الجمعة، 15 أبريل 2022

المجلد 11 و12.لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري { حواشي اليازجي}

 

11 .

أولا .

المجلد 11 و12.لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري 

( جمخر ) الجُمْخُور الواسع الجَوْفِ

( جمزر ) يقال جَمْزَرْتَ يا فلانُ أَي نَكَصْتَ وفَرَرْتَ

( جمعر ) الجَمْعَرَةُ الأَرض الغليظة المرتفعة وهي القَارَةُ المشرفة الغليظة وأَنشد وانْجَبْنَ عن حَدَبِ الإِكا مِ وعن جَماعِير الجَراوِلْ يقال أَشْرَفَ تلك الجَمْعَرَةَ ونحو ذلك والجُمْعُورُ الجمعُ العظيم وجَمْعَرَ الحمارُ إِذا جمعَ نَفْسه ليَكْدُمَ قال والجَمْعَرَةَ الحَرَّةُ والجماعة قال ولا يُعَدُّ سَنَدُ الجَبَل جَمْعَرَةً ابن الأَعرابي الجَمَاعِيرُ تَجَمُّعُ القبائل على حرب الملك قال ومنه قوله تَحُفُّهُمْ أَسافَةٌ وجَمْعَرُ إِذا الجَمارُ جَعَلَتْ تَجَمَّرُ أَسافَةُ وجَمْعَرُ قبيلتان ويقال للحجارة المجموعة جَمْعَرٌ وأَنشد أَيضاً تَحُفُّها أَسافَةٌ وجَمْعَرُ وخَلَّةٌ قِرْدانُها تَنَسَّرُ وجَمْعَرٌ غليظة يابسة

( جمهر ) جَمْهَرَ له الخبرَ أَخْبَرَهُ بطَرَفٍ له على غير وجهه وترك الذي يريد الكسائي إِذا أَخبرت الرجل بطرف من الخبر وكتمته الذي تريد قلت جَمْهَرْتُ عليه الخبرَ الليث الجُمْهُورُ الرمل الكثير المتراكم الواسع وقال الأَصمعي هي الرملة المشرفة على ما حولها المجتمعة والجُمْهُورُ والجُمْهُورَةُ من الرمل ما تعقَّد وانقاد وقيل هو ما أَشرف منه والجُمْهُور الأَرض المشرفة على ما حولها والجُمْهُورَة حَرَّةٌ لبني سعد بن بكر ابن الأَعرابي ناقة مُجَمْهَرَةٌ إِذا كانت مُداخَلَة الخَلْقِ كأَنها جُمهور الرمل وجُمهورُ كل شيء معظمُه وقد جَمْهَرَهُ وجُمهورُ الناس جُلُّهُم وجَماهير القوم أَشرافهم وفي حديث ابن الزبير قال لمعاوية إِنا لا ندَعْ مَروانَ يَرمي جَماهيرَ قريش بمَشَاقِصِه أَي جماعاتها واحدُها جُمْهُورٌ وجَمْهَرْتُ القومَ إِذا جمعتهم وجَمْهَرْتُ الشيء إِذا جمعته ومنه حديث النخعي أَنه أُهْدِيَ له بُخْتَجٌ قال هو الجُمْهُورِيُّ وهو العصير المطبوخ الحلالُ وقيل له الجمهوري لأَن جُمْهُورَ الناس يستعملونه أَي أَكثرهم وعددٌ مُجَمْهَرٌ مُكَثَّرٌ والجَمْهَرَةُ المجتمع والجُمْهُورِيُّ شراب مُحْدَثٌ رواه أَبو حنيفة قال وأَصله أَن يعاد على البُخْتَجِ الماءُ الذي ذهب منه ثم يطبخ ويودع في الأَوعية فيأْخذ أَخذاً شديداً أَبو عبيد الجُمْهُوريُّ اسم شراب يسكر والجُماهِرُ الضخم وفلان يَتَجَمْهَرُ علينا أَي يستطيل ويُحَقِّرُنا وجَمْهَرَ القَبْرَ جمع عليه التراب ولم يطينه وفي حديث موسى بن طلحة أَنه شهد دفن رجل فقال جَمْهِروا قبره جَمْهَرَةً أَي اجمعوا عليه التراب جمعاً ولا تُطَيِّنوه ولا تُسوُّوهُ وفي التهذيب جَمْهَرَ الترابَ إِذا جمع بعضه فوق بعض ولم يُخَصِّصْ به القبرَ

( جنبر ) الجَنْبَرُ فَرْخُ الحُبارَى عن السيرافي والجِنِبَّارُ كالجَنْبَرِ مثَّل به سيبويه وفسره السيرافي فأَما جِنْبارٌ بالتخفيف فزعم ابن الأَعرابي أَنه من الجَبْرِ لم يفسره بأَكثر من ذلك فإِن كان كذلك فهو ثلاثي وقد ذكر في موضعه قال ابن سيده وعندي أَن الجِنْبَارَ بالتخفيف لغة في الجِنِبَّارِ الذي هو فرخ الحبارى وليس قول ابن الأَعرابي حينئذٍ إِن جِنْباراً من الجَبْر بشيء ورجل جَنْبَرٌ قصير أَبو عمرو الجَنْبَرُ الرجل الضخم وجَنْبَرُ فَرَسُ جَعْدَة بْنِ مِرْداسٍ

( جنثر ) الجَنْثَرُ من الإِبل الطويل العظيم أَبو عمرو الجُنْثُرُ الجَمَلُ الضخم وقال الليث هي الجَناثِرُ وأَنشد كُومٌ إِذا ما فُصِلَتْ جَناثِرُ

( جنسر ) الجُنَاسِرِيَّةُ أَشدُّ نخلةٍ بالبَصْرَةِ تَأَخُّراً

( جنفر ) أَبو عمرو الجَنافِيرُ القبورُ العادِيَّةُ واحدها جُنْفُورٌ

( جهر ) الجَهْرَةُ ما ظَهَرَ ورآه جَهْرَةً لم يكن بينهما سِترٌ ورأَيته جَهْرَةً وكلمتُه جَهْرَةً وفي التنزيل العزيز أَرِنا الله جَهْرَةً أَي غيرَ مُسْتَتِر عَنَّا بشيء وقوله عز وجل حتى نَرى اللهَ جَهْرَةً قال ابن عرفة أَي غير محتَجب عنا وقيل أَي عياناً يكشف ما بيننا وبينه يقال جَهَرْتُ الشيء إِذا كشفته وجَهَرْتُه واجْتَهَرْته أَي رأَيته بلا حجاب بيني وبينه وقوله تعالى بَغْتَةً أَو جَهْرَةً هو أَن يأْتيهم وهم يَرَوْنَهُ والجَهْرُ العلانية وفي حديث عمر أَنه كان مِجْهَراً أَي صاحبَ جَهْرٍ ورَفْع لصوته يقال جَهَرَ بالقول إِذ رفع به صوته فهو جَهِيرٌ وأَجْهَرَ فهو مُجْهِرٌ إِذا عرف بشدّة الصوت وجَهَرَ الشيءُ عَلَنَ وبَدا وجَهَرَ بكلامه ودعائه وصوته وصلاته وقراءته يَجْهَرُ جَهْراً وجِهاراً وأَجْهَرَ بقراءته لغة وأَجْهَرَ وجَهْوَرَ أَعلن به وأَظهره ويُعَدَّيانِ بغير حرف فيقال جَهَرَ الكلامَ وأَجْهَرَهُ أَعلنه وقال بعضهم جَهَرَ أَعْلى الصوْتَ وأَجْهَرَ أَعْلَنَ وكلُّ إِعْلانٍ جَهْرٌ وجَهَرتُ بالقول أَجْهَرُ به إِذا أَعْلَنْتَهُ ورجلٌ جَهيرُ الصوتِ أَي عالي الصوت وكذلك رجل جَهْوَرِيُّ الصوت رفيعُه والجَهْوَرِيُّ هو الصوت العالي وفرسٌ جَهْوَرٌ وهو الذي بأَجَشِّ الصوتِ ولا أَغَنَّ وإِجْهارُ الكلام إِعْلانُه وفي الحديث فإِذا امرأَةٌ جَهِيرَةٌ أَي عالية الصوت ويجوز أَن يكون من حُسْنِ المَنْظَرِ وفي حديث العباس أَنه نادى بصوتٍ له جَهْوَرِيٍّ أَي شديدٍ عالٍ والواو زائدة وهو منسوب إِلى جَهْوَرَ بصوته وصوتٌ جَهِيرٌ وكلامٌ جَهِيرٌ كلاهما عالِنٌ عال قال ويَقْصُر دونَه الصوتُ الجَهِيرُ وقد جَهُر الرجل بالضم جَهَارَةً وكذلك المُجْهَرُ والجَهْورِيُّ والحروفُ المَجْهُورَةُ ضد المهموسة وهي تسعة عشر حرفاً قال سيبويه معنى الجَهْرِ في الحروف أَنها حروف أُشْبِعَ الاعتمادُ في موضعها حتى منع النَّفَس أَن يجري معه حتى ينقضي الاعتماد ويجري الصوت غير أَن الميم والنون من جملة المجهورة وقد يعتمد لها في الفم والخياشيم فيصير فيها غنة فهذه صفة المجهورة ويجمعها قولك « ظِلُّ قَوٍّ رَبَض إِذْ غَزَا جُنْدٌ مُطيع » وقال أَبو حنيفة قد بالغوا في تَجْهِير صوت القَوْس قال ابن سيده فلا أَدري أَسمعه من العرب أَو رواه عن شيوخه أَم هو إِدْلال منه وتَزَيُّدٌ فإِنه ذو زوائد في كثير من كلامه وجَاهَرَهُمْ بالأَمر مُجاهَرَةً وجِهاراً عالَنَهُمْ ويقال جاهَرَني فلانٌ جِهاراً أَي علانية وفي الحديث كلُّ أُمّتي مُعافىً إِلاَّ المُجاهِرينَ قال هم الذين جاهروا بمعاصيهم وأَظهروها وكشفوا ما ستر الله عليهم منها فيتحدثون به يقال جَهَرَ وأَجْهَرَ وجاهَرَ ومنه الحديث وإِن من الإِجهار كذا وكذا وفي رواية من الجِهار وهما بمعنى المجاهرة ومنه الحديث لا غِيبَةَ لفاسِقٍ ولا مُجاهِرٍ ولقيه نَهاراً جِهاراً بكسر الجيم وفتحها وأَبى ابن الأَعرابي فتحها واجْتَهَرَ القوم فلاناً نظروا إِليه جِهاراً وجَهَرَ الجَيشَ والقومَ يَجْهَرُهُمْ جَهْراً واجتهرهم كثروا في عينه قال يصف عسكراً كأَنَّما زُهاؤُهُ لِمَنْ جَهَرْ لَيْلٌ ورِزُّ وَغْرِه إِذا وَغَرْ وكذلك الرجل تراه عظيماً في عينك وما في الحيّ أَحد تَجْهَرُه عيني أَي تأْخذه عيني وفي حديث عمر رضي الله عنه إِذا رأَيناكم جَهَرْناكم أَي أَعجبنا أَجسامكم والجُهْرُ حُسْنُ المَنْظَرِ ووجهٌ جَهيرٌ ظاهرُ الوَضاءة وفي حديث علي عليه السلام أََنه وصف النبي صلى الله عليه وسلم فقال لم يكن قصيراً ولا طويلاً وهو إِلى الطول أَقربُ مَنْ رآه جَهَرَهُ معنى جهره أَي عظم في عينه الجوهري جَهَرْتُ الرجلَ واجْتَهَرْتُه إِذا رأَيته عظيم المَرْآة وما أَحْسَنَ جُهْرَ فلان بالضم أَي ما يُجْتَهَرُ من هيئته وحسن مَنْظَره ويقال كيف جَهْراؤكُمْ أَي جماعتكم وقول الراجز لا تَجْهَرِيني نَظَراً وَرُدِّي فقد أَرُدُّ حِينَ لا مَرَدِّ وقد أَرُدُّ والجِيادُ تُرْدِي نِعْمَ المِجَشُّ ساعةَ التَّنَدِّي يقول إِن استعظمتِ منظري فإِني مع ما ترين من منظري شجاع أَردّ الفرسان الذين لا يردهم إِلاَّ مثلي ورجل جَهِيرٌ بَيِّنُ الجُهُورةِ والجَهَارَة ذو مَنْظر ابن الأَعرابي رجل حَسَنُ الجَهارَةِ والجُهْر إِذا كان ذا منظر قال أَبو النجم وأَرَى البياضَ على النِّساءِ جَهارَةً والْعِتْقُ أَعْرِفُه على الأَدْماءِ والأُنثى جَهِيرَةٌ والاسم من كل ذلك الجُهْرُ قال القَطامِي شَنِئْتُك إِذْ أَبْصَرْتُ جُهْرَكَ سَيّئاً وما غَيَّبَ الأَقْوامُ تابِعَةُ الجُهْر قال ما بمعنى الذي يقول ما غاب عنك من خُبْرِ الرجل فإِنه تابع لمنظره وأََنت تابعة في البيت للمبالغة وجَهَرتُ الرجل إِذا رأَيت هيئته وحسن منظره وجُهْرُ الرجل هيئته وحسن منظره وجَهَرَني الشيء واجْتَهَرَني راعني جماله وقال اللحياني كنتُ إِذا رأَيتُ فلاناً جَهَرْتُه واجْتَهَرْتُه أَي راعك ابن الأَعرابي أَجْهَرَ الرجلُ جاء ببنين ذوي جَهارَةٍ وهم الحَسَنُو القُدُود الحَسَنُو المَنْظَرَ وأَجْهَرَ جاء بابن أَحْوَلَ أَبو عمرو الأَجْهَرُ الحسنُ المَنظَرِ الحَسنُ الجسمِ التامُّهُ والأَجْهَرُ الأَحولُ المليح الحَوَلَةِ والأَجْهَرُ الذي لا يبصر بالنهار وضده الأَعشى وجَهْراءُ القوم جماعتهم وقيل لأَعرابي أَبَنُو جَعْفَرٍ أَشرفُ أَم بنو أَبي بكر بن كلاب ؟ فقال أَما خَواصَّ رجال فبنو أَبي بكر وأَما جَهْرَاءِ الحيِّ فبنو جعفر نصب خواص على حذف الوسيط أَي في خواص رجال وكذلك جَهْراء وقيل نصبهما على التفسير وجَهَرْتُ فلاناً بما ليس عنده وهو أَن يختلف ما ظننت به من الخُلُقِ أَو المال أَو في مَنْظَرِه والجَهْراء الرابية السَّهْلَةُ العريضة وقال أَبو حنيفة الجَهْراء الرابية المِحْلالُ ليست بشديدة الإِشراف وليست برملة ولا قُفٍّ والجَهْراء ما استوى من ظهر الأَرض ليس بها شجر ولا آكام ولا رمال إِنما هي فضاء وكذلك العَراءُ يقال وَطِئْنا أَعْرِيةً وجَهْراواتٍ قال وهذا من كلام ابن شميل وفلان جَهِير للمعروفِ أَي خليقٌ له وهمُ جُهرَاءُ للمعروف أَي خُلَقَاءُ له وقيل ذلك لأَن من اجْتَهَره طَمِعَ في معروفه قال الأَخطل جُهَراءُ للمعروف حينَ تَراهُمُ خُلَقاءُ غَيْرُ تَنابِلٍ أَشْرارِ وأَمر مُجْهَر أَي واضح بَيِّنٌ وقد أَجْهَرته أَنا إِجْهاراً أَي شهَّرْته فهو مَجْهور به مَشْهور والمَجْهُورة من الآبار المعمورة عَذْبَةً كانت أَو مِلحة وجَهَر البئرَ يَجْهَرُها جهراً واجْتَهَرَها نزحها وأَنشد إِذا ورَدْنا آجِناً جَهَرْناهْ أَو خالياً من أَهْلِهِ عَمَرْناهْ أَي من كثرتنا نَزَفْنا البئَار وعَمَرْنا الخرابَ وحَفَر البئرَ حتى جَهَر أَي بَلَغ الماءَ وقيل جَهَرها أَخرج ما فيها من الحَمْأَةِ والماء الجوهري جَهَرْتُ البئر واجْتَهَرْتُها أَي نَقَّيْتُها وأَخرجتُ ما فيها من الحمأَة قال الأَخفش تقول العرب جَهَرْتُ الرَّكِيَّةَ إِذا كان ماؤُها قد غُطِّيَ بالطِّين فَنُقِّي ذلك حتى يظهر الماء ويصفو وفي حديث عائشة وَوَصَفَتْ أَباها رضي الله عنهما فقالت اجْتَهَرَ دَفْنَ الرَّواء الاجْتِهارُ الاستخراج تريد أَنه كَسَحَها يقال جَهَرْتُ البئرَ واجْتَهَرْتها إِذا كَسَحْتها إِذا كانت مُنْدَفِنَةً يقال ركيةٌ دَفينٌ ورَكايا دُفُنٌ والرَّواءُ الماءُ الكثير وهذا مثل ضربته عائشة رضي الله عنها لإِحكامه الأَمر بعد انتشاره شبهته برجل أَتى على آبار مندفنة وقد اندفن ماؤُها فنزحها وكسحها وأَخرج ما فيها من الدفن حتى نبع الماء وفي حديث خيبر وَجَدَ الناسُ بها بَصَلاً وثُوماً فَجَهَرُوه أَي استخرجوه وأَكلوه وجَهَرْتُ البئر إِذا كانت مندفنة فأَخرجت ما فيها والمَجْهُورُ الماء الذي كان سُدْماً فاستسقى منه حتى طاب قال أَوسُ بنُ حَجَرٍ قد حَلأَتْ ناقَتِي بَرْدٌ وصِيحَ بها عن ماءِ بَصْوَةَ يوماً وهْوَ مَجْهُورُ وحَفَرُوا بئراً فَأَجْهَرُوا لم يصيبوا خيراً والعينُ الجَهْراءُ كالجاحظَة رجل أَجْهَرُ وامرأَة جَهْراءُ والأَجْهَرُ من الرجال الذي لا يبصر في الشمس جَهِرَ جَهَراً وجَهَرَتْهُ الشمسُ أَسْدَرَتْ بَصَرَهُ وكبشٌ أَجْهَرُ ونَعْجَةٌ جَهْراءُ وهي التي لا تبصر في الشمس قال أَبو العيال الهذليُّ يصف مَنيحَةً منحه إِياها بَدْرُ بنُ عَمَّارٍ الهُذَليُّ جَهْراءُ لا تأْلو إِذا هي أَظْهَرَتْ بَصَراً ولا مِنْ عَيْلَةٍ تُغْنيني ها نص ابن سيده وأَورده الأَزهري عن الأَصمعي وما عزاه لأَحد وقال قال يصف فرساً يعني الجَهْراءَ وقال أَبو منصور أُرى هذا البيت لبعض الهُذَلِيين يصف نعجة قال ابن سيده وعمَّ به بعضهم وقال اللحياني كُلُّ ضعيف البصر في الشمس أَجْهَرُ وقيل الأَجهر بالنهار والأَعشى بالليل والجُهْرَةُ الحَوَلَةُ والأَجْهَرُ الأَحْوَلُ رجلٌ أَجْهَرُ وامرأَة جَهْراءُ والاسم الجُهْرَةُ أَنشد ثعلب للطرماح على جُهْرَةٍ في العينِ وهو خَدوجُ والمُتَجاهر الذي يريك أَنه أَجْهَرُ وأَنشد ثعلب كالنَّاظِر المُْتَجاهر وفرس أَجْهَرُ غَشَّتْ غُرَّتُه وَجْهَه والجَهْوَرُ الجَريءُ المُقْدِمُ الماضي وجَهَرْنا الأَرض إِذا سلكناها من غير معرفة وجَهَرْنا بني فلان أَي صَبَّحْناهُم على غِرَّةٍ وحكي الفرّاء جَهَرْتُ السِّقَاءَ إِذا مَخَضْته ولَبَنٌ جَهِيرٌ لم يُمْذَقْ بماء والجَهِيرُ اللبن الذي أُخرج زُبْدُه والثَّمِيرُ الذي لم يخرج زبده وهو التَّثْمِير ورجل مِجْهَرٌ بكسر الميم إِذا كان من عادته أَن يَجْهَر بكلامه والمُجاهَرَةُ بالعداوة المُبادَأَةَ بها ابن الأَعرابي الجَهْرُ قِطْعَةٌ من الدهرِ والجَهْرُ السَّنَةُ التامَّةُ قال وحاكم أَعرابي رجلاً إِلى القاضي فقال بِعْتُ منه غُنْجُداً مُذْ جَهْرٍ فغاب عني قال ابن الأَعرابي مُذْ قِطْعَةٍ من الدهر والجَوْهَرُ معروف الواحدةُ جَوْهَرَةٌ والجَوْهَرُ كل حجر يستخرج منه شيء ينتفع به وجَوْهَرُ كُلِّ شيء ما خُلِقَتْ عليه جِبِلَّتُه قال ابن سيده وله تحديد لا يليق بهذا الكتاب وقيل الجوهر فارسي معرّب وقد سمَّت أَجْهَرَ وجَهِيراً وجَهْرانَ وجَوْهَراً

( جهبر ) التهذيب الجَيْهَبُور خُرْءُ الفأْر

( جهدر ) بُسْرُ الجُهَنْدَرِ ضربٌ من التمر عن أَبي حنيفة

( جور ) الجَوْرُ نقيضُ العَدْلِ جارَ يَجُورُ جَوْراً وقوم جَوَرَةٌ وجارَةٌ أَي ظَلَمَةٌ والجَوْرْ ضِدُّ القصدِ والجَوْرُ تركُ القصدِ في السير والفعل جارَ يَجُورُ وكل ما مال فقد جارَ وجارَ عن الطريق عَدَلَ والجَوْرُ المَيْلُ عن القصدِ وجار عليه في الحكم وجَوَّرَهُ تَجْويراً نسَبه إِلى الجَوْرِ قول أَبي ذؤيب
( * قوله « وقول أَبي ذؤيب » نقل المؤلف في مادة س ي ر عن ابن بري أَنه لخالد ابن أُخت أَبي ذؤيب )
فإِنَّ التي فينا زَعَمْتَ ومِثْلَها لَفِيكَ ولكِنِّي أَراكَ تَجُورُها إِنما أَراد تَجُورُ عنها فحذف وعدَّى وأَجارَ غيرَهُ قال عمرو بن عَجْلان وقُولا لها ليس الطَّريقُ أَجارَنا ولكِنَّنا جُرْنا لِنَلْقاكُمُ عَمْدا وطَريقٌ جَوْرٌ جائر وصف بالمصدر وفي حديث ميقات الحج وهو جَوْرٌ عن طريقنا أَي مائل عنه ليس على جادَّته من جارَ يَجُورُ إِذا مال وضل ومنه الحديث حتى يسير الراكبُ بينَ النّطْفَتَيْنِ لا يخشى إِلاّ جَوْراً أَي ضلالاً عن الطريق قال ابن الأَثير هكذا روى الأَزهري وشرح وفي رواية لا يَخْشَى جَوْراً بحذف إِلاَّ فإِن صح فيكون الجور بمعنى الظلم وقوله تعالى ومنها جائر فسره ثعلب فقال يعني اليهود والنصارى والجِوارُ المُجاوَرَةُ والجارُ الذي يُجاوِرُك وجاوَرَ الرجلَ مُجاوَرَةً وجِواراً وجُواراً والكسر أَفصح ساكَنَهُ وإِنه لحسَنُ الجِيرَةِ لحالٍ من الجِوار وضَرْب منه وجاوَرَ بني فلان وفيهم مُجاوَرَةً وجِواراً تَحَرَّمَ بِجِوارِهم وهو من ذلك والاسم الجِوارُ والجُوارُ وفي حديث أُم زَرْع مِلْءُ كِسائها وغَيظُ جارَتها الجارة الضَّرَّةُ من المُجاورة بينهما أَي أَنها تَرَى حُسْنَها فَتَغِيظُها بذلك ومنه الحديث كنتُ بينَ جارَتَيْنِ لي أَي امرأَتين ضَرَّتَيْنِ وحديث عمر قال لحفصة لا يَغُركِ أَن كانت جارَتُك هي أَوْسَم وأَحَبّ إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك يعني عائشة واذهب في جُوارِ الله وجارُكَ الذي يُجاوِرُك والجَمع أَجْوارٌ وجِيرَةٌ وجِيرانٌ ولا نظير له إِلاَّ قاعٌ وأَقْواعٌ وقِيعانٌ وقِيعَةٌ وأَنشد ورَسْمِ دَارٍ دَارِس الأَجْوارِ وتَجاوَرُوا واجْتَوَرُوا بمعنى واحد جاوَرَ بعضهم بعضاً أَصَحُّوا اجْتَوَرُوا إِذا كانت في معنى تَجاوَرُوا فجعلوا ترك الإِعلال دليلاً على أَنه في معنى ما لا بد من صحته وهو تَجاوَرُوا قال سيبويه اجْتَوَرُوا تَجاوُراً وتَجاوَرُوا اجْتِواراً وضعوا كل واحد من المصدرين موضع صاحبه لتساوي الفعلين في المعنى وكثرة دخول كل واحد من البناءين على صاحبه قال الجوهري إِنما صحت الواو في اجْتَوَرُوا لأَنه في معنى ما لا بدّ له أَن يخرّج على الأَصل لسكون ما قبله وهو تَجَاوَرُوا فبني عليه ولو لم يكن معناهما واحداً لاعتلت وقد جاء اجْتَارُوا مُعَلاًّ قال مُليح الهُذلي كدَلَخِ الشَّرَبِ المُجْتارِ زَيَّنَهُ حَمْلُ عَثَاكِيلَ فَهْوَ الواثِنُ الرَّكِدُ
( * قوله « كدلخ إلخ » كذا في الأَصل )
التهذيب عن ابن الأَعرابي الجارُ الذي يُجاوِرُك بَيْتَ بَيْتَ والجارُ النِّقِّيح هو الغريب والجار الشَّرِيكُ في العَقار والجارُ المُقاسِمُ والجار الحليف والجار الناصر والجار الشريك في التجارة فَوْضَى كانت الشركة أَو عِناناً والجارة امرأَة الرجل وهو جارُها والجَارُ فَرْجُ المرأَة والجارَةُ الطِّبِّيجَةُ وهي الاست والجارُ ما قَرُبَ من المنازل من الساحل والجارُ الصِّنَارَةُ السَّيِّءُ الجِوارِ والجارُ الدَّمِثُ الحَسَنُ الجِوارِ والجارُ اليَرْبُوعِيُّ والجار المنافق والجَار البَراقِشِيُّ المُتَلَوِّنُ في أَفعاله والجارُ الحَسْدَلِيُّ الذي عينه تراك وقلبه يرعاك قال الأَزهري لما كان الجار في كلام العرب محتملاً لجميع المعاني التي ذكرها ابن الأَعرابي لم يجز أَن يفسر قول النبي صلى الله عليه وسلم الجارُ أَحَقُّ بصَقَبِه أَنه الجار الملاصق إِلاَّ بدلالة تدل عليه فوجب طلب الدلالة على ما أُريد به فقامت الدلالة في سُنَنٍ أُخرى مفسرة أَن المراد بالجار الشريك الذي لم يقاسم ولا يجوز أَن يجعل المقاسم مثل الشريك وقوله عز وجل والجارِ ذي القُرْبَى والجارِ الجُنُبِ فالجار ذو القربى هو نسيبك النازل معك في الحِواءِ ويكون نازلاً في بلدة وأَنت في أُخْرَى فله حُرَمَةُ جِوارِ القرابة والجار الجنب أَن لا يكون له مناسباً فيجيء إِليه ويسأَله أَن يجيره أَي يمنعه فينزل معه فهذا الجار الجنب له حرمة نزوله في جواره ومَنَعَتِه ورُكونه إِلى أَمانه وعهده والمرأَةُ جارَةُ زوجها لأَنه مُؤْتَمَرٌ عليها وأُمرنا أَن نحسن إِليها وأَن لا نعتدي عليها لأَنها تمسكت بعَقْدِ حُرْمَةِ الصِّهْرِ وصار زوجها جارها لأَنه يجيرها ويمنعها ولا يعتدي عليها وقد سمي الأَعشى في الجاهلية امرأَته جارة فقال أَيا جارَتَا بِينِي فإِنَّكِ طالِقَهْ ومَوْمُوقَةٌ ما دُمْتِ فينا ووَامِقَهْ وهذا البيت ذكره الجوهري وصدره أَجارَتَنَا بيني فإِنك طالقه قال ابن بري المشهور في الرواية أَيا جارتا بيني فإِنك طالقه كذَاكِ أُمُورُ النَّاسِ عادٍ وطارِقَهْ ابن سيده وجارة الرجل امرأَته وقيل هواه وقال الأَعشى يا جَارَتَا ما أَنْتِ جَارَهْ بانَتْ لِتَحْزُنَنا عَفَارَهْ وجَاوَرْتُ في بَني هِلالٍ إِذا جاورتهم وأَجارَ الرجلَ إِجَارَةً وجَارَةً الأَخيرة عن كراع خَفَرَهُ واسْتَجَارَهُ سأَله أَن يُجِيرَهُ وفي التنزيل العزيز وإِنْ أَحَدٌ من المشركين استجارك فأَجِرُهُ حتى يعسْمَعَ كلامَ الله قال الزجاج المعنى إِن طلب منك أَحد من أَهل الحرب أَن تجيره من القتل إِلى أَن يسمع كلام الله فأَجره أَي أَمّنه وعرّفه ما يجب عليه أَن يعرفه من أَمر الله تعالى الذي يتبين به الإِسلام ثم أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ لئلا يصاب بسوء قبل انتهاه إِلى مأْمنه ويقال للذي يستجير بك جارٌ وللذي يُجِيرُ جَارٌ والجار الذي أَجرته من أَن يظلمه ظالم قال الهذلي وكُنْتُ إِذا جَارِي دَعَا لِمَضُوفَةٍ أُشَمِّرُ حَتَّى يُنْصِفَ السَّاقَ مِئْزَرِي وجارُك المستجيرُ بك وهم جارَةٌ من ذلك الأَمر حكاه ثعلب أَي مُجِيرُونَ قال ابن سيده ولا أَدري كيف ذلك إِلاَّ أَن يكون على توهم طرح الزائد حتى يكون الواحد كأَنه جائر ثم يكسر على فَعَلةٍ وإِلاَّ فَلا وجه له أَبو الهيثم الجارُ والمُجِيرُ والمُعِيذُ واحدٌ ومن عاذ بالله أَي استجار به أَجاره الله ومن أَجاره الله لم يُوصَلْ إِليه وهو سبحانه وتعالى يُجِيرُ ولا يُجَارُ عليه أَي يعيذ وقال الله تعالى لنبيه قل لَنْ يُجِيرَني من الله أَحدٌ أَي لن يمنعنى من الله أَحد والجارُ والمُجِيرُ هو الذي يمنعك ويُجْيرُك واستْجَارَهُ من فلان فَأَجَارَهُ منه وأَجارَهُ الله من العذاب أَنقذه وفي الحديث ويُجِيرُ عليهم أَدناهم أَي إِذا أَجار واحدٌ من المسلمين حرّ أَو عبد أَو امرأَة واحداً أَو جماعة من الكفار وخَفَرَهُمْ وأَمنَّهم جاز ذلك على جميع المسلمين لا يُنْقَضُ عليه جِوارُه وأَمانُه ومنه حديث الدعاء كما تُجِيرُ بين البحور أَي تفصل بينها وتمنع أَحدها من الاختلاط بالآخر والبغي عليه وفي حديث القسامة أُحب أَن تُجِيرَ ابْنِي هذا برجل من الخمسين أَي تؤمنه منها ولا تستحلفه وتحول بينه وبينها وبعضهم يرويه بالزاي أَي تأْذن له في ترك اليمين وتجيزه التهذيب وأَما قوله عز وجل وإِذْ زَيَّنَ لهم الشيطانُ أَعْمَالَهُمْ وقال لا غالَب لَكُم اليومَ من الناسِ وإِني جَارٌ لكم قال الفرّاء هذا إِبليس تمثل في صورة رجل من بني كنانة قال وقوله إِني جار لكم يريد أَجِيركُمْ أَي إِنِّي مُجِيركم ومُعيذُكم من قومي بني كنانة فلا يَعْرِضُون لكم وأَن يكونوا معكم على محمد صلى الله عليه وسلم فلما عاين إِبليس الملائكة عَرَفَهُمْ فَنَكَصَ هارباً فقال له الحرثُ بن هشام أَفراراً من غير قتال ؟ فقال إِني بريء منكم إِني أَرَى ما لا تَرَوْنَ إِني أَخافُ الله واللهُ شديدُ العقاب قال وكان سيد العشيرة إِذا أَجار عليها إِنساناً لم يخْفِرُوه وجِوارُ الدارِ طَوَارُها وجَوَّرَ البناءَ والخِبَاءَ وغيرهما صَرَعَهُ وقَلَبهَ قال عُرْوَةُ بْنُ الوَرْدِ قَلِيلُ التِماسِ الزَّادِ إِلا لِنَفْسِهِ إِذا هُوَ أَضْحَى كالعَرِيشِ المُجَوَّرِ وتَجَوَّرَ هُوَ تَهَدَّمَ وضَرَبَهُ ضربةً تَجَوَّرَ منها أَي سَقَطَ وتَجَوَّرَ على فِرَاشه اضطجع وضربه فجوّره أَي صَرَعَهُ مثل كَوَّرَهُ فَتَجَوَّرَ وقال رجل من رَبِيعةِ الجُوعِ فَقَلَّما طَارَدَ حَتَّى أَغْدَرَا وَسْطَ الغُبارِ خَرِباً مُجَوَّرَا وقول الأَعلم الهذلي يصف رَحِمَ امرأَةٍ هجاها مُتَغَضِّفٌ كالجَفْرِ باكَرَهُ وِرْدُ الجَميعِ بِجائرٍ ضَخْمِ قال السُّكَّريُّ عنى بالجائر العظيم من الدلاء والجَوَارُ الماءُ الكثير قال القطامي يصف سفينة نوح على نبينا وعليه الصلاة والسلام وَلَوْلاَ اللهُ جَارَ بها الجَوَارُ أَي الماء الكثير وغَيْثٌ جِوَرٌّ غَزِيرٌ كثير المطر مأْخوذ من هذا ورواه الأَصمعي جُؤَرٌّ له صَوْتٌ قال لا تَسْقِهِ صَيَّبَ عَزَّافٍ جُؤَرّ ويروى غَرَّافٍ الجوهري وغَيْثٌ جِوَرٌّ مثال هِجَفٍّ أَي شديد صوت الرعد وبازِلٌ جِوَرٌّ قال الراجز زَوْجُكِ يا ذاتَ الثَّنَايا الغُرِّ أَعْيَا قَنُطْنَاهُ مَنَاطَ الجَرِّ دُوَيْنَ عِكْمَيْ بازِلٍ جِوَرِّ ثم شَدَدْنا فَوْقَهُ بِمَرِّ والجِوَرُّ الصُّلْبُ الشديد وبعير جِوَرٌّ أَي ضخم وأَنشد بَيْنَ خِشَاشَيْ بازِلٍ جِوَرِّ والجَوَّارُ الأَكَّارُ التهذيب الجَوَّارُ الذي يعمل لك في كرم أَو بستان أَكَّاراً والمُجَاوَرَةُ الاعتكاف في المسجد وفي الحديث أَنه كان يُجَاوِرُ بِحِراءٍ وكان يجاور في العشر الأَواخر من رمضان أَي يعتكف وفي حديث عطاء وسئل عن المُجَاوِرِ يذهب للخلاء يعني المعتكف فأَما المُجاوَرَةُ بمكة والمدينة فيراد بها المُقَامُ مطلقاً غير ملتزم بشرائط الاعتكاف الشرع والإِجارَةُ في قول الخليل أَن تكون القافية طاء والأُخرى دالاً ونحو ذلك وغيره يسميه الإِكْفاءَ وفي المصنف الإِجازة بالزاي وقد ذكر في أَجز ابن الأَعرابي جُرْجُرْ إِذا أَمرته بالاستعداد للعدوّ والجارُ موضع بساحل عُمانَ وفي الحديث ذِكْرُ الجارِ هو بتخفيف الراء مدينة على ساحل البحر بينها وبين مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم يوم وليلة وجيرانُ موضع ( قوله « وجيران موضع » في ياقوب جيران بفتح الجيم وسكون الياء قرية بينها وبين أَصبهان فرسخان وجيران بكسر الجيم جزيرة في البحر بين البصرة وسيراف وقيل صقع من أَعمال سيراف بينها وبين عمان اه باختصار ) قال الراعي كأَنها ناشِطٌ حُمٌّ قَوائِمُهُ مِنْ وَحْشِ جِيرانَ بَينَ القُفِّ والضَّفْرِ وجُورُ مدينة لم تصرف الماكن العجمة الصحاح جُورُ اسم بلد يذكر ويؤنث

( جير ) جَيْرِ بمعنى أَجَلْ قال بعض الأَغفال قَالَتْ أَراكَ هارِباً لِلْجَوْرِ مِنْ هَدَّةِ السُّلْطانِ ؟ قُلْتُ جَيْرِ قال سيبويه حركوه لالتقاء الساكنين وإِلا فحكمه السكون لأَنه كالصوت وجَيْرِ بمعنى اليمين يقال جَيْرِ لا أَفعل كذا وكذا وبعضهم يقول جَيْرَ بالنصب معناها نَعَمْ وأَجَلْ وهي خفض بغير تنوين قال الكسائي في الخفض بلا تنوين شمر لا جَيْرِ لا حَقّاً يقال جَيْرِ لا أَفعل ذلك ولا جَيْر لا أَفعل ذلك وهي كسرة لا تنتقل وأَنشد جَامِعُ قَدْ أَسْمَعْتَ مَنْ يَدْعُو جَيْرِ وَلَيْسَ يَدْعُو جَامِعٌ إِلى جَيْرِ قال ابن الأَنباري جَيْرِ يوضع موضع اليمين الجوهري قولهم جَيْرِ لا آتيك بكسر الراء يمين للعرب ومعناها حقّاً قال الشاعر وقُلْنَ عَلى الفِرْدَوْسِ أَوَّلَ مَشْرَبٍ أَجَلْ جَيْرِ أَنْ كَانَتْ أُبِيحَتْ دَعاثِرُهْ والجَيَّارُ الصَّارُوجُ وقد جَيَّرَ الحوضَ قال الشاعر إِذا ما شَتَتْ لَمْ تَسْتُرِيها وإِنْ تَقِظْ تُباشرْ بِصُبْحِ المازِنِيِّ المُجَيَّرا
( * قوله « إِذا ما شئت إلخ » كذا في الأصل )
ابن الأَعرابي إِذا خُلط الرَّمادُ بالنُّورَةِ والجِصِّ فهو الجَيَّارُ وقال الأَخطل يصف بيتاً بحُرَّةَ كأَتانِ الضَّحْلِ أَضْمَرَهَا بَعْدَ الرَّبالَةِ تَرْحالي وتَسْيَارِي كأَنها بُرْجُ رُومِيٍّ يُشَيِّدُهُ لُزَّ بِطِينٍ وآجُرٍّ وجَيَّارِ والهاء في كأَنها ضمير ناقته شبهها بالبرج في صلابتها وقُوَّتها والحُرَّةُ الناقة الكريمة وأَتانُ الضَّحْلِ الصخرة العظيمة المُلَمْلَمَةُ والضحك الماء القليل والرَّبالة السِّمَن وفي حديث ابن عمر أَنه مر بصاحب جِير قد سقط فأَعانه الجِيرُ الجِصُّ فإِذا خلط بالنورة فهو الجَيَّارُ وقيل الجَيَّار النورة وحدها والجَيَّارُ الذي يجد في جوفه حَرّاً شديداً والجائِرُ والجَيَّارُ حَرٌّ في الحَلْقِ والصَّدْرِ من غيظ أَو جوع قال المُتَنَخِّلُ الهُُذَلِيُّ وقيل هو لأَبي ذؤيب كأَنما بَيْنَ لَحْيَيْهِ ولَبَّتِهِ مِن جُلْبَةِ الجُوعِ جَيَّارٌ وإِرْزِيزُ وفي الصحاح قَدْ حَالَ بَيْنَ تَراقِيهِ ولَبَّتِهِ وقال الشاعر في الجائر فَلَمَّا رأَيتُ القَوْمَ نادَوْا مُقاعِساً تَعَرَّضَ لِي دونَ التَّرائبِ جَائرُ قال ابن جني الظاهر في جَيَّارٍ أَن يكون فَعَّالاً كالكَلاَّءِ والجَبَّانِ قال ويحتمل أَن يكون فَيْعالاً كخَيْتامٍ وأَن يكون فَوْعالاً كَتَوْرابٍ والجَيَّارُ الشِّدَّةُ وبه فسر ثعلب بيت المتنخل الهذلي جَيَّارٌ وإِرْزِيزُ

( حبر ) الحِبْرُ الذي يكتب به وموضعه المِحْبَرَةُ بالكسر
( * قوله « وموضعه المحبرة بالكسر » عبارة المصباح وفيها ثلاث لغات أجودها فتح الميم والباء والثانية ضم الباء والثالثة كسر الميم لأنها آلة مع فتح الباء )
في الجَمالِ والبَهاء وسأَل عبدالله بن سلام كعباً عن الحِبْرِ فقال هو الرجل الصالح وجمعه أَحْبَارٌ وحُبُورٌ قال كعب بن مالك لَقَدْ جُزِيَتْ بِغَدْرَتِها الحُبُورُ كذاكَ الدَّهْرُ ذو صَرْفٍ يَدُورُ وكل ما حَسُنَ من خَطٍّ أَو كلام أَو شعر أَو غير ذلك فقد حُبِرَ حَبْراً وحُبِّرَ وكان يقال لطُفَيْلٍ الغَنَوِيِّ في الجاهلية مُحَبِّرٌ لتحسينه الشِّعْرَ وهو مأْخوذ من التَّحْبِيرِ وحُسْنِ الخَطِّ والمَنْطِقِ وتحبير الخط والشِّعرِ وغيرهما تحسينه الليث حَبَّرْتُ الشِّعْر والكلامَ حَسَّنْتُه وفي حديث أَبي موسى لو علمت أَنك تسمع لقراءتي لحَبَّرْتُها لك تَحْبِيراً يريد تحسين الصوت وحَبَّرتُ الشيء تَحْبِيراً إِذا حَسَّنْتَه قال أَبو عبيد وأَما الأَحْبارُ والرُّهْبان فإِن الفقهاء قد اختلفوا فيهم فبعضهم يقول حَبْرٌ وبعضهم يقول حِبْرٌ وقال الفراء إِنما هو حِبْرٌ بالكسر وهو أَفصح لأَنه يجمع على أَفْعالٍ دون فَعْلٍ ويقال ذلك للعالم وإِنما قيل كعب الحِبْرِ لمكان هذا الحِبْرِ الذي يكتب به وذلك أَنه كان صاحب كتب قال وقال الأَصمعي لا أَدري أَهو الحِبْرُ أَو الحَبْر للرجل العالم قال أَبو عبيد والذي عندي أَنه الحَبر بالفتح ومعناه العالم بتحبير الكلام والعلم وتحسينه قال وهكذا يرويه المحدّثون كلهم بالفتح وكان أَبو الهيثم يقول واحد الأَحْبَارِ حَبْرٌ لا غير وينكر الحِبْرَ وقال ابن الأَعرابي حِبْرٌ وحَبْرٌ للعالم ومثله بِزرٌ وبَزْرٌ وسِجْفٌ وسَجْفٌ الجوهري الحِبْرُ والحَبْرُ واحد أَحبار اليهود وبالكسر أَفصح ورجل حِبْرٌ نِبْرٌ وقال الشماخ كما خَطَّ عِبْرانِيَّةً بيمينه بِتَيْماءَ حَبْرٌ ثم عَرِّضَ أَسْطُرَا رواه الرواة بالفتح لا غير قال أَبو عبيد هو الحبر بالفتح ومعناه العالم بتحبير الكلام وفي الحديث سميت سُورةَ المائدة وسُورَةَ الأَحبار لقوله تعالى فيها يحكم بها النبيون الذي أَسلموا للذين هادوا والربانيون والأَحْبَارُ وهم العلماء جمع حِبْرٍ وحَبْر بالكسر والفتح وكان يقال لابن عباس الحَبْرُ والبَحْرُ لعلمه وفي شعر جرير إِنَّ البَعِيثَ وعَبْدَ آلِ مُقَاعِسٍ لا يَقْرآنِ بِسُورَةِ الأَحْبَارِ أَي لا يَفِيانِ بالعهود يعني قوله تعالى يا أَيها الذين آمنوا أَوْفُوا بالعُقُودِ والتَّحْبِيرُ حُسْنُ الخط وأَنشد الفرّاء فيما روى سلمة عنه كَتَحْبِيرِ الكتابِ بِخَطِّ يَوْماً يَهُودِيٍّ يقارِبُ أَوْ يَزِيلُ ابن سيده وكعب الحِبْرِ كأَنه من تحبير العلم وتحسينه وسَهْمٌ مُحَبَّر حَسَنُ البَرْي والحَبْرُ والسَّبْرُ والحِبْرُ والسِّبْرُ كل ذلك الحُسْنُ والبهاء وفي الحديث يخرج رجل من أَهل البهاء قد ذهب حِبْرُه وسِبْرُه أَي لونه وهيئته وقيل هيئته وسَحْنَاؤُه من قولهم جاءت الإِبل حَسَنَةَ الأَحْبَارِ والأَسْبَارِ وقيل هو الجمال والبهاء وأَثَرُ النِّعْمَةِ ويقال فلان حَسَنُ الحِبْر والسَّبْرِ والسِّبْرِ إِذا كان جيملاً حسن الهيئة قال ابن أَحمر وذكر زماناً لَبِسْنا حِبْرَه حتى اقْتُضِينَا لأَعْمَالٍ وآجالٍ قُضِينَا أَي لبسنا جماله وهيئته ويقال فلان حسن الحَبْر والسَّبْرِ بالفتح أَيضاً قال أَبو عبيد وهو عندي بالحَبْرِ أَشْبَهُ لأَنه مصدر حَبَرْتُه حَبْراً إِذا حسنته والأَوّل اسم وقال ابن الأَعرابي رجل حَسَنُ الحِبْر والسِّبْر أَي حسن البشرة أَبو عمرو الحِبْرُ من الناس الداهية وكذلك السِّبْرُ والحَبْرُ والحَبَرُ والحَبْرَة والحُبُور كله السُّرور قال العجاج الحمدُ للهِ الذي أَعْطى الحَبَرْ ويروى الشَّبَرْ مِن قولهم حَبَرَني هذا الأَمْرُ حَبْراً أَي سرني وقد حرك الباء فيهما وأَصله التسكين ومنه الحَابُورُ وهو مجلس الفُسَّاق وأَحْبَرَني الأَمرُ سَرَّني والحَبْرُ والحَبْرَةُ النِّعْمَةُ وقد حُبِرَ حَبْراً ورجل يَحْبُورٌ يَفْعُولٌ من الحُبُورِ أَبو عمرو اليَحْبُورُ الناعم من الرجال وجمعه اليَحابِيرُ مأْخوذ من الحَبْرَةِ وهي النعمة وحَبَرَه يَحْبُره بالضم حَبْراً وحَبْرَةً فهو مَحْبُور وفي التنزيل العزيز فهم في رَوْضَةٍ يُحْبَرُون أَي يُسَرُّونَ وقال الليث يُحْبَرُونَ يُنَعَّمُونَ ويكرمون قال الزجاج قيل إِن الحَبْرَةَ ههنا السماع في الجنة وقال الحَبْرَةُ في اللغة كل نَغْمَةٍ حَسَنَةٍ مُحَسَّنَةٍ وقال الأَزهري الحَبْرَةُ في اللغة النَّعمَةُ التامة وفي الحديث في ذكر أَهل الجنة فرأَى ما فيها من الحَبْرَة والسرور الحَبْرَةُ بالفتح النِّعْمَةُ وسعَةُ العَيْشِ وكذلك الحُبُورُ ومنه حديث عبدالله آل عِمْرَانَ غِنًى والنِّساءُ مَحْبَرَةَ أَي مَظِنَّةٌ للحُبُورِ والسرور وقال الزجاج في قوله تعالى أَنتم وأَزواجكم تُحْبَرُون معناه تكرمون إِكراماً يبالغ فيه والحَبْرَة المبالغة فيما وُصِفَ بجميل هذا نص قوله وشَيْءٌ حِبرٌ ناعمٌ قال المَرَّارُ العَدَوِيُّ قَدْ لَبِسْتُ الدَّهْرَ من أَفْنَانِهِ كُلَّ فَنٍّ ناعِمٍ منه حَبِرْ وثوب حَبِيرٌ جديد ناعم قال الشماخ يصف قوساً كريمة على أَهلها إِذا سَقَطَ الأَنْدَاءُ صِينَت وأُشْعِرَتْ حَبِيراً وَلَمْ تُدْرَجْ عليها المَعَاوِزُ والجمع كالواحد والحَبِيرُ السحاب وقيل الحَبِيرُ من السحاب الذي ترى فيه كالتَّثْمِيرِ من كثرة مائه قال الرِّياشي وأَما الحَبِيرُ بمعنى السحاب فلا أَعرفه قال فإِن كان أَخذه من قول الهذلي تَغَذَّمْنَ في جَانِبَيْهِ الخَبِي رَلَمَّا وَهَى مُزْنُه واسْتُبيحَا فهو بالخاء وسيأْتي ذكره في مكانه والحِبَرَةُ والحَبَرَةُ ضَرْبٌ من برود اليمن مُنَمَّر والجمع حِبَرٌ وحِبَرات الليث بُرُودٌ حِبَرةٌ ضرب من البرود اليمانية يقال بُرْدٌ حَبِيرٌ وبُرْدُ حِبَرَة مثل عِنَبَةٍ على الوصف والإِضافة وبُرُود حِبَرَةٌ قال وليس حِبَرَةٌ موضعاً أَو شيئاً معلوماً إِنما هو وَشْيٌ كقولك قَوْب قِرْمِزٌ والقِرْمِزُ صِبْغُهُ وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم لما خَطَبَ خديجة رضي الله عنها وأَجابته استأْذنت أَباها في أَن تتزوجه وهو ثَمِلٌ فأَذن لها في ذلك وقال هو الفحْلُ لا يُقْرَعُ أَنفُهُ فنحرت بعيراً وخَلَّقَتْ أَباها بالعَبيرِ وكَسَتْهُ بُرْداً أَحْمَرَ فلما صحا من سكره قال ما هذا الحَبِيرُ وهذا العَبِيرُ وهذا العَقِيرُ ؟ أَراد بالحبير البرد الذي كسته وبالعبير الخَلُوقَ الذي خَلَّقَتْهُ وبالعقير البعيرَ المَنْحُورَ وكان عُقِرَ ساقُه والحبير من البرود ما كان مَوْشِيّاً مُخَطَّطاً وفي حديث أَبي ذر الحمد لله الذي أَطعمنا الحَمِير وأَلبسنا الحبير وفي حديث أَبي هريرة حين لا أَلْبَسُ الحَبيرَ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مَثَلُ الحواميم في القرآن كَمَثَلِ الحِبَرَاتِ في الثياب والحِبْرُ بالكسر الوَشْيُ عن ابن الأَعرابي والحِبْرُ والحَبَرُ الأَثَرُ من الضِّرْبَة إِذا لم يدم والجمع أَحْبَارٌ وحُبُورٌ وهو الحَبَارُ والحِبار الجوهري والحَبارُ الأَثَرُ قال الراجز لا تَمْلإِ الدَّلْوَ وَعَرِّقْ فيها أَلا تَرى حِبَارَ مَنْ يَسْقِيها ؟ وقال حميد الأَرقط لم يُقَلِّبْ أَرْضَها البَيْطَارُ ولا لِحَبْلَيْهِ بها حَبَارُ والجمعُ حَبَاراتٌ ولا يُكَسِّرُ وأَحْبَرَتِ الضَّرْبَةُ جلده وبجلده أَثرت فيه وحُبِرَ جِلْدُه حَبْراً إِذا بقيت للجرح آثار بعد البُرْء والحِبَارُ والحِبْرُ أَثر الشيء الأَزهري رجل مُحَبَّرٌ إِذا أَكلت البراغيث جِلْدَه فصار له آثار في جلده ويقال به حُبُورٌ أَي آثار وقد أَحْبَرَ به أَي ترك به أَثراً وأَنشد لمُصَبِّحِ بن منظور الأَسَدِي وكان قد حلق شعر رأْس امرأَته فرفعته إِلى الوالي فجلده واعتقله وكان له حمار وجُبَّة فدفعهما للوالي فَسَرَّحَهُ لَقَدْ أَشْمَتَتْ بي أَهْلَ فَيْدٍ وغادَرَتْ بِجِسْمِيَ حِبْراً بِنْتُ مَصَّانَ بادِيَا وما فَعَلتْ بي ذاك حَتَّى تَرَكْتُها تُقَلِّبُ رَأْساً مِثْلَ جُمْعِيَ عَارِيَا وأَفْلَتَني منها حِماري وَجُبَّتي جَزَى اللهُ خَيْراً جُبَّتي وحِمارِيَا وثوبٌ حَبِيرٌ أَي جديد والحِبْرُ والحَبْرُ والحَبْرَةُ والحُبْرَةُ والحِبِرُ والحِبِرَةُ كل ذلك صُفْرة تَشُوبُ بياضَ الأَسْنَان قال الشاعر تَجْلُو بأَخْضَرَ مِنْ نَعْمَانَ ذا أُشُرٍ كَعارِضِ البَرْق لم يَسْتَشْرِبِ الحِبِرَا قال شمر أَوّله الحَبْرُ وهي صفرة فإِذا اخْضَرَّ فهو القَلَحُ فإِذا أَلَحَّ على اللِّثَةِ حتى تظهر الأَسْناخ فهو الحَفَرُ والحَفْرُ الجوهري الحِبِرَة بكسر الحاء والباء القَلَح في الأَسنان والجمع بطرح الهاء في القياس وأَما اسم البلد فهو حِبِرٌّ بتشديد الراء وقد حَبِرتْ أَسنانه تَحْبَرُ حَبَراً مثال تَعِبَ تَعَباً أَي قَلِحَتْ وقيل الحبْرُ الوسخ على الأَسنان وحُبِرَ الجُرْحُ حَبْراً أَي نُكسَ وغَفَرَ وقيل أَي برئ وبقيت له آثار والحَبِيرُ اللُّغام إِذا صار على رأْس البعير والخاء أَعلى هذا قول ابن سيده الجوهري الحَبِيرُ لُغامُ البعير وقال الأَزهري عن الليث الحَبِيرُ من زَبَدِ اللُّغامِ إِذا صار على رأْس البعير ثم قال الأَزهري صحف الليث هذا الحرف قال وصوابه الخبير بالخاء لِزَبَدِ أَفواه الإِبل وقال هكذا قال أَبو عبيد وروى الأَزهري بسنده عن الرِّياشِي قال الخبير الزَّبَدُ بالخاء وأَرض مِحْبَارٌ سريعة النبات حَسَنَتُهُ كثيرة الكلإِ قال لَنَا جِبَالٌ وحِمًى مِحْبَارُ وطُرُقٌ يُبْنَى بِهَا المَنارُ ابن شميل الأَرض السريعةُ النباتِ السهلةُ الدَّفِئَةُ التي ببطون الأَرض وسَرَارتِها وأَراضَتِها فتلك المَحابِيرُ وقد حَبِرَت الأَرض بكسر الباء وأَحْبَرَتْ والحَبَارُ هيئة الرجل عن اللحياني حكاه عن أَبي صَفْوانَ وبه فسر قوله أَلا تَرى حَبَارَ مَنْ يَسْقيها قال ابن سيده وقيل حَبَارُ هنا اسم ناقة قال ولا يعجبني والحُبْرَةُ السِّلْعَةُ تخرج في الشجر أَي العُقْدَةُ تقطع ويُخْرَطُ منها الآنية والحُبَارَى ذكر الخَرَبِ وقال ابن سيده الحُبَارَى طائر والجمع حُبَارَيات
( * عبارة المصباح الحبارى طائر معروف وهو على شكل الأوزة برأسه وبطنه غبرة ولون ظهره وجناحيه كلون السماني غالباً والجمع حبابير وحباريات على لفظه أَيضاً ) وأَنشد بعض البغداديين في صفة صَقْرٍ حَتْف الحُبَارَياتِ والكَراوين قال سيبويه ولم يكسر على حَِبَارِيَّ ولا حَبَائِرَ ليَفْرُقُوا بينها وبين فَعْلاء وفَعَالَةٍ وأَخواتها الجوهري الحُبَارَى طائر يقع على الذكر والأُنثى واحدها وجمعها سواء وفي المثل كُلُّ شيء يُحِبُّ ولَدَهُ حتى الحُبَارَى لأَنها يضرب بها المَثلُ في المُوقِ فهي على مُوقها تحب ولدها وتعلمه الطيران وأَلفه ليست للتأْنيث
( * قوله « وألفه ليست للتأنيث » قال الدميري في حياة الحيوان بعد أَن ساق عبارة الجوهري هذه قلت وهذا سهو منه بل ألفها للتأنيث كسماني ولو لم تكن له لانصرفت اه ومثله في القاموس قال شارحه ودعواه أنها صارت من الكلمة من غرائب التعبير والجواب عنه عسير ) ولا للإِلحاق وإِنما بني الاسم عليها فصارت كأَنها من نفس الكلمة لا تنصرف في معرفة ولا نكرة أَي لا تنوّن والحبْرِيرُ والحُبْرور والحَبَرْبَرُ والحُبُرْبُورُ واليَحْبُورُ وَلَدُ الحُبَارَى وقول أَبي بردة بازٌ جَرِيءٌ على الخَزَّانِ مُقْتَدِرٌ ومن حَبَابِيرِ ذي مَاوَانَ يَرْتَزِقُهْ قال ابن سيده قيل في تفسيره هو جمع الحُبَارَى والقياس يردّه إِلا أَن يكون اسماً للجمع الأَزهري وللعرب فيها أَمثال جمة منها قولهم أَذْرَقُ من حُبَارَى وأَسْلَحُ من حُبَارَى لأَنها ترمي الصقر بسَلْحها إِذا أَراغها ليصيدها فتلوث ريشه بِلَثَقِ سَلْحِها ويقال إِن ذلك يشتد على الصقر لمنعه إِياه من الطيران ومن أَمثالهم في الحبارى أَمْوَقُ من الحُبَارَى ذلك انها تأْخذ فرخها قبل نبات جناحه فتطير معارضة له ليتعلم منها الطيران ومنه المثل السائر في العرب كل شيء يحب ولده حتى الحبارى ويَذِفُّ عَنَدَهُ وورد ذلك في حديث عثمان رضي الله عنه ومعنى قولهم يذف عَنَدَهُ أَي تطير عَنَدَهُ أَي تعارضه بالطيران ولا طيران له لضعف خوافيه وقوائمه وقال ابن الأَثير خص الحبارى بالذكر في قوله حتى الحبارى لأَنها يضرب بها المثل في الحُمْق فهي على حمقها تحب ولدها فتطعمه وتعلمه الطيران كغيرها من الحيوان وقال الأَصمعي فلان يعاند فلاناً أَي يفعل فعله ويباريه ومن أَمثالهم في الحبارى فلانٌ ميت كَمَدَ الحُبارَى وذلك أَنها تَحْسِرُ مع الطير أَيام التَّحْسير وذلك أَن تلقي الريش ثم يبطئ نبات ريشها فإِذا طار سائر الطير عجزت عن الطيران فتموت كمداً ومنه قول أَبي الأَسود الدُّؤَلي يَزِيدٌ مَيّتٌ كَمَدَ الحُبَارَى إِذا طُعِنَتْ أُمَيَّةُ أَوْ يُلِمُّ أَي يموت أَو يقرب من الموت قال الأَزهري والحبارى لا يشرب الماء ويبيض في الرمال النائية قال وكنا إِذا ظعنا نسير في جبال الدهناء فربما التقطنا في يوم واحد من بيضها ما بين الأَربع إِلى الثماني وهي تبيض أَربع بيضات ويضرب لونها إِلى الزرقة وطعمها أَلذ من طعم بيض الدجاج وبيض النعام قال والنعام أَيضاً لا ترد الماء ولا تشربه إِذا وجدته وفي حديث أَنس إِن الحبارى لتموت هُزالاً بذنب بني آدم يعني أَن الله تعالى يحبس عنها القطر بشؤم ذنوبهم وإِنما خصها بالذكر لأَنها أَبعد الطير نُجْعَةً فربما تذبح بالبصرة فتوجد في حوصلتها الحبة الخضراء وبين البصرة وبين منابتها مسيرة أَيام كثيرة واليَحبُورُ طائر ويُحابِرُ أَبو مُرَاد ثم سميت القبيلة يحابر قال وقد أَمَّنَتْني بَعْدَ ذاك يُحابِرٌ بما كنتُ أُغْشي المُنْدِيات يُحابِرا وحِبِرٌّ بتشديد الراء اسم بلد وكذلك حِبْرٌ وحِبْرِيرٌ جبل معروف وما أَصبت منه حَبَرْبَراً أَي شيئاً لا يستعمل إِلا في النفي التمثيل لسيبويه والتفسير للسيرافي وما أَغنى فلانٌ عني حَبَرْبَراً أَي شيئاً وقال ابن أَحمر الباهلي أَمانِيُّ لا يُغْنِينَ عَنِّي حَبَرْبَرا وما على رأْسه حَبَرْبَرَةٌ أَي ما على رأْسه شعرة وحكى سيبويه ما أَصاب منه حَبَرْبَراً ولا تَبَرْبَراً ولا حَوَرْوَراً أَي ما أَصاب منه شيئاً ويقال ما في الذي تحدّثنا به حَبَرْبَرٌ أَي شيء أَبو سعيد يقال ما له حَبَرْبَرٌ ولا حَوَرْوَرٌ وقال الأَصمعي ما أَصبت منه حَبَرْبَراً ولا حَبَنْبَراً أَي ما أَصبت منه شيئاً وقال أَبو عمرو ما فيه حَبَرْبَرٌ ولا حَبَنْبَرٌ وهو أَن يخبرك بشيء فتقول ما فيه حَبَنْبَرٌ ويقال للآنية التي يجعل فيها الحِبْرُ من خَزَفٍ كان أَو من قَوارِير مَحْبَرَةٌ ومَحْبُرَةٌ كما يقال مَزْرَعَة ومَزْرُعَة ومَقْبَرَة ومَقْبُرَة ومَخْبَزَة ومَخْبُزَةٌ الجوهري موضع الحِبْرِ الذي يكتب به المِحْبَرَة بالكسر وحِبِرٌّ موضع معروف في البادية وأَنشد شمر عجز بيت فَقَفا حِبِرّ الأَزهري في الخماسي الحَبَرْبَرَةُ القَمِيئَةُ المُنافِرَةُ وقال هذه ثلاثية الأَصل أُلحقت بالخماسي لتكرير بعض حروفها والمُحَبَّرُ فرس ضرار بن الأَزوَرِ الأَسَدِيِّ أَبو عمرو الحَبَرْبَرُ والحَبْحَبِيُّ الجمل الصغير

( حبتر ) الحَبْتَرُ والحُباتِرُ القصير كالحَتْرَبِ وكذلك البُحْتُر والأُنثى حَبْتَرَة والحَبْتَرُ من أَسماء الثعالب وحَبْتَرٌ اسم رجل قال الراعي فأَومأْتُ إِيماءً خَفِيّاً لحَبْتَرٍ ولِلَّهِ عَيْنا حَبْتَرٍ أَيَّما فَتَى

( حبجر ) الحِبَجْرُ والحِبْجَرُ الوَتَرُ الغليظ قال أَرْمِي عليها وهْيَ شيءٌ بُجْرُ والقَوْسُ فيها وَتَرٌ حِبَجْرُ وهْيَ ثلاثُ أَذْرُعٍ وشِبْرُ والحُباجِرُ كذلك ولم يُعَيِّن أَبو عبيد الحِبَجْرَ من أَي نوع هو إِنما قال الحِبَجْرُ بكسر الحاء وفتح الباء الغليظُ وقد احْبَجَرَّ فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابي من قوله يُخْرِجُ منها ذَنَباً حُناجِرا بالنون فلم يفسره قال ابن سيده والصحيح عندي ذَنَباً حُباجراً بالباء كما تقدم وهو الغليظ والحُبْجُرُ والحُباجِرُ ذَكَرُ الحُبارَى والمُحْبَنْجِرُ المنتفخ غضباً واحْبَنْجَرَ أَي انتفخ من الغضب

( حبقر ) الأَزهري يقال إِنه لأَبْرَد من عَبْقُرٍّ وأَبْرَدُ من حَبْقُرٍّ وأَبرد من عَضْرَسٍ قال والعَبْقُرُّ والحَبْقُرُّ والعَضْرَسُ البَرَدُ وقال الجوهري في ترجمة عبقر عما جاء في المثل من قولهم هو أَبْرَدُ من عَبْقُرٍّ قال ويقال حَبْقُرّ كأَنهما كلمتان جعلتا واحدة وسنذكر ذلك في ترجمة عبقر

( حبكر ) حَبَوْكَرَى والحَبَوْكَرَى وحَبَوْكَرٌ وأُمُّ حَبَوْكَرٍ وأُم حَبَوكَرَى وأُم حَبَوْكَرَان الداهية وجاء فلانٌ بأُمِّ حَبَوْكَرَى أَي بالداهية وأَنشد لعمرو بن أَحمر الباهلي فلما غَسَا لَيْلِي وأَيْقَنْتُ أَنها هي الأُرَبَى جاءتْ بأُمِّ حَبَوْكَرَى الفراء وقع فلان في أُم حَبَوْكَرَى وَأُمِّ حَبَوْكَرٍ وحَبَوْكَرَان ويُلقى منها أُمّ فيقال وقعوا في حَبَوْكَرٍ الجوهري أُمُّ حَبَوْكَرَى هو أَعظم الدواهي والحَبَوكَرُ رملٌ يَضِلُّ فيه السالك والحَبَوْكَرَى الصبي الصغير والحَبَوْكَرَى أَيضاً معركة الحرب بعد انقضائها ويقال مررتُ على حَبَوْكَرَى من الناس أَي جماعات من أُمَم شَتَّى لا نحور فيهم شيء ولا بسر
( * قوله « نحور إلخ ولا بسر إلخ » كذا بالأصل بدون نقط ) بهم شيء الليث حَبَوْكَرٌ داهية وكذلك الحَبَوْكَرَى ويقال جمل حَبَوْكَرَى والأَلف زائدة بني الاسم عليها لأَنك تقول للأُنثى حَبَوْكَراة وكل أَلف للتأْنيث لا يصح دخول هاء التأْنيث عليها وليست أَيضاً للإِلحاق لأَنه ليس له مثال من الأُصول فيلحق به وفي النوادر يقال تَحَبْكَرُوا في الأَرض إِذا تَحَيَّرُوا وتَحبْكَرَ الرجل في طريقه مثله إِذا تحير الليث في النوادر كَمْهَلْتُ المالَ كَمْهَلَةً وحَبْكَرْتُه حَبْكَرَة ودَبْكَلْتُهُ دَبْكَلَةً وحَبْحَبْتُه حَبْحَبَةً وزَمْزَمْتُه زَمْزَمَةً وصَرْصَرْتُه وكَرْكَرْتُهُ إِذا جمعته ورددت أَطراف ما انتشر منه وكذلك كَبْكَبْتُه

( حبنبر ) الأَزهري عن الأَصمعي ما أَصبت منه حَبَرْبَراً ولا حَبَنْبَراً أَي ما أَصبت منه شيئاً وقال أَبو عمرو ما فيه حَبَرْبَرٌ ولا حَبَنْبَرٌ وهو أَن يخبرك بشيء فتقول ما فيه حَبَنْبَرٌ والله أَعلم

( حتر ) حَتارُ كُلِّ شيء كِفَافُه وحرفه وما استدار به كَحَتَارِ الأُذن وهو كِفافُ حروف غَراضِيفِها وحَتارُ العين وهي حروف أَجفانها التي تلتقي عند التغميض وقال الليث الحَتارُ ما استدار بالعين من زِيقِ الجَفْنِ من باطن وحَتارُ الظُّفْر وهو ما يحيط به من اللحم وكذلك ما يحيط بالخِباء وكذلك حَتارُ الغِربالِ والمُنْخُلِ وحَتارُ الاسْتِ أَطراف جلدتها وهو ملتقى الجلدة الظاهرة وأَطرَاف الخَوْرانِ وقيل هي حروف الدبر وأَراد أَعرابيّ امرأَته فقالت له إِني حائض قال فأَين الهَنَةُ الأُخرَى ؟ قالت له اتق الله فقال كلاَّ وَرَبِّ البَيْتِ ذِي الأَستارِ لأَهْتِكَنَّ حَلَقَ الحَتَارِ قَدْ يُؤْخَذُ الجَارُ بِجُرْمِ الجَارِ وحَتَارُ الدبر حَلْقَتُه والحَتارُ مَعْقِدُ الطُّنُبِ في الطَّرِيقة وقيل هو خيط يشدّ به الطِّرافُ والجمع من ذلك كله حُتُرٌ والحَتارُ والحِتْرُ ما يوصل بأَسفل الخباء إِذا ارتفع من الأَرض وقَلَصَ ليكون سِتْراً وهي الحُتْرَةُ أَيضاً وحَتَر البيتَ حَتْراً جعل له حَتاراً أَو حُتْرَةً الأَزهري عن الأَصمعي قال الحُتُرُ أَكِفَّةُ الشِّقاقِ كلُّ واحد منها حَتارٌ يعني شِقاقَ البيت الجوهري الحَتارُ الكِفافُ وكل ما أَحاط بالشيء واستدار به فهو حَتارُه وكِفافُه وحَتَرَ الشيءَ وأَحْتَرَه أَحكمه الأَزهري أَحْتَرْتُ العُقْدَةَ إِحْتاراً إِذا أَحكمتها فهي مُحْتَرَةٌ وبينهم عَقْدٌ مُحْتَرٌ قد اسْتُوثِقَ منه قال لبيد وبالسَّفْحِ من شَرْقِيِّ سَلْمَى مُحاربٌ شُجاعٌ وذُو عَقْدٍ من القومِ مُحْتَرِ وحَتَرَ العُقْدَة أَيضاً أَحكم عَقْدَها وكلُّ شَدٍّ حَتْرٌ واستعاره أَبو كبير للدَّيْنِ فقال هَابوا لِقَوْمِهِمُ السَّلامَ كَأَنَّهُمْ لَمَّا أُصيِبُوا أَهْلُ دَيْنٍ مُحْتَرِ وحَتَره يَحْتِرُه ويَحْتُرُه حَتْراً أَحَدَّ النظر إِليه والحَتْر الأَكلُ الشديدُ وما حَتَرَ شيئاً أَي ما أَكل وحَتَرَ أَهله يَحْتِرُهُم ويَحْتُرُهُم حَتْراً وحُتُوراً قَتَّرَ عليهم النَّفقة وقيل كَساهم ومانَهُمْ والحِتْرُ الشيء القليل وحَتَرَ الرجلَ حَتْراً أَعطاه وأَطعمه وقيل قَلَّلَ عطاءَه أَو إِطعامه وحَتَرَ له شيئاً أَعطاه يسيراً وما حَتَرَهُ شيئاً أَي ما أَعطاه قليلاً ولا كثيراً وأَحْتَرَ الرجلُ قلَّ عطاؤه وأَحْتَرَ قلّ خيره حكاه أَبو زيد وأَنشد إِذا ما كنتَ مُلْتَمِساً أَيامَى فَنَكِّبْ كُلَّ مُحْتِرَةٍ صَناعِ أَي تَنَكَّبْ والاسم الحِتْرُ الأَصمعي عن أَبي زيد حَتَرْتُ له شيئاً بغير أَلف فإِذا قال أَقَلَّ الرجلُ وأَحْتَرَ قاله بالأَلف قال والاسم منه الحِتْرُ وأَنشد للأَعْلَمِ الهُذَلِيِّ إِذا النُّفَساءُ لم تُخَرَّسْ بِبِكْرِها غُلاماً ولم يُسْكَتْ بِحِتْرٍ فَطِيمُها قال وأَخبرني الإِيادِيُّ عن شمر الحَاتِرُ المُعْطي وأَنشد إِذ لا تَبِضُّ إِلى الترا ئِكِ والضَّرَائِكِ كَفُّ حاتِرْ قال وحَتَرْتُ أَعطيت ويقال كان عطاؤك إِياه حَقْراً حَتْراً أَي قليلاً وقال رؤبة إِلاَّ قَليلاً من قَليلٍ حَتْرِ وأَحْتَرَ علينا رِزْقَنا أَي أَقَلَّه وحَبَسَهُ وقال الفرّاء حَتَرَهُ يَحْتِرُه ويَحْتُرُه إِذا كساه وأَعطاه قال الشَّنْفَرَى وأُمّ عِيالٍ قَدْ شَهِدْتُ تَقُوتُهم إِذا حَتَرَتْهُمْ أَتْفَهَتْ وأَقَلَّتِ والمُحْتِرُ من الرجال الذي لا يُعْطِي خيراً ولا يُفْضِل على أَحد إِنما هو كَفَافٌ بكَفافٍ لا ينفلت منه شيء وأَحْتَرَ على نفسه وأَهله أَي ضَيَّقَ عليهم ومنعهم غيره وأَحْتَرَ القومَ فَوَّتَ عليهم طعامهم والحِتْرُ بالكسر العَطِيَّةُ اليسيرة وبالفتح المصدر تقول حَتَرْتُ له شيئاً أَحْتِرُ حَتْراً فإِذا قالوا أَقلّ وأَحْتَرَ قالوه بالأَلف قال الشنفرى وأُم عيال قد شهدتُ تقوتهم إِذا أَطْعَمَتْهُمْ أَحْتَرَتْ وأَقَلَّتِ تَخافُ علينا العَيْلَ إِن هِيَ أَكْثَرَتْ ونَحْنُ جِيَاعٌ أَيَّ أَوْلٍ تأَلَّتِ قال ابن بري المشهور في شعر الشنفرى وأُمِّ عيال بالنصب والناصب له شهدت ويروى وأُمِّ بالخفض على واورب وأَراد بأُم عيال تأَبط شرّاً وكان طعامهم على يده وإِنما قتر عليهم خوفاً أَن تطول بهم الغَزاة فيفنى زادهم فصار لهم بمنزلة الأُم وصاروا له بمنزلة الأَولاد والعيل الفقر وكذلك العيلة والأَوْلُ السياسة وتأَلت تَفَعَّلَتْ من الأَوْلِ إِلا أَنه قلب فصيرت الواو في موضع اللام والحُتْرَةُ والحَتِيرَةُ الأَخيرة عن كراع الوكِيرَةُ وهو طعام يصنع عند بناء البيت وقد حَتَّرَ لَهُمْ قال الأَزهري وأَنا واقف في هذا الحرف وبعضهم يقول حَثيرَةٌ بالثاء ويقال حَتِّرْ لَنا أَي وَكِّرْ لنا وما حَتَرْتُ اليوم شيئاً أَي ما ذُقْتُ والحَتْرَةُ بالفتح الرَّضْعَةُ الواحدة والحَتْرُ الذكر من الثعالب قال الأَزهري لم أَسمع الحَتْرَ بهذا المعنى لغير الليث وهو منكر

( حثر ) الأَزهري الحَثَرَةُ انْسِلاقُ العَيْنِ وتصغيرها حُثَيْرَةٌ ابن سيده الحَثَرُ خشونة يجدها الرجل في عينه من الرَّمَصِ وقيل هو أَن يخرج فيها حب أَحمر وهو بَثْرٌ يخرج في الأَجفان وقد حَثِرَتْ عينه تَحْثَرُ وحَثِرَ العَسَلُ حَثَراً تحبب وهو عسل حائِرٌ وحَثِرٌ وحَثِرَ الدِّبْسُ حَثَراً خَثُرَ وتَحَبَّبَ وطعام حَثِرٌ مُنْتَثِر لا خير فيه إِذا جمع بالماء انْتَثَرَ من نواحيه وقد حَثِرَ حَثَراً الأَزهري الدواء إِذا بُلَّ وعُجِنَ فلم يجتمع وتناثر فهو حَثِرٌ ابن الأَعرابي حَثَّرَ الدَّواءَ إِذا حَبَّبَهُ وحَثِرَ إِذا تَحَبَّبَ وفؤاد حَثِرٌ لا يَعِي شيئاً والفعل كالفعل والمصدر كالمصدر وأُذُنٌ حَثِرَةٌ إِذا لم تَسْمَعْ سمعاً جَيِّداً ولسان حَثِرٌ لا يجد طعم الطعام وحَثِرَ الشيءُ حَثَراً فهو حَثِرٌ وحَثْرٌ اتسع وحَثَرَةُ الغَضَا ثمرة تخرج فيه أَيامَ الصَّفَرِيَّةِ تَسْمَنُ عليها الإِبل وتُلْبِنُ وحَثَرَةُ الكَرم زَمَعَتُه بَعْدَ الإِكْماخِ والحَثَرُ حَبُّ العُنْقُود إِذا تَبَيَّنَ هذه عن أَبي حنيفة والحَثَرُ من العنب ما لم يُونعْ وهو حامض صُلْبٌ لم يُشْكِلْ ولم يَتَمَوَّه والحَثَرُ حب العنب وذلك بعد البَرَمِ حين يصير كالجُلْجُلانِ والحَثَرُ نَوْرُ العنب عن كراع وحُثَارَةُ التِّبْنِ حُطامه لغة في الحُثالَةِ قال ابن سيده وليس بِثَبَتٍ والحَوْثَرَةُ الكَمَرَة الجوهري الحَوْثَرَةُ الفيْشَةُ الضخمة وهي الكَوْشَلَةُ والفَيْشَلَةُ والحَثَرَةُ من الجِبَأَةِ كأَنها تراب مجموع فإِذا قُلِعَتْ رأَيت الرمل حولها والحَثَرُ ثمر الأَراك وهو البَرِيرُ وحَثِرَ الجلد بَثِرَ قال الراجز رَأَتْهُ شَيْخاً حَثِرَ المَلامِح وهي ما حول الفم
( * هي عائدة إِلى الملامح ) ويقال أَحْثَرَ النخلُ إِذا تشقق طَلْعُه وكان حبه كالحَثَراتِ الصغار قبل أَن تصير حَصَلاً وحَوْثَرَةُ اسم وبنو حَوْثَرَةَ بطن من عبد القيس ويقال لهم الحواثر وهم الذين ذكرهم المتلمس بقوله لَنْ يَرْحَضَ السَّوْآتِ عن أَحْسابِكُمْ نَعَمُ الحَواثِر إِذ تُساقُ لمَعْبَدِ وهذا البيت أَنشده الجوهري إِذا تساق بمعبد وصواب إِنشاده لمعبد باللام كما أَنشدناه ومَعْبَدٌ هو أَخو طَرَفَةَ وكان عمرو بن هند لما قتل طرفة ودَاهُ بِنَعَمٍ أَصابها من الحَواثِر وسيقت إِلى معبد وحَوْثَرَةُ هو ربيعة بن عمرو بن عوف ابن أَنْمَارِ بن وَدِيَعَة بن لُكَيْزِ بن أَفْصَى بن عبد القيس وكان من حديثه أَن امرأَة أَتته بِعُسٍّ من لبن فاستامت فيه سِيمَةً غالية فقال لها لو وضعتُ فيه حَوْثَرَتي لملأته فسمي حَوْثَرَةَ والحَوْثَرة الحَشَفةُ رَأْسُ الذكر وقال الأَزهري في ترجمة حتر الحَتِيرَة الوكيرة وهو طعام يصنع عند بناء البيت قال الأَزهري وأَنا واقف في هذا الحرف وبعضهم يقول حثيرة بالثاء

