت فلان أَو هو فلان وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه دخل المسجد فرأَى رجلاً بَذَّ الهيئة فقال كُنْ أَبا مسلم يعني الخَوْلانِيَّ ورجل كُنْتِيٌّ كبير نسب إلى كُنْتُ وقد قالوا كُنْتُنِيٌّ نسب إلى كُنْتُ أَيضاً والنون الأَخيرة زائدة قال وما أَنا كُنْتِيٌّ ولا أَنا عاجِنُ وشَرُّ الرِّجال الكُنْتُنِيُّ وعاجِنُ وزعم سيبويه أَن إخراجه على الأَصل أَقيس فتقول كُونِيٌّ على حَدِّ ما يُوجِبُ النَّسَبَ إلى الحكاية الجوهري يقال للرجل إذا شاخ هو كُنْتِيٌّ كأَنه نسب إلى قوله كُنْتُ في شبابي كذا وأَنشد فأَصْبَحْتُ كُنْتِيّاً وأَصْبَحْتُ عاجِناً وشَرُّ خِصَالِ المَرْءِ كُنْتُ وعاجِنُ قال ابن بري ومنه قول الشاعر إذا ما كُنْتَ مُلْتَمِساً لِغَوْثٍ فلا تَصْرُخْ بكُنْتِيٍّ كبِيرِ فَلَيْسَ بِمُدْرِكٍ شيئاً بَسَعْيِ ولا سَمْعٍ ولا نَظَرٍ بَصِيرِ وفي الحديث أَنه دخل المسجدَ وعامَّةُ أَهله الكُنْتِيُّونَ هم الشُّيوخُ الذين يقولون كُنَّا كذا وكانَ كذا وكنت كذا فكأَنه منسوب إلى كُنْتُ يقال كأَنك والله قد كُنْتَ وصِرْتَ إلى كانَ أَي صرتَ إلى أَن يقال عنك كانَ فلان أَو يقال لك في حال الهَرَم كُنْتَ مَرَّةً كذا وكنت مرة كذا الأَزهري في ترجمة كَنَتَ ابن الأَعرابي كَنَتَ فلانٌ في خَلْقِه وكان في خَلْقِه فهو كُنْتِيٌّ وكانِيُّ ابن بُزُرْج الكُنْتِيُّ القوي الشديد وأَنشد قد كُنْتُ كُنْتِيّاً فأَصْبَحْتُ عاجِناً وشَرُّ رِجال الناسِ كُنْتُ وعاجِنُ يقول إذا قام اعْتَجَن أَي عَمَدَ على كُرْسُوعه وقال أَبو زيد الكُنْتِيُّ الكبير وأَنشد فلا تَصْرُخْ بكُنْتِيٍّ كبير وقال عَدِيُّ بن زيد فاكتَنِتْ لا تَكُ عَبْداً طائِراً واحْذَرِ الأَقْتالَ مِنَّا والثُّؤَرْ قال أَبو نصر اكْتَنِتْ ارْضَ بما أَنت فيه وقال غيره الاكْتناتُ الخضوع قال أَبو زُبَيْدٍ مُسْتَضْرِعٌ ما دنا منهنَّ مُكْتَنِتٌ للعَظْمِ مُجْتَلِمٌ ما فوقه فَنَعُ قال الأَزهري وأَخبرني المنذري عن أَبي الهيثم أَنه قال لا يقال فَعَلْتُني إلا من الفعل الذي يتعدَّى إلى مفعولين مثل ظَنَنْتُني ورأَيْتُني ومُحالٌ أَن تقول ضَرَبْتُني وصَبَرْتُني لأَنه يشبه إضافة الفعل إلى ني ولكن تقول صَبَرْتُ نفسي وضَرَبْتُ نَفْسِي وليس يضاف من الفعل إلى ني إلاّ حرف واحد وهو قولهم كُنْتي وكُنْتُني وأَنشد وما كُنْتُ كُنْتِيّاً وما كُنْت عاجِناً وشَرُّ الرجالِ الكُنْتُنِيُّ وعاجِنُ فجمع كُنْتِيّاً وكُنْتُنيّاً في البيت ثعلب عن ابن الأَعرابي قيل لصَبِيَّةٍ من العرب ما بَلَغَ الكِبَرُ من أَبيك ؟ قالت قد عَجَنَ وخَبَزَ وثَنَّى وثَلَّثَ وأَلْصَقَ وأَوْرَصَ وكانَ وكَنَتَ قال أَبو العباس وأَخبرني سلمة عن الفراء قال الكُنْتُنِيُّ في الجسم والكَانِيُّ في الخُلُقِ قال وقال ابن الأَعرابي إذا قال كُنْتُ شابّاً وشجاعاً فهو كُنْتِيٌّ وإذا قال كانَ لي مال فكُنْتُ أُعطي منه فهو كانِيٌّ وقال ابن هانئ في باب المجموع مُثَلَّثاً رجل كِنْتَأْوٌ ورجلان كِنْتَأْوان ورجال كِنْتَأْوُونَ وهو الكثير شعر اللحية الكَثُّها ومنه جَمَلٌ سِنْدَأْوٌ وسِنْدَأْوان وسِندَأْوُونَ وهو الفسيح من الإبل في مِشْيَتِه ورجل قَنْدَأْوٌ ورجلان قِنْدَأْوان ورجال قَنْدَأْوُون مهموزات وفي الحديث دخل عبد الله بن مسعود المسجدَ وعامة أَهله الكُنْتِيُّون فقلتُ ما الكُنْتِيُّون ؟ فقال الشُّيُوخُ الذين يقولون كانَ كذا وكذا وكُنْتُ فقال عبد الله دارَتْ رَحَى الإسلام عليَّْ خمسةً وثَلاثين ولأَنْ تَمُوتَ أَهلُ دارِي أَحَبُّ إليَّ من عِدَّتِهم من الذِّبَّان والجِعْلانِ قال شمر قال الفراء تقول كأَنَّك والله قد مُتَّ وصِرْتَ إلى كانَ وكأَنكما مُتُّمَا وصرتما إلى كانا والثلاثة كانوا المعنى صِرْتَ إلى أَن يقال كانَ وأَنت ميت لا وأَنت حَيٌّ قال والمعنى له الحكاية على كُنْت مَرَّةً للمُواجهة ومرة للغائب كما قال عز من قائلٍ قل للذين كفروا ستُغْلَبُون وسَيُغْلَبُون هذا على معنى كُنْتَ وكُنْتَ ومنه قوله وكُلُّ أَمْرٍ يوماً يَصِيرُ كان وتقول للرجل كأَنِّي بك وقد صِرْتَ كانِيّاً أَي يقال كان وللمرأَة كانِيَّة وإن أَردت أَنك صرت من الهَرَم إلى أَن يقال كُنْت مرة وكُنْت مرة قيل أَصبحتَ كُنْتِيّاً وكُنْتُنِيّاً وإنما قال كُنْتُنِيّاً لأَنه أَحْدَثَ نوناً مع الياء في النسبة ليتبين الرفع كما أَرادوا تَبين النَّصبِ في ضَرَبني ولا يكون من حروف الاستثناء تقول جاء القوم لا يكون زيداً ولا تستعمل إلى مضمراً فيها وكأَنه قال لا يكون الآتي زيداً وتجيء كان زائدة كقوله سَراةُ بَني أَبي بَكْرٍ تَسامَوْا على كانَ المُسَوَّمةَِ العِرابِ أَي على المُسوَّمة العِراب وروى الكسائي عن العرب نزل فلان على كان خَتَنِه أَي نزَل على خَتَنِه وأَنشد الفراء جادَتْ بكَفَّيْ كانَ من أَرمى البَشَرْ أَي جادت بكفَّي من هو من أَرمى البشر قال والعرب تدخل كان في الكلام لغواً فتقول مُرَّ على كان زيدٍ يريدون مُرَّ فأَدخل كان لغواً وأَما قول الفرزدق فكيفَ ولو مَرَرْت بدارِِ قومٍ وجِيرانٍ لنا كانوا كِرامِ ؟ ابن سيده فزعم سيبويه أَن كان هنا زائدة وقال أَبو العباس إن تقديره وجِيرانٍ كِرامٍ كانوا لنا قال ابن سيده وهذا أَسوغ لأَن كان قد عملت ههنا في موضع الضمير وفي موضع لنا فلا معنى لما ذهب إليه سيبويه من أَنها زائدة هنا وكان عليه كَوْناً وكِياناً واكْتانَ وهو من الكَفالة قال أَبو عبيد قال أَبو زيد اكْتَنْتُ به اكْتِياناً والاسم منه الكِيانةُ وكنتُ عليهم أَكُون كَوْناً مثله من الكفالة أَيضاً ابن الأَعرابي كان إذا كَفَل والكِيانةُ الكَفالة كُنْتُ على فلانٍ أكُونُ كَوْناً أَي تَكَفَّلْتُ به وتقول كُنْتُكَ وكُنْتُ إياك كما تقول ظننتك زيداً وظَنْنتُ زيداً إِياك تَضَعُ المنفصل موضع المتصل في الكناية عن الاسم والخبر لأَنهما منفصلان في الأَصل لأَنهما مبتدأ وخبر قال أَبو الأَسود الدؤلي دَعِ الخمرَ تَشربْها الغُواةُ فإنني رأيتُ أَخاها مُجْزِياً لمَكانِها فإن لا يَكُنها أَو تَكُنْه فإنه أَخوها غَذَتْهُ أُمُّهُ بلِبانِها يعني الزبيب والكَوْنُ واحد الأَكْوان وسَمْعُ الكيان كتابٌ للعجم قال ابن بري سَمْعُ الكيان بمعنى سَماعِ الكِيان وسَمْعُ بمعنى ذِكْرُِ الكيان وهو كتاب أَلفه أَرَسْطو وكِيوانُ زُحَلُ القولُ فيه كالقول في خَيْوان وهو مذكور في موضعه والمانع له من الصرف العجمة كما أَن المانع لخَيْوان من الصرف إنما هو التأْنيث وإرادة البُقْعة أَو الأَرض أَو القَرْية والكانونُ إن جعلته من الكِنِّ فهو فاعُول وإن جعلته فَعَلُولاً على تقدير قَرَبُوس فالأَلف فيه أَصلية وهي من الواو سمي به مَوْقِِدُ النار

( كين ) الكَيْنُ لحمةُ داخلِ فرجِ المرأَة ابن سيده الكَيْنُ لخم باطنِ الفرج والرَّكَب ظاهره قال جرير غَمَزَ ابنُ مُرَّةَ يا فَرَزْدَقُ كَيْنَها غَمْزَ الطَّبِيبِ نَغانِغَ المَعْذُورِ يعني عمرانَ بن مرة المِنْقَريّ وكان أَسَرَ جِعْثِنَ أُخت الفرزدق يوم السيِّدان وفي ذلك يقول جرير أَيضاً هُمُ ترَكوها بعدما طالت السُّرى عَواناً ورَدُّوا حُمْرةَ الكَيْنِ أَسودا وفي ذلك يقول جرير أَيضاً يُفَرِّجُ عِمْرانُ مُرَّةَ كَيْنَها ويَنْزُو نُزاءَ العَيْر أَعْلَقَ حائلُهْ وقيل الكَيْنُ الغُدَدُ التي هي داخل قُبُل المرأَة مثلُ أَطراف النَّوى والجمع كُيون والكَيْنُ البَظْرُ عن اللحياني وكَيْنُ المرأَة بُظارتها وأَنشد اللحياني يَكْوينَ أَطرافَ الأُيورِ بالكَيْن إذا وَجَدْنَ حَرَّةً تَنَزَّيْن قال ابن سيده فهذا يجوز أَن يفسر بجميع ما ذكرناه واسْتَكانَ الرجل خَضَعَ وذَلّ جعله أَبو علي استفعل من هذا الباب وغيره يجعله افتعل من المَسْكَنة ولكل من ذلك تعليل مذكور في بابه وباتَ فلانٌ بكِينةِ سَوْءٍ بالكسر أَي بحالة سَوْءِ أَبو سعيد يقال أَكانَه الله يُكِينُه إكانةً أَي أَخضعه حتى اسْتَكان وأَدخل عليه من الذل ما أَكانه وأَنشد لعَمْرُك ما يَشْفي جِراحٌ تُكينُه ولكِنْ شِفائي أَن تَئِيمَ حَلائِلُهْ قال الأَزهري وفي التنزيل العزيز فما اسْتَكانوا لربهم من هذا أَي ما خَضَعُوا لربهم وقال ابن الأَنباري في قولهم اسْتَكانَ أَي خضع فيه قولان أَحدهما أَنه من السَّكِينة وكان في الأَصل اسْتَكَنوا افتعل من سَكَن فمُدَّتْ فتحة الكاف بالأَلف كما يمدُّون الضمة بالواو والكسرة بالياء واحتج بقوله فأَنْظُورُ أَي فأَنظُرُ وشِيمال في موضع الشِّمال والقول الثاني أَنه استفعال من كان يكون ثعلب عن ابن الأَعرابي الكَيْنةُ النَّبِقةُ والكَيْنة الكَفالة والمُكْتانُ الكَفِيلُ وكائِنْ معناها معنى كم في الخبر والاستفهام وفيها لغتان كَأيٍّ مثْلُ كَعَيِّنْ وكائِنْ مثل كاعِنْ قال أُبَيُّ بن كَعْبٍ لزِرِّ بن حُبَيْش كَأَيِّنْ تَعُدُّون سورة الأَحزاب أَي كم تَعُدُّونها آيةً وتستعمل في الخبر والاستفهام مثل كم قال ابن الأَثير وأَشهر لغاتها كأَيٍّ بالتشديد وتقول في الخبر كأَيٍّ من رجل قد رأَيت تريد به التكثيرَ فتخفض النكرة بعدها بمن وإدخالُ من بعد كأَيٍّ أَكثرُ من النصب بها وأَجود قال ذو الرمة وكائنْ ذَعَرْنا من مَهاةٍ ورامِحٍ بلادُ العِدَى ليست له ببلادِ قال ابن بري بعد انقضاء كلام الجوهري ظاهر كلامه أَن كائن عنده بمنزلة بائع وسائر ونحو ذلك مما وَزْنُه فاعل وذلك غلط وإنما الأَصل فيها كأَيٍّ الكاف للتشبيه دخلت على أَيٍّ ثم قُدِّمت الياء المشددة ثم خففت فصارت كَيِيءٍ ثم أُبدلت الياء أَلفاً فقالوا كاءٍ كما قالوا في طَيِّءٍ طاءٍ وفي التنزيل العزيز وكأَيِّنْ من نَبيٍّ قال الأَزهري أَخبرني المنذري عن أَبي الهيثم أَنه قال كأَيّ بمعنى كم وكم بمعنى الكثرة وتعمل عمل رب في معنى القِلَّة قال وفي كَأَيٍّ ثلاث لغات كأَيٍّ بوزن كَعَيِّنْ الأَصل أَيٌّ أُدخلت عليها كاف التشبيه وكائِنْ بوزن كاعِنْ واللغة الثالثة كايِنْ بوزن ماينْ لا همز فيه وأَنشد كايِنْ رَأَبْتُ وهايا صَدْع أَعْظُمِه ورُبَّهُ عَطِباً أَنَْقَذْتُ مِ العَطَبِ يريد من العطب وقوله وكايِنْ بوزن فاعل من كِئْتُ أَكِيُّ أَي جبُنْتُ قال ومن قال كَأْي لم يَمُدَّها ولم يحرِّك همزتها التي هي أَول أَيٍّ فكأَنها لغة وكلها بمعنى كم وقال الزجاج في كائن لغتان جَيِّدتان يُقْرَأُ كَأَيّ بتشديد الياء ويقرأُ كائِنْ على وزن فاعل قال وأَكثر ما جاء في الشعر على هذه اللغة وقرأَ ابن كثير وكائِن بوزن كاعن وقرأَ سائر القراء وكأَيِّنْ الهمزة بين الكاف والياء قال وأَصل كائن كأَيٍّ مثل كََعَيٍّ فقدّمت الياء على الهمزة ثم خففت فصارت بوزن كَيْعٍ ثم قلبت الياء أَلفاً وفيها لغات أَشهرها كأَيٍّ بالتشديد والله أَعلم

( لبن ) اللَّبَنُ معروف اسم جنس الليث اللَّبَنُ خُلاصُ الجَسَدِ ومُسْتَخْلَصُه من بين الفرث والدم وهو كالعَرق يجري في العُروق والجمع أَلْبان والطائفة القليلة لَبَنةٌ وفي الحديث أَن خديجة رضوان الله عليها بَكَتْ فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم ما يُبْكِيكِ ؟ فقالت دَرَّت لَبَنةُ القاسم فذَكَرْتُه وفي رواية لُبَيْنةُ القاسم فقال لها أَما تَرْضَيْنَ أَن تَكْفُلَهُ سارة في الجنة ؟ قالت لوَدِدْتُ أَني علمت ذلك فغضبَ النبي صلى الله عليه وسلم ومَدَّ إصْبَعَه فقال إن شئتِ دَعَوْتُ الله أَن يُرِيَك ذاك فقالت بَلى أُصَدِّقُ الله ورسوله اللَّبَنَةُ الطائفة من اللَّبَنِ واللُّبَيْنَةُ تصغيرها وفي الحديث إن لَبَنَ الفحل يُحَرِّمُ يريد بالفحل الرجلَ تكون له امرأَة ولدت منه ولداً ولها لَبَنٌ فكل من أَرضعته من الأَطفال بهذا فهو محرَّم على الزوج وإخوته وأَولاده منها ومن غيرها لأَن اللبن للزوج حيث هو سببه قال وهذا مذهب الجماعة وقال ابن المسيب والنَّخَعِيُّ لا يُحَرِّم ومنه حديث ابن عباس وسئل عن رجل له امرأَتان أَرْضَعَتْ إحداهما غلاماً والأُخرى جارية أَيَحِلُّ للغُلام أَن يتزوَّج بالجارية ؟ قال لا اللِّقاحُ واحدٌ وفي حديث عائشة رضي الله عنها واستأْذن عليها أَبو القُعَيْس أَن تأْذن له فقال أَنا عَمُّكِ أَرضَعَتْكِ امرأَة أَخي فأَبت عليه حتى ذكرته لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هو عمكِ فلْيَلِجْ عليك وفي الحديث أَن رجلاً قتل آخر فقال خذ من أَخِيكَ اللُّبَّنَ أَي إبلا لها لَبَنٌيعني الدِّيَةَ وفي حديث أُميَّةَ بن خَلَفٍ لما رآهم يوم بدر يَقْتُلُونَ قال أَما لكم حاجةٌ في اللُّبَّنِ أَي تأْسِرُون فتأْخذون فِدَاءَهم إبلاً لها لَبَنٌ وقوله في الحديث سَيهْلِكُ من أُمتي أهلُ الكتابِ وأَهلُ اللَّبَن فسئل من أَهلُ اللَّبَنِ ؟ قال قوم يتبعون الشَّهَواتِ ويُضِيعُون الصلوات قال الحَرْبي أَظنه أَراد يتباعدون عن الأَمصار وعن صلاة الجماعة ويَطْلُبون مواضعَ اللبن في المراعي والبوادي وأَراد بأَهل الكتاب قوماً يتعلمون الكتاب ليجادلوا به الناسَ وفي حديث عبد الملك بن مَرْوان وُلِدَ له وَلدٌ فقيل له اسْقِه لَبَنَ اللَّبَنِ هو أَن يَسْقِيَ ظِئرَه اللَّبَنَ فيكونَ ما يَشْرَبُه لَبَناً متولداً عن اللَّبَنِ فقُصِرَتْ عليه ناقةٌ فقال لحالبها كيف تَحلُبُها أَخَنْفاً أَم مَصْراً أَم فَطْراً ؟ فالخَنْفُ الحَلْبُ بأَربع أَصابع يستعين معها بالإِبهام والمَصْرُ بثلاث والفَطْرُ بالإِصبعين وطرف الإبهام ولَبَنُ كلِّ شجرة ماؤها على التشبيه وشاةٌ لَبُونٌ ولَبِنةٌ ومُلْبِنَةٌ ومُلْبِنٌ صارت ذاتَ لَبَنٍ وكذلك الناقة إذا كانت ذاتَ لَبَنٍ أَو نزل اللَّبَنُ في ضرعها ولَبِنتِ الشاةُ أَي غَزُرَتْ ونافةٌ لَبِنةٌ غزيرة وناقة لَبُونٌ مُلْبِنٌ وقد أَلْبَنتِ الناقةُ إذا نزل لَبَنُها في ضَرْعها فهي مُلْبِنٌ قال الشاعر أَعْجَبها إذا أَلْبَنَتْ لِبانُه وإذا كانت ذاتَ لَبَنٍ في كل أَحايينها فهي لَبُونٌ وولدها في تلك الحال ابنُ لَبُونٍ وقيل اللَّبُونُ من الشاءِ والإبل ذاتُ اللَّبَنِ غزيرَةً كانت أَو بَكِيئةً وفي المحكم اللَّبُونُ ولم يُخَصِّصْ قال والجمع لِبانٌ ولِبْنٌ فأَما لِبْنٌ فاسم للجمع فإذا قَصَدُوا قَصْدَ الغزيرة قالوا لَبِنَة وجمعها لَبِنٌ ولِبانٌ الأَخيرة عن أَبي زيد وقد لَبِنَتْ لَبَناً قال اللحياني اللَّبُونُ واللَّبُونة ما كان بها لَبَنٌ فلم يَخُصَّ شاةً ولا ناقة قال والجمع لُبْنٌ ولَبائنُ قال ابن سيده وعندي أَن لُبْناً جمع لَبُون ولَبائن جمع لَبُونة وإن كان الأَول لا يمتنع أَن يجمع هذا الجمع وقوله من كان أَشْرَك في تَفَرُّق فالِجٍ فلَبُونُه جَرِبَتْ معاً وأَغَدَّتِ قال عندي أَنه وضع اللبون ههنا موضع اللُّبْن ولا يكون هنا واحداً لأَنه قال جَرِبَتْ معاً ومعاً إنما يقع على الجمع الأَصمعي يقال كم لُبْنُ شائك أَي كم منها ذاتُ لَبَنٍ وفي الصحاح عن يونس يقال كم لُبْنُ غَنَمِك ولِبْنُ غَنَمِك أَي ذَواتُ الدَّرِّ منها وقال الكسائي إنما سمع كم لِبْنُ غنمك أَي كم رِسْلُ غَنمك وقال الفراء شاءٌ لَبِنَةٌ وغَنم لِبانٌ ولِبْنٌ ولُبْنٌ قال وزعم يونس أَنه جمع وشاءٌ لِبْنٌ بمنزلة لُبْنٍ وأَنشد الكسائي رأيْتُكَ تَبْتاعُ الحِيالَ بِلُبْنِها وتأْوي بَطِيناً وابنُ عَمِّكَ ساغِبُ وقال واللُّبْنُ جمع اللَّبُونِ ابن السكيت الحَلُوبة ما احْتُلِب من النُّوق وهكذا الواحدة منهن حَلوبة واحدة وأَنشد ما إنْ رأَينا في الزمانِ ذي الكَلَبْ حَلُوبةً واحدةً فتُحْتَلَبْ وكذلك اللَّبُونة ما كان بها لَبَنٌ وكذلك الواحدة منهن أَيضاً فإذا قالوا حَلُوبٌ ورَكُوبٌ ولَبُونٌ لم يكن إلا جمعاً وقال الأَعشى لَبُون مُعَرَّاة أَصَبْنَ فأَصْبَحَتْ أَراد الجمع وعُشْبٌ مَلْبنَة بالفتح تَغْزُر عنه أَلبانُ الماشية وتَكْثُر وكذلك بَقْلٌ مَلْبنَة واللَّبْنُ مصدر لَبَنَ القومَ يَلْبِنُهُم لَبْناً سقاهم اللَّبَنَ الصحاح لَبَنْتُه أَلْبُنه وأَلْبِنُه سقيته اللَّبَنَ فأَنا لابِنٌ وفرس مَلْبُون سُقِيَ اللَّبَنَ وأَنشد مَلْبُونة شَدَّ المليكُ أَسْرَها وفرس مَلْبون ولَبِين رُبِّيَ باللَّبن مثل عَليف من العَلَف وقوم مَلْبونون أَصابهم من اللبن سَفَهٌ وسُكْرٌ وجَهْل وخُيَلاءُ كما يصيبهم من النبيذ وخصصه في الصحاح فقال قوم مَلْبونون إذا ظهر منهم سَفَةٌ يصيبهم من أَلبان الإبل ما يصيب أَصحاب النبيذ وفرس مَلْبُون يُغَذَّى باللبن قال لا يَحْمِلُ الفارسَ إلا المَلْبُونْ المَحْضُ من أَمامه ومن دُونْ قال الفارسي فعَدَّى المَلْبون لأَنه في معنى المسقِيِّ والمَلْبون الجمل السمين الكثير اللحم ورجل لَبِنٌ شَرِبَ اللَّبَن
( * قوله « ورجل لبن شرب اللبن الذي في التكملة واللبن الذي يحب اللبن ) وأَلْبَنَ القومُ فهم لابِنُون عن اللحياني كثُرَ لَبَنُهم قال ابن سيده وعندي أَنَّ لابِناً على النَّسَب كما تقول تامِرٌ وناعِلٌ التهذيب هؤلاء قوم مُلْبِنون إذا كثر لبنهم ويقال نحن نَلْبُِنُ جيراننا أَي نسقيهم وفي حديث جرير إذا سقَطَ كان دَرِيناً وإن أُكِلَ كان لَبِيناً أَي مُدِرّاً للَّبَن مُكْثِراً له يعني أَن النَّعَم إذا رعت الأَراك والسَّلَم غَزُرَتْ أَلبانُها وهو فعيل بمعنى فاعل كقدير وقادر كأَنه يعطيها اللَّبَنَ من لَبَنْتُ القومَ إذا سقيتهم اللبن وجاؤوا يَسْتَلْبِنون يطلبون اللَّبنَ الجوهري وجاء فلان يسْتَلْبِنُ أَي يطلب لبَناً لعياله أَو لضيفانه ورجل لابِنٌ ذو لَبَن وتامِرٌ ذو تمر قال الحطيئة وغَرَرْتَني وزَعَمْتَ أَنْ نَكَ لابنٌ بالصَّيْفِ تامِرْ
( * قوله « وغررتني إلخ » مثله في الصحاح وقال في التكملة الرواية أغررتني على الإنكار )
وبَناتُ اللَّبنِ مِعىً في البَطْن معروفة قال ابن سيده وبناتُ لَبنٍ الأَمعاءُ التي يكون فيها اللَّبن والمِلْبَنُ المِحْلَبُ وأَنشد ابن بري لمسعود بن وكيع ما يَحْمِلُ المِلْبنَ إلا الجُرْشُعُ المُكْرَبُ الأَوْظِفَةِ المُوَقَّعُ والمِلْبَنُ شيء يُصَفَّى به اللَّبنُ أَو يُحْقَنُ واللَّوابنُ الضُّروعُ عن ثعلب والألْتِبانُ الارتضاع عنه أَيضاً وهو أَخوه بلِبان أُمِّه بكسر اللام
( * قوله « بكسر اللام » حكى الصاغاني فيه ضم اللام أيضاً ) ولا يقال بلَبَنِ أُمِّه إنما اللَّبَنُ الذي يُشْرَب من ناقة أَو شاة أَو غيرهما من البهائم وأَنشد الأَزهري لأَبي الأَسْود فإن لا يَكُنْها أَو تَكُنْه فإنه أَخوها غَذَتْه أُمُّه بلِبانِها وأَنشد ابن سيده وأُرْضِعُ حاجةً بلِبانِ أُخرَى كذاكَ الحاجُ تُرْضَعُ باللِّبانِ واللِّبانُ بالكسر كالرِّضاعِ قال الكميت يمدح مَخْلَد بن يزيد تَلْقَى النَّدَى ومَخْلَداً حَلِيفَينْ كانا معاً في مَهْدِه رَضِيعَينْ تَنازعا فيه لِبانَ الثَّدْيَينْ
( * قوله « تنازعا فيه إلخ » قال الصاغاني الرواية تنازعا منه ويروى رضاع مكان لبان )
وقال الأَعشى رَضِيعَيْ لِبانٍ ثَدْيَ أُمٍّ تحالَفا بأَسْحَمَ داجٍ عَوْضُ لا نتَفَرَّقُ وقال أَبو الأَسود غَذَته أُمُّه بلبانِها وقال آخر وما حَلَبٌ وافَى حَرَمْتُكَ صَعْرَةً عَلَيَّ ولا أُرْضِعْتَ لي بلِبانِ وابنُ لَبُون ولد الناقة إِذا كان في العام الثاني وصار لها لَبَنٌ الأَصمعي وحمزة يقال لولد الناقة إِذا استكمل سنتين وطعن في الثالثة ابنُ لَبُون والأُنثى ابنةُ لَبُونٍ والجماعات بناتُ لَبونٍ للذكر والأُنثى لأَن أُمَّه وضعت غيره فصار لها لبن وهو نكرة ويُعَرّف بالأَلف واللام قال جرير وابنُ اللَّبُونِ إِذا لُزَّ في قَرَنٍ لم يسْتَطِعْ صَوْلةَ البُزْلِ القَناعِيسِ وفي حديث الزكاة ذِكْرُ بنتِ اللَّبونِ وابن اللَّبون وهما من الإِبل ما أَتى عليه سنَتان ودخل في السنة الثالثة فصارت أُمه لبوناً أَي ذاتَ لَبَنٍ لأَنها تكون قد حملت حملاً آخر ووضعته قال ابن الأَثير وجاء في كثير من الروايات ابن لَبُون ذكَرٌ وقد علم أَن ابن اللبون لا يكون إِلا ذكراً وإِنما ذكره تأْكيداً كقوله ورَجَبُ مُضَرَ الذي بين جُمادَى وشعبان وكقوله تعالى تلك عَشَرةٌ كاملة وقيل ذكر ذلك تنبيهاً لرب المال وعامل الزكاة فقال ابنُ لَبُونٍ ذَكَرٌ لتَطِيبَ نفسُ رَبِّ المال بالزيادة المأْخوذة منه إِذا عَلِمَ أَنه قد شرع له من الحق وأَسقط عنه ما كان بإزائه من فَضْلِ الأُنوثة في الفريضة الواجبة عليه وليعلم العاملُ أَن سِنَّ الزكاة في هذا النوع مقبول من رب المال وهو أَمر نادر خارج عن العُرْف في باب الصدقات ولا يُنْكَرُ تكرار اللفظ للبيان وتقرير معرفته في النفوس مع الغرابة والنُّدُور وبَناتُ لَبُونٍ صِغارُ العُرْفُطِ تُشَبَّه ببناتِ لَبونٍ من الإِبل ولَبَّنَ الشيءَ رَبَّعَه واللَّبِنة واللبِّنْة التي يُبْنَى بها وهو المضروب من الطين مُرَبَّعاً والجمع لَبِنٌ ولِبْنٌ على فَعِلٍ وفِعْلٍ مثل فَخِذٍ وفِخْذ وكَرِش وكِرْشٍ قال الشاعر أَلَبِناً تُريد أَم أَروخا
( * قوله « أم أروخا » كذا بالأصل )
وأَنشد ابن سيده إِذ لا يَزالُ قائلٌ أَبِنْ أَبِنْ هَوْذَلةَ المِشْآةِ عن ضَرْسِ اللَّبِنْ قوله أَبِنْ أَبِنْ أَي نَحِّها والمِشْآةُ زَبيل يُخرَجُ به الطين والحَمْأَةُ من البئر وربما كان من أَدَمٍ والضَّرْسُ تَضْريسُ طَيّ البئر بالحجارة وإِنما أَراد الحجارة فاضطُرَّ وسماها لَبِناً احتِياجاً إِلى الرَّوِيّ والذي أَنشده الجوهري إِمّا يَزالُ قائلٌ أَبِنْ أَبِنْ دَلْْوَكَ عن حَدِّ الضُّروسِ واللَّبِنْ قال ابن بري هو لسالم بن دارة وقيل لابن مَيّادَة قال قاله ابن دريد وفي الحديث وأَنا مَوْضِعُ تلك اللَّبِنَة هي بفتح اللام وكسر الباء واحدة اللَّبِنِ التي يُبْنَى بها الجدار ويقال بكسر اللام
( * قوله « ويقال بكسر اللام إلخ » ويقال لبن بكسرتين نقله الصاغاني عن ابن عباد ثم قال واللبنة كفرحة حديدة عريضة توضع على العبد إذا هرب وألبنت المرأة اتخذت التلبينة واللبنة بالضم اللقمة ) وسكون الباء ولَبَّنَ اللَّبِنَ عَمِله قال الزجاج قوله تعالى قالوا أُوذينا من قبلِ أَن تأْتيَنا ومن بعد ما جئتنا يقال إِنهم كانوا يستعملون بني إسرائيل في تَلْبِين اللَّبِنِ فلما بُعث موسى عله السلام أَعْطَوْهم اللَّبِنَ يُلَبِّنونه ومنعوهم التِّبْنَ ليكون ذلك أَشق عليهم ولَبَّنَ الرجلُ تَلْبيناً إِذا اتخذ اللَّبِنَ والمِلْبَنُ قالَبُ اللَّبِنِ وفي المحكم والمِلْبَنُ الذي يُضْرَبُ به اللَّبِنُ أَبو العباس ثعلب المِلْبَنُ المِحْمَلُ قال وهو مطوَّل مُرَبَّع وكانت المحامل مُرَبَّعة فغيرها الحجاج لينام فيها ويتسع وكانت العرب تسميها المِحْمَلَ والمِلْبَنَ والسّابِلَ ابن سيده والمِلْبَنُ شِبْهُ المِحْمَل يُنْقَل فيه اللَّبِن ولَبِنَةُ القميص جِرِبّانُه وفي الحديث ولَبِنَتُها ديباجٌ وهي رُقعة تعمل موضِعَ جَيْب القميص والجُبَّة ابن سيده ولَبِنَةُ القميص ولِبْنَتُهُ بَنِيقَتُه وقال أَبو زيد لَبِنُ القميص ولَبِنَتُه ليس لَبِناً عنده جمعاً كنَبِقَة ونَبِقٍ ولكنه من باب سَلٍّ وسَلَّة وبَياض وبَياضة والتَّلْبِينُ حَساً يتخذ من ماء النُّخالة فيه لَبَنٌ وهو اسم كالتَّمْتينِ وفي حديث عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول التَّلْبِنة مَجَمَّةٌ لفؤاد المريض تُذْهِبُ بعض الحُزْن الأَصمعي التَّلْبينة حَساء يعمل من دقيق أَو نخالة ويجعل فيها عسل سميت تَلْبينة تشبهاً باللَّبَن لبياضها ورقتها وهي تسمية بالمَرَّة من التَّلبين مصدر لَبَنَ القومَ أَي سَقاهم اللَّبنَ وقوله مَجَمَّةٌ لفؤاد المريض أَي تَسْرُو عنه هَمَّه أَي تَكْشِفُه وقال الرِّياشي في حديث عائشة عليكم بالمَشْنِيئَة النافعةِ التَّلْبين قال يعني الحَسْوَ قال وسأَلت الأَصمعي عن المَشْنِيئَة فقال يعني البَغِيضة ثم فسر التَّلْبينة كما ذكرناه وفي حديث أُم كلثوم بنت عمرو ابن عقرب قالت سمعت عائشة رضي الله عنها تقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بالتَّلْبين البَغيض النافع والذي نفسي بيده إِنه ليَغْسِلُ بطنَ أَحدكم كما يغسل أَحدُكم وجهه بالماء من الوسخ وقالت كان إِذا اشتكى أَحدٌ من أَهله لا تزالُ البُرْمة على النار حتى يأْتي على أَحد طرفيه قال أَراد بقوله أَحد طرفيه يعني البُرْءَ أَو الموت قال عثمان التَّلْبينَة الذي يقال له السَّيُوساب
( * قوله « السيوساب » هو في الأصل بغير ضبط وهذا الضبط في هامش نسخة من النهاية معوّل عليها ) وفي حديث علي قال سُوَيْد بن غَفَلَةَ دخلتُ عليه فإِذا بين يديه صحفةٌ فيها خَطِيفة ومِلْبَنة قال ابن الأَثير هي بالكسر المِلْعَقة هكذا شرح قال وقال الزمخشري المِلْبَنة لَبَنٌ يوضع على النار ويُنَزِّلُ عليه دقيق قال والأَول أَشبه بالحديث واللَّبَانُ الصدر وقيل وسَطُه وقيل ما بين الثَّدْيَينِ ويكون للإِنسان وغيره أَنشد ثعلب في صفة رجل فلمّا وَضَعْناها أَمامَ لَبَانِه تبَسَّمَ عن مَكْروهةِ الرِّيقِ عاصبِ وأَشد أَيضاً يَحُكُّ كُدُوحَ القَمْلِ تحت لَبَانِه ودَفَّيْهِ منها دامِياتٌ وجالِبُ وقيل اللَّبانُ الصَّدْرُ من ذي الحافرخاصَّةً وفي الصحاح اللَّبانُ بالفتح ما جرى عليه اللَّبَبُ من الصدرِ وفي حديث الاستسقاء أَتَيْناكَ والعَذْراءُ يَدْمَى لَبانُها أَي يَدْمَى صَدْرُها لامْتِهانِها نفْسَها في الخدمة حيث لا تَجِدُ ما تُعْطيه من يَخْدُمها من الجَدْبِ وشدَّة الزمان وأَصلُ اللَّبان في الفرس موضعُ اللَّبَبِ ثم استعير للناس وفي قصيد كعب رضي الله عنه تَرْمي اللَّبَانَ بكفَّيْها ومِدْرَعِها وفي بيت آخر منها ويُزْلِقُه منها لَبانٌ ولَبَنَه يَلْبِنُه لَبْناً ضَرَبَ لَبانَه واللَّبَنُ وجَعُ العُنق من الوِسادَة وفي المحكم وجَعُ العُنق حتى لا يَقْدِرَ أَن يَلْتَفِت وقد لَبِنَ بالكسر لَبَناً وقال الفراء اللَّبِنُ الذي اشتكى عُنُقَه من وِسادٍ أَو غيره أَبو عمرو اللَّبْنُ ا لأَكل الكثير ولَبَنَ من الطعام لَبْناً صالحاً أَكثر وقوله أَنشده ثعلب ونحنُ أَثافي القِدْرِ والأَكلُ سِتَّةٌ جَرَاضِمَةٌ جُوفٌ وأَكْلَتُنا اللَّبْنُ يقول نحن ثلاثة ونأْكل أَكل ستة واللَّبْنُ الضربُ الشديد ولَبَنَه بالعصا يَلْبِنُه بالكسر لَبْناً إِذا ضربه بها يقال لَبَنَه ثلاث لَبَناتٍ ولَبَنه بصخرةٍ ضربه بها قال الأَزهري وقع لأَبي عمرو اللَّبْنُ بالنون في الأَكل الشديد والضرب الشديد قال والصواب اللَّبْزُ بالزاي والنون تصحيف واللَّبْنُ الاسْتِلابُ قال ابن سيده هذا تفسيره قال ويجوز أَن يكون مما تقدم ابن الأَعرابي المِلْبَنةُ المِلْعَقةُ واللُّبْنَى المَيْعَة واللُّبْنَى واللُّبْنُ شجر واللُّبانُ ضرب من الصَّمْغ قال أَبو حنيفة اللُّبانُ شُجَيْرة شَوِكَة لا تَسْمُو أَكثر من ذراعين ولها ورقة مثل ورقة الآس وثمرة مثل ثمرته وله حَرارة في الفم واللُّبانُ الصَّنَوْبَرُ حكاه السُّكَّرِيُّ وابن الأَعرابي وبه فسر السُّكَّرِيُّ قولَ امرئ القيس لها عُنُق كسَحُوقِ اللُّبانْ فيمن رواه كذلك قال ابن سيده ولا يتجه على غيره لأَن شجرة اللُّبانِ من الصَّمْغ إِنما هي قَدْرُ قَعْدَةِ إِنسان وعُنُقُ الفرس أَطولُ من ذلك ابن الأَعرابي اللُّبانُ شجر الصَّنَوْبَر في قوله وسالِفَة كسَحُوقِ اللُّبانْ التهذيب اللُّبْنَى شجرة لها لَبَنٌ كالعسل يقال له عَسَلُ لُبْنَى قال الجوهري وربما يُتَبَخَّر به قال امرؤُ القيس وباناً وأُلْوِيّاً من الهِنْدِ ذاكِياً ورَنْداً ولُبْنَى والكِباءَ المُقَتَّرا واللُّبانُ الكُنْدرُ واللُّبانة الحاجة من غير فاقة ولكن من هِمَّةٍ يقال قَضَى فلان لُبانته والجمع لُبانٌ كحاجةٍ وحاجٍ قال ذو الرمة غَداةَ امْتَرَتْ ماءَ العُيونِ ونغَّصتْ لُباناً من الحاجِ الخُدُورُ الرَّوافِعُ ومَجْلِسٌ لَبِنٌ تُقْضى فيه اللُّبانة وهو على النسب قال الحرث بن خالد بن العاصي إِذا اجتَمعْنا هَجرْنا كلَّ فاحِشةٍ عند اللِّقاء وذاكُمْ مَجْلِسٌ لَبِنُ والتَّلَبُّنُ التَّلَدُّنُ والتَّمَكُّثُ والتَّلبُّثُ قال ابن بري شاهده قول الراجز قال لها إِيّاكِ أَن تَوَكَّني في جَلْسةٍ عِنديَ أَو تَلَبَّني وتَلَبَّنَ تمكَّثَ وقوله رؤبة
( * قوله « وقول رؤبة فهل إلخ » عجزه كما في التكملة راجعة عهداً من التأسن )
فهل لُبَيْنَى من هَوَى التَّلبُّن قال أَبو عمرو التَّلبُّن من اللُّبانة يقال لي لُبانةٌ أَتَلبَّنُ عليها أَي أَتمكَّثُ وتَلبَّنْتُ تَلبُّناً وتَلدَّنْتُ تَلدُّناً كلاهما بمعنى تَلبَّثْتُ وتمكَّثْتُ الجوهري والمُلَبَّنُ بالتشديد الفَلانَج قال وأَظنه مولَّداً وأَبو لُبَيْنٍ الذكر قال ابن بري قال ابن حمزة ويُكَنَّى الذكر أَبا لُبَيْنٍ قال وقد كناه به المُفَجَّع فقال فلما غابَ فيه رَفَعْتُ صَوْتي أُنادي يا لِثاراتِ الحُسَيْنِ ونادَتْ غلْمَتي يا خَيْلَ رَبِّي أَمامَكِ وابْشِرِي بالجَنَّتَيْنِ وأَفْزَعَه تَجاسُرُنا فأَقْعَى وقد أَثْفَرْتُه بأَبي لُبَيْنِ ولُبْنٌ ولُبْنَى ولُبْنانٌ جبال وقول الراعي سيَكْفِيكَ الإِلهُ ومُسْنَماتٌ كجَنْدَلِ لُبْنَ تَطَّرِدُ الصِّلالا قال ابن سيده يجوز أَن يكون ترخيمَ لُبْنانٍ في غير النداء اضطراراً وأَن تكون لُبْنٌ أَرضاً بعينها قال أَبو قِلابةَ الهُذَليُّ يا دارُ أَعْرِفُها وَحْشاً مَنازِلُها بَينَ القَوائِم من رَهْطٍ فأَلْبانِ قال ابن الأَعرابي قال رجل من العرب لرجل آخر لي إِليك حُوَيِّجَة قال لا أَقْضِيها حتى تكونَ لُبْنانِيَّة أَي عظيمة مثل لُبْنانٍ وهو اسم جبل قال ولُبْنانٌ فُعْلانٌ ينصرف ولُبْنَى اسم امرأَة ولُبَيْنَى اسم ابنة إِبليس واسمُ ابنه لاقِيسُ وبها كُنِيَ أَبا لُبَيْنَى وقول الشاعر أَقْفَرَ منها يَلْبَنٌ فأَفْلُس قال هما موضعان==

34..

مجلد{33 و34}لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري 

( لثن ) روى الأَزهري قال سمعت محمد بن إِسحق السَّعْدي يقول سمعت عليَّ بن حرْبِ المَوْصِليَّ يقول شيءلَثِنٌ أَي حُلْوٌ بلغة أَهل اليمن قال الأَزهري لم أَسمعه لغيرعليّ بن حربٍ وهو ثَبَت وفي حديث المَبْعَث بُغْضُكُمُ عندنا مُرٌّ مَذاقَتُه وبُغْضُنا عندَكم يا قوْمَنا لَثِنُ

( لجن ) لَجَنَ الورَقَ يَلْجُنُه لَجْناً فهو مَلْجُونٌ ولَجِينٌ خبَطه وخلَطه بدقيق أَو شعير وكلُّ ما حِيسَ في الماء فقد لُجِنَ وتَلجَّنَ الشيءُ تَلزَّجَ وتلجَّنَ رأْسُه اتَّسَخَ وهو منه وتلجَّنَ ورقُ السِّدْرِ إِذا لُجِنَ مدقوقاً وأَنشد الشمّاخ وماءٍ قد ورَدْتُ لوَصْلِ أَرْوَى عليه الطَّيْرُ كالوَرَقِ اللَّجينِ وهو ورقُ الخِطْمِيِّ إِذا أُوخِفَ أَبوعبيدة لَجَّنْتُ الخِطْمِيّ ونحوه تَلْجيناً وأَوخَفْتُه إِذا ضربته بيدك ليَثْخُنَ وقيل تلجَّنَ الشيءُ إِذا غُسِلَ فلم يَنتَقِ من وسَخه وشيء لَجِنٌ وسِخ قال ابن مقبل يَعْلونَ بالمَرْدَقُوشِ الوَرْدَ ضاحِيةً على سَعابيب ماء الضّالةِ اللَّجِنِ الليث اللَّجينُ ورقُ الشَّجر يُخْبَطُ ثم يُخْلطُ بدقيق أَو شعير فيُعْلفُ للإبل وكل ورق أَو نحوه فهومَلْجُون لجِينٌ حتى آسُ الغِسْلَةِ الجوهري واللَّجِينُ الخَبَطُ وهو ما سقط من الورق عند الخَبْطِ وأَنشد بيت الشمّاخ وتَلجَّنَ القومُ إِذا أَخذوا الورقَ ودقوه وخلطوه بالنوى للإِبل وفي حديث جرير إِذا أَخْلَفَ كان لَجِيناً اللَّجينُ بفتح اللام وكسر الجيم الخَبَطُ وذلك أَن ورق الأَراك والسَّلَم يُخْبَطُ حتى يسقُط ويَجِفَّ ثم يُدَقُّ
( * قوله « حتى يسقط ويجف ثم يدق إلخ » كذا بالأصل والنهاية وكتب بهامشها هذا لا يصح فإنه لا يتلزج إلا إذا كان رطباً اه أي فالصواب حذف يجف ) حتى يتَلجَّن أَي يتلزج ويصيركالخِطْمِي وكل شيء تلزج فقد تَلجَّنَ وهو فعيل بمعنى مفعول وناقة لَجُون حَرُون قال أَوس ولقد أَرِبْتُ على الهُمومِ بجَسْرَةٍ عَيْرانةٍ بالرِّدْفِ غير لَجُونِ قال ابن سيده اللِّجانُ في الإِبل كالحِرَانِ في الخيل وقد لَجَنَ لِجاناً ولُجوناً وهي ناقة لَجُونٌ وناقة لَجُون أَيضاً ثقيلة المشي وفي الصحاح ثقيلة في السير وجمَلٌ لَجُونٌ كذلك قال بعضهم لا يقال وجمَلٌ لَجُونٌ إِنما تُخَصُّ به الإِناثُ وقيل اللِّجانُ واللُّجُون في جميع الدواب كالحِرَانِ في ذوات الحافر منها غيره الحِرانُ في الحافر خاصةً والخِلاء في الإِبل وقد لَجَنت تَلْجُنُ لُجُوناً ولِجاناً واللُّجَيْنُ الفضة لا مكبرله جاء مُصغَّراً مثل الثُّرَيّا والكُمَيْتِ قال ابن جني ينبغي أَن يكون إِنما أَلزموا التحقير هذا الاسم لاستصغار معناه ما دام في تُرابِ مَعْدِنه فلزمه التخليص وفي حديث العِرْباض بِعْتُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم بَكْراً فأَتيته أَتقاضاه ثمَنَه فقال لا أَقضيكها إََِلا لُجَيْنِيَّةً قال ابن الأَثير الضمير في أَقضيكها إِلى الدراهم واللُّجَيْنِيَّة منسوبة إِلى اللُّجَينِ وهو الفضة واللَّجِينُ زَبَدُ أَفواه الإِبل قال أَبو وجزة كأَنَّ الناصعاتِ الغُرَّ منها إِذا صَرَفَتْ وقَطَّعَتِ اللَّجِينا شبَّه لُغامها بلَجِين الخَطْمِيّ وأَراد بالناصعات الغر أَنيابها

( لحن ) اللَّحْن من الأَصوات المصوغة الموضوعة وجمعه أَلْحانٌ ولُحون ولَحَّنَ في قراءته إِذا غرَّد وطرَّبَ فيها بأَلْحان وفي الحديث اقرؤُوا القرآن بلُحون العرب وهو أَلْحَنُ الناس إِذا كان أَحسنهم قراءة أَو غناء واللَّحْنُ واللَّحَنُ واللَّحَانةُ واللَّحانِيَة تركُ الصواب في القراءة والنشيد ونحو ذلك لَحَنَ يَلْحَنُ لَحْناً ولَحَناً ولُحوناً الأَخيرة عن أَبي زيد قال فُزْتُ بقِدْحَيْ مُعْرِب لم يَلْحَنِ ورجل لاحِنٌ ولَحّان ولَحّانة ولُحَنَة يُخْطِئ وفي المحكم كثير اللَّحْن ولَحَّنه نسبه إِلى اللَّحْن واللُّحَنَةُ الذي يُلحَّنُ والتَّلْحِينُ التَّخْطِئة ولَحَنَ الرجلُ يَلْحَنُ لَحْناً تكلم بلغته ولَحَنَ له يَلْحَنُ لَحْناً قال له قولاً يفهمه عنه ويَخْفى على غيره لأَنه يُميلُه بالتَّوْرية عن الواضح المفهوم ومنه قولهم لَحِنَ الرجلُ فهو لَحِنٌ إِذا فَهمَ وفَطِنَ لما لا يَفْطنُ له غيره ولَحِنَه هو عني بالكسر يَلْحَنُه لَحْناً أَي فَهمَه وقول الطرماح وأَدَّتْ إِليَّ القوْلِ عنهُنَّ زَوْلةٌ تُلاحِنُ أَو ترْنُو لقولِ المُلاحِنِ أَي تَكلَّمُ بمعنى كلام لا يُفْطنُ له ويَخْفى على الناس غيري وأَلْحَنَ في كلامه أَي أَخطأَ وأَلْحَنه القولَ أَفهمه إيِاه فلَحِنَه لَحْناً فهِمَه ولَحَنه عن لَحْناً عن كراع فهِمَه قال ابن سيده وهي قليلة والأَول أَعرف ورجل لَحِنٌ عارفٌ بعواقب الكلام ظريفٌ وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال إِنكم تَخْتصِمُون إِليَّ ولعلَّ بعضَكم أَن يكونَ أَلْحَنَ بحجَّته من بعض أَي أَفْطنَ لها وأَجْدَل فمن قَضَيْتُ له بشيء من حق أَخيه فإِنما أَقطعُ له قِطْعةً من النار قال ابن الأَثير اللَّحْنُ الميل عن جهة الاستقامة يقال لَحَنَ فلانٌ في كلامه إِذا مال عن صحيح المَنْطِق وأَراد أَن بعضكم يكون أَعرفَ بالحجة وأَفْطَنَ لها من غيره واللَّحَنُ بفتح الحاء الفِطْنة قال ابن الأَعراب اللَّحْنُ بالسكون الفِطْنة والخطأُ سواء قال وعامّة أَهل اللغة في هذا على خلافه قالوا الفِطْنة بالفتح والخطأ بالسكون قال ابن الأَعرابي واللَّحَنُ أَيضاً بالتحريك اللغة وقد روي أَن القرآن نزَل بلَحَنِ قريش أَي بلغتهم وفي حديث عمر رضي الله عنه تعلَّمُوا الفرائضَ والسُّنَّةَ واللَّحَن بالتحريك أَي اللغة قال الزمخشري تعلموا الغَريبَ واللَّحَنَ لأَن في ذلك عِلْم غَرِيب القرآن ومَعانيه ومعاني الحديث والسنَّة ومن لم يعْرِفْه لم يعرف أَكثرَ كتاب الله ومعانيه ولم يعرف أَكثر السُّنن وقال أَبو عبيد في قول عمر رضي الله عنه تعلَّمُوا اللَّحْنَ أَي الخطأَ في الكلام لتحترزوا منه وفي حديث معاويه أَنه سأَل عن أَبي زيادٍ فقيل إِنه ظريف على أَنه يَلْحَنُ فقال أَوَليْسَ ذلك أَظرف له ؟ قال القُتَيْبيُّ ذهب معاويةُ إِلى اللَّحَن الذي هو الفِطنة محرَّك الحاء وقال غيره إِنما أَراد اللَّحْنَ ضد الإِعراب وهو يُسْتَمْلَحُ في الكلام إِذا قَلَّ ويُسْتَثْقَلُ الإِعرابُ والتشَدُّقُ ولَحِنَ لَحَناً فَطِنَ لحجته وانتبه لها ولاحَنَ الناس فاطَنَهم وقوله مالك بن أَسماء بن خارجةَ الفَزاريّ وحديثٍ أَلَذُّه هو مما يَنْعَتُ النَّاعِتُون يُوزَنُ وَزْنا مَنْطِقٌ رائِعٌ وتَلْحَنُ أَحْيا ناً وخيرُ الحديثِ ما كانَ لَحْنا يريد أَنها تتكلم بشيء وهي تريد غيره وتُعَرِّضُ في حديثها فتزيلُه عن جهته من فِطنتِها كما قال عز وجل ولَتَعْرِفنَّهُمْ في لَحن القول أَي في فَحْْواهُ ومعناه وقال القَتَّال الكلابيُّ ولقد لَحَنْتُ لكم لِكَيْما تَفْهمُوا ولَحَنْتُ لَحْناً لَحْناً ليس بالمُرْتابِ وكأَنَّ اللَّحْنَ في العربية راجعٌ إِلى هذا لأَنه من العُدول عن الصواب وقال عمر بن عبد العزيز عَجِبْتُ لمن لاحَنَ الناسَ ولاحَنُوه كيفَ لا يعرفُ جَوامعَ الكَلِم أَي فاطَنَهم وفاطَنُوه وجادَلَهم ومنه قيل رجل لَحِنٌ إِذا كان فَطِناً قال لبيد مُتَعوِّذٌ لَحِنٌ يُعِيدُ بكَفِّه قَلَماً على عُسُبٍ ذَبُلْنَ وبانِ وأَما قول عمر رضي الله عنه تعلموا اللَّحْنَ والفرائضَ فهو بتسكين الحاء وهو الخطأُ في الكلام وفي حديث أَبي العالية قال كنتُ أَطُوفُ مع ابن عباسٍ وهو يُعلِّمني لَحْنَ الكلامِ قال أَبو عبيد وإِنما سماه لَحْناً لأَنه إِذا بَصَّره بالصواب فقد بَصَّره اللَّحْنَ قال شمر قال أَبو عدنان سأَلت الكِلابيينَ عن قول عمر تعلموا اللحن في القرآن كما تَعَلَّمُونه فقالوا كُتِبَ هذا عن قوم لس لهم لَغْوٌ كلَغْوِنا قلت ما اللَّغْوُ ؟ فقال الفاسد من الكلام وقال الكلابيُّون اللَّحْنُ اللغةُ فالمعنى في قول عمر تعلموا اللّحْنَ فيه يقول تعلموا كيف لغة العرب فيه الذين نزل القرآنُ بلغتهم قال أَبو عدنان وأَنشدتْني الكَلْبيَّة وقوْمٌ لهم لَحْنٌ سِوَى لَحْنِ قومِنا وشَكلٌ وبيتِ اللهِ لسنا نُشاكِلُهْ قال وقال عُبيد بن أَيوب وللهِ دَرُّ الغُولِ أَيُّ رَفِيقَةٍ لِصاحِبِ قَفْرٍ خائفٍ يتَقَتَّرُ فلما رأَتْ أَن لا أُهَالَ وأَنني شُجاعٌ إِذا هُزَّ الجَبَانُ المُطيَّرُ أَتَتني بلحْنٍ بعد لَحْنٍ وأَوقدَتْ حَوَالَيَّ نِيراناً تَبُوخُ وتَزْهَرُ ورجل لاحِنٌ لا غير إِذا صَرَفَ كلامَه عن جِهَته ولا يقال لَحّانٌ الليث قول الناسِ قد لَحَنَ فلانٌ تأْويلُه قد أَخذ في ناحية عن الصواب أَي عَدَل عن الصواب إِليها وأَنشد قول مالك بن أَسماء مَنْطِقٌ صائِبٌ وتَلْحَنُ أَحْيا ناً وخيرُ الحديثِ ما كانَ لَحْناً قال تأْويله وخير الحديث من مثل هذه الجارية ما كان لا يعرفه كلُّ أَحد إِنما يُعرفُ أَمرها في أَنحاء قولها وقيل معنى قوله وتلحن أَحياناً أَنها تخطئ في الإِعراب وذلك أَنه يُسْتملَحُ من الجواري ذلك إِذا كان خفيفاً ويُستثقل منهن لُزوم حاقِّ الإِعراب وعُرِف ذلك في لَحْن كلامه أَي فيما يميل إِليه الأَزهري اللَّحْنُ ما تَلْحَنُ إِليه بلسانك أَي تميلُ إِليه بقولك ومنه قوله عز وجل ولَتَعْرِفَنَّهُم في لَحْنِ القول أَي نَحْوِ القول دَلَّ بهذا أَن قولَ القائل وفِعْلَه يَدُلاَّنِ على نيته وما في ضميره وقيل في لَحْنِ القول أَي في فَحْواه ومعناه ولَحَن إِليه يَلْحَنُ لَحْناً أَي نَواه ومال إِليه قال ابن بري وغيره للَّحْنِ ستة مَعان الخطأُ في الإِعراب واللغةُ والغِناءُ والفِطْنةُ والتَّعْريضُ والمَعْنى فاللَّحْنُ الذي هو الخطأُ في الإِعراب يقال منه لَحَنَ في كلامه بفتح الحاء يَلْحَنُ لَحْناً فهو لَحَّانٌ ولَحّانة وقد فسر به بيتُ مالك بن أَسماء بن خارجة الفَزَاري كما تقدم واللَّحْنُ الذي هو اللغة كقول عمر رضي الله عنه تعلموا الفرائضَ والسُّنَنَ واللَّحْنَ كما تعلَّمُون القرآنَ يريد اللغة وجاء في رواية تعلموا اللَّحْنَ في القرآن كما تتعلمونه يريد تعلموا لغَةَ العرب بإِعرابها وقال الأَزهري معناه تعلموا لغة العرب في القرآن واعرفُوا معانيه كقوله تعالى ولتَعْرِفَنَّهم في لَحْنِ القول أَي معناه وفَحْواه فقول عمر رضي الله عنه تعلموا اللَّحْن يريد اللغة وكقوله أَيضاً أُبَيٌّ أَقْرَؤُنا وإِنَّا لنَرْغَبُ عن كثير من لَحْنِه أَي من لُغَتِه وكان يَقْرأُ التابُوه ومنه قول أَبي مَيْسَرَة في قوله تعالى فأَرْسَلْنا عليهم سَيْلَ العَرِمِ قال العَرِمُ المُسَنَّاةُ بلَحْنِ اليمن أَي بلغة اليمن ومنه قول أَبي مَهْديٍّ ليس هذا من لَحْني ولا لَحْنِ قومي واللَّحْنُ الذي هو الغِناء وتَرْجيعُ الصوت والتَّطْريبُ شاهدُه قول يزيد ابن النعمان لقد تَرَكَتْ فُؤادَكَ مُسْتَجَنَّا مُطَوَّقَةٌ على فَنَنٍ تَغَنَّى يَمِيلُ بها وتَرْكَبُه بلَحْنٍ إِذا ما عَنَّ للمَحْزُون أَنَّا فلا يَحْزُنْكَ أَيامٌ تَوَلَّى تَذَكّرُها ولا طَيْرٌ أَرَنَّا وقال آخر وهاتِفَينِ بشَجْوٍ بعدما سجَعَتْ وُرْقُ الحَمامِ بترجيعٍ وإِرْنانِ باتا على غُصْنِ بانٍ في ذُرَى فَننٍ يُرَدِّدانِ لُحوناً ذاتَ أَلْوانِ ويقال فلان لا يعرفُ لَحْنَ هذا الشعر أَي لا يعرف كيف يُغَنيه وقد لَحَّنَ في قراءته إِذا طَرَّب بها واللَّحْنُ الذي هو الفِطْنة يقال منه لَحَنْتُ لَحْناً إِذا فَهِمته وفَطِنته فَلَحَنَ هو عني لَحْناً أَي فَهمَ وفَطِنَ وقد حُمِلَ عليه قول مالك بن أَسماء وخير الحديث ما كان لحناً وقد تقدم قاله ابن الأَعرابي وجعله مُضارعَ لَحِنَ بالكسر ومنه قوله صلى الله عليه وسلم لعَلَّ بعضَكم أَن يكون أَلْحَنَ بحجته أَي أَفْطَنَ لها وأَحسَنَ تصَرُّفاً واللَّحْنُ الذي هو التَّعْريض والإِيماء قال القتَّالُ الكلابي ولقد لَحَنْتُ لكم لِكَيما تَفْهَموا ووَحَيْتُ وَحْياً ليس بالمُرْتابِ ومنه قوله صلى الله عليه وسلم وقد بعث قوماً ليُخْبِرُوه خبَرَ قريش الْحَنُوا لي لَحْناً وهو ما روي أَنه بعث رجلين إِلى بعض الثُّغُور عَيْناً فقال لهما إِذا انصرفتما فالْحَنا لي لَحْناً أَي أَشيرا إِليَّ ولا تُفْصِحا وعَرِّضا بما رأَيتما أَمرهما بذلك لأَنهما ربما أَخبرا عن العَدُوِّ ببأْسٍ وقُوَّة فأَحَبَّ أَن لا يقفَ عليه المسلمون ويقال جعَلَ كذا لَحْناً لحاجته إِذا عَرَّضَ ولم يُُصَرِّح ومنه أَيضاً قول مالك بن أَسماء وقد تقدم شاهداً على أَن اللَّحْنَ الفِطنة والفعل منه لَحَنْتُ له لَحْناً على ما ذكره الجوهر عن أَبي زيد والبيت الذي لمالك مَنطِقٌ صائبٌ وتَلْحَنُ أَحيا ناً وخيرُ الحديثِ ما كان لَحْنا ومعنى صائب قاصد الصواب وإِن لم يُصِبْ وتَلْحَن أَحياناً أَي تُصيب وتَفْطُنُ وقيل تريدُ حديثَها عن جهته وقيل تُعَرِّض في حديثها والمعنى فيه متقاربٌ قال وكأَنَّ اللَّحْن في العربية راجع إِلى هذا لأَنه العُدول عن الصواب قال عثمان ابن جني مَنْطِقٌ صائب أَي تارة تورد القول صائباً مُسَدَّداً وأُخرى تتَحَرَّفُ فيه وتَلْحَنُ أَي تَعْدِلُه عن الجهة الواضحة متعمدة بذلك تلَعُّباً بالقول وهو من قوله ولعل بعضَكم أَن يكون أَلْحَنَ بحجته أَي أَنْهَضَ بها وأَحسَنَ تصَرُّفاً قال فصار تفسير اللَّحْنِ في البيت على ثلاثة أَوجه الفِطنة والفهم وهو قول أَبي زيد وابن الأَعرابي وإِن اختلفا في اللفظ والتعريضُ وهو قول ابن دريد والجوهري والخطأُ في الإِعراب على قول من قال تزيله عن جهته وتعدله عن الجهة الواضحة لأَن اللحن الذي هو الخطأُ في الإِعراب هو العدول عن الصواب واللَّحْن الذي هو المعنى والفَحْوَى كقوله تعالى ولَتَعْرِفنَّهُم في لَحْنِ القول أَي في فَحْواه ومعناه وروى المنذريُّ عن أَبي الهيثم أَنه قال العُنوان واللَّحْنُ واحد وهو العلامة تشير بها إِلى الإِنسان ليَفْطُنَ بها إِلى غيره تقول لَحَنَ لي فلانٌ بلَحْنٍ ففطِنْتُ وأَنشد وتَعْرِفُ في عُنوانِها بعضَ لَحْنِها وفي جَوْفِها صَمْعاءُ تَحْكي الدَّواهيا قال ويقال للرجل الذي يُعَرِّضُ ولا يُصَرِّحُ قد جعل كذا وكذا لَحْناً لحاجته وعُنواناً وفي الحديث وكان القاسم رجلاً لُحْنَةً يروى بسكون الحاء وفتحها وهو الكثير اللَّحْنِ وقيل هو بالفتح الذي يُلَحِّنُ الناس أَي يُخَطِّئُهم والمعروف في هذا البناء أَنه الذي يَكْثُر منه الفعل كالهُمَزة واللُّمَزة والطُّلَعة والخُدَعة ونحو ذلك وقِدْحٌ لاحِنٌ إِذا لم يكن صافيَ الصوت عند الإِفاضة وكذلك قوس لاحنة إِذا أُنْبِضَتْ وسهمٌ لاحِنٌ عند التَّنْفير إِذا لم يكن حَنَّاناً عند الإِدامةِ على الإِصبع والمُعْرِبُ من جميع ذلك على ضِدِّه ومَلاحِنُ العُودِ ضُروبُ دَسْتاناته يقال هذا لَحْنُ فلانٍ العَوَّاد وهو الوجه الذي يَضْرِبُ به وفي الحديث اقرؤُوا القرآنَ بلُحُونِ العرب وأَصواتها وإِياكم ولُحُونَ أَهل العِشْق اللَّحنُ التطريب وترجيع الصوت وتحسين القراءة والشِّعْرِ والغِناءِ قال ويشبه أَن يكون أَراد هذا الذي يفعله قُرَّاء الزمان من اللُّحون التي يقرؤون بها النظائر في المحافل فإِن اليهود والنصارى يقرؤون كتُبَهم نحْواً من ذلك

( لخن ) اللَّخَنُ نتْنُ الريح عامّةً وقيل اللَّخَنُ نتْنٌ يكون في أَرْفاغ الإِنسان وأَكثر ما يكون في السُّودان وقد لَخِنَ لَخَناً وهو أَلْخَنُ ولَخِنَ السقاء لَخَناً فهو لَخِنٌ وأَلْخَنُ تغير طعمه ورائحته وكذلك الجلد في الدِّباغ إِذا فسد فلم يصلح قال رؤبة والسَّبُّ تَخْريقُ الأَديمِ الأَلْخَنِ الليث لَخِنَ السقاء بالكسر يَلْخَنُ لَخَناً أَي أَنْتَنَ وفي التهذيب إِذا أُدِيمَ فيه صَبُّ اللَّبَن فلم يغسل وصار فيه تَحْبيبٌ أَبيضُ قِطعٌ صغارٌ مثلُ السِّمْسِمِ وأَكبر منه متغيرُ الريح والطعم ومنه قولهم أَمة لَخْناءُ ولَخِنَ الجوْزُ لَخَناً تغيرت رائحته وفسد واللَّخَنُ قُبْح ريح الفرج وامرأَة لَخْناء ويقال اللَّخْناء التي لم تُخْتَنْ وفي حديث ابن عمر يا ابن اللَّخْناء هي التي لم تُخْنَن وقيل اللَّخَنُ النَّتْنُ والأَلْخَنُ الذي لم يُخْتن وقيل هو الذي يُرَى في قُلفَته قبل الخِتان بياضٌ عند انقلاب الجِلدة واللَّخْنُ البياضُ الذي
( * قوله « البياض الذي إلخ » وكذلك البياض الذي على قلفة الصبي قبل الختان كما في التهذيب ) على جُرْدان الحمار وهو الحَلَقُ أَبو عمرو اللَّخَنُ القبيح من الكلام

( لدن ) اللَّدْنُ اللّيِّنُ من كل شيء من عُودٍ أَو حبل أَو خُلُقٍ والأُنثى لَدْنة والجمع لِدانٌ ولُدْن وقد لَدُنَ لَدانةً ولُدُونةً ولَدَّنه هو لَيَّنه وقناة لَدْنة ليِّنة المهَزَّةِ ورمح لَدْنٌ ورِماحٌ لُدْنٌ بالضم وامرأَة لَدْنة ريّا الشّبابِ ناعمةٌ وكلُّ رَطْبٍ مأْدٍ لَدْنٌ وتَلدَّنَ في الأَمر تَلبَّثَ وتمكَّثَ ولدَّنه هو وفي الحديث أَن رجلاً من الأَنصار أَناخَ ناضِحاً فركبه ثم بعثه فتَلَدَّنَ عليه بعضَ التَّلدُّن فقال شَأْ لعَنك الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تَصْحبْنا بملعون التَّلدُّن التَّمكُّثُ معنى قوله تَلدَّنَ أَي تَلَكَّأَ وتمكَّثَ وتَلبَّثَ ولم يَثُرْ ولم يَنبَعِث يقال تَلدَّنَ عليه إِذا تَلكَّأَ عليه قال أَبو عمرو تَلدَّنْتُ تَلدُّناً وتَلبَّثْتُ تَلبُّثاً وتمكَّثْتُ وفي حديث عائشة فأَرسلَ إِليَّ ناقةً مُحَرَّمةً فتَلدَّنتْ عليَّ فلعنتها ولَدُنْ ولُدْنٌ ولَدْنٌ ولَدِنٌ ولَدُ محذوفة منها ولَدَى مُحَوَّلة كله ظرف زماني ومكاني معناه عند قال سيبويه لَدُنْ جُزمَتْ ولم تجعل كعِنْدَ لأَنها لم تَمَكَّنْ في الكلام تَمَكُّنَ عند واعْتَقَبَ النونُ وحرفُ العلة على هذه اللفظة لاماً كما اعتقبَ الهاءُ والواو في سنَةٍ لاماً وكما اعتقبت في عِضاهٍ قال أَبو إِسحق لَدُنْ لا تَمَكَّنُ تَمَكُّنَ عند لأَنك تقول هذا القول عندي صوابٌ ولا تقول هو لَدُني صواب وتقول عندي مال عظيم والمال غائب عنك ولَدُنْ لما يليك لا غير قال أَبو علي نظير لَدُنْ ولَدَى ولَدُ في استعمال اللام تارة نوناً وتارة حرف علة وتارة محذوفة دَدَنْ ودَدَى ودَدٌ وهو مذكور في موضعه ووقع في تذكرة أَبي علي لَدَى في معنى هل عن المفضَّل وأَنشد لَدَى من شبابٍ يُشْترَى بمَشِيبِ ؟ وكيف شَبابُ المرْء بعدَ دَبيبِ ؟ وقوله تعالى قد بَلَغْتَ من لَدُنِّي عُذْراً قال الزجاج وقرئ من لَدُني بتخفيف النون ويجوز من لَدْني بتسكين الدال وأَجودها بتشديد النون لأَن أَصل لَدُنْ الإِسكانُ فإِذا أَضفتها إِلى نفسك زِدْتَ نوناً ليَسْلَم سكونُ النونِ الأُولى تقول من لَدُنْ زيد فتسكن النون ثم تضيف إِلى نفسك فتقول لَدْني كما تقول عن زيد وعني ومن حذف النونَ فلأَنَّ لَدُنْ اسم غير متمكن والدليل على أَن الأَسماء يجوز فيها حذف النون قولهم قَدْني في معنى حَسْبي ويجوز قَدِي بحذف النون لأَن قد اسم غير متمكن قال الشاعر قَدْنَي من نصْرِ الخُبَيْبَينِ قَدِي فجاء باللغتين قال وأَما إِسكان دال لَدُنٍ فهو كقولهم في عَضُدٍ عَضْد فيحذفون الضمة وحكى أَبو عمرو عن أَحمد بن يحيى والمبرّد أَنهما قالا العرب تقول لَدُنْ غُدْوَةٌ ولَدُنْ غُدْوَةً ولَدُنْ غُدْوَةٍ فمن رفع أَراد لَدُنْ كانت غُدْوةٌ ومن نصب أَراد لَدُنْ كان الوقتُ غُدْوةً ومن خفض أَراد من عِنْد غُدْوةِ وقال ابنُ كيسانَ لَدُنْ حرف يَخْفِضُ وربما نُصِبَ بها قال وحكى البصريون أَنها تنصب غُدْوة خاصّةً من بين الكلام وأَنشدوا ما زالَ مُهْري مَزْجَرَ الكلبِ منهمُ لَدُنْ غُدْوَةً حتى دَنَتْ لغُروبِ وأَجاز الفراء في غُدْوةٍ الرفع والنصب والخفض قال ابن كيسانَ من خفض بها أَجراها مُجْرَى من وعن ومن رفع أَجراها مُجْرى مذ ومن نصب جعلها وقتاً وجعل ما بعدها ترجمة عنها وإِن شئت أَضمرت كان كما قال مُذْ لَدُ شَوْلاً وإِلى إِتْلائِها أَراد أَن كانت شَوْلاً وقال الليث لَدُنْ في معنى من عند تقول وقف الناسُ له من لَدُنْ كذا إِلى المسجد ونحو ذلك إِذا اتصل ما بين الشيئين وكذلك في الزمان من لَدُنْ طلوع الشمس إِلى غروبها أَي من حين وفي حديث الصَّدَقة عليهما جُنَّتانِ من حديد من لَدُنْ ثُدِيِّهما إِلى ترَاقيهما لَدُنْ ظرف مكان بمعنى عند إِلا أَنه أَقرب مكاناً من عند وأَخصُّ منه فإِن عند تقع على المكان وغيره تقول لي عند فلانٍ مال أَي في ذمته ولا يقال ذلك في لَدُنْ أَبو زيد عن الكلابيين أَجمعين هذا من لَدُنِهِ ضموا الدال وفتحوا اللام وكسروا النون الجوهري لَدُنْ الموضع الذي هو الغاية وهو ظرف غير متمكن بمنزلة عند وقد أَدخلوا عليها من وحدها من حروف الجرّ قال تعالى من لَدُنَّا وجاءت مضافة تخفض ما بعدها وأَنشد في لَدُ لغَيْلانَ بن حُرَيث يَسْتَوْعِبُ النَّوْعينِ من خَريرِه من لَدُ لَحْيَيْه إِلى مُنْخُورِه قال ابن بري وأَنشده سيبويه إِلى مَنْخُوره أَي مَنْخَره قال قال وقد حمل حذف النون بعضهم إِلى أَن قال لَدُنْ غُدْوَةً فنصب غدوة بالتنوين قال ذو الرمة لَدُنْ غُدْوَةً حتى إِذا امتَدَّتِ الضُّحَى وحَثَّ القَطِينَ الشَّحْشحانُ المُكَلَّفُ لأَنه توهم أَن هذه النون زائدة تقوم مقام التنوين فنصب كما تقول ضارِبٌ زيداً قال ولم يُعْمِلوا لَدُنْ إِلا في غُدْوة خاصة قال ابن بري ذكر أَبو علي في لَدُنْ بالنون أَربع لغات لَدُنْ ولَدْنٌ بإِسكان الدال حذف الضمة منها كحذفها من عَضُد ولُدْنُ بإِلقاء ضمة الدال على اللام ولَدَنْ بحذف الضمة من الدال فلما التقى ساكنان فتحت الدال لالتقاء الساكنين ولم يذكر أَبوعلي تحريك النون بكسر ولا فتح فيمن أَسكن الدال قال وينبغي أَن تكون مكسورة قال وكذا حكاها الحَوْفيُّ لَدْنِ ولم يذكر لُدْن التي حكاها أَبوعلي والقياس يوجب أَن تكون لَدْنِ ولَدْنِ على حدِّ لم يَلْدَهُ أَبوان وحكى ابن خالويه في البديع وهَبْ لنا من لدُنك بضم الدال قال ابن بري ويقال لي إِليه لُدُنَّةٌ أَي حاجة والله أَعلم

( لذن ) اللاَّذَنُ واللاَّذَنةُ من العُلُوك وقيل هو دواء بالفارسية وقيل هو نَدىً يسقُط على الغنم في بعض جزائر البحر

( لزن ) لَزَنَ القومُ يَلْزُنُونَ لَزْناً ولَزَناً ولَزِنوا وتَلازَنوا تزاحموا الليث اللَّزَنُ بالتحريك اجتماع القوم على البئر للاستقاء حتى ضاقت بهم وعجزت عنهم قال الجوهري وكذلك في كل أَمر ويقال ماء مَلْزُون وأَنشد في مَشْرَبٍ لا كَدِرٍ ولا لَزِنْ وأَنشد غيره ومَعاذِراً كَذِباً ووَجْهاً باسِراً وتَشَكِّياً عَضَّ الزمانِ الأَلْزَنِ ومَشْرَبٌ لَزِنٌ ولَزْنٌ ومَلْزُون مُزْدَحَمٌ عليه عن ابن الأَعرابي واللَّزْنُ الشدَّة وعَيْشٌ لَزْنٌ أَي ضيق وليلة لَزْنة ولِزْنة ضيَِّقة من جوع كان أَو بَرْدٍ أَو خوف عن ابن الأَعرابي أَيضاً وروي بيت الأَعشى ويُقْبِلُ ذو البَثِّ والرَّاغِبو نَ في لَيْلةٍ هي إِحْدَى اللَّزَنْ وأَنشده اللَّزَنْ بفتح اللام والمعروف في شعره اللَّزَن بكسر اللام فكأَنه أَراد هي إِحدى ليالي اللِّزَن وأَصابهم لَزْنٌ من العيش أَي ضيق واللَّزْنُ جمع لَزْنة وهي السنة الشديدة ابن سيده اللِّزْنة السنة الشديدة الضيقة واللَّزْنَة الشِّدَّة والضيق وجمعها لِزَنٌ قال ومما يدل على صحة ذلك إِضافة إِحدى إِليها وإِحدى لا تضاف إِلى مفرد ونظير لَزْنة ولِزَنٍ حَلْقَة وحِلَقٌ وفَلْكَة وفِلَكٌ وقد قيل في الواحد لِزْنة بالكسر أَيضاً وهي الشِّدَّة فأَما إِذا وصفت بها فقلت ليلة لَزْنة فبالفتح لا غير وتقول العرب في الدعاء على الإنسان ما لَه سُقِيَ في لَزْنٍ ضاحٍ أَي في ضيق مع حَرِّ الشمس لأَن الضّاحِيَ من الأَرض البارِزُ الذي ليس يستره شيء عن الشمس وماء لَزْنٌ ضَيِّق لا يُنال إِلا بعد مَشَقَّة

( لسن ) اللِّسانُ جارحة الكلام وقد يُكْنَى بها عن الكلمة فيؤنث حينئذ قال أَعشى باهلة إِنِّي أَتَتْني لسانٌ لا أُسَرُّ بها من عَلْوَ لا عَجَبٌ منها ولا سَخَرُ قال ابن بري اللِّسان هنا الرِّسالة والمقالة ومثله أَتَتْني لسانُ بني عامِرٍ أَحاديثُها بَعْد قوْلٍ نُكُرْ قال وقد يُذَكَّر على معنى الكلام قال الحطيئة نَدِمْتُ على لسانٍ فاتَ مِنِّي فلَيْتَ بأَنه في جَوْفِ عَكْمِ وشاهد أَلْسِنَةٍ الجمع فيمن ذَكَّرَ قوله تعالى واختِلافُ أَلسِنَتِكم وأَلوانكم وشاهدُ أَلْسُنٍ الجمع فيمن أَنث قول العجاج أَو تَلْحَجُ الأَلْسُنُ فينا مَلْحَجا ابن سيده واللِّسانُ المِقْوَلُ يذكر ويؤنث والجمع أَلْسِنة فيمن ذكر مثل حِمار وأَحْمرة وأَلْسُن فيمن أَنث مثل ذراع وأَذْرُع لأَن ذلك قياس ما جاء على فِعالٍ من المذكر والمؤنث وإِن أَردت باللسان اللغة أَنثت يقال فلان يتكلم بلِسانِ قومه قال اللحياني اللسان في الكلام يذكر ويؤنث يقال إِن لسانَ الناس عليك لَحَسنة وحَسَنٌ أَي ثناؤُهم قال ابن سيده هذا نص قوله واللسان الثناء وقوله عز وجل واجْعَلْ لي لسانَ صِدْقٍ في الآخرين معناه اجعل لي ثَناءً حَسناً باقياً إِلى آخر الدهر وقال كثير نَمَتْ لأَبي بكرٍ لسانٌ تتابعتْ بعارفةٍ منه فخَضَّتْ وعَمَّتِ وقال قَسَاس الكِنْدِيُّ أَلا أَبْلغْ لَدَيْكَ أَبا هُنَيٍّ أَلا تَنْهَى لسانَك عن رَداها فأَنثها ويقولون إِن شَفَةَ الناس عليك لَحسَنة وقوله عز وجل وما أَرسلنا من رسول إِلا بلسانِ قومه أَي بلغة قومه ومنه قول الشاعر أَتَتْني لسانُ بني عامِرٍ وقد تقدَّم ذهب بها إِلى الكلمة فأَنثها وقال أَعشى باهلة إِنِّي أَتاني لسانٌ لا أُسَرُّ به ذهب إِلى الخبر فذكره ابن سيده واللسان اللغة مؤنثة لا غير واللِّسْنُ بكسر اللام اللُّغة واللِّسانُ الرسالة وحكى أَبو عمرو لكل قوم لِسْنٌ أَي لُغَة يتكلمون بها ويقال رجل لَسِنٌ بَيِّنُ اللَّسَن إِذا كان ذا بيان وفصاحة والإِلْسان إِبلاغ الرسالة وأَلْسَنَه ما يقول أَي أَبلغه وأَلْسَنَ عنه بَلَّغ ويقال أَلْسِنِّي فلاناً وأَلْسِنْ لي فلاناً كذا وكذا أَي أَبْلغْ لي وكذلك أَلِكْني إِلى فلان أَي أَلِكْ لي وقال عديُّ بن زيد بل أَلسِنوا لي سَراةَ العَمّ أَنكمُ لسْتُمْ من المُلْكِ والأَبدال أَغْمار أَي أَبْلِغوا لي وعني واللِّسْنُ الكلام واللُّغة ولاسَنه ناطَقه ولَسَنه يَلْسُنه لَسْناً كان أَجودَ لساناً منه ولَسَنه لَسْناً أَخذه بلسانه قال طرفة وإِذا تَلْسُنُني أَلْسُنُها إِنني لستُ بموْهُونٍ فَقِرْ ولَسَنه أَيضاً كلمه وفي حديث عمر رضي الله عنه وذكَر امرأَةً فقال إِن دخلت عليك
( * قوله « ان دخلت عليك إلخ » هكذا في الأصل والذي في النهاية إن دخلت عليها لسنتك وفي هامشها وان غبت عنها لم تأمنها )
لَسَنتْكَ أَي أَخذَتكَ بلسانها يصفها بالسَّلاطة وكثرة الكلام والبَذَاءِ واللَّسَنُ بالتحريك الفصاحة وقد لَسِنَ بالكسر فهو لَسِنٌ وأَلسَنُ وقوم لُسْنٌ واللَّسنُ جَوْدَة اللسان وسَلاطَتُه لَسِنَ لسَناً فهو لَسِنٌ وقوله عز وجل وهذا كتابٌ مُصَدِّقٌ لساناً عربيّاً أَي مُصَدِّقٌ للتوراة وعربيّاً منصوب على الحال المعنى مُصَدِّقٌ عربيّاً وذكَرَ لساناً توكيداً كما تقول جاءني زيد رجلاً صالحاً ويجوز أَن يكون لساناً مفعولاً بمصدق المعنى مصدّق النبي صلى الله عليه وسلم أَي مصدق ذا لسان عربي واللَّسِنُ والمُلَسَّنُ ما جُعِلَ طَرَفُه كطرف اللسان ولَسَّنَ النعلَ خَرَط صدرَها ودَقَّقها من أَعلاها ونعل مُلسَّنة إِذا جُعلَ طَرفُ مُقَدَّمها كطرف اللسان غيره والمُلسَّنُ من النِّعال الذي فيه طُول ولَطافة على هيئة اللسان قال كثير لهم أُزُرٌ حُمْرُ الحواشي يَطَوْنَها بأَقدامِهم في الحَضرَميِّ المِلسَّنِ وكذلك امرأَة مُلسَّنةُ القَدَمين وفي الحديث إِن نعله كانت مُلسَّنة أَي كانت دقيقة على شكل اللسان وقيل هي التي جُعلَ لها لسانٌ ولسانُها الهَنَةُ الناتئة في مُقَدَّمها ولسانُ القوم المتكلم عنهم وقوله في الحديث لصاحب الحقِّ اليَدُ واللسانُ اليَدُ اللُّزوم واللسانُ التَّقاضي ولسانُ الميزان عَذَبَتُه أَنشد ثعلب ولقد رأَيتُ لسانَ أَعْدلِ حاكمٍ يُقْضَى الصَّوابُ به ولا يتَكَلَّمُ يعني بأَعدلِ حاكم الميزان ولسانُ النار ما يتشَكلُ منها على شكل اللسان وأَلسَنه فَصيلاً أَعاره إِياه ليُلْقيه على ناقته فتَدِرَّ عليه فإِذا دَرَّتْ حلبها فكأَنه أَعاره لسانَ فَصيله وتَلسَّنَ الفَصيلَ فعَلَ به ذلك حكاه ثعلب وأَنشد ابن أَحمر يصف بَكْراً صغيراً أَعطاه بعضهم في حَمالة فلم يَرْضَه تَلسَّنَ أَهْلُهُ رُبَعاً عليه رِماثاً تحتَ مِقْلاةٍ نَيُوبِ
( * قوله « ربعاً » كذا في الأصل والمحكم والذي في التكملة عاماً قال والرماث جمع رمثة بالضم وهي البقية تبقى في الضرع من اللبن )
قال ابن سيده قال يعقوب هذا معنى غريب قلَّ من يعرفه ابن الأَعرابي الخَلِيَّةُ من الإِبل يقال لها المُتلسِّنة قال والخَلِيَّة أَن تَلِدَ الناقةُ فيُنْحَرَ ولدُها عَمْداً ليدوم لبنها وتُسْتَدَرَّ بحُوَارِ غيرها فإِذا أَدَرَّها الحُوارُ نَحَّوْه عنها واحْتَلبوها وربما خَلَّوْا ثلاثَ خَلايا أَو أَربعاً على حُوارٍ واحد وهو التَّلسُّن ويقال لَسَنتُ اللّيفَ إِذا مَشَنتَه ثم جعلته فتائلَ مُهَيَّأَةً للفَتْل ويسمى ذلك التَّلسِينَ ابن سيده والمَلْْسُونُ الكذاب قال الأَزهري لا أَعرفه وتَلسَّنَ عليه كذَبَ ورجل مَلسون حُلْوُ اللسانِ بعيدُ الفِعال ولسانُ الحمَل ولسانُ الثَّوْر نبات سمي بذلك تشبيهاً باللسان واللُّسَّانُ عُشْبة من الجَنْبةِ لها ورق متفَرِّشٌ أَخشنُ كأَنه المساحي كخُشونة لسانِ الثور يَسْمُو من وسطها قضيبٌ كالذراع طُولاً في رأْسه نَوْرة كَحْلاءُ وهي دواء من أَوجاع اللسانِ أَلسِنةِ الناس وأَلسِنة الإِبل والمِلْسَنُ حجرٌ يجعلونه في أَعلى بابِ بيتٍ يَبْنونه من حجارة ويجعلون لُحْمَةَ السَّبُع في مُؤخَّره فإِذا دخل السبع فتناول اللُّحمة سقط الحجر على الباب فسَدَّه

( لطن ) اللاَّطُونُ الأَصْفَرُ من الصُّفْر

( لعن ) أَبيتَ اللَّعْنَ كلمةٌ كانت العرب تُحَيِّي بها مُلوكها في الجاهلية تقول للملِك أَبَيْتَ اللَّعْنَ معناه أَبيْتَ أَيُّها الملِك أَن تأْتي ما تُلْعَنُ عليه واللَّعْنُ الإِبْعادُ والطَّرْد من الخير وقيل الطَّرْد والإِبعادُ من الله ومن الخَلْق السَّبُّ والدُّعاء واللَّعْنةُ الاسم والجمع لِعانٌ ولَعَناتٌ ولَعَنه يَلْعَنه لَعْناً طَرَدَه وأَبعده ورجل لَعِينٌ ومَلْعُونٌ والجمع مَلاعِين عن سيبويه قال إِنما أَذكُرُ
( * قوله « قال إنما اذكر إلخ » القائل هو ابن سيده وعبارته عن سيبويه قال ابن سيده إنما إلخ ) مثل هذا الجمع لأَن حكم مثل هذا أَن يُجْمَع بالواو والنون في المذكر وبالأَلف والتاء في المؤنث لكنهم كَسَّرُوه تشبيهاً بما جاء من الأَسماء على هذا الوزن وقوله تعالى بل لعَنَهم الله بكُفرهم أَي أَبعَدهم وقوله تعالى ويَلْعَنُهم اللاَّعِنُون قال ابن عباس اللاَّعِنُونَ كلُّ شيء في الأَرض إِلا الثَّقَلَيْن ويروى عن ابن مسعود أَنه قال اللاَّعِنون الاثنان إِذا تَلاعَنَا لَحِقَتِ اللعْنة بمُسْتَحِقها منهما فإِن لم يَسْتَحقها واحدٌ رَجَعت على اليهود وقيل اللاَّعِنُون كلُّ من آمن بالله من الإِنس والجن والملائكة واللِّعَانُ والمُلاعَنة اللَّعْنُ بين اثنين فصاعداً واللُّعَنة الكثير اللَّعْن للناس واللُّعْنة الذي لا يزال يُلْعَنُ لشَرارته والأَوّل فاعل وهو اللُّعَنة والثاني مفعول وهو اللُّعْنة وجمعه اللُّعَن قال والضَّيْفَ أَكْرِمْه فإِنَّ مَبِيتَه حَقٌّ ولا تَكُ لُعْنَةً للنُّزَّلِ ويطرد عليهما باب وحكى اللحياني لا تَكُ لُعْنةً على أَهل بيتك أَي لا يُسَبَّنَّ أَهل بيتك بسببك وامرأَة لَعِين بغير هاء فإِذا لم تذكر الموصوفة فبالهاء واللَّعِين الذي يَلْعَنه كل أَحد قال الأَزهري اللَّعِينُ المَشْتُوم المُسَبَّبُ واللَّعِينُ المَطْرود قال الشماخ ذَعَرْتُ به القَطَا ونَفَيْتُ عنه مَقامَ الذئبِ كالرَّجُلِ اللَّعينِ أَراد مقام الذئب اللَّعِين الطَّرِيد كالرجل ويقال أَراد مقام الذي هو كالرجل اللعين وهو المَنْفِيّ والرجل اللعين لا يزال مُنْتَبِذاً عن الناس شبَّه الذئبَ به وكلُّ من لعنه الله فقد أَبعده عن رحمته واستحق العذابَ فصار هالكاً واللَّعْنُ التعذيب ومن أَبعده الله لم تلحقه رحمته وخُلِّدَ في العذاب واللعينُ الشيطان صفة غالبة لأَنه طرد من السماء وقيل لأَنه أُبْعِدَ من رحمة الله واللَّعْنَة الدعاء عليه وحكى اللحياني أَصابته لَعْنَةٌ من السماء ولُعْنَةٌ والْتَعَنَ الرجلُ أَنصف في الدعاء على نفسه ورجل مُلَعَّنٌ إِذا كان يُلْعَنُ كثيراً قال الليث المُلَعَّنُ المُعَذَّبُ وبيت زهير يدل على غير ما قال الليث ومُرَهَّقُ الضِّيفانِ يُحْمَدُ في ال لأْواءٍ غيرُ مَلَعَّن القِدْرِ أَراد أَن قدره لا تُلْعن لأَنه يكثر لحمها وشحمها وتَلاعَنَ القومُ لَعَنَ بعضهم بعضاً ولاعَنَ امرأَته في الحُكم مُلاعنة ولِعاناً ولاعَنَ الحاكمُ بينهما لِعاناً حكم والمُلاعَنَة بين الزوجين إِذا قَذَفَ الرجلُ امرأَته أَو رماها برجل أَنه زنى بها فالإمام يُلاعِنُ بينهما ويبدأُ بالرجل ويَقِفُه حتى يقول أَشهد بالله أَنها زنت بفلان وإِنه لصادق فيما رماها به فإِذا قال ذلك أَربع مرات قال في الخامسة وعليه لعنة الله إِن كان من الكاذبين فيما رماها به ثم تُقامُ المرأَة فتقول أَيضاً أَربع مرات أَشهد بالله أَنه لمن الكاذبين فيما رماني به من الزنا ثم تقول في الخامسة وعليَّ غَضَبُ الله إِن كان من الصادقين فإِذا فرغت من ذلك بانت منه ولم تحل له أَبداً وإِن كانت حاملاً فجاءت بولد فهو ولدها ولا يلحق بالزوج لأَن السُّنَّة نَفته عنه سمي ذلك كله لِعاناً لقول الزوج عليه لَعْنة الله إِن كان من الكاذبين وقول المرأَة عليها غضب الله إِن كان من الصادقين وجائز أَن يقال للزوجين إِذا فعلا ذلك قد تَلاعنا ولاعَنا والْتَعنا وجائز أَن يقال للزوج قد الْتَعَنَ ولم تَلْتَعِنِ المرأَةُ وقد الْتَعَنتْ هي ولم يَلْتَعِنِ الزوجُ وفي الحديث فالْتَعَنَ هو افتعل من اللَّعْن أَي لَعَنَ نفسه والتَّلاعُنُ كالتَّشاتُم في اللفظ غير أَن التشاتم يستعمل في وقوع فعل كل واحد منهما بصاحبه والتَّلاعُن ربما استعمل في فعل أَحدهما والتَّلاعُن أَن يقع فعل كل واحد منهما بنفسه واللَّعْنَة في القرآن العذابُ ولَعَنه الله يَلْعَنه لَعْناً عذبه وقوله تعالى والشجرةَ المَلْعونة في القرآن قال ثعلب يعني شجرة الزَّقُّوم قيل أَراد المَلْعُون آكلُها واللَّعِينُ المَمْسُوخ وقال الفراء اللَّعْنُ المَسْخُ أَيضاً قال الله عز وجل أَو نَلْعَنَهم كما لَعَنَّا أَصحاب السَّبْت أَي نَمْسَخَهم قال واللَّعينُ المُخْزَى المُهْلَك قال الأَزهري وسمعت العرب تقول فلان يَتلاعَنُ علينا إِذا كان يتَماجَنُ ولا يَرْتَدِعُ عن سَوْءٍ ويفعل ما يستحِقّ به اللَّعْنَ والمُلاعَنة واللِّعانُ المُباهَلَةُ والمَلاعِنُ مواضع التَّبَرُّز وقضاء الحاجة والمَلْعَنة قارعة الطريق ومَنْزِل الناس وفي الحديث اتَّقُوا المَلاعِنَ وأَعِدُّوا النَّبْلَ المَلاعِنُ جَوَادُّ الطريق وظِلالُ الشجر ينزِلُها الناسُ نَهَى أَن يُتَغوَّطَ تحتها فتتَأَذَّى السّابلة بأَقذارها ويَلْعَنُون من جَلَسَ للغائط عليها قال ابن الأَثير وفي الحديث اتَّقُوا المَلاعِنَ الثلاثَ قال هي جمع مَلْعَنة وهي الفَعْلة التي يُلْعَنُ بها فاعلها كأَنها مَظِنَّة للَّعْنِ ومحلٌّ له وهو أَن يتَغوَّط الإِنسان على قارعة الطريق أَو ظل الشجرة أَو جانب النهر فإِذا مر بها الناس لعنوا فاعله وفي الحديث اتقوا اللاَّعِنَيْن أَي الأَمرين الجالبين اللَّعْنَ الباعِثَيْن للناسِ عليه فإِنه سبب لِلَعْنِ من فعله في هذه المواضع وليس ذا في كل ظلٍّ وإِنما هو الظل الذي يستظل به الناس ويتخذونه مَقِيلاً ومُناخاً واللاعِن اسم فاعل من لَعَنَ فسميت هذه الأَماكنُ لاعِنةً لأَنها سبب اللَّعْن وفي الحديث ثلاثٌ لَعِيناتٌ اللَّعِينة اسم المَلْعون كالرَّهِينة في المَرْهُون أَو هي بمعنى اللَّعْن كالشَّتِيمةِ من الشَّتْم ولا بُدَّ على هذا الثاني من تقدير مضاف محذوف ومنه حديثُ المرأَة التي لَعَنَتْ ناقَتها في السفر فقال ضَعُوا عنها فإِنها مَلْعُونة قيل إِنما فعل ذلك لأَنه استجيب دعاؤُها فيها وقيل فعَلهُ عُقوبةً لصاحبتها لئلا تعود إِلى مثلها وليعتبر بها غيرها واللَّعِينُ ما يُتخذ في المزارع كهيئة الرجل أَو الخيال تُذْعَرُ به السباعُ والطيور قال الجوهري والرجل اللَّعِينُ شيء يُنْصَبُ وسَطَ الزرع تُسْتَطْرَدُ به الوحوش وأَنشد بيت الشماخ كالرجل اللَّعِين قال شمر أَقْرَأَنا ابنُ الأَعرابي لعنترة هل تُبْلِغَنِّي دارَها شَدَنِيَّةٌ لُعِنَتْ بمحرومِ الشَّرابِ مُصرَّمِ وفسره فقال سُبَّتْ بذلك فقيل أَخزاها الله فما لها دَرٌّ ولا بها لبن قال ورواه أَبو عدنان عن الأَصمعي لُعِنَتْ لمحروم الشراب وقال يريد بقوله لمحروم الشراب أَي قُذِفَت بضرع لا لبن فيه مُصَرَّم واللَّعِينُ المِنْقَرِيّ
( * قوله « واللعين المنقري إلخ » اسمه منازل بضم الميم وكسر الزاي ابن زمعة محركاً وكنيته أبو الا كيدر اه تكملة ) من فُرسانهم وشُعرائهم

( لغن ) اللُّغْنُ الوَتَرة التي عند باطن الأُذن إِذا اسْتَقاءَ الإِنسانُ تَمَدَّدَتْ وقيل هي ناحية من اللَّهاةِ مُشْرِفَة على الحَلْق والجمع أَلغانٌ وهو اللُّغْنُون أَبو عبيد النَّغانِغ لَحمات تكون عند اللَّهَوات واحدها نُغْنُغ وهي اللَّغانينُ واحدها لُغْنُون واللَّغانِين لحم بين النُّكْفَتين واللسانِ من باطن ويقال لها من ظاهرٍ لَغادِيدُ ووَدَجٌ ولُغْنُونٌ ويقال جِئتَ بلُغْنِ غيرك إِذا أَنكَرتَ ما تَكلَّمَ به من اللغة وفي بعض الأَخبار إِنك لتتَكَلَّمُ بلُغْنِ ضالٍّ مُضِلٍّ وفي الحديث ( ) ( قوله « وفي الحديث إلخ » عبارة التكملة وفي الاحاديث التي لا طرق لها ان إلخ اه ولغن ضال فيها بالإضافة لكن في نسختين من النهاية تنوين لغن ) أَن رجلاً قال لفلان إِنك لتُفْتي بلُغْنِ ضالٍّ مُضِلٍّ اللُّغْنُ ما تعَلَّقَ من لحم اللَّحْيَيْن وجمعه لَغانينُ كلُغْدٍ ولَغاديد وأَرض مُلْغَانَّة والْغِينانُها كثرة كَلَئِها واللُّغْنُون أَيضاً الخَيْشُوم عن ابن الأَعرابي والغانَّ النَّبتُ طال والتَفَّ فهو مُلْغانٌّ ولَغَنَّ لغة في لَعَلَّ وبعض بني تميم يقول لَغَنَّكَ بمعنى لَعَلَّك قال الفرزدق قِفَا يا صاحِبَيَّ بنا لَغَنَّا نرَى العَرَصاتِ أَو أَثرَ الخِيامِ
( * قوله « قفا يا صاحبي إلخ » مثله في الصحاح قال الصاغاني الرواية ألستم عائدين بنا لغنا وزاد اللغن بفتح فسكون شرّة الشباب )
واللُّغْنُونُ لغة في اللُّغْدُودِ والجمع اللَّغانين

( لغثن ) التهذيب عن ابن الأَعرابي اللَّغاثينُ الخَياشِيمُ واحدها لُغْثون قال هكذا سمعناه

( لقن ) اللَّقْنُ مصدر لَقِنَ الشيءَ يَلْقَنُه لَقْناً وكذلك الكلامَ وتَلَقَّنه فَهِمه ولَقَّنَه إِياه فَهَّمه وتَلَقَّنته أَخذته لَقانِيَةً وقد لَقَّنَني فلانٌ كلاماً تَلْقِيناً أَي فهَّمَني منه ما لم أَفْهَم والتَّلْقِين كالتَّفْهِيم وغلامٌ لَقِنٌ سريعُ الفهم وفي حديث الهجرة ويَبيتُ عندهما عبدُ الله بن أَبي بكر وهو شابٌّ ثَقِفٌ لَقِنٌ أَي فَهِمٌ حسَنُ التَّلْقِين لما يسْمَعه وفي حديث الأُخْدُود انظروا لي غلاماً فَطِناً لَقِناً وفي حديث علي رضوان الله عليه إِنَّ ههنا عِلْماً وأَشار إِلى صدره لو أَصَبْتُ له حَمَلَةً بَلَى أُصِيبُ لَقِناً غير مأْمون أَي فَهِماً غيرَ ثقة وفي المحكم بَلى أَجد لَقِناً غير مأْمون يستعمل آلةَ الدِّينِ في طَلَبِ الدنيا والاسم اللَّقانَةُ واللَّقانِيَة اللحياني اللَّقانة واللَّقانية واللَّحَانة واللَّحانية والتَّبانة والتَّبانيَة والطَّبانة والطبَّانية معنى هذه الحروف واحد واللَّقَنُ إِعرابُ لَكَنٍ شِبْه طَسْتٍ من صُفْر ومَلْقَنٌ موضع

( لكن ) اللُّكْنَة عُجْمة في اللسان وعِيٌّ يقال رجل أَلْكَنُ بيِّنُ اللَّكَن ابن سيده الأَلْكَنُ الذي لا يُقِيمُ العربية من عجمة في لسانه لَكِنَ لَكَناً ولُكْنَة ولُكُونة ويقال به لُكْنة شديدة ولُكُونةٌ ولُكْنُونة ولُكانٌ اسم موضع قال زهير ولا لُكانٌ إِلى وادي الغِمارِ ولا شَرْقيُّ سَلمى ولا فيْدٌ ولا رِهَمُ
( * قوله « إلى وادي الغمار » كذا بالأصل ونسخة من المحكم والذي في ياقوت ولا وادي الغمار وقوله « ولا رهم » الذي في ياقوت ولا رمم وضبطه كعنب وسبب اسم موضع ولم نجد رهم بالهاء اسم موضع )
قال ابن سيده كذا رواه ثعلب وخطَّأَ من روى فالآلُكانُ قال وكذلك رواية الطُّوسيِّ أَيضاً المُبرّد الُّكْنَةُ أَن تَعْترِضَ على كلام المتكلم اللغةُ الأَعجمية يقال فلان يَرْتَضِخُ لُكْنَةً روميةً أَو حبشية أَو سِنْدِية أَو ما كانت من لغات العجم الفراء للعرب في لَكِنَّ لغتان بتشديد النون مفتوحة وإسكانها خفيفة فمن شدَّدها نصب بها الأَسماء ولم يَلِها فَعَل ولا يَفْعَلُ ومن خفف نونها وأَسكنها لم يعملها في شيء اسم ولا فعل وكان الذي يعمل في الاسم الذي بعدها ما معه مما ينصبه أَو يرفعه أَو يخفضه من ذلك قول الله ولكنِ الناسُ أَنفُسَهم يَظْلِمُونَ ولكِنِ اللهُ رمى ولكن الشياطينُ كَفَرُوا رُفِعَتْ هذه الأَحرفُ بالأَفاعيل التي بعدها وأَما قوله ما كان محمدٌ أَبا أَحَد من رجالكم ولكن رسُولَ اللهِ فإنك أَضمرت كان بعد ولكن فنصبت بها ولو رفعته على أَن تُضْمِرَ هو فتريد ولكن هو رسولُ الله كان صواباً ومثله وما كان هذا القرآنُ أَن يُفْتَرى من دون الله ولكن تَصْديقُ وتصديقَ فإذا أُلقِيَت من لكن الواوُ في أَولها آثرت العرب تخفيف نونها وإذا أَدخلوا الواو آثروا تشديدها وإنما فعلوا ذلك لأَنها رجوع عما أَصابَ أَول الكلام فشبهت ببل إذ كانت رجوعاً مثلها أَلا ترى أَنك تقول لم يقم أَخوك بل أَبوك ثم تقول لم يقم أَخوك لكن أَبوك فتراهما في معنى واحد والواو لا تصلح في بل فإذا قالوا ولكن فأَدخلوا الواو تباعدت من بل إذ لم تصلح في بل الواو فآثروا فيها تشديد النون وجعلوا الواو كأَنها دخلت لعطف لا بمعنى بل وإنما نصبت العرب بها إذا شددت نونها لأَن أَصلها إن عبد الله قائم زيدت على إنَّ لام وكاف فصارتا جميعاً حرفاً واحداً قال الجوهري بعض النحويين يقول أَصله إن واللام والكاف زوائد قال يدل على ذلك أَن العرب تدخل اللام في خبرها وأنشد الفراء ولَكِنَّني من حُبِّها لَعَمِيدُ فلم يدخل اللام إلا أَن معناها إنَّ ولا تجوز الإمالة في لكن وصورة اللفظ بها لاكنّ وكتبت في المصاحف بغير أَلف وأَلفها غير ممالة قال الكسائي حرفان من الاستثناء لا يقعان أَكثر ما يقعان إلا مع الجحد وهما بل ولكن والعرب تجعلهما مثل واو النسق ابن سيده ولكن ولكنّ حرف يُثْبَتُ به بعد النفي قال ابن جني القول في أَلف لكنّ ولكنْ أَن يكونا أَصلين لأَن الكلمة حرفان ولا ينبغي أَن توجد الزيادة في الحروف قال فإن سميت بهما ونقلتهما إلى حكم الأَسماء حكمت بزيادة الأَلف وكان وزن المثقلة فاعِلاً ووزن المخففة فاعِلاً وأَما قراءتهم لكنَّا هو اللهُ هو ربي فأَصلها لكن أَنا فلما حذفت الهمزة للتخفيف وأُلقيت حركتها على نون لكن صار التقدير لكننا فلما اجتمع حرفان مثلان كره ذلك كما كره شدد وجلل فأَسكنوا النون الأُولى وأَدغموها في الثانية فصارت لكنَّا كما أَسكنوا الحرف الأَول من شدد وجلل فأَدغموه في الثاني فقالوا جَلَّ وشَدَّ فاعْتَدُّوا بالحركة وإن كانت غير لازمة وقيل في قوله لَكنَّا هو اللهُ ربي يقال أَصله لكنْ أَنا فحذفت الأَلف فالتقت نونان فجاء التشديد لذلك وقوله ولَسْتُ بآتيه ولا أَسْتَطِيعُه ولاكِ اسْقِني إن كان ماؤُكَ ذا فَضْلِ إنما أَراد ولكن اسقني فحذفت النون للضرورة وهو قبيح وشبهها بما يحذف من حروف اللين لالتقاء الساكنين للمشاكلة التي بين النون الساكنة وحرف العلة وقال ابن جني حَذْفُ النون لالتقاء الساكنين البَتَّةَ وهو مع ذلك أَقبح من حذف نون من في قوله غيرُ الذي قد يقالُ مِ الكَذِبِ من قِبَلِ أَن أَصل لكن المخففة لكنّ المشددة فحذفت إحدى النونين تخفيفاً فإذا ذهبت تحذف النون الثانية أَيضاً أَجحفت بالكلمة قال الجوهري لكن خفيفةً وثقيلةً حرفُ عطف للاستدراك والتحقيق يُوجَبُ بها بعد نفي إلا أَن الثقيلة تَعْمَلُ عَمَلَ إنّ تنصب الإسم وترفع الخبر ويستدرك بها بعد النفي والإبجاب تقول ما جاءني زيد لكنَّ عمراً قد جاء وما تكلم زيدٌ لكنَّ عمراً قد تكلم والخفيفة لا تعمل لأَنها تقع على الأَسماء والأَفعال وتقع أَيضاً بعد النفي إذا ابتدأَت بما بعدها تقول جاءني القوم لكن عمرو لم يجئ فترفع ولا يجوز أَن تقول لكن عمرو وتسكت حتى تاتي بجملة تامة فأَما إن كانت عاطفة اسماً مفرداً على اسم لم يجز أَن تقع إلا بعد نفي وتُلْزِم الثاني مثل إعراب الأَول تقول ما رأَيتُ زيداً لكنْ عمراً وما جاءني زيد لكنْ عمرو

( لن ) لن حرف ناصب للأَفعال وهو نَفْيٌ لقولك سيفعل وأَصلها عند الخليل لا أَنْ فكثر إِستعمالها فحذفت الهمزة تخفيفاً فالتقت أَلف لا ونون أَن وهما ساكنان فحذفت الأَلف من لا لسكونها وسكون النون بعدها فخلطت اللام بالنون وصار لهما بالإمتزاج والتركيب الذي وقع فيهما حكم آخر يدلك على ذلك قول العرب زيداً لن أَضرب فلو كان حكم لن المحذوفة الهمزة مُبَقّىً بعد حذفها وتركيب النون مع لام لا قبلها كما كان قبل الحذف والتركيب لما جاز لزيد أَن يتقدم على أَن لأَنه كان يكون في التقدير من صلة أَن المحذوفة الهمزة ولو كان من صلتها لما جاز تقدمه عليها على وجه فهذا يدلك أَن الشيئين إذا خُلِطا حدَثَ لهما حكمٌ ومعنىً لم يكن لهما قل أَن يتمزجا أَلا ترى أَن لولا مركبة من لو ولا ومعنى لو امتناع الشيء لامتناع غيره ومعنى لا النفي والنهي فلما ركبا معاً حدث معنى آخر وهو امتناع الشيء لوقوع غيره ؟ فهذا في أَن بمنزلة قولنا كأَنَّ ومصحح له ومُؤَنَّسٌ به ورادٌّ على سيبويه ما أَلزمه الخليل من أَنه لو كان الأَصل لا أَن لما جاز زيداً لن أَضرب لامتناع جواز تقدم الصلة على الموصول وحِجاج الخليل في هذا ما قَدَّمنا ذكره لأَن الحرفين حدث لهما بالتركيب نحوٌ لم يكن لهما مع الانفراد الجوهري لن حرف لنفي الاستقبال وتنصب به تقول لن يقوم زيد التهذيب قال النحويون لن تنصب المستقبل واختلفوا في علة نصبه إياه فقال أَبو إسحق النحوي روي عن الخليل فيه قولان أَحدهما أَنها نصبت كما نصبت أَن وليس ما بعدها بصلة لها لأَن لن تَفْعَلَ نَفْيُ سيفعل فيقدم ما بعدها عليها نحو قولك زيداً لن أَضرب كما تقول زيداً لم أَضرب وروى سيبويه عن بعض أَصحاب الخليل أَنه قال الأَصل في لن لا أَن ولكن الحذف وقع استخفافاً وزعم سيبويه أَن هذا ليس بجيد ولو كان كذلك لم يجز زيداً لن أَضرب وهذا جائز على مذهب سيبويه وجميع النحويين البصريين وحكى هشام عن الكسائي في لن مثل هذا القول الشاذ عن الخليل ولم يأْخذ به سيبويه ولا أَصحابه وقال الليث زعم الخليل في لن أَنه لا أَن فوُصِلَتْ لكثرتها في الكلام أَلا ترى أَنها تشبه في المعنى لا ولكنها أَو كد ؟ تقول لن يُكْرِمَك زيد معناه كأَنه كان يطمع في إكرامه فنفيت ذلك ووَكَّدْتَ النفي بلن فكانت أَوجب من لا وقال الفراء الأَصل في لن ولم لا فأَبدلوا من أَلف لا نوناً وجحدوا بها المستقبل من الأَفعال ونصبوه بها وأَبدلوا من أَلف لا ميماً وجحدوا بها المستقبل الذي تأْويله المُضِيُّ وجزموه بها قال أَبو بكر وقال بعضهم في قوله تعالى فلا يُؤْمِنُوا حتى يَرَوُا العذابَ الأَليمَ فلَنْ يُؤْمنوا فأُبدلت الأَلف من النون الخفيفة قال وهذا خطأٌ لأَن لن فرع للا إذ كانت لا تَجْحَدُ الماضيَ والمستقبلَ والدائم والأَسماءَ ولن لا تجحد إلا المستقبل وحده

( لهن ) اللُّهْنة ما تُهْدِيه للرجل إذا قَدِمَ من سفر واللهْنة السُّلْفَة وهو الطعام الذي يُتَعَلَّل به قبل الغداء وفي الصحاح هو ما يتَعَلَّلُ به الإنسانُ قبل إدراك الطعام قال عطية الدُّبيريّ طَعامُها اللُّهنةُ أَو أَقلّ وقد لَهَّنَهم ولَهَّنَ لهم وسَلَّفَ لهم ويقال سَلَّفْتُ القومَ أَيضاً وقد تَلَهَّنت تَلَهُّناً الجوهري لَهَّنته تَلْهيناً فتَلَهَّنَ أَي سَلَّفْتُه ويقال أَلْهَنْتُه إذا أَهْدَيْتَ له شيئاً عند قدومه من سفر وبنو لَهانٍ حيٌّ
( * قوله « وبنو لهان حي » كذا بالأصل والمحكم بلام مفتوحة أوله والذي في التكملة وبنو ألهان بالفتح حي من العرب عن ابن دريد ) وهم إخوة هَمْدَان الجوهري وقولهم لَهِنَّك بفتح اللام وكسر الهاء فكلمة تستعمل عند التوكيد وأَصله لإنَّك فأُبدلت الهمزة هاء كما قالوا في إياك هِيّاك وإنما جاز أَن يجمع بين اللام وإنَّ وكلاهما للتوكيد لأَنه لما أُبدلت الهمزة هاء زال لفظ إنّ فصار كأَنه شيء آخر قال الشاعر لَهِنَّكِ من عَبْسِيَّةٍ لَوَسِيمةٌ على كاذبٍ من وعْدِها ضَوْءُ صادقِ اللام الأُولى للتوكيد والثانية لام إن وأَنشد الكسائي وبي من تَباريحِ الصَّبابة لَوْعةٌ قَتِيلةُ أَشواقي وشَوْقي قَتيلُها لَهِنِّكِ من عَبْسيَّةٍ لَوَسيمةٌ على هَنَواتٍ كاذبٍ مَنْ يَقُولُها وقال أَراد لله إنك عن عَبْسِيَّة فحذف اللام الأُولى من لله والأَلف من إنك كما قال الآخر لاهِ ابنُ عَمِّكَ والنَّوَى تعْدُو أَراد للهِ ابنُ عمك أَي والله والقولُ الأَول أَصح قال ابن بري ذكر الجوهري لَهِنَّك في فصل لَهَنَ وليس منه لأَن اللام ليست بأَصل وإنما هي لام الابتداء والهاء بدل من همزة إن وإنما ذكره هنا لمجيئه على مثاله في اللفظ ومنه قول محمد بن مَسلمة أَلا ياسَنا بَرْقٍ على قُلَلِ الحِمَى لَهِنَّك من بَرْقٍ عَلَيَّ كَريمُ لمَعْتَ اقْتِذاءَ الطيرِ والقوْمُ هُجَّعٌ فهَيَّجْتَ أَسْقاماً وأَنتَ سَلِيمُ واقْتِذاءُ الطائرِ هو أَن يفتح عينيه ثم يُغْمِضَهما إغْماضَةً

( لون ) اللَّوْنُ هيئةٌ كالسَّوَاد والحُمْرة ولَوَّنْتُه فتَلَوَّنَ ولَوْنُ كلِّ شيء ما فَصَلَ بينه وبين غيره والجمع أَلْوَان وقد تَلَوَّنَ ولَوَّنَ ولَوَّنه والأَلْوانُ الضُّروبُ واللَّوْنُ النوع وفلان مُتَلَوِّنٌ إذا كان لا يَثْبُتُ على خُلُقٍ واحد واللَّوْنُ الدَّقْلُ وهو ضَرْب من النخل قال الأَخفش هو جماعة واحدتها لِينَة ولكن لما انكسر ما قبلها انقلبت الواو ياء ومنه قوله تعالى ما قطَعْتُمْ من لِينَةٍ قال وتمرُها سَمِينُ العَجْوة ابن سيده الأَلْوانُ الدِّقَلُ واحدها لَوْنٌ واللِّينَةُ واللُّونَة كل ضربٍ من النخل ما لم يكن عجوة أو بَرْنيّاً قال الفراء كل شيء من النخل سوى العجوة فهو من الليِّنِ واحدته لِينَةٌ وقيل هي الأَلْوانُ الواحدة لُونَة فقيل لِينَةٌ بالياء لانكسار اللام قال ابن سيده والجمع لِينٌ ولُونٌ ولِيَانٌ قال تَسْأَلُني الليِّنَ وهَمِّي في الليِّنْ واللِّينُ لا يَنْبُتُ إلاَّ في الطينْ وقال امرؤ القيس وسالفةٍ كسَحوقِ اللِّيَا نِ أَضْرَمَ فيها الغَوِيُّ السُّعُرْ قال ابن بري صوابه وسالفةٌ بالرفع وقبله لها ذَنَبٌ مثل ذيْلِ العَرُوسِ تَسُدُّ به فَرْجَها من دُبُرْ ورواه قوم من أَهل الكوفة كسَحُوق اللُّبَان قال وهو غلط لأَن شجر اللُّبان الكُنْدُرِ لا يطول فيصير سَحُوقاً والسَّحُوق النخلة الطويلة والليَّانُ بالفتح مصدر لَيِّنٌ بيِّنُ اللِّينَةِ واللَّيانِ وقال الأَصمعي في قول حُميدٍ الأَرْقط حتى إذا أَغْسَتْ دُجَى الدُّجُونِ وشُبِّه الأَلْوانُ بالتَّلْوينِ يقال كيف تركتم النخل ؟ فيقال حين لَوَّنَ وذلك من حين أَخذ شيئاً من لَوْنِه الذي يصير إليه فشبه أَلْوانَ الظلام بعد المغرب يكون أَولاً أَصفر ثم يحمرُّ ثم يسودُّ بتلوين البُسْرِ يصفرُّ ويحمرّ ثم يسودّ ولَوَّنَ البُسْرُ تَلْويناً إذا بدا فيه أَثَرُ النُّضج وفي حديث جابر وغُرَمائه اجْعَلِ اللَّوْنَ على حِدَته قال ابن الأَثير اللَّوْنُ نوع من النخل قيل هو الدَّقَلُ وقيل النخل كله ما خلا البَرْنِيَّ والعجوةَ تسميه أَهل المدينة الأَلوانَ واحدته لِينَة وأَصله لِوْنَة فقُلبت الواو ياء لكسرة اللام وفي حديث ابن عبد العزيز أَنه كتب في صدقة التمر أَن يؤْخذ في البَرْنِيِّ من البَرْنِيِّ وفي اللَّوْنِ من اللَّوْنِ وقد تكرر في الحديث ولُوَيْنٌ اسم

( لين ) اللِّينُ ضِدُّ الخُشونة يقال في فِعْل الشيء اللَّيِّن لانَ الشيءُ يَلِينُ لِيْناً ولَيَاناً وتَلَيَّن وشيءٌ لَيِّنٌ ولَيْنٌ مخفف منه والجمع أَلْيِناءُ وفي الحديث يَتْلُونَ كتابَ الله لَيِّناً أَي سَهْلا على أَلسنتهم ويروى لَيْناً بالتخفيف لغة فيه وأَلانه هو ولَيَّنه وأَلْيَنه صَيَّرَه لَيِّناً ويقال أَلَنْتُه وأَلْيَنتُه على النقْصان والتمام مثل أَطَلْته وأَطْوَلْتُه واستلانه عَدَّه ليِّناً وفي المحكم رآه ليِّناً وقيل وجده ليِّناً على ما يغلب عليه في هذا النحو وفي حديث عليّ عليه السلام في ذكر العلماء الأَتقياء فباشَرُوا رُوحَ اليقين واسْتلانُوا ما اسْتَخْشنَ المُترَفُون واستَوْحَشُوا مما أَنِسَ به الجاهلون وتلَيَّنَ له تملَّقَ واللَّيانُ نَعْمَةُ العيْشِ وأَنشد الأَزهري بيضاءُ باكرَها النَّعِيمُ فصاغَها بلَيَانِه فأَدَقَّها وأَجَلَّها يقول أَدَقَّ خَصْرَها وأَجَلَّ كفَلَها أَي وَفَّرَه واللَّيانُ بالفتح المصدر من اللِّين وهو في لَيانٍ من العيش أَي رَخاء ونعيم وخفْضٍ وإنه لذو مَلْينَةٍ أَي ليِّنُ الجانب ورجل هَيْنٌ لَيْنٌ وهَيِّنٌ ليِّنٌ العرب تقوله وحديث عثمان بن زائدةَ قال قالت جدّة سفيان لسفيان بُنَيَّ إنَّ البِرَّ شيءٌ هَيِّنُ المَفْرَشُ اللَّيِّنُ والطُّعَيِّمُ ومَنْطِقٌ إذا نطَقْتَ ليِّنُ قال يأْتون بالميم مع النون في القافية وأَنشده أَبو زيد بُنَيَّ إنَّ البِرَّ شيءٌ هَيْنُ المَفْرَشُ اللَّيِّنُ والطُّعَيْمُ ومَنْطِقٌ إذا نطَقْتَ لَْيْنُ وقال الكميت هَيْنُونَ لَيْنُونَ في بُيوتِهم سِنْخُ التُّقَى والفَضائلُ الرُّتَبُ وقوم لَيْنُون وأَلْيِناءُ إنما هو جمع لَيِّن مشدداً وهو فَيْعِل لأَن فَعْلاً لا يُجْمع على أَفْعلاء وحكى اللحياني إنهم قوم أَلْيِناءُ قال وهو شاذ واللِّيانُ بالكسر المُلايَنة ولايَنَ الرجلَ مُلايَنة ولِياناً لانَ له وقول ابن عمر في حديثه خيارُكم أَلايِنُكم مَناكِبَ في الصلاةِ هي جمع أَلْيَنَ وهو بمعنى السُّكُون والوَقار والخُشوع واللَّيْنَةُ كالمِسْوَرةِ يُتَوَسَّدُ بها قال ابن سيده أَرى ذلك للِينِها ووَثارَتها وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا عَرَّس بليل توَسَّدَ لَيْنةً وإذا عَرَّسَ عند الصُّبح نصَبَ ساعدَه قال اللَّيْنة كالمِسْوَرة أَو الرِّفادة سميت لَيْنةً للينها وقول الشاعر قطَعْتَ عَليَّ الدَّهرَ سوفَ وعَلَّهُ ولانَ وزُرْنا وانْتَظرْنا وأَبْشِرِ غَدٌ عِلَّةٌ لليوم واليومُ عِلَّةٌ لأَمْسِ فلا يُقْضَى وليس بمُنْظَرِ أَراد أَلانَ فترك الهمز وقوله في التنزيل العزيز ما قطَعْتُم من لِينَةٍ قال كلُّ شيء من النخل سوى العجوة فهو من اللِّينِ واحدته لِينةٌ وقال أَبو إسحق هي الأَلوان الواحدة لُونَةٌ فقيل لِينة بالياء لانكسار اللام وحروف اللِّينِ الأَلفُ والياء والواو كانت حركة ما قبلها منها أَو لم تكن فالذي حركة ما قبله منه كنار ودار وفيل وقيلٍ وحُول وغُول والذي ليس حركة ما قبله منه إنما هو في الياء والواو كبَيْتٍ وثَوْبٍ فأَما الأَلف فلا يكون ما قبلها إلا منها ولِينة ماء لبني أَسد احْتَفره سليمان بن داود عليهما السلام وذلك أَنه كان في بعض أَسفاره فشكا جُنْدُه العَطش فنَظر إلى سِبَطْرٍ فوجده يضحك فقال ما أَضحك ؟ فقال أَضحكني أَن العطش قد أَضَرَّ بكم والماء تحت أَقدامكم فاحتَفَر لِينةَ حكاه ثعلب عن ابن الأَعرابي وقد يقال لها اللِّينة قال أَبو منصور ولِينَة موضع بالبادية عن يسار المُصْعِدِ في طريق مكة بحذاء الهَبِير ذكره زهير فقال من ماءِ لِينَةَ لا طَرْقاً ولا رَنَقا قال وبها رَكايا عَذْبة حُفِرَت في حَجَرٍ رخْوٍ والله أََعلم

