الجمعة، 15 أبريل 2022

مجلد{27} و{28} لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري حواشي اليازجي

27 .   اولا .

مجلد{27} لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري حواشي اليازجي

 

( زمل ) زَمَلَ يَزْمِل ويَزْمُلُ زِمَالاً عَدَا وأَسْرَعَ مُعْتَمِداً في أَحد شِقَّيْه رافعاً جنبه الآخر وكأَنه يعتمد على رِجْل واحدة وليس له بذلك تَمَكُّنُ المعتمِد على رجليه جميعاً والزِّمَال ظَلْع يصيب البعير والزَّامِل من الدواب الذي كأَنه يَظْلَع في سَيْره من نشاطه زَمَلَ يَزْمُل زَمْلاً وزَمَالاً وزَمَلاناً وهو الأَزْمَل قال ذو الرمة راحَتْ يُقَحِّمُها ذو أَزْمَلٍ وُسِقَتْ له الفَرائشُ والسُّلبُ القَيادِيدُ والدابة تَزْمُل في مشيها وعَدْوِها زَمالاً إِذا رأَيتها تتحامل على يديها بَغْياً ونَشاطاً وأَنشد تراه في إِحْدى اليَدَيْن زامِلا الأَصمعي الأَزْمَل الصوت وجمعه الأَزامِل ؤَنشد الأَخفش تَضِبُّ لِثاتُ الخَيْل في حَجَراتها وتَسْمَع من تحت العَجاج لها آزْمَلا يريد أَزْمَل فحذف الهمزة كما قالوا وَيْلُمِّه والأَزْمَل كل صوت مختلط والأَزْمَلُ الصوت الذي يخرج من قُنْب الدابة وهو وِعاء جُرْدانه قال ولا فعل له وأَزْمَلةُ القِسِيِّ رَنِينُها قال وللقِسِيِّ أَهازِيجٌ وأَزْمَلةٌ حِسّ الجَنوب تَسوق الماء والبَرَدا والأُزْمُولة والإِزْمَوْلة المُصَوَّت من الوُعول وغيرها قال ابن مقبل يصف وَعِلاً مُسِنًّا عَوْداً أَحَمَّ القَرا أُزْمُولةً وَقِلاً على تُراث أَبيه يَتْبَع القُذَفا والأَصمعي يرويه إِزْمَوْلة وكذلك رواه سيبويه وكذلك رواه الزبيدي في الأَبنية والقُذَف جمع قُذْفة مثل غُرْفة وغُرَف ويقال هو إِزْمَوْل وإِزْمَوْلة بكسر الأَلف وفتح الميم قال ابن جني إِن قلت ما تقول في إِزْمَوْل أَمُلْحَق هو أَم غير مُلْحق وفيه كما ترى مع الهمزة الزائدة الواوُ زائدة قيل هو مُلْحَق بباب جِرْدَحْلٍ وذلك أَن الواو التي فيه ليست مَدًّا لأَنها مفتوح ما قبلها فشابهت الأُصول بذلك فأُلْحِقت بها والقول في إِدْرَوْنٍ كالقول في إِزمَوْلٍ وهو مذكور في موضعه وقال أَبو الهيثم الأُزْمُولة من الأَوعال الذي إِذا عَدا زَمَل في أَحد شِقَّيه من زَمَلَتِ الدابةُ إذا فَعَلَتْ ذلك قال لبيد فَهْوَ سَحَّاجٌ مُدِلٌّ سَنِقٌ لاحق البطن إِذا يَعْدُو زَمَل الفراء فَرَسٌ أُزْمُولة أَو قال إِزْمَولة إِذا انشمر في عَدْوِه وأَسْرَع ويقال للوَعِل أَيضاً أُزْمُولة في سرعته وأَنشد بيت ابن مقبل أَيضاً وفَسَّره فقال القُذَفُ القُحَمُ والمَهالِكُ يريد المَفاوِز وقيل أَراد قُذَف الجبال قال وهو أَجود والزَّامِلة البَعير الذي