( حجر ) الحَجَرُ الصَّخْرَةُ والجمع في القلة أَحجارٌ وفي الكثرة حِجارٌ وحجارَةٌ وقال كأَنها من حِجارِ الغَيْلِ أَلبسَها مَضارِبُ الماء لَوْنَ الطُّحْلُبِ التَّرِبِ وفي التنزيل وقودها الناس والحجارة أَلحقوا الهاء لتأْنيث الجمع كما ذهب إِليه سيبويه في البُعُولة والفُحولة الليث الحَجَرُ جمعه الحِجارَةُ وليس بقياس لأَن الحَجَرَ وما أَشبهه يجمع على أَحجار ولكن يجوز الاستحسان في العربية كما أَنه يجوز في الفقه وتَرْكُ القياس له كما قال الأَعشى يمدح قوماً لا نَاقِصِي حَسَبٍ ولا أَيْدٍ إِذا مُدَّت قِصَارَهْ قال ومثله المِهارَةُ والبِكارَةُ لجمع المُهْرِ والبَكْرِ وروي عن أَبي الهيثم أَنه قال العرب تدخل الهاء في كل جمع على فِعَال أَو فُعُولٍ وإِنما زادوا هذه الهاء فيها لأَنه إِذا سكت عليه اجتمع فيه عند السكت ساكنان أَحدهما الأَلف التي تَنْحَرُ آخِرَ حَرْفٍ في فِعال والثاني آخرُ فِعال المسكوتُ عليه فقالوا عِظامٌ وعَظامةٌ ونِفارٌ ونِفارةٌ وقالوا فِحالَةٌ وحِبالَةٌ وذِكارَةٌ وذُكُورة وفُحولَةٌ وحُمُولَةٌ قال الأَزهري وهذا هو العلة التي عللها النحويون فأَما الاستحسان الذي شبهه بالاستحسان في الفقه فإِنه باطل الجوهري حَجَرٌ وحِجارةٌ كقولك جَمَلٌ وجِمالَةٌ وذَكَرٌَ وذِكارَةٌ قال وهو نادر الفراء العرب تقول الحَجَرُ الأُحْجُرُّ على أُفْعُلٍّ وأَنشد يَرْمِينِي الضَّعِيفُ بالأُحْجُرِّ قال ومثله هو أُكْبُرُّهم وفرس أُطْمُرُّ وأُتْرُجُّ يشدّدون آخر الحرف ويقال رُمِي فُلانٌ بِحَجَرِ الأَرض إِذا رمي بداهية من الرجال وفي حديث الأَحنف بن قيس أَنه قال لعلي حين سمَّى معاويةُ أَحَدَ الحَكَمَيْنِ عَمْرَو بْنَ العاصِ إِنك قد رُميت بِحَجر الأَرض فأَجعل معه ابن عباس فإِنه لا يَعْقِدُ عُقْدَةً إِلاَّ حَلَّهَا أَي بداهية عظيمة تثبت ثبوتَ الحَجَرِ في الأَرض وفي حديث الجَسَّاسَةِ والدَّجالِ تبعه أَهل الحَجَرِ وأَهل المَدَرِ يريد أَهل البَوادِي الذين يسكنون مواضع الأَحجار والرمال وأَهلُ المَدَرِ أَهلُ البادِية وفي الحديث الولد للفراش وللعاهِرِ الحَجَرُ أَي الخَيْبَةُ يعني أَن الولد لصاحب الفراش من السيد أَو الزوج وللزاني الخيبةُ والحرمان كقولك ما لك عندي شيء غير التراب وما يبدك غير الحَجَرِ وذهب قوم إِلى أَنه كنى بالحجر عن الرَّجْمِ قال ابن الأَثير وليس كذلك لأَنه ليس كل زان يُرْجَمُ والحَجَر الأَسود كرمه الله هو حَجَر البيت حرسه الله وربما أَفردوه فقالوا الحَجَر إِعظاماً له ومن ذلك قول عمر رضي الله عنه والله إِنك حَجَرٌ ولولا أَني رأَيتُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يفعل كذا ما فعلت فأَما قول الفرزدق وإِذا ذكَرْتَ أَبَاكَ أَو أَيَّامَهُ أَخْزاكَ حَيْثُ تُقَبَّلُ الأَحْجارُ فإِنه جعل كل ناحية منه حَجَراً أَلا ترى أَنك لو مَسِسْتَ كل ناحية منه لجاز أَن تقول مسست الحجر ؟ وقوله أَمَا كفاها انْتِياضُ الأَزْدِ حُرْمَتَها في عُقْرِ مَنْزِلها إِذْ يُنْعَتُ الحَجَرُ ؟ فسره ثعلب فقال يعني جبلاً لا يوصل إِليه واسْتَحْجَرَ الطينُ صار حَجَراً كما تقول اسْتَنْوَق الجَمَلُ لا يتكلمون بهما إِلاَّ مزيدين ولهما نظائر وأَرضٌ حَجِرَةٌ وحَجِيرَةٌ ومُتَحَجِّرة كثيرة الحجارة وربما كنى بالحَجَر عن الرَّمْلِ حكاه ابن الأَعرابي وبذلك فسر قوله عَشِيَّةَ أَحْجارُ الكِناسِ رَمِيمُ قال أَراد عشية رمل الكناس ورمل الكناس من بلاد عبدالله بن كلاب والحَجْرُ والحِجْرُ والحُجْرُ والمَحْجِرُ كل ذلك الحرامُ والكسر أَفصح وقرئ بهن وحَرْثٌ حجر وقال حميد ابن ثور الهلالي فَهَمَمْت أَنْ أَغْشَى إِليها مَحْجِراً ولَمِثْلُها يُغْشَى إِليه المَحْجِرُ يقول لَمِثْلُها يؤتى إِليه الحرام وروي الأَزهري عن الصَّيْداوِي أَنه سمع عبويه يقول المَحْجَر بفتح الجيم الحُرْمةُ وأَنشد وهَمَمْتُ أَن أَغشى إِليها مَحْجَراً ويقال تَحَجَّرَ على ما وَسَّعه اللهُ أَي حرّمه وضَيَّقَهُ وفي الحديث لقد تَحَجَّرْتَ واسعاً أَي ضيقت ما وسعه الله وخصصت به نفسك دون غيرك وقد حَجَرَهُ وحَجَّرَهُ وفي التنزيل ويقولون حِجْراً مَحْجُوراً أَي حراماً مُحَرَّماً والحاجُور كالمَحْجر قال حتى دَعَوْنا بِأَرْحامٍ لنا سَلَفَتْ وقالَ قَائِلُهُمْ إِنَّي بحاجُورِ قال سيبويه ويقول الرجل للرجل أَتفعل كذا وكذا يا فلان ؟ فيقول حُِجْراً أَي ستراً وبراءة من هذا الأَمر وهو راجع إِلى معنى التحريم والحرمة الليث كان الرجل في الجاهلية يلقى الرجل يخافه في الشهر الحرام فيقول حُجْراً مَحجُوراً أَي حرام محرم عليك في هذا الشهر فلا يبدؤه منه شر قال فإِذا كان يوم القيامة ورأَى المشركون ملائكة العذاب قالوا حِجْراً مَحْجُوراً وظنوا أَن ذلك ينفعهم كفعلهم في الدنيا وأَنشد حتى دعونا بأَرحام لها سلفت وقال قائلهم إِني بحاجور يعني بِمَعاذ يقول أَنا متمسك بما يعيذني منك ويَحْجُرك عني قال وعلى قياسه العاثُورُ وهو المَتْلَفُ قال الأَزهري أَما ما قاله الليث من تفسير قوله تعالى ويقولون حجراً محجوراً إِنه من قول المشركين للملائكة يوم القيامة فإِن أَهل التفسير الذين يُعتمدون مثل ابن عباس وأَصحابه فسروه على غير ما فسره الليث قال ابن عباس هذا كله من قول الملائكة فالوا للمشركين حجراً محجوراً أَي حُجِرَتْ عليكم البُشْرَى فلا تُبَشَّرُون بخير وروي عن أَبي حاتم في قوله « ويقولون حجراً » تمّ الكلام قال أَبو الحسن هذا من قول المجرمين فقال الله محجوراً عليهم أَن يعاذوا وأَن يجاروا كما كانوا يعاذون في الدنيا ويجارون فحجر الله عليهم ذلك يوم القيامة قال أَبو حاتم وقال أَحمد اللؤلؤي بلغني عن ابن عباس أَنه قال هذا كله من قول الملائكة قال الأَزهري وهذا أَشبه بنظم القرآن المنزل بلسان العرب وأَحرى أَن يكون قوله حجراً محجوراً كلاماً واحداً لا كلامين مع إِضمار كلام لا دليل عليه وقال الفرّاء حجراً محجوراً أَي حراماً محرّماً كما تقول حَجَرَ التاجرُ على غلامه وحَجَرَ الرجل على أَهله وقرئت حُجْراً مَحْجُوراً أَي حراماً محرّماً عليهم البُشْرَى قال وأَصل الحُجْرِ في اللغة ما حَجَرْتَ عليه أَي منعته من أَن يوصل إِليه وكل ما مَنَعْتَ منه فقد حَجَرْتَ عليه وكذلك حَجْرُ الحُكَّامِ على الأَيتام مَنْعُهم وكذلك الحُجْرَةُ التي ينزلها الناس وهو ما حَوَّطُوا عليه والحَجْرُ ساكنٌ مَصْدَرُ حَجَر عليه القاضي يَحْجُر حَجْراً إِذا منعه من التصرف في ماله وفي حديث عائشة وابن الزبير لقد هَمَمْتُ أَن أَحْجُرَ عليها هو من الحَجْر المَنْعِ ومنه حَجْرُ القاضي على الصغير والسفيه إِذا منعهما من التصرف في مالها أَبو زيد في قوله وحَرْثٌ حِجْرٌ حرامٌ ويقولون حِجْراً حراماً قال والحاء في الحرفين بالضمة والكسرة لغتان وحَجْرُ الإِنسان وحِجْرُه بالفتح والكسر حِضْنُه وفي سورة النساء في حُجُوركم من نسائكم واحدها حَجْرٌ بفتح الحاء يقال حَجْرُ المرأَة وحِجْرُها حِضْنُها والجمع الحُجُورُ وفي حديث عائشة رضي الله عنها هي اليتيمة تكون في حَجْر وَلِيِّها ويجوز من حِجْرِ الثوب وهو طرفه المتقدم لأَن الإِنسان يرى ولده في حِجْرِه والوليُّ القائم بأَمر اليتيم والحجر بالفتح والكسر الثوب والحِضْنُ والمصدر بالفتح لا غير ابن سيده الحَجْرُ المنع حَجَرَ عليه يَحْجُرُ حَجْراً وحُجْراً وحِجْراً وحُجْراناً وحِجْراناً مَنَعَ منه ولا حُجْرَ عنه أَي لا دَفْعَ ولا مَنْعَ والعرب تقول عند الأَمر تنكره حُجْراً له بالضم أَي دفعاً وهو استعارة من الأَمر ومنه قول الراجز قالتْ وفيها حَيْدَةٌ وذُعْرُ عَوْذٌ بِرَبِّي مِنْكُمُ وحُجْرُ وأَنت في حِجْرَتِي أَي مَنَعَتِي قال الأَزهري يقال هم في حِجْرِ فلانٍ أَي في كَنَفِه ومَنَعَتِه ومَنْعِهِ كله واحد قاله أَبو زيد وأَنشد لحسان ابن ثابت أُولئك قَوْمٌ لو لَهُمْ قيلَ أَنْفِدُوا أَمِيرَكُمْ أَلفَيْتُموهُم أُولي حَجْرِ أَي أُولى مَنَعَةٍ والحُجْرَةُ من البيوت معروفة لمنعها المال والحَجارُ حائطها والجمع حُجْراتٌ وحُجُراتٌ وحُجَراتٌ لغات كلها والحُجْرَةُ حظيرة الإِبل ومنه حُجْرَةُ الدار تقول احْتَجَرْتُ حُجْرَةً أَي اتخذتها والجمع حُجَرٌ مثل غُرْفَةٍ وغُرَفٍ وحُجُرات بضم الجيم وفي الحديث أَنه احْتَجَر حُجَيْرَةً بِخَصَفَةٍ أَو حَصِير الحجيرة تصغير الحُجْرَةِ وهي الموضع المنفرد وفي الحديث من نام على ظَهْرِ بَيْتٍ ليس عليه حِجارٌ فقد بَرِئَتْ منه الذمة الحجار جمع حِجْرٍ بالكسر أَو من الحُجْرَةِ وهي حَظِيرَةُ الإِبل وحُجْرَةُ الدار أَي أَنه يَحْجُر الإِنسان النائم ويمنعه من الوقوع والسقوط ويروى حِجاب بالباء وهو كل مانع من السقوط ورواه الخطابي حِجًى بالياء وسنذكره ومعنى براءة الذمة منه لأَنه عَرَّض نفسه للهلاك ولم يحترز لها وفي حديث وائل بن حُجْرٍ مَزاهِرُ وعُرْمانٌ ومِحْجَرٌ مِحجر بكسر الميم قربة معروفة قال ابن الأَثير وقيل هي بالنون قال وهي حظائر حول النخل وقيل حدائق واستَحجَرَ القومُ واحْتَجَرُوا اتخذوا حُجْرة والحَجْرَةُ والحَجْرُ جميعاً للناحية الأَخيرة عن كراع وقعد حَجْرَةً وحَجْراً أَي ناحية وقوله أَنشده ثعلب سَقانا فلم نَهْجَا من الجُِوع نَقْرَةً سَماراً كإِبحط الذِّئْب سُودٌ حَواجِرُهْ قال ابن سيده لم يفسر ثعلب الحواجر قال وعندي أَنه جمع الحَجْرَةِ التي هي الناحية على غير قياس وله نظائر وحُجْرَتا العسكر جانباه من الميمنة والميسرة وقال إِذا اجْتَمَعُوا فَضَضْنَا حُجْرَتَيْهِمْ ونَجْمَعُهُمْ إِذا كانوا بَدَادِ وفي الحديث للنساء حَجْرتا الطريق أَي ناحيتاه وقول الطرماح يصف الخمر فلما فُتَّ عنها الطِّينُ فاحَتْ وصَرَّحَ أَجْوَدُ الحُجْرانِ صافي استعار الحُجْرانَ للخمر لأَنها جوهر سيال كالماء قال ابن الأَثير في الحديث حديث علي رضي الله عنه الحكم لله ودَعْ عَنْكَ نَهْباً صِيحَ في حَجَراتِهِ قال هو مثل للعرب يضرب لمن ذهب من ماله شيء ثم ذهب بعده ما هو أَجلُّ منه وهو صدر بيت لامرئ القيس فَدَعْ عنكَ نَهْباً صِيحَ في حَجَراتِه ولكِنْ حَدِيثاً ما حَدِيثُ الرَّواحِلِ أَي دع النهب الذي نهب من نواحيك وحدثني حديث الرواحل وهي الإِبل التي ذهبتَ بها ما فعَلت وفي النوادر يقال أَمسى المالُ مُحْتَجِرَةً بُطُونُهُ ونَجِرَةً ومالٌ مَتَشدِّدٌ ومُحْتَجِّرٌ ويقال احْتَجَرَ البعيرُ احْتِجاراً والمُحْتَجِرُ من المال كلُّ ما كَرِشَ ولم يَبْلُغْ نِصْفَ البِطْنَة ولم يبلغ الشِّبَع كله فإِذا بلغ نصف البطنة لم يُقَلْ فإِذا رجع بعد سوء حال وعَجَفٍ فقد اجْرَوَّشَ وناس مُجْروِّشُون والحُجُرُ ما يحيط بالظُّفر من اللحم والمَحْجِرُ الحديقة مثال المجلس والمَحاجِرُ الحدائق قال لبيد بَكَرَتْ به جُرَشِيَّةٌ مَقْطُورَةٌ تَرْوي المَحاجِرَ بازِلٌ عُلْكُومُ قال ابن بري أَراد بقوله جرشية ناقة منسوبة إِلى جُرَش وهو موضع باليمن ومقطورة مطلية بالقَطِران وعُلْكُوم ضخمة والهاء في به تعود على غَرْب تقدم ذكرها الأَزهري المِحْجَرُ المَرْعَى المنخفض قال وقيل لبعضهم أَيُّ الإِبل أَبقى على السَّنَةِ ؟ فقال ابنةُ لَبُونٍ قيل لِمَهْ ؟ قال لأَنها تَرْعى مَحْجِراً وتترك وَسَطاً قال وقال بعضهم المَحْجِرُ ههنا الناحية وحَجْرَةُ القوم ناحية دارهم ومثل العرب فلان يرعى وَسطَاً ويَرْبُضُ حَجْرَةً أَي ناحية والحَجرَةُ الناحية ومنه قول الحرث بن حلِّزَةَ عَنَناً باطلاً وظُلْماً كما تُعْ تَرُ عن حَجْرَةِ الرَّبِيضِ الظِّباءُ والجمع جَحْرٌ وحَجَراتٌ مثل جَمْرَةٍ وجَمْرٍ وجَمَراتٍ قال ابن بري هذا مثل وهو أَن يكون الرجل وسط القوم إِذا كانوا في خير وإِذا صاروا إِلى شر تركهم وربض ناحية قال ويقال إِن هذتا المَثَلَ لَعَيْلانَ بن مُضَرَ وفي حديث أَبي الدرداء رأَيت رجلاً من القوم يسير حَجْرَةً أَي ناحية منفرداً وهو بفتح الحاء وسكون الجيم ومَحْجِرُ العين ما دار بها وبدا من البُرْقُعِ من جميع العين وقيل هو ما يظهر من نِقاب المرأَة وعمامة الرجل إِذا اعْتَمَّ وقيل هو ما دار بالعين من العظم الذي في أَسفل الجفن كل ذلك بفتح الميم وكسرها وكسر الجيم وفتحها وقول الأَخطل ويُصبِحُ كالخُفَّاشِ يَدْلُكُ عَيْنَهُ فَقُبِّحَ مِنْ وَجْهٍ لَئيمٍ ومِنْ حَجْرِ فسره ابن الأَعرابي فقال أَراد محجر العين الأَزهري المَحْجِرُ العين الجوهري محجر العين ما يبدو من النقاب الأَزهري المَحْجِرُ من الوجه حيث يقع عليه النقاب قال وما بدا لك من النقاب محجر وأَنشد وكَأَنَّ مَحْجِرَها سِراجُ المُوقِدِ وحَجَّرَ القمرُ استدار بخط دقيق من غير أَن يَغْلُظ وكذلك إِذا صارت حوله دارة في الغَيْم وحَجَّرَ عينَ الدابة وحَوْلَها حَلَّقَ لداء يصيبها والتحجير أَن يَسِم حول عين البعير بِميسَمٍ مستدير الأَزهري والحاجِرُ من مسايل المياه ومنابت العُشْب ما استدار به سَنَدٌ أَو نهر مرتفع والجمع حُجْرانٌ مثل حائر وحُوران وشابٍّ وشُبَّانٍ قال رؤبة حتى إِذا ما هاجَ حُجْرانُ الدَّرَقْ قال الأَزهري ومن هذا قيل لهذا المنزل الذي في طريق مكة حاجز ابن سيده الحاجر ما يمسك الماء من شَفَة الوادي ويحيط به الجوهري الحاجر والحاجور ما يمسك الماء من شفة الوادي وهو فاعول من الحَجْرِ وهو المنع ابن سيده قال أَبو حنيفة الحاجِرُ كَرْمٌ مِئْنَاثٌ وهو مُطْمئنٌّ له حروف مُشْرِفَة تحبس عليه الماءَ وبذلك سمي حاجراً والجمع حُجْرانٌ والحاجِرُ مَنْبِتُ الرِّمْتِ ومُجْتَمَعُه ومُسْتَدارُه والحاجِرُ أَيضاً الجَِدْرُ الذي يُمسك الماء بين الديار لاستدارته أَيضاً وقول الشاعر وجارة البيت لها حُجْرِيُّ فمعناه لها خاصة وفي حديث سعد بن معاذ لما تحَجَّرَ جُرْحُه للبُرْءِ انْفَجَر أَي اجتمع والتأَم وقرب بعضه من بعض والحِجْرُ بالكسر العقل واللب لإِمساكه وضعه وإِحاطته بالتمييز وهو مشتق من القبيلين وفي التنزيل هل في ذلك قَسَمٌ لذي حِجر فأَما قول ذي الرمة فَأَخْفَيْتُ ما بِي مِنْ صَدِيقي وإِنَّهُ لَذو نَسَب دانٍ إِليَّ وذو حِجْرِ فقد قيل الحِجْرُ ههنا العقل وقيل القرابة والحِجْرُ الفَرَسُ الأُنثى لم يدخلوا فيه الهاء لأَنه اسم لا يشركها فيه المذكر والجمع أَحْجارٌ وحُجُورَةٌ وحُجُورٌ وأَحْجارُ الخيل ما يتخذ منها للنسل لا يفرد لها واحد قال الأَزهري بلى يقال هذه حِجْرٌ من أَحْجار خَيْلي يريد بالجِحْرِ الفرسَ الأُنثى خاصة جعلوها كالمحرَّمة الرحِمِ إِلاَّ على حِصانٍ كريم قال وقال أَعرابي من بني مُضَرَّسٍ وأَشار إِلى فرس له أُنثى فقال هذه الحِجْرُ من جياد خيلنا وحِجْرُ الإِنسان وحَجْرُه ما بين يديه من ثوبه وحِجْرُ الرجل والمرأَة وحَجْرُهما متاعهما والفتح أَعلى ونَشَأَ فلان في حَجْرِ فلان وحِجْرِه أَي حفظه وسِتْرِه والحِجْرُ حِجْرُ الكعبة قال الأَزهري الحِجْرُ حَطِيمُ مكة كأَنه حُجْرَةٌ مما يلي المَثْعَبَ من البيت قال الجوهري الحِجْرُ حِجْرُ الكعبة وهو ما حواه الحطيم المدار بالبيت جانبَ الشَّمالِ وكُلُّ ما حْجَرْتَهُ من حائطٍ فهو حِجْرٌ وفي الحديث ذِكْرُ الحِجْرِ في غير موضع قال ابن الأَثير هو اسم الحائط المستدير إِلى جانب الكعبة الغربي والحِجْرُ ديار ثمود ناحية الشام عند وادي القُرَى وهم قوم صالح النبي صلى الله عليه وسلم وجاء ذكره في الحديث كثيراً وفي التنزيل ولقد كَذَّبَ أَصحاب الحِجْرِ المرسلين والحِجْرُ أَيضاً موضعٌ سوى ذلك وحَجْرٌ قَصَبَةُ اليمامَةِ مفتوح الحاء مذكر مصروف ومنهم من يؤنث ولا يصرف كامرأَة اسمها سهل وقيل هي سُوقُها وفي الصحاح والحَجْرُ قَصَبَةُ اليمامة بالتعريف وفي الحديث إِذا نشأَت حَجْرِيَّةً ثم تَشاءَمَتْ فتلك عَيْنٌ غُدَيْقَةٌ حجرية بفتح الحاء وسكون الجيم قال ابن الأَثير يجوز أَن تكون منسوبة إِلى الحَجْرِ قصبة اليمامة أَو إِلى حَجْرَةِ القوم وهي ناحيتهم والجمع حَجْرٌ كَجَمْرَةٍ وجَمْرٍ وإِن كانت بكسر الحاء فهي منسوبة إِلى أَرض ثمود الحِجْرِ وقول الراعي ووصف صائداً تَوَخَّى حيثُ قال القَلْبُ منه بِحَجْرِيٍّ تَرى فيه اضْطِمارَا إِنما عنى نصلاً منسوباً إِلى حَجْرٍ قال أَبو حنيفة وحدائدُ حَجْرٍ مُقدَّمة في الجَوْدَة وقال رؤبة حتى إِذا تَوَقَّدَتْ من الزَّرَقْ حَجْرِيَّةٌ كالجَمْرِ من سَنِّ الدَّلَقْ وأَما قول زهير لِمَنِ الدّيارُ بِقُنَّة الحَجْرِ فإِن أَبا عمرو لم يعرفه في الأَمكنة ولا يجوز أَن يكون قصبة اليمامة ولا سُوقها لأَنها حينئذٍ معرفة إِلاَّ أَن تكون الأَلف واللام زائدتين كما ذهب إِليه أَبو علي في قوله ولَقَد جَنَيْتُكَ أَكْمُؤاً وعَسَاقِلاً واَقَدْ نَهِيْتُكَ عن بناتِ الأَوْبَرِ وإِنما هي بنات أَوبر وكما روي أَحمد بن يحيى من قوله يا ليتَ أُمَّ العَمْرِ كانتْ صاحِبي وقول الشاعر اعْتَدْتُ للأَبْلَجِ ذي التَّمايُلِ حَجْرِيَّةً خِيَضَتْ بِسُمٍّ ماثِلِ يعني قوساً أَو نَبْلاً منسوبة إِلى حَجْرٍ هذه والحَجَرانِ الذهب والفضة ويقال للرجل إِذا كثر ماله وعدده قد انتشرت حَجْرَتُه وقد ارْتَعَجَ مالهُ وارْتَعَجَ عَدَدُه والحاجِرُ منزل من منازل الحاج في البادية والحَجُّورة لعبة يلعب بها الصبيان يخطُّون خطّاً مستديراً ويقف فيه صبي وهنالك الصبيان معه والمَحْجَرُ بالفتح ما حول القرية ومنه محاجِرُ أَقيال اليمن وهي الأَحْماءُ كان لكل واحد منهم حِمَّى لا يرعاه غيره الأَزهري مَحْجَرُ القَيْلِ من أَقيال اليمن حَوْزَتُه وناحيته التي لا يدخل عليه فيها غيره وفي الحديث أَنه كان له حصير يبسطه بالنهار ويَحْجُره بالليل وفي رواية يَحْتَجِرُهُ أَي يجعله لنفسه دون غيره قال ابن الأَثير يقال حَجَرْتُ الأَرضَ واحْتَجَرْتُها إِذا ضربت عليها مناراً تمنعها به عن غيرك ومُحَجَّرٌ بالتشديد اسم موضع بعينه والأَصمعي يقوله بكسر الجيم وغيره يفتح قال ابن بري لم يذكر الجوهري شاهداً على هذا المكان قال وفي الحاشية بيت شاهد عليه لطفيل الغَنَوِيِّ فَذُوقُوا كما ذُقْنا غَداةَ مُحَجَّرٍ من الغَيْظِ في أَكْبادِنا والتَّحَوُّبِ وحكى ابن بري هنا حكاية لطيفة عن ابن خالويه قال حدثني أَبو عمرو الزاهد عن ثعلب عن عُمَرَ بنِ شَبَّةَ قال قال الجارود وهو القارئ ( وما يخدعون إِلاَّ أَنفسهم ) غسلت ابناً للحجاج ثم انصرفت إِلى شيخ كان الحجاج قتل ابنه فقلت له مات ابن الحجاج فلو رأَيت جزعه عليه فقال فذوقوا كما ذقنا غداة محجَّر البيت وحَجَّارٌ بالتشديد اسم رجل من بكر بن وائل ابن سيده وقد سَمَّوْا حُجْراً وحَجْراً وحَجَّاراً وحَجَراً وحُجَيْراً الجوهري حَجَرٌ اسم رجل ومنه أَوْسُ بْنُ حَجَرٍ الشاعر وحُجْرٌ اسم رجل وهو حُجْرٌ الكِنْديُّ الذي يقال له آكل المُرَارِ وحُجْرُ بْنُ عَدِيٍّ الذي يقال له الأَدْبَرُ ويجوز حُجُرٌ مثل عُسْر وعُسُر قال حسان بن ثابت مَنْ يَغُرُّ الدَّهْرُ أَو يأْمَنُهُ مِنْ قَتيلٍ بَعْدَ عَمْرٍ وحُجُرْ ؟ يعني حُجُرَ بن النعمان بن الحرث بن أَبي شمر الغَسَّاني والأَحجار بطون من بني تميم قال ابن سيده سموا بذلك لأَن أَسماءهم جَنْدَلٌ وجَرْوَلٌ وصَخْر وإِياهم عنى الشاعر بقوله وكُلّ أُنثى حَمَلَتْ أَحْجارا يعني أُمه وقيل هي المنجنيق وحَجُورٌ موضع معروف من بلاد بني سعد قال الفرزدق لو كنتَ تَدْري ما بِرمْلِ مُقَيِّدٍ فَقُرى عُمانَ إِلى ذَوات حَجُورِ ؟ وفي الحديث أَنه كان يلقى جبريل عليهما السلام بأَحجار المِرَاءِ قال مجاهد هي قُبَاءٌ وفي حديث الفتن عند أَحجار الزَّيْتِ هو موضع بالمدينة وفي الحديث في صفة الدجال مطموس العين ليست بناتئة ولا حُجْراءَ قال ابن الأَثير قال الهروي إِن كانت هذه اللفظة محفوظة فمعناها ليست بصُلْبَة مُتَحَجِّرَةٍ قال وقد رويت جَحْراءَ بتقديم الجيم وهو مذكور في موضعه والحَنْجَرَةُ والحُنْجُور الحُلْقُوم بزيادة النون

( حدر ) الأَزهري الحَدْرُ من كل شيء تَحْدُرُه من عُلْوٍ إِلى سُفْلٍ والمطاوعة منه الانْحدارُ والحَدُورُ اسم مقدار الماء في انحدار صَببَهِ وكذلك الحَدُورُ في سفح جبل وكلّ موضع مُنْحَدِرٍ ويقال وقعنا في حَدُورٍ مُنْكَرَة وهي الهَبُوطُ قال الأَزهري ويقال له الحَدْراءُ بوزن الصَّفْراء والحَدُورُ والهَبُوط وهو المكان ينحدر منه والحُدُورُ بالضم فعلك ابن سيده حَدَرَ الشيءَ يَحْدِرُه ويَحْدُرُه حَدْراً وحُدُوراً فانَحَدَرَ حَطَّهُ من عُلْوٍ إِلى سُفْلٍ الأَزهري وكل شيء أَرسلته إِلى أَسفل فقد حَدَرْتَه حَدْراً وحُدُوراً قال ولم أَسمعه بالأَلف أَحْدَرْتُ قال ومنه سميت القراءة السريعة الحَدْرَ لأَن صاحبها يَحْدُرُها حَدْراً والحَدَرُ مثل الصَّبَبِ وهو ما انحدر من الأَرض يقال كأَنما يَنْحَطُّ في حَدَر والانْحِدارُ الانهِباط والموضع مُنْحَدَرٌ والحَدْرُ الإِسراع في القراءة قال وأَما الحَدُورُ فهو الموضع المُنْحَدِرُ وهذا مُنْحَدَرٌ من الجبل ومُنْحَدُرٌ أَتبعوا الضمة كما قالوا أُنْبِيك وأُنْبُوك وروى بعضهم مُنْحَدَرٌ وحادُورُهُما وأُحْدُورُهُما كَحَدُورِهِما وحَدَرْتُ السفينة أَرسلتها إِلى أَسفل ولا يقال أَحْدَرْتُها وحَدَرَ السفينة في الماء والمتاع يَحْدُرُهما حَدْراً وكذلك حَدَرَ القرآن والقراءة الجوهري وحَدَرَ في قراءته في أَذانه حَدْراً أَي أَسرع وفي حديث الأَذان إِذا أَذَّنتَ فَتَرَسَّلْ وإِذا أَقمتَ فاحْدُرْ أَي أَسرع وهو من الحُدُور ضدّ الصُّعُود يتعدى ولا يتعدى وحَدَرَ الدمعَ يَحْدُرُه حَدْراً وحُدُوراً وحَدَّرَهُ فانْحَدَرَ وتَحَدَّرَ أَي تَنَزَّلَ وفي حديث الاستسقاء رأَست المطر يَتَحادَرُ على لحيته أَي ينزل ويقطر وهو يَتَفاعَلُ من الحُدُور قال اللحياني حَدَرَتِ العَيْنُ بالدمع تَحْدُرُ وتَحْدِرُ حَدْراً والاسم من كل ذلك الحُدُورَةُ والحَدُورَةُ والحادُورَةُ وحَدَرَ اللِّثَامَ عن حنكه أَماله وحَدَرَ الدواءُ بطنه يَحْدُرُه حَدْراً مَشَّاه واسم الدواء الحادُورُ الأَزهري الليث الحادِرُ الممتلئ لحماً وشَحْماً مع تَرَارَةٍ والفعل حَدُرَ حَدارَة والحادِرُ والحادِرَةُ الغلام الممتلئ الشباب الجوهري والحادِرُ من الرجال المجتمع الخَلْق عن الأَصمعي تقول منه حَدُرَ بالضم يَحْدُرُ حَدْراً ابن سيده وغلام حادِرٌ جَمِيل صَبيحٌ والحادرُ السمين الغليظ والجمع حَدَرَةٌ وقد حَدَرَ يَحْدُرُ وحَدُرَ وفَتًى حادِرٌ أَي غليظ مجتمع وقد حَدَرَ يَحْدُرُ حَدارَةً والحادِرَةُ الغليظة وفي ترجمة رنب قال أَبو كاهل اليشكري يصف ناقته ويشبهها بالعقاب كأَنَّ رِجْلِي على شَعْواءَ حادِرَةٍ ظَمْياءَ قد بُلَّ مِنْ طَلٍّ خَوافيها وفي حديث أُم عطية وُلِدَ لنا غلام أَحدَرُ شَيء أَي أَسمن شيء وأَغلظ ومنه حديث ابن عمر كان عبدالله بن الحرث بن نوفل غلاماً حادِراً ومنه حديث أَبْرَهَةَ صاحب الفيل كان رجلاً قصيراً حادِراً دَحْداحاً ورُمْحٌ حادِرٌ غليظ والحَوادِرُ من كُعُوب الرماح الغلاظ المستديرة وجَبَلٌ حادِرٌ مرتفع وحَيٌّ جادِرٌ مجتمع وعَدَدٌ حادِرٌ كثير وحَبْلٌ حادِرٌ شديد الفتل قال فما رَوِيَتْ حتى اسْتبانَ سُقاتُها قُطُوعاً لمَحْبُوكٍ مِنَ اللِّيفِ حادِرِ وحَدُر الوَتَرُ حُدُورَةً غَلُظَ واشتدّ وقال أَبو حنيفة إِذا كان الوتر قوياً ممتلئاً قيل وَتَرٌ حادِرٌ وأَنشد أُحِبُّ الصَّبِيَّ السَّوْءَ مِنْ أَجْلِ أُمِّه وأُبْغِضُهُ مِنْ بُغُضِها وَهْوَ حادِرُ وقد حَدُرَ حُدُورَةً وناقة حادِرَةُ العينين إِذا امتلأَتا نِقْياً واستوتا وحسنتا قال الأَعشى وعَسِيرٌ أَدْناءُ حادِرَةُ العَيْ نِ خَنُوفٌ عَيْرانَةٌ شِمْلالُ وكلُّ رَيَّانَ حَسَنِ الخَلْقِ حادِرٌ وعَيْنٌ حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ عظيمة وقيل حادَّةُ النظر وقيل حَدْرَةٌ واسعة وبَدْرَة يُبادِرُ نظرُها نَظَرَ الخيل عن ابن الأَعرابي وعَيْن حَدْراءُ حَسَنَةٌ وقد حَدَرَتْ الأَزهري الأَصمعي أَما قولهم عين حَدْرَة فمعناه مكتنزة صُلْبَة وبَدْرَةٌ بالنظر قال امرؤ القيس وعينٌ لها حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ شُقَّتْ مَآقيهما مِنْ أُخُرْ الأَزْهَرِيُّ الحَدْرَةُ العين الواسعة الجاحظة والحَدْرَةُ جِرْمُ قَرْحَةٍ تخرج بِجَفْنِ العين وقيل بباطن جفن العين فَتَرِمُ وتَغْلُظُ وقد حَدَرَتْ عينه حَدْراً وحَدَرَ جلده عن الضرب يَحْدِرُ ويَحْدُرُ حَدْراً وحُدوراً غلظ وانتفخ وَوَرِمَ قال عمر بن أَبي ربيعة لو دَبَّ ذَرٌّ فَوْقَ ضَاحِي جِلْدِها لأَبانَ مِنْ آثارِهِنَّ حُدُورَا يعني الوَرَمَ وأَحْدَرَه الضربُ وحَدَرَهُ يَحْدُرُهُ وفي حديث ابن عمر أَنه ضرب رجلاً ثلاثين سوطاً كلها يَبْضَعُ ويَحْدُرُ يعني السياط المعنى أَن السياط بَضَعَتْ جلده وأَورمته قال الأَصمعي يَبْضَعُ يعني يشق الجلد ويَحْدُرُ يعني يُوَرِّمُ ولا يَشُقُّ قال واختلف في إِعرابه فقال بعضهم يُحْدر إِحداراً من أَحدرت وقال بعضهم يَحْدُرُ حُدُوراً من حَدَرْتُ قال الأَزهري وأَظنهما لغتين إِذا جعلت الفعل للضرب فأَما إِذا كان الفعل للجلد أَنه الذي يَرِمُ فإِنهم يقولون قد حَدَرَ جِلْدُه يَحْدُرُ حُدُوراً لا اختلاف فيه أَعلمه الجوهري انْحَدَر جلده تورم وحَدَرَ جِلْدَه حَدْراً وأَحْدَرَ ضَرَبَ والحَدْرُ الشَّق والحَدْرُ الوَرَمُ
( * قوله « والحدر الشق والحدر والورم » يشير بذلك إِلى أَنه يتعدى ولا يتعدى وبه صرح الجوهري ) بلا شق يقال حَدَرَ جِلْدُه وحَدَّرَ زيد جِلْدَهُ والحَدْرُ النَّشْزُ الغليظ من الأَرض وحَدَرَ الثوبَ يَحْدُرُه حَدْراً وأَحْدَرَهُ يُحْدِرُه إِحداراً فتل أَطراف هُدْبِه وكَفَّهُ كما يفعل بأَطراف الأَكسية والحَدْرَةُ الفَتْلَةُ من فِتَل الأَكْسِيَةِ وحَدَرَتْهُم السِّنَةُ تَحْدُرُهُمْ جاءت بهم إِلى الحَضَرِ قال الحطيئة جاءَتْ به من بلادِ الطُّورِ تَحْدُرُهُ حَصَّاءُ لم تَتَّرِكْ دون العَصا شَذَبا الأَزهري حَدَرَتْهُمُ السَّنَةُ تَحْدُرُهُمْ حَدْراً إِذا حطتهم وجاءت بهم حُدُوراً والحُدْرَةُ من الإِبل ما بين العشرة إِلى الأَربعين فإِذا بلغت الستين فهي الصِّدْعَةُ والحُدْرَةُ من الإِبل بالضم نحو الصِّرْمَة ومالٌ حَوادِرُ مكتنزة ضخامٌ وعليم حُدْرَة من غَنَمٍ وحَدْرَة أَي قطعه عن اللحياني وحَيْدارُ الحصى ما استدار منه وحَيْدَرَةُ الأَسَدُ قال الأَزهري قال أَبو العباس أَحمد بن يحيى لم تختلف الرواة في أَن الأَبيات لعلي ابن أَبي طالب رضوان الله عليه أَنا الذي سَمَّتْني أُمِّي الحَيْدَرَه كَلَيْتِ غاباتٍ غَليظِ القَصَرَهْ أَكلِيلُكُم بالسيفِ كَيْلَ السَّنْدَرَهْ وقال السندرة الجرأَة ورجل سِنَدْرٌ على فِعَنْلٍ إِذا كان جريئاً والحَيْدَرَةُ الأَسد قال والسَّنْدَرَةُ مكيال كبير وقال ابن الأَعرابي الحَيْدَرَة في الأُسْدِ مثل المَلِكِ في الناس قال أَبو العباس يعني لغلظ عنقه وقوّة ساعديه ومنه غلام حادر إِذا كان ممتلئ البدن شديد البطش قال والياء والهاء زائدتان زاد ابن بري في الرجز قبلَ أَكيلكم بالسيف كيل السندره أَضرب بالسيف رقاب الكفره وقال أَراد بقوله « أَنا الذي سمتني أُمي الحيدره » أَنا الذي سمتني أُمي أَسداً فلم يمكنه ذكر الأَسد لأَجل القافية فعبر بحيدرة لأَن أُمه لم تسمه حيدرة وإِنما سمته أَسداً باسم أَبيها لأَنها فاطمة بنت أَسد وكان أَبو طالب غائباً حين ولدته وسمته أَسداً فلما قدم كره أَسداً وسماه عليّاً فلما رجز عليّ هذا الرجز يوم خيبر سمى نفسه بما سمته به أُمه قلت وهذا العذر من ابن بري لا يتم له إِلاَّ إِن كان الرجز أَكثر من هذه الأَبيات ولم يكن أَيضاً ابتدأَ بقوله « أَنا الذي سمتني أُمي الحيدرة » وإِلاَّ فإِذا كان هذا البيت ابتداء الرجز وكان كثيراً أَو قليلاً كان رضي الله عنه مخيراً في إِطلاق القوافي على أَي حرف شاء مما يستقيم الوزن له به كقوله « أَنا الذي سمتني أُمي الأَسدا » أَو أَسداً وله في هذه القافية مجال واسع فنطقه بهذا الاسم على هذه القافية من غير قافية تقدمت يجب اتباعها ولا ضرورة صرفته إِليه مما يدل على أَنه سمي حيدرة وقد قال ابن الأَثير وقيل بل سمته أُمه حيدرة والقَصَرَة أَصل العنق قال وذكر أَبو عمرو المطرز أَن السندرة اسم امرأَة وقال ابن قتيبة في تفسير الحديث السندرة شجرة يعمل منها القِسِيُّ والنَّبْلُ فيحتمل أَن تكون السندرة مكيالاً يتخذ من هذه الشجرة كما سمي القوس نَبْعَةً باسم الشجرة ويحتمل أَن تكون السندرة امرأَة كانت تكيل كيلاً وافياً وحَيْدَرٌ وحَيْدَرَةُ اسمان والحُوَيْدُرَة اسم شاعر وربما قالوا الحادرة والحادُورُ القُرْطُ في الأُذن وجمعه حَوادِير قال أَبو النجم العجلي يصف امرأَة خِدَبَّةُ الخَلْقِ على تَخْصِيرها بائِنَةُ المَنْكِبِ مِنْ حادُورِها أَراد أَنها ليست بِوَقْصاء أَي بعيدة المنكب من القُرْط لطول عنقها ولو كانت وقصاء لكانت قريبة المنكب منه وخِدَبَّةُ الخلق على تحصيرها أَي عظيمة العجز على دقة خصرها يَزِينُها أَزْهَرُ في سُفُورِها فَضَّلَها الخالِقُ في تَصْوِيرِها الأَزهر الوجه ورَغِيفٌ حادِرٌ أَي تامٌّ وقيل هو الغليظ الحروف وأَنشد كَأَنَّكِ حادِرَةُ المَنْكِبَيْ نِ رَصْعاءُ تَسْتَنُّ في حائِرِ يعني ضفدعة ممتلئة المنكبين الأَزهري وروي عبدالله بن مسعود أَنه قرأَ قول الله عز وجل وإِنا لجميع حاذرون بالدال وقال مُؤْدُونَ في الكُراعِ والسِّلاح قال الأَزهري والقراءة بالذال لا غير والدال شاذة لا تجوز عندي القراءة بها وقرأَ عاصم وسائر القراء بالذال ورجل حَدْرَدٌ مستعجل والحَيْدارُ من الحصى ما صَلُبَ واكتنز ومنه قول تميم بن أَبي مقبل يَرْمِي النِّجادَ بِحَيْدارِ الحَصى قُمَزاً في مِشْيَةٍ سُرُحٍ خَلْطٍ أَفانِينَا وقال أَبو زيد رماه الله بالحَيْدَرَةِ أَي بالهَلَكَةِ وحَيٌّ ذو حَدُورَةٍ أَي ذو اجتماع وكثرة وروى الأَزهري عن المُؤَرِّج يقال حَدَرُوا حوله ويَحْدُرُون به إِذا أَطافوا به قال الأَخطل ونَفْسُ المَرْءِ تَرْصُدُها المَنَايا وتَحْدُرُ حَوْلَه حتى يُصارَا الأَزهري قال الليث امرأَة حَدْراءُ ورجل أَحدر قال الفرزدق عَزَفْتَ بأَعْشاشٍ وما كِدْتَ تَعْزِفُ وأَنْكَرْتَ من حَدْراءَ ما كنتَ تَعْرِفُ قال وقال بعضهم الحدراء في نعت الفرس في حسنها خاصة وفي الحديث أَن أُبيّ بن خلف كان على بعير له وهو يقول يا حَدْرَاها يريد هل رأَى أَحد مثل هذا ؟ قال ويجوز أَن يريد يا حَدْراءَ الإِبل فقصر وهي تأْنيث الأَحدر وهو الممتلئ الفخذ والعجز الدقيق الأَعلى وأَراد بالبعير ههنا الناقة وهو يقع على الذكر والأُنثى كالإِنسان وتَحَدُّرُ الشيء إِقبالهُ وقد تَحَدَّرَ تَحَدُّراً قال الجعدي فلما ارْعَوَتْ في السَّيْرِ قَضَّيْنَ سَيْرَها تَحَدُّرَ أَحْوَى يَرْكَبُ الدّرَّ مُظْلِم الأَحوى الليل وتحدّره إِقباله وارعوت أَي كفت وفي ترجمة قلع الانحدار والتقلع قريب بعضه من بعض أَرد أَنه كان يستعمل التثبيت ولا يبين منه في هذه الحال استعجال ومبادرة شديدة وحَدْراءُ اسم امرأَة

( حدبر ) الحِدْبارُ العَجْفاءُ الظَّهْرِ ودابة حِدْبِيرٌ بَدَتْ حراقِيفُه ويَبِسَ من الهزال وناقة حِدْبارٌ وحِدْبيرٌ وجمعها حَدابِيرُ إِذا انحنى ظهرها من الهزال ودَبِرَ الجوهري الحِدْبار من النوق الضامرة التي قد يبس لحمها من الهزال وبدت حراقفها وفي حديث علي عليه السلام في الاستسقاء اللهم إِنا خرجنا إِليك حين اعْتَكَرَتْ علينا حَدابِيرُ السِّنِين الحدابِيرُ جمعُ حِدْبار وهي الناقة التي بدا عظم ظهرها ونَشَزَتْ حراقيفها من الهزال فشبه بها السنين التي كثر فيها الجدب والقحط ومنه حديث ابن الأَشعث أَنه كتب إِلى الحجاج سأَحملك على صَعْبٍ حِدْباءَ يَنِجُّ ظهرها ضرب ذلك مثلاً للأَمر الصعب والخُطَّةِ الشديدة

( حذر ) الحِذْرُ والحَذَرُ الخيفة حَذِرَهُ يَحْذَرُهُ حَذَراً واحْتَذَرَهُ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي وأَنشد قلتُ لقومٍ خَرجُوا هَذالِيلْ احْتَذِرُوا لا يَلْقَكُمْ طَمالِيلْ ورجلُ حَذِرٌ وحَذُرٌ
( * قوله « وحذر » بفتح الحاء وضم الذال كما هو مضبوط بالأَصل وجرى عليه شارح القاموس خلافاً لما في نسخ القاموس من ضبطه بالشكل بسكون الذال ) وحاذُورَةٌ وحِذْرِيانٌ متيقظ شديد الحَذَرِ والفَزَعِ متحرّز وحاذِرٌ متأَهب مُعِدٌّ كأَنه يَحْذَرُ أَن يفاجَأَ والجمع حَذِرُونَ وحَذارَى الجوهري الحَذَرُ والحِذْرُ التحرّز وأَنشد سيبويه في تعدِّيه حَذِرٌ أُمُوراً لا تُخافُ وآمِنٌ ما ليسَ مُنْجِيهِ من الأَقدْارِ وهذا نادر لأَن النعت إِذا جاء على فَعِلٍ لا يتعدى إِلى مفعول والتحذير التخويف والحذارُ المُحاذَرَةُ وقولهم إِنه لابْنُ أَحْذارٍ أَي لابْنُ حَزْمٍ وحَذَرٍ والمَحْذُورَةُ الفزع بعينه وفي التنزيل العزيز وإِنا لجميعٌ حاذِرُونَ وقرئ حَذِرُونَ وحَذُرونَ أَيضاً بضم الذال حكاه الأَخفش ومعنى حاذرون متأَهبون ومعنى حذرون خائفون وقيل معنى حذرون مُعِدُّونَ الأَزهري الحَذَرُ مصدر قولك حَذِرْتُ أَحْذَرُ حَذَراً فَأَنا حاذِرٌ وحَذِرٌ قال ومن قرأَ وإِنا لجميع حاذرون أَي مستعدون ومن قرأَ حذرون فمعناه إِنا نخاف شرهم وقال الفرّاء في قوله حاذرون روي عن ابن مسعود أَنه قال مُؤْدُونَ ذَوُو أَداةٍ من السلاح قال وكأَنَّ الحاذِرَ الذي يَحْذَرُكَ الآن وكَأَنَّ الحَذِرَ المَخْلُوقُ حَذِراً لا تلقاه إِلاَّ حَذِراً وقال الزجاج الحاذِرُ المستعدُّ والحَذِرُ المتيقظ وقال شمر الحاذِرُ المُؤْدِي الشَّاكُّ في السلاح وأَنشد وبِزَّةٍ مِن فَوْقِ كُمَّيْ حاذِرِ ونَثْرَةٍ سَلَبْتُها عن عامِرِ وحَرْبَةٍ مِثْلِ قُدَامَى الطَّائِرِ ورجل حِذْرِيانٌ إِذا كان حَذِراً على فِعْليانٍ وقوله تعالى ويُحَذِّرُكم الله نفسه أَي يحذركم إِياه أَبو زيد في العين الحَذَرُ وهو ثِقَلٌ فيها من قَذىً يصيبها والحَذَلُ باللام طول البكاء وأَن لا تجف عين الإِنسان وقد حَذَّرَهُ الأَمَر وأَنا حَذُيرُكَ منه مُحَذِّرك منه أُحَذِّرُكَهُ قال الأَصمعي لم أَسمع هذا الحرف لغير الليث وكأَنه جاء به على لفظ نَذِيرُكَ وعَذِيرُكَ وتقول حَذَارِ يا فلان أَي احْذرْ وأَنشد لأَبي النجم حَذارِ مِنْ أَرْماحِنا حَذارِ أَوْ تَجْعَلُوا دُونَكُمُ وَبارِ وتقول سُمِعَتْ حَذارِ في عسكرهم ودُعِيَتْ نَزال بينهم والمَحْذُورَةُ كالحَذَرِ مصدر كالمَصْدُوقَةِ والمَلْزُومَة وقيل هي الحرب ويقال حَذارِ مثل قَطامِ لأَأَي احْذرْ وقد جاء في الشعر حَذار وأَنشد اللحياني حَذارِ حَذارٍ مِنْ فَوارِسِ دارِمٍ أَبا خالِدٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَتَنَدَّما فنوّن الأَخيرة ولم يكن ينبغي له ذلك غير أَن الشاعر أَراد أَن يتم به الجزء وقالوا حَذارَيْكَ جعلوه بدلاً من اللفظ بالفعل ومعنى التثنية أَنه يريد ليكن منك حَذَرٌ بعد حَذَرٍ ومن أَسماء الفعل قولهم حَذَرَكَ زَيْداً وحَذارَكَ زيداً إِذا كنت تُحَذِّرُه منه وحكى اللحياني حَذارِك بكسر الراء وحُذُرَّى صيغة مبنية من الحَذَرِ وهي اسم حكاها سيبويه وأَبو حَذَرٍ كُنْيَةُ الحِرْباء والحِذْرِيَةُ والحِذْرِياءُ الأَرضُ الخَشِنَةُ ويقال لها حَذارِ اسم معرفة النضر الحِذْرِيَةُ الأَرض الغليظة من القُفِّ الخَشِنَةُ والجمع الحَذارَى وقال أَبو الخَيْرَةِ أَعلى الجبل إِذا كان صُلْباً غليظاً مستوياً فهو حِذْرِيةٌ والحِذْرِيَةُ على فِعْليَةٍ قطعة من الأَرض غليظة والجمع الحَذارَى وتسمى إِحدى حَرَّتَيْ بني سُلَيْمٍ الحِذْرِيَةَ واحْذَأَرَّ الرجلُ غَضِبَ فاحرْ نَفْشَ وتَقَبَّضَ والإِحْذارُ الإِنذار والحُذارِياتُ المنذورون ونَفَشَ الديكُ حِذْرِيَتَهُ أَي عِفْرِيَتَهُ وقد سمَّتْ مَحْذُوراً وحُذَيْراً وأَبو مَحْذُورَةَ مؤَذن النبي صلى الله عليه وسلم وهو أَوْسُ بن مِعْيَرٍ أَحد بني جُمَحٍ وابنُ حُِذارٍ حَكَمُ بن أَسَدٍ وهو أَحد بني سعد بن ثعلبة بن ذودان يقول فيه الأَعشى وإِذا طَلَبْتَ المَجْدَ أَيْنَ مَحَلُّهُ فاعْمِدْ لبيتِ رَبيعَةَ بنِ حُذارِ قال الأَزهري وحُِذارُ اسم إِبي ربيعة بن حُذارٍ قاضي العرب في الجاهلية وهو من بني أَسد بن خزيمة

( حذفر ) حَذافِيرُ الشيء أَعالِيهِ ونواحِيه الفراء حُذْفُورٌ وحِذْفارٌ أَبو العباس الحِذْفارُ جَنَبَةُ الشيء وقد بلغ الماء حِذْفارَها جانبها الحَذافِيرُ الأَعالي واحدها حُذْفُورٌ وحِذْفارٌ وحِذْفارُ الأَرض ناحيتها عن أَبي العباس من تذكرة أَبي علي وأَخَذَهُ بِحَذافِيرِه أَي بجميعه ويقال أَعطاه الدنيا بِحَذافِيرها أَي بأَسْرِها وفي الحديث فكأَنما حِيزَتْ له الدنيا بحذافيرها هي الجوانب وقيل الأَعالي أَي فكأَنما أُعطي الدنيا بحذافيرها أَي بأَسرها وفي حديث المبعث فإِذا نحن بالحَيِّ قد جاؤوا بحذافيرهم أَي جميعهم ويقال أَخَذَ الشيءَ بِجُزْمُورِه وجَزامِيرِه وحُذْفُورِه وحَذافِيرهِ أَي بجميعه وجوانبه وقال في موضع آخر إِذا لم يترك منه شيئاً وفي النوادر يقال جَزْمَرْتُ العِدْلَ والعَيْبَةَ والثيابَ والقِرْبَةَ وحَذْفَرْتُ وحَزْفَرْتُ بمعنى واحد كلها بمعنى ملأْت والحُذْفُورُ الجمع الكثير والحَذافِيرُ الأَشْرافُ وقيل هم المتهيئون للحرب

( حرر ) الحَرُّ ضِدُّ البَرْدِ والجمع حُرُورٌ وأَحارِرُ على غير قياس من وجهين أَحدهما بناؤه والآخر إِظهار تضعيفه قال ابن دريد لا أَعرف ما صحته والحارُّ نقيض البارد والحَرارَةُ ضِدُّ البُرُودَةِ أَبو عبيدة السَّمُومُ الريح الحارة بالنهار وقد تكون بالليل والحَرُورُ الريح الحارَّة بالليل وقد تكون بالنهار قال العجاج ونَسَجَتْ لَوافِحُ الحَرُورِ سَبائِباً كَسَرَقِ الحَريرِ الجوهري الحَرُورُ الريح الحارَّة وهي بالليل كالسَّمُوم بالنهار وأَنشد ابن سيده لجرير ظَلِلْنا بِمُسْتَنِّ الحَرُورِ كأَنَّنا لَدَى فَرَسٍ مْسْتَقْبِلِ الرِّيحِ صائم مستن الحرور مشتدّ حرها أَي الموضع الذي اشتدّ فيه يقول نزلنا هنالك فبنينا خِباءً عالياً ترفعه الريح من جوانبه فكأَنه فرس صائم أَي واقف يذب عن نفسه الذباب والبعوض بسَبِيبِ ذَنَبِهِ شبه رَفْرَفَ الفُسْطاطِ عند تحركه لهبوب الريح بسَبِيبِ هذا الفرس والحَرُورُ حر الشمس وقيل الحَرُورُ استيقاد الحرّ ولَفْحُه وهو يكون بالنهار والليل والسَّمُوم لا يكون إِلا بالنهار وفي التنزيل ولا الظِّلُّ ولا الحَرُورُ قال ثعلب الظل ههنا الجنة والحرور النار قال ابن سيده والذي عندي أَن الظل هو الظل بعينه والحرور الحرّ بعينه وقال الزجاج معناه لا يستوي أَصحاب الحق الذين هم في ظل من الحق وأَصحاب الباطل الذين هم في حَرُورٍ أَي حَرٍّ دائم ليلاً ونهاراً وجمع الحَرُور حَرائِرُ قال مُضَرِّسٌ بِلَمَّاعَةٍ قد صادَفَ الصَّيْفُ ماءَها وفاضَتْ عليها شَمْسُهُ وحَرائِرُهْ وتقول
( * قوله « وتقول إِلخ » حاصله أنه من باب ضرب وقعد وعلم كما في القاموس والمصباح وغيرهما وقد انفرد المؤلف بواحدة وهي كسر العين في الماضي والمضارع ) حَرَّ النهارُ وهو يَحِرُّ حَرّاً وقد حَرَرْتَ يا يوم تَحُرُّ وحَرِرْتَ تَحِرُّ بالكسر وتَحَرُّ الأَخيرة عن اللحياني حَرّاً وحَرَّةً وحَرارَةً وحُرُوراً أَي اشتدَّ حَرُّكَ وقد تكون الحَرارَةُ للاسم وجمعها حينئذ حَراراتٌ قال الشاعر بِدَمْعٍ ذِي حَراراتٍ على الخَدَّيْنِ ذي هَيْدَبْ وقد تكون الحَراراتُ هنا جمع حَرَارَةٍ الذي هو المصدر إِلا أَن الأَوَّل أَقرب قال الجوهري وأَحَرَّ النهارُ لغة سمعها الكسائي الكسائي شيء حارٌّ يارٌّ جارٌّ وهو حَرَّانُ يَرَّانُ جَرَّانُ وقال اللحياني حَرِرْت يا رجل تَحَرُّ حَرَّةً وحَرارَةً قال ابن سيده أُراه إِنما يعني الحَرَّ لا الحُرِّيَّةَ وقال الكسائي حَرِرْتَ تَحَرُّ من الحُرِّيَّةِ لا غير وقال ابن الأَعرابي حَرَّ يَحَرُّ حَراراً إِذا عَتَقَ وحَرَّ يَحَرُّ حُرِّيَّةً من حُرِّيَّة الأَصل وحَرَّ الرجلُ يَحَرُّ حَرَّةً عَطِشَ قال الجوهري فهذه الثلاثة بكسر العين في الماضي وفتحها في المستقبل وفي حديث الحجاج أَنه باع مُعْتَقاً في حَرارِه الحرار بالفتح مصدر من حَرَّ يَحَرُّ إِذا صار حُرّاً والاسم الحُرِّيَّةُ وحَرَّ يَحِرُّ إِذا سَخُنَ ماء أَو غيره ابن سيده وإِني لأَجد حِرَّةً وقِرَّة لله أَي حَرّاً وقُرّاً والحِرَّةُ والحَرارَةُ العَطَشُ وقيل شدته قال الجوهري ومنه قولهم أَشَدُّ العطش حِرَّةٌ على قِرَّةٍ إِذا عطش في يوم بارد ويقال إِنما كسروا الحرّة لمكان القرَّة ورجل حَرَّانُ عَطْشَانُ من قوم حِرَارٍ وحَرارَى وحُرارَى الأَخيرتان عن اللحياني وامرأَة حَرَّى من نسوة حِرَارٍ وحَرارَى عَطْشى وفي الحديث في كل كَبِدٍ حَرَّى أَجْرٌ الحَرَّى فَعْلَى من الحَرِّ وهي تأْنيث حَرَّان وهما للمبالغة يريد أَنها لشدة حَرِّها قد عَطِشَتْ ويَبِسَتْ من العَطَشِ قال ابن الأَثير والمعنى أَن في سَقْي كل ذي كبد حَرَّى أَجراً وقيل أَراد بالكبد الحرى حياة صاحبها لأَنه إِنما تكون كبده حرى إِذا كان فيه حياة يعني في سقي كل ذي روح من الحيوان ويشهد له ما جاء في الحديث الآخر في كل كبد حارّة أَجر والحديث الآخر ما دخل جَوْفي ما يدخل جَوْفَ حَرَّانِ كَبِدٍ وما جاء في حديث ابن عباس أَنه نهى مضارِبه أَن يشتري بماله ذا كَبِدٍ رَطْبَةٍ وفي حديث آخر في كل كبد حرى رطبة أَجر قال وفي هذه الرواية ضعف فأَما معنى رطبة فقيل إِن الكبد إِذا ظمئت ترطبت وكذا إِذا أُلقيت على النار وقيل كنى بالرطوبة عن الحياة فإِن الميت يابس الكبد وقيل وصفها بما يؤول أَمرها إِليه ابن سيده حَرَّتْ كبده وصدره وهي تَحَرُّ حَرَّةً وحَرارَةً وحَراراً قال وحَرَّ صَدْرُ الشيخ حتى صَلاَّ أَي التهبتِ الحَرَارَةُ في صدره حتى سمع لها صَليلٌ واسْتَحَرَّتْ كلاهما يبست كبده من عطش أَو حزن ومصدره الحَرَرُ وفي حديث عيينة بن حِصْنٍ حتى أُذِيقَ نَسَاهُ من الحَرِّ مِثْلَ ما أَذَاقَ نَسايَ يعني حُرْقَةَ القلب من الوجع والغيظ والمشقة ومنه حديث أُم المهاجر لما نُعِيَ عُمَرُ قالت واحَرَّاه فقال الغلام حَرٌّ انْتَشَر فملأَ البَشَرَ وأَحَرَّها اللهُ والعرب تقول في دعائها على الإِنسان ما له أَحَرَّ اللهُ صَدْرَه أَي أَعطشه وقيل معناه أَعْطَشَ الله هامَتَه وأَحَرَّ الرجلُ فهو مُحِرٌّ أَي صارت إِبله حِرَاراً أَي عِطاشاً ورجل مُحِرٌّ عطشت إِبله وفي الدعاء سلط الله عليه الحِرَّةَ تحت القِرَّةِ يريد العطش مع البرد وأَورده ابن سيده منكراً فقال ومن كلامهم حِرَّةٌ تحت قِرَّةٍ أَي عطشٌ في يوم بارد وقال اللحياني هو دعاء معناه رماه الله بالعطش والبرد وقال ابن دريد الحِرَّةُ حرارة العطش والتهابه قال ومن دعائهم رماه الله بالحِرَّةِ والقِرَّةِ أَي بالعطش والبرد ويقال إِني لأَجد لهذا الطعام حَرْوَةً في فمي أَي حَرارةً ولَذْعاً والحَرارَةُ حُرْقَة في الفم من طعم الشيء وفي القلب من التوجع والأَعْرَفُ الحَرْوَةُ وسيأْتي ذكره وقال ابن شميل الفُلْفُلُ له حَرارَة وحَراوَةٌ بالراء والواو والحَرَّة حرارة في الحلق فإِن زادت فهي الحَرْوَةُ ثم الثَّحْثَحَة ثم الجَأْزُ ثم الشَّرَقُ ثم الْفُؤُقُ ثم الحَرَضُ ثم العَسْفُ وهو عند خروج الروح وامرأَة حَرِيرَةٌ حزينة مُحْرَقَةُ الكبد قال الفرزدق يصف نساء سُبِينَ فضربت عليهن المُكَتَّبَةُ الصُّفْرُ وهي القِدَاحُ خَرَجْنَ حَرِيراتٍ وأَبْدَيْنَ مِجْلَداً ودارَتْ عَلَيْهِنَّ المُقَرَّمَةُ الصُّفْرُ وفي التهذيب المُكَتَّبَةُ الصُّفْرُ وحَرِيراتٌ أَي محرورات يَجِدْنَ حَرارَة في صدورهن وحَرِيرَة في معنى مَحْرُورَة وإِنما دخلتها الهاء لما كانت في معنى حزينة كما أُدخلت في حَمِيدَةٍ لأَنها في معنى رَشِيدَة قال والمِجْلَدُ قطعة من جلد تَلْتَدِمُ بها المرأَة عند المصيبة والمُكَتَّبَةُ السهام التي أُجِيلَتْ عليهن حين اقتسمن واستهم عليهن واسْتَحَرَّ القتلُ وحَرَّ بمعنى اشتدَّ وفي حديث عمر وجَمْع القرآن إِن القتل قد اسْتَحَرَّ يوم اليمامة بِقُرَّاءِ القرآن أَي اشتدَّ وكثر وهو استفعل من الحَرِّ الشِّدَّةِ ومنه حديث عليٍّ حَمِسَ الوَغَى واسْتَحَرَّ الموتُ وأَما ما ورد في حديث علي عليه السلام أَنه قال لفاطمة لو أَتَيْتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فسأَلته خادماً يَقِيكَ حَرَّ ما أَنتِ فيه من العمل وفي رواية حارَّ ما أَنت فيه يعني التعب والمشقة من خدمة البيت لأَن الحَرارَةَ مقرونة بهما كما أَن البرد مقرون بالراحة والسكون والحارُّ الشاق المُتْعِبُ ومنه حديث الحسن بن علي قال لأَبيه لما أَمره بجلد الوليد بن عقبة وَلِّ حارَّها من تَوَلَّى قارَّها أَي وَلِّ الجَلْدَ من يَلْزَمُ الوليدَ أَمْرُه ويعنيه شأْنُه والقارّ ضد الحارّ والحَرِيرُ المَحْرُورُ الذي تداخلته حَرارَةُ الغيظ وغيره والحَرَّةُ أَرض ذات حجارة سود نَخِراتٍ كأَنها أُحرقت بالنار والحَرَّةُ من الأَرضين الصُّلبة الغليظة التي أَلبستها حجارة سود نخرة كأَنها مطرت والجمع حَرَّاتٌ وحِرَارٌ قال سيبويه وزعم يونس أَنهم يقولون حَرَّةٌ وحَرُّونَ جمعوه بالواو والنون يشبهونه بقولهم أَرض وأَرَضُونَ لأَنها مؤنثة مثلها قال وزعم يونس أَيضاً أَنهم يقولون حَرَّةٌ وإِحَرُّونَ يعني الحِرارَ كأَنه جمع إِحَرَّةٍ ولكن لا يتكلم بها أَنشد ثعلب لزيد بن عَتاهِيَةَ التميمي وكان زيد المذكور لما عظم البلاء بصِفِّين قد انهزم ولحق بالكوفة وكان عليّ رضي الله عنه قد أَعطى أَصحابه يوم الجمل خمسمائة خمسمائة من بيت مال البصرة فلما قدم زيد على أَهله قالت له ابنته أَين خمس المائة ؟ فقال إِنَّ أَباكِ فَرَّ يَوْمَ صِفِّينْ لما رأَى عَكّاً والاشْعَرِيين وقَيْسَ عَيْلانَ الهَوازِنيين وابنَ نُمَيرٍ في سراةِ الكِنْدِين وذا الكَلاعِ سَيِّدَ اليمانين وحابساً يَسْتَنُّ في الطائيين قالَ لِنَفْسِ السُّوءِ هَلْ تَفِرِّين ؟ لا خَمْسَ إِلا جَنْدَلُ الإِحَرِّين والخَمْسُ قد جَشَّمْنَكِ الأَمَرِّين جَمْزاً إِلى الكُوفةِ من قِنِّسْرِينْ ويروى قد تُجْشِمُكِ وقد يُجْشِمْنَكِ وقال ابن سيده معنى لا خمس ما ورد في حديث صفين أَن معاوية زاد أَصحابه يوم صفين خمسمائة فلما التَقَوْا بعد ذلك قال أَصحاب علي رضوان الله عليه لا خمس إِلا جندل الإِحرِّين أَرادوا لا خمسمائة والذي ذكره الخطابي أَن حَبَّةَ العُرَنيَّ قال شهدنا مع عليّ يوم الجَمَلِ فقسم ما في العسكر بيننا فأَصاب كل رجل منا خمسمائة خمسمائة فقال بعضهم يوم صفين الأَبيات قال ابن الأَثير ورواه بعضهم لا خِمس بكسر الخاء من وِردِ الإِبل قال والفتح أَشبه بالحديث ومعناه ليس لك اليوم إِلا الحجارة والخيبة والإِحَرِّينَ جمع الحَرَّةِ قال بعض النحويين إِن قال قائل ما بالهم قالوا في جمع حَرَّةٍ وإِحَرَّةَ حَرُّونَ وإِحَرُّون وإِنما يفعل ذلك في المحذوف نحو ظُبَةٍ وثُبة وليست حَرَّة ولا إِحَرَّة مما حذف منه شيء من أُصوله ولا هو بمنزلة أَرض في أَنه مؤَنث بغير هاء ؟ فالجواب إِن الأَصل في إِحَرَّة إِحْرَرَةٌ وهي إِفْعَلَة ثم إنهم كرهوا اجتماع حرفين متحركين من جنس واحد فأَسكنوا الأَوَّل منهما ونقلوا حركته إِلى ما قبله وأَدغموه في الذي بعده فلما دخل على الكلمة هذا الإِعلال والتوهين عوّضوها منه أَن جمعوها بالواو والنون فقالوا إِحَرُّونَ ولما فعلوا ذلك في إِحَرَّة أَجروا عليها حَرَّة فقالوا حَرُّونَ وإِن لم يكن لحقها تغيير ولا حذف لأَنها أُخت إِحَرَّة من لفظها ومعناها وإِن شئت قلت إِنهم قد أَدغموا عين حَرَّة في لامها وذلك ضرب من الإِعلال لحقها وقال ثعلب إِنما هو الأَحَرِّينَ قال جاء به على أَحَرَّ كأَنه أَراد هذا الموضع الأَحَرَّ أَي الذي هو أَحَرُّ من غيره فصيره كالأَكرمين والأَرحمين والحَرَّةُ أَرض بظاهر المدينة بها حجارة سود كبيرة كانت بها وقعة وفي حديث جابر فكانت زيادة رسولُ الله صلى الله عليه وسلم معي لا تفارقني حتى ذهبتْ مني يوم الحَرَّةِ قال ابن الأَثير قد تكرر ذكر الحرّة ويومها في الحديث وهو مشهور في الإِسلام أَيام يزيد بن معاوية لما انتهب المدينة عسكره من أَهل الشام الذين ندبهم لقتال أَهل المدينة من الصحابة والتابعين وأَمَّر عليهم مسلم بن عقبة المرّي في ذي الحجة سنة ثلاث وستين وعقيبها هلك يزيد وفي التهذيب الحَرَّة أَرض ذات حجارة سود نخرة كأَنما أُحرقت بالنار وقال ابن شميل الحَرَّة الأَرض مسيرة ليلتين سريعتين أَو ثلاث فيها حجارة أَمثال الإِبل البُروك كأَنما شُيِّطَتْ بالنار وما تحتها أَرض غليظة من قاع ليس بأَسود وإِنما سوَّدها كثرة حجارتها وتدانيها وقال ابن الأَعرابي الحرّة الرجلاء الصلبة الشديدة وقال غيره هي التي أَعلاها سود وأَسفلها بيض وقال أَبو عمرو تكون الحرّة مستديرة فإِذا كان منها شيء مستطيلاً ليس بواسع فذلك الكُرَاعُ وأَرض حَرِّيَّة رملية لينة وبعير حَرِّيٌّ يرعى في الحَرَّةِ وللعرب حِرارٌ معروفة ذوات عدد حَرَّةُ النار لبني سُليم وهي تسمى أُم صَبَّار وحَرَّة ليلَى وحرة راجِل وحرة واقِم بالمدينة وحرة النار لبني عَبْس وحرة غَلاَّس قال الشاعر لَدُنْ غُدْوَةٍ حتى استغاث شَريدُهُمْ بِحَرَّةِ غَلاَّسٍ وشِلْوٍ مُمزَّقِ والحُرُّ بالضم نقيض العبد والجمع أَحْرَارٌ وحِرارٌ الأَخيرة عن ابن جني والحُرَّة نقيض الأَمة والجمع حَرائِرُ شاذ ومنه حديث عمر قال للنساء اللاتي كنَّ يخرجن إِلى المسجد لأَرُدَّنَّكُنَّ حَرائِرَ أَي لأُلزمنكنّ البيوت فلا تخرجن إِلى المسجد لأَن الحجاب إِنما ضرب على الحرائر دون الإِماء وحَرَّرَهُ أَعتقه وفي الحديث من فعل كذا وكذا فله عَِدْلِ مُحَرَّرٍ أَي أَجر مُعْتَق المحرَّر الذي جُعل من العبيد حرّاً فأُعتق يقال حَرَّ العبدُ يَحَرُّ حَرارَةً بالفتح أَي صار حُرّاً ومنه حديث أَبي هريرة فأَنا أَبو هريرة المُحَرَّرُ أَي المُعْتَقُ وحديث أَبي الدرداء شراركم الذين لا يُعْتَقُ مُحَرَّرُهم أَي أَنهم إِذا أَعتقوه استخدموه فإِذا أَراد فراقهم ادَّعَوْا رِقَّهُ
( * قوله « ادّعوا رقه » فهو محرر في معنى مسترق وقيل إِن العرب كانوا إِذا أَعتقوا عبداً باعوا ولاءه ووهبوه وتناقلوه تناقل الملك قال الشاعر
فباعوه عبداً ثم باعوه معتقاً ... فليس له حتى الممات خلاص
كذا بهامش النهاية ) وفي حديث أَبي بكر فمنكم عَوْفٌ الذي يقال فيه لا حُرَّ بوادي عوف قال هو عوف بنُ مُحَلِّمِ بن ذُهْلٍ الشَّيْباني كان يقال له ذلك لشرفه وعزه وإِن من حل واديه من الناس كانوا له كالعبيد والخَوَل وسنذكر قصته في ترجمة عوف وأَما ما ورد في حديث ابن عمر أَنه قال لمعاوية حاجتي عَطاءُ المُحَرَّرينَ فإِن رسول الله صلى الله عليه وسلم إِذا جاءه شيء لم يبدأْ بأَوّل منهم أَراد بالمحرّرين الموالي وذلك أَنهم قوم لا ديوان لهم وإِنما يدخلون في جملة مواليهم والديوان إِنما كان في بني هاشم ثم الذين يلونهم في القرابة والسابقة والإِيمان وكان هؤلاء مؤخرين في الذكر فذكرهم ابن عمر وتشفع في تقديم إِعطائهم لما علم من ضعفهم وحاجتهم وتأَلفاً لهم على الإِسلام وتَحْرِيرُ الولد أَن يفرده لطاعة الله عز وجل وخدمة المسجد وقوله تعالى إِني نذرت لك ما في بطني مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ منِّي قال الزجاج هذا قول امرأَة عمران ومعناه جعلته خادماً يخدم في مُتَعَبَّداتك وكان ذلك جائزاً لهم وكان على أَولادهم فرضاً أَن يطيعوهم في نذرهم فكان الرجل ينذر في ولده أَن يكون خادماً يخدمهم في متعبدهم ولعُبَّادِهم ولم يكن ذلك النذر في النساء إِنما كان في الذكور فلما ولدت امرأَة عمران مريم قالت رب إِني وضعتها أُنثى وليست الأُنثى مما تصلح للنذر فجعل الله من الآيات في مريم لما أَراده من أَمر عيسى عليه السلام أَن جعلها متقبَّلة في النذر فقال تعالى فَتَقَبَّلَها رَبُّها بِقَبُولٍ حَسَنٍ والمُحَرَّرُ النَّذِيرُ والمُحَرَّرُ النذيرة وكان يفعل ذلك بنو إِسرائيل كان أَحدهم ربما ولد له ولد فربما حَرَّرَه أَي جعله نذيرة في خدمة الكنيسة ما عاش لا يسعه تركها في دينه وإِنه لَحُرٌّ بَيِّنُ الحُرِّية والحَرورَةِ والحَرُورِيَّةِ والحَرارَة والحَرارِ بفتح الحاء قال فلو أَنْكِ في يوم الرَّخاء سأَلْتِني فراقَكِ لم أَبْخَلْ وأَنتِ صَدِيقُ فما رُدَّ تزوِيجٌ عليه شَهادَةٌ ولا رُدَّ من بَعْدِ الحَرارِ عَتِيقُ والكاف في أَنك في موضع نصب لأَنه أَراد تثقيل أَن فخففها قال شمر سمعت هذا البيت من شيخ باهلة وما علمت أَن أَحداً جاء به وقال ثعلب قال أَعرابيّ ليس لها أَعْراقٌ في حَرارٍ ولكنْ أَعْراقُها في الإِماء والحُرُّ من الناس أَخيارهم وأَفاضلهم وحُرِّيَّةُ العرب أَشرافهم وقال ذو الرمة فَصَارَ حَياً وطَبَّقَ بَعْدَ خَوْفٍ على حُرِّيَّةِ العَرَبِ الهُزالى أَي على أَشرافهم قال والهزالَى مثل السُّكارى وقيل أَراد الهزال بغير إِمالة ويقال هو من حُرِّيَةِ قومه أَي من خالصهم والحُرُّ من كل شيء أَعْتَقُه وفرس حُرٌّ عَتِيقٌ وحُرُّ الفاكهةِ خِيارُها والحُرُّ رُطَبُ الأَزَاذ والحُرُّ كلُّ شيء فاخِرٍ من شِعْرٍ أَو غيره وحُرُّ كل أَرض وسَطُها وأَطيبها والحُرَّةُ والحُرُّ الطين الطَّيِّبُ قال طرفة وتَبْسِمُ عن أَلْمَى كأَنَّ مُنَوِّراً تَخَلَّلَ حُرَّ الرَّمْلِ دِعْصٌ له نَدُّ وحُرُّ الرمل وحُرُّ الدار وسطها وخيرها قال طرفة أَيضاً تُعَيِّرُني طَوْفِي البِلادَ ورِحْلَتِي أَلا رُبَّ يومٍ لي سِوَى حُرّ دارِك وطينٌ حُرٌّ لا رمل فيه ورملة حُرَّة لا طين فيها والجمع حَرائِرُ والحُرُّ الفعل الحسن يقال ما هذا منك بِحُرٍّ أَي بِحَسَنٍ ولا جميل قال طرفة لا يَكُنْ حُبُّكِ دَاءً قاتِلاً ليس هذا مِنْكِ ماوِيَّ بِحُرّ أَي بفعل حسن والحُرَّةُ الكريمة من النساء قال الأَعشى حُرَّةٌ طَفْلَةُ الأَنامِلِ تَرْتَبْ بُ سُخاماً تَكُفُّه بِخِلالِ قال الأَزهري وأَما قول امرئ القيس لَعَمْرُكَ ما قَلْبِي إِلى أَهله بِحُرْ ولا مُقْصِرٍ يوماً فَيَأْتِيَنِي بِقُرْ إِلى أَهله أَي صاحبه بحرّ بكريم لأَنه لا يصبر ولا يكف عن هواه والمعنى أَن قلبه يَنْبُو عن أَهله ويَصْبُو إِلى غير أَهله فليس هو بكريم في فعله ويقال لأَوّل ليلة من الشهر ليلةُ حُرَّةٍ وليلةٌ حُرَّةٌ ولآخر ليلة شَيْباءُ وباتت فلانة بليلةِ حُرَّةٍ إِذا لم تُقْتَضَّ ليلة زفافها ولم يقدر بعلها على اقْتِضاضِها قال النابغة يصف نساء شُمْسٌ مَوانِعُ كلِّ ليلةٍ حُرَّةٍ يُخْلِفْنَ ظَنَّ الفاحِشِ المِغْيارِ الأَزهري الليث يقال لليلة التي تزف فيها المرأَة إِلى زوجها فلا يقدر فيها على اقْتضاضها ليلةُ حُرَّةٍ يقال باتت فلانةُ بليلة حُرَّةٍ وقال غير الليث فإِن اقْتَضَّها زوجها في الليلة التي زفت إِليه فهي بِلَيْلَةٍ شَيْبَاءَ وسحابةٌ حُرَّةٌ بِكْرٌ يصفها بكثرة المطر الجوهري الحُرَّةُ الكريمة يقال ناقة حُرَّةٌ وسحابة حُرَّة أَي كثيرة المطر قال عنترة جادَتْ عليها كُلُّ بِكْرٍ حُرَّةٍ فَتَرَكْنَ كلَّ قَرارَةٍ كالدِّرْهَمِ أَراد كل سحابة غزيرة المطر كريمة وحُرُّ البَقْلِ والفاكهة والطين جَيِّدُها وفي الحديث ما رأَيت أَشْبَهَ برسولِ الله صلى الله عليه وسلم من الحُسن إِلا أَن النبي صلى الله عليه وسلم كان أَحَرَّ حُسْناً منه يعني أَرَقَّ منه رِقَّةَ حُسْنٍ وأَحْرارُ البُقُول ما أُكل غير مطبوخ واحدها حُرٌّ وقيل هو ما خَشُنَ منها وهي ثلاثة النَّفَلُ والحُرْبُثُ والقَفْعَاءُ وقال أَبو الهيثم أَحْرَارُ البُقُول ما رَقَّ منها ورَطُبَ وذُكُورُها ما غَلُظَ منها وخَشُنَ وقيل الحُرُّ نبات من نجيل السِّباخِ وحُرُّ الوجه ما أَقبل عليك منه قال جَلا الحُزْنَ عن حُرِّ الوُجُوهِ فأَسْفَرَتْ وكان عليها هَبْوَةٌ لا تَبَلَّجُ وقيل حُرُّ الوجه مسايل أَربعة مدامع العينين من مقدّمهما ومؤخرهما وقيل حُرُّ الوجه الخَدُّ ومنه يقال لَطَمَ حُرَّ وجهه وفي الحديث أَن رجلاً لطم وجه جارية فقال له أَعَجَزَ عليك إِلاَّ حُرُّ وَجْهِها ؟ والحُرَّةُ الوَجْنَةُ وحُرُّ الوجه ما بدا من الوجنة والحُرَّتانِ الأُذُنانِ قال كعب بن زهير قَنْواءُ في حُرَّتَيْها للبَصِير بها عِتْقٌ مُبينٌ وفي الخَدَّيْنِ تَسْهيلُ وحُرَّةُ الذِّفْرَى موضعُ مَجالِ القُرْطِ منها وأَنشد في خُشَشَاوَيْ حُرَّةِ التَّحْرِيرِ يعني حُرَّةَ الذِّفْرَى وقيل حُرَّةَ الذِّفْرَى صفة أَي أَنها حسنة الذفرى أَسيلتها يكون ذلك للمرأَة والناقة والحُرُّ سواد في ظاهر أُذن الفرس قال بَيِّنُ الحُرِّ ذو مِراحٍ سَبُوقُ والحُرَّانِ السَّودان في أَعلى الأُذنين وفي قصيد كعب بن زهير قنواء في حرتيها البيت أَراد بالحرّتين الأُذنين كأَنه نسبها إِلى الحُرِّيَّةِ وكرم الأَصل والحُرُّ حَيَّة دقيقة مثل الجانِّ أَبيضُ والجانُّ في هذه الصفة وقيل هو ولد الحية اللطيفة قال الطرماح مُنْطَوٍ في جَوْفِ نامُوسِهِ كانْطِواءِ الحُرِّ بَيْنَ السِّلامْ وزعموا أَنه الأَبيض من الحيات وأَنكر ابن الأَعرابي اين يكون الحُرُّ في هذا البيت الحية وقال الحرّ ههنا الصَّقْر قال الأَزهري وسأَلت عنه أَعرابيّاً فصيحاً فقال مثل قول ابن الأَعرابي وقيل الحرّ الجانُّ من الحيات وعم بعضهم به الحية والحُرُّ طائر صغير الأَزهري عن شمر يقال لهذا الطائر الذي يقال له بالعراق باذنجان لأَصْغَرِ ما يكونُ جُمَيِّلُ حُرٍّ والحُرُّ الصقر وقيل هو طائر نحوه وليس به أَنْمَرُ أَصْقَعُ قصير الذنب عظيم المنكبين والرأْس وقيل إِنه يضرب إِلى الخضرة وهو يصيد والحُرُّ فرخ الحمام وقيل الذكر منها وساقُ حُرٍّ الذَّكَرُ من القَمَارِيِّ قال حميد بن ثور وما هاجَ هذا الشَّوْقَ إِلاَّ حَمامَةٌ دَعَتْ ساقَ حُرٍّ تَرْحَةً وتَرَنُّما وقيل الساق الحمام وحُرٌّ فرخها ويقال ساقُ حُرٍّ صَوْتُ القَمارِي ورواه أَبو عدنان ساق حَرّ بفتح الحاء وهو طائر تسميه العرب ساق حرّ بفتح الحاء لأَنه إِذا هَدَرَ كأَنه يقول ساق حرّ وبناه صَخْرُ الغَيّ فجعل الاسمين اسماً واحداً فقال تُنادي سَاقَ حُرَّ وظَلْتُ أَبْكي تَلِيدٌ ما أَبِينُ لها كلاما وقيل إِنما سمي ذكر القَماري ساقَ حُرٍّ لصوته كأَنه يقول ساق حرّ ساق حرّ وهذا هو الذي جَرَّأَ صخر الغيّ على بنائه كما قال ابن سيده وعلله فقال لأَن الأَصوات مبنية إِذ بنوا من الأَسماء ما ضارعها وقال الأَصمعي ظن أَن ساق حر ولدها وإِنما هو صوتها قال ابن جني يشهد عندي بصحة قول الأَصمعي أَنه لم يعرب ولو أَعرب لصرف ساق حر فقال سَاقَ حُرٍّ إِن كان مضافاً أَو ساقَ حُرّاً إِن كان مركباً فيصرفه لأَنه نكرة فتركه إِعرابه يدل على أَنه حكى الصوت بعينه وهو صياحه ساق حر ساق حر وأَما قول حميد بن ثور وما هاج هذا الشوقَ إِلا حمامةٌ دَعَتْ سَاقَ حُرٍّ تَرْحَةَ وتَرَنُّما البيت فلا يدل إِعرابه على أَنه ليس بصوت ولكن الصوت قد يضاف أَوّله إِلى آخره وكذلك قولهم خازِ بازِ وذلك أَنه في اللفظ أَشْبه بابَ دارٍ قال والرواية الصحيحة في شعر حميد وما هاج هذا الشوقَ إِلا حمامةٌ دعت ساق حر في حمام تَرَنَّما وقال أَبو عدنان يعنون بساق حر لحن الحمامة أَبو عمرو الحَرَّةُ البَثْرَةُ الصغيرة والحُرُّ ولد الظبي في بيت طرفة بين أَكْنافِ خُفَافٍ فاللِّوَى مُخْرِفٌ تَحْنُو لِرَخْص الظِّلْفِ حُرّ والحَرِيرَةُ بالنصب
( * قوله « بالنصب » أراد به فتح الحاء ) واحدة الحرير من الثياب والحَرِيرُ ثياب من إِبْرَيْسَمٍ والحَرِيرَةُ الحَسَا من الدَّسَمِ والدقيق وقيل هو الدقيق الذي يطبخ بلبن وقال شمر الحَرِيرة من الدقيق والخَزِيرَةُ من النُّخَال وقال ابن الأَعرابي هي العَصِيدَة ثم النَّخِيرَةُ ثم الحَرِيرَة ثم الحَسْوُ وفي حديث عمر ذُرِّي وأَنا أَحَرُّ لك يقول ذرِّي الدقيق لأَتخذ لك منه حَرِيرَةً وحَرَّ الأَرض يَحَرُّها حَرّاً سَوَّاها والمِحَرُّ شَبَحَةٌ فيها أَسنان وفي طرفها نَقْرانِ يكون فيهما حبلان وفي أَعلى الشبحة نقران فيهما عُود معطوف وفي وسطها عود يقبض عليه ثم يوثق بالثورين فتغرز الأَسنان في الأَرض حتى تحمل ما أُثير من التراب إِلى أَن يأْتيا به المكان المنخفض وتحرير الكتابة إِقامة حروفها وإِصلاح السَّقَطِ وتَحْرِيرُ الحساب إِثباته مستوياً لا غَلَثَ فيه ولا سَقَطَ ولا مَحْوَ وتَحْرِيرُ الرقبة عتقها ابن الأَعرابي الحَرَّةُ الظُّلمة الكثيرة والحَرَّةُ العذاب الموجع والحُرَّانِ نجمان عن يمين الناظر إِلى الفَرْقَدَيْنِ إِذا انتصب الفرقدان اعترضا فإِذا اعترض الفرقدان انتصبا والحُرَّانِ الحُرُّ وأَخوه أُبَيٌّ قال هما أَخوان وإِذا كان أَخوان أَو صاحبان وكان أَحدهما أَشهر من الآخر سميا جميعاً باسم الأَشهر قال المنخّل اليشكري أَلا مَنْ مُبْلِغُ الحُرَّيْنِ عَني مُغَلْغَلَةً وخصَّ بها أُبَيَّا فإِن لم تَثْأَرَا لي مِنْ عِكَبٍّ فلا أَرْوَيْتُما أَبداً صَدَيَّا يُطَوِّفُ بي عِكَبٌّ في مَعَدٍّ ويَطْعَنُ بالصُّمُلَّةِ في قَفَيَّا قال وسبب هذا الشعر أَن المتجرّدة امرأَة النعمان كانت تَهْوى المنخل اليشكري وكان يأْتيها إِذا ركب النعمان فلاعبته يوماً بقيد جعلته في رجله ورجلها فدخل عليهما النعمان وهما على تلك الحال فأَخذ المنخل ودفعه إِلى عِكَبٍّ اللَّخْمِيّ صاحب سجنه فتسلمه فجعل يطعن في قفاه بالصُّمُلَّةِ وهي حربة كانت في يده وحَرَّانُ بلد معروف قال الجوهري حرَّان بلد بالجزيرة هذا إِذا كان فَعْلاناً فهو من هذا الباب وإِن كان فَعَّالاً فهو من باب النون وحَرُوراءُ موضع بظاهر الكوفة تنسب إِليه الحَرُورِيَّةُ من الخوارج لأَنه كان أَوَّل اجتماعهم بها وتحكيمهم حين خالفوا عليّاً وهو من نادر معدول النسب إِنما قياسه حَرُوراوِيٌّ قال الجوهري حَرُوراءُ اسم قرية يمد ويقصر ويقال حَرُورويٌّ بَيِّنُ الحَرُورِيَّةِ ومنه حديث عائشة وسُئِلَتْ عن قضاء صلاة الحائض فقالت أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ ؟ هم الحَرُورِيَّةُ من الخوارج الذين قاتلهم عَلِيٌّ وكان عندهم من التشديد في الدين ما هو معروف فلما رأَت عائشة هذه المرأَة تشدّد في أَمر الحيض شبهتها بالحرورية وتشدّدهم في أَمرهم وكثرة مسائلهم وتعنتهم بها وقيل أَرادت أَنها خالفت السنَّة وخرجت عن الجماعة كما خرجوا عن جماعة المسلمين قال الأَزهري ورأَيت بالدَّهْناءِ رملة وَعْثَةً يقال لها رملةُ حَرُوراءَ وحَرِّيٌّ اسم ونَهْشَلُ بن حَرِّيٍّ والحُرَّانُ موضع قال فَسَاقانُ فالحُرَّانُ فالصِّنْعُ فالرَّجا فَجَنْبَا حِمًى فالخانِقان فَحَبْحَبُ وحُرَّيَات موضع قال مليح فَراقَبْتُه حتى تَيامَنَ واحْتَوَتْ مطَِافِيلَ مِنْهُ حُرَّيَاتُ فأَغْرُبُ والحَرِيرُ فحل من فحول الخيل معروف قال رؤبة عَرَفْتُ من ضَرْب الحَرِيرِ عِتْقا فيه إِذا السَّهْبُ بِهِنَّ ارْمَقَّا الحَرِيرُ جد هذا الفرس وضَرْبُه نَسْلُه وحَرِّ زجْرٌ للمعز قال شَمْطاءُ جاءت من بلادِ البَرِّ قد تَرَكَتْ حَيَّهْ وقالت حَرِّ ثم أَمالتْ جانِبَ الخِمَرِّ عَمْداً على جانِبِها الأَيْسَرِّ قال وحَيَّهْ زجر للضأْن وفي المحكَم وحَرِّ زجر للحمار وأَنشد الرجز وأَما الذي في أَشراط الساعة يُسْتَحَلُّ الحِرُ والحَرِيرُ قال ابن الأَثير هكذا ذكره أَبو موسى في حرف الحاء والراء وقال الحِرُ بتخفيف الراء الفرج وأَصله حِرْحٌ بكسر الحاء وسكون الراء ومنهم من يشدد الراء وليس بجيد فعلى التخفيف يكون في حرح لا في حرر قال والمشهور في رواية هذا الحديث على اختلاف طرقه يستحلُّون الخَزَّ بالخاء والزاي وهو ضرب من ثياب الإِبريسم معروف وكذا جاء في كتاب البخاري وأَبي داود ولعله حديث آخر كما ذكره أَبو موسى وهو حافظ عارف بما روى وشرح فلا يتهم