( مأن ) المَأْنُ والمَأْنةُ الطِّفْطِفَةُ والجمع مأْناتٌ ومُؤُونٌ أَيضاً على فُعُول مثل بَدْرَة وبُدُور على غير قياس وأَنشد أَبو زيد إذا ما كنتِ مُهْدِيةً فأَهْدِي من المَأْناتِ أَو قِطَع السَّنامِ وقيل هي شَحْمة لازقة بالصِّفاق من باطنه مُطِيفتُه كلَّه وقيل هي السُّرَّة وما حولها وقيل هي لحمة تحت السُّرَّة إلى العانة وقيل المأْنة من الفرس السُّرَّة وما حولها ومن البقر الطِّفْطِفة والمأْنَةُ شَحْمةُ قَصِّ الصدر وقيل هي باطنُ الكِرْكِرة قال سيبويه المأنةُ تحت الكِرْكِرة كذا قال تحت الكِرْكِرة ولم يقل ما تحت والجمع مَأْناتٌ ومُؤُونٌ وأَنشد يُشَبَّهْنَ السَّفِينَ وهُنَّ بُخْتٌ عِراضاتُ الأَباهِرِ والمُؤُونِ ومَأَنه يَمْأَنُه مَأْناً أَصابَ مأْنَتَه وهو ما بين سُرَّته وعانته وشُرْسُوفه وقيل مَأْنة الصدر لحمةٌ سمينةٌ أَسفلَ الصَّدْرِ كأَنها لحمةٌ فَضْلٌ قال وكذلك مَأْنةُ الطِّفْطِفة وجاءه أَمرٌ ما مأَنَ له أَي لم يشعر به وما مأَنَ مأْنَه عن ابن الأَعرابي أَي ما شعرَ به وأَتاني أمرٌ ما مأَنْتُ مأْنه وما مأَلْتُ مأْلَه ولا شأَنْتُ شأْنه أَي ما تهيَّأْتُ له عن يعقوب وزعم أَن اللام مبدلة من النون قال اللحياني أَتاني ذلك وما مأنْتُ مأنه أَي ما علِمْتُ عِلْمَه وقال بعضهم ما انتبهت له ولا شعرْتُ به ولا تهَيَّأتُ له ولا أَخذْتُ أُهْبته ولا احتَفلْتُ به ويقال من ذلك ولا هُؤْتُ هَوْأَهُ ولا رَبَأْتُ رَبْأَه ويقال هو يَمْأَنُه أَي يَعْلمه الفراء أَتاني وما مأَنْتُ مأْنه أَي لم أَكترِثُ له وقيل من غير أَن تَهيَّأْتُ له ولا أَعدَدْتُ ولا عَمِلْتُ فيه وقال أَعرابي من سُلَيْم أَي ما علمت بذلك والتَّمْئِنَةُ الإعلام والمَئِنَّةُ العَلامة قال ابن بري قال الأَزهري الميم في مئِنَّة زائدة لأَن وزنها مَفْعِلة وأَما الميم في تَمْئِنة فأَصْل لأَنها من مأَنْتُ أَي تهيأْت فعلى هذا تكون التَّمئنة التَّهيئة وقال أَبو زيد هذا أَمر مأَنْتُ له أَي لم أَشعُرْ به أَبو سعيد امْأَنْ مأْنَك أَي اعمَلْ ما تُحْسِنُ ويقال أَنا أَمأَنُه أَي أُحْسنه وكذلك اشْأَنْ شأْنَك وأَنشد إذا ما عَلِمتُ الأَمر أَقرَرْتُ عِلْمَه ولا أَدَّعي ما لستُ أَمْأَنُه جَهْلا كفى بامرئٍ يوماً يقول بعِلْمِه ويسكت عما ليس يََعْلَمُه فَضْلا الأَصمعي ما أَنْتُ في هذا الأَمر على وزن ماعَنْت أَي رَوَّأْتُ والمَؤُونة القُوتُ مأَنَ القومَ ومانهم قام عليهم وقول الهذَليَّ رُوَيدَ عِليّاً جُدَّ ما ثَدْيُ أُمِّهِمْ إلينا ولكنْ وُدُّهم مُتَمائنُ معناه قديم وهو من قولهم جاءني الأَمر وما مأَنْتُ فيه مأْنةً أَي ما طلبته ولا أَطلتُ التعبَ فيه والتقاؤهما إذاً في معنى الطُّول والبُعد وهذا معنى القِدَم وقد روي مُتَمايِن بغير همز فهو حينئذ من المَيْن وهو الكذب ويروى مُتَيامِنٌ أَي مائل إلى اليمن الفراء أَتاني وما مأَنْتُ مأْنَه أَي من غير أَن تهيَّأْتُ ولا أَعدَدْتُ ولا عَمِلْتُ فيه ونحو ذلك قال أَبو منصور وهذا يدل على أَن المؤُونة في الأَصل مهموزة وقيل المَؤُونة فَعُولة من مُنْتُه أَمُونُه موْناً وهمزةُ مَؤُونة لانضمام واوها قال وهذا حسن وقال الليث المائِنة اسمُ ما يُمَوَّنُ أَي يُتكَلَّفُ من المَؤُونة الجوهري المَؤونة تهمز ولا تهمز وهي فَعُولة وقال الفراء هي مَفعُلة من الأَيْن وهو التعب والشِّدَّة ويقال هو مَفعُلةٌ من الأَوْن وهو الخُرْجُ والعِدْلُ لأَنه ثِقْلٌ على الإنسان قال الخليل ولو كان مَفعُلة لكان مَئِينةً مثل معِيشة قال وعند الأَخفش يجوز أَن تكون مَفعُلة ومأَنْتُ القومَ أَمأَنُهم مأْناً إذا احتملت مَؤُونتَهم ومن ترك الهمز قال مُنْتُهم أَمُونهم قال ابن بري إن جَعلْتَ المَؤُونة من مانَهم يَمُونهم لم تهمز وإن جعلتها من مأَنْتُ همزتها قال والذي نقله الجوهري من مذهب الفراء أَن مَؤُونة من الأَيْن وهو التعب والشِّدَّة صحيح إلا أَنه أَسقط تمام الكلام وتمامه والمعنى أَنه عظيم التعب في الإنفاق على من يَعُول وقوله ويقال هو مَفعُلة من الأَوْنِ وهو الخُرْج والعِدْل هو قول المازني إلا أَنه غيَّر بعضَ الكلام فأَما الذي غيَّره فهو قوله إن الأَوْنَ الخُرْجُ وليس هو الخُرْجَ وإِنما قال والأَوْنانِ جانبا الخُرْجِ وهو الصحيح لأَن أَوْنَ الخرج جانبه وليس إِياه وكذا ذكره الجوهري أَيضاً في فصل أَون وقال المازني لأَنها ثِقْل على الإِنسان يعني المؤُونة فغيَّره الجوهري فقال لأَنه فذكَّر الضمير وأَعاده على الخُرْج وأَما الذي أَسقطه فهو قوله بعده ويقال للأَتان إِذا أَقْرَبَتْ وعَظُمَ بطنُها قد أَوَّنتْ وإِذا أَكل الإِنسانُ وامتلأَ بطنُه وانتفخت خاصِرَتاه قيل أَوَّنَ تأْوِيناً قال رؤبة سِرّاً وقد أَوَّنَ تأْوِينَ العُقُقْ انقضى كلام المازني قال ابن بري وأَما قول الجوهري قال الخليل لو كان مَفْعُلة لكان مَئينةً قال صوابه أَن يقول لو كان مَفْعُلة من الأَيْن دون الأَوْن لأَن قياسها من الأَيْنِ مَئينة ومن الأَوْن مَؤُونة وعلى قياس مذهب الأَخفش أَنَّ مَفْعُلة من الأَيْنِ مَؤُونة خلاف قول الخليل وأَصلها على مذهب الأَخفش مأْيُنَة فنقلت حركة الياء إِلى الهمزة فصارت مَؤويْنَة فانقلبت الياء واواً لسكونها وانضمام ما قبلها قال وهذا مذهب الأَخفش وإِنه لَمَئِنَّة من كذا أَي خَلِيقٌ ومأَنْتُ فلاناً تَمْئِنَة
( * قوله « ومأنت فلاناً تمئنة » كذا بضبط الأصل مأنت بالتخفيف ومثله ضبط في نسخة من الصحاح بشكل القلم وعليه فتمئنة مصدر جارٍ على غير فعله ) أَي أَعْلَمته وأَنشد الأَصمعي للمَرَّار الفَقْعسيّ فتهامَسُوا شيئاً فقالوا عرّسُوا من غيرِ تَمْئِنَةٍ لغير مُعَرَّسِ أَي من غير تعريف ولا هو في موضع التَّعْريسِ قال ابن بري الذي في شعر المَرَّار فتَناءَمُوا أَي تكلموا من النَّئِيم وهو الصوت قال وكذا رواه ابن حبيب وفسر ابنُ حبيب التَّمْئِنة بالطُّمَأْنينة يقول عَرّسوا بغير موضع طُمَأْنينة وقيل يجوز أَن يكون مَفْعِلة من المَئِنَّة التي هي الموضع المَخْلَقُ للنزول أَي في غير موضع تَعْريسٍ ولا علامة تدلهم عليه وقال ابن الأَعرابي تَمْئِنة تَهْيِئة ولا فِكْر ولا نظر وقال ابن الأَعرابي هو تَفْعِلة من المَؤُونة التي هي القُوتُ وعلى ذلك استشهد بالقوت وقد ذكرنا أَنه مَفْعِلة فهو على هذا ثنائي والمَئنَّةُ العلامة وفي حديث ابن مسعود إِنَّ طولَ الصلاة وقِصَرَ الخُطْبة مَئِنَّة من فِقه الرجل أَي أَن ذلك مما يعرف به فِقْه الرجل قال ابن الأَثير وكلُّ شيء دَلَّ على شيء فهو مَئِنَّة له كالمَخْلَقة والمَجْدرة قال ابن الأَثير وحقيقتها أَنها مَفْعِلة من معنى إِنَّ التي للتحقيق والتأْكيد غير مشتقة من لفظها لأَن الحروف لا يشتق منها وإِنما ضُمِّنَتْ حروفَها دلالةً على أَن معناها فيها قال ولو قيل إِنها اشتقت من لفظها بعدما جعلت اسماً لكان قولاً قال ومن أَغرب ما قيل فيها أَن الهمزة بدل من ظاء المَظِنَّة والميم في ذلك كله زائدة قال الأَصمعي سأَلني شعبة عن هذا فقلت مَئِنَّة أَي علامة لذلك وخَلِيقٌ لذلك قال الراجز إِنَّ اكْتِحالاً بالنَّقِيِّ الأَبْلَجِ ونَظَراً في الحاجِبِ المُزَجَّجِ مَئِنَّةٌ من الفَعالِ الأَعْوَجِ قال وهذا الحرف هكذا يروى في الحديث والشعر بتشديد النون قال وحقه عندي أَن يقال مَئِينة مثال مَعِينة على فَعِيلة لأَن الميم أَصلية إِلا أَن يكون أَصلُ هذا الحرف من غير هذا الباب فيكون مَئِنَّة مَفْعِلة من إِنَّ المكسورة المشدَّدة كما يقال هو مَعْساةٌ من كذا أَي مَجْدَرة ومَظِنَّة وهو مبني من عسى وكان أَبو زيد يقول مَئِتَّة بالتاء أَي مَخْلَقة لذلك ومَجْدَرة ومَحْراة ونحو ذلك وهو مَفْعِلة من أَتَّه يَؤُتُّه أَتّاً إِذا غلبه بالحجة وجعل أَبو عبيد الميم فيه أَصلية وهي ميم مَفْعِلة قال ابن بري المَئِنَّة على قول الأَزهري كان يجب أَن تذكر في فصل أَنن وكذا قال أَبو علي في التذكرة وفسره في الرجز الذي أَنشده الجوهري إِنَّ اكتحالاً بالنقيِّ الأَبلج قال والنقيّ الثَّغْر ومَئِنَّة مَخْلَقة وقوله من الفَعالِ الأَعوج أَي هو حرام لا ينبغي والمأْنُ الخشبة في رأْسها حديدة تثار بها الأَرض عن أَبي عمرو وابن الأَعرابي

( متن ) المَتْنُ من كل شيء ما صَلُبَ ظَهْرُه والجمع مُتُون ومِتَانٌ قال الحرث بن حِلِّزة أَنَّى اهتَدَيْتِ وكُنتِ غيرَ رَجِيلةٍ والقومُ قد قطَعُوا مِتَانَ السَّجْسج أَراد مِتانَ السَّجاسِج فوضع الواحد موضع الجمع وقد يجوز أَن يريد مَتْنَ السَّجْسَجِ فجمع على أَنه جعل كلَّ جزء منه مَتْناً ومَتْنُ كل شيء ما ظهر منه ومَتْنُ المَزادة وجهُها البارزُ والمَتْنُ ما ارتفع من الأَرض واستوَى وقيل ما ارتفع وصَلُبَ والجمع كالجمع أَبو عمرو المُتُونُ جوانب الأَرض في إِشْراف ويقال مَتْنُ الأَرض جَلَدُها وقال أَبو زيد طَرَّقوا بينهم تَطْريقاً ومَتَّنُوا بينهم تمتيناً والتَّمْتِين أَن يجعلوا بين الطرائق مُتُناً من شَعَر واحدها مِتانٌ ومَتَّنُوا بينهم جعلوا بين الطرائق مُتُناً من شعر لئلا تُخرّقه أَطرافُ الأَعمدة والمَتْنُ والمِتانُ ما بين كل عمودين والجمع مُتُنٌ والتَّمْتِينُ والتِّمْتِين والتِّمْتانُ الخَيْط
( * قوله « والتمتان الخيط » ضبطه المجد بكسر التاء والصاغاني بفتحها ) الذي يُضَرَّبُ به الفُسْطاطُ قال ابن بري التَّمْتِينُ على وزن تَفْعِيل خُيوط تُشدُّ بها أَوْصالُ الخِيام ابن الأَعرابي التَّمْتِينُ تَضريبُ المَظَالِّ والفَساطِيطِ بالخُيوطِ يقال مَتِّنْها تمتِيناً ويقال مَتِّنْ خِباءَكَ تمتيناً أَي أَجِدْ مَدَّ أَطْنابه قال وهذا غير معنى الأَول وقال الحِرْمازي التَّمْتِين أَن تقول لمن سابقك تقَدَّمني إِلى موضع كذا وكذا ثم أَلْحَقك فذلك التَّمتين يقال مَتَّنَ فلانٌ لفلان كذا وكذا ذراعاً ثم لَحِقَه والمَتْنُ الظَّهْرُ يذكر ويؤنث عن اللحياني والجمع مُتونٌ وقيل المَتْنُ والمَتْنةُ لغتان يذكر ويؤنث لَحمتان مَعصُوبتان بينهما صُلْبُ الظهر مَعْلُوَّتان بعَقَب الجوهري مَتْنا الظهر مُكتَنَفا الصُّلْبِ عن يمين وشمال من عَصَبٍ ولحم يذكر ويؤنث وقيل المَتْنانِ والمَتْنَتانِ جَنَبَتا الظهر وجمعُهما مُتُون فمَتْنٌ ومُتُون كظهْرٍ وظُهُور ومَتْنَة ومُتُونٌ كمَأْنةٍ ومُؤُون قال امرؤ القيس يصف الفرس في لغة من قال مَتْنة لها مَتْنَتانِ خَظَاتا كما أَكَبَّ على ساعِدَيْهِ النَّمِرْ ومَتَنه مَتْناً ضَرب مَتْنه التهذيب مَتَنْتُ الرجل مَتْناً إِذا ضربته ومَتَنه مَتْناً إِذا مَدَّه ومَتَنَ به مَتْناً إِذا مضى به يومه أَجمع وهو يَمْتُنُ به ومَتْنُ الرُّمح والسهم وسطُهُما وقيل هو من السهم ما دون الزَّافِرة إِلى وسطه وقيل ما دون الريش إِلى وسطه والمَتْنُ الوَتر ومَتَنه بالسَّوْط مَتْناً ضربه به أَيَّ موضع كان منه وقيل ضربه به ضرباً شديداً وجِلْدٌ له مَتْنٌ أَي صَلابة وأَكْلٌ وقُوَّة ورجل مَتْنٌ قَوِيٌّ صُلْب ووَتَرٌ مَتِين شديد وشيء متين صُلْب وقوله عز وجل إِن الله هو الرَّزَّاقُ ذو القُوَّة المَتِين معناه ذو الاقتدار والشِّدَّة القراءة بالرفع والمَتِينُ صفة لقوله ذو القُوَّة وهو الله تبارك وتقَدَّس ومعنى ذو القُوَّة المَتِينُ ذو الاقتدار الشديد والمَتِينُ في صفة الله القَوِيُّ قال ابن الأَثير هو القوي الشديد الذي لا يلحقه في أَفعاله مشقةٌ ولا كُلْفة ولا تعَبٌ والمَتانةُ الشِّدَّة والقُوَّة فهو من حيث أَنه بالغ القدرة تامُّها قَوِيّ ومن حيث أَنه شديد القُوَّة متِينٌ قال ابن سيده وقرئ المَتينِ بالخفض على النعت للقُوَّة لأَن تأْنيث القُوَّة كتأْنيث الموعظة من قوله تعالى فمن جاءه مَوْعِظَة أَي وَعْظٌ والقوّة اقْتدارٌ والمَتِينُ من كل شيء القَوِيُّ ومَتُنَ الشيء بالضم مَتَانةً فهو مَتِين أَي صُلْبٌ قال ابن سيده وقد مَتُنَ مَتانة ومَتَّنه هو والمُماتَنة المُباعدة في الغاية وسير مُماتِنٌ بعيد وسار سيراً مُماتِناً أَي بعيداً وفي الصحاح أَي شديداً ومَتَن به مَتْناً سار به يومه أَجمع وفي الحديث مَتَنَ بالناس يوم كذا أَي سار بهم يومه أَجمع ومَتَنَ في الأَرض إِذا ذهب وتَمْتِينُ القَوْس بالعَقَب والسقاء بالرُّبِّ شَدُّه وإِصلاحُه بذلك ومَتَنَ أُنْثَيَي الدابة والشاة يَمْتُنُهما مَتْناً شَقَّ الصَّفْنَ عنهما فسلَّهما بعروقهما وخصَّ أَبو عبيد به التَّيسَ الجوهري ومَتَنْتُ الكَبشَ شققت صَفْنه واستخرجت بيضته بعروقها أَبو زيد إِذا شققتَ الصَّفَنَ وهو جلدة الخُصْيَتين فأَخرجتهما بعروقهما فذلك المَتْنُ وهو مَمْتُون ورواه شمر الصَّفْن ورواه ابن جَبَلة الصَّفَن والمَتْنُ أَن تُرَضَّ خُصْيتا الكبش حتى تسترخيا وماتَنَ الرجلَ فعَلَ به مثل ما يفعل به وهي المُطاولة والمُماطَلة وماتَنه ماطَله الأُمَوِيّ مَثَنْته بالأَمر مَثْناً بالثاء أَي غَتَتُّه به غَتّاً قال شمر لم أَسمع مَثَنْته بهذا المعنى لغير الأُموي قال أَبو منصور أَظنه مَتَنْته مَتْناً بالتاء لا بالثاء مأْخوذ من الشيء المَتينِ وهو القوي الشديد ومن المُماتنة في السير ويقال ماتَنَ فلانٌ فلاناً إِذا عارضه في جَدَلٍ أَو خصومة قال ابن بري والمُماتَنة والمِتانُ هو أَن تُباقيه
( * قوله تباقيه هكذا في الأصل ولم نجد فعل باقى في المعاجم التي بين أيدينا ) في الجَرْي والعطية وقال الطرماح أَبَوْا لِشَقائِهم إِلاّ انْبِعاثي ومِثْلي ذو العُلالةِ والمِتانِ ومَتَنَ بالمكان مُتُوناً أَقام ومَتَنَ المرأَةَ نكحها والله أَعلم

( مثن ) المَثانة مُسْتَقَرُّ البول وموضعه من الرجل والمرأَة معروفة ومَثِنَ بالكسر مَثَناً فهو مَثِنٌ وأَمْثَنُ والأُنثى مَثْناء اشتكى مَثانته ومُثِنَ مَثْناً فهو مَمْثُون ومَثِين كذلك وفي حديث عمّار بن ياسر أَنه صلى في تُبّانٍ فقال إِني مَمْثُون قال الكسائي وغيره الممثون الذي يشتكي مَثانته وهي العُِضْوُ الذي يجتمع فيه البول داخل الجوف يقال منه رجل مَثِنٌ وممْثُون فإِذا كان لا يُمْسِكُ بولَه فهو أَمْثَن ومَثِنَ الرجل بالكسر فهو أَمْثَن بَيِّنُ المَثَنِ إِذا كان لا يستمسك بوله قال ابن بري يقال في فعله مَثِنَ ومُثِنَ فمن قال مَثِنَ فالاسم منه مَثِنٌ ومن قال مُثِن فالاسم منه مَمْثُون ابن سيده المَثنُ وجع المَثانة وهو أَيضاً أَن لا يستمسك البولُ فيها أَبو زيد الأَمْثَنُ الذي لا يستمسك بولُه في مثانته والمرأَة مَثْناء ممدود ابن الأَعرابي يقال لمَهْبِل المرأَة المَحْمل والمُسْتَوْدَعُ وهو المثانة أَيضاً وأَنشد وحاملةٍ مَحْمولةٍ مُسْتَكِنَّةٍ لها كلُّ حافٍ في البِلادِ وناعِلِ يعني المَثانة التي هي المُسْتودَع قال الأَزهري هذا لفظه قال والمَثانة عند عوام الناس موضع البول وهي عنده موضع الولد من الأُنثى والمَثِنُ الذي يَحْبِسُ بولَه وقالت امرأَة من العرب لزوجها إِنك لمَثِنٌ خبيث قيل لها وما المَثِنُ ؟ قالت الذي يجامع عند السَّحَر عند اجتماع البول في مَثانته قال والأَمْثَنُ مثل المَثِنِ في حَبْسِ البول أَبو بكر الأَنباري المَثْناءُ بالمد المرأَةُ إِذا اشتكت مَثانتها ومَثَنه يَمْثُنه بالضم
( * قوله « ومثنه يمثنه بالضم » نقل الصاغاني عن أبي عبيد الكسر أيضاً ) مَثْناً ومُثُوناً أَصابَ مَثانته الأَزهري ومَثَنه بالأَمرِ مَثْناً غَتَّه به غَتّاً قال شمر لم أَسمع مثَنْتُه بهذا المعنى لغير الأُموي قال الأَزهري أَظنه مَتَنْتُه مَتْناً بالتاء لا بالثاء مأْخوذ من المَتِين وقد تقدم في ترجمة متن والله أَعلم

( مجن ) مَجَنَ الشيءُ يَمْجُنُ مُجُوناً إِذا صَلُبَ وغَلُظَ ومنه اشتقاقُ الماجِن لصلابة وجهه وقلة استحيائه والمِجَنُّ التُّرْسُ منه على ما ذهب إِليه سيبويه من أَن وزنه فِعَلٌّ وقد ذكر في ترجمة جنن وورد ذكر المجَنِّ والمِجانِّ في الحديث وهو التُّرْسُ والتِّرَسَة والميم زائدة لأَنه من الجُنَّةِ السُّتْرة التهذيب الماجِنُ والماجِنَةُ معروفان والمَجانَةُ أَن لا يُباليَ ما صَنَع وما قيل له وفي حديث عائشة تمثَّلَتْ بشعر لبيد يتَحَدّثونَ مَخانةً ومَلاذةً المَخانة مصدر من الخيانة والميم زائدة قال وذكره أَبو موسى في الجيم من المُجُون فتكون الميم أَصلية والله أَعلم والماجِنُ عند العرب الذي يرتكب المَقابح المُرْدية والفضائح المُخْزِية ولا يَمُضُّه عَذْلُ عاذِلِه ولا تَقْريعُ من يُقَرِّعُه والمَجْنُ خَلْطُ الجِدِّ بالهزل يقال قد مَجَنْتَ فاسْكُتْ وكذلك المَسْنُ هو المُجُون أَيضاً وقد مَسَنَ والمُجون أَن لا يبالي الإِنسانُ بما صنع ابن سيده الماجِنُ من الرجال الذي لا يبالي بما قال ولا ما قيل له كأَنه من غلظ الوجه والصلابة قال ابن دريد أَحسَبُه دَخِيلاً والجمع مُجّانٌ مَجَنَ بالفتح يَمْجُنُ مُجوناً ومَجَانة ومُجْناً حكى الأَخيرة سيبويه قال وقالوا المُجْنُ كما قالوا الشُّغْلُ وهو ماجِنٌ قال الأَزهري سمعت أَعرابيّاً يقول لخادم له كان يَعْذِلُه كثيراً وهو لا يَرِيعُ إِلى قوله أَراك قد مَجَنْتَ على الكلام أَراد أَنه مَرَنَ عليه لا يَعْبأُ به ومثله مَرَدَ على الكلام وفي التنزيل العزيز مَرَدُوا على النفاق الليث المَجّانُ عطية الشيء بلا مِنَّة ولا ثمن قال أَبو العباس سمعت ابن الأَعرابي يقول المَجّان عند العرب الباطلُ وقالوا ماءٌ مَجّانٌ قال الأَزهري العرب تقول تمر مَجّانٌ وماء مَجّانٌ يريدون أَنه كثير كافٍ قال واستَطْعَمني أَعرابي تمراً فأَطعمته كُتْلةً واعتذرت إِليه من قِلَّته فقال هذا والله مَجّانٌ أَي كثير كافٍ وقولهم أَخذه مَجّاناً أَي بلا بدل وهو فَعّال لأَنه ينصرف ومَجَنَّةُ على أَميال من مكة قال ابن جني يحتمل أَن يكون من مَجَنَ وأَن يكون من جَنَّ وهو الأَسبق وقد ذكر ذلك في ترجمة جنن أَيضاً وفي حديث بلال وهل أَرِدَنْ يوماً مِياهَ مَجَنَّةٍ ؟ وهل يَبْدُوَنْ لي شامةٌ وطَفِيلُ ؟ قال ابن الأَثير مَجَنَّة موضع بأَسفل مكة على أَميال وكان يُقام بها للعرب سُوق قال وبعضهم يكسر ميمها والفتح أَكثر وهي زائدة والمُماجِنُ من النوق التي يَنْزُو عليها غيرُ واحدٍ من الفُحولة فلا تكاد تَلْقَح وطريق مُمَجَّنٌ أَي ممدود والمِيجَنَة المِدَقَّة تذكر في وجن إِن شاء الله عز وجل

( مجشن ) ذكر ابن سيده في الرباع ما صورته الماجُِشُون اسم رجل حكاه ثعلب وابن الماجُِشُون الفقيه المعروفُ منه والله أَعلم

( محن ) المِحْنة الخِبْرة وقد امتَحنه وامتَحن القولَ نظر فه ودَبَّره التهذيب إِن عُتْبة بن عبدٍ السُّلَمي وكان من أَصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حَدَّث أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال القَتْلى ثلاثة رجل مؤمن جاهَدَ بنفسه وماله في سبيل الله حتى إِذا لقي العَدُوَّ قاتَلَهم حتى يُقْتَل فذلك الشهيد المُمْتَحَن في جنة الله تحت عرشه
( * قوله « في جنة الله تحت عرشه » الذي في نسخة التهذيب في خيمة الله ) لا يَفْضُله النبيون إِلا بدرجة النبوَّة قال شمر قوله فذلك الشهيد المُمْتحَن هو المُصفَّى المُهذَّب المخلَّصُ من مَحَنتُ الفضةَ إِذا صفيتها وخلصتها بالنار وروي عن مجاهد في قوله تعالى أُولئك الذين امتَحَنَ اللهُ قلوبَهم قال خَلَّصَ اللهُ قلوبهم وقال أَبو عبيدة امتَحنَ اللهُ قلوبهم صَفَّاها وهَذَّبها وقال غيره المُمْتحَنُ المُوَطَّأُ المُذَلَّلُ وقيل معنى قوله أُولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى شَرَحَ اللهُ قلوبهم كأَنَّ معناه وَسَّع الله قلوبَهم للتقوى ومَحَنْتُه وامتَحْنتُه بمنزلة خَبَرْتُه واختبرته وبَلَوْتُه وابتَلَيْتُه وأَصل المَحْنِ الضَّرْبُ بالسَّوْط وامتَحَنتُ الذهب والفضة إِذا أَذبتهما لتختبرهما حتى خَلَّصْتَ الذهب والفضة والاسم المِحْنة والمَحْنُ العطية وأَتيتُ فلاناً فما مَحَنَني شيئاً أَي ما أَعطاني والمِحْنة واحدة المِحَنِ التي يُمتَحَنُ بها الإِنسانُ من بلية نستجير بكرم الله منها وفي حديث الشَّعْبي المِحْنة بِدْعَة هي أَن يأْخذ السلطانُ الرجلَ فيَمْتحِنه ويقول فعلت كذا وفعلت كذا فلا يزال به حتى يقول ما لم يفعله أَو ما لا يجوز قوله يعني أَن هذا القول بدعة وقولُ مُليح الهُذَليِّ وحُبُّ ليلى ولا تَخْشى مَحُونتَه صَدْعٌ لنَفْسِكَ مما ليس يُنْتقَدُ قال ابن جني مَحُونته عاره وتِباعَتُه يجوز أَن يكون مشتقّاً من المِحْنَة لأَن العارَ من أَشدِّ المِحْن ويجوز أَن يكون مَفْعُلة من الحَيْنِ وذلك أَن العار كالقتل أَو أَشد الليث المِحْنة معنى الكلام الذي يُمتحَنُ به ليعرف بكلامه ضمير قلبه تقول امتحَنْتُه وامتَحنْتُ الكلمة أَي نظرت إِلى ما يَصِيرُ إِليه صَيُّورُها والمَحْنُ النكاح الشديد يقال مَحَنها ومَخَنها ومسَحَها إِذا نكحها ومَحَنه عشرين سَوْطاً ضربه ومحن السَّوْطَ لَيَّنَه المُفَضَّلُ مَحَنْتُ الثوبَ مَحْناً إِذا لبسته حتى تُخْلِقه ابن الأَعرابي مَحَنْته بالشَّدِّ والعَدْو وهو التليين بالطَّرْد والمُمْتحَن والمُمَحَّص واحد أَبو سعيد مَحَنْتُ الأَديم مَحْناً إِذا مددته حتى توسعه ابن الأَعرابي المَحْنُ اللَّيِّنُ من كل شيء ومَحْنت البئر مَحْناً إِذا أَخرجت تُرابها وطينها الأَزهري عن الفراء يقال مَحَنْتُه ومخنتُه بالحاء والخاء ومحجْتُه ونقَجته ونقَخته وجَلَهْته وجَحَشته ومَشَنْته وعَرَمْتُه وحسَفته وحسَلْته وخسَلْته ولَتَحْتُه كله بمعنى قَشَرْتُه وجلد مُمتحَنٌ مَقْشُور والله أَعلم

( مخن ) المَخْنُ والمَخِنُ والمِخَنُّ كله الطويل قال لما رآه جَسْرَباً مِخَنَّا أَقْصَر عن حَسْناء وارْثَعَنَّا وقد مَخَنَ مَخْناً ومُخُوناً الليث رجل مَخْنٌ وامرأَة مَخْنة إِلى القِصَر ما هو وفيه زَهْوٌ وخِفَّة قال أَبو منصور ما علمت أَحداً قال في المَخْن إِنه إِلى القِصَر ما هو غير الليث وقد روى أَبو عبيد عن الأَصمعي في باب الطِّوالِ من الناس ومنهم المَخْن واليَمْخُور والمُتماحِلُ وروي عن ابن الأَعرابي أَنه قال المَخْنُ الطُّولُ والمَخْنُ أَيضاً البُكاء والمَخْنُ نزْحُ البئر وأَنشد غيره قد أَمرَ القاضي بأَمرٍِ عَدْلِ أَنْ تَمْخَنُوها بثماني أَدْلِ والمِخَنَّةُ الفِناء قال ووَطِئْتَ مُعتَلِياً مِخَنَّتَنا والغَدْرُ منك عَلامةُ العَبْدِ ومَخَنَ المرأَة مَخْناً نكحها والمَخْنُ النَّزْعُ من البئر ومخَنَ الشيءَ مَخْناً كمَخَجَه قال قد أَمرَ القاض بأَمرٍ عَدْلِ أَنْ تَمْخَنُوها بثماني أَدْلِ ومخَنَ الأَديمَ قَشَره وفي المحكم مَخَنَ الأَديمَ والسَّوْطَ دَلَكه ومَرَنَه والحاء المهملة فيه لغة وطريق مُمَخَّنٌ وُطِيءَ حتى سَهُلَ وفي حديث عائشة رضي الله عنها أَنها تمثلت بشر لبيد يتَحَدَّثونَ مَخانةً ومَلاذَة قال المَخانَةُ مصدر من الخِيانة والميم زائدة قال وذكره أَبو موسى في الجيم من المُجون فتكون الميم أَصلية وقد تقدم

( مدن ) مَدَنَ بالمكان أَقام به فِعْلٌ مُمات ومنه المَدِينة وهي فَعِيلة وتجمع على مَدَائن بالهمز ومُدْنٍ ومُدُن بالتخفيف والتثقيل وفيه قول آخر أَنه مَفْعِلة من دِنْتُ أَي مُلِكْتُ قال ابن بري لو كانت الميم في مدينة زائدة لم يجز جمعها على مُدْنٍ وفلان مَدَّنَ المَدائنَ كما يقال مَصَّرَ الأَمصارَ قال وسئل أَبو عليّ الفَسَوِيُّ عن همزة مدائن فقال فيه قولان من جعله فَعِيلة من قولك مَدَنَ بالمكان أَي أَقام به همزه ومن جعله مَفْعِلة من قولك دِينَ أَي مُلِكَ لم يهمزه كما لا يهمز معايش والمَدِينة الحِصْنُ يبنى في أُصطُمَّةِ الأَرض مشتق من ذلك وكلُّ أَرض يبنى بها حِصْنٌ في أُصطُمَّتِها فهي مدينة والنسبة إِليها مَدِينّي والجمع مَدائنُ ومُدُنٌ قال ابن سيده ومن هنا حكم أَبو الحسن فيما حكاه الفارسي أَن مَدِينة فعيلة الفراء وغيره المدينة فعيلة تهمز في الفعائل لأَن الياء زائدة ولا تهمز ياء المعايش لأَن الياء أَصلية والمدينة اسم مدينة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة غلبت عليها تفخيماً لها شرَّفها الله وصانها وإِذا نسبت إِلى المدينة فالرجل والثوب مَدَنيٌّ والطير ونحوه مَدِينّي لا يقال غير ذلك قال سيبويه فأَما قولهم مَدَائِني فإِنهم جعلوا هذا البناء اسماً للبلد وحمامةٌ مَدِينيَّة وجارية مَدِينيَّة ويقال للرجل العالم بالأَمر الفَطِنِ هو ابن بَجْدَتِها وابنُ مَدِينتها وابن بَلْدَتها وابن بُعْثُطها وابن سُرْسُورها قال الأَخطل رَبَتْ ورَبا في كَرْمِها ابنُ مَدِينةٍ يَظَلُّ على مِسْحاته يتَرَكَّلُ ابنُ مَدِينةٍ أَي العالم بأَمرها ويقال للأَمة مَدِينة أَي مملوكة والميم ميم مَفْعُول وذكر الأَحولُ أَنه يقال للأَمة ابنُ مَدِينة وأَنشد بيت الأَخطل قال وكذلك قال ابن الأَعرابي ابنُ مَدِينة ابنُ أَمة قال ابن خالويه يقال للعبد مَدِينٌ وللأَمة مَدِينة وقد فسر قوله تعالى إِنا لمَدِينُون أَي مملوكون بعد الموت والذي قاله أَهل التفسير لمَجْزِيُّون ومَدَنَ الرجلُ إِذا أَتى المدينة قال أَبو منصور هذا يدل على أَن الميم أَصلية قال وقال بعض من لا يوثق بعلمه مَدَن بالمكان أَي أَقام به قال ولا أَدري ما صحته وإِذا نسبت إِلى مدينة الرسول عليه الصلاة والسلام قلت مَدَنيٌّ وإِلى مدينة المنصور مَدِينيّ وإِلى مدائن كِسْرَى مَدائِنيٌّ للفرق بين النسب لئلا يختلط ومَدْيَنُ اسم أَعجمي وإِن اشتققته من العربية فالياء زائدة وقد يكون مَفْعَلاً وهو أَظهر ومَدْيَنُ اسم قرية شعيب على نبينا وعليه أَفضل الصلاة والسلام والنسب إِليها مَدْيَنِيٌّ والمَدَانُ صنم وبَنُو المَدَانِ بطْنٌ على أَن الميم في المَدَان قد تكون زائدة وفي الحديث ذِكْرُ مَدَان بفتح الميم له ذكر في غزوة زيد بن حارثة بني جُذَام ويقال له فَيْفاءُ مَدَانَ قال وهو وادٍ في بلاد قُضاعَة

( مذن ) النهاية في حديث رافع بن خَدِيج كنا نَكْرِي الأَرض بما على الماذِيانات والسواقي قال هي جمع ماذِيانٍ وهو النهر الكبير قال وليست بعربية وهي سَوَاديَّة وتكرَّر في الحديث مفرداً ومجموعاً والله أَعلم

( مرن ) مَرَنَ يَمْرُنُ مَرَانةً ومُرُونةً وهو لِينٌ في صَلابة ومَرَّنْتُه أَلَنْتُه وصَلَّبْتُه ومَرَنَ الشيءُ يَمْرُنُ مُرُوناً إِذا استمرّ وهو لَيِّنٌ في صلابة ومَرَنَتْ يَدُ فلانٍ على العمل أَي صَلُبتْ واستمَرَّتْ والمَرَانةُ اللِّينُ والتَّمْرينُ التَّلْيينُ ومَرَنَ الشيءُ يَمْرُنُ مُرُوناً إِذا لانَ مثل جَرَنَ ورمْحٌ مارِنٌ صُلْبٌ لَيِّنٌ وكذلك الثوبُ والمُرّانُ بالضم وهو فُعّالٌ الرماح الصُّلْبة اللَّدْنةُ واحدتُها مُرَّانة وقال أَبو عبيد المُرّانُ نبات الرماح قال ابن سيده ولا أَدري ما عنى به المصدرَ أَم الجوهرَ النابت ابن الأَعرابي سُمِّي جماعةُ القَنَا المُرّانَ للينه ولذلك يقال قناة لَدْنَةٌ ورجل مُمَرَّنُ الوجه أَسِيلُه ومَرَنَ وجهُ الرجل على هذا الأَمر وإِنه لَمُمَرَّنُ الوجهِ أَي صُلْبُ الوجه قال رؤبة لِزَازُ خَصْمٍ مَعِلٍ مُمَرَّنِ قال ابن بري صوابه مَعِكٍ بالكاف يقال رجل مَعِكٌ أَي مماطل وبعده أَلْيَسَ مَلْوِيِّ المَلاوِي مِثْفَنِ والمصدر المُرُونة ومَرَدَ فلانٌ على الكلام ومَرَنَ إِذا استمَرّ فلم يَنْجَعْ فيه ومَرَنَ على الشيء يَمْرُن مُرُوناً ومَرَانة تعوَّده واستمرَّ عليه ابن سيده مَرَنَ على كذا يَمْرُنُ مُرُونة ومُرُوناً دَرَبَ قال قد أَكْنَبَتْ يَداك بَعدَ لِينِ وبعد دُهْنِ الْبانِ والمَضْنُونِ وهَمَّتا بالصَّبْرِ والمُرُونِ ومَرَّنه عليه فتمَرَّن دَرَّبه فتدَرَّب ولا أَدري أَيُّ مَنْ مَرَّنَ الجِلْدَ هو أَي أَيُّ الوَرى هُوَ والمَرْنُ الأَديمُ المُلَيَّن المَدْلوك ومَرَنْتُ الجلدَ أَمرُنه مَرْناً ومَرَّنْتُه تمريناً وقد مَرَنَ الجِلدُ أَي لانَ وأَمرَنْتُ الرجلَ بالقول حتى مَرَنَ أَي لانَ وقد مَرَّنوه أَي لَيَّنُوه والمَرْنُ ضرب من الثياب قال ابن الأَعرابي هي ثيابٌ قُوهِيَّة وأَنشد للنمر خفيفاتُ الشُّخُوصِ وهُنَّ خُوصٌ كأَنَّ جُلُودَهُنَّ ثيابُ مَرْنِ وقال الجوهري المَرْنُ الفِرَاء في قول النمر كأَن جُلُودَهُنَّ ثيابُ مَرْنِ ومَرَنَ به الأَرضَ مَرْناً ومَرَّنَها ضربها به وما زالَ ذلك مَرِنَك أَي دَأْبَكَ قال أَبو عبيد يقال ما زال ذلك دِينَك ودَأْبَك ومَرِنَك ودَيْدَنَك أَي عادَتَك والقومُ على مَرِنٍ واحدٍ على خُلُقٍ مُسْتوٍ واسْتَوَتْ أَخلاقُهم قال ابن جني المَرِنُ مصدرٌ كالحَلِفِ والكَذِبِ والفعل منه مَرَنَ على الشيء إِذا أَلِفَه فدَرِبَ فيه ولانَ له وإِذا قال لأَضْرِبَنَّ فلاناً ولأَقْتُلنه قلت أَنت أَو مَرِناً ما أُخْرَى أَي عسى أَن يكون غير ما تقول أَو يكون أَجْرَأَ له عليك الجوهري والمَرِنُ بكسر الراء الحالُ والخُلُق يقال ما زال ذلك مَرِِني أَي حالي والمارِن الأَنف وقيل طَرفه وقيل المارِنُ ما لان من الأَنف وقيل ما لان من الأَنف مُنْحَدِراً عن العظم وفَضَلَ عن القصبة وما لان من الرُّمْح قال عُبيد يذكر ناقتَه هاتِيكَ تحْمِلُني وأَبْيضَ صارِماً ومُذَرَّباً في مارِنٍ مَخْموس ومَرْنا الأَنفِ جانباه قال رؤبة لم يُدْمِ مَرْنَيْهِ خِشاشُ الزَّمِّ أَراد زَمَّ الخِشاش فقلب ويجوز أَن يكون خِشَاشُ ذي الزم فحذف وفي حديث النخعي في المارِنِ الدِّيَةُ المارِنُ من الأَنف ما دون القَصبة والمارنان المُنْخُران ومارَنَتِ الناقةُ ممارنةً ومِراناً وهي ممارِنٌ ظهر لهم أَنها قد لَقِحَت ولم يكن بها لِقاحٌ وقيل هي التي يُكْثرُ الفحلُ ضِرابَها ثم لا تَلْقَح وقيل هي التي لا تَلْقَح حتى يُكرَّر عليها الفحل وناقة مِمْرانٌ إِذا كانت لا تَلْقَح ومَرَنَ البعيرَ والناقةَ يمرُنهما مَرْناً دَهَنَ أَسفل خُفِّهما بدُهْنٍ من حَفىً به والتَّمْرين أَن يَحْفَى الدابةُ فيَرِقَّ حافرُه فتَدْهَنَه بدُهْنٍ أَو تَطْليه بأَخْثاء البقر وهي حارَّة وقال ابن مقبل يصف باطنَ مَنسِم البعير فرُحْنا بَرَى كلُّ أَيديهما سَريحاً تَخَدَّم بعدَ المُرُون وقال أَبو الهيثم المَرْنُ العمَل بما يُمَرِّنُها وهو أَن يَدْهَنَ خُفَّها بالوَدك وقال ابن حبيب المَرْنُ الحَفاءُ وجمعه أَمْرانٌ قال جرير رَفَّعْتُ مائِرَةَ الدُّفُوفِ أَمَلَّها طُولُ الوَجِيفِ على وَجَى الأَمْران وناقة مُمارِنٌ ذَلُولٌ مَرْكوبة قال الجوهري والمُمارِنُ من النُّوق مثلُ المُماجِنِ يقال مارَنَتِ الناقةُ إِذا ضُرِبَتْ فلم تَلْقَحْ والمَرَنُ عَصَبُ باطِن العَضُدَينِ من البعير وجمعه أَمرانٌ وأَنشد أَبو عبيد قول الجعدي فأَدَلَّ العَيْرُ حتى خِلْته قَفَصَ الأَمْرانِ يَعْدُو في شَكَلْ قال صَحْبي إِذْ رأَوْه مُقْبِلاً ما تَراه شَأْنَه ؟ قُلْتُ أَدَلْ قال أَدلّ من الإِدلال وأَنشد غيره لطَلْقِ بن عَدِي نَهْدُ التَّلِيل سالِمُ الأَمْرانِ الجوهري أَمرانُ الذراع عَصَبٌ يكون فيها وقول ابن مقبل يا دار سَلْمى خَلاء لا أُكَلِّفُها إِلا المَرانَةَ حتى تَعْرِفَ الدِّينا قال الفارسي المَرانَة اسم ناقته وهو أَجودُ ما فسِّرَ به وقيل هو موضع وقيل هي هَضْبة من هضَبات بني عَجْلانَ يريد لا أُكَلِّفها أَن تَبْرَحَ ذلك المكان وتذهب إِلى موضع آخر وقال الأَصمعي المرانة اسم ناقة كانت هادية بالطريق وقال الدِّينُ العَهْدُ والأَمرُ الذي كانت تعهده ويقال المَرانة السُّكوتُ الذي مَرَنَتْ عليه الدار وقيل المرانة مَعْرُِفتُها قال الجوهري أَراد المُرُون والعادَة أَي بكثرة وُقُوفي وسَلامي عليها لتَعْرِفَ طاعتي لها ومَرَّانُ شَنُوأَة موضع باليمن وبنو مَرِينا الذين ذكرهم امرؤ القيس فقال فلو في يوْمِ مَعْرَكَةٍ أُصِيبُوا ولكِنْ في دِيارِ بني مَرِينا هم قوم من أَهل الحِيرَة من العُبّاد وليس مَرِينا بكلمة عربية وأَبو مَرينا ضرب من السمك ومُرَيْنةُ اسم موضع قال الزاري تَعاطى كَباثاً من مُرَيْنةَ أَسْوَدا والمَرانة موضع لبني عَقِيلٍ قال لبيد لمن طَلَلٌ تَضَمَّنهُ أُثالُ فشَرْجَهُ فالمَرانةُ فالحِبالُ
( * قوله « فشرجه فالحبال » كذا بالأصل وهو ما صوّبه المجد تبعاً للصاغاني وقال الرواية فالحبال بكسر المهملة وبالباء الموحدة وشرجة بالشين المعجمة والجيم وقول الجوهري والخيال أرض لبني تغلب صحيح والكلام في رواية البيت )
وهو في الصحاح مَرَانة وأَنشد بيت لبيد ابن الأَعرابي يوْمُ مَرْنٍ إِذا كان ذا كِسْوَة وخِلَعٍ ويوم مَرْنٍ إِذا كان ذا فِرارٍ من العدوّ ومَرَّان بالفتح موضع على ليلتين من مكة شرفها الله تعالى على طريق البصرة وبه قبر تميم بن مُرٍّ قال جرير إِني إِذا الشاعِرُ المَغْرُورُ حَرَّبَني جارٌ لقَبْر على مَرّانَ مَرْمُوسِ أَي أَذُبُّ عنه الشعراء وقوله حَرَّبَني أَغضبني يقول تميم بن مُرّ جاري الذي أَعْتَزُّ به فتميم كلها تحميني فلا أُبالي بمن يُغْضِبُني من الشعراء لفخري بتميم وأَما قول منصور قَبْرٌ مَرَرْتُ به على مَرَّانِ فإِنما يعني قبر عمرو بن عُبَيد قال خَلاَّدٌ الأَرْقَطُ حدثني زَمِيلُ عمرو بن عُبيْد قال سمعته في الليلة التي مات فيها يقول اللهم إنك تَعْلم أَنه لم يَعْرِضْ لي أَمرانِ قَطّ أَحدُهما لك فيه رِضاً والآخرُ لي فيه هَوىً إِلاَّ قدَّمْتُ رضاك على هوايَ فاغْفِرْ لي ومر أَبو جعفر المنصورُ على قبره بمَرّان وهو موضع على أَميالٍ من مكة على طريق البصرة فقال صَلَّى الإِلهُ عليكَ من مُتَوَسِّدٍ قَبْراً مَرَرْتُ به على مَرَّانِ قَبْراً تضَمَّنِ مُؤْمِناً مُتخَشِّعاً عَبَدَ الإِلهَ ودانَ بالقُرْآنِ فإِذا الرجالُ تَنازَعوا في شُبْهةٍ فصَلَ الخِطابَ بحِكْمَةٍ وبَيانِ فلو انَّ هذا الدَّهْرَ أَبْقَى مُؤْمِناً أَبْقَى لنا عَمْراً أَبا عُثْمانِ قال وروى صلَّى الإِلهُ على شَخْصٍ تضَمَّنه قبرٌ مَرَرْتُ به على مَرَّانِ

( مرجن ) التهذيب في الرباعي في التنزيل العزيز يَخْرُجُ منهما اللؤْلؤُ والمَرْجانُ قال المفسرون المرجان صغار اللؤلؤ واللؤلؤ اسم جامع اللحبِّ الذي يخرج من الصدَفة والمَرْجانُ أَشدُّ بياضاً ولذلك خص الياقوت والمرجان فشبه الحور العين بهما قال أَبو الهيثم اختلفوا في المَرْجانِ فقال بعضهم هو البُسَّذُ وهو جوهر أَحمر يقال إِن الجن تُلْقيه في البحر وبيت الأَخطل حجة للقول الأَول كأَنما الفُطْرُ مَرْجان تساقِطُه إِذا عَلا الرَّوْحقَ والمَتْنَينِ والكَفَلا مرزبان في الحديث أَتيت الحِيرَة فرأَيتهم يسْجُدون لمَرْزُبانٍ لهم قال هو بضم الزاي أَحد مَرازبة الفُرْس وهو الفارس الشجاع المُقَدَّمُ على القوم دون المَلِك وهو مُعَرَّب

( مرزبان ) في الحديث أَتيت الحِيرَة فرأَيتهم يسْجُدون لمَرْزُبانٍ لهم قال هو بضم الزاي أَحد مَرازبة الفُرْس وهو الفارس الشجاع المُقَدَّمُ على القوم دون المَلِك وهو مُعَرَّب

( مرفن ) ذكر في الرباعي من حرف الراء المُرْفَئِنُّ الساكن بعد النِّفارِ

( مزن ) المَزْنُ الإِسراع في طلب الحاجة مَزَنَ يَمْزُنُ مَزْناً ومُزُوناً وتَمَزَّنَ مضى لوجهه وذهب ويقال هذا يومُ مَزْنٍ إِذا كان يوم فرار من العدوّ التهذيب قُطْرُبٌ التَّمَزُّنُ التَّظَرُّف وأَنشد بعد ارْقِدادِ العَزَب الجَمْوحِ في الجَهْلِ والتَّمَزُّنِ الرَّبِيحِ قال أَبو منصور التَّمَزُّنُ عندي ههنا تفَعُّل من مَزَن في الأَرض إِذا ذهب فيها كما يقال فلان شاطِرٌ وفلان عَيّارٌ قال رؤبة وكُنَّ بَعْدَ الضَّرْحِ والتَّمَزُّنِ يَنْقَعْنَ بالعَذْبِ مُشَاشَ السِّنْسِنِ قال هو من المُزُونِ وهو البعد وتَمَزَّنَ على أَصحابه تفَضِّلَ وأَظهر أَكثر مما عنده وقيل التَّمَزُّنُ أَن ترى لنفسك فضلاً على غيرك ولست هناك قال رَكَّاضٌ الدُّبيريّ يا عُرْوَ إِنْ تَكْذِبْ عَليَّ تَمَزُّناً لما لم يَكُنْ فاكْذِبْ فلستُ بكاذِبِ قال المبرد مَزَّنْتُ الرجلَ تَمْزِيناً إِذا قَرَّظْته من ورائه عند خليفة أَو وال ومَزَنَهُ مَزْناً مدحه والمُزْنُ السحاب عامةٌ وقيل السحاب ذو الماء واحدته مُزْنةٌ وقيل المُزْنَةُ السحابة البيضاء والجمع مُزْنٌ والبَرَدُ حَبُّ المُزْنِ وتكرر في الحديث ذكر المزنِ قال ابن الأَثير المُزْنُ وهو الغيم والسحاب واحدته مُزْنَةٌ ومُزَيْنة تصغير مُزْنةٍ وهي السحابة البيضاء قال ويكون تصغير مَزْنَةٍ يقال مَزَنَ في الأَرض مَزْنَةً واحدة أَي سار عُقْبَةً واحدة وما أَحسن مُزْنَتَه وهو الاسم مثل حُسْوةٍ وحَسْوةٍ والمُزْنَةُ المَطْرَةُ قال أَوْسُ بن حجَرٍ أَلم تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مُزْنَةً وعُفْرُ الظِّباء في الكِناسِ تَقَمَّعُ ؟ وابن مُزْنةَ الهلال حكي ذلك عن ثعلب وأَنشد الجوهري لعمرو بن قَمِيئة كأَنَّ ابنَ مُزْنَتِها جانحاً فَسِيطٌ لدَى الأُفقِ من خِنْصِرِ ومُزْنُ اسم امرأَة وهو من ذلك والمازِنُ بيض النمل وأَنشد وتَرَى الذَّنِينَ على مَرَاسِنِهِمْ يوم الهِياج كمازِنِ الجَثْلِ ومازِنُ ومُزَيْنةُ حَيّان وقيل مازِن أَبو قبيلة من تميم وهو مازِنُ بن مالك بن عمرو بن تميم ومازِنُ في بني صَعْصَعة بن معاوية ومازِنُ في بني شيبان وقولهم مازِ رأْسَكَ والسيفَ إنما هو ترخيم مازِنٍ اسم رجل لأَنه لو كان صفة لم يجز ترخيمه وكان قد قتله بُجَيْرٌ وقال له هذا القول ثم كثر استعمالهم له فقالوه لكل من أَرادوا قتله يريدون به مُدَّ عنقك ومَزُون اسم من أَسماء عُمَان بالفارسية أَنشد ابن الأَعرابي فأَصْبَحَ العبدُ المَزُونِيُّ عَثِرْ الجوهري كانت العرب تسمِّي عُمَانَ المَزُونَ قال الكُميتُ فأَما الأَزْدُ أَزْدُ سَعِيدٍ فأَكْرَهُ أن أُسَمِّيها المَزُونَا قال الجوهري وهو أَبو سعيد المُهَلَّبُ المَزُونيُّ أَي أَكره أَن أَنْسُبَه إلى المَزُونِ وهي أَرض عُمَانَ يقول هم من مُضَرَ وقال أَبو عبيدة يعني بالمَزونِ المَلاَّحين وكان أَرْدَشِير بابْكان
( * قوله « أردشير بابكان » هكذا بالأصل والصحاح والذي في ياقوت اردشير بن بابك ) جعل الأَزْدَ مَلاَّحين بشِحْر عُمَان قبل الإسلام بستمائة سنة قال ابن بري أَزْدُ أَبي سعيد هم أَزد عُمَانَ وهم رَهْطُ المُهَلَّبِ بن أَبي صُفْرَةَ والمَزُونُ قرية من قرى عُمَان يسكنها اليهودُ والمَلاّحون ليس بها غيرهم وكانت الفرْسُ يسمونَ عُمَانَ المَزُونَ فقال الكميت إن أَزْدَ عُمَان يكرهون أَن يُسَمُّوا المَزُونَ وأَنا أَكره ذلك أَيضاً وقال جرير وأَطْفَأْتُ نِيرانَ المَزونِ وأَهْلِها وقد حاوَلُوها فِتْنةً أَن تُسَعَّرا قال أَبو منصور الجَواليقي المَرُونُ بفتح الميم لعُمان ولا نقل المُزُون بضم الميم قال وكذا وجدته في شعر البَعِيث بن عمرو بن مُرَّةَ بن وُدِّ بن زيد بن مُرَّةَ اليَشْكُرِيِّ يهجو المُهَلَّبَ بن أَبي صُفْرة لما قدم خُرَاسان تبَدَّلَتِ المَنابِرُ من قُرَيْشٍ مَزُونِيّاً بفَقْحَتِه الصَّلِيبُ فأَصْبَحَ قافِلاً كَرَمٌ ومَجْدٌ وأَصْبَحَ قادِماً كَذِبٌ وحُوبُ فلا تَعْجَبْ لكلِّ زمانِ سَوْءٍ رِجالٌ والنوائبُ قد تَنُوبُ قال وظاهر كلام أَبي عبيدة في هذا الفصل أَنها المُزُون بضم الميم لأَنه جعل المُزُون المَلاَّحين في أَصل التسمية ومُزَينة قبيلة من مُضَرَ وهو مُزَيْنة ابنُ أُدِّ بنِ طابخة بن إلْياس بن مُضَر والنسبة إليهم مُزَنِيٌّ وقال ابن بري عند قول الجوهري مُزَينة قبيلة من مُضَر قال مُزَيْنةُ بنتُ كَلْبِ بن وَبْرَةَ وهي أُم عثمانَ وأَوْسِ بن عمرو بن أُدِّ بن طابخة

( مسن ) أَبو عمرو المَسْنُ المُجون يقال مَسَنَ فلان ومَجَنَ بمعنى واحد والمَسْنُ الضرب بالسوط مسَنَه بالسوط يَمْسُنه مَسْناً ضربه وسياط مُسَّنٌ بالسين والشين منه وسيأْتي ذكره في الشين أَيضاً قال الأَزهري كذا رواه الليث وهو تصحيف وصوابه المُشَّنُ بالشين واحتج بقول رؤبة وفي أَخاديد السياط المُشَّنِ فرواه بالسين والرواة رووه بالشين قال وهو الصواب وسيأْتي ذكره ابن بري مَسَنَ الشيء من الشيءَ اسْتَلَّهُ وأَيضاً ضربه حتى يسقط والمَيْسَنانِيُّ ضرب من الثياب قال أَبو دُوادٍ ويَصُنَّ الوُجوهَ في المَيْسَنانيّ كما صانَ قَرْنَ شَمْسٍ غَمَامُ ومَيْسونُ اسم إمرأَة
( * قوله « وميسون اسم إمرأة » أصل الميسون الحسن القد والوجه عن أبي عمرو قاله في التكملة ) وهي مَيْسُونُ بنت بَحْدَلٍ الكلابية وهي القائلة لَلُبْسُ عَباءَة وتَقَرَّ عَيْني أَحبُّ إلىَّ من لُبْسِ الشُّفُوفِ لَبَيْتٌ تَخْفِقُ الأَرْواحُ فيه أَحبُّ إلىَّ من قَصْرٍ مُنيفِ لَكَلْبٌ يَنْبَحُ الأَضْيافَ وَهْناً أَحبُّ إليَّ من قِطٍّ أَلُوفِ لأَمْرَدُ من شَبابِ بني تميمٍ أَحَبُّ إليَّ من شيْخٍ عَفيفِ
( * قوله « من شيخ عفيف » كذا بالأصل ويروى علج عنيف وعجل عليف )
والمَيْسُونُ فرس ظُهَيْر بن رافع شهد عليه يوم السَّرْج
( * قوله « يوم السرج » كذا بالأصل بالجيم والذي في نسخة من التهذيب بالحاء محركاً )

( مسكن ) جاء في الخبر أَنه نهى عن بيع المُسْكانِ روي عن أَبي عمرو أَنه قال المَساكِين العَرَابين واحدها مُسْكان والمَساكِين الأَذلاَّء المقهورون وإن كانوا أَغنياء

( مشن ) المَشْنُ ضَرْب من الضرب بالسياط يقال مشَنَه ومَتَنه مَشَناتٍ أَي ضربات مَشَنه بالسوط يَمْشُنه مَشْناً ضربه كمَشَقه ابن الأَعرابي يقال مَشَقْتُه عشرين سوطاً ومَتَخْته ومَشَنْتُه وقال زَلَعْتُه بالعين وشَلَقْتُه ويقال مَشَنَ ما في ضرْعِ الناقة ومَشَقه إذا حلب أَبو تراب عن الكلابي امْتَشَلْتُ الناقة وامتَشَنْتُها إذا حلبتها ومَشَّنَتِ الناقةُ تَمْشِيناً دَرَّتْ كارهة والمَشْنُ الخَدْشُ ومَشَنَني الشيءُ سحَجَني وخَدَشني قال العجاج وفي أَخادِيدِ السِّياط المَشْنِ ونسبه ابن بري لرؤبة قال وصوابه وفي أَخادِيدِ السِّياطِ المُشَّنِ شافٍ لبَغْيِ الكَلِب المُشَيْطَنِ قال والمُشَّنُ جمع ماشن والمَشْنُ القَشْرُ يريد وفي الضرب بالسياط التي تَخُدُّ الجلد أَي تجعل فيه كالأَخاديد والكَلِبُ المُشَيْطَنُ المُتَشَيْطِن ابن الأَعرابي المَشْنُ مسح اليد بالشيء الخشن والعرب تقول كأَن وجهه مُشِنَ بقَتادةٍ أَي خُدِش بها وذلك في الكراهة والعُبوس والغضب ابن الأَعرابي مَرَّتْ بي غِرارَةٌ فمَشَنَتْني وأَصابتني مَشْنةٌ وهو الشيء له سعة ولا غَوْرَ له فمنه ما بَضَّ منه دم ومنه ما لم يجرح الجلد يقال منه مَشَنه بالسيف إذا ضربه فقشر الجلد قال أَبو منصور سمعت رجلاً من أَهل هَجَرَ يقول لآخر مَشِّنِ الليفَ أَي مَيِّشْه وانْفُشْه للتَّلْسين والتلسين أَن يُسَوَّى الليف قطعة قطعة ويضم بعضها إلى بعض ومَشَنَ المرأَة نكحها وامرأَة مِشَانٌ سليطةٌ مشاتِمَةٌ قال وهَبْتَه من سَلْفَعٍ مِشَانِ كذِئبَة تَنْبَحُ بالرُّكْبانِ أَي وهَبْتَ يا رب هذا الولد من امرأَة غير مرضية والمِشانُ من النساء السليطة المُشاتمة وتَماشَنا جِلْدَ الظَّرِبان إذا اسْتَبّا أَقْبح ما يكون من السِّباب حتى كأَنهما تنازعا جلد الظَّرِبان وتجاذباه عن ابن الأَعرابي أَبو تراب إن فلاناً ليَمْتَشُّ من فلان ويَمْتَشِنُ أَي يُصِيب منه ويقال امْتشِنْ منه ما مَشَنَ لك أَي خذ ما وجدت وامتَشَنَ ثوبه انتزعه وامتَشَنَ سيفه اخترطه وامتَشَنْتُ الشيء اقتطعته واخْتَلسته وامتَشَنَ الشيء اختطفه عن ابن الأَعرابي والمُِشَانُ نوع من التمر وروى الأَزهري بسنده عن عثمان بن عبد الوهاب الثَّقَفي قال اختلف أَبي وأَبو يوسف عند هرون فقال أَبو يوسف أَطْيَبُ الرُّطَبِ المُشانُ وقال أَبي أَطيب الرطب السُّكَّرُ فقال هرون يُحْضَرانِ فلما حَضَرا تناول أَبو يوسف السُّكَّرَ فقلت له ما هذا ؟ فقال لما رأَيت الحقَّ لم أَصبر عنه ومن أَمثال أَهل العراق بِعلَّةِ الوَرَشانِ تأْكُلُ الرُّطَبَ المُشانَ وفي الصحاح تأْكل رُطَبَ المُشانِ بالإضافة قال ولا تقل تأْكل الرُّطَبَ المُشانَ قال ابن بري المُشانُ نوع من الرطب إلى السواد دقيق وهو أَعجمي سماه أَهل الكوفة بهذا الاسم لأَن الفُرْسَ لما سمعت بأُمِّ جِرْذان وهي نخلة كريمة صفراء البُسْرِ والتمر ويقال إن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لها مرتين فلما جاء الفُرْسُ قالوا أَين مُوشانُ ؟ والمُوشُ الجُرَذُ يريدون أَين أُم الجِرْذانِ وسميت بذلك لأَن الجِرْذان تأْكل من رطبها لأَنها تلقطه كثيراً والمِشَانُ اسم رجل والله أَعلم

( مطن ) مطَان موضع أَو
( * كذا بياض بالأصل ) وأَنشد كراع كما عادَ الزمانُ على مِطان قال ابن سيده ولم يفسره

( مطرن ) الماطِرُونُ والماطِرُونَ موضع قال الأَخطل ولها بالماطِرونِ إذا أَكَلَ النَّمْلُ الذي جَمَعا قال ابن جني ليست النون فيه بزيادة لأَنها تعرب

( معن ) مَعَنَ الفرسُ ونحوه يَمْعَنُ مَعْناً وأَمْعَنَ كلاهما تباعد عادياً وفي الحديث أَمْعَنْتُمْ في كذا أَي بالغتم وأَمْعَنُوا في بلد العدوّ وفي الطلب أَي جدُّوا وأَبعدوا وأَمْعَنَ الرجلُ هرب وتباعد قال عنترة ومُدَجَّجٍ كَرِهَ الكُماةُ نِزَالَه لا مُمْعِنٍ هَرَباً ولا مُسْتَسْلِم والماعُونُ الطاعة يقال ضرَبَ الناقة حتى أَعطت ماعونها وانقادت والمَعْنُ الإِقرار بالحق قال أَنس لمُصْعَب بن الزُّبَير أَنْشُدُكَ الله في وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزل عن فراشه وقعد على بساطه وتمعَّنَ عليه وقال أَمْرُ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرأْس والعين تَمَعَّنَ أَي تصاغر وتذلل انقياداً من قولهم أَمْعَنَ بحقي إذا أَذعن واعترف وقال الزمخشري هو من المَعانِ المكان يقال موضع كذا مَعَان من فلان أَي نزل عن دَسْتِه وتمكن على بساطه تواضعاً ويروى تَمَعَّكَ عليه أَي تقلب وتَمَرَّغ وحكى الأَخفش عن أَعرابي فصيح لو قد نزلنا لصنعت بناقتك صنيعاً تعطيك الماعونَ أَي تنقاد لك وتطيعك وأَمْعَنَ بحقي ذهب وأَمْعَنَ لي به أَقَرَّ بعد جَحْد والمَعْن الجحود والكفر للنعم والمَعْنُ الذل والمَعْنُ الشيء السهل الهين والمَعْنُ السهل اليسير قال النِّمِرُ بن توْلَب ولا ضَيَّعْتُه فأُلامَ فيه فإنَّ ضَياعَ مالِكَ غَيْرُ مَعْنِ أَي غير يسير ولا سهل وقال ابن الأَعرابي غير حَزْمٍ ولا كَيْسٍ من قوله أَمْعَن لي بحقي أَي أَقرّ به وانقاد وليس بقوي وفي التنزيل العزيز ويمنعون الماعُونَ روي عن علي رضوان الله عليه أَنه قال الماعون الزكاة وقال الفراء سمعت بعض العرب يقول الماعون هو الماء بعينه قال وأَنشدني فيه يَمُجُّ صَبِيرُهُ الماعونَ صَبّاً قال الزجاج من جعل الماعُونَ الزكاة فهو فاعولٌ من المَعْنِ وهو الشيء القليل فسميت الزكاة ماعُوناً بالشيء القليل لأَنه يؤخذ من المال ربع عشره وهو قليل من كثير والمَعْنُ والماعون المعروف كله لتيسره وسهولته لدَيْنا بافتراض الله تعالى إياه علينا قال ابن سيده والماعونُ الطاعة والزكاة وعليه العمل وهو من السهولة والقلة لأنها جزء من كل قال الراعي قوْمٌ على التَّنْزيِلِ لَمَّا يَمْنَعُوا ماعونَهم ويُبَدِّلُوا التَّنْزِيلا
( * قوله « على التنزيل » كذا بالأصل والذي في المحكم والتهذيب على الإسلام وفي التهذيب وحده ويبدلوا التنزيلا ويبدلوا تبديلا )
والماعون أَسقاط البيت كالدَّلوِ والفأْس والقِدْرِ والقَصْعة وهو منه أَيضاً لأَنه لا يكْرِثُ معطيه ولا يُعَنِّي كاسبَه وقال ثعلب الماعون ما يستعار من قَدُومٍ وسُفْرةٍ وشَفْرةٍ وفي الحديث وحُسْنُ مُواساتهم بالماعون قال هو اسم جامع لمنافع البيت كالقِدْرِ والفأْس وغيرهما مما جرت العادة بعارِيته قال الأَعشى بأَجْوَدَ منه بماعُونِه إذا ما سَمَاؤهم لم تَغِمْ ومن الناس من يقول الماعون أَصله مَعُونة والأَلف عوض من الهاء والماعون المَطَرُ لأَنه يأْتي من رحمة الله عَفْواً بغير علاج كما تُعالجُ الأَبآرُ ونحوها من فُرَض المَشارب وأَنشد أَيضاً أَقُولُ لصاحبي ببِراقِ نَجْدٍ تبَصَّرْ هَلْ تَرَى بَرْقاً أَراهُ ؟ يَمُجُّ صَبِيرُهُ الماعُونَ مَجّاً إذا نَسَمٌ من الهَيْفِ اعْتراهُ وزَهرٌ مَمْعُونٌ ممطور أُخذ من ذلك ابن الأَعرابي رَوْضٌ ممعون بالماء الجاري وقال عَدِيُّ بن زيد العَبّادي وذي تَنَاوِيرَ ممْعُونٍ له صَبَحٌ يَغْذُو أَوابِدَ قد أَفْلَيْنَ أَمْهارا وقول الحَذْلَمِيّ يُصْرَعْنَ أَو يُعْطِينَ بالماعُونِ فسره بعضهم فقال الماعون ما يَمْنَعْنَهُ منه وهو يطلبه منهن فكأَنه ضد والماعون في الجاهلية المنفعة والعطية وفي الإسلام الطاعة والزكاة والصدقة الواجبة وكله من السهولة والتَّيَسُّر وقال أَبو حنيفة المَعْنُ والماعُونُ كل ما انتفعت به قال ابن سيده وأُراه ما انْتُفِع به مما يأْتي عَفْواً وقوله تعالى وآوَيْناهما إلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ ومَعِينٍ قال الفراء ذاتِ قَرارٍ أَرضٍ منبسطة ومَعِينٍ الماءُ الظاهر الجاري قال ولك أَن تجعل المَعِينَ مفْعولاً من العُيُون ولك أَن تجعله فَعِيلاً من الماعون يكون أَصله المَعْنَ والماعُونُ الفاعولُ وقال عُبيدٌ واهيةٌ أَو مَعِينٌ مُمْعِنٌ أَو هَضْبةٌ دونها لهُوبُ
( * قوله « واهية البيت » هو هكذا بهذا الضبط في التهذيب إلا أن فيه دونها الهبوب بدل لهوب )
والمَعْنُ والمَعِينُ الماء السائل وقيل الجاري على وجه الأَرض وقيل الماء العذب الغزير وكل ذلك من السُّهولة والمَعْنُ الماء الظاهر والجمع مُعُنٌ ومُعُناتٌ ومياهٌ مُعْنانٌ وماء مَعِينٌ أَي جارٍ ويقال هو مفْعول من عِنْتُ الماءَ إذا استنبطته وكَلأٌ مَمْعون جرى فيه الماءُ والمُعُناتُ والمُعْنانُ المَسايل والجوانب من السُّهولة أَيضاً والمُعْنانُ مَجاري الماء في الوادي ومَعَنَ الوادي كثر فيه الماء فسَهُلَ مُتَناوَلُه ومَعُنَ الماءُ مَعَنَ يَمْعَنُ مُعوناً وأَمْعَنَ سَهُلَ وسال وقيل جرى وأَمْعَنَه هو ومَعِنَ الموضعُ والنبتُ رَوِيَ من الماء قال تميم بن مُقْبل يَمُجُّ بَرَاعِيمَ من عَضْرَسٍ تَرَاوَحَه القَطْرُ حتى مَعِنْ أَبو زيد أَمْعَنَتِ الأَرضُ ومُعِنَتْ إذا رَوِيَتْ وقد مَعَنها المطرُ إذا تتابع عليها فأَرواها وفي هذا الأَمر مَعْنةٌ أَي إصلاح ومَرَمَّةٌ ومعَنَها يَمْعَنُها مَعْناً نكحها والمَعْنُ الأَديمُ والمَعْنُ الجلد الأَحمر يجعل على الأَسْفاط قال ابن مقبل بلا حِبٍ كمَقَدِّ المََعْنِ وَعَّسَه أَيدي المَراسِلِ في رَوْحاته خُنُفَا ويقال للذي لا مال له ما له سَعْنةٌ ولا مَعْنةٌ أَي قليل ولا كثير وقال اللحياني معناه ما له شيء ولا قوم وقال ابن بري قال القالي السَّعْنُ الكثير والمَعْنُ القليل قال وبذلك فسر ما له سَعْنةٌ ولا مَعْنةٌ قال الليث المَعْنُ المعروف والسَّعْنُ الوَدَكُ قال الأَزهري والمَعْنُ القليل والمَعْنُ الكثير والمَعْنُ القصير والمَعْنُ الطويل والمَعْنِيُّ القليل المال والمَعْنِيُّ الكثير المال وأَمْعَنَ الرجلُ إذا كثر ماله وأَمْعَنَ إذا قلَّ ماله وحكى ابن بري عن ابن دريد ماء مَعْنٌ ومَعِينٌ وقد مَعُنَ فهذا يدل على أَن الميم أَصل ووزنه فَعيل وعند الفراء وزنه مفْعول في الأَصل كمَنِيع وحكى الهَرَوِيُّ في فصل عين عن ثعلب أَنه قال عانَ الماءُ يَعِينُ إذا جرى ظاهراً وأَنشد للأَخطل حَبَسوا المَطِيَّ على قَدِيمٍ عَهْدُه طامٍ يَعِينُ وغائِرٌ مَسْدُومُ والمَعَانُ المَباءَةُ والمَنزل ومَعانُ القوم منزلهم يقال الكوفة مَعانٌ منَّا أَي منزل منا قال الأَزهري الميم من مَعانٍ ميم مَفْعَلٍ ومَعانٌ موضع بالشام ومَعِينٌ اسم مدينة باليمن قال ابن سيده ومَعِينٌ موضع قال عمرو بن مَعْديكرب دعانا من بَراقِشَ أَو مَعينٍ فأَسْمَعَ واتْلأَبَّ بنا مَلِيعُ وقد يكون مَعِين هنا مفعولاً من عِنْتُهُ وبنو مَعْنٍ بطن ومَعْنٌ فرس الخَمْخامِ بن جَمَلَةَ ورجل مَعْنٌ في حاجته وقولهم حَدِّثْ عن مَعْنٍ ولا حَرَجَ هو مَعْنُ بن زائدة بن عبد الله بن زائدة بن مَطَر بن شَرِيكِ بن عمرو الشيباني وهو عم يزيدَ بن مِزْيَد بن زائدة الشيباني وكان مَعْنٌ أَجود العرب قال ابن بري قال الجوهري هو مَعْنُ بن زائدة بن مَطَرِ بن شَرِيك قال وصوابه مَعْنُ بن زائدة ابن عبد الله بن زائدة بن مَطر بن شريكٍ ونسخة الصحاح التي نقَلْتُ منها كانت كما ذكره ابن بري من الصواب فإما أَن تكون النسخة التي نقلْتُ منها صُحِّحتْ من الأَمالي وإما أَن يكون الشيخ ابن بري نقل من نسخة سقط منها جَدّان وفي الحديث ذكر بئر مَعُونةَ بفتح الميم وضم العين في أَرض بني سُليمٍ فيما بين مكة والمدينة وأَما بالغين المعجمة فموضع قريب من المدينة

( مغن ) بئرُ مَغُونَة بالغين المعجمة موضع قريب من المدينة وأَما بئر مَعُونة بالعين المهملة فقد تقدم آنفاً والله أََعلم

( مغدن ) مَغْدانُ اسم لبَغْدادَ مدينة السَّلام وقد تقدم ذكرها والاختلاف في اسمها في حرف الدال في ترجمة بغدد والله أَعلم

( مكن ) المَكْنُ والمَكِنُ بيضُ الضَّبَّةِ والجَرَادة ونحوهما قال أَبو الهِنْديّ واسمه عبد المؤمن بن عبد القُدُّوسِ ومَكْنُ الضِّبابِ طَعامُ العُرَيب ولا تشْتَهِيه نفُوسُ العَجَمْ واحدته مَكْنةٌ ومَكِنة بكسر الكاف وقد مَكِنَتِ الضَّبَّةُ وهي مَكُونٌ وأَمْكَنتْ وهي مُمْكِنٌ إذا جمعت البيض في جوفها والجَرادةُ مثلها الكسائي أَمْكَنَتِ الضَّبَّةُ جمعت بيضها في بطنها فهي مَكُونٌ وأَنشد ابن بري لرجل من بني عُقيل أَراد رَفِيقي أَنْ أَصيدَهُ ضَبَّةً مَكُوناً ومن خير الضِّباب مَكُونُها وفي حديث أَبي سعيد لقد كنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يُهْدَى لأَحدنا الضَّبَّةُ المَكُونُ أَحَبُّ إليه من أَن يُهْدَى إليه دجاجةٌ سمينة المَكُونُ التي جمعت المَكْنَ وهو بيضها يقال ضبة مَكُونٌوضَبٌّ مَكُونٌ ومنه حديث أَبي رجاءٍ أَيُّما أَحبُّ إليك ضَبٌّمَكُون أَو كذا وكذا ؟ وقيل الضبَّةُ المَكُونُ التي على بيضها ويقال ضِبابٌ مِكانٌ قال الشاعر وقال تعَلَّمْ أَنها صَفَريَّةٌ مِكانٌ بما فيها الدَّبَى وجَنادِبُهْ الجوهري المَكِنَةُ بكسر الكاف واحدة المَكِنِ والمَكِناتِ وقوله صلى الله عليه وسلم أَقِرُّوا الطير على مَكِناتها ومَكُناتها بالضم قيل يعني بيضها على أَنه مستعار لها من الضبة لأَن المَكِنَ ليس للطير وقيل عَنى مَوَاضع الطير والمكنات في الأَصل بيض الضِّباب قال أَبو عبيد سأَلت عِدَّةً من الأَعراب عن مَكِناتِها فقالوا لا نعرف للطير مَكِناتٍ وإِنما هي وُكُنات إنما المَكِناتُ بيض الضِّبابِ قال أَبو عبيد وجائز في كلام العرب أَن يستعار مَكْنُ الضِّبابِ فيجعل للطير تشبيهاً بذلك كما قالوا مَشافر الحَبَشِ وإنما المَشافر للإبل وكقول زهير يصف الأَسد لدَى أَسَدٍ شاكي السِّلاح مُقَذَّفٍ له لِبَدٌ أَظفارُه لم تُقَلَّمِ وإنما له المَخالِبُ قال وقيل في تفسير قوله أَقِرُّوا الطير على مَكِناتها يريد على أَمْكِنتها ومعناه الطير التي يزجر بها يقول لا تَزْجُرُوا الطير ولا تلتفتوا إليها أَقِرُّوها على مواضعها التي جعلها الله لها أَي لا تضر ولا تنفع ولا تَعْدُوا ذلك إلى غيره وقال شمر الصحيح في قوله على مَكِناتِها أَنها جمع المَكِنَة والمَكِنةُ التمكن تقول العرب إن بني فلان لذوو مَكِنةٍ من السلطان أي تَمكُّنٍ فيقول أَقِرُّوا الطير على كل مَكِنةٍ ترَوْنَها عليها ودَعُوا التطير منها وهي مثل التَّبِعةِ مِنَ التَّتبُّعِ والطَّلِبةِ من التَّطلُّب قال الجوهري ويقال الناس على مَكِناتِهم أَي على استقامتهم قال ابن بري عند قول الجوهري في شرح هذا الحديث ويجوز أَن يراد به على أَمْكِنتها أَي على مواضعها التي جعلها الله تعالى لها قال لا يصح أَن يقال في المَكِنة إنه المكان إلا على التَّوَسُّعِ لأَن المَكِنة إنما هي بمعنى التَّمكُّنِ مثل الطَّلِبَة بمعنى التَّطَلُّبِ والتَّبِعَةِ بمعنى التَّتبُّع يقال إنَّ فلاناً لذو مَكِنةٍ من السلطان فسمي موضع الطير مَكِنةً لتمَكُّنه فيه يقول دَعُوا الطير على أَمْكِنتها ولا تَطَيَّرُوا بها قال الزمخشري ويروى مُكُناتها جمع مُكُنٍ ومُكُنٍ ومُكُنٌ جمع مَكانٍ كصُعُداتٍ في صُعُدٍ وحُمُراتٍ في حُمُرٍ وروى الأَزهري عن يونس قال قال لنا الشافعي في تفسير هذا الحديث قال كان الرجل في الجاهلية إذا أَراد الحاجة أَتى الطير َ ساقطاً أَو في وَكْرِه فنَفَّرَهُ فإن أَخذ ذات اليمين مضى لحاجته وإن أَخذ ذات الشمال رجع فنَهى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك قال الأَزهري والقول في معنى الحديث ما قاله الشافعي وهو الصحيح وإليه كان يذهب ابن عُيَيْنةَ قال ابن الأَعرابي الناس على سَكِناتِهم ونَزِلاتِهم ومَكِناتِهم وكلُّ ذي ريشٍ وكلُّ أَجْرَدَ يبيض وما سواهما يلد وذو الريش كل طائر والأَجْرَدُ مثل الحيات والأَوْزاغ وغيرهما مما لا شعر عليه من الحشرات والمَكانةُ التُّؤدَةُ وقد تَمَكَّنَ ومَرَّ على مَكِينته أَي على تُؤدَتِه أَبو زيد يقال امْشِ على مَكِينتِكَ ومَكانتك وهِينَتِكَ قال قطرب يقال فلان يعمل على مَكِينتِه أَي على اتِّئاده وفي التنزيل العزيز اعْمَلُوا على مَكانَتِكم أَي على حيالِكم وناحيتكم وقيل معناه أَي على ما أَنتم عليه مستمكنون الفراء لي في قلبه مَكانَةٌ ومَوْقِعة ومَحِلَّةٌ أَبو زيد فلان مَكين عند فلان بَيِّنُ المَكانَةِ يعني المنزلة قال الجوهري وقولهم ما أَمكنه عند الأَمير شاذ قال ابن بري وقد جاء مَكُنَ يَمْكُنُ قال القُلاخُ حيث تَثَنَّى الماءُ فيه فمَكُنْ قال فعلى هذا يكون ما أَمْكَنَه على القياس ابن سيده والمَكانةُ المَنْزلة عند الملك والجمع مَكاناتٌ ولا يجمع جمع التكسير وقد مَكُنَ مَكانَةً فهو مَكِينٌ والجمع مُكَناء وتَمَكَّنَ كَمَكُنَ والمُتَمَكِّنُ من الأَسماء ما قَبِلَ الرفع والنصب والجر لفظاً كقولك زيدٌ وزيداً وزيدٍ وكذلك غير المنصرف كأَحمدَ وأَسْلَمَ قال الجوهري ومعنى قول النحويين في الاسم إنه متمكن أَي أَنه معرب كعمر وإبراهيم فإذا انصرف مع ذلك فهو المُتَمَكِّنُ الأَمْكَنُ كزيد وعمرو وغير المتمكن هو المبني ككَيْفَ وأَيْنَ قال ومعنى قولهم في الظرف إنه مُتَمَكِّنٌ أَنه يستعمل مرة ظرفاً ومرة اسماً كقولك جلست خلْفَكَ فتنصب ومجلسي خَلْفُكَ فترفع في موضع يصلح أَن يكون ظَرْفاً وغير المُتَمَكِّن هو الذي لا يستعمل في موضع يصلح أَن يكون ظَرْفاً إلا ظرفاً كقولك لقيته صباحاً وموعدك صباحاً فتنصب فيهما ولا يجوز الرفع إذا أَردت صباح يوم بعينه وليس ذلك لعلة توجب الفرق بينهما أَكثر من استعمال العرب لها كذلك وإنما يؤْخذ سماعاً عنهم وهي صباحٌ وذو صباحٍ ومَساء وذو مَساء وعَشِيّة وعِشاءٌ وضُحىً وضَحْوَة وسَحَرٌ وبُكَرٌ وبُكْرَةٌ وعَتَمَةٌ وذاتُ مَرَّةٍ وذاتُ يَوْمٍ وليلٌ ونهارٌ وبُعَيْداتُ بَيْنٍ هذا إذا عَنَيْتَ بهذه الأَوقات يوماً بعينه فأَما إذا كانت نكرة أَو أَدخلت عليها الأَلف واللام تكلمت بها رفعاً ونصباً وجرّاً قال سيبويه أَخبرنا بذلك يونس قال ابن بري كل ما عُرِّفَ من الظروف من غير جهة التعريف فإنه يلزم الظرفية لأَنه ضُمِّنَ ما ليس له في أَصل وضعه فلهذا لم يجز سِيَرَ عليه سَحَرٌ لأَنه معرفة من غير جهة التعريف فإن نكرته فقلت سير عليه سَحَرٌ جاز وكذلك إن عرَّفْتَه من غير جهة التعريف فقلت سِيَر عليه السَّحَرُ جاز وأَما غُدْوَةٌ وبُكْرَة فتعريفهما تعريف العَلميَّة فيجوز رفعهما كقولك سيرَ عليه غُدْوَةٌ وبُكْرَةٌ فأَما ذو صَباحٍ وذاتُ مرَّةٍ وقبلُ وبعدُ فليست في الأَصل من أَسماء الزمان وإنما جعلت اسماً له على توسع وتقدير حذف أَبو منصور المَكانُ والمَكانةُ واحد التهذيب الليث مكانٌ في أَصل تقدير الفعل مَفْعَلٌ لأَنه موضع لكَيْنونةِ الشيء فيه غير أَنه لما كثر أَجْرَوْهُ في التصريف مُجْرَى فَعال فقالوا مَكْناً له وقد تَمَكَّنَ وليس هذا بأَعْجَب من تَمَسْكَن من المَسْكَن قال والدليل على أَن المَكانَ مَفْعَل أَن العرب لا تقول في معنى هو منِّي مَكانَ كذا وكذا إلا مَفْعَلَ كذا وكذا بالنصب ابن سيده والمكانُ الموضع والجمع أَمْكِنة كقَذَال وأَقْذِلَةٍ وأَماكِنُ جمع الجمع قال ثعلب يَبْطُل أَن يكون مَكانٌ فَعالاً لأَن العرب تقول كُنْ مَكانَكَ وقُم مكانَكَ واقعد مَقْعَدَك فقد دل هذا على أَنه مصدر من كان أَو موضع منه قال وإنما جُمِعَ أَمْكِنَةً فعاملوا الميم الزائدة معاملة الأَصلية لأَن العرب تشَبِّه الحرف بالحرف كما قالوا مَنارة ومنائِر فشبهوها بفَعالةٍ وهي مَفْعَلة من النور وكان حكمه مَنَاوِر وكما قيل مَسِيل وأَمْسِلة ومُسُل ومُسْلان وإنما مَسيلٌ مَفْعِلٌ من السَّيْلِ فكان يَنبغي أَن لا يُتَجاوز فيه مسايل لكنهم جعلوا الميم الزائدة في حكم الأَصلية فصار معفْعِل في حكم فَعِيل فكُسِّر تكسيرَه وتَمَكَّنَ بالمكان وتَمَكَّنَه على حذف الوَسِيط وأَنشد سيبويه لما تَمَكَّنَ دُنْياهُمْ أَطاعَهُمُ في أَيّ نحْوٍ يُميلوا دِينَهُ يَمِلِ قال وقد يكون
( * قوله « قال وقد يكون إلخ » ضمير قال لابن سيده لأن هذه عبارته في المحكم ) تمكن دنياهم على أَن الفعل للدنيا فحذف التاء لأَنه تأْنيث غير حقيقي وقالوا مَكانَك تُحَذِّره شيئاً من خَلْفه الجوهري مَكَّنَه اللهُ من الشيءِ وأَمْكَنَه منه بمعنى وفلان لا يُمْكِنُه النُّهُوضُ أَي لا يقدر عليه ابن سيده وتَمَكَّنَ من الشيءِ واسْتَمْكَنَ ظَفِر والاسم من كل ذلك المكانَةُ قال أَبو منصور ويقال أَمْكَنني الأَمرُ يمْكِنُني فهو مُمْكِنٌ ولا يقال أَنا أُمْكِنُه بمعنى أَستطيعه ويقال لا يُمْكِنُكَ الصعود إلى هذا الجبل ولا يقال أَنت تُمْكِنُ الصعود إليه وأَبو مَكِينٍ رجلٌ والمَكْنانُ بالفتح والتسكين نبت ينبت على هيئة ورق الهِنْدِباء بعض ورقه فوق بعض وهو كثيف وزهرته صفراء ومَنْبتُه القِنانُ ولا صَيُّورَ له وهو أَبطأُ عُشْب الربيع وذلك لمكان لينه وهو عُشْبٌ ليس من البقل وقال أَبو حنيفة المَكْنانُ من العشب ورقته صفراء وهو لين كله وهو من خير العُشْبِ إذا أَكلته الماشية غَزُرَتْ عليه فكثرت أَلبانها وخَثُرتْ واحدته مَكْنانةٌ قال أَبو منصور المَكْنان من بُقُول الربيع قال ذو الرمة وبالرَّوْضِ مَكْنانٌ كأَنَّ حَدِيقَهُ زَرَابيُّ وَشَّتْها أَكُفُّ الصَّوانِعِ وأَمْكَنَ المكانُ أَنبت المَكْنانَ وقال ابن الأَعرابي في قول الشاعر رواه أَبو العباس عنه ومَجَرّ مُنْتَحَرِ الطَّليّ تَناوَحَتْ فيه الظِّباء ببطن وادٍ مُْمْكِنِ قال مُمْكِن يُنْبِت المَكْنانَ وهو نبت من أَحرار البقول قال الشاعر يصف ثوراً أَنشده ابن بري حتى غَدا خَرِماً طَأْى فَرائصَه يَرْعى شَقائقَ من مَرْعىً ومَكْنان
( * قوله « طأى فرائصه » هكذا في الأصل بهذا الضبط ولعله طيا فرائصه بمعنى مطوية )
وأَنشد ابن بري لأَبي وجزة يصف حماراً تَحَسَّرَ الماءُ عنه واسْتَجَنَّ به إلْفانِ جُنَّا من المَكْنانِ والقُطَبِ جُمادَيَيْنِ حُسُوماً لا يُعايِنُه رَعْيٌ من الناس في أَهْلٍ ولا غَرَبِ وقال الراجز وأَنت إن سَرَّحْتَها في مَكْنانْ وَجَدْتَها نِعْمَ غَبُوقُ الكَسْلانْ

( منن ) مَنَّهُ يَمُنُّه مَنّاً قطعه والمَنِينُ الحبل الضعيف وحَبل مَنينٌ مقطوع وفي التهذيب حبل مَنينٌ إذا أخْلَقَ وتقطع والجمع أَمِنَّةٌ ومُنُنٌ وكل حبل نُزِحَ به أَو مُتِحَ مَنِينٌ ولا يقال للرِّشاءِ من الجلد مَنِينٌ والمَنِينُ الغبار وقيل الغبار الضعيف المنقطع ويقال للثوب الخَلَقِ والمَنُّ الإعْياء والفَتْرَةُ ومََنَنْتُ الناقة حَسَرْتُها ومَنَّ الناقة يَمُنُّها مَنّاً ومَنَّنَها ومَنَّن بها هزلها من السفر وقد يكون ذلك في الإنسان وفي الخبر أَن أَبا كبير غزا مع تأَبَّطَ شَرّاً فمَنَّنَ به ثلاثَ ليالٍ أَي أَجهده وأَتعبه والمُنَّةُ بالضم القوَّة وخص بعضهم به قوة القلب يقال هو ضعيف المُنَّة ويقال هو طويل الأُمَّة حَسَنُ السُّنَّة قوي المُنّة الأُمة القامة والسُّنّة الوجه والمُنّة القوة ورجل مَنِينٌ أَي ضعيف كأنَّ الدهر مَنَّه أَي ذهب بمُنَّته أَي بقوته قال ذو الرمة مَنَّهُ السير أَحْمقُ أَي أَضعفه السير والمَنينُ القوي وَالمَنِينُ الضعيف عن ابن الأَعرابي من الأَضداد وأَنشد يا ريَّها إن سَلِمَتْ يَميني وَسَلِمَ الساقي الذي يَلِيني ولم تَخُنِّي عُقَدُ المَنِينِ ومَنَّه السر يَمُنُّه مَنّاً أَضعفه وأَعياه ومَنَّه يَمُنُّه مَنّاً نقصه أَبو عمرو المَمْنون الضعيف والمَمْنون القويّ وقال ثعلب المَنينُ الحبل القوي وأَنشد لأَبي محمد الأَسدي إذا قَرَنْت أَرْبعاً بأَربعِ إلى اثنتين في مَنين شَرْجَعِ أَي أَربع آذان بأَربع وَذَماتٍ والاثنتان عرْقُوتا الدلو والمَنينُ الحبل القويّ الذي له مُنَّةٌ والمَنِينُ أَيضاً الضعيف وشَرْجَعٌ طويل والمَنُونُ الموت لأَنه يَمُنُّ كلَّ شيء يضعفه وينقصه ويقطعه وقيل المَنُون الدهر وجعله عَدِيُّ بن زيد جمعاً فقال مَنْ رَأَيْتَ المَنُونَ عَزَّيْنَ أَمْ مَنْ ذا عَلَيْه من أَنْ يُضامَ خَفِيرُ وهو يذكر ويؤنث فمن أَنث حمل على المنية ومن ذَكَّرَ حمل على الموت قال أَبو ذؤيب أَمِنَ المَنُونِ ورَيْبه تَتَوَجَّعُ والدهرُ ليس بمُعْتِبٍ من يَجْزَعُ ؟ قال ابن سيده وقد روي ورَيْبها حملاً على المنِيَّة قال ويحتمل أَن يكون التأْنيث راجعاً إلى معنى الجنسية والكثرة وذلك لأَن الداهية توصف بالعموم والكثرة والانتشار قال الفارسي إنما ذكّره لأَنه ذهب به إلى معنى الجنس التهذيب من ذكّر المنون أَراد به الدهر وأَنشد بيت أَبي ذؤيب أَيضاً أَمِنَ المَنُون ورَيْبه تَتَوَجَّعُ وأَنشد الجوهري للأَعشى أَأَن رأَتْ رجلاً أَعْشى أَضرَّ به رَيْبُ المَنُونِ ودهْرٌ مُتبلٌ خبِل ابن الأَعرابي قال الشَّرْقِيّ بن القُطامِيِّ المَنايا الأحداث والحمام الأَجَلُ والحَتْفُ القَدَرُ والمَنُون الزمان قال أَبو العباس والمَنُونُ يُحْمَلُ معناه على المَنايا فيعبر بها عن الجمع وأَنشد بيت عَدِيّ بن زيد مَن رأَيْتَ المَنونَ عَزَّيْنَ أَراد المنايا فلذلك جمع الفعل والمَنُونُ المنية لأَنها تقطع المَدَدَ وتنقص العَدَد قال الفراء والمَنُون مؤنثة وتكون واحدة وجمعاً قال ابن بري المَنُون الدهر وهواسم مفرد وعليه قوله تعالى نَتَرَبَّصُ به رَيْبَ المَنُونِ أَي حوادث الدهر ومنه قول أَبي ذؤيب أَمِنَ المَنُونِ ورَيْبِه تَتَوَجَّعُ قال أَي من الدهر وريبه ويدل على صحة ذلك قوله والدهرُ ليس بمُعْتِبٍ من يَجْزَعُ فأَما من قال وريبها فإنه أَنث على معنى الدهور ورده على عموم الجنس كقوله تعالى أَو الطِّفْل الذين لم يظهروا وكقول أَبي ذؤيب فالعَيْن بعدهُمُ كأَنَّ حِدَاقَها وكقوله عز وجل ثم اسْتَوى إلى السماء فسَوَّاهُنَّ وكقول الهُذَليِّ تَراها الضَّبْعَ أَعْظَمَهُنَّ رأْسا قال ويدلك على أَن المَنُون يرادُ بها الدُّهور قول الجَعْديّ وعِشْتِ تعيشين إنَّ المَنُو نَ كانَ المَعايشُ فيها خِساسا قال ابن بري فسر الأَصمعي المَنُون هنا بالزمان وأَراد به الأَزمنة قال ويدُلّك على ذلك قوله بعد البيت فَحِيناً أُصادِفُ غِرَّاتها وحيناً أُصادِفُ فيها شِماسا أَي أُصادف في هذه الأَزمنة قال ومثله ما أَنشده عبد الرحمن عن عمه الأَصمعي غلامُ وَغىً تَقَحّمها فأَبْلى فخان بلاءَه الدهرُ الخَؤُونُ فإن على الفَتى الإقْدامَ فيها وليس عليه ما جنت المَنُونُ قال والمَنُون يريد بها الدهور بدليل قوله في البيت قبله فخانَ بلاءَه الدَّهْرُ الخَؤُونُ قال ومن هذا قول كَعْب بن مالك الأَنصاري أَنسيتمُ عَهْدَ النبيّ إليكمُ ولقد أَلَظَّ وأَكَّدَ الأَيْمانا أَن لا تَزالوا ما تَغَرَّدَ طائرٌ أُخْرى المَنُونِ مَوالِياً إخْوانا أَي إِلى آخر الدهر قال وأَما قول النابغة وكل فَتىً وإِنْ أَمْشى وأَثْرَى سَتَخْلِجُه عن الدنيا المَنُونُ قال فالظاهر أَنه المنية قال وكذلك قول أَبي طالب أَيّ شيء دهاكَ أَو غال مَرْعا ك وهل أَقْدَمَتْ عليك المَنُون ؟ قال المَنُونُ هنا المنية لا غير وكذلك قول عمرو ابن حَسَّان تَمَخَّضَتِ المَنُونُ له بيَوْمٍ أَنَى ولكلّ حاملةٍ تَمامُ وكذلك قول ابن أَحمر لَقُوا أُمَّ اللُّهَيْمِ فجَهَّزَتْهُمْ غَشُومَ الوِرْدِ نَكْنِيها المَنونا أُم اللُّهَيمِ اسم للمنية والمنونُ هنا المنية ومنه قول أَبي دُوَادٍ سُلِّطَ الموتُ والمَنُونُ عليهم فَهُمُ في صَدَى المَقابِرِ هامُ ومَنَّ عليه يَمُنُّ مَنّاً أَحسن وأَنعم والاسم المِنَّةُ ومَنَّ عليه وامْتَنَّ وتمَنَّنَ قَرَّعَه بِمِنَّةٍ أَنشد ثعلب أَعْطاكَ يا زَيْدُ الذي يُعْطي النِّعَمْ من غيرِ ما تمَنُّنٍ ولا عَدَمْ بَوائكاً لم تَنْتَجِعْ مع الغَنَم وفي المثل كَمَنِّ الغيثِ على العَرْفَجةِ وذلك أَنها سريعة الانتفاع بالغيث فإِذا أَصابها يابسةً اخضرَّت يقول أَتَمُنُّ عليَّ كمَنِّ الغيثِ على العرفجةِ ؟ وقالوا مَنَّ خَيْرَهُ َيمُنُّهُ مَنّاً فعَدَّوْه قال كأَني إِذْ مَنَنْتُ عليك خَيري مَنَنْتُ على مُقَطَّعَةِ النِّياطِ ومَنَّ يَمُنُّ مَنّاً اعتقد عليه مَنّاً وحسَبَهُ عليه وقوله عز وجل وإِنَّ لكَ لأَجْراً غيرَ مَمْنونِ جاء في التفسير غير محسوب وقيل معناهُ أَي لا يَمُنُّ الله عليهم
( * قوله « أي لا يمن الله عليهم إلخ » المناسب فيه وفيما بعده عليك بكاف الخطاب وكأنه انتقال نظر من تفسير آية وإن لك لأجراً إلى تفسير آية لهم أجر غير ممنون هذه العبارة من التهذيب أو المحكم فإن هذه المادة ساقطة من نسختيهما اللتين بأيدينا للمراجعة )
به فاخراً أَو مُعَظِّماً كما يفعل بخلاءُِ المُنْعِمِين وقيل غير مقطوع من قولهم حبل مَنِين إِذا انقطع وخَلَقَ وقيل أَي لا يُمَنُّ به عليهم الجوهري والمَنُّ القطع ويقال النقص قال لبيد غُبْساً كَوَاسبَ لا يُمَنُّ طَعامُها قال ابن بري وهذا الشعر في نسخة ابن القطاع من الصحاح حتى إِذا يَئِسَ الرُّماةُ وأَرْسَلوا غُبْساً كَواسِبَ لا يُمَنُّ طعامُها قال وهو غلط وإِنما هو في نسخة الجوهري عجز البيت لا غير قال وكمله ابن القطاع بصدر بيت ليس هذا عجُزَه وإِنما عجُزُهُ حتى إِذا يَئسَ الرُّماةُ وأَرسلوا غُضُفاً دَوَاجِنَ قافلاً أَعْصامُها قال وأَما صدر البيت الذي ذكره الجوهري فهو قوله لِمُعَفَّرٍ قَهْدٍ تنازَعَ شِلْوَه غُبْسٌ كوَاسِبُ لا يُمَنُّ طعامُها قال وهكذا هو في شعر لبيد وإِنما غلط الجوهري في نصب قوله غُبْساً والله أَعلم والمِنِّينَى من المَنِّ الذي هو اعتقاد المَنِّ على الرجل وقال أَبو عبيد في بعض النسخ المِنَّينى من المَنِّ والامْتنانِ ورجل مَنُونَةٌ ومَنُونٌ كثير الامتنان الأَخيرة عن اللحياني وقال أَبو بكر في قوله تعالى مَنَّ اللهُ علينا يحتمل المَنُّ تأْويلين أَحدهما إِحسانُ المُحْسِن غيرَ مُعْتَدٍّ بالإِحسان يقال لَحِقَتْ فلاناً من فلان مِنَّةٌ إِذا لَحِقَتْْه نعمةٌ باستنقاذ من قتل أَو ما أَشبهه والثاني مَنَّ فلانٌ على فلان إِذا عَظَّمَ الإِحسان وفخَرَ به وأَبدأَ فيه وأَعاد حتى يُفْسده ويُبَغِّضه فالأَول حسن والثاني قبيح وفي أَسماء الله تعالى الحَنّانُ المَنّانُ أَي الذي يُنْعِمُ غيرَ فاخِرٍ بالإِنعام وأَنشد إِن الذين يَسُوغُ في أَحْلاقِهِمْ زادٌ يُمَنُّ عليهمُ لَلِئامُ وقال في موضع آخر في شرح المَنَّانِ قال معناه المُعْطِي ابتداء ولله المِنَّة على عباده ولا مِنَّة لأَحد منهم عليه تعالى الله علوّاً كبيراً وقال ابن الأَثير هو المنعم المُعْطي من المَنِّ في كلامهم بمعنى الإِحسان إِلى من لا يستثيبه ولا يطلب الجزاء عليه والمَنّانُ من أَبنية المبالغة كالسَّفَّاكِ والوَهّابِ والمِنِّينى منه كالخِصَّيصَى وأَنشد ابن بري للقُطاميّ وما دَهْري بمِنِّينَى ولكنْ جَزَتْكم يا بَني جُشَمَ الجَوَازي ومَنَّ عليه مِنَّةً أَي امْتَنَّ عليه يقال المِنَّةُ تَهْدِمُ الصَّنيعة وفي الحديث ما أَحدٌ أَمَنَّ علينا من ابن أَبي قُحافَةَ أَي ما أَحدٌ أَجْوَدَ بماله وذات يده وقد تكرر في الحديث وقوله عز وجل لا تُبْطِلُوا صدقاتكم بالمَنِّ والأَذى المَنُّ ههنا أَن تَمُنَّ بما أَعطيت وتعتدّ به كأَنك إِنما تقصد به الاعتداد والأَذى أَن تُوَبِّخَ المعطَى فأَعلم الله أَن المَنَّ والأَذى يُبْطِلان الصدقة وقوله عز وجل ولا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرْ أَي لا تُعْطِ شيئاً مقدَّراً لتأْخذ بدله ما هو أَكثر منه وفي الحديث ثلاثة يشْنَؤُهُمُ الله منهم البخيل المَنّانُ وقد يقع المَنَّانُ على الذي لا يعطي شيئاً إِلاَّ مَنَّه واعتَدّ به على من أَعطاه وهو مذموم لأَن المِنَّة تُفْسِد الصنيعةَ والمَنُون من النساء التي تُزَوَّجُ لمالها فهي أَبداً تَمُنُّ على زوجها والمَنَّانةُ كالمَنُونِ وقال بعض العرب لا تتزَوَّجَنَّ حَنَّانةً ولا مَنَّانةً الجوهري المَنُّ كالطَّرَنْجَبينِ وفي الحديث الكَمْأَةُ من المَنِّ وماؤها شفاء للعين ابن سيده المَنُّ طَلٌّ ينزل من السماء وقيل هو شبه العسل كان ينزل على بني إِسرائيل وفي التنزيل العزيز وأَنزلنا عليهم المَنَّ والسَّلْوَى قال الليث المَنُّ كان يسقط على بني إِسرائيل من السماء إِذْ هُمْ في التِّيه وكان كالعسل الحامِسِ حلاوةً وقال الزجاج جملة المَنِّ في اللغة ما يَمُنُّ الله عز وجل به مما لا تعب فيه ولا نَصَبَ قال وأَهل التفسير يقولون إِن المَنَّ شيء كان يسقط على الشجر حُلْوٌ يُشرب ويقال إِنه التَّرَنْجَبينُ وقيل في قوله صلى الله عليه وسلم الكَمْأَةُ من المَنِّ إِنما شبهها بالمَنِّ الذي كان يسقط على بني إِسرائيل لأَنه كان ينزل عليهم من السماء عفواً بلا علاج إِنما يصبحون وهو بأَفْنِيَتهم فيتناولونه وكذلك الكَمْأَة لا مؤُونة فيها بَبَذْرٍ ولا سقي وقيل أَي هي مما منَّ الله به على عباده قال أَبو منصور فالمَنُّ الذي يسقط من السماء والمَنُّ الاعتداد والمَنُّ العطاء والمَنُّ القطع والمِنَّةُ العطية والمِنَّةُ الاعتدادُ والمَنُّ لغة في المَنَا الذي يوزن به الجوهري والمَنُّ المَنَا وهو رطلان والجمع أَمْنانٌ وجمع المَنا أَمْناءٌ ابن سيده المَنُّ كيل أَو ميزان والجمع أَمْنانٌ والمُمَنُّ الذي لم يَدَّعِه أَبٌ والمِنَنَةُ القنفذ التهذيب والمِنَنةُ العَنْكبوت ويقال له مَنُونةٌ قال ابن بري والمَنُّ أَيضاً الفَتْرَةُ قال قد يَنْشَطُ الفِتْيانُ بعد المَنِّ التهذيب عن الكسائي قال مَنْ تكون اسماً وتكون جَحْداً وتكون استفهاماً وتكون شرْطاً وتكون معرفة وتكون نكرة وتكون للواحد والاثنين والجمع وتكون خصوصاً وتكون للإِنْسِ والملائكة والجِنِّ وتكون للبهائم إِذا خلطتها بغيرها وأَنشد الفراء فيمن جعلها اسماً هذا البيت فَضَلُوا الأَنامَ ومَنْ بَرا عُبْدانَهُمْ وبَنَوْا بمَكَّةَ زَمْزَماً وحَطِيما قال موضع مَنْ خفض لأَنه قسم كأَنه قال فَضَلَ بنو هاشم سائر الناس والله الذي برأ عُبْدانَهُم قال أَبو منصور وهذه الوجوه التي ذكرها الكسائي في تفسير مَنْ موجودة في الكتاب أَما الاسم المعرفة فكقولك والسماء ومَنْ بناها معناه والذي بناها والجَحْدُ كقوله ومَنْ يَقْنَطُ من رحمة ربه إِلاَّ الضالُّون المعنى لا يَقْنَطُ والاستفهام كثير وهو كقولك من تَعْني بما تقول ؟ والشرط كقوله من يَعْمَلْ مثقال ذَرَّةٍ خيراً يره فهذا شرط وهو عام ومَنْ للجماعة كقوله تعالى ومَنْ عَمِلَ صالحاً فلأَنفسهم يَمْهدون وكقوله ومن الشياطين مَنْ يَغُوصون له وأَما في الواحد فكقوله تعالى ومنهم مَنْ يَسْتمِعُ إِليك فوَحَّدَ والاثنين كقوله تَعالَ فإِنْ عاهَدْتَني لا تَخُونني نَكُنْ مثلَ مَنْ يا ذِئبُ يَصْطحبانِ قال الفراء ثنَّى يَصْطَحِبان وهو فعل لمَنْ لأَنه نواه ونَفْسَه وقال في جمع النساء ومَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لله ورسوله الجوهري مَنْ اسم لمن يصلح أَن يخاطَبَ وهو مبهم غير متمكن وهو في اللفظ واحد ويكون في معنى الجماعة قال الأَعشى لسْنا كمَنْ حَلَّتْ إِيادٍ دارَها تَكْريتَ تَنْظُرُ حَبَّها أَن يُحْصَدا فأَنث فِعْلَ مَنْ لأَنه حمله على المعنى لا على اللفظ قال والبيت رديء لأَنه أَبدل من قبل أَن يتم الاسم قال ولها أَربعة مواضع الاستفهام نحو مَنْ عندك ؟ والخبر نحو رأَيت مَنْ عندك والجزاء نحو مَنْ يكرمْني أُكْرِمْهُ وتكون نكرة نحو مررت بمَنْ محسنٍ أَي بإِنسان محسن قال بشير بن عبد الرحمن ابن كعب بن مالك الأَنصاري وكفَى بنا فَضْلاً على مَنْ غَيرِنا حُبُّ النَّبِيِّ محمدٍ إِيّانا خفض غير على الإِتباع لمَنْ ويجوز فيه الرفع على أَن تجعل مَنْ صلة بإِضمار هو وتحكى بها الأَعلام والكُنَى والنكرات في لغة أَهل الحجاز إِذا قال رأَيت زيداً قلت مَنْ زيداً وإِذا قال رأَيت رجلاً قلت مَنَا لأَنه نكرة وإِن قال جاءني رجل قلت مَنُو وإِن قال مررت برجل قلت مَنِي وإِن قال جاءني رجلان قلت مَنَانْ وإِن قال مررت برجلين قلت مَنَينْ بتسكين النون فيهما وكذلك في الجمع إِن قال جاءني رجال قلت مَنُونْ ومَنِينْ في النصب والجرّ ولا يحكى بها غير ذلك لو قال رأَيت الرجل قلت مَنِ الرجلُ بالرفع لأَنه ليس بعلم وإِن قال مررت بالأَمير قلت مَنِ الأَمِيرُ وإِن قال رأَيت ابن أَخيك قلت مَنِ ابنُ أَخيك بالرفع لا غير قال وكذلك إِن أَدخلت حرف العطف على مَنْ رفعت لا غير قلت فمَنْ زيدٌ ومَنْ زيدٌ وإِن وصلت حذفت الزيادات قلت مَنْ يا هذا قال وقد جاءت الزيادة في الشعر في حال الوصل قال الشاعر أَتَوْا ناري فقلتُ مَنُونَ أَنْتُمْ ؟ فقالوا الجِنُّ قلتُ عِمُوا ظَلاما وتقول في المرأَة مَنَهْ ومَنْتانْ ومَنَاتْ كله بالتسكين وإِن وصلت قلت مَنَةً يا هذا ومناتٍ يا هؤلاء قال ابن بري قال الجوهري وإِن وصلت قلت مَنةً يا هذا بالتنوين ومَناتٍ قال صوابه وإِن وصلت قلت مَنْ يا هذا في المفرد والمثنى والمجموع والمذكر والمؤنث وإِن قال رأَيت رجلاً وحماراً قلت مَنْ وأَيَّا حذفت الزيادة من الأَول لأَنك وصلته وإِن قال مررت بحمار ورجل قلت أَيٍّ ومَنِي فقس عليه قال وغير أَهل الحجاز لا يرون الحكاية في شيء منه ويرفعون المعرفة بعد مَنْ اسماً كان أَو كنية أَو غير ذلك قال الجوهري والناس اليوم في ذلك على لغة أَهل الحجاز قال وإِذا جعلت مَنْ اسماً متمكناً شددته لأَنه على حرفين كقول خِطامٍ المُجاشِعيّ فرَحلُوها رِحْلَةً فيها رَعَنْ حتى أَنَخْناها إِلى مَنٍّ ومَنْ أَي أَبْرَكْناها إِلى رجل وأَيّ رجل يريد بذلك تعظيم شأْنه وإِذا سميت بمَنْ لم تشدّد فقلت هذا مَنٌ ومررت بمَنٍ قال ابن بري وإِذا سأَلت الرجل عن نسبه قلت المَنِّيُّ وإِن سأَلته عن بلده قلت الهَنِّيُّ وفي حديث سَطِيح يا فاصِلَ الخُطَّةِ أَعْيَتْ مَنْ ومَنْ قال ابن الأَثير هذا كما يقال أَعيا هذا الأَمر فلاناً وفلاناً عند المبالغة والتعظيم أَي أَعيت كلَّ مَنْ جَلَّ قَدْرُه فحذف يعني أَن ذلك مما تقصر العبارة عنه لعظمه كما حذفوها من قولهم بعد اللَّتَيّا والتي استعظاماً لشأْن المخلوق وقوله في الحديث مَنْ غَشَّنا فليس منا أَي ليس على سيرتنا ومذهبنا والتمسك بسُنَّتنا كما يقول الرجل أَنا منْك وإِليك يريد المتابعة و الموافقة ومنه الحديث ليس منّا من حَلَقَ وخَرَقَ وصَلَقَ وقد تكرر أَمثاله في الحديث بهذا المعنى وذهب بعضهم إِلى أَنه أَراد به النفي عن دين الإِسلام ولا يصح قال ابن سيده مَنْ اسم بمعنى الذي وتكون للشرط وهو اسم مُغْنٍ عن الكلام الكثير المتناهي في البِعادِ والطُّولِ وذلك أَنك إِذا قلت مَنْ يَقُمْ أَقُمْ معه كفاك ذلك من جميع الناس ولولا هو لاحتجت أَن تقول إِن يَقُمْ زيد أَو عمرو أَو جعفر أَو قاسم ونحو ذلك ثم تقف حسيراً مبهوراً ولَمّا تَجِدْ إِلى غرضك سبيلاً فإِذا قلت مَنْ عندك أَغناك ذلك عن ذكر الناس وتكون للاستفهام المحض وتثنى وتجمع في الحكاية كقولك مَنَانْ ومَنُونْ ومَنْتانْ ومَناتْ فإِذا وصلت فهو في جميع ذلك مفرد مذكر وأَما قول شمر بن الحرث الضَّبِّيِّ أَتَوْا ناري فقلتُ مَنُونَ ؟ قالوا سَرَاةُ الجِنِّ قلت عِمُوا ظَلاما قال فمن رواه هكذا فإِنه أَجرى الوصل مُجْرَى الوقف فإِن قلت فإِنه في الوقف إِنما يكون مَنُونْ ساكن النون وأَنت في البيت قد حركته فهو إِذاً ليس على نية الوصل ولا على نية الوقف ؟ فالجواب أَنه لما أَجراه في الوصل على حده في الوقف فأَثبت الواو والنون التقيا ساكنين فاضطر حينئذ إِلى أَن حرك النون لالتقاء الساكنين لإقامة الوزن فهذه الحركة إِذاً إِنما هي حركة مستحدثة لم تكن في الوقف وإِنما اضطر إِليها للوصل قال فأَما من رواه مَنُونَ أَنتم فأَمره مشكل وذلك أَنه شبَّه مَنْ بأَيٍّ فقال مَنُونَ أَنتم على قوله أَيُّونَ أَنتم وكما جُعِلَ أَحدهما عن الآخر هنا كذلك جمع بينهما في أَن جُرِّدَ من الاستفهام كلُّ واحدٍ منهما أَلا ترى أَن حكاية يونس عنهم ضَرَبَ مَنٌ مَناً كقولك ضرب رجل رجلاً ؟ فنظير هذا في التجريد له من معنى الاستفهام ما أَنشدناه من قوله الآخر وأَسْماءُ ما أَسْماءُ لَيْلةَ أَدْلَجَتْ إِليَّ وأَصحابي بأَيَّ وأَيْنَما فجعل أَيّاً اسماً للجهة فلما اجتمع فيها التعريف والتأْنيث منَعَها الصَّرْفَ وإِن شئت قلت كان تقديره مَنُون كالقول الأَول ثم قال أَنتم أَي أَنتم المقصودون بهذا الاستثبات كقول عَدِيٍّ أَرَوَاحٌ مَوَدّعٌ أَم بُكورُ أَنتَ فانْظُرْ لأَيِّ حالٍ تصيرُ إِذا أَردت أَنتَ الهالكُ وكذلك أَراد لأَي ذيْنِك وقولهم في جواب مَنْ قال رأَيت زيداً المَنِّيُّ يا هذا فالمَنِّيُّ صفة غير مفيدة وإِنما معناه الإِضافة إِلى مَنْ لا يُخَصُّ بذلك قبيلةٌ معروفة كما أَن مَن لا يَخُصُّ عيناً وكذلك تقول المَنِّيّانِ والمَنِّيُّون والمَنِّيَّة والمَنِّيَّتان والمَنِّيَّات فإِذا وصلت أَفردت على ما بينه سيبويه قال وتكون للاستفهام الذي فيه معنى التَّعَجُّب نحو ما حكاه سيبويه من قول العرب سبحان الله مَنْ هو وما هو وأَما قوله جادَتْ بكَفَّيْ كان مِنْ أَرْمى البَشَرْْ فقد روي مَنْ أَرمى البَشر بفتح ميم مَنْ أَي بكفَّيْ مَنْ هو أَرْمى البشرِ وكان على هذا زائدة ولو لم تكن فيه هذه الرواية لَمَا جاز القياس عليه لفُرُوده وشذوذه عما عليه عقد هذا الموضع أَلا تراك لا تقول مررت بوَجْهُه حسنٌ ولا نظرت إِلى غلامُهُ سعيدٌ ؟ قال هذا قول ابن جني وروايتنا كان مِنْ أَرْمى البشر أَي بكفَّيْ رجلٍ كان الفراء تكون مِنْ ابتداءَ غاية وتكون بعضاً وتكون صِلةً قال الله عز وجل وما يَعْزُبُ عن ربك من مثقال ذَرَّةٍ أَي ما يَعْزُبُ عن علمه وَزْنُ ذَرَّةٍ ولداية الأَحنف فيه والله لولا حَنَفٌ برجْلِهِ ما كان في فِتْيَانِكُمْ مِنْ مِثْلِهِ قال مِنْ صِلةٌ ههنا قال والعرب تُدْخِلُ مِنْ على جمع المَحالّ إِلا على اللام والباء وتدخل مِنْ على عن ولا تُدْخِلُ عن عليها لأَن عن اسم ومن من الحروف قال القطامي مِنْ عَنْ يمين الحُبَيّا نَظْرةٌ قَبَلُ قال أَبو عبيد والعرب تضَعُ مِن موضع مُذْ يقال ما رأَيته مِنْ سنةٍ أَي مُذْ سنةٍ قال زهير لِمَنِ الدِّيارُ بقُنَّةِ الحِجْرِ أَقْوَيْنَ من حِجَجٍ ومن دَهْرِ ؟ أَي مُذْ حِجَجٍ الجوهري تقول العرب ما رأَيته مِنْ سنةٍ أَي منذُ سنة وفي التنزيل العزيز أُسِّسَ على التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يوم قال وتكون مِنْ بمعنى على كقوله تعالى ونصرناه مِنَ القوم أَي على القوم قال ابن بري يقال نصرته مِنْ فلان أَي منعته منه لأَن الناصر لك مانع عدوّك فلما كان نصرته بمعنى منعته جاز أَن يتعدّى بمن ومثله فلْيَحْذَرِ الذين يُخالِفون عن أَمره فعدّى الفعل بمعَنْ حَمْلاً على معنى يَخْرُجون عن أَمره لأَن المخالفة خروج عن الطاعة وتكن مِنْ بعَنْ البدل كقول الله تعالى ولو نشاء لَجَعَلْنا منكم مَلائكةً معناه ولو نشاء لجعلنا بَدَلَكُم وتكون بمعنى اللام الزائدة كقوله أَمِنْ آلِ ليلى عَرَفْتَ الدِّيارا أَراد أَلآلِ ليْلى عرفت الديارا ومِنْ بالكسر حرف خافض لابتداء الغاية في الأَماكن وذلك قولك مِنْ مكان كذا وكذا إِلى مكان كذا وكذا وخرجت من بَغْداد إِلى الكوفة و تقول إِذا كتبت مِنْ فلانٍ إِلى فلان فهذه الأَسماء التي هي سوى الأَماكن بمنزلتها وتكون أَيضاً للتبعيض تقول هذا من الثوب وهذا الدِّرْهم من الدراهم وهذا منهم كأَنك قلت بعضه أَو بعضهم وتكون للجنس كقوله تعالى فإن طِبْنَ لكم عن شيء منه نَفْساً فإن قيل كيف يجوز أَن يقبل الرجلُ المَهْرَ كله وإِنما قال منه ؟ فالجواب في ذلك أَنَّ مِنْ هنا للجنس كما قال تعالى فاجتنبوا الرِّجْسَ من الأَوثان ولم نُؤْمَرْ باجتناب بعض الأَوثان ولكن المعنى فاجتنبوا الرِّجْسَ الذي هو وَثَنٌ وكُلُوا الشيء الذي هو مَهْرٌ وكذلك قوله عز وجل وعَدَ الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مَغْفرةً وأَجراً عظيماً قال وقد تدخل في موضعٍ لو لم تدخل فيه كان الكلام مستقيماً ولكنها توكيد بمنزلة ما إِلا أَنها تَجُرُّ لأَنها حرف إِضافة وذلك قولك ما أَتاني مِنْ رجلٍ وما رأَيت من أَحد لو أَخرجت مِنْ كان الكلام مستقيماً ولكنه أُكِّدَ بمِنْ لأَن هذا موضع تبعيض فأَراد أَنه لم يأْته بعض الرجال وكذلك ويْحَهُ من رجل إِنما أَراد أَن جعل التعجب من بعض وكذلك لي مِلْؤُهُ من عَسَل وهو أَفضل من زيد إِنما أَراد أَن يفضله على بعض ولا يعم وكذلك إِذا قلت أَخْزَى اللهُ الكاذِبَ مِنِّي ومِنْكَ إِلا أَن هذا وقولَكَ أَفضل منك لا يستغنى عن مِنْ فيهما لأَنها توصل الأَمر إِلى ما بعدها قال الجوهري وقد تدخل منْ توكيداً لَغْواً قال قال الأَخفش ومنه قوله تعالى وتَرَى الملائكةَ خافِّينَ من حَوْلِ العرش وقال ما جَعَلَ الله لِرَجُلٍ من قلبين في جوفه إِنما أَدْخلَ مِنْ توكيداً كما تقول رأَيت زيداً نفسه وقال ابن بري في استشهاده بقوله تعالى فاجتنبوا الرِّجْسَ من الأَوْثانِ قال مِنْ للبيان والتفسير وليست زائدة للتوكيد لأَنه لا يجوز إسقاطها بخلاف وَيْحَهُ من رجلٍ قال الجوهري وقد تكون مِنْ للبيان والتفسير كقولك لله دَرُّكَ مِنْ رجلٍ فتكون مِنْ مفسرةً للاسم المَكْنِيِّ في قولك دَرُّك وتَرْجَمةٌ عنه وقوله تعالى ويُنَزِّلُ من السماء من جبال فيها من بَرَدٍ فالأُولى لابتداء الغاية والثانية للتبعيض والثالثة للبيان ابن سيده قا ل سيبويه وأَما قولك رأَيته من ذلك الموضع فإِنك جعلتَه غاية رؤْيتك كما جعلته غاية حيث أَردت الابتداء والمُنْتَهى قال اللحياني فإِذا لَقِيَتِ النونُ أَلف الوصل فمنهم من يخفض النون فيقول مِنِ القوم ومِنِ ابْنِكَ وحكي عن طَيِّءٍ وكَلْبٍ اطْلُبُوا مِنِ الرحمن وبعضهم يفتح النون عند اللام وأَلف الوصل فيقول مِنَ القوم ومِنَ ابْنِكَ قال وأُراهم إِنما ذهبوا في فتحها إِلى الأَصل لأَن أَصلها إِنما هو مِنَا فلما جُعِلَتْ أَداةً حذفت الأَلف وبقيت النون مفتوحة قال وهي في قُضَاعَةَ وأَنشد الكسائي عن بعض قُضاعَةَ بَذَلْنا مارِنَ الخَطِِّّيِّ فيهِمْ وكُلَّ مُهَنَّدٍ ذَكَرٍ حُسَامِ مِنَا أَن ذَرَّ قَرْنُ الشمس حتى أَغاثَ شَرِيدَهمْ فَنَنُ الظلامِ قال ابن جني قال الكسائي أَراد مِنْ وأَصلُها عندهم مِنَا واحتاج إِليها فأَظهرها على الصحة هنا قال ابن جني يحتمل عندي أَن كون منَا فِعْلاً من مَنَى يَمْني إِذا قَدَّرَ كقوله حتى تُلاقي الذي يَمْني لك الماني أَي يُقَدِّرُ لك المُقَدِّرُ فكأَنه تقدير ذلك الوقتِ وموازنته أَي من أَول النهار لا يزيد ولا ينقص قال سيبويه قال مِنَ الله ومِنَ الرسول ومِنَ المؤْمنين ففتحوا وشبَّهوها بأَيْنَ وكَيْفَ عني أَنه قد كان حكمها أَن تُكْسَرَ لالتقاء الساكنين لكن فتحوا لما ذكر قال وزعموا أَن ناساً يقولون مِنِ اللهِ فيكسرونه ويُجْرُونه على القياس يعني أَن الأَصل في كل ذلك أَن تكسر لالتقاء الساكنين قال وقد اختلفت العرب في مِنْ إِذا كان بعدها أَلف وصل غير الأَلف واللام فكسره قوم على القياس وهي أَكثر في كلامهم وهي الجيدة ولم يَكْسِروا في أَلف اللام لأَنها مع أَلف اللام أَكثر إِذ الأَلف واللام كثيرة في الكلام تدخل في كل اسم نكرة ففتحوا استخفافاً فصار مِنِ الله بمنزلة الشاذ وكذلك قولك مِنِ ابنك ومِنِ امْرِئٍ قال وقد فتح قوم فصحاء فقالوا مِنَ ابْنكَ فأَجْرَوْها مُجْرى قولك مِنَ المسلمين قال أَبو إِسحق ويجوز حذف النون من مِنْ وعَنْ عند الأَلف واللام لالتقاء الساكنين وحذفها من مِنْ أَكثر من حذفها من عَنْ لأَن دخول مِن في الكلام أَكثر من دخول عَنْ وأَنشد أَبْلِغْ أَبا دَخْتَنُوسَ مأْلُكَةً غَيْر الذي قَدْ يقال م الكَذِبِ قال ابن بري أَبو دَخْتَنُوس لَقِيطُ بنُ زُرَارَة ودَخْتَنُوسُ بنته ابن الأَعرابي يقال مِنَ الآن ومِ الآن يحذفون وأَنشد أَلا أَبْلغَ بَني عَوْفٍ رَسولاً فَمَامِ الآنَ في الطَّيْرِ اعتذارُ يقول لا أََعتذر بالتَّطَيُّرِ أَنا أُفارقكم على كل حال وقولهم في القَسَم مِنْ رَبِّي ما فعلت فمنْ حرف جر وضعت موضع الباء ههنا لأَن حروف الجر ينوب بعضها عن بعض إِذا لم يلتبس المعنى