يُحْمَل عليه الطعامُ والمتاع ابن سيده الزَّامِلة الدابة التي يُحْمَل عليها من الإِبل وغيرها والزَّوْمَلة واللَّطِيمة العِيرُ التي عليها أَحمالها فأَما العِيرُ فهي ما كان عليها أَحمالُها وما لم يكن ويقال للإِبِل اللَّطِيمة والعِير والزَّوْمَلة وقول بعض لُصوص العرب أَشْكُو إِلى الله صَبْري عن زَوامِلِهم وما أُلاقي إِذا مَرُّوا من الحَزَن يجوز أَن يكون جمع زاملة والزِّمْلة بالكسر ما التفَّ من الجَبَّار والصَّوْرِ من الوَدِيِّ وما فات اليدَ من الفَسِيل كُلُّه عن الهَجَري والزَّمِيل الرَّدِيف على البعير الذي يُحْمَل عليه الطعام والمتاع وقيل الزَّمِيل الرَّدِيف على البعير والرَّدِيف على الدابة يتكلم به العرب وزَمَله يَزْمُله زَمْلاً أَردفه وعادَلَه وقيل إِذا عَمِل الرجلان على بعيريهما فهُما زَمِيلانِ فإِذا كانا بلا عمل فهما رَفِيقان ابن دريد زَمَلْتُ الرَّجلَ على البعير فهو زَمِيلٌ ومَزْمول إِذا أَردفته والمُزامَلة المُعادَلة على البعير وزامَلْته عادلته وفي الحديث أَنه مَشى على زَمِيل الزَّمِيل العَدِيل الذي حِمْلُه مع حِمْلك على البعير وزامَلني عادَلَني والزَّمِيل أَيضاً الرفيق في السفر الذي يعينك على أُمورك وهو الرَّدِيف أَيضاً ومنه قيل الأَزامِيل للقِسِيِّ وهو جمع الأَزْمَل وهو الصوت والياء للإِشباع وفي الحديث للقِسِيّ أَزامِيل وغَمْغَمة والغَمْغَمة كلام غير بَيِّن والزامِلة بعير يَسْتَظْهِر به الرجلُ يَحْمِل عليه متاعه وطعامه قال ابن بري وهَجا مَرْوانُ بنُ سليمان بن يحيى بن أَبي حَفْصة قوماً من رُواة الشِّعر فقال زَوامِل للأَشعار لا عِلْم عندهم بجَيِّدها إِلا كعِلْم الأَباعر لعَمْرُك ما يَدْري البعيرُ إِذا غدا بأَوساقِه أَو راح ما في الغَرائر وفي حديث ابن رَواحَة أَنه غزا معه ابن أَخيه على زامِلة هو البعير الذي يُحْمَل عليه الطعام والمتاع كأَنَّها فاعِلة من الزَّمْل الحَمْلِ وفي حديث أَسماء كانت زِمالة رسول الله صلى الله عليه وسلم وزِمالة أَبي بكر واحدة أَي مَركوبهما وإِداوتُهما وما كان معهما في السفر والزَّامِل من حُمُر الوحش الذي كأَنه يَظْلَع من نَشاطه وقيل هو الذي يَزْمُل غيرَه أَي يَتْبَعه وزَمَّل الشيءَ أَخفاه أَنشد ابن الأَعرابي يُزَمِّلون حَنينَ الضِّغْن بَيْنَهُم والضِّغْن أَسْودُ أَو في وَجْهه كَلَف وزَمَّله في ثوبه أَي لَفَّه والتَّزَمُّل التلفُّف بالثوب وقد تَزَمَّل بالثوب وبثيابه أَي تَدَثَّر وزَمَّلْته به قال امرؤ القيس كأَنَّ أَباناً في أَفانين وَدْقِه كبير أُناسٍ في بِجادٍ مُزَمَّل وأَراد مُزَمَّل فيه أَو به ثم حذف الجارِّ فارتفع الضمير فاستتر في اسم