( حزر ) الحَزْرُ حَزْرُك عَدَدَ الشيء بالحَدْس الجوهري الحَزْرُ التقدير والخَرْصُ والحازِرُ الخارص ابن سيده حَزَرَ الشيء يَحْزُرُه ويَحْزِرُهُ حَزْراً قَدَّرَه بالحَدْسِ تقول أَنا أَحْزُِرُ هذا الطعام كذا وكذا قفيزاً والمَحْزَرَةُ الحَزْرُ عن ثعلب والحَزْرُ من اللبن فوق الحامض ابن الأَعرابي هو حازِرٌ وحامِزٌ بمعنى واحد وقد حَزَرَ اللبنُ والنبيذ أَي حمض ابن سيده حَزَرَ اللبنُ يَحْزُرُ حَزْراً وحُزُوراً قال وارْضَوْا بِإِحْلاَبَةِ وَطْبٍ قد حَزَرْ وحَزُرَ كَحَزَرَ وهو
( * قوله « وهو » أي اللبن الحامض ) الحَزْرَةُ وقيل الحَزْرَةُ ما حَزَرَ بأَيدي القوم من خيار أَموالهم قال ابن سيده ولم يفسر حَزَرَ غير أَني أَظنه زَكا أَو ثَبَتَ فَنَمَى وحَزْرَةُ المال خيارُه وبها سمي الرجل وحَزِيرتُهُ كذلك ويقال هذا حَزْرَةُ نَفْسي أَي خير ما عندي والجمع حَزَراتٌ بالتحريك وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه بعث مُصَدِّقاً فقال له لا تأْخذ من حَزَرات أَنْفسِ الناس شيئاً خذ الشَّارِفَ والبَكْرَ يعني في الصدقة الحَزَرات جمع حَزْرَة بسكون الزاي خيار مال الرجل سميت حَزْرَةً لأَن صاحبها لميزل يَحْزُرُها في نفسه كلما رآها سميت بالمرّة الواحدة من الحَزْرِ قال ولهذا أُضيفت إِلى الأَنْفُسِ وأَنشد الأَزهري الحَزَراتُ حَزَارتُ النَّفْسِ أَي هي مما تودُّها النفس وقال آخر وحَزْرَةُ القلبِ خِيارُ المالِ قال وأَنشد شمر الحَزَراتُ حَزَراتُ القلبِ اللُّبُنُ الغِزَارُ غيرُ اللَّحْبِ حِقاقُها الجِلادُ عند اللَّزْبِ وفي الحديث لا تأْخذوا حَزَارتِ أَموال الناس ونَكِّبُوا عن الطعام ويروى بتقديم الراء وهو مذكور في موضعه وقال أَبو سعيد حَزَراتُ الأَموال هي التي يؤدّيها أَربابها وليس كلُّ المال الحَزْرَة قال وهي العلائق وفي مثل العرب واحَزْرَتِي وأَبْتَغِي النَّوافِلا أَبو عبيدة الحَزَارتُ نَقَاوَةُ المال الذكر والأُنثى سواء يقال هي حَزْرَةُ ماله وهي حَزْرَة قلبه وأَنشد شمر نُدافِعُ عَنْهُمْ كلَّ يومِ كريهةٍ ونَبْذُِلُ حَزْراتِ النُّفُوسِ ونَصْبِرُ ومن أَمثال العرب عَدَا القَارِصُ فَحزَرْ يضرب للأَمر إِذا بلغ غايته وأَفْعَم ابن شميل عن المُنْتَجِع الحازِرُ دقيق الشعير وله ريح ليس بطيب والحَزْرَةُ موت الأَفاضل والحَزْوَرَةُ الرابية الصغيرة والجمع الحَزاوِرُ وهو تلٌّ صغير الأَزهري الحَزْوَرُ المكان الغليظ وأَنشد في عَوْسَجِ الوادِي ورَضْمِ الحَزْوَرِ وقال عباسُ بن مِرْداسٍ وذَابَ لُعابُ الشمسِ فيه وأُزِّرَتْ به قامِساتٌ من رِعانٍ وحَزْوَرِ ووجْهٌ حازِرٌ عابس باسِرٌ والحَزْوَرُ والحَزَوَّرُ بتشديد الواو الغلام الذي قد شَبَّ قوي قال الراجز لَنْ يَعْدَمَ المَطِيُّ مني مِسْفَرا شَيْخاً بَجَالاً وغُلاماً حَزْوَرَا وقال لَنْ يَبْعَثُوا شَيْخاً ولا حَزَوَّرَا بالفاسِ إِلاَّ الأَرْقَبَ المُصَدَّرَا والجمع حَزاوِرُ وحَزَاوِرَةٌ زادوا الهاء لتأْنيث الجمع والحَزَوَّرُ الذي قد انتهى إِدراكه قال بعض نساء العرب إِنَّ حِرِي حَزَوَّرٌ حَزابِيَه كَوَطْبَةِ الظَّبْيَةِ فَوْقَ الرَّابِيَه قد جاءَ منه غِلْمَةٌ ثمانيه وبَقِيَتْ ثَقْبَتُه كما هِيَه الجوهري الحَزَوَّرُ الغلام إِذا اشتدّ وقوي وخَدَمَ وقال يعقوب هو الذي كاد يُدْرِكُ ولم يفعل وفي الحديث كنا مع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم غِلْماناً حَزاوِرَةً هو الذي قارب البلوغ والتاء لتأْنيث الجمع ومنه حديث الأَرنب كنت غلاماً حَزَوَّراً فصدت أَرنباً ولعله شبهه بحَزْوَرَةِ الأَرض وهي الرابية الصغيرة ابن السكيت يقال للغلام إِذا راهق ولم يُدْرِكْ بعدُ حَزَوَّرٌ وإِذا أَدرك وقوي واشتد فهو حَزَوَّر أَيضاً قال النابغة نَزْعَ الحَزَوَّرِ بالرِّشاءِ المُحْصَدِ قال أَراد البالغ القوي قال وقال أَبو حاتم في الأَضداد الحَزَوَّرُ الغلام إِذا اشتدّ وقوي والحَزَوَّرُ الضعيف من الرجال وأَنشد وما أَنا إِن دَافَعْتُ مِصْراعَ بابِه بِذِي صَوْلَةٍ فانٍ ولا بْحَزَوَّرِ وقال آخر إِنَّ أَحقَّ الناس بالمَنِيَّه حَزَوَّرٌ ليست له ذُرِّيَّه قال أَراد بالحَزَوَّرِ ههنا رجلاً بالغاً ضعيفاً وحكى الأَزهري عن الأَصمعي وعن المفضل قال الحَزَوَّرُ عن العرب الصغير غير البالغ ومن العرب من يجعل الحَزْوَرَ البالغ القويَّ البدن الذي قد حمل السلاح قال أَبو منصور والقول هو هذا ابن الأَعرابي الحَزْرَةُ النَّبِقَةُ المرّة وتصغر حُزَيْرَةً وفي حديث عبدالله بن الحَمْراءِ أَنه سمع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وهو واقف بالحَزْوَرَةِ من مكة ال ابن الأَثير هو موضع عند باب الحَنَّاطِينَ وهو بوزن قَسْوَرَةٍ قال الشافعي الناس يشدّدون الحَزْوَرَةَ والحُدَيْبِيَةَ وهما مخففتان وحَزِيرانُ بالرومية اسم شهر قبل تموز

( حسر ) الحَسْرُ كَشْطُكََ الشيء عن الشيء حَسَرَ الشيءَ عن الشيء يَحْسُرُه ويَحْسِرُه حَسْراً وحُسُوراً فانْحَسَرَ كَشَطَهُ وقد يجيء في الشعر حَسَرَ لازماً مثل انْحَسَر على المضارعة والحاسِرُ خلاف الدَّارِع والحاسِرُ الذي لا بيضة على رأْسه قال الأَعشى في فَيْلَقٍ جَأْواءَ مَلْمُومَةٍ تَقْذِفُ بالدَّارِعِ والحاسِرِ ويروى تَعْصِفُ والجمع حُسَّرٌ وجمع بعض الشعراء حُسَّراً على حُسَّرِينَ أَنشد ابن الأَعرابي بِشَهْباءَ تَنْفِي الحُسَّرِينَ كأَنَّها إِذا ما بَدَتْ قَرْنٌ من الشمسِ طالِعُ ويقال للرَّجَّالَةِ في الحرب الحُسَّرُ وذلك أَنهم يَحْسُِرُون عن أَيديهم وأَرجلهم وقيل سُمُّوا حُسَّراً لأَنه لا دُرُوعَ عليهم ولا بَيْضَ وفي حديث فتح مكة أَن أَبا عبيدة كان يوم الفتح على الحُسَّرِ هم الرَّجَّالَةُ وقيلب هم الذين لا دروع لهم ورجل حاسِرٌ لا عمامة على رأْسه وامرأَة حاسِرٌ بغير هاء إِذا حَسَرَتْ عنها ثيابها ورجل حاسر لا درع عليه ولا بيضة على رأْسه وفي الحديث فَحَسَر عن ذراعيه أَي أَخرجهما من كُمَّيْهِ وفي حديث عائشة رضي الله عنها وسئلتْ عن امرأَة طلقها زوجها وتزّوجها رجل فَتَحَسَّرَتْ بين يديه أَي قعدت حاسرة مكشوفة الوجه ابن سيده امرأَة حاسِرٌ حَسَرَتْ عنها درعها وكلُّ مكشوفة الرأْس والذراعين حاسِرٌ والجمع حُسَّرٌ وحَواسِر قال أَبو ذؤيب وقامَ بَناتي بالنّعالِ حَواسِراً فأَلْصَقْنَ وَقْعَ السِّبْتِ تحتَ القَلائدِ ويقال حَسَرَ عن ذراعيه وحَسَرَ البَيْضَةَ عن رأْسه وحَسَرَتِ الريحُ السحابَ حَسْراً الجوهري الانحسار الانكشاف حَسَرْتُ كُمِّي عن ذراعي أَحْسِرُه حَسْراً كشفت والحَسْرُ والحَسَرُ والحُسُورُ الإِعْياءُ والتَّعَبُ حَسَرَتِ الدابةُ والناقة حَسْراً واسْتَحْسَرَتْ أَعْيَثْ وكَلَّتْ يتعدّى ولا يتعدى وحَسَرَها السير يَحْسِرُها ويَحْسُرها حَسْراً وحُسُوراً وأَحْسَرَها وحَسَّرَها قال إِلاَّ كَمُعْرِضِ المُحَسِّر بَكْرَهُ عَمْداً يُسَيِّبُنِي على الظُّلْمِ أَراد إِلاَّ مُعرضاً فزاد الكاف ودابة حاسِرٌ حاسِرَةٌ وحَسِيرٌ الذكر والأُنثى سواء والجمع حَسْرَى مثل قتيل وقَتْلَى وأَحْسَرَ القومُ نزل بهم الحَسَرُ أَبو الهيثم حَسِرَتِ الدابة حَسَراً إِذا تعبت حتى تُنْقَى واسْتَحْسَرَتْ إِذا أَعْيَتْ قال الله تعالى ولا يَسْتَحْسِروُن وفي الحديث ادْعُوا الله عز وجل ولا تَسْتَخْسِرُوا أَي لا تملوا قال وهو استفعال من حَسَرَ إِذا أَعيا وتعب وفي حديث جرير ولا يَحْسَِرُ صائحها أَي لا يتعب سائقها وفي الحديث الحَسِيرُ لا يُعْقَرُ أَي لا يجوز للغازي إِذا حَسَِرَتْ دابته وأَعيت أَن يَعْقِرَها مخافة أَن يأْخذها العدوّ ولكن يسيبها قال ويكون لازماً ومتعدياً وفي الحديث حَسَرَ أَخي فرساً له يعني النَّمِرَ وهو مع خالد بن الوليد ويقال فيه أَحْسَرَ أَيضاً وحَسِرَتِ العين كَلَّتْ وحَسَرَها بُعْدُ ما حَدَّقَتْ إِليه أَو خفاؤُه يَحْسُرُها أَكَلَّها قال رؤبة يَحْسُرُ طَرْفَ عَيْنِه فَضاؤُه وحَسَرَ بَصَرُه يَحْسِرُ حُسُوراً أَي كَلَّ وانقطع نظره من طول مَدًى وما أَشبه ذلك فهو حَسِير ومَحْسُورٌ قال قيس بن خويلد الهذلي يصف ناقة إِنَّ العَسِيرَ بها دَاءٌ مُخامِرُها فَشَطْرَها نَظَرُ العينينِ مَحْسُورُ العسير الناقة التي لم تُرَضْ ونصب شطرها على الظرف أَي نَحْوَها وبَصَرٌ حَسير كليل وفي التنزيل ينقلب إِليك البصر خاسئاً وهو حَسِيرٌ قال الفراء يريد ينقلب صاغراً وهو حسير أَي كليل كما تَحْسِرُ الإِبلُ إِذا قُوِّمَتْ عن هُزال وكَلالٍ وكذلك قوله عز وجل ولا تَبْسُطْها كُلَّ البَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً قال نهاه أَن يعطي كل ما عنده حتى يبقى محسوراً لا شيء عنده قال والعرب تقول حَسَرْتُ الدابة إِذا سَيَّرتها حتى ينقطع سَيْرُها وأَما البصر فإِنه يَحْسَِرُ عند أَقصى بلوغ النظر وحَسِرَ يَحْسَرُ حَسَراً وحَسْرَةً وحَسَراناً فهو حَسِيرٌ وحَسْرانُ إِذا اشتدّت ندامته على أَمرٍ فاته وقال المرّار ما أَنا اليومَ على شيء خَلا يا ابْنَة القَيْن تَوَلَّى بِحَسِرْ والتَّحَسُّر التَّلَهُّفُ وقال أَبو اسحق في قوله عز وجل يا حَسْرَةً على العباد ما يأْتيهم من رسول قال هذا أَصعب مسأَلة في القرآن إِذا قال القائل ما الفائدة في مناداة الحسرة والحسرة مما لا يجيب ؟ قال والفائدة في مناداتها كالفائدة في مناداة ما يعقل لأَن النداء باب تنبيه إِذا قلت يا زيد فإِن لم تكن دعوته لتخاطبه بغير النداء فلا معنى للكلام وإِنما تقول يا زيد لتنبهه بالنداء ثم تقول فعلت كذا أَلا ترى أَنك إِذا قلت لمن هو مقبل عليك يا زيد ما أَحسن ما صنعت فهو أَوكد من أَن تقول له ما أَحسن ما صنعت بغير نداء وكذلك إِذا قلت للمخاطَب أَنا أَعجب مما فعلت فقد أَفدته أَنك متعجب ولو قلت واعجباه مما فعلت ويا عجباه أَن تفعل كذا كان دعاؤُك العَجَبَ أَبلغ في الفائدة والمعنى يا عجبا أَقبل فإِنه من أَوقاتك وإِنما النداء تنبيه للمتعجَّب منه لا للعجب والحَسْرَةُ أَشدَّ الندم حتى يبقى النادم كالحَسِيرِ من الدواب الذي لا منفعة فيه وقال عز وجل فلا تَذْهَبْ نَفْسُك عليهم حَسَراتٍ أَي حسرة وتحسراً وحَسَرَ البحرُ عن العِراقِ والساحلِ يَحْسُِرُ نَضَبَ عنه حتى بدا ما تحت الماء من الأَرض قال الأَزهري ولا يقال انْحَسَرَ البحرُ وفي الحديث لا تقوم الساعة حتى يَحْسِرُ الفرات عن جبل من ذهب أَي يكشف يقال حَسَرْتُ العمامة عن رأْسي والثوب عن بدني أَي كشفتهما وأَنشد حتى يقالَ حاسِرٌ وما حَسَرْ وقال ابن السكيت حَسَرَ الماءُ ونَضَبَ وجَزَرَ بمعنى واحد وأَنشد أَبو عبيد في الحُسُورِ بمعنى الانكشاف إِذا ما القَلاسِي والعَمائِمُ أُخْنِسَتْ فَفِيهنَّ عن صُلْعِ الرجالِ حُسُورُ قال الأَزهري وقول العجاج كَجَمَلِ البحر إِذا خاضَ جَسَرْ غَوارِبَ اليَمِّ إِذا اليَمُّ هَدَرْ حتى يقالَ حاسِرٌ وما حَسَرْ
( * قوله « كجمل البحر إلخ » الجمل بالتحريك سمكة طولها ثلاثون ذراعاً )
يعني اليم يقال حاسِرٌ إِذا جَزَرَ وقوله إِذا خاض جسر بالجيم أَي اجترأَ وخاض معظم البحر ولم تَهُلْهُ اللُّجَجُ وفي حديث يحيى بن عَبَّادٍ ما من ليلة إِلاَّ مَلَكٌ يَحْسِرُ عن دوابِّ الغُزاةِ الكَلالَ أَي يكشف ويروى يَحُسُّ وسيأْتي ذكره وفي حديث علي رضوان الله عليه ابنوا المساجدَ حُسَّراً فإِن ذلك سيما المسلمين أَي مكشوفة الجُدُرِ لا شُرَفَ لها ومثله حديث أَنس رضي الله عنه ابنوا المساجد جُمّاً وفي حديث جابر فأَخذتُ حَجَراً فكسرته وحَسَرْتُه يريد غصناً من أَغصان الشجرة أَي قشرته بالحجر وقال الأَزهري في ترجمة عرا عند قوله جارية حَسَنَةُ المُعَرَّى والجمع المَعارِي قال والمَحاسِرُ من المرأَة مثل المَعارِي قال وفلاة عارية المحاسر إِذا لم يكن فيها كِنٌَّ من شجر ومَحاسِرُها مُتُونُها التي تَنْحَسِرُ عن النبات وانْحَسَرتِ الطير خرجت من الريش العتيق إِلى الحديث وحَسَّرَها إِبَّانُ ذلك ثَقَّلَها لأَنه فُعِلَ في مُهْلَةٍ قال الأَزهري والبازي يَكْرِزُ للتَّحْسِيرِ وكذلك سائر الجوارح تَتَحَسَّرُ وتَحَسَّر الوَبَرُ عن البعير والشعرُ عن الحمار إِذا سقط ومنه قوله تَحَسَّرَتْ عِقَّةٌ عنه فَأَنْسَلَها واجْتابَ أُخْرَى حَدِيداً بعدَما ابْتَقَلا وتَحَسَّرَتِ الناقة والجارية إِذا صار لحمها في مواضعه قال لبيد فإِذا تَغالى لَحْمُها وتَحَسَّرَتْ وتَقَطَّعَتْ بعد الكَلالِ خِدامُها قال الأَزهري وتَحَسُّرُ لحمِ البعير أَن يكون للبعير سِمْنَةٌ حتى كثر شحمه وتَمَكَ سَنامُه فإِذا رُكب أَياماً فذهب رَهَلُ لحمه واشتدّ بعدما تَزَيَّمَ منه في مواضعه فقد تَحَسَّرَ ورجل مُحَسَّر مُؤْذًى محتقر وفي الحديث يخرج في آخر الزمان رجلٌ يسمى أَمِيرَ العُصَبِ وقال بعضهم يسمى أَمير الغَضَبِ أَصحابه مُحَسَّرُونَ مُحَقَّرُونَ مُقْصَوْنَ عن أَبواب السلطان ومجالس الملوك يأْتونه من كل أَوْبٍ كأَنهم قَزَعُ الخريف يُوَرِّثُهُم الله مشارقَ الأَرض ومغاربَها محسرون محقرون أَي مؤْذون محمولون على الحسرة أَو مطرودون متعبون من حَسَرَ الدابة إِذا أَتعبها أَبو زيد فَحْلٌ حاسِرٌ وفادرٌ وجافِرٌ إِذا أَلْقَحَ شَوْلَه فَعَدَل عنها وتركها قال أَبو منصور روي هذا الحرف فحل جاسر بالجيم أَي فادر قال وأَظنه الصواب والمِحْسَرَة المِكْنَسَةُ وحْسَرُوه يَحْسِرُونَه حَسْراً وحُسْراً سأَلوه فأَعطاهم حتى لم يبق عنده شيء والحَسارُ نبات ينبت في القيعان والجَلَد وله سُنْبُل وهو من دِقّ المُرَّيْقِ وقُفُّهُ خير من رَطْبِه وهو يستقل عن الأَرض شيئاً قليلاً يشبه الزُّبَّادَ إِلاَّ أَنه أَضخم منه ورقاً وقال أَبو حنيفة الحَسارُ عشبة خضراء تسطح على الأَرض وتأْكلها الماشية أَكلاً شديداً قال الشاعر يصف حماراً وأُتنه يأْكلنَ من بُهْمَى ومن حَسارِ ونَفَلاً ليس بذي آثارِ يقول هذا المكان قفر ليس به آثار من الناس ولا المواشي قال وأَخبرني بعض أَعراب كلب أَن الحَسَار شبيه بالحُرْفِ في نباته وطعمه ينبت حبالاً على الأَرض قال وزعم بعض الرواة أَنه شبيه بنبات الجَزَرِ الليث الحَسار ضرب من النبات يُسْلِحُ الإِبلَ الأَزهري الحَسَارُ من العشب ينبت في الرياض الواحدة حَسَارَةٌ قال ورجْلُ الغراب نبت آخر والتَّأْوِيلُ عشب آخر وفلان كريم المَحْسَرِ أَي كريم المَخْبَرِ وبطن مُحَسِّر بكسر السين موضع بمنى وقد تكرر في الحديث ذكره وهو بضم الميم وفتح الحاء وكسر السين وقيل هو واد بين عرفات ومنى

( حشر ) حَشَرَهُم يَحْشُرُهم ويَحْشِرُهم حَشْراً جمعهم ومنه يوم المَحْشَرِ والحَشْرُ جمع الناس يوم القيامة والحَشْرُ حَشْرُ يوم القيامة والمَحْشَرُ المجمع الذي يحشر إِليه القوم وكذلك إِذا حشروا إِلى بلد أَو مُعَسْكَر أَو نحوه قال الله عز وجل لأَوَّلِ الحَشْرِ ما ظننتم أَن يخرجوا نزلت في بني النَّضِير وكانوا قوماً من اليهود عاقدوا النبي صلى الله عليه وسلم لما نزل المدينة أَن لا يكونوا عليه ولا له ثم نقضوا العهد ومايلوا كفار أَهل مكة فقصدهم النبي صلى الله عليه وسلم ففارقوه على الجَلاءِ من منازلهم فَجَلَوْا إِلى الشام قال الأَزهري هو أَول حَشْرٍ حُشِر إِلى أَرض المحشر ثم يحشر الخلق يوم القيامة إِليها قال ولذلك قيل لأَوّل الحشر وقيل إِنهم أَول من أُجْلِيَ من أَهل الذمة من جزيرة العرب ثم أُجلي آخرهم أَيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه منهم نصارى نَجْرَانَ ويهودُ خيبر وفي الحديث انقطعت الهجرة إِلاَّ من ثلاث جهاد أَو نيَّة أَو حَشْرٍ أَي جهاد في سبيل الله أَو نية يفارق بها الرجل الفسق والفجور إِذا لم يقدر على تغييره أَو جَلاءٍ ينال الناسَ فيخرجون عن ديارهم والحَشْرُ هو الجَلاءُ عن الأَوطان وقيل أَراد بالحشر الخروج من النفير إِذا عم الجوهري المَحْشِرُ بكسر الشين موضع الحَشْرِ والحاشر من أَسماء سيدنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لأَنه قال أَحْشُر الناسَ على قَدَمِي وقال صلى الله عليه وسلم لي خمسة أَسماء أَنا محمد وأَحمد والماحي يمحو الله بي الكفر والحاشر أَحشر الناس على قدمي والعاقب قال ابن الأَثير في أَسماء النبي صلى الله عليه وسلم الحاشر الذي يَحْشُر الناس خلفه وعلى ملته دون ملة غيره وقوله صلى الله عليه وسلم إِني لي أَسماء أَراد أَن هذه الأَسماء التي عدّها مذكورة في كتب الله تعالى المنزلة على الأُمم التي كذبت بنبوَّته حجة عليهم وحَشَرَ الإِبلَ جمعها فأَما قوله تعالى ما فرّطنا في الكتاب من شيءٍ ثم إِلى ربهم يُحْشَرُونَ فقيل إِن الحشر ههنا الموت وقيل النَّشْرُ والمعنيان متقاربان لأَنه كله كَفْتٌ وجَمْعٌ الأَزهري قال الله عز وجل وإِذا الوحوش حُشرت وقال ثم إِلى ربهم يحشرون قال أَكثر المفسرين تحشر الوحوش كلها وسائر الدواب حتى الذباب للقصاص وأَسندوا ذلك إِلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال بعضهم حَشْرُها موتها في الدنيا قال الليث إِذا أَصابت الناسَ سَنَةٌ شديدة فأَجحفت بالمال وأَهلكت ذوات الأَربع قيل قد حَشَرَتْهُم السنة تَحْشُرهم وتَحْشِرهم وذلك أَنها تضمهم من النواحي إِلى الأَمصار وحَشَرَتِ السنةُ مال فلان أَهلكته قال رؤبة وما نَجا من حَشْرِها المَحْشُوشِ وَحْشٌ ولا طَمْشٌ من الطُّموشِ والحَشَرَةُ واحدة صغار دواب الأَرض كاليرابيع والقنافذ والضِّبابِ ونحوها وهو اسم جامع لا يفرد الواحد إِلاَّ أَن يقولوا هذا من الحَشَرَةِ ويُجْمَعُ مُسَلَّماً قال يا أُمَّ عَمْرٍو مَنْ يكن عُقْرَ حوَّا ء عَدِيٍّ يأَكُلُ الحَشَراتِ
( * قوله « يا أم عمرو » إلخ كذا في نسخة المؤلف )
وقيل الحَشَراتُ هَوامُّ الأَرض مما لا اسم له الأَصمعي الحَشَراتُ والأَحْراشُ والأَحْناشُ واحد وهي هوام الأَرض وفي حديث الهِرَّةِ لم تَدَعْها فتأْكل من حَشَراتِ الأَرض وهي هوام الأَرض ومنه حديث التِّلِبِّ لم أَسمع لحَشَرَةِ الأَرضِ تحريماً وقيل الصيد كله حَشَرَةٌ ما تعاظم منه وتصاغر وقيل كُلُّ ما أُكِلَ من بَقْل الأَرضِ حَشَرَةٌ والحَشَرَةُ أَيضاً كُلُّ ما أُكِلَ من بَقْلِ الأَرض كالدُّعاعِ والفَثِّ وقال أَبو حنيفة الحَشَرَةُ القِشْرَةُ التي تلي الحَبَّة والجمع حَشَرٌ وروي ابن شميل عن ابن الخطاب قال الحَبَّة عليها قشرتان فالتي تلي الحبة الحَشَرَةُ والجمع الحَشَرُ والتي فوق الحَشَرَةِ القَصَرَةُ قال الأَزهري والمَحْشَرَةُ في لغة أَهل اليمن ما بقي في الأَرض وما فيها من نبات بعدما يحصد الزرع فربما ظهر من تحته نبات أَخضر فتلك المَحْشَرَةُ يقال أَرسلوا دوابهم في المَحْشَرَةِ وحَشَرَ السكين والسِّنانَ حَشْراً أَحَدَّهُ فَأَرَقَّهُ وأَلْطَفَهُ قال لَدْنُ الكُعُوبِ ومَحْشُورٌ حَدِيدَتُهُ وأَصْمَعٌ غَيْرُ مَجْلُوزٍ على قَضَمِ المجلوز المُشدَّدُ تركيبه من الجَلْزِ الذي هو الليُّ والطَّيُّ وسِنانٌ حَشْرٌ دقيق وقد حَشَرْتُه حَشْراً وفي حديث جابر فأَخذتُ حَجَراً من الأَرض فكسرته وحَشَرْتُه قال ابن الأَثير هكذا جاء في رواية وهو من حَشَرْتُ السِّنان إِذا دَقَّقْته والمشهور بالسين وقد تقدم وحَرْبَةٌ حَشْرَةٌ حَدِيدَةٌ الأَزهري في النوادر حُشِرَ فلان في ذكره وفي بطنه وأُحْثِلَ فيهما إِذا كانا ضخمين من بين يديه وفي الحديث نار تطرد الناسَ إِلى مَحْشَرهم يريد به الشام لأَن بها يحشر الناس ليوم القيامة وفي الحديث الآخر وتَحْشُرُ بقيتهم إِلى النار أَي تجمعهم وتسوقهم وفي الحديث أَن وَفْدَ ثَقِيفٍ اشترطوا أَن لا يُعْشَرُوا ولا يُحْشرُوا أَي لا يُنْدَبُونَ إِلى المغازي ولا تضرب عليهم البُعُوث وقيل لا يحشرون إِلى عامل الزكاة ليأْخذ صدقة أَموالهم بل يأْخذها في أَماكنهم ومنه حديث صُلْحِ أَهلِ نَجْرانَ على أَن لا يُحْشَرُوا وحديث النساء لا يُعْشَرْنَ ولا يُحْشَرْن يعني للغَزَاةِ فإِن الغَزْوَ لا يجب عليهن والحَشْرُ من القُذَذِ والآذان المُؤَلَّلَةُ الحَدِيدَةُ والجمعُ حُشُورٌ قال أُمية بن أَبي عائذ مَطارِيحُ بالوَعْثِ مُرُّ الحُشُو رِ هاجَرْنَ رَمَّاحَةً زَيْزَفُونا والمَحْشُورَةُ كالحَشْرِ الليث الحَشْرُ من الآذان ومن قُذَدِ رِيشِ السِّهامِ ما لَطُفَ كأَنما بُرِيَ بَرْياً وأُذُنٌ حَشْرَةٌ وحَشْرٌ صغيرة لطيفة مستديرة وقال ثعلب دقيقة الطَّرَفِ سميت في الأَخيرة بالمصدر لأَنها حُشِرَتْ حَشْراً أَي صُغِّرَتْ وأُلطفت وقال الجوهري كأَنها حُشِرَتْ حَشْراً أَي بُرِيَتْ وحُدِّدَتْ وكذلك غيرها فرس حَشْوَرٌ والأُنثى حَشْوَرَةٌ قال ابن سيده من أَفرده في الجمع ولم يؤَنث فلهذه العلة كما قالوا رجل عَدْلٌ ونسوة عَدْلٌ ومن قال حَشْراتٌ فعلى حَشْرَةٍ وقيل كلُّ لطيف دقيق حَشْرٌ قال ابن الأَعرابي يستحب في البعير أَن يكون حَشْرَ الأُذن وكذلك يستحب في الناقة قال ذو الرمة لها أُذُنٌ حَشْرٌ وذِفْرَى لَطِيفَةٌ وخَدَّ كَمِرآةِ الغَرِيبَة أَسْجَحُ
( * قوله « وخد كمرآة الغريبة » في الأساس يقال وجه كمرآة الغريبة لأَنها في غير قومها فمرآتها مجلوّة أَبداً لأَنه لا ناصح لها في وجهها )
الجوهري آذان حَشْرٌ لا يثنى ولا يجمع لأَنه مصدر في الأَصل مثل قولهم ماء غَوْرٌ وماء سَكْبٌ وقد قيل أُذن حَشْرَةٌ قال النمر بن تولب لها أُذُنٌ حَشْرَةٌ مَشْرَةٌ كإِعْلِيط مَرْخٍ إِذا ما صَفِرْ وسهم مَحْشُورُ وحَشْرٌ مستوي قُذَذِ الرِّيشِ قال سيبويه سهم حَشْرٌ وسهام حَشْرٌ وفي شعر هذيل سهم حَشِرٌ فإِما أَن يكون على النسب كطَعِمٍ وإِما أَن يكون على الفعل توهموه وإِن لم يقولوا حَشِرَ قال أَبو عمارة الهذلي وكلُّ سهمٍ حَشِرٍ مَشُوفِ المشوف المَجْلُوُّ وسهم حَشْرٌ مُلْزَقٌ جيد القُذَذِ وكذلك الريش وحَشَرَ العودَ حَشْراً براه والحَشْرُ اللَّزجُ في القَدَحِ من دَسَمِ اللبنِ وقيل الحَشْرُ اللَّزِجُ من اللبن كالحَشَنِ وحُشِرَ عن الوَطْبِ إذا كثر وسخ اللبن عليه فَقُشِرَ عنه رواه ابن الأَعرابي وقال ثعلب إِنما هو حُشِنَ وكلاهما على صيغة فعل المفعول وأَبو حَشْرٍ رجل من العرب والحَشْوَرُ من الدواب المُلَزَّرِ الخَلْقُ ومن الرجال العظيم البطن وأَنشد حَشْوَرَةُ الجَنْبَيْنِ مَعْطاءُ القفَا وقيل الحَشْوَرُ مثال الجَرْوَلِ المنتفخ الجنبين والأُنثى بالهاء والله أَعلم

( حصر ) الحَصَرُ ضربٌ من العِيِّ حَصِرَ الرجلُ حَصَراً مثل تَعِبَ تَعَباً فهو حَصِرٌ عَيِيَ في منطقه وقيل حَصِرَ لم يقدر على الكلام وحَصِرَ صدرُه ضاق والحَصَرُ ضيق الصدر وإِذا ضاق المرء عن أَمر قيل حَصِرَ صدر المرء عن أَهله يَحْصَرُ حَصَراً قال الله عز وجل إِلاَّ الذين يَصِلُون إِلى قوم بينكم وبينهم ميثاق أَو جاؤوكم حَصِرَتْ صُدورُهُم أَن يقاتلوكم معناه ضاقت صدورهم عن قتالكم وقتال قومهم قال ابن سيده وقيل تقديره وقد حَصِرَتْ صدورهم وقيل تقديره أَو جاؤوكم رجالاً أَو قوماً فَحَصِرَتْ صدورهم الآن في موضع نصب لأَنه صفة حلت محل موصوف منصوب على الحال وفيه بعض صَنْعَةٍ لإِقامتك الصفة مقام الموصوف وها مما
( * كذا بياض بالأَصل ) وموضع الإِضطرار أَولى به من النثر
( * قوله النثر هكذا في الأَصل ) وحال الاختيار وكل من بَعِلَ بشيءٍ أَو ضاق صدره بأَمر فقد حَصِرَ ومنه قول لبيد يصف نخلة طالت فحَصِرَ صدرُ صارِمِ ثمرها حين نظر إِلى أَعاليها وضاق صدره أَن رَقِيَ إِليها لطولها أَعْرَضْتُ وانْتَصَبَتْ كَجِذْع مُنِيفةٍ جَرْداءَ يَحْصَرُ دونَها صُرَّامُها أَي تضيق صدورهم بطول هذه النخلة وقال الفراء في قوله تعالى أَو جاؤوكم حَصِرَتْ صدورهم العرب تقول أَتاني فلان ذَهَبَ عَقْلُهُ يريدون قد ذهب عقله قال وسمع الكسائي رجلاً يقول فأَصبحتُ نظرتُ إِلى ذات التنانير وقال الزجاج جعل الفراء قوله حَصِرَتْ حالاً ولا يكون حالاً إِلاَّ بقد قال وقال بعضهم حَصِرَتْ صدورهم خبر بعد خبر كأَنه قال أَو جاؤوكم ثم أَخبر بعدُ قال حَصِرَتْ صدورهم أَن يقاتلوكم وقال أَحمد بن يحيى إِذا أَضمرت قد قرّبت من الحال وصارت كالاسم وبها قرأَ من قرأَ حَصِرَةً صُدورُهُمْ قال أَبو زيد ولا يكون جاءني القوم ضاقت صدورهم إِلاَّ أَن تصله بواو أَو بقد كأَنك قلت جاءني القوم وضاقت صدورهم أَو قد ضاقت صدورهم قال الجوهري وأَما قوله أَو جاؤوكم حصرت صدورهم فأَجاز الأَخفش والكوفيون أَن يكون الماضي حالاً ولم يجزه سيبويه إِلاَّ مع قد وجعل حَصِرَتْ صدورهم على جهة الدعاء عليهم وفي حديث زواج فاطمة رضوان الله عليه فلما رأَت عليّاً جالساً إِلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم حَصِرَتْ وبكت أَي استحت وانقطعت كأَن الأَمر ضاق بها كما يضيق الحبس على المحبوس والحَصُورُ من الإِبل الضَّيِّقَةُ الأَحاليل وقد حَصَرَتْ بالفتح وأَحْصَرَتْ ويقال للناقة إِنها لِحَصِرَةُ الشَّخْب نَشِبَةُ الدَّرِّ والحَصَرُ نَشَبُ الدِّرَّةِ في العروق من خبث النفس وكراهة الدَّرَّةِ وحَصَرَهُ يَحْصُرُهُ حَصْراً فهو مَحْصُورٌ وحَصِيرٌ وأَحْصَرَهُ كلاهما حبسه عن السفر وأَحْصَرَهُ المرض منعه من السفر أَو من حاجة يريدها قال الله عز وجل فإِن أُحْصِرْتُمْ وأَحْصَرَني بَوْلي وأَحْصَرني مرضي أَي جعلني أَحْصُرُ نفسي وقيل حَصَرَني الشيء وأَحْصَرَني أَي حبسني وحَصَرَهُ يَحصُِرهُ حَصْراً ضيق عليه وأَحاط به والحَصِيرُ الملِكُ سمي بذلك لأَنه مَحصُورٌ أَي محجوب قال لبيد وقَماقِمٍ غُلْبِ الرِّقاب كأَنَّهُمْ جِنُّ على باب الحَصِير قِيامُ الجوهري ويروى ومَقامَةٍ غُلْبِ الرقابِ على أَن يكون غُلْبُ الرقاب بدلاً من مَقامَةٍ كأَنه قال ورُبَّ غُلْبِ الرقاب وروي لَدى طَرَفِ الحصير قيام والحَصِيرُ المَحْبِسُ وفي التنزيل وجعلنا جهنم للكافرين حَصِيراً وقال القتيبي هو من حَصَرْته أَي حبسته فهو محصور وهذا حَصِيرُه أَي مَحْبِسُه وحَصَرَهُ المرض حبسه على المثل وحَصِيرَةُ التمر الموضع الذي يُحْصَرُ فيه وهو الجَرِينُ وذكره الأَزهري بالضاد المعجمة وسيأْتي ذكره والحِصارُ المَحْبِس كالحَصِيرِ والحُصْرُ والحُصُرُ احتباس البطن وقد حُصِرَ غائطه على ما لم يسمَّ فاعله وأُحْصِرَ الأَصمعي واليزيدي الحُصْرُ من الغائط والأُسْرُ من البول الكسائي حُصِرَ بغائطه وأُحْصِرَ بضم الأَلف ابن بُزُرج يقال للذي به الحُصْرُ محصور وقد حُصِرَ عليه بولُه يُحْصَرُ حَصْراً أَشَدَّ الحصْرِ وقد أَخذه الحُصْرُ وأَخذه الأُسْرُ شيء واحد وهو أَن يمسك ببوله يَحْصُرُ حَصْراً فلا يبول قال ويقولون حُصِرَ عليه بولُه وخلاؤُه ورجل حَصِرٌ كَتُومٌ للسر حابس له لا يبوح به قال جرير ولقد تَسَقَّطني الوُشاةُ فَصادفوا حَصِراً بِسرِّكِ يا أُمَيْم ضَنِينا وهم ممن يفضلون الحَصُورَ الذي يكتم السر في نفسه وهو الحَصِرُ والحَصِيرُ والحَصورُ المُمْسِكُ البخيل الضيق ورجل حَصِرٌ بالعطاء وروي بيت الأَخطل باللغتين جميعاً وشارب مُرْبِحٍ بالكاس نادَمَنيِ لا بالحَصُورِ ولا فيها بِسَوَّارِ وحَصِرَ بمعنى بخل والحَصُور الذي لا ينفق على النَّدامَى وفي حديث ابن عباس ما رأَيت أَحداً أَخْلَقَ للمُلْكِ من معاوية كان الناس يَرِدُونَ منه أَرْجاءَ وادٍ رَحْبٍ ليس مثلَ الحَصِرِ العَقِصِ يعني ابن الزبير الحَصِرُ البخيل والعَقِصُ الملتوي الصَّعْبُ الأَخلاق ويقال شرب القوم فَحَصِرَ عليهم فلان أَي بخل وكل من امتنع من شيء لم يقدر عليه فقد حَصِرَ عنه ولهذا قيل حَصِرَ في القراءة وحَصِر عن أَهله والحَصُورُ الهَيُوبُ المُحْجِمُ عن الشيء وعلى هذا فسر بعضهم بيت الأَخطل وشارب مربح والحَصُور أَيضاً الذي لا إِرْبَةَ له في النساء وكلاهما من ذلك أَي من الإِمساك والمنع وفي التنزيل وسَيِّداً وحَصُوراً قال ابن الأَعرابي هو الذي لا يشتهي النساء ولا يقربهنّ الأَزهري رجل حَصُورٌ إِذا حُصِرَ عن النساء فلا يستطيعهنّ والحَصُورُ الذي لا يأْتي النساء وامرأَة حَصْراءُ أَي رَتْقاء وفي حديث القِبْطِيِّ الذي أَمر النبي صلى الله عليه وسلم عليّاً بقتله قال فرفعت الريحُ ثوبَهُ فإِذا هو حَصُورٌ هو الذي لا يأْتي النساء لأَنه حبس عن النكاح ومنع وهو فَعُول بمعنى مَفْعُول وهو في هذا الحديث المحبوب الذكر والانثيين وذلك أَبلغ في الحَصَرِ لعدم آلة النكاح وأَما العاقر فهو الذي يأْتيهنّ ولا يولد له وكله من الحَبْسِ والاحتباس ويقال قوم مُحَصْرُون إِذا حُوصِرُوا في حِصْنٍ وكذلك هم مُحْصَرُون في الحج قال الله عز وجل فإِن أُحْصِرْتم والحِصارُ الموضع الذي يُحْصَرُ فيه الإِنسان تقول حَصَرُوه حَصْراً وحاصَرُوه وكذلك قول رؤبة مِدْحَةَ مَحْصُورٍ تَشَكَّى الحَصْرَا قال يعني بالمحصور المحبوس والإِحصارُ أَن يُحْصَر الحاج عن بلوغ المناسك بمرض أَو نحوه وفي حديث الحج المُحْصَرُ بمرض لا يُحِلُّ حتى يطوف بالبيت هو ذلك الإِحْصارُ المنع والحبس قال الفرّاء العرب تقول للذي يمنعه خوف أَو مرض من الوصول إِلى تمام حجه أَو عمرته وكل ما لم يكن مقهوراً كالحبس والسحر وأَشباه ذلك يقال في المرض قد أُحْصِرَ وفي الحبس إِذا حبسه سلطان أَو قاهر مانع حُصِرَ فهذا فرق بينهما ولو نويت بقهر السلطان أَنها علة مانعة ولم تذهب إِلى فعل الفاعل جاز لك أَن تقول قد أُحْصِرَ الرجل ولو قلت في أُحْصِرَ من الوجع والمرض إِن المرض خَصَره أَو الخوف جاز أَن تقول حُصِرَ قوله عز وجل وسيداً وحصوراً يقال إِنه المُحْصَرُ عن النساء لأَنها علة قيس بمحبوس فعلى هذا فابْنِ وقيل سمي حصوراً لأَنه حبس عما يكون من الرجال وحَصَرَني الشيء وأَحْصَرَني حبسني وأَنشد لابن ميادة وما هجرُ لَيْلَى أَن تكونَ تَباعَدَتْ عليكَ ولا أَنْ أَحْصَرَتْكَ شُغُولُ في باب فَعَلَ وأَفْعَلَ وروى الأَزهري عن يونس أَنه قال إِذا رُدَّ الرجل عن وجه يريده فقد أُحْصِرَ وإِذا حبس فقد حُصِرَ أَبو عبيدة حُصِرَ الرجل في الحبس وأُحْصِرَ في السفر من مرض أَو انقطاع به قال ابن السكيت يقال أَحصره المرض إِذا منعه من السفر أَو من حاجة يريدها وأَحصره العدوّ إِذا ضيق عليه فَحصِرَ أَي ضاق صدره الجوهري وحَصَرَهُ العدوّ يَحْصُرُونه إِذا ضيقوا عليه وأَحاطوا به وحاصَرُوه مُحاصَرَةً وحِصاراً وقال أَبو إِسحق النحوي الروية عن أَهل اللغة أَن يقال للذي يمنعه الخوف والمرض أُحْصِرَ قال ويقال للمحبوس حُصِرَ وإِنما كان ذلك كذلك لأَن الرجل إِذا امتنع من التصرف فقد حَصَرَ نَفْسَه فكَأَنَّ المرض أَحبسه أَي جعله يحبس نفسه وقولك حَصَرْتُه حبسته لا أَنه أَحبس نفسه فلا يجوز فيه أَحصر قال الأَزهري وقد صحت الرواية عن ابن عباس أَنه قال لا حَصْرَ إِلاَّ حَصْرُ العدوّ فجعله بغير أَلف جائزاً بمعنى قول الله عز وجل فإِن أُحْصِرْتُمْ فما اسْتَيْسَرَ من الهَدْيِ قال وقال الله عز وجل وجعلنا جهنم للكافرين حَصِيراً أَي مَحْبِساً ومَحْصَِراً ويقا حَصَرْتُ القومَ في مدينة بغير أَلف وقد أَحْصَرَه المرض أَي منعه من السفر وأَصلُ الخَصْرِ والإِحْصارِ المنعُ وأَحْصَرَهُ المرضُ وحُصِرَ في الحبس أَقوى من أُحْصِرَ لأَن القرآن جاء بها والحَصِيرُ الطريق والجمع حُصُرٌ عن ابن الأَعرابي وأَنشد لما رأَيتُ فِجاجَ البِيدِ قد وضَحَتْ ولاحَ من نُجُدٍ عادِيَّةٌ حُصُرُ نُجْدٌ جمع نَجْدٍ كَسَحْلٍ وسُحُلٍ وعادية قديمة وحَصَرَ الشيءَ يَحْصُرُه حَصْراً استوعبه والحَصِيرُ وجه الأَرض والجمع أَحْصِرَةٌ وحُصُر والحَصِيرُ سَقيفَة تُصنع من بَرْديٍّ وأَسَلٍ ثم تفرش سمي بذلك لأَنه يلي وجه الأَرض وقيل الحَصِيرُ المنسوجُ سمي حَصِيراً لأَنه حُصِرَتْ طاقته بعضها مع بعض والحَصِيرُ أَفضلُ الجهاد وأَكملُه حجُّ مَبْرُورٌ ثم لزومُ الحَصِيرِ وفي رواية أَنه قال لأَزواجه هذه ثم قال لزومُ الحُصُرِ أَي أَنكنَّ لا تَعُدْنَ تخرجن من بيوتكنّ وتلزمن الحُصُرَ وهو جمع حَصِير الذي يبسط في البيوت وتضم الصاد وتسكن تخفيفاً وقول أَبي ذؤيب يصف ماء مزج به خمر تَحَدَّرَ عن شاهِقِ كالحَصِي رِ مُسْتَقْبِلَ الريحِ والفَيْءُ قَرّ يقول تَنَزَّلَ الماءُ من جبل شاهق له طرائق كشُطَب الحصير والحَصِيرُ البِساطُ الصغير من النبات والحَصِيرُ الجَنْبُ والحَصِيرانِ الجَنْبانِ الأَزهري الجَنْبُّ يقال له الحَصِيرُ لأَن بعض الأَضلاع مَحْصُورٌ مع بعض وقيل الحَصِيرُ ما بين العِرْقِ الذي يظهر في جنب البعير والفرس معترضاً فما فوقه إِلى مُنْقَطَعِ الجَنْبِ والحَصِيرُ لحمُ ما بين الكتف إِلى الخاصرة وأَما قول الهذلي وقالوا تركنا القومَ قد حَصَرُوا به ولا غَرْوَ أَنْ قد كانَ ثَمَّ لَحيمُ قالوا معنى حصروا به أَي أَحاطوا به وحَصِيرا السيف جانباه وحَصِيرُه فِرِنْدُه الذي تراه كَأَنه مَدَبُّ النملِ قال زهير بِرَجْمٍ كَوَقْعِ الهُنْدُوانِيِّ أَخْلَصَ الصَّ ياقِلُ منه عن حَصِيرٍ ورَوْنَقِ وأَرض مَحْصُورة ومنصورة ومضبوطة أَي ممطورة والحَِصارُ والمِحْصَرَةُ حَقيبَةٌ وقال الجوهري وسادَةٌ تلقى على البعير ويرفع مؤخرها فتجعل كآخِرَةِ الرجل ويحشى مقدّمها فيكون كقادِمَةِ الرحل وقيل هو مَرْكَبٌ به الرَّاضَةُ وقيل هو كساء يطرح على ظهره يُكْتَفَلُ به وأَحْصَرْتُ الجملَ وحَصَرْتُه جعلت له حِصاراً وهو كساء يجعل حول سَنامِهِ وحَصَرَ البعيرَ يَحْصُرُه ويحْصِرُه حَصْراً واحْتَصَرَهُ شَدَّه بالحِصار والمِحْصَرَةُ قَتَبٌ صغير يُحْصَرَ به البعير ويلقى غليه أَداة الراكب وفي حديث أَبي بكر أَن سَعْداً الأَسْلَمِيَّ قال رأَيته بالخَذَواتِ وقد حَلَّ سُفْرَةً مُعَلَّقَةً في مؤَخَّرَةِ الحِصَارِ هو من ذلك وفي حديث حذيفةَ تُعْرَضُ الفِتَنُ على القلوب عَرْضَ الحصير أَي تحيط بالقلوب يقال حَصَرَ به القومُ أَي أَطافوا وقيل هو عِرْقٌ يمتدّ معترِضاً على جنب الدابة إِلى ناحية بطنها فشبه الفتن بذلك وقيل هو ثوب مزخرف منقوش إِذا نشر أَخذ القلوب بحسن صنعته وكذلك الفتنة تزين وتزخرف للناس وعاقبة ذلك إِلى غرور

( حضر ) الحُضورُ نقيض المَغيب والغَيْبةِ حَضَرَ يَحْضُرُ حُضُوراً وحِضَارَةً ويُعَدَّى فيقال حَضَرَهوحَضِرَه
( * قوله « فيقال حضرهوحضره إلخ » أَي فهو من بابي نصر وعلم كما في القاموس ) يَحْضُرُه وهو شاذ والمصدر كالمصدر وأَحْضَرَ الشيءَ وأَحْضَرَه إِياه وكان ذلك بِحَضْرةِ فلان وحِضْرَتِه وحُضْرَتِه وحَضَرِه ومَحْضَرِه وكلَّمتُه بِحَضْرَةِ فلان وبمَحَضْرٍ منه أَي بِمَشْهَدٍ منه وكلمته أَيضاً بِحَضَرِ فلان بالتحريك وكلهم يقول بِحَضَرِ فلان بالتحريك الجوهري حَضْرَةُ الرجل قُرْبهُ وفِناؤّ وفي حديث عمرو ابن سَلِمَة
( * قوله « عمرو بن سلمة » كان يؤمّ قومه وهو صغير وكان أبوه فقيراً وكان عليه ثوب خلق حتى قالوا غطوا عنا أست قارئكم فكسوه جبة وكان يتلقى الوفد ويتلقف منهم القرآن فكان أكثر قومه قرآناً وأَمَّ بقومه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يثبت له منه سماع وأبوهسلمة بكسر اللام وفد على النبي صلى الله عليه وسلم كذا بهامش النهاية ) الجَرْمِيِّ كنا بِحَضْرَةِ ماءٍ أَي عنده ورجل خاصِرٌ وقوم حُضَّرٌ وحُضُورٌ وإِنه لحَسنُ الحُضْرَةِ والحِضْرَةِ إذا حَضَرَ بخير وفلان حَسَنُ المَحْضَرِ إِذا كان ممن يذكر الغئبَ بخير وأَبو زيد هو رجل حَضِرٌ إِذا حَضَرَ بخير ويقال إِنه لَيَعْرِفُ مَنْ بِحَضْرَتِهِ ومَنْ بِعَقْوَتِه الأَزهري الحَضْرَةُ قُرْبُ الشيء تقول كنتُ بِحَضْرَةِ الدار وأَنشد الليث فَشَلَّتْ يداه يومَ يَحْمِلُ رايَةً إِلى نَهْشَلٍ والقومُ حَضْرَة نَهْشَلِ ويقال ضربت فلاناً بِحَضُرَةِ فلان وبمَحْضَرِه الليث يقال حَضَرَتِ الصلاة وأَهل المدينة يقولون حَضِرَتْ وكلهم يقول تَحْضَرُ وقال شمر يقال حَضِرَ القاضِيَ امرأَةٌ تَحْضَرُ قال وإِنما أُنْدِرَتِ التاء لوقوع القاضي بين الفعل والمرأَة قال الأَزهري واللغة الجيدة حَضَرَتْ تَحْضُرُ وكلهم يقول تَحْضُرُ بالضم قال الجوهري وأَنشدنا أَبو ثَرْوانَ العُكْلِيُّ لجرير على لغة حَضِرَتْ ما مَنْ جَفانا إِذا حاجاتُنا حَضِرَتْ كَمَنْ لنا عندَه التَّكْريمُ واللَّطَفُ والحَضَرُ خلافُ البَدْوِ والحاضِرُ خلاف البادي وفي الحديث لا يَبِعْ حاضِرٌ لِبادٍ الحاضر المقيم في المُدُنِ والقُرَى والبادي المقيم بالبادية والمنهي عنه أَن يأْتي البَدَوِيُّ البلدة ومعه قوت يبغي التَّسارُعَ إِلى بيعه رخيصاً فيقول له الحَضَرِيُّ اتركه عندي لأُغالِيَ في بيعه فهذا الصنيع محرّم لما فيه من الإِضرار بالغير والبيع إِذا جرى مع المغالاة منعقد وهذا إِذا كانت السِّلْعَةُ مما تعم الحاجة إِليها كالأَقوات فإِن كانت لا تعم أَو كَثُرَتِ الأَقواتُ واستغني عنها ففي التحريم تردُّد يعوّل في أَحدهما على عموم ظاهر النهي وحَسْمِ بابِ الضِّرارِ وفي الثاني على معنى الضرورة وقد جاء عن ابن عباس أَنه سئل لا يبع حاضر لباد قال لا يكون له سِمْساراً ويقال فلان من أَهل الحاضرة وفلان من أَهل البادية وفلان حَضَرِيٌّ وفلان بَدَوِيٌّ والحِضارَةُ الإِقامة في الحَضَرِ عن أَبي زيد وكان الأَصمعي يقول الحَضارَةُ بالفتح قال القطامي فَمَنْ تَكُنِ الحَضَارَةُ أَعْجَبَتْه فأَيَّ رجالِ بادِيَةٍ تَرانَا ورجل حَضِرٌ لا يصلح للسفر وهم حُضُورٌ أَي حاضِرُونَ وهو في الأَصل مصدر والحَضَرُ والحَضْرَةُ والحاضِرَةُ خلاف البادية وهي المُدُنُ والقُرَى والرِّيفُ سميت بذلك لأَن أَهلها حَضَرُوا الأَمصارَ ومَساكِنَ الديار التي يكون لهم بها قَرارٌ والبادية يمكن أَن يكون اشتقاقُ اسمِها من بَدا يَبْدُو أَي بَرَزَ وظهر ولكنه اسم لزم ذلك الموضعَ خاصةً دونَ ما سواه وأَهل الحَضَرِ وأَهل البَدْوِ والحاضِرَةُ والحاضِرُ الحَيُّ العظيم أَو القومُ وقال ابن سيده الحَيُّ إِذا حَضَرُوا الدارَ التي بها مُجْتَمَعُهُمْ قال في حاضِرٍ لَجِبٍ بالليلِ سامِرُهُ فيهِ الصَّواهِلُ والرَّاياتُ والعَكَرُ فصار الحاضر اسماً جامعاً كالحاجِّ والسَّامِرِ والجامِل ونحو ذلك قال الجوهري هو كما يقال حاضِرُ طَيِّءٍ وهو جمع كما يقال سامِرٌ للسُّمَّار وحاجٌّ للحُجَّاج قال حسان لنا حاضِرٌ فَعْمٌ وبادٍ كَأَنَّهُ قطِينُ الإِلهِ عِزَّةً وتَكَرُّما وفي حديث أُسامة وقد أَحاطوا بحاضر فَعْمٍ الأَزهري العرب تقول حَيٌّ حاضِرٌ بغير هاء إِذا كانوا نازلين على ماءٍ عِدٍّ يقال حاضِرُ بني فلانٍ على ماءِ كذا وكذا ويقال للمقيم على الماء حاضرٌ وجمعه حُضُورٌ وهو ضدّ المسافر وكذلك يقال للمقيم شاهدٌ وخافِضٌ وفلان حاضِرٌ بموضع كذا أَي مقيم به ويقال على الماء حاضِرٌ وهؤلاء قوم حُضَّارٌ إِذا حَضَرُوا المياه ومَحاضِرُ قال لبيد فالوادِيانِ وكلُّ مَغْنًى مِنْهُمُ وعلى المياهِ مَحاضِرٌ وخِيامُ قال ابن بري هو مرفوع بالعطف على بيت قبله وهو أَقْوَى وعُرِّيَ واسِطٌ فَبِرامُ من أَهلِهِ فَصُوائِقٌ فَخُزامُ وبعده عَهْدِي بها الحَيَّ الجميعَ وفيهمُ قبلَ التَّفَرُّقِ مَيْسِرٌ ونِدامُ وهذه كلها أَسماء مواضع وقوله عهدي رفع بالابتداء والحيّ مفعول بعهدي والجميع نعته وفيهم قبل التفرّق ميسر جملة ابتدائية في موضع نصب على الحال وقد سدّت مسدّ خبر المبتدإِ الذي هو عهدي على حد قولهم عهدي بزيد قائماً وندام يجوز أَن يكون جمع نديم كظريف وظراف ويجوز أَن يكون جمع ندمان كغرثان وغراث قال وحَضَرَةٌ مثل كافر وكَفَرَةٍ وفي حديث آكل الضب أَنَّى تَححضُرُنِي منَ اللهِ حاضِرَةٌ أَراد الملائكة الذين يحضرونه وحاضِرَةٌ صفة طائفة أَو جماعة وفي حديث الصبح فإِنها مَشْهُودَة مَحْضُورَةٌ أَي يحضرها ملائكة الليل والنهار وحاضِرُو المِياهِ وحُضَّارُها الكائنون عليها قريباً منها لأَنهم يَحْضُرُونها أَبداً والمَحْضَرُ المَرْجِعُ إِلى المياه الأَزهري المحضَر عند العرب المرجع إِلى أَعداد المياه والمُنْتَجَعُ المذهبُ في طلب الكَلإِ وكل مُنْتَجَعٍ مَبْدًى وجمع المَبْدَى مَبادٍ وهو البَدْوُ والبادِيَةُ أَيضاً الذين يتباعدون عن أَعداد المياه ذاهبين في النُّجَعِ إِلى مَساقِط الغيث ومنابت الكلإِ والحاضِرُون الذين يرجعون إِلى المَحاضِرِ في القيظ وينزلون على الماء العِدِّ ولا يفارقونه إِلى أَن يقع ربيع بالأَرض يملأُ الغُدْرانَ فينتجعونه وقوم ناجِعَةٌ ونواجِعُ وبادِيَةٌ وبوادٍ بمعنى واحد وكل من نزل على ماءٍ عِدٍّ ولم يتحوّل عنه شتاء ولا صيفاً فهو حاضر سواء نزلوا في القُرَى والأَرْياف والدُّورِ المَدَرِيَّة أَو بَنَوُا الأَخْبِيَةَ على المياه فَقَرُّوا بها ورَعَوْا ما حواليها من الكلإِ وأَما الأَعراب الذين هم بادية فإِنما يحضرون الماء العِدَّ شهور القيظ لحاجة النَّعَمِ إِلى الوِرْدِ غِبّاً ورَفْهاً وافْتَلَوُا الفَلَوَاِ المُكْلِئَةَ فإِن وقع لهم ربيع بالأَرض شربوا منه في مَبْدَاهُمْ الذي انْتَوَوْهُ فإِن استأْخر القَطْرُ ارْتَوَوْا على ظهور الإِبل بِشِفاهِهِمْ وخيلهم من أَقرب ماءٍ عِدٍّ يليهم ورفعوا أَظْماءَهُمْ إِلى السَّبْعِ والثِّمْنِ والعِشْرِ فإِن كثرت فيه الأَمطار والْتَفَّ العُشْبُ وأَخْصَبَتِ الرياضُ وأَمْرَعَتِ البلادُ جَزَأَ النَّعَمُ بالرَّطْبِ واستغنى عن الماء وإِذا عَطِشَ المالُ في هذه الحال وَرَدَتِ الغُدْرانَ والتَّناهِيَ فشربتْ كَرْعاً وربما سَقَوْها من الدُّحْلانِ وفي حديث عَمْرِو بن سَلِمَةَ الجَرْمِيّ كنا بحاضِرٍ يَمُرُّ بنا الناسُ الحاضِرُ القومُ النُّزُولُ على ماء يقيمون به ولا يَرْحَلُونَ عنه ويقال للمَناهِل المَحاضِر للاجتماع والحضور عليها قال الخطابي ربما جعلوا الحاضِرَ اسماً للمكان المحضور يقال نزلنا حاضِرَ بني فلان فهو فاعل بمعنى مفعول وفي الحديث هِجْرَةُ الحاضِرِ أَي المكان المحضور ورجل حَضِرٌ وحَضَرٌ يَتَحَيَّنُ طعام الناس حتى يَحْضُرَهُ الأَزهري عن الأَصمعي العرب تقول اللَّبَنُ مُحْتَضَرٌ ومَحْضُورٌ فَغَطِّهِ أَي كثير الآفة يعني يَحْتَضِرُه الجنّ والدواب وغيرها من أَهل الأَرض والكُنُفُ مَحْضُورَةٌ وفي الحديث إِن هذه الحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ أَي يحضُرها الجنّ والشياطين وقوله تعالى وأَعوذ بك رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ أَي أَن تصيبني الشياطين بسوء وحُضِرَ المريض واحْتُضِرَ إِذا نزل به الموتُ وحَضَرَنِي الهَمُّ واحْتَضَرَ بيِ وتَحَضَّرَنِي وفي الحديث أَنه عليه الصلاة والسلام ذَكَرَ الأَيامَ وما في كل منها من الخير والشر ثم قال والسَّبْتُ أَحْضَرُ إِلا أَن له أَشْطُراً أَي هو أَكثر شرّاً وهو أَفْعَلُ من الحُضُورِ ومنه قولهم حُضِرَ فلان واحْتُضِرَ إِذا دنا موته قال ابن الأَثير وروي بالخاءِ المعجمة وقيل هو تصحيف وقوله إِلا أَن له أَشْطُراً أَي خيراً مع شره ومنه حَلَبَ الدهرَ الأَشْطُرَهُ أَي نال خَيْرَهُ وشَرَّه وفي الحديث قُولُوا ما يَحْضُرُكُمْ
( * قوله « قولوا ما يحضركم » الذي في النهاية قولوا ما بحضرتكم ) أَي ما هو حاضر عندكم موجود ولا تتكلفوا غيره والحَضِيرَةُ موضع التمر وأَهل الفَلْحِ
( * قوله « وأهل الفلح » بالحاء المهملة والجيم أَي شق الأَرض للزراعة ) يُسَمُّونها الصُّوبَةَ وتسمى أَيضاً الجُرْنَ والجَرِينَ والحَضِيرَةُ جماعة القوم وقيل الحَضِيرَةُ من الرجال السبعةُ أَو الثمانيةُ قال أَبو ذؤيب أَو شهاب ابنه رِجالُ حُرُوبٍ يَسْعَرُونَ وحَلْقَةٌ من الدار لا يأْتي عليها الحضائِرُ وقيل الحَضِيرَةُ الأَربعة والخمسة يَغْزُونَ وقيل هم النَّفَرُ يُغْزَى بهم وقيل هم العشرة فمن دونهم الأَزهري قال أَبو عبيد في قول سَلْمَى الجُهَنِيَّةِ تمدح رجلاً وقيل ترثيه يَرِدُ المِياهَ حَضِيرَةً ونَفِيضَةً وِرْدَ القَطاةِ إِذا اسْمَأَلَّ التُّبَّعُ اختلف في اسم الجهنية هذه فقيل هي سلمى بنت مَخْدَعَةَ الجهنية قال ابن بري وهو الصحيح وقال الجاحظ هي سُعْدَى بنت الشَّمَرْدَل الجهنية قال أَبو عبيد الحَضِيرَةُ ما بين سبعة رجال إِلى ثمانية والنَّفِيضَةُ الجماعة وهم الذين يَنْفُضُونَ وروى سلمة عن الفراء قال حَضِيرَةُ الناس ونَفِيضَتُهم الجماعَةُ قال شمر في قوله حضيرةً ونفيضةً قال حضيرة يحضرها الناس يعني المياه ونفيضة ليس عليها أَحد حكي ذلك عن ابن الأَعرابي ونصب حضيرة ونفيضة على الحال أَي خارجة من المياه وروي عن الأَصمعي الحضيرة الذين يحضرون المياه والنفيضة الذين يتقدمون الخيل وهم الطلائع قال الأَزهري وقول ابن الأَعرابي أَحسن قال ابن بري النفيضة جماعة يبعثون ليكشفوا هل ثَمَّ عدوّ أَو خوف والتُّبَّعُ الظل واسْمَأَلَّ قَصُرَ وذلك عند نصف النهار وقبله سَبَّاقُ عادِيةٍ ورأْسُ سَرِيَّةٍ ومُقاتِلٌ بَطَلٌ وَهادٍ مِسْلَعُ المِسْلَعُ الذي يشق الفلاة شقّاً واسم المَرْثِيِّ أَسْعَدُ وهو أَخو سلمى ولهذا تقول بعد البيت أَجَعَلْتَ أَسْعَدَ لِلرِّماحِ دَرِيئَةً هَبَلَتْكَ أُمُّكَ أَيَّ جَرْدٍ تَرْقَعُ ؟ الدَّرِيئَةُ الحَلْقَةُ التي يتعلم عليها الطعن والجمع الحضائر قال أَبو شهاب الهذلي رِجالُ حُرُوبٍ يَسْعَرُونَ وحَلْقَةٌ من الدار لا تَمْضِي عليها الحضائِرُ وقوله رجال بدل من معقل في بيت قبله وهو فلو أَنهمْ لم يُنْكِرُوا الحَقَّ لم يَزَلْ لهم مَعْقِلٌ مِنَّا عَزيزٌ وناصِرُ يقول لو أَنهم عرفوا لنا محافظتنا لهم وذبَّنا عنهم لكان لهم منا مَعْقِلٌ يلجؤُون إِليه وعز ينتهضون به والحَلْقَةُ الجماعة وقوله لا تمضي عليها الحضائر أَي لا تجوز الحضائر على هذه الحلقة لخوفهم منها ابن سيده قال الفارسي حَضيرَة العسكر مقدّمتهم والحَضِيرَةُ ما تلقيه المرأَة من وِلادِها وحَضِيرةُ الناقة ما أَلقته بعد الولادة والحَضِيرَةُ انقطاع دمها والحَضِيرُ دمٌ غليظ يجتمع في السَّلَى والحَضِيرُ ما اجتمع في الجُرْحِ من جاسِئَةِ المادَّةِ وفي السَّلَى من السُّخْدِ ونحو ذلك يقال أَلقت الشاةُ حَضِيرتَها وهي ما تلقيه بعد الوَلَدِ من السُّخْدِ والقَذَى وقال أَبو عبيدة الحَضِيرَةُ الصَّاءَةُ تَتْبَعُ السَّلَى وهي لفافة الولد ويقال للرجل يصيبه اللَّمَمُ والجُنُونُ فلان مُحْتَضَرٌ ومنه قول الراجز وانْهَمْ بِدَلْوَيْكَ نَهِيمَ المُحْتَضَرْ فقد أَتتكَ زُمَراً بعد زُمَرْ والمُحْتَضِرُ الذي يأْتي الحَضَرَ ابن الأَعرابي يقال لأُذُنِ الفيل الحاضِرَةُ ولعينه الحفاصة
( * قوله « الحفاصة » كذا بالأصل بدون نقط وكتب بهامشه بدلها العاصة ) وقال الحَضْرُ التطفيل وهو الشَّوْلَقِيُّ وهو القِرْواشُ والواغِلُ والحَضْرُ الرجل الواغِلُ الرَّاشِنُ والحَضْرَةُ الشِّدَّةُ والمَحْضَرُ السِّجِلُّ والمُحاضَرَةُ المجالدة وهو أَن يغالبك على حقك فيغلبك عليه ويذهب به قال الليث المُحاضَرَةُ أَن يُحاضِرَك إِنسان بحقك فيذهب به مغالبةً أَو مكابرة وحاضَرْتُه جاثيته عند السلطان وهو كالمغالبة والمكاثرة ورجل حَضْرٌ ذو بيان وتقول حَضَارِ بمعنى احْضُرْ وحَضَارِ مبنية مؤنثة مجرورة أَبداً اسم كوكب قال ابن سيده هو نجم يطلع قبل سُهَيْلٍ فتظن الناس به أَنه سهيل وهو أَحد المُحْلِفَيْنِ الأَزهري قال أَبو عمرو بن العلاء يقال طلعت حَضَارِ والوَزْنُ وهما كوكبان يَطْلُعانِ قبل سهيل فإِذا طلع أَحدهما ظن أَنه سهيل للشبه وكذلك الوزن إِذا طلع وهما مُحْلِفانِ عند العرب سميا مُحْلِفَيْنِ لاخْتِلافِ الناظرين لهما إِذا طلعا فيحلف أَحدهما أَنه سهيل ويحلف الآخر أَنه ليس بسهيل وقال ثعلب حَضَارِ نجم خَفِيٌّ في بُعْدٍ وأَنشد أَرَى نارَ لَيْلَى بالعَقِيقِ كأَنَّها حَضَارِ إِذا ما أَعْرَضَتْ وفُرُودُها الفُرُودُ نجوم تخفى حول حَضَارِ يريد أَن النار تخفى لبعدها كهذا النجم الذي يخفى في بعد قال سيبويه أَما ما كان آخره راء فإن أَهل الحجاز وبني تميم متفقون فيه ويختار فيه بنو تميم لغة أَهل الحجاز كما اتفقوا في تراك الحجازية لأَنها هي اللغة الأُولى القُدْمَى وزعم الخليل أَن إِجْناحَ الأَلف أَخفُّ عليهم يعني الإِمالةَ ليكون العمل من وجه واحد فكرهوا تركَ الخِفَّةِ وعلموا أَنهم إِن كسروا الراء وصلوا إِلى ذلك وأَنهم إِن رفعوا لم يصلوا قال وقد يجوز أَن ترفع وتنصب ما كان في آخره الراء قال فمن ذلك حَضَارِ لهذا الكوكب وسَفَارِ اسم ماء ولكنهما مؤنثان كماوِيَّةَ وقال فكأَنَّ تلك اسم الماءة وهذه اسم الكوكبة والحِضارُ من الإِبل البيضاء الواحد والجمع في ذلك سواء وفي الصحاح الحِضارُ من الإِبل الهِجانُ قال أَبو ذؤيب يصف الخمر فما تُشْتَرَى إِلاَّ بِرِبْحٍ سِباؤُها بَناتُ المَخاضِ شُؤمُها وحِضارُها شومها سودها يقول هذه الخمر لا تشترى أَلا بالإِبل السود منها والبيض قال ابن بري والشوم بلا همز جمع أَشيم وكان قياسه أَن يقال شِيمٌ كأَبيض وبِيضٍ وأَما أَبو عمرو الشَّيْباني فرواه شيمها على القياس وهما بمعنًى الواحدُ أَشْيَمُ وأَما الأَصمعي فقال لا واحد له وقال عثمان بن جني يجوز أَن يجمع أَشْيَمُ على شُومٍ وقياسه شِيمٌ كما قالوا ناقة عائط للتي لم تَحْمِلْ ونوق عُوط وعِيط قال وأَما قوله إِن الواحد من الحِضَارِ والجمعَ سواء ففيه عند النحويين شرح وذلك أَنه قد يتفق الواحد والجمع على وزن واحد إِلا أَنك تقدّر البناء الذي يكون للجمع غير البناء الذي يكون للواحد وعلى ذلك قالوا ناقة هِجانٌ ونوق هِجانٌ فهجان الذي هو جمع يقدّر على فِعَالٍ الذي هو جمعٌ مثل ظِرافٍ والذي يكون من صفة المفرد تقدره مفرداً مثل كتاب والكسرة في أَول مفرده غير الكسرة التي في أَوَّل جمعه وكذلك ناقة حِضار ونوق حِضار وكذلك الضمة في الفُلْكِ إِذا كان المفردَ غَيْرُ الضمة التي تكون في الفلك إِذا كان جمعاً كقوله تعالى في الفُلْكِ المشحون هذه الضمة بإِزاء ضمة القاف في قولك القُفْل لأَنه واحد وأَما ضمة الفاء في قوله تعالى والفُلْكِ التي تجري في البحر فهي بإِزاء ضمة الهمزة في أُسْدٍ فهذه تقدّرها بأَنها فُعْلٌ التي تكون جمعاً وفي الأَوَّل تقدرها فَعْلاً التي هي للمفرد الأَزهري والحِضارُ من الإِبل البيض اسم جامع كالهِجانِ وقال الأُمَوِيُّ ناقة حِضارٌ إِذا جمعت قوّة ورِحْلَةً يعني جَوْدَةَ المشي وقال شمر لم أَسمع الحِضارَ بهذا المعنى إِنما الحِضارُ بيض الإِبل وأَنشد بيت أَبي ذؤيب شُومُها وحِضارُها أَي سودها وبيضها والحَضْراءُ من النوق وغيرها المُبادِرَةُ في الأَكل والشرب وحَضارٌ اسم للثور الأَبيض والحَضْرُ شَحْمَةٌ في العانة وفوقها والحُضْرُ والإِحْضارُ ارتفاع الفرس في عَدْوِه عن الثعلبية فالحُضْرُ الاسم والإِحْضارُ المصدر الأَزهري الحُضْرُ والحِضارُ من عدو الدواب والفعل الإِحْضارُ ومنه حديث وُرُودِ النار ثم يَصْدُرُونَ عنها بأَعمالهم كلمح البرق ثم كالريح ثم كحُضْرِ الفرس ومنه الحديث أَنه أَقْطَعَ الزُّبَيْرَ حُضْرَ فرسه بأَرض المدينة ومنه حديث كعبِ بن عُجْرَةَ فانطلقتُ مُسْرِعاً أَو مُحْضِراً فأَخذتُ بِضَبُعِهِ وقال كراع أَحْضَرَ الفرسُ إِحْضَاراً وحُضْراً وكذلك الرجل وعندي أَن الحُضْرَ الاسم والإِحْضارَ المصدرُ واحْتَضَرَ الفرسُ إِذا عدا واسْتَحْضَرْتُه أَعْدَيْتُه وفرس مِحْضِيرٌ الذكر والأُنثى في ذلك سواء وفرس مِحْضِيرٌ ومِحْضارٌ بغير هاء للأُنثى إِذا كان شديد الحُضْرِ وهو العَدْوُ قال الجوهري ولا يقال مِحْضار وهو من النوادر وهذا فرس مِحْضير وهذه فرس مِحْضِيرٌ وحاضَرْتُهُ حِضاراً عَدَوْتُ معه وحُضَيْرُ الكتائِب رجلٌ من سادات العرب وقد سَمَّتْ حاضِراً ومُحاضِراً وحُضَيْراً والحَضْرُ موضع الأَزهري الحَضْرُ مدينة بنيت قديماً بين دِجْلَةَ والفُراتِ والحَضْرُ بلد بإِزاء مَسْكِنٍ وحَضْرَمَوْتُ اسم بلد قال الجوهري وقبيلة أَيضاً وهما اسمان جعلا واحداً إِن شئت بنيت الاسم الأَول على الفتح وأَعربت الثاني إِعراب ما لا ينصرف فقلت هذا حَضْرَمَوْتُ وإِن شئت أَضفت الأَول إِلى الثاني فقلت هذا حَضْرُمَوْتٍ أَعربت حضراً وخفضت موتاً وكذلك القول في سامّ أَبْرَض ورَامَهُرْمُز والنسبة إِليه حَضْرَمِيُّ والتصغير حُضَيْرُمَوْتٍ تصغر الصدر منهما وكذلك الجمع تقول فلان من الحَضارِمَةِ وفي حديث مصعب بن عمير أَنه كان يمشي في الحَضْرَمِيِّ هو النعل المنسوبة إِلى حَضْرَمَوْت المتخذة بها وحَضُورٌ جبل باليمن أَو بلد باليمن بفتح الحاء وقال غامد تَغَمَّدْتُ شَرّاً كان بين عَشِيرَتِي فَأَسْمَانِيَ القَيْلُ الحَضُورِيُّ غامِدَا وفي حديث عائشة رضي الله عنها كُفِّنَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في ثوبين حَضُورِيَّيْن هما منسوبان إِلى حَضُورٍ قرية باليمن وفي الحديث ذكر حَضِيرٍ وهو بفتح الحاء وكسر الضاد قاع يسيل عليه فَيْضُ النَّقِيع بالنون