( منجنون ) المَنْجَنُونُ الدولاب التي يُسْتَقَى عليها ابن سيده وغيره المَنْجَنُونُ أَداة السانية التي تدور جعلها مؤنثة أَنشد أَبو علي كأَنَّ عَيْنَيَّ وقد بانُوني غَرْبانِ في مَنْحاةِ مَنْجَنُونِ وذكره الأَزهري في الرباعي قال سيبويه المَنْجَنونُ بمنزلة عَرْطَلِيل يذهب إِلى أَنه خماسي وأَنه ليس في الكلام فَنْعَلُولٌ وأَن النون لا تزاد ثانية إِلا بثَبَتٍ قال اللحياني المَنْجَنُون التي تدور مؤنثة وقيل المَنْجَنُونُ البَكَرَةُ قال ابن السكيت هي المَحالة يُسْنَى عليها وهي مؤنثة على فَعْلَلُول والميم من نفس الحرف لما ذكر في مَنْجَنيق لأَنه يجمع على مَناجين وأَنشد الأَصمعي لعُمَارَة بن طارق اعْجَلْ بغَرْبٍ مثل غَرْبِ طارِقِ ومَنْجنُونٍ كالأَتانِ الفارِقِ من أَثْل ذاتِ العَرْضِ والمَضَايقِ ويروى ومَنْجَنِين وهما بمعنى وأَنشد ابن بري للمُتَلَمِّس في تأْنيث المَنْجَنُون هَلُمَّ إِليه قد أُبيثَتْ زُرُوعُهُ وعادَتْ عليه المَنْجَنُونُ تَكَدَّسُ وقال ابن مُفَرِّغ وإِذا المَنْجَنونُ بالليل حَنَّتْ حَنَّ قَلْبُ المُتَيَّمِ المَحْزونِ قال وقول الجوهري والميم من نفس الحرف لما قلناه في مَنْجنيق لأَنه جمع على مَناجين يحتاج إِلى بيان أَلا ترى أَنك تقول في جمع مَضْروب مَضارِيبُ ؟ فليس ثَباتُ الميم في مضاريب مما يُكَوِّنُها أَصلاً في مَضْروبٍ قال وإِنما اعتبر النحويون صحة كون الميم فيها أَصلاً بقولهم مَناجين لأَن مَناجين يشهد بصحة كون النون أَصلاٌ بخلاف النون في قولهم مَنْجَنِيق فإِنها زائدة بدليل قولهم مَجانيق وإذا ثبت أَن النون في مَنْجَنُون أَصل ثبت أَن الاسم رباعي وإِذا ثبت أَنه رباعي ثبت أَن الميم أَصل واستحال أَن تدخلَ عليه زائدةً من أَوَّله لأَن الأَسماء الرباعيةَ لا تدخلها الزيادة من أَوَّلها إِلا أَن تكون من الأَسماء الجارية على أَفعالها نحو مُدَحْرِج ومُقَرْطِس وذكره الجوهري في جنن قال ابن بري وحقه أَن يُذْكَرَ في منجن لأَنه رباعي ميمه أَصلية ونونه التي تلي الميم قال ووزنه فَعْللول مثل عَضْرَفُوطٍ وهي مؤنثة الأَزهري وأَما قول عمرو بن أَحمر ثَمِلٌ رَمَتْه المَنْجَنونُ بسهمها ورَمى بسَهمِ جَرمةٍ لم يَصْطَدِ فإِن أَبا الفضل حدَّث أَنه سمع أَبا سعيد يقول هو الدهر قال أَبو الفضل هو الدُّولاب التي يستقى عليها وقل هي المَنْجَنِين أَيضاً وهي أُنثى وأَنشد بيت عُمارة بن طارقٍ وقد تقدَّم

( مهن ) المَهْنَة والمِهْنَة والمَهَنَة والمَهِنَةُ كله الحِذْق بالخدمة والعمل ونحوه وأَنكر الأَصمعي الكسر وقد مَهَنَ يَمْهُنُ مَهْناً إِذا عمل في صنعته مَهَنَهُم يَمْهَنُهم ويَمْهُنُهم مَهْناً ومَهْنَةً ومِهْنَةً أَي خدمهم والماهِنُ العبد وفي الصحاح الخادم والأُنثى ماهِنَة وفي الحديث ما على أَحدِكم لو اشترى ثوبين ليوم جمعته سوى ثوبَيْ مَهْنَته قال ابن الأَثير أَي بِذْلَته وخِدْمته والرواية بفتح الميم وقد تكسر قال الزمخشري وهو عند الأَثبات خطأ قال الأَصمعي المَهْنة بفتح الميم هي الخِدْمة قال ولا يقال مِهْنة بالكسر قال وكان القياسُ لو قيل مثل جِلْسة وخِدْمة إِلا جاء على فَعْلةٍ واحدةٍ وأَمْهَنْتُه أَضعفته ومَهَنَ الإِبلَ يَمْهَنُها مَهْناً ومَهْنةً حلبها عند الصَّدَر وأَنشد شمر فقُلْتُ لماهِنَيَّ أَلا احْلُباها فقاما يَحلُبانِ ويَمْرِيانِ وأَمة حسنة المِهْنةِ والمَهْنَةِ أَي الحلب ويقال خَرْقاءُ لا تُحْسِنُ المِهْنَةَ أَي لا تحسن الخدمة قال الكسائي المَهْنَةُ الخدمة ومَهَنَهُم أَي خدمهم وأَنكر أَبو زيد المِهْنةَ بالكسر وفتَح الميم وامْتَهَنْتُ الشيء ابتذلته ويقال هو في مِهْنةِ أَهله وهي الخدمة والابتذال قال أَبو عدنان سمعت أَبا زيد يقول هو في مَهِنَةِ أَهله فتح الميم وكسَرَ الهاء وبعض العرب يقول المَهْنة بتسكين الهاء وقال الأَعشى يصف فرساً فَلأْياً بلأْي حَمَلْنَا الغُلا مَ كَرْهاً فأَرْسَلَه فامْتَهَنْ أَي أَخرج ما عنده من العَدْوِ وابتذله وفي حديث سلمان أَكره أَن أَجْمعَ على ماهِنِي مَهْنَتَينِ الماهِنُ الخادم أَي أَجْمَعَ على خادِمِي عملين في وقت واحد كالخَبْزِ والطَّحْن مثلاً ويقال امْتَهَنُوني أَي ابتذلوني في الخدمة وفي حديث عائشة كان الناسُ مُهّانَ أَنفُسِهم وفي حديث آخر كان الناس مَهَنَّةَ أَنفسهم هما جمع ماهِنٍ ككاتِبٍ وكُتَّابٍ وكَتَبةٍ وقال أَبو موسى في حديث عائشة هو مِهَانٌ بكسر الميم والتخفيف كصائم وصِيامٍ ثم قال ويجوز مُهَّانَ أَنفسهم قياساً ومَهَنَ الرجلُ مِهْنَتَه ومَهْنَتَه فرغ من ضَيْعَتِه وكل عمل في الضَّيْعَةِ مِهْنةٌ وامتَهَنه استعمله للمِهْنَةِ وامْتَهَنَ هو قَبِلَ ذلك وامْتهَنَ نفسَه ابتذلها وأَنشد وصاحِبُ الدُّنْيا عُبَيْدٌ مُمْتَهَنْ أَي مستخدَمٌ وفي حديث ابن المُسَيَّبِ السَّهْلُ يُوطَأُ ويُمْتَهَنُ أَي يداس ويبتذل من المِهْنةِ الخِدْمة قال أَبو زيد العِتْريفيُّ إِذا عجز الرجل قلنا هو يَطْلَغُ المِهْنةَ قال والطَّلَغانُ أَن يعيا الرجل ثم يعملَ على الإِعياء قال وهو التَّلَغُّبُ وقامت المرأَة بِمَهْنةِ بيتها أَي بإِصلاحه وكذلك الرجل وما مَهْنَتُك ههنا ومِهْنَتُكَ ومَهَنَتُكَ ومَهِنَتُكَ أَي عَمَلُكَ والمهين من الرجال وفي صفته صلى الله عليه وسلم ليس بالجافي ولا المَهينِ يروى بفتح الميم وضمها فالضم من الإِهانة أَي لا يُهينُ أَحداً من الناس فتكون الميم زائدة والفتح من المَهانة الحَقَارة والصُّغْر فتكون الميم أَصلية وفي التنزيل العزيز ولا تُطِعْ كلَّ حَلاَّفٍ مَهِينٍ قال الفراء المَهِينُ ههنا الفاجر وقال أَبو إِسحق هو فَعيل من المَهانةِ وهي القِلَّة قال ومعناه ههنا القلة في الرأْي والتمييز ورجل مَهِينٌ من قوم مُهَناء أَي ضعيف وقوله عز وجل خُلِقَ من ماءٍ مَهينٍ أَي من ماء قليل ضعيف وفي التنزيل العزيز أَم أَنا خَيْرٌ من هذا الذي هو مَهِينٌ والجمع مُهَناء وقد مَهُنَ مَهانةً قال ابن بري المَهِينُ فِعْلُِه مَهُنَ بضم الهاء والمصدر المَهانةٌ وفحل مَهِينٌ لا يُلْقَحُ من مائه يكون في الإِبل والغنم والفعل كالفعل

( مون ) مانَهُ يَمُونه مَوْناً إِذا احتمل مؤونته وقام بكفايته فهو رجل مَمُونٌ عن ابن السكيت ومانَ الرجلُ أَهله يَمُونُهُمْ مَوْناً ومَؤُونةً كفاهم وأَنفق عليهم وعالهم ومِينَ فلانٌ يُمانُ فهو مَمُونٌ والاسم المائِنةُ والمَوُونة بغير همز على الأَصل ومن قال مَؤُونٌ قال مَؤُونةٌ قال ابن الأَعرابي التَّمَوُّنُ كثرة النفقة على العيال والتَّوَمُّنُ كثرة الأَولاد والمانُ الكَكُّ وهو السِّنُّ الذي يحرث به قال ابن سيده أُراه فارسيّاً وكذلك تفسيره فارسي أَيضاً كله عن أَبي حنيفة قال وأَلِفه واو لأَنها عين ابن الأَعرابي مانَ إِذا شق الأَرض للزرع وماوانُ وذو ماوانَ موضع وقد قيل ماوان من الماء قال ابن سيده ولا أَدري كيف هذا قال ابن بري ماوانُ اسم موضع قال الراجز يَشْرَبنَ من ماوانَ ماءَ مُرَّا قال ووزنه فاعال ولا يجوز أَن يهمز لأَنه كان يلزمه أَن يكون وزنه مَفْعالاً إِن جعلت الميم زائدة أَو فَعْوالاً إِن جعلت الواو زائدة قال وكلاهما ليس من أَوزان كلام العرب وكذلك المانُ السِّكَّة التي يحرث بها غير مهموزة

( مين ) المَيْنُ الكذب قال عديّ بن زيد فقَدَّدَتِ الأَدِيمَ لراهِشَيْهِ وأَلْفَى قولَها كذباً ومَيْنا قال ابن بري ومثل قوله كذباً ومينا قول الأَفْوه الأَوْدِيّ وفينا للقِرَى نارٌ يُرَى عن دها للضَّيْفِ رُحْبُ وسَعَه والرُّحْبُ والسَّعة واحد وكقول لبيد فأَصْبَِح طاوِياً حَرِصاً خَمِيصاً كنَصْلِ السيفِ حُودِثَ بالصِّقالِ وقال المُمزَّقُ العبدِيّ وهُنَّ على الرَّجائز واكِناتٌ طَويلاتُ الذَّوائبُ والقُرونِ والذوائب والقرون واحد ومثله في القرآن العزيز عَبَس وبسَرَ وفيه لا تَرَى فيها عِوَجاً ولا أَمْتاً وفيه فجاجاً سُبُلاً وفيه غرابيبُ سُودٌ وقوله فلا يخافُ ظُلْماً ولا هَضْماً وجمغُ المَيْنِ مُيُونٌ ومانَ يَمينُ مَيْناً كذب فهو مائن أَي كاذب ورجل مَيُونٌ ومَيّانٌ كذَّاب ووُدُّ فلانٍ مُتَمايِنٌ وفلانٌ مُتماينُ الوُدِّ إِذا كان غير صادق الخُلَّةِ ومنه قول الشاعر رُوَيْدَ عَلِيّاً جُدَّ ما ثَدْيُ أُمِّهِمْ إِلينا ولكنْ وُدُّهم مُتَمايِنُ ويروى مُتيامِن أَي مائل إِلى اليَمن وفي حديث عليّ كرم الله وجهه في ذم الدنيا فهي الجامِحَةُ الحَرُونُ والمائنةُ الخَؤُون وفي حديث بعضهم خرَجْتُ مُرابِطاً ليلة مَحْرَسي إِلى المِيناء هو الموضع الذي تُرْفَأُ فيه السفنُ أَي تُجْمع وتُرْبَطُ قيل هو مِفْعال من الوَنْيِ الفُتُورِ لأَن الريحَ يَقِلُّ فيه هُبوبها وقد يقصر فيكون على مِفْعَل والميم زائدة

( ميسن ) التهذيب في الرباعي المَيْسُوسَنُ شراب وهو معرَّب وفي حديث ابن عمر رأَى في بيته المَيْسُوسَنَ فقال أَخْرِجُوه فإِنه رِجْسٌ هو شراب تجعله النساء في شعورهن وهو معرَّب وذكره الأَزهري في أَسن من ثلاثي المعتل وعاد أَخرجه في الرباعي

( ميكايين ) مِيكايين وميكاييل من أَسماء الملائكة

( نتن ) النَّتْنُ الرائحة الكريهة نقيضُ الفَوْحِ نَتَنَ نَتْناً ونَتُنَ نَتانَةً وأَنْتَنَ فهو مُنْتِنٌ ومِنْتِنٌ ومُنْتُنٌ ومِنْتِينٌ قال ابن جني أَما مُنْتِنٌ فهو الأَصل ثم يليه مِنْتِنٌ وأَقلها مُنْتُنٌ قال فأَما من قال إِنَّ مُنْتِنٌ من قولهم أَنْتَنَ ومِنْتِنٌ من قولهم نَتُنَ الشيءُ فإِن ذلك لُكْنة منه وقال كراع نَتُنَ فهو مُنْتِنٌ لم يأْت في الكلام فَعُلَ فهو مُفْعِلٌ إِلا هذا قال وليس ذلك بشيء قال الجوهري في مِنْتِن كسرت الميم إتباعاً للتاء لأَن مِفْعِلاً ليس من الأَبنية ونَتّنة غَيْرُه تَنْتِيناً أَي جعله مُنْتِناً قال ويقال قوم مَناتينُ قال ضَبُّ ابنُ نُعْرَة قالتْ سُليْمى لا أُحِبُّ الجَعْدِينْ ولا السِّباطَ إِنهم مَناتِينْ قال وقد قالوا ما أَنْتَنه وفي الحديث ما بالُ دَعْوَى الجاهلية دَعُوها فإِنها مُنْتِنة أَي مذمومة في الشرع مجتنبة مكروهة كما يُجْتَنَبُ الشيءُ المُنْتِنُ يريد قولهم يا لَفُلانٍ وفي حديث بَدْرٍ لو كان المُطْعِمُ بنُ عَدِيٍّ حَيّاً فكلمني في هؤلاء النَّتْنَى لأَطْلَقْتُهم له يعني أُسارى بدر واحدهم نَتِنٌ كزَمِنٍ وزَمْنَى سماهم نَتْنَى لكفرهم كقوله تعالى إِنما المشركون نَجَسٌ أَبو عمرو يقال نتَنَ اللحم وغيره يَنْتِنُ وأَنْتَن يُنْتِنُ فمن قال نَتَنَ قال مِنْتِنٌ ومن قال أَنْتَنَ فهو مُنْتِنٌ بضم الميم وقيل مِنْتِنٌ كان في الأَصل مِنْتِينَ فحذفوا المدَّة ومثله مِنْخِر أَصله مِنْخِير والقياس أَن يقال نَتَنَ فهو ناتِنٌ فتركوا طريق الفاعل وبنوا منه نعتاً على مِفْعِيل ثم حذفوا المدَّة والنَّيْتُونُ شجر مُنْتِنٌ عن أَبي عبيدة قال ابن بري والنَّيْتُونُشجرة خبيثة مُنْتِنة قال جرير حَلُّوا الأَجارِعَ من نَجْدٍ وما نزَلُوا أَرْضاً بها يَنْبُتُ النَّيْتُونُ والسَّلَعُ قال ووزنه فَيْعُول

( نثن ) نَثَنَ اللحمُ نَثْناً ونَثَناً تغَيَّر

( نحن ) نحن ضمير يُعْنَى به الاثنانِ والجميع المُخْبرون عن أَنفسهم وهي مبنية على الضم لأَن نحن تدل على الجماعة وجماعةُ المضمرين تدل عليهم الميم أَو الواو نحو فعلوا وأَنتم والواو من جنس الضمة ولم يكن بُدٌّ من حركة نحن فحرَّكت بالضم لأَن الضم من الواو فأَما قراءة من قرأَ نحن نحيي ونميت فلا بد أَن تكون النون الأُولى مختلسة الضمة تخفيفاً وهي بمنزلة المتحركة فأَما أَن تكون ساكنة والحاء قبلها ساكنة فخطأٌ الجوهري نحن كلمة يعني بها جمع أَنا من غير لفظها وحرِّك آخره بالضم لالتقاء الساكنين لأَن الضمة من جنس الواو التي هي علامة الجمع ونحن كناية عنهم قال ابن بري لا يصح قول الجوهري إِن الحركة في نحن لالتقاء الساكنين لأَن اختلاف صيغ المضمرات يقوم مقام الإِعراب ولهذا بنيت على حركة من أَوّل الأَمر نحو هو وهي وأَنا فعلتُ كذا لكونها قد تنزلت منزلة ما الأَصلُ في التمكين قال وإِنما بنيت نحن على الضم لئلا يظن بها أَنها حركة التقاء ساكنين إِذ الفتح والكسر يحرك بهما ما التقى فيه ساكنان نحو ردّ ومدّ وشدّ

( نرسن ) التهذيب في الرباعي أَبو حاتم تمرة نِرْسِيانِية النون مكسورة والجمع نِرْسِيانٌ والله أَعلم

( ننن ) قال الأَزهري في أَواخر باب النون النَّنُّ الشعَر الضعيف

( نون ) : النُّونُ : الحوت والجمع أَنْوانٌ و نِينانٌ وأَصله نُونانٌ فقلبت الواو ياء لكسرة النون . وفي حديث علي عليه السلام : يعلم اختِلافَ النِّينانِ في البحار الغامِراتِ . وفي التنزيل العزيز : { ن والقلم } قال الفراء : لك أَن تدغم النون الأَخيرة وتظهرها وإِظهارها أَعجب إِليَّ لأَنها هجاء والهجاء كالموقوف عليه وإِن اتصل ومن أَخفاها بناها على الاتصال وقد قرأَ الفراء بالوجهين جميعاً وكان الأَعمش وحمزة يبينانها وبعضهم يترك البيان وقال النحويون : جاء في التفسير أَنَّ ن الحوتُ الذي دُحِيَت عليه سبعُ الأَرضين وجاء في التفسير أَنَّ ن الدَّواةُ ولم يجىء في التفسير كما فسرت حروف الهجاء فالإِدغام كانت من حروف الهجاء أَو لم تكن جائز والتبيين جائز والإِسكان لا يجوز أَن يكون إِلا وفيه حرف الهجاء قال الأَزهري : ن والقلم لا يجوز فيه غير الهجاء أَلا ترى أَن كُتَّاب المصحف كتبوه ن ولو أُريد به الدَّواةُ أَو الحوت لكتب نون . الحسنُ وقتادةُ في قوله ن والقلم قالا : الدواةُ والقلم . وما يسطرون قال : وما يكتبون . وروي عن ابن عباس أَنه قال : أَوَّلُ ما خَلَقَ اللَّهُ القَلَمُ فقال له : اكْتُبْ فقال : اي رَبِّ وما أَكتب قال : القَدَر قال : فكتب في ذلك اليوم ما هو كائن إِلى قيام الساعة ثم خلق النُّونَ ثم بسط الأَرضَ عليها فاضطربت النُّونُ فمادت الأَرض فخلق الجبال فأَثبتها بها ثم قرأَ ابن عباس : ن والقلم وما يسطرون قال ابن الأَنباري في باب إِخفاء النون وإِظهارها : النونُ مجهورة ذات غنة وهي تخفى مع حروف الفم خاصة وتبين مع حروف الحلق عامَّة وإِنما خفيت مع حروف الفم لقربها منها وبانت مع حروف الحلق لبعدها منها وكان أَبو عمرو يخفي النون عند الحروف التي تقاربها وذلك أَنها من حروف الفم كقولك : من قال ومن كان ومن جاء . قال اللَّه تعالى : { من جاء بالحسنة } على الإِخفاء فأَما بيانها عند حروف الحلق الستة فإِن هذه الستة تباعدت من مخرجها ولم تكن من قبيلها ولا من حيزها فلم تخفَ فيها كما أَنها لم تدغم فيها وكما أَنَّ حروف اللسان لا تدغم في حروف الحلق لبعدها منها وإِنما أُخفيت مع حروف الفم كما أُدغمت في اللام وأَخواتها كقولك : من أَجلك من هنا من خاف مَنْ حَرَّم زينةَ اللَّه من عليَّ من عليك . قال : من العرب من يجري الغين والخاء مجرى القاف والكاف في إِخفاء النون معهما وقد حكاه النضر عن الخليل قال : وإِليه ذهب سيبويه . قال اللَّه تعالى : { ولم خافَ مَقامَ ربه جنتان } إِن شئت أَخفيت وإِن شئت أَبنت . وقال الأَزهري في موضع آخر : النون حرف فيه نونان بينهما واو وهي مدّة ولو قيل في الشعر نن كان صواباً . وقرأَ أَبو عمرو نون جزماً وقرأَ أَبو إِسحق نونِ جراًّ وقال النحويون : النون تزاد في الأَسماء والأَفعال فأَما في الأَسماء فإِنها تزاد أَوَّلاً في نفعل إِذا سمي به وتزاد ثانياً في جُنْدبٍ وجَنَعْدَلٍ وتزاد ثالثة في حَبَنْطَى وسَرَنْدَى وما أَشبهه وتزاد رابعة في خَلْبَنٍ وضَيْفَنٍ وعَلْجَنٍ ورَعْشَنٍ وتزاد خامسة في مثل عثمان وسلطان وتزاد سادسة في زَعْفَران وكَيْذُبانٍ وتزاد سابعة في مثل عَبَيْثَران وتزاد علامة للصرف في كل اسم منصرف وتزاد في الأَفعال ثقيلة وخفيفة وتزاد في التثنية والجمع في الأَمر في جماعة النساء و النون حرف هجاء مَجْهُورٌ أَغَنُّ يكون أَصلاً وبدلاً وزائداً فالأَصل نحو نون نعم و نون جنب وأَما البدل فذهب بعضهم إِلى أَن النون في فَعْلان فَعْلَى بدل من همزة فَعْلاء وإِنما دعاهم إِلى القول بذلك أَشياء : منها أَن الوزن في الحركة والسكون في فَعْلانَ وفَعْلَى واحدٌ وأَن في آخر فَعْلان زائدتين زيدتا معاً والأُولى منهما أَلف ساكنة كما أَن فعلان كذلك ومنها أَن مؤنث فعلان على غير بنائها ومنها أَنَّ آخر فَعْلاء همزة التأْنيث كما أَن آخر فعلان نوناً تكون في فَعَلْنَ نحو قمن وقعدن علامةَ تأْنيث فلما أَشبهت الهمزة النون هذا الاشتباه وتقاربتا هذا التقارُبَ ولم يَخْلُ أَن تكونا أَصليتين كل واحدة منهما قائمة غير مبدلة من صاحبتها أَو تكون إِحداهما منقلبة عن الأُخرى فالذي يدل على أَنهما ليستا بأَصلين بل النون بدل من الهمزة قولهم في صَنْعاء وبَهْراء يدل على أَنها في باب فَعْلان فَعْلَى بدل همزة فَعْلأَ وقد ينضاف إِليه مقوِّياً له قولهم في جمع إِنسان أَناسِيّ وفي ظَرِبانَ ظَرابيّ فجرى هذا مجرى قولهم صَلْفاء وصَلافي وخَبْراء وخَبارِي فردُّهم النون في إِنسان وظَرِبانٍ ياء في ظَرابيّ وأَناسيّ وردُّهم همزة خَبْراء وصَلْفاء ياء يدل على أَن الموضع للهمزة وأَن النون داخلة عليها . الجوهري : النون حرف من المعجم وهو من حروف الزيادات وقد تكون للتأْكيد تلحق الفعل المستقبل بعد لام القسم كقولك : واللَّه لأَضربن زيداً وتلحق بعد ذلك الأَمر والنهي تقول : هل تضربن زيداً ولا تضربن عمراً وتلحق في الاستفهام تقول : هل تضربن زيداً وبعد الشرط كقولك : إِما تضربن زيداً أَضربه إِذ زدت على إِن ما زدت على فعل الشرط نون التوكيد . قال تعالى : { فإِما تَثْقَفَنَّهم في الحرب فشَرِّد بهم من خَلْفَهم } وتقول في فعل الاثنين لَتَضْرِبانِّ زيداً يا رجلان وفي فعل الجماعة يا رجالُ اضْرِبُنَّ زيداً بضم الباء ويا امرأَةُ اضْرِبِنَّ زيداً بكسر الباء ويا نسوة اضْرِبنانّ زيداً وأَصله اضربْنِنّ بثلاث نونات فتفصل بينهن بأَلف وتكسر النون تشبيهاً بنون التثنية قال وقد تكون نون التوكيد خفيفة كما تكون مشددة إِلا أَن الخفيفة إِذا استقبلها ساكن سقطت وإِذا وقفت عليها وقبلها فتحة أَبدلتها أَلفاً كما قال الأَعشى وذا النُّصُبِ المَنْصُوبَ لا تَنْسُكَنَّه ولا تَعْبُدَ الشَّيطانَ واللهَ فاعْبُدَا قال وربما حذفت في الوصل كقول طَرَفة اضْرِبَ عنك الهُمومَ طارقَها ضَرْبَكَ بالسَّوْطِ قَوْنسَ الفَرسِ قال ابن بري البيت مصنوع على طرفة والمخففة تصلح في مكان المشدَّدة إِلا في موضعين في فعل الاثنين يا رجلان اضْرِبانّ زيداً وفي فعل جماعة المؤنث يا نسوة اضْرِبْنانِّ زيداً فإِنه لا يصلح فيهما إِلا المشدّدة لئلا يلتبس بنون التثنية قال ويونس يجيز الخفيفة ههنا أَيضاً قال والأَول أَجود قال ابن بري إِنما لم يجز وقوع النون الخفيفة بعد الأَلف لأَجل اجتماع الساكنين على غير حَدِّه وجاز ذلك في المشددة لجواز اجتماع الساكنين إِذا كان الثاني مدغماً والأَول حرف لين والتَّنْوين والتَّنْوينة معروف ونوّن الاسم أَلحقه التنوين والتنوين أَن تنوّن الاسم إِذا أَجريته تقول نونت الاسم تنويناً والتنوين لا يكون إِلا في الأَسماء والنُّونة الكلمة من الصواب والنُّونة النُّقْبة في ذَقَن الصبي الصغير وفي حديث عثمان أَنه رأَى صبيّاً مليحاً فقال دَسِّمُوا نُونتَه أَي سَوِّدوها لئلا تصيبه العين قال حكاه الهروي في الغريبين الأَزهري هي الخُنْعُبة والنُّونة والثُّومةُ والهَزْمة والوَهْدَة والقَلْدَة والهَرْتَمَة والعَرْتَمَة والحَثْرَمة قال الليث الخُنْعُبة مَشَقُّ ما بين الشاربينِ بحِيال الوَتَرة الأَزهري قال أَبو تراب أَنشدني جماعة من فصحاء قيس وأَهلِ الصدْق منهم حامِلةٌ دَلْوُك لا مَحْمُولَهْ مَلأَى من الماء كعين النُّونَهْ فقلت لهم رواها الأَصمعي كعَيْن المُولَه فلم يعرفوها وقالوا النُّونة السمكة وقال أَبو عمرو المُولَهُ العنكبوت ويقال للسيف العريض المعطوف طَرَفَي الظُّبَةِ ذو النونين ومنه قوله قَرَيْتُك في الشَّرِيط إِذا التَقَينا وذو النُّونَيْنِ يومَ الحَرْبِ زَيْني الجوهري والنُّونُ شَفْرةُ السَّيْفِ قال الشاعر بذِي نُونينِ فَصَّالٍ مِقَطِّ والنون اسم سيف لبعض العرب وأَنشد سأَجْعَلُه مكانَ النُّونِ مني وقال يقول سأَجعل هذا السيف الذي استفدته مكان ذلك السيف الآخر وذو النون سيفٌ كان لمالك ابن زُهَيْر أَخي قَيْس بن زهير فقتله حَمَلُ بنُ بَدْرٍ وأَخذ منه سيفَه ذا النون فلما كان يومُ الهَباءة قَتَلَ الحرثُ بن زهير حَمَلَ بن بدر وأَخذ منه ذا النون وفيه قول الحرث بن زهير ويُخْبرُهم مكانُ النُّونِ مِنِّي وما أُعْطِتُه عَرَقَ الخِلالِ أَي ما أُعطيته مكافأَة ولا مَوَدَّةً ولكني قتلت حَمَلاً وأَخذته منه قَسْراً قال ابن بري النون سيف حنَشِ بن عمرو وقيل هو سيف مالك بن زهير وكان حَمَلُ بن بَدْرٍ أَخذه من مالك يومَ قَتَلَه وأَخذه الحرثُ من حَمَل بن بدر يوم قتله وهو الحرث بن زهير العَبْسِيُّ وصواب إِنشاده ويخبرهم مكانَ النون مني لأَن قبله سَيُخْبرُ قومَه حَنَشُ بنُ عمرو بما لاقاهُمُ وابْنا بِلالِ
( * قوله « حنش بن عمرو » الذي في التكملة
سيخبر قومه حسن بن وهب ... إذا لاقاهم وابنا بلال )
وذو النون لقبُ يُونُسَ بن مَتَّى على نبينا وعليه أَفضل الصلاة
والسلام وفي التنزيل العزيز وذا النُّون إِذ ذَهَبَ مُغاضِباً هو يونس النبي صلى الله عليه وسلم سماه الله ذا النون لأَنه حبسه في جوف الحُوت الذي التقمه والنُّون الحوتُ وفي حديث موسى والخضر خُذْ نُوناً مَيّتاً أَي حوتاً وفي حديث إِدام أَهل الجنة هو بالامٌ ونونٌ والله أَعلم

( نين ) : نَيَّانُ : موضع قال أَنشده يعقوب في الأَلفاظ : قَرَّبَها ولم تَكَدْ تُقَرَّبُ من أَهلِ نَيَّانَ وَسِيقُ أَحْدَبُ وأَما قول عَطَّاف بن أَبي شَعْفَرة الكلبي : فما ذَرَّ قَرْنُ الشمسِ حتى كأَنهم بذي الرِّمْثِ من نَيَّا نَعامٌ نَوافِرُ فإِنما أَراد من نَيّانَ فحذف . و نِينَوَى : اسم قرية معروفة بِحذاء كَرْبلاء . ابن بري : النِّينَةُ من أَسماء الدُّبُر واللَّه أَعلم

( هأن ) المُهْوَأَنُّ المكانُ البعيد وهو مثال لم يذكره سيبويه قال ابن بري لم يذكر الجوهري ترجمة هأَن وقد جاء منه مُهْوَأَنٌّ للصحراء الواسعة ووزنه مُفْوَعَلٌّ قال وذكره الجوهري في فصل هوأَ وهو غلط شمر يقال مُهْوَئِنّ ومُهْوَأَنّ وأَنشد في مُهْوَأَنّ بالدَّبى مَدْبُوشِ قال الأَزهري والوَهْدَةُ مُهْوَأَنّ قال وهي بطون الأَرض وقَرارُها ولا تُعَدُّ الشِّعابُ والمِيْثُ من المُهْوَأَنّ ولا يكون المُهْوَِأَنُّ في الجبال ولا في القِفافِ ولا في الرمال ليس المُهْوَئِنّ إِلا من جَلَد الأَرض وبطونها والمُهْوَأَنّ والخَبْتُ واحد وخُبُوت الأَرضِ بطونُها قال الكميت لما تَحَرّمَ عنه الناسُ رَبْرَبه بالمُهْوَئِنِّ فَمَرْمِيٌّ ومُحْتَبَلُ وقال المُهْوَأَنُّ ما اطْمَأَنَّ من الأَرض واتسع واهْوَأَنَّتِ المغازةُ إِذا اطمأَنت في سَعة قال رؤبة ما زالَ سَوْءُ الرَّعْيِ والنَّتاجِ بمُهْوَأَنٍّ غير ذي لَمَاجِ وطُولُ زَجْرٍ بِحَلٍ وعاجِ والله أَعلم

( هبن ) أَبو عمرو الهَبُونُ العنكبوت ويقال الهَبُورُ بالراء العنكبوت

( هتن ) هَتَنَتِ السماء تَهْتِنُ هَتْناً وهتوناً وهَتناناً وتَهْتاناً وتَهاتَنَتْ صَبَّتْ وقيل هو من المطر فوق الهَطْلِ وقيل الهَتَنان المطر الضعيف الدائم ومطر هَتُون هَطُولٌ وسحابة هَتُون وسحاب هاتنٌ وسحاب هَتُون والجمع هُتُن مثل عَمُود وعُمُد قال ابن بري صوابه مثل صَبُور وصُبُر لأَن عَمُوداً اسم وهَتُوناً صفة وسحائب هُتُنٌ وهُتَّنٌ وكأَنَّ هُتَّناً على هاتِنٍ أَو هاتِنَة لأَن فُعَّلاً لا يكون جمع فَعُول والتَّهْتانُ نحو من الدِّيمةِ وأَنشد أَبو زيد يا حَبَّذا نَضْحُكَ بالمَشافِرِ كأَنه تَهْتانُ يومٍ ماطِرِ وقال النضر التَّهْتانُ مطرُ ساعةٍ ثم يفتر ثم يعود وأَنشد للشماخ أَرْسلَ يوماً دِيمةً تَهْتانا سَيْلَ المِتانِ يَمْلأُ القُرْيانا ويقال هَتَنَ المطرُ والدمع يَهْتِنُ هَتْناً وهُتُوناً وتَهْتاناً قَطر وعين هَتُونُ الدَّمْع

( هجن ) الهُجْنة من الكلام ما يَعِيبُك والهَجِينُ العربيّ ابنُ الأَمة لأَنه مَعِيبٌ وقيل هو ابن الأَمة الراعية ما لم تُحَصَّنْ فإِذا حُصِّنَتْ فليس الولد بهَجينٍ والجمع هُجُنٌ وهُجَناء وهُجْنانٌ ومَهاجِينُ ومَهاجِنَةٌ قال حسان مَهاجِنةٌ إِذا نُسِبوا عَبيدٌ عَضَارِيطٌ مَغالِثةُ الزِّنادِ أَي مُؤْتَشِبُو الزناد وقيل رِخْوُو الزناد قال ابن سيده وإِنما قلت في مَهاجِن ومَهاجنة إِنهما جمع هَجِينُ مسامحةً وحقيقته أَنه من باب مَحاسِنَ ومَلامح والأُنثى هَجينة من نسوة هُجْن وهَجائنَ وهِجانٍ وقد هَجُنا هُجْنة وهَجانة وهِجانة وهُجُونة أَبو العباس أَحمد ابن يحيى قال الهَجِين الذي أَبوه خير من أُمه قال أَبو منصور وهذا هو الصحيح قال المبرد قيل لولد العربيّ من غير العَربية هَجين لأَن الغالب على أَلوان العرب الأُدْمة وكانت العرب تسمي العجمَ الحمراءَ ورقابَ المَزاوِد لغلبة البياض على أَلوانهم ويقولون لمن علا لونَه البياضُ أَحمرُ ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة يا حُمَيراء لغلبة البياض على لونها رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم بُعِثْتُ إِلى الأَحمر والأَسود فأَسودهم العرب وأَحمرهم العجم وقالت العرب لأَولادها من العجميات اللاتي يغلب على أَلوانهن البياض هُجْنٌ وهُجَناء لغلبة البياض على أَلوانهم وإِشباههم أُمهاتهم وفرس هَجِين بَيّنُ الهُجْنة إِذا لم يكن عتيقاً وبِرْذَوْنَة هَجِين بغير هاء الأَزهري الهجين من الخيل الذي ولدته بِرْذَوْنة من حِصَانٍ عربي وخيل هُجْنٌ والهِجانُ من الإِبل البيضُ الكرام قال عمرو بن كُلْثوم ذِرَاعَيْ عَيْطَلٍ أَدْماءَ بِكْرٍ هِجانِ اللَّوْنِ لم تَقْرأْ جَنينا قال ويستوي فيه المذكر والمؤنث والجمع يقال بعير هِجانٌ وناقة هِجانٌ وربما قالوا هَجائِنُ قال ابن أَحمر كأَنَّ على الجِمالِ أَوانَ خَفَّتْ هَجائِنَ من نِعاجِ أُوارَعِينا ابن سيده والهِجانُ من الإِبل البيضاءُ الخالصةُ اللونِ والعِتْقِ من نوق هُجُنٍ وهَجائن وهِجانٍ فمنهم من يجعله من باب جُنُب ورِضاً ومنهم من يجعله تكسيراً وهو مذهب سيبويه وذلك أَن الأَلف في هِجانٍ الواحد بمنزلة أَلِفِ ناقةٍ كِنَازٍ ومرأَةٍ ضِنَاك والأَلفُ في هِجانٍ في الجمع بمنزلة أَلِفِ ظِرافٍ وشِرافٍ وذلك لأَن العرب كَسَّرَتْ فِعَالاً على فِعَالٍ كما كسرت فَعِيلاً على فِعَالٍ وعُذْرُها في ذلك أَن فعيلاً أُخت فِعَالٍ أَلا ترى أَن كل واحد منهما ثلاثي الأَصل وثالثه حرف لين ؟ وقد اعْتَقَبا أَيضاً على المعنى الواحد نحو كَلِيبٍ وكِلابٍ وعَبِيدٍ وعِبادٍ فلما كانا كذلك وإِنما بينهما اختلافٌ في حرف اللين لا غير قال ومعلوم ٌمع ذلك قربُ الياء من الأَلف وأَنها إِلى الياء أَقرب منها إِلى الواو كُسِّرَ أَحدهما على ما كسر عليه صاحبه فقيل ناقة هِجانٌ وأَيْنُقٌ هِجانٌ كما قيل ظريف وظِراف وشريف وشِرَاف فأَما قوله هِجانُ المُحَيَّا عَوْهَجُ الخَلْقِ سُرْبِلَتْ من الحُسْنِ سِرْبالاً عَتِيقَ البَنائِق فقد تكونُ النَّقِيَّةَ وقد تكون البيضاء وأَهْجَنَ الرجلُ إِذا كثر هِجانُ إِبله وهي كِرامها وقال في قول كعب حَرْفٌ أَخوها من مُهَجَّنةٍ وعَمُّها خالُها قَوْداءُ شِمْليلُ قال أَراد بمُهَجَّنة أَنها ممنوعة من فحول الناس إِلا من فحول بلادها لعِتْقِها وكرمها وقيل حُمِلَ عليها في صِغَرها وقيل أَراد بالمُهَجَّنةِ أَنها من إِبل كرام يقال امرأَة هِجانٌ وناقةِ هِجانٌ أَي كريمة وقال الأَزهري هذه ناقة ضربها أَبوها ليس أَخوها فجاءَت بذكر ثم ضربها ثانية فجاءت بذكر آخر فالولدان ابناها لأَنهما ولدا منها وهما أَخواها أَيضاً لأَبيها لأَنهما ولدا أَبيها ثم ضرب أَحدُ الأَخوين الأُمَّ فجاءت الأُم بهذه الناقة وهي الحرف فأَبوها أَخوها لأُمها لأَنه ولد من أُمها والأَخ الآخر الذي لم يَضْرِب عمُّها لأَنه أَخو أَبيها وهو خالها لأَنه أَخو أُمها لأَبيها لأَنه من أَبيها وأَبوه نزا على أُمه وقال ثعلب أَنشدني أَبو نصر عن الأَصمعي بيت كعب وقال في تفسيره إِنها ناقة كريمة مُداخَلة النسب لشرفها قال ثعلب عَرَضْتُ هذا القول على ابن الأَعرابي فخطَّأَ الأَصمعي وقال تداخُل النسب يُضْوِي الولدَ قال وقال المفضل هذا جمل نزا على أُمه ولها ابن آخر هو أَخو هذا الجمل فوضعت ناقة فهذه الناقة الثانية هي الموصوفة فصار أَحدهما أَباها لأَنه وطئ أُمها وصار هو أَخاها لأَن أُمها وضعته وصار الآخر عمها لأَنه أَخو أَبيها وصار هو خالها
( * قوله « وصار هو خالها » كذا في الأصل والتهذيب وهذا لا يتم على كلا م المفضل إلا أن روعي أن جملاً نزا على ابنته فخلف منها هذين الجملين إلخ كما في عبارة التهذيب السابقة ) لأَنه أَخو أُمها وقال ثعلب وهذا هو القول والهِجانُ الخيار وامرأَة هجان كريمة من نسوة هَجائنَ وهي الكريمة الحَسَبِ التي لم تُعَرِّق فيها الإِماء تَعْرِيقاً أَبو زيد رجل هَجِينٌ بَيّنُ الهُجُونة من قوم هُجَناءَ وهُجْنٍ وامرأَة هِجان أَي كريمة وتكون البيضاء من نسوة هُجْنٍ بَيِّنات الهجانة ورجل هِجانٌ كريمُ الحَسَبِ نَقِيُّه وبعير هِجانٌ كريم وقال الأَصمعي في قول علي كرم الله وجهه هذا جَنايَ وهِجانُه فيه إِذ كلّ جانٍ يَدُه إِلى فيه يعني خياره وخالصه اليزيديُّ هو هِجانٌ بَيِّنُ الهِجَانة ورجل هَجِينَ بَيِّنُ الهُجْنةِ والهُجْنةُ في الناس والخيل إِنما تكون من قبل الأُم فإِذا كان الأَب عتيقاً والأُم ليست كذلك كان الولد هجيناً قال الراجز العبدُ والهَجِينُ والفَلَنْقَسُ ثلاثةٌ فأَيَّهُم تَلَمَّسُ والإِقْرافُ من قِبَلِ الأَب الأَزهري روى الرواةُ أَن رَوْح بن زِنْباع كان تزوَّج هندَ بنت النعمان بن بَشِير فقالت وكانت شاعرة وهل هِنْدُ إلا مُهْرَةٌ عربيةٌ سَلِيلةُ أَفراسٍ تَجَلَّلَها بغْلُ فإن نُتِجَتْ مُهْراً كريماً فبالحَرَى وإِن يَكُ إقرافٌ فمن قِبَلِ الفَحْلِ
( * قوله « فمن قبل الفحل » كذا في التهذيب بكسر اللام وعليه ففيه أقواء وفي رواية أخرى وإن يك إقرافٌ فجاء به الفَحلُ وهكذا ينتفي الأقواء )
قال والإقْرافُ مُداناةُ الهُجْنة من قِبَلِ الأَب قال ابن حمزة الهَجِينْ مأْخوذ من الهُجْنَة وهي الغِلَظُ والهِجانُ الكريم مأْخوذ من الهِجَانِ وهو الأَبيض والهِجان البِيضُ وهو أَحسنُ البياض وأَعتقه في الإبل والرجال والنساء ويقال خِيارُ كلِّ شيء هِجانُه قال وإِنما أُخذ ذلك من الإبل وأَصلُ الهِجانِ البِيضُ وكلُّ هِجان أَبيضُ والهِجانُ من كل شيء الخالصُ وأَنشد وإذا قيل مَنْ هِجانُ قُرَيْشٍ ؟ كنتَ أَنتَ الفَتى وأَنتَ الهِجانُ والعربُ تَعُدُّ البياضَ من الأَلوان هِجاناً وكَرَماً وفي المثل جَلَّتِ الهاجِنُ عن الوَلد أَي صَغُرَتْ يضرب مثلاً للصغير يتزين بزينة الكبير وجَلَّتِ الهاجِنُ عن الرِّفْدِ وهو القَدَح الضخم وقال ابن الأَعرابي جَلَّتِ العُلْبَة عن الهاجن أَي كَبُرَتْ قال وهي بنتُ اللبون يُحْمَلُ عليها فتَلْقَحُ ثم تُنْتَجُ وهي حِقَّة قال ولا تصلح أَن يفعل بها ذلك ابن شميل الهاجِنُ القَلُوصُ يضرب بها الجَمَلُ وهي إبنة لَبُونٍ فتَلْقَحُ وتُنْتَجُ وهي حِقَّةٌ ولا تفعل ذلك إلا في سنة مُخْصِبَةٍ فتلك الهاجنُ وقد هَجَنَتْ تَهْجُنُ هِجاناً وقد أَهْجَنَها الجملُ إذا ضربها فأَلقحها وأَنشد ابْنُوا على ذي صِهْركم وأَحْسِنُوا أَلم تَرَوْا صُغْرَى اللِّقاحِ تَهْجُنُ ؟
( * قوله « صغرى اللقاح » الذي في التهذيب صغرى القلاص )
قال رجل لأَهل إمرأَته واعْتَلُّوا عليه بصغرها عن الوطء وقال هَجَنَتْ بأَكبرهم ولَمَّا تُقْطَبِ يقال قُطِبَتِ الجارية أَي خُفِضَت ابن بُزُرْج غِلْمَةٌ أُهَيْجنة وذلك أَن أَهلهم أَهْجَنُوهم أَي زَوَّجُوهم صغاراً يُزَوِّجُ الغلامُ الصغير الجاريةَ الصغيرة فيقال أَهْجَنَهم أَهْلُهم قال والهاجِنُ على مَيْسُورها ابنة الحِقَّة والهاجِنُ على مَعْسُورها ابنة اللَّبُون وناقة مُهَجَّنة وهي المُعْتَسَرَة ويقال للقوم الكرام إِنهم لمن سَرَاةِ الهِجَانِ وقال الشماخ ومِثْل سَرَاةِ قَوْمِك لم يُجارَوْا إلى الرُّبُعِ الهِجانِ ولا الثَّمينِ الأَزهري وأُخْبرْتُ عن أَبي الهيثم أَنه قال الرواية الصحيحة في هذا البيت إلى رُبُعِ الرِّهانِ ولا الثمين يقول لم يُجارَوْا إلى رُبُع رِهانِهم ولا ثُمُنِه قال والرِّهانُ الغاية التي يُسْتَبَقُ إليها يقول مثلُ سَراةِ قومك لم يُجارَوْا إلى رُبُع غايتهم التي بلغوها ونالوها من المجد والشرف ولا إلى ثُمُنها وقول الشاعر من سَراةِ الهِجانِ صَلَّبَها العُضْ ضُ وُرَعْيُ الحِمَى وطُولُ الحِيالِ قال الهِجانُ الخِيارُ من كل شيء والهِجانُ من الإِبل الناقة الأَدْماء وهي الخالصة اللون والعِتْقِ من نُوق هِجانٍ وهُجُن والهِجَانةُ البياضُ ومنه قيل إبل هِجانٌ أَي بيض وهي أَكرم الإبل وقال لبيد كأَنَّ هِجانَها مُتَأَبِّضاتٍ وفي الأَقْرانِ أَصْوِرَةُ الرَّغامِ مُتأَبِّضاتٍ معقولاتٍ بالإباضِ وهو العِقالُ وفي الحديث في ذكر الدجال أَزْهَرُ هِجانٌ الهجانُ الأَبيض ويقال هَجَّنه أَي جعله هجيناً والمُهَجَّنة الناقة أَوَّلَ ما تحمل وأَنشد ابن بري لأَوس حَرْفٌ أَخوها أَبوها من مُهَجَّنةٍ وعَمُّها خالُها وَجْناءُ مِئْشِيرُ وفي حديث الهُجرة مَرَّا بعبد يرعى غنماً فاستسقياه من اللبن فقال والله ما لي شاةٌ تحْلَبُ غَيْرَ عَناق حملت أَوَّل الشتاء فما بها لبنٌ وقد اهْتُجِنَتْ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ائتنا بها اهُتجِنَتْ أَي تَبَيَّنَ حملُها والهاجنُ التي حملت قبل وقت حملها والهُجْنة في الكلام ما يَلْزَمُك منه العيبُ تقول لا تفعل كذا فيكون عليك هُجْنةً وقالوا إن للعلم نَكَداً وآفة وهُجنة يعنون بالهُجْنَة ههنا الإضاعة وقول الأَعلم ولَعَمْرُ مَحْبِلك الهَجينِ على رَحْبِ المَباءَةِ مُنْتِنِ الجِرْمِ عنى بالهَجِين هنا اللئيم والهاجِنُ الزَّنْدُ الذي لا يُورِي بقَدحةٍ واحدة يقال هَجَنَتْ زَنْدَةُ فلان وإنَّ لها لهُجْنَةً شديدة وقال بشر لعَمْرُك لو كانتْ زِنادُكَ هُجْنةً لأَوْرَيْتَ إذ خَدِّي لخَدِّكَ ضارِعُ وقال آخر مَهاجِنة مَغالثة الزِّنادِ وتَهْجينُ الأَمر تقبيحُه وأَرض هِجانٌ بيضاء لينة التُّرْبِ مِرَبٌّ قال بأَرْضٍ هِجانِ اللَّوْنِ وَسْمِيَّةِ الثَّرَى عَذَاةٍ نأَتْ عنها المُؤُوجةُ والبَحْرُ ويروى المُلُوحة والهاجِنُ العَناق التي تحمل قبل أَن تبلغ أَوانَ السِّفَادِ والجمع الهِواجِنُ قال ولم أَسمع له فعلاً وعم بعضهم به إناثَ نوعي الغنم وقال ثعلب الهاجن التي حُمل عليها قبل أَن تبلغ فلم يَخُصَّ بها شيئاً من شيء والهاجِنَةُ والمُهْتَجِنَةُ من النخل التي تحمل صغيرة قال شمر وكذلك الهاجنُ ويقال للجارية الصغيرة هاجن وقد اهتُجِنَت الجارية إذا افتُرِعَتْ قبل أَوانها واهْتُجِنَتِ الجارية إذا وُطِئت وهي صغيرة والمُهْتَجِنة النخلة أَوَّل ما تُلْقَح ابن سيده الهاجِنُ
( * قوله « ابن سيده الهاجن إلخ » كذا بالأصل والمؤلف التزم من مؤلفات ابن سيده المحكم وليست فيه هذه العبارة فلعل قوله ابن سيده محرف عن ابن دريد مثلاً بدليل قوله وفي المحكم ) والمُهْتَجِنة الصبية وفي المحكم المرأَة التي تتزوّج قبل أَن تبلغ وكذلك الصغيرة من البهائم فأَما قول العرب جَلَّتِ الهاجِنُ عن الولد فعلى التفاؤل

( هدن ) الأَزهري عن الهَوَازنيّ الهُدْنَة انتقاضُ عَزْم الرجل بخبر يأْتيه فيَهْدِنُه عما كان عليه فيقال انْهَدَنَ عن ذلك وهَدَنَه خَبَرٌ أَتاه هَدْناً شديداً ابن سيده الهُدْنة والهِدَانَةُ المصالحة بعد الحرب قال أُسامة الهذلي فسامونا الهِدانَةَ من قريبٍ وهُنَّ معاً قيامٌ كالشُّجُوبِ والمَهْدُون الذي يُْطْمَعُ منه في الصلح قال الراجز ولم يَعَوَّدْ نَوْمَةَ المَهْدُونِ وهَدَنَ يَهْدِنُ هُدُوناً سَكَنَ وهِدَنَِ أَي سكَّنه يتعدَّى ولا يتعدَّى وهادَنه مُهادنَةً صالحه والاسم منهما الهُدْنَة وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الفتَنَ فقال يكون بعدها هُدْنَةٌ على دَخَنٍ وجماعةٌ على أَقْذاءٍ وتفسيره في الحديث لا ترجع قلوبُ قوم على ما كانت عليه وأَصل الهُدْنةِ السكونُ بعد الهَيْج ويقال للصلح بعد القتال والمُوادعة بين المسلمين والكفار وبين كل متحاربين هُدْنَةٌ وربما جعلت للهُدْنة مُدّة معلومة فإذا انقضت المدة عادوا إلى القتال والدَّخَنُ قد مضى تفسيره وقوله هُدْنَة على دَخَنٍ أَي سكونٌ على غِلّ وفي حديث علي عليه السلام عُمْياناً في غَيْبِ الهُدْنة أَي لا يعرفون ما في الفتنة من الشر ولا ما في السكون من الخير وفي حديث سلمان مَلْغاةُ أَوّل الليل مَهْدَنَةٌ لآخره معناه إذا سَهِر أَوّلَ الليل ولَغا في الحديث لم يستيقظ في آخره للتهجد والصلاة أَي نومه في آخر الليل بسبب سهره في أَوّله والمَلْغاة والمَهْدَنة مَفْعَلة من اللَّغْو والهُدُونُ السكون أَي مَظِنّة لهما
( * قوله « لهما » هكذا في الأصل والنهاية ) والهُدْنَة والهُدُون والمَهْدَنة الدَّعة والسكون هَدَنَ يَهْدِنُ هُدُوناً سَكَنَ الليث المَهْدَنة من الهُدْنة وهو السكون يقال منه هَدَنْتُ أَهْدِنُ هُدُوناً إذا سَكَنْتَ فلم تتحرّك شَمِرٌ هَدَّنْتُ الرجلَ سَكَّنته وخَدَعْتُه كما يُهْدَن الصبي قال رؤبة ثُقِّفْتَ تَثْقِيفَ امْرِئٍ لم يُهْدَنِ أَي لم يُخْدَعْ ولم يُسَكَّنْ فيطمع فيه وهادَنَ القومَ وادَعهم وهَدَنَهم يَهْدِنُهم هَدْناً رَبَّثَهم بكلام وأَعطاهم عهداً لا ينوي أَن يَفِيَ به قال يَظَلُّ نَهارُ الوالِهين صَبابةً وتَهْدِنُهم في النائمين المَضاجعُ وهو من التسكين وهَدَنَ الصبيَّ وغيره يَهْدِنه وهَدَّنه سكَّنه وأَرضاه وهُدِنَ عنك فلانٌ أَرضاه منك الشيءُ اليسير ويقال هَدَّنتِ المرأَةُ صبيَّها إذا أَهْدَأَته لينام فهو مُهَدَّنٌ وقال ابن الأَعرابي هَدَنَ عَدُوَّه إذا كافَّه وهَدَنَ إذا حَمُقَ وتَهْدِينُ المرأَة ولدها تسكينها له بكلام إذا أَرادت إنامته والتَّهْدِينُ البُطْءُ وتَهادَنت الأُمورُ استقامت والهَوْدَناتُ النُّوقُ ورجل هِدانٌ وفي التهذيب مَهْدُونٌ بليد يرضيه الكلام والاسم الهَدْنُ والهُدْنةُ ويقال قد هَدَنوه بالقول دون الفعل والهِدانُ الأَحمقُ الجافي الوَخِمُ الثقيل في الحرب والجمع الهُدونُ قال رؤبة قد يَجْمَعُ المالَ الهِدانُ الجافي من غير ما عَقْلٍ ولا اصْطِرافِ وفي حديث عثمان جَباناً هِداناً الهِدانُ الأَحمقُ الثقيل وقيل الهِدان والمَهْدُون النَّوَّام الذي لا يُصَلِّي ولا يُبَكِّر في حاجة عن ابن الأَعرابي وأَنشد هِدَانٌ كشحم الأُرْنةِ المُتَرَجْرِج وقد تَهَدَّنَ ويقال هو مَهْدُونٌ وقال ولم يُعَوَّدْ نومةَ المَهْدُونِ والاسم من كل ذلك الهَدْنُ وأَنشد الأَزهري في المَهْدُون إنَّ العَواويرَ مأْكولٌ حظُوظَتُها وذو الكَهامةِ بالأَقْوالِ مَهْدُونُ والهَدِنُ المُسْتَرْخِي وإنَّه عنك لَهَيْدانٌ إذا كانَ يهابه أَبو عبيد في النوادر الهَيْدانُ والهِدَانُ واحد قال والأَصل الهِدانُ فزادوا الياء قال الأَزهري وهو فَيْعالٌ مثل عَيْدانِ النخل النون أَصلية والياء زائدة والهَدْنَةُ القليل الضعيف من المطر عن ابن الأَعرابي وقال هو الرَّكُّ والمعروف الدَّهْنَةُ

( هرن ) الأَزهري أَما هرن فإِني لا أَحفظ فيه شيئاً وإسم هَرُون مُعَرَّب لا اشتقاق له في العربية وقال القتيبي الهَيْرُون ضرب من التمر جيد لعمل السِّلِّ ابن سيده الهَرْنَوَى نبت قال لا أَعرف هذه الكلمة ولم أَرها في النبات وأَنكرها جماعة من أَهل اللغة قال ولستُ أَدري الهَرْنَوَى مقصور أَم الهَرْنَوِيُّ على لفظ النسب

( هرشن ) بعير هِرْشِنٌ واسع الشِّدْقَيْنِ قال ابن سيده قال ابن دريد لا أَدري ما صحته

( هزن ) هَوْزَنُ إسم طائر قال الأَزهري جمعه هَوْزَنٍ بطنٌ من ذي الكُلاع وروى الأَزهري عن الأَصمعي في كتاب الأَسماء قال هَوَازِنُ جمع هَوْزَنٍ وهو حَيّ من اليمن يقال لهم هَوْزَن قال وأَبو عامر الهَوْزَنيُّ منهم وهَوازِنُ قبيلة من قيس وهو هَوَازِنُ بن منصور بن عِكرمة بن حَفْصةَ بن قيس عَيْلانَ قال الأَزهري هَوَازِنُ لا أَدري مِمَّ اشْتقاقُه والنسب إلى هَوازِنَ القبيلة هَوازِنيٌّ لأَنه قد صار اسماً للحيّ ولو قيل هَوْزَنِيٌّ لكان وجهاً وأَنشد ثعلب إنَّ أَباك فَرَّ يومَ صِفِّينْ لما رأَى عَكّاً والأَشْعَرِيِّينْ وحابِساً يَسْتَنُّ بالطَّائِيِّينْ وقَيْسِ عَيْلانَ الهَوَازِنِيّينْ

( هفن ) أَهمله الليث وقال ابن الأَعرابي الهَفْنُ المطر الشديد

( هكن ) تَهَكَّنَ الرجل تَنَدَّمَ

( هلن ) الهِلْيَوْنُ نَبْتٌ

( همن ) المُهَيْمِنُ والمُهَيْمَنُ اسم من أَسماء الله تعالى في الكتب القديمة وفي التنزيل ومُهَيْمِناً عليه قال بعضهم معناه الشاهد يعني وشاهِداً عليه والمُهَيْمِنُ الشاهد وهو من آمن غيرَه من الخوف وأَصله أَأْمَنَ فهو مُؤَأْمِنٌ بهمزتين قلبت الهمزة الثانية ياء كراهة اجتماعهما فصار مُؤَيْمِنٌ ثم صُيِّرت الأُولى هاء كما قالوا هَراق وأَراق وقال بعضهم مُهَيْمِنٌ معنى مُؤَيْمِن والهاء بدل من الهمزة كما قالوا هَرَقْتُ وأَرَقْتُ وكما قالوا إيَّاك وهِيَّاكَ قال الأَزهري وهذا على قياس العربية صحيح مع ما جاء في التفسير أَنه بمعنى الأَمين وقيل بمعنى مُؤتَمَن وأَما قول عباس بن عبد المطلب في شعره يمدح النبي صلى الله عليه وسلم حتى احْتَوَى بَيْتُكَ المُهَيْمِنُ من خِنْدِفَ عَلْياءَ تحتَها النُّطُقُ فإِن القتيبي قال معناه حتى احتويتَ يا مُهَيْمِنُ من خِنْدِفَ علياء يريد به النبي صلى الله عليه وسلم فأَقام البيت مقامه لأَن البيت إذا حَلَّ بهذا المكان فقد حَلَّ به صاحبُه قال الأَزهري وأَراد ببيته شَرَفَه والمهيمن من نعته كأَنه قال حتى احْتَوى شَرَفُك الشاهدُ على فضلك علياءَ الشَّرَفِ من نسب ذوي خِنْدِف أَي ذِرْوَةَ الشَّرَف من نسبهم التي تحتها النُّطُقُ وهي أَوساطُ الجبال العالية جعل خِنْدِفَ نُطُقاً له قال ابن بري في تفسير قوله بيتُك المهيمنُ قال أَي بيتُك الشاهدُ بشرفك وقيل أَراد بالبيت نفسه لأَن البيت إذا حَلَّ فقد حلَّ به صاحبه وفي حديث عكرمة كان عليّ عليه السلام أَعْلَم بالمُهَيْمِناتِ أَي القَضايا من الهَيْمنَة وهي القيام على الشيء جعل الفعل لها وهو لأَربابها القوّامين بالأُمور وروي عن عمر أَنه قال يوماً إنِّي داعٍ فَهَيْمِنُوا أَي إني أَدْعُو الله فأَمِّنُوا قلب أَحد حرفي التشديد في أَمِّنُوا ياء فصار أَيْمِنُوا ثم قلب الهمزة هاء وإحدى الميمين ياء فقال هَيْمِنُوا قال ابن الأَثير أَي اشْهَدُوا والعرب تقول أَمَّا زيد فحسن ويقولون أَيْما بمعنى أَمَّا وأَنشد المبرد في قول جَمِيل على نَبْعةٍ زَوْراءَ أَيْما خِطامُها فَمَتْنٌ وأَيْما عُودُها فعَتِيقُ قال إنما يريد أَمَّا فاستثقل التضعيف فأَبدل من إحدى الميمين ياء كما فعلوا بقِيراطٍ ودِينارٍ ودِيوانٍ وقال ابن الأَنباري في قوله ومُهَيْمِناً عليه قال المُهَيْمِنُ القائم على خلقه وأَنشد أَلا إنَّ خير الناسِ بعد نَبِيِّهِ مُهَيْمِنُه التالِيه في العُرْفِ والنُّكْرِ قال معناه القائم على الناس بعده وقيل القائم بأُمور الخلق قال وفي المُهَيْمِن خمسة أَقوال قال ابن عباس المُهَيْمِن المُؤْتَمَنُ وقال الكسائي المُهَيْمِنُ الشهيد وقال غيره هو الرقيب يقال هَيْمَن يُهَيْمِنُ هَيْمنَة إذا كان رقيباً على الشيء وقال أَبو مَعْشَرٍ ومُهَيْمِناً عليه معناه وقَبَّاناً عليه وقيل وقائماً على الكُتُب وقيل مُهَيْمِنٌ في الأَصل مُؤيْمِنٌ وهو مُفَيْعِلٌ من الأَمانة وفي حديث وُهَيْبٍ إذا وقع العَبْدُ في أُلْهانِيَّةِ الرَّبِّ ومُهَيْمِنِيَّةِ الصِّدِّيقين لم يَجِدْ أَحَداً يأْخذُ بقَلْبه المُهَيْمِنِيَّة منسوب إلى المُهَيْمِن يريد أَمانة الصدِّيقين يعني إدا حَصَلَ العبدُ في هذه الدرجة لم يعجبه أَحد ولم يُحِبَّ إلا الله عز وجل والهِمْيانُ التِّكَّة وقيل للمِنْطَقَةِ هِمْيانٌ ويقال للذي يجعل فيه النفقة ويشدّ على الوسط هِمْيان قال والهِمْيان دخيل معرّب والعرب قد تكلموا به قديماً فأَعربوه وفي حديث النعمان بن مُقَرّنٍ يَومَ نهاوَنْدَ أَلا إنِّي هازٌّ لكم الرايةَ الثانية فَلْيَثِب الرجالُ وليَشُدُّوا هَمَايِنَهم على أَحْقائهم يعني مَناطِقَهم ليَسْتَعِدُّوا على الحملة وفي النهاية في حديث النُّعمان يوم نَهَاوَنْدَ تَعاهدُوا هَمايِنكم في أَحْقِيكُم وأَشْساعَكم في نعالكم قال الهَماينُ جمع هِمْيانٍ وهي المِنْطَقة والتِّكَّة والأَحْقِي جمع حِقْوٍ وهي موضع شَدِّ الإزار وأَورد ابن الأَثير حديثاً آخر عن يوسف الصديق عليه السلام مستشهداً به على أَن الهِمْيَان تِكَّةُ السراويل لم أَستحسن إيرادَه غفر الله لنا وله بكرمه

( هنن ) الهانَّةُ والهُنانَة الشحمة في باطن العين تحت المُقْلة وبعير ما به هانَّةٌ ولا هُنانة أَي طِرْق قال أَبو حاتم حضرتُ الأَصمعي وسأَله إنسان عن قوله ما ببعيري هَانَّة ولا هُنانَةٌ فقال إنما هو هُتَاتة بتاءين قال أَبو حاتم قلت إنما هو هانَّة وهُنانة وبجنبه أَعرابي فسأَله فقال ما الهُتاتة ؟ فقال لعلك تريد الهُنَانَة فرجع إلى الصواب قال الأَزهري وهكذا سمعته من العرب الهُنَانَةُ بالنون الشحم وكل شحمة هُنَانة والهُنَانة أَيضاً بقية المخ وما به هانَّة أَي شيء من خير وهو على المثل وما بالبعير هُنَانة بالضم أَي ما به طِرْقٌ قال الفرزدق أَيُفايِشُونَكَ والعِظَامُ رقيقةٌ والمُخُّ مُمْتَخَرُ الهُنانة رارُ ؟ وأَورد ابن بري عجز هذا البيت ونسبه لجرير وأَهَنَّه اللهُ فهو مَهْنُونٌ والهِنَنَةُ ضرب من القنافذ وهَنّ يَهِنُّ بكى بكاء مثل الحنين قال لما رأَى الدارَ خَلاءً هَنَّا وكادَ أَن يُظْهِرَ ما أَجَنَّا والهَنِينُ مثل الأَنين يقال أَنَّ وهَنَّ بمعنى واحد وهَنَّ يَهِنُّ هنِيناً أَي حَنَّ قال الشاعر حَنَّتْ ولاتَ هَنَّتْ وأَنِّي لكِ مَقْرُوعُ
( * قوله « حنت ولات هنت » كذا بالأصل والصحاح هنا وفي مادة قرع أيضاً بواو بعد حنت والذي في التكملة بحذفها وهي أوثق الأصول التي بأيدينا وعليها يتخرج هذا الشطر من الهزج وقد دخله الخرم والحذف )
قال وقد تكون بمعنى بكى التهذيب هَنَّ وحَنَّ وأَنَّ وهو الهَنِينُ والأَنينُ والحَنينُ قريبٌ بعضها من بعض وأَنشد لما رأَى الدارَ خَلاءً هَنَّا أَي حَنَّ وأَنَّ ويقال الحَنِين أَرفعُ من الأَنين وقال آخر لاتَنْكِحَنَّ أَبداً هَنَّانَهْ عُجَيِّزاً كأَنَّها شَيْطَانَهْ يريد بالهَنّانة التي تبكي وتَئِنّ وقول الراعي أَفي أَثَرِ الأَظْعانِ عَيْنُكَ تَلْمَحُ ؟ أَجَلْ لاتَ هَنَّا إنَّ قلبَك متْيَحُ يقول ليس الأَمر حيث ذهبتَ وقولهم يا هَناه أَي يا رجل ولا يستعمل إلا في النداء قال امرؤ القيس وقد رابَني قولُها يا هَنا هُ وَيْحَكَ أَلْحَقْتَ شَرّاً بشَرّ

( هنزمن ) الهِنْزَمْرُ والهِنْزَمْنُ والهِيْزَمْنُ كلُّها عيدٌ من أَعياد النصارى أَو سائر العجم وهي أَعجمية قال الأَعشى إذا كان هِنْزَمْنٌ ورُحْتُ مُخَشَّما

( هون ) الهُونُ الخِزْيُ وفي التنزيل العزيز فأَخَذَتْهُمْ صاعقةُ العذاب الهُونِ أَي ذي الخزي والهُونُ بالضم الهَوَانُ والهُونُ والهَوانُ نقيض العِزِّ هانَ يَهُونُ هَواناً وهو هَيْنٌ وأَهْوَنُ وفي التنزيل العزيز وهو أَهْوَنُ عليه أَي كل ذلك هَيِّنٌ على الله وليست للمفاضلة لأَنه ليس شيءٌ أَيْسَرَ عليه من غيره وقيل الهاء هنا راجعة إلى الإنسان ومعناه أَن البعث أَهونُ على الإنسان من إنشائه لأَنه يقاسي في النَّشْءِ ما لا يقاسيه في الإعادة والبعث ومثل ذلك قول الشاعر لَعَمْرُك ما أَدْري وإني لأَوْجَلُ على أَيِّنا تَعْدُو المَنِيَّةُ أَوَّلُ وأَهانه وهَوَّنه واسْتَهانَ به وتَهاوَنَ بهِ استخفَّ به والاسم الهَوَانُ والمَهانة ورجل فيه مَهانة أَي ذُلٍّ وضعف قال ابن بري المَهانةُ من الهَوانِ مَفْعَلة منه وميمها زائدة والمَهانة من الحَقارة فَعالة مصدر مَهُنَ مَهانة إذا كان حقيراً وفي الحديث ليس بالجافي ولا المَهين يروى بفتح الميم وضمها فالفتح من المَهانة وقد تقدَّم في مَهَنَ والضم من الإِهانة الاستخفافِ بالشيء والاستحقار والاسم الهَوانُ وهذا موضعه واسْتَهانَ به وتَهاوَنَ به استحقره وقوله ولا تُهِينَ الفقيرَ عَلَّكَ أَن تَرْكَعَ يوماً والدَّهْرُ قد رَفَعَهْ أَراد لا تُهِينَنْ فحذف النونَ الخفيفة لما استقبلها ساكنٌ والهَوْنُ مصدر هانَ عليه الشيءُ أَي خَفَّ وهَوَّنه الله عليه أَي سهَّله وخففه وشيءٌ هَيِّنٌ على فَيْعِلٍ أَي سهل وهَيْنٌ مخفف والجمع أَهْوِناءُ كما قالوا شيءٌ وأَشيئاءُ على أَفْعِلاءَ قال ابن بري أَشيئاء لم تنطق بها العرب وإنما نطقت بأَشياء فقال بعضهم أَصله أَشيئاء فحذفت الهمزة تخفيفاً وقال الخليل أَصله شَيْئاء في فَعْلاء ثم قدِّمت الهمزة التي هي لام فصارت أَشياء ووزنها الآن لَفْعاء وقال بعضهم الهَوْنُ والهُونُ واحد وقيل الهُونُ الهَوانُ والهَوْنُ الرِّفق وأَنشد مررتُ على الوَدِيعةِ ذاتَ يومٍ تَهادَى في رِداء المِرْطِ هَوْنا وقال امرؤ القيس تَمِيلُ عليه هُونَةٌ غيرُ مِعْطالِ قال هُونة ضعيفة من خِلْقتها لا تكون غليظة كأَنها رجل وروى غيره هَوْنة أَي مُطاوعة وقال جَنْدَلٌ الطُّهَويّ داوَيْتُهم من زَمَنٍ إلى زَمَنْ دَواءَ بُقْيا بالرُّقَى وبالهُوَنْ وبالهُوَيْنا دائباً فلم أُوَنْ بالهْوَن يريد بالتسكين والصلح ابن الأَعرابي هَيِّنٌ بَيِّنُ الهُونِ ابن شميل إنه ليَهُونُ عليَّ هَوْناً وهَواناً الفراء في قوله تعالى أَيُمْسِكُه على هُون قال الهُونُ في لغة قريش الهَوان قال وبعض بني تميم يجعل الهُونَ مصدراً للشيء الهَيِّنِ قال وقال الكسائي سمعت العرب تقول إن كُنْت لقليل هَوْنِ المؤُونة مُذ اليوم قال وقد سمعت الهَوانَ في مثل هذا المعنى قال رجل من العرب لبعير له ما به بأْسٌ غيرُ هَوانِه يقول إنه خفيف الثمن وإذا قالت العرب أَقْبَلَ يَمْشي على هَوْنِه لم يقولوه إلا بالفتح قال الله عز وجل الذين يَمْشُون على الأَرض هَوْناً قال عكرمة ومجاهد بالسكينة والوقار وقال الكميت شُمٌّ مَهاوِينُ أَبْدانِ الجَزُورِ مَخا مِيصُ العَشيّات لا خُورٌ ولا قُزُمُ قال ابن سيده يجوز أَن يكون مهاوين جمع مهْوَنٍ ومذهب سيبويه أَنه جمع مِهْوانٍ ورجل هَيِّنٌ وهَيْنٌ والجمع أَهْوِناءٌ وشيءٌ هَوْنٌ حقير قال ابن بري الهَوْن هَوانُ الشيءِ الحقير الهَيِّنِ الذي لا كرامة له وتقول أَهَنْتُ فلاناً وتَهاوَنْتُ به واستَهْنتُ به والهُونُ الهَوانُ والشِّدَّة أَصابه هُونٌ شديد أَي شدة ومضَرَّة وعَوَزٌ قالت الخنساء تُهِينُ النفوسَ وهُون النُّفوسْ تريد إهانة النفوس ابن بري الهُون بالضم الهَوان قال ذو الإصبع اذهَبْ إليك فما أُمِّي براعِيةٍ ترْعَى المَخاضَ ولا أُغضِي على الهُونِ ويقال إنه لَهَوْنٌ من الخيل والأُنثى هَوْنة إذا كان مِطْواعاً سَلِساً والهَوْنُ والهُوَيْنا التُّؤَدة والرِّفْق والسكينة والوقار رجل هَيِّن وهَيْن والجمع هَيْنونَ ومنه قوم هَيْنُونَ لَيْنُونَ قال ابن سيده وتسليمه يشهد أَنه فَيْعِلٌ وفلان يمشي على الأَرض هََوْناً الهَوْن مصدر الهَيِّن في معنى السكينة والوقار قال ابن بري الهَوْنُ الرِّفق قال الشاعر هَوْنَكُما لايَرُدُّ الدَّهْرُ ما فاتا لا تَهْلِكا أَسَفاً في إثْرِ من ماتا وفي صفته صلى الله عليه وسلم يَمْشي هَوْناً الهَوْن الرِّفْق واللِّين والتثبت وفي رواية كان يمشي الهُوَيْنا تصغير الهُونَى تأنيث الأَهْوَن وهو من الأَّوَّل وفرَق بعضُهم بين الهَيِّن والهَيْن فقال الهَيِّن من الهِوان والهَيْنُ من اللِّين وامرأَة هَوْنة وهُونة الأَخيرة عن أَبي عبيدة مُتَّئِدَة أَنشد ثعلب تَنُوءُ بمَتْنَيها الرَّوابي وهَوْنَةٌ على الأَرضِ جَمَّاءُ العظامِ لَعُوبُ وتَكَلَّم علي هِينَتِه أَي رِسْله وفي الحديث أَنه سار على هِينَتِه أَي على عادته في السُّكون والرِّفق يقال امش على هينتك أَي على رِسْلك وجاء عن على عليه السلام أَحْبِبْ حَبيبك هَوْناً مّا أَي حبّاً مُقْتَصِداً لا إفراط فيه وإضافة ما إليه تُفيدُ التقليل يعني لا تُسْرِف في الحُبّ والبُغْض فعسى أَن يصيرَ الحبيب بَغيضاً والبَغِيض حبيباً فلا تكون قد أَسرفت في الحُب فتندمَ ولا في البُغْض فتستَحْيي وتقول تكَلَّمْ على هِينَتك ورجل هَيِّن لَيِّن وهَيْن لَيْن شمر الهَوْن الرِّفْق والدَّعَة وقال في تفسير حديث علي عليه السلام يقول لا تُفْرِطْ في حُبّه ولا في بغضه ويقال أَخذ أَمرَه بالهُونى تأنيث الأَهْون وأَخذ فيه بالهُوَيْنا وإنك لَتَعْمِد للهُوَيْنا من أَمرك لأَهْونه وإنه ليَأْخذ في أَمره بالهَوْن أَي بالأَهْوَن ابن الأَعرابي العرب تمدح بالهَيْن اللَّيْن مخفف وتذم بالهَيّن اللَّيّن مثقل وقال النبي صلى الله عليه وسلم المُسلِمُون هَيْنُونَ لَيْنُونَ جعله مدحاً لهم وقال غير ابن الأَعرابي هَيِّن وهَيْن ولَيِّن ولَيْن بمعنى واحد والأَصل هَيِّن فخفف فقيل هَيْن وهَيّن فَيْعِل من الهَوْن وهو السكينة والوقار والسهولة وعينه واو وشيءٌ هَيِّن وهَيْن أَي سهل وفي حديث عمر رضي الله عنه النساء ثلاث فهَيْنة لَيْنة عفِيفة وفي النوادر هُنْ عندي اليومَ واخْفِض عندي اليومَ وأَرِحْ عندي وارْفَهْ عندي واستَرْفِهْ عندي ورَفِّهْ عندي وأَنْفِهْ عندي واسْتَنفِهْ عندي وتفسيره أَقم عندي واسترح واسْتَجِمَّ هُنْ من الهَوْن وهو الرفق والدَّعة والسكون وأَهُوَنُ اسمُ يومِ الاثنين في الجاهلية قال بعض شعراء الجاهلية أُؤَمِّلُ أَن أَعِيشَ وأَنَّ يَوْمِي بأَوَّلَ أَو بأَهْونَ أَو جُبارِ أَو التالي دُبارٍ أَم فيوْمي بمُؤنِسٍ أَو عَروُبة أَو شِيارِ قال ابن بري ويقال ليوم الاثنين أَيضاً أَوْهَدُ من الوَهْدة وهي الانحطاط لانخفاض العدد من الأَول إلى الثاني والأَهْوَنُ اسم رجل وما أَدري أَيُّ الهُون هو أَي أَيُّ الخلق قال ابن سيده والزاي أأَوالهُونُ أَبو قبيلة وهو الهُونُ بن خزيمة بن مُدْرِكة ابن إلْياس بن مُضَرَ أَخو القارة وقال أَبو طالب الهَوْنُ والهُونُ جميعاً ابن خُزيمة بن مدركة بن ذات القارة أَتْيَغَ بنِ الهُون بن خزيمة
( * قوله « مدركة بن ذات القارة أتيغ بن الهون إلخ » هكذا في الأصل )
سموا قارَة لأَن هَرير بن الحرث قال لغوثِ بن كعب حين أَراد أَن يُفَرِّقَ بين أَتْيغ دَعْنا قارةً واحدةً فمن يومئذ سُمُّوا قارة ابن الكلبي أَراد يَعْمَرُ الشَّدَّاخُ أَن يُفَرِّقَ بُطونَ الهُون في بُطون كنانة فقال رجل من الهُون دَعُونا قارةً لا تُنْفِرُونا فنَجْفُلَ مثلَما جفَلَ الظَّليمُ
( * قوله « فنجفل مثل ما جفل الظليم » هكذا في الأصل والذي أورده المصنف وصاحب الصحاح في مادة قول وكذا الميداني في مجمع الأمثال فنجفل مثل إجفال الظليم )
المُفَضَّلُ الضَّبِّيُّ القارة بنو الهُون والهاوَن
( * قوله « والهاون إلخ » عبارة التكملة ابن دريد الهاوون أي بواوين الأولى مضمومة الذي يدق به عربي صحيح ولا يقال هاون أي بفتح الواو لأنه ليس في كلام العرب إسم على فاعل بعد الألف واو قال ابو زيد في الهاوون إنه سمعه من أناس ولم يجئ به غيره وقال الفراء في كتابه البهي وتقول لهذا الهاون الذي يدق به الهاوون بواوين ) والهاوُنُ والهاوُون فارسي معرب هذا الذي يُدَقُّ فيه قيل كان أَصله هاوُون لأَن جمعه هَوَاوينُ مثل قانون وقَوَانين فحذفوا منه الواو الثانية استثقالاً وفتحوا الأُولى لأَنه ليس في كلامهم فاعُلٌ بضم العين والمُهْوَئِنُّ الوَطِيءُ من الأَرض نحو الهَجْلِ والغائط والوادي وجمعه مُهْوَئِنَّاتٌ

( هين ) هانَ يَهِينُ مثل لانَ يَلِين وفي المثل إذا عَزَّ أَخوك فهِنْ وما هَيَانُ هذا الأَمرِ أَي شأنُه وهَيّانُ بن بَيّانَ لا يُعْرَفُ ولا يُعْرَف أَبوه وقد ذكر أَن نونه زائدة والله أَعلم

( هيزمن ) الهِنْزَمْرُ والهِنْزَمْنُ والهِيْزَمْنُ كلها عيد من أَعياد النصارى أَو سائر العجم وهي أَعجمية والله أَعلم

( وأن ) رجل وَأْنٌ أَحمق كثير اللحم ثقيل وامرأَة وَأْنَةٌ غليظة والوَأْنَة الحَمْقاء وامرأَةٌ وَأْنَة إذا كانت مُفاربة الخَلْق وقال أَبو منصور هي وَأْبة بالباء وقال الليث الوَأْنة سواءٌ فيه الرجلُ والمرأَة يعني المُقْتَدِرَ الخَلْق ابن الأَعرابي التَّوْأَنُ ضَعْف البَدَنِ والرَّأْيِ أَيّ ذلك كان قال أَبو منصور التَّوْأَن مأْخوذ من قولهم رجل وَأْنٌ وهو الأَحمق ويقال للرجل الأَحمق وأْنٌ مِلْدَمٌ خُجَأَةٌ ضَوْكَعَةٌ

( وبن ) اللحياني يقال ما في الدار وابِرٌ ولا وابِنٌ أَي ما فيها أَحدٌ ابن الأَعرابي الوَبْنَةُ الأَذى والوَبْنة الجَوْعَةُ

( وتن ) الوَتِينُ عِرْقٌ في القلب إذا انقطع مات صاحبه ومنه حديث غسل النبي صلى الله عليه وسلم والفَضْل يقول أَرِحْني قَطَعْتَ وَتِيني أَرى شيئاً يَنْزِلُ عليَّ ابن سيده الوَتِينُ عِرقٌ لاصِقٌ بالصُّلب من باطنه أَجمع يَسْقي العُروقَ كلَّها الدمَ ويَسْقي اللَّحْمَ وهو نَهْرُ الجَسد وقيل هو عرق أَبيضُ مُسْتَبْطِنُ الفَقار وقيل الوتين يَستَقي من الفُؤاد وفيه الدم والوَتينُ الخِلْبُ وقيل هو نياطُ القلب وقيل هو عرق أَبيض غليظ كأَنه قصبة والجمع أوْتِنَةٌ ووُتْنٌ ووَتَنَه وتْناً أَصاب وَتِينَه قال حُميدٌ الأَرْقطُ شِرْيانَةٌ تَمْنَعُ بعدَ اللِّينِ وصِيغَةٌ ضُرِّجْنَ بالتَّسْنينِ من عَلَقِ المَكْليِّ والمَوْتونِ ووُتِنَ شكا وَتِينَه وفي التنزيل العزيز ثم لَقَطعْنا منه الوَتينَ قال أَبو إسحق عرْق يَسْتَبْطِنُ الصُّلبَ يجتمع إليه البَطْنُ وإليه تضم العروق ( ) ( قوله « وإليه تضم العروق » الذي في التهذيب وإليه تضرب العروق ) ووَتَنَ بالمكانَ وتْناً ووُتُوناً ثبت وأَقام به والواتِنُ الماءُ المَعينُ الدائم الذي لا يذهب عن أَبي زيد وفي الحديث أَمّا تَيْماءُ فعينٌ جاريةٌ وأَما خَيْبر فماءٌ واتِنٌ أَي دائم والواتِنُ الثابت والماءُ الواتِن الدائم أَعني الذي لا يجري وقيل الذي لا ينقطع أَبو زيد الواتِنُ من المياه الدائمُ المَعينُ الذي لا يذهب الليث الواتِنُ والواثِنُ لغتان وهو الشيء المقيم الدائم الراكد في مكانه قال رؤبة أَمْطَرَ في أَكْنافِ غَيْنٍ مُغْيِنِ على أَخِلاَّءِ الصَّفاء الوُتَّنِ قال يروى بالثاء والتاء ومعناهما الدَّوْمُ على العَهْد وأَنشد ابن بري لكعب بن زهير وهو التَّرِيكَةُ بالمِكَرِّ وحارثٍ فَقْعَ القَراقِر بالمكانِ الواتِنِ قال ابن بري وقال أَبو عمرو يقال وَتَنَ وأَتَنَ إذا ثَبَتَ في المكان وأَنشد لأَبَّاق الدُّبَيْرِي أَتَنْتُ لها فلم أَزَلْ في خِبائِها مقيماً إلى أَن أَنْجَزَتْ خِلَّتي وَعْدِي وقد وَتَنَ ووَثَنَ بمعنى واحد قال أَبو منصور المعروف وَتَنَ يَتِنُ بالتاء وُتُوناً والوَتِينُ منه مأْخوذ والمُواتَنة المُلازمة وفي الصحاح المُلازَمة في قلة التفرّق قال أَبو منصور ولم أَسمع وَثَنَ بالثاء بهذا المعنى لغير الليث قال ولا أَدري أَحفِظَه عن العرب أَم لا الجوهري وَتَنَ الماءُ وغيره وُتُوناً وتِنَةً أَي دامَ ولم ينقطع ووَاتَنَ القومُ دارَهم أَطالوا الإقامة فيها ووَاتَنَ الرجلَ مُوَاتَنَةً ووِتاناً فعل ما يفعل وهي أَيضاً المُطاولة والمُماطلة والوَتْنُ أَن تَخْرُجَ رجلا المولود قَبْل رأْسه لغة في اليَتْنِ وقيل الوَتْنُ الذي وُلِدَ منكوساً فهو مَرَّةً اسم للوِلادِ ومَرَّةً اسم للولد وأُوْتَنَتِ المرأَةُ ولدت وَتْناً كأَيْتَنَتْ إذا ولدت يَتْناً ابن الأَعرابي امرأَة مَوْتُونة إذا كانت أَدِيبةً وإن لم تكن حَسْناء والوَتْنَةُ مُلازمةُ الغريم والوَتْنَة المخالفة هاتان بالتاء والوَثْنة بالثاء الكَفْرَةُ

( وثن ) الوَثْنُ والوَاثِنُ المقيم الراكد الثابت الدائم وقد وَثَنَ قال ابن دريد وليس بثَبْتٍ قال والذي حكاه أَبو عبيد الواتن وقد حكى ابن الأَعرابي وَثَنَ بالمكان قال ولا أَدري من أَين أَنكره ابن دريد الليث الواثن والواتن لغتان وهو الشيء المقيم الراكد في مكانه قال رؤبة على أَخِلاَّءِ الصَّفاء الوُثَّنِ قال الليث يروى بالثاء والتاء ومعناهما الدّوْمُ على العهد وقد وَتَنَ ووَثَنَ بمعنى واحد قال أَبو منصور المعروف وَتَنَ يَتِنُ بالتاء وُتُوناً ولم أَسمع وَثَنَ بالثاء بهذا المعنى لغير الليث قال ولا أَدري أَحفظه عن العرب أَم لا والوَثْنة بالثاء الكَفْرَةُ والمَوْثُونة بالثاء المرأَةُ الذليلة وامرأَة موثونة بالثاء إذا كانت أَديبةً وإن لم تكن حَسْناء والوَثَنُ الصنم ما كان وقيل الصنم الصغير وفي الحديث شاربُ الخمر كعابدِ وَثَنٍ قال ابن الأَثير الفرق بين الوَثَنِ والصَّنَم أَن الوَثَنَ كل ما له جُثَّةٌ معمولة من جواهر الأَرض أَو من الخشب والحجارة كصورة الآدمي تُعمَلُ وتُنْصَبُ فتُعْبَدُ والصَّنَمُ الصورة بلا جُثَّةٍ ومنهم من لم يفرق بينهما وأَطلقهما على المعنيين قال وقد يطلق الوَثَنُ على غير الصورة والجمع أَوْثانٌ ووُثُنٌ ووُثْنٌ وأُثُنٌ على إبدال الهمزة من الواو وقد قرئ إنْ يَدْعُونَ من دونه إلا أُثُناً حكاه سيبويه قال الفراء وهو جمع الوَثَنِ فضم الواو وهمزها كما قال وإذا الرسلُ أُقِّتَتْ الأَزهري قال شمر فيما قرأْت بخطه أَصل الأَوْثانِ عند العرب كل تِمْثالٍ من خشب أَو حجارة أَو ذهب أَو فضة أَو نحاس أَو نحوها وكانت العرب تنصبها وتعبدها وكانت النصارى نصبت الصَّليب وهو كالتِّمْثال تُعَظِّمُه وتعبده ولذلك سماه الأَعشى وَثَناً وقال تَطُوفُ العُفاةُ بأَبْوابِه كطَوْفِ النَّصارى ببَيْتِ الوَثَنْ أَراد بالوَثَنِ الصليب قال وقال عَدِيُّ بن حاتم قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم وفي عُنُقِي صَليب من ذهب فقال لي أَلْقِ هذا الوَثَنَ عنك أَراد به الصليب كما سماه الأَعشى وَثَناً ووُثِنَتِ الأَرض مُطِرَتْ عن ابن الأَعرابي وأَرض مَضْبوطةٌ ممطورة وقد ضُبِطَتْ ووُثِنَتْ بالماء ونُصِرَتْ أَي مُطِرَتْ واسْتَوْثَنَت الإِبلُ نشأَت أَولادُها معها واسْتَوْثَنَ النَّحْلُ صار فرقتين كباراً وصغاراً واسْتَوْثَنَ المالُ كثر واسْتَوثَنَ من المال استكثر منه مثل اسْتَوثَجَ واسْتَوثَرَ والله أَعلم

( وجن ) الوَجْنَةُ ما ارتفع من الخَدَّيْنِ للشِّدْق والمَحْجِرِ ابن سيده الوَجْنةُ والوِجْنَةُ والوُجْنةُ والوَجَنةُ والأُجْنة والأَجْنةُ الأَخيرة عن يعقوب حكاه في المبدل ما انحدر من المَحْجِرِ ونتأَ من الوجه وقيل ما نتأَ من لحم الخدين بين الصُّدْغين وكَنَفَي الأَنف وقيل هو فَرَقُ ما بين الخَدَّيْنِ والمَدْمَعِ من العظم الشاخص في الوجه إِذا وَضَعْتَ عليه يَدَك وجدت حَجْمَه وحكى اللحياني إِنه لَحَسَن الوَجَناتِ كأَنه جعل كل جزء منها وَجْنةً ثم جمع على هذا ورجل أَوْجَنُ ومُوَجَّنٌ عظيم الوَجَنات والمُوَجَّنُ الكثير اللحم ابن الأَعرابي إِنما سميت الوَجْنَةُ وَجْنَةً لنُتُوئها وغلظها وفي حديث الأَحْنَفِ كان ناتئَ الوَجْنةِ هي أَعلى الخدّ والوَجْنُ والوَجَنُ والوَجين والوَاجِنُ الأَخير كالكاهِل والغارِبِ أَرض صُلْبةٌ ذات حجارة وقيل هو العارض من الأَرض ينقاد ويرتفع قليلاً وهو غليظ وقيل الوَجِين الحجارة وفي حديث سَطِيحٍ تَرْفَعُني وَجْناً وتَهْوِي بي وَجَنْ هي الأَرض الغليظة الصُّلْبة ويروى وُجْناً بالضم جمع وَجِينٍ وناقة وَجْناءُ تامة الخَلْق غليظة لحم الوَجْنةِ صُلْبة شديدة مشتقة من الوَجِين الي هي الأَرض الصلبة أَو الحجارة وقال قوم هي العظيمة الوَجْنَتَين والأَوْجَنُ من الجمال والوَجْناء من النُّوق ذات الوَجْنةِ الضخمة وقلما يقال جَمَلٌ أَوْجَنُ ويقال الوَجْناء الضخمة شبهت بالوَجِين العارض من الأَرض وهو مَتْنٌ ذو حجارة صغيرة وقال ابن شميل الوَجْناءُ تشبه بالوجين وهي العظيمةُ وفي قصيد كَعْب بن زُهَيْر وَجْناء في حُرَّتَيْها للبَصِير بها وفيها أَيضاً غَلْباء وَجْناء عُلكوم مُذَكَّرَة الوَجْناءُ الغليظة الصُّلْبة وفي حديث سَواد بن مُطَرِّف وَأْدَ الذِّعْلِب الوَجْناءِ أَي صوت وطئها على الأَرض ابن الأَعرابي الأَوْجَنُ الأَفْعَلُ من الوَجِين في قول رؤبة أَعْيَسَ نَهَّاضٍَ كحَيْدِ الأَوْجَنِ
( * قوله « أعيس نهاض إلخ » صدره في خدر مياس الدمى معرجن والمعرجن المصفر أي في خدر معرجن أي مصفر بالعهون )
قال والأَوْجَنُ الجبَلُ الغليظ ابن شميل الوَجِينُ قُبُل الجبل وسَنَده ولا يكون الوَجينُ إِلا لواد وَطِيءٍ تعارض فيه الوادي الداخل في الأَرض الذي له أَجْرافٌ كأَنها جُدُرٌ فتلك الوُجُنُ والأَسْنادُ والوَجينُ شَطُّ الوادي ووَجَنَ به الأَرضَ ضربها به وما أَدري أَي من وَجَّنَ الجلدَ هو حكاه يعقوب ولم يفسره وقال في التهذيب وغيره أَي أَيُّ الناس هو والوَجْنُ الدَّقُّ والمِيجَنةُ مِدَقَّةُ القَصّارِ والجمع مَواجِنُ ومَياجِنُ على المعاقبة قال عامر بن عُقَيْلٍ السَّعديّ رِقابٌ كالمَوَاجِن خاظِياتٌ وأَسْتاهٌ على الأَكْوار كُومُ قوله خاظيات بالظاء من قولهم خَظاً بَظاً قال ابن بري اسم هذا الشاعر في نوادر أَبي زيد عليُّ بن طُفيل السعدي وقبل البيت وأَهْلَكَني لكُمْ في كل يومٍ تَعَوُّجُكُمْ عَلَيَّ وأَسْتَقِيمُ وفي حديث عليّ كرم الله وجهه ما شَبَّهْتُ وَقْعَ السيوف على الهامِ إِلا بوَقْعِ البَيازِرِ على المَوَاجِنِ جمع مِيجَنةٍ وهي المِدَقَّةُ يقال وَجَنَ القصّارُ الثوب يَجِنُه وَجْناً دَقَّه والميم زائدة وهي مِفْعَلةٌ بالكسر وقال أَبو القاسم الزجاجي جمع مِيجَنةٍ على لفظها مَياجن وعلى أَصلها مَوَاجن اللحياني المِيجَنةُ التي يُوجَّنُ بها الأَديمُ أَي يُدَقُّ ليلين عند دباغه وقال النابغة الجعدي ولم أَرَ فيمَنْ وَجَّنَ الجِلدَ نِسْوةً أَسَبَّ لأَضْيافٍ وأَقْبَحَ مَحْجِرا ابن الأَعرابي والتَّوَجُّنُ الذل والخضوع وامرأَة مَوْجُونةٌ وهي الخَجِلَةُ من كثرة الذنوب

( وحن ) الحِنَةُ الحِقْدُ وَحَنَ عليه حِنَةً مثل وَعَدَ عِدَةً وقال اللحياني وَحِنَ عليهم بالكسر حِنةً كذلك التهذيب ابن الأَعرابي التَّوَحُّنُ عِظَم البطن والتَّحَوُّنُ الذُّل والهلاك والوَحْنةُ الطين المُزْلقُ

( وخن ) ابن الأَعرابي التَّوَخُّنُ القصد إِلى خير أَو شر قال والوَخْنةُ الفساد والنَّوْخَةُ الإِقامة

( ودن ) ودَنَ الشيءَ يَدِنُه وَدْناً ووِداناً فهو مَوْدون ووَدِينٌ أَي منقوع فاتَّدَنَ بَلَّهُ فابْتَلَّ قال الكميت وراجٍ لِينَ تَغْلِبَ عن شِظَافٍ كمُتَّدِنِ الصَّفا حتى يَلِينا
( * قوله « حتى يلينا » الذي في التهذيب والصحاح كيما يلينا )
أَي يَبُلُّ الصَّفا لكي يلين قال ابن سيده هذا قول أَبي عبيد قال وعندي أَنه إِنما فَسَّرَ على المعنى وحقيقته أَن المعنى كمثل الصَّفا كأَن الصفا جُعلَتْ فيه إِرادةٌ لذلك وقول الطِّرمّاح عَقائل رَمْلَةٍ نازَعْنَ منها دُفُوفَ أَقاحِ مَعْهودٍ وَدينِ قال أَبو منصور أَراد دُفوفَ رمل أَو كَثيب أَقاح مَعْهودٍ أَي ممطور أَصابه عَهْدٌ من المطر بعد مطر وقوله وَدِين أَي مَوْدُونٍ مبلول من وَدَنْتُه أَدِنُه وَدْناً إِذا بللته وحكى الأَزهري في ترجمة دين قال قال الليث الدِّينُ من الأَمطار ما تعاهد موضعاً لا يزال يَرُبُّ به ويصيبه وأَنشد دُفُوف أَقاحِ مَعْهُودٍ ودِينِ وقال هذا خطأٌ والواو في وَدِين فاء الفعل وهي أَصلية وليست بواو العطف قال ولا يعرف الدِّينُ في باب الأَمطار قال وهذا تصحيف من الليث أَو ممن زاد في كتابه وقد ذكرنا ذلك في موضعه الأَزهري سمعت العرب تقول وَدَنْتُ الجلد إِذا دفنته تحت الثَّرَى ليلين فهو مَوْدون وكل شيء بللته فقد ودَنْتَه ووَدنتُ الثوب أَدِنُه وَدْناً إِذا بللته وجاء قوم إِلى بنت الخُسِّ بحجر وقالوا أَحْذي لنا من هذا نعلاً فقالت دِنُوهُ قال ابن بري أَي رَطِّبُوه يقال جاء مطر ودَنَ الصخرَ واتَّدَنَ الشيءُ أَي ابتلّ واتَّدَنه أَيضاً بمعنى بلَّهُ وفي حديث مُصْعَبِ بن عُمير وعليه قطعة نَمِرَةٍ قد وصلها بإِهاب قد وَدَنه أَي بله بماء ليخضع ويلين يقال وَدَنْتُ القِدَّ والجلد أَدِنُه إِذا بللته وَدْناً ووِداناً فهو مَوْدون وفي حديث ظَبْيانَ أَن وَجّاً كان لبني إِسرائيل غرسوا وِدانه أَراد بالوِدانِ مواضع النَّدَى والماء التي تصلح للغِراس ووَدَنُوه بالعصا لينوه كما يُودَنُ الأَديمُ قال وحدَّث رجل من بني عقيل ابنه فنَذِر به إِخوته فأَخذوه فوَدَنُوه بالعصا حتى ما يشتكي أَي حتى ما يشكو من الضعف لأَنه لا كلام وروى ابن الأَعرابي أَن رجلاً من الأَعراب دخل أَبيات قوم فوَدَنُوه بالعصا كأَنَّ معناه دَقُّوه بالعصا ابن الأَعرابي التَّوَدُّنُ لينُ الجلد إِذا دبغ وقوله ولقد عَجِبتُ لكاعِبٍ مَوْدُونةٍ أَطْرافُها بالحَلْيِ والحِنَّاءِ مَوْدُونةٍ مُرَطَّبةٍ ودنُوه رَطَّبوه والوَدْنَةُ العَرْكَةُ بكلام أَو ضرب والوَدْنُ والوِدانُ حُسْن القيام على العَرُوس وقد ودَنَوها ابن الأَعرابي أَخذوا في وِدَانِ العروس إِذا عَلَّلُوها بالسَّوِيق والتَّرَفُّه للسِّمَنِ يقال وَدنوه وأَخذوا في وِدَانهِ وأَنشد بئس الوِدانُ للفَتى العَرُوسِ ضَرْبُكَ بالمِنْقار والفُؤُوسِ ووَدَنْتُ العَرُوس والفرسَ وِداناً أَي أَحسنت القيام عليهما التهذيب في ترجمة ورن ابن الأَعرابي التَّوَرُّنُ كثرة التَّدَهُّن والنعيم قال أَبو منصور التَّوَدُّنُ بالدال أَشبه بهذا المعنى ووَدَنَ الشيءَ وَدْناً وأَوْدَنَه ووَدَّنَه قصره وودَنْتُه وأَودَنْتُه نَقَّصته وصَغَّرته وأَنشد ابن الأَعرابي مَعي صاحبٌ غيرُ هِلواعَةٍ ولا إِمَّعِيّ الهَوَى مُودَن وقال آخر لما رأَته مُودَناً عِظْيَرَّا قالت أُرِيدُ العُتْعُتَ الذِّفَرَّا العُتْعُت الرجل الطويل والمُودَنُ والمَوْدُون القصير العُنُقِ الضَّيِّقُ المَنْكِبين الناقص الخلق قال بعضهم مع قصر أَلواح اليدين وفي التهذيب مع قصر الأَلواح واليدين وامرأَةٌ مَوْدُونة قصيرة صغيرة وفي حديث ذي الثُّدَيَّةِ أَنه كان مَوْدُونَ اليد وفي رواية مُودَنَ اليد وفي أُخرى إِنه لَمُودَنُ اليد أَي ناقص اليد صغيرها قال الكسائي وغيره المُودَنُ اليد القصير اليد يقال أَوْدَنْتُ الشيء قصرته قال أَبو عبيد وفيه لغة أُخرى وَدَنْتُه فهو مَوْدونٌ قال حسان بن ثابت يذم رجلاً وأُمُّكَ سَوْداءُ مَوْدُونَةٌ كأَنَّ أَنامِلَها الحُنْظُبُ وأَورد الجوهري هذا البيت شاهداً على قوله وَدَنَتِ المرأَةُ وأَوْدَنَتْ إِذا ولدت ولداً ضاوِيّاً والولد مَوْدونٌ ومُودَنٌ وأَنشد البيت وقال آخر وقد طُلِقَتْ ليلةً كُلَّها فجاءت به مُودَناً خَنْفَقِيقا أَي لئيماً ويقال وَدَنَتِ المرأَة وأَوْدَنَتْ ولدت ولداً قصير العنق واليدين ضيق المنكبين وربما كان مع ذلك ضاوِيّاً وقيل المُودَنُ القصير ويقال وَدَنْت الشيءَ أَي دققته فهو مَوْدونٌ أَي مَدْقوق والمَوْدُونَةُ دُخَّلَةٌ من الدَّخاخيل قصيرة العنق دقيقة الجُثَّة ومَوْدُون اسم فرسِ مِسْمَع بن شهاب وقيل فرس شَيْبان بن شِهاب قال ذو الرمة ونَحْنُ غَدَاةَ بَطْنِ الجِزْعِ فِئْنَا بمَوْدُونٍ وفارِسِه جهارَا

( وذن ) التهذيب ابن الأَعرابي التَّذَوُّنُ النَّعْمةُ والتَّوَذُّنُ الضَّرْبُ
( * قوله « والتوذن الضرب » كذا بالأصل والذي في القاموس الصرف بالصاد المهملة والفاء وقال شارحه وفي بعض النسخ الضرب ) والتَّوَذُّنُ أَيضاً الإِعْجابُ والله أَعلم

( ورن ) : وَرْنَةُ : ذو القَعْدةِ قال ابن سيده : أَرى ذلك في الجاهلية وجمعها وَرْناتٌ وقال ثعلب : هو جمادى الآخرة وأَنشدوا : فأَعْدَدْتُ مَصْقُولاً لأَيَّامِ وَرْنَةٍ إِذا لم يَكُنْ للرَّمْيِ والطَّعْنِ مَسْلَكُ قال ثعلب : ويقال له أَيضاً رِنَةُ غير مصروف . قال ابن الأَعرابي : أَخبرني أَبي عن بعض شيوخه قال كانت العرب تسمي جمادى الآخرة رُنَّى وذا القَعْدة وَرْنَةَ وذا الحِجَّة بُرَكَ . قال ابن الأَعرابي : التَّوَرُّنُ كثرة التَّدَهُّن والنعيم . قال أَبو منصور : التَّوَدُّنُ بالدال أَشبه بهذا المعنى وقد ذكرناه في موضعه

( وزن ) الوَزْنُ رَوْزُ الثِّقَلِ والخِفَّةِ الليث الوَزْنُ ثَقْلُ شيء بشيء مثلِه كأَوزان الدراهم ومثله الرَّزْنُ وَزَنَ الشيءَ وَزْناً وزِنَةً قال سيبويه اتَّزَنَ يكون على الاتخاذ وعلى المُطاوعة وإِنه لحَسَنُ الوِزْنَةِ أَي الوَزْنِ جاؤوا به على الأَصل ولم يُعِلُّوه لأَنه ليس بمصدر إِنما هو هيئة الحال وقالوا هذا درهم وَزْناً ووَزْنٌ النصب على المصدر الموضوع في موضع الحال والرفع على الصفة كأَنك قلت موزون أَو وازِنٌ قال أَبو منصور ورأَيت العرب يسمون الأَوْزانَ التي يُوزَنُ بها التمر وغيره المُسَوَّاةَ من ا لحجارة والحديد المَوَازِينَ واحدها مِيزان وهي المَثَاقِيلُ واحدها مِثْقال ويقال للآلة التي يُوزَنُ بها الأَشياء مِيزانٌ أَيضاً قال الجوهري أَصله مِوْزانٌ انقلبت الواو ياء لكسرة ما قبلها وجمعه مَوَازين وجائز أَن تقول للمِيزانِ الواحد بأَوْزانِه مَوازِينُ قال الله تعالى ونَضَعُ المَوازِينَ القِسْطَ يريد نَضَعُ المِيزانَ القِسْطَ وفي التنزيل العزيز والوَزْنُ يومئِذٍ الحَقُّ فمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُه فأُولئك هم المفلحون وقوله تعالى فأَمّا من ثَقُلَتْ مَوَازِينُه وأَما مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُه قال ثعلب إِنما أَرادَ مَنْ ثَقُلَ وَزْنُه أَو خَفّ وَزْنُه فوضع الاسم الذي هو الميزان موضع المصدر قال الزجاج اختلف الناس في ذكر الميزان في القيامة فجاء في التفسير أَنه مِيزانٌ له كِفَّتانِ وأَن المِيزانَ أُنزل في الدنيا ليتعامل الناس بالعَدْل وتُوزَنَ به الأَعمالُ وروى جُوَيْبر عن الضَّحَّاك أَن الميزان العَدْلُ قال وذهب إِلى قوله هذا وَزْنُ هذا وإِن لم يكن ما يُوزَنُ وتأْويله أَنه قد قام في النفس مساوياً لغيره كما يقوم الوَزْنُ في مَرْآةِ العين وقال بعضهم الميزانُ الكتاب الذي فيه أَعمال الخَلْق قال ابن سيده وهذا كله في باب اللغة والاحتجاج سائغٌ إِلا أَن الأَولى أَن يُتَّبَعَ ما جاء بالأَسانيد الصحاح فإِن جاء في الخبر أَنه مِيزانٌ له كِفَّتانِ من حيث يَنْقُلُ أَهلُ الثِّقَة فينبغي أَن يُقْبل ذلك وقوله تعالى فلا نُقِيمُ لهم يوم القيامة وَزْناً قال أَبو العباس قال ابن الأَعرابي العرب تقول ما لفلان عندي وَزْنٌ أَي قَدْرٌ لخسته وقال غيره معناه خِفّةُ مَوَازينهم من الحَسَنات ويقال وَزَنَ فلانٌ الدراهمَ وَزْناً بالميزان وإِذا كاله فقد وَزَنَه أَيضاً ويقال وَزَنَ الشيء إِذا قدَّره ووزن ثمر النخل إِذا خَرَصَه وفي حديث ابن عباس وسئل عن السلف في النخل فقال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بَيْعِ النخل حتى يؤكل منه وحتى يُوزَنَ قلت وما يُوزَنُ ؟ فقال رجل عنده حتى يُحْزَرَ قال أَبو منصور جعل الحَزْر وَزْناً لأَنه تقدير وخَرْصٌ وفي طريق أُخرى نهى عن بيع الثمار قبل أَن توزن وفي رواية حتى تُوزَنَ أَي تُحْزَرَ وتُخْرَصَ قال ابن الأَثير سماه وَزْناً لأَن الخارص يَحْزُرُها ويُقَدِّرُها فيكون كالوزن لها قال ووجه النهي أَمران أَحدهما تحصين الأَموال
( * قوله « تحصين الأموال » وذلك أنها في الغالب لا تأمن العاهة إلا بعد الادراك وذلك أوان الخرص ) والثاني أَنه إِذا باعها قبل ظهور الصَّلاح بشرط القطع وقبل الخَرْص سقط حقوق الفقراء منها لأَن الله تعالى أَوجب إِخراجها وقت الحصاد والله أَعلم وقوله تعالى وإِذا كالُوهُمْ أَو وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ المعنى وإِذا كالوا لهم أَو وَزَنُوا لهم يقال وَزَنْتُ فلاناً ووَزَنْتُ لفلان وهذا يَزِنُ درهماً ودرهمٌ وازِنٌ وقال قَعْنَبُ بن أُمِّ صاحب مثْل العَصافير أَحْلاماً ومَقْدُرَةً لو يُوزَنُون بِزِفّ الرِيش ما وَزَنُوا جَهْلاً علينا وجُبْناً عن عَدُوِّهِم لبِئْست الخَلَّتانِ الجَهْلُ والجُبُنُ قال ابن بري الذي في شعره شبه العصافير ووازَنْتُ بين الشيئين مُوَازَنَةً ووِزاناً وهذا يُوازِنُ هذا إِذا كان على زِنَتِه أَو كان مُحاذِيَهُ ويقال وَزَنع المُعْطِي واتَّزَنَ الآخِذُ كما تقول نَقَدَ المُعْطِي وانْتَقَد الآخذُ وهو افتعل قلبوا الواو تاء فأَدغموا وقوله عز وجل وأَنبتنا فيها من كل شيء مَوْزونٍ جرى على وَزَنَ مَنْ قَدّر اللهُ لا يجاوز ما قدَّره الله عليه لا يستطيع خَلْقٌ زيادةٌ فيه ولا نقصاناً وقيل من كل شيء مَوْزونٍ أَي من كل شيء يوزن نحو الحديد والرَّصاص والنحاس والزِّرْنيخ هذا قول الزجاج وفي النهاية فَسَّرَ المَوْزونَ على وجهين أَحدهما أَن هذه الجواهر كلَّها مما يوزَنُ مثل الرصاص والحديد والنُّحاس والثَّمَنَيْنِ أَعني الذهب والفضة كأَنه قصد كل شيء يُوزَنُ ولا يكال وقيل معنى قوله من كل شيء مَوْزُونٍ أَنه القَدْرُ المعلوم وَزْنُه وقَدْرُه عند الله تعالى والمِيزانُ المِقْدار أَنشد ثعلب قد كُنْتُ قبل لقائِكُمْ ذا مِرَّةٍ عِنْدي لكل مُخاصِمٍ ميزانُه وقام مِيزانُ النهار أَي انتصف وفي الحديث سبحان الله عَدَدَ خَلْقِه وزِنَةَ عَرْشِه أَي بوَزْن عَرْشِه في عظم قَدْره من وَزَنَ يَزِنُ وَزْناً وزِنَةً كوَعَدَ عِدَةً وأَصل الكلمة الواو والهاء فيها عوض من الواو المحذوفة من أَولها وامرأَة مَوْزونةٌ قصيرة عاقلة والوَزْنَةُ المرأَة القصيرة الليث جارية موزونة فيها قِصَرٌ وقال أَبو زيد أَكل فلان وَزْمَةً ووَزْنَةً أَي وَجْبةً وأَوْزانُ العربِ ما بَنَتْ عليه أَشعارها واحدها وَزْنٌ وقد وَزَنَ الشِّعْرَ وَزْناً فاتَّزَنَ كلُّ ذلك عن أَبي إِسحق وهذا القول أَوْزَنُ من هذا أَي أَقوى وأَمكنُ قال أَبو العباس كان عُمارة يقرأُ ولا الليلُ سابقُ النهارَ بالنصب قال أَبو العباس ما أَرَدْتَ ؟ فقال سابقٌ النهارَ فقلت فهَلاَّ قلته قال لو قُلْتُهُ لكان أَوْزَنَ والمِيزانُ العَدْلُ ووازَنَه عادله وقابله وهو وَزْنَهُ وزِنَتَهُ ووِزانَهُ وبوِزانه أَي قُبَالَتَه وقولهم هو وَزْنَ الجبل أَي ناحيةً منه وهو زِنَةَ الجبل أَي حِذاءَه قال سيبويه نُصِبا على الظرف قال ابن سيده وهو وَزْنَ الجبل وزِنَتَه أَي حِذاءَه وهي أَحد الظروف التي عزلها سيبويه ليفسر معانيها ولأَنها غرائب قال أَعني وَزْنَ الجبلِ قال وقياس ما كان من هذا النحو أَن يكون منصوباً كما ذكرناه بدليل ما أَومأَ إِليه سيبويه هنا وأَما أَبو عبيد فقال هو وِزانُه بالرفع والوَزْنُ المثقال والجمع أَوْزانٌ وقالوا درهم وَزْنٌ فوصفوه بالمصدر وفلان أَوْزَنُ بني فلانٍ أَي أَوْجَهُهُمْ ورجل وَزِينُ الرأْي أَصيله وفي الصحاح رَزينُه ووَزَنَ الشيءُ رَجَحَ ويروى بيتُ الأَعشى وإِن يُسْتَضافُوا إِلى حُكْمِه يُضافُوا إِلى عادِلٍ قد وَزَنْ وقد وَزُنَ وَزَانةً إِذا كان متثبتاً وقال أَبو سعيد أَوْزَمَ نفسَه على الأَمر وأَوْزَنَها إذا وَطَّنَ نفسه عليه والوَزْنُ الفِدْرة من التمر لا يكاد الرجل يرفعها بيديه تكون ثلثَ الجُلَّةِ من جِلال هَجَرَ أَو نصْفَها وجمعه وُزُونٌ حكاه أَبو حنيفة وأَنشد وكنا تَزَوَّدْنا وُزُوناً كثيرةً فأَفْنَيْنَها لما عَلَوْنا سَبَنْسَبا والوَزِينُ الحَنْظَلُ المطحون وفي المحكم الوَزينُ حَبّ الحنظل المطحون يُبَلُّ باللبن فيؤكل قال إِذا قَلَّ العُثَانُ وصار يوماً خَبِيئةَ بيت ذي الشَّرَفِ الوَزينُ أَراد صار الوَزينُ يوماً خبيئة بيت ذي الشرف وكانت العرب تتخذ طعاماً من هَبِيدِ الحنظل يَبُلُّونه باللبن فيأْكلونه ويسمونه الوَزينَ ووَزْنُ سَبْعةٍ لَقَبٌ والوَزْنُ نَجْم يطلُع قبل سُهَيْل فيُظَنُّ إِياه وهو أَحد الكَوْكبين المُحْلِفَيْن تقول العرب حَضارِ والوَزْنُ مُحْلِفانِ وهما نجمان يطلُعان قبل سُهَيْلٍ وأَنشد ابن بري أَرَى نارَ لَيْلى بالعَقيقِ كأَنها حَضَارِ إِذا ما أَقْبَلَتْ ووَزِينُها ومَوْزَنٌ بالفتح اسم موضع وهو شاذ مثل مَوْحَدٍ ومَوْهَبٍ وقال كُثَيّر كأَنَّهُمُ قَصْراً مَصَابيحُ رَاهبٍ بمَوْزَنَ رَوَّى بالسَّلِيط ذُبالُها
( * قوله « روّى بالسليط ذبالها » كذا بالأَصل مضبوطاً كنسخة الصحاح الخط هنا وفي مادة قصر من الصحاح أَيضاً برفع ذبالها وشمالها ووقع في مادة قصر من اللسان مايخالف هذا الضبط )
هُمُ أَهْلُ أَلواحِ السَّرِير ويمنه قَرابينُ أَرْدافٌ لها وشِمالُها وقال كُثَيّرُ عَزَّةَ بالخَيْر أَبْلَجُ من سِقاية راهِبٍ تُجْلى بمَوْزَنَ مُشْرِقاً تِمْثالُها

( وسن ) قال الله تعالى لا تأْخذه سِنَةٌ ولا نوم أَي لا يأْخذه نُعاسٌ ولا نوم وتأْويله أَنه لا يَغْفُل عن تدبير أَمر الخلق تعالى وتَقَدَّسَ والسِّنَةُ النُّعَاس من غير نوم ورجل وَسْنانُ ونَعْسانُ بمعنى واحد والسِّنَةُ نُعاسً يبدأْ في الرأْس فإِذا صار إِلى القلب فهو نوم وفي الحديث وتُوقِظ الوَسْنانَ أَي النائم الذي ليس بمُسْتَغْرِقٍ في نومه والوَسَنُ أَول النوم والهاء في السِّنَةِ عوض من الواو المحذوف ابن سيده السِّنَةُ والوَسْنَةُ والوَسَنُ ثَقْلَةُ النوم وقيل النُّعاس وهو أَول النوم وَسِنَ يَوْسَنُ وَسَناً فهو وَسِنٌ ووَسْنانُ ومِيسانٌ والأَنثى وَسِنَةٌ ووَسْنَى ومِيسانٌ قال الطِّرْمَّاحُ كلّ مِكْسالٍ رَقُودِ الضُّحَى وَعْثةٍ مِيسانِ ليلِ التِّمام واستْتَوْسَنَ مثله وامرأَة مِيسان بكسر الميم كأَن بها سِنَةً من رَزَانَتِها ووَسِنَ فلان إِذا أَخذته سِنَةُ النُّعاس ووَسِنَ الرجلُ فهو وَسِنٌ أَي غُشِيَ عليه من نَتْنِ البئر مثل أَسِنَ وأَوْسَنته البئرُ وهي رَكِيَّةٌ مُوسِنَةٌ عن أَبي زيد يَوْسَنُ فيها الإِنسانُ وَسَناً وهو غَشْيٌ يأْخذه وامرأَة وَسْنَى ووَسْنانةٌ فاترة الطَّرْفِ شبهت بالمرأَة الوَسْنَى من النوم وقال ابن الرِّقاعِ وَسْنانُ أَقْصَدَهُ النُّعَاسُ فَرنَّقَتْ في عَيْنهِ سِنَةٌ وليس بنائِمِ ففرق بين السِّنَةِ والنوم كما ترى ووَسِنَ الرجلُ يَوْسَنُ وَسَناً وسِنَةً إِذا نام نومة خفيفة فهو وسِنٌ قال أَبو منصور إِذا قالت العرب امرأَة وَسْنَى فالمعنى أَنها كَسْلَى من النَّعْمة وقال ابن الأَعرابي امرأَة مَوْسُونةٌ وهي الكَسْلَى وقال في موضع آخر المرأَة الكسلانة ورُزِقَ فلانٌ ما لم يَحْلُمْ به في وسَنِهِ وتوَسَّنَ فلان فلاناً إِذا أَتاه عند النوم وقيل جاءه حين اختلط به الوَسَنُ قال الطرمّاحُ أَذاك أَم ناشِطٌ تَوَسَّنَهُ جاري رَذاذٍ يَسْتَنُّ مُنْجرِدُهْ ؟ واوْسَنْ يا رجلُ ليلتك والأَلف أَلف وصل وتَوَسَّن المرأَة أَتاها وهي نائمة وفي حديث عمر رضي الله عنه أَن رجلاً تَوسَّنَ جارية فجَلَدَهُ وهَمَّ بجَلْدها فشهدنا أَنها مكرهة أَي تغشَّاها وهي وَسْنَى قهراً أَي نائمة وتوَسَّنَ الفحلُ الناقةَ تسَنَّمَها وقولهم توَسَّنَها أَي أَتاها وهي نائمة يريدون به إِتيان الفحل الناقة وفي التهذيب توَسَّنَ الناقة إِذا أَتاها باركة فضربها وقال الشاعر يصف سحاباً بِكْر توَسَّن بالخَمِيلَةِ عُوناً استعار التَّوَسُّنَ للسحاب وقول أَبي دُوَاد وغَيْث توَسَّنَ منه الرِّيا حُ جُوناً عِشاراً وعُوناً ثِقالاً جعل الرِّياحَ تُلْقِحُ السحابَ فضرب الجُونَ والعُون لها مثلاً والجُونُ جمع الجُونةِ والعُونُ جمع العَوَانِ وما لم هَمٌّ ولا وَسَنٌ إِلا ذاك مثل ما له حَمٌّ ولا سَمٌّ ووَسْنَى اسم امرأَة قال الراعي أَمِنْ آلِ وَسْنَى آخرَ الليلِ زائرُ ووادي الغُوَيْر دوننا فالسَّواجِرُ ؟ ومَيْسانُ بالفتح موضع