( حضجر ) الحِضَجْرُ العظيم البطن الواسِعُهُ قال حِضَجْرٌ كأُمِّ التَّوْأَمَيْنِ تَوَكَّأَتْ على مِرْفَقَيْها مُسْتَهِلَّةَ عاشِرِ وحَضاجِرُ اسم للذكر والأُنثى من الضِّباعِ سميت بذلك لسعة بطنها وعظمه قال الحطيئة هَلاَّ غَضِبْتَ لِرَحْلِ جا رِكَ إِذْ تَنَبَّذَهُ حَضاجِرْ وحَضاجِرُ معرفة ولا ينصرف في معرفة ولا نكرة لأَنه اسم للواحد على بنية الجمع لأَنهم يقولون وَطْبٌ حِضَجْرٌ وأَوْطُبٌ حَضاجِرُ يعني واسعة عظيمة قال السيرافي وإِنما جعل اسماً لها على لفظ الجمع إِرادة للمبالغة قالوا حَضاجِرُ فجعلوها جمعاً مثل قولهم مُغَيْرِبات الشمس ومُشَيْرِقات الشمس ومثله جاء البعيرُ يَجُرُّ عَثانِينَهُ وإِبل حَضاجِرُ قد شربت وأَكلت الحَمْضَ فانتفخت خواصرها قال الراجز إِنِّي سَتَرْوِي عَيْمَتِي يا سالِما حَضاجِرٌ لا تَقْرَبُ المَواسِما الأَزهري الحِضَجْرُ الوَطْبُ ثم سمي به الضبع لسعة جوفها الأَزهري الحِضَجْرُ السِّقاء الضَّخْمُ والحِضَجْرَةُ الإِبل المتفرّقة على رعائها من كثرتها

( حطر ) الأَزهري أَهمل الليث حَطَرَ وفي نوادر الأَعراب يقال حُطِرَ به وكُلِتَ به وجُلِدَ به إِذا صُرِعَ وفيها سَيْفٌ حالُوقٌ وحالُوقَةٌ وحاطُورَةٌ قال وحَطَرْتُ فلاناً بالنَّبْلِ مِثْلُ نَضَدْتُه نَضْداً

( حظر ) الحَطْرُ الحَجْرُ وهو خلاف الإِباحَةِ والمَحْظُورُ المُحَرَّمُ حَظَرَ الشيءَ يَحْظُرُه حَظْراً وحِظاراً وحَظَرَ عليه منعه وكلُّ ما حال بينك وبين شيء فقد حَظَرَهُ عليك وفي التنزيل العزيز وما كان عَطاءُ رَبّكَ مَحْظُوراً وقول العرب لا حِظارَ على الأَسماء يعني أَنه لا يمنع أَحد أَن يسمي بما شاء أَو يتسمى به وحَظَرَ عليه حَظْراً حَجَرَ ومَنَعَ والحَظِيرَة جَرِينُ التمر نَجْدِيَّة لأَنه يَحْظُرُه ويَحْصُرُه والحَظِيرَةُ ما أَحاط بالشيء وهي تكون من قَصَبٍ وخَشب قال المَرَّارُ بن مُنْقِذٍ العَدَوِيُّ فإِنَّ لنا حَظائِرَ ناعِماتٍ عَطاء اللهِ رَبِّ العالمينا فاستعاره للنخل والحِظَارُ حائطها وصاحبها مُحْتَظِرٌ إِذا اتخذها لنفسه فإِذا لم تَخُصَّهُ بها فهو مُحْظِرٌ وكل ما حال بينك وبين شيء فهو حِظار وحَظَارٌ وكل شيء حَجَرَ بين شيئين فهو حِظارٌ وحِجارٌ والحِظارُ الحَظِيرَةُ تعمل للإِبل من شجر لتقيها البَرْد والريحَ وفي التهذيب الحَظارُ بفتح الحاء وقال الأَزهري وجدته بخط شمر الحِظار بكسر الحاء والمُحْتَظِرُ الذي يعمل الحَظِيرَةَ وقرئ كَهَشِيمِ المُحْتَظِر فمن كسره جعله الفاعل ومن فتحه جعله المفعول به واحْتَظَرَ القومُ وحَظَرُوا اتخذوا حَظِيرَةً وحَظَرُوا أَموالهم حَبَسُوها في الحظائر من تضييق والحَظِرُ الشيءُ المُحْتَظَرُ به ويقال للرجل القليل الخير إِنه لَنكِدُ الحَظِيرَةِ قال أَبو عبيد أُراه سمى أَمواله حَظِيرَةً لأَنه حَظَرَها عنده ومنعها وهي فعيلة بمعنى مفعولة والحَظِرُ الشجر المُحْتَظَرُ به وقيل الشوك الرَّطْبُ ووقع في الحَظِرِ الرَّطْبِ إِذا وقع فيما لا طاقة له به وأَصله أَن العرب تجمع الشوك الرَّطْبَ فَتُحَظِّرُ به فربما وقع فيه الرجل فَنَشِب فيه فشبهوه بهذا وجاء بالحَظِرِ الرَّطْبِ أَي بكثرة من المال والناس وقيل بالكذب المُسْتَشْنَعِ وأَوْقَدَ في الحَظِرِ الرطْبِ نَمَّ الأَزهري سمعت العرب تقول للجدار من الشجر يوضع بعضه على بعض ليكون ذَرًى للمال يَرُدُّ عنه بَرْدَ الشَّمالِ في الشتاء حَظارٌ بفتح الحاء وقد حَظَرَ فلانٌ على نَعَمِهِ قال الله تعالى إِنا أَرسلنا عليهم صَيْحَةً واحدةً فكانوا كهَشِيم المُحْتَظِر وقرئ المحتظَر أَراد كالهشيم الذي جمعه صاحب الحظيرة ومن قرأَ المحتظَر بالفتح فالمحتظَر اسم للحظيرة المعنى كهشيم المكان الذي يحتظر فيه الهشيم والهشيم ما يَبِسَ من المُحْتَظَرَاتِ فارْفَتَّ وتَكَسَّر المعنى أَنهم بادوا وهلكوا فصاروا كَيَبيس الشجر إِذا تَحَطَّمَ وقال الفرّاء معنى قوله كهشيم المحتظر أَي كهشيم الذي يحظر على هشيمه أَراد أَنه حَظَرَ حِظاراً رَطْباً على حِظارٍ قديم قد يَبِسَ ويقال للحَطَبِ الرَّطْبِ الذي يُحْظَرُ به الحَظِرُ ومنه قول الشاعر ولم يَمْشِ بين الحَيِّ بالحَظِرِ الرَّطْبِ أَي لم يمش بالنميمة والحَظْرُ المنعُ ومنه قوله تعالى وما كان عطاءٌ ربك مَحْظُوراً وكثيراً ما يرد في القرآن ذكر المَحْظُور ويراد به الحرام وقد حَظَرْتُ الشيءَ إِذا حَرَّمْتَهُ وهو راجع إِلى المنع وفي حديث أُكَيْدِرِ دُوْمَةَ لا يُحْظَرُ عليكم النَّباتُ يقول لا تُمْنَعُونَ من الزراعةِ حيث شئتم ويجوز أَن يكون معناه لا يُحْمَى عليكم المَرْتَعُ وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال لا حِمَى في الأَراكِ فقال له رجل أَرَاكَةٌ في حِظارِي فقال لا حِمَى في الأَراك رواه شمر وقيده بخطه في حِظاري بكسر الحاء وقال أَراد الأَرض التي فيها الزعر المُحاطُ عليها كالحَظِيرَةِ وتفتح الحاء وتكسر وكانت تلك الأَراكة التي ذكرها في الأَرض التي أَحياها قبل أَن يحييها فلم يملكها بالإِحياء وملك الأَرض دونها أَو كانت مَرْعَى السَّارِحَةِ والمِحْظارُ ذُبابٌ أَخْضَرُ يَلْسَعُ كذباب الآجام وحَظِيرَةُ القُدْسِ الجَنَّةُ وفي الحديث لا يَلِجُ حَظِيرَةَ القُدْسِ مُدْمِنُ خَمْرٍ أَراد بحظيرة القدس الجنة وهي في الأَصل الموضع الذي يُحاطُ عليه لتأْوي إِليه الغنم والإِبل يقيها البرد والريح وفي الحديث أَتته امرأَة فقالت يا نَبِيَّ الله ادْعُ اللهَ لي فلقد دَفَنْتُ ثلاثة فقال لقد احْتَظَرْت بِحِظارٍ شديد من النار والاحْتِظارُ فِعْلُ الحِظارِ أَراد لقد احْتَمَيْتِ بِحِمًى عظيم من النار يقيك حرها ويؤمنك دُخولَها وفي حديث مالك بن أَنس يَشْتَرِطُ صاحبُ الأَرض على المُساقِي سَدَّ الحِظارِ يريد به حائط البستان

( حفر ) حَفَرَ الشيءَ يَحْفِرُه حَفْراً واحْتَفَرَهُ نَقَّاهُ كما تُحْفَرُ الأَرض بالحديدة واسم المُحْتَفَرِ الحُفْرَةُ واسْتَحْفَرَ النَّهْرُ حانَ له أَن يُحْفَرَ والحَفُيرَةُ والحَفَرُ والحَفِيرُ البئر المُوَسَّعَةُ فوق قدرها والحَفَرُ بالتحريك التراب المُخْرَجُ من الشيء المَحْفُور وهو مثل الهَدَمِ ويقال هو المكان الذي حُفِرَ وقال الشاعر قالوا انْتَهَيْنا وهذا الخَنْدَقُ الحَفَرُ والجمع من كل ذلك أَحْفارٌ وأَحافِيرُ جمع الجمع أَنشد ابن الأَعرابي جُوبَ لها من جَبلٍ هِرْشَمِّ مُسْقَى الأَحافِيرِ ثَبِيتِ الأُمِّ وقد تكون الأَحافير جمعَ حَفِيرٍ كقَطِيعٍ وأَقاطيعَ وفي الأَحاديث ذِكْرُ حَفَرِ أَبي موسى وهو بفتح الحاء والفاء وهي رَكايا احْتَفَرها على جادَّةِ الطريق من البَصْرَةِ إِلى مكة وفيه ذكر الحَفِيرة بفتح الحاء وكسر الفاء نهر بالأُردنِّ نزل عنده النعمان بنُ بَشِير وأَما بضم الحاء وفتح الفاء فمنزل بين ذي الحُلَيْفَةِ ومِلْكٍ يَسْلُكُه الحاجُّ والمِحْفَرُ والمِحْفَرَةُ والمِحْفَارُ المِسْحاةُ ونحوها مما يحتفر به ورَكِيَّةٌ حَفِيرَةٌ وحَفَرٌ بديعٌ وجمع الحَفَرِ أَحفار وأَتى يَرْبُوعاً مُقَصِّعاً أَو مُرَهَّطاً فَحَفَرَهُ وحَفَرَ عنه واحْتَفَرَهُ الأَزهري قال أَبو حاتم يقال حافِرٌ مُحافِرَةٌ وفلان أَرْوَغُ من يَرْبُوعٍ مُحافِرٍ وذلك أَن يَحْفِرَ في لُغْزٍ من أَلْغازِهِ فيذهبَ سُفْلاً ويَحْفِر الإِنسانُ حتى يعيا فلا يقدر عليه ويشتبه عليه الجُحْرُ فلا يعرفه من غيره فيدعه فإِذا فعل اليَرْبُوعُ ذلك قيل لمن يطلبه دَعْهُ فقد حافَرَ فلا يقدر عليه أَحد ويقال إِنه إِذا حافَرَ وأَبى أَن يَحْفِرَ الترابَ ولا يَنْبُثَه ولا يُذَرِّي وَجْهَ جُحْرِه يقال قد جَثا فترى الجُحْرَ مملوءًا تراباً مستوياً مع ما سواه إِذا جَثا ويسمى ذلك الجاثِياءَ ممدوداً يقال ما أَشدَّ اشتباهَ جَاثِيائِه وقال ابن شميل رجل مُحافِرٌ ليس له شيء وأَنشد مُحافِرُ العَيْشِ أَتَى جِوارِي ليس له مما أَفاءَ الشَّارِي غَيْرُ مُدًى وبُرْمَةٍ أَعْشَارِ وكانت سُورَةُ براءة تسمى الحافِرَةَ وذلك أَنها حَفَرَتْ عن قلوب المنافقين وذلك أَنه لما فرض القتال تبين المنافق من غيره ومن يوالي المؤمنين ممن يوالي أَعداءَهم والحَفْرُ والحَفَرُ سُلاقٌ في أُصول الأَسْنانِ وقيل هي صُفْرة تعلو الأَسنان الأَزهري الحَفْرُ والحَفَرُ جَزْمٌ وفَتْحٌ لغتان وهو ما يَلْزَقُ بالأَسنان من ظاهر وباطن نقول حَفَرَتْ أَسنانُه تَحْفِرُ حَفْراً ويقال في أَسنانه حَفْرٌ وبنو أَسد تقول في أَسنانه حَفَرٌ بالتحريك وقد حَفَرَتْ تَحْفِرُ حَفْراً مثال كَسَرَ يَكْسِرُ كَسْراً فسدت أُصولها ويقال أَيضاً حَفِرَتْ مثال تَعِبَ تَعَباً قال وهي أَرادأُ اللغتين وسئل شمر عن الحَفَرِ في الأَسنان فقال هو أَن يَحْفِرَ القَلَحُ أُصولَ الأَسنان بين اللِّثَةِ وأَصلِ السِّنِّ من ظاهر وباطن يُلِحُّ على العظم حتى ينقشر العظم إِن لم يُدْرَكْ سَرِيعاً ويقال أَخذ فَمَهُ حَفَرٌ وحَفْرٌ ويقال أَصبح فَمُ فلان مَحْفُوراً وقد حُفِرَ فُوه وحَفَرَ يَحْفِرُ حَفْراً وحَفِرَ حَفَراً فيهما وأَحْفَرَ الصبي سقطت له الثَّنِيَّتانِ العُلْيَيان والسُّفْلَيانِ فإِذا سقطت رَواضِعُه قيل حَفَرَتْ وأَحْفَرَ المُهْرَ للإِثْناء والإِرْباعِ والقُروحِ سقطت ثناياه لذلك وأَفَرَّتِ الإِبل للإِثناء إِذا ذهبت رَواضِعُها وطلع غيرها وقال أَبو عبيدة في كتاب الخيل يقال أَحْفَرَ المُهْرُ إِحْفاراً فهو مُحْفِرٌ قال وإِحْفارُهُ أَن تتحرك الثَّنِيَّتانِ السُّفْلَيانِ والعُلْيَيانِ من رواضعه فإِذا تحركن قالوا قد أَحْفَرَتْ ثنايا رواضعه فسقطن قال وأَوَّل ما يَحْفِرُ فيما بين ثلاثين شهراً أَدنى ذلك إِلى ثلاثة أَعوام ثم يسقطن فيقع عليها اسم الإِبداء ثم تُبْدِي فيخرج له ثنيتان سفليان وثنيتان علييان مكان ثناياه الرواضع اللواتي سقطن بعد ثلاثة أَعوام فهو مُبْدٍ قال ثم يُثْنِي فلا يزال ثَنِيّاً حتى يُحْفِرَ إِحْفاراً وإِحْفارُه أَن تحرَّك له الرَّباعِيَتانِ السفليان والرباعيتان العلييان من رواضعه وإِذا تحركن قيل قد أَحْفَرَتْ رَباعِياتُ رواضعه فيسقطن أَول ما يُحْفِرْنَ في استيفائه أَربعة أَعوام ثم يقع عليها اسم الإِبداء ثم لا يزال رَباعِياً حتى يُحْفِرَ للقروح وهو أَن يتحرَّك قارحاه وذلك إِذا استوفى خمسة أَعوام ثم يقع عليه اسم الإِبداء على ما وصفناه ثم هو قارح ابن الأَعرابي إِذا استتم المهر سنتين فهو جَذَغٌ ثم إِذا استتم الثالثة فهو ثنيّ فإِذا أَثنى أَلقى رواضعه فيقال أَثنى وأَدْرَمَ للإِثناء ثم هو رَباع إِذا استتم الرابعة من السنين يقال أَهْضَمَ للإِرباع وإِذا دخل في الخامسة فهو قارح قال الأَزهري وصوابه إِذا استتم الخامسة فيكون موافقاً لقول أَبي عبيدة قال وكأَنه سقط شيء وأَحْفَرَ المُهْرُ للإِثْنَاءِ والإِرْباعِ والقُروحِ إِذا ذهبت رواضعه وطلع غيرها والْتَقَى القومُ فاقتتلوا عند الحافِرَةِ أَي عند أَوَّل ما الْتَقَوْا والعرب تقول أَتيت فلاناً ثم رجعتُ على حافِرَتِي أَي طريقي الذي أَصْعَدْتُ فيه خاصةً فإِن رجع على غيره لم يقل ذلك وفي التهذيب أَي رَجَعْتُ من حيثُ جئتُ ورجع على حافرته أَي الطريق الذي جاء منه والحافِرَةُ الخلقة الأُولى وفي التنزيل العزيز أَئِنَّا لَمَرْدُودونَ في الحافِرَةِ أَي في أَول أَمرنا وأَنشد ابن الأَعرابي أَحافِرَةً على صَلَعٍ وشَيْبٍ ؟ مَعاذَ اللهِ من سَفَهٍ وعارِ يقول أَأَرجع إِلى ما كنت عليه في شبابي وأَمري الأَول من الغَزَلِ والصِّبَا بعدما شِبْتُ وصَلِعْتُ ؟ والحافرة العَوْدَةُ في الشيء حتى يُرَدَّ آخِره على أَوّله وفي الحديث إِن هذا الأَمر لا يُترك على حاله حتى يُرَدَّ على حافِرَتِه أَي على أَوّل تأْسيسه وفي حديث سُراقَةَ قال يا رسول الله أَرأَيتَ أَعمالنا التي نَعْمَلُ ؟ أَمُؤَاخَذُونَ بها عند الحافِرَةِ خَيْرٌ فَخَيْرٌ أَو شَرٌّ فَشَرٌّ أَو شيء سبقت به المقادير وجَفَّت به الأَقلام ؟ وقال الفراء في قوله تعالى في الحافرة معناه أَئنا لمردودون إِلى أَمرنا الأَوّل أَي الحياة وقال ابن الأَعرابي في الحافرة أَي في الدنيا كما كنا وقيل معنى قوله أَئنا لمردودون في الحافرة أَي في الخلق الأَول بعدما نموت وقالوا في المثل النَّقْدُ عند الحافِرَةِ والحافِرِ أَي عند أَول كلمة وفي التهذيب معناه إِذا قال قد بعتُك رجعتَ عليه بالثمن وهما في المعنى واحد قال وبعضهم يقول النَّقْدُ عند الحافِرِ يريد حافر الفرس وكأَنَّ هذا المثل جرى في الخيل وقيل الحافِرَةُ الأَرضُ التي تُحْفَرُ فيها قبورهم فسماها الحافرة والمعنى يريد المحفورة كما قال ماء دافق يريد مدفوق وروى الأَزهري عن أَبي العباس أَنه قال هذه كلمة كانوا يتكلمون بها عند السَّبْقِ قال والحافرة الأَرض المحفورة يقال أَوَّل ما يقع حافر الفرس على الحافرة فقد وجب النَّقْدُ يعني في الرِّهانِ أَي كما يسبق فيقع حافره يقول هاتِ النِّقْدَ وقال الليث النَّقْدُ عند الحافر معناه إِذا اشتريته لن تبرح حتى تَنْقُدَ وفي حديث أُبيّ قال سأَلت النبي صلى الله عليه وسلم عن التوبة النصوح قال هو الندم على الذنب حين يَفْرُطُ منك وتستغفر الله بندامتك عندَ الحافِرِ لا تعود إِليه أَبداً قيل كانوا لنفاسة الفرس عندهم ونفاستهم بها لا يبيعونها إِلا بالنقد فقالوا النقد عند الحافر أَي عند بيع ذات الحافر وصيروه مثلاً ومن قال عند الحافرة فإِنه لما جعل الحافرة في معنى الدابة نفسها وكثر استعماله من غير ذكر الذات أُلحقت به علامة التأْنيث إِشعاراً بتسمية الذات بها أَو هي فاعلة من الحَفْرِ لأَن الفرس بشدّة دَوْسِها تَحْفِرُ الأَرض قال هذا هو الأَصل ثم كثر حتى استعمل في كل أَوَّلية فقيل رجع إِلى حافِرِه وحافِرَته وفعل كذا عند الحافِرَة والحافِرِ والمعنى يتخير الندامة والاستغفار عند مواقعة الذنب من غير تأْخير لأَن التأْخير من الإِصرار والباء في بندامته بمعنى مع أَو للاستعانة أَي تطلب مغفرة الله بأَن تندم والواو في وتستغفر للحال أَو للعطف على معنى الندم والحافِرُ من الدواب يكون للخيل والبغال والحمير اسم كالكاهل والغارب والجمع حَوافِرُ قال أَوْلَى فَأَوْلَى يا امْرَأَ القَيْسِ بعدما خَصَفْنَ بآثار المَطِيِّ الحَوافِرَا أَراد خصفن بالحوافر آثار المطيّ يعني آثار أَخفافه فحذف الباء الموحدة من الحوافر وزاد أُخرى عوضاً منها في آثار المطيّ هذا على قول من لم يعتقد القلب وهو أَمثل فما وجدت مندوحة عن القلب لم ترتكبه ومن هان قال بعضهم معنى قولهم النَّقْدُ عند الحافِر أَن الخيل كانت أَعز ما يباع فكانوا لا يُبارِحُونَ مَنِ اشتراها حتى يَنْقُدَ البائِعَ وليس ذلك بقويّ ويقولون للقَدَمِ حافراً إِذا أَرادوا تقبيحها قال أَعُوذُ باللهِ من غُولٍ مُغَوِّلَةٍ كأَنَّ حافِرَها في ظُنْبوُبِ
( * كذا بياض بالأصل )
الجوهري الحافِرُ واحد حَوَافِر الدابة وقد استعاره الشاعر في القدم قال جُبَيْها الأَسدي يصف ضيفاً طارقاً أَسرع إِليه فأَبْصَرَ نارِي وهْيَ شَقْرَاءُ أُوقِدَتْ بِلَيْلٍ فَلاَحَتْ للعُيونِ النَّواظِرِ فما رَقَدَ الوِلْدانُ حتى رَأَيْتُه على البَكْرِ يَمْرِيه بساقٍ وحافِرِ ومعنى يمريه يستخرج ما عنده من الجَرْيِ والحُفْرَةُ واحدة الحُفَرِ والحُفْرَةُ ما يُحْفَرُ في الأَرض والحَفَرُ اسم المكان الذي حُفِر كَخَنْدَقٍ أَو بئر والحَفْرُ الهُزال عن كراع وحَفَرَ الغَرَزُ العَنْزَ يَحْفِرُها حَفْراً أَهْزَلَها وهذا غيث لا يَحْفِرهُ أَحد لا يعلم أَحد أَين أَقصاه والحِفْرَى مثال الشِّعْرَى نَبْتٌ وقيل هو شجر يَنْبُتُ في الرمل لا يزال أَخضر وهو من نبات الربيع وقال أَبو حنيفة الحِفْرَى ذاتُ ورَقٍ وشَوْكٍ صغارٍ لا تكون إِلاَّ في الأَرض الغليظة ولها زهيرة بيضاء وهي تكون مثلَ جُثَّةِ الحمامة قال أَبو النجم في وصفها يَظَلُّ حِفْراهُ من التَّهَدُّلِ في رَوْضِ ذَفْراءَ ورُعْلٍ مُخْجِلِ الواحدة من كل ذلك حِفْراةٌ وناسٌ من أَهل اليمن يسمون الخشبة ذات الأَصابع التي يُذَرَّى بها الكُدْسُ المَدُوسُ ويُنَقَّى بها البُرُّ من التِّبْنِ الحِفراةَ ابن الأَعرابي أَحْفَرَ الرجلُ إِذا رعَت إِبله الحِفْرَى وهو نبت قال الأَزهري وهو من أَردإِ المراعي قال وأَحْفَرَ إِذا عمل بالحِفْراةِ وهي الرَّفْشُ الذي يذرَّى به الحنطة وهي الخشبة المُصْمَتَةُ الرأْس فأَما المُفَرَّج فهو العَضْمُ بالضاد والمِعْزَقَةَ قال والمِعْزَقَةُ في غير هذا المَرُّ قال والرَّفْشُ في غير هذا الأَكلُ الكثيرُ ويقال حَفَرْتُ ثرَى فلان إِذا فتشت عن أَمره ووقفت عليه وقال ابن الأَعرابي حَفَرَ إِذا جامع وحَفِرَ إِذا فَسَد والحَفِيرُ القبر وحَفَرَهُ حَفْراً هَزَلَهُ يقال ما حامل إِلاء والحَمْلُ يَحْفِرُها إِلاَّ الناقةَ فإِنها تَسْمَنُ عليه وحُفْرَةُ وحُفَيْرَةُ وحُفَيْرٌ وحَفَرٌ ويقالان بالأَلف واللام مواضع وكذلك أَحْفارٌ والأَحْفارُ قال الفرزدق فيا ليتَ داري بالمدينةِ أَصبَحَتْ بأَحْفارِ فَلْجٍ أَو بِسيفِ الكَواظِمِ وقال ابن جني أَراد الحَفَرَ وكاظمة فجمعهما ضرورة الأَزهري حَفْرٌ وحَفِيرَةُ اسما موضعين ذكرهما الشعراء القدماء قال الأَزهري والأَحْفارُ المعروفة في بلاد العرب ثلاثة فمنها حَفَرُ أَبي موسى وهي وركايا احتفرها أَبو موسى الأَشعري على جادَّة البصرة قال وقد نزلت بها واستقيت من ركاياها وهي ما بين ماوِيَّةَ والمَنْجَشانِيَّاتِ وركايا الحَفَرِ مستوية بعيدة الرِّشاءِ عذبة الماء ومنها حَفَرُ ضَبَّةَ وهي ركايا بناحية الشَّواجِنِ بعيدة القَعْرِ عذبة الماء ومنها حَفَرُ سَعْدِو بن زيد مَناةَ بن تميم وهي بحذاء العَرَمَةِ وراء الدَّهْناءِ يُسْتَقَى منها بالسَّانِيَةِ عند جبل من جبال الدهناء يقال له جبل الحاضر

( حقر ) الحَقْرُ في كل المعاني الذِّلَّة حَقَرَ يَحْقِرُ حَقْراً وحُقْرِيَّةً وكذلك الاحْتِقارُ والحَقِيرُ الصغير الذليل وفي الحديث عَطَسَ عنده رجل فقال له حَقِرْتَ ونَقِرْتَ حَقِرَ إِذا صار حقيراً أَي ذليلاً وتَحاقَرَتْ إِليه نفسه تَصاغَرَتْ والتَّحْقِيرُ التصغيرُ والمُحَقَّراتُ الصغائر ويقال هذا الأَمر مَحْقَرَةٌ بك أَي حَقارَةٌ والحَقِيرُ ضد الخَطِير ويؤكد فيقال حَقِيرٌ نَقِيرٌ وحَقْرٌ نَقْرٌ وقد حَقُرَ بالضم حَقْراً وحَقارةً وحَقَرَ الشيءَ يَحْقِرُهُ حَقْراً ومَحْقَرَةً وحَقارَةَ وحَقَّرَهُ واحْتَقَرَهُ واسْتَحقَرهُ اسْتَصْغَرَه ورآه حقِيراً وحَقَّرَهُ صيره حَقِيراً قال بعض الأَغفال حُقِّرْتِ أَلاَّ يَوْمَ قُدَّ سَيْرِي إِذ أَنَا مِثْلُ الفَلَتانِ العَيْرِ حُقِّرْتِ أَي صيرك الله حقيرة هلاَّ تعرَّضت إِذْ أَنَا فتى وتحقير الكلمة تصغيرها وحَقَّرَ الكلامَ صَغَّرَه والحروف المَحْقورةُ هي القاف والجيم والطاء والدال والباء يجمعها « جَدُّ قُطْبٍ » سميت بذلك لأَنها تُحَقَّرُ في الوقت وتُضْغَطُ عن مواضعها وهي حروف القلقلة لأَنك لا تستطيع الوقوف عليها إِلاَّ بصوت وذلك لشدَّة الحَقْر والضَّغْطِ وذلك نحو الحَقْ واذْهَبْ واخرُج وبعض العرب أَشدَّ تصويتاً من بعض وفي الدعاء حَقْراً ومَحْقَرَةً وحَقارَةً وكله راجع إِلى معنى الصِّغَرِ ورجل حَيْقَرٌ ضعيف وقيل لئيم الأَصل

( حكر ) الحَكْرُ ادِّخارُ الطعام للتَّرَبُّضِ وصاحبُه مُحْتَكِرٌ ابن سيده الاحْتِكارُ جمع الطعام ونحوه مما يؤكل واحتباسُه انْتِظارِ وقت الغَلاء بِه وأَنشد نَعَّمَتْها أُم صِدْقٍ بَرَّةٌ وأَبٌ يُكْرِمُها غَيْرُ حَكرْ والحَكَرُ والحُكَرُ جميعاً ما احْتُكِرَ ابن شميل إِنهم ليَتَحَكَّرونَ في بيعهم ينظرون ويتربصون وإِنه لحَكِرٌ لا يزال يَحْبِسُ سِلْعَتَهُ والسُّوقُ مادَّةٌ حتى يبيع بالكثير من شِدَّة حَكْرِه أَي من شدة احتباسه وتَرَبُّصِه قال والسوق مادَّة أَي مَلأُى رجالاً وبُيوعاً وقد مَدَّتِ السوقُ تَمُدُّ مدّاً وفي الحديث من احْتَكَرَ طعاماً فهو كذا أَي اشتراه وحبسه ليَقِلَّ فَيَغْلُوَ والحُكْرُ والحُكْرَةُ الاسم منه ومنه الحديث أَنه نهى عن الحُكْرَةِ ومنه حديث عثمان أَنه كان يشتري حُكْرَةً أَي جملة وقيل جِزافاً وأَصل الحُكْرَةِ الجمعُ والإِمساك وحَكَرَهَ يَحْكِرهُ حَكْراً ظلمه وتَنَقَّصَه وأَساء معاشرته قال الأَزهري الحَكْرُ الظلم والتنقُّضُ وسُوءُ العِشْرَةِ ويقال فلان يَحْكِرُ فلاناً إِذا أَدخل عليه مشقةً ومَضَرَّة في مُعاشَرَته ومُعايَشَتِه والنَّعْتُ حَكِرٌ ورجل حَكِرٌ على النَّسَب قال الشاعر وأَورد البيت المتقدم وأَب يكرمها غير حكر والحَكْرُ اللَّجاجَةُ وفي حديث أَبي هريرة قال في الكلاب إِذا وردت الحَكَرَ القليلَ فلا تَطعَمُه الحكر بالتحريك الماء القليل المجتمع وكذلك القليل من الطعام واللبن وهو فَعَلٌ بمعنى مفعول أَي مجموع ولا تطعمه أَي لا تشربه

( حمر ) الحُمْرَةُ من الأَلوان المتوسطة معروفة لونُ الأَحْمَرِ يكون في الحيوان والثياب وغير ذلك مما يقبله وحكاه ابن الأَعرابي في الماء أَيضاً وقد احْمَرَّ الشيء واحْمَارَّ بمعنًى وكلُّ افْعَلَّ من هذا الضرب فمحذوف من افْعَالَّ وافْعَلْ فيه أَكثر لخفته ويقال احْمَرَّ الشيءُ احْمِراراً إِذا لزم لَوْنَه فلم يتغير من حال إِلى حال واحْمارَّ يَحْمارُّ احْمِيراراً إِذا كان عَرَضاً حادثاً لا يثبت كقولك جَعَلَ يَحْمارُّ مرة ويَصْفارُّ أُخْرَى قال الجوهري إِنما جاز إِدغام احْمارَّ لأَنه ليس بملحق ولو كان له في الرباعي مثال لما جاز إِدغامه كما لا يجوز إِدغام اقْفَنْسَسَ لما كان ملحقاً باحْرَنْجَمَ والأَحْمَرُ من الأَبدان ما كان لونه الحُمْرَةَ الأَزهري في قولهم أَهلك النساءَ الأَحْمرانِ يعنون الذهب والزعفران أَي أَهلكهن حب الحلى والطيب الجوهري أَهلك الرجالَ الأَحمرانِ اللحم والخمر غيره يقال للذهب والزعفران الأَصفران وللماء واللبن الأَبيضان وللتمر والماء الأَسودان وفي الحديث أُعطيت الكنزين الأَحْمَرَ والأَبْيَضَ هي ما أَفاء الله على أُمته من كنوز الملوك والأَحمر الذهب والأَبيض الفضة والذهب كنوز الروم لأَنه الغالب على نقودهم وقيل أَراد العرب والعجم جمعهم الله على دينه وملته ابن سيده الأَحمران الذهب والزعفران وقيل الخمر واللحم فإِذا قلت الأَحامِرَةَ ففيها الخَلُوقُ وقال الليث هو اللحم والشراب والخَلُوقُ قال الأَعشى إِن الأَحامِرَةَ الثَّلاثَةَ أَهْلَكَتْ مالي وكنتُ بها قديماً مُولعَا ثم أَبدل بدل البيان فقال الخَمْرَ واللَّحْمَ السَّمينَ وأَطَّلِي بالزَّعْفَرانِ فَلَنْ أَزَاَلُ مُوَلَّعَا
( * قوله « فلن أزال مولعا » التوليع البلق وهو سواد وبياض وفي نسخة بدله مبقعاً وفي الأَساس مردّعاً )
جعل قولَه وأَطَّلي بالزعفران كقوله والزعفران وهذا الضرب كثير ورواه بعضهم الخمر واللحم السمين أُدِيمُهُ والزعفرانَ وقال أَبو عبيدة الأَصفران الذهب والزعفران وقال ابن الأَعرابي الأَحمران النبيذ واللحم وأَنشد الأَحْمَرينَ الرَّاحَ والمُحَبَّرا قال شمر أَراد الخمر والبرود والأَحمرُ الأَبيض تَطَيُّراً بالأَبرص يقال أَتاني كل أَسود منهم وأَحمر ولا يقال أَبيض معناه جميع الناس عربهم وعجمهم يحكيها عن أَبي عمرو بن العلاء وفي الحديث بُعِثْتُ إِلى الأَحمر والأَسود وفي حديث آخر عن أَبي ذر أَنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول أُوتيتُ خَمْساً لم يؤتَهُن نبيّ قبلي أُرسلت إِلى الأَحمر والأَسود ونصرت بالرعب مسيرة شهر قال شمر يعني العرب والعجم والغالب على أَلوان العرب السُّمرة والأُدْمَة وعلى أَلوان العجم البياض والحمرة وقيل أَراد الإِنس والجن وروي عن أَبي مسحل أَنه قال في قوله بعثت إِلى الأَحمر والأَسود يريد بالأَسود الجن وبالأَحمر الإِنس سمي الإِنس الأَحمر للدم الذي فيهم وقيل أَراد بالأَحمر الأَبيض مطلقاً والعرب تقول امرأَة حمراء أَي بيضاء وسئل ثعلب لم خَصَّ الأَحمرَ دون الأَبيض ؟ فقال لأَن العرب لا تقول رجل أَبيض من بياض اللون إِنما الأَبيض عندهم الطاهر النقيُّ من العيوب فإِذا أَرادوا الأَبيض من اللون قالوا أَحمر قال ابن الأَثير وفي هذا القول نظر فإِنهم قد استعملوا الأَبيض في أَلوان الناس وغيرهم وقال عليّ عليه السلام لعائشة رضي الله عنها إِياك أَن تَكُونيها يا حُمَيْراءُ أَي يا بيضاء وفي الحديث خذوا شَطْرَ دينكم من الحُمَيْراءِ يعني عائشة كان يقول لها أَحياناً تصغير الحمراء يريد البيضاء قال الأَزهري والقول في الأَسود والأَحمر إِنهما الأَسود والأَبيض لأَن هذين النعتين يعمان الآدميين أَجمعين وهذا كقوله بعثت إِلى الناس كافة وقوله جَمَعْتُم فأَوْعَيْتُم وجِئْتُم بِمَعْشَرٍ تَوافَتْ به حُمرانُ عَبْدٍ وسُودُها يريد بِعَبْدٍ عَبْدَ بنَ بَكْرِ بْنِ كلاب وقوله أَنَشده ثعلب نَضْخَ العُلوجِ الحُمْرِ في حَمَّامِها إِنما عنى البيضَ وقيل أَراد المحَمَّرين بالطيب وحكي عن الأَصمعي يقال أَتاني كل أَسود منهم وأَحمر ولا يقال أَبيض وقوله في حديث عبد الملك أَراكَ أَحْمَرَ قَرِفاً قال الحُسْنُ أَحْمَرُ يعني أَن الحُسْنَ في الحمرة ومنه قوله فإِذا ظَهَرْتِ تَقَنَّعي بالحُمْرِ إِن الحُسْنَ أَحْمَر قال ابن الأَثير وقيل كنى بالأَحمر عن المشقة والشدة أَي من أَراد الحسن صبر على أَشياء يكرهها الجوهري رجل أَحمر والجمع الأَحامر فإِن أَردت المصبوغ بالحُمْرَة قلت أَحمر والجمع حُمْر ومُضَرُ الحَمْراءِ بالإِضافة نذكرها في مضر وبَعير أَحمر لونه مثل لون الزعفران إِذا أُجْسِدَ الثوبُ به وقيل بعير أَحمر إِذا لم يخالط حمرتَه شيءٌ قال قام إِلى حَمْراءَ من كِرامِها بازِلَ عامٍ أَو سَدِيسَ عامِها وهي أَصبر الإِبل على الهواجر قال أَبو نصر النَّعامِيُّ هَجَّرْ بحمراء واسْرِ بوَرْقاءَ وصَبَّح القومَ على صَهْباء قيل له ولِمَ ذلك ؟ قال لأَن الحمراء أَصبر على الهواجر والورقاء أَصبر على طول السُّرى والصهباء أَشهر وأَحسن حين ينظر إِليها والعرب تقول خير الإِبل حُمْرها وصُهْبها ومنه قول بعضهم ما أُحِبُّ أَنَّ لي بمعاريض الكلم حُمْرَ النَّعَمِ والحمراء من المعز الخالصة اللون والحمراء العجم لبياضهم ولأَن الشقرة أَغلب الأَلوان عليهم وكانت العرب تقول للعجم الذين يكون البياض غالباً على أَلوانهم مثل الروم والفرس ومن صاقبهم إنهم الحمراء ومنه حديث علي رضي الله عنه حين قال له سَرَاةٌ من أَصحابه العرب غلبتنا عليك هذه الحمراء فقال لنضربنكم على الدين عَوْداً كما ضربتموهم عليه بَدْءاً أَراد بالحمراء الفُرْسَ والروم والعرب إِذا قالوا فلان أَبيض وفلانة بيضاء فمعناه الكرم في الأَخلاق لا لون الخلقة وإِذا قالوا فلان أَحمر وفلانة حمراء عنوا بياض اللون والعرب تسمي المَوَاليَ الحمراء والأَحامرة قوم من العجم نزلوا البصرة وتَبَنَّكُوا بالكوفة والأَحمر الذي لا سلاح معه والسَّنَةُ الحمراء الشديدة لأَنها واسطة بين السوداء والبيضاء قال أَبو حنيفة إِذا أَخْلَفَتِ الجَبْهَةُ فهي السنة الحمراءُ وفي حديث طَهْفَةَ أَصابتنا سنة حمراء أَي شديدة الجَدْبِ لأَن آفاق السماء تَحْمَرُّ في سِنِي الجدب والقحط وفي حديث حليمة أَنها خرجت في سنة حمراء قَدْ بَرَتِ المال الأَزهري سنة حمراء شديدة وأَنشد أَشْكُو إِليكَ سَنَواتٍ حُمْرَا قال أَخرج نعته على الأَعوام فذكَّر ولو أَخرجه على السنوات لقال حَمْراواتٍ وقال غيره قيل لِسِني القحط حَمْراوات لاحمرار الآفاق فيه ومنه قول أُمية وسُوِّدَتْ شْمْسُهُمْ إِذا طَلَعَتْ بالجُِلبِ هِفّاً كأَنه كَتَمُ والكتم صبغ أَحمر يختضب به والجلب السحاب الرقيق الذي لا ماء فيه والهف الرقيق أَيضاً ونصبه على الحال وفي حديث علي كرم الله تعالى وجهه أَنه قال كنا إِذا احْمَرَّ البَأْس اتَّقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعلناه لنا وقاية قال الأَصمعي يقال هو الموت الأَحمر والموت الأَسود قال ومعناه الشديد قال وأُرى ذلك من أَلوان السباع كأَنه من شدته سبع قال أَبو عبيد فكأَنه أَراد بقوله احْمَرَّ البأْسُ أَي صار في الشدة والهول مثل ذلك والمُحْمِّرَةُ الذين علامتهم الحمرة كالمُبَيِّضَةِ والمُسَوِّدَةِ وهم فرقة من الخُرَّمِيَّةِ الواحد منهم مُحَمِّرٌ وهم يخالفون المُبَيِّضَةَ التهذيب ويقال للذين يُحَمِّرون راياتِهم خلاف زِيٍّ المُسَوِّدَةِ من بني هاشم المُحْمِّرَةُ كما يقال للحَرُورَيَّة المُبَيِّضَة لأَن راياتهم في الحروب كانت بيضاً ومَوْتٌ أَحمر يوصف بالشدَّة ومنه لو تعلمون ما في هذه الأُمة من الموت الأَحمر يعني القتل لما فيه من حمرة الدم أَو لشدّته يقال موت أَحمر أَي شديد والموت الأَحمر موت القتل وذلك لما يحدث عن القتل من الدم وربما كَنَوْا به عن الموت الشديد كأَنه يلْقَى منه ما يلْقَى من الحرب قال أَبو زبيد الطائي يصف الأَسد إِذا عَلَّقَتْ قِرْناً خطاطِيفُ كَفِّهِ رَأَى الموتَ رَأْيَ العَيْنِ أَسْوَدَ أحْمَرا وقال أَبو عبيد في معنى قولهم هو الموت الأَحمر يَسْمَدِرُّ بَصَرُ الرجلِ من الهول فيرى الدنيا في عينيه حمراء وسوداء وأَنشد بيت أَبي زبيد قال الأَصمعي يجوز أَن يكون من قول العرب وَطْأَةٌ حمراء إِذا كانت طرية لم تدرُس فمعنى قولهم الموت الأَحمر الجديد الطري الأَزهري ويروى عن عبدالله بن الصامت أَنه قال أَسرع الأَرض خراباً البصرة قيل وما يخربها ؟ قال القتل الأَحمر والجوع الأَغبر وقالوا الحُسْنُ أَحْمرُ أَي شاقٌّ أَي من أَحب الحُسْنَ احتمل المشقة وقال ابن سيده أَي أَنه يلقى منه ما يلقى صاحب الحَرْبِ من الحَرْب قال الأَزهري وكذلك موت أَحمر قال الحُمْرَةُ في الدم والقتال يقول يلقى منه المشقة والشدّة كما يلقى من القتال وروى الأَزهري عن ابن الأَعرابي في قولهم الحُسْنُ أَحمر يريدون إن تكلفتَ الحسن والجمال فاصبر فيه على الأَذى والمشقة ابن الأَعرابي يقال ذلك للرجل يميل إِلى هواه ويختص بمن يحب كما يقال الهوى غالب وكما يقال إِن الهوى يميلُ باسْتِ الراكبِ إِذا آثر من يهواه على غيره والحُمْرَةُ داءٌ يعتري الناس فيحمرّ موضعها وتُغالَبُ بالرُّقْيَة قال الأَزهري الحُمْرَةُ من جنس الطواعين نعوذ بالله منها الأَصمعي يقال هذه وَِطْأَةٌ حَمْراءُ إِذا كانت جديدة وَوَطْأَةٌ دَهْماء إِذا كانت دارسة والوطْأَة الحَمْراءُ الجديدة وحَمْراءُ الظهيرة شدّتها ومنه حديث عليّ كرم الله وجهه كنا إِذا احْمَرَّ البأْسُ اتقيناه برسولُ الله صلى الله عليه وسلم فلم يكن أَحدٌ أَقربَ إِليه منه حكى ذلك أَبو عبيد رحمه الله في كتابه الموسوم بالمثل قال ابن الأَثير معناه إِذا اشتدّت الحرب استقبلنا العدوّ به وجعلناه لنا وقاية وقيل أَراد إِذا اضطرمت نار الحرب وتسعرت كما يقال في الشر بين القوم اضطرمت نارهم تشبيهاً بحُمْرة النار وكثيراً ما يطلقون الحُمْرَة على الشِّدّة وقال أَبو عبيد في شرح الحديث الأَحمرُ والأَسودُ من صفات الموت مأْخوذ من لون السَّبعُ كأَنه من شدّته سَبُعٌ وقيل شُبه بالوطْأَة الحمراءِ لجِدَّتها وكأَن الموت جديد وحَمارَّة القيظ بتشديد الراء وحَمارَتُه شدّة حره التخفيف عن اللحياني وقد حكيت في الشتاء وهي قليلة والجمع حَمَارٌّ وحِمِرَّةُ الصَّيف كَحَمَارَّتِه وحِمِرَّةُ كل شيء وحِمِرُّهُ شدّنه وحِمِرُّ القَيْظِ والشتاء أَشدّه قال والعرب إذا ذكرت شيئاً بالمشقة والشدّة وصفَته بالحُمْرَةِ ومنه قيل سنة حَمْرَاء للجدبة الأَزهري عن الليث حَمَارَّة الصيف شدّة وقت حره قال ولم أَسمع كلمة على تقدير الفَعَالَّةِ غير الحمارَّة والزَّعارَّة قال هكذا قال الخليل قال الليث وسمعت ذلك بخراسان سَبارَّةُ الشتاء وسمعت إِن وراءك لَقُرّاً حِمِرّاً قال الأَزهري وقد جاءت أَحرف أُخر على وزن فَعَالَّة وروى أَبو عبيد عن الكسائي أَتيته في حَمارَّة القَيْظِ وفي صَبَارَّةِ الشتاء بالصاد وهما شدة الحر والبرد قال وقال الأُمَوِيُّ أَتيته على حَبَالَّةِ ذلك أَي على حِين ذلك وأَلقى فلانٌ عَلَيَّ عَبَالَّتَهُ أَي ثِقْلَه قاله اليزيدي والأَحمر وقال القَنَاني
( * قوله « وقال القناني » نسبة إِلى بئر قنان بفتح القاف والنون وهو أَستاذ الفراء انظر ياقوت ) أَتوني بِزِرَافَّتِهِمْ أَي جماعتهم وسمعت العرب تقول كنا في حَمْرَاءِ القيظ على ماءِ شُفَيَّة
( * قوله « على ماء شفية إلخ » كذا بالأَصل وفي ياقوت ما نصه سقية بالسين المهملة المضمومة والقاف المفتوحة قال وقد رواها قوم شفية بالشين المعجمة والفاء مصغراً أَيضاً وهي بئر كانت بمكة قال أَبو عبيدة وحفرت بنو أَسد شفية قال الزبير وخالفه عمي فقال إِنما هي سقية ) وهي رَكِيَّةٌ عَذْبَةٌ وفي حديث عليّ في حَمارَّةِ القيظ أَي في شدّة الحر وقد تخفف الراء وقَرَبٌ حِمِرٌّ شديد وحِمِرُّ الغَيْثِ معظمه وشدّته وغيث حِمِرٌّ مثل فِلِزٍّ شديد يَقْشِرُ وجه الأَرض وأَتاهم الله بغيث حِمِرٍّ يَحْمُرُ الأَرضَ حَمْراً أَي يقشرها والحَمْرُ النَّتْقُ وحَمَرَ الشاة يَحْمُرُها حَمْراً نَتَقَها أَي سلخها وحَمَرَ الخارزُ سَيْرَه يَحْمُره بالضم حَمْراً سَحَا بطنه بحديدة ثم لَيَّنَه بالدهن ثم خرز به فَسَهُلَ والحَمِيرُ والحَمِيرَةُ الأُشْكُزُّ وهو سَيْرٌ أَبيض مقشور ظاهره تؤكد به السروج الأَزهري الأُشكز معرّب وليس بعربي قال وسميت حَمِيرة لأَنها تُحْمَرُ أَي تقشر وكل شيء قشرته فقد حَمَرْتَه فهو محمور وحَمِيرٌ والحَمْرُ بمعنى القَشْر يكون باللسان والسوط والحديد والمِحْمَرُ والمِحْلأُ هو الحديد والحجر الذي يُحْلأُ به الإِهابُ وينتق به وحَمَرْتُ الجلد إذا قشرته وحلقته وحَمَرَتِ المرأَةُ جلدَها تَحْمُرُه والحَمْرُ في الوبر والصوف وقد انْحَمَر ما على الجلد وحَمَرَ رأْسه حلقه والحِمارُ النَّهَّاقُ من ذوات الأَربع أَهليّاً كان أَو وحْشِيّاً وقال الأَزهري الحِمارُ العَيْرُ الأَهْلِيُّ والوحشي وجمعه أَحْمِرَة وحُمُرٌ وحَمِيرٌ وحُمْرٌ وحُمُورٌ وحُمُرَاتٌ جمع الجمع كَجُزُراتٍ وطُرُقاتٍ والأُنثى حِمارة وفي حديث ابن عباس قدَمْنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلةَ جَمْعٍ على حُمُرَاتٍ هي جمع صحةٍ لحُمُرٍ وحُمُرٌ جمعُ حِمارٍ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي فأَدْنَى حِمارَيْكِ ازْجُرِي إِن أَرَدْتِنا ولا تَذْهَبِي في رَنْقِ لُبٍّ مُضَلَّلِ فسره فقال هو مثل ضربه يقول عليك بزوجكِ ولا يَطْمَحْ بَصَرُك إِلى آخر وكان لها حماران أَحدهما قد نأَى عنها يقول ازجري هذا لئلاَّ يلحق بذلك وقال ثعلب معناه أَقبلي عليَّ واتركي غيري ومُقَيَّدَةُ الحِمَارِ الحَرَّةُ لأَن الحمار الوحشي يُعْتَقَلُ فيها فكأَنه مُقَيَّدٌ وبنو مُقَيَّدَةِ الحمار العقارب لأَن أَكثر ما تكون في الحَرَّةِ أَنشد ثعلب لَعَمْرُكَ ما خَشِيتُ على أُبَيٍّ رِماحَ بَنِي مُقَيِّدَةِ الحِمارِ ولكِنِّي خَشِيتُ على أُبَيٍّ رِماحَ الجِنِّ أَو إِيَّاكَ حارِ ورجل حامِرٌ وحَمَّارٌ ذو حمار كما يقال فارسٌ لذي الفَرَسِ والحَمَّارَةُ أَصحاب الحمير في السفر وفي حديث شريح أَنه كان يَرُدُّ الحَمَّارَةَ من الخيل الحَمَّارة أَصحاب الحمير أَي لم يُلْحِقْهم بأَصحاب الخيل في السهام من الغنيمة قال الزمخشري فيه أَيضاً إِنه أَراد بالحَمَّارَةِ الخيلَ التي تَعْدُو عَدْوَ الحمير وقوم حَمَّارَة وحامِرَةٌ أَصحاب حمير والواحد حَمَّار مثل جَمَّال وبَغَّال ومسجدُ الحامِرَةِ منه وفرس مِحْمَرٌ لئيم يشبه الحِمَارَ في جَرْيِه من بُطْئِه والجمع المَحامِرُ والمَحامِيرُ ويقال للهجين مِحْمَرٌ بكسر الميم وهو بالفارسية بالاني ويقال لمَطِيَّةِ السَّوْءِ مِحْمَرٌ التهذيب الخيل الحَمَّارَةُ مثل المَحامِرِ سواء وقد يقال لأَصحاب البغال بَغَّالَةٌ ولأَصحاب الجمال الجَمَّالَة ومنه قول ابن أَحمر شَلاًّ كما تَطْرُدُ الجَمَّالَةُ الشَّرَدَا وتسمى الفريضة المشتركة الحِمَارِيَّة سميت بذلك لأَنهم قالوا هَبْ أَبانا كان حِمَاراً ورجل مِحْمَرٌ لئيم وقوله نَدْبٌ إِذا نَكَّسَ الفُحْجُ المَحامِيرُ ويجوز أَن يكون جمع مِحْمَرٍ فاضطرّ وأَن يكون جمع مِحْمارٍ وحَمِرَ الفرس حَمَراً فهو حَمِرٌ سَنِقَ من أَكل الشعير وقيل تغيرت رائحة فيه منه الليث الحَمَرُ بالتحريك داء يعتري الدابة من كثرة الشعير فَيُنْتِنُ فوه وقد حَمِرَ البِرْذَوْنُ يَحْمَرُ حَمَراً وقال امرؤ القيس لعَمْرِي لَسَعْدُ بْنُ الضِّبابِ إِذا غَدا أَحَبُّ إِلينا مِنكَ فَا فَرَسٍ حَمِرْ يُعَيِّره بالبَخَرِ أَراد يا فا فَرَسٍ حَمِرٍ لقبه بفي فَرَسٍ حَمِرٍ لِنَتْنِ فيه وفي حديث أُمِّ سلمة كانت لنا داجِنٌ فَحَمِرَتْ من عجين هو من حَمَرِ الدابة ورجل مِحْمَرٌ لا يعطِي إِلاَّ على الكَدِّ والإِلْحاحِ عليه وقال شمر يقال حَمِرَ فلان عليّ يَحْمَرُ حَمَراً إِذا تَحَرَّقَ عليك غضباً وغيظاً وهو رجل حَمِرٌ من قوم حَمِرينَ وحِمَارَّةُ القَدَمِ المُشْرِفَةُ بين أَصابعها ومفاصلها من فوق وفي حديث عليّ ويُقْطَعُ السارقُ من حِمَارَّةِ القَدَمِ هي ما أَشرف بين مَفْصِلِها وأَصابعها من فوق وفي حديثه الآخر أَنه كان يغسل رجله من حِمَارَّةِ القدم قال ابن الأَثير وهي بتشديد الراء الأَصمعي الحَمائِرُ حجارة تنصب حول قُتْرَةِ الصائد واحدها حِمَارَةٌ والحِمَارَةُ أَيضاً الصخرة العظيمة الجوهري والحمارة حجارة تنصب حول الحوض لئلا يسيل ماؤه وحول بيت الصائد أَيضاً قال حميد الأَرقط يذكر بيت صائد بَيْتُ حُتُوفٍ أُرْدِحَتْ حَمَائِرُهْ أُردحت أَي زيدت فيها بَنِيقَةٌ وسُتِرَتْ قال ابن بري صواب انشاد هذا البيت بيتَ حُتُوفٍ بالنصب لأَن قبله أَعَدَّ لِلْبَيْتِ الذي يُسامِرُهْ قال وأَما قول الجوهري الحِمَارَةُ حجارة تنصب حول الحوض وتنصب أَيضاً حول بيت الصائد فصوابه أَن يقول الحمائر حجارة الواحد حِمَارَةٌ وهو كل حجر عريض والحمائر حجارة تجعل حول الحوض تردّ الماء إِذا طَغَى وأَنشد كأَنَّما الشَّحْطُ في أَعْلَى حَمائِرِهِ سَبائِبُ القَزِّ مِن رَيْطٍ وكَتَّانِ وفي حديث جابر فوضعته
( * قوله « فوضعته إلخ » ليس هو الواضع وإنما رجل كان يبرد الماء لرسولُ الله صلى الله عليه وسلم على حمارة فأرسله النبي يطلب عنده ماء لما لم يجد في الركب ماء كذا بهامش النهاية ) على حِمارَةٍ من جريد هي ثلاثة أَعواد يُشَدَّ بعض ويخالَفُ بين أَرجلها تُعَلَّقُ عليها الإِداوَةُ لتُبَرِّدَ الماءَ ويسمى بالفارسية سهباي والحمائر ثلاث خشبات يوثقن ويجعل عليهنّ الوَطْبُ لئلا يَقْرِضَه الحُرْقُوصُ واحدتها حِمارَةٌ والحِمارَةُ خشبة تكون في الهودج والحِمارُ خشبة في مُقَدَّم الرجل تَقْبِضُ عليها المرأَة وهي في مقدَّم الإِكاف قال الأَعشى وقَيَّدَنِي الشِّعْرُ في بَيْتهِ كما قَيَّدَ الآسِراتُ الحِمارا الأَزهري والحِمارُ ثلاث خشبات أَو أَربع تعترض عليها خشبة وتُؤْسَرُ بها وقال أَبو سعيد الحِمارُ العُود الذي يحمل عليه الأَقتاب والآسرات النساء اللواتي يؤكدن الرحال بالقِدِّ ويُوثِقنها والحمار خشبة يَعْمَلُ عليها الصَّيْقَلُ الليث حِمارُ الصَّيْقَلِ خشبته التي يَصْقُلُ عليها الحديد وحِمَار الطُّنْبُورِ معروف وحِمارُ قَبَّانٍ دُوَيْبِّةٌ صغيرة لازقة بالأَرض ذات قوائم كثيرة قال يا عَجَبا لَقَدْ رَأَيْتُ العَجَبا حِمَارَ قَبَّانٍ يَسُوقُ الأَرْنَبا والحماران حجران ينصبان يطرح عليهما حجر رقيق يسمى العَلاةَ يجفف عليه الأَقِطُ قال مُبَشِّرُ بن هُذَيْل بن فَزارَةَ الشَّمْخِيُّ يصف جَدْبَ الزمان لا يَنْفَعُ الشَّاوِيِّ فيها شاتُهُ ولا حِماراه ولا عَلاَتُه يقول إِن صاحب الشاء لا ينتفع بها لقلة لبنها ولا ينفعه حماراه ولا عَلاَته لأَنه ليس لها لبن فيُتخذ منه أَقِط والحمَائر حجارة تنصب على القبر واحدتها حِمارَةٌ ويقال جاء بغنمه حُمْرَ الكُلَى وجاء بها سُودَ البطون معناهما المهازيل والحُمَرُ والحَوْمَرُ والأَوَّل أَعلى التمر الهندي وهو بالسَّراةِ كثير وكذلك ببلاد عُمان وورقه مثل ورق الخِلافِ الذي قال له البَلْخِيّ قال أَبو حنيفة وقد رأَيته فيما بين المسجدين ويطبخ به الناس وشجره عظام مثل شجر الجوز وثمره قرون مثل ثمر القَرَظِ والحُمَّرَةُ والحُمَرَةُ طائر من العصافير وفي الصحاح الحُمَّرة ضرب من الطير كالعصافير وجمعها الحُمَرُ والحُمَّرُ والتشديد أَعلى قال أَبو المهوش الأَسدي يهجو تميماً قَدْ كُنْتُ أَحْسِبُكُمْ أُسُودَ خَفِيَّةٍ فإِذا لَصَافٍ تَبِيضُ فيه الحُمَّرُ يقول قد كنت أَحسبكم شجعاناً فإِذا أَنتم جبناء وخفية موضع تنسب إِليه الأُسد ولصاف موضع من منازل بني تميم فجعلهم في لصاف بمنزلة الحُمَّر متى ورد عليها أَدنى وارد طارت فتركت بيضها لجبنها وخوفها على نفسها الأَزهري يقال للحُمَّرِ وهي طائر حُمَّرٌ بالتخفيف الواحدةُ حُمَّرَة وحُمَرَة قال الراجز وحُمَّرات شُرْبُهُنَّ غِبُّ وقال عمرو بن أَحْمَر يخاطب يحيى بن الحَكَم بن أَبي العاص ويشكو إِليه ظلم السُّعاة إِن نَحْنُ إِلاَّ أُناسٌ أَهلُ سائِمَةٍ ما إِن لنا دُونَها حَرْثٌ ولا غُرَرُ الغُرَرُ لجمع العبيد واحدها غُرَّةٌ مَلُّوا البلادَ ومَلَّتْهُمْ وأَحْرَقَهُمْ ظُلْمُ السُّعاةِ وبادَ الماءُ والشَّجَرُ إِنْ لا تُدارِكْهُمُ تُصْبِحْ مَنازِلُهُمْ قَفْراً تَبِيضُ على أَرْجائها الحُمَرُ فخففها ضرورة وفي الصحاح إِن لا تلافهم وقيل الحُمَّرَةُ القُبَّرَةُ وحُمَّراتٌ جمع قال وأَنشد الهلالي والكِلابِيُّ بيتَ الراجز عَلَّقَ حَوْضِي نُغَرٌ مُكِبُّ إِذا غَفِلْتُ غَفْلَةً يَغُبُّ وحُمَّراتٌ شُرْبُهُنَّ غِبُّ قال وهي القُبَّرُ وفي الحديث نزلنا مع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فجاءت حُمَّرَةٌ هي بضم الحاء وتشديد الميم وقد تخفف طائر صغير كالعصفور واليَحْمُورُ طائر واليحمور أَيضاً دابة تشبه العَنْزَ وقيل اليحمور حمار الوحش وحامِرٌ وأُحامِر بضم الهمزة موضعان لا نظير له من الأَسماء إِلاَّ أُجارِدُ وهو موضع وحَمْراءُ الأَسد أَسماء مواضع والحِمَارَةُ حَرَّةٌ معروفة وحِمْيَرٌ أَبو قبيلة ذكر ابن الكلبي أَنه كان يلبس حُلَلاً حُمْراً وليس ذلك بقوي الجوهري حِمْيَر أَبو قبيلة من اليمن وهو حمير بن سَبَأ بن يَشْجُب بن يَعْرُبَ بن قَحْطَانَ ومنهم كانت الملوك في الدهر الأَوَّل واسم حِمْيَر العَرَنْجَجُ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي أََرَيْتَكَ مَوْلايَ الذي لسْتُ شاتِماً ولا حارِماً ما بالُه يَتَحَمَّرُ فسره فقال يذهب بنفسه حتى كأَنه ملك من ملوك حمير التهذيب حِمْيَرٌ اسم وهو قَيْلٌ أَبو ملوك اليمن وإِليه تنتمي القبيلة ومدينة ظَفَارِ كانت لحمير وحَمَّرَ الرجلُ تكلم بكلام حِمْيَر ولهم أَلفاظ ولغات تخالف لغات سائر العرب ومنه قول الملك الحِمْيَرِيِّ مَلِك ظَفارِ وقد دخل عليه رجل من العرب فقال له الملك ثِبْ وثِبْ بالحميرية اجْلِسْ فَوَثَبَ الرجل فانْدَقَّتْ رجلاه فضحك الملك وقال ليستْ عندنا عَرَبِيَّتْ من دخل ظَفارِ حَمَّر أَي تَعَلَّم الحِمْيَرِيَّةَ قال ابن سيده هذه حكاية ابن جني يرفع ذلك إِلى الأَصمعي وأَما ابن السكيت فإِنه قال فوثب الرجل فتكسر بدل قوله فاندقت رجلاه وهذا أَمر أُخرج مخرج الخبر أَي فلْيُحَمِّرْ ابن السكيت الحُمْرة بسكون الميم نَبْتٌ التهذيب وأُذْنُ الحِمَار نبت عريض الورق كأَنه شُبِّه بأُذُنِ الحمار وفي حديث عائشة رضي الله عنها ما تَذْكُر من عَجُوزٍ حَمْراءَ الشِّدقَيْنِ وصفتها بالدَّرَدِ وهو سقوط الأَسنان من الكِبَرِ فلم يبق إِلاَّ حُمْرَةُ اللَّثَاةِ وفي حديث عليّ عارَضَه رجل من الموالي فقال اسكت يا ابْنَ حْمْراء العِجانِ أَي يا ابن الأَمة والعجان ما بين القبل والدبر وهي كلمة تقولها العرب في السَّبِّ والذمِّ وأَحْمَرُ ثَمُودَ لقب قُدارِ بْنِ سالِفٍ عاقِرِ ناقَةِ صالح على نبينا وعليه الصلاة والسلام وإِنما قال زهير كأَحمر عاد لإِقامة الوزن لما لم يمكنه أَن يقول كأَحمر ثمود أَو وهم فيه قال أَبو عبيد وقال بعض النُّسَّابِ إِن ثموداً من عادٍ وتَوْبَةُ بن الحُمَيِّرِ صاحب لَيْلَى الأَخْيَلِيَّةِ وهو في الأَصل تصغير الحمار وقولهم أَكْفَرُ من حِمَارٍ هو رجل من عاد مات له أَولاد فكفر كفراً عظيماً فلا يمرّ بأَرضه أَحد إِلاَّ دعاه إِلى الكفر فإِن أَجابه وإِلاَّ قتله وأَحْمَرُ وحُمَيْرٌ وحُمْرانُ وحَمْراءُ وحِمَارٌ أَسماء وبنو حِمِرَّى بطن من العرب وربما قالوا بني حِمْيَريّ وابنُ لِسانِ الحُمَّرةِ من خطباء العرب وحِمِرُّ موضع

( حنر ) الحَنِيرَةُ عَقْدٌ مضروب ليس بذلك العريض والحَنِيرَةُ الطَّاقُ المعقود وفي الصحاح الحَنِيرَةُ عَقْدُ الطاق المَبْنِيِّ والحَنِيرَةُ مِنْدَفَةُ القُطْنِ والحَنِيرَةُ القَوْْسُ وقيل القوس بلا وَتَرٍ عن ابن الأَعرابي الجوهري الحَنِيرَةُ القوس وهي مِنْدَفَةُ النساء وجمعها حَنِيرٌ وقال ابن الأَعرابي جمعها حَنائِرُ وفي حديث أَبي ذَرٍّ لو صَلَّيْتُمْ حتى تكونوا كالحَنائِر ما نفعكم ذلك حتى تُحِبّوا آلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم هي جمع حَنِيرَة وهي القوس بلا وتر وقيل الطاق المعقود وكلُّ مُنْحَنٍ فهو حَنِيرَةٌ أَي لو تَعَبَّدْتُمْ حتى تَنْحَنِيَ ظهورُكم وذكر الأَزهري هذا الحديث فقال لو صليتم حتى تكونوا كالأَوْتارِ أَو صُمْتم حتى تكونوا كالحنائر ما نفعكم ذلك إِلاَّ بنية صادقة ووَرَعٍ صادق ابن الأَعرابي الحُنَيَرَةُ تصغير حَنْرَةٍ وهي العَطْفَةُ المُحْكَمَةُ للقوس وحَنَرَ الحَنِيرَةَ بناها
( * قوله « بناها » كذا بالأَصل بالباء الموحدة وأَفاد الشارح أَنه كذلك في التكملة والذي في القاموس ثناها بالمثلثة )
والحِنَّوْرَةُ دُوَيْبَّة دميمة يُشَبَّهُ بها الإِنسانُ فيقال يا حِنَّوْرَةُ وقال أَبو العباس في بابِ فِعَّوْلٍ الحِنَّوْرُ دابة تشبه العظاءَ

( حنبتر ) الحِنْبَتْرُ الشّدَّةُ مثل به سيبويه وفسره السيرافي

( حنتر ) الحَنْتَرُ الضَّيقُ والحِنْتَرُ القصير والحِنْتارُ الصغير ابن دريد الحَنْتَرَةُ الضِّيقُ والله أَعلم

( حنثر ) رجل حَنْثَرٌ وحَنْثَرِيُّ مُحَمَّقٌ والحَنْثَرَةُ الضِّيقُ قال الأَزهري في حنثر هذا الحرف في كتاب الجمهرة لابن دريد مع غيره وما وجدت لأَكثرها صحةً لأَحدٍ من الثقات وينبغي للناظر أَن يَفْحَصَ عنها وما وجده منها لثقة أَلحقه بالرباعي وما لم يجد منها لثقة كان منها على رِيبَةٍ وحَذَرٍ

( حنجر ) الحُنْجُورُ الحَلْقُ والحَنْجَرَةُ طَبَقَانِ من أَطباق الحُلْقُوم مما يلي الغَلْصَمَةَ وقيل الحَنْجَرَةُ رأْس الغَلْصَمَةِ حيث يحدد وقيل هو جوف الحلقوم وهو الحُنْجُورُ والجمع حَنْجَرٌ قال مُنِعَتْ تَمِيمٌ واللَّهازِمُ كُلُّها تَمْرَ العِراقِ وما يَلَذُّ الحَنْجَرُ وقوله تعالى إِذ القُلُوبُ لَدَى الحَناجِرِ كاظِمِينَ أَراد أَن الفَزَع يُشخِصُ قُلُوبَهُمْ أَي تَقْلِصُ إِلى حناجرهم وفي حديث القاسم سئل عن رجل ضرب حَنْجَرَةَ رجل فذهب صوته قال عليه الدية الحنجرة رأْس الغلصمة حيث تراه ناتئاً من خارج الحلق والجمع حناجر ومنه وبلغت القلوب الحناجر أَي صَعَدَتْ عن مواضعها من الخوف إِليها الأَزهري قال في الحُلْقُوم والحُنْجُور وهو مَخْرَجُ النَّفَسِ لا يجري فيه الطعامُ والشرابُ المَرِيءُ وتمامُ الذكاة قَطْعُ الحلقوم والمَرِيءِ والوَدَجَيْنِ وقول النابغة مِنَ الوارِداتِ الماءِ بالقَاعِ تَسْتَقِي بأَعْجازِها قَبْلَ اسْتِقاءِ الحَناجِرِ إِنما جعل للنخل حناجر على التشبيه بالحيوان وحَنْجَرَ الرجلَ ذبحه والمُحَنْجِرُ داء يصيب في البطن وقيل المُحَنْجِرُ داء التَّشَيْدُقِ
( * قوله « التشيدق » وقوله « للتحيدق » كذا بالأَصل ) يقال حَنْجَرَ الرجلُ فهو مُحَنْجِرٌ ويقال للتَّحَيْدُقِ العِلَّوْصُ والمُحَنْجِرُ وحَنْجَرَتْ عينه غارتْ الأَزهري عن ثعلب أَن ابن الأَعرابي أَنشده لو كان خَزُّ واسِطٍ وسَقَطُهْ حُنْجُورُهُ وحُقُّهُ وسَقَطُهْ تَأْوِي إِليها أَصْبَحَتْ تُقَسِّطُهْ ابن الأَعرابي الحُنْجُورَةُ شِبْهُ البُرْمَةِ من زجاج يجعل فيه الطِّيبُ وقال غيره هي قارورة طويلة يجعل فيها الذَّرِيرَةُ

( حندر ) الحِنْدِيرُ والحِنْدِيرَةُ والحُنْدورُ والحِنْدَوْرُ والحِنْدَوْرَةُ والحِنْدُورَةُ عن ثعلب بكسر الحاء وضم الدال كله الحَدَقَةُ والحِنْدِيرةُ أَجودُ ومنه قولهم جعلني على حُنْدُرِ عينه وإِنه لَحُنارِدُ العين أَي حديد النظر الجوهري الحُنْدُرُ والحُنْدورُ والحُنْدورَةُ الحدقة يقال هو على حُنْدُرِ عينه وحُنْدُورِ عينه وحُنْدُورَة عينه إِذا كان يستثقله ولا يقدر أَن ينظر إِليه بغضاً قال الفرّاء يقال جعلته على حِنْدِيرَةِ عيني وحُنْدُورَةِ عيني إِذا جعلته نُصْبَ عينك

( حنزر ) الحُنْزُرَةُ
( * قوله « الخنزرة » كذا بالأَصل بهذا الضبط وضبطت في القاموس بالشكل بفتح الحاء وسكون النون وفتح الراء ) شعبة من الجبل عن كراع

( حنزقر ) الحِنْزَقْرُ والحِنْزَقْرَةُ القصير الدميم من الناس وأَنشد شمر لو كنتَ أَجْمَلَ مِنْ ملكٍ رَأَوْكَ أُقَيْدِرَ حِنْزَقْرَهْ قال سيبويه النون إِذا كانت ثانية ساكنة لا تجعل زائدة إِلا بِثَبَتٍ

( حور ) الحَوْرُ الرجوع عن الشيء وإِلى الشيء حارَ إِلى الشيء وعنه حَوْراً ومَحاراً ومَحارَةً وحُؤُورواً رجع عنه وإِليه وقول العجاج في بِئْرِ لا حُورٍ سَرَى وما شَعَرْ أَراد في بئر لا حُؤُورٍ فأَسكن الواو الأُولى وحذفها لسكونها وسكون الثانية بعدها قال الأَزهري ولا صلة في قوله قال الفرّاء لا قائمة في هذا البيت صحيحة أَراد في بئر ماء لا يُحِيرُ عليه شيئاً الجوهري حارَ يَحُورُ حَوْراً وحُؤُوراً رجع وفي الحديث من دعا رجلاً بالكفر وليس كذلك حارَ عليه أَي رجع إِليه ما نسب إِليه ومنه حديث عائشة فَغَسلْتها ثم أَجْفقتها ثم أَحَرْتها إِليه ومنه حديث بعض السلف لو عَيَّرْتُ رجلاً بالرَّضَعِ لخشيتُ أَن يَحُورَ بي داؤه أَي يكونَ عَلَيَّ مَرْجِعُه وكل شيء تغير من حال إِلى حال فقد حارَ يَحُور حَوْراً قال لبيد وما المَرْءُ إِلاَّ كالشِّهابِ وضَوْئِهِ يِحُورُ رَماداً بعد إِذْ هو ساطِعُ وحارَتِ الغُصَّةُ تَحُورُ انْحَدَرَتْ كأَنها رجعت من موضعها وأَحارَها صاحِبُها قال جرير ونُبِّئْتُ غَسَّانَ ابْنَ واهِصَةِ الخُصى يُلَجْلِجُ مِنِّي مُضْغَةً لا يُحِيرُها وأَنشد الأَزهري وتِلْكَ لَعَمْرِي غُصَّةٌ لا أُحِيرُها أَبو عمرو الحَوْرُ التَّحَيُّرُ والحَوْرُ الرجوع يقال حارَ بعدما كارَ والحَوْرُ النقصان بعد الزيادة لأَنه رجوع من حال إِلى حال وفي الحديث نعوذ بالله من الحَوْرِ بعد الكَوْرِ معناه من النقصان بعد الزيادة وقيل معناه من فساد أُمورنا بعد صلاحها وأَصله من نقض العمامة بعد لفها مأْخوذ من كَوْرِ العمامة إِذا انقض لَيُّها وبعضه يقرب من بعض وكذلك الحُورُ بالضم وفي رواية بعد الكَوْن قال أَبو عبيد سئل عاصم عن هذا فقال أَلم تسمع إِلى قولهم حارَ بعدما كان ؟ يقول إِنه كان على حالة جميلة فحار عن ذلك أَي رجع قال الزجاج وقيل معناه نعوذ بالله من الرُّجُوعِ والخُروج عن الجماعة بعد الكَوْرِ معناه بعد أَن كنا في الكَوْرِ أَي في الجماعة يقال كارَ عِمامَتَهُ على رأْسه إِذا لَفَّها وحارَ عِمامَتَهُ إِذا نَقَضَها وفي المثل حَوْرٌ في مَحَارَةٍ معناه نقصان في نقصان ورجوع في رجوع يضرب للرجل إِذا كان أَمره يُدْبِرُ والمَحارُ المرجع قال الشاعر نحن بنو عامِر بْنِ ذُبْيانَ والنَّا سُ كهَامٌ مَحارُهُمْ للقُبُورْ وقال سُبَيْعُ بن الخَطِيم وكان بنو صُبْح أَغاروا على إِبله فاستغاث بزيد الفوارس الضَّبِّيّ فانتزعها منهم فقال يمدحه لولا الإِلهُ ولولا مَجْدُ طالِبِها لَلَهْوَجُوها كما نالوا مِن الْعِيرِ واسْتَعْجَلُوا عَنْ خَفِيف المَضْغِ فازْدَرَدُوا والذَّمُّ يَبْقَى وزادُ القَوْمِ في حُورِ اللَّهْوَجَة أَن لا يُبالغ في إِنضاج اللحم أَي أَكلوا لحمها من قبل أَن ينضج وابتلعوه وقوله والذم يبقى وزاد القوم في حور يريد الأَكْلُ يذهب والذم يبقى ابن الأَعرابي فلان حَوْرٌ في مَحارَةٍ قال هكذا سمعته بفتح الحاء يضرب مثلاً للشيء الذي لا يصلح أَو كان صالحاً ففسد والمَحارة المكان الذي يَحُور أَو يُحارُ فيه والباطل في حُورٍ أَي في نقص ورجوع وإِنك لفي حُورٍ وبُورٍ أَي في غير صنعة ولا إِجادة ابن هانئ يقال عند تأْكيد المَرْزِئَةِ عليه بِقِلَّةِ النماء ما يَحُور فلان وما يَبُورُ وذهب فلان في الحَوَارِ والبَوَارِ بفتح الأَول وذهب في الحُورِ والبُورِ أَي في النقصان والفساد ورجل حائر بائر وقد حارَ وبارَ والحُورُ الهلاك وكل ذلك في النقصان والرجوع والحَوْرُ ما تحت الكَوْرِ من العمامة لأَنه رجوع عن تكويرها وكلَّمته فما رَجَعَ إِلَيَّ حَوَاراً وحِواراً ومُحاوَرَةً وحَوِيراً ومَحُورَة بضم الحاء بوزن مَشُورَة أَي جواباً وأَحارَ عليه جوابه ردَّه وأَحَرْتُ له جواباً وما أَحارَ بكلمة والاسم من المُحاوَرَةِ الحَوِيرُ تقول سمعت حَوِيرَهما وحِوَارَهما والمُحاوَرَة المجاوبة والتَّحاوُرُ التجاوب وتقول كلَّمته فما أَحار إِليَّ جواباً وما رجع إِليَّ خَوِيراً ولا حَوِيرَةً ولا مَحُورَةً ولا حِوَاراً أَي ما ردَّ جواباً واستحاره أَي استنطقه وفي حديث علي كرم الله وجهه يرجع إِليكما ابنا كما بِحَوْرِ ما بَعَثْتُما بِه أَي بجواب ذلك يقال كلَّمته فما رَدَّ إِليَّ حَوْراً أَي جواباً وقيل أَراد به الخيبة والإِخْفَاقَ وأَصل الحَوْرِ الرجوع إِلى النقص ومنه حديث عُبادة يُوشِك أَن يُرَى الرجُل من ثَبَجِ المسلمين قُرَّاء القرآن على لسان محمد صلى الله عليه وسلم فأَعاده وأَبْدَأَه لا يَحُورُ فيكم إِلا كما يَحُور صاحبُ الحمار الميت أَي لا يرجع فيكم بخير ولا ينتفع بما حفظه من القرآن كما لا ينتفع بالحمار الميت صاحبه وفي حديث سَطِيحٍ فلم يُحِرْ جواباً أَي لم يرجع ولم يَرُدَّ وهم يَتَحاوَرُون أَي يتراجعون الكلام والمُحاوَرَةُ مراجعة المنطق والكلام في المخاطبة وقد حاوره والمَحُورَةُ من المُحاوَرةِ مصدر كالمَشُورَةِ من المُشاوَرَة كالمَحْوَرَةِ وأَنشد لِحاجَةِ ذي بَتٍّ ومَحْوَرَةٍ له كَفَى رَجْعُها من قِصَّةِ المُتَكَلِّمِ وما جاءتني عنه مَحُورَة أَي ما رجع إِليَّ عنه خبر وإِنه لضعيف الحَوْرِ أَي المُحاوَرَةِ وقوله وأَصْفَرَ مَضْبُوحٍ نَظَرْتُ حَِوارَهُ على النَّارِ واسْتَوْدَعْتُهُ كَفَّ مُجْمِدِ ويروى حَوِيرَه إِنما يعني بحواره وحويره خروجَ القِدْحِ من النار أَي نظرت الفَلَجَ والفَوْزَ واسْتَحار الدارَ اسْتَنْطَقَهَا من الحِوَارِ الذي هو الرجوع عن ابن الأَعرابي أَبو عمرو الأَحْوَرُ العقل وما يعيش فلانٌ بأَحْوَرَ أَي ما يعيش بعقل يرجع إِليه قال هُدْبَةُ ونسبه ابن سيده لابن أَحمر وما أَنْسَ مِ الأَشْياءِ لا أَنْسَ قَوْلَها لجارَتِها ما إِن يَعِيشُ بأَحْوَرَا أَراد من الأَشياء وحكى ثعلب اقْضِ مَحُورَتَك أَي الأَمر الذي أَنت فيه والحَوَرُ أَن يَشْتَدَّ بياضُ العين وسَوادُ سَوادِها وتستدير حدقتها وترق جفونها ويبيضَّ ما حواليها وقيل الحَوَرُ شِدَّةُ سواد المُقْلَةِ في شدّة بياضها في شدّة بياض الجسد ولا تكون الأَدْماءُ حَوْراءَ قال الأَزهري لا تسمى حوراء حتى تكون مع حَوَرِ عينيها بيضاءَ لَوْنِ الجَسَدِ قال الكميت ودامتْ قُدُورُك للسَّاعِيَيْ ن في المَحْلِ غَرْغَرَةً واحْوِرارَا أَراد بالغَرْغَرَةِ صَوْتَ الغَلَيانِ وبالاحورار بياضَ الإِهالة والشحم وقيل الحَوَرُ أَن تسودّ العين كلها مثل أَعين الظباء والبقر وليس في بني آدم حَوَرٌ وإِنما قيل للنساء حُورُ العِينِ لأَنهن شبهن بالظباء والبقر وقال كراع الحَوَرُ أَن يكون البياض محدقاً بالسواد كله وإِنما يكون هذا في البقر والظباء ثم يستعار للناس وهذا إِنما حكاه أَبو عبيد في البَرَج غير أَنه لم يقل إِنما يكون في الظباء والبقر وقال الأَصمعي لا أَدري ما الحَوَرُ في العين وقد حَوِرَ حَوَراً واحْوَرَّ وهو أَحْوَرُ وامرأَة حَوْراءُ بينة الحَوَرِ وعَيْنٌ حَوْراءٌ والجمع حُورٌ ويقال احْوَرَّتْ عينه احْوِرَاراً فأَما قوله عَيْناءُ حَورَاءُ منَ العِينِ الحِير فعلى الإِتباع لعِينٍ والحَوْراءُ البيضاء لا يقصد بذلك حَوَر عينها والأَعْرابُ تسمي نساء الأَمصار حَوَارِيَّاتٍ لبياضهن وتباعدهن عن قَشَفِ الأَعراب بنظافتهن قال فقلتُ إِنَّ الحَوارِيَّاتِ مَعْطَبَةٌ إِذا تَفَتَّلْنَ من تَحْتِ الجَلابِيبِ يعني النساء وقال أَبو جِلْدَةَ فَقُلْ للحَوَارِيَّاتِ يَبْكِينَ غَيْرَنا ولا تَبْكِنا إِلاَّ الكِلابُ النَّوابِحُ بكَيْنَ إِلينا خفيةً أَنْ تُبِيحَها رِماحُ النَّصَارَى والسُّيُوفُ الجوارِحُ جعل أَهل الشأْم نصارى لأَنها تلي الروم وهي بلادها والحَوارِيَّاتُ من النساء النَّقِيَّاتُ الأَلوان والجلود لبياضهن ومن هذا قيل لصاحب الحُوَّارَى مُحَوَّرٌ وقول العجاج بأَعْيُنٍ مُحَوَّراتٍ حُورِ يعني الأَعين النقيات البياض الشديدات سواد الحَدَقِ وفي حديث صفة الجنة إِن في الجنة لَمُجْتَمَعاً للحُورِ العِينِ والتَّحْوِيرُ التببيض والحَوارِيُّونَ القَصَّارُونَ لتبييضهم لأَنهم كانوا قصارين ثم غلب حتى صار كل ناصر وكل حميم حَوارِيّاً وقال بعضهم الحَوارِيُّونَ صَفْوَةُ الأَنبياء الذين قد خَلَصُوا لَهُمْ وقال الزجاج الحواريون خُلْصَانُ الأَنبياء عليهم السلام وصفوتهم قال والدليل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم الزُّبَيْرُ ابن عمتي وحَوارِيَّ من أُمَّتِي أَي خاصتي من أَصحابي وناصري قال وأَصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حواريون وتأْويل الحواريين في اللغة الذين أُخْلِصُوا ونُقُّوا من كل عيب وكذلك الحُواَّرَى من الدقيق سمي به لأَنه يُنَقَّى من لُباب البُرِّ قال وتأْويله في الناس الذي قد روجع في اختِياره مرة بعد مرة فوجد نَقِيّاً من العيوب قال وأَصل التَّحْوِيرِ في اللغة من حارَ يَحُورُ وهو الرجوع والتَّحْوِيرُ الترجيع قال فهذا تأْويله والله أَعلم ابن سيده وكلُّ مُبالِغٍ في نُصْرَةِ آخر حوَارِيٌّ وخص بعضهم به أَنصار الأَنبياء عليهم السلام وقوله أَنشده ابن دريد بَكَى بِعَيْنِك واكِفُ القَطْرِ ابْنَ الحَوارِي العَالِيَ الذِّكْرِ إِنما أَراد ابنَ الحَوارِيِّ يعني الحَوارِيِّ الزُّبَيرَ وعنى بابنه عَبْدَ اللهِو بْنَ الزبير وقيل لأَصحاب عيسى عليه السلام الحواريون للبياض لأَنهم كانوا قَصَّارين والحَوارِيُّ البَيَّاضُ وهذا أَصل قوله صلى الله عليه وسلم في الزبير حَوارِيَّ من أُمَّتي وهذا كان بدأَه لأَنهم كانوا خلصاء عيسى وأَنصاره وأَصله من التحوير التبييض وإِنما سموا حواريين لأَنهم كانوا يغسلون الثياب أَي يُحَوِّرُونَها وهو التبييض ومنه الخُبْزُ الحُوَّارَى ومنه قولهم امرأَة حَوارِيَّةٌ إِذا كانت بيضاء قال فلما كان عيسى بن مريم على نبينا وعليه السلام نصره هؤلاء الحواريون وكانوا أَنصاره دون الناس قيل لناصر نبيه حَوارِيُّ إِذا بالغ في نُصْرَتِه تشبيهاً بأُولئك والحَوارِيُّونَ الأَنصار وهم خاصة أَصحابه وروى شمر أَنه قال الحَوارِيُّ الناصح وأَصله الشيء الخالص وكل شيء خَلَصَ لَوْنُه فهو حَوارِيٌّ والأَحْوَرِيُّ الأَبيض الناعم وقول الكميت ومَرْضُوفَةٍ لم تُؤْنِ في الطَّبْخِ طاهِياً عَجِلْتُ إِلى مُحْوَرِّها حِينَ غَرْغَرَا يريد بياض زَبَدِ القِدْرِ والمرضوفة القدر التي أُنضجت بالرَّضْفِ وهي الحجارة المحماة بالنار ولم تؤْن أَي لم تحبس والاحْوِرَارُ الابْيِضاضُ وقَصْعَةٌ مُحْوَرَّةٌ مُبْيَضَّةٌ بالسَّنَامِ قال أَبو المهوش الأَسدي يا وَرْدُ إِنِّي سَأَمُوتُ مَرَّهْ فَمَنْ حَلِيفُ الجَفْنَةِ المُحْوَرَّهْ ؟ يعني المُبْيَضَّةَ قال ابن بري وورد ترخيم وَرْدَة وهي امرأَته وكانت تنهاه عن إِضاعة ماله ونحر إِبله فقال ذلك الأَزهري في الخماسي الحَوَرْوَرَةُ البيضاء قال هو ثلاثي الأَصل أُلحق بالخماسي لتكرار بعض حروفها والحَوَرُ خشبة يقال لها البَيْضاءُ والحُوَّارَى الدقيق الأَبيض وهو لباب الدقيق وأَجوده وأَخلصه الجوهري الحُوَّارَى بالضم وتشديد الواو والراء مفتوحة ما حُوِّرَ من الطعام أَي بُيّصَ وهذا دقيق حُوَّارَى وقد حُوِّرَ الدقيقُ وحَوَّرْتُه فاحْوَرَّ أَي ابْيَضَّ وعجين مُحَوَّر وهو الذي مسح وجهه بالماء حتى صفا والأَحْوَرِيُّ الأَبيض الناعم من أَهل القرى قال عُتَيْبَةُ بن مِرْدَاسٍ المعروفُ بأَبي فَسْوَةَ تكُفُّ شَبَا الأَنْيَابِ منها بِمِشْفَرٍ خَرِيعٍ كَسِبْتِ الأَحْوَرِيِّ المُخَصَّرِ والحَوُْر البَقَرُ لبياضها وجمعه أَحْوارٌ أَنشد ثعلب للهِ دَرُّ منَازِل ومَنازِل إِنَّا بُلِينَ بها ولا الأَحْوارُ والحَوَرُ الجلودُ البِيضُ الرِّقَاقُ تُعمل منها الأَسْفَاطُ وقيل السُّلْفَةُ وقيل الحَوَرُ الأَديم المصبوغ بحمرة وقال أَبو حنيفة هي الجلود الحُمْرُ التي ليست بِقَرَظِيَّةٍ والجمع أَحْوَارٌ وقد حَوَّرَهُ وخُفَّ مُحَوَّرٌ بطانته بِحَوَرٍّ وقال الشاعر فَظَلَّ يَرْشَحُ مِسْكاً فَوْقَهُ عَلَقٌ كأَنَّما قُدَّ في أَثْوابِه الحَوَرُ الجوهري الحَوَرُ جلود حمر يُغَشَّى بها السِّلالُ الواحدةُ حَوَرَةٌ قال العجاج يصف مخالف البازي بِحَجَباتٍ يَتَثَقَّبْنَ البُهَرْ كأَنَّما يَمْزِقْنَ باللَّحْمِ الحَوَرْ وفي كتابه لِوَفْدِ هَمْدَانَ لهم من الصدقة الثِّلْبُ والنَّابُ والفَصِيلُ والفَارِضُ والكَبْشُ الحَوَرِيُّ قال ابن الأَثير منسوب إِلى الحَوَرَِ وهي جلود تتخذ من جلود الضأْن وقيل هو ما دبغ من الجلود بغير القَرَظِ وهو أَحد ما جاء على أَصله ولم يُعَلَّ كما أُعلَّ ناب والحُوَارُ والحِوَارُ الأَخيرة رديئة عند يعقوب ولد الناقة من حين يوضع إِلى أَن يفطم ويفصل فإِذا فصل عن أُمه فهو فصيل وقيل هو حُوَارٌ ساعةَ تضعه أُمه خاصة والجمع أَحْوِرَةٌ وحِيرانٌ فيهما قال سيبويه وَفَّقُوا بين فُعَالٍ وفِعَال كما وَفَّقُوا بين فُعالٍ وفَعِيلٍ قال وقد قالوا حُورَانٌ وله نظير سمعت العرب تقول رُقاقٌ ورِقاقٌ والأُنثى بالهاء عن ابن الأَعرابي وفي التهذيب الحُوَارُ الفصيل أَوَّلَ ما ينتج وقال بعض العرب اللهم أَحِرْ رِباعَنا أَي اجعل رباعنا حِيراناً وقوله أَلا تَخافُونَ يوماً قَدْ أَظَلَّكُمُ فيه حُوَارٌ بِأَيْدِي الناسِ مَجْرُورُ ؟ فسره ابن الأَعرابي فقال هو يوم مَشْؤُوم عليكم كَشُؤْم حُوارِ ناقة ثمود على ثمود والمِحْوَرُ الحديدة التي تجمع بين الخُطَّافِ والبَكَرَةِ وهي أَيضاً الخشبة التي تجمع المَحَالَةَ قال الزجاج قال بعضهم قيل له مِحْوَرٌ للدَّوَرَانِ لأَنه يرجع إِلى المكان الذي زال عنه وقيل إِنما قيل له مِحْوَرٌ لأَنه بدورانه ينصقل حتى يبيض ويقال للرجل إِذا اضطرب أَمره قد قَلِقَتْ مَحاوِرُه وقوله أَنشده ثعلب يا مَيُّ ما لِي قَلِقَتْ مَحاوِرِي وصَارَ أَشْبَاهَ الفَغَا ضَرائِرِي ؟ يقول اضطربت عليّ أُموري فكنى عنها بالمحاور والحديدة التي تدور عليها البكرة يقال لها مِحْورٌ الجوهري المِحْوَرُ العُودُ الذي تدور عليه البكرة وربما كان من حديد والمِحْوَرُ الهَنَةُ والحديدة التي يدور فيها لِسانُ الإِبْزِيمِ في طرف المِنْطَقَةِ وغيرها والمِحْوَرُ عُودُ الخَبَّازِ والمِحْوَرُ الخشبة التي يبسط بها العجين يُحَوّرُ بها الخبز تَحْوِيراً قال الأَزهري سمي مِحْوَراً لدورانه على العجين تشبيهاً بمحور البكرة واستدارته وحَوَّرَ الخُبْزَةَ تَحْوِيراً هَيَّأَها وأَدارها ليضعها في المَلَّةِ وحَوَّرَ عَيْنَ الدابة حَجِّرَ حولها بِكَيٍّ وذلك من داء يصيبها والكَيَّةُ يقال لها الحَوْراءُ سميت بذلك لأَن موضعها يبيضُّ ويقال حَوِّرْ عينَ بعيرك أَي حَجَّرْ حولها بِكَيٍّ وحَوَّرَ عين البعير أَدار حولها مِيسَماً وفي الحديث أَنه كَوَى أَسْعَدَ بنَ زُرَارَةَ على عاتقه حَوْراءَ وفي رواية وجد وجعاً في رقبته فَحَوَّرَهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بحديدة الحَوْراءُ كَيَّةٌ مُدَوَّرَةٌ وهي من حارَ يَحُورُ إِذا رجع وحَوَّرَه كواه كَيَّةً فأَدارها وفي الحديث أَنه لما أُخْبِرَ بقتل أَبي جهل قال إِن عهدي به وفي ركبتيه حَوْراءُ فانظروا ذلك فنطروا فَرَأَوْهُ يعني أَثَرَ كَيَّةٍ كُوِيَ بها وإِنه لذو حَوِيرٍ أَي عداوة ومُضَادَّةٍ عن كراع وبعض العرب يسمي النجم الذي يقال له المُشْتَري الأَحْوَرَ والحَوَرُ أَحد النجوم الثلاثة التي تَتْبَعُ بنات نَعْشٍ وقيل هو الثالث من بنات نعش الكبرى اللاصق بالنعش والمَحارَةُ الخُطُّ والنَّاحِيَةُ والمَحارَةُ الصَّدَفَةُ أَو نحوها من العظم والجمع مَحاوِرُ ومَحارٌ قال السُّلَيْكُ بْنُ السُّلَكَةِ كأَنَّ قَوَائِمَ النِّخَّامِ لَمَّا تَوَلَّى صُحْبَتِي أَصْلاً مَحارُ أَي كأَنها صدف تمرّ على كل شيء وذكر الأَزهري هذه الترجمة أَيضاً في باب محر وسنذكرها أَيضاً هناك والمَحارَةُ مرجع الكتف ومَحَارَةُ الحَنَكِ فُوَيْقَ موضع تَحْنيك البَيْطار والمَحارَةُ باطن الحنك والمَحارَةُ مَنْسِمُ البعير كلاهما عن أَبي العَمَيْثَلِ الأَعرابي التهذيب المَحارَةُ النقصان والمَحارَةُ الرجوع والمَحارَةُ الصَّدَفة والحَوْرَةُ النُّقْصانُ والحَوْرَةُ الرَّجْعَةُ والحُورُ الاسم من قولك طَحَنَتِ الطاحنةُ فما أَحارتْ شيئاً أَي ما رَدَّتْ شيئاً من الدقيق والحُورُ الهَلَكَةُ قال الراجز في بِئْرٍ لا حُورٍ سَرَى وما شَعَرْ قال أَبو عبيدة أَي في بئر حُورٍ ولا زَيادَةٌ وفلانٌ حائِرٌ بائِرٌ هذا قد يكون من الهلاك ومن الكَسادِ والحائر الراجع من حال كان عليها إِلى حال دونها والبائر الهالك ويقال حَوَّرَ الله فلاناً أَي خيبه ورَجَعَهُ إِلى النقص والحَوَر بفتح الواو نبت عن كراع ولم يُحَلِّه وحَوْرانُ بالفتح موضع بالشام وما أَصبت منه حَوْراً وحَوَرْوَراً أَي شيئاً وحَوَّارُونَ مدينة بالشام قال الراعي ظَلِلْنَا بِحَوَّارِينَ في مُشْمَخِرَّةٍ تَمُرُّ سَحابٌ تَحْتَنَا وثُلُوجُ وحَوْرِيتُ موضع قال ابن جني دخلت على أَبي عَلِيٍّ فحين رآني قال أَين أَنت ؟ أَنا أَطلبك قلت وما هو ؟ قال ما تقول في حَوْرِيتٍ ؟ فخضنا فيه فرأَيناه خارجاً عن الكتاب وصَانَعَ أَبو علي عنه فقال ليس من لغة ابني نِزَارٍ فأَقَلَّ الحَفْلَ به لذلك قال وأَقرب ما ينسب إِليه أَن يكون فَعْلِيتاً لقربه من فِعْلِيتٍ وفِعْلِيتٌ موجود

( حير ) حار بَصَرُه يَحارُ حَيْرَةً وحَيْراً وحَيَراناً وتَحيَّر إِذا نظر إِلى الشيء فَعَشيَ بَصَرُهُ وتَحَيَّرَ واسْتَحَارَ وحارَ لم يهتد لسبيله وحارَ يَحَارُ حَيْرَةً وحَيْراً أَي تَحَيَّرَ في أَمره وحَيَّرْتُه أَنا فَتَحَيَّرَ ورجل حائِرٌ بائِرٌ إِذا لم يتجه لشيء وفي حديث عمر رضي الله عنه الرجال ثلاثة فرجل حائر بائر أَي متحير في أَمره لا يدري كيف يهتدي فيه وهو حائِرٌ وحَيْرانُ تائهٌ من قوم حَيَارَى والأُنثى حَيْرى وحكى اللحياني لا تفعل ذلك أُمُّكَ حَيْرَى أَي مُتَحَيِّرة كقولك أُمُّكَ ثَكْلَى وكذلك الجمع يقال لا تفعلوا ذلك أُمَّهاتُكُمْ حَيْرَى وقول الطرماح يَطْوِي البَعِيدَ كَطَيِّ الثَّوْبِ هِزَّتُهُ كما تَرَدَّدَ بالدَّيْمُومَةِ الحَارُ أَراد الحائر كما قال أَبو ذؤيب وهي أَدْماءُ سارُها يريد سائرها وقد حَيَّرَهُ الأَمر والحَيَرُ التَّحَيُّرُ قال حَيْرانُ لا يُبْرِئُه من الحَيَرْ وحارَ الماءُ فهو حائر وتَحَيَّرَ تَرَدَّدَ أَنشد ثعلب فَهُنَّ يَروَيْنَ بِظِمْءٍ قاصِرِ في رَبَبِ الطِّينِ بماءٍ حائِرِ وتَحَيَّر الماءُ اجْتَمع ودار والحائِرُ مُجْتَمَعُ الماء وأَنشد مما تَرَبَّبَ حائِرَ البَحْرِ قال والحاجر نحو منه وجمعه حُجْرانٌ والحائِرُ حَوْضٌ يُسَبَّبُ إِليه مَسِيلُ الماء من الأَمطار يسمى هذا الاسم بالماء وتَحَيَّر الرجلُ إِذا ضَلَّ فلم يهتد لسبيله وتَحَيَّر في أَمره وبالبصرة حائِرُ الحَجَّاجِ معروف يابس لا ماء فيه وأَكثر الناس يسميه الحَيْرَ كما يقولون لعائشة عَيْشَةُ يستحسنون التخفيف وطرح الأَلف وقيل الحائر المكان المطمئن يجتمع فيه الماء فيتحير لا يخرج منه قال صَعْدَةٌ نابِتَةٌ في حائِر أَيْنَما الرِّيحُ تُمَيِّلْها تَمِلْ وقال أَبو حنيفة من مطمئنات الأَرض الحائِرُ وهو المكان المطمئن الوَسَطِ المرتفعُ الحروفِ وجمعه حِيرانٌ وحُورانٌ ولا يقال حَيْرٌ إِلا أَن أَبا عبيد قال في تفسير قول رؤبة حتى إِذا ما هاجَ حِيرانُ الدَّرَقْ الحِيران جمع حَيْرٍ لم يقلها أَحد غيره ولا قالها هو إِلا في تفسير هذا البيت قال ابن سيده وليس كذلك أَيضاً في كل نسخة واستعمل حسان بن ثابت الحائر في البحر فقال ولأَنتِ أَحْسَنُ إِذْ بَرَزْت لَنا يومَ الخُروجِ بِسَاحَة العَقْرِ من دُرَّةٍ أَغْلَى بها مَلِكٌ مما تَرَبَّبَ حائِرَ البَحْرِ والجمع حِيرَانٌ وحُورَانٌ وقالوا لهذه الدار حائِرٌ واسعٌ والعامّة تقول حَيْرٌ وهو خطأٌ والحائِرُ كَرْبَلاءُ سُميت بأَحدِ هذه الأَشياء واسْتحارَ المكان بالماء وتَحَيَّر تَمَلأَ وتَحَيَّر فيه الماء اجتمعَ وتَحَيَّرَ الماءُ في الغيم اجتمع وإِنما سمي مُجْتَمَعُ الماء حائراً لأَنه يَتَحَيَّرُ الماء فيه يرجع أَقصاه إِلى أَدناه وقال العجاج سَقَاهُ رِيّاً حائِرٌ رَوِيُّ وتَحَيَّرَتِ الأَرضُ بالماء إِذا امتلأَتْ وتَحَيَّرَتِ الأَرضُ بالماء لكثرته قال لبيد حتى تَحَيَّرَتِ الدَّبارُ كأَنَّها زَلَفٌ وأُلْقِيَ قِتْبُها المَحْزُومُ يقول امتلأَت ماء والديار المَشَارات
( * قوله « المشارات » أي مجاري الماء في المزرعة كما في شرح القاموس )
والزَّلَفُ المَصانِعُ واسْتَحار شَبَابَ المرأَة وتَحَيَّرَ امتلأَ وبلغ الغابة قال أَبو ذؤيب وقد طُفْتُ من أَحْوالِهَا وأَرَدْتُها لِوَصْلٍ فأَخْشَى بَعْلَها وأَهَابُها ثلاثةَ أَعْوَامٍ فلما تَجَرَّمَتْ تَقَضَّى شَبابِي واسْتَحارَ شبابُها قال ابن بري تجرّمت تكملت السنون واستحار شبابها جرى فيها ماء الشباب قال الأَصمعي استحار شبابها اجتمع وتردّد فيها كما يتحير الماء وقال النابغة الذبياني وذكر فرج المرأَة وإِذا لَمَسْتَ لَمَسْتَ أَجْثَمَ جاثِماً مُتَحَيِّراً بِمكانِه مِلْءَ اليَدِ
( * في ديوان النابغة متحيِّزاً )
والحَيْرُ الغيم ينشأُ مع المطر فيتحير في السماء وتَحَيَّر السحابُ لم يتجه جِهَةً الأَزهري قال شمر والعرب تقول لكل شيء ثابت دائم لا يكاد ينقطع مُسْتَحِيرٌ ومُتَحَيِّرٌ وقال جرير يا رُبَّما قُذِفَ العَدُوُّ بِعَارِضٍ فَخْمِ الكَتائِبِ مُسْتَحِيرِ الكَوْكَبِ قال ابن الأَعرابي المستحير الدائم الذي لا ينقطع قال وكوكب الحديد بريقه والمُتَحيِّرُ من السحاب الدائمُ الذي لا يبرح مكانه يصب الماء صبّاً ولا تسوقه الريح وأَنشد كَأَنَّهُمُ غَيْثٌ تَحَيَّر وَابِلُهْ وقال الطرماح في مُسْتَحِيرِ رَدَى المَنُو نِ ومُلْتَقَى الأَسَل النَّواهِل قال أَبو عمرو يريد يتحير الردى فلا يبرح والحائر الوَدَكُ ومَرَقَةٌ مُتَحَيَّرَةٌ كثيرة الإِهالَةِ والدَّسَمِ وتَحَيَّرَتِ الجَفْنَةُ امتلأَت طعاماً ودسماً فأَما ما أَنشده الفارسي لبعض الهذليين إِمَّا صَرَمْتِ جَدِيدَ الحِبا لِ مِنِّي وغَيَّرَكِ الأَشْيَبُ فيا رُبَّ حَيْرَى جَمادِيَّةٍ تَحَدَّرَ فيها النَّدَى السَّاكِبُ فإِنه عنى روضة متحيرة بالماء والمَحارَةُ الصَّدَفَةُ وجمعها مَحارٌ قال ذو الرمة فَأَلأَمُ مُرْضَعٍ نُشِغَ المَحَارَا أَراد ما في المحار وفي حديث ابن سيرين في غسل الميت يؤخذ شيء من سِدْرٍ فيجعل في مَحارَةٍ أَو سُكُرُّجَةٍ قال ابن الأَثير المَحارَةُ والحائر الذي يجتمع فيه الماء وأَصل المَحْارَةِ الصدفة والميم زائدة ومَحارَةُ الأُذن صدفتها وقيل هي ما أَحاط بِسُمُومِ الأُذُنِ من قَعْرِ صَحْنَيْها وقيل مَحارَةُ الأُذن جوفها الظاهر المُتَقَعِّرُ والمحارة أَيضاً ما تحت الإِطارِ وقيل المحارة جوف الأُذن وهو ما حول الصِّماخ المُتَّسِعِ والمَحارَةُ الحَنَكُ وما خَلْفَ الفَراشَةِ من أَعلى الفم والمحارة مَنْفَذُ النَّفَسِ إِلى الخياشيم والمَحارَةُ النُّقْرَةُ التي في كُعْبُرَةِ الكَتِف والمَحارَةُ نُقْرَةُ الوَرِكِ والمَحارَتانِ رأْسا الورك المستديران اللذان يدور فيهما رؤوس الفخذين والمَحارُ بغير هاء من الإِنسان الحَنَكُ ومن الداية حيث يُحَنِّكُ البَيْطارُ ابن الأَعرابي مَحارَةُ الفرس أَعلى فمه من باطن وطريق مُسْتَحِيرٌ يأْخذ في عُرْضِ مَسَافَةٍ لا يُدرى أَين مَنْفَذُه قال ضاحِي الأَخادِيدِ ومُسْتَحِيرِهِ في لاحِبٍ يَرْكَبْنَ ضِيفَيْ نِيرِهِ واستحار الرجل بمكان كذا ومكان كذا نزله أَياماً والحِيَرُ والحَيَرُ الكثير من المال والأَهل قال أَعُوذُ بالرَّحْمَنِ من مالٍ حِيَرْ يُصْلِينِيَ اللهُ به حَرَّ سَقَرْ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي يا من رَأَى النُّعْمان كانَ حِيَرَا قال ثعلب أَي كان ذا مال كثير وخَوَلٍ وأَهل قال أَبو عمرو بن العلاء سمعت امرأَة من حِمْيَر تُرَقِّصُ ابنها وتقول يا رَبَّنا مَنْ سَرَّهُ أَن يَكْبَرَا فَهَبْ له أَهْلاً ومالاً حِيَرَا وفي رواية فَسُقْ إِليه رَبِّ مالاً حِيَرَا والحَيَرُ الكثير من أَهل ومال وحكى ابن خالويه عن ابن الأَعرابي وحده مال حِيَرٌ بكسر الحاء وأَنشد أَبو عمرو عن ثعلب تصديقاً لقول ابن الأَعرابي حتى إِذا ما رَبا صَغِيرُهُمُ وأَصْبَحَ المالُ فِيهِمُ حِيَرَا صَدَّ جُوَيْنٌ فما يُكَلِّمُنا كأَنَّ في خَدِّه لنا صَعَرا ويقال هذه أَنعام حِيراتٌ أَي مُتَحَيِّرَة كثيرة وكذلك الناس إِذا كثروا والحَارَة كل مَحَلَّةٍ دنت مَنازِلُهم فهم أَهل حارَةٍ والحِيرةُ بالكسر بلد بجنب الكوفة ينزلها نصارى العِبَاد والنسبة إِليها حِيرِيٌّ وحاريٌّ على غير قياس قال ابن سيده وهو من نادر معدول النسب قلبت الياء فيه أَلفاً وهو قلب شاذ غير مقيس عليه غيره وفي التهذيب النسبة إِليها حارِيٌّ كما نسبوا إِلى التَّمْرِ تَمْرِيٌّ فأَراد أَن يقول حَيْرِيٌّ فسكن الياء فصارت أَلفاً ساكنة وتكرر ذكرها في الحديث قال ابن الأَثير هي البلد القديم بظهر الكوفة ومَحَلَّةٌ معروفة بنيسابور والسيوف الحارِيَّةُ المعمولة بالحِيرَةِ قال فلمَّا دخلناهُ أَضَفْنا ظُهُورَنا إِلى كُلِّ حارِيٍّ فَشِيبٍ مُشَطَّبِ يقول إِنهم احْتَبَوْا بالسيوف وكذلك الرجال الحارِيَّاتُ قال الشماخ يَسْرِي إِذا نام بنو السَّريَّاتِ يَنامُ بين شُعَبِ الحارِيَّاتِ والحارِيُّ أَنْماطُ نُطُوعٍ تُعمل بالحِيرَةِ تُزَيَّنُ بها الرِّحالُ أَنشد يعقوب عَقْماً ورَقْماً وحارِيّاً نُضاعِفُهُ على قَلائِصَ أَمثالِ الهَجانِيعِ والمُسْتَحِيرَة موضع قال مالك بن خالد الخُناعِيُّ ويمَّمْتُ قاعَ المُسْتَحِيرَةِ إِنِّني بأَن يَتَلاحَوْا آخِرَ اليومِ آرِبُ ولا أَفعل ذلك حَيْرِيْ دَهْرٍ وحَيْرِيَّ دَهْرٍ أَي أَمَدَ الدَّهْرِ وحَيْرِيَ دَهْرٍ مخففة من حَيْرِيّ كما قال الفرزدق تأَمَّلْتُ نَسْراً والسِّماكَيْنِ أَيْهُمَا عَلَيَّ مِنَ الغَيْثَ اسْتَهَلَّتْ مَواطِرُهْ وقد يجوز أَن يكون وزنه فَعْلِيَ فإِن قيل كيف ذلك والهاء لازمة لهذا البناء فيما زعم سيبويه ؟ فإِن كان هذا فيكون نادراً من باب إِنْقَحْلٍ وحكى ابن الأَعرابي لا آتيك حِيْرِيَّ الدهر أَي طول الدهر وحِيَرَ الدهر قال وهو جمع حِيْرِيّ قال ابن سيده ولا أَدري كيف هذا قال الأَزهري وروى شمر بإِسناده عن الرَّبِيع بن قُرَيْعٍ قال سمعت ابن عمر يقول أَسْلِفُوا ذاكم الذي يوجبُ الله أَجْرَهُ ويرُدُّ إِليه مالَهُ ولم يُعْطَ الرجلُ شيئاً أَفضلَ من الطَّرْق الرجلُ يُطْرِقُ على الفحل أَو على الفرس فَيَذْهَبُ حَيْرِيَّ الدهر فقال له رجل ما حَيْرِيُّ الدهر ؟ قال لا يُحْسَبُ فقال الرجلُ ابنُ وابِصَةَ ولا في سبيل الله فقال أَو ليس في سبيل الله ؟ هكذا رواه حَيْرِيَّ الدهر بفتح الحاء وتشديد الياء الثانية وفتحها قال ابن الأَثير ويروى حَيْرِيْ دَهْرٍ بياء ساكنة وحَيْرِيَ دَهْرٍ بياء مخففة والكل من تَحَيُّرِ الدهر وبقائه ومعناه مُدَّةَ الدهر ودوامه أَي ما أَقام الدهرُ قال وقد جاء في تمام الحديث فقال له رجل ما حَيْرِيُّ الدهر ؟ فقال لا يُحْسَبُ أَي لا يُعْرَفُ حسابه لكثرته يريد أَن أَجر ذلك دائم أَبداً لموضع دوام النسل قال وقال سيبويه العرب تقول لا أَفعل ذلك حَيْرِيْ دَهْرٍ أَي أَبداً وزعموا أَن بعضهم ينصب الياء في حَيْرِيَ دَهْرٍ وقال أَبو الحسن سمعت من يقول لا أَفعل ذلك حِيْرِيَّ دَهْرٍ مُثَقَّلَةً قال والحِيْرِيُّ الدهر كله وقال شمر قوله حِيْرِيَّ دَهْرٍ يريد أَبداً قال ابن شميل يقال ذهب ذاك حارِيَّ الدَّهْرِ وحَيْرِيَّ الدهر أَي أَبداً ويَبْقَى حارِيَّ دهر أَي أَبداً ويبقى حارِيَّ الدهر وحَيْرِيَّ الدهر أَي أَبداً قال وسمعت ابن الأَعرابي يقول حِيْرِيَّ الدهر بكسر الحاء مثل قول سيبويه والأَخفش قال شمر والذي فسره ابن عمر ليس بمخالف لهذا إِنما أَراد لا يُحْسَبُ أَي لا يمكن أَن يعرف قدره وحسابه لكثرته ودوامه على وجه الدهر وروى الأَزهري عن ابن الأَعرابي قال لا آتيه حَيْرِيْ دهر وحِيْرِيَّ دهر وحِيَرَ الدَّهْرِ يريد ما تحير من الدهر وحِيَرُ الدهرِ جماعةُ حِيْرِيَّ وأَنشد ابن بري للأَغلب العجلي شاهداً على مآلِ حَيَر بفتح الحاء أَي كثير يا من رَأَى النُّعْمانَ كانَ حَيَرَا من كُلِّ شيءٍ صالحٍ قد أَكْثَرَا واسْتُحِيرَ الشرابُ أُسِيغَ قال العجاج تَسْمَعُ لِلْجَرْعِ إِذا اسْتُحِيرَا للماءِ في أَجْوافِها خَرِيرَا والمُسْتَحِيرُ سحاب ثقيل متردّد ليس له ريح تَسُوقُهُ قال الشاعر يمدح رجلاً كأَنَّ أَصحابَهُ بالقَفْرِ يُمْطِرُهُمْ من مُسْتَحِيرٍ غَزِيرٌ صَوْبُهُ دِيَمُ ابن شميل يقول الرجل لصاحبه والله ما تَحُورُ ولا تَحُولُ أَي ما تزداد خيراً ثعلب عن ابن الأَعرابي والله ما تَحُور ولا تَحُول أَي ما تزداد خيراً ابن الأَعرابي يقال لِجِلْدِ الفِيلِ الحَوْرانُ ولباطن جِلْدِهِ الحِرْصِيانُ أَبو زيد الحَيِّرُ الغَيْمُ يَنْشَأُ مع المطر فَيَتَحَيَّرُ في السماء والحَيْرُ بالفتح شِبْهُ الحَظِيرَة أَو الحِمَى ومنه الحَيْرُ بِكَرْبَلاء والحِيَارانِ موضع قال الحرثُ بنُ حِلَّزَةَ وهُوَ الرَّبُّ والشَّهِيدُ عَلَى يو م الحِيارَيْنِ والبلاءُ بَلاءُ

( خبر ) الخَبِيرُ من أَسماء الله عز وجل العالم بما كان وما يكون وخَبُرْتُ بالأَمر
( * قوله « وخبرت بالأمر » ككرم وقوله وخبرت الأمر من باب قتل كما في القاموس والمصباح ) أَي علمته وخَبَرْتُ الأَمرَ أَخْبُرُهُ إِذا عرفته على حقيقته وقوله تعالى فاسْأَلْ بهِ خَبِيراً أَي اسأَل عنه خبيراً يَخْبُرُ والخَبَرُ بالتحريك واحد الأَخبْار والخَبَرُ ما أَتاك من نَبإِ عمن تَسْتَخْبِرُ ابن سيده الخَبَرُ النَّبَأُ والجمع أَخْبَارٌ وأَخابِير جمع الجمع فأَما قوله تعالى يومئذٍ تُحَدِّثُ أَخَبْارَها فمعناه يوم تزلزل تُخْبِرُ بما عُمِلَ عليها وخَبَّرَه بكذا وأَخْبَرَه نَبَّأَهُ واسْتَخْبَرَه سأَله عن الخَبَرِ وطلب أَن يُخْبِرَهُ ويقال تَخَبَّرْتُ الخَبَرَ واسْتَخْبَرْتُه ومثله تَضَعَّفْتُ الرجل واسْتَضْعَفْتّه وتَخَبَّرْتُ الجواب واسْتَخْبَرْتُه والاسْتِخْبارُ والتَّخَبُّرُ السؤال عن الخَبَر وفي حديث الحديبية أَنه بعث عَيْناً من خُزَاعَةَ يَتَخَبَّر له خَبَرَ قريش أَي يَتَعَرَّفُ يقال تَخَبْرَ الخَبَرَ واسْتَخْبَر إِذا سأَل عن الأَخبْارِ ليعرفها والخابِرُ المُخْتَبِرُ المُجَرِّبُ ورجل خابر وخَبِير عالم بالخَبَرِ والخَبِيرُ المُخْبِرُ وقال أَبو حنيفة في وصف شجر أَخْبَرَني بذلك الخَبِرُ فجاء به على مثال فَعِلٍ قال ابن سيده وهذا لا يكاد يعرف إِلاَّ أَن يكون على النسب وأَخْبَرَهُ خُبُورَهُ أَنْبأَهُ ما عنده وحكي اللحياني عن الكسائي ما يُدْرَى له أَيْنَ خَبَرٌ وما يُدُرَى له ما خَبَرٌ أَي ما يدرى وأَين صلة وما صلة والمَخْبَرُ خلاف المَنْظَرِ وكذلك المَخْبَرَةُ والمَخْبُرَةُ بضم الباء وهو نقيض المَرْآةِ والخِبْرُ والخُبْرُ والخِبْرَةُ والخُبْرَةُ والمَخْبَرَةُ والمَخْبُرَةُ كله العِلْمُ بالشيء تقول لي به خِبْرٌ وقد خَبَرَهُ يَخْبُره خُبْراً وخُبْرَةً وخِبْراً واخْتَبَره وتَخَبَّرهُ يقال من أَين خَبَرْتَ هذا الأَمر أَي من أَين علمت ؟ وقولهم لأَخْبُرَنَّ خُبْرَكَ أَي لأَعْلَمَنَّ عِلْمَك يقال صَدَّقَ الخَبَرَ الخُبْرُ وأَما قول أَبي الدرداء وجدتُ الناسَ اخْبُرْ نَقْلَه فيريد أَنك إِذا خَبَرْتَهُم قليتهم فأَخرج الكلام على لفظ الأَمر ومعناه الخَبَرُ والخُبْرُ مَخْبُرَةُ الإِنسان والخِبْرَةُ الاختبارُ وخَبَرْتُ الرجل أَخْبُرُه خُبْرِاً وخُبْرَةً والخِبْيرُ العالم قال المنذري سمعت ثعلباً يقول في قوله كَفَى قَوْماً بِصاحِبِهمْ خَبِيرا فقال هذا مقلوب إِنما ينبغي أَن يقول كفى قوماً بصاحبهم خُبْراً وقال الكسائي يقول كفى قوم والخَبِيرُ الذي يَخْبُرُ الشيء بعلمه وقوله أَنشده ثعلب وشِفَاءُ عِيِّكِ خابِراً أَنْ تَسْأَلي فسره فقال معناه ما تجدين في نفسك من العيّ أَن تستخبري ورجل مَخْبَرانِيٌّ ذو مَخْبَرٍ كما قالوا مَنْظَرانِيّ أَي ذو مَنْظَرٍ والخَبْرُ والخِبْرُ المَزادَةُ العظيمة والجمع خُبُورٌ وهي الخَبْرَاءُ أَيضاً عن كراع ويقال الخِبْرُ إِلاَّ أَنه بالفتح أَجود وقال أَبو الهيثم الخَبْرُ بالفتح المزادة وأَنكر فيه الكسر ومنه قيل ناقة خَبْرٌ إِذا كانت غزيرة والخَبْرُ والخِبْرُ الناقة الغزيرة اللبن شبهت بالمزادة في غُزْرِها والجمع كالجمع وقد خَبَرَتْ خُبُوراً عن اللحياني والخَبْراءُ المجرَّبة بالغُزْرِ والخَبِرَةُ القاع يُنْبِتُ السِّدْرَ وجمعه خَبِرٌ وهي الخَبْراءُ أَيضاً والجمع خَبْراوَاتٌ وخَبَارٌ قال سيبويه وخَبَارٌ كَسَّرُوها تكسير الأَسماء وَسَلَّموها على ذلك وإِن كانت في الأَصل صفة لأَنها قد جرت مجرى الأَسماء والخَبْراءُ مَنْقَعُ الماء وخص بعضهم به منقع الماء في أُصول السِّدْرِ وقيل الخَبْراءُ القاع ينبت السدر والجمع الخَبَارَى والحَبارِي مثل الصحارَى والصحارِي والخبراوات يقال خَبِرَ الموضعُ بالكسر فهو خَبِرٌ وأَرض خَبِرَةٌ والخَبْرُ شجر السدر والأَراك وما حولهما من العُشْبِ واحدته خَبْرَةٌ وخَبْراءُ الخَبِرَةِ شجرها وقيل الخَبْرُ مَنْبِتُ السِّدْرِ في القِيعانِ والخَبْرَاءُ قاع مستدير يجتمع فيه الماء وجمعه خَبَارَى وخَبَاري وفي ترجمة نقع النَّقائهعُ خَبَارَى في بلاد تميم الليث الخَبْراءُ شَجْراءُ في بطن روضة يبقى فيها الماء إِلى القيظ وفيها ينْبت الخَبْرُ وهو شجر السدر والأَراك وحواليها عُشْبٌ كثير وتسمى الخَبِرَةَ والجمع الخَبِرُ وخَبْرُ الخَبِرَةِ شجرُها قال الشاعر فَجادَتْكَ أَنْواءُ الرَّبيعِ وهَلِّلَتْ عليكَ رِياضٌ من سَلامٍ ومن خَبْرِ والخَبْرُ من مواقع الماء ما خَبِرَ المَسِيلُ في الرؤوس فَتَخُوضُ فيه وفي الحديث فَدَفعنا في خَبَارٍ من الأَرض أَي سهلة لينة والخَبارُ من الأَرض ما لانَ واسْتَرخَى وكانت فيهع جِحَرَةٌ والخَبارُ الجَراثيم وجِحَرَةُ الجُرْذانِ واحدته خَبارَةٌ وفي المثل من تَجَنَّبَ الخَبَارَ أَمِنَ العِثارَ والخَبارُ أَرض رِخْوَةٌ تتعتع فيه الدوابُّ وأَنشد تَتَعْتَع في الخَبارِ إِذا عَلاهُ ويَعْثُر في الطَّرِيقِ المُسْتَقِيمِ ابن الأَعرابي والخَبارُ ما اسْتَرْخَى من الأَرض وتَحَفَّرَ وقال غيره وهو ما تَهَوَّرَ وساخَتْ فيه القوائم وخَبِرَتِ الأَرضُ خَبَراً كثر خَبارُها والخَبْرُ أَن تزرع على النصف أَو الثلث من هذا وهي المُخابَرَةُ واشتقت من خَيْبَرَ لأَنها أَول ما أُقْطِعَتْ كذلك والمُخابَرَةُ المزارعة ببعض ما يخرج من الأَرض وهو الخِبْرُ أَيضاً بالكسر وفي الحديث كنا نُخابر ولا نرى بذلك بأْساً حتى أَخْبَرَ رافعٌ أَن رسولُ الله صلى الله عليه وسلم نهى عنها وفي الحديث أَنه نهى عن المُخابرة قيل هي المزارعة على نصيب معين كالثلث والربع وغيرهما وقيل هو من الخَبارِ الأَرض اللينة وقيل أَصل المُخابرة من خَيْبر لأَن النبي صلى الله عليه وسلم أَقرها في أَيدي أَهلها على النصف من محصولها فقيل خابَرَهُمْ أَي عاملهم في خيبر وقال اللحياني هي المزارعة فعمّ بها والمُخَابَرَةُ أَيضاً المؤاكرة والخَبِيرُ الأَكَّارُ قال تَجُزُّ رؤُوس الأَوْسِ من كلِّ جانِبٍ كَجَزِّ عَقاقِيلِ الكُرومِ خَبِيرُها رفع خبيرها على تكرير الفعل أَراد جَزَّه خَبِيرُها أَي أَكَّارُها والخَبْرُ الزَّرْعُ والخَبِيرُ النبات وفي حديث طَهْفَةَ نَسْتَخْلِبُ الخَبِيرَ أَي نقطع النبات والعشب ونأْكله شُبّهَ بِخَبِيرَ الإِبل وهو وبَرُها لأَنه ينبت كما ينبت الوبر واستخلابه احْتِشاشُه بالمِخْلَبِ وهو المِنْجَلُ والخَبِيرُ يقع على الوبر والزرع والأَكَّار والخَبِيرُ الوَبَرُ قال أَبو النجم يصف حمير وحش حتى إذا ما طار من خَبِيرِها والخَبِيرُ نُسَالة الشعر والخَبِيرَةُ الطائفة منه قال المتنخل الهذلي فآبوا بالرماحِ وهُنَّ عُوجٌ بِهِنَّ خَبائِرُ الشَّعَرِ السِّقَاطُ والمَخْبُورُ الطَّيِّب الأَدام والخَبِيرُ الزَّبَدُ وقيل زَبَدُ أَفواه الإِبل وأَنشد الهذلي تَغَذّمْنَ في جانِبيهِ الخَبِي رَ لَمَّا وَهَى مُزنُهُ واسْتُبِيحَا تغذمن من يعني الفحول أَي الزَّبَدَ وعَمَيْنَهُ والخُبْرُ والخُبْرَةُ اللحم يشتريه الرجل لأَهله يقال للرجل ما اختَبَرْتَ لأَهلك ؟ والخُبْرَةُ الشاة يشتريها القوم بأَثمان مختلفة ثم يقتسمونها فَيُسْهِمُونَ كل واحد منهم على قدر ما نَقَدَ وتَخَبَّرُوا خُبْرَةً اشْتَرَوْا شَاةً فذبحوها واقتسموها وشاة خَبِيرَةٌ مُقْتَسَمَةٌ قال ابن سيده أُراه على طرح الزائد والخُبْرَةُ بالضم النصيب تأْخذه من لحم أَو سمك وأَنشد باتَ الرَّبِيعِيُّ والخامِيز خُبْرَتُه وطاحَ طَيُّ بني عَمْرِو بْنِ يَرْبُوعِ وفي حديث أَبي هريرة حين لا آكلُ الخَبِيرَ قال ابن الأَثير هكذا جاء في رواية أَي المَأْدُومَ والخَبير والخُبْرَةُ الأَدام وقيل هو الطعام من اللحم وغيره ويقال اخْبُرْ طعامك أَي دَسِّمْهُ وأَتانا بِخُبْزَةٍ ولم يأْتنا بخُبْزَةٍ وجمل مُخْتَبِرٌ كثير اللحم والخُبْرَةُ الطعام وما قُدِّم من شيء وحكي اللحياني أَنه سمع العرب تقول اجتمعوا على خُبْرَتِه يعنون ذلك والخُبْرَةُ الثريدة الضخمة وخَبَرَ الطعامَ يَخْبُرُه خَبْراً دَسَّمَهُ والخابُور نبت أَو شجر قال أَيا شَجَرَ الخابُورِ ما لَكَ مُورِقاً ؟ كأَنَّكَ لم تَجْزَعُ على ابنِ طَرِيفِ والخابُور نهر أَو واد بالجزيرة وقيل موضع بناحية الشام وخَيْبَرُ موضع بالحجاز قرية معروفة ويقال عليه الدَّبَرَى
( * قوله « عليه الدبرى إلخ » كذا بالأَصل وشرح القاموس وسيأتي في خ س ر يقول بفيه البرى )
وحُمَّى خَيْبَرى

( خبجر ) خَبْجَرٌ وخُباجِرٌ مُسْتَرْخٍ غليظ عظيم البطن

( ختر ) الخَتْرُ شبيه بالغَدْرِ والخديعة وقيل هو الخديعة بعينها وقيل هو أَسوأُ الغدر وأَقبحه وفي التنزيل العزيز كلَّ خَتَّارٍ كَفورٍ ويقال خَتَرَهُ فهو خَتَّارٌ وفي الحديث ما خَتَرَ قومٌ بالعهد إِلاَّ سُلِّطَ عليهم العدوّ الخَتْرُ الغَدْرُ خَتَرَ يَخْتِر فهو خاتِرٌ وخَتَّارٌ للمبالغة وفي الخبر لَنْ تَمُدَّ لنا شِبْراً من غَدْرٍ إِلاَّ مَدَدْنا لك باعاً من خَتْرٍ خَتَرَ يَخْتُر خَتْراً وخُتُوراً فهو خاتر وخَتَّار وخَتِّيرٌ وخَتُورٌ ابن عرفة الخَتْرُ الفساد يكون ذلك في الغدر وغيره يقال خَتَّرَهُ الشرابُ إِذا فسد بنفسه وتركه مسترخياً والخَتَرُ كالخَدَرِ وهو ما يأْخذ عند شرب دواء أَو سم حتى يَضْعُفَ ويَسْكَرَ والتَّختُّر التَّفَتُّر والاسترخاء يقال شرب اللبن حتى تَخَتَّر وتَخَتَّر فَتَرَ بدنُه من مرض أَو غيره ابن الأَعرابي خَتَرَتْ نفسه أَي خَبُثَتْ وتَختَّرَتْ ونحو ذلك بالتاء أَي استرختْ

( ختعر ) الخَيْتَعُورُ السَّرَابُ وقيل هو ما يبقى من السراب لا يلبث أَن يضمحل وقال كراع هو ما يبقى من آخر السراب حين يتفرّق فلا يلبث أَن يضمحل وخَتْعَرَتُه اضمِحْلالُه والخَيْتَعُور الذي ينزل من الهواء في شدة الحر أَبيضَ الخُيوطِ أَو كنسج العنكبوت والخُيْتَعُور الغادِرُ والخَيْتَعورُ الدنيا على المَثَلِ وقيل الذئب سمي بذلك لأَنه لا عهد له ولا وفاء وقيل الغُولُ لتلّوّنها وامرأَة خَيْتَعُورٌ لا يدوم وُدُّها مشبهة بذلك وقيل كُلُّ شيء يتلوّن ولا يدوم على حال خَيْتَعُورٌ قال كلُّ أُنْثَى وإِن بَدا لَكَ منها آيةُ الحُبِّ حُبُّها خَيْتَعُورُ كذلك رواه ابن الأَعرابي بتاء ذات نقطتين الفراء يقال للسلطان الخَيْتَعُورُ والخَيْتَعُورُ دُوَيْبَّةٌ سوداء تكون على وجه الماء لا تلبث في موضع إِلاَّ رَيْثَما تَطْرِفُ والخَيْتَعُور الداهية ونَوًى خَيْتَعُورٌ وهي التي لا تستقيم وقوله أَنشده يعقوب أَقولُ وقد نَأَتْ بهم غُرْبَةُ النِّوَى نَوًى خَيْتَعُورٌ لا تَشِطُّ دِيارُك يجوز أَن تكون الداهية وأَن تكون الكاذبة وأَن تكون التي لا تبقى ابن الأَثير ذئب العقبة يقال له الخَيْتَعُورُ يريد شيطان العَقَبَةِ فجعل الختَعُورُ اسماً له هو كل من يضمحل ولا يدوم على حالة واحدة أَو لا يكون له حقيقة كالسراب ونحوه والياء فيه زائدة

( خثر ) الخُثُورَةُ نقيض الرِّقَّةِ والخُثُورَةُ مصدر الشيء الخاثر خَثَرَ اللبن والعسل ونحوهما بالفتح يَخْثُر وخَثِرَ وخَثُرَ بالضم خَثْراً وخُثُوراً وخَثارَةً وخُثُورَةً وخَثَراناً قال الفراء خَثُرَ بالضم لغة قليلة في كلامهم قال وسمع الكسائي خَثِرَ بالكسر وأَخْثَرَه هو وخَثَّرَهُ الأَصمعي أَخْثَرْتُ الزُّبْدَ تركته خاثراً وذلك إِذا لم تُذِبْهُ وفي المثل ما يَدْرِي
( * قوله « وفي المثل ما يدري إلخ » يضرب للمتحير المتردد في الأَمر وأَصله أَن المرأَة تسلأ السمن أَي تذيبه فيختلط خاثره أَي غليظه برقيقه فلا يصفو فتبرم بأَمرها فلا تدري أَتوقد تحته حتى يصفو وتخشى أَن هي أوقدت أَن يحترق فتحار لذلك كذا في القاموس وشرحه ) أَيُخْثِرُ أَم يُذِيبُ وخُثارَةُ الشيء بقيته والخُثارُ ما يبقى على المائدة وخَثَرَتْ نفسه بالفتح غَثَتْ وخَبُثَتْ وثَقُلَتْ واخْتَلَطَتْ ابن الأَعرابي خَثَرَ إِذا لَقِسَتْ نفسه وخَثِرَ إِذا استحيا وفي الحديث أَصبح رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وهو خاثر النفس أَي ثقيلها غير طَيِّبٍ ولا نَشِيطٍ ومنه قال يا أُمَّ سُلَيْمٍ ما لي أَرى ابْنَكِ خاثِر النَّفْسِ ؟ قالت ماتَتْ صَعْوَتُهُ وفي حديث علي كرم الله وجهه فذكرنا له الذي رأَينا من خُثُورِه وقومٌ خُثَراءُ الأَنْفُسِ وخَثْرَى الأَنفس أَي مختلطون والخَاثِرُ والمُخْثِرُ الذي يجد الشيء القليل من الوجع والفترة وخَثِرَ فلان أَي أَقام في الحَيِّ ولم يخرج مع القوم إِلى المِيرةِ

( خجر ) الخَجَرُ نَتْنُ السَّفِلَةِ عن كراع يعني بالسَّفِلَةِ الدُّبُرَ قال الليث رجل خِجِرَّ والجمع الخِجِرُّونَ وهو الشديد الأَكل الجبان الصَّدَّادُ عن الحرب أَبو عمرو الخاجِرُ صوت الماء على سَفْحِ الجبل ابن الأَعرابي الخُجَيْرَةُ تصغير الخُجْرَةِ وهي الواسعة من الإِماء والخَجْرَةُ أَيضاً سَعَةُ رأْسِ الحُبِّ

( خدر ) الخِدْرُ سِتْرٌ يُمَدُّ للجارية في ناحية البيت ثم صار كلُّ ما واراك من بَيْتِ ونحوه خِدْراً والجمع خُدُورٌ وأَخْدارٌ وأَخادِيرُ جمع الجمع وأَنشد حتى تَغَامَزَ رَبَّاتُ الأَخادِيرِ وفي الحديث أَنه عليه الصلاة والسلام كان إِذا خُطِبَ إِليه إِحدى بناته أَتى الخِدْرَ فقال » إِن فلاناً يَخْطُبُ فإِن طَعَنَتْ في الخِدْرِ لم يزوّجها معنى طعنت في الخدر دخلت وذهبت كما يقال طعن في المفازة إِذا دخل فيها وقيل معناه ضربت بيدها على الخِدْرِ ويشهد له ما جاء في رواية أُخْرَى نَقَرَت الخِدْرَ مكانَ طعنت وجارية مُخَدَّرَةٌ إِذا أُلزمت الخِدْرَ ومَخْدُورَة والخِدْرُ خشبات تنصب فوق قَتَبِ البعير مستورة بثوب وهو الهَوْدَجُ وهودج مَخْدُورٌ ومُخَدَّر ذو خِدْرٍ أَنشد ابن الأَعرابي صَوَّى لها ذا كَذْنَةٍ في ظَهْرِه كأَنه مُخَدَّرٌ في خِدْرِهِ أَراد في ظهره سَنامٌ تامك كأَنه هَوْدَجٌ مُخَدَّرٌ فأَقام الصفة التي هي قوله كأَنه مُخَدَّر مقام الموصوف الذي هو قوله سنام كما قال كأَنَّكَ من جِمالٍ بَني أُقَيْشٍ يُقَعْقَعُ خَلْفَ رِجْلَيْهِ بِشَنَّ أَي كأَنك جمل من جمال بني أُقيش فحذف الموصوف واجتزأَ منه بالصفة لعلم المخاطب بما يعني وقد أَخْدَرَ الجاريةَ إِخْداراً وخَدَّرَها وخَدَرَتْ في خِدْرِها وتَخَدَّرَتْ هي واخْتَدَرَتْ قال ابن أَحمر وضَعْنَ بِذِي الجَذاءِ فُصُولَ رَيْطٍ لكَيْمَا يَخْتَدِرْنَ ويَرْتَدِينا ويروى بذي الجذاةِ واخْتَدَرَتِ القارَةُ بالسَّرَابِ استترت به فصار لها كالخِدْرِ قال ذو الرمة حتى أَتى فَلَكَ الدَّهْناءُ دُونَهُمُ واعْتَمَّ قُورُ الضُّخعى بالآلِ واخْتَدَرا وخَدَّرَت الظبيةُ خِشْفَها في الخَمَرِ والهَبَطِ سَتَرَتْهُ هنالك وخِدْرُ الأَسدِ أَجَمَتُه وخَدَرَ الأَسدُ خُدُوراً وأَخْدَرَ لزم خِدْرَه وأَقام وأَخْدَرَه عَرِينُه واراه والمُخْدِرُ الذي اتخذ الأَجَمَةَ خُِدْراً أَنشد ثعلب مَحَلاًّ كَوَعْثاء القَنافِذِ ضارِباً به كَنَفاً كالمُخْدِرِ المُتَأَجِّمِ والخادِرُ الذي خَدَرَ فيها وأَسَدٌ خادِرٌ مقيم في عَرِينهِ داخلٌ في الخِدْرِ ومُخْدِرٌ أَيضاً وخَدَرَ الأَسدُ في عَرِينهِ ويعني بالخِدْرِ الأَجَمَةَ وفي قصيد كعب بن زهير مِنْ خادِرٍ مِنْ لُيُوثِ الأُسْدِ مَسْكَنُهُ بِبَطْنِ عَثَّرَ غِيلٌ دونه غِيلُ خَدَرَ الأَسَدُ وأَخْدَرَ فهو خادِرٌ ومُخْدِرٌ إِذا كان في خِدْرِه وهو بيته وخَدَرَ بالمكان وأَخْدَرَ أَقام قال إِنِّي لأَرْجو من شَبِيبٍ بِرّاً والجَزْءَ إِنْ أَخْدَرْتُ يوماً قَرَّا وأَخْدَرَ فلان في أَهله أَي أَقام فيهم وأَنشد الفراء كأَنَّ تَحْتِي بازِياً رَكَّاضَا أَخْدَرَ خَمْساً لم يَذُقْ عَضَاضَا يعني أَقام في وٍكْرِه والخَدَرُ المَطَرُ لأَنه يُخَدِّرُ الناسَ في بيوتهم قال الراجز ويَسْتُرونَ النَّارَ من غيرِ خَدَرْ والخَدْرَةُ المَطْرَةُ ابن السكيت الخَدَرُ الغيم والمطر وأَنشد الراجز أَيضاً لا يُوقِدُونَ النَّارَ إِلاَّ لِسَحَرْ ثُمَّتَ لا تُوقَدُ إِلاَّ بالبَعَرْ ويَسْتُرون النَّارَ من غيرِ خَدَرْ يقول يسترون النار مخافة الأَضياف من غير غيم ولا مطر وقد أَخْدَرَ القوم أَظلهم المطر وقال شمسُ النَّهارِ أَلاحَهَا الإِخْدارُ ويوم خَدِرٌ بارِدٌ نَدٍ وليلة خَدِرَةٌ قال ابن بري لم يذكر الجوهري شاهداً على ذلك قال وفي الحاشية بيت شاهد عليه وقد ذكره غيره وهو وبِلاد زَعِل ظُلِمْانُها كالمَخاضِ الجُرْبِ في اليومِ الخَدِرْ قال ابن بري البيت لطرفة بن العبد والظلمان ذكور النعام الواحد ظليم والزَّعِلُ النشيط والمَرِحُ والمخاض الحوامل شبه النعام بالمخاض الجُرْبِ لأَن الجُرْبَ تطلى بالقَطِرانِ ويصير لونها كلون النعام وخص اليومَ النَّدِيَّ البارد لأَن الجَرْبَى يجتمع فيه بعضُها إِلى بعض ومنه قيل للعُقابِ خُدارِيَّة لشدّة سوادها قال العجاج وخَدَرَ الليل فَيجْتابُ الخَدَر وقال ابن الأَعرابي أَصل الخُداري أَن الليل يخدر الناس أَي يُلْبِسهُم ومنه قوله « والدَّجْنُ مُخْدِرٌ » أَي ملبس ومنه قيل للأَسد خادر قال الأَزهري وأَنشدني عمارة لنفسه فِيهِنَّ جائِلَةُ الوِشَاحِ كأَنَّها شَمسُ النَّهارِ أَكَلَّها الإِخْدارُ أَكلها أَبرزها وأَصله من الانكِلالِ وهو التبسم والخَدَرُ والخَدِرُ الظلمة والخُدْرَةُ الظلمة الشديدة وليل أَخْدَرُ وخَدِرٌ وخَدُرٌ وخُدارِيُّ مظلم وقال بعضهم الليل خمسة أَجزاء سُدْفَةٌ وسُتْفَةٌ وهَجْمَةٌ ويَعْفُورٌ وخُدْرَةٌ فالخُدْرَةُ على هذا آخر الليل وأَخْدَرَ القومُ كأَلْيَلُوا وأَخْدَرَهُ الليلُ إِذا حبسه والليل مُخْدِرٌ قال العجاج يصف الليل ومُخْدِرُ الأَخْدارِ أَخْدَرِيُّ والخُدارِيُّ السحاب الأَسودُ وبعير خُدارِيُّ أَي شديد السسواد وناقةٌ خُدارِيَّة والعُقابُ الخُدارِيَّةُ والجارية الخُدارِيَّةُ الشَّعَرِ وعُقابٌ خُدارِيَّةٌ سوداء قال ذو الرمة ولم يَلْفِظِ الغَرْثَى الخُدارِيَّةَ الوَكْرُِ قال شمر يعني الوكر لم يلفظ العُقابَ جعل خروجها من الوكر لفظاً مثل خروج الكلام من الفم يقول بَكَرَتْ هذه المرأَة قبل أَن تطير العُقابُ من وَكْرِها وقوله كأَنَّ عُقاباً خُدارِيَّةً تُنَشَّرُ في الجَوِّ منها جَناحَا فسره ثعلب فقال تكون العُقابُ الطائرة وتكون الرايَةَ لأَن الراية يقال لها عُقابٌ وتكون أَبْراداً أَي أَنهم يبسطون أَبْرادَهُمْ فوقهم وشَعَرٌ خُدارِيُّ أَسود وكل ما منع بصراً عن شيء فقد أَخْدَرَهُ والخَدَرُ المكان المظلم الغامض قال هدبة إِنِّي إِذا اسْتَخَفَى الجَبانُ بالخَدَرْ والخَدَرُ امْذِلالٌ يغشى الأَعضاء الرِّجلَ واليدَ والجسدَ وقد خَدِرَتِ الرِّجْلُ تَخْدَرُ والخَدَرُ من الشراب والدواء فُتُورٌ يعتري الشاربَ وضَعْفٌ ابن الأَعرابي الخُدْرَةُ ثقل الرِّجل وامتناعها من المشي خَدِرَ خَدَراً فهو خَدِرٌ وأَخْدَرَهُ ذلك والخَدَرُ في العين فتورها وقيل هو ثِقَلٌ فيها من قَذًى يصيبها وعين خَدْراءُ خَدِرَةٌ والخَدَرُ الكسَلُ والفُتور وخَدِرَتْ عظامه قال طرفة جازَتِ البِيدَ إِلى أَرْحُلِنَا آخِرَ الليلِ بِيَعْفُورٍ خَدِرْ خَدِرٌ كأَنه ناعس والخَدِرُ من الظباء الفاتر العظام والخادِرُ الفاتِرُ الكَسْلانُ وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه رَزَقَ الناسَ الطِّلاءَ فشربه رجل فَتَخَدَّر أَي ضَعُفَ وفَتَرَ كما يصيب الشاربَ قبل السكر ومنه خَدَرُ اليدِ والرِّجْلِ وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما أَنه خَدِرَتْ رِجْلُه فقيل له ما لرجْلكَ ؟ قال اجتمع عَصَبُها قيل اذْكُرْ أَحَبَّ الناسِ إِليك قال يا محمدُ فَبَسَطَها والخادِرُ المُتَحَيِّرُ والخادِرُ والخَدُورُ من الدواب وغيرها المُتَخَلِّفُ الذي لم يَلْحَقْ وقد خَدَرَ وخَدَرَتِ الظَّبْيَةُ خَدْراً تخلفت عن القطيع مثل خَذَلَتْ والخَدُورُ من الظباء والإِبل المتخلفة عن القَطِيع والخَدُورُ من الإِبل التي تكون في آخر الإِبل وقول طرفة وتَقْصِير يومِ الدَّجْنِ والدَّجْنُ مُخْدِرٌ بِبَهْكَنَةٍ تحتَ الخِباءِ المُمَدَّدِ
( * رواية ديوان طرفة لهذا البيت وتقصيرُ يومِ الدَّجْنِ والدَّجنُ مُعْجِبٌ ببَهكِنةٍ تحتَ الطَّرافِ المعَّمدِ )
أَراد تقصير يوم الدَّجْنِ والدَّجْنُ مُخْدِرٌ الواو واو الحال أَي في حال إِخْدارِ الدَّجْنِ وقوله ومَرَّتْ على ذاتِ التَّنانِيرِ غُدْوَةً وقد رَفَعَتْ أَذْيالَ كُلِّ خَدُورِ الخَدُورُ التي تخلفت عن الإِبل فلما نظرت إِلى التي تسير سارت معها قال ومثله واحْتَثَّ مُحْتَثَّاتُها الخَدُورَا قال ومثله إِذْ حُثَّ كُلُّ بازِلٍ دَفُونِ حتى رَفَعْنَ سَيْرَةَ اللَّجُونِ وخَدِرَ النهارُ خَدَراً فهو خَدِرٌ اشتد حره وسكنت ريحه ولم تتحرك فيه ريح ولا يوجد فيه رَوْحٌ الليث يوم خَدِرٌ شديد الحر وأَنشد كالمَخاضِ الجُرْبِ في اليوم الخَدِرْ قال أَبو منصور لأَراد باليوم الخَدِرِ المَطِيرَ ذا الغيم قال ابن السكيت وإِنما خص اليوم المطير بالمخاض الجُرْبِ لأَنها إِذا جَرِبَتْ تَوَسَّفَتْ أَوبارُها فالبَرْدُ إِليها أَسرع والخِدارُ عُودٌ يجمع الدُّجْرَيْن إِلى اللُّؤَمَةِ وخُدارُ اسم فرس أَنشد ابن الأَعرابي لِلقَتَّالِ الكِلابِيِّ وتَحْمِلُني وبِزَّةَ مَضْرَحِيٍّ إِذا ما ثَوَّبَ الدَّاعِي خُدارُ وأَخْدَرُ فحل من الخيل أُفْلِتَ فَتَوَحَّشَ وحَمَى عدَّةَ غاباتٍ وضَرَبَ فيها قيل إِنه كان لسليمان بن داود على نبينا وعليه الصلاة والسلام والأَخْدَرِيَّةُ من الخيل منسوبة إِليه والأَخْدَرِيَّةُ من الحُمُرِ منسوبة إِلى فحل يقال له الأَخْدَرُ قيل هو فرس وقيل هو حمار وقيل الأَخْدَرِيَّةُ منسوبة إِلى العراق قال ابن سيده ولا أَدري كيف ذلك ويقال للأَخْدَرِيَّة من الحُمُرِ بناتُ الأَخْدَرِ والأَخْدَرِيُّ الحمارُ الوَحْشِيُّ وفي التهذيب والأَخْدَريُّ من نَعْتِ حمار الوحشِ كأَنه نسب إِلى فحل اسمه أَخْدَرُ قال والخُدْرَةُ اسم أَتان كانت قديمة فيجوز أَن يكون الأَخْدَرِيُّ منسوباً إِليها الأَصمعي إِذا تخلف الوحشي عن القطيع قيل خَدَرَ وخَذَلَ وقال ابن الأَعرابي الخُدَرِيُّ الحمار الأَسود الأَصمعي يقول عاملُ الصدقات ليس لي حَشَفَةٌ ولا خَدِرَةٌ فالحشفة اليابسة والخَدِرَةُ التي تقع من النخل قبل أَن تَنْضَجَ وفي حديث الأَنصار اشْتَرَطَ أَن لا يأْخذ ثَمْرَةً خَدِرَةً أَي عَفِنَةً وهي التي اسودّ باطنها وبنو خُدْرَةَ بطن من الأَنصار منهم أَبو سعيد الخُدْرِيُّ وخَدُورَةُ موضع ببلاد بني الحرث بن كعب قال لبيد دَعَتْني وفاضَتْ عَيْنُها بِخَدُورَةٍ فَجِئتُ غِشاشاً إِذْ دَعَتْ أُمُّ طارِقِ