( وشن ) الوَشْنُ ما ارتفع من الأَرض وبعير وَشْنٌ غليظ والأَوْشَنُ الذي يُزَيِّنُ الرجلَ
( * قوله « يزين الرجل » كذا بالأصل والمحكم والذي في القاموس يأتي الرجل ) ويقعد معه على مائدته يأْكل طعامه والوَشْنان لغة في الأُشنانِ وهو من الحَمْضِ وزعم يعقوب أَن وُشْناناً وأُشْناناً على البدل التهذيب ابن الأَعرابي التَّوَشُّنُ قلة الماء

( وصن ) ابن الأَعرابي الوَصْنَةُ الخِرْقَةُ الصغيرة والصِّنْوةُ الفَسِيلَةُ والصَّوْنَةُ العَتِيدةُ والله أَعلم

( وضن ) وَضَنَ الشيءَ وَضْناً فهو مَوْضُونٌ ووضِينٌ ثنى بعضه على بعض وضاعَفَهُ ويقال وَضَنَ فلانٌ الحَجر والآجُرَّ بعضه على بعض إِذا أَشْرَجَه فهو مَوْضونٌ والوَضْنُ نسْجُ السريرِ وأَشباهه بالجوهر والثياب وهو مَوْضونٌ شمر المَوْضُونةُ الدِّرْع المنسوجة وقال بعضهم دِرْعٌ مَوْضونةٌ مُقارَبَةٌ في النسج مثل مَرْضُونةِ مُداخَلَةُ الحِلَقِ بعضها في بعض وقال رجل من العرب لامرأَته ضِنِيه يعني متاعَ البيت أَي قاربي بعضه من بعض وقيل الوَضْنُ النَّضْدُ وسرير مَوْضونٌ مضاعَفُ النسج وفي التنزيل العزيز على سُرُرٍ مَوْضونةٍ المَوْضونةُ المنسوجة أَي منسوجة بالدُّرِّ والجوهر بعضها مُداخَلٌ في بعض ودرع مَوْضونةٌ مضاعفة النسج قال الأَعشى ومن نَسْجِ داودَ مَوْضونَة يُساقُ بها الحَيُّ عِيراً فَعِيرا والمَوْضونَةُ الدِّرْعُ المنسوجة ويقال المنسوجة بالجواهر تُوضَنُ حِلَقُ الدِّرْعِ بعضها في بعض مُضاعَفةً والوَضْنَةُ الكُرْسي المنسوج والوَضِينُ بِطَانٌ عريض منسوج من سيور أَو شعر التهذيب إِنما سمت العرب وَضِينَ الناقةِ وَضِيناً لأَنه منسوج قال حُمَيد على مُصْلَخِمٍّ ما يكاد جَسِيمُهُ يَمُدُّ بِعِطْفَيْهِ الوَضِينَ المُسَمَّما والمُسَمَّمُ المزين بالسُّموم وهي خَرَز الجوهري الوَضِينُ للهَوْدج بمنزلة البِطانِ للقَتَب والتَّصْدِير للرَّحْل والحِزام للسَّرْج وهما كالنَّسْع إِلاَّ أَنهما من السيور إِذا نُسج نِساجةَ بعضها على بعض والجمع وُضُنٌ وقال المُثَقِّب العَبديُّ تَقولُ إِذا دَرَأْتُ لها وَضِيني أَهذا دَأْبُهُ أَبداً ودِينِي ؟ قال أَبو عبيدة وَضِينٌ في موضع مَوْضونٍ مثل قَتِيلٍ في موضع مَقْتولٍ تقول منه وَضَنْتُ النِّسْعَ أَضِنُهُ وَضْناً إِذا نسجته وفي حديث علي عليه السلام إِنَّكَ لَقَلِقُ الوَضِينِ الوَضِين بِطانٌ منسوج بعضه على بعض يُشَدُّ به الرَّحْلُ على البعير أَراد أَنه سريع الحركة يصفه بالخفة وقلة الثبات كالحزام إِذا كان رِخْواً وقال ابن جَبَلَةَ لا يكون الوَضينُ إِلا من جِلْدٍ وإِن لم يكن من جلد فهو غُرْضَةٌ وقيل الوَضِينُ يصلح للرَّحْل والهَوْدَجِ والبِطانُ للقَتَبِ خاصَّةَ ابن الأَعرابي التَّوَضُّن التَّحَبُّبُ والتَّوَضُّنُ التذلل ابن بري أَنشد أَبو عبيدة شاهداً على أَن الوَضِينَ بمعنى المَوْضونِ قوله إِليك تَعْدُو قَلِقاً وَضِينُها مُعْتَرِضاً في بطنها جَنِينُها مخالفاً دينَ النَّصارى دِينُها أَراد دينه لأَن الناقة لا دين لها قال وهذه الأَبيات يروى أَن ابن عمر أَنشدها لما انْدَفَع من جَمْعٍ ووردت في حديثه أَراد أَنها قد هزلت ودَقَّتْ للسير عليها قال ابن الأَثير أَخرجه الهروي والزمخشري عن ابن عمر وأَخرجه الطبراني في المعجم عن سالم عن أَبيه أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم أَفاض من عَرَفاتٍ وهو يقول إليك تعدو قَلِقاً وَضِينُها والمِيضَنَةُ كالجُوَالِق تتخذ من خُوصٍ والجمع مَوَاضين

( وطن ) الوَطَنُ المَنْزِلُ تقيم به وهو مَوْطِنُ الإنسان ومحله وقد خففه رؤبة في قوله أَوْطَنْتُ وَطْناً لم يكن من وَطَني لو لم تَكُنْ عاملَها لم أَسْكُنِ بها ولم أَرْجُنْ بها في الرُّجَّنِ قال ابن بري الذي في شعر رؤبة كَيْما تَرَى أَهلُ العِراقِ أَنني أَوْطَنْتُ أَرضاً لم تكن من وَطَني وقد ذكر في موضعه والجمع أَوْطان وأَوْطانُ الغنم والبقر مَرَابِضُها وأَماكنها التي تأْوي إليها قال الأَخْطَلُ كُرُّوا إلى حَرَّتَيْكُمْ تَعْمُرُونَهُمَا كما تَكُرُّ إلى أَوْطانها البَقَرُ ومَوَاطِنُ مكة مَوَافقها وهو من ذلك وَطَنَ بالمكان وأَوْطَنَ أَقام الأَخيرة أَعلى وأَوْطَنَهُ اتخذه وَطَناً يقال أَوْطَنَ فلانٌ أَرض كذا وكذا أَي اتخذها محلاً ومُسْكَناً يقيم فيها والمِيطانُ الموضع الذي يُوَطَّنُ لترسل منه الخيل في السِّباق وهو أَول الغاية والمِيتاء والمِيداء آخر الغاية الأَصمعي هو المَيْدانُ والمِيطانُ بفتح الميم من الأول وكسرها من الثاني وروى عمرو عن أَبيه قال المَيَاطِينُ المَيادين يقال من أَين مِيطانك أَي غايتك وفي صفته صلى الله عليه وسلم كان لا يُوطِنُ الأَماكن أََي لا يتخذ لنفسه مجلساً يُعْرَفُ به والمَوْطِنُ مَفْعِلٌ منه ويسمى به المَشْهَدُ من مشَاهد الحرب وجمعه مَوَاطن والمَوْطِنُ المَشْهَدُ من مَشَاهد الحرب وفي التنزيل العزيز لقد نصَركُمُ اللهُ في مَوَاطن كثيرة وقال طَرَفَةُ على مَوْطِنٍ يَخْشَى الفَتَى عنده الرَّدَى متى تَعْتَرِكْ فيه الفَرائصُ تُرْعَدِ وأَوطَنْتُ الأَرض ووَطَّنْتُها تَوطِيناً واسْتَوْطَنْتُها أَي اتخذتها وَطَناً وكذلك الاتِّطانُ وهو افْتِعال منه غيره أَما المَوَاطِنُ فكل مَقام قام به الإنسان لأَمر فهو مَوْطِنٌ له كقولك إذا أَتيت فوقفت في تلك المَوَاطِنِ فادْعُ الله لي ولإخواني وفي الحديث أَنه نَهَى عن نَقْرَة الغُراب وأَن يُوطِنَ الرجلُ في المكان بالمسجد كما يُوطِنُ البعيرُ قيل معناه أَن يأْلف الرجل مكاناً معلوماً من المسجد مخصوصاً به يصلي فيه كالبعير لا يأْوي من عَطَنٍ إلا إلى مَبْرَكٍ دَمِثٍ قد أَوْطَنَه واتخذه مُناخاً وقيل معناه أَن يَبْرُكَ على ركبتيه قبل يديه إذا أَراد السجودَ مثلَ بُرُوكِ البعير ومنه الحديث أَنه نَهَى عن إيطان المساجد أَي اتخاذها وَطَناً وواطنَهُ على الأَمر أَضمر فعله معه فإن أَراد معنى وافقه قال واطأَه تقول واطنْتُ فلاناً على هذا الأَمر إذا جعلتما في أَنفسكما أَن تفعلاه وتَوْطِينُ النفس على الشيء كالتمهيد ابن سيده وَطَّنَ نفسَهُ على الشيء وله فتَوَطَّنَتْ حملها عليه فتحَمَّلَتْ وذَلَّتْ له وقيل وَطَّنَ نفسه على الشيء وله فتَوَطَّنَت حملها عليه قال كُثَيِّرٌ فقُلْتُ لها يا عَزَّ كلُّ مُصيبةٍ إذا وُطِّنتْ يوماً لها النَّفْسُ ذَلَّتِ

( وعن ) ابن دريد الوِعانُ خُطوط في الجبال شبيهة بالشُؤُون والوَعْنَةُ الأَرض الصُّلْبَةُ والوَعْنُ والوَعْنَةُ بياض في الأَرض لا يُنْبِتُ شيئاً والجمع وِعانٌ وقيل الوَعْنةُ بياض تراه على الأَرض تعلم أَنه كان وادي نَمْلٍ لا ينبت شيئاً أَبو عمرو قرية النمل إذا خَرِبَتْ فانتقل النمل إلى غيرها وبقيت آثاره فهي الوِعانُ واحدها وَعْنٌ قال الشاعر كالوِعان رُسُومُها وتَوَعَّنَتِ الغنم والإبلُ والدوابُّ فهي متَوَعِّنة بلغت غاية السِّمَنِ وقيل بدا فيهنّ السمن وقال أَبو زيد تَوَعَّنت سَمِنَتْ من غير أَن يَحُدَّ غايةً والغنم إذا سمنت أَيام الربيع فقد تَوَعَّنَتْ والتَّوْعين السِّمَنُ والوَعْنُ الملجأُ كالوَعْلِ

( وغن ) ابن الأَعرابي التَّوَغنُ الإقْدامُ في الحرب والوَغْنَةُ الجُبُّ
( * قوله « والوغنة الجب » كذا بالأصل الجب بالجيم ومثله في التهذيب والتكملة وفي القاموس الحب بالحاء المهملة ) الواسع قال والتَّغَوُّنْ الإصرار على المعاصي

( وفن ) جئت على وَفَنِهِ أَي أَثره قال ابن دريد وليس بِثَبَتٍ ابن الأَعرابي الوَفْنَةُ القلة في كل شيء والتَّوَفُّنُ النقص في كل شيء

( وقن ) التهذيب أَبو عبيد الأُقْنَةُ والوُقْنَةُ موضع الطائر في الجَبَلِ والجمع الأُقْناتُ والوُقْنات والوُكْنات ابن بري وُقْنة الطائر مَحْضِنُه ابن الأَعرابي أَوْقَنَ الرجلُ إذا اصطاد الطير من وُقْنَتِه وهي مَحْضِنُه وكذلك تَوَقَّنَ إذا اصطاد الحمام من مَحَاضِنِها في رؤوس الجبال والتَّوَقُّنُ التَّوَقُّل في الجبل وهو الصُعود فيه

( وكن ) الوَكْنُ بالفتح عُشّ الطائر زاد الجوهري في جبل أَو جدار والجمع أَوْكُنٌ ووُكُنٌ ووُكْنٌ ووُكونٌ وهو الوَكْنَةُ والوِكْنَةُ والوُكْنَةُ والوُكُنَةُ والمَوْكِنُ والمَوْكِنَةُ ابن الأَعرابي الوُكْنَةُ موضع يقع عليه الطائر للراحة ولا يثبت فيه ابن الأَعرابي مَوْقَعَةُ الطائر أُقْنَتُه وجمعُها أُقَنٌ وأُكْنَتُه موضع عُشِّه قال أَبو عبيدة هي الأُكْنة والوُكْنَة والوُقْنَة والأُقْنةُ الأَصمعي الوَكْرُ والوَكْنُ جميعاً المكان الذي يدخل فيه الطائر قال الأَزهري وقد يقال لمَوْقَعَةِ الطائر مَوْكِنٌ ومنه قوله تراه كالبازي انْتَمَى في المَوْكِنِ الأَصمعي الوَكْنُ مَأْوَى الطائر في غير عُشٍّ قال أَبو عمرو الوُكْنة والأُكْنة بالضم مَواقِعُ الطير حيثما وَقَعَتْ والجمع وُكُنات ووُكَناتٌ ووُكْناتٌ ووُكَنٌ كما قلناه في جمع رُكْبَةٍ ووَكَنَ الطائرُ وكْناً ووُكُوناً دخل في الوَكْنِ ووَكَنَ وَكْناً ووُكوناً أَيضاً حَضَنَ البيضَ ووَكَنَ الطائرُِ بيضَه يَكِنُه وَكْناً أَي حضنه وطائر واكِنٌ يَحْضُنُ بيضَه والجمع وُكُونٌ وهُنَّ وُكُونٌ ما لم يخرجن من الوَكْنِ كما أَنهنّ وُكُورٌ ما لم يخرجن من الوَكْر قال الشاعر تُذَكِّرُني سَلْمَى وقد حِيلَ بيننا حَمامٌ على بيضاتِهنَّ وُكُونُ والمَوْكِنُ هو الموضع الذي تَكِنُ فيه على البيض والوُكْنة اسم لكل وَكْرٍ وعُشّ والجمع الوُكُناتُ واستعاره عمرو بن شاس للنساء فقال ومن ظُعنٍ كالدَّوْمِ أَشْرَفَ فَوقَها ظِباءُ السُّلَيِّ وَاكِناتٍ على الخَمْلِ أَي جالسات على الطنافس التي وُطِّئتْ بها الهوادج والسُّلَيُّ اسم موضع ونصب واكنات على الحال أَبو عمرو الوَاكِنُ من الطير الواقعُ حيثما وقع على حائط أَو عُود أَو شَجر والتَّوَكُّنُ حُسْنُ الاتِّكاء في المجلس قال الشاعر قلتُ لها إيَّاكِ أَن تَوَكَّنِي في جِلْسةٍ عنديَ أَو تَلَبَّني أَي تَرَبَّعي في جِلْسَتِك وتَوَكَّنَ أَي تَمَكَّنَ والواكِنُ الجالس وقال المُمَزَّقُ العَبْدِي وهُنَّ على الرَّجائز واكِناتٌ طَويلاتُ الذوائبِ والقُرُونِ وفي الحديث أَقِرُّوا الطير على وُكُناتِها الوُكُنات بضم الكاف وفتحها وسكونها جمع وُكْنة بالسكون وهي عُشُّ الطائر ووَكْرُه وقيل الوَكْنُ ما كان في عُشٍّ والوَكْرُ ما كان في غير عُشٍ وسَيْرٌ وَكْنٌ شديد قال إني سأُودِيك بسَيْرٍ وكَنْ أَي شديد وقال شمر لا أَعرفه

( ولن ) التهذيب في أَثناء ترجمة نول قال ابن الأَعرابي التَّوَلُّنُ رَفْعُ الصِّياح عند المصائب نعوذ بمعافاة الله من عقوبته

( ومن ) ابن الأَعرابي التَّمَوُّنُ كَثْرة النفقة على العيال والتَّوَمُّن كثرة الأَولاد والله أَعلم

( ونن ) الوَنُّ الصَّنْجُ الذي يُضْرَب بالأَصابع وهو الوَنَجُ كلاهما دَخيل مشتق من كلام العجم والوَنُّ الضعف والله أَعلم

( وهن ) الوَهْن الضَّعف في العمل والأَمر وكذلك في العَظْمِ ونحوه وفي التنزيل العزيز حمَلَتْه أُمُّه وَهْناً على وَهْنٍ جاء في تفسيره ضَعْفاً على ضعف أَي لَزِمَها بحملها إياه تَضْعُف مَرّةً بعد مرَّة وقيل وَهْناً على وَهْنٍ أَي جَهْداً على جَهْدٍ والوَهَنُ لغة فيه قال الشاعر
( * قوله « قال الشاعر » هو الأَعشى كما في التكملة وصدره وما إن على قلبه غمرة )
وما إنْ بعَظْمٍ له مِنْ وَهَنْ وقد وَهَنَ ووَهِن بالكسر يَهِنُ فيهما أَي ضَعُف ووَهَنَه هو وأَوْهَنَه قال جرير وَهَنَ الفَرَزْدَقَ يومَ جَرَّدَ سيفَه قَيْنٌ به حُمَمٌ وآمٍ أَرْبَعُ
( * قوله « وآم اربع » ضبطت آم في المحكم بالجر كما ترى فيكون جمع أمة )
وقال فلئن عَفَوْتُ لأَعْفُوَنْ جَلَلاً ولئن سَطَوْتُ لأُوهنَنْ عَظْمِي ورجُلٌ واهِنٌ في الأَمر والعمل ومَوْهُون في العَظْم والبدن وقد وَهَنَ العَظْمُ يَهِنُ وَهْناً وأَوهنَه يُوهِنُه ووَهَّنْته تَوْهيناً وفي حديث الطواف وقد وَهَنَتْهم حُمَّى يَثْرِب أَي أَضعفتهم وفي حديث علي عليه السلام ولا واهِناً في عَزْمٍ أَي ضعيفاً في رأْي ويروى بالياء ولا واهِياً في عزم ورجل واهِنٌ ضعيف لا بَطْش عنده والأُنثى واهِنةٌ وهُنَّ وُهُنٌ قال قَعْنَب بن أُم صاحب الَّلائماتُ الفَتى في عُمْرهِ سَفَهاً وهُنَّ بَعدُ ضَعيفاتُ القُوَى وُهُنُ قال وقد يجوز أَن يكون وُهُن جمع وَهُونٍ لأَن تكسير فَعُول على فُعُل أَشْيَع وأَوسع من تكسير فاعِلة عليه وإنما فاعِلة وفُعْلٌ نادر ورجل مَوْهُون في جسمه وامرأَة وهْنانةٌ فيها فُتُورٌ عند القيام وأَناةٌ وقوله عز وجل فما وَهَنُوا لِما أَصابهم في سبيل الله أَي ما فَتَروا وما جَبُنُوا عن قتال عدوُِّهم ويقال للطائر إذا أُثْقِلَ من أَكْل الجِيَف فلم يقدر على النُّهوض قد توَهَّنَ توَهُّناً قال الجعدي تَوَهَّنَ فيه المَضْرَحِيَّةُ بَعْدَما رأَينَ نَجِيعاً مِنْ دَم الجَوْف أَحْمَرا والمَضْرَحِيَّةُ النُّسور ههنا أَبو عمرو الوَهْنانة من النساء الكَسْلى عن العمل تَنَعُّماً أَبو عبيد الوَهْنانة التي فيها فَتْرة الجوهري وَهَنَ الإنسانُ ووَهَنَه غيرُه يتعدَّى ولا يتعدَّى والوَهْنُ من الإبل الكَثِيفُ والواهِنَةُ ريح تأْخذ في المَنْكِبَين وقيل في الأَخْدَعَين عند الكِبَر والواهِنُ عِرْق مُسْتبطِنٌ حَبْلَ العاتق إلى الكتف وربما وَجِعَ صاحبُه وعَرَتْه الواهِنة فيقال هِنِي يا واهِنةُ اسكني يا واهِنة ويقال للذي أَصابه وجَعُ الواهِنة مَوْهونٌ وقد وُهِنَ قال طَرَفة وإذا تَلْسُنُني أَلْسُنُها إنَّني لَسْتُ بمَوْهُونٍ فَقِرْ يقال أَوْهَنه اللهُ فهو مَوْهون كما يقال أَحَمَّه اللهُ فهو مَحْمُوم وأَزْكَمه فهو مَزْكوم النضر الواهِنَتانِ عَظْمانِ في تَرْقُوَة البعير والتَّرْقُوَةُ من البعير الواهِنَةُ ويقال إنه لشديد الواهِنَتَيْن أَي شديد الصدر والمُقَدَّم وتسمى الواهِنَةُ من البعير الناحرة لأَنها ربما نحَرَت البعيرَ بأَن يُصْرع عليها فينكسر فيُنْحَر البعير ولا تدرك ذكاته ولذلك سُمِّيت ناحِرة ويقال كَوَيْناه من الواهِنَة والواهِنَةُ الوَجَعُ نفسه وإذا ضَرَبَ عليه عِرْقٌ في رأْس مَنكِبه قيل به واهِنة وإنه ليَشْتَكي واهِنَته والواهِنَتان أَطراف العِلْباءَيْن في فأْس القفا من جانبيه وقيل هما ضِلَعان في أَصل العنق من كل جانب واهنةٌ وهما أَوَّل جوانح الزَّوْر وقيل الواهِنَةُ القُصَيْرَى وقيل هي فَقْرة في القفا قال أَبو الهيثم التي من الواهِنة القُصَيرَى وهي أَعلى الأَضلاع عند التَّرْقُوَةَ وأَنشد لَيْسَتْ به واهِنَةٌ ولا نَسَا وفي الصحاح الواهِنَة القُصَيْرَِى وهي أَسفل الأَضلاع والواهِنَتانِ من الفرس أَوَّلُ جَوانح الصدر والواهِنَة العَضُدُ والواهِنَةُ الوَهْنُ والضَّعْفُ يكون مصدراً كالعافية قال ساعدة بن جُؤَيَّة في مَنْكِبَيْه وفي الأَرْساغِ واهِنةٌ وفي مَفاصِله غَمْزٌ من العَسَمِ الأَشجعي الواهِنَةُ مَرَضٌ يأْخذُ في عَضُد الرجل فتَضْرِبُها جاريةٌ بِكْرٌ بيدها سبع مرات وربما عُلِّق عليها جنس من الخَرَز يقال له خَرَزُ الواهِنة وربما ضربها الغلامُ ويقول يا واهِنَة تَحَوَّلي بالجارية وهي التي لا تأْخذ النساءَ إنما تأْخذ الرجال وروى الأَزهري عن أَبي أُمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم أَن رجلاً دخل عليه وفي عَضُده حَلْقةٌ من صُفْرٍ وفي رواية خاتم من صُفْرٍ فقال ما هذا الخاتم ؟ فقال هذا من الواهِنة فقال أَمَا إنَّها لا تَزِيدُك إلاَّ وَهْناً وقال خالد بن جَنْبة الواهِنةُ عِرْقٌ يأْخذ في المَنْكِب وفي اليد كلها فيُرْقَى منها وهي داءٌ يأْخذ الرجال دون النساء وإنما نهاه صلى الله عليه وسلم عنها لأَنه إنما اتخذها على أَنها تَعْصِمه من الأَلم فكانت عنده في معنى التَّمائم المنهيِّ عنها وروى الأَزهري أَيضاً عن عمران بن حصين قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وفي عَضُدي حَلْقة من صُفْر فقال ما هذه ؟ فقلت هي من الواهنة فقال أَيَسُرُّك أَن تُوكَلَ إِليها ؟ انْبِذْها عنك أَبو نصر قال عِرْقُ الواهنة في العَضُد الفَلِيقُ وهو عِرْقٌ يجْري إلى نُغْضِ الكتِف وهي وَجَعٌ يقع في العَضُد ويقال له أَيضاً الجائف ويقال كان وكان وَهْنٌ بذي هَنَاتٍ إذا قال كلاماً باطلاً يتعلل فيه وفي حديث أَبي الأَحْوَصِ الجُشَمِيّ وتَهُنُّ هذه من حديث سنذكره في ه ن ا وإنما ذكر الهَرَويّعن الأَزهري أَنه أَنكر هذه اللفظة بالتشديد وقال إنما هو وتَهِنُ هذه أَي تُضْعِفُه من وَهَنْتُه فهو مَوْهُون وسنذكره والوَهْنُ والمَوْهِنُ نَحْوٌ من نصف الليل وقيل هو بعد ساعة منه وقيل هو حين يُدْبِر الليلُ وقيل الوَهْنُ ساعة تمضي من الليل وأَوْهَنَ الرجلُ صار في ذلك الوقت ويقال لَقِيتُه مَوْهِناً أَي بعد وَهْنٍ والوَهِينُ بلغة من يلي مصر من العرب وفي التهذيب بلغة أَهل مصر الرجل يكون مع الأَجير في العمل يَحُثُّه على العمل

( وين ) الوَيْنُ العَيْب عن كراع وقد حكى ابن الأَعرابي أَنه العنب الأَسود فهو على قول كراع عرض وعلى قول ابن الأَعرابي جوهر والوانةُ المرأَة القصيرة وكذلك الرجل وأَلفه ياء لوجود الوَيْنِ وعدم الوَوْن قال ابن بري الوَيْن العِنب الأَبيض عن ثعلب عن ابن الأَعرابي وأَنشد كأَنَّه الوَيْنُ إذا يُجْنَى الوَيْن وقال ابن خالويه الْوَيْنَةُ الزبيب الأَسود وقال في موضع آخر الْوَيْنُ العِنب الأَسود والطاهر والطهار العنَب الرَّازِقِيُّ
( * قوله « والطاهر والطهار العنب إلخ » لم نجده فيما بأيدينا من الكتب لا بالطاء ولا بالظاء ) وهو الأَبيض وكذلك المُلاَّحِيُّ والله أَعلم

( يبن ) في حديث أُسامةَ قال له النبي صلى الله عليه وسلم لما أَرسله إلى الروم أَغِرْ على أُبْنَى صَباحاً قال ابن الأَثير هي بضم الهمزة والقصر اسم موضع من فِلَسْطين بين عَسْقلانَ والرَّمْلة ويقال لها يُبْنَى بالياء والله أَعلم

( يتن ) اليَتْنُ الوِلادُ المنكوس ولدته أُمُّه
( * قوله الولاد المنكوس ولدته أمّه هكذا في الأصل ولعلّ في الكلام سقطاً ) تخرج رِجْلا المولودِ قَبْلَ رأْسه ويديه وتُكْرَهُ الولادةُ إذا كانت كذلك ووضعته أُمُّه يَتْناً وقال البَعِيثُ لَقىً حَمَلَتْه أُمُّه وهي ضَيْفةٌ فجاءت به يَتْنَ الضِّيافةِ أَرْشَما
( * قوله « فجاءت به يتن الضيافة » كذا في الأصل هنا والذي تقدّم للمؤلف في مادة ضيف فجاءت بيتن للضيافة وكذا هو في الصحاح في غير موضع )
ابن خالَوَيْهِ يَتْنٌ وأَتْنٌ ووَتْنٌ قال ولا نظير له في كلامهم إلا يَفَعٌ وأَيْفَعُ ووَفَعٌ قال ابن بري أَيْفَعُ الهمزة فيه زائدة وفي الأَتْنِ أَصلية فليست مثله وفي حديث عمرو ما وَلَدَتْني أُمي يَتْناً وقد أَيْتَنَت الأُمُّ إذا جاءت به يَتْناً وقد أَيْتَنَت المرأَةُ والناقةُ وهي مُوتِنٌ ومُوتِنَةٌ والولد مَيْتونٌ عن اللحياني وهذا نادر وقياسه مُوتَنٌ قال عيسى بن عمر سأَلت ذا الرُّمَّةِ عن مسأَلة قال أَتعرف اليَتْنَ ؟ قلت نعم قال فمسأَلتك هذه يَتْنٌ الأَزهري قد أَيْتَنَتْ أُمُّه وقالت أُمُّ تَأَبَّطَ شَرّاً والله ما حَمَلْتُه غَيْلاً ولا وَضَعْتُه يَتْناً قال وفيه لغات يقال وَضَعَتْه أُمُهُ يَتْناً وأَتْناً ووَتْناً وفي حديث ذي الثُّدَيَّةِ مُوتَنَ اليدِ هو من أَيْتَنَتِ المرأَةُ إذا جاءت بولدها يَتْناً فقلبت الياء واواً لضمة الميم والمشهور في الرواية مُودَنَ بالدال وفي الحديث إذا اغتسل أَحدكم من الجنابة فليُنْقِ الميتَنَيْنِ
( * قوله « الميتنين » كذا في بعض نسخ النهاية كالأصل بلا ضبط وفي بعضها بكسر الميم ) ولْيُمِرَّ على البَرَاجِمِ قال ابن الأَثير هي بواطن الأَفخاذ والبَرَاجم عَكْسُ الأَصابع
( * قوله « عكس الأصابع » هو بهذا الضبط في بعض نسخ النهاية وفي بعضها بضم ففتح ) قال ابن الأَثير قال الخطابي لست أَعرف هذا التأْويل قال وقد يحتمل أَن تكون الرواية بتقديم التاء على الياء وهو من أَسماء الدُّبُرِ يريد به غسل الفرجين وقال عبد الغافر يحتمل أَن يكون المَنْتَنَيْنِ بنون قبل التاء لأَنهما موضع النَّتْنِ والميم في جميع ذلك زائدة وروي عن الأَصمعي قال اليَتْنُون شجرة تشبه الرِّمْثَ وليست به

( يرن ) اليَرُونُ دماغ الفيل وقيل هو المَنِيُّ وفي التهذيب ماء الفحل وهو سُمٌّ وقيل هو كل سَمٍّ قال النابغة وأَنْتَ الغَيْثُ يَنْفَعُ ما يَلِيهِ وأَنْتَ السَّمُّ خالَطَه اليَرُونُ وهذا البيت في بعض النسخ فأَنت اللَّيْثُ يَمْنَعُ ما لَدَيْهِ ويَرْنا اسم رملة

( يزن ) ذو يَزَنَ مَلكٌ من ملوك حِمْير تنسب إليه الرماحُ اليَزَنِيَّةُ قال ويَزَنُ اسم موضع باليمن أُضيف إليه ذو ومثله ذو رُعَيْنٍ وذو جَدَنٍ أَي صاحب رُعَيْنٍ وصاحب جَدَن وهما قصران قال ابن جني ذو يَزَنَ غير مصروف وأَصله يَزْأَنُ بدليل قولهم رُمح يَزْأَنِيٌّ وأَزْأَنيُّ وقالوا أَيضاً أَيْزَنِيٌّ ووزنه عَيْفَلِيٌّ وقالوا آزَنِيٌّ ووزنه عافَلِيٌّ قال الفرزدق قَرَيْناهُمُ المَأْثُورةَ البِيضَ كُلَّها يَثُجُّ العُروقَ الأَيْزَنِيُّ المُثَقَّفُ وقال عَبْدُ بني الحَسْحاسِ فإنْ تَضْحَكِي مِنِّي فيا رُبَّ ليلةٍ تَرَكْتُكِ فيها كالقَباءِ مُفَرَّجا رَفَعْتُ برجليها وطامَنْتُ رأْسَها وسَبْسَبْتُ فيها اليَزْأَنِيَّ المُحَدْرَجا قال ابن الكلبي إنما سميت الرماح يَزَنيَّةً لأَن أَوَّل من عُمِلَتْ له ذو يَزَنَ كما سميت السِّياطُ أَصْبَحِيَّةً لأَن أَول من عُمِلَتْ له ذو أَصْبَحَ الحِمْيَرِيُّ قال سيبوية سأَلت الخليل فقلت إذا سميت رجلاً بذي مال هل تغيره ؟ قال لا أَلا تراهم قالوا ذو يَزَنٍ منصرفاً فلم يغيروه ؟ ويقال رمح يَزَنِيٌّ وأَزَنِيٌّ منسوب إلى ذي يَزَنٍ أحد ملوك الأَذْواءِ من اليمن وبعضهم يقول يَزْأَنِيّ وأَزأَنِيٌّ

( يسن ) روى الأَعمش عن شَقِيقٍ قال قال رجل يقال له سُهَيْلُ بن سِنَانٍ يا أَبا عبد الرحمن أَياءً تَجِدُ هذه الآية أَم أَلفاً من ماء غير آسن ؟ فقال عبدُ الله وقد عَلِمْتَ القرآن كلَّه غير هذه ؟ قال إني أَقرأُ المُفَصَّل في ركعة واحدة فقال عبدُ الله كهَذِّ الشِّعْرِ قال الشيخ أَراد غير آسِنٍ أَم ياسنٍ وهي لغة لبعض العرب

( يسمن ) الياسَمِينُ والياسِمِين معروف

( يفن ) اليَفَنُ الشيخ الكبير وفي كلام علي عليه السلام أَيُّها اليَفَنُ الذي قد لَهَزَهُ القَتِيرُ اليَفَنُ بالتحريك الشيخ الكبير والقَتِيرُ الشَّيْبُ واستعاره بعض العرب للثور المُسِنّ فقال يا ليتَ شَعْرِي هل أَتَى الحِسانا أَنِّي اتَّخَذْتُ اليَفَنَيْنِ شانا السِّلْبَ واللُّومَةَ والعِيانا ؟ حمل السِّلْبَ على المعنى قال وإن شئت كان بدلاً كأَنه قال إني اتخذت أَداة اليَفَنَيْنِ أَو شُوَار اليَفَنَيْنِ أَبو عبيد اليَفَنُ بفتح الياء والفاء وتخفيف النون الكبير قال الأَعشى وما إنْ أَرَى الدَّهْرَ فيما مَضَى يغادِرُ من شَارِفٍ أَو يَفَنْ
( * قوله « من شارف » كذا في الصحاح أيضاً وقال الصاغاني في التكملة والرواية من شارخ أي شاب )
قال ابن بري قال ابن القطاع واليَفَنُ الصغير أَيضاً وهو من الأَضداد ابن الأَعرابي من أَسماء البقرة اليَفَنةُ والعَجوزُ واللِّفْتُ والطَّغْيا الليث اليَفَنُ الشيخ الفاني قال والياء فيه أَصلية قال وقال بعضهم هو على تقدير يَفْعَل لأَن الدهر فَنَّه وأَبلاه وحكى ابن بري اليُفْنُ الثِّيرانُ الجِلَّةُ واحدها يَفَنٌ قال الراجز تَقول لي مائِلةُ العِطافِ ما لَك قدْ مُتَّ من القُحَافِ ؟ ذلك شَوْقُ اليُفْنِ والوِذَافِ ومَضْجَعٌ بالليل غيرُ دافي ويَفَنُ ماء بين مياه بني نمير بن عامر ويفن موضع والله أَعلم

( يقن ) اليَقِينُ العِلْم وإزاحة الشك وتحقيقُ الأَمر وقد أَيْقَنَ يُوقِنُ إيقاناً فهو مُوقِنٌ ويَقِنَ يَيْقَن يَقَناً فهو يَقنٌ واليَقِين نَقيض الشك والعلم نقيضُ الجهل تقول عَلِمْتُه يَقيناً وفي التنزيل العزيز وإنَّه لَحَقُّ اليَقِين أَضاف الحق إلى اليقين وليس هو من إضافة الشيء إلى نفسه لأَن الحق هو غير اليقين إنما هو خالصُه وأَصَحُّه فجرى مجرى إضافة البعض إلى الكل وقوله تعالى واعْبُدْ رَبَّك حتى يأْتيك اليَقِينُ أَي حتى يأْتيك الموتُ كما قال عيسى بن مريم على نبينا وعليه الصلاة والسلام وأَوْصانِي بالصَّلاة والزكاةِ ما دُمْتُ حَيَّاً وقال ما دُمْتُ حَيّاً وإن لم تكن عبَادَةٌ لغير حَيٍّ لأَن معناه اعْبُدْ ربَّك أَبداً واعْبُدْه إلى الممات وإذا أَمر بذلك فقد أَمر بالإقامة على العبادة ويَقِنْتُ الأَمْرَ بالكسر ابن سيده يَقِنَ الأَمرَ يَقْناً ويَقَناً وأَيْقَنَه وأَيْقَنَ به وتَيَقَّنه واسْتَيْقَنه واسْتَيْقَن به وتَيَقَّنْت بالأَمر واسْتَيْقَنْت به كله بمعنى واحد وأَنا على يَقين منه وإنما صارت الياء واواً في قولك مُوقِنٌ للضمة قبلها وإذا صَغَّرْته رددتَه إلى الأَصل وقلتَ مُيَيْقِنٌ وربما عبروا بالظن عن اليَقِين وباليَقِين عن الظن قال أَبو سِدْرَة الأَسدِيُّ ويقال الهُجَيْمِيُّ تَحَسَّبَ هَوّاسٌ وأَيْقَنَ أَنَّني بها مُفْتَدٍ من واحدٍ لا أُغامِرُه يقول تَشَمَّمَ الأَسدُ ناقتي يظن أَنني أَفتدي بها منه وأَسْتَحْمِي نفسي فأَتركها له ولا أَقتحم المهالك بمقاتلته وإنما سمي الأَسدُ هَوَّاساً لأَنه يَهُوس الفَريسة أَي يَدُقُّها ورجل يَقِنٌ ويَقَنٌ لا يسمع شيئاً إلا أَيْقَنَه كقولهم رجل أُذُنٌ ورجل يَقَنَةٌ بفتح الياء والقاف وبالهاء كيَقُنٍ عن كراع ورجل مِيقَانٌ كذلك عن اللحياني والأُنثى مِيقَانةٌ بالهاء وهو أَحد ما شذ من هذا الضرب وقال أَبو زيد رجل ذو يَقَنٍ لا يسمع شيئاً إلا أَيْقَنَ به أَبو زيد رجل أُذُنٌ يَقَنٌ وهما واحد وهو الذي لا يسمع بشيء إلا أَيْقَنَ به ورجل يَقَنٌ ويَقَنَةٌ مثل أُذُنٍ في المعنى أَي إذا سمع شيئاً أَيْقَنَ به ولم يُكَذِّبه الليث اليَقَنُ اليَقِينُ وأَنشد قول الأَعشى وما بالَّذي أَبْصَرَتْه العُيُو نُ مِنْ قَطْعِ يَأْسٍ ولا منْ يَقَنْ ابن الأَعرابي الممَوْقُونَةُ الجارية المَصُونة المُخدَّرة

( يمن ) اليُمْنُ البَركةُ وقد تكرر ذكره في الحديث واليُمْنُ خلاف الشُّؤم ضدّه يقال يُمِنَ فهو مَيْمُونٌ ويَمَنَهُم فهو يامِنٌ ابن سيده يَمُنَ الرجلُ يُمْناً ويَمِنَ وتَيَمَّنَ به واسْتَيْمَن وإنَّه لمَيْمونٌ عليهم ويقال فلان يُتَيَمَّنُ برأْيه أَي يُتَبَرَّك به وجمع المَيْمونِ مَيامِينُ وقد يَمَنَه اللهُ يُمْناً فهو مَيْمُونٌ والله الْيَامِنُ الجوهري يُمِن فلانٌ على قومه فهو مَيْمُونٌ إذا صار مُبارَكاً عليهم ويَمَنَهُم فهو يامِنٌ مثل شُئِمَ وشَأَم وتَيَمَّنْتُ به تَبَرَّكْتُ والأَيامِنُ خِلاف الأَشائم قال المُرَقِّش ويروى لخُزَزَ بن لَوْذَانَ لا يَمنَعَنَّكَ مِنْ بُغَا ءِ الخَيْرِ تَعْقَادُ التَّمائم وكَذَاك لا شَرٌّ ولا خَيْرٌ على أَحدٍ بِدَائم ولَقَدْ غَدَوْتُ وكنتُ لا أَغْدُو على وَاقٍ وحائم فإذَا الأَشائِمُ كالأَيا مِنِ والأَيامنُ كالاشائم وقول الكيمت ورَأَتْ قُضاعةُ في الأَيا مِنِ رَأْيَ مَثْبُورٍ وثابِرْ يعني في انتسابها إلى اليَمَن كأَنه جمع اليَمَنَ على أَيْمُن ثم على أَيَامِنَ مثل زَمَنٍ وأَزْمُن ويقال يَمِينٌ وأَيْمُن وأَيمان ويُمُن قال زُهَير وحَقّ سلْمَى على أَركانِها اليُمُنِ ورجل أَيْمَنُ مَيْمُونٌ والجمع أَيامِنُ ويقال قَدِمَ فلان على أَيْمَنِ اليُمْن أَي على اليُمْن وفي الصحاح قدم فلان على أَيْمَن اليَمِين أَي اليُمْن والمَيْمنَةُ اليُمْنِ وقوله عز وجل أُولئك أَصحاب المَيْمَنةِ أَي أَصحاب اليُمْن على أَنفسهم أَي كانوا مَامِينَ على أَنفسهم غير مَشَائيم وجمع المَيْمَنة مَيَامِنُ واليَمِينُ يَمِينُ الإنسانِ وغيرِه وتصغير اليَمِين يُمَيِّن بالتشديد بلا هاء وقوله في الحديث إِنه كان يُحِبُّ التَّيَمُّنَ في جميع أَمره ما استطاع التَّيَمُّنُ الابتداءُ في الأَفعال باليد اليُمْنى والرِّجْلِ اليُمْنى والجانب الأَيمن وفي الحديث فأَمرهم أَن يَتَيَامَنُواعن الغَمِيم أَي يأْخذوا عنه يَمِيناً وفي حديث عَدِيٍّ فيَنْظُرُ أَيْمَنَ منه فلا يَرَى إلاَّ ما قَدَّم أَي عن يمينه ابن سيده اليَمينُ نَقِيضُ اليسار والجمع أَيْمانُ وأَيْمُنٌ ويَمَائنُ وروى سعيد بن جبير في تفسيره عن ابن عباس أَنه قال في كهيعص هو كافٍ هادٍ يَمِينٌ عَزِيزٌ صادِقٌ قال أَبو الهيثم فجعَل قولَه كاف أَوَّلَ اسم الله كافٍ وجعَلَ الهاء أَوَّلَ اسمه هادٍ وجعلَ الياء أَوَّل اسمه يَمِين من قولك يَمَنَ اللهُ الإنسانَ يَمينُه يَمْناً ويُمْناً فهو مَيْمون قال واليَمِينُ واليامِنُ يكونان بمعنى واحد كالقدير والقادر وأَنشد بَيْتُكَ في اليامِنِ بَيْتُ الأَيْمَنِ قال فجعَلَ اسم اليَمِين مشقّاً من اليُمْنِ وجعل العَيْنَ عزيزاً والصاد صادقاً والله أَعلم قال اليزيدي يَمَنْتُ أَصحابي أَدخلت عليهم اليَمِينَ وأَنا أَيْمُنُهم يُمْناً ويُمْنةً ويُمِنْتُ عليهم وأَنا مَيْمونٌ عليهم ويَمَنْتُهُم أَخَذْتُ على أَيْمانِهم وأَنا أَيْمَنُهُمْ يَمْناً ويَمْنةً وكذلك شَأَمْتُهُم وشأَمْتُهُم أَخَذتُ على شَمائلهم ويَسَرْتُهم أَخذْتُ على يَسارهم يَسْراً والعرب تقول أَخَذَ فلانٌ يَميناً وأَخذ يساراً وأَخذَ يَمْنَةً أَو يَسْرَةً ويامَنَ فلان أَخذَ ذاتَ اليَمِين وياسَرَ أَخذَ ذاتَ الشِّمال ابن السكيت يامِنْ بأَصحابك وشائِمْ بهم أَي خُذْ بهم يميناً وشمالاً ولا يقال تَيامَنْ بهم ولا تَياسَرْ بهم ويقال أَشْأَمَ الرجلُ وأَيْمَنَ إذا أَراد اليَمين ويامَنَ وأَيْمَنَ إذا أَراد اليَمَنَ واليَمْنةُ خلافُ اليَسْرة ويقال قَعَدَ فلان يَمْنَةً والأَيْمَنُ والمَيْمَنَة خلاف الأَيْسَر والمَيْسَرة وفي الحديث الحَجرُ الأَسودُ يَمينُ الله في الأَرض قال ابن الأَثير هذا كلام تمثيل وتخييل وأَصله أَن الملك إذا صافح رجلاً قَبَّلَ الرجلُ يده فكأنَّ الحجر الأَسود لله بمنزلة اليمين للملك حيث يُسْتلَم ويُلْثَم وفي الحديث الآخر وكِلْتا يديه يمينٌ أَي أَن يديه تبارك وتعالى بصفة الكمال لا نقص في واحدة منهما لأَن الشمال تنقص عن اليمين قال وكل ما جاء في القرآن والحديث من إضافة اليد والأَيدي واليمين وغير ذلك من أَسماء الجوارح إلى الله عز وجل فإنما هو على سبيل المجاز والاستعارة والله منزَّه عن التشبيه والتجسيم وفي حديث صاحب القرآن يُعْطَى الملْكَ بِيَمِينه والخُلْدَ بشماله أَي يُجْعَلانِ في مَلَكَتِه فاستعار اليمين والشمال لأَن الأَخذ والقبض بهما وأَما قوله قَدْ جَرَتِ الطَّيرُ أَيامِنِينا قالتْ وكُنْتُ رجُلاً قَطِينا هذا لعَمْرُ اللهِ إسْرائينا قال ابن سيده عندي أَنه جمع يَميناً على أَيمانٍ ثم جمع أَيْماناً على أَيامِين ثم أَراد وراء ذلك جمعاً آخر فلم يجد جمعاً من جموع التكسير أَكثر من هذا لأَن باب أَفاعل وفواعل وفعائل ونحوها نهاية الجمع فرجع إلى الجمع بالواو والنون كقول الآخر فهُنَّ يَعْلُكْنَ حَدائداتها لَمّا بلَغ نهاية الجمع التي هي حَدَائد فلم يجد بعد ذلك بناء من أَبنية الجمع المكسَّر جَمَعه بالأَلف والتاء وكقول الآخر جَذْبَ الصَّرَارِيِّينَ بالكُرور جَمَع صارِياً على صُرَّاء ثم جَمع صُرَّاء على صَراريّ ثم جمعه على صراريين بالواو والنون قال وقد كان يجب لهذا الراجز أَن يقول أَيامينينا لأَن جمع أَفْعال كجمع إفْعال لكن لمَّا أَزمَع أَن يقول في النصف الثاني أَو البيت الثاني فطينا ووزنه فعولن أَراد أَن يبني قوله أَيامنينا على فعولن أَيضاً ليسوي بين الضربين أَو العروضين ونظير هذه التسوية قول الشاعر قد رَوِيَتْ غيرَ الدُّهَيْدِهينا قُلَيِّصاتٍ وأُبَيْكِرينا كان حكمه أَن يقول غير الدُّهَيْدِيهينا لأَن الأَلف في دَهْداهٍ رابعة وحكم حرف اللين إذا ثبت في الواحد رابعاً أَن يثبت في الجمع ياء كقولهم سِرْداح وسَراديح وقنديل وقناديل وبُهْلُول وبَهاليل لكن أَراد أَن يبني بين
( * قوله « يبني بين » كذا في بعض النسخ ولعل الأظهريسوي بين كما سبق ) دُهَيْدِهينا وبين أُبَيْكِرينا فجعل الضَّرْبَيْنِ جميعاً أو العَرُوضَيْن فَعُولُن قال وقد يجوز أَن يكون أَيامنينا جمعَ أَيامِنٍ الذي هو جمع أَيمُنٍ فلا يكون هنالك حذف وأَما قوله قالت وكنتُ رجُلاً فَطِينا فإن قالت هنا بمعنى ظنت فعدّاه إلى مفعولين كما تعَدَّى ظن إلى مفعولين وذلك في لغة بني سليم حكاه سيبويه عن الخطابي ولو أَراد قالت التي ليست في معنى الظن لرفع وليس أَحد من العرب ينصب بقال التي في معنى ظن إلاَّ بني سُلَيم وهي اليُمْنَى فلا تُكَسَّرُ
( * قوله « وهي اليمنى فلا تكسر » كذا بالأصل فانه سقط من نسخة الأصل المعول عليها من هذه المادة نحو الورقتين ونسختا المحكم والتهذيب اللتان بأيدينا ليس فيهما هذه المادة لنقصهما ) قال الجوهري وأَما قول عمر رضي الله عنه في حديثه حين ذكر ما كان فيه من القَشَفِ والفقر والقِلَّة في جاهليته وأَنه واخْتاً له خرجا يَرْعَيانِ ناضِحاً لهما قال أَلْبَسَتْنا أُمُّنا نُقْبَتَها وزَوَّدَتْنا بيُمَيْنَتَيها من الهَبِيدِ كلَّ يومٍ فيقال إنه أَراد بيُمَيْنَتَيْها تصغير يُمْنَى فأَبدل من الياء الأُولى تاء إذ كانت للتأْنيث قال ابن بري الذي في الحديث وزوَّدتنا يُمَيْنَتَيْها مخففة وهي تصغير يَمْنَتَيْن تثنية يَمْنَة يقال أَعطاه يَمْنَة من الطعام أَي أَعطاه الطعام بيمينه ويده مبسوطة ويقال أَعطى يَمْنَةً ويَسْرَةً إذا أَعطاه بيده مبسوطة والأَصل في اليَمْنةِ أَن تكون مصدراً كاليَسْرَة ثم سمي الطعام يَمْنَةً لأَنه أُعْطِي يَمْنَةً أَي باليمين كما سَمَّوا الحَلِفَ يَميناً لأَنه يكون بأْخْذِ اليَمين قال ويجوز أَن يكون صَغَّر يَميناً تَصْغِيرَ الترخيم ثم ثنَّاه وقيل الصواب يَمَيِّنَيْها تصغير يمين قال وهذا معنى قول أَبي عبيد قال وقول الجوهري تصغير يُمْنى صوابه أَن يقول تصغير يُمْنَنَيْن تثنية يُمْنَى على ما ذكره من إبدال التاء من الياء الأُولى قال أَبو عبيد وجه الكلام يُمَيِّنَيها بالتشديد لأَنه تصغير يَمِينٍ قال وتصغير يَمِين يُمَيِّن بلا هاء قال ابن سيده وروي وزَوَّدتنا بيُمَيْنَيْها وقياسه يُمَيِّنَيْها لأَنه تصغير يَمِين لكن قال يُمَيْنَيْها على تصغير الترخيم وإنما قال يُمَيْنَيْها ولم يقل يديها ولا كفيها لأَنه لم يرد أَنها جمعت كفيها ثم أَعطتها بجميع الكفين ولكنه إنما أَراد أَنها أَعطت كل واحد كفّاً واحدة بيمينها فهاتان يمينان قال شمر وقال أَبو عبيد إنما هو يُمَيِّنَيْها قال وهكذا قال يزيد بن هرون قال شمر والذي آختاره بعد هذا يُمَيْنَتَيْها لأَن اليَمْنَةَ إنما هي فِعْل أَعطى يَمْنةً ويَسْرَة قال وسعت من لقيت في غطفانَ يتكلمون فيقولون إذا أهْوَيْتَ بيمينك مبسوطة إلى طعام أَو غيره فأَعطيت بها ما حَمَلَتْه مبسوطة فإنك تقول أَعطاه يَمْنَةً من الطعام فإن أَعطاه بها مقبوضة قلت أَعطاه قَبْضَةً من الطعام وإن حَشَى له بيده فهي الحَثْيَة والحَفْنَةُ قال وهذا هو الصحيح قال أَبو منصور والصواب عندي ما رواه أَبو عبيد يُمَيْنَتَيْها وهو صحيح كما روي وهو تصغير يَمْنَتَيْها أَراد أَنها أَعطت كل واحد منهما بيمينها يَمْنةً فصَغَّرَ اليَمْنَةَ ثم ثنَّاها فقال يُمَيْنَتَيْنِ قال وهذا أَحسن الوجوه مع السماع وأَيْمَنَ أَخَذَ يَميناً ويَمَنَ به ويامَنَ ويَمَّن وتَيامَنَ ذهب به ذاتَ اليمين وحكى سيبويه يَمَنَ يَيْمِنُ أَخذ ذاتَ اليمين قال وسَلَّمُوا لأَن الياء أَخف عليهم من الواو وإن جعلتَ اليمين ظرفاً لم تجمعه وقول أَبي النَّجْم يَبْري لها من أَيْمُنٍ وأَشْمُلِ ذو خِرَقٍ طُلْسٍ وشخصٍ مِذْأَلِ
( * قوله « يبري لها » في التكملة الرواية تبري له على التذكير أي للممدوح وبعده خوالج بأسعد أن أقبل والرجز للعجاج )
يقول يَعْرِض لها من ناحية اليمين وناحية الشمال وذهب إلى معنى أَيْمُنِ الإبل وأَشْمُلِها فجمع لذلك وقال ثعلبة بن صُعَيْر فتَذَكَّرَا ثَقَلاً رَثِيداً بعدما أَلْقَتْ ذُكاءُ يَمِينَها في كافِر يعني مالت بأَحد جانبيها إلى المغيب قال أَبو منصور اليَمينُ في كلام العرب على وُجوه يقال لليد اليُمْنَى يَمِينٌ واليَمِينُ القُوَّة والقُدْرة ومنه قول الشَّمّاخ رأَيتُ عَرابةَ الأَوْسِيَّ يَسْمُو إلى الخَيْراتِ مُنْقَطِعَ القَرينِ إذا ما رايةٌ رُفِعَتْ لِمَجْدٍ تَلَقَّاها عَرابَةُ باليَمينِ أَي بالقوَّة وفي التنزيل العزيز لأَخَذْنا منه باليَمين قال الزجاج أَي بالقُدْرة وقيل باليد اليُمْنَى واليَمِينُ المَنْزِلة الأَصمعي هو عندنا باليَمِينِ أَي بمنزلة حسَنةٍ قال وقوله تلقَّاها عَرابة باليمين قيل أَراد باليد اليُمْنى وقيل أَراد بالقوَّة والحق وقوله عز وجل إنكم كنتم تَأْتونَنا عن اليَمين قال الزجاج هذا قول الكفار للذين أَضَلُّوهم أَي كنتم تَخْدَعُوننا بأَقوى الأَسباب فكنتم تأْتوننا من قِبَلِ الدِّين فتُرُوننا أَن الدينَ والحَقَّ ما تُضِلُّوننا به وتُزَيِّنُون لنا ضلالتنا كأَنه أَراد تأْتوننا عن المَأْتَى السَّهْل وقيل معناه كنتم تأْتوننا من قِبَلِ الشَّهْوة لأَن اليَمِينَ موضعُ الكبد والكبدُ مَظِنَّةُ الشهوة والإِرادةِ أَلا ترى أَن القلب لا شيء له من ذلك لأَنه من ناحية الشمال ؟ وكذلك قيل في قوله تعالى ثم لآتِيَنَّهم من بين أَيديهم ومن خَلْفهم وعن أَيمانهم وعن شَمائلهم قيل في قوله وعن أَيمانهم من قِبَلِ دينهم وقال بعضهم لآتينهم من بين أَيديهم أَي لأُغْوِيَنَّهم حتى يُكذِّبوا بما تقَدَّم من أُمور الأُمم السالفة ومن خلفهم حتى يكذبوا بأَمر البعث وعن أَيمانهم وعن شمائلهم لأُضلنَّهم بما يعملون لأَمْر الكَسْب حتى يقال فيه ذلك بما كسَبَتْ يداك وإن كانت اليدان لم تَجْنِيا شيئاً لأَن اليدين الأَصل في التصرف فجُعِلتا مثلاً لجميع ما عمل بغيرهما وأَما قوله تعالى فَراغَ عليهم ضَرْباً باليمين ففيه أَقاويل أَحدها بيمينه وقيل بالقوَّة وقيل بيمينه التي حلف حين قال وتالله لأَكِيدَنَّ أَصنامَكم بعدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرين والتَّيَمُّنُ الموت يقال تَيَمَّنَ فلانٌ تيَمُّناً إذا مات والأَصل فيه أَنه يُوَسَّدُ يَمينَه إذا مات في قبره قال الجَعْدِيّ
( * قوله « قال الجعدي » في التكملة قال أبو سحمة الأعرابي )
إذا ما رأَيْتَ المَرْءَ عَلْبَى وجِلْدَه كضَرْحٍ قديمٍ فالتَّيَمُّنُ أَرْوَحُ
( * قوله « وجلده » ضبطه في التكملة بالرفع والنصب )
عَلْبَى اشْتَدَّ عِلْباؤُه وامْتَدَّ والضِّرْحُ الجِلدُ والتَّيَمُّن أَ يُوَسَّدَ يمِينَه في قبره ابن سيده التَّيَمُّن أَن يُوضعَ الرجل على جنبه الأَيْمن في القبر قال الشاعر إذا الشيخُ عَلْبى ثم أَصبَحَ جِلْدُه كرَحْضٍ غَسيلٍ فالتَّيَمُّنُ أَرْوَحُ
( * لعل هذه رواية أخرى لبيت الجعدي الوارد في الصفحة السابقة )
وأَخذَ يَمْنةً ويَمَناً ويَسْرَةً ويَسَراً أَي ناحيةَ يمينٍ ويَسارٍ واليَمَنُ ما كان عن يمين القبلة من بلاد الغَوْرِ النَّسَبُ إليه يَمَنِيٌّ ويَمانٍ على نادر النسب وأَلفه عوض من الياء ولا تدل على ما تدل عليه الياء إذ ليس حكم العَقِيب أَن يدل على ما يدل عليه عَقيبه دائباً فإن سميت رجلاً بيَمَنٍ ثم أَضفت إليه فعلى القياس وكذلك جميع هذا الضرب وقد خصوا باليمن موضعاً وغَلَّبوه عليه وعلى هذا ذهب اليَمَنَ وإنما يجوز على اعتقاد العموم ونظيره الشأْم ويدل على أَن اليَمن جنسيّ غير علميّ أَنهم قالوا فيه اليَمْنة والمَيْمَنة وأَيْمَنَ القومُ ويَمَّنُوا أَتَوا اليَمن وقول أَبي كبير الهذلي تَعْوي الذئابُ من المَخافة حَوْلَه إهْلالَ رَكْبِ اليامِن المُتَطوِّفِ إمّا أَن يكون على النسب وإِما أَن يكون على الفعل قال ابن سيده ولا أََعرف له فعلاً ورجل أَيْمَنُ يصنع بيُمْناه وقال أَبو حنيفة يَمَنَ ويَمَّنَ جاء عن يمين واليَمِينُ الحَلِفُ والقَسَمُ أُنثى والجمع أَيْمُنٌ وأَيْمان وفي الحديث يَمِينُك على ما يُصَدِّقُك به صاحبُك أَي يجب عليك أَن تحلف له على ما يُصَدِّقك به إذا حلفت له الجوهري وأَيْمُنُ اسم وُضعَ للقسم هكذا بضم الميم والنون وأَلفه أَلف وصل عند أَكثر النحويين ولم يجئ في الأَسماء أَلف وصل مفتوحة غيرها قال وقد تدخل عليه اللام لتأْكيد الابتداء تقول لَيْمُنُ اللهِ فتذهب الأَلف في الوصل قال نُصَيْبٌ فقال فريقُ القومِ لما نشَدْتُهُمْ نَعَمْ وفريقٌ لَيْمُنُ اللهِ ما نَدْري وهو مرفوع بالابتداء وخبره محذوف والتقدير لَيْمُنُ الله قَسَمِي ولَيْمُنُ الله ما أُقسم به وإذا خاطبت قلت لَيْمُنُك وفي حديث عروة بن الزبير أَنه قال لَيْمُنُك لَئِنْ كنت ابْتَلَيْتَ لقد عافَيْتَ ولئن كنت سَلبْتَ لقد أَبقَيْتَ وربما حذفوا منه النون قالوا أَيْمُ الله وإيمُ الله أَيضاً بكسر الهمزة وربما حذفوا منه الياء قالوا أَمُ اللهِ وربما أَبْقَوُا الميم وحدها مضمومة قالوا مُ اللهِ ثم يكسرونَها لأَنها صارت حرفاً واحداً فيشبهونها بالباء فيقولون مِ اللهِ وربما قالوا مُنُ الله بضم الميم والنون ومَنَ الله بفتحها ومِنِ الله بكسرهما قال ابن الأَثير أَهل الكوفة يقولون أَيْمُن جمعُ يَمينِ القَسَمِ والأَلف فيها أَلف وصل تفتح وتكسر قال ابن سيده وقالوا أَيْمُنُ الله وأَيْمُ اللهِ وإيمُنُ اللهِ ومُ اللهِ فحذفوا ومَ اللهِ أُجري مُجْرَى مِ اللهِ قال سيبويه وقالوا لَيْمُ الله واستدل بذلك على أَن أَلفها أَلف وصل قال ابن جني أَما أَيْمُن في القسم ففُتِحت الهمزة منها وهي اسم من قبل أَن هذا اسم غير متمكن ولم يستعمل إلا في القسَم وحده فلما ضارع الحرف بقلة تمكنه فتح تشبيهاً بالهمزة اللاحقة بحرف التعريف وليس هذا فيه إلا دون بناء الاسم لمضارعته الحرف وأَيضاً فقد حكى يونس إيمُ الله بالكسر وقد جاء فيه الكسر أَيضاً كما ترى ويؤَكد عندك أَيضاً حال هذا الإسم في مضارعته الحرف أَنهم قد تلاعبوا به وأَضعفوه فقالوا مرة مُ الله ومرة مَ الله ومرة مِ الله فلما حذفوا هذا الحذف المفرط وأَصاروه من كونه على حرف إلى لفظ الحروف قوي شبه الحرف عليه ففتحوا همزته تشبيهاً بهمزة لام التعريف ومما يجيزه القياس غير أَنه لم يرد به الاستعمال ذكر خبر لَيْمُن من قولهم لَيْمُن الله لأَنطلقن فهذا مبتدأٌ محذوف الخبر وأَصله لو خُرِّج خبره لَيْمُنُ الله ما أُقسم به لأَنطلقن فحذف الخبر وصار طول الكلام بجواب القسم عوضاً من الخبر واسْتَيْمَنْتُ الرجلَ استحلفته عن اللحياني وقال في حديث عروة بن الزبير لَيْمُنُكَ إنما هي يَمينٌ وهي كقولهم يمين الله كانوا يحلفون بها قال أَبو عبيد كانوا يحلفون باليمين يقولون يَمِينُ الله لا أَفعل وأَنشد لامرئ القيس فقلتُ يَمِينُ الله أَبْرَحُ قاعِداً ولو قَطَعُوا رأْسي لَدَيْكِ وأَوْصالي أَراد لا أَبرح فحذف لا وهو يريده ثم تُجْمَعُ اليمينُ أَيْمُناً كما قال زهير فتُجْمَعُ أَيْمُنٌ مِنَّا ومِنْكُمْ بمُقْسَمةٍ تَمُورُ بها الدِّماءُ ثم يحلفون بأيْمُنِ الله فيقولون وأَيْمُنُ اللهِ لأَفْعَلَنَّ كذا وأَيْمُن الله لا أَفعلُ كذا وأَيْمُنْك يا رَبِّ إذا خاطب ربَّه فعلى هذا قال عروة لَيْمُنُكَ قال هذا هو الأَصل في أَيْمُن الله ثم كثر في كلامهم وخفَّ على أَلسنتهم حتى حذفوا النون كما حذفوا من لم يكن فقالوا لم يَكُ وكذلك قالوا أَيْمُ اللهِ قال الجوهري وإلى هذا ذهب ابن كيسان وابن درستويه فقالا أَلف أَيْمُنٍ أَلفُ قطع وهو جمع يمين وإنما خففت همزتها وطرحت في الوصل لكثرة استعمالهم لها قال أَبو منصور لقد أَحسن أَبو عبيد في كل ما قال في هذا القول إلا أَنه لم يفسر قوله أَيْمُنك لمَ ضمَّت النون قال والعلة فيها كالعلة في قولهم لَعَمْرُك كأَنه أُضْمِرَ فيها يَمِينٌ ثانٍ فقيل وأَيْمُنك فلأَيْمُنك عظيمة وكذلك لَعَمْرُك فلَعَمْرُك عظيم قال قال ذلك الأَحمر والفراء وقال أَحمد بن يحيى في قوله تعالى الله لا إله إلا هو كأَنه قال واللهِ الذي لا إله إلا هو ليجمعنكم وقال غيره العرب تقول أَيْمُ الله وهَيْمُ الله الأَصل أَيْمُنُ الله وقلبت الهمزة فقيل هَيْمُ اللهِ وربما اكْتَفَوْا بالميم وحذفوا سائر الحروف فقالوا مُ الله ليفعلن كذا وهي لغات كلها والأَصل يَمِينُ الله وأَيْمُن الله قال الجوهري سميت اليمين بذلك لأَنهم كانوا إذا تحالفوا ضرب كل امرئ منهم يَمينَه على يمين صاحبه وإن جعلتَ اليمين ظرفاً لم تجمعه لأَن الظروف لا تكاد تجمع لأَنها جهات وأَقطار مختلفة الأَلفاظ أَلا ترى أَن قُدَّام مُخالفٌ لخَلْفَ واليَمِين مخالف للشِّمال ؟ وقال بعضهم قيل للحَلِفِ يمينٌ باسم يمين اليد وكانوا يبسطون أَيمانهم إذا حلفوا وتحالفوا وتعاقدوا وتبايعوا ولذلك قال عمر لأَبي بكر رضي الله عنهما ابْسُطْ يَدَك أُبايِعْك قال أَبو منصور وهذا صحيح وإن صح أَن يميناً من أَسماء الله تعالى كما روى عن ابن عباس فهو الحَلِفُ بالله قال غير أَني لم أَسمع يميناً من أَسماء الله إلا ما رواه عطاء بن الشائب والله أَعلم واليُمْنةَ واليَمْنَةُ ضربٌ من بُرود اليمن قال واليُمْنَةَ المُعَصَّبا وفي الحديث أَنه عليه الصلاة والسلام كُفِّنَ في يُمْنة هي بضم الياء ضرب من برود اليمن وأَنشد ابن بري لأَبي فُرْدُودة يرثي ابن عَمَّار يا جَفْنَةً كإزاء الحَوْضِ قد كَفَأُوا ومَنْطِقاً مثلَ وَشْيِ اليُمْنَةِ الحِبَرَه وقال ربيعة الأَسدي إنَّ المَودَّةَ والهَوادَةَ بيننا خلَقٌ كسَحْقِ اليُمْنَةِ المُنْجابِ وفي هذه القصيدة إنْ يَقْتُلوكَ فقد هَتَكْتَ بُيوتَهم بعُتَيْبةَ بنِ الحرثِ بنِ شِهابِ وقيل لناحية اليَمنِ يَمَنٌ لأَنها تلي يَمينَ الكعبة كما قيل لناحية الشأْم شأْمٌ لأَنها عن شِمال الكعبة وقال النبي صلى الله عليه وسلم وهو مُقْبِلٌ من تَبُوكَ الإيمانُ يَمانٍ والحكمة يَمانِيَة وقال أَبو عبيد إِنما قال ذلك لأَن الإيمان بدا من مكة لأَنها مولد النبي صلى الله عليه وسلم ومبعثه ثم هاجر إلى المدينة ويقال إن مكة من أَرض تِهامَةَ وتِهامَةُ من أَرض اليَمن ومن هذا يقال للكعبة يَمَانية ولهذا سمي ما وَلِيَ مكةَ من أَرض اليمن واتصل بها التَّهائمَ فمكة على هذا التفسير يَمَانية فقال الإيمانُ يَمَانٍ على هذا وفيه وجه آخر أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا القول وهو يومئذ بتَبُوك ومكّةُ والمدينةُ بينه وبين اليَمن فأَشار إلى ناحية اليَمن وهو يريد مكة والمدينة أَي هو من هذه الناحية ومثلُ هذا قولُ النابغة يذُمُّ يزيد بن الصَّعِق وهو رجل من قيس وكنتَ أَمِينَه لو لم تَخُنْهُ ولكن لا أَمانَةَ لليمَانِي وذلك أَنه كان مما يلي اليمن وقال ابن مقبل وهو رجل من قيس طافَ الخيالُ بنا رَكْباً يَمانِينا فنسب نفسه إلى اليمن لأَن الخيال طَرَقَه وهو يسير ناحيتها ولهذا قالوا سُهَيْلٌ اليَمانيّ لأَنه يُرى من ناحية اليمَنِ قال أَبو عبيد وذهب بعضهم إلى أَنه صلى الله عليه وسلم عنى بهذا القول الأَنصارَ لأَنهم يَمانُونَ وهم نصروا الإسلام والمؤْمنين وآوَوْهُم فنَسب الإيمانَ إليهم قال وهو أَحسن الوجوه قال ومما يبين ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال لما وَفَدَ عليه وفْدُ اليمن أَتاكم أَهلُ اليَمن هم أَلْيَنُ قلوباً وأَرَقُّ أَفْئِدَة الإيمانُ يَمانٍ والحكمةُ يَمانِيةٌ وقولهم رجلٌ يمانٍ منسوب إلى اليمن كان في الأَصل يَمَنِيّ فزادوا أَلفاً وحذفوا ياء النسبة وكذلك قالوا رجل شَآمٍ كان في الأَصل شأْمِيّ فزادوا أَلفاً وحذفوا ياء النسبة وتِهامَةُ كان في الأَصل تَهَمَةَ فزادوا أَلفاً وقالوا تَهامٍ قال الأَزهري وهذا قول الخليل وسيبويه قال الجوهري اليَمَنُ بلادٌ للعرب والنسبة إليها يَمَنِيٌّ ويَمانٍ مخففة والأَلف عوض من ياء النسب فلا يجتمعان قال سيبويه وبعضهم يقول يمانيّ بالتشديد قال أُميَّة ابن خَلَفٍ يَمانِيّاً يَظَلُّ يَشُدُّ كِيراً ويَنْفُخُ دائِماً لَهَبَ الشُّوَاظِ وقال آخر ويَهْماء يَسْتافُ الدليلُ تُرابَها وليس بها إلا اليَمانِيُّ مُحْلِفُ وقوم يَمانية ويَمانُون مثل ثمانية وثمانون وامرأَة يَمانية أَيضاً وأَيْمَن الرجلُ ويَمَّنَ ويامَنَ إذا أَتى اليمَنَ وكذلك إذا أَخذ في سيره يميناً يقال يامِنْ يا فلانُ بأَصحابك أَي خُذ بهم يَمْنةً ولا تقل تَيامَنْ بهم والعامة تقوله وتَيَمَّنَ تنَسَّبَ إلى اليمن ويامَنَ القومُ وأَيْمنوا إذا أَتَوُا اليَمن قال ابن الأَنباري العامة تَغْلَطُ في معنى تَيامَنَ فتظن أَنه أَخذ عن يمينه وليس كذلك معناه عند العرب إنما يقولون تَيامَنَ إذا أَخذ ناحية اليَمن وتَشاءَمَ إذا أَخذ ناحية الشأْم ويامَنَ إذا أَخذ عن يمينه وشاءمَ إذا أَخذ عن شماله قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا نشَأَتْ بَحْرِيَّةً ثم تشاءَمَتْ فتلك عَيْنٌغُدَيْقَةٌ أَراد إذا ابتدأَتِ السحابة من ناحية البحر ثم أَخذت ناحيةَ الشأْم ويقال لناحية اليَمَنِ يَمِينٌ ويَمَنٌ وإذا نسبوا إلى اليمن قالوا يَمانٍ والتِّيمَنِيُّ أَبو اليَمن
( * قوله « والتيمني أبو اليمن » هكذا بالأصل بكسر التاء وفي الصحاح والقاموس والتَّيمني أفق اليمن ا ه أي بفتحها )
وإذا نسَبوا إلى التِّيمَنِ قالوا تِيمَنِيٌّ وأَيْمُنُ إسم رجل وأُمُّ أَيْمَن امرأة أَعتقها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي حاضنةُ أَولاده فزَوَّجَها من زيد فولدت له أُسامة وأَيْمَنُ موضع قال المُسَيَّبُ أَو غيره شِرْكاً بماءِ الذَّوْبِ تَجْمَعُه في طَوْدِ أَيْمَنَ من قُرَى قَسْرِ

( يون ) اليُونُ اسم موضع قال الهُذليُّ جَلَوْا منْ تِهامٍ أَرْضِنا وتَبَدَّلوا بمكةَ بابَ اليُونِ والرَّيْطَ بالعَصْبِ

( يين ) يَيْنٌ اسم بلد عن كراع قال ليس في الكلام اسم وقعت في أَوَّله ياءَان غيره وقال ابن جني إنما هو يَيَنٌ وقرَنه بِدَدَنٍ قال ابن بري ذكر ابن جني في سِرِّ الصناعة أَن يَيَن اسم وادٍ بين ضاحِكٍ وضُوَيْحِكٍ جبلين أَسْفَلَ الفَرْشِ والله أَعلم

( ه ) الهاء من الحروف الحلقية وهي العين والحاء والهاء والخاء والغين والهمزة وهي أَيضاًمن الحروف المهموسة وهي الهاء والحاء والخاء والكاف والشين والسين والتاء والصاد والثاء والفاء قال والمهموس حرف لانَ في مَخْرجه دون المَجْهور وجرى مع النَّفَس فكان دون المجهور في رفع الصوت

( أبه ) أَبَهَ له يَأْبَهُ أَبْهاً وأَبِهَ له وبه أَبَهاً فَطِنَ وقال بعضهم أَبِهَ للشيء أَبَهاً نسِيه ثم تفطَّنَ له وأَبَّهَ الرجلَ فَطَّنه وأَبِّهه نبَّهه كلاهما عن كراع والمعنيان متقاربان الجوهري ما أَبَهْتُ للأَمر آبَهُ أَبْهاً ويقال أَيضاً ما أَبِهْتُ له بالكسر آبَهُ أَبَهاً مثل نَبِهْتُ نَبَهاً قال ابن بري وآبَهْتُه أَعلمته وأَنشد لأُمية إذْ آبَهَتْهم ولم يَدْرُوا بفاحشةٍ وأَرْغَمَتْهم ولم يَدْروا بما هَجَعُوا وفي حديث عائشة رضي الله عنها في التعوُّذ من عذاب القبر أَشَيءٌ أَوْهَمْتُه لم آبَهْ له أَو شَيءٌ ذَكَّرْتُه إياه أَي لا أَدري أَهو شيء ذكَرَه النبي وكنت غَفَلْتُ عنه فلم آبَهْ له أَو شيءٌ ذَكَّرْتُه إياه وكان يذكره بعدُ والأُبَّهَة العظمة والكبر ورجل ذو أُبَّهَةٍ أَي ذو كبر وعظمة وتَأَبَّه فلانٌ على فلان تأَبُّهاً إذا تكبر ورفع قدره عنه وأَنشد ابن بري لرؤبة وطامِح من نَخَْوَةِ التَّأَبُّهِ وفي كلام عليّ عليه السلام كمْ منْ ذِي أُبَّهَةٍ قد جعَلتُه حقيراً الأُبَّهةُ بالضم والتشديد للباء العظمة والبهاء وفي حديث معاوية إذا لم يَكُنِ المَخْزوميُّ ذا بَأْوٍ وأُبَّهَةٍ لم يشبه قومه يريد أَنَّ بني مخزوم أَكثرُهم يكونون هكذا وفي الحديث رُبَّ أَشْعَثَ أَغْبَر ذي طِمْرَين لا يُؤبَهُ له أَي يُحْتَفَلُ به لحقارته ويقال للأَبَحِّ أَبَهُّ وقد بَهَّ يَبَهُّ أَي بَحَّ يَبَحُّ
( أته ) التَّأْتُّهُ مبدل من التَّعَتُّه

( أره ) هذه ترجمة لم يترجم عليها سوى ابن الأَثير وأَورد ابن الأَثير وأَورد فيها حديث بلال قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أَمَعَكم شيء من الإرَةِ أَي القَدِيد وقيل هو أَن يُغْلَى اللحم بالخل ويُحْمَلَ في الأَسفار وسيأْتي هذا وغيره في مواضعه

( أقه ) الأَقْهُ القَأْهُ وهو الطاعَةُ كأَنه مقلوب منه

( أله ) الإلَهُ الله عز وجل وكل ما اتخذ من دونه معبوداً إلَهٌ عند متخذه والجمع آلِهَةٌ والآلِهَةُ الأَصنام سموا بذلك لاعتقادهم أَن العبادة تَحُقُّ لها وأَسماؤُهم تَتْبَعُ اعتقاداتهم لا ما عليه الشيء في نفسه وهو بَيِّنُ الإلَهةِ والأُلْهانيَّةِ وفي حديث وُهَيْب ابن الوَرْد إذا وقع العبد في أُلْهانيَّة الرَّبِّ ومُهَيْمِنِيَّة الصِّدِّيقين ورَهْبانِيَّةِ الأَبْرار لم يَجِدْ أَحداً يأْخذ بقلبه أَي لم يجد أَحداً ولم يُحِبَّ إلاَّ الله سبحانه قال ابن الأَثير هو مأْخوذ من إلَهٍ وتقديرها فُعْلانِيَّة بالضم تقول إلَهٌ بَيِّنُ الإلَهيَّة والأُلْهانِيَّة وأَصله من أَلِهَ يَأْلَهُ إذا تَحَيَّر يريد إذا وقع العبد في عظمة الله وجلاله وغير ذلك من صفات الربوبية وصَرَفَ وَهْمَه إليها أَبْغَضَ الناس حتى لا يميل قلبه إلى أَحد الأَزهري قال الليث بلغنا أَن اسم الله الأَكبر هو الله لا إله إلاَّ هو وحده
( * قوله « إلا هو وحده » كذا في الأصل المعوّل عليه وفي نسخة التهذيب الله لا إله إلا هو والله وحده ا ه ولعله إلا الله وحده ) قال وتقول العرب للهِ ما فعلت ذاك يريدون والله ما فعلت وقال الخليل الله لا تطرح الأَلف من الاسم إنما هو الله عز ذكره على التمام قال وليس هو من الأَسماء التي يجوز منها اشْتقاق فِعْلٍ كما يجوز في الرحمن والرحيم وروى المنذري عن أَبي الهيثم أَنه سأَله عن اشتقاق اسم الله تعالى في اللغة فقال كان حقه إلاهٌ أُدخلت الأَلف واللام تعريفاً فقيل أَلإلاهُ ثم حذفت العرب الهمزة استثقالاً لها فلما تركوا الهمزة حَوَّلوا كسرتها في اللام التي هي لام التعريف وذهبت الهمزة أَصلاً فقالوا أَلِلاهٌ فحرَّكوا لام التعريف التي لا تكون إلاَّ ساكنة ثم التقى لامان متحركتان فأَدغموا الأُولى في الثانية فقالوا الله كما قال الله عز وجل لكنا هو الله ربي معناه لكنْ أَنا ثم إن العرب لما سمعوا اللهم جرت في كلام الخلق توهموا أَنه إذا أُلقيت الأَلف واللام من الله كان الباقي لاه فقالوا لاهُمَّ وأَنشد لاهُمَّ أَنتَ تَجْبُرُ الكَسِيرَا أَنت وَهَبْتَ جِلَّةً جُرْجُورا ويقولون لاهِ أَبوك يريدون الله أَبوك وهي لام التعجب وأَنشد لذي الإِصبع لاهِ ابنُ عَمِّي ما يَخا فُ الحادثاتِ من العواقِبْ قال أَبو الهيثم وقد قالت العرب بسم الله بغير مَدَّة اللام وحذف مَدَّة لاهِ وأَنشد أَقْبَلَ سَيْلٌ جاءَ من أَمر اللهْ يَحْرِدْ حَرْدَ الجَنَّةِ المُغِلَّه وأَنشد لَهِنَّكِ من عَبْسِيَّةٍ لَوسِيمةٌ على هَنَواتٍ كاذبٍ من يَقُولُها إنما هو للهِ إنَّكِ فحذف الأَلف واللام فقال لاهِ إنك ثم ترك همزة إنك فقال لَهِنَّك وقال الآخر أَبائِنةٌ سُعْدَى نَعَمْ وتُماضِرُ لَهِنَّا لمَقْضِيٌّ علينا التَّهاجُرُ يقول لاهِ إنَّا فحذف مَدَّةِ لاهِ وترك همزة إنا كقوله لاهِ ابنُ عَمِّكَ والنَّوَى يَعْدُو وقال الفراء في قول الشاعر لَهِنَّك أَرادَ لإنَّك فأبدل الهمزة هاء مثل هَراقَ الماءَ وأَراق وأَدخل اللام في إن لليمين ولذلك أَجابها باللام في لوسيمة قال أَبو زيد قال لي الكسائي أَلَّفت كتاباً في معاني القرآن فقلت له أَسمعتَ الحمدُ لاهِ رَبِّ العالمين ؟ فقال لا فقلت اسمَعْها قال الأَزهري ولا يجوز في القرآن إلاَّ الحمدُ للهِ بمدَّةِ اللام وإِنما يقرأُ ما حكاه أَبو زيد الأَعرابُ ومن لا يعرف سُنَّةَ القرآن قال أَبو الهيثم فالله أَصله إلاهٌ قال الله عز وجل ما اتَّخذ اللهُ من وَلَدٍ وما كان معه من إلَهٍ إذاً لَذَهَبَ كُلُّ إلَهٍ بما خَلَقَ قال ولا يكون إلَهاً حتى يكون مَعْبُوداً وحتى يكونَ لعابده خالقاً ورازقاً ومُدبِّراً وعليه مقتدراً فمن لم يكن كذلك فليس بإله وإِن عُبِدَ ظُلْماً بل هو مخلوق ومُتَعَبَّد قال وأَصل إلَهٍ وِلاهٌ فقلبت الواو همزة كما قالوا للوِشاح إشاحٌ وللوِجاحِ وهو السِّتْر إِجاحٌ ومعنى ولاهٍ أَن الخَلْقَ يَوْلَهُون إليه في حوائجهم ويَضْرَعُون إليه فيما يصيبهم ويَفْزَعون إليه في كل ما ينوبهم كم يَوْلَهُ كل طِفْل إلى أُمه وقد سمت العرب الشمس لما عبدوها إلاهَةً والأُلَهةُ الشمسُ الحارَّةُ حكي عن ثعلب والأَلِيهَةُ والأَلاهَةُ والإلاهَةُ وأُلاهَةُ كلُّه الشمسُ اسم لها الضم في أَوَّلها عن ابن الأَعرابي قالت مَيَّةُ بنت أُمّ عُتْبَة
( * قوله « ام عتبة » كذا بالأصل عتبة في موضع مكبراً وفي موضعين مصغراً )
بن الحرث كما قال ابن بري تروَّحْنا من اللَّعْباءِ عَصْراً فأَعْجَلْنا الإلَهةَ أَن تَؤُوبا
( * قوله « عصراً والالهة » هكذا رواية التهذيب ورواية المحكم قسراً والهة )
على مثْل ابن مَيَّة فانْعَياه تَشُقُّ نَواعِمُ البَشَر الجُيُوبا قال ابن بري وقيل هو لبنت عبد الحرث اليَرْبوعي ويقال لنائحة عُتَيْبة بن الحرث قال وقال أَبو عبيدة هو لأُمِّ البنين بنت عُتيبة بن الحرث ترثيه قال ابن سيده ورواه ابن الأَعرابي أُلاهَةَ قال ورواه بعضهم فأَعجلنا الأَلاهَةَ يصرف ولا يصرف غيره وتدخلها الأَلف واللام ولا تدخلها وقد جاء على هذا غير شيء من دخول لام المعرفة الاسمَ مَرَّة وسُقوطها أُخرى قالوا لقيته النَّدَرَى وفي نَدَرَى وفَيْنَةً والفَيْنَةَ بعد الفَيْنة ونَسْرٌ والنَّسْرُ اسمُ صنم فكأَنهم سَمَّوْها الإلَهة لتعظيمهم لها وعبادتهم إياها فإنهم كانوا يُعَظِّمُونها ويَعْبُدُونها وقد أَوْجَدَنا اللهُ عز وجل ذلك في كتابه حين قال ومن آياته الليلُ والنهارُ والشمسُ والقمرُ لا تَسْجُدُوا للشمس ولا للقمر واسجُدُوا لله الذي خَلَقَهُنَّ إن كنتم إياه تعبدون ابن سيده والإلاهَةُ والأُلُوهة والأُلُوهِيَّةُ العبادة وقد قرئ ويَذَرَكَ وآلِهتَكَ وقرأَ ابن عباس ويَذَرَك وإِلاهَتَك بكسر الهمزة أَي وعبادتك وهذه الأَخيرة عند ثعلب كأَنها هي المختارة قال لأَن فرعون كان يُعْبَدُ ولا يَعْبُدُ فهو على هذا ذو إلاهَةٍ لا ذو آلِهة والقراءة الأُولى أَكثر والقُرّاء عليها قال ابن بري يُقَوِّي ما ذهب إليه ابن عباس في قراءته ويذرك وإِلاهَتَك قولُ فرعون أَنا ربكم الأَعلى وقوله ما علمتُ لكم من إله غيري ولهذا قال سبحانه فأَخَذه اللهُ نَكالَ الآخرةِ والأُولى وهو الذي أَشار إِليه الجوهري بقوله عن ابن عباس إن فرعون كان يُعْبَدُ ويقال إلَه بَيِّنُ الإلَهةِ والأُلْهانِيَّة وكانت العرب في الجاهلية يَدْعُونَ معبوداتهم من الأَوثان والأَصنام آلهةً وهي جمع إلاهة قال الله عز وجل ويَذَرَك وآلِهَتَك وهي أَصنام عَبَدَها قوم فرعون معه والله أَصله إلاهٌ على فِعالٍ بمعنى مفعول لأَنه مأَلُوه أَي معبود كقولنا إمامٌ فِعَالٌ بمعنى مَفْعول لأَنه مُؤْتَمّ به فلما أُدخلت عليه الأَلف واللام حذفت الهمزة تخفيفاً لكثرته في الكلام ولو كانتا عوضاً منها لما اجتمعتا مع المعوَّض منه في قولهم الإلاهُ وقطعت الهمزة في النداء للزومها تفخيماً لهذا الاسم قال الجوهري وسمعت أَبا علي النحوي يقول إِن الأَلف واللام عوض منها قال ويدل على ذلك استجازتهم لقطع الهمزة الموصولة الداخلة على لام التعريف في القسم والنداء وذلك قولهم أَفأَللهِ لَتفْعَلَنّ ويا الله اغفر لي أَلا ترى أَنها لو كانت غير عوض لم تثبت كما لم تثبت في غير هذا الاسم ؟ قال ولا يجوز أَيضاً أَن يكون للزوم الحرف لأَن ذلك يوجب أَن تقطع همزة الذي والتي ولا يجوز أَيضاً أَن يكون لأَنها همزة مفتوحة وإن كانت موصولة كما لم يجز في ايْمُ الله وايْمُن الله التي هي همزة وصل فإنها مفتوحة قال ولا يجوز أَيضاً أَن يكون ذلك لكثرة الاستعمال لأَن ذلك يوجب أَن تقطع الهمزة أَيضاً في غير هذا مما يكثر استعمالهم له فعلمنا أَن ذلك لمعنى اختصت به ليس في غيرها ولا شيء أَولى بذلك المعنى من أَن يكون المُعَوَّضَ من الحرف المحذوف الذي هو الفاء وجوّز سيبويه أَن يكون أَصله لاهاً على ما نذكره قال ابن بري عند قول الجوهري ولو كانتا عوضاً منها لما اجتمعتا مع المعوَّض عنه في قولهم الإلَهُ قال هذا رد على أَبي علي الفارسي لأَنه كان يجعل الأَلف واللام في اسم الباري سبحانه عوضاً من الهمزة ولا يلزمه ما ذكره الجوهري من قولهم الإلَهُ لأَن اسم الله لا يجوز فيه الإلَهُ ولا يكون إلا محذوف الهمزة تَفَرَّد سبحانه بهذا الاسم لا يشركه فيه غيره فإذا قيل الإلاه انطلق على الله سبحانه وعلى ما يعبد من الأَصنام وإذا قلت الله لم ينطلق إلا عليه سبحانه وتعالى ولهذا جاز أَن ينادي اسم الله وفيه لام التعريف وتقطع همزته فيقال يا ألله ولا يجوز يالإلهُ على وجه من الوجوه مقطوعة همزته ولا موصولة قال وقيل في اسم الباري سبحانه إنه مأْخوذ من أَلِهَ يَأْلَه إذا تحير لأَن العقول تَأْلَهُ في عظمته وأَلِهَ أَلَهاً أَي تحير وأَصله وَلِهَ يَوْلَهُ وَلَهاً وقد أَلِهْتُ على فلان أَي اشتدّ جزعي عليه مثل وَلِهْتُ وقيل هو مأْخوذ من أَلِهَ يَأْلَهُ إلى كذا أَي لجأَ إليه لأَنه سبحانه المَفْزَعُ الذي يُلْجأُ إليه في كل أَمر قال الشاعر أَلِهْتَ إلينا والحَوادِثُ جَمَّةٌ وقال آخر أَلِهْتُ إليها والرَّكائِبُ وُقَّف والتَّأَلُّهُ التَّنَسُّك والتَّعَبُّد والتأْليهُ التَّعْبيد قال لله دَرُّ الغَانِياتِ المُدَّهِ سَبَّحْنَ واسْتَرْجَعْنَ من تأَلُّهِي ابن سيده وقالوا يا أَلله فقَطَعُوا قال حكاه سيبويه وهذا نادر وحكى ثعلب أَنهم يقولون يا الله فيصلون وهما لغتان يعني القطع والوصل وقول الشاعر إنِّي إذا ما حَدَثٌ أَلَمَّا دَعَوْت يا اللَّهُمَّ يا اللَّهُمَّا فإن الميم المشددة بدل من يا فجمع بين البدل والمبدل منه وقد خففها الأعشى فقال كحَلْفَةٍ من أَبي رَباحٍ يَسْمَعُها لاهُمَ الكُبارُ
( * قوله « من أبي رباح » كذا بالأصل بفتح الراء والباء الموحدة ومثله في البيضاوي إلا أن فيه حلقة بالقاف والذي في المحكم والتهذيب كحلفة من أبي رياح بكسر الراء وبياء مثناة تحتية وبالجملة فالبيت رواياته كثيرة )
وإنشاد العامة يَسْمَعُها لاهُهُ الكُبارُ قال وأَنشده الكسائي يَسْمَعُها الله والله كبار
( * وقوله يسمعها الله والله كبار كذا بالأصل ونسخة من التهذيب )
الأَزهري أَما إعراب اللهم فضم الهاء وفتح الميم لا اختلاف فيه بين النحويين في اللفظ فأَما العلة والتفسير فقد اختلف فيه النحويون فقال الفراء معنى اللهم يا أَللهُ أُمَّ بخير وقال الزجاج هذا إقدام عظيم لأَن كل ما كان من هذا الهمز الذي طرح فأَكثر الكلام الإتيان به يقال وَيْلُ أُمِّه ووَيْلُ امِّهِ والأَكثر إثبات الهمزة ولو كان كما قال هذا القائل لجاز الله أُومُمْ واللهُ أُمَّ وكان يجب أَن يلزمه يا لأَن العرب تقول يا ألله اغفر لنا ولم يقل أَحد من العرب إلا اللهم ولم يقل أَحد يا اللهم قال الله عز وجل قُلِ اللهم فاطرَ السمواتِ والأَرضِ فهذا القول يبطل من جهات إحداها أَن يا ليست في الكلام والأُخرى أَن هذا المحذوف لم يتكلم به على أَصله كما تكلم بمثله وأَنه لا يُقَدَّمُ أَمامَ الدُّعاء هذا الذي ذكره قال الزجاج وزعم الفراء أَن الضمة التي هي في الهاء ضمة الهمزة التي كانت في أُمِّ وهذا محال أَن يُتْرَكَ الضمُّ الذي هو دليل على نداء المفرد وأَن يجعل في اسم الله ضمةُ أُمَّ هذا إلحاد في اسم الله قال وزعم الفراء أَن قولنا هَلُمَّ مثل ذلك أَن أَصلها هَلْ أُمَّ وإنما هي لُمَّ وها التنبيه قال وقال الفراء إن يا قد يقال مع اللهم فيقال يا أَللهم واستشهد بشعر لا يكون مثله حجة وما عليكِ أَن تَقُولِي كُلَّما صَلَّيْتِ أَو سَبَّحْت يا أَللَّهُمَا ارْدُدْ علينا شَيْخَنَا مُسَلَّما قال أَبو إسحق وقال الخليل وسيبويه وجميع النحويين الموثوق بعلمهم اللهم بمعنى يا أَلله وإن الميم المشددة عوض من يا لأَنهم لم يجدوا يا مع هذه الميم في كلمة واحدة ووجدوا اسم الله مستعملاً بيا إذا لم يذكروا الميم في آخر الكلمة فعلموا أَن الميم في آخر الكلمة بمنزلة يا في أَولها والضمة التي هي في الهاء هي ضمة الاسم المنادى المفرد والميم مفتوحة لسكونها وسكون الميم قبلها الفراء ومن العرب من يقول إذا طرح الميم يا ألله اغفر لي بهمزة ومنهم من يقول يا الله بغير همز فمن حذف الهمزة فهو على السبيل لأَنها أَلف ولام مثل لام الحرث من الأَسماء وأَشباهه ومن همزها توهم الهمزة من الحرف إذ كانت لا تسقط منه الهمزة وأَنشد مُبارَكٌ هُوَّ ومن سَمَّاهُ على اسْمكَ اللَّهُمَّ يا أَللهُ قال وكثرت اللهم في الكلام حتى خففت ميمها في بعض اللغات قال الكسائي العرب تقول يا أَلله اغفر لي ويَلّله اغفر لي قال وسمعت الخليل يقول يكرهون أَن ينقصوا من هذا الاسم شيئاً يا أَلله أَي لا يقولون يَلَهُ الزجاج في قوله تعالى قال عيسى بنُ مريم اللهم ربنا ذكر سيبويه أَن اللهم كالصوت وأَنه لا يوصف وأَن ربنا منصوب على نداء آخر الأَزهري وأَنشد قُطْرُب إِني إِذا ما مُعْظَمٌ أَلَمّا أَقولُ يا اللَّهُمَّ يا اللَّهُمّا قال والدليل على صحة قول الفراء وأَبي العباس في اللهم إِنه بمعنى يا أَلله أُمَّ إِدخالُ العرب يا على اللهم وقول الشاعر أَلا لا بارَكَ اللهُ في سُهَيْلٍ إِذا ما اللهُ بارك في الرجالِ إِنما أَراد الله فقَصَر ضرورة والإِلاهَةُ الحية العظيمة عن ثعلب وهي الهِلالُ وإِلاهَةُ اسم موضع بالجزيرة قال الشاعر كفى حَزَناً أَن يَرْحَلَ الركبُ غُدْوةً وأُصْبِحَ في عُلْيا إِلاهَةِ ثاوِيا وكان قد نَهَسته حية قال ابن بري قال بعض أَهل اللغة الرواية وأُتْرَكَ في عُلْيَا أُلاهَةَ بضم الهمزة قال وهي مَغارَةُ سَمَاوَة كَلْب قال ابن بري وهذا هو الصحيح لأَن بها دفن قائل هذا البيت وهو أُفْنُونٌ التَّغْلَبيّ واسمه صُرَيْمُ بن مَعْشَرٍ
( * قوله « واسمه صريم بن معشر » أي ابن ذهل بن تيم بن عمرو بن تغلب سأل كاهناً عن موته فأخبر أنه يموت بمكان يقال له ألاهة وكان افنون قد سار في رهط إلى الشام فأتوها ثم انصرفوا فضلوا الطريق فاستقبلهم رجل فسألوه عن طريقهم فقال خذوا كذا وكذا فإذا عنت لكم الالاهة وهي قارة بالسماوة وضح لكم الطريق فلما سمع افنون ذكر الالاهة تطير وقال لأصحابه إني ميت قالوا ما عليك بأس قال لست بارحاً فنهش حماره ونهق فسقط فقال اني ميت قالوا ما عليك بأس قال ولم
ركض الحمار ؟ فأرسلها مثلاً ثم قال يرثي نفسه وهو يجود بها
ألا لست في شيء فروحاً معاويا ... ولا المشفقات يتقين الجواريا
فلا خير فيما يكذب المرء نفسه ... وتقواله للشيء يا ليت ذا ليا
لعمرك إلخ كذا في ياقوت لكن قوله وهي قارة مخالف للاصل في قوله وهي مغارة ) وقبله لَعَمْرُكَ ما يَدْري الفَتى كيف يَتَّقي إِذا هو لم يَجْعَلْ له اللهُ واقِيَا

( أمه ) الأَمِيهَة جُدَرِيّ الغنم وقيل هو بَثْرٌِ يَخْرُج بها كالجُدَرِيّ أَو الحَصْبَةِ وقد أُمِهَتِ الشاةُ تُؤْمَهُ أَمْهاً وأَمِيهَةً قال ابن سيده هذا قول أَبي عبيدة وهو خطأٌ لأَن الأَمِيهَةَ اسمٌ لا مصدر إِذ ليست فَعِيلة من أَبنية المصادر وشاة أَمِيهَةٌ مأْمُوهَة قال الشاعر طَبِيخُ نُحازِ أَو طَبِيخُ أَمِيهَةٍ صَغِيرُ العِظامِ سَيِّءُ القِشْمِ أَمْلَطُ يقول كانت أُمُّهُ حاملة به وبها سُعال أَو جُدَرِيّ فجاءت به ضاوِيّاً والقِشْْمُ هو اللحم أَو الشحم ابن الأَعرابي الأَمةُ النسيان والأَمَةُ الإِقْرارُ والأَمَهُ الجُدَرِيُّ قال الزجاج وقرأَ ابن عباس وادَّكَرَ بعد أَمَهٍ قال والأَمَهُ النسيانُ ويقال قد أَمِهَ بالكسر يَأْمَهُ أَمَهاً هذا الصحيح بفتح الميم وكان أَبو الهيثم يقرأُ بعد أَمَهٍ ويقول بعد أَمْهٍ خطأٌ أَبو عبيدة أَمِهْتُ الشيءَ فأَنا آمُهُه أَمْهاً إِذا نسيته قال الشاعر أَمِهْتُ وكنتُ لا أَنْسَى حَدِيثاً كذاك الدَّهْرُ يُودِي بالعُقُولِ قال وادَّكَرَ بعد أَمْه قال أَبو عبيد هو الإِقرار ومعناه أَن يعاقب ليُقِرَّ فإِقراره باطل ابن سيده الأَمَهُ الإِقرار والاعتراف ومنه حديث الزهري من امْتُحِنَ في حَدٍّ فأَمِهَ ثم تَبَرَّأَ فليست عليه عقوبة فإِن عوقب فأَمِهَ فليس عليه حَدٌّ إِلا أَن يَأْمَه من غير عقوبة قال أَبو عبيد ولم أَسمع الأَمَهَ الإِقرارَ إِلاَّ في هذا الحديث وفي الصحاح قال هي لغة غير مشهورة قال ويقال أَمَهْتُ إِليه في أَمر فأَمَهَ إِليَّ أَي عَهِدْتُ إِليه فعَهِدَ إِليَّ الفراء أُمِهَ الرجلُ فهو مَأْموهٌ وهو الذي ليس عقله معه الجوهري يقال في الدعاء على الإِنسان آهَةً وأَمِيهَةً التهذيب وقولهم آهَةً وأَمِيهَةً الآهَةُ من التَّأَوُّهِ والأَمِيهَةُ الجُدَري ابن سيده الأُمَّهَةُ لغة في الأُمِّ قال أَبو بكر الهاء في أُمَّهة أَصلية وهي فُعَّلَة بمنزلة تُرَّهَةٍ وأُبَّهةٍ وخص بعضهم بالأُمَّهَةِ من يعقل وبالأُمِّ ما لا يعقل قال قُصَيٌّ عَبْدٌ يُنادِيهِمْ بِهالٍ وَهَبِ أُمَّهَتي خِنْدِفُ والْياسُ أَبي حَيْدَرَةٌ خالي لَقِيطٌ وعَلِي وحاتِمُ الطائِيُّ وَهّابُ المِئِي وقال زهير فيما لا يعقل وإِلاَّ فإِنَّا بالشَّرَبَّةِ فاللِّوَى نُعَقِّرُ أُمّاتِ الرِّباعِ ونَيْسِرُ وقد جاءت الأُمَّهَةُ فيما لا يعقل كل ذلك عن ابن جني والجمع أُمَّهات وأُمّات التهذيب ويقال في جمع الأُمِّ من غير الآدميين أُمَّاتٌ بغير هاء قال الراعي كانتْ نَجائِبُ مُنْذِرٍ ومُحَرِّقٍ أُمّاتِهِنَّ وطَرْقُهُنَّ فَحِيلا وأَما بَناتُ آدم فالجمع أُمَّهاتٌ وقوله وإِنْ مُنِّيتُ أُمّاتِ الرِّباعِ والقرآن العزيز نزل بأُمَّهات وهو أَوضح دليل على أَن الواحدة أُمَّهَةٌ وتَأَمَّهَ أُمّاً اتخدها كأَنه على أُمَّهَةٍ قال ابن سيده وهذا يقوي كون الهاء أَصلاً لأَن تَأَمَّهْتُ تَفَعَّلْتُ بمنزلة تَفَوَّهْتُ وتنَبَّهْت التهذيب والأُمّ في كلام العرب أَصل كل شيء واشْتقاقه من الأَمِّ وزيدت الهاء في الأُمَّهاتِ لتكون فرقاً بين بنات آدم وسائر إِناث الحيوان قال وهذا القول أَصح القولين قال الأَزهري وأَما الأُمُّ فقد قال بعضهم الأَصل أُمَّةٌ وربما قالوا أُمَّهةٌ قال والأُمَّهةُ أَصل قولهم أُمٌّ قال ابن بري وأُمَّهَةُ الشَّبابِ كِبْرُه وتِيهُهُ

( أنه ) الأَنِيهُ مثل الزَّفِير والآنِهُ كالآنِحِ وأَنَهَ يَأْنِهُ أَنْهاً وأُنُوهاً مثل أَنَح يَأْنِحُ إِذا تَزَحَّرَ من ثِقَلٍ يَجِدُه والجمع أُنَّةٌ مثل أُنَّحٍ وأَنشد لرؤبة يصف فحلاً رَعّابَةٌ يُخْشِي نُفوسَ الأُنَّهِ بِرَجْسِ بَهْباهِ الهَدِيرِ البَهْبَهِ أَي يَرْعَبُ النُّفوسَ الذينَ يَأْنِهُونَ ابن سيده الأَنِيهُ الزَّحْرُ عند المسأَلة ورجل آنةٌ حاسِدٌ ويقال رجل نافِسٌ ونَفِيسٌ وآنِهٌ وحاسد بمعنى واحد وهو من أَنَهَ يَأْنِهُ وأَنَحَ يَأْنِحُ أَنِيهاً وأَنِيحاً

( أوه ) الآهَةُ الحَصْبَةُ حكى اللحياني عن أَبي خالد في قول الناس آهَةٌ وماهَةٌ فالآهَةُ ما ذكرناه والماهَةُ الجُدَرِيُّ قال ابن سيده أَلف آهَةٍ واو لأَن العين واواً أَكثر منها ياء وآوَّهْ وأَوَّهُ وآووه بالمدّ وواوينِ وأَوْهِ بكسر الهاء خفيفة وأَوْهَ وآهِ كلها كلمة معناه التحزُّن وأَوْهِ من فلان إِذا اشتدَّ عليك فَقْدُه وأَنشد الفراء في أَوْهِ فأَوْهِ لِذكْراها إِذا ما ذَكَرتُها ومن بُعْدِ أَرْضٍ بيننا وسماءٍ ويروى فأَوِّ لِذِكراها وهو مذكور في موضعه ويروى فآهِ لذكراها قال ابن بري ومثل هذا البيت فأَوْهِ على زِيارَةِ أُمِّ عَمْروٍٍ فكيفَ مع العِدَا ومع الوُشاةِ ؟ وقولهم عند الشكاية أَوْهِ من كذا ساكنة الواو إِنما هو توجع وربما قلبوا الواو أَلفاً فقالوا آهِ من كذا وربما شدّدوا الواو وكسروها وسكنوا الهاء قالوا أَوِّهْ من كذا وربما حذفوا الهاء مع التشديد فقالوا أَوِّ من كذا بلا مدٍّ وبعضهم يقول آوَّهْ بالمدّ والتشديد وفتح الواو ساكنة الهاء لتطويل الصوت بالشكاية وقد ورد الحديث بأَوْهِ في حديث أَبي سعيد فقال النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك أَوْهِ عَيْنُ الرِّبا قال ابن الأَثير أَوْهِ كلمة يقولها الرجل عند الشكاية والتوجع وهي ساكنة الواو مكسورة الهاء قال وبعضهم يفتح الواو مع التشديد فيقول أَوَّهْ وفي الحديث أَوَّهْ لفِراخِ محمدٍ من خليفة يُسْتَخْلَفُ قال الجوهري وربما أَدخلوا فيه التاء فقالوا أَوَّتاه يمدّ ولا يمدّ وقد أَوَّهَ الرجلُ تأْويهاً وتَأَوَّه تأَوُّها إِذا قال أَوَّه والاسم منه الآهَةُ بالمد وأَوَّه تأْويهاً ومنه الدعاء على الإِنسان آهَةً له وأَوَّةً له مشدَّده الواو قال وقولهم آهَةً وأَمِيهةً هو التوجع الأَزهري آهِ هو حكاية المِتَأَهِّه في صوته وقد يفعله الإِنسان شفقة وجزعاً وأَنشد آهِ من تَيَّاكِ آهَا تَرَكَتْ قلبي مُتاها وقال ابن الأَنباري آهِ من عذاب الله وآهٍ من عذاب الله وأَهَّةً من عذاب الله وأَوَّهْ من عذاب الله بالتشديد والقصر ابن المظفر أَوَّهَ وأَهَّهَ إِذا توجع الحزين الكئيب فقال آهِ أَو هاهْ عند التوجع وأَخرج نَفَسه بهذا الصوت ليتفرَّج عنه بعض ما به قال ابن سيده وقد تأَوَّهَ آهاً وآهَةً وتكون هاهْ في موضعه آهِ من التوجع قال المُثَقِّبُ العَبْدِي إِذا ما قمتُ أَرْحَلُها بليلٍ تأَوَّهُ آهَةَ الرجلِ الحزينِ قال ابن سيده وعندي أَنه وضع الاسم موضع المصدر أَي تأَوَّهَ تأَوُّهَ الرجل قيل ويروى تَهَوَّهُ هاهَةَ الرجل الحزين قال وبيان القطع أَحسن ويروى أَهَّةَ من قولهم أَهَّ أَي توجع قال العجاج وإِن تَشَكَّيْتُ أَذَى القُرُوحِ بأَهَّةٍ كأَهَّةِ المَجْرُوحِ ورجل أَوَّاهٌ كثير الحُزنِ وقيل هو الدَّعَّاءُ إِلى الخير وقيل الفقيه وقيل المؤْمن بلغة الحبشة وقيل الرحيم الرقيق وفي التنزيل العزيز إِن إِبراهيم لحليمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ وقيل الأَوّاهُ هنا المُتَأَوِّهُ شَفَقاً وفَرَقاً وقيل المتضرع يقيناً أَي إِيقاناً بالإِجابة ولزوماً للطاعة هذا قول الزجاج وقيل الأَوَّاهُ المُسَبّحُ وقيل هو الكثير الثناء ويقال الأَوَّاهُ الدَّعَّاءُ وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال الأَوَّاهُ الدَّعَّاءُ وقيل الكثير البكاء وفي الحديث اللهم اجْعَلني مُخْبِتاً أَوَّاهاً مُنِيباً الأَوَّاهُ المُتَأَوِّهُ المُتَضَرِّع الأَزهري أَبو عمرو ظبية مَوْؤُوهة ومأْووهة وذلك أن الغزال إِذا نجا من الكلب أَو السهم وقف وَقْفَةً ثم قال أَوْهِ ثم عَدا

( أهه ) الأَهَّةُ التَّحَزُّنُ وقد أَهَّ أَهّاً وأَهَّةً وفي حديث معاوية أَهّاً أَبا حَفْص قال هي كلمة تأَسُّفٍ وانتصابها على إِجرائها مُجْرَى المصادر كأَنه قال أَتَأَسَّفُ تأَسُّفاً قال وأَصل الهمزة واو وترجم ابن الأَثير واه وقال في الحديث من ابْتُليَ فَصَبر فَواهاً واهاً قيل معنى هذه الكلمة التلهف وقد توضع موضع الإِعجاب بالشيء يقال واهاً له وقد تَرِدُ بمعنى التَّوَجُّع وقيل التوجعُ يقال فيه آهاً قال ومنه حديث أَبي الدرداء ما أَنكرتم من زمانكم فيما غَيَّرتُمْ من أَعمالكم إِن يَكُنْ خيراً فواهاً واهاً وإِن يكن شَرّاً فآهاً آهاً قال والأَلف فيها غير مهموزة قال وإِنما ذكرتها في هذه الترجمة للفظها

( أيه ) إِيهِ كلمةُ اسْتِزادة واسْتِنْطاقٍ وهي مبنية على الكسر وقد تُنَوَّنُ تقول للرجل إِذا اسْتَزَدته من حديث أَو عمل إِيهِ بكسر الهاء وفي الحديث أَنه أَنشد شعر أُمية بن أَبي الصَّلْتِ فقال عند كل بيت إِيهِ قال ابن السكيت فإِن وصلت نوَّنت فقلت إِيهٍ حَدِّثْنا وإِذا قلت إِيهاً بالنصب فإِنما تأْمره بالسكوت قال الليث هِيهِ وهِيهَ بالكسر والفتح في موضع إِيه وإيهَ ابن سيده وإِيهِ كلمة زجر بمعنى حَسْبُكَ وتنوَّن فيقال إِيهاً وقال ثعلب إِيهٍ حَدِّثْ وأَنشد لذي الرمة وَقَفْنا فقلنا إِيهِ عن أُمِّ سالِمٍ وما بالُ تَكْليم الديارِ البَلاقِع ؟ أَراد حدِّثْنا عن أُم سالم فترك التنوين في الوصل واكتفى بالوقف قال الأَصمعي أَخطأَ ذو الرمة إِنما كلام العرب إِيهٍ وقال يعقوب أَراد إِيهٍ فأَجراه في الوصل مُجْراه في الوقف وذو الرمة أَراد التنوين وإِنما تركه للضرورة قال ابن سيده والصحيح أَن هذه الأَصوات إِذا عنيت بها المعرفة لم تنوّن وإِذا عنيت بها النكرة نونت وإِنما استزاد ذو الرمة هذا الطَّلَل حديثاً معروفاً وقال بعض النحوين إِذا نونت فقلت إِيهٍ فكأَنك قلت استزادة كأَنك قلت هاتِ حديثاً مَّا لأَن التنوين تنكير وإِذا قلت إِيه فلم تنوّن فكأَنك قلت الاستزادة فصار التنوين علم التنكير وتركه علم التعريف واستعار الحَذْلَمِيُّ هذا للإِبل فقال حتى إِذا قالتْ له إِيهٍ إِيهْ وإِن لم يكن لها نطق كأَنَّ لها صوتاً ينحو هذا النحو قال ابن بري قال أَبو بكر السراج في كتابه الأُصول في باب ضرورة الشاعر حين أَنشد هذا البيت فقلنا إِيهِ عن أُم سالم قال وهذا لا يعرف إِلا منوّناً في شيء من اللغات يريد أَنه لا يكون موصولاً إِلا منوّناً أَبو زيد تقول في الأَمر إِيهٍ افْعَلْ وفي النهي إِيهاً عَنِّي الآنَ وإِيهاً كُفَّ وفي حديث أُصَيْلٍ الخُزَاعِيِّ حين قَدِمَ عليه المدينة فقال له كيف تركتَ مكة ؟ فقال تركتها وقد أَحْجَنَ ثُمَامُها وأَعْذَقَ إِذْخِرُها وأَمْشَر سَلَمُها فقال إِيهاً أُصَيْلُ دَع القُلوبَ تَقِرُّ أَي كُفَّ واسكت الأَزهري لم يُنَوِّنْ ذو الرُّمَّةِ في قوله إِيهٍ عَنْ أُمِّ سالم قال لم ينوّن وقد وصَل لأَنه نوى الوقف قال فإِذا أَسْكَتَّهُ وكفَفْتَهُ قلتَ إِيهاً عَنَّا فإِذا أَغْرَيْتَهُ بالشيء قلت وَيْهاً يا فلانُ فإِذا تعجبت من طِيب شيء قلتَ واهاً ما أَطْيبهُ وحكي أَيضاً عن الليث إِيهِ وإِيهٍ في الاستزادة والاسْتنطاق وإِيهِ وإِيهاً في الزَّجْر كقولك إِيهِ حَسْبُكَ وإِيهاً حَسْبُكَ قال ابن الأَثير وقد ترد المنصوبة بمعنى التصديق والرضا بالشيء ومنه حديث ابن الزبر لما قيل له يا ابْنَ ذاتِ النِّطاقَيْنِ فقال إِيهاً والإِلهِ أَي صدَّقْتُ ورضيتُ بذلك ويروى إِيهِ بالكسر أَي زدني من هذه المَنْقَبَةِ وحكى اللحياني عن الكسائي إِيهِ وهِيهِ على البَدَلِ أَي حدِّثْنَا الجوهري إِذا أَسكتَّه وكَفَفْتَهُ قلتَ إِيهاً عَنَّا وأَنشد ابن بري قولَ حاتم الطائي

( بأه ) ما بأَهَ له أَي ما فَطِنَ

( بده ) البَدْهُ والبُدْهُ والبَدِيهة والبُداهة
( * قوله « والبداهة » بضم الباء وفتحها كما في القاموس ) أَوّل كل شيء وما يفجأُ منه الأَزهري البَدْهُ أَن تستقبل الإِنسان بأَمر مُفاجأَةً والاسم البَدِيهةُ في أَول ما يُفاجأُ به وبَدَهَهُ بالأَمر استقبله به تقول بَدَهَهُ أَمرٌ يَبْدَهُه بَدْهاً فجأَه ابن سيده بَدَهَهُ بالأَمر يَبْدَهُهُ بَدْهاً وبادَهَهُ مُبادَهَةً وبِداهاً فاجأَه وتقول بادَهَني مُبادَهَةً أَي باغَتَني مُباغَتة وأَنشد ابن بري للطِّرِمَّاحِ وأَجْوِبة كالرَّاعِبيَّةِ وَخْزُها يُبادِهُها شيخُ العِراقَيْنِ أَمْردَا وفي صفته صلى الله عليه وسلم من رآه بَدِيهَةً هابَهُ أَي مُفاجأَةً وبغتة يعني من لقيه قبل الاختلاط به هابه لوقاره وسكونه وإِذا جالسه وخالطه بان له حسن خُلُقِه وفلانٌ صاحبُ بَدِيهَة يصيب الرأْي في أَول ما يُفاجَأُ به ابن الأَعرابي بَدَّه الرجلُ إِذا أَجاب جواباً سديداً على البديهة والبُداهة والبَدِيهَةُ أَوَّل جري الفرس تقول هو ذو بَدِيهةٍ وذو بُداهَةٍ الأَزهري بُدَاهة الفرس أَولُ جريه وعُلالتُه جَرْيٌ بَعْدَ جَرْيٍ قال الأَعشى ولا نُقاتِلُ بالعِصِيْ يِ ولا نُرامِي بالحِجاره إِلا بُدَاهَةَ أَو عُلا لَةَ سابِحٍ نَهْدِ الجُزَاره ولك البَدِيهَةُ أَي لك أَن تَبْدَأَ قال ابن سيده وأُرى الهاء في جميع ذلك بدلاً من الهمزة الجوهري هما يَتَبَادَهانِ بالشِّعْر أَي يتجاريان ورجلِ مِبْدَةٌ قال رؤبة بالدَّرْءِ عني دَرْءِ كُلِّ عَنْجُهِي وكَيْدِ مَطَّالٍ وخَصْمٍ مِبْدَهِ

( بره ) البُرْهَة والبَرْهَة جميعاً الحِينُ الطويل من الدهر وقيل الزمانُ يقال أَقمت عنده بُرْهَةً من الدهر كقولك أَقمت عنده سنة من الدهر ابن السكيت أَقمت عنده بُرْهَةً وبَرْهَةً أَي مدَّة طويلة من الزمان والبَرَهُ التَّرارةُ وامرأَة بَرَهْرَهة فَعَلْعَلة كرِّر فيها العين واللام تارَّةٌ تكاد تُرْعَدُ من الرُّطُوبة وقيل بيضاء قال امرؤ القيس بَرَهْرَهَةٌ رُؤدَةٌ رَخْصَةٌ كَخُرْعُوبةِ البانةِ المُنْفَطِر وبَرَهْرَهَتُها تَرارتُها وبَضَاضَتُها وتصغير بَرَهْرَهَةٍ بُرَيْهة ومن أَتمها قال بُرَيْرهَة فأَما بُرَيْهِرَهة
( * قوله « فأما بريهرهة إلخ » كذا في الأصل والتهذيب ) فقبيحة قلما يتكلم بها وقيل البَرَهْرَهة التي لها بَرِيق من صَفائها وقال غيره هي الرقيقة الجلد كأَنَّ الماء يجري فيها من النَّعْمة وفي حديث المبعث فأَخرج منه عَلَقَةً سوداءَ ثم أَدخل فيه البَرَهْرَهَةَ قيل هي سكينة بيضاء جديدة صافية من قولهم امرأَة بَرَهْرَهَة كأَنها تُرْعَدُ رُطوبةً وروي رَهْرَهةً أَي رَحْرَحة واسعة قال ابن الأَثير قال الخطابي قد أَكثرتُ السؤال عنها فلم أَجد فيها قولاً يقطع بصحَّته ثم اختار أَنها السكين ابن الأَعرابي بَرِهَ الرجل إِذا ثابَ جسمُه بعد تغيُّر من علَّة وأَبْرَهَ الرجلُ غلب الناس وأَتى بالعجائب والبُرهانُ بيانُ الحجة واتِّضاحُها وفي التنزيل العزيز قل هاتوا بُرْهانكم الأَزهري النون في البرهان ليست بأَصلية عند الليث وأَما قولهم بَرْهَنَ فلانٌ إِذا جاءَ بالبُرْهان فهو مولَّد والصواب أَن يقال أَبْرَهَ إِذا جاء بالبُرْهان كما قال ابن الأَعرابي إِن صحَّ عنه وهو رواية أَبي عمرو ويجوز أَن تكون النون في البرهان نون جَمْعٍ على فُعْلان ثم جُعِلَت كالنون الأَصلية كما جمعوا مَصاداً على مُصْدانٍ ومَصِيراً على مُصْرانٍ ثم جمعوا مُصْراناً على مَصارِينَ على توهم أَنها أَصلية وأَبْرَهةُ اسم مَلِك من ملوك اليمن وهو أَبْرَهةُ ابن الحرث الرائش الذي يقال له ذو المَنارِ وأَبْرَهةُ ابن الصَّبّاح أَيضاً من ملوك اليمن وهو أَبو يَكْسُوم ملك الحَبَشة صاحب الفيل الذي ساقَه إِلى البيت الحرام فأَهلكه الله قال ابن بري وقال طالب بن أَبي طالب بن عبد المطلب أَلم تَعْلموا ما كان في حَرْبِ داحِسٍ وجَيْشِ أَبي يَكْسُومَ إِذ مَلَؤُوا الشِّعْبا ؟ وأَنشد الجوهري مَنَعْتَ مِنْ أَبْرَهةَ الحَطِيما وكُنْتَ فيما ساءَهُ زَعِيما الأَصمعي بَرَهُوتُ على مثال رَهَبُوتٍ بئرٌ بحَضْرَمَوْتَ يقال فيها أَرواحُ الكُفَّار وفي الحديث خيرُ بئرٍ في الأَرض زَمْزَمُ وشرُّ بئرٍ في الأَرض بَرَهُوتُ ويقال بُرْهُوت مثال سُبْروت قال ابن بري قال الجوهري بَرَهُوتٌ على مثال رَهَبُوتٍ قال صوابه بَرَهُوتُ غير مصروف للتأْنيث والتعريف ويقال في تصغير إبراهيم بُرَيْه وكأَنَّ الميم عنده زائدة وبعضهم يقول بُرَيْهِيم وذكر ابن الأَثير في هذه الترجمة البُرَةَ حَلْقة تجعل في أَنف البعير وسنذكرها نحن في موضعها

( بله ) البَلَهُ الغَفْلة عن الشرّ وأَن لا يُحْسِنَهُ بَلِهَ بالكسر بَلَهاً وتَبَلَّه وهو أَبْلَه وابتُلِهَ كبَلِه أَنشد ابن الأَعرابي إِنَّ الذي يَأْمُلِ الدُّنْيا لَمُبْتَلَهٌ وكلُّ ذي أَمَلٍ عنها سيُشْتَغَلُ
( * قوله « سيشتغل » كذا بضبط الأصل والمحكم وقد نص القاموس على ندور مشتغل بفتح الغين )
ورجل أَبْلَه بيِّنُ البَلَهِ والبَلاهةِ وهو الذي غلب عليه سلامة الصدر وحُسْنُ الظنِّ بالناس لأَنهم أَغفَلوا أَمْرَ دنياهم فجهلوا حِذْقَ التصرف فيها وأَقبلوا على آخرتهم فشَغَلوا أَنفسهم بها فاستحقوا أَن يكونوا أَكثر أَهل الجنَّة فأَما الأَبْلَه وهو الذي لا عقل له فغير مُرادٍ في الحديث وهو قوله صلى الله عليه وسلم أَكثرُ أَهلِ الجنة البُلْهُ فإِنه عنى البُلْهَ في أَمر الدنيا لقلة اهتمامهم وهم أَكياسٌ في أَمر الآخرة قال الزِّبْرقانُ بن بدر خيرُ أَولادِنا الأَبْلهُ العَقُولُ يعني أَنه لشدَّة حَيائِه كالأَبْله وهو عَقُول وقد بَلِه بالكسر وتَبَلَّه التهذيب والأَبْلَهُ الذي طُبع على الخير فهو غافلٌ عن الشرّ لا يَعْرِفه ومنه أَكثرُ أَهل الجنة البُلْه وقال النضر الأَبْلَه الذي هو مَيِّت الدَّاءِ يريد أَن شَرَّه ميِّتٌ لا يَنْبَه له وقال أَحمد بن حنبل في تفسير قوله اسْتَراح البُلْهُ قال هم الغافلون عن الدنيا وأَهلِها وفَسادِهم وغِلِّهم فإِذا جاؤُوا إِلى الأَمرِ والنهيِ فهم العُقَلاء الفُقَهاء والمرأَة بَلْهاء وأَنشد ابن شميل ولقَدْ لَهَوْتُ بطِفْلةٍ مَيّالةٍ بَلْهاءَ تُطْلِعُني على أَسْرارِها أَراد أَنها غِرٌّ لا دَهاءَ لها فهي تُخْبِرني بأَسْرارِها ولا تَفْطَن لما في ذلك عليها وأَنشد غيره من امرأَةٍ بَلْهاءَ لم تْحْفَظْ ولم تُضَيَّعِ يقول لم تُحْفَظْ لِعَفافها ولم تُضَيَّعْ مما يَقُوتها ويَصُونها فهي ناعمة عَفِيفةٌ والبَلْهاءُ من النساء الكريمةُ المَزِيرةُ الغَرِيرةُ المُغَفَّلةُ والتَّبَالُه استعمالُ البَلَه وتَبالَه أَي أَرى من نفسه ذلك وليس به والأَبْلَه الرجلُ الأَحمق الذي لا تمييز له وامرأَة بَلْهاء والتَّبَلُّهُ تطلُّبُ الضالَّة والتَّبَلُّه تَعَسُّفُ الطريق على غير هداية ولا مسأَلة الأَخيرة عن أَبي علي قال الأَزهري والعرب تقول فلانٌ يتَبَلَّه تبَلُّهاً إِذا تعَسَّف طريقاً لا يهتدي فيها ولا يستقيم على صَوْبِها وقال لبيد عَلِهَتْ تَبَلَّهُ في نِهاءِ صُعائدٍ والرواية المعروفة عَلِهَتْ تَبَلَّدُ والبُلَهْنِيَةُ الرَّخاء وسَعَةُ العَيْش وهو في بُلَهْنِيةٍ من العيش أَي سعَةٍ صارت الأَلف ياء لكسرة ما قبلها والنون زائدة عند سيبويه وعيش أَبْلَهُ واسعٌ قليلُ الغُمومِ ويقال شابٌّ أَبْلَه لما فيه من الغَرارة يوصف به كما يوصفُ بالسُّلُوّ والجُنُونِ لمضارعته هذه الأَسبابَ قال الأَزهري الأَبْلَهُ في كلام العرب على وجوهٍ يقال عَيْش أَبْلَه وشبابٌ أَبْلَه إِذا كان ناعماً ومنه قول رؤبة إِمّا تَرَيْنِي خَلَقَ المُمَوَّهِ بَرّاقَ أَصْلادِ الجَبينِ الأَجْلَهِ بعدَ غُدانِيِّ الشَّبابِ الأَبْلَهِ يريد الناعم قال ابن بري قوله خلق المُمَوَّه يريد خَلَقَ الوجه الذي قد مُوِّه بماء الشباب ومنه أُخذ بُلَهْنِيةُ العيش وهو نَعْمته وغَفْلَتُه وأَنشد ابن بري لِلَقِيط بن يَعْمُر الإِياديّ ما لي أَراكُمْ نِياماً في بُلَهْنِيَةٍ لا تَفْزَعُونَ وهذا اللَّيْثُ قد جَمَعا ؟ وقال ابن شميل ناقة بَلْهاء وهي التي لا تَنْحاشُ من شيء مَكانةً ورَزانةً كأَنها حَمْقاء ولا يقال جمل أَبْلَهُ ابن سيده البَلْهاء ناقةٌ وإِياها عنَى قيسُ بن عَيْزارة الهُذلي بقوله وقالوا لنا البَلْهاءُ أَوَّلُ سُؤْلةٍ وأَغْراسُها واللهُ عني يُدافِعُ
( * قوله « البلهاء أول » كذا بالمحكم بالرفع فيهما )
وفي المثل تُحْرِقُك النارُ أَن تَراها بَلْهَ أَن تَصْلاها يقول تُحْرِقُك النارُ من بَعيدٍ فدَعْ أَن تدخلَها قال ومن العرب من يَجُرُّ بها يجعلُها مصدراً كأَنه قال تَرْكَ وقيل معناه سِوَى وقال ابن الأَنباري في بَلْه ثلاثة أَقوال قال جماعة من أَهل اللغة بَلْه معناها على وقال الفراء مَنْ خفض بها جعلَها بمنزلة على وما أَشبهها من حروف الخفض وقال الليث بَلْه بمعنى أَجَلْ وأَنشد بَلْهَ إِني أَخُنْ عهداً ولم أَقْتَرِفْ ذنباً فتَجْزيني النِّقَمْ وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَعْدَدْتُ لعبادي الصالحين ما لا عينٌ رأَتْ ولا أُذُنٌ سمعتْ ولا خطر على قلبِ بَشرٍ بَلْهَ ما اطَّلَعْتم عليه قال ابن الأَثير بَلْهَ من أَسماء الأَفعال بمعنى دَعْ واتْرُكْ تقول بَلْهَ زيداً وقد توضع موضع المصدر وتضاف فتقول بَلْهَ زَيدٍ أَي تَرْكَ زيد وقوله ما اطلعتم عليه يحتمل أَن يكون منصوب المحل ومجرورَه على التقديرين والمعنى دَعْ ما اطَّلعتم عليه وعَرَفتموه من نعيم الجنة ولذاتها قال أَبو عبيد قال الأَحمر وغيره بَلْه معناه كيف ما اطَّلعتم عليه وقال الفراء كُفَّ ودَعْ ما اطَّلعتم عليه وقال كعب بن مالك يصف السيوف نَصِلُ السيوفَ إِذا قَصُرْنَ بخَطْوِنا قَدَماً ونُلْحِقُها إِذا لم تَلْحَقِ تَذَرُ الجَماجمَ ضاحياً هاماتُها بَلْهَ الأَكفَّ كأَنها لم تُخْلَقِ يقول هي تَقطَع الهامَ فدَعِ الأَكفَّ أَي هي أَجدرُ أَن تَقْطعَ الأَكف قال أَبو عبيد الأَكف ينشد بالخفض والنصب والنصبُ على معنى دع الأَكف وقال الأَخفش بَلْهَ ههنا بمنزلة المصدر كما تقول ضَرْبَ زيدٍ ويجوز نصب الأَكف على معنى دع الأَكف قال ابن هَرْمة تَمْشي القَطُوفُ إِذا غَنَّى الحُداةُ بها مَشْيَ النجيبةِ بَلْهَ الجِلَّةَ النُّجُبا قال ابن بري رواه أَبو عليّ مشي الجوادِ فَبَلْهَ الجِلَّةَ النُّجُبا وقال أَبو زبيد حَمّال أَثْقالِ أَهلِ الوُدِّ آوِنةً أُعْطيهمُ الجَهْدَ مِنِّي بَلْهَ ما أَسَعُ أَي أُعطيهم ما لا أَجِدُه إِلا بجَهد ومعنى بَلْهَ أَي دع ما أُحيط به وأَقدر عليه قال الجوهري بَلْهَ كلمة مبنية على الفتح مثل كيف قال ابن بري حقه أَن يقول مبنية على الفتح إِذا نَصَبْتَ ما بعدها فقلت بَلْه زيداً كما تقول رُوَيْدَ زيداً فإِن قلت بَلْه زيدٍ بالإِضافة كانت بمنزلة المصدر معربةً كقولهم رُوَيدَ زيدٍ قال ولا يجوز أَن تقدّره مع الإِضافة اسماً للفعل لأَن أَسماء الأَفعال لا تضاف والله تعالى أَعلم

( بنه ) هذه ترجمة ترجمها ابن الأَثير في كتابه وقال بِنْها بكسر الباء وسكون النون قرية من قرى مصر باركَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم في عَسَلها قال والناس اليَومَ يفتحون الباء

( بهه ) الأَبَهُّ الأَبَحُّ أَبو عمرو بَهَّ إِذا نَبُلَ وزاد في جاهه ومنزلتِه عند السلطان قال ويقال للأَبَحِّ أَبَهُّ وقد بَهَّ يَبَهُّ أَي بَحَّ يَبَحُّ وبَهْ بَهْ كلمة إِعظامٍ كبَخْ بَخْ قال يعقوب إِنما تقال عند التعجب من الشيء قال الشاعر مَنْ عَزاني قال بَهْ بَهْ سِنْخُ ذا أَكْرمُ أَصلِ ويقال للشيء إِذا عَظُم بَخْ بَخْ وبَهْ بَهْ وفي الحديث بَهْ بَهْ إِنك لضَخْمٌ قيل هي بمعنى بَخْ بَخْ يقال بَخْبَخَ به وبَهْبَه غيرَ أَن الموضع لا يحتمله إِلا على بُعْد لأَنه قال إِنك لضَخْم كالمُنْكر عليه وبخ بخ لا تقال في الإِنكار المُفَضَّلُ الضَّبِّيُّ يقال إِن حوله من الأَصوات البَهْبَهَ أَي الكثيرَ والبَهْبَهُ من هَدير الفحل والبَهْبَهَةُ الهَدْرُ الرفيع قال رؤبة يصف فحلاً ودونَ نبْح النابح المُوَهْوِهِ رَعَّابةٌ يُخْشِي نُفوسَ الأُنَّهِ برَجْسِ بَخْباخ الهَدير البَهْبهِ ويروى بَهْباهِ الهَدير البَهْبه الجوهري البَهْباهُ في الهدير مثل البَخْباخ ابن الأَعرابي في هَدْره بَهْبَهٌ وبَخْبَخ والبعير يُبَهْبهُ في هَديره ابن سيده والبَهْبَهيُّ الجَسيم الجَريء قال لا تَراهُ في حادِثِ الدهْرِ إِلاَّ وهْوَ يَغْدو بِبَهْبَهِيٍّ جَريم

( بوه ) البُوهةُ الرجل الضعيف الطائشُ قال امرؤ القيس أَيا هِنْدُ لا تَنْكحِي بُوهةً عليه عَقيقتُه أَحْسَبا وقيل أَراد بالبُوهة الأَحمق والبُوهة الرجل الأَحمق والبوهة الرجل الضاوِيُّ والبُوهة الصُّوفة المنفوشة تُعْمَل للدَّواةِ قبل أَن تُبَلّ والبُوهة ما أَطارته الريحُ من التراب يقال هو أَهون من صوفة في بُوهةٍ قال الجوهري وقولهم صوفة في بُوهة يراد بها الهَباء المنثور الذي يُرى في الكَوّة والبُوهة الرِّيشة التي بين السماء والأَرض تَلْعَب بها الرياحُ والبُوهة السُِّحْق يقال بُوهةً له وشُوهةً قال الأَزهري في ترجمة شوه والشُّوهة البُعْد وكذلك البُوهة يقال شُوهةً وبُوهةً وهذا يقال في الذم أَبو عمرو البَوْه اللَّعن يقال على إِبليس بَوْهُ الله أَي لَعْنَةُ الله والبُوهة والبُوه الصَّقْر إِذا سقط ريشه والبُوهة والبُوه ذَكَر البُوم وقيل البُوه الكبير من البوم قال رؤبة يذكر كِبَره كالبُوه تحت الظُّلَّة المَرْشوشِ وقيل البوهة والبُوه طائر يشبه البُومة إِلاَّ أَنه أَصغر منه والأُنثى بُوهة وقال أَبو عمرو هي البُومة الصغيرة ويُشَبَّه به ا الرجل الأَحمق وأَنشد بيت امرئ القيس أَيا هندُ لا تَنْكحي بُوهةً والباهُ والباهةُ النكاح وقيل الباهُ الحظُّ من النكاح قال الجوهري والباهُ مثل الجاه لغة في الباَءَة وهو الجماع وفي الحديث أَن امرأَة مات عنها زوجُها فمرّ بها رجلٌ وقد تزيَّنَتْ للباه أَي للنكاح ومثله حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم من استَطاع منكم الباهَ فليتزوجْ ومن لا يَسْتَطيع فعليه بالصوم فإِنه له وِجاءٌ أَراد من استطاع منكم أَن يتزوج ولم يُرد به الجماع يدلك على ذلك قوله ومن لم يقدر فعليه بالصوم لأَنه إِن لم يقدر على الجماع لم يحتج إِلى الصوم ليُجْفِر وإِنما أَراد من لم يكن عنده جِدَةٌ فيُصْدِقَ المنكوحة ويَعُولَها والله أَعلم ابن الأَعرابي الباءُ والباءةُ والباهُ مَقُولاتٌ كلُّها فجَعل الهاء أَصلية في الباه ابن سيده وبُهْتُالشيءَ أَبوه وبِهْْتُ أَباه فَطِنْت يقال ما بِهْتُ لهُ وما بِهْت أَي ما فَطِنْتُ له والمُسْتَباه الذاهبُ العقل والمُسْتَباه الذي يخرج من أَرض إِلى أُخرى والمُسْتَباهَة الشجرة يَقْعَرُها السيلُ فيُنَحّيها من مَنْبِتها كأَنه من ذلك الأَزهري جاءت تَبُوه بَواهاً أَي تَضجُّ والله أَعلم

( تبه ) ا لتابُوه لغة في التابوت أَنصاريّة قال ابن جني وقد قرئ بها قال وأُراهم غَلِطوا بالتاء الأَصلية فإِنه سُمِعَ بعضُهم يقول قَعَدْنا على الفُراه يريدون على الفرات

( تجه ) ابن سيده روى أَبو زيد تَجِهَ يَتْجَهُ بمعنى اتَّجَهَ وليس من لفظه لأَن اتَّجَه من لفظ الوجْه وتَجِهَ من ه ج ت وليس محذوفاً من اتَّجَه كتَقَى يَتْقِي إِذ لو كان كذلك لقيل تَجَهَ الأَزهري في ترجمة ه ج ت قال أُهملت وُجُوهه وأَما تُجاه فأَصله وِجُاه قال وقد اتَّجَهْنا وتَجَهْنا وأَحال على المعتل وفي حديث صلاة الخوف وطائفةٌ تُجاهَ العدوّ أَيُ مُقابِلَتهم والتاء فيه بدل من واو وُجاه أَي مما يَلي وُجوهَهم

( تره ) التُّرُّهات والتُّرَّهات الأَباطيل واحدتها تُرٍَّهة وهي التُّرَّهُ بضم التاء وفتح الراء المشدّدة وهي في الأَصل الطُّرُق الصغار المُتَشَعِّبة عن الطريق الأَعظم والجمع التَّرَارِه وقيل التُّرَّهُ والتُّرَّهة واحد وهو الباطل الأَزهري التُّرَّهات البواطل من الأُمور وأَنشد لرؤبة وحَقَّةٍ ليستْ بقْوْلِ التُّرَّهِ هي واحدة التُّرَّهات قال ابن بري في قول رؤبة ليست بقول التُّرَِِّه قال ويقال في جمع تُرَّهَةٍ للباطل تُرَّهُ قال ويقال هو احد الجوهري التُّرَّهات الطُّرُق الصِّغار غير الجادَّة تَتَشعَّب عنها الواحدة تُرَّهة فارسي معرّب وأَنشد ابن بري ذاكَ الذي وأَبيكَ يَعْرِفُ مالكٌ والحقُ يَدْفعُ تُرَّهاتِ الباطلِ واستُعير في الباطل فقيل التُّرَّهاتُ البَسَابِسُ والتُّرَّهاتُ الصَّحاصِحُ وهو من أَسماء الباطل وربما جاء مضافاً وقوم يقولون تُرّهٌ والجمع تَراريه وأَنشدوا رُدُّوا بَني الأَعْرجِ إِبْلِي مِنْ كَثَبْ قَبْلَ التَّراريه وبُعْدِ المُطَّلَبْ

( تفه ) تَفِهَ الشيءُ يَتْفَهُ تَفَهاً وتُفوهاً وتَفاهةً قَلَّ وخَسَّ فهو تَفِهٌ وتافِهٌ ورجل تافِهُ العقْل أَي قليلُه والتافِهُ الحقير اليسير وقيل الخسيس القليلُ وفي الحديث قيل يا رسول الله وما الرُّوَيْبِضة ؟ فقال الرجل التافهُ يَنْطِق في أَمر العامة قال التافه الحقير الخسيس وفي حديث عبدالله بن مسعود وذَكَرَ القرآن لا يَتْفَهُ ولا يَتَشانُّ يَتشانُّ َبْلَى من الشَّنّ ولا يَخْلُقُ من كثرة التَّرْداد من الشَّنّ وهو السِّقاء الخَلَق وقوله لا يَتْفَهُ هو من الشيء التافه وهو الخسيس الحقير وفي الحديث كانتِ اليدُ لا تُقْطَع في الشيء التافِهِ ومنه قول إِبراهيم تجوز شهادة العبدِ في الشيء التافِهِ قال ابن بري شَاهده قول الشاعر لا تُنْجِز الوَعْدَ إِنْ وَعَدْإِنْ أََعْطَيْتَ أَعْطَيْتَ تافهاً نَكِدا والأَطعمةُ التَّفِهة التي ليس لها طَعْمُ حلاوة أَو حُموضة أَو مَرارة ومنهم من يجعل الخبز واللحم منها وتَفِهَ الرجلُ تُفوهاً فهو تافِهٌ حَمُق والتُّفَةُ عَناقُ الأَرض وهي أَيضاً المرأَة المَحْقُورة والمعروف فيهما التُّفَّةُ تقول العرب اسْتَغْنَتِ التُّفَّةُ عن الرُّفَّة الرُّفَّة التبن لأَنها تَطْعَم اللحمَ إِذ كانت سَبُعاً عن أَبي حنيفة في أَنوائه قال ابن بري والصحيح تُفَةٌ ورُفَةٌ كما ذكر الجوهري في فصل رفه فإِنه قال التُّفَة والرُّفَةٌ بالتاء التي يوقف عليها بالهاء قال وكذلك ذكره ابن جني عن ابن دريد وغيره ويقال التُّفَة والرُّفَة بالتخفيف مثل الثُّبَةِ والقُلَةِ قال وهذا هو المشهور قال وذكرها ابن السكيت في أَمثاله فقال أَغنى عن ذلك من التُّفَة عن الرُّفَه بالتخفيف لا غير وبالهاء الأَصلية وأَنشد ابن فارس شاهداً على تخفيف التُّفَة والرُّفَة غَنِينا عن وِصالِكُمُ حَدِيثاً كما غَنِيَ التُّفاتُ عن الرُّفاتِ وأَنشد أَبو حنيفة في كتاب النبات يصف ظَليماً حَبَسَتْ مَناكِبُه السَّفَا فكأَنَّه رُفَةٌ بأَنْحِيةِ المَداوِس مُسْنَدُ شبَّه ما أَضافت الريحُ إِلى مَناكِبه وهو حاضن بيضه لا يبرح بالتبن المجموع في ناحية البَيْدر وأَنحية جمع ناحية مثْل واد وأَودية قال وجمع فاعل على أَفعلة نادر

( تله ) التَّلَهُ الحَيْرة تَلِه الرجلُ يَتْلَهُ تَلَهاً حار وتَتَلَّهَ جال في غير ضَيْعة ورأَيتُه يتَتَلَّه أَي يتَرَدَّدُ متحيراً وأَنشد أَبو سعيد بيتَ لبيد باتتْ تَتَلَّه في نِهاءٍ صُعائِدٍ ورواه غيره تبَلَّد وقيل أَصل التَّلَهِ بمعنى الحيرة الوَلَهُ قلبت الواو تاء وقد وَلِهَ يَوْلَهُ وتَلِهَ يَتْلَهُ وقيل كان في الأَصل ائْتَلَهَ يَأْتَلِهُ فأُدغمت الواو في التاء فقيل اتَّلَهَ يَتَّلِهُ ثم حذفت التاء فقيل تلِهَ يَتْلَهُ كما قالوا تَخِذَ يَتْخَذُ وتَقِيَ يَتْقَ والأَصل فيهما اتَّخَذَ يَتَّخِذ واتَّقَى يتَّقي وقيل تَلِهَ كان أَصله دَلِهَ ابن سيده التَّلَهُ لغة في التَّلَف والمَتْلَهَة المَتْلَفة وفلاة مَتْلَهة أَي مَتْلَفة قال الشاعر
( * قوله « قال الشاعر » هو رؤبة وعجزه كما في التكملة بنا حراجيج المهاري النفه ويروى ميله من الوله )
به تَمَطَّتْ غَوْلَ كُلِّ مَتْلَه يعني مَتْلَفٍ الأَزهري في النوادر تَلِهْْتُ كذا وتَلِهْتُ عنه أَي ضَلِلْتُه وأُنْسِيتُه

( تمه ) تَمِهَ الدُّهْنُ واللبن واللحم يَتْمَهُ تَمَهاً وتَماهَةً فهو تَمِهٌ تغير ريحه وطعمه مثل الزُّهُومة وتَمِهَ الطعامُ بالكسر تَمَهاً فَسَدَ والتَّمَه في اللبن كالنَّمَسِ في الدَّسَمِ وشاة مِتْماةٌ يَتْمَهُ لَبَنُها أَي يتغير سريعاً رَيْثَما يُحْلَبُ وتَمِهَ وتَهِمَ بمعنى واحد وبه سميت تِهامَةُ

( تهته ) التَّهْتَهةُ الْتِواءٌ في اللسان مثل اللُّكْنَة والتَّهاتِهُ الأَباطيلُ والتُّرَّهاتُ قال القَطامِيّ ولم يَكُنْ ما ابْتَلَينا من مَواعِدها إِلاَّ التَّهاتِهَ والأُمْنيَّةَ السَّقَما
( * قوله « ولم يكن ما ابتلينا » كذا بالأصل والمحكم والصحاح والذي في التهذيب ما اجتنينا ولعلها وقعت في بعض نسخ من الصحاح كذلك حتى قال ابن بري ويروى إلخ )
قال ابن بري ويروى ولم يَكُنْْ ما ابْتَلَيْنا أَي جَرَّبْنا وخَبَرْنا وكذا في شعره ما ابْتَلَيْنا وكذا رواه أَبو عبيد في باب الباطل من الغريب المُصَنَّف قال ابن بري ويقال تُهْتِهَ في الشيء أَي رُدِّدَ فيه ويقال تُهْتِهَ فلانٌ إِذا رُدِّدَ في الباطل ومنه قول رؤبة في غائلاتِ الحائر المُتَهْتَهِ وهو الذي رُدِّدَ في الأَباطيل وتُهْ تُهْ حكاية المُتَهْتِهِ وتُهْ تُهْ زجر للبعير ودُعاء للكلب ومنه قوله عَجِبْتُ لهذه نَفَرَتْ بَعيري وأَصْبَحَ كَلْبُنا فَرِحاً يَجُولُ يُحاذِرُ شَرَّها جَمَلي وكَلْبي يُرَجِّى خيرَها ماذا تَقولُ ؟ يعني بقوله لهذه أَي لهذه الكلمة وهي تُهْ تُهْ زجر للبعير يَنْفِرُ منه وهي دعاء للكلب

( توه ) التَّوْهُ لغة في التِّيهِ وهو الهَلاكُ وقيل الذهاب وقد تاهَ يتُوهُ ويَتِيهُ تَوْهاً هَلَك قال ابن سيده وإِنما ذكرت هنا يتِيهُ وإِن كانت يائية اللفظ لأَن ياءها واو بدليل قولهم ما أَتْوَهَهُ في ما أَتْيَهه والقول فيه كالقول في طاحَ يَطِيحُ وسنذكره في موضعه قال أَبو زيد قال لي رجل من بني كلاب أَلْقَيْْتَنِي في التُّوهِ يريد التِّيهَ وتَوّهَ نفسَه أَهلكها وما أَتْوَهَه قال ابن سيده فتاه يتيهُ على هذا فَعِلَ يَفْعِلُ عند سيبويه وفلاةٌ تُوهٌ والجمع أَتْواهٌ وأَتاويهُ

( تيه ) التِّيهُ الصَّلَفُ والكِبْرُ وقد تاهَ يَتِيهُ تَيْهاً تكبر ورجل تائِهٌ وتَيّاهٌ وتَيَّهان ورجل تَيْهانٌ وتَيِّهانٌ إِذا كان جَسُوراً يَرْكَبُ رأْسَه في الأُمور وناقة تَيْهانةٌ وأَنشد تَقْدُمُها تَيْهانةٌ جَسُورُ لا دِعْرِمٌ نامَ ولا عَثُورُ وتاه في الأَرض يَتِيهُ تَوْهاً وتَيْهاً وتِيهاً وتَيَهاناً والتِّيه أَعَمُّها أَي ذهب متحيراً وضَلَّ وهو تَيّاهٌ وفي الحديث إِنك امْرُؤٌ تائِهٌ أَي متكبر أَو ضالٌّ متحيِّر ومنه الحديث تاهَتْ به سَفِينَتُه أَبو عبيد طاحَ يَطِيحُ طَيْحاً وتاهَ يتِيه تَيْهاً وتَيَهاناً وما أَطْوَحَه وأَتْْوَهه وأَطْيَحه وأَتْيَهه وقد طَوَّحَ نفسَه وتَوَّهَها قال ابن دريد رجل تَيَّهانٌ إِذا تاه في الأَرض قال ولا يقال في الكِبْر إِلاَّ تائِهٌ وتَيّاه وبلد أَتْيَهُ والتَّيْهاء الأَرض التي لا يُهْتَدَى فيها والتَّيْهاءُ المَضِلَّةُ الواسعة التي لا أَعلام فيها ولا جبال ولا إِكامَ والتِّيه المَفازَة يُتاهُ فيها والجمع أَتْياهٌ وأَتاوِيهُ وفلاة تَيْهاءُ وأَرض تِيهٌ وتَيْهاء ومَتْيَهة ومُتِيهَةٌ ومَتِيهة ومِتْيَهٌ مَضِلَّة أَي يَتيه فيها الإِنسانُ قال العجاج تِيه أَتاوِيه على السُّقَّاطِ وقد تَيَّهه وأَرض مُتَيِّهَةٌ وأَنشد مُشْتَبِه مُتَيِّه تَيْهاؤُه وأَرض مَتِيهةٌ مثال مَعِيشةٍ وأَصله مَفْعِلَة ويقال مكان مِتْيَهٌ للذي يُتَيِّه الإِنسانَ قال رؤبة يَنْوي اشتِقاقاً في الضلالِ المِتْيَهِ أَبو تراب سمعت عَرَّاماً يقول تاهَ بصرُ الرجل وتافَ إذا نظر إِلى الشيء في دَوامٍ وتافَ عني بَصرُك وتاهَ إِذا تَخطَّى الجوهري هو أَتْيَهُ الناس وتَيَّه نفسَه وتَوَّه بمعنىً أَي حَيَّرها وطوَّحها والواو أَعم وما أَتْيَهه وأَتْوَهَهُ والتِّيهُ حيث تاه بنو إِسرائيل أَي حاروا فلم يَهْتَدُوا للخروج منه فأَما قوله تَقْذِفُه في مثلِ غِيطان التِّيهْ في كلِّ تِيهٍ جَدْوَلٌ تُؤَتِّيهْ فإِنما عنى التِّيهَ من الأَرض أَو جمع تَيْهاء من الأَرض وليس بتِيهِ بني إِسرائيل لأَنه قد قال في كل تِيهٍ فذلك يدلك على أَنه أَتْياهٌ لا تِيهٌ واحد وتِيهُ بني إِسرائيل ليس أَتْياهاً إِنما هو تِيهٌ واحد شبَّه أَجوافَ الإِبل في سَعتها بالتيه وهو الواسعُ من الأَرض وتَيَّه الشيءَ ضَيَّعَه وتَيْهانُ اسمٌ

( ثوه ) ابن سيده الثَّاهَةُ اللَّهَاةُ وقيل اللِّثَةُ قال وإِنما قضينا على أَن أَلفها واو لأَن العين واواً أَكثر منها ياء

( جبه ) الجَبْهة للإِنسان وغيره والجَبْهَةُ موضع السجود وقيل هي مُسْتَوَى ما بين الحاجبين إلى الناصية قال ابن سيده ووجدت بخط علي بن حمزة في المُصَنَّف فإِذا انْحَسَر الشعرُ عن حاجبي جَبْهَتِه ولا أَدري كيف هذا إِلا أَن يريد الجانبين وجَبْهة الفرس ما تحت أُذنيه وفوق عينيه وجمعها جِباهٌ والجَبَهُ مصدرُ الأَجْبَهِ وهو العريض الجَبْهةِ وامرأَة جَبْهاء قال الجوهري وبتصغيره سمي جُبَيْهاءُ الأَشْجَعِيُّ قال ابن سيده رجل أَجْبَهُ بيِّنُ الجَبَهِ واسع الجَبْهَةِ حَسَنُها والاسم الجَبَهُ وقيل الجَبَهُ شُخوص الجَبْهة وفرس أَجْبَهُ شاخصُ الجَبْهة مرتفعها عن قَصَبة الأَنف وجَبَهَهُ صَكَّ جَبْهته والجابِهُ الذي يلقاك بوجهه أَو بجَبْهَتِه من الطير والوحش وهو يُتَشاءَم به واستعار بعضُ الأَغْفال الجَبْهَةَ للقمر فقال أَنشده الأَصمعي من لَدُ ما ظُهْرٍ إِلى سُحَيْرِ حتى بَدَتْ لي جَبْهةُ القُمَيْرِ وجَبْهةُ القوم سيدُهم على المَثل والجَبْهةُ من الناس الجماعةُ وجاءتنا جَبْهة من الناس أَي جماعة وجَبَهَ الرجلَ يَجْبَهُه جَبْهاٍ رَدَّه عن حاجته واستقبله بما يكره وجَبَهْتُ فلاناً إِذا استقبلته بكلام فيه غِلْظة وجَبَهْتُه بالمكروه إِذا استقبلته به وفي حديث حدّ الزنا أَنه سأَل اليهودَ عنه فقالوا عليه التَّجْبِيهُ قال ما التَّجْبِيهُ ؟ قالوا أَن تُحَمَّم وُجُوهُ الزانيين ويُحْمَلا على بعير أَو حمار ويُخالَف بين وجوههما أَصل التَّجْبِيهِ أَن يحمل اثنان على دابة ويجعل قفا أَحدهما إِلى قفا الآخر والقياس أَن يُقابَلَ بين وجوههما لأَنه مأْخوذ من الجَبْهَة والتَّجْبِيهُ أَيضاً أَن يُنَكِّسَ رأْسَه فيحتمل أَن يكون المحمول على الدابة إِذا فُعِلَ به ذلك نَكَّسَ رأْسَه فسمي ذلك الفعل تَجْبِيهاً ويحتمل أَن يكون من الجَبْهِ وهو الاستقبال بالمكروه وأَصله من إِصابة الجَبْهةِ من جَبَهْتُه إِذا أَصبت جَبْهَتَه وقوله صلى الله عليه وسلم فإِن الله قد أَراحكم
( * قوله « فإن الله قد أراحكم إلخ » المعنى قد أنعم الله عليكم بالتخلص من مذلة الجاهلية وضيقها وأعزكم بالإسلام ووسع لكم الرزق وأفاء عليكم الاموال فلا تفرطوا في أداء الزكاة وإذا قلنا هي الاصنام فالمعنى تصدقوا شكراً على ما رزقكم الله من الإسلام وخلع الانداد هكذا بهامش النهاية ) من الجَبْهَةِ والسَّجَّةِ والبَجَّةِ قيل في تفسيره الجَبْهةُ المَذَلَّة قال ابن سيده وأُراه من هذا لأَن من استُقْبِلَ بما يكره أَدركته مذلة قال حكاه الهروي في الغريبين والاسم الجَبيهَةُ وقيل هو صنم كان يعبد في الجاهلية قال والسَّجَّة السَّجاجُ وهو المَذيقُ من اللبن والبَجَّةُ الفَصِيدُ الذي كانت العرب تأْكله من الدم يَفْصِدُونه يعني أَراحكم من هذه الضَّيْقَةِ ونقلكم إِلى السَّعة ووَرَدْنا ماءً له جَبِيهةٌ إِما كان مِلْحاً فلم يَنْضَحْ مالَهم الشُّرْبُ وإِما كان آجِناً وإِما كان بَعِيدَ القَعْر غليظاً سَقْيُه شديداً أَمْرُه ابن الأَعرابي عن بعض الأَعراب قال لكل جابه جَوْزَة ثم يؤَذَّن أَي لكل من وَرَدَ علينا سَقْيةٌ ثم يمنع من الماء يقال أَجَزْتُ الرجل إِذا سقيت إِبله وأَذَّنْتُ الرجلَ إِذا رَدَدْتَهُ وفي النوادر اجْتبَهْت ماء كذا اجْتِباهاً إِذا أَنكرته ولم تَسْتَمْرئْه ابن سيده جَبَهَ الماءَ وَرَدَه وليست عليه قامةٌ ولا أَداةٌ للاستقاء والجَبْهَةُ الخيل لا يفرد لها واحد وفي حديث الزكاة ليس في الجَبْهَةِ ولا في النُّخَّة صدقةٌ قال الليث الجَبْهة اسم يقع على الخيل لا يُفْرَدُ قال أَبو سعيد الجَبْهة الرجال الذين يَسْعَون في حَمالةٍ أَو مَغْرَم أَو جَبْر فقير فلا يأْتون أَحداً إِلا استحيا من رَدّهم وقيل لا يكاد أَحدٌ يَرُدُّهم فتقول العرب في الرجل الذي يُعْطِي في مثل هذه الحقوق رحم الله فلاناً فقد كان يُعْطي في الجَبْهة قال وتفسير قوله ليس في الجَبْهَة صدقة أَن المُصَدِّقَ إِن وَجَدَ في أَيْدي هذه الجَبْهةِ من الإِبل ما تجب فيه الصدقة لم يأْخذ منها الصدقة لأَنهم جمعوها لمَغْرم أَو حَمالة وقال سمعت أَبا عمرو الشَّيْباني يحكيها عن العرب قال وهي الجَمَّةُ والبُرْكة قال ابن الأَثير قال أَبو سعيد قولاً فيه بُعْدٌ وتَعَسُّفٌ والجَبْهةُ اسم منزلة من منازل القمر الأَزهري الجَبْهَةُ النجم الذي يقال له جَبْهة الأَسد وهي أَربعة أَنجم ينزلها القمر قال الشاعر إِذا رأَيتَ أَنْجُماً من الأَسَدْ جَبْهَتَه أَو الخَراتَ والكَتَدْ بالَ سُهَيْلٌ في الفَضِيخ ففَسَدْ ابن سيده الجَبْهة صنم كان يُعبد من دون الله عز وجل ورجل جُبَّهٌ كجُبَّإٍ جَبانٌ وجَبْهاء وجُبَيْهاءُ اسم رجل يقال جَبْهاء الأَشْجَعِيُّ وجُبَيْهاء الأَشجعيُّ وهكذا قال ابن دريد جَبْهاءُ الأَشْجعيُّ على لفظ التكبير

( جره ) سمعت جَراهِيةَ القوم يريد كلامَهم وجَلَبتهم وعَلانيتهم دون سِرِّهم ويقال جَرَّهْتُ الأَمر تَجْريهاً إِذا أَعْلَنته ولقيتُه جَراهِيةٌ أَي ظاهِراً قال ابن العَجْلانِ الهُذَليُّ ولولا ذا لَلاقَيْت المَنايا جَراهِيةً وما عنها مَحِيدُ وجاء في جَراهِيةٍ من قومه أَي جماعة والجَراهِيةُ ضِخامُ الغنم وقيل جَراهِيةُ الإِبل والغنم خيارُهما وضِخامُهما وجِلَّتُهما وقال ثعلب قال الغَنَويُّ في كلامه فعَمَد إِلى عِدَّةٍ من جَراهيةِ إِبله فباعها بدِ قالٍ من الغنم دِقال الغنم قِماؤُها وصِغارُها أَجساماً والجَرْهُ الشَّرُّ الشديد والرَّجَهُ التَّثَبُّتُ بالأَسْنان والتَّزَعْزُعُ

( جعه ) ابن الأَثير في الحديث أَنه نهى عن الجِعَة وهي النبيذ المتخذ من الشعير والجِعَةُ من الأَشربة قال أَبو منصور وهي عندي من الحروف الناقصة ففسرته في معتل العين والجيم

( جله ) جَلَه الرجلَ جَلْهاً رَدَّه عن أَمر شديد والجَلَه أَشدُّ من الجَلَح وهو ذهاب الشعر من مُقَدَّم الجبين وقيل النَزَعُ ثم الجَلَحُ ثم الجَلا ثم الجَلَهُ وقد جَلِهَ يَجْلَهُ جَلَهاً وهو أَجْلَهُ قال رؤبة لما رَأَتْني خَلَقَ المُمَوَّهِ بَرَّاق أَصْلادِ الجَبينِ الأَجْلَهِ بعدَ غُدانيِّ الشبابِ الأَبْلَهِ ليتَ المُنى والدَّهْرَ جَرْيُ السُّمَّهِ لله دَرُّ الغانِياتِ المُدَّهِ
( * قوله « جري السمه » كذا برفع جري بالأصل والتكملة )
قال ابن بري صوابه براقَ بالنصب والأَصْلادُ جمع صَلْدٍ وهو الصُّلْبُ عن يعقوب وزعم أَن هاء جَلِهَ بدل من حاء جَلِحَ قال ابن سيده وليس بشيء لأَن الهاء قد ثبتت في تصاريف الكلمة فلو كان بدلاً كان حَرِيّاً أَن لا يثبت في جميعها وإِنما مثَّل جبينه بالحجر الصَّلْد لأَنه ليس فيه شعر كما أَنه ليس في الصَّفا الصَّلْدِ نباتٌ ولا شجر وقيل الأَجْلَهُ الأَجْلح في لغة بني سعد التهذيب أَبو عبيد الأَنْزَعُ الذي انْحَسر الشعر عن جانبي جبهته فإِذا زاد قليلاً فهو أَجْلح فإِذا بلغ النصْفَ ونحوَه فهو أَجْلى ثم هو أَجْلَهُ الجوهري الجَلَه انحسار الشعر عن مُقَدَّم الرأْس وهو ابتداء الصَّلَع مثل الجَلَح الكسائي ثور أَجْلَهُ لا قرن له مثل أَجْلَح والأَجْلَهُ الضَّخْمُ الجبْهة المتأَخرُ منابت الشعر وَلَه العِمامة يَجْلَهُها جَلْهاً رفعها مع طَيِّها عن جبينه ومُقَدَّم رأْسه وجَلَه الشيءَ جَلْهاً كشَفَه وجَلَهَ البيتَ جَلْهاً كشفه وجَلَهَ الحصى عن الموضع يَجْلَههُ جَلْهاً نحَّاه عنه والجَلِيهَةُ الموضع تَجْلَه حصاه أَي تُنَحَّيه والجَلِيهَةُ تمر يُنَحَّى نواه ويُمْرَسُ باللبن ثم تُسْقاه النساء للسِّمَن والجَلْهَةُ ما استقبلك من حروف الوادي قال الشَّمَّاخ كأَنها وقد بَدا عُوارِضُ بجَلْهةِ الوادي قَطاً نَوهِضُ وجَمْعُها جِلاهٌ قال لبيد فَعلا فُروعُ الأَيْهُقانِ وأَطْفَلَتْ بالجَلْهَتَيْنِ ظِباؤها ونَعامُها ابن الأَنباري الجَلْهتان جانبا الوادي وهما بمنزلة الشَّطَّيْنِ يقال هما جَلْهتاه وعُدْوتاهُ وضِفَّتاه وحَيْزَتاه وشاطِئاه وشَطَّاه وفي الحديث أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم أَخَّرَ أَبا سفيانَ في الإِذن وأَدخل غيره من الناس قبله فقال ما كِدْتَ تأْذنُ لي حتى تأْذنَ لحجارة الجُلْهُمَتَيْن قَبْلي فقال عليه السلام كلُّ الصيد في جَوْف الفرا قال أَبو عبيد إِنما هو لحجارة الجَلْهَتين والجَلْهَة فم الوادي وقيل جانبه زيدت فيها الميم كما زيدت في زُرْقُم وأَبو عبيد يرويه بفتح الجيم والهاء وشَمِرٌ يرويه بضمهما قال ولم أَسمع الجُلْهُمة إِلا في هذا الحديث ابن سيده الجَلْهَتان ناحيتا الوادي وحَرْفاه إِذا كانت فيهما صلابة والجمع جِلاهٌ قال ابن شميل الجَلْهةُ نَجَواتٌ من بَطْن الوادي أَشْرَفْنَ على المَسِيل فإِذا مَدَّ الوادي لم يَعْلُها الماء وقوله حتى تأْذن لحجارة الجُلْهُمَتَين الجُلْهُمَة فم الوادي زِيدَ فيها الميم قال أَبو منصور العرب تزيد الميم في أَحرف منها قولهم قَصْمَلَ الشيءَ إِذا كَسَره وأَصله قَصَل وجَلْمَط رأْسه وأَصله جَلَطَ قال والجُلْهُمَةُ في غير هذا القارةُ الضَّخمة ابن سيده الجُلْهُمَةُ كالجَلْهَة زيدت الميم فيه وغير البناء مع الزيادة قال هذا قول بعض اللغويين وليس بذلك المُقْتاس والصحيح أَنه رباعي وسيذكر وفلانٌ ابن جَلْهَمة هذه عن اللحياني قال نُرَى أَنه من جَلْهَتَي الوادي

( جنه ) الجُنَهِيُّ الخَيزُرانُ حكاه أَبو العباس عن ابن الأَعرابي وأَنشد للحزين الليثي ويقال هو للفرزدق يمدح عليّ بن الحسين زَيَّنَ العابدين في كَفِّه جُنَهِيٌّ رِيحُه عَبِقٌ من كَفِّ أَرْوَعَ في عِرْنِينِه شَمَمُ ويروى في كفه خَيْزُرانٌ قال وهو العَسَطوسُ أَيضاً

( جهجه ) الجَهْجَهَةُ من صياح الأَبطال في الحرب وغيرهم وقد جَهْجَهُوا وتَجَهْجَهُوا قال فجاءَ دُون الزَّجْرِ والتَّجَهْجُهِ وجَهْجَهَ بالإِبل كَهَجْهَجَ وجَهْجَه بالسبع وغيره صاح به لَيَكُفَّ كهَجْهَجَ مقلوب قال جَهْجَهْتُ فارْتَدَّ ارْتِدادَ الأَكْمَه قال ابن سيده هكذا رواه ابن دريد ورواه أَبو عبيد هَرَّجْتُ وقال آخر جَرَّدْتُ سَيْفِي فما أَدْرِي أَذا لِبَدٍ يَغْشَى المُجَهْجَهَ عَضُّ السيف أَم رَجُلا
( * قوله « جردت إلخ » في المحكم هكذا أنشده ابن دريد قال السيرافي المعروف أوقدت ناري فما أدري إلخ )
أَبو عمرو جَهَّ فلانٌ فلاناً إِذا رَدَّه يقال أَتاه فسأَله فَجَهَّهُ وأَوْأَبَهُ وأَصْفَحَه كلُّه إِذا ردَّه رَدّاً قبيحاً وجَهْجَهَ الرجلَ رَدَّه عن كل شيء كهَجْهَج وفي بعض الحديث أَن رجلاً من أَسْلَم عدا عليه ذئبٌ فانْتَزَعَ شاة من غنمة فَجهْجأَه أَي زبَرَه وأَراد جَهْجَهَه فأَبدل الهاء همزة لكثرة الهاءَات وقرب المخرج ويومُ جُهْجوهٍ يومٌ لبني تميم معروف قال مالك ابن نُوَيْرَة
( * قوله « قال مالك بن نويرة » كذا في التهذيب والذي في التكملة متمم بن نويرة )
وفي يومِ جُهْجُوهٍ حَمَيْنا ذِمارَنا بعَقْرِ الصَّفايا والجوادِ المُرَبَّبِ وذلك أَن عوف بن حارثة
( * قوله « ابن حارثة » كذا بالأصل والتهذيب بالحاء المهملة والمثلثة والذي في التكملة ابن جارية بالجيم والمثناة التحتية ) بن سَلِيطٍ الأَصَمَّ ضرب خَطْمَ فرسِ مالك بالسيف وهو مربوط بفِناء القُبَّة فنَشِبَ في خَطْمه فقطع الرَّسَنَ وجال في الناس فجعلوا يقولون جُوهْ جُوهْ فسمي يوم جُهْ جُوهٍ وقال أَبو منصور الفُرْسُ إِذا استصوبوا فعلَ إِنسان قالوا جُوهْ جُوهْ ابن سيده وجَهْ جَهْ حكاية صوت الأَبْطال في الحرب وجَهْ حكاية صوت الأَبْطال وجَهْ جَهْ تسكين للأَسد والذئب وغيرهما ويقال تَجَهْجَهْ عني أَي انْتَهِ وفي حديث أَشراط الساعة لا تَذْهَبُ الليالي حتى يَمْلِكَ رجلٌ يقال له ا لجَهْجاه كأَنه مركب من هذا ويروى الجَهْجَلُ والله أَعلم

( جوه ) جُهْتُه بشرٍّ وأَجَهْتُه والجاه المنزلة والقَدْرُ عند السلطان مقلوب عن وَجْهٍ وإِن كان قد تغير بالقلب فتَحَوَّلَ من فَعْلٍ إِلى فَعَلٍ فإِن هذا لا يستبعد في المقلوب والمقلوب عنه ولذلك لم يجعل أَهل النظر من النحويين وزنَ لاهِ أَبوك فَعْلاً لقولهم لَهْيَ أَبوك إِنما جعلوه فَعَلاً وقالوا إِن المقلوب قد يتغير وزنه عما كان عليه قبل القلب وحكى اللحياني أَن الجاهَ ليس من وَجُهَ وإِنما هو من جُهْْْتُ ولم يفسر ما جُهْتُ قال ابن جني كان سبيلُ جاهٍ إِذ قُدِّمَت الجيم وأُخرت الواو أَن يكون جَوْه فتسكن الواو كما كانت الجيم في وَجْه ساكنة إِلا أَنها حركت لأَن الكلمة لما لحقها القلب ضعفت فغيروها بتحريك ما كان ساكناً إِذ صارت بالقلب قابلة للتغيير فصار التقدير جَوَهٌ فلما تحرَّكت الواو وقبلها فتحة قلبت أَلفاً فقيل جاهٌ وحكى اللحياني أَيضاً جاهٌ وجاهَةٌ وجاهْ جاهِ وجاهٍ جاهْ وجاهِ جاهٍ الجوهري فلان ذو جاه وقد أَوْجَهْتُه أَنا ووَجَّهْتُه أَنا أَي جعلته وَجِيهاً ولو صغرت قلت جُوَيْهَة قال أَبو بكر قولهم لفلان جاهٌ فيهم أَي منزلة وقَدْرٌ فأَخرت الواو من موضع الفاء وجعلت في موضع العين فصارت جَوْهاً ثم جعلوا الواو أَلفاً فقالوا جاه ويقال فلان أَوْجَهُ من فلان ولا يقال أَجْوَه والعرب تقول للبعير جاهِ لا جُهْتَ
( * قوله « لا جهت » أي لا مشيت كذا في التكملة ) وهو زجر للجمل خاصة قال ابن سيده وجُوهْ جُوهْ
( * قوله « وجوه جوه » كذا بضبط الأصل والمحكم بضم الجيمين وسكون الهاءين وضبط في القاموس بفتح الجيمين وكسر الهاءين ) ضربٌ من زجر الإِبل الجوهري جاهِ زجر للبعير دون الناقة وهو مبني على الكسر وربما قالوا جاهٍ بالتنوين وأَنشد إِذا قُلتُ جاهٍ لَجَّ حتى تَرُدَّهُ قُوَى أَدَمٍ أَطْرافُها في السلاسل ويقال جاهَهُ بالمكروه جَوْهاً أَي جَبَهَهُ

( حيه ) حَيْهِ من زجر المِعْزَى عن كراع وما أَنتَ بحَيْه حكاه ثعلب ولم يفسره وما عنده حَيْهٌ ولا سَيْهً ولا حِيهٌ ولا سِيهٌ عنه أَيضاً ولم يفسره والسابق أَن معناه ما عنده شيء

( دبه ) الأَزهري عن ابن الأَعرابي دَبَّهَ الرجلُ إِذا وقع في الدَّبَهِ وهو الموضع الكثير الرمل ودَبّه إِذا لزم الدُّبَّهَ وهي طريقة الخبر ابن بري يقال للرجل إِذا حُمِدَ دَباهِ دَباهِ وفي الحديث ذكر دَبَهٍ بفتح الدال والباء المخففة بين بَدْرٍ والأَصافِرِ مرَّ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسيره إِلى بَدْرٍ

( دجه ) الأَزهري عن ابن الأَعرابي دَجَّهَ الرجلُ إِذا نام في الدُّجْيَة وهي قُتْرَةُ الصائد

( دره ) دَرَه على القَوم هَجَم ابن الأَعرابي دَرَهَ فلانٌ علينا ودَرَأَ إِذا هَجَمَ من حيث لم نَحْتَسِبْه ودارِهاتُ الدَّهْرِ هَواجِمُه عن ابن الأَعرابي وأَنشد عَزِيرٌ عَليَّ فَقْدُه فَفَقَدْتُه فبانَ وخَلَّى دارِهاتِ النوائبِ دارِاهاتُها هاجماتُها ويقال إِنه لَذُو تُدْرَإِ وذو تُدْرَهٍ إِذا كان هَجَّاماً على أَعدائه من حيث لايحتسبون وقول أَبي النجم سُبِّي الحَماةَ وادْرَهِي عليها إِنما معناه اهْجُمِي عليها وأَقْدِمِي ودَرَهْتُ عن القوم دفعت عنهم مثل دَرَأْتُ وهو مبدل منه نحو هَراقَ الماءَ وأَراقَهُ الأَزهري قال الليث أُمِيتَ فِعْلُه إِلا قولهم رجل مِدْرَهُ حَرْبٍ ومِدْرَهُ القوم هو الدافعُ عنهم ابن سيده المِدْرَه السيد الشريف سمي بذلك لأَنه يقوى على الأُمور ويَهْجُم عليها مشتق من ذلك والمِدْرَهُ المُقَدَّم في اللسان واليد عند الخصومة والقتال وقيل هو رأْس القوم والدافع عنهم وفي حديث شَدَّاد بن أَوْسٍ إِذْ أَقْبَلَ شيخ من بني عامر هو مِدْرَهُ قومِه المِدْرَهُ زعيم القوم وخطيبهم والمتكلم عنهم والذي يرجعون إِلى رأْيه والميم زائدة والجمع المَدارِهُ ومنه قول الأَصبغ يا ابنَ الجَحاجحةِ المَدارِهْ والصابرينَ على ا لمَكارِهْ وقال أَبو زيد المِدْرَهُ لسان القوم والمتكلم عنهم وأَنشد غيره وأَنتَ في القوم أَخُو عِفَّةٍ ومِدْرَهُ القومِ غَداةَ الخِطاب وقال لبيد ومِدْرَه الكتيبةِ الرَّدَاحِ ودَرَه لقومه يَدْرَه دَرْهاً دَفَع وهو ذو تُدْرَهِهم أَي الدافعُ عنهم قال أَعْطَى وأَطرافُ العَوالي تَنُوشُه من القومِ ما ذو تُدْرَهِ القومِ مانِعُهْ ولا يقال هو تُدْرَهُهُم حتى يضاف إِليه ذو وقيل الهاء في كل ذلك مبدلة من الهمزة لأَن الدَّرْءَ الدفعُ وهذا ليس بقوي بل هما أَصلان قالوا دَرَأَ وَدَرَه قال ابن سيده فلما وجدنا الهاء في كل ذلك مساوية للهمزة علمنا أَن إِحداهما ليست بدلاً من الأُخرى وأَنهما لغتان ودَرَهَ القومَ جاءهم من غير أَن يَشْعُروا به وسِكِّينٌ دَرَهْرَهَةٌ مُعْوَجَّةُ الرأْس وفي الحديث في المبعث فأَخْرَجَ عَلَقَةً سوداء ثم أَدخل فيه الدَّرَهْرَهَة وفي طريق فجاءه الملك بسكين دَرَهْرَهة قال ابن الأَعرابي هي المعوجة الرأْس التي تسميها العامة المِنْجَلَ قال وأَصلها من كلام الفرس دَرَهْ فعرَّبتها العرب بالزيادة فيه وفي رواية البَرَهْرَهَة بالباء الأَزهري أَبو عمرو الدَّرَهْرَهةُ المرأَة القاهرةُ لبعلها قال والسَّمَرْمَرَة الغُول قال ويقال للكَوْكَبة الوَقَّادة بِنُورها تَطْلُع من الأُفُق دارئةً دَرَهْْرَهةٌ

( دفه ) الأَزهري أَهمله الليث وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي قال الدافِهُ الغريب قال الأَزهري كأَنه بمعنى الدَّاهِفِ والْهادِفِ

( دله ) الدَّلْهُ والدَّلَهُ ذهابُ الفُؤاد من هَمٍّ أَو نحوه كما يَدْلَهُ عقل الإِنسان من عشق أَو غيره وقد دَلَّهَهُ الهَمُّ أَو العِشْقُ فتَدَلَّه والمرأَةُ تَدَلَّهُ على ولدها إِذا فَقَدَتْه ودُلِّهَ الرجلُ حُيِّرَ ودُلِّهَ عقلُه تَدْلِيهاً والمُدَلَّهُ الذي لا يحفظ ما فَعل ولا ما فُعِلَ به والتَّدَلُّه ذهابُ العقل من الهَوى أَنشد ابن بري ما السِّنُّ إِلا غَفْلَةُ المُدَلَّهِ ويقال دَلَّهَهُ الحُبُّ أَي حَيَّره وأَدْهَشَه ودَلهِ هو يَدْلَهُ ابن سيده ودَلَهَ يَدْلَهُ دُلُوهاً سَلا والدَّلُوه من الإبل التي لا تكاد تَحِنُّ إلى إلْفٍ ولا ولد وقد دَلَهَتْ عن إلْفِها وولدها تَدْلَهُ دُلُوهاً وذهب دَمُه دَلْهاً بالتسكين أَي هَدَراً أَبو عبيد رجل مُدَلَّه إذا كان ساهي القلب ذاهب العقل وقال غيره رجل مُتَلَّه ومُدَلَّه بمعنى واحد ورجل دَالِهٌ ودالِهَةٌ ضعيف النَّفْس وفي حديث رُقَيْقَة دَلَّهَ عقلي أَي حَيَّره وأَذْهبه

( دمه )
( * قوله « دمه إلخ » قال الأزهري بعد هذه العبارة ولم أسمع دمه لغير الليث ولا أعرف البيت الدي احتج به ا ه زاد في القاموس كالتكملة وادمومه الرجل إذا غثي عليه والدمه اي محركاً لعبة للصبيان ) دَمِهَ يومُنا دَمَهاً فهو دَمِهٌ ودامه اشْتَدَّ حره والدَّمَهُ شدة حر الشمس ودَمَهَتْه الشمسُ صَخَدَتْه والدَّمَهُ شِدَّة حَرِّ الرمل والرَّمْضاء وقد دَمِهَتْ دَمَهاً وادْمَوْمَهَتْ ويقال ادْمَوْمَه الرملُ قال الشاعر ظَلَّتْ على شُزُنٍ في دَامِهٍ دَمِهٍ كأَنه من أُوارِ الشمسِ مَرْعُونُ

( دهده ) دَهْدَهْتُ الحجارة ودَهْدَيْتُها إذا دَحْرَجْتَها فتَدَهْدَه الحجر وتَدَهْدَى قال رؤبة دَهْدَهْنَ جَوْلانَ الحَصَى المُدَهْدَهِ وفي حديث الرؤيا فيَتَدَهْدَى الحجرُ فيَتْبَعُه فيأْخُذُه أَي يَتَدَحْرَجُ والدَّهْدَهَةُ قَذْفُك الحجارةَ من أَعلى إلى أَسفل دَحْرجةً وأَنشد يُدَهْدِهْنَ الرُّؤوسَ كما تُدَهْدِي حَزاوِرَةٌ بأَبْطَحِها الكُرينَا حَوَّلَ الهاء الأَخيرة ياء لقرب شبهها بالهاء أَلا ترى أَن الياء مَدَّةٌ والهاء نَفَسٌ ؟ ومن هناك صار مجرى الياء والواو والهاء في رَوِيِّ الشعر شيئاً واحداً نحو قوله لمن طَلَلٌ كالوَحْيِ عافٍ مَنازلُهْ فاللام هو الروي والهاء وصل الروي كما أَنها لو لم تكن لمدّت اللام حتى تخرج من مَدَّتها واو أَو ياء أَو أَلف للوصل نحو منازلي ومنازلا ومنازلو والله أَعلم ابن سيده دَهْدَه الشيءَ فتَدَهْدَه حَدَرَه من عُلْوٍ إلى سُفْلٍ تَدَحْرُجاً ودَهْدَهَهُ قَلَب بعضه على بعض وكذلك دَهْداهُ دِهْداءً ودَهْداةً الياء بدل من الهاء لأَنها مثلها في الخفاء كما أُبدلت هي منها في قولهم ذِهِ أَمَةُ الله الجوهري دَهْدَهْتُ الحجر فَتَدَهْدَه دحرجته فتدحرج وقد تبدل من الهاء ياء فيقال تَدَهْدَى الحجر وغيره تَدَهْدِياً إذا تَدَحْرجَ ودَهْدَيْتُه أَنا أُدَهْديه دَهْدَاةً ودَهْدَأَةً إذا دحرجته قال ذو الرمة أَدْنَى تَقَاذُفِهِ التقريبُ أَوخَبَبٌ كما تَدَهْدَى من العَرْضِ الجَلاميدُ والدُّهْديَةُ الخُرْءُ المستدير الذي يُدَهْدِيه الجُعَل ودُهْدُوَةُ الجعَل
( * قوله « ودهدوة الجعل » هذه مخففة الواو آخرها تاء مربوطة كما في التكملة والمحكم لا بالهاءكما وقع في نسخ القاموس الطبع )
ودُهْدُوَّتُه ودُهْدِيَّتُه على البدل ودُهْدِيَتُه بالتخفيف عن ابن الأَعرابي ما يُدَهْدِيه ابن بري الدُّهْدُوهَةُ كالدُّحْرُوجَةِ وهوما يجمعه الجعل من الخُرْء وفي الحديث لَمَا يُدَهْدِهُ الجُعَلُ خيرمن الذين ماتوا في الجاهلية هو ما يُدَحْرِجُه من السِّرْجين وفي الحديث الآخر كما يُدَهْدِهُ الجُعَلُ النِّتْنَ بأَنفه الجوهري الدَّهْدَهانُ الكبير من الإبل قال وأَنشد أَبو زيد في كتاب حيلة ومَحالة للأَغَرِّ لَنِعْمَ ساقي الدَّهْدَهانِ ذي العَدَدْ الجِلَّة الكُومِ الشِّرَابِ في العَضُدْ الجِلَّةُ المَسَانُّ من الإبل والكُومُ جمع أَكْوَمَ وكَوْماءَ العظام الأَسْنِمةِ والشِّرَاب جمع شارب وعَضُدُ الحوض من إزائه إلى مؤَخره ابن سيده والدَّهْداهُ صغار الإبل قال قد رَوِيَتْ غيرَ الدُّهَيْدِهينا قُلَيِّصاتٍ وأُبَيْكِرينا
( * قوله « قد رويت غير إلخ » الذي في الصحاح والتهذيب قد رويت الا إلخ قال في التكملة الرواية
قد رويت الا دهيدهينا ... إلا ثلاثين واربعينا
ابيكرات وابيكرينا قال والرجز من الأصمعيات )
جمَع الدَّهْداهَ بالواو والنون وحذف الياء من الدُّهَيْدِيهينا للضرورة كما قال والبَكَراتِ الفُسَّجَ العَطامِسَا فحذف الياء من العطاميس وهو جمع عَيْطَمُوسٍ للضرورة وقال الجوهري كأَنه جمع الدِّهْداهَ على دَهادِهَ ثم صغر دَهاده فقال دُهَيْدِه ثم جمع دهيدهاً بالياء والنون وكذلك أَبْكُر جمع بَكْرٍ ثم صغرفقال أُبَيْكِر ثم جمعه بالياء والنون ابن سيده الدِّهْداه والدَّهْدَهانُ والدُّهَيدِهان الكثير من الإبل أَبو الطُّفَيْل الدَّهْداه الكثير من الإبل حَواشيَ كُنَّ أَو جِلَّةً وأَنشد إذا الأُمُورُ اصْطَكَّتِ الدَّواهي مارَسْنَ ذا عَقْبٍ وذا بُدَاهِ يَذُودُ يومَ النَّهَلِ الدَّهْداهِ أَي النَّهل الكثير ويقال ما أَدْري أَيُّ الدَّهْدا هُوَ أَي أَيُّ الناس ويقال أَيُّ الدَّهْداءِ هو بالمد وقولهم إلاَّدَهٍ معناه إن لم يكن هذا الأَمر الآن فلا يكون بعد الآن ولا يُدْرَى ما أَصْلُه قال الجوهري وإني لأَظنها فارسية يقول إن لم تَضْرِبْه الآن فلا تضربه أَبداً وأَنشد قول رؤبة فاليومَ قد نَهْنَهَني تَنَهْنُهي وقُوَّلٌ إلاَّ دَهٍ فلا دَهِ يقال إنها فارسية حكى قولَ ظِئْرِه والقُوَّلُ جمع قائل مثل راكع ورُكَّعٍ وفي حديث الكاهن إلاَّ دَهْ فلا دَهْ هذا مثل من أَمثال العرب قديم معناه إن لم تَنَلْه الآن لم تنله أَبداً وقيل أَصله فارسي معرَّب أَي إن لم تُعْطَ الآن لم تعط أَبداً الأَزهري قال الليث دَهْ كلمة كانت العرب تتكلم بها يرى الرجلُ ثأْره فتقول له يا فلان إلاَّ دَهٍ فلا دَهٍ أَي أَنك إن لم تَثْأَرْ بفلان الآن لم تَثْأَرْ به أَبداً وقال أَبو عبيد في باب طلب الحاجة يَسْأَلُها فيُمْنَعُها فيطلب غيرها من أَمثالهم في هذا إلاٍّ دَهٍ فلا دَهٍ يضرب للرجل يقول أُريد كذا وكذا فإن قيل له ليس يمكن ذاك قال فكذا وكذا وكان ابن الكلبي يخبر عن بعض الكُهّان أَنه تنافر إليه رجلان من العرب فقالا أَخْبِرْنا في أَيِّ شيءٍ جِئْناك ؟ فقال في كذا وكذا فقالا إلاَّ دَهٍ أَي انظر غير هذا النظر فقال إلاَّ دَهٍ فلا دَهٍ ثم أَخبرهما بها وقال الأَصمعي في معنى قوله إلا دَهٍ فلا دَهٍ أي إن لم يكن هذا فلا يكون ذاك ويقال لا دَهٍ فلا دَهٍ يقول لا أَقبل واحدةً من الخَصْلَتين اللتين تَعْرِضُ أَبو زيد تقول إلاَّ دَهٍ فلا دَهٍ يا هذا وذلك أَن يُوتَر الرجلُ فيلقَى واتِرَه فيقول له بعض القوم إن لم تضربه الآن فإنك لا تضربه قال الأَزهري هذا القول يدل على أَن دِه فارسية معناها الضَّرْبُ تقول للرجل إذا أَمرته بالضرب دِهْ قال رأَيته في كتاب أَبي زيد بكسر الدال وقال ابن الأَعرابي العرب تقول إلاّ دَهٍ فلادَهٍ يقال للرجل إذا أَشْرف على قضاء حاجته من غريم له أَو من ثأْره أَو من إكرام صديق له إلاَّ دَهٍ فلادَهٍ أَي لم تغتنم الفُرْصةَ الساعةَ فلست تصادفها أَبداً ومثله بادِرِ الفُرْصة قبل أَن تكون الغُصَّة ابن السكيت الدُّهْدُرُّ والدُّهْدُنُّ الباطلُ وكأَنهما كلمتان جعلتا واحدة أَبو عبيد عن الأَصمعي في باب الباطل دُهْ دُرَّيْن سَعْدَ القَيْن قال ومعناه عندهم الباطل ولا أَدري ما أَصله قال وأَما أَبو زياد فإنه قال لي يقال دُهْ دُرَّيْه بالهاء وقال وقال أَبو الفضل وجدت بخط أَبي الهيثم دُهْ دُرَّيْن سَعْدَ القَيْن دُهْ مضمومة الدال سَعْدَ منصوبُ الدال والقَيْن غير معرب كأَنه موقوف ابن السكيت قولهم دُهْ دُرّ معرَّب وأَصله دُهْ أَي عَشَرة دُرَّيْن أو دُرّ أَي عشرة أَلوان في واحد أَو اثنين قال الأَزهري قد حكيت في هذين المثلين ما سمعته وحفظته لأَهل اللغة ولم أَجد لهما في عربية ولا عجمية إلى هذه الغاية أَصلاً صحيحاً أَعني إلا دَهٍ فلا دَهٍَ ودُهْ دُرَّيْن ابن الأَعرابي دُهْ زجر للإبل يقال في زجرها دُهْ دُهْ

( دوه ) دَاهَ دَوْهاً تحير

( ذمه ) ذَمِهَ الرجلُ ذَمَهاً أَلِمَ دِماغُه من حَرٍّ وربما قالوا ذَمَهَتْه الشمس إذا آلَمَتْ دماغه وذَمِهَ يومُنا ذَمَهاً وذَمَهَ اشتدّ حَرُّه

( ربه ) الأَزهري عن ابن الأَعرابي أَرْبَه الرجلُ إذا استغنى بتعب شديد قال الأَزهري ولا أَعرف أَصله

( رجه ) ابن الأَعرابي الجَرَهُ الشَّرُّ الشديد والرَّجَهُ التثبت بالأَسْنان والتزعزعُ وأَرْجَهَ إذا أَخَّرَ الأَمر عن وقته وكذلك أَرْجَأَهُ كأَنَّ الهاء مبدلة من الهمزة

( رده ) الرَّدْهَةُ النقرة في الجبل أَو في صخرة يَسْتنْقِعُ فيها الماء قال الشاعر لمَنِ الدِّيارُ بجانبِ الرَّدْهِ قَفْراً من التَّأْيِيهِ والنَّدْهِ التَّأْيِيهُ أَن يُؤَيِّهَ بالفرس إذا نَفَرَ فيقول إيهِ إيهِ والنَّدْهُ بالإبل أَن يقول لها هِدَهْ هِدَهْ وأَنشد ابن بري هنا عَسَلانَ ذِئبِ الرَّدْهَةِ المُسْتَوْرِد ابن سيده والرَّدْهة أَيضاً حَفِيرةٌ في القُفِّ تُحْفَرُ أَو تكون خِلْقَةً فيه قال طُفَيْل كأَنَّ رعالَ الخَيْلِ لما تَبادَرَتْ بوادِي جَرادِ الرَّدْهَةِ المُتَصَوِّبِ والجمع رَدْهٌ ورِداهٌ يقال قَرِّبِ الحمارَ من الرَّدْهة ولا تقول له سأْ والرَّدْهةُ شِبْهُ أَكَمَةٍ خَشِنةٍ كثيرة الحجارة والجمع رَدَهٌ بفتح الراء والدال هذا قول أَهل اللغة قال ابن سيده والصحيح أَنه اسم للجمع الجوهري وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم ذَكَر المقتولَ بنَهْروانَ فقال شيطانُ الرَّدْهةِ قال ابن بري صوابه وفي الحديث ذَكَر ذا الثُّدَيَّةِ فقال شيطانُ الرَّدْهَة يَحْتَدِرُهُ رجل من بَجِيلَةَ روى الأَزهري بسنده عن سعد قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ذكر ذاك الذي قَتَلَ عَليٌّ ذا الثُّدَيَّةِ فقال شيطانُ الرَّدْهَةِ راعي الخيلِ يَحْتَدِرهُ رجل من بَجِيلة أَي يُسْقِطُه قال الرَّدْهَة النقْرَة في الجبل يَسْتَنْقِعُ فيها الماء وقيل هي قُلَّةُ الرابية قال وفي حديثه أَيضاً وأَما شيطانُ الرَّدْهَة فقد كُفِيتُه بصيحةٍ سمعْت لها وَجيب قلبِه قيل أَراد به معاوية لما انهزم أَهلُ الشام يوم صِفِّينَ وأَخْلَد إلى المحاكمة وقيل الرَّدْهَة حَجَرٌ مُسْتَنْقَع في الماء وجَمْعُه رِدَاهٌ وقال ابن مُقْبل وقافِيةٍ مِثْل وَقْعِ الرِّدا هِ لم تَتَّرِكْ لمُجِيبٍ مَقالا وروي عن المُؤَرِّج أَنه قال الرَّدْهَة المورد والرَّدهة الصخرة في الماء وهي الأَتانُ قال والرَّدْهَة أَيضاً ماءُ الثلج والرَّدْهَةُ الثوبُ الخَلَق المُسَلْسَلُ ورجل رَدِهٌ صُلْبٌ مَتِينٌ لَجُوجٌ لا يُغْلَبُ قال الأَزهري لا أَعرف شيئاً مما روى المؤرج وهي مناكير كلها والرُّدَّهُ تِلالُ القِفافُِ وأَنشد لرؤبة من بَعْدِ أَنْضادِ الرِّدَاهِ الرُّدَّهِ
( * قوله « من بعد انضاد إلخ » كذا في التهذيب والمحكم والذي في التكملة
يعدل أنضاد القفاف الردّه ... عنها وأثباج الرمال الورّه
قال والردّه مستنقعات الماء والورّه التي لا تتماسك )
قال ابن سيده قوله الرِّدَاهِ الرُّدَّهِ من باب أَعْوامِ السنينِ العُوَّمِ كأَنهم يريدون المبالغة والإجادَةَ قال الأَزهري وربما جاءت الرَّدْهَة في وصف بئر تحفر في قُفٍّ أو تكون خلقة فيه والرَّدْهَةُ البيت العظيم الذي لا يكون أَعظمُ منه قال الأَزهري وجمعها الرِّداهُ ورَدَهَتِ المرأَةُ بيتها تَرْدَهُه رَدْهاً قال وكأَنَّ الأَصل فيه رَدَحَتْ بالحاء والهاءُ مُبْدَلة منه ورَدَهَ البيتَ يَرْدَهُه رَدْهاً جعله عظيماً كبيراً ابن الأَعرابي رَدَّهَ الرجلُ إذا ساد القومَ بشجاعة أَو سخاء أَو غيرهما

( رفه ) الرَّفاهَةُ والرَّفَاهِيَة والرُّفَهْنِية رَغَدُ الخِصْبِ ولينُ العيش وكذلك الرَّفاغِيَةُ والرُّفَغْنِيَةُ والرَّفاغَةُ رَفُه عيشُه فهو رَفِيهٌ ورافِهٌ وأَرْفَهَهم اللهُ ورَفَّهَهُم ورَفَهْنا نَرْفَه رَفْهاً ورِفْهاً ورُفُوهاً والرِّفْهُ بالكسر أَقْصَرُ الوِرْدِ وأَسْرَعُه وهو أَن تشرب الإبلُ الماء كل يوم وقيل هو أَن تَرِدَ كلما أَرادت رَفَهَت الإبلُ بالفتح تَرْفَهُ رفْهاً ورُفُوهاً وأَرْفَهها قال غَيْلانُ الرَّبَعِيُّ ثُمَّتَ فاظَ مُرْفَهاً في إِدْناءْ مُدَاخَلاً في طِوَلٍ وإغْماءْ ورَفَّهَها ورَفَّهَ عنها كذلك وأَرْفَهَ القومُ رَفَهَتْ ماشيتُهم واستعار لبيد الرِّفْهَ في نَخْلٍ نابتةٍ على الماء فقال يَشْرَبْنَ رِفْهاًعِراكاً غَيْرَ صادِيَةٍ فكُلُّها كارِعٌ في الماء مُغْتَمِرُ وأَرْفَه المالُ أَقام قريباً من الماء في الحَوْض واضِعاً فيه والإرْفاه الادِّهانُ والتَّرْجِيلُ كُلَّ يوم وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم نَهَى عن الإرْفاه هو كثرة التَّدَهُّن والتنعم وقيل التَّوَسُّع في المَطْعم والمَشْرَب وهو من الرِّفْه وِرْدِ الإبلِ وذلك أَنها إذا وَرَدَتْ كُلَّ يوم متى شاءتْ قيل وَرَدَتْ رِفْهاً قاله الأَصمعي ويقال قد أَرْفَه القومُ إذا فَعَلَت إبلُهم ذلك فهم مُرْفِهُون فشبه كثرة التدهن وإدامته به والإرْفاهُ التنعم والدَّعَةُ ومُظاهرةُ الطعام على الطعام واللباس على اللباس فكأَنه نهى عن التنعم والدَّعةِ ولِينِ العَيْشِ لأَنه من فعل العجم وأَرباب الدنيا وأَمَر بالتَّقَشُّفِ وابْتذال النفس وقال بعضهم الإرْفاهُ التَّرَجُّلُ كُلَّ يوم ابن الأَعرابي وأَرْفَه الرجلُ دام على أَكل النعيم كل يوم وقد نُهِيَ عنه قال الأَزهري كأَنه أَراد الإرْفاهَ الذي فسره أَبو عبيد أَنه كثرة التدهن ويقال بيني وبينَك ليلةٌ رافِهَةٌ وثلاثُ ليال رَوافِهُ إذا كان يُسار فيهنَّ سيراً لَيِّناً ورجل رافِهٌ أَي وَادِعٌ وهو في رَفاهَةٍ من العيش أَي سَعَة ورَفاهِيةٍ على فَعالِيَةٍ ورُفَهْنِيةٍ وهو ملحق بالخماسي بأَلف في آخره وإنما صارت ياء لكسرة ما قبلها ورَفَّهَ عن الرجل تَرْفيهاً رَفَقَ به ورَفَّهَ عنه كان في ضِيقٍ فنَفَّسَ عنه ورَفِّهْ عن غريمك تَرْفيهاً أَي نَفِّسْ عنه والرُّفَهُ التِّبْنُ عن كراع والمعروف الرُّفَةُ وفي المثل أَغْنَى من التُّفَةِ عن الرُّفَةِ يقال الرُّفَةُ التِّبْنُ والتُّفَةُ السبُعُ وهو الذي يسمى عَناقَ الأَرض لأَنه لا يَقْتاتُ التِّبْنِ قال ابن بري الذي ذكره ابن حمزة الأَصفهاني في أَفعلَ من كذا أَغْنَى من التُّفَةِ عن الرُّفَةِ بالتخفيف وبالتاء التي يوقف عليها بالهاء قال والأَصل رُفَهَةٌ وجمعها رُفاتٌ وقد تقدم الكلام في ذلك في فصل تفه قال الأَزهري العرب تقول إذا سَقَطتِ الطَّرْفَةُ قَلَّتْ في الأَرْضِ الرَّفَهَةُ قال أَبو الهيثم الرَّفَهَةُ الرَّحْمة
( * قوله « الرفهة الرحمة » وهي بفتح الراء والفاء كما صرح به في التكملة ثم نقل عن ابن دريد رفه عليّ ترفيهاً أي أنظرني والرفهان أي كعطشان المستريح والرفه أي بكسر فسكون صغار النخل ) قال أَبو ليلى يقال فُلانٌ رافِهٌ بفلان أَي راحِمٌ له ويقال أما تَرْفَهُ فلاناً ؟ والطَّرْفة عينا الأَسَدِ كوكبانِ الجَبهةُ أَمامَها وهي أَربعة كواكب وفي النوادر أَرْفِهْ عِنْدِي واسْتَرْفِهْ ورَفِّهْ عندي ورَوِّحْ عندي المعنى أَقِمْ واسْتَرِحْ واسْتَجِمَّ واسْتَنْفِهْ أَيضاً وفي حديث عائشة فلما رُفِّهَ عنه أَي أُزِيلَ وأُزِيحَ عنه الضِّيقُ والتعبُ ومنه حديث جابر أَراد أَن يُرَفِّه عنه أَي يُنَفِّس ويُخَفِّفَ وفي حديث ابن مسعود إن الرجلَ ليَتَكَلَّمُ بالكلمةِ في الرَّفاهِيةِ من سَخَطِ الله تُرْدِيه بُعْدَ ما بين السماء والأَرض الرَّفاهِيَةُ السَّعَة والتنعم أَي أَنه ينطق بالكلمة على حُسْبانِ أَن سَخَطَ الله تعالى لايَلْحَقُه إنْ نَطَقَ بها وأَنه في سَعةٍ من التكلم بها وربما أوقعته في مَهْلَكةٍ مَدَى عِظَمِها عند الله تعالى ما بين السماء والأَرض وأَصلُ الرَّفاهية الخِصْبُ والسَّعَةُ في المَعاش وفي حديث سَلْمانَ وطَيْرُ السماءِ على أَرْفَهِ خَمَرِ الأَرض تَقَعُ قال الخطابي لستُ أَدري كيف رواه الأَصَمُّ بفتح الأَلف أو ضمها فإن كانت بالفتح فمعناه على أَخْصَبِ خَمَرِ الأَرضِ وهو من الرِّفْهِ وتكون الهاء أَصلية وإن كانت بالضم فمعناها الحَدُّ والعَلَم يُجْعَلُ فاصلاً بين أََرضين وتكون التاء للتأْنيث مثلها في غُرْفَةٍ والله أَعلم

( ركه ) الرُّكاهةُ النَّكْهَةُ الطَّيِّبة عند الكَهَّةِ عن الهَجَرِيِّ وأَنشد لكاهل حُلْوٌ فُكاهَتُه مِسْكٌ رُكاهَتُه في كَفِّهِ من رُقَى الشَّيْطانِ مِفْتاحُ

( رمه ) رَمِهَ يومُنا رَمَهاً اشْتَدَّ حَرُّه والزاي أَعلى

( رهره ) الرَّهْرَهَةُ حُسْنُ بَصيص لون البَشَرة وأَشْباه ذلك وتَرَهْرَه جِسْمُه وهو رَهْراهٌ ورُهْرُوةٌ ابْيَضَّ من النَّعْمَةِ وماء رَهْراهٌ ورُهْرُوهٌ صافٍ وطَسٌّ رَهْرَهَةٌ صافية بَرَّاقَةٌ وفي حديث المَبْعَثِ فشُقَّ عن قلبه صلى الله عليه وسلم وجِيءَ بطَسْتٍ رَهْرَهةٍ قال القتيبي سأَلت أَبا حاتم والأَصمعي عنه فلم يعرفاه قال وأَظنه بطَسْتٍ رَحْرَحَةٍ بالحاء وهي الواسعة والعرب تقول إناء رَحْرَحٌ ورَحْراحٌ فأَبدلوا الهاء من الحاء كما قالوا مَدَهْتُ في مَدَحْتُ وما شاكله في حروف كثيرة قال أَبو بكر بن الأَنباري هذا بعيدٌ جِدّاً لأَن الهاء لا تبدل من الحاء إلا في المواضع التي استعملت العرب فيها ذلك ولا يقاس عليها لأن الذي يجيز القياس عليها يلزم أَن تبدل الحاء هاء في قولهم رَحَلَ الرَّحْلَ وفي قوله عز وجل فمن زُحْزِح عن النار وأُدخل الجنةَ وليس هذا من كلام العرب وإنما هو دَرَهْرَهة فأَخطأَ الراوي فأَسقط الدال يقال للكَوْكَبة الوَقَّادَة تَطْلُع من الأُفُقِ دارِئَةً بنورها دَرَهْرَهة كأَنه أَراد طَسّاً بَرَّاقةً مُضيئة وفي التهذيب طَسْتٌ رَحْرَحٌ ورَهْرَةٌ ورَحْراحٌ ورَهْراهٌ إذا كان واسعاً قريب القعر قال ابن الأَثير وقيل يجوز أن يكون من قولهم جِسْمٌ رَهْرَهةٌ أَي أَبيض من النَّعْمة يريد طَسْتاً بيضاء مُتَلأْلِئَةً ويروى بَرَهْرَهة وقد تقدم ذكرها ورَهْرَهَ مائدَتَه إذا وَسّعها سخاء وكرماً الأَزهري الرَّهَّةُ الطَّسْتُ الكبيرة والسراب يَتَرَهْرَهُ ويَتَرَيَّهُ إذا تتابع لَمَعانُه ورَهْرَهَ بالضأْن مقلوبٌ من هَرْهَرَ حكاه يعقوب

( روه ) راهَ الشيءُ رَوْهاً اضْطرب والاسم الرُّواهُ يمانية

( ريه ) الرَّيْهُ والتَّرَيُّه جَرْيُ السراب على وجه الأَرض وقيل مجيئه وذهابه قال الشاعر إذا جَرى من آله المُرَيَّهِ وقول رؤبة كأَنَّ رَقْراقَ السَّرابِ الأَمْرَهِ يَسْتَنُّ في رَيْعانِه المُرَيَّهِ
( * قوله « كأن رقراق السراب الامره » روي عليه رقراق وروي يعلون رقراق وروي الامقه بدل الامره وهما بمعنى واحد )
كأَنه رُيِّهَ أَو رَيَّهَتْه الهاجرةُ وتَرَيَّه السرابُ تَرَيَّعَ والمُرَيَّهُ المُرَيَّعُ وقال ابن الأَعرابي يَتَمَيَّعُ ههنا وههنا لا يستقيم له وَجْهٌ والله أَعلم

( زفه ) الأَزهريُّ خاصةً روى ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه قال الزَّافِهُ السَّرابُ والسافِهُ الأَحمق

( زله ) زَلِه زَلَهاً زَمِعَ وطَمِعَ الأَزهري الزَّلَهُ ما يصل إلى النَّفْسِ من غمّ الحاجة أَو همٍّ من غيرها وأَنشد وقد زَلِهَتْ نفْسي من الجَهْدِ والذي أُطالِبُه شَقْنٌ ولكنه نَذْلُ الشَّقْنُ القليل الوَتِحُ من كل شيء ابن الأَعرابي الزَّلْهُ التحير
( * قوله « الزله التحير إلخ » الزله في هذه الثلاثة بفتح فسكون بخلاف ما قبلها فانه بالتحريك كما نص عليه المجد والصاغاني ) والزَّلْهُ نَوْرُ الريحان وحُسْنُه والزَّلْهُ الصَّخْرة التي يقوم عليها الساقي

( زمه ) زَمِهَ يومُنا زَمَهاً اشتدَّ حَرُّه كدَمِهَ

( سبه ) السَّبَهُ ذهاب العقل من الهَرَم ورجل مَسْبُوه ومُسَبَّهٌ وسَباهٍ مُدَلَّهٌ ذاهبُ العقل أَنشد ابن الأَعرابي ومُنْتَخَبٍ كأَنَّ هالَة أُمّه سَباهِي الفُؤادِ ما يَعيش بمعْقُولِ هالَةُ هنا الشمسُ ومُنْتَخَبٌ حَذِرٌ كأَنه لذَكاء قلبه فَزِِعٌ ويروى كأَنَّ هالَة أُمُّهُ أَي هو رافع رأْسه صُعُداً كأَنه يطلب الشمس فكأَنها أُمه ورجل مَسْبُوهُ الفُؤاد مثل مُدَلَّه العَقْلِ وهو المُسَبَّهُ أَيضاً قال رؤبة قالتْ أُبَيْلى لي ولم أُسَبَّهِ ما السِّنُّ إلا غَفْلَةُ المُدَلَّهِ أُبَيْلى اسم امرأَة قال المفضل السُّباهُ سكنة تأْخذ الإنسانَ يذهب منها عقلُه وهو مَسْبُوهٌ وقال كراع السُّباهُ بضم السين الذاهبُ العقل وهو أَيضاً الذي كأَنه مجنون من نَشاطه قال ابن سيده والظاهر من هذا أَنه غلط إنما السُّباهُ ذهاب العقل أَو نشاط الذي كأَنه مجنون اللحياني رجل مِسَبَّهُ العقل ومُسَمَّهُ العقل أَي ذاهب العقل ورجل سَباهِيُّ العَقْل إذا كان ضعيف العقل ورجل سَبِهٌ وسَباهٌ وسَباهٍ وسباهِيَةٌ متكبر

( سته ) السَّتْهُ والسَّتَهُ والاسْتُ معروفة وهو من المحذوف المُجْتَلَبَةِ له أَلفُ الوصل وقد يستعار ذلك للدهر وقوله أَنشده ثعلب إذا كَشَفَ اليومُ العَماسُ عن اسْتِهِ فلا يَرْتَدي مِثْلي ولا يَتَعَمَّمُ يجوز أَن تكون الهاء فيه راجعة إلى اليوم ويجوز أَن تكون راجعة إلى رجل مهجوّ والجمع أَسْتاهٌ قال عامر بن عُقَيْل السَّعْدِيُّ وهو جاهلي رِقابٌ كالمَواجِنِ خاظِياتٌ وأَسْتاهٌ على الأَكْوارِ كُومُ خاظياتٌ غِلاظٌ سِمانٌ ويقال سَهٌ وسُهٌ في هذا المعنى بحذف العين قال أُدْعُ أُحَيْحاً باسْمِه لا تَنْسَهْ إنَّ أُحَيْحاً هي صِئْبانُ السَّهْ الجوهري والاسْتُ العَجُزُ وقد يُرادُ بها حَلْقة الدبر وأَصله سَتَهٌ على فَعَل بالتحريك يدل على ذلك أَن جمعه أَسْتاه مثل جَمَل وأَجمال ولا يجوز أَن يكون مثل جِزْعٍ وقُفْل اللذين يجمعان أَيضاً على أَفعال لأَنك إذا رَدَدْتَ الهاء التي هي لام الفعل وحذفت العين قلت سَهٌ بالفتح قال الشعر أَوْسٌ شَأَتْكَ قُعَيْنٌ غَثُّها وسَمِينُها وأَنْتَ السَّهُ السُّفْلى إذا دُعِيَت نَصْر يقول أنت فيهم بمنزلة الاست من الناس وفي الحديث العينُ وِكاءُ السَّهِ بحذف عين الفعل ويروى وِكاءُ السَّتِ بحذف لام الفعل ويقال للرجل الذي يُسْتَذَلُّ أَنت الاسْتُ السُّفْلى وأَنت السَّهُ السُّفْلى ويقال لأَرْذالِ الناس هؤلاء الأَسْتاه ولأَفاضلهم هؤلاء الأَعْيانُ والوُجوهُ قال ابن بري ويقال فيه سَتٌ أَيضاً لغة ثالثة قال ابن رُمَيْضٍ العَنْبَرِيّ يَسِيلُ على الحاذَيْنِ والسَّتِ حَيْضُها كما صَبَّ فوقَ الرُّجْمَةِ الدَّمِ ناسِكُ وقال أَوس بن مَغْراءَ لا يُمْسِكُ السَّتَ إلاَّ رَيْثَ يُرْسِلُها إذا أَلَحَّ على سِيسَائِه العُصُمُ يعني إذا أَلح عليه بالحبل ضَرطَ قال ابن خالويه فيها ثلاث لغات سَهٌ وسَتٌ واسْتٌ والسَّتَهُ عِظَمُ الاسْتِ والسَّتَهُ مصدر الأَسْتَهِ وهو الضَّخْمُ الاسْتِ ورجل أَسْتَهُ عظيم الاسْتِ بَيِّنُ السَّتَهِ إذا كان كبير العَجُز والسُّتاهِيُّ والسُّتْهُم مثله الجوهري والمرأَة سَتْهاءُ وسُتْهُمٌ والميم زائدة وإذا نسبت إلى الاسْتِ قلت سَتَهِيٌّ بالتحريك وإن شئت اسْتِيٌّ تركته على حاله وسَتِهٌ أَيضاً بكسر التاء كما قالوا حَرِحٌ قال ابن بري رجل حَرِحٌ أَي مُلازمٌ للأَحْراحِ وسَتِهٌ مُلازم للأَسْتاهِ قال والسَّيْتَهِيُّ الذي يتخلف خلف القوم فينظر في أَسْتاهِهم قالت العامرية لقد رأَيتُ رجلاً دُهْرِيَّا يَمْشِي وَراءَ القومِ سَيْتَهِيَّا ودُهْرِيٌّ منسوب إلى بني دَهْرٍ بَطْن من كلب والسَّتِهُ الطالبُ للاسْتِ وهو على النسب كما يقال رجل حَرِحٌ قال ابن سيده التمثيل لسيبويه ابن سيده رجل أَسْتَهُ والجمع سُتْهٌ وسُتْهانٌ هذه عن اللحياني وامرأَة سَتْهاء كذلك ورجل سُتْهُمٌ والأُنثى سُتْهُمة كذلك الميم زائدة ويقال للواسعة من الدُّبر سَتْهاء وسُتْهُمٌ وتصغير الاسْتِ سُتَيْهَةٌ قال أَبو منصور رجل سُتْهُم إذا كان ضَخْمَ الاسْتِ وسُتاهِيٌّ مثله والميم زائدة قال النحويون أَصل الاسْتِ سَتْهٌ فاستثقلوا الهاء لسكون التاء فلما حذفوا الهاء سكنت السين فاحتيج إلى أَلف الوصل كما فعل بالاسْمِ والابْنِ فقيل الاسْتُ قال ومن العرب من يقول السَّهْ بالهاء عند الوقف يجعل التاء هي الساقطة ومنهم من يجعلها هاء عند الوقف وتاء عند الإدراج فإذا جمعوا أو صَغَّروا رَدُّوا الكلمة إلى أَصلها فقالوا في الجمع أَسْتاهٌ وفي التصغير سُتَيْهة وفي الفعل سَتِهَ يَسْتَهُ فهو أَسْتَهُ وفي حديث المُلاعَنَةِ إن جاءت به مُسْتَهاً جَعْداً فهو لفلان وإن جاءت به حَمْشاً فهو لزوجها أَراد بالمُسْتَه الضَّخْمَ الأَلْيَتَيْنِ كأَنه يقال أُسْتِه فهو مُسْتَهٌ كما يقال أُسْمِنَ فهو مُسْمَنٌ وهو مُفْعَلٌ من الاسْتِ قال ورأَيت رجلاً ضخم الأَرداف كان يقال له أَبو الأَسْتاهِ وفي حديث البراء مرَّ أَبو سفيان ومعاويةُ خلفه وكان رجلاًمُسْتَهاً قال أَبو منصور وللعرب في الاسْتِ أَمثالٌ منها ما روي عن أَبي زيد تقول العرب ما لك اسْتٌ مع اسْتِكَ إذا لم يكن له عَدَدٌ ولا ثَرْوة من مال ولا عُدَّة من رجال تقول فاسْتُه لا تفارقه وليس له معها أُخرى من رجال ومال قال أَبو زيد وقالت العرب إذا حدّثَ الرجلُ حديثاً فخَلَّط فيه أَحاديث الضَّبُعِ اسْتَها
( * قوله « أحاديث الضبع استها » ضبط في التكملة والتهذيب استها في الموضعين بالنصب ) وذلك أَنها تمرّغ في التراب ثم تُقْعِي فَتَتَغَنَّى بما لا يفهمه أَحد فذلك أَحاديثها اسْتَها والعرب تَضَعُ الاسْتَ موضعَ الأَصل فتقول ما لك في هذا الأَمر اسْتٌ ولا فم أَي ما لك فيه أَصل ولا فرع قال جرير فما لَكُمُ اسْتٌ في العُلالا ولا فَمُ واسْتُ الدهر أَوَّلُ الدهر أَبو عبيدة يقال كان ذلك على اسْتِ الدَّهْرِ وعلى أُسِّ الدهر أَي على قِدَمِ الدهر وأَنشد الإيادِيُّ لأَبي نُخَيْلَة ما زالَ مجنوناً على اسْتِ الدَّهْرِ ذا حُمُقٍ يَنْمِي وعَقْل يَحْرِي
( * قوله « ذا حمق » الذي في التهذيب في بدن وفي التكملة في جسد )
أَي لم يزل مجنوناً دَهْرَهُ كله ويقال ما زال فلانٌ على اسْت الدهرِ مجنوناً أَي لم يزل يعرف بالجنون ومن أَمثال العرب في عِلْمِ الرجلِ بما يَلِيه دون غيره اسْتُ البائِن أَعْلَمُ والبائنُ الحالبُ الذي لا يَلي العُلْبةَ والدي يلي العُلْبة يقال له المُعَلِّي ويقال للرجل الذي يُسْتَذلُّ ويُسْتَضْعف اسْتُ أُمِّك أَضْيَقُ واسْتُكَ أَضْيَقُ من أن تفعل كذاوكذا ويقال للقوم إذا استُذِلُّوا واسْتُخِفَّ بهم باسْتِ بني فُلانٍ وهو شَتْمٌ للعرب ومنه قول الحُطَيئة فبِاسْتِ بَني عَبْسٍ وأَسْتاهِ طَيِّءٍ وباسْتِ بَني دُودانَ حاشا بَني نَصْرِ
( * قوله « فباست بني عبس » الذي في الجوهري بني قيس لكن صوب الصاغاني الاول )
وسَتَهْتُه أَسْتَهُه سَتْهاً ضربتُ اسْتَه وجاء يَسْتَهُه أَي يَتْبعه من خلفه لا يفارقه لأَنه يَتْلُو اسْتَه وأَما قول الأَخطل وأَنتَ مكانُك من وائلٍ مَكانَ القُرادِ من اسْتِ الجَملْ فهو مجاز لأَنهم لا يقولون في الكلام اسْتُ الجَمل الأَزهري قال شمر فيما قرأْتُ بخطه العرب تسمي بني الأَمة بَني اسْتِها قال وأَقرأَني ابنُ الأَعرابي للأَعشى أَسَفَهاً أَوْعَدْتَ يا ابْنَ اسْتِهَا لَسْتَ على الأَعْداءِ بالقادِرِ ويقال للذي ولدته أَمَة يا ابن اسْتِها يعنون است أَمة ولدته أَنه ولد من اسْتِها ومن أَمثالهم في هذا المعنى يا ابن اسْتِها إذا أَحْمَضَتْ حِمارَها قال المؤرِّجُ دخل رجل على سليمان بن عبد الملك وعلى رأْسه وَصِيفَةٌ رُوقَةٌ فأَحَدَّ النَّظَر إليها فقال له سليمان أََتُعْجِبُكَ ؟ فقال بارك الله لأَمير المؤمنين فيها فقال أَخبرني بسبعة أَمثال قيلت في الاسْتِ وهي لك فقال الرجل اسْتُ البائن أَعْلَمُ فقال واحد قال صَرَّ عليه الغَزْوُ اسْتَهُ قال اثنان قال اسْتٌ لم تُعَوَّدِ المِجْمَر قال ثلاثة قال اسْتُ المَسْؤول أَضْيَقُ قال أَربعة قال الحُرُّ يُعْطِي والعَبْدُ تَأْلَمُ اسْتُهُ قال خمسة قال الرجل اسْتي أَخْبَثِي قال ستة قال لا ماءَكِ أَبْقَيْتِ ولا هَنَكِ أَنْقَيْتِ قال سليمان ليس هذا في هذا قال بلى أَخذتُ الجارَبالجارِ كما يأْخذ أَمير المؤمنين وهو أَوَّل من أَخذ الجار بالجار قال خُذْها لا بارك الله لك فيها قوله صَرَّ عليه الغَزْوُ اسْتَهُ لأَنه لا يقدر أَن يجامع إذا غزا

( سده ) السَّدَهُ والسُّداهُ شبيه بالدَّهَشِ وقد سُدِهَ

( سفه ) السَّفَهُ والسَّفاهُ والسَّفاهة خِفَّةُ الحِلْم وقيل نقيض الحِلْم وأَصله الخفة والحركة وقيل الجهل وهو قريب بعضه من بعض وقد سَفِهَ حِلْمَه ورأْيَه ونَفْسَه سَفَهاً وسَفاهاً وسَفاهة حمله على السَّفَهِ قال اللحياني هذا هو الكلام العالي قال وبعضهم يقول سَفُه وهي قليلة وقولهم سَفِهَ نَفْسَهُ وغَبِنَ رَأْيَه وبَطِرَ عَيْشَه وأَلِمَ بَطْنَه ووَفِقَ أَمْرَه ورَشِدَ أَمْرَه كان الأَصلُ سَفِهَتْ نفسُ زيد ورَشِدَ أَمْرُه فلما حُوِّل الفعل إلى الرجل انتصب ما بعده بوقوع الفعل عليه لأَنه صار في معنى سَفَّهَ نَفْسَه بالتشديد هذا قول البصريين والكسائي ويجوز عندهم تقديم هذا المنصوب كما يجوز غلامَه ضرب زيدٌ وقال الفراء لما حُوِّل الفعلُ من النفس إلى صاحبها خرج ما بعده مُفَسِّراً ليدل على أَن السَّفَه فيه وكان حكمه أَن يكون سَفِه زيدٌ نَفْساً لأَن المُفَسِّر لا يكون إلا نكرة ولكنه ترك على إضافته ونصب كنصب النكرة تشبيهاً بها ولا يجوز عنده تقديمه لأَن المفسر لا يتقدَّم ومثله قولهم ضِقْتُ به ذَرْعاً وطَبْتُ به نَفْساً والمعنى ضاق ذَرْعي به وطابت نفسي به وفي التنزيل العزيز إلاّ من سَفِهَ نَفْسَه قال أَبو منصور اختلف النحويون في معنى سَفِهَ نَفْسه وانتصابه فقال الأَخفش أَهل التأْويل يزعمون أَن المعنى سَفَّه ومنه قوله إلا من سَفِهَ الحقَّ معناه من سَفَّه الحقَّ وقال يونس النحوي أُراها لغة ذهب يونس إلى أَن فَعِلَ للمبالغة كما أَنَّ فَعَّلَ للمبالغة فذهب في هذا مذهب أَهل التأْويل ويجوز على هذا القول سَفِهْتُ زيداً بمعنى سَفَّهْتُ زيداً وقال أَبو عبيدة معنى سَفِهَ نفسَه أَهلك نفسَه وأَوْبَقَها وهذا غير خارج من مذهب يونس وأَهل التأْويل وقال الكسائي والفراء إن نفسه منصوب على التفسير وقالا التفسير في النكرات أَكثر نحو طِبْتُ به نَفْساً وقَرِرْتُ به عيناً وقالا إن أَصل الفعل كان لها ثم حوِّل إلى الفاعل أَراد أَن قولهم طبت به نفساً معناه طابت نفسي به فلما حول الفعل إلى صاحب النفس خرجت النفسُ مُفَسِّرة وأَنكر البصريون هذا القول وقالوا إن المفسرات نكرات ولا يجوز أَن تجعل المعارف نكرات وقال بعض النحويين إن قوله تعالى إلاَّ من سَفِهَ نَفْسَه معناه إلا من سَفِهَ في نفسه أَي صار سفيهاً إلا أَن في حذفت كما حذفت حروف الجر في غير موضع قال الله تعالى ولاجُناحَ عليكم أَن تَسْتَرْضِعُوا أَوْلادَكم المعنى أَن تسترضعوا لأَولادكم فحذف حرف الجر من غير ظرف ومثله قوله نُغالي اللَّحْمَ للأَضْيافِ نِيّاً ونَبْذُلُه إذا نَضِجَ القُدورُ المعنى نغالي باللحم وقال الزجاج القول الجيد عندي في هذا أَن سَفِهَ في موضع جَهِلَ والمعنى والله أَعلم إلا مَنْ جَهِل نَفْسَه أَي لم يُفَكِّرْ في نفسه فوضع سَفِهَ في موضع جَهِلَ وعُدِّيَ كما عُدِّيَ قال فهذا جميع ما قاله النحويون في هذه الآية قال ومما يقوِّي قول الزجاج الحديث الثابتُ المرفوع حين سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الكِبْر فقال الكِبْرُ أَن تَسْفَهَ الحَقَّ وتَغْمِطَ الناسَ فجعل سَفِهَ واقعاً معناه أن تَجْهَلَ الحق فلا تراه حقّاً والله أَعلم وقال بعض أَهل اللغة أَصلُ السَّفَهِ الخُُِفَّةُ ومعنى السفيه الخفيفُ العقل وقيل أَي سَفِهَتْ نَفْسُه أي صارت سفيهة ونصب نفسه على التفسير المحوّل وفي الحديث إنما البَغْيُ من سَفِهَ الحقَّ أَي من جهله وقيل من جهل نفسه وفي الكلام محذوف تقديره إنما البغي فِعْلُ من سَفِهَ الحقَّ والسَّفَهُ في الأَصل الخِفَّة والطَّيْشُ ويقال سَفِهَ فلانٌ رأْيه إذا جهله وكان رأْيه مضطرباً لا استقامة له والسَّفيه الجاهل ورواه الزمخشري من سَفَهِ الحَقِّ على أَنه اسم مضاف إلى الحق قال وفيه وجهان أَحدهما على أَن يكون على حذف الجار وإيصال الفعل كان الأَصلُ سَفِهَ على الحق والثاني أَن يضمن معنى فعل متعد كجهل والمعنى الاستخفاف بالحق وأَن لا يراه على ما هو عليه من الرُّجْحان والرَّزانة الأَزهري روى ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه قال الزّافِهُ السَّرابُ والسافِهُ الأَحمق ابن سيده سَفِهَ علينا وسَفُهَ جهل فهو سَفِيهٌ والجمع سُفَهاء وسِفَاهٌ قال الله تعالى كما آمنَ السُّفَهاء أَي الجُهّال والسفيه الجاهل والأُنثى سفيهة والجمع سَفِيهات وسَفائِهُ وسُفَّهٌ وسِفاهٌ وسَفَّه الرجلَ جعله سفيهاً وسَفَّهَهُ نسبه إلى السَّفَه وسافَهه مُسافَهة يقال سَفِيه لم يَجِدْ مُسافِهاً وسَفَّه الجهلُ حِلْمَه أَطاشه وأَخَفَّه قال ولا تُسَفِّهُ عند الوِرْد عَطْشَتُها أَحلامَنا وشَريبُ السَّوْءِ يَضْطرِمُ وسَفِهَ نفْسَه خَسِرَها جَهْلاً وقوله تعالى ولا تُؤْتوا السُّفَهاء أَموالكم التي جعل الله لكم قياماً قال اللحياني بلغنا أَنهم النساء والصبيان الصغار لأَنهم جُهّال بموضع النفقة قال وروي عن ابن عباس أَنه قال النساءُ أَسْفَهُ السُّفهاء وفي التهذيب ولا تؤتوا السفهاء أَموالكم يعني المرأَة والولد وسميت سفيهة لضعف عقلها ولأَنها تُحْسِنُ سياسة مالها وكذلك الأَولاد ما لم يُؤنَس رُشْدُهم وقولُ المشركين للنبي صلى الله عليه وسلم أَتُسَفِّه أَحْلامنا معناه أَتُجَهِّلُ أَحْلامَنا وقوله تعالى فإن كان الذي عليه الحقُّ سفيهاً أَو ضعيفاً السفيه الخفيفُ العقل من قولهم تَسَفَّهَتِ الرِّياحُ الشيءَ إذا استخفته فحركته وقال مجاهد السفيه الجاهل والضعيف الأَحمق قال ابن عرفة والجاهل ههنا هو الجاهل بالأَحكام لا يحسن الإِملال ولا يدري كيف هو ولو كان جاهلاً في أَحواله كلها ما جاز له أَن يُداين وقال ابن سيده معناه إن كان جاهلاً أَو صغيراً وقال اللحياني السفيه الجاهل بالإملال قال ابن سيده وهذا خطأٌ لأَنه قد قال بعد هذا أَو لا يَسْتطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ وسَفُه علينا بالضم سَفاهاً وسَفاهَةً وسَفِهَ بالكسر سَفَهاً لغتان أَي صار سفيهاً فإذا قالوا سَفِهَ نَفْسَه وسَفِهَ رَأْيَه لم يقولوه إلاَّ بالكسر لأَن فَعُلَ لا يكون متعدّياً ووادٍ مُسْفَه مملوء كأَنه جاز الحدَّ فسَفُهَ فمُسْفَه على هذا مُتَوَهَّم من باب أَسْفَهْتُه وَجَدْته سفيهاً قال عَدِيُّ بن الرِّقاع فما به بَطْنُ وادٍ غِبَّ نَضْحَتِه وإن تَراغَبَ إلا مُسْفَهٌ تَئِقُ والسَّفَهُ الخِفَّة وثوب سَفِيهٌ لَهْلَهٌ سَخِيف وتَسَفَّهَتِ الرياحُ اضطَرَبت وتَسَفَّهت الريحُ الغُصونَ حرَّكتها واستخفتها قال مَشَيْنَ كما اهْتَزَّتْ رِماحٌ تَسَفَّهَتْ أَعالِيَها مَرُّ الرِّياحِ النَّواسِمِ وتَسَفَّهَتِ الريحُ الشجرَ أَي مالت به وناقة سَفِيهة الزِّمامِ إذا كانت خفيفة السير ومنه قول ذي الرمة يصف سيفاً وأَبْيَضَ مَوْشِيِّ القَمِيصِ نَصَبْتُه على ظَهْرِ مِقْلاتٍ سَفِيهٍ جَديلُها يعني خفيفٍ زِمامُها يريد أَن جديلها يضطرب لاضطراب رأْسها وسافَهَتِ الناقةُ الطريقَ إذا خَفَّتْ في سيرها قال الشاعر أَحْدُو مَطِيَّاتٍ وقَوْماً نُعَّسا مُسافِهاتٍ مُعْمَلاً مُوَعَّسا أَراد بالمُعْمَلِ المُوعَّسِ الطريقَ الموطوء قال ابن بري وأَما قول خلف بن إسحق البَهْرانيّ بَعْثنا النَّواعِجَ تَحْتَ الرِّحالْ تَسافَهُ أَشْداقُها في اللُّجُمْ فإنه أَراد أَنها تَترامى بلُغامِها يَمْنةً ويَسْرَة كقول الجَرْمي تَسافَهُ أَشْداقُها باللُّغامْ فتَكْسُو ذَفارِيَها والجُنُوبا فهو من تَسافُهِ الأَشْداق لا تَسافُهِ الجُدُلِ وأَما المُبَرّدُ فجعله من تَسافُه الجُدُل والأَول أَظهر وسَفِه الماءَ يَسْفَهُه سَفْهاً أَكثر شربه فلم يَرْوَ والله أَسْفَهه إياه وحكى اللحياني سَفِهْتُ الماءَ وسافَهْتُه شربته بغير رِفْقٍ وسَفِهْتُ الشرابَ بالكسر إذا أَكثرت منه فلم تَرْوَ وأَسْفَهَكَه الله وسافَهْتُ الدَّنَّ أَو الوَطْبَ قاعَدْتُه فشَرِبْتُ منه ساعةً بعد ساعة وسافَهْتُ الشرابَ إذا أَسرفت فيه قال الشَّمَّاخ فَبِتُّ كأَنني سافَهْتُ صِرْفاً مُعَتَّقَةً حُمَيَّاها تَدُورُ الأَزهري رجل ساهِفٌ وسافِهٌ شديد العطش ابن الأَعرابي طعام مَسْهَفَة ومَسْفَهة إذا كان يَسْقِي الماءَ كثيراً وسَفَهْتُ وسَفِهْتُ كلاهما شُغِلْتُ أَو شَغَلْتُ وسَفِهْتُ نصيبي نَسِيتُه عن ثعلب وتَسَفَّهْتُ فلاناً عن ماله إذا خدعته عنه وتَسَفَّهْتُ عليه إذا أَسمعته

( سله ) سَليهٌ مَليهٌ لا طعم له كقولك سَلِيخٌ مَليخٌ عن ثعلب الأَزهري قال شمر الأَسْلَهُ الذي يقول أَفعل في الحرب وأَفعل فإذا قاتل لم يُغْنِ شيئاً وأَنشد ومن كلِّ أَسْلَهَ ذي لُوثَةٍ إذا تُسْعَرُ الحَرْبُ لا يُقْدِمُ

( سمه ) سَمَه البعيرُ والفرسُ في شَوْطه يَسْمَه بالفتح فيهما سُمُوهاً جرى جرياً ولم يَعْرِفِ الإعْياءَ فهو سامِةٌ والجمع سُمَّهٌ وأَنشد لرؤبة يا لَيْتَنا والدَّهْرَ جَرْيَ السُّمَّهِ أَراد ليتنا والدهر نجري إلى غير نهاية وهذا البيت أَورده الجوهري ليتَ المُنى والدّهْرَ جَرْيُ السُّمَّه قال ابن بري وبعده لله دَرُّ الفانياتِ المُدَّهِ قال ويروى في رجزه جَرْيُ بالرفع على خبر ليت ومن نصبه فعلى المصدر أَي يجري جَرْيَ السُّمَّه أَي ليت الدهر يجري بنا في مُنانا إلى غير نهاية ينتهي إِليها والسُّمَّهُ والسُّمَّهى والسُّمَّيْهى كله الباطل والكذب وقال الكسائي من أسماء الباطل قولهم السُّمَّهُ يقال جرى فلانٌجَرْيَ السُّمَّهِ ويقال ذهب في السُّمَّيْهى أَي في الباطل الجوهري جَرى فلانٌ السُّمَّهى أَي جرى إلى غير أَمر يعرفه وفي حديث علي كرم الله وجهه إذا مَشَتْ هذه الأُمَّةُ السُّمَّيْهى فقد تُوُدِّعَ منها هي بضم السين وتشديد الميم التَّبَخْتُر من الكبر قال وهو في غير هذا الباطلُ والكذب الفراء وذهبت إِبلُه السُّمَيْهى على مثال وَقَعُوا في خُلَيْطى تفرّقت في كل وجه وقيل السُّمَيْهى التفرّق في كل وجه من أَيِّ الحيوان كان الفراء ذهبت إبلُه السُّمَّيْهى والعُمَّيْهى والكُمَّيْهى أَي لا يدري أَين ذهبت والسُّمَّهى الهواءُ بين السماء والأَرض اللحياني يقال للهواء اللُّوحُ والسُّمَّهى والسُّمَّيْهى النَّضْر يقال ذهب في السُّمَّةِ والسُّمَّهى أَي في الريح والباطل وسَمَّهَ الرجلُ إبلَه أَهملها وهي إبل سُمَّةٌ هذا قول أَبي حنيفة وليس بجيد لأَن سُمَّةُ ليس على سَمَّهَ إنما هو على سَمَهَ والسُّمَّهُ أَن يرمي الرجلُ إِلى غير غرض وبقي القومُ سُمَّهاً أَي مُتَلَدِّدين قال ابن الأَعرابي كَثُرَ عيالُ رجل من طيِّء من بنات وزوجة فخرج بهن إلى خَيْبر يُعَرِّضُهُنَّ لحُمّاها فلما وردها قال قُلْتُ لِحُمَّى خَيْبَرَ اسْتَعِدِّي هذي عِيالي فاجْهَدي وجِدِّي وباكِري بصَالِبٍ ووِرْدِ أَعانَكِ اللهُ على ذا الجُنْدِ قال فأَصابته الحمى فمات وبقي عياله سُمَّهاً مُتَلَدِّدينَ وسَمَه الرجلُ سَمْهاً فهو سامِةٌ دُهِشَ ورجل سامِهٌ حائر من قوم سُمَّهٍ اللحياني يقال رجل مُسَمَّهُ العَقْل ومُسَبَّهُ العَقْلِ أَي ذاهب العقل والسُّمَّهى مُخاطُ الشيطان والسُّمَّهَةُ خُوصٌ يُسَفُّ ثم يجمع يجعل شبيهاً بالسُّفْرة

( سنه ) السَّنَةُ واحدةُ السِّنين قال ابن سيده السَّنَة العامُ منقوصة والذاهب منها يجوز أَن يكون هاء وواواً بدليل قولهم في جمعها سَنَهات وسَنَوات كما أَن عِضَةً كذلك بدليل قولهم عِضاهٌ وعِضَواتٌ قال ابن بري الدليل على أَن لام سنة واو قولهم سَنَواتٌ قال ابنُ الرِّقاعِ عُتِّقَتْ في القِلالِ من بَيْتِ رأْسٍ سَنَواتٍ وما سَبَتْها التِّجارُ والسَّنةُ مطلقةً السنةُ المُجْدِبةُ أَوْقَعُوا ذلك عليها إِكباراً لها وتشنيعاً واستطالة يقال أَصابتهم السنة والجمع من كل ذلك سَنَهاتٌوسِنُون كسروا السين ليعلم بذلك أَنه قد أُخرج عن بابه إلى الجمع بالواو والنون وقد قالوا سِنيناً أَنشد الفارسي دَعانِيَ من نَجْدٍ فإنَّ سِنينَه لَعِبْنَ بنا شِيباً وشَيَّبْنَنا مُرْدَا فثبات نونه مع الإضافة على أَنها مشبهة بنون قِنِّسْرين فيمن قال هذه قِنِّسْرينُ وبعض العرب يقول هذه سِنينٌ كما تَرَى ورأَيت سِنيناً فيعرب النون وبعضهم يجعلها نون الجمع فيقول هذه سِنُونَ ورأَيت سِنِينَ وقوله عز وجل ولقد أَخذنا آلَ فرعونَ بالسّنينَ أَي بالقُحُوط والسَّنةُ الأَزْمة وأَصل السَّنَة سَنْهة بوزن جَبْهةٍ فحذفت لامها ونقلت حركتها إلى النون فبقيت سَنَةً لأَنها من سَنَهَت النخلةُ وتَسَنَّهَتْ إذا أَتى عليها السِّنونَ قال الجوهري تَسَنَّهَتْ إذا أَتى عليها السِّنُونَ قال ابن الأَثير وقيل إن أَصلها سَنَوَةٌ بالواو فحذفت كما حذفت الهاء لقولهم تَسَنَّيْتُ عنده إذا أَقمت عنده سَنةً ولهذا يقال على الوجهين استأْجرته مُسانَهة ومُساناةً وتصغيره سُنَيْهَة وسُنَيَّة وتُجْمَعُ سَنَواتٍ وسَنَهاتٍ فإذا جمعتها جمع الصحة كسرت السين فقلت سِنينَ وسِنُونَ وبعضهم بضمها ويقول سُنُونَ بالضم ومنهم من يقول سِنينٌ على كل حال في النصب والرفع والجر ويجعل الإعراب على النون الأَخيرة فإذا أَضفتها على الأَول حذفت نون الجمع للإضافة وعلى الثاني لا تحذفها فتقول سِنِي زيدٍ وسِنِينَ زيدٍ الجوهري وأَما من قال سِنينٌ ومِئِينٌ ورفع النون ففي تقديره قولان أَحدهما أَنه فِعْلِينٌ مثلِ غِسْلِينٍ محذوفةً إلا أَنه جمع شاذ وقد يجئ في الجموع ما لا نظير له نحو عِدىً هذا قول الأَخفش والقول الثاني أَنه فَعِيلٌ وإنما كسروا الفاء لكسرة ما بعدها وقد جاء الجمع على فَعِيلٍ نحو كَلِيبٍ وعَبيدٍ إلا أَن صاحب هذا القول يجعل النون في آخره بدلاً من الواو وفي المائة بدلاً من الياء قال ابن بري سِنين ليس بجمع تكسير وإنما هو اسم موضوع للجمع وقوله إن عِدىً لا نظير له في الجموع وهم لأَن عِدىً نظيره لِحىً وفِرىً وجِرىً وإنما غَلَّطه قولُهم إنه لم يأْت فِعَلٌ إلا عِدىً ومكاناً سِوىً وقولُه تعالى ثلثمائةٍ سِنِينَ قال الأَخفش إنه بدل من ثلاث ومن المائة أَي لبثوا ثلثمائة من السِّنِينَ قال فإن كانت السِّنُون تفسيراً للمائة فهي جَرٌّ وإن كانت تفسيراً للثلاث فهي نَصْبٌ والعربُ تقول تَسَنَّيْتُ عنده وتَسَنَّهْتُ عنده ويقال هذه بِلادٌ سِنِينٌ أَي جَدْبةٌ قال الطرماح بمُنْخَرَقٍ تَحِنُّ الرِّيحُ فيهِ حَنِينَ الجُلْبِ في البَلَدِ السِّنينِ الأَصمعي أَرضُ بني فلان سَنَةٌ إذا كانت مُجْدِبةً قال أَبو منصور وبُعِثَ رائدٌ إلى بلد فوجده مُمْحِلاً فملا رجع سُئلَ عنه فقال السَّنَةُ أَراد الجُدُوبة وفي الحديث اللهم أَعِنِّي على مُضَر بالسَّنة السَّنَةُ الجَدْبُ يقال أَخذتهم السنةُ إذا أَجْدبوا وأُقحِطُوا وهي من الأَسماء الغالبة نحو الدابة في الفرس والمال في الإبل وقد خصوها بقلب لامها تاء في أَسْنَتُوا إذا أَجْدبوا وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه كان لا يُجيز نكاحاً عامَ سَنَةٍ أَي عامَ جَدْبٍ يقول لعل الضيق يحملهم على أَن يُنْكِحُوا غيرَ الأكْفاء وكذلك حديثه الآخر كان لا يَقْطَعُ في عام سنةٍ يعني السارقَ وفي حديث طَهْفَة فأَصابتنا سُنَيَّةٌ حمراءُ أَي جَدْبٌ شديد وهو تصغير تعظيم وفي حديث الدعاء على قريش أَعنِّي عليهم بسِنينَ كسِني يوسفَ هي التي ذَكَرها اللهُ في كتابه ثم يأْتي من بعد ذلك سبعٌ شِدادٌ أَي سبع سنين فيها قَحْطٌ وجَدْبٌ والمُعاملة من وقتها مُسانَهةٌ وسانَهه مُسانَهةً وسِنَاهاً الأَخيرة عن اللحياني عامَلَه بالسَّنةِ أَو استأْجره لها وسَانَهتِ النخلةُ وهي سَنْهاءُ حملت سنةً ولم تحمل أُخرى فأَما قول بعض الأَنصار هو سُوَيْد بن الصامت فلَيْسَتْ بسَنهاء ولا رُجَّبِيَّةٍ ولكنْ عَرايا في السِّنينِ الجَوائحِ قال أَبو عبيد لم تصبها السَّنةُ المُجْدِبة والسَّنْهاء التي أَصابتها السنةُ المُجْدِبةُ وقد تكون النخلةَ التي حملت عاماً ولم تحمل آخر وقد تكون التي أَصابها الجَدْبُ وأَضَرَّ بها فنَفَى ذلك عنها الأَصمعي إذا حملت النخلة سنة ولم تحمل سنة قيل قد عاوَمَتْ وسانَهَتْ وقال غيره يقال للسَّنَة التي تَفْعَلُ ذلك سَنْهاء وفي الحديث أَنه نهى عن بيع السنين وهو أَن يبيع ثمرة نخله لأَكثر من سنة نهى عنه لأَنه غَرَرٌ وبيعُ ما لم يُخْلَقْ وهو مثل الحديث الآخر أَنه نهى عن المُعاومة وفي حديث حَليمةَ السَّعْدِيةِ خرجنا نَلْتَمِسُ الرُّضَعَاء بمكة في سنةٍ سَنْهاء أَي لا نباتَ بها ولا مطر وهي لفظة مبنية من السَّنةِ كما يقال ليلة لَيْلاءُ ويومٌ أَيْوَمُ ويروى في سنة شَهْباء وأَرضُ بني فلان سَنَةٌ أَي مُجْدِبة أَبو زيد طعام سَنِةٌ وسَنٍ إذا أَتتْ عليه السِّنُونَ وسَنِهَ الطعامُ والشرابُ سَنَهاً وتَسَنَّه تغير وعليه وَجَّهَ بعضهم قوله تعالى فانْظُرْ إلى طعامك وشرابك لم يَتَسَنَّهْ والتَّسَنُّهُ التَّكَرُّجُ الذي يقع على الخُبْزِ والشراب وغيره تقول منه خبز مُتَسَنِّهٌ وفي القرآن لم يَتََسَنَّه لم تغيره السِّنُونَ ومن جعل حذف السنة واواً قرأَ لم يَتَسنَّ وقال سانَيته مُساناة وإِثبات الهاء أَصوب وقال الفراء في قوله تعالى لم يتسنه لم يتغير بمرور السنين عليه مأْخوذ من السنة وتكون الهاء أَصلية من قولك بعته مُسانهة تثبت وصلاً ووقفاً ومن وصله بغير هاء جعله من المُساناة لأَن لام سنة تعتقب عليها الهاء والواو وتكون زائدة صلة بمنزلة قوله تعالى فبِهُداهم اقْتَدِهْ فمن جعل الهاء زائدة جعل فعلت منه تسنيت أَلا ترى أَنك تجمع السنة سنوات فيكون تفعلت على صحة ؟ ومن قال في تصغير السنة سُنينة وإن كان ذلك قليلاً جاز أَن يقول تَسَنَّيْتُ تَفَعَّلْتُ أُبدلت النون ياء لما كثرت النونات كما قالوا تَظَنَّيْتُ وأَصله الظَّنُّ وقد قالوا هو مأْخوذ من قوله عز وجل من حَمَإٍ مَسْنُون يريد متغيراً فإن يكن كذلك فهو أَيضاً مما بُدِّلتْ نونه ياء ونُرَى والله أَعلم أَن معناه مأْخوذ من السَّنَة أَي لم تغيره السِّنُون وروى الأَزهري عن أَبي العباس أَحمد بن يحيى في قوله لم يَتَسَنَّهْ قال قرأَها أَبو جعفر وشَيْبة ونافعٌ وعاصم بإثبات الهاء إن وصلوا أَو قطعوا وكذلك قوله فبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ ووافقهم أَبو عمرو في لم يتَسَنَّهْ وخالفهم في اقْتَدِهْ فكان يحذف الهاء منه في الوصل ويثبتها في الوقف وكان الكسائي يحذف الهاء منهما في الوصل ويثبتها في الوقف قال أَبو منصور وأَجود ما قيل في أَصل السَّنَةِ سُنَيْهة على أَن الأَصل سَنْهَةٌ كما قالوا الشَّفَةُ أَصلها شَفْهَة فحذفت الهاء قال ونقصوا الهاء من السنة كما نقصوها من الشفة لأَن الهاء ضاهت حروف اللين التي تنقص من الواو والياء والأَلف مثل زِنَةٍ وثُبَةٍ وعِزَةٍ وعِضَةٍ والوجه في القراءة لم يتَسَنَّهْ بإثبات الهاء في الوقف والإدراج وهو اختيار أَبي عمرو وهو من قولهم سَنِهَ الطعامُ إذا تغير وقال أَبو عمرو الشيباني هو من قولهم حمَإٍ مَسْنُون فأَبدلوا من يَتَسَنَّنْ كما قالوا تظنَّيْتُ وقَصَّيْتُ أَظفاري

( سنبه ) الأَزهري في الرباعي مَضَتْ سَنْبَةٌ من الدهر وسَنْبَهةٌ وسَبَّةٌ من الدهر

( سهنسه ) حكى اللحياني سِهِنْساهُ ادْخُلْ معنا وسِهِنْساهُ اذْهَبْ معنا وإذا لم يكن بعده شيء قلت سِهِنْساهِ قد كان كذا وكذا الفراء افْعَلْ هذا سِهِنْساهِ وسِهِنْساهُ افْعَلْه آخِرَ كل شيء ثعلب ولا يقال هذا إلا في المستقبل لا يقال فعلته سِهِنْساهِ ولا فَعَلْتُه آثِرَ ذي أَثِيرٍ

( سهه ) روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال العَيْنانِ وِكاءُ السَّهِ فإذا نامتا اسْتَطْلَقَ الوِكاءُ قال أَبو عبيد السَّهُ حَلْقَةُ الدبر قال الأَزهري السَّهُ من الحروف الناقصةِ وقد تقدّم ذلك في ترجمة سته لأَن أَصلها سَتَهٌ بوزن فرس وجمعها أَسْتاه كأَفراس فحذفت الهاء وعوّض منها الهمزة فقيل اسْتٌ فإذا رَدَدْتَ إليها الهاء وهي لامها وحذفت العين التي هي التاء انحذفت الهمزة التي جيءَ بها عِوَضَ الهاء فتقول سَهٌ بفتح السين ويروى في الحديث وِكاءُ السَّتِ بحذف الهاء وإِثبات العين والمشهور الأَول ومعنى الحديث أَن الإنسان مهما كان مستيقظاً كانت اسْتُه كالمشدودةِ المَوْكِيّ عليها فإذا نام انْحَلَّ وِكاؤُها كنى بهذا اللفظ عن الحَدَثِ وخروج الريح وهو من أَحسن الكناياتِ وأَلطفها