( خذر ) الأَزهري أَبو عمرو الخاذِرُ المستتر من سلطان أَو غريم ابن الأَعرابي الخُذْرَةُ الخُذْرُوفُ وتصغيرها خُذَيْرَةٌ

( خذفر ) الخَذَنْفَرَةُ الخَفْخافَةُ الصَّوْتِ كأَنَّ صوتها يخرج من مَنْخَرَيْها ذكره الأَزهري في الخماسي

( خرر ) الخَرِيرُ صوت الماء والريح والعُقاب إِذا حَفَّتْ خَرَّ يَخِرُّ ويَخُرُّ خَرِيراً وخَرْخَر فهو خارٌّ قال الليث خَرِيرُ العُقاب حَفِيفُه قال وقد يضاعف إِذا توهم سُرْعَة الخَرِيرِ في القَصَبِ ونحوه فيحمل على الخَرْخَرَةِ وأَما في الماء فلا يقال إِلاَّ خَرْخَرَةً والخَرَّارَةُ عَيْنُ الماءِ الجارِيَةُ سميت خَرَّارَةً لِخَرِيرِ مائها وهو صوته ويقال للماء الذي جَرَى جَرْياً شديداً خَرَّ يَخِرُّ وقال ابن الأَعرابي خَرَّ الماءُ يَخِرُّ بالكسر خَرّاً إِذا اشتدّ جَرْيُه وعينٌ خَرَّارَةٌ وخَرَّ الأَرضَ خَرّاً وفي حديث ابن عباس من أَدخل أُصْبُعَيْهِ في أُذنيه سَمِعَ خَرِيرَ الكَوْثَرِ خَرِيرُ الماء صَوْتُه أَراد مثل صوت خرير الكوثر وفي حديث قُسٍّ إِذا أَنا بعين خَرَّارَةٍ أَي كثيرة الجَرَيانِ وفي الحديث ذِكْرُ الخَرَّارِ بفتح الخاء وتشديد الراء الأُولى موضع قُرْبَ الجُحْفَةِ بعث إِليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سَعْدَ بن أَبي وَقَّاصٍ في سَرِيَّةٍ وخَرَّ الرجلُ في نومه غَطَّ وكذلك الهِرَّةُ والنَّمِرُ وهي الخَرْخَرَةُ والخَرْخَرَةُ صوتُ النائِم والمُخْتَنِقِ يقال خَرَّ عند النوم وخَرْخَرَ بمعنى وهِرَّةٌ خَرُورٌ كثيرة الخَرِيرِ في نومها ويقال للهِرَّةِ خُرُورٌ في نومها والخَرْخَرَةُ صوتُ النَّمِر في نومه يُخَرْخِرُ خَرْخَرَةً ويَخِرُّ خَرِيراً ويقال لصوته الخَرِيرُ والهَرِيرُ والغَطِيطُ والخَرْخَرَةُ سُرْعَةُ الخَرِير في القَصَب ونحوها والخَرَّارَةُ عود نحو نصف النعل يُوثَقُ بخيط فَيُحَرَّكُ الخَيْطُ وتُجَرُّ الخَشَبَةُ فَتَصَوِّتُ تلك الخَرَّارَةُ ويقال لخُذْرُوف الصِّبِي التي يُدِيرُها خَرَّارَةٌ وهو حكاية صوتها خِرْخِرْ والخَرَّارَةُ طائر أَعظم من الصُّرَدِ وأَغلظ على التشبيه بذلك في الصوت والجمع خَرَّارٌ وقيل الخَرَّارُ واحِدٌ وإِليه ذهب كراع وخَرَّ الحَجَرُ يَخُرُّ خُرُوراً صَوَّتَ في انحداره بضم الخاء من يَخُرُّ وخَرَّ الرجلُ وغيره من الجبل خُرُوراً وخَرَّ الحَجَرُ إِذا تَدَهْدَى من الجبل وخَرَّ الرجلُ يَخُرُّ إِذا تَنَعَّمَ وخَرَّ يَخُرُّ إِذا سقط قاله بضم الخاء قال أَبو منصور وغيره يقول خَرَّ يَخِرُّ بكسر الخاء والخُرْخُورُ الرجل الناعم في طعامه وشرابه ولباسه وفراشه والخارُّ الذي يَهْجُمُ عليك من مكان لا تعرفه يقال خَرَّ علينا ناسٌ من بني فلان وخَرَّ الرجلُ هجم عليك من مكان لا تعرفه وخَرَّ القومُ جاؤوا من بلد إِلى آخر وهم الخَرَّارُ والخَرَّارَةُ وخَرُّوا أَيضاً مَرُّوا وهم الخَرَّارَةُ لذلك وخَرَّ الناسُ من البادية في الجَدْبِ أَتوا وخَرَّ البناء سقط وخَرَّ يَخِرُّ خَرّاً هَوَى من عُلْوٍ إِلى أَسفل غيره خَرَّ يَخِرُّ ويَخُرُّ بالكسر والضم إِذا سقط من علو وفي حديث الوضوء إِلاَّ خَرَّت خطاياه أَي سقطت وذهبت ويروى جَرَتْ بالجيم أَي جَرَتْ مع ماء الوضوء وفي حديث عمر قال الحرث بن عبدالله خَرِرْتَ من يديك أَي سَقَطْتَ من أَجل مكروه يصيب يديك من قطع أَو وجع وقيل هو كناية عن الخجلِ يقال خَرِرْتُ عن يدِي أَي خَجِلْتُ وسياق الحديث يدل عليه وقيل معناه سَقَطْتَ إِلى الأَرض من سبب يديك أَي من جنايتهما كما يقال لمن وقع في مكروه إِنما أَصابه ذلك من يده أَي من أَمر عمله وحيث كان العمل باليد أُضيف إليها وخَرَّ لوجهه يَخِرُّ خَرّاً وخُرُوراً وقع كذلك وفي التنزيل العزيز ويَخِرُّونَ للأَذقان يبكون وخَرَّ لله ساجداً يَخِرُّ خُرُوراً أَي سقط وقوله عز وجل ورفع أَبويه على العرش وخرُّوا له سُجَّداً قيل خَرُّوا لله سجداً وقيل إِنهم إِنما خَرُّوا ليوسف لقوله في أَوّل السورة إِني رأَيتُ أَحَدَ عَشَرَ كوكباً والشمسَ والقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لي ساجدين وقوله عز وجل والذين إِذا ذُكِّرُوا بآيات ربهم لم يَخِرُّوا عليها صُمّاً وعُمياناً تأْويله إِذا تليت عليهم خَرُّوا سُجَّداً وبكياً سامعين مبصرين لما أُمروا به ونهوا عنه ومثله قول الشاعر بأَيْدِي رِجالٍ لم يَشِيمُوا سُيوفَهُمْ ولم تَكْثُر القَتْلَى بها حِينَ سُلَّتِ أَي شَامُوا سيوفهم وقد كثرت القتلى وخَرَّ أَيضاً مات وذلك لأَن الرجل إِذا ماتَ خَرَّ وقوله بايعتُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أَنْ لا أَخرَّ إِلاَّ قائماً معناه أَنْ لا أَمُوتَ لأَنه إِذا مات فقد خَرَّ وسقط وقوله إِلاَّ قائماً أَي ثابتاً على الإِسلام وسئل إِبراهيم الحَرْبِيُّ عن قوله أَنْ لا أَخِرَّ إِلاَّ قائماً فقال إِني لا أَقع في شيء من تجارتي وأُموري إِلاَّ قمتُ بها منتصباً لها الأَزهري وروي عن حَكِيم بنِ حِزامٍ أَنه أَتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أُبايعك أَنْ لا أَخِرَّ إِلاَّ قائماً قال الفراء معناه أَن لا أُغبن ولا أَغبن فقال النبي صلى الله عليه وسلم لستَ تُغْبَنُ في دين الله ولا في شيء من قِبَلِنا ولا بَيْعٍ قال وقول النبي صلى الله عليه وسلم أَما من قِبَلِنَا فلست تخرّ إِلاَّ قائماً أَي لسنا ندعوك ولا نبايعك إِلاَّ قائماً أَي على الحق ومعنى الحديث لا أَموت إِلاَّ متمسكاً بالإِسلام وقيل معناه لا أَقع في شيء من تجارتي وأُموري إِلاَّ قمتُ منتصباً له وقيل معناه لا أُغبن ولا أَغبن وخَرَّ الميتُ يَخِرُّ خَرِيراً فهو خارٌّ وقوله تعالى وخَرُّوا له سُجَّداً قال ثعلب قال الأَخفش خَرَّ صار في حال سجوده قال ونحن نقول يعني الكوفيين بضربين بمعنى سَجَدَ وبمعنى مَرَّ من القوم الخَرَّارَةِ الذين هم المارَّةُ وقوله تعالى فلما خَرَّ تَبَيَّنَتِ الجِنُّ ويجوز أَن تكون خَرَّ هنا بمعنى وَقَعَ ويجوز أَن تكون بمعنى مات وخُرَّ إِذا أُجْرِيَ ورجل خارٌّ عاثِرٌ بعد استقامةٍ وفي التهذيب وهو الذي عَسَا بعد استقامة والخِرِّيانُ الجَبَانُ فِعْلِيانٌ منه عن أَبي علي والخَرِيرُ المكان المطمئن بين الرَّبْوَتَيْنِ ينقاد والجمع أَخِرَّةٌ قال لبيد بأَخِرَّةِ الثَّلَبُوتِ يَرْبأْ فَوْقَها قَفْرَ المراقِبِ خَوْفُها آرامُها
( * قوله « بأَخرة الثلبوت » بفتح المثلثة واللام وضم الموحدة وسكون الواو فمثناة فوقية واد فيه مياه كثيرة لبني نصر بن قعين كما في ياقوت )
فأَما العامة فتقول أَحزَّة بالحاء المهملة والزاي وهو مذكور في موضعه وإِنما هو بالخاء والخُرُّ أَصل الأُذن في بعض اللغات والخُرُّ أَيضاً حَبَّةٌ مدوّرةُ صفَيْراءُ فيها عُلَيْقمَةٌ يسيرة قال أَبو حنيفة هي فارسية وتَخَرْخَرَ بَطْنُه إِذا اضطرب مع العِظَمِ وقيل هو اضطرابه من الهزال وأَنشد قول الجعدي فأَصْبَحَ صِفْراً بَطْنُه قد تَخَرْخَرَا وضرب يده بالسيف فأَخَرَّها أَي أَسقطها عن يعقوب والخُرُّ من الرَّحَى اللَّهْوَةُ وهو الموضع الذي تلقي فيه الحنطة بيدك كالخُرِّيِّ قال الراجز وخُذْ بِقَعْسَرِيِّها وأَلْهِ في خُرِّيّها تُطْعِمْكَ من نَفِيِّها والنَّفِيُّ بالفاء الطحين وعنى بالقَعْسَرِيّ الخشبة التي تدار بها الرحى

( خزر ) الخَزَرُ بالتحريك كسْرُ العين بَصَرَها خِلْقَةً وقيل هو ضيق العين وصفرها وقيل هو النظر الذي كأَنه في أَحد الشَّقَّينِ وقيل هو أَن يفتح عينه ويغمضها وقيل الخَزَرُ هو حَوَلُ إِحدى العينين والأَحْوَلُ الذي حَوِلَتْ عيناه جَميعاً وقيل الأَخْزَرُ الذي أَقبلت حَدَقَتاه إِلى أَنفه والأَحول لذي ارتفعت حدقتاه إِلى حاجبيه وقد خَزِرَ خَزَراً وهو أَخْزَرُ بَيِّنُ الخَزَرِ وقوم خُزْرٌ ويقال هو أَن يكون الإِنسان كأَنه ينظر بمُؤْخُرِها قال حاتم ودُعيتُ في أُولى النَّدِيِّ ولم يُنْظَرْ إِلَيِّ بِأَعْيُنٍ خُزْرِ وتَخازَرَ نظر بمُؤْخُرِ عينه والتَّخازُرُ استعمالُ الخَزَرِ على ما استعمله سيبويه في بعض قوانين تَفاعَلَ قال إِذا تَخازَرْتُ وما بي مِنْ خَزَرْ فقوله وما بي من خَزَرٍ يدلك على أَن التَّخازُرَ ههنا إِظهار الخَزرِ واستعماله وتَخازَرَ الرجلُ إِذا ضَيَّقَ جَفْنَهُ لِيُحَدِّدَ النظر كقولك تعامَى وتَجاهَلَ ابن الأَعرابي الشيخ يُخَزِّرُ عينيه ليجمع الضوء حتى كأَنهما خِيطَتَا والشابُّ إِذا خَزَّرَ عينيه فإِنه يَتَداهَى بذلك قال الشاعر يا وَيْحَ هذا الرأْسِ كيف اهْتَزَّا وحِيصَ مُوقاهُ وقادَ العَنْزَا ؟ ويقال للرجل إِذا انحنى من الكِبَرِ قادَ العَنْزَ لأَن قائدها ينحني والخَزَرُ جِيلٌ خُزْرُ العيون وفي حديث حذيفة كأَني بهم خُنْسُ الأُنُوف خُزْرُ العيون والخُزْرَةُ انقلابُ الحدقة نحو اللِّحاظ وهو أَقبح الحَوَلِ ورجل خَزَرِي وقوم خُزْرٌ وخَزَرَهَ يَخْزُرُه خَزْراً نظره بِلِحاظِ عينه وأَنشد لا تَخْزُرِ القومَ شَزْراً عن مُعارَضَةٍ وعدوٌّ أَخْزَرُ العين ينظر عن معارضة كالأَخْزَرِ العين أَبو عمرو الخازِرُ الداهية من الرجال ابن الأَعرابي خَزَر
( * قوله « ابن الأَعرابي خزر إلخ » الأَولى من باب كتب والثانية من باب فرح لا كما يقتضيه صنيع القاموس من أَنهما من باب كتب فقد نقل شارحه عن الصاغاني ما ذكرنا )
إِذا تَداهَى وخَزِرَ إِذا هَرَبَ والخِنْزِيرُ من الوحش العادي معروف مأْخوذ من الخَزَرِ لأَن ذلك لازم له وقيل هو رباعي وسنذكره في ترجمته والخَزِيرَةُ والخَزِيرُ اللحم الغابُّ يؤْخذ فيقطع صغاراً في القِدْرِ ثم يطبخ بالماء الكثير والملح فإِذا أُميت طَبْخاً ذرَّ عليه الدقيق فَعُصِدَ به ثم أُدِمَ بأَيِّ أَدَامٍ شِيءَ ولا تكون الخَزِيرَةُ إِلا وفيها لحم فإِذا لم يكن فيها لحم فهي عَصِيدَة قال جرير وُضِعَ الخَزِيرُ فقيل أَيْنَ مُجاشِعُ ؟ فَشَحَا جَحافِلَهُ جُرافٌ هِبْلَعُ وقيل الخَزِيرَةُ مَرَقَة وهي أَن تُصَفَّى بُلالَةُ النُّخالة ثم تُطْبَخَ وقيل الخَزِيرَةُ والخَزِيرُ الحَسَا من الدسم والدقيق وقيل الحَسَا من الدَّسَمِ قال فَتَدْخُلُ أَيْدٍ في حَناحِرَ أُقْنِعَتْ لِعادَتِها من الخَزِيرِ المُعَرَّفِ أَبو الهيثم أَنه كتب عن أَعرابي قال السَّخِينَةُ دقيق يلقى على ماء أَو على لبن فيطبخ ثم يؤكل بتمر أَو بحَساً وهو الحَسَاء قال وهي السَّخُونَةُ أَيضاً وهي النَّفِيتَةُ والحُدْرُقَّةُ والخَزِيرَةُ والحَرِيرَةُ أَرَقُّ منها وفي حديث عِتْبان
( * قوله « عتبان » هو ابن مالك كان إمام قومه فأَنكر بصره فسأَل النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي في مكان من بيته يتخذه مصلى ففعل وحبسه على خزيرة صنعها له كذا بهامش النهاية ) أَنه حَبَسَ النبي صلى الله عليه وسلم على خَزِيرَةٍ تُصْنَعُ له وهو ما فسرناه وقيل إِذا كانت من لحم فهي خزيرة وقيل إِن كانت من دقيق فهي حَرِيرَةٌ وإِن كانت من نخالة فهي خَزِيرَةٌ والخُزرَةُ مثل الهُمَزة وذكره ابن السكيت في باب فُعَلةٍ داء يأْخذ في مُسْتَدَقِّ الظهر بِقَفْرَةِ القَطَنِ قال يصف دلواً دَاوِ بها ظَهْرَكَ من تَوْجاعِه من خُزَراتٍ فيه وانْقِطَاعِه وقال بها يعني الدلو أَمره أَن ينزع بها على إِبله وهذا لعب منه وهزؤ والخَيْزَرَى والخَوْزَرَى والخَيْزَلى والخَوْزَلى مِشْيَةٌ فيها ظَلَعٌ أَو تَفَكُّكٌ أَو تَبَخْتُرٌ قال عُرْوَةُ بنُ الوَرْدِ والنَّاشِئات المَاشِيات الخَوْزَرَى كَعُنُقِ الآرامِ أَوْفَى أَوْ صَرَى معنى أَوفى أَشرف وصَرَى رفع رأْسه والخَيْزُرانُ عُودٌ معروف قال ابن سيده الخَيْزُرَانُ نبات لَيِّنُ القُضْبَانِ أَمْلَسُ العيدان لا ينبت ببلاد العرب إِنما ينبت ببلاده الروم ولذلك قال النابعة الجعدي أَتَاني نَصْرُهُمْ وهُمُ بَعِيدٌ بِلادُهُمُ بِلادُ الخَيْزُرانِ وذلك أَنه كان بالبادية وقومه الذين نصروه بالأَرياف والحواضر وقيل أَراد أَنهم بعيد منه كبعد بلاد الروم وقيل كلُّ عُودٍ لَدْنٍ مُتَثَنٍّ خَيْزُرانٌ وقيل هو شجر وهو عروق القَنَاةِ والجمع الخَيازِرُ والخَيْزُرانُ القصب قال الكميت يصف سحاباً كأَنَّ المَطافِيلَ المَوالِيهَ وَسْطَهُ يُجاوِبُهُنَّ الخَيْزُرانُ المُثَقَّبُ وقد جعله الراجز خَيْزُوراً فقال مُنْطَوِياً كالطَّبقِ الخَيْزُورِ والخَيْزُرانُ الرماح لتثنِّيها ولينها أَنشد ابن الأَعرابي جَهِلْتُ من سَعْدٍ ومن شُبَّانِها تَخْطِرُ أَيْدِيها بِخَيْزُرانها يعني رماحها وأَراد جماعة تخطر أَو عصبة تخطر فحذف الموصوف وأَقام الصفة مقامه والخَيْزُرانَةُ السُّكَّانُ قال النابغة يصف الفُراتَ وَقْتَ مَدَّهِ يَظَلُّ من جَوْفِهِ المَلاَّحُ مُعْتَصِماً بالخَيْزُرانَةِ بعدَ الأَيْنِ والنَّجَدِ أَبو عبيد الخَيْزُرانُ السُّكَّانُ وهو كَوْثَلُ السفينة وفي الحديث أَن الشيطان لما دخل سفينة نوح على نبينا وعليه الصلاة والسلام قال اخْرُجْ يا عَدُوَّ اللهِ من جَوْفِها فَصَعِدَ على خَيْزُرانِ السفينة هو سُكَّانُها ويقال له خَيْزُرانَةٌ وكلُّ غُصْنٍ مُتَثَنٍّ خَيْزُرانٌ ومنه شعر الفرزدق في علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام في كَفِّه خَيْزُرانٌ رِيحُهُ عَبِقٌ من كَفِّ أَرْوَعَ في عِرْنِينِهِ شَمَمُ المُبَرِّدُ الخَيْزُرانُ المُرْدِيُّ وأَنشد في صفة المَلاَّحِ والخَيْزُرانَةُ في يَدِ المَلاَّحِ يعني المُرْدِيَّ قال المبرد والخَيْزُرانُ كُلُّ غُصْنٍ لَيِّنٍ يَتَثَنَّى قال ويقال للمُرْدِيِّ خَيْزُران إِذا كان يتثنى وقال أَبو زبيد فجعل المِزمار خَيْزُراناً لأَنه من اليراع يصف الأَسد كأَنَّ اهْتِزامَ الرَّعْدِ خالَطَ جَوْفَهُ إِذا جَنَّ فيه الخَيْزُرانُ المُثَجَّرُ والمُثَجَّرُ المُثَقَّبُ المُفَجَّرُ يقول كأَنَّ في جوفه المزامير وقال أَبو الهيثم كل لين من كل خشبة خَيْزُران قال عمرو بن بَحْرٍ الخَيْزُرانُ لجام السفينة التي بها يقوم السكان وهو في الذنب وخَيْزَرٌ اسم وخَزَارَى اسم موضع قال عمرو بن كلثوم ونَحْنُ غَداةَ أُوقِدَ في خَزَارَى رَفَدْنا فوقَ رَفْدِ الرَّافِدِينا
( * ويروى خَزازي في معلقة عمرو بن كلثوم )
وخاِزرٌ كانت به وقعة بين إِبراهيم بن الأَشتر وبين عبيدالله بن زياد ويومئذ قتل ابن زياد

( خزبزر ) خَزْبْزَرٌ سيء الخُلُقِ

( خسر ) خِسِرَ خَسْراً
( * قوله « خسر خسراً إلخ » ترك مصدرين خسراً بضم فسكون وخسراً بضمتين كما في القاموس ) وخَسَراً وخُسْراناً وخَسَارَةً وخَسَاراً فهو خاسِر وخَسِرٌ كله ضَلَّ والخَسَار والخَسارة والخَيْسَرَى الضلال والهلاك والياء فيه زائدة وفي التنزيل العزيز والعصرِ إِن الإِنسان لفي خُسْر الفراء لفي عقوبة بذنبه وأَن يَخْسَر أَهله ومنزله في الجنة وقال عز وجل خَسِرَ الدنيا والآخرة ذلك هو الخُسْران المبين وفي الحديث ليس من مؤمن ولا كافر إِلا وله منزل في الجنة وأَهل وأَزواج فمن أَسلم سَعِدَ وصار إِلى منزله ومن كفر صار منزله وأَزواجه إِلى من أَسلم وسعد وذلك قوله الذين يرثون الفردوس يقول يرثون منازل الكفار وهو قوله الذين خسروا أَنفسهم وأَهليهم يوم القيامة يقول أَهلكوهما الفراء يقول غَبِنُوهما ابن الأَعرابي الخاسر الذي ذهب ماله وعقله أَي خسرهما وخَسِرَ التاجر وُضِعَ في تجارته أَو غَبِنَ والأَوّل هو الأَصل وأَخْسَرَ الرجلُ إِاذ وافق خُسْراً في تجارته وقوله عز وجل قل هل ننبئكم بالأَخْسَرِينَ أَعمالاً قال الأَخفش واحدهم الأَخْسَرُ مثل الأَكْبَرِ وقوله تعالى فما زادوهم غير تَخْسِيرٍ ابن الأَعرابي أَي غير إِبعاد من الخير أَي غير تخسير لكم لا لي ورجل خَيْسَرَى خاسِرٌ وفي بعض الأَسجاع بفِيهِ البَرَى وحُمَّى خَيْبَرَى وشَرُّ ما يُرَى فإِنه خَيْسَرَى وقيل أَراد خَيْسَرٌ فزاد للإِتباع وقيل لا يقال خَيْسَرَى إِلا في هذا السجع وفي حديث عمر ذكر الخَيْسَرَى وهو الذي لا يجيب إِلى الطعام لئلا يحتاج إِلى المكافأَة وهو من الخَسَارِ والخَسْرُ والخُسْرانُ النَّقْصُ وهو مثل الفَرْقِ والفُرْقانِ خَسِرَ يَخْسَرُ
( * قوله « خسر يخسر » من باب فرح وقوله وخسرت الشيء إلخ من باب ضرب كما في القاموس ) خُسْراناً وخَسَرْتُ الشيءَ بالفتح وأَخْسَرْتُه نَقَصْتُه وخَسَرَ الوَزْنَ والكيلَ خَسْراً وأَخْسَرَهُ نقصه ويقال كِلْتُه ووَزَنْتُه فأَخْسَرْته أَي نقصته قال الله تعالى وإِذا كالوهم أَو وزنوهم يُخْسِرُونَ الزجاج أَي يَنْقُصُون في الكيل والوزن قال ويجوز في اللغة يَخْسِرُون تقول أَخْسَرْتُ الميزانَ وخَسَرْتُه قال ولا أَعلم أَحداً قرأَ يَخْسِرُونَ أَبو عمرو الخاسر الذي ينقص المكيال والميزان إِذا أَعطى ويستزيد إِذا أَخذ ابن الأَعرابي خَسَرَ إِذا نقص ميزاناً أَو غيره وخَسِرَ إِذا هلك أَبو عبيد خَسَرْتُ الميزان وأَخْسَرْتُه أَي نقصته الليث الخاسِرُ الذي وُضِعَ في تجارته ومصدره الخَسَارَةُ والخَسْرُ ويقال خَسِرَتْ تجارته أَي خَسِرَ فيها ورَبِحَتْ أَي ربح فيها وصَفْقَةٌ خاسرة غير رابحة وكَرَّةٌ خاسرة غير نافعة وفي التهذيب وصَفَقَ صَفْقَةً خاسِرَةً أَي غير مُرْبِحَةٍ وكَرَّ كَرَّةً خاسِرَةً أَي غير نافعة وفي التنزيل تلك إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ وقوله عزل وجل وخَسِرَ هنالك المُبْطِلُونَ وخَسِرَ هنالك الكافرون المعنى تبين لهم خُسْرانُهم لما رأَوا العذاب وإِلاَّ فهم كانوا خاسرين في كل وقت والتَّخْسِيرُ الإِهلاك والخَنَاسِيرُ الهُلاَّكُ ولا واحد له قال كعب بن زهير إِذا ما نُتِجْنا أَرْبَعاً عامَ كَفْأَةٍ بَغَاها خَنَاسِيراً فأَهْلَكَ أَرْبَعا وفي بغاها ضمير من الجَدِّ هو الفاعل يقول إِنه شَقِيُّ الجَدِّ إِذا نُتِجَتْ أَربعٌ من إِبله أَربعَةَ أَولادٍ هلكت من إِبله الكِبار أَربع غير هذه فيكون ما هلك أَكثر مما أَصاب

( خشر ) الخُشَارُ والخُشَارَةُ الرديء من كل شيء وخص اللحياني به رديء المتاع وخَشَرَ يَخْشِرُ خَشْراً نَقَّى الرديء منه ومَخاشِرُ المِنْجَلِ أَسْنانُه أَنشد ثعلب تُرَى لها بعْدَ إِبارَ الآبِرِ صُفْرٌ وحُمْرٌ كَبُرُودِ التَّاجِرِ مآزِرٌ تُطْوَى على مآزِرِ وأَثَرُ المِخْلَبِ ذي المَخَاشِرِ يعني الحَمْلَ وخَشَرَ خَشْراً أَبقى على المائدة الخُشَارَةَ والخُشَارَةُ ما يبقى على المائدة مما لا خير فيه وخَشَرْتُ الشيء أَخْشِرُه خَشْراً إِذا نَقَّيْتَ منه خُشَارَتَهُ وفي الحديث إِذا ذهب الخيار وبقيت خُشارَةٌ كخُشارَةِ الشعير لا يُبالِي بهم اللهُ بالَةً هي الرديء من كل شيء والخُشارَةُ والخُشارُ من الشعير ما لا لُبَّ له وخُشارَةُ الناس سَفَلَتُهم وفلان من الخُشارَةِ إِذا كان دوناً قال الحطيئة وباعَ بَنِيهِ بعضُهم بِخُشَارَةٍ وبِعْتَ لِذُبْيانَ العَلاءَ بمالكا يقول اشتريت لقومك الشرف بأَموالك قال ابن بري صوابه بمالك بكسر الكاف وهو اسم ابن لعيينة بن حصن قتله بنو عامر فعزاهم عيينة فأَدرك بثأْره وغنم فقال الحطيئة فِدًى لابنِ حِصْنٍ ما أُرِيحَ فإِنه ثِمالُ اليتامَى عِصْمَةٌ لِلْمَهَالِكِ وباعَ بَنِيهِ بعضُهم بِخُشارَةٍ وبِعْتَ لِذُبْيانَ العَلاءَ بِمالِكِ وخَشَرْتُ الشيءَ إِذا أَرْذَلْتَهُ فهو مَخْشُورٌ أَبو عمرو الخاشِرَةُ السَّفَلَةُ من الناس قاله ابن الأَعرابي وزاد فقال هم الخُشار والبُشارُ والقُشارُ والسُّقاطُ والبُقاطُ والمُقاطُ ابن الأَعرابي خَشِرَ إِذا شَرِهَ وخَشِرَ إِذا هرب جُبْناً

( خصر ) الخَصْرُ وَسَطُ الإِنسان وجمعه خُصُورٌ والخَصْرانِ والخاصِرَتانِ ما بين الحَرْقَفَةِ والقُصَيْرَى وهو ما قَلَصَ عنه القَصَرَتانِ وتقدم من الحَجَبَتَيْنِ وما فوق الخَصْرِ من الجلدة الرقيقةِ الطِّفْطِفَةِ ويقال رجل ضَخْمُ الخواصر وحكى اللحياني إِنها لمُنْتَفِخَةُ الخَواصِر كأَنهم جعلوا كل جزء خاصِرَةً ثم جمع على هذا قال الشاعر فلما سَقَيْناها العَكِيسَ تَمَذَّحَتْ خَواصِرُها وازْدادَ رَشْحاً وَرِيدُها وكَشْحٌ مُخَصَّرٌ أَي دقيق ورجل مَخْصُورُ البطن والقدم ورجل مُخَصَّرٌ ضامر الخَصْرِ أَو الخاصِرَةِ ومَخْصُورٌ يشتكي خَصْرَهُ أَو خاصِرَتَه وفي الحديث فأَصابني خاصِرَةٌ أَي وجع في خاصرتي وقيل وجع في الكُلْيَتَيْنِ والاخْتِصارُ والتَّخاصُرُ أَن يضرب الرجل يده إِلى خَصْرِه في الصلاة وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه نهى أَن يصلي الرجل مُخْتَصِراً وقيل مُتَخَصِّراً قيل هو من المَخْصَرَة وقيل معناه أَن يصلي الرجل وهو واضع يده على خَصْرِه وجاء في الحديث الاخْتِصارُ في الصلاة راحَةُ أَهل النار أَي أَنه فعل اليهود في صلاتهم وهم أَهل النار على أَنه ليس لأَهل النار الذين هم خالدون فيها راحة هذا قول ابن الأَثير قال محمد بن المكرم ليس الراحة المنسوبة لأَهل النار هي راحتهم في النار وإِنما هي راحتهم في صلاتهم في الدنيا يعني أَنه إِذا وضع يده على خَصْرِه كأَنه استراح بذلك وسماهم أَهل النار لمصيرهم إِليها لا لأَن ذلك راحتهم في النار وقال الأَزهري في الحديث الأَوّل لا أَدري أَرُوي مُخْتَصِراً أَو مُتَخَصِّراً ورواه ابن سيرين عن أَبي هريرة مختصراً وكذلك رواه أَبو عبيد قال هو أَن يصلي وهو واضع يده على خصره قال ويروى في كراهيته حديث مرفوع قال ويروى فيه الكراهة عن عائشة وأَبي هريرة وقال الأَزهري معناه أَن يأْخذ بيده عصا يتكئ عليها وفيه وجه آخر وهو أَن يقرأَ آية من آخر السورة أَو آيتين ولا يقرأْ سورة بكمالها في فرضه قال ابن الأَثير هكذا رواه ابن سيرين عن أَبي هريرة وفي حديث آخر المُتَخَصِّرُون يوم القيامة على وجوههم النورُ معناه المصلون بالليل فإِذا تعبوا وضعوا أَيديهم على خواصرهم من التعب قال ومعناه يكون أَن يأْتوا يوم القيامة ومعهم أَعمال لهم صالحة يتكئون عليها مأْخوذ من المَخْصَرَةِ وفي الحديث أَنه نهى عن اخْتِصارِ السَّجْدَةِ وهو على وجهين أَحدهما أَن يختصر الآية التي فيها السجود فيسجد بها والثاني اين يقرأَ السورة فإِذا انتهى إِلى السجدة جاوزها ولم يسجد لها والمُخاصَرَةُ في البُضْعِ أَن يضرب بيده إِلى خَصْرها وخَصْرُ القَدَمِ أَخْمَصُها وقَدَمٌ مُخَصَّرَةٌ ومَخْصُورَةٌ في رُسْغِها تَخْصِير كأَنه مربوط أَو فيه مَحَزٌّ مستدير كالحَزِّ وكذلك اليدُ ورجل مُخَصَّرُ القدمين إِذا كانت قدمه تمس الأَرض من مُقَدَّمِها وعَقِبها ويَخْوَى أَخْمَصُها مع دِقَّةٍ فيه وخَصْرُ الرمل طريق بين أَعلاه وأَسفله في الرمال خاصة وجمعه خُصُورٌ قال ساعدة بن جؤية أَضَرَّ به ضاحٍ فَنَبْطا أُسَالَةٍ فَمَرٌّ فَأَعْلَى حَوْزِها فَخُصُورُها وقال الشاعر أَخَذْنَ خُصُورَ الرَّمْلِ ثم جَزَعْنَهُ وخَصْرُ النعل ما اسْتَدَقَّ من قدّام الأُذنين منها ابن الأَعرابي الخَصْرانِ من النعل مُسْتَدَقُّها ونعل مُخَصَّرَةٌ لها خَصْرانِ وفي الحديث أَن نعله عليه السلام كانت مُخَصَّرَةً أَي قطع خَصْراها حتى صارا مُسْتَدِقَّيْنِ والخاصِرَةُ الشَّاكِلَةُ والخَصْرُ من السهم ما بين أَصل الفُوقِ وبين الريش عن أَبي حنيفة والخَصْرُ موضع بيوت الأَعراب والجمع من كل ذلك خُصُورٌ غيره والخَصْرُ من بيوت الأَعراب موضع لطيف وخاصَرَ الرجلَ مشى إِلى جنبه والمُخاصَرَةُ المُخازَمَةُ وهو أَن يأْخذ الرجلُ في طريق ويأْخذ الآخر في غيره حتى يلتقيا في مكان واخْتَصارُ الطريق سلوكُ أَقْرَبِه ومُخْتَصَراتُ الطُّرُقِ التي تَقْرُبُ في وُعُورِها وإِذا سلك الطريق الأَبعد كان أَسهل وخاصَرَ الرجلُ صاحبه إِذا أَخذ بيده في المشي والمُخاصَرَةُ أَخْذُ الرجل بيد الرجل قال عبد الرحمن بن حسان ثم خاصَرْتُها إِلى القُبَّةِ الخَضْ راءِ تَمْشِي في مَرْمَرٍ مَسْنُونِ أَي أَخذت بيدها تمشي في مرمر أَي على مرمر مسنون أَي مُمَلَّسٍ قال الله تعالى ولأُصَلِّبَنَّكُمْ في جُذُوعِ النخل أَي على جذوع النخل قال ابن بري هذا البيت يروى لعبد الرحمن بن حسان كما ذكره الجوهري وغيره قال والصحيح ما ذهب إِليه ثعلب أَنه لأَبي دهْبَلٍ الجُمَحِيِّ وروى ثعلب بسنده إِلى إِبراهيم بن أَبي عبدالله قال خرج أَبو دهبل الجمحي يريد الغزو وكان رجلاً صالحاً جميلاً فلما كان بِجَيْرُونَ جاءته امرأَة فأَعطته كتاباً فقالت اقرأْ لي هذا الكتاب فقرأَه لها ثم ذهبت فدخلت قصراً ثم خرجت إِليه فقالت لو تبلغت معي إِلى هذا القصر فقرأْت هذا الكتاب على امرأَة فيه كان لك في ذلك حسنة إِن شاء الله تعالى فإِنه أَتاها من غائب يعنيها اَّمره فبلغ معها القصر فلما دخله إِذا فيه جوارٍ كثيرة فأَغلقن عليه القصر وإِذا امرأَة وضيئة فدعته إِلى نفسها فأَبى فحُبس وضيق عليه حتى كاد يموت ثم دعته إِلى نفسها فقال أَما الحرام فوالله لا يكون ذلك ولكن أَتزوّجك فتزوجته وأَقام معها زماناً طويلاً لا يخرج من القصر حتى يُئس منه وتزوج بنوه وبناته واقتسموا ماله وأَقامت زوجته تبكي عليه حتى عمشت ثم إِن أَبا دهبل قال لامرأَته إِنك قد أَثمت فيّ وفي ولدي وأَهلي فأْذني لي في المصير إِليهم وأَعود إِليك فأَخذت عليه اليهود أَن لا يقيم إِلا سنة فخرج من عندها وقد أَعطته مالاً كثيراً حتى قدم على أَهله فرأَى حال زوجته وما صارت إِليه من الضر فقال لأَولاده أَنتم قد ورثتموني وأَنا حيّ وهو حظكم والله لا يشرك زوجتي فيما قدمت به منكم أَحد فتسلمت جميع ما أَتى به ثم إِنه اشتاق إِلى زوجته الشامية وأَراد الخروج إِليها فبلغه موتها فأَقام وقال صاحِ حَيَّا الإِلَهُ حَيّاً ودُوراً عند أَصْلِ القَناةِ من جَيْرُونِ طالَ لَيْلِي وبِتُّ كالمَجْنُونِ واعْتَرَتْنِي الهُمُومُ بالماطِرُونِ عن يَسارِي إِذا دَخَلْتُ من البا بِ وإِن كنتُ خارجاً عن يَميني فَلِتِلْكَ اغْتَرَبْتُ بالشَّامِ حتى ظَنَّ أَهْلي مُرَجَّماتِ الظُّنُونِ وهْيَ زَهْرَاءُ مِثْلُ لُؤْلُؤَةِ الغَ وَّاصِ مِيْزَتْ من جوهرٍ مَكنُونِ وإِذا ما نَسَبْتَها لم تَجِدْها في سنَاءٍ من المَكارِم دونِ تَجْعَلُ المِسْكَ واليَلَنْجُوجَ والنَّ دَّ صِلاءً لها على الكانُونِ ثم خاصَرْتُها إِلى القُبَّةِ الخَضْ راءِ تَمْشِي في مَرْمَرٍ مَسْنُونِ قُبَّةٌ من مَراجِلٍ ضَرَبَتْها عند حدِّ الشِّتاء في قَيْطُونِ ثم فارَقْتُها على خَيْرِ ما كا نَ قَرِينٌ مُفارِقاً لِقَرِينِ فبَكَتْ خَشْيَةَ التَّفَرُّقِ للبَيْ نِ بُكاءَ الحَزِين إِثْرَ الحَزِينِ قال وفي رواية أُخرى ما يشهد أَيضاً بأَنه لأَبي دهبل أَن يزيد قال لأَبيه معاوية إِن أَبا دهبل ذكر رملة ابنتك فاقتله فقال أَيّ شيء قال ؟ فقال قال وهي زهراء مثل لؤلؤة الغ وّاص ميزت من جوهر مكنون فقال معاوية أَحسن قال فقد قال وإِذا ما نسبتها لم تجدها في سناء من المكارم دون فقال معاوية صدق قال فقد قال ثم خاصرتها إِلى القبة الخض راء تمشي في مرمر مسنون فقال معاوية كذب وفي حديث أَبي سعيد وذكر صلاة العيد فخرج مُخاصِراً مَرْوانَ المخاصرة أَن يأْخذ الرجل بيد رجل آخر يتماشيان ويد كل واحد منهما عند خَصْرِ صاحبه وتَخَاصَرَ القومُ أَخذ بعضهم بيد بعض وخرج القوم متخاصرين إِذا كان بعضهم آخذاً بيد بعض والمِخْصَرَةُ كالسوط وقيل المخصرة شيء يأْخذه الرجل بيده ليتوكأ عليه مثل العصا ونحوها وهو أَيضاً مما يأْخذه الملك يشير به إِذا خطب قال يَكادُ يُزِيلُ الأَرضَ وَقْعُ خِطابِهِمْ إِذا وصَلُوا أَيْمانَهُمْ بالمَخاصِرِ واخْتَصَرَ الرجل أَمسك المِخْصَرَةَ وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إِلى البقيع وبيده مِخْصَرَةٌ له فجلس فَنَكَتَ بها في الأَرض أَبو عبيد المِخْصَرَةُ ما اخْتَصَر الإِنسانُ بيده فأَمسكه من عصا أَو مِقْرَعَةٍ أَو عَنَزَةٍ أَو عُكَّازَةٍ أَو قضيب وما أَشبهها وقد يتكأُ عليه وفي الحديث فإِذا أَسلموا فاسْأَلْهُمْ قُضُبَهُمُ الثلاثةَ التي إِذا تَخَصَّرُوا بها سُجِدَ لهم أَي كانوا إِذا أَمسكوها بأَيديهم سجد لهم أَصحابهم لأَنهم إِنما يمسكونها إِذا ظهروا للناس والمِخْصَرَةُ كانت من شعار الملوك والجمع المخاصر ومنه حديث عليّ وذكر عمر رضي الله عنهما فقال واخْتَصَرَ عَنَزَتَهُ العنزة شبه العكازة ويقال خاصَرْتُ الرجلَ وخازَمْتُه وهو أَن تأْخذ في طريق ويأْخذ هو في غيره حتى تلتقيا في مكان واحد ابن الأَعرابي المُخَاصَرَةُ أَن يمشي الرجلان ثم يفترقا حتى يلتقيا على غير ميعاد واخْتِصارُ الكلام إِيجازه والاختصار في الكلام أَن تدع الفضول وتَسْتَوْجِزَ الذي يأْتي على المعنى وكذلك الاختصار في الطريق والاختصار في الجَزِّ أَن لا تستأْصله والاختصارُ حذفُ الفضول من كل شيء والخُصَيْرَى كالاختصار قال رؤبة وفي الخُصَيْرَى أَنت عند الوُدِّ كَهْفُ تَمِيم كُلِّها وسَعْدِ والخَصَرُ بالتحريك البَرْدُ يجده الإِنسان في أَطرافه أَبو عبيد الخَصِرُ الذي يجد البرد فإِذا كان معه جوع فهو خَرِصٌ والخَصِرُ البارِدُ من كل شيء وثَغْرٌ بارد المُخَصَّرِ المُقَبَّلِ وخَصِرَ الرجلُ إِذا آله البرد في أَطرافه يقال حَضِرَتْ يدي وخَصِرَ يومنا اشتدّ برده قال الشاعر رُبَّ خالٍ ليَ لو أَبْصَرْتَهُ سَبِط المِشْيَةِ في اليومِ الخَصِرُ وماء خَصِرٌ بارِدٌ

( خضر ) الخُضْرَةُ من الأَلوان لَوْنُ الأَخْضَرِ يكون ذلك في الحيوان والنبات وغيرهما مما يقبله وحكاه ابن الأَعرابي في الماء أَيضاً وقد اخْضَرَّ وهو أَخْضَرُ وخَضُورٌ وخَضِرٌ وخَضِيرٌ ويَخْضِيرٌ ويَخْضُورٌ واليَخْضُورُ الأَخْضَرُ ومنه قول العجاج يصف كناس الوَحْشِ بالخُشْبِ دونَ الهَدَبِ اليَخْضُورِ مَثْواةُ عَطَّارِينَ بالعُطُورِ والخَضْرُ والمَخْضُورُ اسمان للرَّخْصِ من الشجر إِذا قُطِعَ وخُضِرَ أَبو عبيد الأَخْضَرُ من الخيل الدَّيْزَجُ في كلام العجم قال ومن الخُضْرَةِ في أَلوان الخيل أَخْضَرُ أَحَمُّ وهو أَدنى اللخُضْرَةِ إِلى الدُّهْمَةِ وأَشَدُّ الخُضْرَةِ سَواداً غير أَنَّ أَقْرابَهُ وبطنه وأُذنيه مُخْضَرَّةٌ وأَنشد خَضْراء حَمَّاء كَلَوْنِ العَوْهَقِ قال وليس بين الأَخضر الأَحمّ وبين الأَحوى إِلاَّ خضرة منخريه وشاكلته لأَن الأَحوى تحمر مناخره وتصفر شاكلته صفرة مشاكلة للحمرة قال ومن الخيل أَخضر أَدغم وأَخضر أَطحل وأَخضر أَورق والحمامُ الوُرْقُ يقال لها الخُضْرُ واخْضَرَّ الشيء اخْضِراراً واخْضَوْضَرَ وخَضَّرْتُه أَنا وكلُّ غَضٍّ خَضِرٌ وفي التنزيل فأَخرجنا منه خَضِراً نُخْرِجُ منه حَبّاً مُتَراكباً قال خَضِراً ههنا بمعنى أَخْضَر يقال اخْضَرَّ فهو أَخْضَرُ وخَضِرٌ مثل اعْوَرَّ فهو أَعور وعَوِرٌ وقال الأَخفش يريد الأَخضر كقول العرب أَرِنِيها نَمِرةً أُرِكْها مَطِرَةً وقال الليث الخَضِرُ ههنا الزرع الأَخضر وشَجَرَةٌ خَضْراءُْ خَضِرَةٌ غضة وأَرض خَضِرَةٌ ويَخْضُورٌ كثيرة الخُضْرَةِ ابن الأَعرابي الخُضَيْرَةُ تصغير الخُضْرَةِ وهي النَّعْمَةُ وفي نوادر الأَعراب ليست لفلان بخَضِرَةٍ أَي ليست له بحشيشة رطبة يأْكلها سريعاً وفي صفته صلى الله عليه وسلم أَنه كان أَخْضَرَ الشَّمَط كانت الشعرات التي شابت منه قد اخضرت بالطيب والدُّهْن المُرَوَّح وخَضِرَ الزرعُ خَضَراً نَعِمَ وأَخْضَرَهُ الرِّيُّ وأَرضٌ مَخْضَرَةٌ على مثال مَبْقَلَة ذات خُضْرَةٍ وقرئ فتُصْبِحُ الأَرضُ مَخْضَرَةً وفي حديث علي أَنه خطب بالكوفة في آخر عمره فقال اللهم سلط عليهم فَتَى ثَقِيفٍ الذّيَّالَ المَيَّالَ يَلْبَسُ فَرْوَتَهَا ويأْكل خَضِرَتَها يعني غَضَّها وناعِمَها وهَنِيئَها وفي حديث القبر يُملأُ عليه خَضِراً أَي نِعَماً غَضَّةً واخْتَضَرْتُ الكَلأَ إِذا جَزَزْتَهُ وهو أَخْضَرُ ومنه قيل للرجل إِذا مات شابّاً غَضّاً قد اخْتُضِرَ لأَنه يؤخذ في وقت الحُسْنِ والإِشراق وقوله تعالى مُدْهامَّتَان قالوا خَضْراوَانِ لأَنهما تضربان إِلى السواد من شدّة الرِّيِّ وسميت قُرَى العراق سَواداً لكثرة شجرها ونخيلها وزرعها وقولهم أَباد اللهُ خَضْراءَهُمْ أَي سوادَهم ومُعظَمَهُمْ وأَنكره الأَصمعي وقال إِنما يقال أَباد الله غَضْرَاءَهُمْ أَي خيرهم وغَضَارَتَهُمْ واخْتُضِرَ الشيءُ أُخذ طريّاً غضّاً وشابٌّ مُخْتَضَرٌ مات فتيّاً وفي بعض الأَخبار أَن شابّاً من العرب أَولِعَ بشيخ فكان كلما رآه قال أَجْزَرْتَ يا أَبا فلان فقال له الشيخ أَي بُنَيَّ وتُخْتَضَرُونَ أَي تُتَوَفَّوْنَ شباباً ومعنى أَجْزَزْتَ أَنَى لك أَن تُجَزَّ فَتَمُوتَ وأَصل ذلك في النبات الغض يُرْعى ويُخْتَضَرُ ويُجَزُّ فيؤكل قبل تناهي طوله ويقال اخْتَضَرْتُ الفاكهة إِذا أَكلتها قبل أَناها واخْتَضَرَ البعيرَ أَخذه من الإِبل وهو صعب لم يُذَلَّل فَخَطَمَهُ وساقه وماء أَخْضَرُ يَضْرِبُ إِلى الخُضْرَةِ من صَفائه وخُضارَةُ بالضم البحر سمي بذلك لخضرة مائه وهو معرفة لا يُجْرَى تقول هذا خُضَارَةُ طامِياً ابن السكيت خُضارُ معرفة لا ينصرف اسم البحر والخُضْرَةُ والخَضِرُ والخَضِيرُ اسم للبقلة الخَضْراءِ وعلى هذا قول رؤبة إِذا شَكَوْنا سَنَةً حَسُوسَا نأْكُلُ بعد الخُضْرَةِ اليَبِيسَا وقد قيل إِنه وضع الاسم ههنا موضع الصفة لأَن الخُضْرَةَ لا تؤكل إِنما يؤكل الجسم القابل لها والبقول يقال لها الخُضَارَةُ والخَضْرَاءُ بالأَلف واللام وقد ذكر طرفة الخَضِرَ فقال كَبَنَاتِ المَخْرِ يَمْأَدْنَ إِذا أَنْبَتَ الصَّيْفُ عَسالِيجَ الخَضِرْ وفي فصل الصيف تَنْبُتُ عَسالِيجُ الخَضِرِ من الجَنْبَةِ لها خَضَرٌ في الخريف إِذا برد الليل وتروّحت الدابة وهي الرَّيَّحَةُ والخِلْفَةُ والعرب تقول للخَضِرِ من البقول الخَضْراءُ ومنه الحديث تَجَنَّبُوا من خَضْرائكم ذَواتِ الريح يعني الثوم والبصل والكراث وما أَشبههما والخَضِرَةُ أَيضاً الخَضْراءُ من النبات والجمع خَضِرٌ والأَخْضارُ جمع الخَضِرِ حكاه أَبو حنيفة ويقال للأَسود أَخْضَرُ والخُضْرُ قبيلة من العرب سموا بذلك لخُضْرَةِ أَلوانهم وإِياهم عنى الشماخ بقوله وحَلاَّها عن ذي الأَراكَةِ عامِرٌ أَخُو الخُضْرِ يَرْمي حيثُ تُكْوَى النَّواحِزُ والخُضْرَةُ في أَلوان الناس السُّمْرَةُ قال اللَّهَبِيُّ وأَنا الأَخْضَرُ من يَعْرِفْني ؟ أَخْضَرُ الجِلْدَةِ في بيتِ العَرَبْ يقول أَنا خالص لأَن أَلوان العرب السمرة التهذيب في هذا البيت قولان أَحدهما أَنه أَراد أَسود الجلدة قال قاله أَبو طالب النحوي وقيل أَراد أَنه من خالص العرب وصميمهم لأَن الغالب على أَلوان العرب الأُدْمَةُ قال ابن بري نسب الجوهري هذا البيت للهبي وهو الفضل بن العباس بن عُتْبَة بن أَبي لَهَبٍ وأَراد بالخصرة سمرة لونه وإِنما يريد بذلك خلوص نسبه وأَنه عربي محض لأَن العرب تصف أَلوانها بالسواد وتصف أَلوان العجم بالحمرة وفي الحديث بُعثت إِلى الحُمرة والأَسود وهذا المعنى بعينه هو الذي أَراده مسكين الدارمي في قوله أَنا مِسْكِينٌ لمن يَعْرِفُني لَوْنِيَ السُّمْرَةُ أَلوانُ العَرَبْ ومثله قول مَعْبَدِ بن أَخْضَرَ وكان ينسب إِلى أَخْضَرَ ولم يكن أَباه بل كان زوج أُمه وإِنما هو معبد بن علقمة المازني سَأَحْمِي حِماءَ الأَخْضَرِيِّينَ إِنَّهُ أَبى الناسُ إِلا أَن يقولوا ابن أَخْضَرا وهل لِيَ في الحُمْرِ الأَعاجِمِ نِسْبَةٌ فآنَفَ مما يَزْعُمُونَ وأُنْكِرا ؟ وقد نحا هذا النحو أَبو نواس في هجائه الرقاشي وكونه دَعِيّاً قلتُ يوماً للرَّقاشِ يِّ وقد سَبَّ الموالي ما الذي نَحَّاكَ عن أَصْ لِكَ من عَمٍّ وخالِ ؟ قال لي قد كنتُ مَوْلًى زَمَناً ثم بَدَا لي أَنا بالبَصْرَةِ مَوْلًى عَرَبِيٌّ بالجبالِ أَنا حَقّاً أَدَّعِيهِمْ بِسَوادِي وهُزالي والخَصِيرَةُ من النخل التي ينتثر بُسْرُها وهو أَخضر ومنه حديث اشتراط المشتري على البائع أَنه ليس له مِخْضَارٌ المِخضارُ أَن ينتثر البسر أَخْضَرَ والخَضِيرَةُ من النساء التي لا تكاد تُتِمُّ حَمْلاً حتى تُسْقِطَه قال تَزَوَّجْتَ مِصْلاخاً رَقُوباً خَضِيرَةً فَخُذْها على ذا النَّعْتِ إِن شِئتَ أَوْ دَعِ والأُخَيْضِرُ ذبابٌ أَخْضَرُ على قدر الذِّبَّان السُّودِ والخَضْراءُ من الكتائب نحو الجَأْواءِ ويقال كَتِيبَةٌ خَضْراءٌ للتي يعلوها سواد الحديد وفي حديث الفتح مَرَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في كتيبته الخضراء يقال كتيبة خضراء إِذا غلب عليها لبس الحديد شبه سواده بالخُضْرَةِ والعرب تطلق الخضرة على السواد وفي حديث الحرث بن الحَكَمِ أَنه تزوج امرأَة فرآها خَضْراءَ فطلقها أَي سوداء وفي حديث الفتح أُبيدَتْ خَضْراءُ قريش أَي دهماؤهم وسوادُهم ومنه الحديث الآخر فَأُبِيدَتْ خَضْراؤهُمْ والخَضْراءُ السماء لخُضْرَتِها صفة غلبت غَلَبَةَ الأَسماء وفي الحديث ما أَظَلَّتِ الخَضْراءُ ولا أَقَلَّتِ الغَبْراءُ أَصْدَقَ لَهْجَةً من أَبي ذَرٍّ الخَضْراءُ السماء والغبراء الأَرض التهذيب والعرب تجعل الحديد أَخضر والسماء خضراء يقال فلان أَخْضَرُ القفا يعنون أَنه ولدته سوداء ويقولون للحائك أَخْضَرُ البطن لأَن بطنه يلزق بخشبته فَتُسَوِّدُه ويقال للذي يأْكل البصل والكراث أَخْضَرُ النَّواجِذِ وخُضْرُ غَسَّانَ وخُضْرُ مُحارِبٍ يريدون سَوَادَ لَونهم وفي الحديث من خُضِّرَ له في شيء فَلْيَلْزَمْه أَي بورك له فيه ورزق منه وحقيقته أَن تجعل حالته خَضْرَاءَ ومنه الحديث إِذا أَراد الله بعبد شرّاً أَخْضَرَ له في اللَّبِنِ والطين حتى يبني والخَضْرَاءُ من الحَمَامِ الدَّواجِنُ وإن اختلفت أَلوانها لأَن أَكثر أَلوانها الخضرة التهذيب والعرب تسمي الدواجن الخُضْرَ وإِن اختلفت أَلوانها خصوصاً بهذا الاسم لغلبة الوُرْقَةِ عليها التهذيب ومن الحمام ما يكون أَخضر مُصْمَتاً ومنه ما يكون أَحمر مصمتاً ومنه ما يكون أَبيض مصمتاً وضُروبٌ من ذلك كُلُّها مُصْمَتٌ إِلا أَن الهداية للخُضْرِ والنُّمْرِ وسُودُها دون الخُضْرِ في الهداية والمعرفة وأَصلُ الخُضْرَةِ للرَّيْحان والبقول ثم قالوا لليل أَخضر وأَما بِيضُ الحمام فمثلها مثل الصِّقْلابيِّ الذي هو فَطِيرٌ خامٌ لم تُنْضِجْهُ الأَرحام والزَّنْجُ جازَتْ حَدَّ الإِنضاج حتى فسدت عقولهم وخَضْرَاءُ كل شيء أَصلُه واخْتَضَرَ الشيءَ قطعه من أَصله واخْتَضَرَ أُذُنَهُ قطعها من أَصلها وقال ابن الأَعرابي اخْتَضَرَ أُذنه قطعها ولم يقل من أَصلها الأَصمعي أَبادَ اللهُ
( * قوله « الأَصمعي أَباد الله إلخ » هكذا بالأصل وعبارة شرح القاموس ومنه قولهم أَباد الله خضراءهم أَي سوادهم ومعظمهم وأنكره الأَصمعي وقال إنما يقال أَباد الله غضراءهم أَي خيرهم وغضارتهم وقال الزمخشري أَباد الله خضراءهم أي شجرتهم التي منها تفرعوا وجعله من المجاز وقال الفراء أي دنياهم يريد قطع عنهم الحياة وقال غيره أَذهب الله نعيمهم وخصبهم )
خَضْراءَهُم أَي خيرهم وغَضَارَتَهُمْ وقال ابن سيده أَباد الله خَضْرَاءَهُم قال وأَنكرها الأَصمعي وقال إِنما هي غَضْراؤُهم الأَصمعي أَباد الله خَضْراءَهم بالخاء أَي خِصْبَهُمْ وسَعَتَهُمْ واحتج بقوله بِخالِصَةِ الأَرْدانِ خُضْرِ المَناكِبِ أَراد به سَعَةَ ما هم فيه من الخِصْبِ وقيل معناه أَذهب الله نعيمهم وخِصْبَهم قال ومنه قول عُتبة بن أَبي لَهَبٍ وأَنا الأَخضر من يعرفني ؟ أَخضر الجلدة في بيت العرب قال يريد باخضرار الجلدة الخصب والسعة وقال ابن الأَعرابي أَباد الله خضراءهم أَي سوادهم ومعظمهم والخُضْرَةُ عند العرب سواد قال القطامي يا ناقُ خُبِّي خَبَباً زِوَرَّا وقَلِّبي مَنْسِمَكِ المُغْبَرَّا وعارِضِي الليلَ إِذا ما اخْضَرَّا أَراد أَنه إِذا ما أَظلم الفراء أَباد الله خضراءهم أَي دنياهم يريد قطع عنهم الحياة والخُضَّارَى الرِّمْثُ إِذا طال نباته وإِذا طال الثُّمامُ عن الحُجَنِ سمي خَضِرَ الثُّمامِ ثم يكون خَضِراً شهراً والخَضِرَةُ بُقَيْلَةٌ والجمع خَضِرٌ قال ابنُ مُقْبل يَعْتادُها فُرُجٌ مَلْبُونَةٌ خُنُفٌ يَنْفُخْنَ في بُرْعُمِ الحَوْذَانِ والخَضِرِ والخَضِرَةُ بقلة خضراء خشناء ورقها مثل ورق الدُّخْنِ وكذلك ثمرتها وترتفع ذراعاً وهي تملأُ فم البعير وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم إِن أَخْوَفَ ما أَخاف عليكم بَعْدِي ما يَخْرُجُ لكم من زَهْرَةِ الدنيا وإِن مما يُنْبِتُ الربيعُ ما يَقْتُلُ حَبَطاً أَو يُلِمُّ إِلاَّ آكِلَةَ الخَضِرِ فإِنها أَكَلَتْ حتى إِذا امْتَدَّتْ خاصرتاها اسْتَقْبَلَتْ عَيْنَ الشمس فَثَلَطَتْ وبالت ثم رَتَعَتْ وإِنما هذا المالُ خَضِرٌ حُلْوٌ ونِعْمَ صاحبُ المُسْلِمِ هُوَ أَن أَعطى منه المسكين واليتيم وابن السبيل وتفسيره مذكور في موضعه قال والخَضِرُ في هذا الموضع ضَرْبٌ من الجَنْبَةِ واحدته خَضِرَةٌ والجَنْبَةُ من الكلإِ ما له أَصل غامض في الأَرض مثل النَّصِيّ والصِّلِّيانِ وليس الخَضِرُ من أَحْرَارِ البُقُول التي تَهِيج في الصيف قال ابن الأَثير هذا حديث يحتاج إِلى شرح أَلفاظه مجتمعة فإِنه إِذا فرّق لا يكاد يفهم الغرض منه الحبَط بالتحريك الهلاك يقال حَبِطَ يَحْبَطُ حَبَطاً وقد تقدم في الحاء ويُلِمُّ يَقْرُبُ ويدنو من الهلاك والخَضِرُ بكسر الضاد نوع من البقول ليس من أَحرارها وجَيِّدها وثَلَطَ البعيرُ يَثْلِطُ إِذا أَلقى رجيعه سهلاً رقيقاً قال ضرب في هذا الحديث مَثَلَيْنِ أَحدهما للمُفْرِط في جمع الدنيا والمنع من حقها والآخر للمقصد في أَخذها والنفع بها فقوله إِن مما ينبت الربيع ما يقتل حبطاً أَو يلمُّ فإِنه مثل للمفرط الذي يأْخذ الدنيا بغير حقها وذلك لأَن الربيع ينبت أَحرار البقول فتستكثر الماشية منه لاستطابتها إِياه حتى تنتفخ بطونها عند مجاوزتها حدّ الاحتمال فتنشق أَمعاؤها من ذلك فتهلك أَو تقارب الهلاك وكذلك الذي يجمع الدنيا من غير حلها ويمنعها مستحقها قد تعرّض للهلاك في الآخرة بدخول النار وفي الدنيا بأَذى الناس له وحسدهم إِياه وغير ذلك من أَنواع الأَذى وأَما قوله إِلا آكلة الخضر فإِنه مثل للمقتصد وذلك أَن الخَضِرَ ليس من أَحرار البقول وجيدها التي ينبتها الربيع بتوالي أَمطاره فَتَحْسُنُ وتَنْعُمُ ولكنه من البقول التي ترعاها المواشي بعد هَيْجِ البُقُول ويُبْسِها حيث لا تجد سواها وتسميها العربُ الجَنْبَةَ فلا ترى الماشية تكثر من أَكلها ولا تَسْتَمْرِيها فضرب آكلةَ الخَضِرِ من المواشي مثلاً لمن يقتصر في أَخذ الدنيا وجمعها ولا يحمله الحرص على أَخذها بغير حقها فهو ينجو من وبالها كما نجت آكلة الخضر أَلا تراه قال أَكَلَتْ حتى إِذا امْتَدَّتْ خاصرتاها استقبلت عين الشمس فثلطت وبالت ؟ أَراد أَنها إِذا شبعت منها بركت مستقبلة عين الشمس تستمري بذلك ما أَكلت وتَجْتَرُّ وتَثْلِطُ فإِذا ثَلَطَتْ فقد زال عنها الحَبَطُ وإِنما تَحْبَطُ الماشية لأَنها تمتلئ بطونها ولا تَثْلِطُ ولا تبول تنتفخ أَجوافها فَيَعْرِضُ لها المَرَضُ فَتَهْلِكُ وأَراد بزهرة الدنيا حسنها وبهجتها وببركات الأَرض نماءَها وما تخرج من نباتها والخُضْرَةُ في شِيات الخيل غُبْرَةٌ تخالط دُهْمَةً وكذلك في الإِبل يقال فرس أَخْضَرُ وهو الدَّيْزَجُ والخُضَارِيُّ طير خُضْرُ يقال لها القارِيَّةُ زعم أَبو عبيد أَن العرب تحبها يشبهون الرجل السَّخِيَّ بها وحكي ابن سيده عن صاحب العين أَنهم يتشاءمون بها والخُضَّارُ طائر معروف والخُضَارِيُّ طائر يسمى الأَخْيَلَ يتشاءم به إِذا سقط على ظهر بعير وهو أَخضر في حَنَكِه حُمْرَةٌ وهو أَعظم من القَطا وَوَادٍ خُضَارٌ كثير الشجر وقول النبي صلى الله عليه وسلم إِياكم وخَضْرَاءَ الدِّمَنِ قيل وما ذاك يا رسولُ الله ؟ فقال المرأَة الحسناء في مَنْبِتِ السَّوْءِ شبهها بالشجرة الناضرة في دِمْنَةِ البَعَرِ وأَكلُها داءٌ وكل ما ينبت في الدِّمْنَةِ وإِن كان ناضراً لا يكون ثامراً قال أَبو عبيد أَراد فساد النسب إِذا خيف أَن تكون لغير رِشْدَةٍ وأَصلُ الدِّمَنِ ما تُدَمِّنُهُ الإِبل والغنم من أَبعارها وأَبوالها فربما نبت فيها النبات الحَسَنُ الناضر وأَصله في دِمْنَةٍ قَذِرَةٍ يقول النبي صلى الله عليه وسلم فَمَنْظَرُها حَسَنٌ أَنِيقٌ ومَنْبِتُها فاسدٌ قال زُفَرُ بنُ الحرث وقد يَنْبُتُ المَرْعَى على دِمَنِ الثَّرى وتَبْقَى حَزَازاتُ النُّفُوس كما هِيا ضربه مثلاً للذي تظهر مودته وقلبه نَغِلٌ بالعداوة وضَرَبَ الشجرةَ التي تَنْبُتُ في المزبلة فتجيء خَضِرَةً ناضرةً ومَنْبِتُها خبيث قذر مثلاَ للمرأَة الجميلة الوجه اللئيمة المَنْصِب والخُضَّارَى بتشديد الضاد نبت كما يقولون شُقَّارَى لنَبْتٍ وخُبَّازَى وكذلك الحُوَّارَى الأَصمعي زُبَّادَى نَبْتٌ فَشَدَّدَهُ الأَزهري ويقال زُبَّادٌ أَيضاً وبَيْعُ المُخاضَرَةِ المَنْهِيِّ عنها بيعُ الثِّمارِ وهي خُضْرٌ لم يَبْدُ صلاحُها سمي ذلك مُخاضَرَةً لأَن المتبايعين تبايعاً شيئاً أَخْضَرَ بينهما مأْخوذٌ من الخُضْرَةِ والمخاضرةُ بيعُ الثمار قبل أَن يبدو صلاحها وهي خُضْرٌ بَعْدُ ونهى عنه ويدخل فيه بيع الرِّطابِ والبُقُولِ وأَشباهها ولهذا كره بعضهم بيع الرِّطاب أَكثَرَ من جَزِّه وأَخْذِهِ ويقال للزرع الخُضَّارَى بتشديد الضاد مثل الشُّقارَى والمخاضرة أَن يبيع الثِّمَارَ خُضْراً قبل بُدُوِّ صلاحها والخَضَارَةُ بالفتح اللَّبَنُ أُكْثِرَ ماؤُه أَبو زيد الخَضَارُ من اللبن مثل السَّمَارِ الذي مُذِقَ بماء كثير حتى اخْضَرَّ كما قال الراجز جاؤوا بِضَيْحٍ هل رأَيتَ الذِّئْبَ قَطْ ؟ أَراد اللبن أَنه أَورق كلون الذئب لكثرة ماله حتى غَلَبَ بياضَ لون اللبن ويقال رَمَى اللهُ في عين فلان بالأَخْضَرِ وهو داء يأْخذ العين وذهب دَمُهُ خِضْراً مِضْراً وذهب دَمُهُ بِطْراً أَي ذهب دمه باطلاً هَدَراً وهو لك خَضِراً مَضِراً أَي هنيئاً مريئاً وخَضْراً لك ومَضْراً أَي سقياً لك ورَعْياً وقيل الخِضْرُ الغَضُّ والمِضْرُ إِتباع والدنيا خَضِرَةٌ مَضِرَة أَي ناعمة غَضةٌ طرية طيبة وقيل مُونِقَة مُعْجِبَةٌ وفي الحديث إِن الدنيا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ مَضِرَةٌ فمن أَخذها بحقها بورك له فيها ومنه حديث ابن عمر اغْزُوا والغَزْوُ حُلْوٌ خَضِرٌ أَي طريُّ محبوبٌ لما ينزل الله من النصر ويسهل من الغنائم والخَضَارُ اللبن الذي ثلثاه ماء وثلثه لبن يكون ذلك من جميع اللبن حَقِينِهِ وحليبه ومن حميع المواشي سمي بذلك لأَنه يضرب إِلى الخضرة وقيل الخَضَارُ جمع واحدته خَضَارَةٌ والخَضَارُ البَقْلُ الأَول وقد سَمَّتْ أَخْضَرَ وخُضَيْراً والخَضِرُ نَبيُّ مُعَمَّرٌ محجوب عن الأَبصار ابن عباس الخَضِرُ نبيّ من بني إِسرائيل وهو صاحب موسى صلوات الله على نبينا وعليه الذي التقى معه بِمَجْمَعِ البَحْرَيْنِ ابن الأَنباري الخَضِرُ عبد صالح من عباد الله تعالى أَهَلُ العربية الخَضِرُ بفتح الخاء وكسر الضاد وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال جلس على فَرْوَةٍ بيضاء فإِذا هي تهتز خضراء وقيل سمي بذلك لأَنه كان إِذا جلس في موضع قام وتحته روضة تهتز وعن مجاهد كان إِذا صلى في موضع اخضرّ ما حوله وقيل ما تحته وقيل سمي خضراً لحسنه وإِشراق وجهه تشبيهاً بالنبات الأَخضر الغض قال ويجوز في العربية الخِضْر كما يقال كَبِدٌ وكِبْدٌ قال الجوهري وهو أَفصح وقيل في الخبر من خُضِّرَ له في شيء فليلزمه معناه من بورك له في صناعة أَو حرفة أَو تجارة فليلزمها ويقال للدَّلْوِ إِذا اسْتُقِيَ بها زماناً طويلاً حتى اخْضَرَّتْ خَضْراءُ قال الراجز تمطَّى مِلاَطاه بخَضْراءَ فَرِي وإِن تَأَبَّاهُ تَلَقَّى الأَصْبَحِي والعرب تقول الأَمْرُ بيننا أَخْضَرُ أَي جديد لم تَخْلَقِ المَوَدَّةُ بيننا وقال ذو الرمة قد أَعْسَفَ النَّازِحُ المَجْهُولُ مَعْسَفُهُ في ظِلِّ أَخْضَرَ يَدْعُو هامَهُ البُومُ والخُضْرِيَّةُ نوع من التمر أَخضر كأَنه زجاجة يستظرف للونه حكاه أَبو حنيفة التهذيب الخُضْرِيَّةُ نخلة طيبة التمر خضراء وأَنشد إِذا حَمَلَتْ خُضْريَّةٌ فَوْقَ طابَةٍ ولِلشُّهْبِ قَصْلٌ عِنْدَها والبَهازِرِ قال الفراء وسمعت العرب تقول لسَعَفِ النخل وجريده الأَخْضَرِ الخَضَرُ وأَنشد
( * قوله « وأَنشد إلخ » هو لسعد بن زيد مناة يخاطب أَخاه مالكاً كما في الصحاح )
تَظَلُّ يومَ وِرْدِها مُزَعْفَرَا وهي خَنَاطِيلُ تَجُوسُ الخَضَرَا ويقال خَضَرَ الرجلُ خَضَرَ النخلِ بِمِخْلَبِهِ يَخْضُرُه خَضْراً واخْتَضَرِهُ يَخْتَضِرُه إِذا قطعه ويقال اخْتَضَرَ فلانٌ الجاريةَ وابْتَسَرها وابْتَكَرَها وذلك إِذا اقْتَضَّها قبل بلوغها وقوله صلى الله عليه وسلم ليس في الخَضْرَاواتِ صدقة يعني به الفاكهة الرَّطْبَةَ والبقول وقياس ما كان على هذا الوزن من الصفات أَن لا يجمع هذا الجمع وإِنما يجمع به ما كان اسماً لا صفة نحو صَحْراء وخْنْفُسَاءَ وإِنما جمعه هذا الجمع لأَنه قد صار اسماً لهذه البقول لا صفة تقول العرب لهذه البقول الخَضْراء لا تريد لونها وقال ابن سيده جمعه جمع الأَسماء كَوَرْقَاءَ ووَرْقاواتٍ وبَطْحاءَ وبَطْحاوَاتٍ لأَنها صفة غالبة غلبت غلبةَ الأَسماء وفي الحديث أُتَي بِقْدر فيه خَضِرَاتٌ بكسر الضاد أَي بُقُول واحدها خَضِر والإِخْضِيرُ مسجد من مساجد رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بين المدينة وتَبُوك وأَخْضَرُ بفتح الهمزة والضاد المعجمة منزلٌ قرِيب من تَبُوكَ نزله رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عند مسيره إِليها