( شبه ) الشِّبْهُ والشَّبَهُ والشَّبِيهُ المِثْلُ والجمع أَشْباهٌ وأَشْبَه الشيءُ الشيءَ ماثله وفي المثل مَنْ أَشْبَه أَباه فما ظَلَم وأَشْبَه الرجلُ أُمَّه وذلك إذا عجز وضَعُفَ عن ابن الأَعرابي وأَنشد أَصْبَحَ فيه شَبَهٌ من أُمِّهِ من عِظَمِ الرأْسِ ومن خرْطُمِّهِ أَراد من خُرْطُمِهِ فشدد للضرورة وهي لغة في الخُرْطُوم وبينهما شَبَه بالتحريك والجمع مَشَابِهُ على غير قياس كما قالوا مَحاسِن ومَذاكير وأَشْبَهْتُ فلاناً وشابَهْتُه واشْتَبَه عَلَيَّ وتَشابَه الشيئانِ واشْتَبَها أَشْبَهَ كلُّ واحدٍ صاحِبَه وفي التنزيل مُشْتَبِهاً وغَيْرَ مُتَشابه وشَبَّهه إِياه وشَبَّهَه به مثله والمُشْتَبِهاتُ من الأُمور المُشْكِلاتُ والمُتَشابِهاتُ المُتَماثِلاتُ وتَشَبَّهَ فلانٌ بكذا والتَّشْبِيهُ التمثيل وفي حديث حذيفة وذَكَر فتنةً فقال تُشَبَّهُ مُقْبِلَةً وتُبَيِّنُ مُدْبِرَةً قال شمر معناه أَن الفتنة إذا أَقبلت شَبَّهَتْ على القوم وأَرَتْهُمْ أَنهم على الحق حتى يدخلوا فيها ويَرْكَبُوا منها ما لا يحل فإذا أَدبرت وانقضت بانَ أَمرُها فعَلِمَ مَنْ دخل فيهاأَنه كان على الخطأ والشُّبْهةُ الالتباسُ وأُمورٌ مُشْتَبِهةٌ ومُشَبِّهَةٌ
( * قوله ومشبهة » كذا ضبط في الأصل والمحكم وقال المجد مشبهة كمعظمة ) مُشْكِلَة يُشْبِهُ بعضُها بعضاً قال واعْلَمْ بأَنَّك في زَما نِ مُشَبِّهاتٍ هُنَّ هُنَّهْ وبينهم أَشْباهٌ أَي أَشياءُ يتَشابهون فيها وشَبَّهَ عليه خَلَّطَ عليه الأَمْرَ حتى اشْتَبه بغيره وفيه مَشابهُ من فلان أَي أَشْباهٌ ولم يقولوا في واحدته مَشْبَهةٌ وقد كان قياسه ذلك لكنهم اسْتَغْنَوْا بشَبَهٍ عنه فهو من باب مَلامِح ومَذاكير ومنه قولهم لم يَسْرِ رجلٌ قَطُّ ليلةً حتى يُصْبِحَ إلا أَصْبَح وفي وجهه مَشابِهُ من أُمِّه وفيه شُبْهَةٌ منه أَي شَبَهٌ وفي الحديث الدِّياتِ دِيَةُ شِبْهِ العَمْدِ أَثْلاثٌ هو أَن ترمي إِنساناً بشيءٍ ليس من عادته أَن يَقْتُل مِثْلُه وليس من غَرَضِكَ قتله فيُصادِفَ قَضاءً وقَدَراً فيَقَعَ في مَقْتَلٍ فيَقْتُل فيجب فيه الديةُ دون القصاص ويقال شَبَّهْتُ هذا بهذا وأَشْبَه فلانٌ فلاناً وفي التنزيل العزيز منه آياتٌمُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الكتاب وأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ قيل معناه يُشْبِهُ بعضُها بعضاً قال أَبو منصور وقد اختلف المفسرون في تفسير قوله وأُخر متشابهات فروي عن ابن عباس أَنه قال المتشابهات الم الر وما اشْتَبه على اليهود من هذه ونحوها قال أَبو منصور وهذا لو كان صحيحاً ابن عباس كان مُسَلَّماً له ولكن أَهل المعرفة بالأَخبار وَهَّنُوا إسْنادَه وكان الفراء يذهب إلى ما روي عن ابن عباس وروي عن الضحاك أَنه قال المحكمات ما لم يُنْسَخْ والمُتَشابِهات ما قد نسخ وقال غيره المُتَشابِهاتُ هي الآياتُ التي نزلت في ذكر القيامة والبعث ضَرْبَ قَوْلِه وقال الذين كفروا هل نَدُلُّكُمْ على رجل يُنَبِّئُكم إذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ ممَزَّقٍ إنَّكم لفي خَلْقٍ جديد أَفْتَرى على الله كَذِباً أَم به جِنَّةٌ وضَرْبَ قولِه وقالوا أَئِذا مِتْنا وكنا تُراباً وعِظاماً أَئنا لمَبْعُوثون أَو آباؤُنا الأَوَّلونَ فهذا الذي تشابه عليهم فأَعْلَمهم الله الوَجْهَ الذي ينبغي أَن يَسْتَدِلُّوا به على أَن هذا المُتَشابِهَ عليهم كالظاهر لو تَدَبَّرُوه فقال وضَرَب لنا مثلاً ونَسِيَ خَلْقَه قال من يُحْيِي العِظامَ وهي رَمِيمٌ قل يُحْيِيها الذي أَنْشأَها أَوَّلَ مرَّةٍ وهو بكل خَلْقٍ عليم الذي جَعَلَ لكم من الشَّجر الأَخضَرِ ناراً فإذا أَنتم منه تُوقِدُون أَوَلَيْس الذي خلق السموات والأَرض بقادر على أَن يَخْلُق مثلهم أَي إذا كنتم أَقررتم بالإِنشاء والابتداء فما تنكرون من البعث والنُّشور وهذا قول كثير من أَهل العلم وهو بَيِّنٌ واضح ومما يدل على هذا القول قوله عز وجل فيَتَّبِعُونَ ما تَشابَه منه ابْتِغاء الفِتْنة وابتغاء تَأْويله أَي أَنهم طلبوا تأويل بعثهم وإِحيائهم فأَعلم الله أَن تأْويل ذلك ووقته لا يعلمه إلا الله عز وجل والدليل على ذلك قوله هل يَنْظُرون إلا تأْويلَه يومَ يأْتي تأْويلُه يريد قيام الساعة وما وُعِدُوا من البعث والنشور والله أَعلم وأَما قوله وأُتُوا به مُتَشابهاً فإن أَهل اللغة قالوا معنى مُتَشابهاً يُشْبِهُ بعضُه بعضاً في الجَوْدَة والحُسْن وقال المفسرون متشابهاً يشبه بعضه بعضاً في الصورة ويختلف في الطَّعْم ودليل المفسرين قوله تعالى هذا الذي رُزِقْنا من قَبْلُ لأَن صُورتَه الصورةُ الأُْولى ولكنَّ اختلافَ الطعم مع اتفاق الصورة أَبلغُ وأَغرب عند الخلق لو رأَيت تفاحاً فيه طعم كل الفاكهة لكان نهايةً في العَجَبِ وفي الحديث في صفة القرآن آمنوا بمُتَشابهِه واعْمَلُوا بمُحْكَمِه المُتَشابه ما لم يُتَلَقَّ معناه من لفظه وهو على ضربين أَحدهما إذا رُدَّ إلى المُحْكم عُرف معناه والآخر ما لا سبيل إلى معرفة حقيقته فالمُتَتَبِّعُ له مُبْتَغٍ للفتنة لأَنه لا يكاد ينتهي إلى شيء تَسْكُنُ نَفْسُه إليه وتقول في فلان شَبَهٌ من فلان وهو شِبْهُه وشَبَهُه وشَبِيهُه قال العجاج يصف الرمل وبالفِرِنْدادِ له أُمْطِيُّ وشَبَهٌ أَمْيَلُ مَيْلانيُّ الأُمْطِيُّ شجر له عِلْكٌ تَمْضَغُه الأَعراب وقوله وشَبَهٌ هو اسم آخر اسمه شَبَهٌ أَمْيَلُ قد مال مَيْلانيُّ من المَيل ويروى وسَبَطٌ أَمْيَلُ وهو شجر معروف أَيضاً حَيْثُ انْحَنى ذو اللِّمَّةِ المَحْنِيُّ حيث انحنى يعني هذا الشَّبَه ذو اللِّمَّةِ حيث نَمَّ العُشْبُ وشَبَّهه بلِمَّةِ الرأْس وهي الجُمَّة في بَيْضِ وَدْعانَ بِساطٌ سِيُّ بَيْضُ وَدْعانَ موضعٌ أَبو العباس عن ابن الأَعرابي وشَبَّه الشيءُ إذا أَشْكَلَ وشَبَّه إذا ساوى بين شيء وشيء قال وسأَلته عن قوله تعالى وأُتُوا به مُتَشابهاً فقال ليس من الاشْتِباهِ المُشْكِل إنما هو من التشابُه الذي هو بمعنى الاستواء وقال الليث المُشْتَبِهاتُ من الأُمور المُشْكِلاتُ وتقول شَبَّهْتَ عليَّ يا فلانُ إذا خَلَّطَ عليك واشْتَبَه الأَمْرُ إذا اخْتَلَطَ واشْتَبه عليَّ الشيءُ وتقول أَشْبَهَ فلانٌ أَباه وأَنت مثله في الشِّبْهِ والشَّبَهِ وتقول إني لفي شُبْهةٍ منه وحُروفُ الشين يقال لها أَشْباهٌ وكذلك كل شيء يكونُ سَواءً فإِنها أَشْباهٌ كقول لبيد في السَّواري وتَشْبيه قوائمِ الناقة بها كعُقْرِ الهاجِريِّ إذا ابْتَناهُ بأَشْباهٍ خُذِينَ على مِثالِ قال شَبَّه قوائم ناقته بالأَساطين قال أَبومنصور وغيرُه يَجْعَلُ الأَشباهَ في بيت لبيد الآجُرَّ لأَن لَبِنَها أَشْباهٌ يُشْبِه بعضُها بعضاً وإنما شَبَّه ناقته في تمام خَلْقِها وحَصانةِ جِبِلَّتها بقَصْر مبني بالآجر وجمعُ الشُّبْهةِ شُبَهٌ وهو اسم من الاشْتِباهِ روي عن عمر رضي الله عنه أنه قال اللَّيَنُ يُشَبَّهُ عليه
( * قوله « اللين يشبه عليه » ضبط يشبه في الأصل والنهاية بالتثقيل كما ترى وضبط في التكملة بالتخفيف مبنياً للمفعول ) ومعناه أَن المُرْضِعَة إذا أَرْضَعَتْ غلاماً فإِنه يَنْزِعُ إلى أَخلاقِها فيُشْبِهُها ولذلك يُختار للرَّضاعِ امرأةٌ حَسَنَةُ الأَخلاقِ صحيحةُ الجسم عاقلةٌ غيرُ حَمْقاء وفي الحديث عن زيادٍ السَّهْمِيّ قال نهى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أَن تُسْتَرْضَعَ الحمْقاء فإن اللَّبنَ يُشَبَّه وفي الحديث فإن اللبن يَتَشَبَّهُ والشِّبْهُ والشَّبَهُ النُّحاس يُصْبَغُ فيَصْفَرُّ وفي التهذيب ضَرْبٌ من النحاس يُلْقى عليه دواءٌ فيَصْفَرُّ قال ابن سيده سمي به لأَنه إذا فُعِلَ ذلك به أَشْبَه الذهبَ بلونه والجمع أَشْباهٌ يقال كُوزُ شَبَهٍ وشِبْهٍ بمعنىً قال المَرَّارُ تَدينُ لمَزْرُورٍ إلى جَنْب حَلْقَةٍ من الشِّبْهِ سَوَّاها برِفْقٍ طَبِيبُها أَبو حنيفة الشَّبَهُ شجرة كثيرة الشَّوْك تُشْبِهُ السَّمُرَةَ وليست بها والمُشَبَّهُ المُصْفَرُّ من النَّصِيِّ والشَّباهُ حَبٌّ على لَوْنِ الحُرْفِ يُشْرَبُ للدواء والشَّبَهانُ نبت يُشْبِهُ الثُّمام ويقال له الشَّهَبانُ قال ابن سيده والشَّبَهانُ والشُّبُهانُ ضَرْبٌ من العِضاه وقيل هو الثُّمامُ يَمانية حكاها ابن دريد قال رجل من عبد القيس بوادٍ يَمانٍ يُنْبِتُ الشَّثَّ صَدْرُهُ وأَسْفَلُه بالمَرْخِ والشَّبَهانِ قال ابن بري قال أَبو عبيدة البيت للأَحْوَل اليَشْكُري واسمه يَعْلى قال وتقديره وينبت أَسفلُه المَرْخَ على أَن تكون الباء زائدة وإِن شئت قَدَّرْتَه ويَنْبُتُ أَسفلُه بالمَرْخِ فتكون الباء للتعدية لما قَدَّرْتَ الفعل ثلاثيّاً وفي الصحاح وقيل الشَّبَهانُ هو الثُّمامُ من الرياحين قال ابن بري والشَّبَهُ كالسَّمُرِ كثير الشَّوْكِ

( شده ) شَدَهَ رأْسَه شَدْهاً شَدَخَه قال ابن جني أَما قولهم السَّدْهُ في الشَّدْهِ ورجل مَسْدُوه في معنى مَشْدُوه فينبغي أَن تكون السين بدلاً من الشين لأَن الشين أَعم تَصَرُّفاً وشُدِهَ الرجلُ شَدَهاً وشُدْهاً شُغِل وقيل تَحَيَّر والاسم الشُّداهُ الأَزهري شُدِهَ الرجلُ دُهِشَ فهو دَهِشٌ ومَشْدُوهٌ شَدَهاً وقد أَشْدَهَه كذا أَبو زيد شُدِهَ الرجلُ شَدْهاً
( * قوله « شده الرجل شدهاً إلخ » جاء المصدر محركاً وبضم أو فتح فسكون كما في القاموس وغيره ) فهو مَشْدُوهٌ دُهِشَ والاسم الشُّدْهُ والشَّدَهُ مثل البُخْلِ والبَخَلِ وهو الشُّغْل ليس غيره وقال شُدِهَ الرجلُ شُغِلَ لا غَيْرُ قال أَبو منصور لم يَجعَلْ شُدِهَ من الدَّهَشِ كما يظن بعض الناس أَنه مقلوب منه واللغة العالية دَهِشَ على فَعِلَ وأَما الشَّدْهُ فالدال ساكنة شره الشَّرَهُ أَسْوَأُ الحِرْصِ وهو غلبة الحِرْصِ شَرهَ شَرَهاً فهو شَرهٌ وشَرْهانُ ورجل شَرهٌ شَرْهانُ النفس حَريصٌ والشَّرِهُ والشَّرْهانُ السريعُ الطَّعْمِ الوَحِيُّ وإن كان قليلَ الطَّعْمِ ويقال شَرِهَ فلانٌ إلى الطعام يَشْرَهُ شَرَهاً إذا اشْتَدَّ حِرْصُه عليه وسَنة شَرْهاء مُجْدِبة عن الفارسي وقولُهم هَيا
( * قوله « وقولهم هيا إلخ » مثله في التهذيب والذي في التكملة ما نصه قال الصاغاني هذا غلط وليس هذا اللفظ من هذا التركيب في شيء أعني تركيب شره وبعضهم يقول آهيا شراهيا مثل عاهيا وكل ذلك تصحيف وتحريف وإنما هو إهيا بكسر الهمزة وسكون الهاء وأشر بالتحريك سكون الراء وبعده إهيا مثل الأول وهو اسم من أسماء الله جل ذكره ومعنى إهيا أشر إهيا الأزلي الذي لم يزل هكذا أقرأنيه حبر من أحبار اليهود بعدن أبين ) شَراهِيا معناه يا حيُّ يا قيُّومُ بالعِبْرانِيَّةِ

( شره ) الشَّرَهُ أَسْوَأُ الحِرْصِ وهو غلبة الحِرْصِ شَرهَ شَرَهاً فهو شَرهٌ وشَرْهانُ ورجل شَرهٌ شَرْهانُ النفس حَريصٌ والشَّرِهُ والشَّرْهانُ السريعُ الطَّعْمِ الوَحِيُّ وإن كان قليلَ الطَّعْمِ ويقال شَرِهَ فلانٌ إلى الطعام يَشْرَهُ شَرَهاً إذا اشْتَدَّ حِرْصُه عليه وسَنة شَرْهاء مُجْدِبة عن الفارسي وقولُهم هَيا
( * قوله « وقولهم هيا إلخ » مثله في التهذيب والذي في التكملة ما نصه قال الصاغاني هذا غلط وليس هذا اللفظ من هذا التركيب في شيء أعني تركيب شره وبعضهم يقول آهيا شراهيا مثل عاهيا وكل ذلك تصحيف وتحريف وإنما هو إهيا بكسر الهمزة وسكون الهاء وأشر بالتحريك سكون الراء وبعده إهيا مثل الأول وهو اسم من أسماء الله جل ذكره ومعنى إهيا أشر إهيا الأزلي الذي لم يزل هكذا أقرأنيه حبر من أحبار اليهود بعدن أبين ) شَراهِيا معناه يا حيُّ يا قيُّومُ بالعِبْرانِيَّةِ

( شفه ) الشَّفَتانِ من الإِنسان طَبَقا الفمِ الواحدةُ شَفةٌ منقوصةُ لامِ الفعلِ ولامُها هاءٌ والشَّفةُ أَصلها شَفَهةٌ لأَن تصغيرها شُفَيْهة والجمع شِفاه بالهاء وإذا نسَبْتَ إليها فأَنْت بالخيار إِن شئتَ تركتها على حالها وقلتَ شفِيٌّ مثال دَمِيٍّ ويَدِيٍّ وعَدِيٍّ وإن شئت شَفَهيٌّ وزعم قوم أَن الناقص من الشَّفَةِ واو لأَنه يقال في الجمع شَفَواتٌ قال ابن بري رحمه الله المعروف في جمع شَفةٍ شِفاهٌ مكَسَّراً غيرَ مُسَلَّم ولامه هاء عند جميع البصريين ولهذا قالوا الحروف الشَّفَهِيَّةُ ولم يقولوا الشَّفَوِيَّة وحكى الكسائي إِنَّه لغَلِيظُ الشِّفاهِ كأَنه جعَل كلَّ جزءٍ من الشَّفة شَفةً ثم جمَع على هذا الليث إذا ثَلَّثُوا الشَّفةَ قالوا شَفَهات وشَفَوات والهاء أَقْيَسُ والواو أَعمُّ لأَنهم شَبَّهوا بالسَّنَواتِ ونُقْصانُها حَذْفُ هائِها قال أَبو منصور والعرب تقول هذه شَفةٌ في الوصل وشَفةٌ بالهاء فمن قال شَفةٌ قال كانت في الأَصل شَفَهة فحذِفت الهاء الأَصلية وأُبْقِيَتْ هاءُ العلامةِ للتأْنيث ومَنْ قال شَفَه بالهاء أَبْقَى الهاء الأَصلية قال ابن بري الشَّفَةُ للإنسان وقد تُسْتَعار للفرس قال أَبو دواد فبِتْنا جُلوساً على مُهْرِنا نُنَزِّعُ مِنْ شَفَتيْهِ الصَّفارا الصَّفارُ يبيسُ البُهْمَى وله شوكٌ يَعْلَقُ بجَحافِل الخَيْل واستعار أَبو عبيد الشَّفةَ للدَّلْوِ فقال كَبْنُ الدَّلْوِ شَفَتُها وقال إذا خُرِزَتِ الدَّلْوُ فجاءت الشَّفةُ مائلةً قيل كذا قال ابن سيده فلا أَدري أَمِنَ العرب سَمِع هذا أَمْ هو تعبيرُ أَشْياخِ أَبي عبيد ورجل أَشْفَى إذا كان لا تَنْضَمُّ شَفَتاهُ كالأَرْوَقِ قال ولا دليلَ على صحته ورجل شُفاهِيٌّ بالضم عظيمُ الشَّفةِ وفي الصحاح غَليظُ الشَّفتَيْن وشافَهَه أَدْنَى شَفتَه مِنْ شَفته فكَلَّمَه وكلَّمه مُشافَهةً جاؤوا بالمصدر على غير فِعْله وليس في كل شيء قيل مثلُ هذا لو قُلْتَ كَلَّمْتُه مُفاوَهةً لم يَجُزْ إنما تَحْكي من ذلك ما سُمِع هذا قول سيبويه الجوهري المُشافَهةُ المُخاطَبةُ مِنْ فيك إلى فيه والحروفُ الشَّفهِيَّةُ الباء والفاء والميمُ ولا تقل شَفَوِيَّةٌ وفي التهذيب ويقال للفاء والباء والميم شَفَوِيَّةٌ وشَفَهِيَّةٌ لأَن مَخْرَجَها من الشَّفة ليس للِّسانِ فيها عمَلٌ ويقال ما سَمِعْتُ منه ذات شَفةٍ أَي ما سمعت منه كلمةً وما كَلَّمْتُه ببِنْتِ شَفةٍ أَي بكلمةٍ وفلانٌ خفيفُ أَي قليلُ السُّؤال للنَّاسِ وله في الناس شَفَةٌ حسَنةٌ أَي ثناءٌ حسَنٌ وقال اللحياني إنَّ شَفةَ الناسِ عليك لحسَنةٌ أَي ثَناءَهم عليك حسَنٌ وذِكْرهم لك ولم يَقُلْ شِفاهُ الناس ورجلٌ شافِهٌ عَطْشانُ لا يَجِد من الماء ما يَبُلُّ به شَفتَه قال تميم بن مُقبل فكمْ وطِئْنا بها مِنْ شافِهٍ بَطَلٍ وكَمْ أَخَذْنا مِن انفالٍ نُفادِيها ورجلٌ مشْفوهٌ يَسْأَله الناسُ كثيراً وماءٌ مَشْفُوهٌ كثيرُ الشارِبةِ وكذلك المالُ والطعامُ ورجل مَشْفوهٌ إذا كثُرَ سؤالُ الناس إياه حتى نَفِدَ ما عنده مثل مَثْمودٍ ومَضْفوفٍ ومَكْثورٍ عليه وأَصبحْتَ يا فلانُ مَشْفوهاً مَكْثوراً عليك تُسْأَلُ وتُكلَّم قال ابن بري رحمه الله وقد يكون المَشْفوهُ الذي أَفْنَى مالَه عيالُه ومَنْ يَقُوتُه قال الفرزدق يصف صائداً عاري الأَشاجِعِ مَشْفوهٌ أَخو قَنَصٍ ما يُطْعِمُ العَينَ نَوْماً غيرَ تَهْوِيمِ والشَّفْهُ الشَّغْلُ يقال شَفَهَني عن كذا أَي شَغَلني ونحن نَشْفَه عليك المَرْتَع والماءَ أَي نشْغَلُه عنك أَي هو قَدْرُنا لا فَضْلَ فيه وشُفِهَ ما قِبَلَنا شَفْهاً شُغِلَ عنه وقد شَفَهني فلانٌ إذا أَلَحَّ عليك في المسأَلة حتى أَنْفَد ما عِنْدك وماءٌ مَشْفوهٌ بمعنى مَطْلوب قال الأَزهري لم أَسمعه لغير الليث وقيل هو الذي قد كثُرَ عليه الناس كأَنَّهم نزَحُوه بشِفاهِهِم وشَغَلُوه بها عن غَيرِهم وقيل ماءٌ مَشْفوهٌ مَمْنوعٌ مِنْ وِرْدِه لقِلَّتِه ووَرَدْنا ماءً مَشْفوهاً كثيرَ الأَهلِ ويقال ما شَفَهْتُ عليك من خَبرِ فلانٍ شيئاً وما أَظنُّ إبِلَك إلا ستَشْفَه علينا الماءَ أَي تَشْغَلُه وفلانٌ مَشْفوهٌ عنَّا أَي مَشْغول عنَّا مَكْثورٌ عليه وفي الحديث إذا صَنَع لأَحَدِكم خادِمُه طَعاماً فليُقْعِدُه معه فإن كان مَشْفوهاً فليَضَعْ في يدِه منه أُكْلةً أَو أُكْلَتَين المَشْفوهُ القليلُ وأَصله الماء الذي كثرت عليه الشِّفاه حتى قَلَّ وقيل أَراد فإن كان مَكْثوراً عليه أَي كَثُرت أَكَلَتُه وحكى ابن الأَعرابي شَفَهْتُ نَصبي بالفتح ولم يفسره وردَّ ثعلب عليه ذلك وقال وإنما هو سَفِهْتُ أَي نَسِيت

( شقه ) في الحديث نهى عن بيع التمر حتى يُشْقِهَ قال ابن الأَثير جاء تفسيره في الحديث الإشْقاه أَن يَحْمَرَّ ويَصْفَرَّ وهو من أَشْقَح يُشْقِح فأَبدل من الحاء هاء وقد تقدم ويجوز فيه التشديد

( شكه ) شاكَهَ الشيءَ مُشاكَهةً وشِكاهاً شابَهَهُ وشاكَله ووافقَه وقارَبه وهما يتَشاكَهان أَي يتَشابهانِ والمُشاكَهةُ المُشابَهةُ والمُقارَبةُ وفي أَمثال العرب قولهم للرجل يُفْرِطُ في مدْحِ الشيء شاكِهْ أَبا فلانٍ أَي قارِبْ في المدح ولا تُطْنِبْ كما يقال بدون ذا يَنْفَقُ الحمار قال زهير عَلَوْنَ بأَنْماطٍ عِتاقٍ وكِلَّةٍ وِرَادٍ حَواشِيها مُشاكِهَةِ الدَّمِ وأَصل مثَل العربِ شاكِهْ أَبا فلانٍ أَنَّ رجلاً رأَى آخرَ يَعْرِضُ فرساً له على البيع فقاله له هذا فَرَسُك الذي كنتَ تَصِيدُ عليه الوَحْشَ فقال له شاكِهْ أَبا فلان أَي قارِبْ في المدح وأَشْكَهَ الأَمر مثل أَشْكَلَ

( شهه ) شَهْ حكاية كلامٍ شِبْ الانْتهار وشَهْ طائرٌ شِبْهُ الشاهين وليس به أعجميٌّ

( شوه ) رجل أَشْوَهُ قبيحُ الوجهِ يقال شاهَ وجْهُه يَشُوه وقد شوَّهَه اللهُ عز وجل فهو مُشَوَّه قال الحُطيْئة أَرى ثَمَّ وَجْهاً شَوَّهَ اللهُ خَلْقَه فقُبِّحَ مِنْ وَجْهٍ وقُبِّحَ حامِلُهْ شاهَت الوجوهُ تَشُوهُ شَوْهاً قَبُحَت وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه رَمى المُشْرِكينَ يومَ حُنَيْنٍ بكفٍّ مِنْ حَصىً وقال شاهَت الوجوه فهَزَمَهم الله تعالى أَبو عمرو يعني قَبُحَت الوُجوهُ ورجل أَشْوَهُ وامرأَة شَوْهاء إذا كانت قَبيحةً والاسم الشُّوهَة ويقال للخُطْبة التي لا يُصَلَّى فيها على النبي صلى الله عليه وسلم شَوْهاء وفيه قال لابن صَيّادٍ شَاهَ الوَجْهُ وتَشَوَّه له أَي تنَكَّر له وتغَوَّل وفي الحديث أَنه قال لصَفْوان بن المُعَطَّل حين ضرَبَ حَسَّانَ بالسيف أَتَشَوَّهْتَ على قومي أَنْ هَداهُم الله للإسلام أَي أَتنَكَّرْتَ وتقَبَّحْتَ لهم وجعلَ الأَنصارَ قومَه لنُصْرَتِهم إياه وإنه لَقبيح الشَّوَهِ والشُّوهةِ عن اللحياني والشَّوْهاءُ العابِسةُ وقيل المَشْؤومَةُ والإسمُ منها الشَّوَهُ والشَّوَهُ مصدرُ الأَشْوَه والشَّوْهاء وهما القبيحا الوجهِ والخِلْقة وكل شيء من الخَلْق لا يُوافِق بعضُه بعضاً أَشْوَهُ ومُشَوَّه والمُشَوَّهُ أَيضاً القبيحُ العَقلِِ وقد شاهَ يَشُوهُ شَوْهاً وشُوهةً وشَوِهَ شَوَهاً فيهما والشُّوهةُ البُعْدُ وكذلك البُوهةُ يقال شُوهةً وبُوهةً وهذا يقال في الذم والشَّوَه سُرعةُ الإصابَةِ بالعين وقيل شدَّةُ الإِصابةِ بها ورجل أَشْوَه وشاهَ مالَه أَصابَه بعين هذه عن اللحياني وتَشَوَّه رَفَع طَرْفه إليه ليُصِيبَه بالعين ولا تُشَوِّهْ عليَّ ولا تَشَوَّه عليّ أَي لا تَقُل ما أَحْسَنَهُ فتُصِيبَني بالعين وخَصَّصه الأَزهري فروى عن أَبي المكارم إذا سَمِعْتَني أَتكلم فلا تُشَوِّه عليّ أَي لا تَقُلْ ما أَفْصَحَكَ فتُصِيبَني بالعين وفلانٌ يتَشوَّهُ أَموالَ الناسِ ليُصيبَها بالعين الليث الأَشْوَهُ السريعُ الإصابة بالعين والمرأَةُ شَوْهاء أَبو عمرو إن نَفْسَهُ لتَشُوهُ إلى كذا أَي تَطْمَح إِليه ابن بُزُرْج يقال رجل شَيُوهٌ وهو أَشْيَهُ الناسِ وإِنه يَشُوهُه ويَشِيهُه أَي يَعِينُه اللحياني شُهْتُ مالَ فلانٍ شَوْهاً إِذا أَصَبْته بعَيْني ورجل أَشْوَهُ بَيِّنُ الشَّوَهِ وامرأَةٌ شَوْهاءُ إِذا كانت تُصِيبُ الناسَ بعَيْنها فتَنْفُذُ عَيْنُها والشائِِهُ الحاسدُ والجمع شُوَّهٌ حكاه اللحياني عن الأَصمعي وشاهَهُ شَوْهاً أَفزعه عن اللحياني فأَنا أَشُوهُه شَوْهاً وفرس شَوْهاء صفةٌ محمودةٌ فيها طويلةٌ رائِعة مُشْرِفةٌ وقيل هي المُفْرِطةُ رُحْب الشِّدْقَيْنِ والمَنْخَرَيْنِ ولا يقال فرس أَشْوَهُ إِنما هي صفة للأُنثى وقيل فرس شَوْهاء وهي التي رأْسها طُول وفي مَنْخَرَيْها وفَمِها سَعةٌ والشَّوْهاء القبيحةُ والشَّوْهاءُ المَلِيحةُ والشَّوْهاء الواسِعةُ الفم والشَّوْهاء الصغيرةُ الفم قال أَبو دواد يصف فرساً فهْيَ شَوْهاءُ كالجُوالِق فُوها مُسْتَجافٌ يَضِلُّ فيه الشَّكِيمُ قال ابن بري والشَّوْهاء فرسُ حاجب بن زُرارة قال بِشْرُ بن أَبي خازم وأَفْلَتَ حاجِبٌ تحْتَ العَوالي على الشَّوْهاء يَجْمَحُ في اللِّجام وفي حديث ابن الزبير شَوَّه اللهُ حُلُوقَكمْ أَي وَسَّعها وقيل الشَّوْهاءُ من الخَيْل الحَديدةُ الفُؤادِ وفي التهذيب فرس شَوْهاء إِذا كانت حَديدةَ البصر ولا يقال للذكر أَشْوَهُ قال ويقال هو الطويل إِذا جُنِّبَ والشَّوَهُ طُولُ العُنُقِ وارتفاعُها وإِشرافُ الرأْسِ وفرسٌ أَشْوَهُ والشَّوَهُ الحُسْنُ وامرأَة شَوْهاء حَسنَةٌ فهو ضدٌّ قال الشاعر وبِجارةٍ شَوْهاءَ تَرْقُبُني وحَماً يَظَلُّ بمَنْبِذِ الحِلْسِ وروي عن مُنْتَجِع بن نَبْهان أَنه قال امرأَة شَوْهاءُ إِذا كانت رائعةً حَسَنةً وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال بَيْنا أَنا نائمٌ رأَيتُني في الجَنَّة فإِذا امرأَةٌ شَوْهاءُ إِلى جَنْبِ قصرٍ فقلت لِمَنْ هذا القصر ؟ قالوا لعُمَرَ ورجل شائه البصر وشاهٍ حديدُ البصرِ وكذلك شاهي البصرِ والشاةُ الواحد من الغنم يكون للذكر والأُنثى وحكى سيبويه عن الخليل هذا شاةٌ بمنزلة هذا رحمةٌ من ربي وقيل الشاةُ تكون من الضأْن والمَعز والظَّباءِ والبَقَر والنعامِ وحُمُرِ الوحش قال الأَعشى وحانَ انْطِلاقُ الشّاةِ من حَيْثُ خَيَّما الجوهري والشاةُ الثَّوْرُ الوَحْشِيّ قال ولا يقال إِلا للذكر واستشهد بقول الأَعشى من حيث خَيَّما قال وربما شَبَّهوا به المرأَة فأَنثوه كما قال عنترة يا شاةَ ما قَنَصٍ لِمَنْ حَلَّتْ له حَرُِمَتْ عليَّ ولَيْتَها لم تَحْرُمِ فأَنتها وقال طرفة مُوَلَّلتانِ تَعْرِفُ العِتْقَ فيهما كسامِعَتَيْ شاةٍ بحَوْمَلَ مُفْرَدِ قال ابن بري ومثله للبيد أَو أَسْفَع الخَدَّيْنِ شاة إِرانِ وقال الفرزدق تَجُوبُ بيَ الفَلاةَ إِلى سَعيدٍ إِذا ما الشاةُ في الأَرْطاةِ قالا والرواية فوَجَّهْتُ القَلُوصَ إِلى سعيدٍ وربما كُنِيَ بالشاة عن المرأَة أَيضاً قال الأَعشى فَرمَيْتُ غُفْلَةَ عَيْنِه عن شاتِه فأَصَبْتُ حَبَّةَ قَلْبها وطِحالَها ويقال للثور الوحشي شاةٌ الجوهري تشَوَّهْتُ شاةٌ إِذا اصْطَدْته والشاةُ أَصلها شاهَةٌ فحذفت الهاء الأَصلية وأُثبتت هاء العلامة التي تَنْقلِبُ تاءَ في الإِدْراج وقيل في الجمع شِيَاهٌ كما قالوا ماء والأَصل ماهَة وماءة وجمعوها مِياهاً قال ابن سيده والجمع شاءٌ أَصله شاهٌ وشِياهٌ وشِوَاهٌ وأَشاوِهُ وشَوِيٌّ وشِيْهٌ وشَيِّهٌ كسَيِّدٍ الثلاثةُ اسمٌ للجمع ولا يجمع بالأَلف والتاء كان جنساً أَو مسمى به فأَما شِيْه فعلى التوفية وقد يجوز أَن يكون فُعُلاً كأَكَمةٍ وأُكُمٍ شُوُهٌ ثم وقع الإِعلال بالإِسكان ثم وقع البدل للخفة كعِيدٍ فيمن جعله فُعْلاً وأَما شَوِيٌّ فيجوز أَن يكون أَصله شَوِيهٌ على التوفية ثم وقع البدل للمجانسة لأَن قبلها واواً وياءً وهما حرفا علة ولمشاكلة الهاء الياء أَلا ترى أَن الهاء قد أُبدلت من الياء فيما حكاه سيبويه من قولهم ذِهْ في ذِي ؟ وقد يجوز أَن يكون شَوِيٌّ على الحذف في الواحد والزيادة في الجمع فيكون من باب لأْآلٌ في التغيير إِلاَّ أَن شَوِيّاً مغير بالزيادة ولأْآلٍ بالحذف وأَما شَيِّهٌ فَبيِّنٌ أَنه شَيْوِهٌ فأُبدلت الواو ياءً لانكسارها ومجاورَتها الياء غيره تصغيره شُوَيْهة والعدد شِياهٌ والجمع شاءٌ فإِذا تركوا هاء التأْنيث مدّوا الأَلف وإِذا قالوها بالهاء قصروا وقالوا شاةٌ وتجمع على الشَّوِيِّ وقال ابن الأَعرابي الشاءُ والشَّويُّ والشَّيِّهُ واحدٌ وأَنشد قالتْ بُهَيَّةُ لا يُجاوِرُ رَحْلَنا أَهلُ الشَّوِيِّ وعابَ أَهلُ الجامِلِ
( * قوله « لا يجاور رحلنا أهل الشويّ وعاب إلخ » هكذا في الأصل يجاور بالراء وعاب بالعين المهملة وفي شرح القاموس لا يجاوز بالزاي )
ورجل كثيرُ الشاةِ والبعير وهو في معنى الجمع لأَن الأَلف واللام للجنس قال وأَصل الشاة شاهَةٌ لأَن تصغيرها شُوَيْهة وذكر ابن الأَثير في تصغيرها شُوَيَّةٌ فأَما عينها فواو وإِنما انقلبت في شِياهٍ لكسرة الشين والجمعُ شِياهٌ بالهاء أَدنى في العدد تقول ثلاثُ شِياهٍ إِلى العشر فإِذا جاوَزْتَ فبالتاء فإِذا كَثَّرْتَ قلت هذه شاءٌ كثيرة وفي حديث سوادَةَ بنِالرَّبيع أَتَيْتُه بأُمِّي فأَمَر لها بشِياهِ غنمٍ قال ابن الأَثير وإِنما أَضافها إلى الغنم لأَن العرب تسمي البقرة الوحشية شاة فميزها بالإِضافة لذلك وجمعُ الشاءِ شَوِيٌّ وفي حديث الصدقة وفي الشَّوِيِّ في كل أَربعين واحدة الشَّوِيُّ اسم جمع للشاة وقيل هو جمع لها نحو كلْبٍ وكَلِيبٍ ومنه كتابُه لقَطَنِ بن ِ حارثة وفي الشَّوِيِّ الوَرِيِّ مُسِنَّة وفي حديث ابن عمر أَنه سئل عن المُتَعة أَيُجْزئُ فيها شاةٌ فقال ما لي وللشَّوِيِّ أَي الشَّاءِ وكان مذهبه أَن المتمتع بالعمرة إِلى الحج تجب عليه بدنة وتَشَوَّه شاةً اصْطادَها ورجل شاوِيٌّ صاحبُ شاء قال ولَسْتُ بشاويٍّ عليه دَمامَةٌ إِذا ما غَدَا يَغْدُو بقَوْسٍ وأَسْهُمِ وأَنشد الجوهري لمُبَشِّرِ بن هُذَيْلٍ الشَّمْخِيِّ ورُبَّ خَرْقٍ نازحٍ فَلاتُهُ لا يَنْفَعُ الشاوِيَّ فيها شاتُهُ ولا حِماراهُ ولا عَلاتُهُ إِذا عَلاها اقْتَرَبَتْ وفاتُهُ وإِن نسبت إِليه رجلاً قلت شائيٌّ وإِن شئتَ شاوِيٌّ كما تقول عَطاوِيٌّ قال سيبويه هو على غير قياس ووجه ذلك أَن الهمزة لا تنقلب في حَدِّ النسب واواً إِلاَّ أَن تكون همزة تأْنيث كحمراء ونحوه أَلا ترى أَنك تقول في عَطاءٍ عَطائيٌّ ؟ فإِن سميت بشاءٍ فعلى القياس شائيٌّ لا غير وأَرض مَشاهَةٌ كثيرة الشاء وقيل ذاتُ شاءٍ قَلَّتْ أَم كثرت كما يقال أَرض مأْبَلةٌ وإِذا نسبت إِلى الشاة قلت شاهِيٌّ التهذيب إِذا نسبوا إِلى الشاء قيل رجل شاوِيٌّ وأَما قول الأَعشى يذكر بعض الحُصُون أَقامَ به شاهَبُورَ الجُنو دَ حَوْلَيْنِ تَضْرِبُ فيه القُدُمْ فإِنما عنى بذلك سابُورَ المَلِكَ إِلا أَنه لما احتاج إِلى إِقامة وزن الشعر رَدَّه إِلى أَصله في الفارسية وجعل الاسمين واحداً وبناه على الفتح مثل خمسة عشر قال ابن بري هكذا رواه الجوهري شاهَبُورَ بفتح الراء وقال ابن القطاع شاهبورُ الجنودِ برفع الراء والإِضافة إِلى الجنود والمشهور شاهبورُ الجُنودَ برفع الراء ونصب الدال أَي أَقام الجنودَ به حولين هذا المَلِكُ والشاهُ بهاء أَصلية المَلِكُ وكذلك الشاه المستعملة في الشِّطْرَنْجِ هي بالهاء الأَصلية وليست بالتاء التي تبدل منها في الوقف الهاء لأَن الشاة لا تكون من أَسماء الملوك والشاهُ اللفظةُ المستعملة في هذا الموضع يُراد بها المَلِكُ وعلى ذلك قولهم شَهَنْشاهْ يراد به ملِك الملوك قال الأَعشى وكِسْرى شَهَنْشاهُ الذي سارَ مُلْكُه له ما اشْتَهى راحٌ عَتيقٌ وزَنْبَقُ قال أَبو سعيد السُّكَّرِيُّ في تفسير شَهَنْشاه بالفارسية إِنه مَلِكُ المُلوك لأَن الشاهَ المَلِكُ وأَراد شاهانْ شاه قال ابن بري انقضى كلام أَبي سعيد قال وأَراد بقوله شاهانْ شاهّْ أَن الأَصل كان كذلك ولكن الأَعشى حذف الأَلفين منه فبقي شَهَنْشاه والله أَعلم

( صهصه ) صَهَّ القَوْمَ وصَهْصَهَ بهم زَجَرَهُمْ وقد قالوا صَهْصَيْتُ فأَبدلوا الياء من الهاء كما قالوا دَهْدَيْتُ في دَهْدَهْتُ وصَهْ كلمة زَجْرٍ للسكوت قال صَهْ لا تَكَلَّمْ لحَمَّادٍ بداهِيةٍ عَلَيْكَ عَيْنٌ من الأَجْذاعِ والقَصَبِ وصَهْ كلمة بنيت على السكون وهو اسم سمي به الفعل ومعناه اسكت تقول للرجل إِذا سَكَّنْته وأَسْكَتَّهُ صَهْ فإِن وصلت نونت قلت صَهٍ صَهْ وكذلك مَهْ فإِن وصلت قلت مَهٍ مَهْ وكذلك تقول للشيء إِذا رضيته بَخْ وبَخٍ بَخْ ويقال صَهِ بالكسر قال ابن جني أَما قولهم صَهٍ إِذا نوَّنت فكأَنك قلت سُكوتاً وإِذا لم تنوّن فكأَنك قلت السكوتَ فصار التنوين علم التنكير وتركه علم التعريف وأَنشد الليث إِذا قال حادِينا لتَشْبِيهِ نَبْأَةٍ صَهٍ لم يَكُنْ إِلاَّ دَوِيُّ المَسامع قال وكل شيء من موقوفِ الزَّجْر فإِن العرب قد تُنَوِّنُه مخفوضاً وما كان غيرَ موقوف فعلى حركةٍ صَرْفُه في الوجوه كلها وتضاعف صَهْ فيقال صَهْصَهْتُ بالقوم قال المبرد إِن وصلت فقلت صَهٍ يا رجل بالتنوين فإِنما تريد الفرق بين التعريف والتنكير لأَن التنوين تنكير قال ابن الأَثير وقد تَكَرَّرَ ذِكْرُ صَه في الحديث وهي تكون للواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث بمعنى اسْكُتْ قال وهي من أَسماء الأَفعال وتنوّن ولا تنوّن فهي للتنكير كأَنك قلت اسكت سكوتاً وإِذا لم تنوّن فللتعريف أَي اسكت السكوت المعروف منك والله تعالى أَعلم

( ضبه ) الضَّبْهُ موضع وأَنشد ثعلب للحَذْلَمِيِّ مَضارِب الضَّبْهِ وذي الشُّجونِ
( * قوله « مضارب الضبه » الذي في المحكم فضارب بالفاء )

( طله ) ابن الأَعرابي يقال بَقِيَتْ من أَموالهم طُلْهَةٌ أَي بَقِيَّةٌ ويقال في الأَرض طُلْهة من كَلإٍ وطُلاوَة ومُرَاقَةٌ أَي شيء صالح منه قال والطُّلْهُم من الثيابِ الخِفافُ ليست بجُدُدٍ ولا جِيادٍ وفي النوادر عِشاءٌ أَطْلَهُ وأَدْهَسُ وأَطْلَسُ إِذا بقي من العِشاء ساعةٌ مُخْتَلَفٌ فيها فقائل يقول أَمْسَيْتُ وقائل يقول لا فالذي يقول لا يقول هذا القول ويقال في السماء طُلَةٌ وطُلَسٌ وهو ما رَقٌَ من السحاب

( طمه ) التهذيب ابن الأَعرابي المُطَمَّهُ المُطَوَّلُ والمُمَطَّهُ المُمَدَّد والمُهَمَّطُ المُظلَّمُ يقال هَمَطَ إِذا ظَلَم

( طهطه ) فرسٌ طَهْطاهٌ فَتِيٌّ مُطَهَّمٌ وقيل فَتيٌّ رائعٌ الليث في تفسير طَهْ مجزومة إِنها بالحبشية يا رجل قال ومن قَرأَ طَهَ فحرفان قال وبلغنا أَن موسى لما سمع كلام الرب عز وجل اسْتَفَزَّهُ الخوف حتى قام على أَصابع قدميه خوفاً فقال الله عز وجل طَهْ أَي اطْمَئِنَّ الفراء طَهَ حرف هجاء قال وجاء في التفسير طَهَ يا رجلُ يا إِنسانُ قال وحَدَّثَ قيْسٌ عن عاصم عن زِرٍّ قال قرأَ رجل على ابن مسعود طَهْ فقال له عبدُ الله طِهِ فقال الرجل أَليس أُمِرَ أَن يَطَأَ قَدَمَه ؟ فقال له عبد الله هكذا أَقرأَنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الفراء وكان بعض القُرّاء يُقَطّعُها ط ه وروى الأَزهري عن أَبي حاتم قال طَهَ افتتاحُ سورة ثم استقبل الكلامَ فخاطبَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال ما أَنزلنا عليك القرآن لتَشْقَى وقال قتادة طَهَ بالسُّرْيانية يا رجل وقال سعيد بن جبير وعكرمة هي بالنَّبَطِيَّة يا رجل وروي ذلك عن ابن عباس

( عته ) التَّعَتُّه التَّجَنُّنُ والرُّعُونةُ وأَنشد لرؤبة بعدَ لَجاجٍ لا يَكادُ يَنْتَهي عن التَّصابي وعن التَّعَتُّهِ وقيل التَّعَتُّه الدَّهَشُ وقد عُتِهَ الرجلُ عَتْهاً وعُتْهاً وعُتَاهاً والمَعْتُوه المَدْهُوشُ من غير مَسِّ جُنُونٍ والمَعْتُوه والمَخْفُوقُ المجنونُ وقيل المَعْتُوه الناقصُ العقل ورجل مُعَتَّهٌ إِذا كان مجنوناً مضطرباً في خَلْقِه وفي الحديث رُفِعَ القَلمُ عن ثلاثة الصبي والنائم والمَعْتُوه قال هو المجنون المُصاب بعقله وقد عُتِهَ فهو مَعْتُوه ورجل مُعَتَّه إِذا كان عاقلاً معتدلاً في خَلْقِه وعُتِهَ فلانٌ في العلم إِذا أُولِعَ به وحَرَصَ عليه وعُتِهَ فلانٌ في فلان إِذا أُولِعَ بإِيذائه ومُحاكاة كلامه وهو عَتِيهُهُ وجمْعُه العُتَهاءُ وهو العَتاهةُ والعَتاهِيَة مصدر عُتِهَ مثل الرَّفاهَةِ والرَّفاهِيَة والعَتاهَةُ والعَتاهِيَةُ ضُلاَّلُ الناس من التَّجَنُّنِ والدَّهَشِ ورجل مَعْتُوه بيِّنُ العَتَهِ والعُتْهِ لا عقل له ذكره أَبو عبيد في المصادر التي لا تُشْتَق منها الأَفعال وما كان مَعْتُوهاً ولقد عُتِهَ عَتْهاً وتعَتَّه تَجاهل وفلانٌ يتَعَتَّهُ لك عن كثير مما تأْتيه أَي يتغافل عنك فيه والتَّعتُّه المبالغة في المَلْبَس والمأْكل وتعَتَّه فلانٌ في كذا وتأَرَّعبَ إِذا تَنَوَّقَ وبالَغَ وتعَتَّهَ تنَظَّف قال رؤبة في عُتَهِيِّ اللُّبْس والتَّقَيُّنِ
( * قوله « قال رؤبة في عتهي إلخ » صدره كما في التكملة عليّ ديباج الشباب الأدهن )
بنى منه صيغة على فُعَلِيٍّ كأَنه اسم من ذلك ورجل عَتاهِيَةٌ أَحمق وعَتاهِيَةُ اسم وأَبو العَتاهِيَة كنية وأَبو العَتاهِيَة الشاعر المعروف ذكر أَنه كان له ولد يقال له عَتاهِيَةُ وقيل لو كان الأَمر كذلك لقيل له أَبو عَتاهية بغير تعريف وإِنما هو لقب له لا كنية وكنيته أَبو إِسحق واسمه إِسمعيل ابن القاسم ولقب بذلك لأَن المَهْدِيَّ قال له أَراك مُتَخلِّطاً مُتَعتِّهاً وكان قد تعَتَّه بجارية للمهدي واعتُقِلَ بسببها وعَرَضَ عليها المهديُّ أَن يزوِّجها له فأَبت واسم الجارية عَيْنَةُ وقيل لقب بذلك لأَنه كان طويلاً مضطرباً وقيل لأَنه يُرْمى بالزَّنْدقة والعَتاهةُ الضلالُ والحُمْقُ

( عجه ) تعَجَّهَ الرجلُ تَجاهل وزعم بعضهم أَنه بدل من التاء في تعَتَّه قال ابن سيده وإِنما هي لغة على حِدَتِها إِذ لا تبدل الجيم من التاء قال أَبو منصور رأَيت في كتاب الجيم لابن شميل عَجَّهْتُ بين فلان وفلان معناه أَنه أَصابهما بعينه حتى وَقَعتِ الفُرْقة بينهما قال وقال أَعرابي أَنْدَرَ اللهُ عيْنَ فلانٍ لقد عَجَّهَ بيْنَ ناقتي وولدها والعُنْجُهِيُّ ذو البَأْوِ ومنه قول رؤبة بالدَّفْعِ عني دَرْء كلِّ عُنْجُهِي وقال الفراء يقال فيه عُنْجُهِيَّة وعُنْجُهانِيَّةٌ وعُنْجُهانِيَةٌ وهي الكِبْرُ والعَظَمةُ ويقال العُنْجُهِيَّة الجهلُ والحُمْقُ قال أَبو محمد يحيى بنُ المبارك اليزِيديّ يهجو شَيْبةَ بن الوليد عِشْ بجَدٍّ فلن يَضُرَّكَ نُوكٌ إِنما عَيْشُ منْ تَرَى بالجُدُودِ عِشْ بجَدٍّ وكُنْ هَبَنّقَةَ القَيْ سِيَّ جَهْلاً أَو شَيْبةَ بنَ الوَلِيدِ رُبَّ ذي أُرْبَةٍ مُقِلٍّ منَ الما لِ وذي عُنْجُهِيَّةٍ مَجْدُودِ شَيْبَ يا شَيْبَ يا هُنَيَّ بني القَعْ قاعِ ما أَنتَ بالحَلِيمِ الرَّشِيدِ لا ولا فيك خَصلَةٌ من خِصال ال خير أَحْرَزْتَها بحلْْمٍ وَجُودِ غيرَ ما أَنَّكَ المُجِيدُ لتَحْبِي رِ غِناءٍ وضَرْبِ دُفٍّ وعُودِ فعَلى ذا وذاكَ يَحْتَمِلُ الدَّهْ رُ مُجِيداً به وغيرَ مُجِيدِ الأَزهري العُنْجُهُ الجافي من الرجالِ يقال إِنَّ فيه لَعُنْجِهِيَّةً أيَ جَفْوَةً في خُشونةِ مَطْعَمِه وأُموره وقال حسانُ بن ثابت ومن عاشَ منّا عاشَ في عُنْجُهِيَّةٍ على شَظَفٍ من عَيشِه المُتَنَكِّدِ قال والعُنْجُهُ والعُنْجُهَةُ القُنْفُذَة الضَّخْمة قال ابن سيده العُنْجُهُ والعُنْجَهُ والعُنْجَهِيُّ كلُّه الجافي من الرجال الفتح عن ابن الأَعرابي وأَنشد أَدْرَكْتُها قُدَّامَ كُلِّ مِدْرَهِ بالدَّفْعِ عَنِّي دَرْءَ كُلِّ عُنْجَهِ ابن الأَعَرابي العُنْجُهِيَّةُ خشونة المَطْعَمِ وغيره

( عده ) العَيْدَهُ السَّيِّءُ الخُلُقِ من الناس والإِبل وفي التهذيب من الإِبل وغيره قال رُؤْبَةُ أَو خافَ صَقْعَ القارِعاتِ الكُدَّهِ وخَبْطَ صِهْمِيمِ اليَدَيْنِ عَيْدَهِ أَشْدَقَ يَفْتَرُّ افْتِرارَ الأَفْوَهِ وقيل هو الرجل الجافي العزيزُ النَّفْسِ ويقال فيه عَيْدَهِيَّةٌ وعُنْدُهِيَّةٌ وعُنْجُهِيَّةٌ وعَجْْرَفِيَّةٌ وشُمَّخْزَةٌ إِذا كان فيه جفاء ويقال فيه عَيْدَهِيَّةٌ وعَيْدَهَةٌ أَي كِبْرٌ وقيل كِبْرٌ وسوء خُلُقٍ وكل مَنْ لا ينقاد للحق ويَتَعَظَّمُ فهو عَيْدَهٌ وعَيْداهٌ وأَنشد بعضهم وإِنِّي عَلى ما كانَ من عَيْدَهِيَّتي ولُوثَةِ أَعْرابِيَّتي لأَريبُ العَيْدَهِيَّةُ الجفاء والغلظ وقال هَيْهاتَ إِلاَّ عَلى غَلْباءَ دَوْسَرَةٍ تَأْوِي إِلى عَيْدَهٍ بالرَّحْلِ مَلْمُومِ

( عره ) هذه الترجمة ذكرها ابن الأَثير قال في حديث عُرْوَةَ بن مسعود قال والله ما كَلَّمتُ مسعود ابن عمروٍ مُنْذُ عَشْر سنين والليلةَ أُكَلِّمُهُ فخرج فناداه فقال مَنْ هذا ؟ فقال عُرْوَةُ فأَقبلَ مسعود وهو يقول أَطَرَقْتَ عَراهِيَةً أَم طَرَقْتَ بِداهيةٍ ؟ قال الخطابي هذا حرف مشكل وقد كتبت فيه إلى الأَزهري وكان من جوابه أَنه لم يَجِدْهُ في كلام العرب والصواب عنده عَتاهِيَة وهي الغفلة والدَّهَشُ أَي أَطَرَقْتَ غَفْلَةً بلا رَوِيَّةٍ أَو دَهَشاً قال الخطابي وقد لاحَ لي في هذا شيءٌ وهو أَن تكون الكلمةُ مركبةٌ من اسمين ظاهرٍ ومَكْنِيٍّ وأَبدل فيهما حرفاً وأَصلها إِما مِنَ العَراءِ وهو وجه الأَرض وإِما من العَرا مقصوراً وهو الناحية كأَنه قال أَطَرَقْتَ عَرائي أَي فِنائي زائراً وضيفاً أَم أعصابتك داهيةٌ فجئتَ مستغيثاً فالهاء الأُولى من عَراهِيَةٍ مبدلةٌ من الهمزة والثانية هاء السكت زيدت لبيان الحركة وقال الزمخشري يحتمل أَن تكون بالزاي مصدرَ عَزِهَ يعْزَهُ فهو عَزِهٌ إِذا لم يكن له أَرَبٌ في الطَّرْقِ فيكون معناه أَطَرَقْتَ بلا أعرَبٍ وحاجةٍ أَم أَصابتْكَ داهيةٌ أَحْوَجَتْكَ إِلى الاستغاثةِ

( عزه ) رجل عِزْهاةٌ وعِنْزَهْوَةٌ وعِزْهاءةٌ وعِزْهىً مُنَوَّن لئيم وهذه الأَخيرة شاذة لأَن أَلف فِعْلى لا تكون للإِلحاق إِلا في الأَسماء نحو مِعْزىً وإِنما يجيء هذا البناء صفةً وفيه الهاء ونظيره في الشذوذ ما حكاه الفارسي عن أَحمد بن يحيى من قولهم رجل كِيصىً كاصَ طعامَهُ يَِكِيصُهُ أَكَلَهُ وحْده ورجل عِزْهاةٌ وعِزْهاءَةٌ وعِزْهىً وعِزْهٌ وعَزِهٌ وعِزْهِيٌّ وعِزْهاءٌ بالمدّ عن ابن جني قلبت الياء الزائدة فيه أَلفاً لوقوعها طَرَفاً بعد أَلف زائدة ثم قلبت الأَلف همزة وعِنْزَهْوةٌ وعِنْزَهْوٌ عن الفارسي كلُّه عازِفٌ عن اللهو والنساء لا يَطْرَبُ للهو ويبعد عنه قال ولا نظير لعِنْزَهْوٍ إِلا أَن تكون العين بدلاً من الهمزة على أَنه من الزَّهْوِ والذي يجمعهما الانقباضُ والتأَبِّي فيكون ثانِيَ إِنْقَحْلٍ وإِن كان سيبويه لم يَعْرِفْ لإِنْقَحْلٍ ثانياً في اسم ولا صفة قال ابن جني ويجوز أَن تكون همزة إِنْزَهْوٍ بدلاً من عين فيكون الأَصل عِنْزَهْوِ فِنْعَلْوٌ من العِزْهاةِ وهو الذي لا يَقْرَبُ النساء والتقاؤهما أَن فيه انقباضاً وإِعْراضاً وذلك طَرَفٌ من أَطراف الزَّهْوِ قال إِذا كُنْتَ عِزْهاةً عن اللَّهْوِ والصِّبا فكُنْ حَجَراً من يابسِ الصَّخْرِ جَلْمَدا فإِذا حملته على هذا لحق ببابٍ أَوسعَ من باب إِنْقَحْلٍ وهو باب قِنْدَأْوٍ وسِنْدَأْوٍ وحِنْطَأْوٍ وكِنْثَأْوٍ قال أَبو منصور رجل عِزْهىً وعِزْهاةٌ وعِزْهٌ وعِنْزَهْوةٌ وهو الذي لا يُحدِّث النِّساءَ ولا يُريدُهُنَّ ولا يَلْهُو وفيه غَفْلة قوال ربيعة بن جحدل اللحياني فلا تَبْعَدنْ إِمَّا هَلَكْت فلا شَوىً ضَئِيلٌ ولا عِزْهىٌ من القوم عانِسُ قال ورأَيت عِزْهىً مُنَوَّناً والعِنْزاهُ والعِنْزَهْوَةُ الكِبْرُ يقال رجل فيه عِنْزَهْوَةٌ أَي كِبْرٌ وكذلك خُنْزُوانةٌ أَبو منصور النون والواو والهاء الأَخيرة زائدات فيه وقال الليث جمع العِزْهاةِ عِزْهُونَ تسقط منه الهاء والأَلف الممالة لأَنها زائدة فلا تَسْتَخْلِف فتحةً ولو كانت أَصليةً مثلَ أَلف مُثَنّىً لاسْتَخْلَفَتْ فتحة كقولك مُثَنَّوْنَ قال وكُلُّ ياءٍ مُمالةٍ مثل عِيسى ومُوسى فهي مضمومة بلا فتحة تقول في جمع عيسى وموسى عِيسُونَ ومُوسونَ وتقول في جمع أَعْشى أَعْشَوْنَ ويَحْيى يَحْيَوْنَ لأَنه على بناء أَفْعَل ويَفْعَل فلذلك فتحت في الجمع قال الجوهري والجمع عَزاهٍ مثل سِعْلاةٍ وسَعالٍ وعِزْهُون بالضم قال ابن بري ويقال عِزْهاةٌ للرجل والمرأَة قال يزيد بن الحَكَم فَحَقّاً أَيْقِني لا صَبْرَ عنْدي عَليْهِ وأَنْتِ عِزْهاةٌ صَبُورُ

( عضه ) العَضَهُ والعِضَهُ والعَضِيهةُ البَهِيتةُ وهي الإِفْكُ والبُهْتانُ والنَّمِيمةُ وجمعُ العِضَهِ عِضاهٌ وعِضاتٌ وعِضُون وعَضَهِ يَعْضَهُ عَضْهاً وعَضَهاً وعَضِيهةً وأَعْضَهَ جاءَ بالعَضِيهة وعَضَهه يَعْضَهُه عَضْهاً وعَضِيهةً قال فيه ما لم يكن الأَصمعي العَضْهُ القالةُ القبيحة ورجل عاضِهٌ وعَضِهٌ وهي العَضيهة وفي الحديث أَنه قال
( * قوله « وفي الحديث أَنه قال إلخ » عبارة النهاية الا أنبئكم ما العضه ؟ هي من النميم إلخ ) إِيَّاكُمْ والعَضْهَ أَتَدْرونَ ما العَضْه ؟ هي النَّميمة وقال ابن الأَثير هي النميمة القالةُ بين الناس هكذا روي في كتب الحديث والذي جاء في كتب الغريب أَلا أُنْبئُكم ما العِضَةُ ؟ بكسر العين وفتح الضاد وفي حديث آخَر إِيِّاكُمْ والعِضَةَ قال الزمخشري أَصلها العِضْهَةُ فِعْلَةٌ من العَضْه وهو البَهْتُ فحذف لامه كما حذفت من السَّنة والشَّفَة ويجمع على عِضِينَ يقال بينهم عِضَةٌ قبيحةٌ من العَضِيهةِ وفي الحديث مَنْ تَعَزَّى بعَزاء الجاهلية فاعْضَهُوه هكذا جاء في رواية أَي اشْتِموهُ صريحاً من العَضِيهَة البَهْت وفي حديث عُبادةَ بن الصامِتِ في البَيْعة أَخَذَ علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أَن لا نُشْرِك بالله شيئاً ولا نَسْرِقَ ولا نَزْنيَ ولا يَعْضَهَ بعضُنا بعضاً أَي لا يَرْمِيَه بالعَضِيهة وهي البُهْتانُ والكذبُ معناه أَن يقول فيه ما ليس فيه ويَعْضَهَه وقد عَضَهَه يَعْضَههُ عَضْهاً والعَضَهُ الكذِبُ ويقال يا لِلْعضِيهة ويا للأَفِيكةِ ويا لِلْبَهيتةِ كُسِرَتْ هذه اللامُ على معنى اعْجَبُوا لهذه العَضيهةِ فإِذا نصبْتَ اللامَ فمعناه الاستغاثة يُقال ذلك عند التعَجُّب من الإِفْكِ العظيم قال ابن بري قال الجوهري قال الكسائي العِضَهُ الكذبُ والبُهْتانْ قال ابن بري قال الطوسي هذا تصحيف وإِنما الكذب العَضْهُ وكذلك العَضيهةُ قال وقول الجوهري بعدُ وأَصله عِضَهةٌ قال صوابه عَضْهة لآَن الحركة لا يُقْدَم عليها إِلا بدليل والعِضَهُ السِّحْرُ والكَهانةُ والعاضِهُ الساحرُ والفعلُ كالفعلِ والمصدرُ كالمصدرِ قال أَعُوذُ بربي من النَّافِثا تِ في عِضَهِ العاضِه المُعْضِه ويروى في عُقَدِ العاضِه وفي الحديث إِن اللهَ لعَنَ العاضِهةَ والمُسْتَعْضِهةَ قيل هي الساحرةُ والمسْتَسْحِرة وسُمِّيَ السحرُ عِضَهاً لأَنه كذبٌ وتَخْييلٌ لا حقيقةَ له الأَصمعي وغيره العَضْهُ السِّحْرُ بلغة قريش وهم يقولون للساحر عاضِهٌ وعَضَهَ الرجلَ يَعْضَهُه عَضْهاً بَهَتَه ورماه بالبُهْتانِ وحَيَّةٌ عاضِهٌ وعاضِهةٌ تقْتُل من ساعتها إِذا نَهَشَتْ وأَما قوله تعالى الذين جَعَلُوا ا لقُرْآنَ عِضِينَ فقد اختلف أَهلُ العربية في اشتقاق أَصله وتفسيرِه فمنهم من قال واحدتُها عِضَةٌ وأَصلها عِضْوَةٌ من عَضَّيْتُ الشيءَ إِذا فَرَّقْته جعلوا النُّقْصان الواوَ المعنى أَنهم فَرَّقُوا عن المشركين أَقاوِيلَهم في القرآن فجعلوه كذِباً وسِحْراً وشِعْراً وكَهانةً ومنهم من جعل نُقْصانَه الهاء وقال أَصلُ العِضَة عِضْهةٌ فاستثْقَلُوا الجمع بين هاءين فقالوا عِضَةٌ كما قالوا شَفَة والأَصل شَفْهَة وسَنَة وأَصلها سَنْهَة وقال الفراء العِضُون في كلام العرب السِّحْرُ وذلك أَنه جعله من العَضْهِ والعِضاهُ من الشجر كل شجر له شَوْكٌ وقيل العِضاهُ أَعظمُ الشجر وقيل هي الخمْطُ والخَمْطُ كلُّ شجرةٍ ذاتِ شوْكٍ وقيل العِضاهُ اسمُ يقع على ما عَظُم من شجر الشَِّوْك وطالَ واشتدَ شَوْكُه فإِن لم تكن طويلةً فليست من العِضاه وقيل عِظامُ الشجر كلُّها عِضاهٌ وإِنما جَمع هذا الاسمُ ما يُسْتظلُّ به فيها كلّها وقال بعض الرواة العِضاهُ من شجرِ الشَّوْكِ كالطَّلْح والعَوْسَجِ مما له أَرُومةٌ تبقى على الشِّتاء والعِضاهُ على هذا القول الشجرُ ذو الشَّوْك مما جَلَّ أَو دَقَّ والأَقاويلُ الأُوَلُ أَشْبَهُ والواحدة عِضاهةٌ وعِضَهَةٌ وعِضَهٌ وعِضَةٌ وأَصلها عِضْهةٌ قال الجوهري في عِضَةٍ تحذف الهاءُ الأَصليّة كما تُحْذف من الشَّفَة وقال ومِنْ عِضَةٍ ما يَنْبُتَنَّ شَكيرُها قال ونُقْصانُها الهاءُ لأَنها تُجْمع على عِضاهٍ مثل شفاهٍ فتُرَدُّ الهاءُ في الجمع وتُصَغَّرُ على عُضَيْهَة ويُنْسَب إِليها فيقال بَعِيرٌ عِضَهِيٌّ للذي يَرْعاها وبَعِيرٌ عِضاهِيٌّ وإِبلٌ عِضاهِيَّةٌ وقالوا في القليل عِضُونَ وعِضَوات فأَبْدَلوا مكانَ الهاء الواوَ وقالوا في الجمع عِضاهٌ هذا تعليل أَبي حنيفة وليس بذلك القول فأَما الذي ذهب إِليه الفارسي
( * قوله « ذهب إليه الفارسي » هكذا في الأصل وفي المحكم ذهب إليه سيبويه ) فإِنَّ عِضَةً المحذوفة يصلح أَن تكون من الهاء وأَن تكون من الواو أَما استدلاله على أَنها تكون من الهاء فبما نَراه من تصاريف هذه الكلمة كقولهم عِِضاهٌ وإِبلٌ عاضِهةٌ وأَما استدلاله على كونها الواو فبقولهم عِضَوات قال وأَنشد سيبويه هذا طريقٌ يَأْزِمُ المَآزِما وعِضَواتٌ تَقْطَعُ اللَّهازِما قال ونظيرُه سَنَة تكون مرة من الهاء لقولهم سانَهْتُ ومَرَّةً من الواو لقولهم سَنَوات وأَسْنَتُوا لأَن التاء في أَسْنَتُوا وإِن كانت بدلاً من الياء فأَصلُها الواوُ إِنَّما انقلبت ياءً للمجاوزة وأَما عِضاهٌ فيحتمل أَن يكون من الجمع الذي يفارق واحدَه بالهاء كقَتادةٍ وقَتادٍ ويحتمل أَن يكون مكسراً كأَن واحدتَه عِضَهَةٌ والنسب إِلى عِضَهٍ عِضَوِيٌّ وعِضَهِيٌّ فأَما قولهم عِضاهِيٌّ فإِن كان منسوباً إِلى عضة فهو من شاذِّ النسب وإِن كان منسوباً إِلى العِضاه فهو مردودٌ إِلى واحدها وواحدُها عضاهةٌ ولا يكون منسوباً إِلى العضاه الذي هو الجمع لأَن هذا الجمع وإِن أَشْبَهَ الواحد فهو في معناه جَمْعٌ أَلا ترى أَن مَنْ أَضافَ إِلى تَمْرٍ فقال تَمْريّ لم يَنْسُب إِلى تَمْرٍ إِنما نسَبَ إِلى تَمْرةٍ وحذف الهاء لأَن ياء النسب وهاءَ التأْنيث تَتَعاقَبان ؟ والنحويون يقولون العِضاهُ الذي فيه الشَّوْك قال والعرب تُسَمِّي كلَّ شجرةٍ عظيمةٍ وكلَّ شيء جاز البَقْلَ العِضاهَ وقال السَّرْحُ كلُّ شجرة لا شَوْكَ لها وقيل العِضاه كلُّ شجرة جازت البُقول كان لها شَوْكٌ أَو لم يكن والزَّيْتُونُ من العِضاه والنَّخْل من العِضاه أَبو زيد العضاهُ يَقَع على شجرٍ من شجر الشَّوْك وله أَسماءٌ مختلفة يجمعها العِضاهُ وإِنما ا لعِضاهُ الخالصُ منه ما عَظُمَ واشتدَّ شوكُه قال وما صَغُر من شجر الشَّوْك فإِنه يقال له العِضُّ والشِّرْسُ قال والعِضُّ والشِّرْسُ لا يُدْعَيانِ عِضاهاً وفي الصحاح العِضاه كلُّ شجر يَعْظُم وله شوك أَنشد ابن بري للشماخ يُبادِرْنَ العِضاهَ بمُقْنعاتٍ نواجذُهُنَّ كالحِدَإِ الوَقيعِ وهو على ضربين خالص وغير خالصٍ فالخالصُ الغَرْفُ والطَّلْحُ والسَّلَم والسِّدْر والسَّيَال والسَّمُر واليَنْبوتُ والعُرْفُطُ والقَتادُ الأَعظمُ والكَنَهْبُلُ والغَرَبُ والعَوْسَجُ وما ليس بخالص فالشَّوْحَطُ والنَّبْعُ والشِّرْيانُ والسَّرَاءُ والنَّشَمُ والعُجْرُمُ والعِجْرِمُ والتَّأْلَبُ فهذه تُدْعَى عِضاهَ القِياسِ من القَوْسِ وما صَغُرَ من شجر الشوك فهو العِضُّ وما ليس بعِضٍّ ولا عِضاهٍ من شجر الشَّوْكِ فالشُّكاعَى والحُلاوَى والحاذُ والكُبُّ والسُّلَّجُ وفي الحديث إِذا جئتم أُحُداً فكُلُوا من شجره أَو من عِضاهِه العِضاهُ شجرُ أُمِّ غَيْلانَ وكلُِّ شجر عَظُمَ له شوكٌ الواحدَةُ عِضَةٌ بالتاء وأَصلها عِضْهَةٌ وعَضِهَتِ الإِبلُ بالكسر تَعْضَهُ عَضَها إِذا رعت العِضاهَ وأَعْضَهَ القومُ رعت إِبلُهم العِضاه وبعيرٌ عاضِهٌ وعَضِهٌ يرعى العضاه وفي حديث أَبي عبيدة حتى إِن شِدْق أَحَدهم بمنزلة مِشْفَر ا لبعير العَضِه هو الذي يرعى العضاه وقيل هو الذي يشتكي من أَكل العضاه فأَما الذي يأْكل العِضاهَ فهو العاضِهُ وناقة عاضِهَةٌ وعاضِهٌ كذلك وجِمالٌ عَواضِهُ وبعير عَضِهٌ يكون الراعِيَ العِضاهَ والشاكِيَ من أَكلها قال هِمْيانُ بن قُحافَةَ السَّعْدِيّ وقَرَّبوا كلَّ جُمالِيٍّ عَضِهْ قَرِيبةٍ نُدْوَتُه من مَحْمَضِهْ أَبْقَى السِّنافُ أَثراً بأَنْهُضِهْ قوله كلَّ جُمالِيٍّ عَضِه أَراد كل جُماليَّةٍ ولا يَعْني به الجملَ لأَن الجمل لا يضاف إِلى نفسه وإِنما يقال في الناقة جُمالِيَّة تشبيهاً لها بالجمل كما قال ذو الرمة جُمالِيَّةٌ حَرْفٌ سِنادٌ يَشُلُّها ولكنه ذكَّره على لفظ كل فقال كلَّ جُمالِيٍّ عضه قال الفارسي هذا من معكوس التشبيه إِنما يقال في الناقةِ جُماليَّة تشبيهاً لها بالجمل لشدّته وصلابته وفضله في ذلك على الناقة ولكنهم ربما عكسوا فجعلوا المشبه به مشبهاً والمشبه مشبهاً به وذلك لِما يريدون من استحكام الأَمر في الشَّبَه فهم يقولون للناقةِ جُمالِيَّةٌ ثم يُشْعِرُونَ باستحكام الشَّبَهِ فيقولون للذكر جُمالِيٌّ ينسبونه إِلى الناقة الجُماليَّة وله نظائر في كلام العرب وكلام سيبويه أَما كلام العرب فكقول ذي الرمة ورَمْلٍ كأَوْراكِ النساءِ اعْتَسَفْتُه إِذا لَبَّدَتْهُ السارياتُ الرَّكائِكُ فشبه الرمل بأَوراك النساء والمعتاد عكس ذلك وأَما من كلام سيبويه فكقوله في باب اسم الفاعل وقالوا هو الضاربُ الرجلَ كما قالوا الحَسَنُ الوَجْهَ قال ثم دار فقال وقالوا هو الحَسَنُ الوَجْهَ كما قالوا الضاربُ الرجلَ وقال أَبو حنيفة ناقةٌ عَضِهَةٌ تَكسِرُ عِيدانَ العِضاهِ وقد عَضِهَتْ عَضَهاً وأَرضٌ عَضيهَةٌ كثيرة العِضاهِ ومُعْضِهَةٌ ذاتُ عِضاهٍ كمُعِضَّةٍ وهي مذكورة في موضعها الجوهري وتقول بعير عَضَوِيٌّ وإِبل عَضَوِيَّةٌ بفتح العين على غير قياس وعَضَهْْتُ العِضاهَ إِذا قطعتها وروى ابن بري عن علي بن حمزة قال لا يقال بعير عاضِهٌ للذي يرعى العِضاهَ وإِنما يقال له عَضهٌ وأَما العاضِهُ فهو الذي يَشْتَكي عن أَكل العِضاهِ والتَّعْضِيهُ قطع العِضاهِ واحْتِطابُه وفي الحديث ما عُضِهَتْ عِضاهٌ إِلا بتركها التسبيح ويقال فلان يَنْتَجِبُ غَيْرَ عِضاهِه إِذا شِعْرَ غيرِه وقال يا أيُّها الزاعِمُ أَني أَجْتَلِبْ وأَنَّني غَيْرَ عِضاهِي أَنْتَجِبْ كَذبْتَ إِنَّ شَرَ ما قيلَ الكَذِبْ وكذلك فلان يَنْتَجِبُ عِضاهَ فلانٍ أَي أَنه يَنْتحِل شِعْرَه والانْتِجابُ أَخْذُ النَّجبِ من الشجر وهو قشره ومن أَمثالهم السائرة ومن عِضَةٍ ما يَنْبُتَنَّ شَكيرُها وهو مثل قولهم العَصا من العُصَيَّةِ وقال الشاعر إِذا ماتَ منهم سَيِّدٌ سُرِقَ ابْنُه ومن عِضَةٍ ما يَنْبُتَنَّ شَكيرُها يريد أَن الابن يُشْبِهُ الأَبَ فمن رأَى هذا ظنه هذا فكأَنّ الابنَ مَسْرُوقٌ والشكيرُ ما يَنْبُتُ في أَصْلِ الشجرة

( عفه ) روى بعضهم بيت الشَّنفَرَى عُفاهِيَةٌ لا يُقْصَرُ السِّتْرُ دُونَها ولا تُرْتَجَى للبيتِ ما لم تُبَيّتِ قيل العُفاهِيََةُ الضخمة وقيل هي مثل العُفاهِمَة يقال عَيْش عُفاهِمٌ أَي ناعم وهذه انفرد بها الأَزهري وقال أَما العُفاهِيَة فلا أَعرفها وأَما العُفاهِمة فمعروفة

( عله ) العَلَهُ خُبْثُ النَّفْس وضَعْفُها وهو أَيضاً أَذَى الخُمارِ
( * قوله « وهو أيضاً أذى الخمار » كذا بالأصل والتهذيب والمحكم والذي في التكملة بخط الصاغاني ادنى الخمار بدال مهملة فنون وتبعه المجد )
والعَلَهُ الشَّرَهُ والعَلَهُ الدَّهَشُ والحَيْرة والعَلِهُ الذي يتَرَدَّدُ متحيراً والمُتَبَلِّدُ مثله أَنشد لبيد عَلِهَتْ تَبَلَّدُ في نِهاء صُعائِدٍ سَبْعاً تُؤاماً كامِلاً أَيَّامُها وفي الصحاح عَلِهَتْ تَرَدَّدُ قال ابن بري والصواب تَبَلَّدُ والعَلَهُ أَن يذهب ويجيء من الفَزَع أَبو سعيد رجل عَلْهانُ عَلاَّنٌ فالعَلْهانُ الجازع والعَلاَّنُ الجاهل وقال خالد بن كُلْثُوم العَلْهاءُ ثوبانِ يُنْدَفُ فيهما وَبرٌ الإبل يَلْبَسُهما الشجاعُ تحت الدرع يَتَوَقَّى بهما الطِّعْنَ قال عمرو بن قَمِيئَةَ وتَصَدَّى لِتَصْرَعَ البَطَلَ الأَرْ وَعَ بين العَلْهاءِ والسِّرْبالِ تَصَدَّى يعني المنية لتصيب البطل المتحصن بدرعه وثيابه وفي التهذيب قرأْت بخط شمر في كتابه في السلاح من أَسماء الدروع العَلْماء بالميم ولم أَسمعه إلاَّ في بيت زهير بن جَنابٍ والعَلَهُ الحُزْنُ والعَلَهُ أَصله الحِدَّة والانْهماك وأَنشد وجُرْدٍ يَعْلَهُ الدَّاعي إِليها مَتَى رَكِبَ الفَوارِسُ أَو مَتَى لا والعَلَهُ الجُوعُ والعَلْهانُ الجائع والمرأَة عَلْهَى مثل غَرْثانَ وغَرْثَى أَي شديد الجوع وقد عَلِهَ يَعْلَهُ والجمع عِلاهٌ وعَلاهَى ورجل عَلْهانُ تُنازِعُه نفسه إلى الشيء وفي التهذيب إلى الشر والفعل من كل ذلك عَلِهَ عَلَهاً فهو عَلِهٌ وامرأَة عالِهٌ طَيَّاشَةٌ وعَلِهَ عَلَهاً وقع في مَلامَة والعَلْهَانُ الظَّلِيمُ والعالِهُ النَّعامَةُ وفرس عَلْهَى نشيطة نَزِقَةٌ وقيل نشيطة في اللجام والعَلَهانُ اسم فرس أَبي مُلَيْلٍ
( * قوله « ابي مليل » كذا في التهذيب والتكملة بلامين مصغراً والذي في القاموس مليك آخره كاف ) عبدِ الله ابن الحرث وعَلْهانُ اسم رجل قيل هو من أَشراف بني تميم

( عمه ) العَمَهُ التَّحَيُّر والتَّرَدُّد وأَنشد ابن بري مَتى تَعْمَهْ إلى عُثْمانَ تَعْمَه إلى ضَخْم السُّرادِقِ والقِبابِ أَي تُرَدِّدُ النظرَ وقيل العَمَهُ التَّرَدُّدُ في الضلالة والتحير في مُنازعة أَو طريق قال ثعلب هو أَن لا يعرف الحُجَّة وقال اللحياني هو ترَدِّده لا يدري أَين يتوجه وفي التنزيل العزيز ونذَرُهُم في طُغْيانهم يَعْمَهُون ومعنى يعمهون يتحيرون وفي حديث عليّ كرّم الله وجهه فأَينَ تَذْهَبُونَ بل كيف تَعْمَهُون ؟ قال ابن الأَثير العَمَهُ في البصيرة كالعمى في البصَر ورجل عَمِهٌ عامِهٌ أَي يتَرَدُّدُ مُتَحيِّراً لا يهتدي لطريقه ومَذْهَبِه والجمع عَمِهون وعُمَّهٌ وقد عَمِه وعَمَه يَعْمَهُ عَمَهاً وعُمُوهاً وعُمُوهةً وعَمَهاناً إذا حادَ عن الحق قال رؤبة ومَهْمَهٍ أَطْرافُه في مَهْمَهِ أَعْمَى الهُدَى بالجاهِلينَ العُمهِ والعَمَهُ في الرأْي والعَمَى في البصَر قال أَبو منصور ويكون العَمى عَمى القلب يقال رجل عَمٍ إذا كان لا يُبْصِر بقلبه وأَرض عَمْهاءُ لا أَعلامَ بها وذهبت إبلُهُ العُمَّهَى إذا لم يَدْرِ أَينَ ذهبت والعُمَّيْهَى مثله

( عنه ) قال ابن بري العِنْهُ نَبْتٌ واحدتُه عِنْهَةٌ قال رؤبة يصف الحمار وسَخِطَ العِنْهَةَ والقَيْصُوما

( عنته ) ابن دريد رجل عُنْتُهٌ وعُنْتُهِىٌّ وهو المُبالِغُ في الأمرِ إذا أَخذَ فيه

( عهه ) عَهْ عَهْ زجر للإبل وعَهْعَهَ بالإبل قال لها عَهْ عَهْ وذلك إذا زجَرَها لتحتبس وحكى أَبو منصور الأَزهري عن الفراء عَهْعَهْتُ بالضَّأْنِ عَهْعهَةً إذا قلت لها عَهْ عَهْ وهو زجر لها وحكي أَيضاً عن ابن بُزُرْج عِيهَ الزَّرْعُ فهو مَعِيهٌ ومَعُوهٌ ومَعْهُوهٌ

( عوه ) عَوَّه السَّفْرُ عَرَّسُوا فناموا قليلاً وعَوَّهَ عليهم عَرَّجَ وأَقام قال رؤبة شَأْزٍ بمن عَوَّهَ جَدْبِ المُنْطَلَقْ ناءٍ من التَّصْبِيحِ نائِي المُغْتَبَقْ قال الأَزهري سأَلت أَعرابيّاً فصيحاً عن قول رؤبة جَدْب المُنَدَّى شَئِزِ المُعَوَّهِ ويروى جَدْبِ المُلَهَّى فقال أَراد به المُعَرِّجَ يقال عَرَّجَ وعَوَّجَ وعَوّه بمعنى واحد قال الليث التَّعْوِيهُ والتعريس نومة خفيفة عند وَجْه الصُّبْح وقيل هو النزول في آخر الليل قال وكلُّ من احْتَبسَ في مكان فقد عَوَّهَ والعاهَةُ الآفَةُ وعاهَ الزرعُ والمالُ يَعُوهُ عاهةً وعُؤُوهاً وأَعاهَ وقعت فيهما عاهةٌ وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه نهى عن بيع الثمار حتى تذهب العاهةُ أَي الآفةُ التي تصيب الزرع والثمار فتفسدها روى هذا الحديث ابن عمر وقيل لابن عمر متى ذلك فقال طُلُوعَ الثُّرَيا وقال طبيب العرب اضْمَنُوا لي ما بَيْنَ مَغِيبِ الثُّرَيا إلى طُلوعها أَضْمَنْ لكم سائر السنة قال الليث العاهةُ البلايا والآفاتُ أَي فساد يصيب الزرع ونحوه من حر أَو عطش وقال أَعاهَ الزرعُ إذا أَصابته آفة من اليَرَقانِ ونحوه فأَفسدَهُ وأَعاهَ القومُ إذا أَصاب زَرْعَهُمْ خاصةً عاهةٌ ورجل مَعِيهٌ ومَعُوهٌ في نفسه أَو ماله أَصابته عاهةٌ فيهما ويقال أَعاهَ الرجلُ وأَعْوَهَ وعاهَ وعَوَّهَ كلُّه إذا وقعت العاهةُ في زرعه وأَعاهَ القومُ وعاهُوا وأَعْوَهُوا أَصاب ثمارَهم أَو ماشيتهم أَو إبلهم أَو زرعهم العاهةُ وفي الحديث لا يُورِدَنَّ ذُو عاهةٍ على مُصِحٍّ أَي لا يُورِد مَنْ بإبله آفةٌ من جرب أَو غيره على مَنْ إبلُه صِحاحٌ لئلا ينزل بهذه ما نزل بتلك فيظنَّ المُصِحُّ أَن تلك أَعْدَتْها فيأْثم وطعامٌ مَعْوهٌ أَصابته عاهةٌ وطعام ذو مَعْوَهةٍ عن ابن الأَعرابي أَي مَنْ أَكله أَصابته عاهةٌ وعِيهَ المالُ ورجل عائِهٌ وعاهٍ مثلُ مائِهٍ وماهٍ ورجلٌ عاهٌ أَيضاً كقولك كبش صافٌ قال طفيل ودارٍ يَظْعَنُ العاهُونَ عنها لِنَبَّتِهِمْ ويَنْسَوْنَ الذِّماما
( * قوله « لنبتهم » كذا بالأصل بهذا الضبط والذي في التهذيب لبينهم )
وقال ابن الأَعرابي العاهُونَ أَصحابُ الرِّيبةِ والخُبْثِ ويقال عِيهَ الزَّرْعُ وإيفَ فهو مَعِيهٌ ومَعُوهٌ ومَعْهُوهٌ وعَوْهِ عَوْهِ من دُعاءِ الجحْشِ وقد عَوَّهَ الرجلُ إذا دعا الجَحْشَ ليَلْحَقَ به فقال عَوْهِ عَوْهِ إذا دعاه ويقال عاهِ عاهِ إذا زجرت الإبل لتحتبس وربما قالوا عِيهِ عِيهِ ويقولون عَهْ عَهْ وبنو عَوْهَى بطن من العرب بالشام وعاهانُ بن كعب من شعرائهم فَعَلانُ فيمن جعله من عوه وفاعالٌ فيمن جعله من عَهَنَ وقد ذكر هناك

( عيه ) عاهَ المالُ يَعِيهُ أَصابته العاهة وعِيهَ المال والزرع وإيفَ فهو مَعِيهٌ ومَعُوهٌ ومَعْهُوه وأَرض مَعْيُوهة ذاتُ عاهةٍ وعَيَّهَ بالرجل صاح به وعِيهِ عِيهِ وعاهِ عاهِ زجر للإبل لتحتبس

( غره ) غَرِهَ به كغَرِيَ

( فره ) فَرُهَ الشيءُ بالضم يَفُرُهُ فَرَاهَةً وفَراهِيَةً وهو فارِهٌ بيِّنُ الفَراهةِ والفُروهةِ قال ضَوْرِيَّةٌ أُولِعْتُ باشتِهارِها ناصِلَةُ الحَقْوَينِ من إزارِها يُطْرِقُ كلْبُ الحَيِّ من حِذارِها أَعْطَيْتُ فيها طائِعاً أَوكارِها حَدِيقَةً غَلْباءَ في جِدارِها وفَرَساً أُنْثى وعَبْداً فارِها الجوهري فارِهٌ نادر مثل حامض وقياسه فَرِيهٌ وحَمِيضٌ مثل صَغُر فهو صَغِير ومَلُحَ فهو مَلِيح ويقال للبِرْذَوْنِ والبغل والحمار فارِهٌ بيِّنُ الفُروهةِ والفَراهِيَة والفَراهَةِ والجمع فُرْهة مثل صاحِبٍ وصُحْبة وفُرْهٌ أَيضاً مثل بازل وبُزْلٍ وحائل وحُولٍ قال ابن سيده وأَما فُرْهَة فاسم للجمع عند سيبويه وليس بجمع لأَن فاعلاً ليس مما يكسَّر على فُعْلة قال ولا يقال للفرس فارِِهٌ إنما يقال في البغل والحمار والكلب وغير ذلك وفي التهذيب يقال بِرْذَوْنٌ فارِهٌ وحمار فارِهٌ إذا كانا سَيُورَيْن ولا يقال للفرس إلا جَوادٌ ويقال له رائع وفي حديث جريج دابَّةٌ فارِهَة أَي نَشيطة حادَّة قَوِيَّة فأَما قول عديِّ بن زيد في صفة فرس فصافَ يُفَرِّي جُلَّه عَنْ سَراتِه يَبُذُّ الجِيادَ فارِهاً مُتَتايعا فزعم أَبو حاتم أَن عَدِيّاً لم يكن له بَصَرٌ بالخيل وقد خُطِّئَ عَديٌّ في ذلك والأُنثى فارِهَةٌ قال الجوهري كان الأَصمعي يُخَطِّئ عديّ بن زيد في قوله فنَقَلْنا صَنْعَهُ حتى شَتا فارِهَ البالِ لَجُوجاً في السَّنَنْ قال لم يكن له عِلْمٌ بالخيل قال ابن بري بيتُ عديٍّ الذي كان الأَصمعي يُخَطِّئه فيه هو قوله يَبُذُّ الجِيادَ فارهاً مُتَتايعا وقول النابغة أَعْطى لفارِهةٍ حُلْوٍ توابِعُها مِنَ المَواهب لا تُعْطى على حَسَد قال ابن سيده إنما يعني بالفارهة القَيْنة وما يَتْبعُها من المَواهب والجمعُ فَوارِهُ وفُرُهٌ الأَخيرة نادرة لأَن فاعلة ليس مما يُكسَّر على فُعُلٍ ويقال أَفْرَهت فُلانةُ إذا جاءَت بأَوْلادٍ فُرَّهَةٍ أَي مِلاحٍ وأَفْرَهَ الرجلُ إذا اتخذ غُلاماً فارِهاً وقال فارِهٌ وفُرْهٌ ميزانه نائبٌ ونُوب قال الأَزهري وسمعت غير واحد من العرب يقول جاريةٌ فارِهةٌ إذا كانت حَسْناءَ مليحة وغلامٌ فارِهٌ حَسَنُ الوجه والجمع فُرْه وقال الشافعي في باب نَفقة المَماليك والجواري إذا كان لهنَّ فَراهةُ زِيدَ في كِسْوَتهنَّ ونفقتِهِنَّ يريد بالفَراهة الحُسْنَ والمَلاحةَ وأَفْرَهَت الناقةُ فهي مُفْرِه ومُفْرهة إذا كانت تُنْتَج الفُرْهَ ومُفَرِّهة أَيضاً قال مالك بن جعدة الثعلبي فإنَّكَ يومَ تَأْتيني حَريباً تَحِلُّ عَليَّ يَوْمَئِذٍ نُذورُ تَحِلُّ على مُفَرِّهَةٍ سِنادٍ على أَخفافِها عَلَقٌ يمُورُ ابن سيده ناقة مُفْرِهة تَلِد الفُرْهَة قال أَبو ذؤيب ومُفْرِهَةٍ عَنْسٍ قَدَرْتُ لِساقِها فَخَرَّت كما تَتابَعَ الرِّيحُ بالقَفْلِ ويروى كما تَتايَع والفارِهُ الحاذِقُ بالشيء والفُرُوهَةُ والفَراهةُ والفَراهِيةُ النَّشاطُ وفَرِهَ بالكسر أَشِرَ وبَطِرَ ورجل فَرِهٌ نَشيطٌ أَشِرٌ وفي التنزيل العزيز وتَنْحِتُون من الجبال بيوتاً فَرِهينَ فمن قرأَه كذلك فهو منْ هذا شَرِهين بَطِرين ومن قرأَه فارِهينَ فهو من فَرُه بالضم قال ابن بري عند هذا الموضع قال ابن وادع العَوْفي لا أَسْتَكِينُ إذا ما أَزْمَةٌ أَزَمَتْ ولن تَراني بخيرٍ فارهَ الطَّلَبِ قال الفراء معنى فارِهِين حاذقِين قال والفَرِحُ في كلام العرب بالحاء الأَشِرُ البَطِر يقال لا تَفْرحْ أَي لا تَأْشَرْ قال الله عز وجل لا تَفْرَحْ إن الله لا يُحِبُّ الفَرِحينَ فالهاء ههنا كأَنها أُقِيمت مُقام الحاء والفَرَهُ الفَرَحُ والفَرِهُ الفَرِحُ ورجل فارِهٌ شديدُ الأَكل عن ابن الأَعرابي قال وقال عبدٌ لرجلٍ أَراد أَن يَشْتَرِيَه لا تَشْتَرني آكُلُ فارِهاً وأَمْشِي كارهاً

( فطه ) فَطِهَ الظهرُ فَطَهاً كفَزِرَ

( فقه ) الفِقْهُ العلم بالشيء والفهمُ له وغلبَ على عِلْم الدين لسِيادَتِه وشرفه وفَضْلِه على سائر أَنواع العلم كما غلب النجمُ على الثُّرَيَّا والعُودُ على المَنْدَل قال ابن الأَثير واشْتِقاقهُ من الشَّقِّ والفَتْح وقد جَعَله العُرْفُ خاصّاً بعلم الشريعة شَرَّفَها الله تعالى وتَخْصيصاً بعلم الفروع منها قال غيره والفِقْهُ في الأَصل الفَهْم يقال أُوتِيَ فلانٌ فِقْهاً في الدين أَي فَهْماً فيه قال الله عز وجل ليَتفَقَّهوا في الدين أَي ليَكونوا عُلَماء به وفَقَّهَه اللهُ ودعا النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس فقال اللهم عَلِّمْه الدِّينَ وفَقِّهْه في التأْويل أَي فَهِّمْه تأْويلَه ومعناه فاستجاب الله دُعاءه وكان من أَعلم الناس في زمانه بكتاب الله تعالى وفَقِه فِقْهاً بمعنى عَلِم عِلْماً ابن سيده وقد فَقُه فَقاهَةً وهو فَقِيهٌ من قوم فُقَهاءَ والأُنثى فَقِيهة مِنْ نِسْوةٍ فقائِهَ وحكى اللحياني نسوة فُقَهاء وهي نادرة قال وعندي أَن قائل فُقَهاء من العرب لم يَعْتَدَّ بهاء التأْنيث ونظيرها نسوة فُقَراء وقال بعضهم فَقُه الرجل فَقَهاً وفِقْهاً وفَقِه
( * قوله « وفقه » بعد قوله « وفقهاً » كذا بالأصل وبالوقوف على عبارة ابن سيده تعلم أن فقه كعلم ليس من كلام البعض وان كان لغة في فقه بالضم ولعلها تكررت من النساخ ) وفَقِه الشيءَ عَلِمَه وفَقَّهَه وأَفْقَهَه عَلَّمه وفي التهذيب وأَفْقَهْتُه أَنا أَي بَيَّنْتُ له تَعَلُّم الفِقْه ابن سيده وفَقِهَ عنه بالكسر فَهِمَ ويقال فَقِهَ فلانٌ عني ما بَيَّنْتُ له يَفْقَه فِقْهاً إذا فَهِمَه قال الأَزهري قال لي رجل من كلاب وهو يَصِف لي شيئاً فلما فرغ من كلامه قال أَفَقِهْتَ ؟ يريد أَفَهِمْتَ ورجل فَقُهٌ فَقِيهٌ والأُنثى فَقُهةٌ ويقال للشاهد كيف فَقاهَتُك لما أَشْهَدْناك ولا يقال في غير ذلك الأَزهري وأَما فَقُه بضم القاف فإنما يستعمل في النعوت يقال رجل فَقِيهٌ وقد فَقُهَ يَفْقُه فَقاهةَ إذا صارَ فَقيهاً وسادَ الفُقَهاءَ وفي حديث سَلْمان أَنه نزل على نَبَطِيَّةٍ بالعراق فقال لها هل هنا مكانٌ نَظيف أُصَلي فيه ؟ فقالت طَهِّرْ قَلْبَك وصَلِّ حَيْثُ شِئْتَ فقال سلمان فَقِهَتْ أَي فَهِمَتْ وفَطِنَتْ للحقِّ والمَعْنى الذي أَرادَتْ وقال شمر معناه أَنها فَقِهَتْ هذا المعنى الذي خاطَبَتْه ولو قال فَقُهَتْ كان معناه صارَت فَقيهةً يقال فَقِهَ عَنِّي كلامي يَفْقَه أَي فَهِمَ وما كان فَقيهاً ولقد فَقُه وفَقِه وقال ابن شميل أعجبني فَقاهَتُه أَي فِقْهُه ورجل فَقيهٌ عالمٌ وكل عالم بشيء فهو فَقيهٌ من ذلك قولهم فلان ما يَفْقَه وما يَنْقَه معناه لا يَعْلم ولا يَفْهَم ونَقِهْتُ الحديثَ أَنْقَهُه إذا فَهِمْته وفَقِيه العرب عالمُ العرب وتَفَقَّه تَعاطى الفِقْهَ وفاقَهْتُه إذا باحَثْته في العلم والفِقْهُ الفِطْنةُ وفي المثل خيرُ الفِقْه ما حاضَرْت به وشَرُّ الرَّأْي الدَّبَريُّ وقال عيسى بن عمر قال لي أَعرابي شَهِدْتُ عليك بالفِقهِ أَي الفِطْنةِ وفَحْلٌ فَقيهٌ طَبٌّ بالضِّراب حاذِقٌ وفي الحديث لعَنَ اللهُ النائحةَ والمُسْتَفْقِهةَ هي التي تُجاوِبُها في قولها لأَنها تتَلَقَّفُه وتتَفَهَّمُه فتُجيبها عنه ابن بري الفَقْهةُ المَحالةُ في نُقْرة القفا قال الراجز وتَضْرِب الفَقْهةَ حتى تَنْدَلِق قال وهي مقلوبة من الفَهْقة

( فكه ) الفاكهةُ معروفةٌ وأَجْناسُها الفَواكهُ وقد اختلف فيها فقال بعض العلماء كل شيء قد سُمِّيَ من الثِّمار في القُرآن نحو العِنَب والرُّمّان فإنا لا نُسَمِّيه فاكهةً قال ولو حَلَفَ أَن لا يأْكل فاكهة فأَكل عنباً ورُمّاناً لم يَحْنَثْ ولم يكنْ حانثاً وقال آخرون كلُّ الثِّمار فاكهةٌ وإنما كرر في القرآن في قوله تعالى فيهما فاكهةٌ ونخلٌ ورُمّانٌ لتَفْضِيل النخلِ والرُّمَّان على سائر الفواكه دُونَهما ومثله قوله تعالى وإذْ أَخَذْنا من النَّبِيِّين مِيثاقَهم ومِنْكَ ومن نوحٍ وإبراهيمَ وموسَى وعيسى بن مريم فكرر هؤلاء للتفضيل على النَّبِيِّين ولم يَخْرُجوا منهم قال الأَزهري وما علمت أَحداً من العرب قال إنَّ النخيلَ والكُرومَ ثِمارُها ليست من الفاكهة وإنما شذ قول النعمان بن ثابت في هذه المسأَلة عن أَقاويل جماعة فقهاء الأَمصار لقلة علمه بكلام العرب وعلمِ اللغة وتأْويلِ القُرآن العربي المُبين والعرب تَذْكُر الأَشياء جملة ثم تَخُصُّ منها شيئاً بالتسمية تنبيهاً على فَضْلٍ فيه قال الله تعالى مَنْ كانَ عَدُوّاً لله وملائكتهِ ورُسُلِه وجِبْريلَ ومِيكالَ فمن قال إن جِبْريلَ ومِيكالَ ليسا من الملائكة لإفْرادِ الله عزَّ وجل إياهما بالتسمية بعد ذِكْر الملائكة جُمْلةً فهو كافر لأَن الله تعالى نص على ذلك وبَيَّنه وكذلك مَنْ قال إن ثمرَ النخلِ والرُّمانِ ليس فاكهة لإفراد الله تعالى إياهما بالتسمية بعد ذكر الفاكهة جُمْلة فهو جاهل وهو خلافُ المعقول وخلافُ لغة العرب ورجلٌ فَكهٌ يأْكل الفاكِهةَ وفاكِهٌ عنده فاكهة وكلاهُما على النَّسَب أَبو معاذ النحوي الفاكه الذي كَثُرَتْ فاكِهتُه والفَكِهُ الذي يَنالُ من أَعراضِ الناسِ والفاكهانِيُّ الذي يَبِيعُ الفاكهةَ قال سيبويه ولا يقال لبائع الفاكهة فَكَّاه كما قالوا لَبّان ونَبّال لأَن هذا الضرب إنما هو سماعي لا اطِّراديّ وفَكَّهَ القومَ بالفاكِهة أَتاهم بها والفاكهة أَيضاً الحَلْواءُ على التشبيه وفَكَّهَهُم بمُلَح الكلام أَطْرَفَهُم والاسمُ الفكِيهةُ والفُكاهةُ بالضم والمصدر المتوهم فيه الفعل الفَكاهةُ الجوهري الفَكاهةُ بالفتح مصدرُ فَكِهَ الرجلُ بالكسر فهو فَكِهٌ إذا كان طَيِّبَ النَّفْس مَزّاحاً والفاكهُ المزّاحُ وفي حديث أَنس كان النبي صلى الله عليه وسلم من أَفْكَهِ الناس مع صَبِيٍّ الفاكهُ المازحُ وفي حديث زيد بن ثابت أَنه كان من أَفْكَهِ الناسِ إذا خلا مع أَهله ومنه الحديث أَربعٌ ليس غِيبَتُهن بغيبةٍ منهم المُتَفَكِّهون بالأُمَّهات هم الذين يَشْتُمُونَهُنَّ مُمازِحِين والفُكاهةُ بالضم المِزاحُ وقيل الفاكهُ ذو الفُكاهة كالتامر واللاَّبن والتَّفاكُهُ التَّمازُحُ وفاكَهْتُ القومَ مُفاكَهةً بمُلَحِ الكلامِ والمِزاحِ والمُفاكهَةُ المُمازحَةُ وفي المثل لا تُفاكِه أَمَهْ ولا تَبُلْ على أَكَمَهْ والفَكِهُ الطَّيِّبُ النفس وقد فَكِهَ فَكَهاً أَبو زيد رجل فَكِهٌ وفاكِهٌ وفَيْكَهان وهو الطيب النفس المزَّاحُ وأَنشد إذا فَيْكهانٌ ذو مُلاءٍ ولِمَّةٍ قليل الأَذَى فيما يُرَى الناسُ مُسْلِمُ وفاكَهْتُ مازَحْتُ ويقال للمرأَة فَكِهةٌ وللنساء فَكِهات وتَفَكَّهْتُ بالشيء تَمَتَّعْتُ به ويقال تركت القومَ يتَفَكَّهُون بفلانٍ أَي يَغْتابونه ويتَناولونَ منه والفَكِهُ الذي يُحَدِّث أَصحابَه ويُضْحِكُهم وفَكِهَ مِنْ كذا وكذا وتفَكَّه عَجِبَ تقول تفَكَّهْنا من كذا وكذا أي تعَجَّبْنا ومنه قوله عز وجل فظَلْتُمْ تَفَكَّهُون أَي تتَعجَّبُونَ مما نَزَلَ بكم في زَرْعِكم وقوله عز وجل فاكِهين بما آتاهُم رَبُّهم أَي ناعمين مُعْجبينَ بما هم فيه ومن قرأَ فَكِهينَ يقول فَرِحِين والفاكِهُ الناعم في قوله تعالى في شُغُل فاكِهونَ والفَكِهُ المُعْجب وحكى ابن الأَعرابي لو سَمِعْتَ حديث فلان لما فَكِهْتَ له أَي لما أَعجبك وقوله تعالى في شُغُلٍ فاكهون أَي مُتعجِّبون ناعِمون بما هم فيه الفراء في قوله تعالى في صفة أَهل الجنة في شُغُلٍ فاكهون بالأَلف ويقرأُ فَكِهُون وهي بمنزلة حَذِرُون وحاذِرُون قال أَبو منصور لما قرئ بالحرفين في صفة أَهل الجنة علم أَن معناهما واحد أَبو عبيد تقول العرب للرجل إذا كان يَتَفَكَّه بالطعام أَو بالفاكهةِ أَو بأَعْراضِ الناس إن فلاناً لَفَكِهٌ بكذا وكذا وأَنشد فَكِهٌ إلى جَنْبِ الخِوانِ إذا غَدتْ نَكْباء تَقْطَعُ ثابتَ الأَطْنابِ والفَكِهُ الأَشِرُ البَطِرُ والفاكِهُ من التَّفَكُّهِ وقرئ ونَعْمةٍ كانوا فيها فَكِهينَ أَي أَشِرينَ وفاكهينَ أَي ناعمين التهذيب أََهل التفسير يختارون ما كان في وصف أَهل الجنة فاكِهين وما في وصف أهل النار فَكهينَ أَي أَشِرينَ بَطِرين قال الفراء في قوله تعالى إنَّ المُتَّقِينَ في جنّات ونَعيمٍ فاكهينَ قال مُعْجبين بما آتاهم ربهم وقال الزجاج قرئ فَكِهينَ وفاكِهينَ جميعاً والنصب على الحال ومعنى فاكِهينَ بما آتاهم ربهم أَي مُعْجبين والتَّفَكُّهُ التنَدُّمُ وفي التنزيل فظَلْتُم تَفكَّهون معناه تَنَدَّمُون وكذلك تَفَكَّنُون وهي لغة لِعُكْل اللحياني أَزْدُ شَنُوءَة يقولون يتَفكَّهُون وتميمٌ تقولُ يتَفَكَّنُون أَي يتندَّمُون ابن الأَعرابي تفَكَّهْتُ وتفَكَّنْتُ أَي تندَّمْت وأَفْكَهَتِ الناقة إذا رأَيت في لبنها خُثورةً شِبْهَ اللِّبَإِ والمُفْكِه من الإبلِ التي يُهَراق لَبَنُها عند النِّتاج قبل أَن تَضَعَ والفعل كالفعل وأَفْكَهَت الناقةُ إذا دَرَّتْ عند أَكل الربيع قبل أَن تَضَع فهي مُفْكِةٌ قال شمر ناقة مُفْكِهةٌ ومُفْكِةٌ وذلك إذا أَقْرَبَتْ فاسْتَرْخَى صَلَواها وعَظُمَ ضَرْعُها ودنا نِتاجها قال الأَحْوص بَنِي عَمِّنا لا تَبْعَثُوا الحَرْبَ إنني أَرى الحربَ أَمْسَتْ مُفْكِهاً قد أَصَنَّتِ قال شمر أَصَنَّت استَرْخى صَلَواها ودنا نِتاجُها وأَنشد مُفْكِهة أَدْنَتْ على رأْسِ الوَلَدْ قد أَقْرَبَتْ نَتْجاً وحانَ أَنْ تَلِدْ أي حانَ وِلادُها قال وقوم يجعلون المُفْكِهة مُقْرِباً من الإبل والخيل والحُمُر والشاء وبعضُهم يجعلها حين استبان حملها وقوم يجعلون المُفْكِهةَ والدافِعَ سَواء وفاكهٌ اسم والفاكهُ ابنُ المُغِيرة المَخْزُوميّ عمّ خالد بن الوليد وفُكَيْهةُ اسم امرأَة يجوز أَن يكون تصغير فَكِهةٍ التي هي الطَّيِّبةُ النَّفْس الضَّحوكُ وأَن يكون تصغيرَ فاكهةٍ مُرَخَّماً أَنشد سيبويه تقولُ إذا استَهْلَكْتُ مالاً لِلَذَّة فُكَيْهةُ هَشَّيْءٌ بكَفَّيْكَ لائِقُ ؟ يريد هلْ شيءٌ

( فهه ) فَهَّ عن الشيء يَفَهُّ فَهّاً نَسِيَه وأَفَهَّهُ غيرهُ أَنْساه والفَهُّ الكليلُ اللسانِ العَييُّ عن حاجته والأُنثى فَهَّةٌ بالهاء والفَهِيهُ والفَهْفَهُ كالفَهِّ وقد فَهِهْتَ وفَهَهْتَ تَفَهُّ وتَفِهُّ فَهّاً وفَهَهاً وفَهَاهةً أَي عَيِيتَ وفَهَّ العَيِيُّ عن حاجته الجوهري الفَهةُ والفَهاهةُ العِيُّ يقال سَفِيه فَهِيهٌ وفَهَّهُ الله ويقال خرجت لحاجةٍ فأَفَهَّني عنها فلانٌ حتى فَهِهْتُ أَي أَنْسانِيها ابن الأَعرابي أَفَهَّني عن حاجتي حتى فَهِهْتُ فَهَهاً أَي شَغَلني عنها حتى نَسِيتُها ورجلٌ فَهٌّ وفَهِيهٌ وأَنشد فلم تُلْفِني فَهّاً ولم تُلْفِ حُجَّتي مُلَجْلَجَةً أَبْغي لها مَنْ يُقِيمُها ابن شميل فَهَّ الرجلُ في خُطْبَتِه وحُجَّتِه إذا لم يُبالِغْ فيها ولم يَشْفِها وقد فَهِهْتَ في خُطْبَتِكَ فَهاهةً قال وتقول أَتَيْتُ فلاناً فبَيَّنْتُ له أَمري كلَّه إلا شيئاً فَهِهْتُه أَي نَسِيتُه وفهْفَهَ إذا سَقَطَ من مرتبةٍ عالية إلى سُفْلٍ وفي الحديث ما سَمِعتُ منك فَهَّةً في الإسلام قَبْلَها يعني السَّقْطةَ والجَهْلة ونحوَها وفي حديث أَبي عبيدة بن الجرَّاح أَنه قال لعمر رضي الله عنه حين قال له يوم السَّقِيفةِ ابْسُطْ يَدَك أُبايِعْك ما رأَيت مِنْك فَهَّةً في الإسلام قَبْلَها أَتُبايِعُني وفيكمُ الصِّدِّيقُ ثانيَ اثْنَينِ ؟ قال أَبو عبيد الفَهَّة مثل السَّقْطةِ والجَهْلةِ ونحوِها يقال فَهَّ يَفَهُّ فَهاهةً وفَهِه فَهُوَ فَهٌّ وفَهِيهٌ إذا جاءت منه سَقْطةٌ من العِيِّ وغيره

( فوه ) الليث الفُوهُ أَصلُ بناء تأْسِيسِ الفمِ قال أَبو منصور ومما يَدُّلُّك على أَن الأَصل في فمٍ وفُو وفا وفي هاءٌ حُذِفَت من آخرها قولُهم للرجل الكثيرِ الأَكلِ فَيِّهٌ وامرأَة فَيِّهةٌ ورجل أَفْوَهُ عظيمُ الفَم طويلُ الاسنان ومَحالةٌ فَوْهاء إذا طالت أَسنانها التي يَجْري الرِّشاءُ فيها ابن سيده الفاهُ والفُوهُ والفِيهُ والفَمُ سواءٌ والجمعُ أَفواهٌ وقوله عزَّ وجل ذلك قولُهم بأَفْواهِهم وكلُّ قولٍ إنما هو بالفم إنما المعنى ليس فيه بيانٌ ولا بُرْهانٌ إنما هو قولٌ بالفمِ ولا معنى صحيحاً تَحْتَه لأَنهم معترفون بأَنّ اللهَ لم يتَّخِذْ صاحبةً فكيف يَزْعُمون أَنَّ له ولداً ؟ أَما كونُه جمعَ فُوهٍ فبَيِّنٌ وأَما كونه جمع فِيهٍ فَمِنْ باب ريحٍ وأَرْواحٍ إذ لم نسْمَعْ أَفْياهاً وأَما كونُه جمعَ فاهٍ فإن الاشتقاق يؤْذن أَن فاهاً من الواو لقولهم مُفَوَّةٌ وأَما كونه جمع فِمٍ فلأَنَّ أَصلَ فَمٍ فَوَهٌ فحُذِفت الهاء كما حذفت مِنْ سَنةٍ فيمن قال عامَلْتُ مُسانَهةً وكما حُذِفت من شاةٍ ومن شَفَةٍ ومن عِضَةٍ ومن اسْتٍ وبقيت الواو طرفاً متحركة فوجب إبدالُها أَلفاً لانفتاح ما قبلها فبقي فاً ولا يكون الاسم على حرفين أَحدُهما التنوينُ فأُبْدل مكانَها حرفٌ جَلْدٌ مُشاكِلٌ لها وهو الميمُ لأَنهما شَفَهِيَّتان وفي الميم هُوِيٌّ في الفَمِ يُضارِعُ امتدادَ الواوِ قال أَبو الهيثم العربُ تستثقل وُقوفاً على الهاءِ والحاءِ والواوِ والياءِ إذا سَكَنَ ما قبلَها فتَحْذِفُ هذه الحروفَ وتُبْقي الاسمَ على حرفين كما حذفوا الواوَ من أَبٍ وأَخٍ وغَدٍ وهَنٍ والياءَ من يَدٍ ودَمٍ والحاءَ من حِرٍ والهاءَ من فُوهٍ وشَفةٍ وشاةٍ فلما حذفوا الهاءَ من فُوهٍ بقيت الواو ساكنة فاستثقلوا وقوفاً عليها فحذفوها فبقي الاسم فاءً وحدها فوصلوها بميم ليصيرَ حرفين حرفٌ يُبْتَدأُ به فيُحرَّك وحرفٌ يُسْكَت عليه فيُسَكِّن وإنما خَصُّوا الميم بالزيادة لِمَا كان في مَسْكَنٍ والميمُ من حروف الشَّفَتين تنطبقان بها وأَما ما حكي من قولهم أَفْمامٌ فليس بجمع فَمٍ إنما هو من باب مَلامِحَ ومَحاسِنَ ويدل على أَن فَماً مفتوحُ الفاء وُجُودك إياها مفتوحةً في هذا اللفظ وأَما ما حكى فيها أَبو زيد وغيرهُ من كسْرِ الفاء وضمِّها فضرْبٌ من التغيير لَحِقَ الكلمةَ لإعْلالِها بحذف لامِها وإبدال عيْنِها وأَما قول الراجز يا لَيْتَها قد خَرَجَتْ مِنْ فُمِّهِ حتى يَعودَ المُلْك في أُسْطُمِّهِ يُرْوَى بضم الفاء من فُمِّه وفتحِها قال ابن سيده القول في تشديد الميم عندي أَنه ليس بلغة في هذه الكلمة أَلا ترى أَنك لا تجد لهذه المُشدِّدةِ الميمِ تصَرُّفاً إنما التصرُّفُ كله على ف و ه ؟ من ذلك قولُ الله تعالى يقولون بأَفْواهِهم ما ليْسَ في قُلوبِهم وقال الشاعر فلا لَغْوٌ ولا تأْثِيمَ فيها وما فاهُوا به أَبداً مُقِيمُ وقالوا رجلٌ مُفَوَّه إذا أَجادَ القولَ ومنه الأفْوَهُ للواسعِ الفمِ ولم نسْمَعْهم قالوا أَفْمام ولا تفَمَّمت ولا رجل أَفَمّ ولا شيئاً من هذا النحو لم نذكره فدل اجتماعهم على تصَرُّفِ الكلمة بالفاء والواو والهاء على أَن التشديد في فَمٍّ لا أَصل له في نفس المثال إنما هو عارضٌ لَحِقَ الكلمة فإن قال قائل فإذا ثبت بما ذَكَرْتَه أَن التشديد في فَمٍّ عارض ليس من نفس الكلمة فمِنْ أَيْنَ أَتَى هذا التشديد وكيف وجهُ دخولهِ إياها ؟ فالجواب أَن أَصل ذلك أَنهم ثَقَّلوا الميمَ في الوقف فقالوا فَمّ كما يقولون هذا خالِدّ وهو يَجْعَلّ ثم إنهم أَجْرَوُا الوصل مُجْرَى الوقف فقالوا هذا فَمٌّ ورأَيت فَمّاً كما أَجْرَوُا الوصلَ مُجْرَى الوقف فيما حكاه سيبويه عنهم من قولهم ضَخْمٌ يُحِبُّ الخُلُقَ الأَضْخَمَّا وقولهم أَيضاً ببازِلٍ وَجْنَاءَ أَو عَيْهَلِّ كأَنَّ مَهْواها على الكَلْكَلِّ مَوْقِعُ كَفِّيْ راهِبٍ يُصَلِّي يريد العَيْهَلَ والكَلْكَلَ قال ابن جني فهذا حكم تشديد الميم عندي وهو أَقوى من أَن تَجْعَل الكلمةَ من ذوات التضعيف بمنزلة همٍّ وحمٍّ قال فإن قلت فإذا كان أَصلُ فَمٍ عندك فَوَه فما تقول في قول الفرزدق هما نَفَثا في فيَّ مِنْْ فَمَوَيْهِما على النّابِحِ العاوِي أَشدَّ رِجام وإذا كانت الميم بدلاً من الواو التي هي عَيْنٌ فكيف جاز له الجمع بينهما ؟ فالجواب أَن أَبا عليٍّ حكى لنا عن أَبي بكر وأَبي إسحق أَنهما ذهبا إلى أَن الشاعر جمعَ بين العِوَض والمُعَوَّض عنه لأَن الكلمة مَجْهورة منقوصة وأَجاز أَبو علي فيها وجهاً آخرَ وهوأَن تكون الواوُ في فمَوَيْهِما لاماً في موضع الهاء من أَفْواه وتكون الكلمة تَعْتَفِبُ عليها لامانِ هاءٌ مرة وواوٌ أُخرى فجرى هذا مَجْرى سَنةٍ وعِضَةٍ أَلا ترى أَنهما في قول سيبويه سَنَوات وأَسْنَتُوا ومُساناة وعِضَوات واوانِ ؟ وتَجِدُهما في قول من قال ليست بسَنْهاء وبعير عاضِهٌ هاءين وإذا ثبت بما قدَّمناه أَن عين فَمٍ في الأصل واوٌ فينبغي أََن تقْضِيَ بسكونها لأَن السكون هو الأَصل حتى تَقومَ الدلالةُ على الحركةِ الزائدة فإن قلت فهلاَّ قضَيْتَ بحركة العين لِجَمْعِك إياه على أَفْواهٍ لأَن أَفْعالاً إنما هو في الأَمر العامّ جمعُ فَعَلٍ نحو بَطَلٍ وأَبْطالٍ وقَدَمٍ وأَقْدامٍ ورَسَنٍ وأَرْسانٍ ؟ فالجواب أَن فَعْلاً مما عينُه واوٌ بابُه أَيضاً أَفْعال وذلك سَوْطٌ وأَسْواطٌ وحَوْض وأَحْواض وطَوْق وأَطْواق ففَوْهٌ لأن عينَه واوٌ أَشْبَهُ بهذا منه بقَدَمٍ ورَسَنٍ قال الجوهري والفُوه أَصلُ قولِنا فَم لأَن الجمع أَفْواهٌ إلا أَنهم استثقلوا اجتماعَ الهاءين في قولك هذا فُوهُه بالإضافة فحذفوا منه الهاء فقالوا هذا فُوه وفُو زيدٍ ورأَيت فا زيدٍ وإذا أَضَفْتَ إلى نفسك قلت هذا فِيَّ يستوي فيه حالُ الرفع والنصبِ والخفضِ لأَن الواوَ تُقُلَبُ ياءً فتُذْغَم وهذا إنما يقال في الإضافة وربما قالوا ذلك في غير الإضافة وهو قليل قال العجاج خالَطَ مِنْ سَلْمَى خياشِيمَ وفا صَهْباءَ خُرْطوماً عُقاراً قَرْقَفَا وصَفَ عُذوبةَ ريقِها يقول كأَنها عُقارٌ خالَط خَياشِيمَها وفاها فكَفَّ عن المضاف إليه قال ابن سيده وأَما قول الشاعر أَنشده الفراء يا حَبَّذَا عَيْنا سُلَيْمَى والفَما قال الفراء أَراد والفَمَانِ يعني الفمَ والأَنْفَ فثَنَّاهُما بلفظ الفمِ للمُجاوَرةِ وأَجاز أَيضاً أَن يَنْصِبَه على أَنه مفعول معَه كأَنه قال مع الفم قال ابن جني وقد يجوز أَن يُنصَب بفعل مضمر كأَنه قال وأُحِبُّ الفمَ ويجوز أَن يكون الفمُ في موضع رفع إلا أَنه اسم مقصورٌ بمنزلة عَصاً وقد ذكرنا من ذلك شيئاً في ترجمة فمم وقالوا فُوك وفُو زيدٍ في حدِّ الإضافة وذلك في حد الرفع وفا زيدٍ وفي زيدِ في حدِّ النصب والجر لأَن التنوين قد أُمِنَ ههنا بلزوم الإضافة وصارت كأَنها من تمامه وأَما قول العجاج خالطَ مِنْ سَلْمَى خَياشِيمَ وفا فإنه جاءَ به على لغة من لم ينون فقد أُمِنَ حذْف الأَلف لالتقاء الساكنين كما أُمِنع في شاةٍ وذا مالٍ قال سيبويه وقالوا كلَّمْتُه فاهُ إلى فِيَّ وهي من الأسماء الموضوعة مَوْضِعَ المصادر ولا ينفردُ مما بعده ولو قلتَ كلَّمتُه فاهُ لم يَجُزْ لأَنك تُخْبِر بقُرْبِك منه وأَنك كلَّمْتَه ولا أَحَدَ بينك وبينَه وإن شئت رفعت أَي وهذه حالُه قال الجوهري وقولهم كلَّمتُه فاه إلى فِيَّ أَي مُشافِهاً ونصْبُ فاهٍ على الحال وإذا أَفْرَدُوا لم يحتمل الواوُ التنوين فحذفوها وعوَّضوا من الهاءِ ميماً قالوا هذا فمٌ وفَمَانِ وفَمَوان قال ولو كان الميمُ عِوَضاً من الواو لما اجتمعتا قال ابن بري الميمُ في فَمٍ بدلٌ من الواو وليست عِوَضاً من الهاءِ كما ذكره الجوهري قال وقد جاء في الشعر فَماً مقصور مثل عصاً قال وعلى ذلك جاء تثنيةُ فَمَوانِ وأَنشد يا حَبَّذا وَجْهُ سُلَيْمى والفَما والجِيدُ والنَّحْرُ وثَدْيٌ قد نَما وفي حديث ابن مسعود أَقْرَأَنِيها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فاهُ إلى فِيَّ أَي مُشافَهةً وتَلْقِيناً وهو نصبٌ على الحال بتقدير المشتق ويقال فيه كلَّمني فُوهُ إلى فِيَّ بالرفع والجملة في موضع الحال قال ومن أَمثالهم في باب الدعاء على الرجُل العرب تقول فاهَا لِفِيك تريد فا الداهية وهي من الأَسماء التي أُجْرِيت مُجْرَى المصدر المدعوّ بها على إضمار الفعل غير المستعمل إظهارهُ قال سيبويه فاهَا لِفِيك غير منون إنما يريد فا الداهيةِ وصار بدلاً من اللفظ بقول دَهاكَ اللهُ قال ويَدُلُّك على أَنه يُريدُ الداهيةَ قوله وداهِية مِنْ دَواهي المَنو نِ يَرْهَبُها الناسُ لا فا لها فجعل للداهية فماً وكأَنه بدلٌ من قولهم دَهاكَ الله وقيل معناه الخَيْبة لَكَ وأَصله أَنه يريدُ جَعَل اللهُ بفِيك الأَرضَ كما يقال بفيك الحجرُ وبفيك الأَثْلبُ وقال رجل من بَلْهُجَيْم فقلتُ له فاهَا بفِيكَ فإنها قَلوصُ امرئٍ قارِيكَ ما أَنتَ حاذِرهُ يعني يَقْرِيك من القِرَى وأَورده الجوهري فإنه قلوصُ امرئ قال ابن بري وصواب إنشاده فإنها والبيت لأَبي سِدْرة الأَسَديّ ويقال الهُجَيْميّ وحكي عن شمر قال سمعت ابن الأَعرابي يقول فاهاً بفِيك منوَّناً أَي أَلْصَقَ اللهُ فاكَ بالأَرضِ قال وقال بعضهم فاهَا لفِيكَ غير مُنوَّن دُعاء عليه بكسر الفَمِ أَي كَسَر الله فَمَك قال وقال سيبويه فاهَا لفِيكَ غيرُ منوَّن إنما يريد فا الداهيةِ وصار الضميرُ بدلاً من اللفظ بالفعل وأُضْمِرَ كما أُضمر للتُّرب والجَنْدَل وصار بدلاً من اللفظ بقوله دَهاكَ الله وقال آخر لئِنْ مالكٌ أَمْسَى ذليلاً لَطالَما سَعَى للَّتي لا فا لها غير آئِبِ أَراد لا فَمَ لها ولا وَجْه أَي للداهية وقال الآخر ولا أَقولُ لِذِي قُرْبَى وآصِرةٍ فاها لِفِيكَ على حالٍ من العَطَبِ ويقال للرجل الصغير الفمِ فُو جُرَذٍ وفُو دَبَى يُلَقَّب به الرجل ويقال للمُنْتِن ريحِ الفمِ فُو فَرَسٍ حَمِرٍ ويقال لو وَجَدتُ إليه فَا كَرِشٍ أَي لو وجدت إليه سبيلاً ابن سيده وحكى ابن الأَعرابي في تثنية الفمِ فَمَانِ وفَمَيانِ وفَموانِ فأَما فَمانِ فعلى اللفظ وأَما فَمَيانِ وفَمَوانِ فنادر قال وأَما سيبويه فقال في قول الفرزدق هُما نَفَثا في فِيَّ مِنْ فَمَوَيْهِما إنه على الضرورة والفَوَهُ بالتحريك سَعَةُ الفمِ وعِظَمُه والفَوَهُ أَيضاً خُروجُ الأَسنانِ من الشَّفَتينِ وطولُها فَوِهَ يَفْوَهُ فَوَهاً فهو أَفْوَهُ والأُنثى فَوْهاء بيِّنا الفَوَهِ وكذلك هو في الخَيْل ورجل أَفْوَهُ واسعُ الفمِ قال الراجز يصف الأَسد أَشْدَق يَفْتَرُّ افْتِرارَ الأَفْوَهَِ وفرس فَوْهاءِ شَوْهاء واسعة الفم في رأْسها طُولٌ والفَوَهُ في بعض الصفات خروجُ الثَّنايا العُلْيا وطولُها قال ابن بري طول الثنايا العليا يقال له الرَّوَقُ فأَما الفَوَهُ فهو طول الأَسنانِ كلِّها ومَحالةٌ فَوْهاء طالت أَسنانُها التي يَجْري الرِّشاءُ بينها ويقال لمحالة السانِيةِ إذا طالت أَسْنانُها إنها لَفَوْهاءُ بيِّنة الفَوَهِ قال الراجز كَبْداء فَوْهاء كجَوْزِ المُقْحَم وبئر فَوْهاء واسَعةُ الفمِ وطَعْنةٌ فَوْهاءُ واسعةٌ وفاهَ بالكلام يَفُوهُ نَطَقَ ولَفَظَ به وأَنشد لأُمَيَّةَ وما فاهُوا به لَهُمُ مُقيمُ قال ابن سيده وهذه الكلمة يائيَّة وواويَّة أَبو زيد فاهَ الرجل يَفُوه فَوْهاً إذا كان مُتكلِّماً وقالوا هو فاهٌ بجُوعِه إذا أَظْهَرَه وباحَ به والأَصل فائِهٌ بجُوعِه فقيل فاهٌ كما قالوا جُرُفٌ هارٌ وهائرٌ ابن بري وقال الفراء رجل فاوُوهةٌ يَبُوح بكلِّ ما في نفسه وفاهٌ وفاهٍ ورجل مُفَوَّهٌ قادرٌ على المَنْطِق والكلام وكذلك فَيِّهٌ ورجلٌ فَيِّهٌ جَيِّدُ الكلامِ وفَوهَه اللهُ جعَلَه أَفْوََِهَ وفاهَ بالكلام يَفُوه لَفَظَ به ويقال ما فُهْتُ بكلمةٍ وما تَفَوَّهْتُ بمعنى أَي ما فتَحْتُ فمِي بكلمة والمُفَوَّهُ المِنْطِيقُ ورجل مُفَوَّهُ بها وإِنه لذُو فُوَّهةٍ أَي شديدُ الكلامِ بَسِيطُ اللِّسان وفاهاهُ إذا ناطَقَه وفاخَرَه وهافاهُ إذا مايَلَه إلى هَواه والفَيِّهُ أَيضاً الجيِّدُ الأَكلِ وقيل الشديدُ الأَكلِ من الناس وغيرهم فَيْعِل والأُنثى فَيِّهةٌ كثيرةُ الأَكل والفَيِّهُ المُفَوَّهُ المِنْطِيقُ أَيضاً ابن الأَعرابي رجل فَيِّهٌ ومُفَوَّهٌ إذا كان حسَنَ الكلامِ بليغاً في كلامه وفي حديث الأَحْنَفِ خَشِيت أَن يكون مُفَوَّهاً أَي بليغاً مِنْطِيقاً كأنه مأْخوذ من الفَوَهِ وهو سَعةُ الفمِ ورجل فَيِّهٌ ومُسْتَفِيهٌ في الطعام إذا كان أَكُولاً الجوهري الفَيِّهُ الأَكولُ والأَصْلُ فَيْوِهٌ فأُدْغم وهو المِنْطيقُ أَيضاً والمرأَةُ فَيِّهةٌ واستَفاهَ الرجلُ اسْتِفاهةً واسْتِفاهاً الأَخيرة عن اللحياني فهو مُسْتَفِيهٌ اشتَدَّ أَكْلُه بعد قِلَّة وقيل اسْتَفاهَ في الطعام أَكثَرَ منه عن ابن الأَعرابي ولم يخصَّ هل ذلك بعدَ قلَّةٍ أَم لا قال أَبو زبيد يصف شِبْلَيْن ثم اسْتَفاها فلمْ تَقْطَعْ رَضاعَهما عن التَّصَبُّب لا شَعْبٌ ولا قَدْعُ اسْتَفاها اشتَدَّ أَكْلِهما والتَّصَبُّبُ اكْتساءُ اللحمِ للسِّمَنِ بعد الفِطامِ والتَّحلُّم مثلُه والقَدْعُ أَن تُدْفَعَ عن الأَمر تُريدُه يقال قَدَعْتُه فقُدِعَ قَدْعاً وقد اسْتَفاهَ في الأَكل وهو مُسْتَفِيهٌ وقد تكون الاسْتِفاهةُ في الشَّرابِ والمُفَوَّهُ النَّهِمُ الذي لا يَشْبَع ورجل مُفَوَّهٌ ومُسْتَفِيهٌ أَي شديدُ الأَكلِ وشَدَّ ما فَوَّهْتَ في هذا الطعام وتفَوَّهْتَ وفُهْتَ أَي شَدَّ ما أَكَلْتَ وإِنه لمُفَوَّه ومُسْتَفِيهٌ في الكلام أَيضاً وقد اسْتَفاهَ اسْتِفاهةً في الأَكل وذلك إذا كنت قليلَ الطَّعْم ثم اشتَدَّ أَكْلُك وازْدادَ ويقال ما أَشَدَّ فُوَّهَةَ بعيرِك في هذا الكَلإ يريدون أَكْلَه وكذلك فُوّهة فرَسِك ودابَّتِك ومن هذا قولهم أَفْواهُها مَجاسُّها المعنى أَن جَوْدةَ أَكْلِها تَدُلك على سِمَنِها فتُغْنيك عن جَسِّها والعرب تقول سَقَى فلانٌ إِبلَه على أَفْواهِها إذا لم يكن جَبَي لها الماءَ في الحوض قبل ورُودِها وإِنما نزَعَ عليها الماءَ حين وَرَدَتْ وهذا كما يقال سَقَى إبلَه قَبَلاً ويقال أَيضاً جَرَّ فلانٌ إبلَه على أَفْواهِها إذا تركها تَرْعَى وتسِير قاله الأَصمعي وأَنشد أَطْلَقَها نِضْوَ بُلَيٍّ طِلْحِ جَرّاً على أَفْواهِها والسُّجْحِ
( * قوله « على أفواهها والسجح » هكذا في الأصل والتهذيب هنا وتقدم إنشاده في مادة جرر أفواههن السجح )
بُلَيّ تصغير بِلُوٍ وهو البعير الذي بَلاه السفر وأَراد بالسُّجْحِ الخراطيمَ الطِّوال ومن دُعائِهم كَبَّهُ اللهُ لِمَنْخِرَيْه وفَمِه ومنه قول الهذلي أَصَخْرَ بنَ عبدِ الله مَنْ يَغْوِ سادِراً يَقُلْ غَيْرَ شَكٍّ لليَدْينِ وللفَمِ وفُوَّهةُ السِّكَّةِ والطَّريقِ والوادي والنهرِ فَمُه والجمع فُوَّهاتٌ وفَوائِهُ وفُوهةُ الطريقِ كفُوَّهَتِه عن ابن الأَعرابي والزَمْ فُوهةَ الطريقِ وفُوَّهَتَهوفَمَه ويقال قَعَد على فُوَّهةِ الطريق وفُوَّهةِ النهر ولا تقل فَم النهر ولا فُوهة بالتخفيف والجمع أَفْواه على غير قياس وأَنشد ابن بري يا عَجَباً للأَفْلقِ الفَليقِ صِيدَ على فُوَّهةِ الطَّريقِ
( * قوله « للأفاق الفليق » هو هكذا بالأصل )
ابن الأَعرابي الفُوَّهةُ مصَبُّ النهر في الكِظَامةِ وهي السِّقاية الكسائي أَفْواهُ الأَزِقَّةِ والأَنْهار واحدتها فُوَّهةٌ بتشديد الواو مثل حُمَّرة ولا يقال فَم الليث الفُوَّهةُ فمُ النهر ورأْسُ الوادي وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم خرج فما تفَوَّهَ البَقيعَ قال السلامُ عليكم يريد لما دَخَل فمَ البَقِيعِ فشَبَّهه بالفم لأَنه أَول ما يُدْخَل إلى الجوفِ منه ويقال لأَوَّل الزُّقاقِ والنهر فُوَّهَتُه بضم الفاء وتشديد الواو ويقال طَلع علينا فُوَّهةُ إبِلك أَي أَوَّلُها بمنزلة فُوَّهةِ الطريق وأَفْواهُ المكان أَوائُله وأَرْجُلُه أَواخِرُه قال ذو الرمة ولو قُمْتُ ما قامَ ابنُ لَيْلى لقد هَوَتْ رِكابي بأَفْواهِ السَّماوةِ والرِّجْلِ يقول لو قُمْتُ مَقامه انْقَطَعَتْ رِكابي وقولهم إنَّ رَدَّ الفُوَّهَةِ لَشَديدٌ أَي القالةِ وهو من فُهْتُ بالكلام ويقال هو يخاف فُوَّهَة الناسِ أَي فُهْتُ بالكلام ويقال هو يخاف فُوَّهةَ الناسِ أَي قالتَهم والفُوهةُ والفُوَّهةُ تقطيعُ المسلمين بعضهم بعضاً بالغِيبة ويقال مَنْ ذا يُطِيق رَدَّ الفُوَّهةِ والفُوَّهةُ الفمُ أَبو المَكَارم ما أحْسَنْتُ شيئاً قطُّ كَثَغْرٍ في فُوَّهَةِ جاريةٍ حَسْناء أَي ما صادَفْت شيئاً حسناً وأَفْواهُ الطيب نَوافِحُه واحدُها فوه الجوهري الأفْواهُ ما يُعالج به الطِّيبُ كما أَنَّ التَّوابِلَ ما تُعالَج به الأَطْعمة يقال فُوهٌ وأَفْواه مثل سُوقٍ وأَسْواق ثم أفاويهُ وقال أَبو حنيفة الأَفْواهُ أَلْوانُ النَّوْرِ وضُروبُه قال ذو الرمة تَرَدَّيْتُ مِنْ أَفْواهِ نَوْرٍ كأَنَّها زَرابيُّ وارْتَجَّتْ عليها الرَّواعِدُ وقال مرَّة الأَفْواهُ ما أُعِدَّ للطِّيبِ من الرياحين قال وقد تكون الأَفْواه من البقول قال جميل بها قُضُبُ الرَّيْحانِ تَنْدَى وحَنْوَةٌ ومن كلِّ أَفْواه البُقول بها بَقْلُ والأَفْواهُ الأَصْنافُ والأَنواعُ والفُوَّهةُ عروقٌ يُصْبَغ بها وفي التهذيب الفُوَّهُ عروقٌ يصبغ بها قال الأَزهري لا أَعرف الفُوَّهَ بهذا المعنى والفُوَّهةُ اللبَنُ ما دامَ فيه طعمُ الحلاوةِ وقد يقال بالقاف وهو الصحيح والأَفْوه الأَوْدِيُّ مِنْ شُعَرائهم والله تعالى أَعلم

( قره ) قَرِهَ جِلْدُه قَرَهاً تَقَشَّرَ أَو اسْوَدَّ من شدَّةِ الضَّرْب ابن الأَعرابي قَرِه الرجُلُ إذا تَقَوَّب جِلْدُه من كَثْرة القُوَباء والقَرَه في الجسَدَ كالقَلَحِ في الأَسْنانِ وهو الوَسَخُ وقد قَرِه قَرَهاً ورجل مُتَقَرِّه وأَقْرَهُ والأُنثى قَرْهاء

( قله ) القَلَهُ لغة في القَرَه وقَلَهى وقَلَهِيَّا كلاها موضع

( قمه ) القَمَهُ قِلَّةُ الشهوةِ للطعام كالقَهَمِ وقد قَمِهَ وقَمَهَ البعيرُ يَقْمَه قُمُوهاً رفع رأْسَه ولم يَشْرَب الماء لغة في قَمَح وقَمهَ الشيءُ فهو قامِةٌ انْغَمَس حيناً وارتفع أُخرى قال رؤبة يَعْدِلُ أَنْضادَ القِفافِ القُمَّهِ جعَل القُمَّهَ نعتاً للقِفافِ لأَنها تَغِيب حيناً في السَّراب ثم تظهر قال ابن بري قبل هذا البيت الذي أَورده الجوهري قَفْقاف أَلْحِي الرَّاعِساتِ القُمَّهِ قال ابن بري قبله يَعْدِل أَنْضادَ القِفافِ الرُّدَّهِ عنها وأَثْباجَ الرِّمالِ الوُرَّهِ قال والذي في رجز رؤبة تَرْجافُ أَلْحِي الرَّاعِساتِ القُمَّهِ أَي تَرْجافُ أَلْحِي هذهِ الإبلِ الراعِساتِ أَي المضطربات يَعْدِل أَنْضادَ هذه القفافِ ويَخْلُفها ويقال قَمَهَ الشيءَ في الماء يَقْمَهه إذا قَمَسه فارتَفع رأسُه أَحْياناً وانْغَمَرَ أَحياناً فهو قامِهٌ وقال المفضل القامِهُ الذي يَرْكَبُ رَأسَه لا يَدْرِي أَين يتوجه الجوهري القُمَّهُ من الإبل مثل القُمَّح وهي الرافعةُ رُؤوسَها إلى السماء الواحدة قامِهٌ وقامِحٌ وقال الأَزهري في ترجمة مَقَه سَرابٌ أَمْقَه قال رؤبة في الفَيْفِ من ذاكَ البَعيدِ الأَمْقَهِ وهو الذي لا خَضْراء فيه ورواه أَبو عمرو الأَقْمه قال وهو البعيد يقال هو يَتَقَمَّه في الأَرض إذا ذهَبَ فيها وقال الأَصمعي إذا أَقْبَل وأَدْبَر فيها وخرج فلان يَتَقَمَّه في الأَرض لا يَدْرِي أَيْنَ يَذْهَبُ قال أَبو سعيد ويَتَكَمَّه مثله وقال في قول رؤبة القُمَّه هي القُمَّحُ وهي التي رفعت رؤوسها كالقِمَاح التي لا تَشْرَبه

( قنزه ) رجلٌ قَزٌّ قِنْزَهْوٌ وقِزٌّ قِنْزَهْوٌ عن اللحياني ولم يُفَسِّرْ قِنْزهْواً قال ابن سيده وأُراه من الأَلفاظ المبالغ بِها كما قالوا أَصَمّ أَسْلَخُ وأَخْرَسُ أَملسُ وقد يكون قِنْزَهْو ثُلاثِيّاً كقِنْدَأْوٍ

( قهقه ) الليث قَهْ يُحْكَى به ضَرْبٌ من الضَّحِك ثم يُكَرَّرُ بتَصْريفِ الحكاية فيقال قَهْقَهَ يُقَهْقِه قَهْقَهَةً إذا مدَّ وإذا رجَّع ابن سيده قَهْقَهَ رجَّع في ضَحِكه وقيل هو اشتدادُ الضَّحِك قال وقَهْ قَهْ حكايةُ الضَّحِك الجوهري القَهْقَهَةُ في الضحك معروفةٌ وهو أَن يقول قَهْ قَهْ يقال قَهَّ وقَهْقَهَ بمعنىً وإذا خَفَّفَ قيل قَهَّ الضاحِكُ قال الجوهري وقد جاء في الشعر مخففاً قال الراجز يَذْكُر النِّساء نَشَأْنَ في ظِلِّ النَّعِيمِ الأَرْفَهِ فهُْنَّ في تَهانُفٍ وفي قَهِ قال وإِنما خفف في الحكاية وإن اضطر الشاعر إلى تثقيله جازَ له كقوله ظَلِلْنَ في هَزْرَقةٍ وقَةِّ يَهْزَأْنَ مِنْ كلِّ عَبَامٍ فَهِّ وقَرَبٌ مُقَهْقِهٌ وهو من القَهْقَهةِ في قَرَبِ الوِرْدِ مشتقٌّ من اصْطِدامِ الأَحْمالِ لَعَجَلَة السير كأَنهم توهموا لجَرْسِ ذلك جَرْسَ نَغْمةٍ فضاعَفُوه قال ابن سيده وإِنما أَصله المُحَقْحِق ثم قيل المُهَقْهِق على البدل ثم قلب فقيل المُقَهْقِه الأَزهري قال غير واحد من أَئِمَّتِنا الأَصل في قَرَبِ الوِرْدِ أَن يقال قَرَبٌ حَقْحاقٌ بالحاء ثم أَبدلوا الحاء هاء فقالوا للحَقْحَقة هَقْهَقة وهَقْهاق ثم قلبوا الهَقْهقة فقالوا قَهْقَهة كما قالوا حَجْحَج وجَخْجَخَ إذا لم يُبْدِ ما في نفسه قال الجوهري والقَهْقَهةُ في السير مثل الهَقْهَقة مقلوبٌ منه قال رؤبة جَدَّ ولا يَحْمَدْنَه أَنْ يَلْحَقا أقَبُّ قَهْقاهٌ إذا ما هَقْهَقا وقال أَيضاً يُصْبِحْنَ بَعْدَ القَرَبِ المُقَهْقِهِ بالهَيْفِ مِنْ ذاكَ البَعِيدِ الأَمْقَهِ
( * قوله « يصبحن إلخ » في التكملة ويروى يطلقن قبل بدل يصبحن بعد وهو أصح وأشهر )
أَنشدهما الأَصمعي وقال في قوله القَرَبِ المُقَهْقِه أَراد المُحَقْحِق فقلب وأَصل هذا كلِّه من الحَقْحَقَة وهو السيرُ المُتْعِب الشديد وإذا انْتاطَت المَراعِي عن المياه حُمِل المالُ وَقْتَ وِرْدِها خِمْساً كان أَو رِبْعاً على السير الحثيثِ فيقال خِمْسٌ حَقْحاقٌ وقَسْقاس وحَصْحاصٌ وكل هذا السيرُ الذي ليست فيه وَتِيرةٌ ولا فُتُور وإنما قَلَبَ رؤبة حَقْحَقة فجعلها هَقْهَقة ثم جعل هَقْهَقة قَهْقَهة فقال المُقْهْقِه لاضطراره إلى القافية قال ابن بري صواب هذا الرجز بالفَيْفِ مِنْ ذاكَ البعيد الأَمْقَهِ وقال بالفَيْفِ يريد القَفْر والأَمْقَهُ مثلُ الأَمْرَهِ وهو الأَبْيَضُ وأَراد به القَفْرَ الذي لا نَبات به

( قوه ) القُوهةُ اللبَنُ الذي فيه طعم الحلاوة ورواه الليث فُوهة بالفاء وهو تصحيف قال ابن بري قال أَبو عمرو القُوهةُ اللبَنُ الذي يُلْقَى عليه مِنْ سِقاءٍ رائبٍ شيءٌ ويَرُوبُ قال جندل والحَذْرَ والقُوهةَ والسَّدِيفا الجوهري القُوهةُ اللبَنُ إذا تغيَّر طعمُه قليلاً وفيه حَلاوةُ الحَلَبِ والقُوهِيُّ ضَرْبٌ من الثياب بِيضٌ فارسي الأَزهري الثِّياب القُوهِيَّةُ معروفة منسوبة إلى قُوهِسْتانَ قال ذو الرمة من القَهْزِ والقُوهِيِّ بيضُ المَقانِعِ
( * قوله « من القهز إلخ » صدره كما في الصحاح واللسان في مادة قهز من الزرق أو صقع كأن رؤوسها )
وأَنشد ابن بري لنُصَيْب سَوِدْتُ فلم أَمْلِكْ سَوادي وتَحْتَه قَميصٌ منَ القُوهِيِّ بِيضٌ بَنائِقُهْ الليث القاهِيُّ الرجلُ المُخْصِب في رَحْلِه وإنه لفي عَيْشٍ قاهٍ أَي رَفيهٍ بيِّنِ القُهُوَّةِ والقَهْوة وهم قاهِيُّون

( قيه ) القاهُ الطاعةُ قال الزَّفَيان ما بالُ عيْنٍ شَوْقُها اسْتَبْكاها في رَسْمِ دارٍ لَبِسَتْ بِلاها تاللهِ لولا النارُ أَن نَصْلاها أَو يَدْعُوَ الناسُ علينا اللهَ لمَا سَمِعْنا لأَمِيرٍ قاها قال الأُمَوي عرفَتْه بنو أَسد وما لَه عليَّ قاهٌ أَي سُلْطانٌ والقاهُ الجاهُ وفي الحديث أَن رجلاً من أهل المدينة وقيل من أََهل اليمن قال للنبي صلى الله عليه وسلم إنّا أَهلُ قاهٍ فإذا كان قاهُ أَحَدِنا دَعا مَنْ يُعِينه فعَمِلُوا له فأَطعَمَهُم وسَقاهم من شرابٍ يقال له المِزْرُ فقال أَله نَشْوَةٌ ؟ قال نعَمْ قال فلا تَشْرَبوه أَبو عبيد القاهُ سُرْعةُ الإجابة وحُسْنُ المُعاونة يعني أَن بعْضَهم يُعاوِنُ بعضاً في أَعْمالِهم وأَصلُه الطاعةُ وقيل معنى الحديث إنَّا أَهلُ طاعةٍ لِمَنْ يَتَمَلَّكُ علينا وهي عادَتُنا لا نَرى خِلافَها فإذا أَمَرَنا بأَمْرٍ أَو نَهانا عن أَمْرٍ أَطَعْناه فإذا كان قاه أَحَدِنا أَي ذُو قاهِ أَحَدِنا دَعانا إلى مَعُونتِه فأَطْعَمَنا وسَقانا قال ابن الأَثير ذكره الزمخشري في القاف والياء وجعل عينه منقلبة عن ياء ولم يذكره ابن الأَثير إلا في قوه وفي الحديث ما لي عنْدَه جاهٌ ولا لي عليه قاهٌ أَي طاعةٌ الأَصمعي القاهُ والأَقْهُ الطاعةُ يقال أَقاهَ الرجلُ وأَيْقَهَ الدينوري إذا تَناوَبَ أَهلُ الجَوْخانِ فاجتمعوا مَرَّة عند هذا ومرة عند هذا وتعاوَنُوا على الدِّياسِ فإن أَهل اليمن يسمُّون ذلك القاهَ ونَوْبةُ كلِّ رجل قاهُهُ وذلك كالطاعة له عليهم لأَنه تَناوُبٌقد أَلْزَمُوه أَنفسهم فهو واجبٌ لبعضهم على بعض وهذه الترجمة ذكرها الجوهري في قوه قال ابن بري قاه أَصلُه قَيَهَ وهو مقلوب من يَقَه بدليل قولهم اسْتَيْقَه الرجلُ إذا أَطاعَ فكان صوابه أَن يقول في الترجمة قَيه ولا يقول قوَه قال وحجة الجوهري أَنه يقال الوقْهُ بمعنى القاهِ وهو الطاعةُ وقد وَقِهْتُ فهذا يدل على أَنه من الواو وأَما قول المُخَبَّل ورَدُّوا صُدورَ الخَيْلِ حتى تنَهْنَهُوا إلى ذي النُّهَى واسْتَيْقَهُوا للمُحلِّم
( * قوله وردوا صدور إلخ » في التكملة ما نصه والرواية فسدوا نحور القوم فشكوا نحور الخيل )
أَي أَطاعوه إلا أَنه مقلوب قدَّمَ الياء على القاف وكانت القافُ قبْلَها وكذلك قولهم جَذَبَ وجَبَذَ ويروى واسْتَيْدَهوا قال ابن بري وقيل إن المقلوب هو القاهُ دون اسْتَيْقَهوا ويقال اسْتَوْدَه واسْتَيْدَه إذا انْقادَ وأَطاعَ والياء بدل من الواو ابن سيده والقاهُ سُرْعةُ الإجابةِ في الأَكل قال وإِنما قَضَيْنا بأَن أَلفَ قاه ياءٌ لقولهم في معناه أَيْقَهَ واسْتَيْقَهَ أَي أَطاعَ وما جاء من هذا الباب لم يُقَلْ فيه أَبْقَهَ ولا تبيَّنَت فيه الياءُ بوجهٍ حُمِل على الواو وأَيقَهَ أََي فَهِمَ يقال أَيْقِهْ لهذا أي افهمه والله تعالى أََعلم

( كبه ) الأَزهري قال في حديث حذيفة قال له رجلٌ قد نُعِتَ لنا المسيحُ الدجَّال وهو رجلٌ عريضُ الكَبْهةِ أَراد الجَبْهةَ وأَخرج الجيم بين مَخرجها ومخرج الكاف وهي لغة قومٍ من العرب ذكرها سيبويه مع ستة أَحرف أُخرى وقال إنها غير مُستحسنة ولا كثيرةٌ في لغة من تُرْضَى عربيَّتُه

( كته ) كتَهَه كَتْهاً ككدَهَهُ

( كده ) الكَدْهُ بالحجر ونحوهِ صَكٌّ يؤَثِّرُ أَثراً شديداً والجمع كُدُوهٌ وقد كَدَهَه وكَدَّهَهُ وكَدَهَ الشيءَ وكَدَّهَهُ كَسَّره قال رؤبة وخافَ صَقْعَ القارعاتِ الكُدَّهِ وسقطَ من السَّطْح فتَكَدَّهَ وتَكَدَّحَ أَي تكَسَّر وكَدَهَ لأَهْلِه كَدْهاً كسَبَ لهم في مَشقَّةٍ وكَدَهَ يَكْدَهُ لغة في كَدَحَ يَكْدَحُ يقال هو يَكْدَحُ لعِيالهِ ويَكْدَهُ لعيالِه أَي يَكْسِبُ لهم ويقال كَدَهَه الهَمُّ يَكْدَهُه كَدْهاً إذا أَجْهَدَه قال أُسامة الهذلي يصف الحُمُر إذا نُضِحَتْ بالماء وازْدادَ فَوْرُها نَجا وهو مَكْدوهٌ منَ الغمّ ناجِدُ يقول إذا عَرِقَت الحُمُر وفارَت بالغَلْي نجا العَيْرُ والناجدُ الذي قد عَرِقَ وكَدَهَ رأْسَه بالمُشْط وكَدَّهَه فَرَقَهُ به والحاء في كل ذلك لغة والكَدْهُ الغلَبةُ ورجلٌ مَكْدُوهٌ مغلوب وقد كَهَدَ وأَكْهَدَ وكَدَهَ وأَكْدَهَ كلُّ ذلك إذا أَجْهَده الدُّؤُوب ويقال في وجهه كُدُوهٌ وكُدوحٌ أَي خُموشٌ ويقال أَصابه شيء فكَدَهَ وجْهَه وبه كَدْهٌ كَدْهٌ وكُدوهٌ

( كره ) الأَزهري ذكر الله عز وجل الكَرْهَ والكُرْهَ في غير موضع من كتابه العزيز واختلف القراء في فتح الكاف وضمها فروي عن أَحمد بن يحيى أَنه قال قرأَ نافع وأَهل المدينة في سورة البقرة وهو كُرْهٌ لكم بالضم في هذا الحرف خاصة وسائر القرآن بالفتح وكان عاصم يضم هذا الحرف أَيضاً واللذيْنِ في الأَحقاف حَمَلَتْه أُمُّه كُرْهاً ووَضَعْته كُرْهاً ويقرأُ سائرَهُن بالفتح وكان الأَعمشُ وحمزةُ والكسائيُّ يَضُمُّون هذه الحروفَ الثلاثةَ والذي في النساء لا يَحِلُّ لكم أَن تَرِثُوا النساء كُرْهاً ثم قرؤوا كلَّ شيء سواها بالفتح قال وقال بعض أَصْحابنا نختار ما عليه أَهل الحجاز أَن جميع ما في القرآن بالفتح إلا الذي في البقرة خاصة فإن القراء أَجمعوا عليه قال أَحمد بن يحيى ولا أَعلم بين الأَحْرُف التي ضمَّها هؤلاء وبين التي فتحوها فَرْقاً في العربية ولا في سُنَّةٍ تُتَّبع ولا أَرى الناس اتفقوا على الحرف الذي في سورة البقرة خاصة إلا أَنه اسم وبقية القرآن مصادرُ وقد أَجمع كثير من أَهل اللغة أَن الكَرْهَ والكُرْهَ لُغتانِ فبأَيِّ لغة وقع فجائِزٌ إلا الفراء فإنه زعم أَن الكُرْهَ ما أَكْرهْتَ نَفْسَك عليه والكَرْه ما أَكْرَهَكَ غيرُكَ عليه تقول جئْتُكَ كُرْهاً وأَدْخَلْتَني كَرْهاً وقال الزجاج في قوله تعالى وهو كُرْهٌ لكم يقال كَرِهْتُ الشيءَ كَرْهاً وكُرْهاً وكَراهةً وكَرَاهِيَةً قال وكل ما في كتاب الله عز وجل من الكرْه فالفتح فيه جائز إلا في هذا الحرف الذي في هذه الآية فإن أَبا عبيد ذكر أَن القراء مُجْمِعون على ضمِّه قال ومعنى كَراهِيَتِهم القِتالَ أَنهم إنما كَرِهُوه على جِنْسِ غِلَظِه عليهم ومشقَّتِه لا أَن المؤمنين يَكْرَهُونَ فَرْضَ الله لأَن الله تعالى لا يفعل إلا ما فيه الحكمة والصلاح وقال الليث في الكَرْه والكُرْه إذا ضمُّوا أَو خفضوا قالوا كُرْهٌ وإذا فتحوا قالوا كَرْهاً تقول فعلتُه على كُرْهٍ وهو كُرْهٌ وتقول فعلتُه كَرْهاً قال والكَرْهُ المكروهُ قال الأَزهري والذي قاله أَبو العباس والزجاج فحسَنٌ جَمِيل وما قاله الليث فقد قاله بعضهم وليس عند النحويِّين بالبَيِّنِ الواضح الفراء الكُرْه بالضم المَشقَّةُ يقال قُمْتُ على كُرْهٍ أَي على مشقَّةٍ قال ويقال أَقامني فلان على كَرْهٍ بالفتح إذا أَكرهك عليه قال ابن بري يدل على صحة قول الفراء قولُه سبحانه وله أَسْلَم مَنْ في السموات والأَرض طوعاً وكَرْهاً ولم يقرأ أَحد بضم الكاف وقال سبحانه وتعالى كُتِبَ عليكم القتالُ وهو كُرْهٌ لكم ولم يقرأ أَحد بفتح الكاف فيصير الكَره بالفتح فعل المضْطَرّ الكُرْه بالضم فعل المختار ابن سيده الكَرْهُ الإباءُ والمشَقَّةُ تُكَلِّفُها فتَحْتَمِلُها والكُرْهُ بالضم المشقةُ تحْتَمِلُها من غير أَن تُكَلِّفها يقال فعلَ ذلك كَرْهاً وعلى كُرْهٍ وحكى يعقوب أَقامَني على كَرْهٍ وكُرْهٍ وقد كَرِهَه كَرْهاً وكُرْهاً وكَراهَةً وكراهِيةً ومَكْرَهاً ومَكْرَهةً قال لَيْلَةُ غُمَّى طامِسٌ هِلالُها أَوْغَلْتُها ومُكْرَهٌ إيغالُها وأَنشد ثعلب تَصَيَّدُ بالحُلْوِ الحَلالِ ولا تُرَى على مَكْرَهٍ يَبْدُو بها فيَعيبُ يقول لا تَتَكَلَّمُ بما يُكْرَه فيَعيبُها وفي الحديث إِسْباغ الوُضوء على المَكارِه ابن الأَثير جمع مَكْرَهٍ وهو ما يَكْرَههُ الإنسان ويشقُّ عليه والكُرْهُ بالضم والفتح المَشَقَّةُ المعنى أَن يَتَوَضَّأَ مع البرد الشديد والعِلَلِ التي يَتَأَذَّى معها بمسِّ الماء ومع إعْوازِه والحاجةِ إلى طلبه والسَّعْي في تحصيله أَو ابْتِياعِه بالثَّمن الغالي وما أَشبه ذلك من الأَسْباب الشاقَّة وفي حديث عبادة بايَعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم على المَنْشَطِ والمَكْرَه يعني المَحْبوبَ والمَكْروهَ وهما مصدران وفي حديث الأُضْحية هذا يومٌ اللحمُ فيه مكروهٌ يعني أَن طلَبَه في هذا اليوم شاقٌّ قال ابن الأَثير كذا قال أَبو موسى وقيل معناه أَن هذا اليومَ يُكْرَه فيه ذبحُ شاةٍ للَّحم خاصَّة إنما تُذْبَحُ للنُّسُكِ وليس عندي إلا شاةُ لَحْمٍ لا تُجْزِي عن النُّسُك هكذا جاء في مسلم اللَّحْمُ فيه مكروهٌ والذي جاء في البخاري هذا يومٌ يُشْتَهى فيه اللحْمُ وهو ظاهر وفي الحديث خُلِقَ المكروهُ يوم الثَّلاثاءِ وخُلِقَ النُّورُ يومَ الأَرْبعاء أَرادَ بالمَكْرُوهِ ههنا الشرَّ لقوله وخُلقَ النُّورُ يومَ الأَرْبِعاء والنُّورُ خيرٌ وإنما سُمّيَ الشرُّ مَكْروهاً لأَنه ضدُّ المحبوب ابن سيده واسْتَكْرَهَه ككَرِهَهُ وفي المثل أَساءَ كارهٌ ما عَمِلَ وذلك أَن رجلاً أَكْرَهَه آخرُ على عملٍ فأَساءَ عملَه يضربُ هذا للرجل يَطْلُب الحاجة فلا يُبالِغ فيها وقول الخَثْعَمِيَّة رأَيتُ لهمْ سِيماءَ قَوْمٍ كَرِهْتُهم وأَهْلُ الغَضَى قَوْمٌ عليَّ كِرامُ إنما أَراد كَرِهْتُهم لها أَو مِنْ أَجْلِها وشيءٌ كَرْهٌ مكروهٌ قال وحَمْلَقَتْ حَوْلِيَ حَتَّى احْوَلاَّ مَأْقانِ كَرْهانِ لها واقْبَلاَّ وكذلك شيءٌ كَريةٌ ومكروهٌ وأَكْرَهَه عليه فتكارَهَه وتكَرَّهَ الأَمْرَ كَرِهَه وأَكْرهْتُه حَمَلْتُه على أَمْرٍ هو له كارهٌ وجمع المكروه مَكارِهُ وامرأَة مُسْتَكْرِهة غُصِبَتْ نَفْسَها فأُكْرِهَتْ على ذلك وكَرَّهَ إليه الأَمْرَ تكرِيهاً صيَّره كريهاً إليه نقيض حَبَّبَه إليه وما كانَ كَرِيهاً ولقد كَرُهَ كَراهةً وعليه توجَّه ما أَنشده ثعلب من قول الشاعر حتى اكْتَسَى الرأْسُ قِناعاً أَشْهَبا أَمْلَحَ لا لَذّاً ولا مُحَبَّبا أَكْرَهَ جِلْبابٍ لِمَنْ تَجَلْبَبا إنما هو من كَرُه لا مِنْ كَرِهْت لأَن الجِلْبابَ ليس بكارهٍ فإذا امتنع أَن يُحْمَلْ على كَرِهَ إذ الكُرْه إنما هو للحيوان لم يُحْمَلْ إلا على كَرُهَ الذي هو للحيوان وغيره وأَمْرٌ كَريهٌ مَكروهٌ ووَجْهٌ كَرْهٌ وكَريهٌ قبيحٌ وهو من ذلك لأَنه يُكْرَه وأَتَيْتك كَراهينَ أَنْ تَغْضَبَ أَي كَراهيةَ أَن تَغْضبَ وجئتك على كَراهينَ أَي كُرْه قال الحُطَيْئة مُصاحبةٍ على الكَراهينِ فارِكِ
( * قوله « مصاحبة إلخ » صدره كما في التكملة وبكر فلاها عن نعيم غزيرة )
أَي على الكراهة وهي لغة اللحياني أَتَيْتُك كَراهينَ ذلك وكَراهيةَ ذلك بمعنىً واحد والكَرِيهةُ النازلةُ والشدَّةُ في الحرْبِ وكذلك كَرائهُ نَوازلُ الدهر وذو الكَريهةِ السَّيْفُ الذي يَمْضِي على الضَّرائِب الشِّدادِ لا يَنْبُو عن شيء منها قال الأَصمعي مِنْ أَسماء السيوف ذُو الكَريهة وهو الذي يَمْضِي في الضرائب الأَزهري ويقال للأَرض الصُّلْبةِ الغليظة مثل القفِّ وما قارَبَهُ كَرْهةٌ ورجل ذو مَكْروهةٍ أَي شدة قال وفارس في غِمار المَوْتِ مُنْغَمِس إذا تأَلَّى على مَكْروهة صَدَقا ورجل كَرْهٌ مُتَكرِّهٌ وجمل كَرْهٌ شديد الرأْس وأَنشد كَرْه الحَجاجَينِ شَدِيدُ الأَرْآد والكَرْهاءِ أَعْلى النُّقْرة هُذَليَّة أَراد نُقْرَة القَفا والكَرْهاءُ الوَجْهُ والرّأْسُ أَجْمَع

( كفه ) ابن الأَعرابي الكافِهُ رئيسُ العَسْكَرِ وهو الزَّويرُ والعِمادُ والعُمْدةُ والعُمْدانُ قال الأَزهري هذا حرف غريب

( كمه ) الكَمَه في التفسير العَمَى الذي يُولَدُ به الإنسانُ كَمِهَ بَصَرُهُ بالكسر كَمَهاً وهو أَكْمَه إذا اعْتَرَتْهُ ظُلْمَة تَطْمِسُ عليه وفي الحديث فإنهما يُكْمِهانِ الأَبْصارَ والأَكْمَهُ الذي يُولَدُ أَعمى وفي التنزيل العزيز وتُبْرِئُ الأَكْمَهَ والفعلُ كالفِعل وربما جاء الكَمَه في الشِّعْرِ العَمَى العارض قال سُوَيْد كَمِهَتْ عَيْناهُ لمّا ابْيَضَّتا فهْوَ يَلْحَى نَفْسَه لمّا نَزَعْ قال ابن بري وقد يجوز أَن يكون مُسْتعاراً من قولهم كَمِهَتِ الشمسُ إذا عَلَتْها غُبْرَةٌ فأَظْلَمت كما تُظْلِمُ العينُ إذا عَلَتْها غُبْرَةُ العَمَى ويجوز أَيضاً أَن يكون مستعاراً من قولهم كَمهَ الرجلُ إذا سُلِبَ عَقْلُه لأَنّ العينَ بالكَمَهِ يُسْلَبُ نُورُها ومعنى البيت أَن الحَسَدَ قد بَيَّضَ عينيه كما قال رؤبة بَيَّضَ عَيْنيهِ العَمَى المُعَمِّي وذكر أَهلُ اللغة أَن الكَمَهَ يكون خِلْقةً ويكون حادِثاً بعد بَصَرٍ وعلى هذا الوجه الثاني فسر هذا البيت قال ابن سيده وربما قالوا للمسلوب العقلِ أَكْمَه قال رؤبة هَرَّجْتُ فارْتَدَّ ارْتِدادَ الأَكْمَهِ في غائلاتِ الحائرِ المُتَهْتِهِ ابن الأَعرابي الأَكْمَهُ الذي يُبْصِرُ بالنهار ولا يُبْصِرُ بالليل وقال أَبو الهيثم الأَكْمَهُ الأَعْمَى الذي لا يُبْصِرُ فيتحيَّر ويَترَدَّدُ ويقال إن الأَكْمَه الذي تَلِدُه أُمُّه أََعمى وأَنشد بيت رؤبة هَرَّجتُ فارْتَدَّ ارْتِدادَ الأَكْمَهِ فوَصَفهُ بالهَرْج وذكر أَنه كالأَكْمَهِ في حالِ هَرْجِه وكَمِهَ النهارُ إذا اعْتَرَضتْ في شَمْسِه غُبْرَةٌ وكَمِهَ الرجلُ تغيَّر لوْنُه والكامِهُ الذي يَركبُ رأْسَه لا يَدْري أَيْنَ يتَوَجَّه يقال خرج يتَكَمَّهُ في الأَرض

( كنه ) كُنْهُ كلِّ شيءٍ قَدْرُه ونِهايتُه وغايَتُه يقال اعْرِفْه كُنْهَ المعرفةِ وفي بعض المعاني كُنْهُ كلِّ شيءٍ وَقْتُه ووَجْهُه تقول بلَغْتُ كُنْهَ هذا الأَمر أَي غايَته وفعلت كذا في غير كُنْهِه وأَنشد وإنَّ كلامَ المَرْءِ في غير كُنْهِه لَكالنَبْلِ تَهْوِي ليس فيها نِصالُها الجوهري لا يُشْتقُّ منه فِعْلٌ وقولهم لا يَكْتَنِهُه الوصفُ بمعنى لا يَبْلغ كُنْهَه كلامٌ مولَّد الأَزهري اكْتَنَهْتُ الأَمرَ اكْتِناهاً إذا بلَغْتَ كُنْهَه ابن الأَعرابي الكُنْه جوهر الشيء والكُنْهُ الوقتُ تقول تَكَلَّم في كُنْهِ الأَمر أَي في وقْتِه وفي الحديث مَنْ قَتَلَ مُعاهَداً في غير كُنْهِه يعني مَنْ قَتَلَه في غير وقته أَو غايةِ أَمره الذي يجوز فيه قتله ومنه الحديث لا تَسْأَلِ المرأَةُ طَلاقَها في غير كُنْهِه أَي في غير أَن تَبْلُغَ من الأَذَى إلى الغاية التي تُعْذَرُ في سُؤال الطلاق معها والكُنْهُ نهايةُ الشيء وحقيقته

( كهكه ) الكَهَّةُ الناقةُ الضخمةُ المُسِنَّة الأَزهري ناقة كَهَّةٌ وكَهَاةٌ لغتان وهي الضخمة المُسنَّة الثقيلة والكَهَّةُ العجوزُ أَو النابُ مهزولةً كانت أَو سمينةً وقد كَهَّت الناقةُ تَكِهُّ كُهوهاً إذا هَرِمَت ابن الأَعرابي جارية كَهْكاهةٌ وهَكْهاكةٌ إذا كانت سمينةً وكَهَّ الرجلُ اسْتُنْكِهَ عن اللحياني الجوهري وكَهَّ السَّكْرانُ إذا اسْتَنْكَهْتَه فكَهَّ في وَجْهِك أَبو عمرو يقال كَهَّ في وجْهِي أَي تنفَّسَ والأَمْرُ منه كَهَّ وكِهَّ وقد كَهِهْتُ أََكَهُّ وكَهَهْتُ أكِهُّ وفي الحديث أَن ملَكَ الموتِ قال لموسى عليهما السلام وهو يريدُ قبْضَ رُوحِه كُهَّ في وجهي ففَعل فقبَضَ رُوحَه أَي افْتَحْ فاكَ وتنفَّسْ يقال كَهَّ يَكُهُّ وكُهَّ يا فلان أَي أَخْرِجْ نفَسَك ويروى كَهْ بهاء واحدة مُسكَّنة بوزن خَفْ وهو من كاهَ يَكاهُ بهذا المعنى والكَهْكَهةُ ترديدُ البعيرِ هَدِيرَه وكَهْكَهَ الأَسدُ في زئيرِه كذلك وفي التهذيب كأَنه حكايةُ صوْتِه والأَسدُ يُكَهْكِه في زئيره وأَنشد سامٍ على الزَّأْآرةِ المُكَهْكِه والكَهْكَهةُ حكاية صوتِ الزَّمْرِ قال يا حَبَّذا كَهْكَهةُ الغَواني وحَبَّذا تَهانُفُ الرَّواني إلىَّ يومَ رِحْلةِ الأَظْعانِ والكَهْكَهةُ في الضحك أَيضاً وهو في الزَّمْرِ أَعْرَفُ منه في الضحك وكَهْ كَهْ حكايةُ الضحِك وفي التهذيب وكَهْ حكايةُ الكُهَكِه ورجلٌ كُهاكِهٌ الذي تراه إذا نظرتَ إليه كأَنه ضاحكٌ وليس بضاحك وفي الحديث كان الحجاجُ قصيراً أَصفرَ كُهاكِهةً التفسير لشمر حكاه الهروي في الغريبين وقال ابن الأَثير هو من الكَهْكهةِ القهقهةِ وهذا الحديث في النهاية أَصعرَ كُهاكِهاً وفسره كذلك وكَهْكَهَ المَقْرُورُ تنفَّسَ في يدِه ليُسخِّنَها بنفَسه من شدة البرْد فقال كَهْ كَهْ قال الكميت وكهْكَهَ الصَّرِدُ المَقْرُورُ في يدِه واستَدْفأَ الكلْبُ في المأْسورِ ذي الذِّئَبِ وهو أَن يتنفَّس في يده إذا خَصِرَت وشيخ كَهْكَمٌ وهو الذي يُكَهْكِهُ في يده قال يا رُبَّ شَيْخٍ من لُكَيْزٍ كَهْكَمِ قَلَّصَ عن ذاتِ شَبابٍ حَذْلَمِ والكَهْكاهةُ من الرجال المُتَهيِّبُ قال أَبو العيال الهذلي يَرْثي ابنَ عمه عبد بن زُهْرة ولا كهْكاهةٌ بَرِمٌ إذا ما اشتَدَّتِ الحِقَبُ والحِقَبُ السِّنونَ واحدَتُها حِقْبةٌ وفي الصحاح ولا كهكاءة
( * قوله « وفي الصحاح ولا كهكاءة » كذا في الأصل والذي فيما بأيدينا من نسخ الصحاح ولا كهكاهة مثل المذكور قبل ) الأَزهري عن شمر وكَهْكامةٌ بالميم مثلُ كَهْكاهةٍ للمُتَهيِّب قال وكذلك كَهْكَم وأَصلُه كَهامٌ فزيدت الكاف والكَهْكاهُ الضعيفُ وتَكَهْكَه عنه ضَعُف

( كوه ) كوِهَ كَوَهاً تحيَّر وتَكَوَّهَتْ عليه أُمورُه تفرَّقَت واتَّسَعَت وربما قالوا كُهْتُه وكِهْتُه في معنى اسْتَنْكَهْتُه وفي الحديث فقال مَلَكُ الموت لموسى عليه الصلاة والسلام كُهْ في وجهي ورواه اللحياني كَهْ في وجهي بالفتح

( كيه ) الكَيِّهُ البَرِمُ بِحِيلته لا يتوجه لها وقيل هو الذي لا مُتَصَرَّفَ له ولا حِيلَة وكِهْتُ الرجلَ أكِيهُه اسْتَنْكَهْتُه

( لثه ) الليث اللَّثاهُ اللُّهاةُ ويقال هي اللِّثهُ واللَّثهُ من اللَّثاه لحمٌ على أُصول الأَسنان قال الأَزهري والذي عَرَفْته اللِّثاتُ جمع اللِّثَةِ واللِّثَةُ عند النحويين أَصلها لِثَيَةٌ من لَثِيَ الشيءُ يَلْثَى إذا نَدِيَ وابْتَلَّ قال وليس من باب الهاء وسنذكره في موضعه وفي حديث ابن عمر لعَنَ الواشِمةَ قال نافع الوَشمُ في اللِّثةِ اللِّثَةُ بالكسر والتخفيف عُمورُ الأَسْنانِ وهي مَغارِزُها

( لطه ) ابن الأَعرابي اللَّطْحُ واللَّطْهُ واحدٌ وهو الضرب بباطن الكف وفي النوادر هَلْطةٌ من خَبَرٍ وهَيْطةٌ ولَهْطةٌ ولَعْطةٌ وخبْطةٌ وخَوْطةٌ كلُّه الخبر تَسمعه ولم تَسْتَحِقَّ ولم تُكذِّبْ

( لهله ) اللَّهْلَهةُ الرجوعُ عن الشيء وتَلَهْلَه السرابُ اضطرَبَ وبلدٌ لهُلَهٌ ولُهْلُهٌ واسعٌ مُسْتوٍ يضطرب فيه السرابُ واللُّهْلُهُ أَيضاً اتساعُ الصحراء أَنشد ابن الأَعرابي وخَرْق مَهارِقَ دي لُهْلُهٍ أَجَدَّ الأُوامَ به مَظْمَؤُهْ أَجَدَّ جدَّدَ واللُّهْلُه بالضم الأَرضُ الواسعة يضطرب فيها السراب والجمع لَهالِهُ وأَنشد شمر لرؤبة بَعْدَ اهْتضامِ الرَّاغِياتِ النُّكَّهِ ومخْفِقٍ من لُهْلُهٍ ولهْلُهِ من مَهْمَهٍ يَجْتَبْنَه ومَهْمَهِِ قال ابن بري الراغيات النُّكَّهُ أَي التي ذهبت أَصواتها من الضعف قال وشاهدُ الجمع قول الشاعر وكم دُونَ لَيْلى مِنْ لَهالِهَ بَيْضُها صحيحٌ بمَدْحَى أُمِّه وفَلِيقُ وقال ابن الأَعرابي اللُّهْلُهُ الوادي الواسع وقال غيره اللَّهالِهُ ما استوى من الأَرض الأَصمعي اللُّهْلُهُ ما استوى من الأَرض واللَّهْلَهُ بالفتح الثوبُ الرديءُ النسج وكذلك الكلامُ والشِّعْرُ يقال لَهْلَه النسَّاجُ الثوبَ أَي هَلْهَلَه وهو مقلوب منه وثوبٌ لَهْلَهٌ بالفتح لا غيرُ رقيقُ النسج واللَّهْلَهةُ سخافةُ النسج واللُّهْلُهُ القبيحُ الوجه

( لوه ) لاهَ السرابُ لَوْهاً ولَوَهاناً وتَلَوَّه اضطرب وبَرَق والإسم اللُّؤُوهةُ ويقال رأَيتُ لَوْهَ السراب أَي بَرِيقَه وحكي عن بعضهم لاهَ اللهُ الخلقَ يَلُوهُهم خلَقَهم وذلك غير معروف واللاهةُ الحيَّةُ عن كراع واللاتُ صنمٌ لِثَقِيف وكان بالطائف وبعض العرب يقف عليه بالتاء وبعضهم بالهاء وأَصله لاهةٌ وهي الحيَّة كأَنَّ الصنَمَ سُمِّي بها ثم حذفت منه الهاء كما قالوا شاة وأَصلها شاهة قال ابن سيده وإِنما قضينا بأَن أَلفَ اللاهةِ التي هي الحيَّةُ واوٌ لأَن العينَ واواً أَكثرُ منها ياءً ومن العرب من يقول أفَرَأَيْتُمُ اللاَّتِ والعُزَّى بالتاء ويقول هي اللاَّتْ فيجعلها تاء في السُّكوت وهي اللاتِ فأَعلَم أَنه جُرَّ في موضع الرفع فهذا مثلُ أَمْسِ مكسور على كل حال وهو أَجْودُ منه لأَن أَلفَ اللاتِ ولامَه لا تَسْقُطان وإن كانتا زائدتين قال وأَما ما سمعنا من الأَكثر في الللاتِ والعُزَّى في السكوت عليها فاللاَّهْ لأَنها هاءٌ فصارت تاء في الوصل وهي في تلك اللغة مثلُ كان من الأَمر كَيْتِ وكَيْتِ وكذلك هَيْهاتِ في لغة مَنْ كسَر إلا أَنه في هَيْهات أَن يكون جماعة ولايجوز ذلك في اللاَّت لأَن التاء لا تُزاد في الجماعة إلا مع الأَلف وإن جعلتَ الأَلف والتاء زائدتين بقي الاسم على حرف واحد قال ابن بري حقُّ اللاتِ أَن تُذْكَرَ في فصل لوي لأَن أَصله لَوَيَة مثل ذات من قولك ذاتُ مالٍ والتاءُ للتأْنيث وهو مِنْ لَوَى عليه يَلْوِي إذا عَطَف لأَن الأَصنام يُلْوَى عليها ويُعْكَف الجوهري لاهَ يَلِيهُ لَيْهاً تَسَتَّر وجوَّز سيبويه أَن يكون لاهٌ أَصلَ الله تعالى قال الأَعشى كَدَعْوةٍ من أَبي رَباحٍ يَسْمَعُها لاهُه الكُبارُ أَي إلاهُه أُدخلت عليه الأَلف واللام فجرى مَجْرَى الاسم العلم كالعبَّاسِ والحسَن إلا أَنه خالف الأَعلام من حيثُ كان صفةً وقولهم يا ألله بقطع الهمزة إنما جازَ لأَنه يُنْوَى فيه الوقف على حرف النداء تفخيماً للاسم وقولهم لاهُمَّ واللَّهُمَّ فالميم بدل من حرف النداء وربما جُمع بين البَدَل والمُبْدَل منه في ضرورة الشعر كقول الشاعر غَفَرْتَ أَو عذَّبْتَ يا اللَّهُمَّا لأَن للشاعر أَن يرد الشيء إلى أَصله وقول ذي الإصْبَع لاهِ ابنُ عَمِّكَ لا أَفْضَلْتَ في حَسَبٍ عَنّي ولا أَنْتَ دَيَّانِي فتَخْزُوني أَراد للهِ ابنُ عمك فحذف لامَ الجر واللامَ التي بعدها وأَما الأَلفُ فهي منقلبة عن الياء بدليل قولهم لَهْيَ أَبوكَ أَلا ترى كيف ظهرت الياء لمّا قُلِبت إلى موضع اللام ؟ وأَما لاهُوت فإن صح أَنه من كلام العرب فيكون اشتقاقه من لاهَ ووزنه فَعَلُوت مثل رَغَبُوت ورَحَمُوت وليس بمقلوب كما كان الطاغوت مقلوباً

( مته ) مَتَهَ الدَّلْوَ يَمْتَهُها مَتْهاً مَتَحَها والمَتْهُ والتَّمَتُّه الأَخْذُ في الغَوايةِ والباطلِ والتَّمَتُّه التحمُّقُ والاخْتيال وقيل هو أَن لا يَدْرِيَ أَينَ يَقْصِد ويذهب وقيل هو التمَدُّحُ والتفخُّرُ وكلُّ مبالغةٍ في شيء تَمَتُّهٌ وقيل التَّمَتُّهُ أَصله التَّمدُّه وهو التمدُّحُ وقد تَمتَّهَ إذا تمَدَّحَ بما ليس فيه قال رؤبة تمَتَّهي ما شِئْتِ أَنْ تمَتَّهِي فلَسْتِ مِنْ هَوْئِي ولا ما أَشْتَهِي قال ابن بري التَّمَتُّه مثلُ التَّعَتُّهِ وهو المُبالغةُ في الشيء وتَماتَه عنه تَغافَل الأَزهري المَتَهُ التمتُّه في البِطالةِ والغَوايةِ والمُجونِ قال رؤْبة بالحقِّ والباطلِ والتمتُّهِ
( * قوله « بالحق إلخ » صدره عن التصابي وعن التعته )
وقال المفضل التَّمَتُّهُ طلب الثناء بما ليس فيه قال ابن بري والتَّمتُّهُ التباعُدُ قال ابن الأَعرابي كان يقال التَّمتُّه يُزْري بالأَلِبّاء ولا يتَمتَّهُ ذوُو العُقولِ

( مده ) مَدَهَه يَمْدَهُه مَدْهاً مثل مَدَحه والجمع المُدَّهُ قال رؤْبة للهِ دَرُّ الغانِياتِ المُدَّهِ سْبَّحْنَ واسْتَرْجَعْنَ من تأَلُّهي وقيل المَدْه في نعت الهيئةِ والجمالِ والمَدْحُ في كل شيءٍ وقال الخليل بن أَحمد مَدَهْتُه في وجهه ومدَحْتُه إذا كان غائباً وقيل المَدْهُ والمَدْحُ واحدٌ وقيل الهاءُ في كل ذلك بدل من الحاء ولمادِهُ المادِحُ والتَّمَدُّهُ التمدُّح الأَزهري المَدْهُ يُضارِعُ المَدْحَ وفلان يتمدَّهُ بما ليس فيه ويتمَتَّهُ كأَنه يطلب بذلك مَدْحَه أَنشد ابن الأَعرابي تمَدَّهِي ما شئتِ أَن تمَدَّهِي فلسْتِ مِنْ هَوْئي ولا ما أَشتَهي

( مره ) المَرَهُ ضدُّ الكَحَلِ والمُرْهةُ البياضُ الذي لا يخالطه غيرُه وإنما قيل للعين التي ليس فيها كَحَلٌ مَرْهاءُ لهذا المعنى مَرِهَتْ عينُه تَمْرَهُ مَرَهاً إذا فسدت لِتَرْكِ الكُحْلِ وهي عينٌ مَرْهاء خَلَتْ من الكُحْل وامرأَة مَرْهاء لا تتعهَّدُ عينَيْها بالكُحْل والرجلُ أَمْرَهُ وفي الحديث أَنه لَعَنَ المَرْهاءَ هي التي لا تكْتَحِل والمَرَهُ مرضٌ في العين لترك الكُحْلِ ومنه حديث علي رضي الله عنه خُمْصُ البُطونِ من الصِّيام مُرْهُ العيونِ من البكاءِ هو جمع الأَمْرَهِ وسَرابٌ أَمْرَهُ أَي أَبيض ليس فيه شيء من السواد قال عليه رَقراقُ السَّرابِ الأَمْرَهِ الأَزهري المَرَهُ والمُرْهةُ بياضٌ تَكْرَهُه عينُ الناظر وعينٌ مَرْهاء والمَرْهاءُ من النِّعاج التي ليس بها شِيَةٌ وهي نعجة يَقَقةٌ والمَرْهاءُ القليلةُ الشجر سهلةً كانت أَو حَزْنةً والمُرْهةُ حفيرةٌ يجتمع فيها ماءُ السماء وبنُو مُرْهةَ بُطَيْنٌ وكذلك بنو مُرَيْهةَ ومَرْهانُ اسم

( مزه ) المَزْحُ والمَزْهُ واحدٌ مَزَهَ مَزْهاً كمَزَحَ قال للهِ دَرُّ الغانياتِ المُزَّهِ ورواه الأَصمعي بالدال الأَزهري يقال مازَحَه ومازَهَهُ

( مطه ) مَطَهَ في الأَرض يَمْطَهُ مُطُوهاً ذهَب

( مقه ) المَقَهُ كالمَهَقِ امرأَة مَقْهاء وسَرابٌ أَمْقَهُ كذلك قال رؤْبة كأَنَّ رَقْراقَ السَّرابِ الأَمْقَهِ يَسْتَنُّ في رَيْعانِه المُرَيَّهِ وأَنشد الأَزهري لرؤْبة في الفَيْفِ مِنْ ذاكَ البَعيدِ الأَمْقَهِ وهو الذي لا خضراء فيه ورواه أَبو عمرو الأَقْمه قال وهو البعيد وهذا البيت أَورده الجوهري بالهَيْف من ذاك البعيد قال ابن بري صوابه بالفَيْفِ يريد القَفْرَ والأَمْقَهُ مثلُ الأَمْرَهِ وهو الأَبْيضُ وأَراد به القفرَ الذي لا نبات فيه الجوهري المَقَهُ مثل المَرَهِ الأَزهري المَهَقُ والمَقَهُ بياضٌ في زُرْقة وامرأَة مَقْهاء قال وبعضهم يقول المَقَهُ أَشدُّهما بياضاً وفلاةٌ مَقْهاء وفَيْفٌ أَمْقَهُ إذا ابْيَضَّ من السراب قال ذو الرمة إذا خَفَقتْ بأَمْقَهَ صَحْصَحانٍ رؤوسُ القوْمِ واعْتَنَقُوا الرِّحالا قال ابن بري قال نَفْطَويه الأَمْقَه هنا الأَرضُ الشديدة البياض التي لا نبات بها والأَمْقَهُ المكان الذي اشتدّت الشمسُ عليه حتى كُرِهَ النظرُ إلى أَرْضِه وقال ذلك في قول ذي الرمة إذا خَفَقَتْ بأَمْقَهَ صَحْصَحانٍ قال والمَقْهاءُ الكريهةُ المَنْظَرِ لأَنْ يكونَ المكانُ أَمْقَهَ إلا أَنها بالنهار ولكن ذا الرمة قاله في سَيْر الليل قال وقيل المَقَهُ حُمْرة في غُبْرة ابن الأَعرابي الأَمْقَهُ الأَبْيضُ القبيحُ البياضِ وهو الأَمْهَقُ والمَقْهاء من النِّساء التي تُرَى جُفونُ عينيها ومَآقِيها مْحْمرَّةً مع قلَّة شعرِ الحاجبين والمَرْهاءُ المَقْهاءُ قال أَبو عمرو هي القبيحةُ البياضِ يُشْبِه بياضُها الجِصِّ وفي الحديث المِقَةُ من الله والصِّيتُ من السماء المِقة المحبَّة وقد وَمِقَ وسنذكره في موضعه وقال النضر المَقْهاءُ الأَرضُ التي قد اغْبَرَّتْ مُتونُها وآباطُها وبِراقُها بيضٌ والمَقَهُ غُبْرةٌ إلى البياض وفي نَبْتِها قِلَّةٌ بَيِّنة المَقَهِ والأَمْقَهُ من الرجالِ الأَحْمرُ أَشْفارِ العينِ وقد مَقِهَ مَقَهاً والأَمْقَهُ من الناس الذي يركبُ رأْسَه لا يدري أَين يتوجه

( مله ) رجلٌ مَلِيهٌ ومُمْتَلَهٌ ذاهبُ العقل
( * قوله « ممتله ذاهب العقل » ضبط في الأصل والتكملة والمحكم بفتح اللام وضبط في القاموس بكسرها )
وسَلِيهٌ مَلِيهٌ لا طَعم له كقولهم سَلِيخٌ مَلِيخٌ وقيل مَلِيه إتباع حكاه ثعلب

( مهه ) مَهِهْتُ لِنْتُ ومَهَّ الإبِلَ رَفَقَ بها وسيرٌ مَهَهٌ ومَهاهٌ رفيق وكلُّ شيءٍ مَهَهٌ ومَهاهٌ ومَهاهَةٌ ما النِّساءَ وذِكْرَهُنَّ أَي كلُّ شيءٍ يسيرٌ حسَنٌ إلا النِّساءَ أَي إلا ذِكْرَ النساء فنصب على هذا والهاءُ من مَهَهٍ ومَهاهٍ أَصليةٌ ثابتة كالهاء من مِياهٍ وشفاهٍ وقال اللحياني معناه كل شيءٍ قَصْدٌ إلاَّ النساءَ قال وقيل كلّ شيءٍ باطلٌ إلا النساء وقال أَبو عبيد في الأَجناس ما النِّساءَ وذكْرَهُنَّ أَي دَع النِّساءَ وذِكرَهُنَّ والمَهاهُ الطراوةُ والحُسْنُ قال كفَى حَزَناً أَن لا مَهاهَ لعَيْشِنا ولا عملٌ يَرْضَى به اللهُ صالِحُ وهذه الهاءُ إذا اتصلت بالكلام لم تَصِر تاء وإنما تصيرُ تاء إذا أَردت بالمَهاةِ البقرةَ وفي المثل كلُّ شيءٍ مَهَهٌ ما النِّساءَ وذِكرَهُنَّ أَي أَن الرجل يحتمل كلَّ شيء حتى يأتي ذكْرُ حُرَمِه فيمْتَعِضُ حينئذ فلا يحتمله وقوله مَهَهٌ أَي يسيرٌ ومَهاهٌ أَي حسَنٌ ونصب النساء على الاستثناء أَي ما خَلا النساءَ وإِنما أَظهروا التضعيف في مَهَه فرقاً بين فَعَل وفَعْل قال ابن بري الرواية بحذف خلا وهو يريدها قال وهو ظاهر كلام الجوهري وروي كلُّ شيءٍ مَهَهٌ إلا حديث النساء قال ابن الأَثير المَهَهُ والمَهاهُ الشيءُ الحقيرُ اليسيرُ وقيل المَهاهُ النَّضارةُ والحُسْنُ فعلى الأَول أَراد كلُّ شيءٍ يَهُون ويُطْرَح إلا ذكْرَ النساء وعلى الثاني يكون الأَمر بعكسه أَي أَن كلَّ ذِكرٍ وحديثٍ حسَنٌ إلا ذِكرَ النساء وفي حديث طلاق ابن عُمر قلت فمَهْ أَرَأَيْت إنْ عَجَزَ واسْتَحْمَقَ أَي فماذا للاستفهام فأَبدل الأَلف هاء للوقف والسكت وفي حديث آخر ثُمَّ مَهْ وليس بعَيْشِنا مَهَةٌ ومَهاهٌ أَي حُسْنٌ قال عِمْرانُ ابن حِطّانَ فليس لِعَيْشِنا هذا مَهاهٌ وليست دارُنا هاتَا بدارِ قال ابن بري الأَصمعي يرويه مَهاةٌ وهو مقلوب من الماء قال ووزنه فَلَعَة تقديره مَهَوة فلما تحركت الواو قلبت أَلفاً ومثله قوله ثم أَمْهاهُ على حَجَرِه قال وقال الأَسود بن يعفر فإذا وذلك لا مَهاهَ لذكْرِهِ والدهرُ يُعْقِبُ صالحاً بفسادِ ابن بُزُرْج يقال ما في ذلك الأَمر مَهَهٌ وهو الرَّجاءُ ويقال مَهِهْتُ منه مَهَهاً ويقال ما كان لك عند ضَرْبِك فلاناً مَهَهٌ ولا رَوِيَّةٌ والمَهْمَهُ المفازةُ البعيدة والجمع المَهامِهُ والمَهْمَهُ الخَرْقُ الأَمْلَس الواسع الليث المَهْمَهُ الفَلاةُ بعينِها لا ماءَ بها ولا أَنيسَ وأَرضٌ مَهامِهُ بعيدةٌ ويقال المَهْمَهُ البَلْدةُ المُقْفِرَةُ ويقال مَهْمَهَةٌ وأَنشد في تيهِ مَهْمَهةٍ كأَنَّ صُوَيَِّها أَيْدي مُخالِعةٍ تكُفُّ وتَنْهَدُ وفي حديث قُسٍّ ومَهْمَهِ ظِلْمانٍ المَهْمَهُ المفازةُ والبَرِّيَّة القَفْر وجمعها مَهامِهُ ومَهْ زجرٌ ونهيٌ ومَهْ كلمة بُنِيت على السكون وهو اسم سُمِّي به الفعل معناه اكْفُفْ لأَنه زجرٌ فإن وصَلْتَ نوَّنت قلت مَهٍ مَهْ وكذلك صَهْ فإن وصلت قلت صَهٍ صَهْ وفي الحديث فقالت الرحم مَهْ هذا مقامُ العائِذ بك وقيل هو زجرٌ مصروف إلى المستعاذ منه وهو القاطع لا إلى المستعاذ به تبارَك وتعالى وقد تكرر في الحديث ذكرُ مَهْ وهو اسم مبني على السكون بمعنى اسكت ومَهْمَهَ بالرجل زَجَره قال له مَهْ ومَهْ كلمةُ زجْر قال بعض النحويين أَما قولهم مهٍ إذا نوّنت فكأَنك قلت ازْدِجاراً وإذا لم تُنوِّنْ فكأَنك قلت الازْدجارَ فصار التنوين علَمَ التنكير وتركه علَمَ التعريفِ ومَهْيَمْ كلمةٌ معناها ما وراءَك ومَهْما حرفُ شرطٍ قال سيبوبه أَرادوا ما ما فكرهوا أَن يُعيدوا لفظاً واحداً فأَبدلوا هاء من الأَلف الذي يكون في الأَول ليختلط اللفظ فما الأُولى هي ما الجزاءِ وما الثانيةُ هي التي تزاد تأْكيداً للجزاء والدليل على ذلك أَنه ليس شيءٌ من حروف الجزاء إلا وما تُزادُ فيه قال الله تعالى فإما تَثْقَفنَّهم في الحَرْب الأَصل أَن تَثْقَفَنَّهم وقال بعضهم جائز أَن تكون مَهْ بمعنى الكفّ كما تقول مَهْ أَي اكْفُفْ وتكون ما الثانيةُ للشرط والجزاء كأَنهم قالوا اكْفُفْ ما تأْتِنا به من آية قال والقول الأَول هو القول قال أَبو بكر في مهما قال بعضهم معنى مَهْ كُفَّ ثم ابتدأَ مُجازِياً وشارِطاً فقال ما يكنْ من الأَمر فإني فاعلٌ فَمَهْ في قوله منقطع من ما وقال آخرون في مَهْما يكُنْ ما يكُنْ فأَرادوا أَن يزيدوا على ما التي هي حرفُ الشرط ما للتوكيد كما زادوا على إنْ ما قال الله تعالى فإمّا نَذْهَبَنَّ بك فزاد ما للتوكيد وكَرِهوا أَن يقولوا ما ما لاتفاق اللفظين فأَبدلوا من أَلِفها هاء ليختلف اللفظان فقالوا مهما قال وكذلك مَهْمَنْ أَصله مَنْ مَن وأَنشد الفراء أَماوِيَّ مَهْمَنْ يَسْتمعْ في صَديقِه أقاويلَ هذا الناسِ ماوِيَّ يَْدَمِ وروي عن ابن الأَعرابي مَهْما ليَ الليلةَ مَهْما لِيَهْ أَوْدَى بِنَعْلَيَّ وسِرْبالِيَهْ قال مَهْما لي وما لي واحدٌ وفي حديث زيد بن عمرو مَهْما تُجَشِّمْني تُجَشَّمْتُ مهما حرف من حروف الشرط التي يُجازَى بها تقول مهما تفعل أَفعل قال ابن سيده وقد يجوز أَن تكون مهما كإذ ضُمَّت إليها ما قال بعض النحويين ما في قولهم مَهْما زائدة وهي لازمة أَبو سعيد مَهْمَهْتُه فتَمهْمَه أي كَفَفْفُته فكَفَّ

( موه ) الماءُ والماهُ والماءةُ معروف ابن سيده وحكى بعضهم اسْقِني ماً مقصور على أَن سيبويه قد نفى أَن يكون اسمٌ على حرفين أَحدهما التنوين وهمزةُ ماءٍ منقلبة عن هاء بدلالة ضُروبِ تصاريفه على ما أَذكره الآن من جَمْعِه وتصغيره فإن تصغيره مَوَيْه وجمعُ الماءِ أَمواهٌ ومِياهٌ وحكى ابن جني في جمعه أَمْواء قال أَنشدني أَبو علي وبَلْدة قالِصة أَمْواؤُها تَسْتَنُّ في رَأْدِ الضُّحَى أَفْياؤُها كأَنَّما قد رُفِعَتْ سَماؤُها أَي مطرُها وأَصل الماء ماهٌ والواحدة ماهةٌ وماءةٌ قال الجوهري الماءُ الذي يُشْرَب والهمزة فيه مبدلة من الهاء وفي موضع اللام وأَصلُه مَوَهٌ بالتحريك لأَنه يجمع على أَمْواه في القِلَّة ومِياهٍ في الكثرة مثل جَمَلٍ وأَجْمالٍ وجِمالٍ والذاهبُ منه الهاءُ لأَن تصغيره مُوَيْه وإذا أَنَّثْتَه قلتَ ماءَة مثل ماعةٍ وفي الحديث كان موسى عليه السلام يغْتَسِلُ عند مُوَيْهٍ هو تصغير ماء قال ابن الأَثير أَصل الماء مَوَهٌ وقال الليث الماءُ مدَّتُه في الأَصل زيادة وإنما هي خلف من هاءٍ محذوفة وبيان ذلك أَن تصغيرَه مُوَيْهٌ ومن العرب من يقول ماءة كبني تميم يعْنُون الرَّكِيَّةَ بمائها فمنهم مَنْ يَرْوِيها ممدوةً ماءة ومنهم من يقول هذه ماةٌ مقصورة وماءٌ كثير على قياسِ شاة وشاء وقال أَبو منصور أَصلُ الماء ماهٌ بوزن قاهٍ فثَقُلَت الهاء مع الساكن قبلها فقلبوا الهاء مدَّةً فقالوا ماء كما ترى قال والدليل على أَن الأَصل فيه الهاء قولهم أَماهَ فلانٌ رَكِيَّتَه وقد ماهَتِ الرَّكِيَّةُ وهذه مُوَيْهةٌ عَذْبةٌ ويجمع مِياهاً وقال الفراء يُوقَفُ على الممدود بالقصر والمدَّ شَرِبْت ماء قال وكان يجب أَن يكون فيه ثلاثُ أَلِفاتٍ قال وسمعت هؤلاء يقولون شربت مَيْ يا هذا وهذه بَيْ يا هذا وهذه بَ حَسَنة فشبَّهوا الممدودَ بالمقصور والمقصورَ بالممدود وأَنشد يا رُبَّ هَيْجا هي خَيْرٌ مِنْ دَعَهْ فقَصَر وهو ممدود وشبهه بالمقصور وسَمَّى ساعدةُ بنُ جُؤَيَّة الدمَ ماءَ اللحمِ فقال يهجو امرأَة شَرُوبٌ لماءِ اللحمِ في كلِّ شَتْوةٍ وإِن لم تَجِدْ مَنْ يُنْزِل الدَّرَّ تَحْلُبِ وقيل عَنَى به المَرَق تَحْسُوه دون عِيالِها وأَراد وإن لم تجد مَن يَحلُب لها حَلَبتْ هي وحَلْبُ النساء عارٌ عند العرب والنسبُ إلى الماء مائِيٌّ وماوِيٌّ في قول من يقول عَطاوِيّ وفي التهذيب والنسبة إلى الماء ما هِيٌّ الكسائي وبئرٌ ماهَةٌ ومَيِّهةٌ أَي كثيرةُ الماء والماوِيَّةُ المِرْآةُ صفة غالبة كأَنها منسوبة إلى الماء لصفائها حتى كأَنَّ الماءَ يجري فيها منسوبة إلى ذلك والجمع ماوِيٌّ قال ترَى في سَنا الْمَاوِيِّ بالعَصْرِ والضُّحَى على غَفَلاتِ الزَّيْنِ والمُتَجَمّل والماوِيَّةُ البقرةُ لبياضِها وماهَتِ الرَّكِيَّةُ تَماهُ وتَموهُ وتَمِيهُ مَوْهاً ومَيْهاً ومُؤُوهاً وماهَةً ومَيْهةً فهي مَيِّهةٌ وماهةٌ ظهر ماؤها وكثر ولفظةُتَمِيه تأْتي بعدَ هذا في الياء هناك من باب باع يبيع وهو هنا من باب حَسِبَ يَحْسِبُ كطاحَ يَطِيحُ وتاهَ يَتِيهُ في قول الخليل وقد أَماهَتْها مادَّتُها وماهَتْها وحَفَر البئرَ حتى أَماهَ وأَمْوَه أَي بلغ الماءَ وأَماهَ أَي أَنْبَط الماءَ ومَوَّهَ الموضعُ صارَ فيه الماءُ قال ذو الرمّة تَمِيميّة نَجْدِيّة دارُ أَهْلِها إذا مَوَّهَ الصَّمَّانُ مِن سَبَلِ القَطْرِ وقيل مَوَّهَ الصَّمَّانُ صار مُمَوَّهاً بالبَقْل ويقال تَمَوَّهَ ثمرُ النخل والعنبِ إذا امْتلأ ماءً وتَهَيّأَ للنُّضْجِ أَبو سعيد شجرٌ مَوَهِيٌّ إذا كانَ مَسْقَوِيَّاً وشجر جَزَوِيٌّ يشرب بعروقه ولا يُسْقَى ومَوَّهَ فلانٌ حَوْضَه تَمْوِيهاً إذا جعل فيه الماءَ ومَوَّهَ السحابُ الوَقائعَ ورجلٌ ماهُ الفُؤادِ وماهي الفُؤادِ جبان كأَن قَلبه في ماء عن ابن الأَعرابي وأَنشد إنَّكَ يا جَهْضَمُ ما هي القلبِ قال كذا يُنْشِده والأَصلُ مائِهُ القلبِ لأَنه مِن مُهْتُ ورجل ماهٌ أَي كثيرُ ماءِ القلب كقولك رجل مالٌ وقال إنَّك يا جَهْضَمُ ماهُ القلبِ ضَخْمٌ عريضٌ مُجْرَئِشُّ الجَنْبِ ماهُ القلبِ بلِيدٌ والمُجْرئشُّ المنتفخُ الجَنْبَين وأَماهَتِ الأَرضُ كثُر ماؤها وظهر فيها النَّزُّ وماهَتِ السفينةُ تَماهُ وتَموه وأَماهَتْ دخل فيها الماءُ ويقال أَماهَتِ السفينةُ بمعنى ماهَتْ اللحياني ويقال امْهِنِي اسْقِِني ومُهْتُ الرجلَ ومِهْتُه بضم الميم وكسرها سقَيْتُه الماءَ ومَوَّه القِدْرَ أَكثر ماءَها وأَماهَ الرجلَ والسِّكِّينَ وغيرٍَهما سَقاهُ الماءَ وذلك حينَ تَسُنُّه به وأَمَهْتُ الدواةَ صَبَبْتُ فيها الماء ابن بُزُرْج مَوَّهَت السماءُ أَسالَتْ ماءً كثيراً وماهَت البئرُ وأَماهت في كثرة مائها وهي تَماهُ وتَموه إذا كثُر ماؤها ويقولون في حفْر البئر أَمْهَى وأَماهَ قال ابن بري وقول امرئ القيس ثم أَمْهاهُ على حَجَره هو مقلوبٌ من أَماهَه ووزنه أَفعله والمَها الحجر مقلوب أَيضاً وكذلكَ المها ماءُ الفحل في رحم الناقة وأَماهَ الفحلُ إذا أَلْقى ماءَه في رَحِم الأُنثى ومَوَّهَ الشيءَ طَلاهُ بذهبٍ أَو بفضةٍ وما تحت ذلك شََبَهٌ أَو نُحاسٌأَو حديدٌ ومنه التَّمْوِيهُ وهو التلبيسُ ومنه قيل للمُخادِع مُمَوِّه وقد مَوَّهَ فلانٌ باطِلَه إذا زَيَّنه وأَراه في صورةِ الحقّ ابن الأَعرابي المَيْهُ طِلاءُ السيفِ وغيرِه بماء الذهب وأَنشد في نعت فرس كأَنَّه مِيهَ به ماءُ الذَّهَبْ الليث المُوهةُ لونُ الماء يقال ما أَحسن مُوهَةَ وجْهِهِ قال ابن بري يقال وَجْهٌ مُمَوَّهٌ أَي مُزَيَّنٌ بماء الشَّباب قال رؤبة لَمَّا رَأْْتْني خَلَقَ المُمَوَّهِ والمُوهةُ تَرَقْرُقُ الماء في وجه المرأَة الشابة ومُوهةُ الشبابِ حُسْنُه وصَفاؤه ويقال عليه مُوهةٌ من حُسْنٍ ومُواهةٌ ومُوَّهةٌ إذا مُنِحَه وتَمَوَّهَ المالُ للسِّمَنِ إذا جرى في لحُومِه الربيعُ وتَمَوَّه العنَبُ إذا جرى فيهِ اليَنْعُ وحَسُنَ لَوْنُه وكلامٌ عليه مُوهةٌ أَي حُسْنٌ وحلاوةٌ وفلانٌ مُوهةُ أَهلِ بيتِه ابن سيده وثَوْبُ الماء الغِرْسُ الذي يكون على المولود قال الراعي تَشُقُّ الطَّيْرُ ثَوْبَ الماء عنه بُعَيْدَ حياتِه إلا الْوَتِينا وماهَ الشيءَ بالشيء مَوْهاً خَلَطَه عن كراع ومَوَّه عليه الخبرَ إذا أَخْبَره بخلاف ما سَأَلَه عنه وحكى اللحياني عن الأَسَدِيَّ آهَة وماهَة قال الآهَةُ الحَصْبةُ والمَاهَةُ الجُدَرِيُّ وماهٌ موضع يُذَكَّرُ ويؤنث ابن سيده وماهُ مدينةٌ لا تَنْصرف لمكان العُجْمة وماهُ دينار مدينة أَيضاً وهي من الأَسماء المركبة ابن الأَعرابي الْمَاهُ قصَبُ البلدِ قال ومنه ضُربَ هذا الدينارُ بماهِ البَصْرة وماهِ فارسَ الأَزهري كأَنه معرّب والْمَاهانِ الدِّينَوَرُ ونَهاوَنْدُ أَحدُهما ماهُ الكوفةِ والآخرُ ماهُ البصرةِ وفي حديث الحسن كانَ أَصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يَشْتَرُون السَّمْنَ المائيَّ قال ابن الأَثير هو منسوب إلى مواضعَ تُسَمَّى ماه يُعْملُ بها قال ومنه قولهم ماهُ البصرةِ وماهُ الكوفةِ وهو اسمٌ للأَماكِن المضافة إلى كل واحدة منهما فقَلَب الهاءَ في النَّسَب همزةً أَو ياءً قال وليست اللفظةُ عربية وماوَيْهِ ماءٌ لبني العَنْبرِ ببطن فَلْج أَنشد ابن الأَعرابي وَرَدْنَ على ماوَيْه بالأَمْسِ نِسْوةٌ وهُنَّ على أَزْواجِهنَّ رُبوضُ وماوِيَّةُ اسمُ امرأَة قال طرفة لا يَكُنْ حُبُّكِ داءً قاتِلاً ليس هذا مِنْكِ ماوِيَّ بِحُرْ قال وتصغيرُها مُوَيّة قال حاتم طيء يخاطب ماوِيَّةَ وهي امرأَته فضارَتْه مُوَيُّ ولم تَضِرْني ولم يَعْرَقْ مُوَيّ لها جَبينِي يعني الكَلِمةَ العَوْراء وماهانُ اسمٌ قال ابن سيده قال ابن جني لو كان ماهانُ عربيّاً فكان من لفظ هَوَّمَ أَو هَيَّمَ لكان لَعْفانَ ولو كان من لفظ الوَهْم لكان لَفْعانَ ولو كان من لفظ هَمَا لكان عَلْفانَ ولو وجد في الكلام تركيب وم ه فكان ماهَانُ من لفظه لكان مثاله عَفْلانَ ولو كان من لفظ النَّهْم لكان لاعافاً ولو كان من لفظ المُهَيْمِنِ لكان عافالاً ولو كان في الكلام تركيب م ن ه فكان ماهانُ منه لكان فاعالاً ولو كان ن م ه لكان عالافاً وماءُ السماءِ لقب عامر بن حارثة الأَزْدِيّ وهو أَبو عمرو مُزَيْقِيَا الذي خرج من اليمن لما أَحَسَّ بسيل العَرِم فسمي بذلك لأَنه كان إذا أَجْدَبَ قومُه مانَهُمْ حتى يأْتيهم الخِصْبُ فقالوا هو ماءُ السماءِ لأَنه خَلَفٌ منه وقيل لولده بنو ماء السماء وهم ملوك الشأْم قال بعض الأَنصار أَنا ابنُ مُزَيْقِيَا عَمْرو وجَدِّي أَبوه عامرٌ ماءُ السماء وماءُ السماء أَيضاً لقَبُ أُمّ المُنْذِر بن امْرِئِ القَيْس بن عَمْرو بن عَدِيّ بن ربيعة بن نَصْرٍ اللَّخْمِيّ وهي ابنة عَوْفِ بن جُشَمَ من النَّمِر بن قاسِطٍ وسميت بذلك لجمالها وقيل لولدها بنُو ماءِ السماءِ وهم ملوك العراق قال زهير ولازَمْتُ المُلوكَ مِنَ آلِ نَصْرٍ وبعدَهُمُ بني ماءِ السماءِ وفي حديث أَبي هريرة أُمُّكم هاجَرُ يا بني ماءِ السماء يريد العربَ لأَنهم كانوا يَتَّبعون قَطْرَ السماء فينزلون حيث كان وأَلفُ الماءِ منقَلبةٌ عن واو وحكى الكسائي باتت الشَّاءُ ليلَتَها ماء ماء وماه ماه وهو حكاية صوتها

( ميه ) ماهَتِ الرَّكِيَّةُ تَمِيهُ مَيْهاً وماهةً ومِيْهَةً كثر ماؤها ومِهْتُها أَنا ومِهْتُ الرجلَ سقيته ماء وبعض هذا مُتَّجِهٌ على الواو وهو مذكور في موضعه المُؤرِّجُ مَيَّهْتُ السيفَ تَمْييهاً إذا وضعته في الشمس حتى ذهب ماؤه

( نبه ) النُّبْه القيامُ والانْتِباهُ من النوم وقد نَبَّهَهُ وأَنْبَهَهُ من النوم فتَنَبَّه وانْتَبَه وانْتَبَهَ من نومه استَيقَظ والتنبية مثله قال أَنا شَماطِيطُ الذي حُدِّثْتَ بهْ مَتَى أُنَبَّهْ للغَداء أَنْتَبِهْ ثم أُنَزِّ حَوْلَهُ وأَحْتَبِهْ حتى يقالَ سَيِّدٌ ولستُ بِهْ وكان حكمه أَن يقول أَتَنَبَّه لأَنه قال أُنَبَّه ومطاوع فعَّلَ إنما هو تَفَعَّلَ لكن لما كان أُنَبَّه في معنى أُنْبَه جاء بالمطاوع عليه فافهم وقوله ثم أُنَزِّ معطوف على قوله أَنْتَبِهْ احْتَمَلَ الخَبْنَ في قوله زِ حَوْلَهُ لأَن الأَعرابي البدويّ لا يبالي الزِّحافَ ولو قال زِي حَوْلَهُ لكَمَلَ الوزنُ ولم يكن هناك زِحافٌ إلا أَنه من باب الضرورة ولا يجوز القطعُ في أُنَزِّي في باب السَّعَةِ والاختيار لأَن بعده مجزوماً وهو قوله وأَحْتَبِهْ ومحال أَن تقطع أَحد الفعلين ثم ترجع في الفعل الثاني إلى العطف لا يجوز إنْ تأْتني أُكْرِمُك وأُفْضِلْ عليك برفع أُكْرِمك وجزم أُفضل فَتَفَهَّم وفي حديث الغازي فإن نومه ونَبَهَه خيرٌ كلُّه النبه الانتباه من النوم أَبو زيد نَبِهْتُ للأَمر أَنْبَهُ نَبَهاً فَطِنْتُ وهو الأَمر تنساه ثم تَنْتَبِهُ له ونَبَّهَهُ من الغفلة فانْتَبَه وتَنَبَّهَ أَيقظه وتَنَبَّه على الأَمر شَعَرَ به وهذ الأَمر مَنْبَهَهٌ على هذا أَي مُشْعِرٌ به ومَنْبَهَةٌ له أَي مشعر بقدره ومُعْلٍ له ومنه قوله المال مَنْبَهَةٌ للكريم ويُسْتَغْنى به عن اللئيم ونَبَّهْتُهُ على الشيء وَقَّفْتُهُ عليه فَتَنَبَّه هو عليه وما نَبِهَ له نَبَهاً أَي ما فَطِنَ والاسم النُّبْهُ والنَّبَهُ الضالة توجد عن غفلة لا عن طلب يقال وجدت الضالة نَبَهاً عن غير طلب وأَضْلَلتُهُ نَبَهاً لم تعلم متى ضَلَّ الأَصمعي يقال أَضَلُّوه نَبَهاً لا يدرون متى ضَلَّ حتى انْتَبَهوا له قال ذو الرُّمَّةِ يصف ظَبْياً قد انْحَنى في نومه فشبهه بدُمْلُجٍ قد انْفَصَمَ كأَنه دُمْلُجٌ من فِضَّةٍ نَبَهٌ في مَلْعَبٍ من عَذارَى الحَيّ مَفْصومُ إنما جعله مفصوماً لتَثَنِّيهِ وانحنائه إذا نام ونَبَهٌ هنا بدل من دُمْلُجٍ وأَضَلَّهُ نَبَهاً لم يدر متى ضَلَّ قال ابن بري وهذا البيت شاهد على النَّبَهِ الشيءِ المشهورِ قال شَبَّه ولد الظَّبْيَةِ حين انعطف لما سَقَتْه أُمُّه فَرَوِيَ بدُمْلُجٍ فضةٍ نبَهٍ أَي بدُملُجٍ أَبيض نَقيٍّ كما كان ولد الظَّبيةِ كذلك وقال في مَلْعَبٍ من عَذارَى الحيّ لأَن مَلْعَب الحيّ قد عُدِلَ به عن الطريق المسلوك كما أَن الظبية قد عَدَلَت بولدها عن طريق الصَّيَّادِ وقوله مَفْصوم ولم يقل مَقْصوم لأَن الفَصْمَ الصَّدْعُ والقَصْمَ الكسر والتَّبَرِّي وإنما يريد أَن الخِشْفَ لما جمَع رأْسه إلى فخذه واستدار كان كدُمْلُجٍ مَفْصوم أَي مصدوع من غير انفراج وأَنْبَه حاجتَه نسيها قال الأَصمعي وسمعت من ثقة أَنْبَهْتُ حاجتي نسيتُها فهي مُنْبَهَةٌ ويقال للقوم ذهَب لهمُ الشيء لا يدرون مَتى ذهَب قد أَنْبَهوه إنْباهاً والنَّبَه الضالة لا يُدْرى متى ضَلَّتْ وأَين هي يقال فَقَدْتُ الشيء نَبَهاً أَي لا علم لي كيف أَضللته قال وقول ذي الرمة كأَنه دُمْلُجٌ من فضةٍ نَبَهٌ وضعه في غير موضعه كان ينبغي له أَن يقول كأَنه دملج فُقِدَ نَبَهاً وقال شمر النَّبَهُ المَنْسِيُّ المُلْقَى الساقط الضالُّ وشيء نَبَهٌ ونَبِهٌ أَي مشهور ورجل نَبِيهٌ شَريف ونَبُهَ الرجلُ بالضم شرُفَ واشتهر نَباهَةً فهو نَبِيهٌ ونابِهٌ وهو خلاف الخامل ونَبَّهْتُه أَنا رفعته من الخمول يقال أَشِيعوا بالكُنى فإنها مَنْبَهَةٌ وفي الحديث فإنه مَنْبَهةٌ للكريم أَي مَشْرَفَةٌ ومَعْلاةٌ من النَّباهَةُ يقال نَبُهَ يَنْبُه إذا صار نَبِيهاً شريفاً والنَّباهَةُ ضد الخُمُولِ وهو نَبَهٌ وقوم نَبَهٌ كالواحد عن ابن الأَعرابي كأَنه اسم للجمع ورجل نَبَهٌ ونَبِيهٌ إذا كان معروفاً شريفاً ومنه قول طَرَفَة يمدح رجلاً كامِلٌ يَجْمَعُ آلاءَ الفَتَى نَبَهٌ سَيِّدُ ساداتٍ خِضَمّ ونَبَّه باسمه جعله مذكوراً وإنه لمَنْبوه الاسم معروفُهُ عن ابن الأَعرابي وأَمرٌ نابهٌ عظيمٌ جليل أَبو زيد نَبِهْتُ للأَمر بالكسر أَنْبَهُ نَبَهاً ووَبِهْتُ أَوْبَهُ وبَهاً وهو الأَمر تنساه ثم تتنَبَّهُ له ونابِهٌ ونُبَيْهٌ ومُنَبِّه أَسماء ونَبْهانُ أَبو حَيٍّ من طَيٍّ وهو نَبْهانُ بن عمرو

( نجه ) النَّجْهُ استقبالُك الرجلَ بما يكره ورَدُّكَ إياه عن حاجته وقيل هو أَقبح الرد أَنشد ثعلب حَيّاكَ ربُّكَ أَيُّها الوَجْهُ ولغَيْرِكَ البَغْضاءُ والنَّجْهُ نجَهَهُ يَنْجَهُهُ نَجْهاً وتنَجَّهَهُ الليث نجَهْتُ الرجلَ نَجْهاً إذا استقبلته بما يُنَهْنِهُهُ ويكفه عنك فيَنْقدِعُ عنك وفي الحديث بعدما نَجَهَها عُمر أَي بعدما رَدَّها وانتهرها والنَّجْهُ الزجر والرَّدْعُ يقال انْتَجَهْتُ الرجلَ وتنَجَّهْتُهُ قال رؤْبة كَعْكَعْتُه بالرَّجْمِ والتَّنَجُّهِ أَو خاف صَقْعَ القارِعاتِ الكُدَّهِ ويروى كَفْكَفْته يقول رَدَدْت الخصم ورجل ناجِهٌ إذا دخل بلداً فكَرِهَه ونجَهَ على القوم طَلَع وفي النوادر فلان لا يَنْجَعُهُ ولا يَهْجَؤُهُ ولا يَهْجَأُ فيه شيء ولا يَنْجَهُهُ شيء ولا يَنْجَه فيه شيء وذلك إذا كان رَغِيباً مُسْتَوْبِلاً لا يَشْبَعُ ولا يَسْمَنُ عن شيء

( نده ) النَّدْهُ الزَّجْرُ عن كل شيء والطرد عنه بالصِّياح وقال الليث النَّدْهُ الزجر عن الحَوْض وعن كل شيء إذا طُرِدَتِ الإبلُ عنه بالصياح وقال أَبو مالك نَدَهَ الرجلُ يَنْدَهُ نَدْهاً إذا صَوَّتَ ونَدَهْتُ البعيرَ إذا زجرته عن الحوض وغيره وفي حديث ابن عمر لو رأَيت قاتِلَ عمر في الحَرَمِ ما ندَهْتُهُ أَي ما زجرته قال ابن الأَثير والنَّدْهُ الزجر بِصَه ومَه ونَدَهَ الإبلَ يَنْدَهُها نَدْهاً ساقها وجمعها ولا يكون إلا للجماعة منها وربما اقْتاسُوا منه للبعير وقال أَبو زيد يقال للرجل إذا رأَوْهُ جَريئاً على ما أَتى أَو المرأَةِ إِحْدَى نَوادِهِ البَكْرِ والنَّدْهَة والنُّدْهَةُ بفتح النون وضمها الكثرة من المال من صامِتٍ أَو ماشية وأَنشد قول جمِيل فكيْفَ ولا تُوِفي دماؤُهمُ دَمِي ولا مالُهُمْ ذو نَدْهَةٍ فيَدُونِي ؟ وقال بعضهم عنده نَدْهَةٌ من صامِتٍ وماشيةٍ ونُدْهَةٌ وهي العشرون من الغنم ونحوِها والمائةُ من الإِبل أَو قُرَابتُها والأَلف من الصامت أَو نحوه الأَصمعي وكان يقال للمرأَة في الجاهلية إذا طُلِّقَت إذْ هَبي فلا أَنْدَهُ سَرْبَكِ فكانت تَطْلُقُ قال والأَصل فيه أَنه يقول لها اذْهَبي إلى أَهلِك فإني لا أَحفظ عليك مالكِ ولا أَرُدُّ إبلَكِ عن مذهبها وقد أَهملتها لتذهب حيث شاءت وقال الجوهري أَي لا أَرُدُّ إبلك لتذهب حيث شاءت

( نزه ) النُّزْهَةُ معروفة والتَّنَزُّهُ التباعد والإسم النُّزْهةُ ومكانٌ نَزِهٌ ونَزِيهٌ وقد نَزِهَ نَزَاهَةً ونَزَاهِيةً وقد نَزِهَتِ الأَرضُ بالكسر وأَرضٌ نَزْهَةٌ ونَزِهَةٌ بعيدة عَذْبَةٌ نائية من الأَنْداءِ والمياهِ والغَمَقِ الجوهري وخرجنا نتَنَزَّهُ في الرِّياضِ وأَصله من البُعْدِ وقد نَزِهَتِ الأَرضُ بالكسر ويقال ظِللْنا مُتَنَزِّهِينَ إذا تباعدوا عن المياه وهو يتنَزَّهُ عن الشيء إذا تباعد عنه وفي حديث عمر رضي الله عنه الجابِيَةُ أَرضٌ نَزِهَةٌ أَي بعيدة عن الوَباء والجابِيَةُ قرية بدمشْقَ ابن سيده وتنزَّهَ الإنسانُ خرج إلى الأَرض النَّزِهَةِ قال والعامة يضعون الشيء في غير موضعه ويَغْلَطُونَ فيقولون خرجنا نتَنزَّهُ إذا خرجوا إلى البساتين فيجعلون التَّنزُّهَ الخروجَ إلى البساتين والخُضَر والرِّياض وإنما التَّنزُّهُ التباعدُ عن الأَرياف والمياه حيث لا يكون ماءٌ ولا نَدىً ولا جَمْعُ ناسٍ وذلك شِقُّ البادية ومنه قيل فلانٌ يتَنَزَّهُ عن الأَقذار ويُنَزِّهُ نفْسَه عنها أَي يُباعد نفسه عنها ومنه قول أُسامة بن حبيب الهذلي كأَسْحَمَ فَرْدٍ عل حافةٍ يُشَرِّدُ عن كَتِفيْهِ الذُّبابا أَقَبَّ رَباعٍ بِنُزْهِ الفَلا ةِ لا يَرِدُ الماءَ إلا ائتِيابا ويروى إلا انْتِيابا يريد ما تباعد من الفلاة عن المياه والأَرياف وفي حديث عائشة رضي الله تعالى عنها صنَعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم شيئاً فرَخَّصَ فيه فتَنَزَّهَ عنه قومٌ أَي تركوه وأَبعدوا عنه ولم يَعْمَلوا بالرُّخْصة فيه وقد نَزُهَ نَزاهةً وتَنَزَّهَ تنَزُّهاً إذا بَعُدَ ورجل نَزْهُ الخُلُقِ ونَزِهُهُ ونازِهُ النَّفْس عفيف مْتكَرِّمٌ يَحُلُّ وحْدَهُ ولا يخالط البيوت بنفسه ولا ماله والجمع نُزَهاءُ ونَزِهُونَ ونِزَاهٌ والإسمُ النَّزْهُ والنَّزاهةُ ونَزَّهَ نفْسَه عن القبيح نَحّاها ونزَّهَ الرجلَ باعده عن القبيح والنَّزاهةُ البعد عن السوء وإن فلاناً لنَزِيهٌ كريمٌ إذا كان بعيداً من اللُّؤْمِ وهو نزِيهُ الخُلُقِ وفلان يتَنزَّهُ عن مَلائمِ الأَخلاق أَي يتَرَفَّعُ عما يُذَمُّ منها الأَزهري التَّنَزُّهُ رَفْعُه نفْسَه عن الشيء تكَرُّماً ورغبة عنه والتَّنزِيهُ تسبيح الله عز وجل وإبعادُهُ عما يقول المشركون الأَزهري تَنْزِيهُ الله تبعيدُه وتقديسُه عن الأَنداد والأَشباه وإنما قيل للفلاة التي نأَتْ عن الرِّيفِ والمياه نزِيهةٌ لبعدها عن غَمَقِ المياه وذِبّانِ القُرى وومَدِ البحار وفساد الهواء وفي الحديث كان يصلي من الليل فلا يَمُرُّ بآيةٍ فيها تَنْزِيهُ الله إلا نزَّهَهُ أَصل النُّزْهِ البعدُ وتَنْزِيهُ الله تبعيدُه عما لا يجوز عليه من النقائض ومنه الحديث في تفسير سبحان الله هو تَنْزِيهُهُ أَي إبعاده عن السوء وتقديسه ومنه حديث أبي هريرة رضي الله عنه الإيمانُ نَزِهٌ أَي بعيد عن المعاصي وفي حديث المُعَذَّبِ في قبره كان لا يسْتَنْزِهُ من البول أَي لا يَسْتبرئ ولا يتطهر ولا يستبعد منه قال شمر ويقال هم قومٌ أَنْزاهٌ أَي يتَنزَّهُونَ عن الحرام الواحد نزِيهٌ مثل مَلِيءٍ وأَملاءٍ ورجل نزيهٌ ونَزِهٌ وَرِعٌ ابن سيده سَقى إبلَهُ ثم نَزَهَها نَزْهاً باعدها عن الماء وهو بنُزْهةٍ عن الماء أَي بُعْد وفلان نزِيهٌ أَي بعيد وتنَزَّهُوا بحُرَمِكْم عن القوم تباعدوا وهذا مكان نزِيهٌ خَلاء بعيد من الناس ليس فيه أَحد فأَنزلوا فيه حُرَمَكُمْ ونُزْهُ الفَلا ما تباعد منها عن المياه والأَرياف

( نفه ) نَفِهَتْ نفسي وأَعْيَتْ وكَلَّتْ وبعير نافِهٌ كالٌّ مُعْيٍ والجمع نُفَّهٌ ونَفَّهَهُ أَتعبه حتى انقطع قال ولِلَّيْلِ حَظٌّ من بُكانا ووَجْدِنا كما نَفَّهَ الهَيْماءَ في الذَّوْدِ رَادِعُ ويروى في الدُّورِ وأَنْفَهَ فلانٌ إبلَهُ ونَفَّهَها أَكَلَّهَا وأَعياها وجمل مُنَفَّهٌ وناقةٌ مُنَفَّهَةٌ قال الشاعر رُبَّ هَمٍّ جَشَمْتُهُ في هَواكُمْ وبَعيرٍ مُنَفَّهٍ مَحْسُورِ وأَنشد ابن بري فقاموا يَرْحَلْونَ مُنَفَّهَاتٍ كأَنَّ عُيونَهَا نُزُحُ الرَّكيِّ والنافهُ الكالُّ المُعْيي من الإبل وغيرها ورجل مَنْفُوهٌ ضعيف الفؤاد جبانٌ وما كان نافهاً وقد نَفَهَ نُفُوهاً ونَفِهَ والنُّفُوهُ ذِلَّةٌ بعد صعوبة وأَنْفَهَ ناقتَهُ حتى نَفِهَتْ نَفْهاً شديداً وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال لعبد الله بن عمرو حين ذَكَرَ له قيامَ الليل وصيامَ النهار إنك إذا فعلت ذلك هَجَمَتْ عَيْناك ونَفِهَتْ نفسك رواه أَبو عبيد نَفِهَتْ والكلام نَفَهَتْ ويجوز أَن يكونا لغتين ابن الأَعرابي نَفَهَتْ تَنْفَهُ نُفُوهاً ونَفِهَتْ نفسُه إذا ضَعُفُتْ وسقطت وأَنشد والعَزَبَ المُنَفَّهَ الأُمِّيَّا وروى أَصحاب أَبي عبيد عنه نَفِهَ يَنْفَهُ بكسر الفاء من نَفِهَ وفتحها من يَنْفَهُ قال أَبو عبيدة قوله في الحديث نَفِهَتْ نَفْسُك أَي أَعيت وكَلَّتْ ويقال للمُعْيي مُنَفَّهٌ ونافِهٌ وجمعُ النافه نُفَّهٌ وأَنشد أَبو عمرو لرؤبة بنا حَرَاجِيجُ المَهَارِي النُّفَّهِ يعني المُعْيِيَة واحدتها نافِهٌ ونافِهَةٌ والذي يَفْعَلُ ذلك بها مُنَفِّهٌ وقد نَفَّهَ البعيرَ

( نقه ) نَقِهَ يَنْقَهُ معناه فَهِمَ يَفْهَمُ فهو نَقِهٌ سريع الفِطْنَةِ وفي الحديث فانْقَهْ إذاً أَي افهم يقال نَقِهْتُ الحديثَ مثل فَهِمْتُ وفَقِهْتُ وأَنْقَهَهُ الله تعالى ونَقِهَ الكلامَ بالكسر نَقْهاً ونَقَهَهُ بالفتح نَقْهاً أَي فهمه ونَقِهْتُ الخبرَ والحديثَ مفتوح مكسور نَقْهاً ونُقُوهاً ونَقاهةً ونَقَهاناً وأَنا أَنْقَهُ قال ابن سيده نَقِهَ الرجل نَقَهاً واسْتَنْقَهَ فَهِمَ ويروى بيتُ المُخَبَّلِ إلى ذي النُّهَى واسْتَنْقَهَتْ للمُحَلِّمِ أَي فَهِمُوهُ حكاه يعقوب والمعروف واسْتَيْقَهَتْ ورجل نَقِهٌ وناقِهٌ سريع الفهم ونَقِهَ الحديثَ ونَقَهَهُ لَقِنَهُ وفلان لا يَفْقَهُ ولا يَنْقَهُ والاسْتِنْقاهُ الاستفهام وأَنْقِهْ لي سَمْعَكَ أَي أَرْعِنِيهِ وفي النوادر انْتَقَهْتُ من الحديث ونَقِهْتُ وأتَقَهْتُ أَي اشتفيت ونَقِهَ من مرضه بالكسر ونَقَهَ يَنْقَهُ نَقْهاً ونُقُوهاً فيهما أَفاق وهو في عَقِبِ علَّتِهِ وقال ثعلب نَقَهَ من المرض يَنْقَهُ بالفتح ورجل ناقِهٌ من قوم نُقَّهٍ الجوهري نَقِهَ من مرضه بالكسر نَقَهاً مثالِ تَعِب تَعَباً وكذلك نَقَهَ نُقُوهاً مثل كَلَحَ كُلُوحاً فهو ناقِهٌ إذا صَحَّ وهو في عقب علته والجمع نُقَّهٌ وفي الحديث قالت أُمُّ المُنْذِرِ دخل علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ومعه عَلِيٌّ وهو ناقِهٌ هو إذا بَرَأَ وأَفاق وكان قريب العَهْدِ بالمرض لم يرجع إليه كمالُ صحته وقُوَّتِهِ

( نكه ) النَّكْهَةُ ريح الفم نَكَهَ له وعليه يَنْكِهُ ويَنْكَهُ نَكْهاً تَنَفَّسَ على أَنفه ونَكَهَهُ نَكْهاً ونَكِهَهُ واسْتَنْكَهَهُ شم رائحة فمه والاسم النَّكْهَةُ وأَنشد نَكِهْتُ مُجالِداً فَوَجَدْتُ منه كَرِيحِ الكَلْبِ ماتَ حَدِيثَ عَهْدِ وهذا البيت أَورده الجوهري نَكِهْتُ مجاهِداً وقال ابن بري صوابه مجالداً وقد رواه في فصل نجا نَجَوْتُ مجالداً ونَكَهَ هو يَنكِهُ ويَنكَهُ أَخرج نَفَسَهُ إلى أَنفي ونَكِهْتُه شَمَمْتُ ريحه واسْتَنْكَهْتُ الرجلَ فَنَكَهَ في وجهي يَنْكِهُ ويَنْكَهُ نَكْهاً إذا أَمره بأَن يَنْكَهَ ليعلم أَشارِبٌ هو أَم غير شاربٍ قال ابن بري شاهده قولُ الأُقَيْشِرِ يقولون لي انْكَهْ قد شَرِبْتَ مُدَامَةً فَقُلْتُ لَهُمْ لا بَلْ أَكَلْتُ سَفَرْجَلا وفي حديث شارب الخمر اسْتَنْكهُوهُ أَي شُمُّوا نَكْهَتَهُ ورائحةَ فَمِه هل شرِب الخمر أَم لا ونُكِهَ الرجلُ تغيرت نَكْهَتُهُ من التُّخَمَةِ ويقال في الدعاء للإنسان هُنِّيتَ ولا تُنْكَهْ أَي أَصَبْتَ خَيْراً ولا أَصابك الضُّرُّ والنُّكَّهُ من الإبل التي ذهبت أَصواتها من الضعف وهي لغة تميم في النُّقَّهِ وأَنشد ابن بري لرؤبة بعد اهتِضام الراغِياتِ النُّكَّهِ

( نمه ) نَمِهَ نَمَهاً فهو نَمِةٌ ونامِةٌ تَحَيَّرَ يمانية

( نهنه ) النَّهْنَهَةُ الكَفُّ تقول نَهْنَهْتُ فلاناً إذا زجرته فَتَنَهْنَهَ أَي كففته فَكفَّ قال الشاعر نَهْنِهْ دُموعَكَ إنَّ مَنْ يَغْتَرُّ بالحِدْثانِ عاجِزْ كأَن أَصله من النَّهْي وفي حديث وائل لقد ابْتَدَرَها اثنا عشر مَلَكاً فما نَهْنَهَها شيءٌ دون العَرْشِ أَي ما منعها وكَفَّها عن الوصول إليه ونَهْنَهَهُ عن الشيء زَجَره قال أَبو جُنْدَبٍ الهُذَليّ فَنَهْنَهْتُ أُولى القومِ عنهم بِضَرْبَةٍ تَنَفَّسَ عنها كلُّ حشْيانَ مُجْحَر وقد تَنَهْنَهَ ونَهْنَهْتُ السَّبْعَ إذا صِحْتَ به لتَكُفَّه والأَصل في نَهْنَهَ نَهْهَهَ بثلاث هاءَات وإِنما أَبدلوا من الهاء الوسطى نوناً للفرق بين فَعْلَلَ وفَعَّلَ وزادوا النون من بين الحروف لأَن في الكلمة نوناً وثوب نَهْنَهٌ رقيق النسجِ الأَحمر النَّهْنَهُ واللَّهْلَهُ الثوب الرقيق النسج

( نوه ) ناه الشيءُ يَنُوهُ ارتفع وعلا عن ابن جني فهو نائِهٌ ونُهْتُ بالشيء نَوْهاً ونَوَّهْتُ به ونَوَّهْتُهُ تَنْوِيهاً رفعته ونَوَّهْتُ باسمه رفعت ذكْرَهُ وناهَ النباتُ ارتفع وناهَتِ الهامَةُ نَوْهاً رفعت رأْسها ثم صَرَخَتْ وهامٌ نُوَّهٌ قال رؤبة على إكامِ النائحاتِ النُّوَّهِ وإذا رفعتَ الصوتَ فدعوت إنساناً قلت نَوَّهْتُ وفي حديث عمر أَنا أَولُ من نَوَّهَ بالعربِ يقال نَوَّهَ فلانٌ باسمه ونَوَّهَ فلانٌ بفلان إذا رفعه وطَيَّرَ بِهِ وقَوَّاه ومنه قول أَبي نُخَيْلَةَ لِمَسْلَمَةَ ونَوَّهْتَ لِي ذِكْرِي وما كان خامِلاً ولَكِنَّ بَعْضَ الذِّكْرِ أَنْبَهُ من بَعْضِ وفي حديث الزبير أَنه نَوَّه به عليٌّ أَي شَهَرَهُ وعَرَّفَهُ والنَّوَّاهةُ النَّوَّاحةُ إما أَن تكون من الإشادةِ وإما أَن تكون من قولهم ناهَتِ الهامةُ ونَوَّه باسمه دعاه ونوَّه به دعاه وقوله أَنشده ابن الأَعرابي إذا دَعاها الرُّبَعُ المَلْهُوفُ نوَّه منها الزاجِلاتُ الجُوفُ فسره فقال نوَّه منها أَي أَجَبْنَهُ بالحَنِين والنَّوْهةُ الأَكْلَةُ في اليوم والليلة وهي كالوَجْبَةِ وناهَتْ نفسي عن الشيء تَنُوهُ وتَناهُ نَوْهاً انتهت وقيل نُهْتُ عن الشيء أَبَيْتُه وتركته ومن كلامهم إذا أَكلنا التمر وشربنا الماء ناهَتْ أَنفسُنا عن اللحم أَي أَبَتْهُ فتركته رواه ابن الأَعرابي وقال التمر واللبن تَنوهُ النفسُ عنهما أَي تقوى عليهما وناهَتْ نفسي أَي قويت الفراء أَعطني ما يَنُوهُني أَي يَسُدُّ خَصاصَتي وإنها لتأْكل ما لا يَنُوهُها أَي لا يَنْجَعُ فيها ابن شميل ناهَ البقلُ الدوابَّ يَنُوهُها أَي مَجَدَها وهو دون الشبع وليس النَّوْهُ إلا في أَول النبت فأَما المَجْدُ ففي كل نبت وقوله يَنْهُونَ عن أَكْلٍ وعن شُرْبِ هو مثله إنما أَراد يَنُوهُون فقلب وإلا فلا يجوز قال الأَزهري كأَنه جعل ناهَتْ أَنفسُنا تَنُوه مقلوباً عن نَهَتْ قال ابن الأَنباري معنى يَنْهُون أَي يشربون فيَنْتَهُون ويَكْتَفُون قال وهو الصواب والنُّوهةُ قُوَّةُ البَدَن

( نيه ) نفس ناهَةٌ مُنْتَهِيةٌ عن الشيء مقلوب من نَهاةٍ

( هده ) في الحديث حتى إذا كان بالهَدَةِ
( * قوله « في الحديث حتى إذا كان بالهدة » ذكره هنا تبعاً للنهاية وقد ذكره صاحب القاموس في مادة هدد وعبارة ياقوت الهدة بتخفيف الدال من الهدى بزيادة هاء ) بين عُسْفانَ ومكة الهَدَةُ بالتخفيف اسم موضع بالحجاز والنسبة إليه هَدَوِيٌّ على غير قياس ومنهم من يشدد الدال فأَما الهَدْأَةُ التي جاءت في ذكر قتل عاصم فقيل إنها غير هذه وقيل هي هي

( هوه ) هَهْ كلمة تَذَكُّرٍ وتكون بمعنى التحذير أَيضاً ولا يُصَرَّفُ منه فعل لثقله على اللسان وقبحه في المنطق إلا أَن يضطر شاعر قال الليث هَهْ تَذْكِرَةٌ في حال وتحذيرٌ في حال فإذا مدَدْتَها وقلتَ هاهْ كانت كانت وعيداً في حال وحكاية لضحك الضاحك في حال تقول ضحك فلان فقال هاهْ هاهْ قال وتكون هاهْ في موضع آهْ من التَّوَجُّعِ من قوله إذا ما قُمْتُ أَرْحَلُها بلَيْلٍ تأَوَّهُ آهَةَ الرجلِ الحَزينِ ويروى تَهَوَّهُ هاهَةَ الرجلِ الحزين قال وبيان القطع أَحسن ابن السكيت الآهةُ من التَّأَوُّهِ وهو التوجع يقال تأَوَّهْتُ آهةً وكذلك قولهم في الدعاء آهةً وأَمِيهَةً وتفسيرهما مذكور في موضعه والهَوْهاءةُ والهَوْهاءُ البئر التي لا مُتَعَلَّقَ بها ولا موضع لرِجْلِ نازِلها لبُعْدِ جالَيْها قال بهُوَّة هَوْهاءةِ التَّرَجُّلِ ورجل هَوْهاءٌ وهَوْهاءةٌ وهَوْهاةٌ ضعيف الفؤاد جبان من ذلك قال ابن بري وحكى ابن السكيت هوَاهِيةً أَيضاً للجبان ورجل هُوهَةٌ بالضم أَي جبان وفي حديث عمرو بن العاص كنتَ الهَوْهاةَ الهُمَزَةَ الهَوْهاةُ الأَحمق أَبو عبيد المَوْماةُ والهَوْهاةُ واحد والجمع المَوَامي والهَياهي وتَهَوَّهَ الرجلُ تفَجَّعَ والهَواهي ضرب من السير واحدتها هَوْهاةٌ ويقال إن الناقة لَتَسِير هَواهِيَ من السير قال الشاعر تَغالَتْ يداها بالنَّجاءِ وتَنْتهِي هَواهِيَ من سَيرٍ وعُرْضَتُها الصَّبرُ ابن السكيت رجل هَواهِيَةٌ وهَوْهاءةٌ إذا كان منْخُوبَ الفؤاد وأَصل الهواهاءة البئر لا مُتعلَّقَ بها كما تقدم ويقال جاء فلان بالهَواهِي أَي بالتخاليط والأَباطيل والهَواهِي اللغو من القول والأَباطيل قال ابن أَحمر وفي كل يومٍ يَدْعُوانِ أَطِبَّةً إليَّ وما يُجْدُونَ إلا هَوَاهِيا وسمعتُ هَواهِيَةَ القومِ وهو مثل عَزِيف الجِنِّ وما أَشبهه ورجل هُوهٌ كهَوْهاءةٍ وهُوهْ اسم لقارَبْتَ والعرب تقول عند التَّوَجُّعِ والتَّلَهُّفِ هاهْ وهاهِيه وأَنشد الأَصمعي قال الغَوَاني قد زَهاهُ كِبَرُهْ وقُلْنَ يا عَمِّ فما أُغَيِّرُهْ وقلتُ هاهٍ لحديثٍ أُكْثِرُهْ الهاء في أُْكْثِرُهُ لِهاهٍ وفي حديث عذاب القبر هاهْ هاهْ قال هذه كلمة تقال في الإيعاد وفي حكاية الضحك وقد تقال للتوجع فتكون الهاء الأُولى مبدلة من همزة آه وهو الأَليق بمعنى هذا الحديث يقال تأَوَّهَ وتَهَوَّهَ آهَةً وهاهةً

( هيه ) هِيهِ وهِيهَ بالكسر والفتح
( * قوله « بالكسر والفتح » أَي كسر الهاء الثانية وفتحها فأَما الهاء الأولى فمكسورة فقط كما ضبط كذلك في التكملة والمحكم ) في موضع إيهِ وإيهَ وفي حديث أُميَّةَ وأَبي سفيانَ قال يا صَخْرُ هِيهٍ فقلت هِيْهاً هِيهٍ بمعنى إيهٍ فأَبدل من الهمزة هاء وإيهٍ اسم سمي به الفعل ومعناه الأَمر تقول للرجل إيهِ بغير تنوين إذا استزدته من الحديث المعهود بينكما فإن نوَّنْتَ استزدتَهُ من حديثٍ مَّا غير معهود لأَن التنوين للتنكير فإذا سكَّنْتَهُ وكففته قلت إيهاً بالنصب فالمعنى أَن أُميَّةَ قال له زِدْني من حديثك فقال له أَبو سفيان كُفَّ عن ذلك ابن سيده إيهٍ كلمة استزادة لكلام وهاهْ كلمة وعيدٍ وهي أَيضاً حكايةُ الضحك والنَّوْحِ وروى الأَزهري عن أَبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يحب العُطاسَ ويَكْرَهُ التَّثاؤُبَ فإذا تَثاءَبَ أَحدُكم فلْيَرُدَّه ما استطاع ولا يقولَنَّ هاهْ هاهْ فإنما ذلِكُمُ الشيطانُ يضحكُ منه وفي حديث علي رضوان الله عليه وذكر العلماء الأَتقياء فقال أُولئك أَولياءُ اللهِ من خلقه ونُصَحاؤُهُ في دِينِه والدُّعاةُ إلى أَمره هاهْ هاهْ شَوْقاً إليهم قال ابن سيده وإنما قضيت على أَلف هاه أَنها ياء بدليل قولِهم هِيهِ في معناه وهَيْهَيْتُ بالإبل وهاهَيْتُ بها دعوتها وزجرتها فقلت لها هَاهَا فقلبت الياء أَلفاً لغير علة إلا طَلَب الخفة لأَن الهاء لخفائها كأَنها لم تَحْجُزْ بينهما فالتقى مِثْلانِ وهاهَيْتُ بالإبل أَي شايَعْتُ بها وهاهَيْتُ الكلاب زجرتها وقال أَرَى شَعَراتٍ على حاجبيْ يَ بِيضاً نَبَتْنَ جميعاً تُؤَامَا ظَلِلْتُ أُهاهي بِهنَّ الكِلا بَ أَحْسِبُهُنَّ صُواراً قِيامَا فأَما قوله قد أَخْصِمُ الخَصْمَ وآتي بالرُّبُعْ وأَرْفَعُ الجفنةَ بالهَيْهِ الرَّتِعْ فإن أَبا علي فسره بأَنه الذي يُنَحَّى ويُطْرَدُ لدنس ثيابه فلا يُطْعَمُ يقال له هَيَهْ هِيَهْ وحكى ابن الأَعرابي أَن الهَيْه هو الذي يُنَحَّى لدنس ثيابه يقال له هَيْه هَيْه وأَنشد البيت وأَرْقَعُ الجَفْنَةَ بالهَيْهِ الرَّئِعْ قوله آتي بالرُّبُع أَي بالرُّتْعِ من الغنيمة ومن قال بالرُّبَعِ فمعناه أَقتاده وأَسوقه وقوله وأَرْقَعِ الجفنة بالهيه الرتِع الرَّتِعُ الذي لا يبالي ما أَكل وما صنع فيقول أَنا أُدنيه وأُطعمه وإن كان دنس الثياب وأَنشد الأَزهري هذا البيت عن الأَعرابي وفسره فقال يقول إذا كان خَلَلاً سَددته بهذا وقال الهَيْهُ الذي يُنَحَّى يقال هَيْه هَيْه لشيء يُطْرَدُ ولايُطعَمُ يقول فأَنا أُدنيه واطعمه وهَيَاهٌ من أَسماء الشياطين وهَيْهاتَ وهَيْهاتِ كلمة معناها البُعْدُ وقيل هَيْهاتَ كلمة تبعيد قال جريرٌ فهَيْهاتَ هَيْهاتَ العَقِيقُ وأَهْلُهُ وهَيْهاتَ خِلٌّ بالعَقيقِ نُحاولُهْ والتاء مفتوحة مثل كيف وأَصلها هاء وناس يكسرونها على كل حال بمنزلة نون التثنية قال حُمَيدٌ الأَرْقَطُ يصف إبلاً قطعت بلاداً حتى صارت في القِفار يُصْبِحْنَ بالقَفْزِ أَتاوِيَّاتِ هَيْهاتِ من مُصْبَحِها هَيْهاتِ هَيْهاتِ حَجْرٌ من صُنَيْبِعاتِ وقد تبدل الهاء همزة فيقال أَيهاتَ مثل هَراقَ وأَراقَ قال الشاعر أَيْهاتَ مِنْكَ الحياةُ أَيْهاتَا وقد تكرر ذكر هيهات في الحديث واتفق أََهل اللغة أَن التاء من هيهات ليست بأَصلية أَصلها هاء قال أَبوعمرو بن العلاء إذا وصَلْتَ هَيْهاتَ فَدَعِ التاء على حالها وإذا وَقَفْتَ فقل هَيْهات هَيْهاه قال ذلك في قول الله عز وجل هَيْهاتَ هَيْهاتَ لما توعَدُونَ قال وقال سيبويه من كسر التاء فقال هَيْهاتِ هَيْهاتِ فهي بمنزلة عِرْقاتٍ تقول اسْتأْصلَ الله عِرْقاتِهم فمن كسر التاء جعلها جمعاً واحدَتُها عِرْقَةٌ وواحدَةُ هَيْهاتِ على ذلك اللفظ هَيْهَةٌ ومن نصب التاء جعلها كلمة واحدة قال ويقال هَيْهاتَ ما قُلْتَ وهَيْهاتَ لِما قُلْتَ فمَنْ أَدخل اللام فمعناه البُعْدُ لقولك ابن الأَنباري في هَيْهاتَ سبع لغاتٍ فمن قال هَيْهاتَ بفتح التاء بغير تنوين شَبَّه التاء بالهاء ونصبها على مَذْهَب الأَداةِ ومن قال هَيْهاتاً بالتنوين شَبَّهه بقوله فقليلاً ما يُؤْمنون أَي فقليلاً إيمانُهم ومن قال هَيْهاتِ شَبَّهه بحذامِ وقطامِ ومن قال هَيْهاتٍ بالتنوين شَبَّهه بالأَصوات كقولهم غاقٍ وطاقٍ ومن قال هَيْهاتُ لك بالرفع ذهب بها إلى الوصف فقال هي أَداة والأَدَواتُ معرفةٌ ومن رفعها ونَوَّنَ شَبَّهَ التاء بتاء الجمع كقوله من عَرَفاتٍ قال ومن العرب من يقول أَيْهات في اللغات التي ذكرتها كلها ومنهم من يقول أَيهان بالنون قال الشاعر أَيْهانَ منكَ الحياةُ أَيْهانا ومنهم من يقول أَيْها بلا نونٍ ومن قال أَيْها حذف التاء كما حذفت الياء من حاشَى فقالوا حاشَ وأَنشد ومن دُونَي الأَعراضُ والقِنْعُ كلُّه وكُتْمانُ أَيْهَا ما أَشَتَّ وأَبْعَدَا وهي في هذه اللغات كلها معناها البُعْدُ والمستعمل منها استعمالاً عالياً الفتح بلا تنوين الفراء نصب هيهات بمنزلة نَصْبِ رُبَّتَ وثُمَّتَ والأَصل رُبَّهْ وثُمَّهْ وأَنشد ماوِيَّ يا رُبَّتَما غارةٍ شَعْواءَ كاللَّذْعَةِ بالمِيسمِ قال ومن كسر التاء لم يجعلها هاء تأْنيث وجعلها بمنزلة دَراكِ وقَطامِ أَبو حيان هَيْهاتَ هيهاتَ لما توعدون فأَلحق الهاء الفتحة قال هَيْهاتَ من عَبْلَةَ ما هَيْهاتا هَيْهاتَ إلا ظَعَناً قد فاتا قال ابن جني كان أَبو علي يقول في هَيْهاتَ أَنا أُفْتي مرةً بكونها اسماً سمي به الفعل كصَهْ ومَهْ وأُفْتِي مرةً بكونها ظرفاً على قدر ما يَحْضُرُني في الحال قال وقال مرة أُخرى إنها وإن كانت ظرفاً فغير ممتنع أَن تكون مع ذلك اسماً سمي به الفعل كعِنْدَكَ ودونَك وقال ابن جني مرة هَيْهاتٍ وهيهاتِ مصروفة وغير مصروفة جمع هَيْهة قال وهَيْهات عندنا رباعية مكررة فاؤُها ولامُها الأُولى هاء وعينها ولامها الثانية ياء فهي لذلك من باب صِيصِيَةٍ وعَكسُها يَلْيَلُ ويَهْياهٌ من ضَعَّفَ الياء بمنزلة المَرْمَرَة والقَرْقَرَة ابن سيده أَيْهاتَ لغة في هَيْهاتَ كأَنّ الهمزة بدل من الهاء هذا قول بعض أَهل اللغة قال وعندي أَن إحداهما ليست بدلاً من الأُخرى إنما هما لغتان قال الأَخفش يجوز في هَيْهاتَ أَن يكون جماعة فتكون التاء التي فيها تاء الجمع التي للتأْنيث قال ولا يجوز ذلك في اللات والعُزَّى لأَن لاتَ وكيْتَ لا يكون مثلُهما جَماعةً لأَن التاء لا تزاد في الجماعة إلا مع الألف وإن جعلت الأَلف والتاء زائدتين بقي الاسم على حرف واحد قال ابن بري عند قول الجوهري يجوز في هَيْهاتَ أَن يكون جماعة وتكون التاءُ التي فيها تاءَ الجمع قال صوابه يجوز في هيهات بكسر التاء وقد ينوّن فيقال هَيْهاتٍ وهَيْهاتاً قال الأَحْوَصُ تَذكَّرُ أَيَّاماً مَضَيْنَ من الصِّبَا وهَيْهاتِ هَيْهاتاً إليكَ رُجُوعُها وقول العجاج هَيْهاتَ من مُنْخرقٍ هَيْهاؤُه قال ابن سيده أَنشده ابن جني ولم يفسره قال ولا أَدري ما معنى هَيْهاؤُه وقال غيره معناها البعد والشيء الذي لا يُرْجَى وقال ابن بري قوله هَيْهاؤُه يدل على أَن هَيْهاتَ من مضاعف الأَربعة وهَيْهاؤه فاعل بهَيْهات كأَنه قال بَعُدَ بُعْدُه ومن متعلقة بهيهات وقد تكلم عليه أَبو علي في أَول الجزء الثاني والعشرين من التَّذْكَرة قال ابن بري قال أَبو علي من فتح التاء وقف عليها بالهاء لأَنها في اسم مفرد ومن كسر التاء وقف عليها بالتاء لأَنها جمع لهَيْهاتَ المفتوحة قال وهذا خلاف ما حكاه الجوهري عن الكسائي وهو سهو منه وهذا الذي رده ابن بري على الجوهري ونسبه إلى السهو فيه هو بعينه في المحكم لابن سيده الأَزهري في أَثناء كلامه على وَهَى أَبو عمرو التَّهيِيتُ الصَّوْتُ بالناس قال أَبو زيد هو أَن تقول له يا هَيَاهِ