( خطر ) الخاطِرُ ما يَخْطُرُ في القلب من تدبير أَو أَمْرٍ ابن سيده الخاطر الهاجس والجمع الخواطر وقد خَطَرَ بباله وعليه يَخْطِرُ ويَخْطُرُ بالضم الأَخيرة عن ابن جني خُطُوراً إِذا ذكره بعد نسيان وأَخْطَرَ الله بباله أَمْرَ كذا وما وَجَدَ له ذِكْراً إِلاَّ خَطْرَةً ويقال خَطَر ببالي وعلى بالي كذا وكذا يِخْطُر خُطُوراً إِذا وقع ذلك في بالك ووَهْمِك وأَخْطَرَهُ اللهُ ببالي وخَطَرَ الشيطانُ بين الإِنسان وقلبه أَوصل وَسْواسَهُ إِلى قلبه وما أَلقاه إِلاَّ خَطْرَةً بعد خَطْرَةٍ أَي في الأَحيان بعد الأَحيان وما ذكرته إِلاَّ خَطْرَةً واحدةً ولَعِبَ الخَطْرَةَ بالمِخْراق والخَطْرُ مصدر خَطَرَ الفحلُ بذنبه يَخْطِرُ خَطْراً وخَطَراناً وخَطِيراً رَفَعَهُ مرة بعد مرة وضرب به حاذيْهِ وهما ما ظهر من فَخِذيْه حيث يقع شَعَرُ الذَّنَبِ وقيل ضرب به يميناً وشمالاً وناقةٌ خَطَّارَةٌ تَخْطِرُ بذنبها والخَطِيرُ والخِطَارُ وَقْعُ ذنب الجمل بين وَرَكَيْهِ إِذا خَطَرَ وأَنشد رَدَدْنَ فَأَنْشَفْنَ الأَزِمَّةَ بعدما تَحَوَّبَ عن أَوْراكِهِنَّ خَطِيرُ والخاطِرُ المُتَبَخْتِرُ يقال خَطَرَ يَخْطِرُ إِذا تَبَخْتَرَ والخَطِيرُ والخَطَرَانُ عند الصَّوْلَةِ والنَّشَاطِ وهو التَّصَاوُل والوعيد قال الطرماح بالُوا مَخافَتَهُمْ على نِيرانِهِمْ واسْتَسْلَمُوا بعد الخَطِيرِ فَأَُخْمِدُوا التهذيب والفحل يَخْطِرُ بذنبه عند الوعيد من الخُيَلاءِ وفي حديث مَرْحَبٍ فخرج يَخْطِرُ بسيفه أَي يَهُزُّهُ مُعْجباً بنفسه مُتَعَرِّضاً للمبارزة أَو أَنه كان يَخْطِرُ في مشيه أَي يتمايل ويمشي مِشْيَةَ المُعْجبِ وسيفه في يده يعني كان يَخْطِرُ وسيفه معه والباء للملابسة والناقةُ الخَطَّارَةُ تَخْطِرُ بذنبها في السير نشاطاً وفي حديث الاستسقاء والله ما يَخْطِرُ لنا جمل أَي ما يحرك ذنبه هُزَالاً لشدة القَحْطِ والجَدْبِ يقال خَطَرَ البعيرُ بذنبه يَخْطِرُ إِذا رفعه وحَطَّهُ وإِنما يفعل ذلك عند الشَّبَعِ والسِّمَنِ ومنه حديث عبد الملك لما قَتَلَ عَمْرو بْنَ سَعِيدٍ والله لقد قَتَلْتُه وإِنه لأَعز عليّ من جِلْدَةِ ما بَيْنَ عَيْنَيَّ ولكن لا يَخْطِرُ فحلانِ في شَوْلٍ وفي قول الحجاج لما نَصَبَ المِنْجَنيقَ على مكة خَطَّارَةٌ كالجَمَلِ الفَنِيقِ شبه رميها بِخَطَرَانِ الفحل وفي حديث سجود السهو حتى يَخْطِرَ الشيطانُ بين المرء وقلبه يريد الوسوسة وفي حديث ابن عباس قام نبيّ الله يوماً يصلي فَخَطَر خَطْرَةً فقال المنافقون إِن له قلبين والخَطِيرُ الوعيد والنشاط وقوله هُمُ الجَبَلُ الأَعْلَى إِذا ما تَنَاكَرَتْ مُلُوكُ الرِّجالِ أَو تَخاطَرَتِ البُزْلُ يجوز أَن يكون من الخطير الذي هو الوعيد ويجوز أَن يكون من قولهم خَطَرَ البعير بذنبه إِذا ضرب به وخَطَرَانُ الفحل من نشاطه وأَما خطران الناقة فهو إِعلام للفحل أَنها لاقح وخَطَرَ البعير بذنبه يَخْطِرُ بالكسر خَطْراً ساكن وخَطَرَاناً إِذا رفعه مرة بعد مرة وضرب به فخذيه وخَطَرَانُ الرجلِ اهتزازُه في المشي وتَبَخْتُرُه وخَطَر بسيفه ورمحه وقضيبه وسوطه يَخْطِرُ خَطَراناً إِذا رفعه مرة ووضعه أُخْرَى وخَطَرَ في مِشْيَتِه يَخْطِرُ خَطِيراً وخَطَراناً رفع يديه ووضعهما وقيل إِنه مشتق من خَطَرانِ البعير بذنبه وليس بقويّ وقد أَبدلوا من خائه غيناً فقالوا غَطَرَ بذنبه يَغْطِرُ فالغين بدل من الخاء لكثرة الخاء وقلة الغين قال ابن جني وقد يجوز أَن يكونا أَصلين إِلاَّ أَنهم لأَحدهما أَقلُّ استعمالاً منهم للآخر وخَطَرَ الرجلُ بالرَّبِيعَةِ يَخْطُر خَطْراً رفعها وهزها عند الإِشالَةِ والرَّبِيعَةُ الحَجَرُ الذي يرفعه الناس يَخْتَبِرُونَ بذلك قُواهُمْ الفراء الخَطَّارَةُ حَظِيرَةُ الإِبل والخَطَّارِ العطَّار يقال اشتريت بَنَفْسَجاً من الخَطَّارِ والخَطَّارُ المِقْلاعُ وأَنشد جُلْمُودُ خَطَّارٍ أُمِرَّ مِجْذَبُهْ ورجل خَطَّارٌ بالرمحِ طَعَّانٌ به وقال مَصالِيتُ خَطَّارونَ بالرُّمْحِ في الوَغَى ورمح خَطَّارٌ ذو اهتزاز شديد يَخْطِرُ خَطَراناً وكذلك الإِنسان إِذا مشى يَخْطِرُ بيديه كثيراً وخَطَرَ الرُّمْحُ يَخْطِرُ اهْتَزَّ وقد خَطَرَ يَخْطِرُ خَطَراناً والخَطَرُ ارتفاعُ القَدْرِ والمالُ والشرفُ والمنزلة ورجلٌ خَطِيرٌ أَي له قَدْرٌ وخَطَرٌ وقد خَطُرَ بالضم خُطُورَةً ويقال خَطَرانُ الرمح ارتفاعه وانخفاضه للطعن ويقال إِنه لرفيع الخَطَرِ ولئيمه ويقال إِنه لعظيم الخَطَرِ وصغير الخَطَرِ في حسن فعاله وشرفه وسوء فعاله ولؤمه وخَطَرُ الرجلِ قَدْرُه ومنزلته وخص بعضهم به الرفعة وجمعه أَخْطارٌ وأَمْرٌ خَطِيرٌ رفيعٌ وخَطُرَ يَخْطُرُ خَطَراً وخُطُوراً إِذا جَلَّ بعد دِقَّةٍ والخَطِيرُ من كل شيء النَّبِيلُ وهذا خَطِيرٌ لهذا وخَطَرٌ له أَي مِثْلٌ له في القَدْرِ ولا يكون إِلاَّ في الشيء المَزِيزِ قال ولا يقال للدون إِلاَّ للشيء السَّرِيِّ ويقال للرجل الشريف هو عظيم الخَطَرِ والخَطِيرُ النَّظِيرُ وأَخْطَرَ به سَوَّى وأَخْطَرَهُ صار مثله في الخَطَرِ الليث أُخْطِرْتُ لفلان أَي صُيِّرْتُ نظيره في الخَطَرِ وأَخْطَرَني فلانٌ فهو مُخْطِرٌ إِذا صار مثلك في الخَطَرِ وفلانٌ ليس له خَطِيرٌ أَي ليس له نظير ولا مثل وفي الحديث أَلا هل مُشَمِّرٌ للجنة فإِن الجنة لا خَطَرَ لها أَي لا عِوَضَ عنها ولا مِثْلَ لها ومنه أَلاَّ رَجُلٌ يُخاطِرُ بنفسه وماله أَي يلقيها في الهَلَكَةِ بالجهاد والخَطَرُ بالتحريك في الأَصل الرهن وما يُخاطَرُ عليه ومِثْلُ الشيء وَعَدِلْهُ ولا يقال إِلاَّ في الشيء الذي له قدر ومزية ومنه حديث عمر في قسمة وادِي القُرَى وكان لعثمان فيه خَطَرٌ ولعبد الرحمن خَطَرٌ أَي حظ ونصيب وقول الشاعر في ظِلِّ عَيْشٍ هَنِيٍّ ماله خَطَرُ أَي ليس له عَِدْلٌ والخَطَرُ العَِدْلُ يقال لا تجعل نفسك خَطَراً لفلان وأَنت أَوْزَنُ منه والخَطَرُ السَّبَقُ الذي يترامى عليه في التراهن والجمع أَخْطارٌ وأَخْطَرَهُمْ خَطَراً وأَخْطَرَه لهم بذل لهم من الخَطَرِ ما أَرضاهم وأَخْطَرَ المالَ أَي جعله خَطَراً بين المتراهنين وتَخاطَرُوا على الأَمر تراهنوا وخاطَرَهم عليه راهنهم والخَطَرُ الرَّهْنُ بعينه والخَطَرُ ما يُخاطَرُ عليه تقول وَضَعُوا لي خَطَراً ثوباً ونحو ذلك والسابق إِذا تناول القَصَبَةَ عُلِمَ أَنه قد أَحْرَزَ الخَطَرَ والخَطَرُ والسَّبَقُ والنَّدَبُ واحدٌ وهو كله الذي يوضع في النِّضالِ والرِّهانِ فمن سَبَقَ أَخذه ويقال فيه كله فَعَّلَ مشدّداً إِذا أَخذه وأَنشد ابن السكيت أَيَهْلِكُ مُعْتَمٌّ وزَيْدٌ ولم أَقُمْ على نَدَبٍ يوماً ولي نَفْسُ مُخْطِرِ ؟ والمُخْطِرُ لذي يجعل نفسه خَطَراً لِقِرْنِه فيبارزه ويقاتله وقال وقلتُ لمن قد أَخْطَرَ الموتَ نَفْسَه أَلا مَنْ لأَمْرٍ حازِمٍ قد بَدَا لِيَا ؟ وقال أَيضاً أَين عَنَّا إِخْطارُنا المالَ والأَنْ فُسَ إِذ ناهَدُوا لِيَوْمِ المِحَالِ ؟ وفي حديث النعمان بن مُقَرِّنٍ أَنه قال يوم نَهاوَنْدَ حين التقى المسلمون مع المشركين إِن هؤلاء قد أَخْطَرُوا لكم رِثَةً ومَتاعاً وأَخْطَرتم لهم الدِّينَ فَنافِحُوا عن الدين الرِّثَةُ رَدِيء المتاع يقول شَرَطُوها لكم وجعلوها خَطَراً أَي عِدْلاً عن دينكم أَراد أَنهم لم يُعَرِّضُوا للهلاك إِلاَّ متاعاً يَهُونُ عليهم وأَنتم قد عَرَّضْتُمْ لهم أَعظم الأَشياء قَدْراً وهو الإِسلام والأَخطارُ من الجَوْزِ في لَعِب الصبيان هي الأَحْرازُ واحدها خَطَرٌ والأَخْطارُ الأَحْرازُ في لعب الجَوْز والخَطَرُ الإِشْرافُ على هَلَكَة وخاطَرَ بنفسه يُخاطِرُ أَشْفَى بها على خَطَرِ هُلْكٍ أَو نَيْلِ مُلْكٍ والمَخاطِرُ المراقي وخَطَرَ الدهرُ خَطَرانَهُ كما يقال ضرب الدهرُ ضَرَبانَهُ وفي التهذيب يقال خَطَرَ الدهرُ من خَطَرانِهِ كما يقال ضَرَبَ من ضَرَبانِه والجُنْدُ يَخْطِرُونَ حَوْلَ قائدهم يُرُونَهُ منهم الجِدَّ وكذلك إِذا احتشدوا في الحرب والخَطْرَةُ من سِماتِ الإِبل خَطَرَهُ بالمِيسَمِ في باطن الساق عن ابن حبيب من تذكرة أَبي علي كذلك قال ابن سيده والخَطْرُ ما لَصِقَ
( * قوله « والخطر ما لصق إلخ » بفتح الحاء وكسرها مع سكون الطاء كما في القاموس ) بالوَرِكَيْنِ من البول قال ذو الرمة وقَرَّبْنَ بالزُّرْقِ الحَمائِلَ بعدما تَقَوَّبَ عن غِرْبانِ أَوْرَاكِها الخَطْرُ قوله تقوّب يحتمل أَن يكون بمعنى قوّب كقوله تعالى فتقطَّعوا أَمرهم بينهم أَي قطعوا وتقسمت الشيء أَي قسمته وقال بعضهم أَراد تقوّبت غربانها عن الخطر فقلبه والخِطْرُ الإِبل الكثيرة والجمع أَخطار وقيل الخِطْرُ مائتان من الغنم والإِبل وقيل هي من الإِبل أَربعون وقيل أَلف وزيادة قال رَأَتْ لأَقْوامٍ سَوَاماً دَثْراً يُرِيحُ رَاعُوهُنَّ أَلْفاً خَِطِرْا وبَعْلُها يَسُوقُ مِعْزَى عَشْرا وقال أَبو حاتم إِذا بلغت الإِبل مائتين فهي خَِطْرٌ فإِذا جاوزت ذلك وقاربت الأَلف فهي عَِرْجٌ وخَطِيرُ الناقة زمامُها عن كراع وفي حديث علي عليه السلام أَنه أَشار لعَمَّارٍ وقال جُرُّوا له الخَطِيرَ ما انْجَرَّ لكم وفي رواية كا جَرَّهُ لكم معناه اتَّبِعُوه ما كان فيه مَوْضِعٌ مُتَّبَعٌ وتَوَقَّوْا ما لم يكن فيه موضع قال الخطير زمام البعير وقال شمر في الخطير قال بعضهم الخَطِير الحَبْلُ قال وبعضهم يذهب به إِلى إِخْطارِ النفس وإِشْرَاطِهَا في الحرب المعنى اصبروا لعمَّار ما صبر لكم وتقول العرب بيني وبينه خَطْرَةُ رَحِمٍ عن ابن الأَعرابي ولمن يفسره وأُراه يعني شُبْكَةَ رَحِمٍ ويقال لا جَعَلَها اللهُ خَطْرَتَه ولا جعلها آخر مَخْطَرٍ منه أَي آخِرَ عَهْدٍ منه ولا جعلها الله آخر دَشْنَةٍ
( * قوله « آخر دشنة إلخ » كذا بالأَصل وشرح القاموس ) وآخر دَسْمَةٍ وطَيَّةٍ ودَسَّةٍ كلُّ ذلك آخِرَ عَهْدٍ وروي بيت عدي بن زيد وبِعَيْنَيْكَ كُلُّ ذاك تَخَطَرْا كَ ويمْضِيكَ نَبْلُهُمْ في النِّضَالِ قالوا تَخَطْراكَ وتَخَطَّاكَ بمعنى واحد وكان أَبو سعيد يرويه تخطاك ولا يعرف تخطراك وقال غيره تَخَطْرَاني شَرُّ فلان وتخطاني أَي جازني والخِطْرَةُ نبت في السهل والرمل يشبه المَكْرَ وقيل هي بقلة وقال أَبو حنيفة تَنْبُتُ الخِطْرَةُ مع طلوع سهيل وهي غَبْراءُ حُلْوَةٌ طيبة يراها من لا يعرفها فيظن أَنها بقلة وإِنما تنبت في أَصل قد كان لها قبل ذلك وليست بأَكثر مما يَنْتَهِسُ الدابةُ بفمه وليس لها ورق وإِنما هي قُضْبانٌ دِقَاقٌ خُضْرٌ وقد تُحْتَبَلُ بها الظِّباءُ وجمعها خِطَرٌ مثل سِدْرَةٍ وسِدَرٍ غيره الخِطْرَةُ عُشْبَةٌ معروفة لها قَضْبَةٌ يَجْهَدُها المالُ ويَغْزُرُ عليها والعرب تقول رَعَيْنا خَطَرات الوَسْمِيّ وهي اللُّمَعُ من المَراتِعِ والبُقَعِ وقال ذو الرمة لها خَطَراتُ العَهْدِ من كُلِّ بَلْدَةٍ لِقَوْمٍ ولو هاجَتْ لهم حَرْبُ مَنْشِمِ والخِطَرَةُ أَغصان الشجرة واحدتها خِطْرٌ نادر أَو على توهم طرح الهاء والخِطْرُ بالكسر نبات يجعل ورقه في الخضاب الأَسود يختضب به قال أَبو حنيفة هو شبيه بالْكَتَمِ قال وكثيراً ما ينبت معه يختضب به الشيوخ ولحية مَخْطُورَةٌ ومُخَطَّرَةٌ مَخْضُوبَةٌ به ومنه قيل اللبن الكثير الماء خِطْرٌ والخَطَّارُ دهن من الزيت ذو أَفاويه وهو أَحد ما جاء من الأَسماء على فَعَّال والخَطْرُ مكيال ضخم لأَهل الشام والخَطَّارُ اسم فرس حذيفة بن بدر الفَزارِيِّ

( خعر ) الخَيْعَرَةُ خِفَّةٌ وطَيْشٌ

( خفر ) الخَفَرُ بالتحريك شِدَّةُ الحياء تقول منه خَفِرَ بالكسر وخَفِرَتِ المرأَةُ خَفَراً وخَفارَةً الأَخيرة عن ابن الأَعرابي فهي خَفِرَةٌ على الفعل ومُتَخَفِّرَةٌ وخَفِيرٌ من نسوة خَفائِرَ ومِخْفارٌ على النَّسَبِ أَو الكثرة قال دارٌ لِجَمَّاءِ العِظامِ مِخْفار وتَخَفَّرَتْ اشْتَدَّ حياؤها والتَّخْفِيرُ التَّسْوِير وخَفَرَ الرجلَ وخَفَرَ به وعليه يَخْفِرُ خَفْراً أَجاره ومنعه وأَمَّنَهُ وكان له خفيراً يمنعه وكذلك تَخَفَّرَ به وخَفَرَه استجار به وسأَله أَن يكون له خفيراً وخَفَّرَه تَخْفِيراً قال أَبو جُنْدبٍ الهُذَلِيُّ ولكِنَّنِي جَمْرُ الغَضَا من ورائِهِ يُخَفِّرُنِي سَيْفي إِذا لم أُخَفَّرِ وفلانٌ خَفِيري أَي الذي أُجيره والخَفِيرُ المجير فكل واحد منهم خفير لصاحبه والاسم من ذلك كله الخُفْرَةُ والخَفارَةُ والخُفارَةُ بالفتح والضم وقيل الخُفْرَةُ والخُفارَةُ والخَفارَةُ والخِفارَةُ الأَمانُ وهو من ذلك الأَوَّل والخُفَرَةُ أَيضاً
( * قوله « والخفرة أَيضاً » لفظ أَيضاً زائد إذ الخفرة كهمزة غير ما قبله أَعني الخفرة بضم فسكون كما في القاموس وغيره ) الخَفِيرُ الذي هو المجير الليث خَفِيرُ القوم مُجيرهم الذي يكونون في ضمانه ما داموا في بلاده وهو يَخفِر القومَ خَفارَةً والخَفارَةُ الذِّمَّةُ وانتهاكها إِخْفارٌ والخُفارة والخِفارة والخَفارة أَيضاً جُعْلُ الخَفِير وخَفَرْتُه خَفْراً وخُفُوراً ويقال أَخْفَرْته إِذا بَعَثْتَ معه خَفِيراً قاله أَبو الجرّاح العقيلي والاسم الخُفْرَةُ بالضم وهي الذمة يقال وَفَتْ خُفْرَتُك وكذلك الخُفارة بالضم والخِفارَة بالكسر وأَخْفَرَه نقض عهده وخاسَ به وغَدَره وأَخْفَرَ الذمة لم يَفِ بها وفي الحديث من صلى الغداة فإِنه في ذمّة الله فلا تُخْفِرُنَّ الله في ذمته أَي لا تؤذوا المؤمن قال زهير فإِنَّكُمُ وقَوْماً أَخْفَرُوكُمْ لكالدِّيباجِ مالَ به العَبَاءُ والخُفُورُ هو الإِخْفارُ نفسُه من قبل المُخْفِر من غير فعل على خَفَر يَخْفُر شمر خَفَرَتْ ذِمَّةُ فلان خُفُوراً إِذا لم يُوفَ بها ولم تَتِمَّ وأَخْفَرَها الرجلُ وقال الشاعر فَواعَدنِي وأَخْلَفَ ثَمَّ ظَنِّي وبِئْسَ خَليقَةُ المرءِ الخُفُورُ وهذا من خَفَرَتْ ذِمَّتُه خُفُوراً وخَفَرْتُ الرجلَ أَجَرْتُه وحَفِظْتُه وخَفَرْتُه إِذا كنت له خَفِيراً أَي حامياً وكفيلاً وتَخَفَّرْتُ به إِذا استجرت به والخِفارةُ بالكسر والضم الذِّمام وأَخْفَرْتُ الرجل إِذا نقضت عهده وذمامه والهمزة فيه للإِزالة أَي أَزلت خُِفارَته كأَشكيته إِذا أَزلت شكواه قال ابن الأَثير وهو المراد في الحديث وفي حديث أَبي بكر رضي الله عنه من ظلم من المسلمين أَحداً فقد أَخْفَرَ الله وفي رواية ذِمَّةَ الله وفي حديث آخر من صلى الصبح فهو في خُفْرَةِ الله أَي في ذمته وفي بعض الحديث الدموع خُفَرُ العُيون الخُفَرُ جمع خُفْرَةٍ وهي الذمة أَي أَن الدموع التي تجري خوفاً من الله تعالى تُجِيرُ العيون من النار كقوله صلى الله عليه وسلم عَيْنانِ لا تَمَسُّهُما النارُ عين بكت من خشية الله تعالى وفي حديث لقمان بن عاد حَيٌّ خَفِرٌ أَي كثير الحياء والخَفَرِ والخَفَرُ بالفتح الحياء ومنه حديث أُم سلمة لعائشة غَضُّ الأَطْرافِ وخَفَرُ الأَعْراضِ أَي الحياء من كل ما يكره لهنّ أَن ينظرن إِليه فأَضافت الخَفَر إِلى الأَعْراضِ أَي الذي تستعمله لأَجل الإِعراض ويروى الأَعراض بالفتح جمع العِرْضِ أَي أَنهن يستحيين ويتسترن لأَجل أَعراضهن وصونها والخَافُورُ نبت قال أَبو حنيفة هو نبات تجمعه النمل في بيوتها قال أَبو النجم وأَتَت النملُ القُرَى بِعِيرِها من حَسَكِ التَّلْعِ ومن خافُورِها

( خفتر ) قال أَبو نصر في قول عدي وغُصَنَ على الخَفْتارِ وَسْطَ جُنُودِه وبَيَّتْنَ في لَذَّاتِه رَبَّ مارِدِ قال الخَفْتَارُ ملك الحبشة

( خلر ) الخُلَّرُ مثال السُّكَّره قيل هو نبات أَعجمي قيل هو الجُلبْانُ وقيل هو الفُولُ وفي التهذيب الخُلَّرُ الماشُ وقد ذكره الشافعي في الحبوب التي تُقْتاتُ وخُلاَّر موضع يكثر به العسل الجيد ومنه كتاب الحجاج إِلى بعض عُمَّاله بفارس أَن ابْعَثْ إِليّ بعسل من عسل خُلاَّر من النحل الأَبكار من الدَّسْتِفْشارِ الذي لم تَمَسَّهُ نار

( خمر ) خامَرَ الشيءَ قاربه وخالطه قال ذو الرمة هامَ الفُؤادُ بِذِكْراها وخامَرَهُ منها على عُدَواءٍ الدَّارِ تَسْتقِيمُ ورجل خَمِرٌ خالطه داء قال ابن سيده وأُراه على النسب قال امرؤ القيس أَحارِ بْنَ عَمْرٍو كأَنِّي خَمِرْ ويَعْدُو على المَرْءِ ما يأْتَمِرْ ويقال هو الذي خامره الداء ابن الأَعرابي رجل خَمِرٌ أَي مُخامَرٌ وأَنشد أَيضاً أَحار بن عمرو كأَني خمر أَي مُخامَرٌ قال هكذا قيده شمر بخطه قال وأَما المُخامِرُ فهو المُخالِطُ مِن خامَرَهُ الداءُ إِذا خالطه وأَنشد وإِذا تُباشِرْكَ الهُمُو مُ فإِنها داءٌ مُخامِرْ قال ونحو ذلك قال الليث في خامَرَهُ الداءُ إِذا خالط جوفه والخَمْرُ ما أَسْكَرَ من عصير العنب لأَنها خامرت العقل والتَّخْمِيرُ التغطية يقال خَمَّرَ وجْهَهُ وخَمِّرْ إِناءك والمُخامَرَةُ المخالطة وقال أَبو حنيفة قد تكون الخَمْرُ من الحبوب فجعل الخمر من الحبوب قال ابن سيده وأَظنه تَسَمُّحاً منه لأَن حقيقة الخمر إِنما هي العنب دون سائر الأَشياء والأَعْرَفُ في الخَمْرِ التأْنيث يقال خَمْرَةٌ صِرْفٌ وقد يذكَّر والعرب تسمي العنب خمراً قال وأَظن ذلك لكونها منه حكاها أَبو حنيفة قال وهي لغة يمانية وقال في قوله تعالى إِني أَراني أَعْصِرُ خَمْراً إِن الخمر هنا العنب قال وأُراه سماها باسم ما في الإِمكان أَن تؤول إِليه فكأَنه قال إِني أَعصر عنباً قال الراعي يُنازِعُنِي بها نُدْمانُ صِدْقٍ شِواءَ الطَّيرِ والعِنَبَ الحَقِينا يريد الخمر وقال ابن عرفة أَعصر خمراً أَي أَستخرج الخمر وإِذا عصر العنب فإِنما يستخرج به الخمر فلذلك قال أَعصر خمراً قال أَبو حنيفة وزعم بعض الرواة أَنه رأَى يمانيّاً قد حمل عنباً فقال له ما تحمل ؟ فقال خمراً فسمى العنب خمراً والجمع خُمور وهي الخَمْرَةُ قال ابن الأَعرابي وسميت الخمر خمراً لأَنها تُرِكَتْ فاخْتَمَرَتْ واخُتِمارُها تَغَيُّرُ ريحها ويقال سميت بذلك لمخامرتها العقل وروى الأَصمعي عن معمر بن سليمان قال لقيت أَعرابياً فقلت ما معك ؟ قال خمر والخَمْرُ ما خَمَر العَقْلَ وهو المسكر من الشراب وهي خَمْرَةٌ وخَمْرٌ وخُمُورٌ مثل تمرة وتمر وتمور وفي حديث سَمُرَةَ أَنه باع خمراً فقال عمر قاتَلَ اللهُ سَمُرَةَ قال الخطابي إِنما باع عصيراً ممن يتخذه خمراً فسماه باسم ما يؤول إِليه مجازاً كما قال عز وجل إِني أَراني أَعصر خمراً فلهذا نَقَمَ عمر رضي الله عنه عليه لأَنه مكروه وأَما أَن يكون سمرة باع خمراً فلا لأَنه لا يجهل تحريمه مع اشتهاره وخَمَر الرجلَ والدابةَ يَخْمُره خَمْراً سقاه الخمر والمُخَمِّرُ متخذ الخمر والخَمَّارُ بائعها وعنبٌ خَمْرِيٌّ يصلح للخمر ولَوْنٌ خَمْرِيٌّ يشبه لون الخَمر واخْتِمارُ الخَمْرِ إِدْراكُها وغليانها وخُمْرَتُها وخُمارُها ما خالط من سكرها وقيل خْمْرَتُها وخُمارُها ما أَصابك من أَلمها وصداعها وأَذاها قال الشاعر لَذٌّ أَصابَتْ حُمَيَّاها مَقاتِلَهُ فلم تَكَدْ تَنْجَلِي عن قلبِهِ الخُمَرُ وقيل الخُمارُ بقية السُّكْرِ تقول منه رجل خَمِرٌ أَي في عَقِبِ خُمارٍ وينشد قول امرئ القيس أَحار بن عمرو فؤادي خمر ورجل مَخْمُورٌ به خُمارٌ وقد خُمِرَ خَمْراً وخَمِرَ ورجل مُخَمَّرٌ كمَخْمُور وتَخَمَّرَ بالخَمْرِ تَسَكَّرَ به ومُسْتَخْمِرٌ وخِميِّرٌ شِرِّيبٌ للخمر دائماً وما فلانٌ بِخَلٍّ ولا خَمْرٍ أَي لا خير فيه ولا شر عنده ويقال أَيضاً ما عند فلان خل ولا خمر أَي لا خير ولا شر والخُمْرَةُ والخَمَرَةُ ما خامَرَك من الريح وقد خَمَرَتْهُ وقيل الخُمْرَةُ والخَمَرَةُ الرائحة الطيبة يقال وجدت خَمَرَة الطيب أَي ريحه وامرأَة طيبة الخِمْرَةِ بالطِّيبِ عن كراع والخَمِيرُ والخَمِيرَةُ التي تجعل في الطين وخَمَرَ العجينَ والطِّيبَ ونحوهما يَخْمُره ويَخْمِرُه خَمْراً فهو خَمِيرٌ وخَمَّرَه ترك استعماله حتى يَجُودَ وقيل جعل فيه الخمير وخُمْرَةُ العجين ما يجعل فيه من الخميرة الكسائي يقال خَمَرْتُ العجين ونَظَرْتُه وهي الخُمْرَةُ التي تجعل في العجين تسميها الناس الخَمِيرَ وكذلك خُمْرَةُ النبيذ والطيب وخُبْزٌ خَمِيرٌ وخبزة خمير عن اللحياني كلاهما بغير هاء وقد اخْتَمَر الطيبُ والعجين واسم ما خُمِرَ به الخُمْرَةُ يقال عندي خُبْزٌ خَمِير وحَبسٌ فَطِير أَي خبز بائت وخُمْرةُ اللَّبَنِ رَوْبَتُه التي تُصَبُّ عليه لِيَرُوبَ سريعاً وقال شمر الخَمِيرُ الخُبْزُ في قوله ولا حِنْطَة الشَّامِ الهَرِيت خَمِيرُها أَي خبزها الذي خُمِّرَ عجينُه فذهبت فُطُورَتُه وطعام خَمِيرٌ ومَخْمورٌ في أَطعمة خَمْرَى والخَمُيرُ والخَمِيرَةُ الخُمْرَةُ وخُمْرَةُ النبيذ والطيب ما يجعل فيه من الخَمْرِ والدُّرْدِيِّ وخُمْرَةُ النبيذ عَكَرُه ووجدتُ منه خُمْرَةً طيبة
( * قوله « خمرة طيبة » خاؤها مثلثة كالخمرة محركة كما في القاموس ) إِذا اخْتَمَرَ الطيِّبُ أَي وجدتُ ريحه ووصف أَبو ثَرْوَانَ مأْدُبَةً وبَخُورَ مِجْمَرها قال فَتَخَمَّرَتْ أَطْنابُنا أَي طابت روائح أَبداننا بالبَخُور أَبو زيد وجدت منه خَمَرَةَ الطِّيبِ بفتح الميم يعني ريحه وخامَرَ الرجلُ بيتَه وخَمَّرَهُ لزمه فلم يَبْرَحْهُ وكذلك خامَرَ المكانَ أَنشد ثعلب وشاعِرٍ يُقالُ خَمِّرْ في دَعَهْ ويقال للضَّبُعِ خامِرِي أُمَّ عامِرٍ أَي اسْتَتِري أَبو عمرو خَمَرْتُ الرجلَ أَخْمُرُه إِذا استحيت منه ابن الأَعرابي الخِمْرَةُ الاستخفاء
( * قوله « الخمرة الاستخفاء » ومثلها الخمر محركاً خمر خمراً كفرح توارى واستخفى كما في القاموس ) قال ابن أَحمر مِنْ طارِقٍ أَتى على خِمْرَةِ أَو حِسْبَةٍ تَنْفَعُ مَنْ يَعْتَبِرْ قال ابن الأَعرابي على غفلة منك وخَمَرَ الشيءَ يَخْمُرُه خَمْراً وأَخْمَرَهُ سَتَرَهُ وفي الحديث لا تَجِدُ المؤمنَ إِلاَّ في إِحدى ثلاثٍ في مسجد يَعْمُرُه أَو بيت يَخْمُرُه أَو معيشة يُدَبِّرُها يَخْمُره أَي يستره ويصلح من شأْنه وخَمَرَ فلانٌ شهادته وأَخْمَرَها كتمها وأَخْرَجَ من سِرِّ خَمِيرِهِ سِرّاً أَي باح به واجْعَلْهُ في سرِّ خَمِيرِك أَي اكتمه وأَخْمَرْتُ الشيء أَضمرته قال لبيد أَلِفْتُكِ حتى أَخْمَرَ القومُ ظِنَّةً عَليَّ بَنُو أُمِّ البَنِينَ الأَكابِرُ الأَزهري وأَخْمَرَ فلانٌ عَليَّ ظِنَّةً أَي أَضمرها وأَنشد بيت لبيد والخَمَرُ بالتحريك ما واراك من الشجر والجبال ونحوها يقال توارى الصيدُ عني في خَمَرِ الوادي وخَمَرُه ما واراه من جُرُفٍ أَو حَبْلٍ من حبال الرمل أَو غيره ومنه قولهم دخل فلان في خُمارِ الناسِ أَي فيما يواريه ويستره منهم وفي حديث سهل بن حُنَيْفٍ انطلقت أَنا وفلان نلتمس الخَمَر هو بالتحريك كل ما سترك من شجر أَو بناءِ أَو غيره ومنه حديث أَبي قتادة فابْغِنَا مَكاناً خَمَراً أَي ساتراً بتكاثف شجره ومنه حديث الدجال حتى تَنْتَهُوا إِلى جبل الخَمَرِ قال ابن الأَثير هكذا يروى بالفتح يعني الشجر الملتف وفسر في الحديث أَنه جبل بيت المقدس لكثرة شجرة ومنه حديث سلمان أَنه كتب إِلى أَبي الدرداء يا أَخي إِن بَعُدَتِ الدار من الدار فإِن الرُّوح من الرُّوح قَريبٌ وطَيْرُ السماءٍ على أَرْفَهِ خَمَرِ الأَرض يقع الأَرْفَهُ الأَخصبُ يريد أَن وطنه أَرفق به وأَرفه له فلا يفارقه وكان أَبو الدرداء كتب إِليه يدعوه إِلى الأَرض المقدسة زوفي حديث أَبي إِدريس الخَوْلانِيِّ قال دخلت المسجد والناس أَخْمَرُ ما كانوا أَي أَوْفَرُ ويقال دخل في خَمَار الناس
( * قوله « في خمار الناس » بضم الخاء وفتحها كما في القاموس ) أَي في دهمائهم قال ابن الأَثير ويروى بالجيم ومنه حديث أُوَيْسٍ القَرَنِيِّ أَكون في خَمَارِ الناس أَي في زحمتهم حيث أَخْفَى ولا أُعْرَفُ وقد خَمِرَ عني يَخْمَرُ خَمَراً أَي خفي وتوارى فهو خَمِرٌ وأَخْمَرَتْه الأَرضُ عني مني وعَلَيَّ وارته وأَخْمَرَ القومُ تَوارَوْا بالخَمَرِ ويقال للرجل إِذا خَتَلَ صاحبه هو يَدِبُّ
( * قوله « يدب إلخ » ذكره الميداني في مجمع الأَمثال وفسر الضراء بالشجر الملتف وبما انخفض من الأَرض عن ابن الأَعرابي والخمر بما واراك من جرف أو حبل رمل ثم قال يضرب للرجل يختل صاحبه وذكر هذا المثل أَيضاً اللسان والصحاح وغيرهما في ض ر ي وضبطوه بوزن سماء ) له الضَّراءَ ويَمْشِي له الخَمَرَ ومكان خَمِرٌ كثير الخَمَرِ على النسب حكاه ابن الأَعرابي وأَنشد لضباب بن واقد الطُّهَوِيِّ وجَرَّ المَخاضُ عَثَانِينَها إِذا بَرَكَتْ بالمكانِ الخَمِرْ وأَخْمَرَتِ الأَرضُ كثر خَمَرُها ومكان خَمِرٌ إِذا كان كثير الخَمَرِ والخَمَرُ وَهْدَةٌ يختفي فيها الذئب وأَنشد فقد جاوَزْتُما خَمَرَ الطَّرِيقِ وقول طرفة سَأَحْلُبُ عَنْساً صَحْنَ سَمٍّ فَأَبْتَغِي به جِيرَتي إِن لم يُجَلُّوا لِيَ الخَمَرْ قال ابن سيده معناه إِن لم يُبَيِّنُوا لِيَ الخبرَ ويروى يُخَلُّوا فإِذا كان كذلك كان الخَمَرُ ههنا الشجر بعينه يقول إِن لم يخلوا لي الشجر أَرعاها بإِبلي هجوتهم فكان هجائي لم سمّاً ويروى سأَحلب عَيْساً وهو ماء الفحل ويزعمون أَنه سم ومنه الحديث مَلِّكْهُ على عُرْبِهِمْ وخُمُورِهِمْ قال ابن الأَثير أَي أَهل القرى لأَنهم مغلوبون مغمورون بما عليهم من الخراج والكُلَفِ والأَثقال وقال كذا شرحه أَبو موسى وخَمَرُ الناس وخَمَرَتُهُمْ وخَمَارُهم وخُمَارُهم جماعتهم وكثرتهم لغةٌ في غَمار الناس وغُمارهم أَي في زَحْمتهم يقال دخلت في خَمْرتهم وغَمْرتهم أَي في جماعتهم وكثرتهم والخِمَارُ للمرأَة وهو النَّصِيفُ وقيل الخمار ما تغطي به المرأَة رأَْسها وجمعه أَخْمِرَةٌ وخُمْرٌ وخُمُرٌ والخِمِرُّ بكسر الخاء والميم وتشديد الراء لغة في الخمار عن ثعلب وأَنشد ثم أَمالَتْ جانِبَ الخِمِرِّ والخِمْرَةُ من الخِمار كاللِّحْفَةِ من اللِّحَافِ يقال إِنها لحسنة الخِمْرَةِ وفي المثل إِنَّ الْعَوَانَ لا تُعَلَّمُ الخِمْرَةَ أَي إِن المرأَة المجرّبة لا تُعَلَّمُ كيف تفعل وتَخَمَّرَتْ بالخِمار واخْتَمَرَتْ لَبِسَتْه وخَمَّرَتْ به رأْسَها غَطَّتْه وفي حديث أُم سلمة أَنه كان يمسح على الخُفِّ والخِمار أَرادت بالخمار العمامة لأَن الرجل يغطي بها رأْسه كما أَن المرأَة تغطيه بخمارها وذلك إِذا كان قد اعْتَمَّ عِمَّةَ العرب فأَرادها تحت الحنك فلا يستطيع نزعها في كل وقت فتصير كالخفين غير أَنه يحتاج إِلى مسح القليل من الرأْس ثم يمسح على العمامة بدل الاستيعاب ومنه قول عمر رضي الله عنه لمعاوية ما أَشبه عَيْنَك بِخِمْرَةِ هِنْدٍ الخمرةُ هيئة الاختمار وكل مغطًّى مُخَمَّرٌ وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال خَمِّرُوا آنِيَتَكُمْ قال أَبو عمرو التخمير التغطية وفي رواية خَمِّرُوا الإِناء وأَوْكُوا السِّقَاءَ ومنه الحديث أَنه أُتِيَ بإِناءِ من لَبَنِ فقال هلاَّ خَمَّرْتَه ولو بعود تَعْرِضُه عليه والمُخَمَّرَةُ من الشياه البيضاءُ الرأْسِ وقيل هي النعجة السوداء ورأْسها أَبيض مثل الرَّخْماءِ مشتق من خِمار المرأَة قال أَبو زيد إِذا ابيض رأْس النعجة من بين جسدها فهيمُخَمَّرة ورَخْماءُ وقال الليث هي المختمرة من الضأْن والمِعْزَى وفرس مُخَمَّرٌ أَبيضٌ الرأْس وسائر لونه ما كان ويقال ما شَمَّ خِمارَكَ أَي ما أَصابَكَ يقال ذلك للرجل إِذا تغير عما كان عليه وخَمِرَ عليه خَمَراً وأَخْمَرَ حَقَدَ وخَمَرَ الرجلَ يَخْمِرُهُ استحيا منه والخَمَرُ أَن تُخْرَزَ ناحيتا أَديم المَزَادَة ثم تُعَلَّى بِخَرْزٍ آخَر والخُمْرَةُ حصيرة أَو سَجَّادَةٌ صغيرة تنسج من سَعَفِ النخل وتُرَمَّلُ بالخيوط وقيل حصيرة أَصغر من المُصَلَّى وقيل الخُمْرَة الحصير الصغير الذي يسجد عليه وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسجد على الخُمْرَةِ وهو حصير صغير قدر ما يسجد عليه ينسج من السَّعَفِ قال الزجاج سميت خُمْرة لأَنها تستر الوجه من الأَرض وفي حديث أُم سلمة قال لها وهي حائض ناوليني الخُمْرَةَ وهي مقدار ما يضع الرجل عليه وجهه في سجوده من حصير أَو نسيجة خوص ونحوه من النبات قال ولا تكون خمرة إِلاَّ في هذا المقدار وسميت خمرة لأَن خيوطها مستورة بسعفها قال ابن الأَثير وقد تكررت في الحديث وهكذا فسرت وقد جاء في سنن أَبي داود عن ابن عباس قال جاءت فأْرة فأَخذت تَجُرُّ الفَتِيلَة فجاءتْ بها فأَلقتها بين يدي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على الخُمْرَةِ التي كان قاعداً عليها فأَحرقت منها مثل موضع درهم قال وهذا صريح في إِطلاق الخُمْرَةِ على الكبير من نوعها قال وقيل العجين اختمر لأَن فطورته قد غطاها الخَمَرُ وهو الاختمار ويقال قد خَمَرْتُ العجين وأَخْمَرْته وفَطَرْتُه وأَفْطَرْتُه قال وسمي الخَمْرُ خَمْراً لأَنه يغطي العقل ويقال لكل ما يستر من شجر أَو غيره خَمَرٌ وما ستره من شجر خاصة فهو الضَّرَاءُ والخُمْرَةُ الوَرْسُ وأَشياء من الطيب تَطْلي به المرأَة وجهها ليحسن لونها وقد تَخَمَّرَتْ وهي لغة في الغُمْرَةِ والخُمْرَةُ بِزْزُ العَكَابِرِ
( * قوله « العكابر » كذا بالأَصل ولعله الكعابر ) التي تكون في عيدان الشجر واسْتَخْمَر الرجلَ استعبده ومنه حديث معاذ من اسْتَخْمَرَ قوماً أَوَّلُهُمْ أَحْرارٌ وجِيرانٌ مستضعفون فله ما قَصَرَ في بيته قال أَبو عبيد كان ابن المبارك يقول في قوله من استخمر قوماً أَي استعبدهم بلغة أَهل اليمن يقول أَخذهم قهراً وتملك عليهم يقول فما وَهَبَ المَلِكُ من هؤلاء لرجل فَقَصَرَهُ الرجل في بيته أَي احتبسه واختاره واستجراه في خدمته حتى جاء الإِسلام وهو عنده عبد فهو له ابن الأَعرابي المُخامَرَةُ أَن يبيع الرجل غلاماً حُرّاً على أَنه عبده قال أَبو منصور وقول معاذ من هذا أُخذ أَراد من استعبد قوماً في الجاهلية ثم جاء الإِسلام فله ما حازه في بيته لا يخرج من يده وقوله وجيران مستضعفون أَراد ربما استجار به قوم أَو جاوروه فاستضعفهم واستعبدهم فلذلك لا يخرجون من يده وهذا مبني على إِقرار الناس على ما في أَيديهم وأَخْمَرَهُ الشيءَ أَعطاه إِياه أَو مَلَّكَهُ قال محمد بن كثير هذا كلام عندنا معروف باليمن لا يكاد يُتكلم بغيره يقول الرجل أَخْمِرني كذا وكذا أَي أَعطنيه هبة لي ملكني إِياه ونحو هذا وأَخْمَر الشيءَ أَغفله عن ابن الأَعرابي واليَخْمُورُ الأَجْوَفُ المضطرب من كل شيء واليَخْمُورُ أَيضاً الودع واحدته يَخْمُورَةٌ ومِخْمَرٌ وخُمَيْرٌ اسمان وذو الخِمَار اسم فرس الزبير بن العوّام شهد عليه يوم الجمل وباخَمْرَى موضع بالبادية وبها قبر إِبراهيم
( * قوله « وبها قبر إِبراهيم إلخ » عبارة القاموس وشرحه بها قبر إِبراهيم بن عبدالله المحض بن الحسن المثني بن الحسن السبط الشهيد ابن علي إلخ ثم قال خرج أي بالبصرة سنة ؟ ؟ وبايعه وجوه الناس وتلقب بأمير المؤمنين فقلق لذلك أَبو جعفر المنصور فأرسل إليه عيسى بن موسى لقتاله فاستشهد السيد إبراهيم وحمل رأسه إلى مصر اه باختصار ) بن عبدالله بن الحسن بن علي بن أَبي طالب عليهم السلام

( خمجر ) ماء خَمْجَرٌ وخُماجِرٌ وخَمْجَرِيرٌ ثقيل وقيل هو الذي يشربه المال ولا يشربه الناس وقال ابن الأَعرابي ربما قتل الدابة ولا سيما إن اعتادت العذب وقيل هو الذي لا يبلغ أَن يكون ملحاً أُجاجاً وقيل هو الملح جدّاً وأَنشد لو كنتَ ماءً كُنْتَ خَمْجَرِيرا

( خمطر ) ماء خمطرير كخمجرير

( خنر ) أُم خِنَّوْر وخَنُّورٍ على وزن تنور الضبع والبقرة عن أَبي رياش وقيل الداهية ويقال وقع القوم في أُم خِنَّورٍ أَي في داهية والخِنَّوْرُ الضَّبُعُ وقيل أُم خَنُّورٍ من كُنَى الضبع وقيل هي أُم خِنَّوْر بكسر الخاء وفتح النون وقيل هي خنُّور بفتح الخاء وضم النون وأُم خَنُّور الصَّحارى وأُم خَنُّور وخَنَوَّرٍ وخِنَّوْرٍ الدنيا قال قال عبد الملك بن مروان وفي رواية أُخرى سليمان بن عبد الملك وطِئْنَا أُمَّ خَنُّورٍ بقوة فما مضت جمعة حتى مات وأُمُّ خَنُّورٍ مصر صانها الله تعالى وفي الحديث أُمُّ خَنُّورٍ يساق إِليها القِصَارُ الأَعمار رواه أَبو حنيفة الدِّيْنَوَريُّ قال أَبو منصور وفي الخنور ثلاث لغات خِنَّورٌ مثل بِلَّوْر وخَنُّورُ مثل سَفُّود وخَنَوَّر مثل عَذَوَّر والخَنُّور النِّعْمة الظاهرة وقيل إِنما سميت مصر بذلك لنعمتها وذلك ضعيف ويقال وقعوا في أُم خِنَّوْر إِذا وقعوا في خِصْب ولين من العَيْشِ ولذلك سميت الدنيا أُم خِنَّوْرٍ وأُمُّ خَنُّور الاسْتُ وشك أَبو حاتم في شدّ النون ويقال لها أَيضاً أُم خِنَّوْرٍ قال أَبو سهل وأَما أُم خِنَّوْرٍ بكسر الخاء فهو اسم الاست وقال ابن خالويه هي اسم لاست الكلبة والخَنَوَّر قَصَبُ النُّشَّاب ورواه أَبو حنيفة الخَنُّور وقال مرة خَنَوَّرٌ أَو خَنُّور فأَفْصَحَ بالشك وأَنشد يَرْمُونَ بالنُّشَّاب ذي الآ ذان في القَصَبِ الخَنَوَّرْ وقيل كل شجرة رِخْوَةٍ خَوَّارَةٍ وقال أَبو حنيفة كل شجرة رِخْوَة خَوَّارَة فهي خَنُّورة ولذلك قيل لقصب النشاب خَنُّور بفتح الخاء وضم النون أَبو العباس الخانِرُ الصَّديق المُصافي وجمعه خُنُرٌ يقال فلان ليس من خُنُرِي أَي ليس من أَصفيائي

( خنتر ) الجوع الخِنْتَارُ الشديدُ وهو الخُنْتُور أَيضاً

( خنثر ) الخَنْثَرُ والخَنَثِرُ الأَخيرة عن كراع الشيء الخسيس يبقى من متاع القوم في الدار إِذا تحملوا ابن الأَعرابي الخَناشِير والخَناثِير الدواهي وقال في موضع آخر الخناثير قماش البيت

( خنجر ) الخَنْجَرُ والخَنْجَرَةُ والخُنجُورُ كله الناقة الغزيرة والجمع الخَناجِرُ الأَصمعي الخُنْجُور واللُّهْمُوم والرُّهْشُوشُ الغزيرة اللبن من الإِبل الليث الخَنْجَرَةُ من الحديد والخَنْجَرُ والخِنجَرُ السِّكِّينُ ومن مسائل الكتاب المرء مقتول بما قتل به إِن خنجراً فخنجر وابن سيفاً فسيف قال يَطْعُنُها بِخَنْجَرٍ من لَحْمِ تحتَ الذُّنَابى في مكانٍ سُخْنِ جمع بين النون والميم وهذا من الإِكفاء والخَنْجَرُ اسم رجل وهو الخَنْجَرُ بنُ صَخْر الأَسدي والخَنجَرِيرُ الماء الثقيل وقيل هو الذي لا يبلغ أَن يكون ملحاً وقيل هو الملح جدّاً

( خنزر ) الخَنْزَرَةُ الغِلَظُ والخَنْزَرَةُ الفأْس الغليظة وخَنْزَرَةُ والخَنْزَرُ موضعان أَنشد سيبويه أَنْعَتُ عَيراً من حَمِيرِ خَنْزَرَهْ في كُلِّ عَيْرٍ مائتان كَمَرَهْ وأَنشد أَيضاً أَنْعَتُ أَعْيَاراً رَعَيْنَ الخَنَزَرا أَنْعَتُهُنَّ آيُراً وكَمَرَا ودارَةُ خَنْزَرٍ موضع هناك عن كراع التهذيب وخَنْزَرٌ اسم موضع قال الجعدي أَلَمَّ خَيَالٌ من أُمَيْمَةَ مَوْهِناً طَرُوقاً وأَصحابي بدارَةِ خَنْزَرِ وقال الراعي في خنزر يعني لتبلغني خنزر
( * قوله « يعني إلخ » كذا بالأصل )
وخنزير موضع ذكره لبيد بالغُرابات فَزَرَّافاتِها فبخنْزِيرٍ فأَطْرَافِ حُبَلْ وقال بعضهم خَنْزَرَ الرجلُ إِذا نظر بمؤخر عينه جعله فَنْعَلَ من الأَخْزَرِ وكل مُومِسةٍ أَخْزَر أَبو عمرو الخَنْزُوانُ الخِنْزِير ذكره في باب الهَيْلُمَان والنَّيْدُلان والكَيْذُبان والخَنْزُوان
( * قوله « الخنزوان » بفتح الخاء وضمها كما في القاموس ) ابن سيده خَنْزَرٌ اسم رجل وهو الحَلالُ ابن عم الراعي يتهاجيان وزعموا أَن الراعي هو الذي سماه خَنْزَراً والخِنْزِيرُ من الوحش العادي معروف من ذلك وقال كراع هو من الخَزَرِ في العين لأَن ذلك لازم له قال فهو على هذا ثلاثي وقد تقدم ذكره في ترجمة خزر وخَنْزَرَ فَعَلَ فِعْلَ الخنزير وخِنْزِيرٌ اسم موضع قال الأَعشى يصف الغيث فالسَّفْحُ يَجْري فَخِنْزِيرٌ فَبُرْقَتُه حتى تَدَافَعَ منه السَّهْلُ والجَبَلُ وخِنْزِير اسم ابن أَسْلَم بن هُنَاءَةَ الأَسَديِّ حكاه ابن سيده وقال فيما أُرَى والخنازير علة معروفة وهي قروح صُلْبَة تحدث في الرقبة

( خنسر ) الخَناسِيرُ الهُلاَّك وأَنشد ابن السكيت إِذا ما نُتِجْنَا أَربعاً عامَ كَفْأَةٍ بغاها خَناسِيراً فَأَهْلَكَ أَرْبَعا وقال ابن الأَعرابي الخناسير الدواهي وقيل الخَناسِيرُ الغَدْرُ واللُّؤْمُ ومنه قول الشاعر فإِنَّكَ لو أَشْبَهْتَ عَمِّي حَمَلْتَنِي ولكنه قد أَدْرَكَتْكَ الخَناسِرُ أَي أَدركتك مَلائم أُمِّكَ وخَناسِرُ الناس صِغارهم والخِنْسِرُ اللئيمُ والخِنْسِرُ الداهية

( خنشفر ) الخَنْشَفِيرُ الداهية

( خنصر ) في كتاب سيبويه الخِنْصِرُ بكسر الخاء والصاد والخِنْصَرُ الإِصبع الصُّغْرَى وقيل الوسطى أُنْثَى والجمع خَناصِرُ قال سيبويه ولا يجمع بالأَلف والتاء استغناء بالتكسير ولها نظائر نحو فِرْسِنٍ وفَرَاسِن وعكسها كثير وحكى اللحياني إِنه لعظيم الخَناصِر وإِنها لعظيمة الخَناصِر كأَنه جعل كل جزء منه خِنْصَراً ثم جمع على هذا وأَنشد فَشَلَّتْ يميني يومَ أَعْلُو ابْنَ جَعْفَرٍ وشَلَّ بَناناها وشَلَّ الخَناصِرُ ويقال بفلان تُثْنَى الخَناصِرُ أَي تُبْتَدَأُ به إِذا ذُكِرَ أَشكالهُ وخُناصِرَةُ بضم الخاء بلد بالشام

( خنظر ) الخِنْظِيرُ العَجُوزُ المُسْتَرْخِيَةُ الجُفُونِ ولحم الوجه

( خنفر ) خُنافِرٌ اسم رجل

( خور ) الليث الخُوَارُ صوتُ الثَّوْر وما اشتد من صوت البقرة والعجل ابن سيده الخُوار من أَصوات البقر والغنم والظباء والسهام وقد خارَ يَخُور خُواراً صاح ومنه قوله تعالى فأَخْرَجَ لهم عِجْلاً جَسَداً له خُوارٌ قال طرفة لَيْتَ لنا مكانَ المَلْكِ عَمْرو رَغُوثاً حَوْلَ قُبَّتِنا تَخُورُ وفي حديث الزكاة يَحْمِلُ بَعِيراً له رُغاءٌ أَو بقرة لها خُوارٌ هو صوت البقر وفي حديث مقتل أُبيِّ ابن خَلَفٍ فَخَرَّ يخُورُ كما يَخُورُ الثور وقال أَوْسُ بْنُ حَجَرٍ يَخُرْنَ إِذا أُنْفِذْن في ساقِطِ النَّدى وإِن كانَ يوماً ذا أَهاضِيبَ مُخْضِلا خُوَارَ المَطَافِيلِ المُلَمَّعَة الشَّوَى وأَطْلائِها صَادَفْنَ عِرْنَانَ مُبْقِلا يقول إِذا أُنْفِذَتِ السهام خارَتْ خُوارَ هذه الوحش المطافيل التي تَثْغُو إِلى أَطلائها وقد أَنشطها المَرْعَى المُخْصِبُ فأَصواتُ هذه النَّبَالِ كأَصوات تلك الوحوش ذوات الأَطفال وإِن أُنْفِذَتْ في يوم مطر مُخْضِلٍ أَي فلهذه النَّبْلِ فَضْلٌ من أَجل إِحكام الصنعة وكرم العيدان والاسْتِخارَةُ الاستعطافُ واسْتَخَارَ الرجلَ استعطفه يقال هو من الخُوَار والصوت وأَصله أَن الصائد يأْتي ولد الظبية في كناسه فيَعْرُك أُذنه فَيَخُور أَي يصيح يستعطف بذلك أُمه كي يصيدها وقال الهذلي لَعَلَّكَ إِمَّا أُمُّ عَمْرٍو تَبَدَّلَتْ سِواكَ خَلِيلاً شاتِمِي تَسْتَخِيرُها
( * قوله « شاتمي تستخيرها » قال السكري شارح الديوان أي تستعطفها بشتمك إياي )
وقال الكميت ولَن يَسْتَخِيرَ رُسُومَ الدِّيار لِعَوْلَتِهِ ذو الصِّبا المُعْوِلُ فعين استخرت على هذا واو وهو مذكور في الياء لأَنك إِذا استعطفته ودعوته فإِنك إنما تطلب خيره ويقال أَخَرْنَا المطايا إِلى موضع كذا نُخِيرُها إِخارَةً صرفناها وعطفناها والخَوَرُ بالتحريك الضعف وخارَ الرجلُ والحَرُّ يَخُور خُؤوراً وخَوِرَ خَوَراً وخَوَّرَ ضَعُفَ وانكسر ورجل خَوَّارٌ ضعيف وَرُمْحٌ خَوَّارٌ وسهم خَوَّار وكل ما ضعف فقد خار الليث الخَوَّار الضعيف الذي لا بقاء له على الشدّة وفي حديث عمر لن تَخُورَ قُوًى ما دام صاحبها يَنْزِعُ ويَنْزُو خار يَخور إِذا ضعفت قوَّته ووَهَتْ أَي لن يضعف صاحب قوَّة يقدر أَن ينزع في قوسه ويَثِبَ إِلى دابته ومنه حديث أَبي بكر قال لعمر رضي الله عنهما أَجَبانٌ في الجاهلية وخَوَّارٌ في الإِسلام ؟ وفي حديث عمرو بن العاص ليس أَخو الحَرْبِ من يضع خُوَرَ الحَشايا عن يمينه وشماله أَي يضع لِيَانَ الفُرُشِ والأَوْطِيَة وضِعافَها عنده وهي التي لا تُحْشَى بالأَشْياء الصُّلْبَةِ وخَوَّرَه نسبه إِلى الخَوَرِ قال لقد عَلِمْت فاعْذُليني أَوْذَرِي أَنَّ صُرُوفَ الدَّهْرِ من لا يَصْبرِ على المُلِمَّات بها يُخَوَّرِ وخارَ الرجلُ يَخُور فهو خائر والخُوَارُ في كل شيء عيب إِلاَّ في هذه الأَشياء ناقة خَوَّارة وشاة خَوَّارة إِذا كانتا غزيرتين باللبن وبعير خَوَّار رَقِيقٌ حَسَنٌ وفرس خَوَّار لَيِّنُ العَطْف والجمع خُورٌ في جميع ذلك والعَدَدُ خَوَّاراتٌ والخَوَّارَةُ الاستُ لضعفها وسهمٌ خَوَّار وخَؤورٌ ضعيف والخُورُ من النساء الكثيرات الرِّيَبِ لفسادهن وضعف أَحلامهن لا واحد له قال الأَخطل يَبِيتُ يَسُوفُ الخُورَ وهْيَ رَواكِدٌ كما سَافَ أَبْكَارَ الهِجَانِ فَنِيقُ وناقة خَوَّارة غزيرة اللبن وكذلك الشاة والجمع خُورٌ على غير قياس قال القطامي رَشُوفٌ وَرَاءَ الخُورِ لو تَنْدَرِئ لها صَباً وشَمالٌ حَرْجَفٌ لم تقَلَّبِ وأَرض خَوَّارة لينة سهلة والجمع خُورٌ قال عمر بن لَجَإٍ يهجو جريراً مجاوباً له على قوله فيه أَحِينَ كنتُ سَمَاماً يا بَني لَجَإٍ وخاطَرَتْ بِيَ عن أَحْسابِها مُضَرُ تَعَرَّضَتْ تَيْمُ عَمْداً لي لأَهْجُوَها كما تَعَرَّضَ لاسْتِ الخَارِئ الحَجَرُ ؟ فقال عمر بن لجإٍ يجاوبه لقد كَذَبْتَ وشَرُّ القَوْلِ أَكْذَبُهُ ما خاطَرَتْ بك عن أَحْسابِها مُضَرُ بل أَنتَ نَزْوَة خَوَّارٍ على أَمَةٍ لا يَسْبِقُ الحَلَبَاتِ اللُّؤْمُ والخَوَرُ قال ابن بري وشاهدُ الخُور جمع خَوَّارٍ قول الطرماح أَنا ابنُ حُماةِ المَجْدِ من آلِ مالِكٍ إِذا جَعَلَتْ خُورُ الرِّجالِ تَهِيعُ قال ومثله لغَسَّانَ السَّلِيطِيِّ قَبَحَ الإِلَهُ بَني كُلَيْبٍ إِنَّهُمْ خُورُ القُلُوبِ أَخِفَّةُ الأَحْلامِ ونخلة خَوَّارة غزيرة الحمل قال الأَنصاري أَدِينُ وما دَيني عليكم بِمَغْرَمٍ ولكنْ على الجُرْدِ الجِلادِ القَرَاوِحِ على كُلِّ خَوَّارٍ كأَنَّ جُذُوعَهُ طُلِينَ بِقارٍ أَو بِحَمْأَةِ مائِحِ وبَكْرَةٌ خَوَّارَةٌ إِذا كانت سهلة جَرْيِ المِحْوَرِ في القَعْرِ وأَنشد عَلِّقْ على بَكْرِكَ ما تُعَلِّقُ بَكْرُكَ خَوَّارٌ وبَكْرِي أَوْرَقُ قال احتجاجه بهذا الرجز للبَكْرَةِ الخَوَّارَةِ غلط لأَن البَكْرَ في الرجز بكر الإِبل وهو الذكر منها الفَتِيُّ وفرس خَوَّارُ العِنانِ سَهْلُ المَعْطِفِ لَيِّنُه كثير الجَرْيِ وخَيْلٌ خُورٌ قال ابن مقبل مُلِحٌّ إِذا الخُورُ اللَّهامِيمُ هَرْوَلَتْ تَوَثَّبَ أَوْسَاطَ الخَبَارِ على الفَتَرْ وجمل خَوَّار رقيق حَسَنٌ والجمع خَوَّاراتٌ ونظيره ما حكاه سيبويه من قولهم جَمَلٌ سِبَحْلٌ وجِمالٌ سِبَحْلاتٌ أَي أَنه لا يجمع إلاَّ بالأَلف والتاء وناقة خَوَّارة سِبَطَةُ اللحم هَشَّةُ العَظْمِ ويقال إِن في بَعِيرِكَ هذا لَشَارِبَ خَوَرٍ يكون مدحاً ويكون ذمّاً فالمدح أَن يكون صبوراً على العطش والتعب والذم أَن يكون غير صبور عليهما وقال ابن السكيت الخُورُ الإِبل الحُمْرُ إِلى الغُبْرَةِ رقيقاتُ الجلود طِوالُ الأَوْبارِ لها شعر ينفذ ووبرها أَطول من سائر الوبر والخُورُ أَضعف من الجَلَدِ وإِذا كانت كذلك فهي غِزارٌ أَبو الهيثم رجل خَوَّار وقوم خَوَّارون ورجل خَؤُورٌ وقوم خَوَرَةٌ وناقة خَوَّارة رقيقة الجلد غَزِيرَة وزَنْدٌ خَوَّار قَدَّاحٌ وخَوَّارُ الصَّفَا الذي له صوت من صلابته عن ابن الأَعرابي وأَنشد يَتْرُكُ خَوَّارَ الصَّفَا رَكُوبَا والخَوْرُ مَصَبُّ الماء في البحر وقيل هو مصبّ المياه الجارية في البحر إِذا اتسع وعَرُضَ وقال شمر الخَوْرُ عُنُقٌ من البحر يدخل في الأَرض وقيل هو خليج من البحر وجمعه خُؤُورٌ قال العجاج يصف السفينة إِذا انْتَحَى بِجُؤْجُؤٍ مَسْمُورِ وتارَةً يَنْقَضُّ في الخُؤُورِ تَقَضِّيَ البازِي من الصُّقُورِ والخَوْرُ مثل الغَوْرِ المنخفضُ المُطمَئِنُّ من الأَرض بين النَّشْْزَيْنِ ولذلك قيل للدُّبُرِ خَوْرانُ لأَنه كالهَبْطَةِ بين رَبْوَتَيْنِ ويقال للدبر الخَوْرانُ والخَوَّارَةُ لضَعْفِ فَقْحَتِها سميت به والخَوْرانُ مَجْرَى الرَّوْثِ وقيل الخَوْرانُ المَبْعَرُ الذي يشتمل عليه حَتارُ الصُّلْب من الإِنسان وغيره وقيل رأْس المبعرِ وقيل الخَوْرانُ الذي فيه الدبر والجمع من كل ذلك خَوْراناتٌ وخَوَارِينُ قال في جمعه على خَوْرانات وكذلك كل اسم كان مذكراً لغير الناس جمعه على لفظ تاءات الجمع جائز نحو حَمَّامات وسُرادِقاتٍ وما أَشبههما وطَعَنَه فخارَه خَوْراً أَصاب خَوْرانَهُ وهو الهواء الذي فيه الدبر من الرجل والقبل من المرأَة وخارَ البَرْدُ يَخُورُ خُؤُوراً إِذا فَتَر وسَكَنَ والخَوَّارُ العُذْرِيُّ رجل كان عالماً بالنسب والخُوَارُ اسم موضع قال النَّمِرُ بن تَوْلَبٍ خَرَجْنَ من الخُوَارِ وعُدْنَ فيه وقَدْ وَازَنَّ مِنْ أَجَلَى بِرَعْنِ ابن الأَعرابي يقال نَحَرَ خِيرَةَ إِبله وخُورَةَ إِبله وكذلك الخُورَى والخُورَةُ الفراء يقال لك خَوَّارُها أَي خيارها وفي بني فلان خُورَى من الإِبل الكرام وفي الحديث ذِكْرُ خُوزِ كِرْمانَ والخُوزُ جبل معروف في العجم ويروى بالراء وهو من أَرض فارس وصوّبه الدارقطني وقيل إِذا أَردت الإِضافة فبالراء وإِذا عطفت فبالزاي

( خير ) الخَيْرُ ضد الشر وجمعه خُيور قال النمر ابن تولب ولاقَيْتُ الخُيُورَ وأَخْطَأَتْني خُطوبٌ جَمَّةٌ وعَلَوْتُ قِرْني تقول منه خِرْتَ يا رجل فأَنتَ خائِرٌ وخارَ اللهُ لك قال الشاعر فما كِنانَةُ في خَيْرٍ بِخَائِرَةٍ ولا كِنانَةُ في شَرٍّ بَِأَشْرارِ وهو خَيْرٌ منك وأَخْيَرُ وقوله عز وجل تَجِدُوه عند اللهِ هو خَيْراً أَي تجدوه خيراً لكم من متاع الدنيا وفلانة الخَيْرَةُ من المرأَتين وهي الخَيْرَةُ والخِيَرَةُ والخُوْرَى والخِيرى وخارَهُ على صاحبه خَيْراً وخِيَرَةً وخَيَّرَهُ فَضَّله ورجل خَيْرٌ وخَيِّرٌ مشدد ومخفف وامرأَة خَيْرَةٌ وخَيِّرَةٌ والجمع أَخْيارٌ وخِيَارٌ وقال تعالى أُولئك لهم الخَيْراتُ جمع خَيْرَةٍ وهي الفاضلة من كل شيء وقال الله تعالى فيهن خَيْرَاتٌ حِسَان قال الأَخفش إِنه لما وصف به وقيل فلان خَيْرٌ أَشبه الصفات فأَدخلوا فيه الهاء للمؤنث ولم يريدوا به أَفعل وأَنشد أَبو عبيدة لرجل من بني عَدِيّ تَيْمِ تَمِيمٍ جاهليّ ولقد طَعَنْتُ مَجامِعَ الرَّبَلاَتِ رَبَلاَتِ هِنْدٍ خَيْرَةِ المَلَكاتِ فإِن أَردت معنى التفضيل قلت فلانة خَيْرُ الناسِ ولم تقل خَيْرَةُ وفلانٌ خَيْرُ الناس ولم تقل أَخْيَرُ لا يثنى ولا يجمع لأَنه في معنى أَفعل وقال أَبو إسحق في قوله تعالى فيهنّ خَيرات حِسان قال المعنى أَنهن خيرات الأَخلاق حسان الخَلْقِ قال وقرئ بتشديد الياء قال الليث رجل خَيِّر وامرأَة خَيِّرَةٌ فاضلة في صلاحها وامرأَة خَيْرَةٌ في جمالها ومِيسَمِها ففرق بين الخَيِّرة والخَيْرَةِ واحتج بالآية قال أَبو منصور ولا فرق بين الخَيِّرَة والخَيْرَة عند أَهل اللغة وقال يقال هي خَيْرَة النساء وشَرَّةُ النساء واستشهد بما أَنشده أَبو عبيدة ربلات هند خيرة الربلات وقال خالد بن جَنَبَةَ الخَيْرَةُ من النساء الكريمة النَّسَبِ الشريفة الحَسَبِ الحَسَنَةُ الوجه الحَسَنَةُ الخُلُقِ الكثيرة المال التي إِذا وَلَدَتْ أَنْجَبَتْ وقوله في الحديث خَيْرُ الناس خَيْرُهم لنفسه معناه إِذا جامَلَ الناسَ جاملوه وإِذا أَحسن إِليهم كافأُوه بمثله وفي حديث آخر خَيْرُكم خَيْرُكم لأَهله هو إِشارة إِلى صلة الرحم والحث عليها ابن سيده وقد يكون الخِيارُ للواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث والخِيارُ الاسم من الاخْتَِيارِ وخايَرَهُ فَخَارَهُ خَيْراً كان خَيْراً منه وما أَخْيَرَه وما خَيْرَه الأَخيرة نادرة ويقال ما أَخْيَرَه وخَيْرَه وأَشَرَّه وشرَّه وهذا خَيْرٌ منه وأَخْيَرُ منه ابن بُزُرج قالوا هم الأَشَرُّونَ والأَخْيَرونَ من الشَّرَارَة والخَيَارَةِ وهو أَخْير منك وأَشر منك في الخَيَارَة والشَّرَارَة بإِثبات الأَلف وقالوا في الخَيْر والشَّرِّ هو خَيْرٌ منك وشَرٌّ منك وشُرَيْرٌ منك وخُيَيْرٌ منك وهو شُرَيْرُ أَهلهِ وخُيَيْرُ أَهله وخارَ خَيْراً صار ذا خَيْر وإِنَّكَ ما وخَيْراً أَي إِنك مع خير معناه ستصيب خيراً وهو مَثَلٌ وقوله عز وجل فكاتبوهم إِن علمتم فيهم خيراً معناه إِن علمتم أَنهم يكسبون ما يؤدونه وقوله تعالى إِن ترك خيراً أَي مالاً وقالوا لَعَمْرُ أَبيك الخيرِ أَي الأَفضل أَو ذي الخَيْرِ وروى ابن الأَعرابي لعمر أَبيك الخيرُ برفع الخير على الصفة للعَمْرِ قال والوجه الجر وكذلك جاء في الشَّرِّ وخار الشيءَ واختاره انتقاه قال أَبو زبيد الطائي إِنَّ الكِرامَ على ما كانَ منْ خُلُقٍ رَهْطُ امْرِئ خارَه للدِّينِ مُخْتارُ وقال خاره مختار لأَن خار في قوّة اختار وقال الفرزدق ومِنَّا الذي اخْتِيرَ الرِّجالَ سَماحَةً وجُوداً إِذا هَبَّ الرياحُ الزَّعازِعُ أَراد من الرجال لأَن اختار مما يتعدى إِلى مفعولين بحذف حرف الجر تقول اخترته من الرجال واخترته الرجالَ وفي التنزيل العزيز واختار موسى قومَه سبعين رجلاً لميقاتنا وليس هذا بمطرد قال الفراء التفسير أَنَّه اختار منهم سبعين رجلاً وإِنما استجازوا وقوع الفعل عليهم إِذا طرحت من لأَنه مأْخوذ من قولك هؤلاء خير القوم وخير من القوم فلما جازت الإِضافة مكان من ولم يتغير المعنى استجازوا أَن يقولوا اخْتَرْتُكم رَجُلاً واخترت منكم رجلاً وأَنشد تَحْتَ التي اختار له اللهُ الشجرْ يريد اختار له الله من الشجر وقال أَبو العباس إِنما جاز هذا لأَن الاختيار يدل على التبعيض ولذلك حذفت من قال أَعرابي قلت لِخَلَفٍ الأَحْمَرِ ما خَيْرَ اللَّبَنَ
( * قوله « ما خير اللبن إلخ » أي بنصب الراء والنون فهو تعجب كما في القاموس ) للمريض بمحضر من أَبي زيد فقال له خلف ما أَحسنها من كلمة لو لم تُدَنِّسْها بإِسْماعِها للناس وكان ضَنِيناً فرجع أَبو زيد إِلى أَصحابه فقال لهم إِذا أَقبل خلف الأَحمر فقولوا بأَجمعكم ما خَيْرَ اللَّبَنَ للمريض ؟ ففعلوا ذلك عند إِقباله فعلم أَنه من فعل أَبي زيد وفي الحديث رأَيت الجنة والنار فلم أَر مثلَ الخَيْرِ والشَّرِّ قال شمر معناه والله أَعلم لم أَر مثل الخير والشر لا يميز بينهما فيبالغ في طلب الجنة والهرب من النار الأَصمعي يقال في مَثَلٍ للقادم من سفر خَيْرَ ما رُدَّ في أَهل ومال قال أَي جعلَ الله ما جئت خَيْرَ ما رجع به الغائبُ قال أَبو عبيد ومن دعائهم في النكاح على يَدَي الخَيْرِ واليُمْنِ قال وقد روينا هذا الكلام في حديث عن عُبَيْدِ بن عُمَيْرٍ الليثي في حديث أَبي ذر أَن أَخاه أُنَيْساً نافَرَ رجلاً عن صِرْمَةٍ له وعن مثلها فَخُيِّرَ أُنَيْسٌ فَأَخذ الصرمة معنى خُيِّرَ أَي نُفِّرَ قال ابن الأَثير أَي فُضِّل وغُلِّبَ يقال نافَرْتُه فَنَفَرْتُه أَي غلبته وخايَرْتُه فَخِرْتُه أَي غلبته وفاخَرْتُه فَفَخَرْتُه بمعنى واحد وناجَبْتُه قال الأَعشى واعْتَرَفَ المَنْفُورُ للنافِرِ وقوله عز وجل وَرَبُّكَ يَخْلُق ما يشاء ويَخْتارُ ما كان لهم الخِيَرَةُ قال الزجاج المعنى ربك يخلق ما يشاء وربك يختار وليس لهم الخيرة وما كانت لهم الخيرة أَي ليس لهم أَن يختاروا على الله قال ويجوز أَن يكون ما في معنى الذي فيكون المعنى ويختار الذي كان لهم فيه الخيرة وهو ما تَعَبَّدَهم به أَي ويختار فيما يدعوهم إِليه من عبادته ما لهم فيه الخِيَرَةُ واخْتَرْتُ فلاناً على فلان عُدِّيَ بعلى لأَنه في معنى فَضَّلْتُ وقول قَيْسِ بن ذريحٍ لَعَمْرِي لَمَنْ أَمْسَى وأَنتِ ضَجِيعُه من الناسِ ما اخْتِيرَتْ عليه المَضاجِعُ معناه ما اختيرت على مَضْجَعِه المضاجعُ وقيل ما اختيرت دونه وتصغير مختار مُخَيِّر حذفت منه التاء لأَنها زائدة فأُبدلت من الياء لأَنها أُبدلت منها في حال التكبير وخَيَّرْتُه بين الشيئين أَي فَوَّضْتُ إِليه الخِيارَ وفي الحديث تَخَيَّرُوا لنُطَفِكُمْ أَي اطلبوا ما هو خير المناكح وأَزكاها وأَبعد من الخُبْثِ والفجور وفي حديث عامر بن الطُّفَيْلِ أَنه خَيَّر في ثلاث أَي جَعَلَ له أَن يختار منها واحدة قال وهو بفتح الخاء وفي حديث بَرِيرة أَنها خُيِّرَتْ في زوجها بالضم فأَما قوله خَيَّرَ بين دور الأَنصار فيريد فَضَّلَ بعضها على بعض وتَخَيَّر الشيءَ اختاره والاسم الخِيرَة والخِيَرَة كالعنبة والأَخيرة أَعرف وهي الاسم من قولك اختاره الله تعالى وفي الحديث محمدٌ صلى الله عليه وسلم خِيَرَةُ الله من خلقه وخِيَرَةُ الله من خلقه والخِيَرَة الاسم من ذلك ويقال هذا وهذه وهؤلاء خِيرَتي وهو ما يختاره عليه وقال الليث الخِيرةُ خفيفة مصدر اخْتارَ خِيرة مثل ارْتابَ رِيبَةً قال وكل مصدر يكون لأَفعل فاسم مصدره فَعَال مثل أَفاق يُفِيقُ فَوَاقاً وأَصابل يُصيب صَوَاباً وأَجاب يُجيب جَواباً أُقيم الاسم مكان المصدر وكذلك عَذَّبَ عَذاباً قال أَبو منصور وقرأَ القراء أَن تكون لهم الخِيَرَةُ بفتح الياء ومثله سَبْيٌ طِيَبَةٌ قال الزجاج الخِيَرَة التخيير وتقول إِياك والطِّيَرَةَ وسَبْيٌ طِيَبَةٌ وقال الفراء في قوله تعالى وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخِيَرَةُ أَي ليس لهم أَن يختاروا على الله يقال الخِيرَةُ والخِيَرَةُ كا ذلك لما تختاره من رجل أَو بهيمة يصلح إِحدى
( * قوله « يصلح إحدى إلخ » كذا بالأصل وإن لم يكن فيه سقط فلعل الثالث لفظ ما تختاره ) هؤلاء الثلاثة والاختيار الاصطفاء وكذلك التَّخَيُّرُ ولك خِيرَةُ هذه الإِبل والغنم وخِيارُها الواحد والجمع في ذلك سواء وقيل الخيار من الناس والمال وغير ذلك النُّضَارُ وجمل خِيَار وناقة خيار كريمة فارهة وجاء في الحديث المرفوع أَعطوه جملاً رَباعِياً خِيَاراً جمل خيار وناقة خيار أَي مختار ومختار ابن الأَعرابي نحر خِيرَةَ إِبله وخُورَةَ إِبله وأَنت بالخِيارِ وبالمُخْتارِ سواءٌ أَي اختر ما شئت والاسْتِخارَةُ طلَبُ الخِيرَة في الشيء وهو استفعال منه وفي الحديث كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في كل شيء وخارَ اللهُ لك أَي أَعطاك ما هو خير لك والخِيْرَةُ بسكون الياء الاسم من ذلك ومنه دعاء الاستخارة اللهم خِرْ لي أَي اخْتَرْ لي أَصْلَحَ الأَمرين واجعل لي الخِيْرَة فيه واستخار اللهَ طلب منه الخِيَرَةَ وخار لك في ذلك جعل لك فيه الخِيَرَة والخِيْرَةُ الاسم من قولك خار الله لك في هذا الأَمر والاختيار الاصطفاء وكذلك التَّخَيُّرُ ويقال اسْتَخِرِِ الله يَخِرْ لك والله يَخِير للعبد إِذا اسْتَخارَهُ والخِيرُ بالكسر الكَرَمُ والخِيرُ الشَّرَفُ عن ابن الأَعرابي والخِيرُ الهيئة والخِيرُ الأَصل عن اللحياني وفلان خَيْرِيَّ من الناس أَي صَفِيِّي واسْتَخَارَ المنزلَ استنظفه قال الكميت ولَنْ يَسْتَخِيرَ رُسُومَ الدِّيار بِعَوْلَتِهِ ذُو الصِّبَا المُعْوِلُ واستخارَ الرجلَ استعطفه ودعاه إِليه قال خالد بن زهير الهذلي لَعَلَّك إِمَّا أُمُّ عَمْرٍو تَبَدَّلَتْ سِواكَ خَلِيلاً شاتِمي تَسْتَخِيرُها قال السكري أَي تستعطفها بشتمك إِياي الأَزهري اسْتَخَرْتُ فلاناً أَي استعطفته فما خار لي أَي ما عطف والأَصل في هذا أَن الصائد يأْتي الموضع الذي يظن فيه ولد الظبية أَو البقرة فَيَخُورُ خُوارَ الغزال فتسمع الأُم فإِن كان لها ولد ظنت أَن الصوت صوت ولدها فتتبع الصوت فيعلم الصائد حينئذٍ أَن لها ولداً فتطلب موضعه فيقال اسْتَخَارَها أَي خار لِتَخُورَ ثم قيل لكل من استعطف اسْتَخَارَ وقد تقدّم في خور لأَن ابن سيده قال إِن عينه واو وفي الحديث البَيِّعانِ بالخِيارِ ما لم يَتَفَرَّقَا الخيارُ الاسم من الاختيار وهو طلب خَيْرِ الأَمرين إِما إِمضاء البيع أَو فسحه وهو على ثلاثة أَضرب خيار المجلس وخيار الشرط وخيار النقيصة أَما خيار المجلس فالأَصل فيه قوله البيِّعان بالخيار ما لم يتفرّقا إِلاَّ بَيْعَ الخِيارِ أَي إِلا بيعاً شُرط فيه الخيار فلم يلزم بالتفرق وقيل معناه إِلا بيعاً شرط فيه نفي خيار المجلس فلزم بنفسه عند قوم وأَما خيار الشرط فلا تزيد مدّته على ثلاثة أَيام عند الشافعي أَوَّلها من حال العقد أَو من حال التفرق وأَما خيار النقيصة فأَن يظهر بالمبيع عيب يوجب الرد أَو يلتزم البائع فيه شرطاً لم يكن فيه ونحو ذلك واسْتَخار الضَّبُعَ واليَرْبُوعَ جعل خشبة في موضع النافقاء فخرج من القاصِعاء قال أَبو منصور وجعل الليث الاستخارة للضبع واليربوع وهو باطل والخِيارُ نبات يشبه القِثَّاءَ وقيل هو القثاء وليس بعربي وخِيار شَنْبَر ضرب من الخَرُّوبِ شجره مثل كبار شجر الخَوْخِ وبنو الخيار قبيلة وأَما قول الشاعر أَلا بَكَرَ النَّاعِي بِخَيْرَيْ بَنِي أَسَدْ بِعَمْرِو بن مَسعودٍ وبالسَّيِّدِ الصَّمَدْ فإِنما ثناه لأَنه أَراد خَيِّرَيْ فخففه مثل مَيّتٍ ومَيْتٍ وهَيِّنٍ وهَيْنٍ قال ابن بري هذا الشعر لسَبْرَةَ بن عمرو الأَسدي يرثي عمرو بن مسعود وخالدَ بن نَضْلَةَ وكان النعمان قتلهما ويروى بِخَيْرِ بَني أَسَد على الإِفراد قال وهو أَجود قال ومثل هذا البيت في التثنية قول الفرزدق وقد ماتَ خَيْرَاهُمْ فلم يُخْزَ رَهْطُهُ عَشِيَّةَ بانَا رَهْطُ كَعْبٍ وحاتم والخَيْرِيُّ معرَّب

( دبر ) الدُّبُرُ والدُّبْرُ نقيض القُبُل ودُبُرُ كل شيء عَقِبُه ومُؤخَّرُه وجمعهما أَدْبارٌ ودُبُرُ كلِّ شيء خلاف قُبُلِه في كل شيء ما خلا قولهم
( * قوله « ما خلا قولهم جعل فلان إلخ » ظاهره أن دبر في قولهم ذلك بضم الدال والباء وضبط في القاموس ونسخة من الصحاح بفتح الدال وسكون الموحدة ) جعل فلان قولك دبر أُذنه أَي خلف أُذنه الجوهري الدُّبْرُ والدُّبُرُ خلاف القُبُل ودُبُرُ الشهر آخره على المثل يقال جئتك دُبُرَ الشهر وفي دُبُرِه وعلى دُبُرِه والجمع من كل ذلك أَدبار يقال جئتك أَدْبار الشهر وفي أَدْباره والأَدْبار لذوات الحوافر والظِّلْفِ والمِخْلَبِ ما يَجْمَعُ الاسْتَ والحَياءَ وخص بعضهم به ذوات الخُفِّ والحياءُ من كل ذلك وحده دُبُرٌ ودُبُرُ البيت مؤخره وزاويته وإِدبارُ النجوم تواليها وأَدبارُها أَخذها إِلى الغَرْبِ للغُرُوب آخر الليل هذه حكاية أَهل اللغة قال ابن سيده ولا أَدري كيف هذا لأَن الأَدْبارَ لا يكون الأَخْذَ إِذ الأَخذ مصدر والأَدْبارُ أَسماء وأَدبار السجود وإِدباره أَواخر الصلوات وقد قرئ وأَدبار وإِدبار فمن قرأَ وأَدبار فمن باب خلف ووراء ومن قرأَ وإِدبار فمن باب خفوق النجم قال ثعلب في قوله تعالى وإِدبار النجوم وأَدبار السجود قال الكسائي إِدبار النجوم أَن لها دُبُراً واحداً في وقت السحَر وأَدبار السجود لأَن مع كل سجدة إدباراً التهذيب من قرأَ وأَدبار السجود بفتح الأَلف جمع على دُبُرٍ وأَدبار وهما الركعتان بعد المغرب روي ذلك عن علي بن أَبي طالب كرّم الله وجهه قال وأَما قوله وإِدبار النجوم في سورة الطور فهما الركعتان قبل الفجر قال ويكسران جميعاً وينصبان جائزان ودَبَرَهُ يَدْبُرُه دُبُوراً تبعه من ورائه ودابِرُ الشيء آخره الشَّيْبانِيُّ الدَّابِرَةُ آخر الرمل وقطع الله دابِرَهم أَي آخر من بقي منهم وفي التنزيل فَقُطِعَ دابِرُ القوم الذين ظلموا أَي اسْتُؤْصِلَ آخرُهم ودَابِرَةُ الشيء كَدَابِرِه وقال الله تعالى في موضع آخر وقَضَيْنا إِليه ذلك الأَمْرَ أَن دَابِرَ هؤلاء مقطوع مُصْبِحِين قولُهم قطع الله دابره قال الأَصمعي وغيره الدابر الأَصل أَي أَذهب الله أَصله وأَنشد لِوَعْلَةَ فِدًى لَكُمَا رِجْلَيَّ أُمِّي وخالَتِي غَداةَ الكُلابِ إِذْ تُحَزُّ الدَّوابِرُ أَي يقتل القوم فتذهب أُصولهم ولا يبقى لهم أَثر وقال ابن بُزُرْجٍ دَابِرُ الأَمر آخره وهو على هذا كأَنه يدعو عليه بانقطاع العَقِبِ حتى لا يبقى أَحد يخلفه الجوهري ودُبُرُ الأَمر ودُبْرُه آخره قال الكميت أَعَهْدَكَ مِنْ أُولَى الشَّبِيبَةِ تَطْلُبُ على دُبُرٍ ؟ هَيْهَاتَ شأْوٌ مُغَرِّبُ وفي حديث الدعاء وابْعَثْ عليهم بأْساً تَقْطَعُ به دابِرَهُمْ أَي جميعهم حتى لا يبقى منهم أَحد ودابِرُ القوم آخِرُ من يبقى منهم ويجيء في آخرهم وفي الحديث أَيُّما مُسْلِمٍ خَلَف غازياً ي دابِرَتِه أَي من يبقى بعده وفي حديث عمر كنت أَرجو أَن يعيش رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حتى يَدْبُرَنا أَي يَخْلُفَنا بعد موتنا يقال دَبَرْتُ الرجلَ إِذا بقيت بعده وعَقِبُ الرجل دَابِرُه والدُّبُرُ والدُّبْرُ الظهر وقوله تعالى سَيُهْزَمُ الجمع ويُوَلُّونَ الدُّبُرَ جعله للجماعة كما قال تعالى لا يَرْتَدُّ إِليهم طَرْفُهُمْ قال الفرّاء كان هذا يومَ بدر وقال الدُّبُرَ فوَحَّدَ ولم يقل الأَدْبارَ وكلٌّ جائز صوابٌ تقول ضربنا منهم الرؤوس وضربنا منهم الرأْس كما تقول فلان كثير الدينار والدرهم وقال ابن مقبل الكاسِرِينَ القَنَا في عَوْرَةِ الدُّبُرِ ودابِرَةُ الحافر مُؤَخَّرُه وقيل هي التي تلي مُؤَخَّرَ الرُّسْغِ وجمعها الدوابر الجوهري دَابِرَة الحافر ما حاذى موضع الرسغ ودابرة الإِنسان عُرْقُوبه قال وعلة إِذ تحز الدوابر ابن الأَعرابي الدَّابِرَةُ المَشْؤُومَةُ والدابرة الهزيمة والدَّبْرَةُ بالإِسكان والتحريك الهزيمة في القتال وهو اسم من الإِدْبار ويقال جعل الله عليهم الدَّبْرَةَ أَي الهزيمة وجعل لهم الدَّبْرَةَ على فلان أَي الظَّفَر والنُّصْرَةَ وقال أَبو جهل لابن مسعود يوم بدر وهو مُثْبَتٌ جَريح صَرِيعٌ لِمَنِ الدَّبْرَةُ ؟ فقال لله ولرسوله يا عدوّ الله قوله لمن الدبرة أَي لمن الدولة والظفر وتفتح الباء وتسكن ويقال عَلَى مَنِ الدَّبْرَةُ أَيضاً أَي الهزيمة والدَّابِرَةُ ضَرْبٌ من الشَّغْزَبِيَّة في الصِّرَاعِ والدَّابِرَةُ صِيصِيَةُ الدِّيك ابن سيده دَابِرَةُ الطائر الأُصْبُعُ التي من وراء رجله وبها يَضْرِبُ البَازِي وهي للديك أَسفل من الصِّيصِيَةِ يطأُ بها وجاء دَبَرِيّاً أَي أَخِيراً وفلان لا يصلي الصلاة إِلاَّ دَبَرِيّاً بالفتح أَي في آخر وقتها وفي المحكم أَي أَخيراً رواه أَبو عبيد عن الأَصمعي قال والمُحَدِّثُون يقولون دُبُرِيّاً بالضم أَي في آخر وقتها وقال أَبو الهيثم دَبْرِيّاً بفتح الدال وإِسكان الباء وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال ثلاثة لا يقبل الله لهم صلاة رجلٌ أَتى الصلاةَ دِباراً رجل اعْتَبَدَ مُحرَّراً ورجلٌ أَمَّ قوماً هم له كارهون قال الإِفْرِيقيُّ راوي هذا الحديث معنى قوله دباراً أَي بعدما يفوت الوقت وفي حديث أَبي هريرة أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال « إِن للمنافقين علامات يُعرفون بها تَحِيَّتُهم لَعْنَةٌ وطعامهم نُهْبَةٌ لا يَقْرَبُون المساجد إِلا هَجْراً ولا يأْتون الصلاة إِلا دَبْراً مستكبرين لا يأْلَفُون ولا يُؤْلَفُونَ خُشُبٌ بالليل صُخُبٌ بالنهار قال ابن الأَعرابي قوله دباراً في الحديث الأَوَّل جمع دَبْرٍ ودَبَرٍ وهو آخر أَوقات الشيء الصلاة وغيرها قال ومنه الحديث الآخر لا يأْتي الصلاة إِلا دبْراً يروى بالضم والفتح وهو منصوب على الظرف وفي حديث آخر لا يأْتي الصلاة إِلا دَبَرِيّاً بفتح الباء وسكونها وهو منسوب إِلى الدَّبْرِ آخر الشيء وفتح الباء من تغييرات النسب ونصبه على الحال من فاعل يأْتي قال والعرب تقول العِلم قَبْلِيٌّ وليس بالدَّبَرِيِّ قال أَبو العباس معناه أَن العالم المتقن يجيبك سريعاً والمتخلف يقول لي فيها نظر ابن سيده تبعت صاحبي دَبَرِيّاً إِذا كنت معه فتخلفت عنه ثم تبعته وأَنت تحذر أَن يفوتك ودَبَرَهُ يَدْبِرُه ويَدْبُرُه تَلا دُبُرَه والدَّابِرُ التابع وجاء يَدْبُرُهم أَي يَتْبَعُهُمْ وهو من ذلك وأَدْبَرَ إِدْباراً ودُبْراً ولَّى عن كراع والصحيح أَن الإِدْبارَ المصدر والدُّبْر الاسم وأَدْبَرَ أَمْرُ القوم ولَّى لِفَسادٍ وقول الله تعالى ثم ولَّيتم مدبرين هذا حال مؤكدة لأَنه قد علم أَن مع كل تولية إِدباراً فقال مدبرين مؤكداً ومثله قول ابن دارة أَنا ابْنُ دَارَةَ مَعروفاً لها نسَبي وهَلْ بدارَةَ با لَلنَّاسِ من عارِ ؟ قال ابن سيده كذا أَنشده ابن جني لها نسبي وقال لها يعني النسبة قال وروايتي له نسبي والمَدْبَرَةُ الإِدْبارُ أَنشد ثعلب هذا يُصادِيكَ إِقْبالاً بِمَدْبَرَةٍ وذا يُنادِيكَ إِدْباراً بِإِدْبارِ ودَبَرَ بالشيء ذهب به ودَبَرَ الرجلُ ولَّى وشَيَّخَ ومنه قوله تعالى والليل إِذا دَبَرَ أَي تبع النهارَ قَبْلَه وقرأَ ابن عباس ومجاهد والليل إِذ أَدْبَرَ وقرأَها كثير من الناس والليل إِذا دَبَرَ وقال الفراء هما لغتان دَبَرَ النهار وأَدْبَرَ ودَبَرَ الصَّيْفُ وأَدْبَرَ وكذلك قَبَلَ وأَقْبَلَ فإِذا قالوا أَقبل الراكب أَو أَدبر لم يقولوا إِلا بالأَلف قال وإِنهما عندي في المعنى لَواحدٌ لا أُبْعِدُ اين يأْتي في الرجال ما أَتى في الأَزمنة وقيل معنى قوله والليل إِذا دَبَرَ جاء بعد النهار كما تقول خَلَفَ يقال دَبَرَنِي فلان وخَلَفَنِي أَي جاء بعدي ومن قرأَ والليل إِذا أَدْبَرَ فمعناه ولَّى ليذهب ودَابِرُ العَيْشِ آخره قال مَعْقِلُ ابنُ خُوَيْلِدٍ الهُذَلِيُّ وما عَرَّيْتُ ذا الحَيَّاتِ إِلاَّ لأَقْطَعَ دَابِرَ العَيْشِ الحُبَابِ وذا الحيات اسم سيفه ودابر العيش آخره يقول ما عريته إِلا لأَقتلك ودَبَرَ النهار وأَدْبَرَ ذهب وأَمْسِ الدَّابِرُ الذاهب وقالوا مضى أَمْسِ الدَّابِرُ وأَمْسِ الْمُدْبِرُ وهذا من التطوّع المُشامِّ للتأْكيد لأَن اليوم إِذا قيل فيه أَمْسِ فمعلوم أَنه دَبَرَ لكنه أَكده بقوله الدابر كما بينا قال الشاعر وأَبِي الذي تَرَكَ الملوكَ وجَمْعَهُمْ بِصُهَابَ هامِدَةً كأَمْسِ الدَّابِرِ وقال صَخْرُ بن عمرو الثَّرِيد السُّلَمِي ولقد قَتَلْتُكُمُ ثُناءَ ومَوْحَداً وتَرَكْتُ مُرَّةَ مِثْلَ أَمْسِ الدَّابِرِ ويروى المُدْبِرِ قال ابن بري والصحيح في إِنشاده مثل أَمس المدبر قال وكذلك أَنشده أَبو عبيدة في مقاتل الفرسان وأَنشد قبله ولقد دَفَعْتُ إِلى دُرَيْدٍ طَعْنَةً نَجْلاءَ تُزْغِلُ مثل عَطِّ المَنْحَرِ تُزْغِلُ تُخْرِجُ الدَّمَ قِطَعاً قِطَعاً والعَطُّ الشَّقُّ والنجلاء الواسعة ويقال هيهات ذهب فلان كما ذهب أَمْسِ الدابِرُ وهو الماضي لا يرجع أَبداً ورجل خاسِرٌ دابِرٌ إتباع وسيأْتي خاسِرٌ دابِرٌ ويقال خاسِرٌ دامِرٌ على البدل وإِن لم يلزم أَن يكون بدلاً واسْتَدْبَرَهُ أَتاه من ورائه وقول الأَعشى يصف الخمر أَنشده أَبو عبيدة تَمَزَّزْتُها غَيْرَ مُسْتَدْبِرٍ على الشُّرْبِ أَو مُنْكِرٍ ما عُلِمْ قال قوله غير مستدبر فُسِّرَ غير مستأْثر وإِنما قيل للمستأْثر مستدبر لأَنه إِذا استأْثر بشربها استدبر عنهم ولم يستقبلهم لأَنه يشربها دونهم ويولي عنهم والدَّابِرُ من القداح خلاف القَابِلِ وصاحبه مُدَابِرٌ قال صَخْر الغَيّ الهُذَلِيُّ يصف ماء ورده فَخَضْخَضْتُ صُفْنِيَ في جَمِّهِ خِيَاضَ المُدابِرِ قِدْحاً عَطُوفَا المُدابِرُ المقمور في الميسر وقيل هو الذي قُمِرَ مرة بعد فَيُعَاوِدُ لِيَقْمُرَ وقال الأَصمعي المدابر المُوَلِّي المُعْرِض عن صاحبه وقال أَبو عبيد المدابر الذي يضرب بالقداح ودَابَرْتُ فلاناً عاديته وقولهم ما يَعْرِفُ قَبيلَهُ من دَبِيرِه وفلان ما يَدْرِي قَبِيلاً من دَبِيرٍ المعنى ما يدري شيئاً وقال الليث القَبِيلُ فَتْلُ القُطْنِ والدَّبِيرُ فَتْلُ الكَتَّانِ والصُّوف ويقال القَبِيلُ ما وَلِيَكَ والدَّبِيرُ ما خالفك ابن الأَعرابي أَدْبَرَ الرجلُ إِذا عَرَفَ دَبِيره من قَبيله قال الأَصمعي القَبيل ما أَقبل من الفاتل إِلى حِقْوِه والدَّبِيرُ ما أَدبر به الفاتل إِلى ركبته وقال المفضل القبيل فَوْزُ القِدح في القِمَارِ والدَّبِيرُ خَيْبَةُ القِدْحِ وقال الشيباني القَبيل طاعة الرب والدَّبير معصيته الصحاح الدَّبير ما أَدبرتْ به المرأَة من غَزْلها حين تَفْتِلُه قال يعقوب القَبيلُ ما أَقْبلتَ به إِلى صدرك والدَّبير ما أَدبرتَ به عن صدرك يقال فلان ما يعرف قَبيلاً من دَبير وسنذكر من ذلك أَشياء في ترجمةِ قَبَلَ إِن شاء الله تعالى والدِّبْرَةُ خِلافُ القِبْلَة يقال فلان ما له قِبْلَةٌ ولا دِبْرَةٌ إِذا لم يهتد لجهة أَمره وليس لهذا الأَمر قِبْلَةٌ ولا دِبْرَةٌ إِذا لم يعرف وجهه ويقال قبح الله ما قَبَلَ منه وما دَبَرَ وأَدْبَرَ الرجلَ جعله وراءه ودَبَرَ السَّهْمُ أَي خرج من الهَدَفِ وفي المحكم دَبَرَ السهمُ الهَدَفَ يَدْبُرُه دَبْراً ودُبُوراً جاوزه وسقط وراءه والدَّابِرُ من السهام الذي يخرج من الهَدَفِ ابن الأَعرابي دَبَرَ ردَّ ودَبَرَ تأَخر وأَدْبَرَ إِذا انْقَلَبَتْ فَتْلَةُ أُذن الناقة إِذا نُحِرَتْ إِلى ناحية القَفَا وأَقْبَلَ إِذا صارت هذه الفَتْلَةُ إِلى ناحية الوجه والدَّبَرَانُ نجم بين الثُّرَيَّا والجَوْزاءِ ويقال له التَّابِعُ والتُّوَيْبِعُ وهو من منازل القمر سُمِّيَ دَبَرَاناً لأَنه يَدْبُرُ الثريا أَي يَتْبَعُها ابن سيده الدَّبَرانُ نجم يَدْبُرُ الثريا لزمته الأَلف واللام لأَنهم جعلوه الشيء بعينه قال سيبويه فإِن قيل أَيقال لكل شيء صار خلف شيء دَبَرانٌ ؟ فإِنك قائل له لا ولكن هذا بمنزلة العدْل والعَدِيلِ وهذا الضرب كثير أَو معتاد الجوهري الدَّبَرانُ خمسة كواكب من الثَّوْرِ يقال إِنه سَنَامُه وهو من منازل القمر وجعلتُ الكلامَ دَبْرَ أُذني وكلامَه دَبْرَ أُذني أَي خَلْفِي لم أَعْبَأْ به وتَصَامَمْتُ عنه وأَغضيت عنه ولم أَلتفت إِليه قال يَدَاها كأَوْبِ الماتِحِينَ إِذا مَشَتْ ورِجْلٌ تَلَتْ دَبْرَ اليَدَيْنِ طَرُوحُ وقالوا إِذا رأَيت الثريا تُدْبِرُ فَشَهْر نَتَاج وشَهْر مَطَر أَي إِذا بدأَت للغروب مع المغرب فذلك وقت المطر ووقت نَتاج الإِبل وإِذا رأَيت الشِّعْرَى تُقْبِلُ فمَجْدُ فَتًى ومَجْدُ حَمْلٍ أَي إِذا رأَيت الشعرى مع المغرب فذلك صَمِيمُ القُرِّ فلا يصبر على القِرَى وفعل الخير في ذلك الوقت غير الفتى الكريم الماجد الحرّ وقوله ومجد حمل أَي لا يحمل فيه الثِّقْلَ إِلا الجَمَلُ الشديد لأَن الجمال تُهْزَلُ في ذلك الوقت وتقل المراعي والدَّبُورُ ريح تأْتي من دُبُرِ الكعبة مما يذهب نحو المشرق وقيل هي التي تأْتي من خلفك إِذا وقفت في القبلة التهذيب والدَّبُور بالفتح الريح التي تقابل الصَّبَا والقَبُولَ وهي ريح تَهُبُّ من نحو المغرب والصبا تقابلها من ناحية المشرق قال ابن الأَثير وقول من قال سميت به لأَنها تأْتي من دُبُرِ الكعبة ليس بشيء ودَبَرَتِ الريحُ أَي تحوّلت دَبُوراً وقال ابن الأَعرابي مَهَبُّ الدَّبُور من مَسْقَطِ النَّسْر الطائر إِلى مَطْلَعِ سُهَيْلٍ من التذكرة يكون اسماً وصفة فمن الصفة قول الأَعشى لها زَجَلٌ كَحَفِيفِ الحَصا د صادَفَ باللَّيْلِ رِيحاً دَبُورا ومن الاسم قوله أَنشده سيبويه لرجل من باهلة رِيحُ الدَّبُورِ مع الشَّمَالِ وتارَةً رِهَمُ الرَّبِيعِ وصائبُ التَّهْتانِ قال وكونها صفة أَكثر والجمع دُبُرٌ ودَبائِرُ وقد دَبَرَتْ تَدْبُرُ دُبُوراً ودُبِرَ القومُ على ما لم يسمَّ فاعله فهم مَدْبُورُون أَصابتهم ريح الدَّبُور وأَدْبَرُوا دخلوا في الدَّبور وكذلك سائر الرياح وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نُصِرْتُ بالصَّبَا وأُهْلِكَتْ عادٌ بالدَّبُورِ ورجل أُدابِرٌ للذي يقطع رحمه مثل أُباتِرٍ وفي حديث أَبي هريرة إِذا زَوَّقْتُمْ مَسَاجِدَكُمْ وحَلَّيْتُمْ مَصاحِفَكُمْ فالدَّبارُ عليكم بالفتح أَي الهلاك ورجل أُدابِرٌ لا يقبل قول أَحد ولا يَلْوِي على شيء قال السيرافي وحكى سيبويه أُدابِراً في الأَسماء ولم يفسره أَحد على أَنه اسم لكنه قد قرنه بأُحامِرٍ وأُجارِدٍ وهما موضعان فعسى أَن يكون أُدابِرٌ موضعاً قال الأَزهري ورجل أُباتِرٌ يَبْتُرُ رَحِمَهُ فيقطعها ورجل أُخايِلٌ وهو المُخْتالُ وأُذن مُدابَرَةٌ قطعت من خلفها وشقت وناقة مُدابَرَة شُقت من قِبَلِ قَفاها وقيل هو أَن يَقْرِضَ منها قَرْضَةً من جانبها مما يلي قفاها وكذلك الشاة وناقة ذات إِقْبالَةٍ وإِدْبارة إِذا شُقَّ مُقَدَّمُ أُذنها ومُؤَخَّرُها وفُتِلَتْ كأَنها زَنَمَةٌ وذكر الأَزهري ذلك في الشاة أَيضاً والإِدْبارُ نقيضُ الإِقْبال والاسْتِدْبارُ خلافُ الاستقبال ورجل مُقابَلٌ ومُدابَرٌ مَحْضٌ من أَبويه كريم الطرفين وفلان مُسْتَدْبَرُ المَجْدِ مُسْتَقْبَلٌ أَي كريم أَوَّل مَجْدِهِ وآخِرِه قال الأَصمعي وذلك من الإِقْبالة والإِدْبارَة وهو شق في الأُذن ثم يفتل ذلك فإِذا أُقْبِلَ به فهو الإِقْبالَةُ وإِذا أُدْبِرَ به فهو الإِدْبارة والجِلْدَةُ المُعَلَّقَةُ من الأُذن هي الإِقبالة والإِدبارة كأَنها زَنَمَةٌ والشاة مُدابَرَةٌ ومُقابَلَةٌ وقد أَدْبَرْتُها وقابَلْتُها وناقة ذات إِقبالة وإِدبارة وناقة مُقابَلَة مُدابَرَةٌ أَي كريمة الطرفين من قِبَل أَبيها وأُمها وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه نهى أَن يُضَحَّى بمقابَلَةٍ أَو مُدابَرَةٍ قال الأَصمعي المقابلة أَن يقطع من طرف أُذنها شيء ثم يترك معلقاً لا يَبِين كأَنه زَنَمَةٌ ويقال لمثل ذلك من الإِبل المُزَنَّمُ ويسمى ذلك المُعَلَّقُ الرَّعْلَ والمُدابَرَةُ أَن يفعل ذلك بمؤخر الأُذن من الشاة قال الأَصمعي وكذلك إِن بان ذلك من الأُذن فهي مُقابَلَةٌ ومُدابَرَةٌ بعد أَن كان قطع والمُدَابَرُ من المنازل خلافُ المُقابَلِ وتَدابَرَ القوم تَعادَوْا وتَقاطَعُوا وقيل لا يكون ذلك إِلا في بني الأَب وفي الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تَدَابَرُوا ولا تَقاطَعُوا قال أَبو عبيد التَّدَابُرُ المُصارَمَةُ والهِجْرانُ مأْخوذ من أَن يُوَلِّيَ الرجلُ صاحِبَه دُبُرَه وقفاه ويُعْرِضَ عنه بوجهه ويَهْجُرَه وأَنشد أَأَوْصَى أَبو قَيْسٍ بأَن تَتَواصَلُوا وأَوْصَى أَبو كُمْ ويْحَكُمْ أَن تَدَابَرُوا ؟ ودَبَرَ القومُ يَدْبُرُونَ دِباراً هلكوا وأَدْبَرُوا إِذا وَلَّى أَمرُهم إِلى آخره فلم يبق منهم باقية ويقال عليه الدَّبارُ أَي العَفَاءُ إِذا دعوا عليه بأَن يَدْبُرَ فلا يرجع ومثله عليه العفاء أَي الدُّرُوس والهلاك وقال الأَصمعي الدَّبارُ الهلاك بالفتح مثل الدَّمار والدَّبْرَة نقيضُ الدَّوْلَة فالدَّوْلَةُ في الخير والدَّبْرَةُ في الشر يقال جعل الله عليه الدَّبْرَة قال ابن سيده وهذا أَحسن ما رأَيته في شرح الدَّبْرَة وقيل الدَّبْرَةُ العاقبة ودَبَّرَ الأَمْرَ وتَدَبَّره نظر في عاقبته واسْتَدْبَرَه رأَى في عاقبته ما لم ير في صدره وعَرَفَ الأَمْرَ تَدَبُّراً أَي بأَخَرَةٍ قال جرير ولا تَتَّقُونَ الشَّرَّ حتى يُصِيبَكُمْ ولا تَعْرِفُونَ الأَمرَ إِلا تَدَبُّرَا والتَّدْبِيرُ في الأَمر أَن تنظر إِلى ما تَؤُول إِليه عاقبته والتَّدَبُّر التفكر فيه وفلان ما يَدْرِي قِبَالَ الأَمْرِ من دِباره أَي أَوَّله من آخره ويقال إِن فلاناً لو استقبل من أَمره ما استدبره لَهُدِيَ لِوِجْهَةِ أَمْرِه أَي لو علم في بَدْءِ أَمره ما علمه في آخره لاسْتَرْشَدَ لأَمره وقال أَكْثَمُ بْنُ صَيْفِيٍّ لبنيه يا بَنِيَّ لا تَتَدَبَّرُوا أَعجاز أُمور قد وَلَّتْ صُدُورُها والتَّدْبِيرُ أَن يَتَدَبَّرَ الرجلُ أَمره ويُدَبِّرَه أَي ينظر في عواقبه والتَّدْبِيرُ أَن يُعتق الرجل عبده عن دُبُرٍ وهو أَن يعتق بعد موته فيقول أَنت حر بعد موتي وهو مُدَبَّرٌ وفي الحديث إِن فلاناً أَعتق غلاماً له عن دُبُرٍ أَي بعد موته ودَبَّرْتُ العبدَ إِذا عَلَّقْتَ عتقه بموتك وهو التدبير أَي أَنه يعتق بعدما يدبره سيده ويموت ودَبَّرَ العبد أَعتقه بعد الموت ودَبَّرَ الحديثَ عنه رواه ويقال دَبَّرْتُ الحديث عن فلان حَدَّثْتُ به عنه بعد موته وهو يُدَبِّرُ حديث فلان أَي يرويه ودَبَّرْتُ الحديث أَي حدّثت به عن غيري قال شمر دبَّرْتُ الحديث ليس بمعروف قال الأَزهري وقد جاء في الحديث أَمَا سَمِعْتَهُ من معاذ يُدَبِّرُه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ أَي يحدّث به عنه وقال إِنما هو يُذَبِّرُه بالذال المعجمة والباء أَي يُتْقِنُه وقال الزجاج الذِّبْر القراءةُ وأَما أَبو عبيد فإِن أَصحابه رووا عنه يُدَبِّرُه كما ترى وروى الأَزهري بسنده إِلى سَلاَّمِ بن مِسْكِينٍ قال سمعت قتادة يحدّث عن فلان يرويه عن أَبي الدرداء يُدَبِّرُه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما شَرَقَتْ شمسٌ قَطُّ إِلا بِجَنْبَيْها ملكان يُنادِيانِ أَنهما يُسْمِعَانِ الخلائقَ غَيْرَ الثَّقَلَيْنِ الجن والإِنس أَلا هَلُمُّوا إِلى ربكم فإِنَّ ما قَلَّ وكفَى خَيْرٌ مما كَثُرَ وأَلْهَى اللهم عَجِّلْ لِمُنْفِقٍ خَلَفاً وعَجِّلْ لِمُمْسِكٍ تَلَفاً ابن سيده ودَبَرَ الكتابَ يَدْبُرُه دَبْراً كتبه عن كراع قال والمعروف ذَبَرَه ولم يقل دَبَره إِلا هو والرَّأْيُ الدَّبَرِيُّ الذي يُمْعَنُ النَّظَرُ فيه وكذلك الجوابُ الدَّبَرِيُّ يقال شَرُّ الرَّأْيِ الدَّبَرِيُّ وهو الذي يَسْنَحُ أَخيراً عند فوت الحاجة أَي شره إِذا أَدْبَرَ الأَمْرُ وفات والدَّبَرَةُ بالتحريك قَرْحَةُ الدابة والبعير والجمع دَبَرٌ وأَدْبارٌ مثل شَجَرَةٍ وشَجَرٍ وأَشجار ودَبِرَ البعيرُ بالكسر يَدْبَرُ دَبَراً فهو دَبِرٌ وأَدْبَرُ والأُنثى دَبِرَةٌ ودَبْراءُ وإِبل دَبْرَى وقد أَدْبَرَها الحِمْلُ والقَتَبُ وأَدْبَرْتُ البعير فَدَبِرَ وأَدْبَرَ الرجلُ إِذا دَبِرَ بعيره وأَنْقَبَ إِذا حَفِيَ خُفُّ بعيره وفي حديث ابن عباس كانوا يقولون في الجاهلية إِذا بَرَأَ الدَّبَرُ وعفا الأَثَرُ الدبر بالتحريك الجرح الذي يكون في ظهر الدابة وقيل هو أَن يَقْرَحَ خف البعير وفي حديث عمر قال لامرأَة أَدْبَرْتِ وأَنْقَبْتِ أَي دَبِرَ بعيرك وحَفِيَ وفي حديث قيس بن عاصم إِني لأُفْقِرُ البَكْرَ الضَّرْعَ والنَّابَ المُدْبِرَ أَي التي أَدْبَرَ خَيْرُها والأَدْبَرُ لقب حُجْرِ بن عَدِيٍّ نُبِزَ به لأَن السلاح أَدْبَرَ ظهره وقيل سمي به لأَنه طُعِنَ مُوَلِّياً ودُبَيْرٌ الأَسَدِيُّ منه كأَنه تصغير أَدْبَرَ مرخماً والدَّبْرَةُ الساقية بين المزارع وقيل هي المَشَارَةُ في المَزْرَعَةِ وهي بالفارسية كُرْدَه وجمعها دَبْرٌ ودِبارٌ قال بشر بن أَبي خازم تَحَدَّرَ ماءُ البِئْرِ عن جُرَشِيَّةٍ على جِرْبَةٍ يَعْلُو الدِّبارَ غُرُوبُها وقيل الدِّبارُ الكُرْدُ من المزرعة واحدتها دِبارَةٌ والدَّبْرَةُ الكُرْدَةُ من المزرعة والجمع الدِّبارُ والدِّباراتُ الأَنهار الصغار التي تتفجر في أَرض الزرع واحدتها دَبْرَةٌ قال ابن سيده ولا أَعرف كيف هذا إِلا أَن يكون جمع دَبْرَة على دِبارٍ أُلحقت الهاء للجمع كما قالوا الفِحَالَةُ ثم جُمِعَ الجَمْعُ جَمْعَ السَّلامة وقال أَبو حنيفة الدَّبْرَة البقعة من الأَرض تزرع والجمع دِبارٌ والدَّبْرُ والدِّبْرُ المال الكثير الذي لا يحصى كثرة واحده وجمعه سواء يقال مالٌ دَبْرٌ ومالان دَبْرٌ وأَموال دَبْرٌ قال ابن سيده هذا الأَعرف قال وقد كُسِّرَ على دُبُورٍ ومثله مال دَثْرٌ الفرّاء الدَّبْرُ والدِّبْرُ الكثير من الضَّيْعَة والمال يقال رجل كثير الدَّبْرِ إِذا كان فاشِيَ الضيعة ورجل ذو دَبْرٍ كثير الضيعة والمال حكاه أَبو عبيد عن أَبي زيد والمَدْبُور المجروح والمَدْبُور الكثير المال والدَّبْرُ بالفتح النحل والزنابير وقيل هو من النحل ما لا يَأْرِي ولا واحد لها وقيل واحدته دَبْرَةٌ أَنشد ابن الأَعرابي وهَبْتُهُ من وَثَبَى فَمِطْرَهْ مَصْرُورَةِ الحَقْوَيْنِ مِثْلِ الدَّبْرَهْ وجمعُ الدَّبْرِ أَدْبُرٌ ودُبُورٌ قال زيد الخيل بِأَبْيَضَ من أَبْكَارِ مُزْنِ سَحابَةٍ وأَرْيِ دَبُورٍ شَارَهُ النَّحْلَ عاسِلُ أَراد شاره من النحل وفي الصحاح قال لبيد بأَشهب من أَبكار مزن سحابة وأَري دبور شاره النحلَ عاسل قال ابن بري يصف خمراً مزجت بماء أَبيض وهو الأَشهب وأَبكار جمع بِكْرٍ والمزن السحاب الأَبيض الواحدة مُزْنَةٌ والأَرْيُ العسل وشارَهُ جناه والنحل منصوب بإِسقاط من أَي جناه من النحل عاسل وقبله عَتِيق سُلافاتٍ سِبَتْها سَفِينَةٌ يَكُرُّ عليها بالمِزاجِ النَّياطِلُ والنياطل مكاييل الخمر قال ابن سيده ويجوز أَن يكون الدُّبُورُ جمع دَبْرَةٍ كصخرة وصخور ومَأْنة ومُؤُونٍ والدَّبُورُ بفتح الدال النحل لا واحد لها من لفظها ويقال للزنابير أَيضاً دَبْرٌ وحَمِيُّ الدَّبْرِ عاصم بن ثابت بن أَبي الأَفلح الأَنصاري من أَصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أُصيب يوم أُحد فمنعت النحل الكفار منه وذلك أَن المشركين لما قتلوه أَرادوا أَن يُمَثِّلُوا به فسلط الله عز وجل عليهم الزنابير الكبار تَأْبِرُ الدَّارِعَ فارتدعوا عنه حتى أَخذه المسلمون فدفنوه وقال أَبو حنيفة الدِّبْرُ النحل بالكسر كالدَّبْرِ وقول أَبي ذؤيب بَأَسْفَلِ ذَاتِ الدَّبْرِ أُفْرِدَ خِشْفها وقد طُرِدَتْ يَوْمَيْنِ فهْي خَلُوجُ عنى شُعْبَةً فيها دَبِرٌ ويروي وقد وَلَهَتْ والدَّبْرُ والدِّبْرُ أَيضاً أَولاد الجراد عنه وروى الأَزهري بسنده عن مصعب بن عبد الله الزبيري قال الخَافِقَانِ ما بين مطلع الشمس إِلى مغربها والدَّبْرُ الزنابير قال ومن قال النحل فقد أَخطأَ وأَنشد لامرأَة قالت لزوجها إِذا لَسَعَتْهُ النَّحْلُ لم يَخْشَ لَسْعَها وخالَفَها في بَيْتِ نَوْبٍ عَوامِلُ شبه خروجها ودخولها بالنوائب قال الأَصمعي الجماعة من النحل يقال لها الثَّوْلُ قال وهو الدَّبْرُ والخَشْرَمُ ولا واحد لشيء من هذا ؟ قال الأَزهري وهذا هو الصواب لا ما قال مصعب وفي الحديث فأَرسل الله عليهم الظُّلَّةِ من الدَّبْرِ هو بسكون الباء النحل وقيل الزنابير والظلة السحاب وفي حديث بعض النساء
( * قوله « وفي حديث بعض النساء » عبارة النهاية وفي حديث سكينة ا ه قال السيد مرتضى هي سكينة بنت الحسين كما صرح به الصفدي وغيره ا ه وسكينة بالتصغير كما في القاموس ) جاءت إِلى أُمها وهي صغيرة تبكي فقالت لها ما لَكِ ؟ فقالت مرت بي دُبَيْرَةٌ فَلَسَعَتْنِي بأُبَيْرَةٍ هو تصغير الدَّبْرَةِ النحلة والدَّبْرُ رُقادُ كل ساعة وهو نحو التَّسْبِيخ والدَّبْرُ الموت ودَابَرَ الرجلُ مات عن اللحياني وأَنشد لأُمية بن أَبي الصلت زَعَمَ ابْنُ جُدْعانَ بنِ عَمْ روٍ أَنَّنِي يَوْماً مُدابِرْ ومُسافِرٌ سَفَراً بَعِي داً لا يَؤُوبُ له مُسافِرْ وأَدْبَرَ الرجلُ إِذا مات وأَدْبَرَ إِذا تغافل عن حاجة صديقه وأَدْبَرَ صار له دِبْرٌ وهو المال الكثير ودُبارٌ بالضم ليلة الأَربعاء وقيل يوم الأَربعاء عادِيَّةٌ من أَسمائهم القديمة وقال كراع جاهلية وأَنشد أُرَجِّي أَنْ أَعِيشَ وأَنَّ يَوْمِي بِأَوَّلَ أَو بِأَهْوَنَ أَو جُبارِ أَو التَّالِي دُبارِ فإِن أَفُتْهُ فَمُؤْنِس أَو عَرُوبَةَ أَوْ شِيارِ أَول الأَحَدُ وشِيارٌ السبتُ وكل منها مذكور في موضعه ابن الأَعرابي أَدْبَرَ الرجلُ إِذا سافر في دُبارٍ وسئل مجاهد عن يوم النَّحْسِ فقال هو الأَربعاء لا يدور في شهره والدَّبْرُ قطعة تغلظ في البحر كالجزيرة يعلوها الماء ويَنْضُبُ عنها وفي حديث النجاشي أَنه قال ما أُحِبُّ أَن تكون دَبْرَى لي ذَهبَاً وأَنِّي آذيت رجلاً من المسلمين وفُسِّرَ الدَّبْرَى بالجبل قال ابن الأَثير هو بالقصر اسم جبل قال وفي رواية ما أُحب أَن لي دَبْراً من ذَهَبٍ والدَّبْرُ بلسانهم الجبل قال هكذا فُسِّر قال فهو في الأُولى معرفة وفي الثانية نكرة قال ولا أَدري أَعربي هو أَم لا ودَبَرٌ موضع باليمن ومنه فلان الدَّبَرِيُّ وذاتُ الدَّبْرِ اسم ثَنِيَّةٍ قال ابن الأَعرابي وقد صحفه الأَصمعي فقال ذات الدَّيْرِ ودُبَيْرٌ قبيلة من بني أَسد والأُدَيْبِرُ دُوَيْبَّة وبَنُو الدُّبَيْرِ بطن قال وفي بَنِي أُمِّ دُبَيْرٍ كَيْسُ على الطعَّامِ ما غَبا غُبَيْسُ

( دثر ) الدُّثُورُ الدُّرُوسُ وقد دَثَرَ الرَّسْمُ وتَداثَرَ ودَثَرَ الشيءُ يَدْثُرُ دُثُوراً وانْدَثَر قَدُمَ ودَرَسَ واستعار بعض الشعراء ذلك للحَسَبِ اتساعاً فقال في فِتْيَةٍ بُسُطِ الأَكُفِّ مَسَامِحٍ عند القِتالِ قَدِيمُهُمْ لم يَدْثُرِ أَي حَسَبُهُمْ لم يَبْلَ ولا دَرَسَ وسيفٌ داثِرٌ بعيد العهد بالصِّقالِ ورجل خاسِرٌ داثِرٌ إِتباع وقيل الدَّاثِرُ هنا الهالك وروي عن الحسن أَنه قال حادِثُوا هذه القلوب بذكر الله فإِنها سريعة الدُّثُورِ قال أَبو عبيد سريعة الدُّثُور يعني دُرُوس ذكر الله وامِّحاءَهُ منها يقول اجْلُوها واغسلوا الرَّيْنَ والطَّبَعَ الذي علاها بذكر الله ودُثُورُ النفوس سُرْعَةُ نِسْيانِها تقول للمنزل وغيره إِذا عَفَا ودَرَسَ قد دَثَرَ دُثُوراً قال ذو الرمة أَشاقَتْكَ أَخْلاقُ الرُّسُومِ الدَّواثِرِ وقال شمر دُثُورُ القلوب امِّحاءُ الذكر منها ودُرُوسُها ودُثُورُ النفوس سُرْعَةُ نسيانها ودَثَرَ الرجلُ إِذا علته كَبْرَةٌ واسْتِسْنانٌ وقال ابن شميل الدَّثَرُ الوَسَخُ وقد دَثَرَ دُثُوراً إِذا اتسخ ودَثَرَ السيفُ إِذا صَدِئَ وسيف داثِرٌ وهو البعيد العهد بالصِّقالِ قال الأَزهري وهذا هو الثواب يدل عليه قوله حادِثُوا هذه القلوبَ أَي اجْلُوها واغسلوا عنها الدَّثَرَ والطَّبَعَ بذكر الله تعالى كما يُحادَثُ السيفُ إِذا صُقِلَ وجُلِيَ ومنه قول لبيد كَمِثْلِ السَّيْفِ حُودِثَ بالصِّقالِ أَي جُلِيَ وصُقِلَ وفي حديث أَبي الدرداء أَن القلب يَدْثُرُ كما يَدْثُرُ السيف فجلاؤه ذكر الله أَي يَصْدَأُ كما يصدأُ السيف وأَصل الدُّثُورِ الدُّرُوسُ وهو أَن تَهُبَّ الرياحُ على المنزل فَتُغَشِّي رُسُومَهُ الرملَ وتغطيها بالتراب وفي حديث عائشة دَثَرَ مكانُ البيت فلم يَحُجَّهُ هود عليه السلام ودَثَرَ الطائرُ تَدْثِيراً أَصلح عُشَّهُ وتَدَثَّرَ بالثوب اشتمل به داخلاَ فيه والدِّثارُ ما يُتَدَثَّرُ به وقيل هو ما فوق الشِّعارِ وفي الصحاح الدِّثار كل ما كان فوق الثياب من الشعار وقد تَدَثِّرَ أَي تَلَفَّفَ في الدِّثار وفي حديث الأَنصار أَنتم الشِّعارُ والناس الدِّثارُ الدِّثارُ هو الثوب الذي يكون فوق الشِّعارِ يعني أَنتم الخاصَّةُ والناسُ العامَّةُ ورجل دَثُورٌ مُتَدَثِّرٌ عن ابن الأَعرابي وأَنشد أَلم تَعْلَمِي أَنَّ الصَّعالِيكَ نَوْمُهُمْ قليلٌ إِذا نامَ الدَّثُورُ المُسالِمُ ؟ والدِّثارُ الثوب الذي يُسْتَدْفَأُ به من فوق الشِّعارِ يقال تَدَثَّرَ فلانٌ بالدِّثارِ تَدَثُّراً وادَّثَرَ ادِّثاراً فهو مُدَّثِّرٌ والأَصل مُتَدَثِّر أُدغمت التاء في الدال وشدّدت وقال الفرّاء في قوله تعالى يا أَيها المُدَّثِّرُ يعني المُتَدَثِّر بثيابه إِذا نام وفي الحديث كان إِذا نزل عليه الوحي يقول دثِّرُوني دَثِّرُوني أَي غَطُّوني بما أَدْفَأُ به والدَّثُورُ الكَسْلان عن كراع والدَّثُور أَيضاً الخامل النَّؤُوم والدَّثْرُ بالفتح المال الكثير لا يثنى ولا يجمع يقال مال دَثْرٌ ومالانِ دَثْرٌ وأَموالٌ دَثْرٌ وقيل هو الكثير من كل شيء وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قيل له ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالأُجُورِ قال أَبو عبيد واحد الدُّثُور دَثْرٌ وهو المال الكثير يقال هم أَهلُ دَثْرٍ ودُثُورٍ ومالٌ دَثْرٌ وقال امرؤ القيس لَعَمْرِي لَقَوْمٌ قد تَرَى في دِيارِهِمْ مَرَابِطَ لِلأَمْهارِ والعَكَرِ الدَّثِرْ يعني الإِبل الكثيرة فقال الدَّثِرْ والأَصل الدَّثْر فحرّك الثاء ليستقيم له الشعر الجوهري وعَسْكَرٌ دَثْرٌ أَي كثير إِلاَّ أَنه جاء بالتحريك وفي حديث طَهْفَةَ وابْعَثْ راعِيَها في الدَّثْرِ أَراد بالدَّثْرِ ههنا الخِصْبَ والنباتَ الكثير أَبو عمرو المُتَدَثِّر من الرجال المَأْبُونُ قال وهو المُتَدَأَّمُ والمُتَدَهَّمُ والمِثْفَرُ والمِثْفَارُ ورجل دَثْرٌ غافل وداثِرٌ مثله وقول طفيل إِذا سَاقَها الرّاعِي الدَّثُورُ حَسِبْتَها رِكابَ عِرَاقِيٍّ مَواقِيرَ تَدْفَعُ الدَّثُور البطيء الثقيل الذي لا يكاد يبرح مكانَهُ ودَثَرَ الشجرُ أَوْرَقَ وتَشَعَّبَتْ خِطْرَتُه ودَاثِرٌ اسم قال السيرافي لا أَعرفه إِلاَّ دِثاراً وتَدَثَّرَ فَرَسَه وَثَبَ عليها فركبها وفي المحكم ركبها وجال في مَتْنِها وقيل ركبها من خلفها ويستعار في مثل هذا قال ابن مقبل يصف غيثاً أَصَاخَتْ له فُدْرُ اليَمامَةِ بعدما تَدَثِّرَها من وَبْلِهِ ما تَدَثَّرا وتَدَثَّرَ الفحلُ الناقة أَي تَسَنَّمَها

( دجر ) الدَّجَرُ الحَيْرَةُ وفي التهذيب شبه الحيرة وهو أَيضاً المَرَجُ دَجِرَ بالكسر دَجَراً فهو دَجِرٌ ودَجْرانُ فيهما أَي خَيْران في أَمره قال رؤبة دَجْرَان لم يَشْرَبْ هُناك الخَمْرَا وقال العجاج دَجْرَان لا يَشْعُرُ من حَيْثُ أَتَى وجمعهما دَجَارَى ورجل دَجِرٌ ودَجْرانُ وهو النشيط الذي فيه مع نشاطه أَثر أَبو زيد دَجِرَ الرجلُ دَجَراً وهو الأَحمق الذي يذهب لغير وجهه والدِّجْرُ بكسر الدال اللُّوبياء هذه اللغة الفصحى وحكى أَبو حنيفة الدَّجْرَ والدَّجْرَ بكسر الدال وفتحها قال ابن سيده ولم يحكها غيره إِلاَّ بالكسر وحكي هو وكراع فيه الدُّجْر بضم الدال قال وكذلك قرئ بخط شمر قال أَبو حنيفة هو ضربان أَبيض وأَحمر والدَّجر والدُّجْرُ والدُّجُورُ الخشبة التي تشد عليها حديدة الفدّان ومنهم من يجعلها دُجْرَيْنِ كأَنهما أُذنان والحديدة اسمها السُّنْبَة والفدان اسم لجميع أَدواته والخشبة التي على عنق الثور هي النِّيرُ والسَّمِيقَانِ خشبتان قد شدّتا في العنق والخشبة التي في وسطه يشد بها عِنانُ الوَيْجِ وهو القُنَّاحَةُ والوَيْجُ والمَيْسُ باليمانية اسم الخشبة الطويلة بين الثورين والخشبة التي يمسكها الحرّاث هي المِقْوَمُ قال والمِمْلَقَةُ والعِرْصافُ الخشبة التي في رأْس المَيْسِ يعلق بها القيد قال الأَزهري وهذه حروف صحيحة ذكرها ابن شميل وذكر بعضها ابن الأَعرابي وفي حديث عمر قال اشتر لنا بالنَّوَى دَجْراً الدجر بالفتح والضم اللُّوبياء وقيل هو بالفتح والكسر وأَما بالضم فهو خشبة يشد عليها حديدة الفدان وفي حديث ابن عمر أَنه أَكل الدُّجْرَ ثم غسل يده بالثِّفَالِ وحَبْلٌ مُنْدَجِرٌ رِخْوٌ عن أَبي حنيفة وقال وَتَرٌ مُنْدَجِرٌ رخو والدَّيْجُورُ الظُّلْمَةُ ووصفوا به فقالوا ليل دَيْجُورٌ وليلة دَيْجُورٌ ودَيُجُوجٌ مظلمة ودِيمَةٌ دَيْجُورٌ مظلمة بما تحمله من الماء أَنشد أَبو حنيفة كأَنَّ هَتْفَ القِطُْقِطِ المَنْثُورِ بعد رِذاذِ الدِّيمَةِ الدَّيْجُورِ على قَراهُ فِلَقُ الشُّذُورِ وفي كلام عليّ عليه السلام تَغْرِيدُ ذواتِ المَنْطِقِ في ديَاجِيرِ الأَوْكارِ الدياجيرُ جمعُ دَيْجُور وهو الظلام قال ابن الأَثير والواو والياء زائدتان قال والدَّيْجُور الكثير المتراكم من اليَبِيس شمر الدَّيْجُورُ التراب نفسه والجمع الدَّياجِيرُ ويقال تراب دَيْجُورٌ أَغْبَرُ يَضْرِبُ إِلى السواد كلون الرماد وإِذا كثر يبيس النبات فهو الدَّيْجُور لسواده ابن شميل الدَّيْجُور الكثير من الكلإِ والدِّجْرَانُ بكسر الدال الخَشَبُ المنصوب للتعريش الواحدة دِجْرَانَةٌ

( دحر ) دَحَرَهُ يَدْحَرُهُ دَحْراً ودُحُوراً دَفَعَهُ وأَبعده الأَزهري الدَّحْرُ تبعيدك الشيء عن الشيء وفي التنزيل العزيز ويُقْذَفُونَ من كلِّ جانبٍ دُحُوراً قال الفراء قرأَ الناس بالنصب والضم فمن ضمها جعلها مصدراً كقولك دَحْرتُه دُحُوراً ومن فتحها جعلها اسماً كأَنه قال يقذفون بِداحِرٍ وبما يَدْحَرُ قال الفراء ولست أَشتهي الفتح لأَنه لو وجه على ذلك على صحة لكان فيها الباء كما تقول يُقْذَفُونَ بالحجارة ولا يقال يُقْذَفُونَ الحجارة وهو جائز قال وقال الزجاج معنى قوله دُحُوراً أَي يُدْحَرُونَ أَي يُباعَدُونَ وفي حديث عرفة ما من يَوْمٍ إِبليس فيه أَدْحَرُ ولا أَدْحَقُ منه في يوم عرفة الدَّحْرُ الدَّفْعُ بِعُنْفٍ على سبيل الإِهانة والإِذلال والدَّحْقُ الطرد والإِبعاد وأَفعل التي للتفضيل من دُحِرَ ودُحِقَ كأَشْهَرَ وأَجَنَّ من شُهِرَ وَجُنَّ وقد نزل وصف الشيطان بأَنه أَدحر وأَدحق منزلة وصف اليوم به لوقوع ذلك فيه فلذلك قال من يوم عرفة كأَنّ اليوم نفسه هو الأَدْحَرُ والأَدْحَقُ وفي حديث ابن ذي يَزَنَ ويُدحَرُ الشيطانُ وفي الدعاء اللهم ادْحَرْ عنا الشيطان أَي ادْفَعْهُ واطْرُدْهُ ونَحِّهِ والدُّحُورُ الطرد والإِبعاد قال الله عز وجل اخرج منها مَذْؤُوماً مَدْحُوراً أَي مُقْصًى وقيل مطروداً

( دحمر ) دَحْمَرَ القِرْبَةَ ملأَها ودَحْمُورٌ دُوَيبَّةٌ

( دخر ) دَخَرَ الرجلُ بالفتح يَدْخَرُ دُخُوراً فهو دَاخِرٌ ودَخِرَ دَخَراً ذَلَّ وصَغُرَ يَصْغُرُ صَغَاراً وهو الذي يفعل ما يؤمر به شاء أَو أَبى صاغِراً قَمِيئاً والدَّخَرُ التحير والدُّخُورُ الصَّغَارُ والذل وأَدْخَرَهُ غيره قال الله تعالى وهم داخرون قال الزجاج أَي صاغرون قال ومعنى الآية أَو لم يروا إِلى ما خلق الله من شيء يَتَفيَّأُ ظلاله عن اليمين والشمائل سُجَّداً لله وهم داخرون إِن كل ما خلقه الله من جسم وعظم ولحم وشجر ونجم خاضع ساجد لله قال والكافر وإِن كفر بقلبه ولسانه فنفس جسمه وعظمه ولحمه وجميع الشجر والحيوانات خاضعة لله ساجدة وروي عن ابن عباس أَنه قال الكافر يسجد لغير الله وظله يسجد لله قال الزجاج وتأُويلُ الظل الجِسْمُ الذي عنه الظل وفي قوله تعالى سيدخلون جهنم داخرين قال في الحديث الداخر الذليل المُهان

( دخدر ) الدَّخَّدَارُ ثوب أَبيض مَصُونٌ وهو بالفارسية تَخْتَ دَار أَي يُمْسِكُه التَّخْتُ أَي ذو تخت قال الكميت يصف سحاباً تَجْلُو البَوارِقُ عنه صَفْحَ دَخْدَارِ والدَّخْدَارُ ضرب من الثياب نفيس وهو معرّب الأَصل فيه تختار أَي صين في التخت وقد جاء في الشعر القديم

( ددر ) الدَّوْدَرَى العظيم الخصيتين لم يستعمل إِلاَّ مزيداً إِذ لا يعرف في الكلام مثل دَدَرَ

( درر ) دَرَّ اللبنُ والدمع ونحوهما يَدِرُّ ويَدُرُّ دَرّاً ودُرُوراً وكذلك الناقة ذا حُلِبَتْ فأَقبل منها على الحالب شيء كثير قيل دَرَّتْ وإِذا اجتمع في الضرع من العروق وسائر الجسد قيل دَرَّ اللبنُ والدِّرَّةُ بالكسر كثرة اللبن وسيلانه وفي حديث خزيمة غاضت لها الدِّرَةُ وهي اللبن إِذا كثر وسال واسْتَدَرَّ اللبنُ والدمع ونحوهما كثر قال أَبو ذؤيب إِذا نَهَضَتْ فيهِ تَصَعَّدَ نَفْرُها كَقِتْر الغلاءِ مُسْتَدِرٌّ صِيابُها استعار الدَّرَّ لشدة دفع السهام والاسم الدِّرَّةُ والدَّرَّة ويقال لا آتيك ما اخْتَلَفَتِ الدِّرَّةُ والجِرَّةُ واختلافهما أَن الدِّرَّةَ تَسْفُلُ والجِرَّةَ تَعْلُو والدَّرُّ اللبن ما كان قال طَوَى أُمَّهاتِ الدَّرِّ حتى كأَنها فَلافِلُ هِندِيٍّ فَهُنَّ لُزُوقُ أُمهاتُ الدَّر الأَطْباءُ وفي الحديث أَنه نهى عن ذبح ذوات الدَّرِّ أَي ذوات اللبن ويجوز أَن يكون مصدرَ دَرَّ اللبن إِذا جرى ومنه الحديث لا يُحْبَسُ دَرُّكُم أَي ذواتُ الدَّرِّ أَراد أَنها لا تحشر إِلى المُصَدِّقِ ولا تُحْبَسُ عن المَرْعَى إِلى أَن تجتمع الماشية ثم تعدّ لما في ذلك من الإِضرار بها ابن الأَعرابي الدَّرُّ العمل من خير أَو شر ومنه قولهم لله دَرُّكَ يكون مدحاً ويكون ذمّاً كقولهم قاتله الله ما أَكفره وما أَشعره وقالوا لله دَرُّكَ أَي لله عملك يقال هذا لمن يمدح ويتعجب من عمله فإِذا ذم عمله قيل لا دَرَّ دَرُّهُ وقيل لله دَرُّك من رجل معناه لله خيرك وفعالك وإِذا شتموا قالوا لا دَرَّ دَرُّه أَي لا كثر خيره وقيل لله دَرُّك أَي لله ما خرج منك من خير قال ابن سيده وأَصله أَن رجلاً رأَى آخر يحلب إِبلاً فتعجب من كثرة لبنها فقال لله دَرُّك وقيل أَراد لله صالح عملك لأَن الدرّ أَفضل ما يحتلب قال بعضهم وأَحسبهم خصوا اللبن لأَنهم كانوا يَقَصِدُون الناقة فيشربون دمها ويَقْتَطُّونَها فيشربون ماء كرشها فكان اللبنُ أَفضلَ ما يحتلبون وقولهم لا دَرَّ دَرُّه لا زكا عمله على المثل وقيل لا دَرَّ دَرُّه أَي لا كثر خيره قال أَبو بكر وقال أَهل اللغة في قولهم لله دَرُّه الأَصل فيه أَن الرجل إِذا كثر خيره وعطاؤه وإِنالته الناس قيل لله درُّه أَي عطاؤه وما يؤخذ منه فشبهوا عطاءه بِدَرِّ الناقة ثم كثر استعمالهم حتى صاروا يقولونه لكل متعجب منه قال الفرّاء وربما استعملوه من غير أَن يقولوا لله فيقولون دَرَّ دَرُّ فلان ولا دَرَّ دَرُّه وأَنشد دَرَّ دَرُّ الشَّبابِ والشَّعَرِ الأَسْ ودَ وقال آخَر لا دَرَّ دَرِّيَ إِن أَطْعَمْتُ نازِلَهُمْ قِرْفَ الحَتِيِّ وعندي البُرُّ مَكْنُوزُ وقال ابن أَحمر بانَ الشَّبابُ وأَفْنَى ضِعفَهُ العُمُرُ للهِ دَرِّي فَأَيَّ العَيْشِ أَنْتَظِرُ ؟ تعجب من نفسه أَيّ عيش منتظر ودَرَّت الناقة بلبنها وأَدَرَّتْهُ ويقال درَّت الناقة تَدِرُّ وتَدُرُّ دُرُوراً ودَرّاً وأَدَرَّها فَصِيلُها وأَدَرَّها مارِيها دون الفصيل إِذا مسح ضَرْعَها وأَدَرَّت الناقة فهي مُدِرٌّ إِذا دَرَّ لبنها وناقة دَرُورٌ كثيرةُ الدَّرِّ ودَارٌّ أَيضاً وضَرَّةٌ دَرُورٌ كذلك قال طرفة من الزَّمِرَاتِ أَسبل قادِماها وضَرَّتُها مُرَكَّنَةٌ دَرُورُ وكذلك ضَرْعٌ دَرُورٌ وإِبل دُرُرٌ ودُرَرٌ ودُرَّارٌ مِثل كافر وكُفَّارٍ قال كانَ ابْنُ أَسْمَاءَ يَعْشُوها ويَصْبَحُها من هَجْمَةٍ كَفَسِيلِ النَّخْلِ دُرَّارِ قال ابن سيده وعندي أَن دُرَّاراً جمع دَارَّةٍ على طرح الهاء واسْتَدَرَّ الحَلُوبَةَ طلب دَرَّها والاسْتِدْرَارُ أَيضاً أَن تمسح الضَّرْعَ بيدك ثم يَدِرَّ اللبنُ ودَرَّ الضرع يَدُرُّ دُروراً ودَرَّت لِقْحَةُ المسلمين وحَلُوبَتُهُمْ يعني فَيْئَهم وخَرَاجَهم وَأَدَرَّهُ عُمَّالُه والاسم من كل ذلك الدِّرَّةُ ودَرَّ الخَرَاجُ يَدِرُّ إِذا كثر وروي عن عمر رضي الله عنه أَنه أَوصى إِلى عماله حين بعثهم فقال في وصيته لهم أَدِرُّوا لِقْحَةَ المسلمين قال الليث أَراد بذلك فيئهم وخراجهم فاستعار له اللِّقْحَةَ والدِّرَّةَ ويقال للرجل إِذا طلب الحاجة فَأَلَحَّ فيها أَدَرَّها وإِن أَبَتْ أَي عالجها حتى تَدِرَّ يكنى بالدَّرِّ هنا عن التيسير ودَرَّت العروقُ إِذا امتلأَت دماً أَو لبناً ودَرَّ العِرْقُ سال قال ويكون دُرورُ العِرْقِ تتابع ضَرَبانه كتتابع دُرُورِ العَدْوِ ومنه يقال فرس دَرِيرٌ وفي صفة سيدنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في ذكر حاجبيه بينهما عِرْقٌ يُدِرُّه الغضب يقول إِذا غضب دَرَّ العِرْقُ الذي بين الحاجبين ودروره غلظه وامتلاؤه وفي قولهم بين عينيه عِرْقٌ يُدِرُّه الغضب ويقال يحرّكه قال ابن الأَثير معناه أَي يمتلئ دماً إِذا غضب كما يمتلئ الضرع لبناً إِذا دَرَّ ودَرَّت السماء بالمطر دَرّاً ودُرُوراً إِذا كثر مطرها وسماء مِدْرَارٌ وسحابة مِدْرَارٌ والعرب تقول للسماء إِذا أَخالت دُرِّي دُبَس بضم الدال قاله ابن الأَعرابي وهو من دَرَّ يَدُرُّ والدِّرَّةُ في الأَمطار أَن يتبع بعضها بعضاً وجمعها دِرَرٌ وللسحاب دِرَّةٌ أَي صَبٌّ والجمع دِرَرٌ قال النَّمِرُ بن تَوْلَبٍ سَلامُ الإِلهِ ورَيْحانُه ورَحْمَتُهُ وسَمَاءٌ دِرَرْ غَمامٌ يُنَزِّلُ رِزْقَ العِبَادِ فَأَحْيَا البِلاَد وطَابَ الشَّجَرْ سماءٌ دَرَرٌ أَي ذاتُ دِرَرٍ وفي حديث الاستسقاء دِيَماً دِرَراً هو جمع دِرَّةٍ يقال للسحاب دِرَّة أَي صَبُّ واندقاق وقيل الدِّرَرُ الدارُّ كقوله تعالى دِيناً قِيَماً أَي قائماً وسماء مِدْرارٌ أَي تَدِرُّ بالمطر والريحُ تُدِرُّ السَّحابَ وتَسْتَدِرُّه أَي تَسْتَجْلبه وقال الحادِرَةُ واسمه قُطْبَةُ بن أَوس الغَطَفَانِيُّ فَكأَنَّ فاها بَعْدَ أَوَّلِ رَقْدَةٍ ثَغَبٌ بِرابَِيَةٍ لَذيذُ المَكْرَعِ بِغَرِيضِ سارِيَةٍ أَدَرَّتْهُ الصَّبَا من ماء أَسْحَرَ طَيِّبَ المُسْتَنْقَعِ والثغب الغدير في ظل جبل لا تصيبه الشمس فهو أَبرد له والغريض الماء الطري وقت نزوله من السحاب وأَسحرُ غديرٌ حُرُّ الطِّين قال ابن بري سمي هذا الشاعر بالحادرة لقول زَبَّانَ بنَ سَيَّارٍ فيه كأَنَّكَ حادِرَةُ المَنْكِبَيْ نِ رَصْعَاءُ تُنْقِضُ في حادِرِ قال شبهه بِضفْدَعَةٍ تُنْقِضُ في حائر وإِنقاضها صوتها والحائر مُجْتَمَعُ الماء في مُنْخَفِضٍ من الأَرض لا يجد مَسْرَباً والحادرة الضخمة المنكبين والرصعاء والرسحاء الممسوحة العجيزة وللسَّاقِ دِرَّةٌ اسْتِدْارَارٌ للجري وللسُّوقِ درَّة أَي نَفَاقٌ ودَرَّت السُّوقُ نَفَقَ متاعها والاسم الدِّرَّة ودَرَّ الشيء لانَ أَنشد ابن الأَعرابي إِذا اسْتَدْبَرَتْنا الشمسُ دَرَّتْ مُتُونُنا كأَنَّ عُرُوقَ الجَوفِ يَنْضَحْنَ عَنْدَما وذلك لأَن العرب تقول إِن استدبار الشمس مَصَحَّةٌ وقوله أَنشده ثعلب تَخْبِطُ بالأَخْفَافِ والمَنَاسِمِ عن دِرَّةٍ تَخْضِبُ كَفَّ الهاشِمِ فسره فقال هذه حرب شبهها بالناقة ودِرَّتُها دَمُها ودَرَّ النباتُ الْتَفَّ ودَرَّ السِّراجُ إِذا أَضاء وسراج دارٌّ ودَرِيرٌ ودَرَّ الشيءُ إِذا جُمِعَ ودَرَّ إِذا عُمِلَ والإِدْرارُ في الخيل أَن يُقِلَّ الفرسُ يَدَهُ حين يَعْتِقُ فيرفعها وقد يضعها ودَرَّ الفرسُ يَدِرٌ دَرِيراً ودِرَّةً عدا عَدْواً شديداً ومَرَّ على دِرَّتِهِ أَي لا يثنيه شيء وفرس دَرِيرٌ مكتنز الخَلْقِ مُقْتَدِرٌ قال امرؤ القيس دَرِيرٌ كَخُذْرُوف الوَليدِ أَمَرَّهُ تَتابُعُ كَفَّيهِ بِخَيْطٍ مُوَصَّلِ ويروي تَقَلُّبُ كفيه وقيل الدَّرِير من الخيل السريع منها وقيل هو السريع من جميع الدواب قال أَبو عبيدة الإِدْرَارُ في الخيل أَن يَعْتِقَ فيرفع يداً ويضعها في الخبب وأَنشد أَبو الهيثم لما رَأَتْ شيخاً لها دَرْدَرَّى في مِثلِ خَيطِ العَهِنِ المُعَرَّى قال الدردرّى من قولهم فرس دَرِيرٌ والدليل عليه قوله في مثل خيط العهن المعرّى يريد به الخذروف والمعرّى جعلت له عروة وفي حديث أَبي قِلابَةَ صليت الظهر ثم ركبت حماراً دَرِيراً الدرير السريع العدو من الدواب المكتنز الخلق وأَصل الدَّرِّ في كلام العرب اللبنُ ودَرَّ وَجْهُ الرجل يَدِرُّ إِذا حسن وجهه بعد العلة الفرّاء والدِّرْدَرَّى الذي يذهب ويجيء في غير حاجة وأَدَرَّت المرأَةُ المِغْزَلَ وهي مُدِرَّةٌ ومُدِرٌّ الأَخيرة على النَّسَب إِذا فتلته فتلاً شديداً فرأَيته كأَنه واقف من شدة دورانه قال وفي بعض نسخ الجمهرة الموثوق بها إِذا رأَيته واقفاً لا يتحرك من شدّة دورانه والدَّرَّارَةُ المِغْزَلُ الذي يَغْزِلُ به الراعي الصوفَ قال جَحَنْفَلٌ يَغَزِلُ بالدَّرَّارَة وفي حديث عمرو بن العاص أَنه قال لمعاوية أَتيتك وأَمْرُك أَشدُّ انْفِضاحاً من حُقِّ الكَهُولِ فما زلتُ أَرُمُّه حتى تَرَكْتُه مِثْلَ فَلْكَةِ المُدِرِّ قال وذكر القتيبي هذا الحديث فغلط في لفظه ومعناه وحُقُّ الكَهُول بيت العنكبوت وأَما المدرّ فهو بتشديد الراء الغَزَّالُ ويقال للمِغزَلِ نفسه الدَّرَّارَةُ والمِدَرَّةُ وقد أَدرّت الغازلة دَرَّارَتَها إِذا أَدارتها لتستحكم قوّة ما تغزله من قطن أَو صوف وضرب فلكة المدرّ مثلاً لإِحكامه أَمره بعد استرخائه واتساقه بعد اضطرابه وذلك لأَن الغَزَّال لا يأْلو إِحكاماً وتثبيتاً لِفَلْكَةِ مِغْزَلِه لأَنه إِذا قلق لم تَدِرَّ الدَّرَّارَةُ وقال القتيبي أَراد بالمدرّ الجارية إِذا فَلَكَ ثدياها ودَرَّ فيهما الماء يقول كان أَمرك مسترخياً فأَقمته حتى صار كأَنه حَلَمَةُ ثَدْيٍ قد أَدَرَّ قال والأَول الوجه ودَرَّ السهم دُرُوراً دَارَ دَوَرَاناً جيداً وأَدَرَّه صاحِبُه وذلك إِذا وضع السهم على ظفر إِبهام اليد اليسرى ثم أَداره بإِبهام اليد اليمنى وسبابتها حكاه أَبو حنيفة قال ولا يكون دُرُورُ السهم ولا حنينه إِلا من اكتناز عُودِه وحسن استقامته والتئام صنعته والدِّرَّة بالكسر التي يضرب بها عربية معروفة وفي التهذيب الدِّرَّة دِرَّةُ السلطان التي يضرب بها والدُّرَّةُ اللؤلؤة العظيمة قال ابن دريد هو ما عظم من اللؤلؤ والجمع دُرُّودُرَّاتٌ ودُرَرٌ وأَنشد أَبو زيد للربيع بن ضبع الفزاري أَقْفَزَ من مَيَّةَ الجَريبُ إِلى الزُّجْ جَيْنِ إِلاَّ الظِّبَاءَ والبَقَرَا كأَنَّها دُرَّةٌ مُنَعَّمَةٌ في نِسْوَةٍ كُنَّ قَبْلَها دُرَرَا وكَوْكَبٌ دُرِّيُّ ودِرِّيُّ ثاقِبٌ مُضِيءٌ فأَما دُرِّيٌّ فمنسوب إِلى الدُّرِّ قال الفارسي ويجوز أَن يكون فُعِّيْلاً على تخفيف الهمزة قلباً لأَن سيبويه حكي عن ابن الخطاب كوكب دُرِّيءٌ قال فيجوز أَن يكون هذا مخففاً منه وأَما دِرِّيٌّ فيكون على التضعيف أَيضاً وأَما دَرِّيٌّ فعلى النسبة إِلى الدُّرِّ فيكون من المنسوب الذي على غير قياس ولا يكون على التخفيف الذي تقدم لأَن فَعِّيْلاً ليس من كلامهم إِلاَّ ما حكاه أَبو زيد من قولهم سَكِّينةٌ في السِّكِّينَةِ وفي التنزيل كأَنها كوكب دُرِّيٌّ قال أَبو إِسحق من قرأَه بغير همزة نسبه إِلى الدُّر في صفائه وحسنه وبياضه وقرئت دِرِّيٌّ بالكسر قال الفراء ومن العرب من يقول دِرِّيٌّ ينسبه إِلى الدُّرِّ كما قالوا بحر لُجِّيُّ ولِجِّيٌّ وسُخْرِيٌّ وسِخْرِيٌّ وقرئ دُرِّيء بالهمزة وقد تقدم ذكره وجمع الكواكب دَرَارِيّ وفي الحديث كما تَرَوْنَ الكوكب الدُّرِّيَّ في أُفُقِ السماء أَي الشَّدِيدَ الإِنارَةِ وقال الفراء الكوكب الدُّرِّيُّ عند العرب هو العظيم المقدار وقيل هو أَحد الكواكب الخمسة السَّيَّارة وفي حديث الدجال إِحدى عينيه كأَنها كوكب دُرِّيَّ ودُرِّيٌّ السيف تَلأْلُؤُه وإِشراقُه إِما أَن يكون منسوباً إِلى الدُّرّ بصفائه ونقائه وإِما أَن يكون مشبهاً بالكوكب الدريّ قال عبدالله بن سبرة كلُّ يَنُوءُ بماضِي الحَدَّ ذي شُطَبٍ عَضْبٍ جَلا القَيْنُ عن دُرِّيِّه الطَّبَعَا ويروي عن ذَرِّيِّه يعني فِرِنْدَهُ منسوب إِلى الذَّرِّ الذي هو النمل الصغار لأَن فرند السيف يشبه بآثار الذر وبيت دُرَيْد يروى على الوجهين جميعاً وتُخْرِجُ منه ضَرَّةُ القَوْمِ مَصْدَقاً وطُول السُّرَى دُرِّيَّ عَضْب مُهَنَّدِ وذَرِّيَّ عضب ودَرَرُ الطريق قصده ومتنه ويقال هو على دَرَرِ الطريق أَي على مَدْرَجَتِه وفي الصحاح أَي على قصده ويقال دَارِي بِدَرَر دَارِك أَي بحذائها إِذا تقابلتا ويقال هما على دَرَرٍ واحد بالفتح أَي على قصد واحد ودَرَرُ الريح مَهَبُّها وهو دَرَرُك أَي حِذاؤك وقُبالَتُكَ ويقال دَرَرَك أَي قُبالَتَكَ قال ابن أَحمر كانَتْ مَنَاجِعَها الدَّهْنَا وجانِبُها والقُفُّ مما تراه فَوْقَه دَرَرَا واسْتَدَرَّتِ المِعْزَى أَرادت الفحل الأُمَوِيُّ يقال للمعزى إِذا أَرادت الفحل قد اسْتَدَرَّت اسْتِدْراراً وللضأْن قد اسْتوْبَلَتِ اسِتيبالاً ويقال أَيضاً اسْتَذْرَتِ المِعْزَى اسْتِذْرَاءً من المعتل بالذال المعجمة والدَّرُّ النَّفْسُ ودفع الله عن دَرِّه أَي عن نَفْسه حكاه اللحياني ودَرُّ اسم موضع قالت الخنساء أَلا يا لَهْفَ نَفْسِي بعدَ عَيْشٍ لنا بِجُنُوبِ دَرَّ فَذي نَهِيقِ والدَّرْدَرَةُ حكاية صوت الماء إِذا اندفع في بطون الأَودية والدُّرْدُورُ موضع في وسط البحر يجيش ماؤُه لا تكاد تَسْلَمُ منه السفينة يقال لَجَّجُوا فوقعوا في الدُّرْدُورِ الجوهري الدُّرْدُور الماء الذي يَدُورُ ويخاف منه الغرق والدُّرْدُرُ مَنْبِتُ الأَسنان عامة وقيل منبتها قبل نباتها وبعد سقوطها وقيل هي مغارزها من الصبي والجمع الدَّرَادِر وفي المثل أَعْيَيْتِني بأُشُرٍ فكيف أَرجوك بِدُرْدُرٍ ؟ قال أَبو زيد هذا رجل يخاطب امرأَته يقول لم تَقْبَلِي الأَدَبَ وأَنت شابة ذات أُشُرٍ في ثَغْرِكِ فكيف الآن وقد أَسْنَنْتِ حتى بَدَتْ دَرَادِرُكِ وهي مغارز الأَسنان ؟ ودَرِدَ الرجلُ إِذا سقطت أَسنانه وظهرت دَرادِرُها وجمعه الدُّرُدُ ومثله أَعْيَيْتَني من شُبَّ إِلى دُبَّ أَي من لَدُنْ شَبَبْتَ إِلى أَن دَبَبْتَ وفي حديث ذي الثُدَيَّةِ المقتولِ بالنَّهْروان كانت له ثُدَيَّةٌ مثل البَضْعَةِ تَدَرْدَرُ أَي تَمَزْمَزُ وتَرَجْرَج تجيء وتذهب والأَصل تَتَدَرْدَرُ فحذفت إِحدى التاءين تخفيفاً ويقال للمرأَة إِذا كانت عظيمة الأَليتين فإِذا مشت رجفتا هي تدردر وأَنشد أُقْسِمُ إِن لم تأْتِنا تَدَرْدَرُ لَيُقْطَعَنَّ من لِسانٍ دُرْدُرُ قال والدُّرْدُرُ ههنا طَرف اللسان ويقال هو أَصل اللسان وهو مَغْرِز السِّنِّ في أَكثر الكلام ودَرْدَرَ البُسْرَةَ دلكها بدُرْدُرِه ولاكَها ومنه قول بعض العرب وقد جاءه الأَصمعي أَتيتني وأ&#