( وبه ) الوَبْهُ الفِطنَةُ والوَبْهُ أَيضاً الكِبْرُ وَبَهَ للشيء وَبْهاً ووُبُوهاً ووَبَهَ لَه وَبْهاً ووَبَهاً بالسكون والفتح فَطَنَ الأَزهري نَبِهْتُ للأَمر أَنْبَهُ نَبَهاً ووَبِهْتُ له أَوْبَهُ وَبَهاً وأَبَهْتُ آبَهُ أَبْهاً وهو الأَمْرُ تَنْساه ثم تَنْتَبِه له وقال الكسائي أَبَهْتُ آبَهُ وبُهْتُ أَبُوه وبِهْتُ أَباه وفلان لا يُوَبَهُ به ولا يُوبَهُ له أَي لا يُبَالى به وفي حديث مرفوع رُبَّ أَشْعَثَ أَغْبَرِ ذي طِمْرَيْن لا يُوبَهُ له لو أَقسم على الله لأَبَرَّهُ معناه لا يُفْطَنُ له لِذِلَّتِه وقِلَّةِ مَرآتِه ولا يُحْتَفَلُ به لِحَقارته وهو مع ذلك من الفضل في دينه والإخْباتِ لربه بحيث إذا دَعاهُ استجابَ له دُعاءَه ويقال أَبَهْتُ له آبَهُ وأَنت تِيبَهُ بكسر التاء مثل تِيجَلُ أَي تُبالي ابن السكيت ما أَبِهْتُ له وما أَبَهْتُ له وما بُهْتُ له وما وَبَهْت له وما وَبِهْتُ له بفتح الباء وكسرها وما بَأَهْتُ له وما بَهَأْتُ له يريدما فَطِنْتُ له وروي عن أَبي زيد أَنه قال إني لآبَهُ بِكَ عن ذلك الأَمر إلى خير منه إذا رفعته عن ذلك الفراء يقال جاءت تَبُوه بَواهاً أَي تَضِجُّ

( وجه ) الوَجْهُ معروف والجمع الوُجُوه وحكى الفراء حَيِّ الأُجُوهَ وحَيِّ الوُجُوه قال ابن السكيت ويفعلون ذلك كثيراً في الواو إذا انضمت وفي الحديث أَنه ذكر فِتَناً كوُجُوهِ البَقَرِ أَي يُشْبِه بَعْضُها بعضاً لأَن وُجُوهَ البقر تتشابه كثيراً أَراد أَنها فِتَنٌ مُشْتَبِهَةٌ لا يُدْرَى كيف يُؤْتَى لها قال الزمخشري وعندي أَن المراد تأْتي نواطِحَ للناس ومن ثم قالوا نَواطِحُ الدَّهْرِ لنوائبه ووَجْهُ كُلِّ شيء مُسْتَقْبَلُه وفي التنزيل العزيز فأَيْنَما تُوَلُّوا فثَمَّ وَجْهُ اللهِ وفي حديث أُمّ سلمة أَنها لما وَعَظَتْ عائشة حين خرجت إلى البصرة قالت لها لو أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم عَارَضَكِ ببعض الفَلَواتِ ناصَّةً قَلُوصاً من مَنْهَلٍ إلى مَنْهَلٍ قد وَجِّهْتِ سدافَتَه وتَرَكْتِ عُهَّيْداهُ في حديث طويل قولها وَجَّهْتِ سِدافَتَه أَي أَخذتِ وَجْهاً هَتَكْتِ سِتْرَك فيه وقيل معناه أَزَلْتِ سِدافَتَهُ وهي الحجابُ من الموضع الذي أُمِرْتِ أَن تَلْزَمِيه وجَعَلْتِها أَمامَكِ القتيبي ويكون معنى وَجَّهْتِهَا أَي أَزَلْتِهَا من المكان الذي أُمِرْتِ بلزومه وجَعَلْتِهَا أَمامَكِ والوَجْهُ المُحَيَّا وقوله تعالى فأَقِمْ وَجْهَكَ للدِّين حَنِيفاً أَي اتَّبِع الدِّينَ القَيِّمَ وأَراد فأَقيموا وجوهكم يدل على ذلك قوله عز وجل بعده مُنِيبِينَ إليه واتَّقُوهُ والمخاطَبُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم والمراد هو والأُمَّةُ والجمع أَوْجُهٌ ووُجُوهٌ قال اللحياني وقد تكون الأَوْجُهُ للكثير وزعم أَن في مصحف أُبَيٍّ أَوْجُهِكُمْ مكان وُجُوهِكُمْ أُراه يريد قوله تعالى فامسحوا بوُجُوهِكُمْ وقوله عز وجل كلُّ شيءٍ هالكٌ إلا وَجْهَهُ قال الزجاج أَراد إلا إيَّاهُ وفي الحديث كانَتْ وُجُوهُ بُيُوت أَصحابِهِ شارعةً في المسجد وَجْهُ البيتِ الخَدُّ الذي يكون فيه بابه أَي كانت أَبواب بيوتهم في المسجد ولذلك قيل لَخَدِّ البيت الذي فيه الباب وَجْهُ الكَعْبةِ وفي الحديث لتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ أَو لَيُخالِفَنَّ الله بين وُجُوهكم أَراد وُجوهَ القلوب كحديثه الآخر لا تَخْتَلِفُوا فتَخْتَلِفَ قُلُوبكم أَي هَوَاها وإرادَتُها وفي حديث أَبي الدَّرْداءِ لا تَفْقَهُ حتى تَرَى للقرآن وُجُوهاً أَي تَرَى له مَعَانيَ يحتملها فتَهابَ الإقْدامَ عليه ووُجُوهُ البلد أَشرافُه ويقال هذا وَجْهُ الرأْيِ أَي هو الرأْيُ نَفْسُه والوَجْه والجِهَةُ بمعنىً والهاء عوض من الواو والاسم الوِجْهَةُ والوُجْهَةُ بكسر الواو وضمها والواو تثبت في الأَسماء كما قالوا وِلْدَةٌ وإنما لا تجتمع مع الهاء في المصادر واتَّجَهَ له رأْيٌ أَي سَنَحَ وهو افْتَعَلَ صارت الواو ياء لكسرة ما قبلها وأُبدلت منها التاء وأُدغمت ثم بُنِيَ عليه قولك قعدت تُجاهَكَ وتِجَاهَكَ أَي تِلْقاءَك ووَجْهُ الفَرَسِ ما أَقبل عليك من الرأْس من دون مَنَابت شعر الرأْس وإنه لعَبْدُ الوَجْهِ وحُرُّ الوَجْهِ وإنه لسَهْلُ الوَجْهِ إذا لم يكن ظاهر الوَجْنَةِ ووَجْهُ النهار أَوَّلُهُ وجئتك بوَجْهِ نهارٍ أَي بأَوّل نهار وكان ذلك على وَجْهِ الدهرأَي أَوَّلِهِ وبه يفسره ابن الأَعرابي ويقال أَتيته بوَجْهِ نهارٍ وشَبابِ نهارٍ وصَدْرِ نهارٍ أَي في أَوَّله ومنه قوله مَنْ كان مَسْروراً بمَقْتَلِ مالِكٍ فليأْتِ نِسْوَتَنَا بوَجْهِ نهارِ وقيل في قوله تعالى وَجْهَ النهارِ واكْفُروا آخِرَهُ صلاة الصبح وقيل هو أَوّل النهار ووَجْهُ النجم ما بدا لك منه ووَجْهُ الكلام السبيلُ الذي تقصده به وجاهاهُ إذا فاخَرَهُ ووُجُوهُ القوم سادتهم واحدهم وَجْهٌ وكذلك وُجَهَاؤهم واحدهم وَجِيهٌ وصَرَفَ الشيءَ عن وَجْهِهِ أَي سَنَنِهِ وجِهَةُ الأَمرِ وجَهَتُهُ ووِجْهَتُه ووُجْهَتُهُ وَجْهُهُ الجوهري الاسم الوِجْهَة والوُجْهة بكسر الواو وضمها والواو تثبت في الأَسماء كما قالوا وِلْدَةٌ وإنما لا تجتمع مع الهاء في المصادرِ وما له جِهَةٌ في هذا الأَمرِ ولا وِجْهَةٌ أَي لا يبصر وجْهَ أَمره كيف يأْتي له والجِهَةُ والوِجْهَةُ جميعاً الموضعُ الذي تَتَوَجَّهُ إليه وتقصده وضَلَّ وِجْهَةَ أَمْرهِ أَي قَصْدَهُ قال نَبَذَ الجِوَارَ وضَلَّ وِجْهَةَ رَوْقِهِ لما اخْتَلَلْتُ فُؤَادَهُ بالمِطْرَدِ ويروى هِدْيَةَ رَوْقِهِ وخَلِّ عن جِهَتِه يريد جِهَةَ الطريقِ وقلت كذا على جِهَةِ كذا وفعلت ذلك على جهة العدل وجهة الجور والجهة النحو تقول كذا على جهة كذا وتقول رجل أَحمر من جهته الحمرة وأَسود من جهته السواد والوِجهةُ والوُجهةُ القِبلةُ وشِبْهها في كل وجهة أَي في كل وجه استقبلته وأَخذت فيه وتَجَهْتُ إليك أَتْجَهُ أَي توجهتُ لأَن أَصل التاء فيهما واو وتوَجَّه إليه ذهب قال ابن بري قال أَبو زيد تَجِهَ الرجلُ يَتْجَهُ تَجَهاً وقال الأَصمعي تَجَهَ بالفتح وأَنشد أَبو زيد لمِرْداسِ بن حُصين قَصَرْتُ له القبيلةَ إذ تَجِهْنا وما ضاقَتْ بشَدّته ذِراعي والأَصمعي يرويه تَجَهْنا والذي أَراده اتَّجَهْنا فحذف أَلف الوصل وإحدى التاءين وقَصَرْتُ حبَسْتُ والقبيلةُ اسم فرسه وهي مذكورة في موضعها وقيل القبيلة اسم فرسٍ أَنشد ابن بري لطُفيلٍ بناتُ الغُرابِ والوجِيهِ ولاحِقٍ وأَعْوَجَ تَنْمي نِسْبَةَ المُتَنسِّبِ واتَّجَهَ له رأْيٌ أَي سَنَحَ وهو افْتَعَل صارت الواو ياء لكسرة ما قبلها وأُبدلت منها التاء وأُدغمت ثم بني عليه قولك قعدت تُجاهَكَ وتِجاهَكَ أَي تِلْقاءك وتَجَهْتُ إليك أَتْجَهُ أَي توجهتُ لأَن أَصل التاء فيهما واو ووَجَّه إليه كذا أَرسله ووجَّهْتُهُ في حاجةٍ ووجَّهْتُ وجْهِيَ لله وتوَجَّهْتُ نحوَكَ وإليك ويقال في التحضيض وَجِّهِ الحَجَرَ وجْهةٌ مّا له وجِهَةٌ مّا له ووَجْهٌ مّا له وإنما رفع لأَن كل حَجَرٍ يُرْمى به فله وجْهٌ كل ذلك عن اللحياني قال وقال بعضهم وجِّه الحَجَرَ وِجْهةً وجِهةً مّا له ووَجْهاً مّا له فنصب بوقوع الفعل عليه وجعل ما فَضْلاً يريد وَجِّه الأَمرَ وَجْهَهُ يضرب مثلاً للأَمر إذا لم يستقم من جهةٍ أَن يُوَجِّهَ له تدبيراً من جِهةٍ أُخرى وأَصل هذا في الحَجَرِ يُوضَعُ في البناء فلا يستقيم فيُقْلَبُ على وجْهٍ آخر فيستقيم أَبو عبيد في باب الأَمر بحسن التدبير والنهي عن الخُرْقِ وَجِّهْ وَجْهَ الحَجَرِ وِجْهةً مّا له ويقال وِجْهة مّا له بالرفع أَي دَبِّرِ الأَمر على وجْهِه الذي ينبغي أَن يُوَجَّهَ عليه وفي حُسْنِ التدبير يقال ضرب وجْهَ الأَمر وعيْنَه أَبو عبيدة يقال وَجِّه الحجر جهةٌ مّا له يقال في موضع الحَضِّ على الطلب لأَن كل حجر يُرْمى به فله وجْهٌ فعلي هذا المعنى رفعه ومن نصبه فكأَنه قال وَجِّه الحجر جِهَتَه وما فضْلٌ وموضع المثل ضََعْ كلَّ شيء موضعه ابن الأَعرابي وَجِّه الحجر جِهَةً مّا له وجهةٌ مّا له ووِجْهةً مّا له ووِجهةٌ مّا له ووَجْهاً مّا له ووَجْهٌ مّا له والمُواجَهَةُ المُقابلَة والمُواجَهةُ استقبالك الرجل بكلام أَو وَجْهٍ قاله الليث وهو وُجاهَكَ ووِجاهَكَ وتُجاهَكَ وتِجاهَكَ أَي حِذاءَكَ من تِلْقاءِ وَجْهِكَ واستعمل سيبويه التُّجاهَ اسماً وظرفاً وحكى اللحياني داريِ وجاهَ دارِكَ ووَجاهَ دارِكَ ووُجاهَ دارك وتبدل التاء من كل ذلك وفي حديث عائشة رضي الله عنها وكان لعلي رضوان الله عليه وَجْهٌ من الناس حياةَ فاطمةَ رِضوانُ الله عليها أَي جاهٌ وعِزٌّ فقَدَهما بعدها والوُجاهُ والتُّجاهُ الوجْهُ الذي تقصده ولقيه وِجاهاً ومُواجَهةً قابَل وجْهَهُ بوجْهِه وتواجَهَ المنزلانِ والرجلان تقابلا والوُجاهُ والتُّجاه لغتان وهما ما استقبل شيء شيئاً تقول دارُ فلانٍ تُجاهَ دار فلان وفي حديث صلاة الخوف وطائفةٌ وُجاهَ العدوّ أَي مُقابَلتَهم وحِذاءَهم وتكسر الواو وتضم وفي رواية تُجاهَ العدوِّ والتاء بدل من الواو مثلها في تُقاةٍ وتُخَمةٍ وقد تكرر في الحديث ورجل ذو وَجْهينِ إذا لَقِيَ بخلاف ما في قلبه وتقول توجَّهوا إليك ووَجَّهوا كلٌّ يقال غير أَن قولك وَجَّهوا إليك على معنى وَلَّوْا وُجوهَهُم والتَّوَجُّه الفعل اللازم أَبو عبيد من أَمثالهم أَينما أُوَجِّهْ أَلْقَ سَعْداً معناه أَين أَتَوَجَّه وقَدَّمَ وتَقَدَّمَ وبَيَّنَ وتبَيَّنَ بمعنى واحد والوجْهُ الجاهُ ورجل مُوَجَّهٌ ووَجِيهٌ ذو جاه وقد وَجُهَ وَجاهةٌ وأَوْجَهَه جعل له وجْهاً عند الناس وأَنشد ابن بري لامرئ القيس ونادَمْتُ قَيْصَرَ في مُلْكِه فأَوْجَهَني وركِبْتُ البَريدا ورجل وَجِيهٌ ذو وَجاهةٍ وقد وَجُه الرجلُ بالضم صار وَجِيهاً أَي ذا جاهٍ وقَدْر وأَوجَهَه الله أَي صَيَّرَه وَجِيهاً ووجَّهَه السلطانُ وأَوجَهَه شرَّفَه وأَوجَهْتُه صادَفْتُه وَجِيهاً وكلُّه من الوَجْهِ قال المُساوِرُ بن هِنْدِ بن قيْس بن زُهَيْر وأَرَى الغَواني بَعْدَما أَوْجَهْنَني أَدْبَرْنَ ثُمَّتَ قُلْنَ شيخٌ أَعْوَرُ ورجل وَجْهٌ ذو جاه وكِساءٌ مُوَجَّهٌ أَي ذو وَجْهَينِ وأَحْدَبُ مُوَجَّهٌ له حَدَبَتانِ من خلفه وأَمامه على التشبيه بذلك وفي حديث أَهل البيت لايُحِبُّنا الأَحْدَبُ المُوَجَّهُ حكاه الهروي في الغريبين ووَجَّهَتِ الأَرضَ المَطَرَةُ صَيَّرتَهْا وَجْهاً واحداً كما تقول تَرَكَتِ الأَرضَ قَرْواً واحداً ووَجَّهَها المطرُ قَشَرَ وَجْهَها وأَثر فيه كحَرَصَها عن ابن الأَعرابي وفي المثل أَحمق ما يتَوَجَّهُ أَي لا يُحْسِنُ أَن يأْتي الغائط ابن سيده فلان ما يتَوَجَّهُ يعني أَنه إذا أَتى الغائط جلس مستدبر الريح فتأْتيه الريح بريح خُرْئِه والتَّوَجُّهُ الإقبال والانهزام وتَوَجَّهَ الرجلُ وَلَّى وكَبِرَ قال أَوْسُ بن حَجَرٍ كعَهْدِكِ لا ظِلُّ الشَّبابِ يُكِنُّني ولا يَفَنٌ مِمَّنْ تَوَجَّهَ دالِفُ ويقال للرجل إذا كَبِرَ سِنُّهُ قد تَوَجَّهَ ابن الأَعرابي يقال شَمِطَ ثم شاخ ثم كَبِرَ ثم تَوَجَّهَ ثم دَلَف ثم دَبَّ ثم مَجَّ ثم ثَلَّبَ ثم الموت وعندي امرأَة قد أَوْجَهَتْ أَي قعدت عن الولادة ويقال وَجَّهَتِ الريحُ الحصى تَوْجِيهاً إذا ساقته وأَنشد تُوَجِّهُ أَبْساطَ الحُقُوفِ التَّياهِرِ ويقال قاد فلانٌ فلاناً فوَجَّه أَي انقاد واتّبع وشيءٌ مُوَجَّهٌ إذا جُعِلَ على جِهَةٍ واحدة لا يختلف اللحياني نظر فلانٌ بِوُجَيْهِ سُوءٍ وبجُوهِ سُوءٍ وبِجيهِ سوءٍ وقال الأَصمعي وَجَهْتُ فلاناً إذا ضربت في وجْهِه فهو مَوْجوهٌ ويقال أَتى فلان فلاناً فأَوْجَهَهُ وأَوْجَأَهُ إذا رَدَّهُ وجُهتُ فلاناً بما كره فأَنا أَجُوهه إذا استقبلته به قاله الفراء وكأَن أَصله من الوَجْه فقُلِبَ وكذلك الجاهُ وأَصله الوَجْهُ قال الفراء وسمعت امرأَة تقول أَخاف أَن تجُوهَني بأَكثر من هذا أَي تستقبلني قال شمر أُراه مأْخوذاً من الوَجْهِ الأَزهري كأَنه مقلوب ويقال خرج القوم فوَجَّهُوا للناس الطريقَ توجيهاً إذا وَطِئُوه وسَلَكوه حتى استبان أَثَرُ الطريق لمن يسلكه وأَجْهَتِ السماءُ فهي مُجْهِيَةٌ إذا أَصْبَحت وأَجْهَت لك السَّبيلُ أَي استبانت وبيتٌ أَجْهَى لا سِتْرَ عليه وبيوتٌ جُهْوٌ بالواو وعَنْزٌ جَهْواء لا يستر ذَنَبُها حياءها وهم وِجاهُ أَلْفٍ أَي زُهاءُ أَلفٍ عن ابن الأَعرابي ووَجَّهَ النخلةَ غرسها فأَمالها قِبَلَ الشَّمال فأَقامتْها الشَّمالُ والوَجِيهُ من الخيل الذي تخرج يداه معاً عند النِّتاج واسم ذلك الفعل التَّوْجيهُ ويقال للولد إذا خرجت يداه من الرحم أَوّلاً وَجِيهٌ وإذا خرجت رجلاه أََّْلاً يَتْنٌ والوجيهُ فرس من خيل العرب نَجِيبٌ سمي بذلك والتَّوْجيهُ في القوائم كالصَّدَفِ إلاَّ أَنه دونه وقيل التَّوْجيهُ من الفَرَس تَدانِي العُجايَتَيْنِ وتَداني الحافرين والْتِواءٌ مِنَ الرُّسْغَيْنِ وفي قَوافي الشِّعْرِ التأْسيس والتَّوْجيهُ والقافيةُ وذلك في مثل قوله كِلِيني لهَمٍّ يا أُمَيمَةَ ناصِبِ فالباء هي القافية والأَلف التي قبل الصاد تأْسيسٌ والصادُ تَوْجِيهٌ بين التأْسيس والقافية وإِنما قيل له تَوْجِيهٌ لأَن لك أَن تُغَيِّرَه بأَيِّ حرفٍ شئتَ واسم الحرف الدَّخِيلُ الجوهري التَّوْجيهُ هو الحرف الذي بين أَلف التأْسيس وبين القافية قال ولك أَن تغيره بأَي حرف شئتَ كقول امرئ القيس أَنِّي أَفِرْ مع قوله جميعاً صُبُرْ واليومُ قَرّ ولذلك قيل له تَوْجيهٌ وغيره يقول التوجيه اسم لحركاته إِذا كان الرَّوِيُّ مُقَيَّداً قال ابن بري التَّوْجيهُ هو حركة الحرف الذي قبل الرويِّ المقيد وقيل له توجيه لأَنه وَجَّهَ الحرفَ الذي قبل الرَّوِيِّ المقيد إِليه لا غير ولم يَحْدُث عنه حرفُ لِينٍ كما حدث عن الرَّسِّ والحَذْوِ والمَجْرَى والنَّفادِ وأَما الحرف الذي بين أَلف التأْسيس والرَّوِيِّ فإِنه يسمى الدَّخيلَ وسُمِّي دَخِيلاً لدخوله بين لازمين وتسمى حركته الإِشباعَ والخليل لا يجيز اختلاف التوجيه ويجيز اختلاف الإِشباع ويرى أَن اختلاف التوجيه سِنادٌ وأَبو الحسن بضدّه يرى اختلاف الإِشباع أَفحش من اختلاف التوجيه إِلا أَنه يرى اختلافهما بالكسر والضم جائزاً ويرى الفتح مع الكسر والضم قبيحاً في التوجيه والإِشباع والخليل يستقبحه في التوجيه أَشدّ من استقباحه في الإِشباع ويراه سِناداً بخلاف الإِشباع والأَخفش يجعل اختلاف الإِشباع بالفتح والضم أَو الكسر سِناداً قال وحكاية الجوهري مناقضة لتمثيله لأَنه حكى أَن التَّوْجِيهَ الحرف الذي بين أَلف التأْسيس والقافية ثم مثَّله بما ليس له أَلف تأْسيس نحو قوله أَني أَفرْ مع قوله صُبُرْ واليومُ قَرّ ابن سيده والتَّوْجِيهُ في قَوافي الشِّعْرِ الحرفُ الذي قبل الرَّوِيّ في القافية المقيدة وقيل هو أَن تضمه وتفتحه فإِن كسرته فذلك السِّنادُ هذا قول أَهل اللغة وتحريره أَن تقول إِن التَّوْجيهَ اختلافُ حركة الحرف الذي قبل الرَّوِيَّ المقيد كقوله وقاتِمِ الأَعْماقِ خاوِي المُخْتَرَقْ وقوله فيها أَلَّفَ شَتَّى ليس بالراعي الحَمِقْ وقوله مع ذلك سِرّاً وقد أَوَّنَ تأْوينَ العُقُقْ قال والتوجيه أَيضاً الذي بين حرف الروي المطلق والتأْسيس كقوله أَلا طالَ هذا الليلُ وازْوَرَّ جانِبُهْ فالأَلف تأْسيس والنون توجيه والباء حرف الروي والهاء صلة وقال الأَحفش التَّوْجيهُ حركة الحرف الذي إلى جنب الرَّوِيّ المقيد لا يجوز مع الفتح غيره نحو قد جَبَرَ الدِّينَ الإِلهُ فجَبَرْ التزم الفتح فيها كلها ويجوز معها الكسر والضم في قصيدة واحدة كما مثَّلنا وقال ابن جني أَصله من التَّوْجِيه كأَن حرف الرَّوِيّ مُوَجَّهٌ عندهم أَي كأَنَّ له وجهين أَحدهما من قبله والآخر من بعده أَلا ترى أَنهم استكرهوا اختلاف الحركة من قبله ما دام مقيداً نحو الحَمِقْ والعُقُقْ والمُخْتَرَقْ ؟ كما يستقبحون اختلافها فيه ما دام مطلقاً نحو قوله عَجْلانَ ذا زَادٍ وغيرَ مُزَوَّدِ مع قوله فيها وبذاك خَبَّرَنا الغرابُ الأَسْوَدُ وقوله عَنَمٌ يكادُ من اللَّطافَةِ يُعْقَدُ فلذلك سميت الحركة قبل الرويّ المقيد تَوجيهاً إَعلاماً أَن للرويّ وجهين في حالين مختلفين وذلك أَنه إِذا كان مقيداً فله وَجْهٌ يتقدّمه وإِذا كان مطلقاً فله وَجْهٌ يتأَخر عنه فجرى مجرى الثوب المُوَجَّهِ ونحوِه قال وهذا أَمثل عندي من قول مَنْ قال إِنما سُمِّي تَوْجيهاً لأَنه يجوز فيه وُجُوهٌ من اختلاف الحركات لأَنه لو كان كذلك لمَا تَشدَّد الخليل في اختلاف الحركات قبله ولمَا فَحُشَ ذلك عنده والوَجِيهَةُ خَرَزَةٌ وقيل ضرب من الخَرَزِ وبنو وَجِيهةَ بطن

( وده ) الوَدْهُ فعلٌ مُمات وقد وَدِهَ وَدَهاً وأَوْدَهَني عن كذا صَدَّني اسْتَوْدَهِت الإِبلُ واسْتَيْدَهَتْ بالواو والياء إِذا اجتمعت وانساقت ومنه اسْتِيداهُ الخَصْمِ واسْتَوْدَهَ الخَصْمُ غُلِبَ وانقادَ ومُلِكَ عليه أَمْرُه وكذلك اسْتَيْدَهَ وهذه الكلمة يائية وواوية وأَنشد الأَصمعي لأَبي نُخَيْلَةَ حتى اتْلأَبُّوا بعدما تَبَدُّدِ واسْتَيْدَهُوا للقَرَبِ العَطَوَّدِ أَي انقادوا وذلوا وهذا مَثَلٌ قال المُخَبَّلُ ورَدُّوا صُدورَ الخَيْلِ حتى تَنَهْنَهَتْ إِلى ذي النُّهَى واسْتَيْدَهُوا للمُحَلِّمِ يقول أَطاعوا الذي كان يأْمرهم بالحلم وروي واسْتَيْقَهُوا من الْقاهِ وهو الطاعة والوَدْهاءُ الحَسَنةُ اللونِ في بياضٍ

( وره ) الوَرَهُ الحُمْقُ في كل عمل ويقال الخُرْقُ في العمل والأَوْرَهُ الذي تَعْرِفُ وتنكر وفيه حُمْقٌ ولكلامه مُخارِجُ وقيل هو الذي لا يَتمالكُ حُمْقاً وقد وَرِهَ وَرَهاً وكَثِيبٌ أَوْرَهُ لا يَتمالكُ وامرأَة وَرْهاءُ خَرْقاءُ بالعمل وامرأَة وَرْهاءُ اليدين خَرْقاءُ قال تَرَنُّمَ وَرْهاء اليدين تَحامَلَتْ على البَعْلِ يوماً وهي مَقَّاءُ ناشِزُ المَقَّاءُ الكثيرة الماء وقد وَرِهَتْ تَوْرَهُ قال الفِنْدُ الزِّمَّانِيُّ يصف طَعْنَة كجَيْبِ الدِّفْنِسِ الوَرْها ءِ رِيعَتْ وهْيَ تَسْتَفْلي ويروى لامرئ القيس بن عابِسٍ وفي حديث الأَحْنَفِ قال له الحُبابُ والله إِنك لضَئِيلٌ وإِن أُمَّك لوَرْهاءُ الوَرَهُ بالتحريك الخُرْقُ في كل عمل وقيل الحمق ورجل أَوْرِّهُ إِذا كان أَحمق أَهوج وقد وَرِهَ يَوْرَهُ ومنه حديث جَعْفَرٍ الصادق قال لرجل نعم يا أَوْرَهُ والوُرَّهُ الرِّمال التي لا تتماسكُ قال رؤبة عنها وأَثْباج الرِّمالِ الوُرَّهِ وتَوَرَّهَ فلان في عمل هذا الشيء إِذا لم يكن له به حَذاقةٌ وريح وَرْهاءُ في هُبوبها خُرْقٌ وعَجْرَفَةٌ ابن بُزُرْج الوَرِهَةُ الكثيرةُ الشحمِ وَرِهَتْ فهي تَرِهُ مثل وَرِمَتْ فهي تَرِمُ وسحاب وَرِهٌ وسحابة وَرِهَةٌ إِذا كثر مطرها قال الهُذَلِيُّ جُوفُ رَبابٍ ورِهٍ مُثْقَلِ ودار وارهةٌ واسعة والوَرَهْرَهَةُ المرأَة الحمقاء والهَوَرْوَرةُ الهالكة

( وفه ) الوافِهُ قَيِّمُ البِيعةِ الذي يقوم على بيت النصارى الذي فيه صليبهم بلغة أَهل الجزيرة كالواهِفِ ورُتْبَتُهُ الوَفْهِيَّةُ وفي كتابه لأَهل نَجْرانَ لا يُحَرَّكُ راهبٌ عن رَهبانيتِهِ ولا يُغَيَّرُ وافِهٌ عن وَفْهِيَّتِهِ ولا قِسِّيسٌ عن قسِّيسِيَّتِهِ وجاء في بعض الأَخبار واقِهٌ بالقاف أَيضاً والصواب الفاء ويروى واهِفٌ

( وقه ) الوَقْهُ الطاعة مقلوب عن الْقاهِ وقد وَقِهْتُ وأَيْقَهْتُ واسْتَيْقَهْتُ ويروى واسْتَيْقَهُوا للمُحَلِّمِ قال ابن بري الصواب عندي أَن القاه مقلوب من الوَقْه بدلالة قولهم وَقِهْتُ واسْتَيْقَهْتُ ومثل الوَقْهِ والْقاهِ الوجهُ والجاهُ في القلب وروى الأَزهري عن عمرو بن دينار قال في كتاب النبي صلى الله عليه وسلم لأَهل نجران لا يُحَرَّكُ راهبٌ عن رَهْبانِيَّتهِ ولا واقِهٌ عن وَقاهِيَتِه ولا أُسْقُفٌّ عن أُسْقُفِّيَّتِهِ شهد أَبو سفيان بنُ حَرْبٍ والأَقرعُ بن حابِسٍ قال الأَزهري هكذا رواه لنا أَبو زيد بالقاف والصواب وافِهٌ عن وَفْهِيَّتهِ كذلك قال ابن بُزُرْج بالفاء ورواه ابن الأَعرابي و اهِفٌ وكأَنه مقلوب

( وله ) الوَلَهُ الحزن وقيل هو ذهاب العقل والتحير من شدّة الوجد أَو الحزن أَو الخوف والوَلَهُ ذهاب العقل لفِقْدانِ الحبيب وَلهَ يَلِه مثل وَرِم يَرِمُ ويَوْلَهُ على القياس ووَلَه يَلِهُ الجوهري وَلِهَ يَوْلَه وَلَهاً وولَهاناً وتَوَلَّه واتَّلَه وهو افتعل فأُدغم قال مُلَيْحٌ الهذلي إِذا ما حال دون كلامِ سُعْدَى تَنائي الدارِ واتَّلَه الغَيُورُ والوَلَهُ يكون من الحزن والسرور مثل الطَّرَبِ ورجل وَلْهانُ ووالِهٌ وآلِهٌ على البدل ثَكْلانُ وامرأَة وَلْهَى ووالهٌ ووالِهَةٌ ومِيلاهٌ شديدة الحزن على ولدها والجمع الوُلَّه وقد وَلَّهها الحُزْنُ والجَزَعُ وأَوْلَهها قال حاملةٌ دَلْوِيَ لا محمولَهْ مَلأَى من الماء كعينِ المُولَهْ المُولَهُ مُفْعَلٌ من الوَلَهِ وكل أُنثى فارقت ولدها فهي والِهٌ قال الأَعشى يذكر بقرة أَكل السباع ولدها فأَقبلَتْ والِهاً ثَكْلى على عَجَلٍ كلٌّ دهاها وكلٌّ عندَها اجْتَمعا ابن شميل ناقة مِيلاهٌ وهي التي فَقدت ولدها فهي تَلِهُ إِليه يقال وَلَهَتْ إِليه تَلِهُ أَي تَحِنُّ إِليه شمر المِيلاهُ الناقةُ تُرِبُّ بالفحل فإِذا فَقَدَتْهُ وَلَهَتْ إِليه وناقة والِهٌ قال والجمل إِذا فَقَدَ أُلاَّفَهُ فحنَّ إِليها والِهٌ أَيضاً قال الكميت وَلِهَتْ نفْسيَ الطَّرُوبُ إِليهم وَلَهاً حالَ دون طَعْمِ الطعامِ ولِهَتْ حَنَّتْ وناقة والِهٌ إِذا اشتدّ وَجْدُها على ولدها الجوهري المِيلاهُ التي من عادتها أَن يشتدّ وجْدُها على ولدها صارت الواو ياء لكسرة ما قبلها قال الكميت يصف سحاباً كأَنَّ المَطافِيلَ المَوالِيهَ وَسْطَه يُجاوِبُهُنَّ الخَيْزُرانُ المُثَقَّبُ والتَّوْلِيهُ أَن يُفَرَّقَ بين المرأَة وولدها زاد التهذيب في البيع وفي الحديث لا تُوَلَّهُ والدةٌ على ولدها أَي لا تُجْعَلُ والهاً وذلك في السبايا والوَلَهُ يكون بين الوالدة وولدها وبين الإِخوة وبين الرجل وولده وقد وَلَهتْ وأَوَلهها غيرُها وقيل في تفسير الحديث لا تُوَلَّه والدة على ولدها أَي لا يُفَرَّقُ بينهما في البيع وكل أُنثى فارقت ولدها فهي والِهٌ وفي حديث نُقَادَةَ الأَسَدِيِّ غير أَن لا تُوَلِّه ذَاتَ ولد عن ولدها وفي حديث الفَرَعَةِ تُكْفِئُ إِناءَك وتُوَلِّه ناقَتَك أَي تَجْعَلُها والِهَةً بذبحك ولدها وقد أَولَهْتُها ووَلَّهْتُها تَوْلِيهاٍ وفي الحديث أَنه نهى عن التَّوْلِيهِ والتَّبْرِيحِ وماءٌ مُولَهٌ ومُوَلَّهٌ أُرْسلَ في الصحراء فذهب وأَنشد الجوهري مَلأَى من الماء كعينِ المُولَهْ ورواه أَبو عمرو تمشي من الماء كمشي المُولَهْ قال ابن بري يعني أَنها دلو كبيرة فإذا رفعها من البئر رَفَعَتْ معها الدِّلاءَ الصِّغَار فهي أَبداً حاملة لا محمولة لأَن الدلاءَ الصغارَ لا تحملها وقول مُليح فهنَّ هَيَّجْنَنا لمَّا بَدَوْنَ لَنا مِثْلَ الغَمامِ جَلْتْهُ الأُلَّهُ الهُوجُ عَنى الرياحَ لأَنه يُسْمَعُ لها حَنِينٌ كحَنينِ الرياح وأَراد الوُلَّهَ فأَبدل من الواو همزة للضمة والمِيلاهُ الريح الشديدة الهُبُوبِ ذاتُ الحَنِين قال ابن دريد وزعم قوم من أَهل اللغة أَن العنكبوت تسمَّى المُولَه قال وليس بثَبْتٍ والمِيلَه الفَلاةُ التي تُوَلِّه الناسَ وتُحَيِّرُهم قال رؤبة به تَمَطَّتْ غَوْلَ كلّ مِيلَهِ بنا حَراجِيجُ المَهاري النُّفَّهِ أَراد البلاد التي تُوَلِّهُ الإِنسان أَي تحيره والوَلِيهةُ اسم موضع والوَلَهانُ اسم شيطان يُغْري الإِنسانَ بكثرة استعمال الماء عند الوضوء وفي الحديث الوَلَهانُ اسم شيطان الماءِ يُولِعَ الناسَ بكثرة استعمال الماء وأَما ما أَنشده المازني قد صَبَّحَتْ حَوْضَ قِرىً بَيُّوتا يَلِهَنَ بَرْدَ مائِه سُكُوتا نَسْفَ العجوزِ الأَقِطَ المَلْتُوتا قال يَلِهْنَ بردَ الماء أَي يُسْرِعْنَ إِليه وإِلى شربه ولَهَ الوالِه إِلى ولدها حَنِيناً

( ومه ) وَمِهَ النهارُ وَمَهاً اشتد حرُّه ابن الأَعرابي الوَمْهةُ الإِذْوابَةُ من كل شيءٍ

( وهوه ) الوَهْوَهَةُ صياح النساء في الحُزْنِ ووَهْوَه الكلبُ في صوته إِذا جَزِعَ فردَّده وكذلك الرجل ووَهْوَهَ العَيْرُ صَوَّتَ حول أُتُنِه شفقةً وحمارٌ وَهْواهٌ يفعل ذلك ويُوَهْوِه حول عانَتِه قال رؤْبة يصف حماراً مُقْتَدِرُ الضَّيْعَةِ وَهْواهُ الشَّفَقْ والوَهْوَهةُ حكاية صوت الفَرَسِ إِذا غَلُظَ وهو محمود وقيل هو الصوت الذي يكون في حَلْقِه آخِرَ صَهِيله وفرس وَهْواهُ الصَّهِيل إِذا كان ذلك يَصْْحَبُ آخِر صَهيلِه أَبو عبيدة من أَصوات الفرس الوَهْوهةُ وفرس مُوَهْوِهٌ وهو الذي يقطع من نفَسِه شِبْهَ النَّهْمِ غير أَن ذلك خلقةٌ منه لا يستعين فيه بحَنْجَرَتِه قال والنَّهْمُ خروجُ الصوتِ على الإِبْعاد وأَنشد بيت رؤْبة وَهْواهُ الشَّفَقْ وأَنشد أَيضاً له ودون نَبْحِ النابحِ المُوَهْوِه قال أَبو بكر النحوي في قول رؤْبة وَهْواهُ الشَّفَقْ يُوَهْوِهُ من الشَّفقة يُدارِكُ النَّفَس كأَنَّ به بُهْراً قال وقوله مُقْتَدِر الضَّيْعةِ معناه أَن ضَيْعة هذا المِسْحَلِ في هذه الأُتُنِ ليس في أُتُنٍ كثيرة فتنتشِر عليه وقال ابن بري كَنَى بالضَّيْعةِ عن أُتُنِه أَي أُتُنُه على قدرِ نحوٍ من ثمانٍ أَو عشرٍ فحِفظُها متيسِّر عليه والوَهْوَهُ والوَهْواهُ من الخيل أَيضاً النشِيطُ الحديد الذي يكاد يُفْلِتُ عن كل شيءٍ من حِرْصِه ونَزَقِه وقيل فرس وَهْوَهٌ ووَهْواهٌ إِذا كان حريصاً على الجَرْي نشِيطاً قال ابن مُقْبلٍ يصف فرساً يصيد الوحش وصاحبي وَهْوةٌ مُسْتَوْهِلٌ زَعِلٌ يَحُولُ دون حِمارِ الوَحْشِ والعَصَرِ ووَهْوهَ الأَسدُ في زَئيره فهو وَهْواهٌ والوَهْوهُ الذي يُرْعَدُ من الامْتِلاء ورجل وَهْواهٌ مَنْخُوب الفؤاد

( ويه ) وَيْهِ إِغْراءٌ ومنهم من يُنَوِّن فيقول وَيْهاً الواحد والاثنان والجمع والمذكر والمؤنث في ذلك سواء وإِذا أَغْرَيْتَه بالشيء قلت وَيْهاً يا فلانُ وهو تَحْريضٌ كما يقال دونَك يا فلانُ قال الكميت وجاءت حوادثُ في مِثْلِها يقال لهثلِيَ وَيْهاً فُلُ قال ابن بري قوله فُلُ يريد يا فلان قال ومثله قول حاتم وَيْهاً فِدىً لكُمُ أُمِّي وما وَلَدَتْ حامُوا على مَجْدِكمْ واكْفُوا مَنِ اتَّكَلا وقال الأَعشى وَيْهاً خُثَيْمٌ إِنه يومٌ ذَكَرْ وزاحَمَ الأَعداءُ بالثَّبْتِ الغَدَرْ وقال آخر وَيْهاً فِداءً لَكَ يا فَضالَهْ أَجِرَّهُ الرُّمْحَ ولا تُهالَهْ وقال قيس بن زهير فإِذا شَمَّرَتْ لك عن ساقِها فَوَيْهاً رَبيعَ ولا تَسْأَمِ يريد ربيعةَ الخيرِ بن قُرْطِ بن سَلَمة بن قُشَيْرٍ قال سيبويه أَما عَمْرَوَيهِ وما أَشبهها فأَلْزَمُوا آخِرَه شيئاً لم يلزم الأَعجمية فكما تركوا صَرْفَ الأَعجمية جعلوا ذا بمنزلة الصوت لأَنهم رأَوه قد جَمعَ أَمرين فحَطُّوهُ درجةً عن إِسمعيل وشِبْهِه وجعلوه في النكرة بمثال غاقٍ منوَّنة مكسورة في كل موضع الجوهري وسِيَبوَيْه ونحوه اسم بني مع الصوت فجعلا اسماً واحداً وكسروا آخره كما كسروا غاقٍ لأَنه ضارَعَ الأَصوات وفارق خمسة عشر لأَن آخره لم يُضارِعِ الأَصوات فيُنَوَّنُ في التنكير ومن قال هذا سيبويهُ ورأَيت سيبويهَ فأَعربه بإِِعراب ما لا ينصرف ثَنَّاه وجمَعه فقال السِّيبَوَيْهانِ والسِّيبَوَيْهُونَ وأَما من لم يعربه فإِنه يقول في التثنية ذَوا سيبويهِ وكلاهما سيبويِهِ ويقول في الجمع ذُوُو سِيبويهِ وكلهم سيبويهِ وواهَ تَلَهُّفٌ وتَلَوّذٌ وقيل استطابة ويُنَوَّنُ فيقال واهاً لفلانٍ قال أَبو النجم واهاً لرَيَّا ثم واهاً واهَا يا لَيْتَ عَيْناها لنا وفاها
( * قوله عيناها هو على لغة من يعرب المثنى بالحركات )
بثمنٍ نُرْضي به أَباها فاضتْ دموعُ العينِ من جَرَّاها هي المُنَى لو أَنَّنا نِلْناها قال ابن جني إِذا نوَّنْتَ فكأَنك قلت استطابةً وإِذا لم تُنَوَّنْ فكأَنك قلت الاستطابة فصار التنوين عَلَمَ التنكير وتركُهُ عَلَمَ التعريف وأَنشد الأَزهري وهْو إِذا قيل له ويْهاً كُل فإِنهُ مُواشِكٌ مُسْتَعْجِل وهْو إِذا قيل له وَيْهاً فُل فإِنه أَحْجِ به أَن يَنْكُل أَي إِذا دعي لدفع عظيمة فقيل له يا فلان نَكَلَ ولم يُجِبْ وإِن قيل له كُلْ أَسرع وإِذا تعجبت من طيب الشيء قلت واهاً له ما أَطْيَبَه ومن العرب من يتعجب بواهاً فيقول واهاً لهذا أَي ما أَحْسَنَه قال ابن بري وتقول في التَّفْجِيع واهاً وواهَ أَيضاً ووَيْهِ كلمة تقال في الاستحثاث

( يده ) اسْتَيْدَهَتِ الإِبلُ اجتمعت وانساقت واسْتَيْدَهَ الخصمُ غُلِبَ وانقاد والكلمة يائية وواوية وقد تقدمت واسْتَيْدَهَ الأَمرُ واسْتَنْدَه وايْتَدَه وانْتَدَه إِذا اتْلأَبَّ

( يقه ) أَيْقَهَ الرجلُ واسْتَيْقَهَ أَطاع وذل وكذلك الخيل إِذا انقادت قال المُخَبَّلُ فرَدُّوا صُدورَ الخيل حتى تَنَهْنَهتْ إِلى ذي النُّهَى واسْتَيقَهَتْ للمُحَلِّمِ أَي أَطاعوا الذي يأْمرهم بالحِلْمِ قيل هو مقلوب لأَنه قدّم الياء على القاف وكانت القاف قبلها ويروى واسْتَيْدَهُوا الأَزهري في نوادر الأَعراب فلان مُتَّقِهٌ لفلان ومُوتَقِهٌ أَي هائبٌ له ومطيع وأَيْقَهَ أَي فهم يقال أَيْقِهْ لهذا أَي افْهَمْهُ

( يهيه ) ياهٍ ياهٍ وياهِ ياهِ من دعاء الإِبل ويَهْيَه بالإِبل يَهْيَهةً ويَهْياهاً دعاها بذلك وقال لها ياهِ ياهِ والأَقْيَسُ يِهْياهاً بالكسر ويَهْ حكاية الداعي بالإِبل المُيَهْيَهِ بها يقول الراعي لصاحبه من بعيد ياهٍ ياهٍ أَقْبِلْ وفي التهذيب يقول الرجل لصاحبه ولم يخص الراعي قال ذو الرُّمَُةِ يُنادِي بِيَهْياهٍ وياهٍ كأَنه صُوَيْتُ الرُّوَيْعِي ضَلَّ بالليلِ صاحبُهْ ويروى تَلَوَّمَ يَهْياهٍ يقول إِنه يناديه يا هِياهِ ثم يسكت منتظراً الجواب عن دعوته فإِذا أَبطأَ عنه قال ياهٍ قال وياهِ ياهِ نداءَان قال وبعض العرب يقول يا هَياهِ فينصب الهاء الأُولى وبعض العرب يقول يا هَياهِ فينصب الهاء الأُولى وبعض يكره ذلك ويقول هَياهِ من أَسماء الشياطين وتقول يَهْيَهْتُ به الأَصمعي إِذا حَكَوْا صوت الداعي قالوا يَهْياهٍ وإِذا حكوا صوت المُجِيبِ قالوا ياهٍ والفعل منهما جميعاً يَهْيَهْتُ وقال في تفسير بيت ذي الرمة إِن الداعي سمع صوتاً يا هَياهٍ فأَجاب بياهٍ رجاء أَن يأْتيه الصوت ثانيةً فهو مُتَلَوِّمٌ بقول ياهٍ صوتاً يا هِياهٍ قال ابن بري الذي أَنشده أَبو علي لذي الرُّمَّةِ تَلَوَّمَ يَهْياهٍ إِليها وقد مضَى من الليل جَوْزٌ واسْبَطَرَّتْ كواكِبُهْ وقال حكايةً عن أَبي بكر اليَهْياهُ صوت الراعي وفي تَلَوَّمَ ضمير الراعي ويَهياه محمول على إِضمار القول قال ابن بري والذي في شِعره في رواية أَبي العباِس الأَحْوَلِ تَلَوَّمَ يَهْياهٍ بياهٍ وقد بَدَا من الليل جَوْزٌ واسْبَطَرَّتْ كواكِبُهْ وكذا أَنشده أَبو الحسن الصَّقَلِّي النحوي وقال اليَهْياهُ صوت المُجِيبِ إِذا قيل له ياهٍ وهو اسم لاسْتَجِبْ والتنوين تنوين التنكير وكأَنَ يَهياه مقلوب هَيْهاه قال ابن بري وأَما عجز البيت الذي أَنشده الجوهري فهو لصدر بيت قبل البيت الذي يلي هذا وهو إِذا ازْدَحَمَتْ رَعْياً دعا فَوَقَهُ الصَّدَى دُعاءَ الرُّوَيْعِي ضَلَّ بالليلِ صاحِبُهْ الأَزهري قال أَبو الهيثم في قول ذي الرمة تَلَوَّم يَهْياهٍ بياهٍ قال هو حكاية الثُّوَباءٍ ابن بُزُرْج ناسٌ من بني أَسَدٍ يقولون يا هَيَاهُ أَقْبِلْ ويا هَيَاهُ أَقْبِلا ويا هَيَاهُ أَقْبِلُوا ويا هَيَاهُ أَقْبِلِي وللنساء كذلك ولغة أُخرى يقولون للرجل يا هَيَاهُ أَقْبِلْ ويا هَيَاهان أَقْبِلا ويا هَيَاهُونَ أَقبلُوا وللمرأَة يا هَيَاهَ أَقْبلي فينصبونها كأَنهم خالفوا بذلك بينها وبين الرجل لأَنهم أَرادوا الهاء فلم يدخلوها وللثنتين يا هَيَاهَتَانِ أَقْبِلا ويا هَيَاهَاتُ
( * قوله « ويا هياهات إلخ » كذا بالأصل والتهذيب والذي في التكملة وللجمع يا هيهات إلخ ) أَقْبِلْنَ ابن الأَعرابي يا هَيَاهُ ويا هَيَاهِ ويا هَيَاتَ ويا هَيَاتِ كل ذلك بفتح الهاء الأَصمعي العامة تقول يا هِيا وهو مولَّد والصواب يا هَياهُ بفتح الهاء ويا هَيا قال أَبو حاتم أَظن أَصله بالسريانية يا هَيا شَرَاهِيا قال وكان أَبو عمرو بن العَلاء يقول يا هَيَاهِ أَقْبِلْ ولا يقول لغير الواحد وقال يَهْيَهْتُ بالرجل من يا هَيَاهِ ابن بُزُرْج وقالوا يا هِيَا ويا هَيَا إِذا كلمته من قريبٍ والله تعالى أََعلم

( وإي ) الأَزهري يقال للياء والواو والأَلفِ الأَحرفُ الجُوفُ وكان الخليل يسمِّيها الحُروف الضَّعيفةَ الهوائيَّةَ وسُمِّيتْ جُوفاً لأَنه لا أَحْيازَ لها فتُنْسَب إِلى أَحْيازها كسائر الحُروف التي لها أَحْياز إنما تخرُج من هواء الجَوف فسمِّيت مرَّةً جُوفاً ومرة هوائيَّة وسمِّيت ضعيفةً لانتقالها من حال إِلى حال عند التصرُّف باعتلال قال الجوهري جميعُ ما في هذا الباب من الأَلف إِمَّا أَن تكون منقلبةً من واو مثل دَعَا أَو من ياء مثل رَمَى وكل ما فيه من الهمزة فهي مبدلة من الياء أَو من الواو نحو القَضاء أَصله قَضايٌ لأَنه من قَضَيْت ونحو العَزاء أَصله عَزاوٌ لأَنه من عَزَوْت قال ونحن نُشِيرُ في الواو والياء إِلى أُصولهما هذا ترتيب الجوهري في صحاحه وأَما ابن سيده وغيرهُ فإِنهم جعلوا المُعْتلَّ عن الواو باباً والمعتلَّ عن الياء باباً فاحتاجوا فيما هو معتلٌّ عن الواو والياء إِلى أَن ذكروه في البابَين فأَطالوا وكَرَّروا ويقسَّم الشرحُ في الموضعين وأَما الجوهري فإِنه جعله باباً واحداً ولقد سَمِعت بعضَ مَنْ يَتنَقَّص الجوهريَّ رحمه الله يقول إِنه لم يجعل ذلك باباً واحداً إِلاّ لجهله بانقلاب الأَلف عن الواو أَو عن الياء ولقِلَّة عِلْمه بالتصريف ولستُ أَرى الأَمرَ كذلك وقد رَتَّبناه نحن في كتابنا كما رَتَّبه الجوهري لأَنه أَجمع للخاطر وأَوضح للناظر وجعلناه باباً واحداً وبيَّنَّا في كل ترجمة عن الأَلف وما انقلبتْ عنه والله أعلم وأَما الأَلف اللَّينة التي ليست متحركة فقد أَفرد لها الجوهري باباً بعد هذا الباب فقال هذا باب مبنيّ على أَلِفات غير مُنْقَلِبات عن شيء فلهذا أَفردناه ونحن أَيضاً نذكره بعد ذلك

( أبي ) الإِباءُ بالكسر مصدر قولك أَبى فلان يأْبى بالفتح فيهما مع خلوه من حُروف الحَلْق وهو شاذ أَي امتنع أَنشد ابن بري لبشر بن أَبي خازم يَراه الناسُ أَخضَر مِنْ بَعيد ٍ وتَمْنعُه المَرارةُ والإِباءُ فهو آبٍ وأَبيٌّ وأَبَيانٌ بالتحريك قال أَبو المجشِّر جاهليّ وقَبْلك ما هابَ الرِّجالُ ظُلامَتِي وفَقَّأْتُ عَيْنَ الأَشْوَسِ الأَبَيانِ أَبى الشيءَ يَأْباه إِباءً وإِباءَةً كَرِهَه قال يعقوب أَبى يَأْبى نادر وقال سيبويه شبَّهوا الأَلف بالهمزة في قَرَأَ يَقْرَأُ وقال مرَّة أَبى يَأْبى ضارَعُوا به حَسِب يَحْسِبُ فتحوا كما كسروا قال وقالوا يِئْبى وهو شاذ من وجهين أَحدهما أَنه فعَل يَفْعَل وما كان على فَعَل لم يكسَر أَوله في المضارع فكسروا هذا لأَن مضارعه مُشاكِل لمضارع فَعِل فكما كُسِرَ أَوّل مضارع فَعِل في جميع اللغات إِلاَّ في لغة أَهل الحجاز كذلك كسروا يَفْعَل هنا والوجه الثاني من الشذوذ أَنهم تجوّزوا الكسر في الياء من يِئْبَى ولا يُكْسَر البتَّة إِلا في نحو ييجَل واسْتَجازوا هذا الشذوذَ في ياء يِئْبى لأَن الشذوذ قد كثر في هذه الكلمة قال ابن جني وقد قالوا أَبى يَأْبى أَنشد أَبو زيد يا إِبِلي ما ذامُهُ فَتأْبِيَهْ ماءٌ رَواءٌ ونَصِيٌّ حَوْلِيَهْ جاء به على وجه القياس كأَتى يأْتي قال ابن بري وقد كُسِر أَول المضارع فقيل تِيبى وأَنشد ماءٌ رَواءٌ ونَصِيٌّ حَوْلِيَهْ هذا بأَفْواهِك حتى تِيبِيَهْ قال الفراء لم يجئْ عن العرب حَرْف على فَعَل يَفْعَل مفتوح العين في الماضي والغابر إِلاَّ وثانيه أَو ثالثه أَحد حروف الحَلْق غير أَبى يأْبى فإِنه جاء نادراً قال وزاد أَبو عمرو رَكَنَ يَرْكَن وخالفه الفراء فقال إِنما يقال رَكَن يَرْكُن ورَكِن يَرْكَن وقال أَحمد بن يحيى لم يسمع من العرب فَعَل يَفْعَل ممّا لبس عينه ولامُه من حُروف الحَلْق إِلا أَبى يَأْبى وقَلاه يَقْلاه وغَشى يَغْشى وشَجا يَشْجى وزاد المبرّد جَبى يَجْبى قال أَبو منصور وهذه الأَحرف أَكثر العرب فيها إِذا تَنَغَّم على قَلا يَقْلي وغَشِيَ يَغْشى وشَجاه يَشْجُوه وشَجيَ يَشْجى وجَبا يَجْبي ورجل أَبيٌّ ذو إِباءٍ شديد إِذا كان ممتنعاً ورجل أَبَيانٌ ذو إِباءٍ شديد ويقال تَأَبَّى عليه تَأَبِّياً إِذا امتنع عليه ورجل أَبَّاء إِذا أَبى أَن يُضامَ ويقال أَخذه أُباءٌ إِذا كان يَأْبى الطعام فلا يَشْتهيه وفي الحديث كلُّكم في الجنة إِلا مَنْ أَبى وشَرَدَ أَي إِلاَّ من ترك طاعة الله التي يستوجب بها الجنة لأَن من ترك التسبُّب إِلى شيء لا يوجد بغيره فقد أَباهُ والإِباءُ أَشدُّ الامتناع وفي حديث أَبي هريرة ينزل المهدي فيبقى في الأَرض أَربعين فقيل أَربعين سنة ؟ فقال أَبَيْتَ فقيل شهراً ؟ فقال أَبَيْتَ فقيل يوماً ؟ فقال أَبَيْتَ أَي أَبَيْتَ أَن تعرفه فإِنه غَيْب لم يَردِ الخَبرُ ببَيانه وإِن روي أَبَيْتُ بالرفع فمعناه أَبَيْتُ أَن أَقول في الخبَر ما لم أَسمعه وقد جاء عنه مثله في حديث العَدْوى والطِّيَرَةِ وأَبى فلان الماءَ وآبَيْتُه الماءَ قال ابن سيده قال الفارسي أَبى زيد من شرب الماء وآبَيْتُه إِباءَةً قال ساعدة بن جُؤَيَّةٌ قَدْ أُوبِيَتْ كلَّ ماءٍ فهْي صادِيةٌ مَهْما تُصِبْ أُفُقاً من بارقٍ تَشِمِ والآبِيةُ التي تَعافُ الماء وهي أَيضاً التي لا تريد العَشاء وفي المَثَل العاشِيةُ تُهَيِّجُ الآبية أَي إِذا رأَت الآبيةُ الإِبِلَ العَواشي تَبِعَتْها فَرعَتْ معها وماءٌ مأْباةٌ تَأْباهُ الإِبلُ وأَخذهُ أُباءٌ من الطَّعام أَي كَراهِية له جاؤوا به على فُعال لأَنه كالدَّاء والأَدْواء ممَّا يغلِب عليها فُعال قال الجوهري يقال أَخذه أُباءٌ على فُعال إِذا جعل يأْبى الطعامَ ورجلٌ آبٍ من قومٍ آبينَ وأُباةٍ وأُبِيٍّ وأُبَّاء ورجل أَبيٌّ من قوم أَبِيِّينَ قال ذو الإِصْبَعِ العَدْوانيُّ إِني أَبيٌّ أَبيٌّ ذو مُحافَظةٍ وابنُ أَبيٍّ أَبيٍّ من أَبِيِّينِ شبَّه نون الجمع بنون الأَصل فَجَرَّها والأَبِيَّة من الإِبل التي ضُرِبت فلم تَلْقَح كأَنها أَبَتِ اللَّقاح وأَبَيْتَ اللَّعْنَ من تحيَّات المُلوك في الجاهلية كانت العرب يُحَيِّي أَحدُهم المَلِك يقول أَبَيْتَ اللَّعْنَ وفي حديث ابن ذي يَزَن قال له عبدُ المطَّلب لما دَخل عليه أَبَيْتَ اللَّعْن هذه من تَحايا الملوك في الجاهلية والدعاء لهم معناه أَبَيْتَ أَن تأْتي من الأُمور ما تُلْعَنُ عليه وتُذَمُّ بسببه وأَبِيتُ من الطعام واللَّبَنِ إِبىً انْتَهيت عنه من غير شِبَع ورجل أَبَيانٌ يأْبى الطعامَ وقيل هو الذي يأْبى الدَّنِيَّة والجمع إِبْيان عن كراع وقال بعضهم آبى الماءُ
( * قوله « آبى الماء إلى قوله خاطر بها » كذا في الأصل وشرح القاموس ) أَي امتَنَع فلا تستطيع أَن تنزِل فيه إِلاَّ بتَغْرير وإِن نَزل في الرَّكِيَّة ماتِحٌ فأَسِنَ فقد غَرَّر بنفسه أَي خاطَرَ بها وأُوبيَ الفَصِيلُ يُوبى إِيباءً وهو فَصِيلٌ مُوبىً إِذا سَنِقَ لامتلائه وأُوبيَ الفَصِيلُ عن لبن أُمه أَي اتَّخَم عنه لا يَرْضَعها وأَبيَ الفَصِيل أَبىً وأُبيَ سَنِقَ من اللَّبَن وأَخذه أُباءٌ أَبو عمرو الأَبيُّ الفاس من الإِبل
( * قوله « الأبي النفاس من الإبل » هكذا في الأصل بهذه الصورة ) والأَبيُّ المُمْتَنِعةُ من العَلَف لسَنَقها والمُمْتَنِعة من الفَحل لقلَّة هَدَمِها والأُباءُ داءٌ يأْخذ العَنْزَ والضَّأْنَ في رؤوسها من أَن تشُمَّ أَبوال الماعِزَةِ الجَبَليَّة وهي الأَرْوَى أَو تَشْرَبَها أَو تَطأَها فَترِمَ رُؤوسها ويأْخُذَها من ذلك صُداع ولا يَكاد يَبْرأُ قال أَبو حنيفة الأُباءُ عَرَض يَعْرِض للعُشْب من أَبوال الأَرْوَى فإِِذا رَعَته المَعَز خاصَّة قَتَلَها وكذلك إِن بالتْ في الماء فشرِبتْ منه المَعز هلَكت قال أَبو زيد يقال أَبيَ التَّيْسُ وهو يَأْبَى أَبىً مَنْقوص وتَيْس آبَى بَيّن الأَبَى إِذا شَمَّ بَوْلَ الأَرْوَى فمرض منه وعنز أَبْواءُ في تُيوس أُبْوٍ وأَعْنُزٍ أُبْوٍ وذلك أَن يَشُمَّ التَّيْس من المِعْزى الأَهليَّة بَوْلَ الأُرْوِيَّة في مَواطنها فيأْخذه من ذلك داء في رأْسه ونُفَّاخ فَيَرِم رَأْسه ويقتُله الدَّاء فلا يكاد يُقْدَر على أَكل لحمه من مَرارته وربَّما إِيبَتِ الضأْنُ من ذلك غير أَنه قَلَّما يكون ذلك في الضأْن وقال ابن أَحْمر لراعي غنم له أَصابها الأُباء فقلتُ لِكَنَّازٍ تَدَكَّلْ فإِنه أُبىً لا أَظنُّ الضأْنَ منه نَواجِيا فَما لَكِ من أَرْوَى تَعادَيْتِ بِالعَمََى ولاقَيْتِ كَلاَّباً مُطِلاًّ ورامِيا لا أَظنُّ الضأْن منه نَواجِيا أَي من شدَّته وذلك أَن الضَّأْن لا يضرُّها الأُباء أَن يَقْتُلَها تيس أَبٍ وآبَى وعَنْزٌ أَبِيةٌ وأَبْواء وقد أَبِيَ أَبىً أَبو زياد الكلابي والأَحمر قد أَخذ الغنم الأُبَى مقصور وهو أَن تشرَب أَبوال الأَرْوَى فيصيبها منه داء قال أَبو منصور قوله تشرَب أَبوال الأَرْوَى خطأ إِنما هو تَشُمّ كما قلنا قال وكذلك سمعت العرب أَبو الهيثم إِذا شَمَّت الماعِزة السُّهْلِيَّة بَوْلَ الماعِزة الجَبَلِيَّة وهي الأُرْوِيَّة أَخذها الصُّداع فلا تكاد تَبْرأُ فيقال قد أَبِيَتْ تَأْبَى أَبىً وفصيلٌ مُوبىً وهو الذي يَسْنَق حتى لا يَرْضَع والدَّقَى البَشَمُ من كثرة الرَّضْع
( * هكذا بياض في الأصل بمقدار كلمة ) أُخِذَ البعيرُ أَخَذاً وهو كهيئة الجُنون وكذلك الشاةُ تَأْخَذُ أَخَذاً والأَبَى من قولك أَخذه أُبىً إِذا أَبِيَ أَن يأْكل الطعام كذلك لا يَشتهي العَلَف ولا يَتَناولُه والأَباءَةُ البَرديَّة وقيل الأَجَمَة وقيل هي من الحَلْفاء خاصَّة قال ابن جني كان أَبو بكر يشتقُّ الأَباءَةَ من أَبَيْت وذلك أَن الأَجمة تَمْتَنع وتَأْبَى على سالِكها فأَصْلُها عنده أَبايَةٌ ثم عمل فيها ما عُمِل في عَبايََة وصلايَةٍ وعَظايةٍ حتى صِرْن عَباءةً وصَلاءةً في قول من همز ومن لم يهمز أَخرجهنَّ على أُصولهنَّ وهو القياس القوي قال أَبو الحسن وكما قيل لها أَجَمَة من قولهم أَجِم الطعامَ كَرِهَه والأَباءُ بالفتح والمدّ القَصَب ويقال هو أَجَمةُ الحَلْفاءِ والقَصَب خاصَّة قال كعب بن مالك الأَنصاريّ يوم حفر الخَنْدَق مَنْ سَرَّه ضَرْبٌ يُرَعْبِلُ بعضُه بعضاً كَمَعْمَعَةِ الأَباءِ المُحْرَقِ فَلْيأْتِ مأْسَدةً تُسَنُّ سُيوفُها بين المَذادِ وبين جَزْعِ الخَنْدَقِِ
( * قوله « تسن » كذا في الأصل والذي في معجم ياقوت تسل )
واحدته أَباءةٌ والأَباءةُ القِطْعة من القَصب وقَلِيبٌ لا يُؤْبَى عن ابن الأَعرابي أَي لا يُنْزَح ولا يقال يُوبى ابن السكيت يقال فلانٌ بَحْر لا يُؤْبَى وكذلك كَلأٌ لا يُؤْبَى أَي لا ينْقَطِع من كثرته وقال اللحياني ماءٌ مُؤْبٍ قليل وحكي عندنا ماء ما يُؤْبَى أَي ما يَقِلُّ وقال مرَّة ماء مُؤْبٍ ولم يفسِّره قال ابن سيده فلا أَدْرِي أَعَنَى به القليل أَم هو مُفْعَلٌ من قولك أَبَيْتُ الماء التهذيب ابن الأَعرابي يقال للماء إِذا انقطع ماء مُؤْبىً ويقال عنده دَراهِمُ لا تُؤْبَى أَي لا تَنْقَطع أَبو عمرو آبَى أَي نَقَص رواه عن المفضَّل وأَنشد وما جُنِّبَتْ خَيْلِي ولكِنْ وزَعْتُها تُسَرّ بها يوماً فآبَى قَتالُها قال نَقَص ورواه أَبو نصر عن الأَصمعي فأَبَّى قَتالُها والأَبُ أَصله أَبَوٌ بالتحريك لأَن جمعه آباءٌ مثل قَفاً وأَقفاء ورَحىً وأَرْحاء فالذاهب منه واوٌ لأَنك تقول في التثنية أَبَوانِ وبعض العرب يقول أَبانِ على النَّقْص وفي الإِضافة أَبَيْكَ وإِذا جمعت بالواو والنون قلت أَبُونَ وكذلك أَخُونَ وحَمُون وهَنُونَ قال الشاعر فلما تَعَرَّفْنَ أَصْواتَنا بَكَيْن وفَدَّيْنَنا بالأَبِينا قال وعلى هذا قرأَ بعضهم إلَه أَبيكَ إِبراهيمَ وإِسمعيلَ وإِسحَق يريدُ جمع أَبٍ أَي أَبِينَكَ فحذف النون للإِضافة قال ابن بري شاهد قولهم أَبانِ في تثنية أَبٍ قول تُكْتَمَ بنت الغَوْثِ باعَدَني عن شَتْمِكُمْ أَبانِ عن كُلِّ ما عَيْبٍ مُهَذَّبانِ وقال آخر فلِمْ أَذْمُمْكَ فَا حَمِرٍ لأَني رَأَيتُ أَبَيْكَ لمْ يَزِنا زِبالا وقالت الشَّنْباءُ بنت زيد بن عُمارةَ نِيطَ بِحِقْوَيْ ماجِدِ الأَبَيْنِ من مَعْشَرٍ صِيغُوا من اللُّجَيْنِ وقال الفَرَزْدق يا خَلِيلَيَّ اسْقِياني أَرْبَعاً بعد اثْنَتَيْنِ مِنْ شَرابٍ كَدَم الجَو فِ يُحِرُّ الكُلْيَتَيْنِ واصْرِفا الكأْسَ عن الجا هِلِ يَحْيى بنِ حُضَيْنِ لا يَذُوق اليَوْمَ كأْساً أَو يُفَدَّى بالأَبَيْنِ قال وشاهد قولهم أَبُونَ في الجمع قول ناهِضٍ الكلابيّ أَغَرّ يُفَرِّج الظَّلْماء عَنْهُ يُفَدَّى بالأَعُمِّ وبالأَبِينَا ومثله قول الآخر كَرِيم طابتِ الأَعْراقُ منه يُفَدَّى بالأَعُمِّ وبالأَبِينَا وقال غَيْلانُ بن سَلَمَةَ الثَّقَفيّ يَدَعْنَ نِساءكم في الدارِ نُوحاً يُنَدِّمْنَ البُعولَةَ والأَبِينا وقال آخر أَبُونَ ثلاثةٌ هَلَكُوا جَمِيعاً فلا تَسْأَمْ دُمُوعُكَ أَن تُراقا والأَبَوانِ الأَبُ والأُمُّ ابن سيده الأَبُ الوالد والجمع أَبُونَ وآباءٌ وأُبُوٌّ وأُبُوَّةٌ عن اللحياني وأَنشد للقَنانيِّ يمدح الكسائي أَبى الذَّمُّ أَخْلاقَ الكِسائيِّ وانْتَمى له الذِّرْوة العُلْيا الأُبُوُّ السَّوابِقُ والأَبا لغة في الأَبِ وُفِّرَتْ حُروفُه ولم تحذَف لامُه كما حذفت في الأَب يقال هذا أَباً ورأَيت أَباً ومررت بأَباً كما تقول هذا قَفاً ورأَيت قَفاً ومررت بقَفاً وروي عن محمد بن الحسن عن أَحمد ابن يحيى قال يقال هذا أَبوك وهذا أَباك وهذا أَبُكَ قال الشاعر سِوَى أَبِكَ الأَدْنى وأَنَّ محمَّداً عَلا كلَّ عالٍ يا ابنَ عَمِّ محمَّدِ فَمَنْ قال هذا أَبُوك أَو أَباكَ فتثنيتُه أَبَوان ومَنْ قال هذا أَبُكَ فتثنيته أَبانِ على اللفظ وأَبَوان على الأَصل ويقال هُما أَبواه لأَبيه وأُمِّه وجائز في الشعر هُما أَباهُ وكذلك رأَيت أَبَيْهِ واللغة العالية رأَيت أَبَوَيه قال ويجوز أَن يجمع الأَبُ بالنُّونِ فيقال هؤلاء أَبُونَكُمْ أَي آباؤكم وهم الأَبُونَ قال أَبو منصور والكلام الجيِّد في جمع الأَبِ هؤلاء الآباءُ بالمد ومن العرب مَن يقول أُبُوَّتُنا أَكرم الآباء يجمعون الأَب على فُعولةٍ كما يقولون هؤلاء عُمُومَتُنا وخُؤولَتُنا قال الشاعر فيمن جمع الأَبَ أَبِين أَقْبَلَ يَهْوي مِنْ دُوَيْن الطِّرْبالْ وهْوَ يُفَدَّى بالأَبِينَ والخالْ وفي حديث الأَعرابي الذي جاء يَسأَل عن شرائع الإِسْلام فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أَفْلَح وأَبيه إِن صدَق قال ابن الأَثير هذه كلمة جارية على أَلْسُن العرب تستعملها كثيراً في خِطابها وتُريد بها التأْكيد وقد نهى النبيُّ صلى الله عليه وسلم أَن يحلِف الرجلُ بأَبيهِ فيحتمل أَن يكون هذا القولُ قبل النهي ويحتمل أَن يكون جَرى منه على عادة الكلام الجاري على الأَلْسُن ولا يقصد به القَسَم كاليمين المعفوِّ عنها من قَبيل اللَّغْوِ أَو أَراد به توكيدَ الكلام لا اليمين فإِن هذه اللفظة تَجري في كلام العرب على ضَرْبَيْن التعظيم وهو المراد بالقَسَم المنهِيِّ عنه والتوكيد كقول الشاعر لَعَمْرُ أَبي الواشِينَ لا عَمْرُ غيرهِمْ لقد كَلَّفَتْني خُطَّةً لا أُريدُها فهذا تَوْكيد لا قَسَم لأَنه لا يَقْصِد أَن يَحْلِف بأَبي الواشين وهو في كلامهم كثير وقوله أَنشده أَبو علي عن أَبي الحسن تَقُولُ ابْنَتي لمَّا رَأَتْني شاحباً كأَنَّك فِينا يا أَباتَ غَرِيبُ قال ابن جني فهذا تأْنيثُ الآباء وسَمَّى اللهُ عز وجل العَمَّ أَباً في قوله قالُوا نَعْبُد إِلَهك وإِلَه آبائِك إِبراهيمَ وإِسْمَعِيل وَإِسْحَق وأَبَوْتَ وأَبَيْت صِرْت أَباً وأَبَوْتُه إِباوَةً صِرْتُ له أَباً قال بَخْدَج اطْلُب أَبا نَخْلَة مَنْ يأْبُوكا فقد سَأَلنا عَنْكَ مَنْ يَعْزُوكا إلى أَبٍ فكلُّهم يَنْفِيكا التهذيب ابن السكيت أَبَوْتُ الرجُل أَأْبُوه إِذا كنتَ له أَباً ويقال ما له أَبٌ يأْبُوه أَي يَغْذوه ويُرَبِّيه والنِّسْبةُ إِليه أَبَويّ أَبو عبيد تَأَبَّيْت أَباً أَي اتخذْتُ أَباً وتَأَمَّيْت أُمَّة وتَعَمَّمْت عَمّاً ابن الأَعرابي فلان يأْبوك أَي يكون لك أَباً وأَنشد لشريك بن حَيَّان العَنْبَري يَهْجو أَبا نُخَيلة يا أَيُّهَذا المدَّعي شريكا بَيِّنْ لَنا وحَلِّ عن أَبِيكا إِذا انْتَفى أَو شَكّ حَزْنٌ فِيكا وَقَدْ سَأَلْنا عنك مَنْ يَعْزُوكا إِلى أَبٍ فكلُّهم يَنْفِيكا فاطْلُب أَبا نَخْلة مَنْ يَأْبُوكا وادَّعِ في فَصِيلَةٍ تُؤْوِيكا قال ابن بري وعلى هذا ينبغي أَن يُحْمَل بيت الشريف الرضي تُزْهى عَلى مَلِك النِّسا ءِ فلَيْتَ شِعْري مَنْ أَباها ؟ أَي مَن كان أَباها قال ويجوز أَن يريد أَبَوَيْها فَبناه على لُغَة مَنْ يقول أَبانِ وأَبُونَ الليث يقال فُلان يَأْبُو هذا اليَتِيمَ إِباوةً أَي يَغْذُوه كما يَغْذُو الوالدُ ولَده وبَيْني وبين فلان أُبُوَّة والأُبُوَّة أَيضاً الآباءُ مثل العُمومةِ والخُؤولةِ وكان الأَصمعي يروي قِيلَ أَبي ذؤيب لو كانَ مِدْحَةُ حَيٍّ أَنْشَرَتْ أَحَداً أَحْيا أُبُوّتَكَ الشُّمَّ الأَماديحُ وغيره يَرْويه أَحْيا أَباكُنَّ يا ليلى الأَماديحُ قال ابن بري ومثله قول لبيد وأَنْبُشُ مِن تحتِ القُبُورِ أُبُوَّةً كِراماً هُمُ شَدُّوا عَليَّ التَّمائما قال وقال الكُمَيت نُعَلِّمُهُمْ بها ما عَلَّمَتْنا أُبُوَّتُنا جَواري أَوْ صُفُونا
( * قوله « جواري أو صفونا » هكذا في الأصل هنا بالجيم وفي مادة صفن بالحاء )
وتَأَبَّاه اتَّخَذه أَباً والاسم الأُبُوَّة وأَنشد ابن بري لشاعر أَيُوعِدُني الحجَّاج والحَزْنُ بينَنا وقَبْلَك لم يَسْطِعْ لِيَ القَتْلَ مُصْعَبُ تَهَدَّدْ رُوَيْداً لا أَرى لَكَ طاعَةً ولا أَنت ممَّا ساء وَجْهَك مُعْتَبُ فإِنَّكُمُ والمُلْك يا أَهْلَ أَيْلَةٍ لَكالمُتأَبِّي وهْو ليس له أَبُ وما كنتَ أَباً ولقد أَبَوْتَ أُبُوَّةً وقيل ما كنتَ أَباً ولقد أَبَيْتَ وما كنتِ أُمّاً ولقد أَمِمْت أُمُومةً وما كنتَ أَخاً ولقد أَخَيْتَ ولقد أَخَوْتَ وما كنتِ أُمَّةً ولقد أَمَوْتِ ويقال اسْتَئِبَّ أَبّاً واسْتأْبِبْ أَبّاً وتَأَبَّ أَبّاً واسْتَئِمَّ أُمّاً واسْتأْمِمْ أُمّاً وتأَمَّمْ أُمّاً قال أَبو منصور وإِنما شدِّد الأَبُ والفعلُ منه وهو في الأَصل غيرُ مشدَّد لأَن الأَبَ أَصله أَبَوٌ فزادوا بدل الواو باءً كما قالوا قِنٌّ للعبد وأَصله قِنْيٌ ومن العرب من قال لليَدِ يَدّ فشدَّد الدال لأَن أَصله يَدْيٌ وفي حديث أُم عطية كانت إِذا ذكَرَتْ رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت بِأَباهُ قال ابن الأَثير أَصله بأَبي هو يقال بَأْبَأْتُ الصَّبيَّ إِذا قلتَ له بأَبي أَنت وأُمِّي فلما سكنت الياء قلبت أَلفاً كما قيل في يا وَيْلتي يا ويلتا وفيها ثلاث لغات بهمزة مفتوحة بين الباءين وبقلب الهمزة ياء مفتوحة وبإِبدال الياء الأَخيرة أَلفاً وهي هذه والباء الأُولى في بأَبي أَنت وأُمِّي متعلقة بمحذوف قيل هو اسم فيكون ما بعده مرفوعاً تقديره أَنت مَفْدِيٌّ بأَبي وأُمِّي وقيل هو فعل وما بعده منصوب أَي فَدَيْتُك بأَبي وأُمِّي وحذف هذا المقدَّر تخفيفاً لكثرة الاستعمال وعِلْم المُخاطب به الجوهري وقولهم يا أَبَةِ افعلْ يجعلون علامةَ التأْنيث عِوَضاً من ياء الإِضافة كقولهم في الأُمِّ يا أُمَّةِ وتقِف عليها بالهاء إِلا في القرآن العزيز فإِنك تقف عليها بالتاء
( * قوله « تقف عليها بالتاء » عبارة الخطيب وأما الوقف فوقف ابن كثير وابن عامر بالهاء والباقون بالتاء )
اتِّباعاً للكتاب وقد يقف بعضُ العرب على هاء التأْنيث بالتاء فيقولون يا طَلْحَتْ وإِنما لم تسْقُط التاء في الوصْل من الأَب يعني في قوله يا أَبَةِ افْعَل وسَقَطتْ من الأُمِّ إِذا قلتَ يا أُمَّ أَقْبِلي لأَن الأَبَ لمَّا كان على حرفين كان كأَنه قد أُخِلَّ به فصارت الهاءُ لازمةً وصارت الياءُ كأَنها بعدها قال ابن بري أُمّ مُنادَى مُرَخَّم حذفت منه التاء قال وليس في كلام العرب مضاف رُخِّم في النِّداء غير أُمّ كما أَنه لم يُرَخَّم نكرة غير صاحِب في قولهم يا صاحِ وقالوا في النداء يا أَبةِ ولَزِموا الحَذْف والعِوَض قال سيبويه وسأَلت الخليلَ رحمه الله عن قولهم يا أَبةَ ويا أَبَةِ لا تفعَل ويا أَبَتاه ويا أُمَّتاه فزعم أَن هذه الهاء مثلُ الهاء في عَمَّة وخالةٍ قال ويدلُّك على أَن الهاء بمنزلة الهاء في عَمَّة وخالةٍ أَنك تقول في الوَقْف يا أَبَهْ كما تقول يا خالَهْ وتقول يا أَبتاهْ كما تقول يا خالَتاهْ قال وإنما يلزمون هذه الهاء في النِّداء إِذا أَضَفْت إِلى نفسِك خاصَّة كأَنهم جعلوها عوَضاً من حذف الياء قال وأَرادوا أَن لا يُخِلُّوا بالاسم حين اجتمع فيه حذف النِّداء وأَنهم لا يَكادون يقولون يا أَباهُ وصار هذا مُحْتَملاً عندهم لِمَا دخَل النِّداءَ من الحذف والتغييرِ فأَرادوا أَن يُعَوِّضوا هذين الحرفين كما يقولون أَيْنُق لمَّا حذفوا العين جعلوا الياء عِوَضاً فلما أَلحقوا الهاء صيَّروها بمنزلة الهاء التي تلزَم الاسم في كل موضع واختص النداء بذلك لكثرته في كلامهم كما اختصَّ بيا أَيُّها الرجل وذهب أَبو عثمان المازني في قراءة من قرأَ يا أَبَةَ بفتح التاء إِلى أَنه أَراد يا أَبَتاهُ فحذف الأَلف وقوله أَنشده يعقوب تقولُ ابْنَتي لمَّا رأَتْ وَشْكَ رِحْلَتي كأَنك فِينا يا أَباتَ غَريبُ أَراد يا أَبَتاهُ فقدَّم الأَلف وأَخَّر التاء وهو تأْنيث الأَبا ذكره ابن سيده والجوهري وقال ابن بري الصحيح أَنه ردَّ لامَ الكلمة إِليها لضرورة الشعر كما ردَّ الآخر لامَ دَمٍ في قوله فإِذا هي بِعِظامٍ ودَمَا وكما ردَّ الآخر إِلى يَدٍ لامَها في نحو قوله إِلاَّ ذِراعَ البَكْرِ أَو كفَّ اليَدَا وقوله أَنشده ثعلب فقامَ أَبو ضَيْفٍ كَرِيمٌ كأَنه وقد جَدَّ من حُسْنِ الفُكاهة مازِحُ فسره فقال إِنما قال أَبو ضَيْف لأَنه يَقْرِي الضِّيفان وقال العُجَير السَّلُولي تَرَكْنا أَبا الأَضْياف في ليلة الصَّبا بمَرْوٍ ومَرْدَى كل خَصْمٍ يُجادِلُهْ وقد يقلبون الياء أَلِفاً قالت دُرْنَى بنت سَيَّار بن ضَبْرة تَرْثي أَخَوَيْها ويقال هو لعَمْرة الخُثَيْمِيَّة هُما أَخَوا في الحَرْب مَنْ لا أَخا لَهُ إِذا خافَ يوماً نَبْوَةً فدَعاهُما وقد زعموا أَنِّي جَزِعْت عليهما وهل جَزَعٌ إِن قلتُ وابِأَبا هُما ؟ تريد وابأَبي هُما قال ابن بري ويروى وَابِيَباهُما على إِبدال الهمزة ياء لانكسار ما قبلها وموضع الجار والمجرور رفع على خبرهما قال ويدلُّك على ذلك قول الآخر يا بأَبي أَنتَ ويا فوق البِيَبْ قال أَبو عليّ الياء في بِيَب مُبْدَلة من هَمزة بدلاً لازماً قال وحكى أَبو زيد بَيَّبْت الرجلَ إِذا قلت له بِأَبي فهذا من البِيَبِ قال وأَنشده ابن السكيت يا بِيَبا قال وهو الصحيح ليوافق لفظُه لفظَ البِيَبِ لأَنه مشتق منه قال ورواه أَبو العلاء فيما حكاه عنه التِّبْرِيزي ويا فوق البِئَبْ بالهمز قال وهو مركَّب من قولهم بأَبي فأَبقى الهمزة لذلك قال ابن بري فينبغي على قول من قال البِيَب أَن يقول يا بِيَبا بالياء غير مهموز وهذا البيت أَنشده الجاحظ مع أَبيات في كتاب البيان والتَّبْيين لآدم مولى بَلْعَنْبَر يقوله لابنٍ له وهي يا بِأَبي أَنتَ ويا فَوق البِيَبْ يا بأَبي خُصْياك من خُصىً وزُبْ أَنت المُحَبُّ وكذا فِعْل المُحِبْ جَنَّبَكَ اللهُ مَعارِيضَ الوَصَبْ حتى تُفِيدَ وتُداوِي ذا الجَرَبْ وذا الجُنونِ من سُعالٍ وكَلَبْ بالجَدْب حتى يَسْتَقِيمَ في الحَدَبْ وتَحْمِلَ الشاعِرَ في اليوم العَصِبْ على نَهابيرَ كَثيراتِ التَّعَبْ وإِن أَراد جَدِلاً صَعْبٌ أَرِبْ الأَرِبُ العاقِلُ خُصومةً تَنْقُبُ أَوساطَ الرُّكَبْ لأَنهم كانوا إِذا تخاصَموا جَثَوْا على الرُّكَبِ أَطْلَعْتَه من رَتَبٍ إِلى رَتَبْ حتى ترى الأَبصار أَمثال الشُّهُبْ يَرمي بها أَشْوَسُ مِلحاحٌ كِلِبْ مُجَرّب الشّكّات مَيْمُونٌ مِذَبْ وقال الفراء في قوله يا بأَبي أَنتَ ويا فوق البِيَبْ قال جعلوا الكلمتين كالواحدة لكثرتها في الكلام وقال يا أَبةِ ويا أَبةَ لغتان فَمن نصَب أَراد النُّدْبة فحذف وحكى اللحياني عن الكسائي ما يُدْرى له مَن أَبٌ وما أَبٌ أَي لا يُدْرى مَن أَبوه وما أَبوه وقالوا لابَ لك يريدون لا أَبَ لك فحذفوا الهمزة البتَّة ونظيره قولهم وَيْلُمِّه يريدون وَيْلَ أُمِّه وقالوا لا أَبا لَك قال أَبو علي فيه تقديران مختلفان لمعنيين مختلفين وذلك أَن ثبات الأَلف في أَبا من لا أَبا لَك دليل الإِضافة فهذا وجه ووجه آخر أَن ثبات اللام وعمَل لا في هذا الاسم يوجب التنكير والفَصْلَ فثَبات الأَلف دليلُ الإِضافة والتعريف ووجودُ اللامِ دليلُ الفَصْل والتنكير وهذان كما تَراهما مُتَدافِعان والفرْق بينهما أَن قولهم لا أَبا لَك كلام جَرى مَجْرى المثل وذلك أَنك إِذا قلت هذا فإِنك لا تَنْفي في الحقيقة أَباهُ وإِنما تُخْرِجُه مُخْرَج الدُّعاء عليه أَي أَنت عندي ممن يستحقُّ أَن يُدْعى عليه بفقد أَبيه وأَنشد توكيداً لما أَراد من هذا المعنى قوله ويترك أُخرى فَرْدَةً لا أَخا لَها ولم يقل لا أُخْتَ لها ولكن لمَّا جرى هذا الكلام على أَفواهِهم لا أَبا لَك ولا أَخا لَك قيل مع المؤنث على حد ما يكون عليه مع المذكر فجرى هذا نحواً من قولهم لكل أَحد من ذكر وأُنثى أَو اثنين أَو جماعة الصَّيْفَ ضَيَّعْتِ اللَّبن على التأْنيث لأَنه كذا جرى أَوَّلَه وإِذا كان الأَمر كذلك علم أَن قولهم لا أَبا لَك إِنما فيه تَفادي ظاهِره من اجتماع صُورَتي الفَصْلِ والوَصْلِ والتعريف والتنكير لفظاً لا معنى ويؤكد عندك خروج هذا الكلام مخرج المثل كثرتُه في الشعر وأَنه يقال لمن له أَب ولمن لا أَبَ له لأَنه إِذا كان لا أَبَ له لم يجُزْ أَن يُدْعى عليه بما هو فيه لا مَحالة أَلا ترى أَنك لا تقول للفقير أَفْقَرَه الله ؟ فكما لا تقول لمن لا أَبَ له أَفقدك الله أَباك كذلك تعلم أَن قولهم لمن لا أَبَ له لا أَبا لَك لا حقيقة لمعناه مُطابِقة للفظه وإِنما هي خارجة مَخْرَج المثل على ما فسره أَبو علي قال عنترة فاقْنَيْ حَياءَك لا أَبا لَك واعْلَمي أَني امْرُؤٌ سأَمُوتُ إِنْ لم أُقْتَلِ وقال المتَلَمِّس أَلْقِ الصَّحيفةَ لا أَبا لَك إِنه يُخْشى عليك من الحِباءِ النِّقْرِسُ ويدلُّك على أَن هذا ليس بحقيقة قول جرير يا تَيْمُ تَيْمَ عَدِيٍّ لا أَبا لَكُمُ لا يَلْقَيَنَّكُمُ في سَوْءَةٍ عُمَرُ فهذا أقوى دليلٍ على أَن هذا القول مَثَلٌ لا حقيقة له أَلا ترى أَنه لا يجوز أَن يكون للتَّيْم كلِّها أَبٌ واحد ولكنكم كلكم أَهل للدُّعاء عليه والإِغلاظ له ؟ ويقال لا أَبَ لك ولا أَبا لَك وهو مَدْح وربما قالوا لا أَباكَ لأَن اللام كالمُقْحَمة قال أَبو حيَّة النُّمَيْري أَبِالمَوْتِ الذي لا بُدَّ أَني مُلاقٍ لا أَباكِ تُخَوِّفِيني ؟ دَعي ماذا علِمْتِ سَأَتَّقِيهِ ولكنْ بالمغيَّب نَبِّئِيني أَراد تُخَوِّفِينني فحذف النون الأَخيرة قال ابن بري ومثله ما أَنشده أَبو العباس المبرّد في الكامل وقد مات شَمَّاخٌ ومات مُزَرِّدٌ وأَيُّ كَريمٍ لا أَباكِ يُخَلَّدُ ؟ قال ابن بري وشاهد لا أَبا لك قول الأَجْدَع فإِن أَثْقَفْ عُمَيراً لا أُقِلْهُ وإِن أَثْقَفْ أَباه فلا أَبَا لَهْ قال وقال الأَبْرَشُ بَحْزَج
( * قوله « بحزج » كذا في الأصل هنا وتقدم فيه قريباً قال بخدج اطلب أبا نخلة إلخ وفي القاموس بخدج اسم زاد في اللسان شاعر ) بن حسَّان يَهجُو أَبا نُخَيلة إِنْ أَبا نَخْلَة عَبْدٌ ما لَهُ جُولٌ إِذا ما التَمَسوا أَجْوالَهُ يَدْعو إِلى أُمٍّ ولا أَبا لَهُ وقال الأَعْور بن بَراء فمَن مُبْلِغٌ عنِّي كُرَيْزاً وناشِئاً بِذاتِ الغَضى أَن لا أَبا لَكُما بِيا ؟ وقال زُفَر بن الحرث يَعْتذْر من هَزيمة انْهَزَمها أَرِيني سِلاحي لا أَبا لَكِ إِنَّني أَرى الحَرْب لا تَزْدادُ إِلا تَمادِيا أَيَذْهَبُ يومٌ واحدٌ إِنْ أَسَأْتُه بِصالِح أَيّامي وحُسْن بَلائِيا ولم تُرَ مِنِّي زَلَّة قبلَ هذه فِراري وتَرْكي صاحِبَيَّ ورائيا وقد يَنْبُت المَرْعى على دِمَنِ الثَّرى وتَبْقى حَزازاتُ النفوس كما هِيا وقال جرير لجدِّه الخَطَفَى فَأَنْت أَبي ما لم تكن ليَ حاجةٌ فإِن عَرَضَتْ فإِنَّني لا أَبا لِيا وكان الخَطَفَى شاعراً مُجيداً ومن أَحسن ما قيل في الصَّمْت قوله عَجِبْتُ لإزْراء العَيِيِّ بنفْسِه وَصَمْتِ الذي قد كان بالقَوْلِ أَعْلَما وفي الصَّمْتِ سَتْرٌ لِلْعَييِّ وإِنما صَحِيفةُ لُبِّ المَرْءِ أَن يَتَكَلَّما وقد تكرَّر في الحديث لا أَبا لَك وهو أَكثر ما يُذْكَرُ في ا لمَدْح أَي لا كافيَ لك غير نفسِك وقد يُذْكَر في مَعْرض الذمّ كما يقال لا أُمَّ لكَ قال وقد يذكر في مَعْرض التعجُّب ودَفْعاً للعَيْن كقولهم لله دَرُّك وقد يذكر بمعنى جِدَّ في أَمْرِك وشَمِّر لأَنَّ مَن له أَبٌ اتَّكَلَ عليه في بعض شأْنِه وقد تُحْذَف اللام فيقال لا أَباكَ بمعناه وسمع سليمانُ ابنُ عبد الملك رجلاً من الأَعراب في سَنَة مُجْدِبة يقول رَبّ العِبادِ ما لَنا وما لَكْ ؟ قد كُنْتَ تَسْقِينا فما بدَا لَكْ ؟ أَنْزِلْ علينا الغَيْثَ لا أَبا لَكْ فحمله سليمان أَحْسَن مَحْمَل وقال أَشهد أَن لا أَبا له ولا صاحِبةَ ولا وَلَد وفي الحديث لله أَبُوكَ قال ابن الأَثير إِذا أُضِيفَ الشيء إِلى عظيم شريفٍ اكْتَسى عِظَماً وشَرَفاً كما قيل بَيْتُ اللهِ وناقةُ اللهِ فإِذا وُجدَ من الوَلَد ما يَحْسُن مَوْقِعُه ويُحْمَد قيل لله أَبُوكَ في مَعْرض المَدْح والتَّعجب أَي أَبوك لله خالصاً حيث أَنْجَب بك وأَتى بمِثْلِك قال أَبو الهيثم إِذا قال الرجلُ للرجل لا أُمَّ له فمعناه ليس له أُمٌّ حرَّة وهو شَتْم وذلك أَنَّ بَني الإِماء ليسوا بمرْضِيِّين ولا لاحِقِينَ ببني الأَحرار والأَشراف وقيل معنى قولهم لا أُمَّ لَك يقول أَنت لَقِيطٌ لا تُعْرَف لك أُمّ قال ولا يقول الرجُل لصاحِبه لا أُمّ لك إِلاَّ في غضبه عليه وتقصيره به شاتِماً وأَما إِذا قال لا أَبا لَك فلم يَترك له من الشَّتِيمة شيئاً وإِذا أَراد كرامةً قال لا أَبا لِشانِيكَ ولا أَبَ لِشانِيكَ وقال المبرّد يقال لا أَبَ لكَ ولا أَبَكَ بغير لام وروي عن ابن شميل أَنه سأَل الخليل عن قول العرب لا أَبا لك فقال معناه لا كافيَ لك وقال غيره معناه أَنك تجرني أَمرك حَمْدٌ
( * قوله « وقال غيره معناه أنك تجرني أمرك حمد » هكذا في الأصل )
وقال الفراء قولهم لا أَبا لَك كلمة تَفْصِلُ بِها العرب كلامَها وأَبو المرأَة زوجُها عن ابن حبيب ومن المُكَنِّى بالأَب قولهم أَبو الحَرِث كُنْيَةُ الأَسَدِ أَبو جَعْدَة كُنْية الذئب أَبو حصين كُنْيةُ الثَّعْلَب أَبو ضَوْطَرى الأَحْمَقُ أَبو حاجِب النار لا يُنْتَفَع بها أَبو جُخادِب الجَراد وأَبو بَراقِش لطائر مُبَرْقَش وأَبو قَلَمُونَ لثَوْب يَتَلَوَّن أَلْواناً وأَبو قُبَيْسٍ جبَل بمكة وأَبو دارِسٍ كُنْية الفَرْج من الدَّرْس وهو الحَيْض وأَبو عَمْرَة كُنْية الجُوع وقال حَلَّ أَبو عَمْرَة وَسْطَ حُجْرَتي وأَبو مالِكٍ كُنْية الهَرَم قال أَبا مالِك إِنَّ الغَواني هَجَرْنني أَبا مالِكٍ إِني أَظنُّك دائِبا وفي حديث رُقَيْقَة هَنِيئاً لك أَبا البَطحاء إِنَّما سمَّوْه أَبا البطحاء لأَنهم شَرفُوا به وعَظُمُوا بدعائه وهدايته كما يقال للمِطْعام أَبو الأَضْياف وفي حديث وائل بن حُجْر من محمد رسولِ الله إِلى المُهاجِر ابن أَبو أُمَيَّة قال ابن الأَثير حَقُّه أَن يقول ابنِ أَبي أُمَيَّة ولكنه لاشْتهارِه بالكُنْية ولم يكن له اسم معروف غيره لم يجرَّ كما قيل عليّ بن أَبو طالب وفي حديث عائشة قالت عن حفصة وكانت بنتَ أَبيها أَي أَنها شبيهة به في قُوَّة النفس وحِدَّة الخلُق والمُبادَرة إِلى الأَشياء والأَبْواء بالمدّ موضع وقد ذكر في الحديث الأَبْواء وهو بفتح الهمزة وسكون الباء والمدِّ جَبَل بين مكة والمدينة وعنده بلد ينسَب إِليه وكَفْرآبِيا موضع وفي الحديث ذِكْر أَبَّى هي بفتح الهمزة وتشديد الباء بئر من آبار بني قُرَيظة وأَموالهِم يقال لها بئر أَبَّى نَزَلها سيدُنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أَتى بني قُريظة

( أتي ) الإِِتْيان المَجيء أَتَيْته أَتْياً وأُتِيّاً وإِتِيّاً وإِتْياناً وإِتْيانةً ومَأْتاةً جِئْته قال الشاعر فاحْتَلْ لنفسِك قبل أَتْيِ العَسْكَرِ وفي الحديث خَيْرُ النِّساء المُواتِيةُ لِزَوْجها المُواتاةُ حُسْنُ المُطاوعةِ والمُوافقةِ وأَصلُها الهمزُ فخفِّف وكثُر حتى صار يقال بالواو الخالِصة قال وليس بالوجه وقال الليث يقال أَتاني فلان أَتْياً وأَتْيةً واحدة وإِتْياناً قال ولا تَقُلْ إِتْيانة واحدة إِلاَّ في اضطرار شعر قبيح لأَن المَصادر كلَّها إِذا جعلت واحدة رُدَّتْ إِلى بناء فَعْلة وذلك إِذا كان الفِعْل منها على فَعَل أَو فَعِل فإِذا أُدْخِلَتْ في الفِعْل زياداتٌ فوق ذلك أُدْخِلَت فيها زيادتها في الواحِدة كقولك إِقْبالةً واحدةً ومثل تَفَعَّلَ تَفْعِلةً واحدةً وأَشباه ذلك وذلك في الشيء الذي يحسُن أَن تقول فَعْلة واحدة وإِلاَّ فلا وقال إِني وأَتْيَ ابنِ غَلاَّقٍ لِيَقْرِيَني كغابِطِ الكَلْبِ يَبْغي الطِّرقَ في الذنَبِ وقال ابن خالَوَيه يقال ما أَتَيْتَنا حتى اسْتأْتَيْناك وفي التنزيل العزيز ولا يُفْلِحُ الساحِرُ حيث أَتى قالوا معناه حيث كان وقيل معناه حيث كان الساحِرُ يجِب أَن يُقْتل وكذلك مذهب أَهل الفِقْه في السَّحَرة وقوله تِ لي آلَ زيد فابدُهم لي جماعةً وسَلْ آلَ زيدٍ أَيُّ شيء يَضِيرُها قال ابن جني حكي أَن بعض العرب يقول في الأَمر من أَتى تِ زيداً فيحذف الهمزة تخفيفاً كما حذفت من خُذْ وكلْ ومُرْ وقُرئ يومَ تَأْتِ بحذف الياء كما قالوا لا أَدْرِ وهي لغة هُذيل وأَما قول قَيْس بن زُهَير العَبْسيّ أَلمْ يَأْتِيكَ والأَنْباءُ تَنْمِي بما لاقَتْ لَبُون بني زِياد ؟ فإِنما أَثبت الياء ولم يحذفها للجزم ضرورة وردَّه إِلى أَصله قال المازني ويجوز في الشعر أَن تقول زيد يرْمِيُك برفع الياء ويَغْزُوُك برفع الواو وهذا قاضيٌ بالتنوين فتُجْري الحرْفَ المُعْتَلَّ مُجرى الحرف الصحيح من جميع الوُجوه في الأَسماء والأَفعال جميعاً لأَنه الأَصل والمِيتاءُ والمِيداءُ مَمْدودانِ آخِرُ الغاية حيث ينتهي إِليه جَرْيُ الخيل والمِيتاءُ الطريق العامِرُ ومجتَمَع الطريق أَيضاً مِيتاء وميداءُ وأَنشد ابن بري لحُميد الأَرْقَط إِذا انْضَزَّ مِيتاءُ الطريق عليهما مَضَتْ قُدُماً برح الحزام زَهُوقُ
( * قوله « إذا انضز إلخ » هكذا في الأصل هنا وتقدم في مادتي ميت وميد ببعض تغيير )
وفي حديث اللُّقطة ما وجَدْتَ في طريقٍ ميتاءٍ فعَرِّفْه سنةً أَي طريقٍ مَسْلوكٍ وهو مفْعال من الإِتْيان والميم زائدة ويقال بَنَى القومُ بُيوتَهم على ميتاءٍ واحد ومِيداءٍ واحدٍ وداري بمِيتاء دارِ فلانٍ ومِيداءْ دارِ فُلان أَي تِلْقاءَ دارِه وطريق مِئْتاءٌ عامِرٌ هكذا رواه ثعلب بهمز الياء من مِئْتاءٍ قال وهو مِفْعال من أَتيت أَي يأْتيه الناسُ وفي الحديث لولا أَنه وَعدٌ حقٌّ وقولٌ صِدْقٌ وطريقٌ مِيتاءٌ لَحَزِنّا عليك أَكثر ما حَزِنّا أَراد أَنه طريقٌ مسلوك يَسْلُكه كلُّ أَحدٍ وهو مِفْعال من الإِتْيان فإِن قلت طريق مَأْتِيٌّ فهو مفْعول من أَتَيْته قال الله عزَّ وجل إِنه كان وَعْدُه مَأْتِيّاً كأَنه قال آتِياً كما قال حجاباً مستوراً أَي ساتراً لأَن ما أَتيته فقد أَتاك قال الجوهري وقد يكون مفعولاً لأَنَّ ما أَتاك من أَمر الله فقد أَتَيْته أَنتَ قال وإِنما شُدِّد لأَن واو مَفعولٍ انقلَبت ياء لكسرة ما قبلها فأُدغمت في الياء التي هي لامُ الفعل قال ابن سيده وهكذا روي طريقٌ مِيتاءٌ بغير همز إِلا أَن المراد الهمز ورواه أَبو عبيد في المصنف بغير همز فِيعالاً لأَن فِيعالاً من أَبْنِية المَصادر ومِيتاء ليس مصدراً إِنما هو صفةٌ فالصحيح فيه إِذن ما رواه ثعلب وفسره قال ابن سيده وقد كان لنا أَن نقول إِن أَبا عبيد أَراد الهمز فتركه إِلا أَنه عَقَد الباب بفِعْلاء ففضح ذاته وأَبان هَناتَه وفي التنزيل العزيز أَينما تكونوا يأْتِ بكم الله جميعاً قال أَبو إِسحق معناه يُرْجِعُكم إِلى نَفْسه وأَتَى الأَمرَ من مأْتاهُ ومَأْتاتِه أَي من جهتِه وَوَجْهه الذي يُؤْتَى منه كما تقول ما أَحسَنَ مَعْناةَ هذا الكلام تُريد معناه قال الراجز وحاجةٍ كنتُ على صُِماتِها أَتَيْتُها وحْدِيَ من مَأْتاتها وآتَى إِليه الشيءَ ساقَه والأَتيُّ النهر يَسوقه الرجل إِلى أَرْضه وقيل هو المَفْتَح وكلُّ مَسيل سَهَّلْته لماءٍ أَتِيٌّ وهو الأُتِيُّ حكاه سيبويه وقيل الأُتيُّ جمعٌ وأَتَّى لأَرْضِه أَتِيّاً ساقَه أَنشد ابن الأَعرابي لأَبي محمد الفَقْعسيّ تَقْذِفهُ في مثل غِيطان التِّيهْ في كلِّ تِيهٍ جَدْول تُؤَتِّيهْ شبَّه أَجْوافها في سَعَتها بالتِّيهِ وهو الواسِعُ من الأَرض الأَصمعي كلُّ جدول ماءٍ أَتِيّ وقال الراجز ليُمْخَضَنْ جَوْفُكِ بالدُّليِّ حتى تَعُودي أَقْطَعَ الأَتيِّ قال وكان ينبغي
( * قوله « وكان ينبغي إلخ » هذه عبارة التهذيب وليست فيه لفظة قطعاً ) أَن يقول قَطْعاً قَطعاء الأَتيِّ لأَنه يُخاطب الرَّكِيَّة أَو البئر ولكنه أَراد حتى تَعُودي ماءً أَقْطَع الأَتيّ وكان يَسْتَقِي ويَرْتجِز بهذا الرجز على رأْس البئر وأَتَّى للماء وَجَّه له مَجْرىً ويقال أَتِّ لهذا الماء فتُهَيِّئَ له طريقه وفي حديث ظَبْيان في صِفة دِيار ثَمُود قال وأَتَّوْا جَداوِلَها أَي سَهَّلوا طُرُق المِياه إِليها يقال أَتَّيْت الماء إِذا أَصْلَحْت مَجْراه حتى يَجْرِي إِلى مَقارِّه وفي حديث بعضهم أَنه رأَى رجلاً يُؤتِّي الماءَ في الأَرض أَي يُطَرِّق كأَنه جعله يأْتي إِليها أَي يَجيءُ والأَتيُّ والإِتاءُ ما يَقَعُ في النهر
( * قوله « والأتي والإتاء ما يقع في النهر » هكذا ضبط في الأصل وعبارة القاموس وشرحه والأتي كرضا وضبطه بعض كعدي والأتاء كسماء وضبطه بعض ككساء ما يقع في النهر من خشب أو ورق ) من خشب أَو ورَقٍ والجمعُ آتاءٌ وأُتيٌّ وكل ذلك من الإِتْيان وسَيْل أَتيٌّ وأَتاوِيٌّ لا يُدْرى من أَيْن أَتى وقال اللحياني أَي أَتى ولُبِّس مَطَرُه علينا قال العجاج كأَنه والهَوْل عَسْكَرِيّ سَيْلٌ أَتيٌّ مَدَّه أَتيّ ومنه قولُ المرأَة التي هَجَت الأَنْصارَ وحَبَّذا هذا الهِجاءُ أَطَعْتُمْ أَتاوِيَّ من غيركم فلا من مُرادٍ ولا مُذْحِجِ أَرادت بالأَتاوِيِّ النبيّ صلى الله عليه وسلم فقَتَلَها بعضُ الصحابة فأُهْدِرَ دَمُها وقيل بل السَّيل مُشَبَّه بالرجل لأَنه غريبٌ مثله قال لا يُعْدَلُنَّ أَتاوِيُّون تَضْرِبُهم نَكْباءُ صِرٌّ بأَصحاب المُحِلاَّتِ قال الفارسي ويروى لا يَعْدِلَنَّ أَتاوِيُّون فحذف المفعول وأَراد لا يَعْدِلَنَّ أَتاويُّون شأْنُهم كذا أَنْفُسَهم ورُوي أَن النبي صلى الله عليه وسلم سأَل عاصم بن عَدِيّ الأَنْصاري عن ثابت بن الدحْداح وتُوُفِّيَ فقال هل تعلمون له نَسَباً فيكم ؟ فقال لا إِنما هو أَتيٌّ فينا قال فقَضَى رسول الله صلى الله عليه وسلم بميراثه لابن أُختِه قال الأَصمعي إِنما هو أَتيٌّ فينا الأَتيُّ الرجل يكون في القوم ليس منهم ولهذا قيل للسيل الذي يأْتي من بلَد قد مُطر فيه إِلى بلد لم يُمْطر فيه أَتيٌّ ويقال أَتَّيْت للسيل فأَنا أُؤَتِّيه إِذا سهَّلْت سبيله من موضع إِلى موضع ليخرُج إِليه وأَصل هذا من الغُرْبة أَي هو غَريبٌ يقال رجل أَتيٌّ وأَتاوِيٌّ أَي غريبٌ يقال جاءنا أَتاوِيٌّ إِذا كان غريباً في غير بلاده ومنه حديث عثمان حين أَرسل سَلِيطَ بن سَلِيطٍ وعبدَ الرحمن ابن عتَّاب إِلى عبد الله بن سَلام فقال ائْتِياه فتَنَكَّرا له وقولا إِنَّا رجُلان أَتاوِيَّان وقد صَنَع الله ما ترى فما تأْمُر ؟ فقالا له ذلك فقال لَسْتُما بأَتاوِيَّيْن ولكنكما فلان وفلان أَرسلكما أَميرُ المؤمنين قال الكسائي الأَتاويُّ بالفتح الغريب الذي هو في غير وطنه أَي غريباً ونِسْوة أَتاوِيَّات
( * قوله « أي غريباً ونسوة أتاويات » هكذا في الأصل ولعله ورجال أتاويون أَي غرباء ونسوة إلخ وعبارة الصحاح والأتاوي الغريب ونسوة إلخ ) وأَنشد هو وأَبو الجرَّاح لحميد الأَرْقَط يُصْبِحْنَ بالقَفْرِ أَتاوِيَّاتِ مُعْتَرِضات غير عُرْضِيَّاتِ أَي غريبة من صَواحبها لتقدّمهنّ وسَبْقِهِنَّ ومُعْتَرِضات أَي نشِيطة لم يُكْسِلْهُنَّ السفر غير عُرْضِيَّات أَي من غير صُعُوبة بل ذلك النَّشاط من شِيَمِهِنَّ قال أَبو عبيد الحديث يروى بالضم قال وكلام العرب بالفتح ويقال جاءنا سَيْلٌ أَتيٌّ وأَتاوِيٌّ إِذا جاءك ولم يُصِبْكَ مَطَره وقوله عز وجل أَتَى أَمْرُ اللهِ فلا تسْتَعْجِلوه أَي قرُب ودَنا إِتْيانُه ومن أَمثالهم مَأْتيٌّ أَنت أَيها السَّوادُ أَو السُّوَيْدُ أَي لا بُدَّ لك من هذا الأَمر ويقال للرجل إِذا دَنا منه عدوُّه أُتِيتَ أَيُّها الرجلُ وأَتِيَّةُ الجُرْحِ وآتِيَتُه مادَّتُه وما يأْتي منه عن أَبي عليّ لأَنها تأْتِيه من مَصَبِّها وأَتَى عليه الدَّهْرُ أَهلَكَه على المثل ابن شميل أَتَى على فلان أَتْوٌ أَي موت أَو بَلاء أَصابه يقال إِن أَتى عليَّ أَتْوٌ فغلامي حُرٌّ أَي إِن مُتُّ والأَتْوُ المَرَض الشديد أَو كسرُ يَدٍ أَو رِجْلٍ أَو موتٌ ويقال أُتيَ على يَدِ فلان إِذا هَلَكَ له مالٌ وقال الحُطَيئة أَخُو المَرْء يُؤتَى دونه ثم يُتَّقَى بِزُبِّ اللِّحَى جُرْدِ الخُصى كالجَمامِحِ قوله أَخو المرء أَي أَخُو المقتول الذي يَرْضى من دِيَةِ أَخيه بِتُيوس يعني لا خير فيما يُؤتى دونه أَي يقتل ثم يُتَّقَى بتُيوس زُبِّ اللّحَى أَي طويلة اللحى ويقال يؤتى دونه أَي يُذهب به ويُغلَب عليه وقال أَتَى دون حُلْوِ العَيْش حتى أَمرَّه نُكُوبٌ على آثارِهن نُكُوبُ أَي ذهَب بحُلْو العَيْشِ ويقال أُتِيَ فلان إِذا أَطلَّ عليه العدوُّ وقد أُتِيتَ يا فلان إِذا أُنْذِر عدوّاً أَشرفَ عليه قال الله عز وجل فأَتَى الله بُنْيانَهم من القواعِد أَي هَدَم بُنْيانَهم وقلَع بُنْيانهم من قَواعِدِه وأَساسه فهدَمه عليهم حتى أَهلكهم وفي حديث أَبي هريرة في ا لعَدَوِيِّ إِني قلت أُتِيتَ أَي دُهِيتَ وتغَيَّر عليك حِسُّك فتَوَهَّمْت ما ليس بصحيح صحيحاً وأَتَى الأَمْرَ والذَّنْبَ فعَلَه واسْتأْتَتِ الناقة اسْتِئتاءً مهموز أَي ضَبِعَتْ وأَرادت الفَحْل ويقال فرس أَتيٌّ ومُسْتَأْتٍ ومؤَتّى ومُسْتأْتي بغير هاء إِذا أَوْدَقَت والإِيتاءُ الإِعْطاء آتى يُؤَاتي إِيتاءً وآتاهُ إِيتاءً أَي أَعطاه ويقال لفلان أَتْوٌ أَي عَطاء وآتاه الشيءَ أَي أَعطاه إِيَّاه وفي التنزيل العزيز وأُوتِيَتْ من كلِّ شيء أَراد وأُوتِيَتْ من كل شيء شيئاً قال وليس قولُ مَنْ قال إِنَّ معناه أُوتِيَتْ كل شيء يَحْسُن لأَن بِلْقِيس لم تُؤتَ كل شيء أَلا ترَى إِلى قول سليمان عليه السلام ارْجِعْ إِليهم فلنَأْتِيَنَّهم بجنودٍ لا قِبَل لهم بها ؟ فلو كانت بِلْقِيسُ أُوتِيَتْ كلَّ شيء لأُوتِيَتْ جنوداً تُقاتلُ بها جنود سليمان عليه السلام أَو الإِسلامَ لأَنها إِنما أَسْلمت بعد ذلك مع سليمان عليه السلام وآتاه جازاه ورجل مِيتاءٌ مُجازٍ مِعْطاء وقد قرئ وإِن كان مِثْقالَ حَبَّةٍ من خَرْدَلٍ أَتَيْنا بها وآتينا بها فأَتَيْنا جِئنا وآتَيْنا أَعْطَينا وقيل جازَيْنا فإِن كان آتَيْنا أَعْطَيْنا فهو أَفْعَلْنا وإِن كان جازَيْنا فهو فاعَلْنا الجوهري آتاهُ أَتَى به ومنه قوله تعالى آتِنا غَداءَنا أَي ائْتِنا به وتقول هاتِ معناه آتِ على فاعِل فدخلت الهاء على الأَلف وما أَحسنَ أَتْيَ يَدَي الناقة أَي رَجْع يدَيْها في سَيْرِها وما أَحسن أَتْوَ يَدَيِ الناقة أَيضاً وقد أَتَتْ أَتْواً وآتاهُ على الأَمْرِ طاوَعَه والمُؤَاتاةُ حُسْنِ المُطاوَعةِ وآتَيْتُه على ذلك الأَمْر مُؤاتاةً إِذا وافَقْته وطاوَعْته والعامَّة تقول واتَيْتُه قال ولا تقل وَاتَيْته إِلا في لغة لأَهل اليَمن ومثله آسَيْت وآكَلْت وآمَرْت وإِنما جعلوها واواً على تخفيف الهمزة في يُواكِل ويُوامِر ونحو ذلك وتأَتَّى له الشيءُ تَهَيَّأَ وقال الأَصمعي تَأَتَّى فلان لحاجته إِذا تَرَفَّق لها وأَتاها من وَجْهها وتَأَتَّى للقِيام والتَّأَتِّي التَّهَيُّؤُ للقيام قال الأَعْشى إِذا هِي تَأَتَّى قريب القِيام تَهادَى كما قد رأَيْتَ البَهِيرا
( * قوله « إذا هي تأتي إلخ » تقدم في مادة بهر بلفظ إذا ما تأتى تريد القيام )
ويقال جاء فلان يَتأَتَّى أَي يتعرَّض لمَعْروفِك وأَتَّيْتُ الماءَ تَأْتِيَةً وتَأَتِّياً أَي سَهَّلت سَبيله ليخرُج إِلى موضع وأَتَّاه الله هَيَّأَه ويقال تَأَتَّى لفُلان أَمرُه وقد أَتَّاه الله تَأْتِيَةً ورجل أَتِيٌّ نافِذٌ يتأَتَّى للأُمور ويقال أَتَوْتُه أَتْواً لغة في أَتَيْتُه قال خالد بن زهير يا قَوْمِ ما لي وأَبا ذُؤيْبِ كُنْتُ إِذا أَتَوْتُه من غَيْبِ يَشُمُّ عِطْفِي ويَبُزُّ ثَوْبي كأَنني أَرَبْته بِرَيْبِ وأَتَوْتُه أَتْوَةً واحدة والأَتْوُ الاسْتِقامة في السير والسرْعةُ وما زال كلامُه على أَتْوٍ واحدٍ أَي طريقةٍ واحدة حكى ابن الأَعرابي خطَب الأَميرُ فما زال على أَتْوٍ واحدٍ وفي حديث الزُّبير كُنَّا نَرْمِي الأَتْوَ والأَتْوَيْن أَي الدفْعةَ والدفْعتين من الأَتْوِ العَدْوِ يريد رَمْيَ السِّهام عن القِسِيِّ بعد صلاة المَغْرب وأَتَوْتُه آتُوه أَتْواً وإِتاوةً رَشَوْتُه كذلك حكاه أَبو عبيد جعل الإِتاوَة مصدراً والإتاوةُ الرِّشْوةُ والخَراجُ قال حُنَيّ بن جابر التَّغْلبيّ ففِي كلِّ أَسْواقِ العِراقِ إِتاوَةٌ وفي كلِّ ما باعَ امْرُؤٌ مَكْسُ دِرْهَمِ قال ابن سيده وأَما أَبو عبيد فأَنشد هذا البيت على الإِتاوَةِ التي هي المصدر قال ويقوِّيه قوله مَكْسُ دِرْهَم لأَنه عطف عرَض على عرَض وكلُّ ما أُخِذ بكُرْهٍ أَو قُسِمَ على موضعٍ من الجِبايةِ وغيرِها إِتاوَةٌ وخص بعضهم به الرِّشْوةَ على الماء وجمعها أُتىً نادر مثل عُرْوَةٍ وعُرىً قال الطِّرِمَّاح لنا العَضُدُ الشُّدَّى على الناسِ والأُتَى على كلِّ حافٍ في مَعَدٍّ وناعِلِ وقد كُسِّر على أَتاوَى وقول الجَعْدِيّ فَلا تَنْتَهِي أَضْغانُ قَوْمِيَ بينهم وَسَوأَتُهم حتى يَصِيروا مَوالِيا مَوالِيَ حِلْفٍ لا مَوالِي قَرابةٍ ولكنْ قَطِيناً يَسأَلون الأَتاوِيَا أَي هُمْ خدَم يسأَلون الخَراج وهو الإِتاوةُ قال ابن سيده وإِنما كان قِياسُه أَن يقول أَتاوى كقولنا في عِلاوةٍ وهِراوَةٍ عَلاوى وهَراوى غير أَن هذا الشاعر سلَك طريقاً أُخرى غير هذه وذلك أَنه لما كسَّر إِتاوةً حدث في مثال التكسير همزةٌ بعد أَلِفه بدلاً من أَلف فِعالةٍ كهمزة رَسائل وكَنائن فصار التقدير به إلى إِتاءٍ ثم تبدل من كسرة الهمزة فتحة لأَنها عارِضة في الجمع واللام مُعْتلَّة كباب مَطايا وعَطايا فيصير إِلى أَتاأَى ثم تُبْدِل من الهمزة واواً لظُهورها لاماً في الواحد فتقول أَتاوى كعَلاوى وكذلك تقول العرب في تكسير إِتاوةٍ أَتاوى غير أَن هذا الشاعر لو فعلَ ذلك لأَفسد قافِيتَه لكنَّه احتاج إِلى إِقرار الهمزة بحالها لتصِحَّ بعدَها الياءُ التي هي رَوِيٌّ القافيةِ كما مَعها من القَوافي التي هي الرَّوابيا والأَدانِيا ونحو ذلك ليَزول لفظُ الهمزة إِذا كانت العادةُ في هذه الهمزة أَن تُعَلَّ وتُغَيَّر إِذا كانت اللام معتلَّة فرأَى إِبْدال همزة إِتاءٍ واواً ليَزُول لفظُ الهمزةِ التي من عادتها في هذا الموضع أَن تُعَلَّ ولا تصحَّ لما ذكرنا فصار الأَتاوِيا وقولُ الطِّرِمَّاح وأَهْل الأُتى اللاَّتي على عَهْدِ تُبَّعٍ على كلِّ ذي مالٍ غريب وعاهِن فُسِّر فقيل الأُتى جمع إِتاوةٍ قال وأُراه على حذف الزائد فيكون من باب رِشْوَة ورُشيً والإتاءُ الغَلَّةُ وحَمْلُ النخلِ تقول منه أَتَتِ الشجرة والنخلة تَأْتو أَتْواً وإِتاءً بالكسر عن كُراع طلع ثمرها وقيل بَدا صَلاحُها وقيل كَثُرَ حَمْلُها والاسم الإِتاوةُ والإِتاءُ ما يخرج من إِكالِ الشجر قال عبدُ الله بن رَواحة الأَنصاري هُنالِك لا أُبالي نَخْلَ بَعْلٍ ولا سَقْيٍ وإِن عَظُمَ الإِتاءُ عَنى بهنالِك موضعَ الجهاد أَي أَستشهد فأُرْزَق عند الله فلا أُبالي نخلاً ولا زرعاً قال ابن بري ومثله قول الآخر وبَعْضُ القَوْلِ ليس له عِناجٌ كمخْضِ الماء ليس له إِتاءُ المُرادُ بالإِتاء هنا الزُّبْد وإِتاءُ النخلة رَيْعُها وزَكاؤها وكثرة ثَمَرِها وكذلك إِتاءُ الزرع رَيْعه وقد أَتَت النخلةُ وآتَتْ إِيتاءً وإِتاءً وقال الأَصمعي الإِتاءُ ما خرج من الأَرض من الثمر وغيره وفي حديث بعضهم كم إِتاءٌ أَرضِك أَي رَيْعُها وحاصلُها كأَنه من الإِتاوةِ وهو الخَراجُ ويقال للسقاء إِذا مُخِض وجاء بالزُّبْد قد جاء أَتْوُه والإِتاءُ النَّماءُ وأَتَتِ الماشيةُ إِتاءً نَمَتْ والله أَعلم==

============

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجلد{1 و2.} كتاب: أساس البلاغة أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد، الزمخشري جار الله (المتوفى: 538هـ)

  1 مجلد{1}   كتاب: أساس البلاغة أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد، الزمخشري جار الله (المتوفى: 538هـ) مقدمة المؤلف بسم الله الرحمن...