المفعول وفي التنزيل العزيز يا أَيُّها المُزَّمِّل قال أَبو إِسحق المُزَّمِّل أَصله المُتَزَمِّل والتاء تدغم في الزاي لقربها منها يقال تَزَمَّل فلان إِذا تَلَفَّف بثيابه وكل شيء لُفِّف فقد زُمِّل قال أَبو منصور ويقال للِفافة الراوية زِمالٌ وجمعه زُمُلٌ وثلاثة أَزْمِلةٍ ورجل زُمَّالٌ وزُمَّيْلة وزِمْيَلٌّ إِذا كان ضعيفاً فَسْلاً وهو الزَّمِل أَيضاً وفي حديث قَتْلى أُحُد زَمَّلوهم بثيابهم أَي لُفُّوهم فيها وفي حديث السقيفة فإِذا رجل مُزَمَّل بين ظَهْرانَيْهم أَي مُغَطًّى مُدَثَّر يعني سعد بن عُبَادة والزِّمْل الكَسْلان والزُّمَل والزُّمِّل والزُّمَّيْلُ والزُّمَيْلة والزُّمَّال بمعنى الضعيف الجَبان الرَّذْل قال أُحَيْحة ولا وأَبيك ما يُغْني غَنائي من الفِتْيانِ وَمَّيْلٌ كَسُولُ وقالت أُمّ تأَبْط شَرًّا واابناه واابن اللَّيْل ليس بزُمَّيْل شَرُوبٌ للقَيْل يَضْرب بالذَّيْل كمُقْرَب الخَيْل والزُّمَّيْلة الضعيفة قال سيبويه غَلَب على الزُّمَّل الجمع بالواو والنون لأَن مؤنثه مما تدخله الهاء والزِّمْل الحِمْل وفي حديث أَبي الدرداء لَئِن فَقَدْتموني لتَفْقِدُنَّ زِمْلاً عظيماً الزَّمْل الحِمْل يريد حِمْلاً عظيماً من العلم قال الخطابي ورواه بعضهم زُمَّل بالضم والتشديد وهو خطأٌ أَبو زيد الزُّمْلة الرُّفْقة وأَنشد لم يَمْرِها حالبٌ يوماً ولا نُتِجَتْ سَقْباً ولا ساقَها في زُمْلةٍ حادي النضر الزَّوْمَلة مثل الرُّفْقة والإِزْمِيل شَفْرة الحَذَّاء قال عَبْدة بن الطبيب عَيْرانة يَنْتَحِي في الأَرض مَنْسِمُها كما انْتَحَى في أَدِيم الصِّرْف إِزْمِيلُ ورجل إِزْمِيلٌ شديد الأَكل شبه بالشَّفْرة قال طرفة تَقُدُّ أَجوازَ الفَلاة كما قُدَّ بإِزْمِيل المعين حَوَر والحَوَر أَديمٌ أَحمر والإِزْمِيل حديدة كالهلال تجعل في طرف رُمح لصيد بقر الوحش وقيل الإِزْمِيل المِطْرَقة ورَجُلٌ إِزْمِيلٌ شديد قال ولا بِغُسّ عَنِيد الفُحْشِ إِزْمِيل وأَخذ الشيء بزَمَلته وأَزْمَله وأَزْمُله وأَزْمَلته أَي بأَثاثه وتَرَك زَمَلة وأَزْمَلة وأَزْمَلاً أَي عيالاً ابن الأَعرابي خَلَّف فلان أَزْمَلَة من عِيال وأَنشد نَسَّى غُلامَيْك طِلابَ العِشْق زَوْمَلةٌ ذات عَبَاء بُرْق ويقال عِيَالات أَزْمَلة أَي كثيرة أَبو زيد خرج فلان وخَلَّف أَزْمَلَة وخرج بأَزْمَلة إِذا خَرَج بأَهله وإِبله وغنمه ولم يُخَلِّف من ماله شيئاً وأَخذ الشيء بأَزْمَله أَي كُلَّه وازْدَمل فلان الحِمْل إِذا حَمَله والازْدِمال احتمال الشيء كُلِّه بمَرَّة واحدة وازْدَمَل الشيءَ احتمله مَرَّة واحدة والزِّمْل عند العرب الحِمْل وازْدَمل افتعل منه أَصله ازْتَمله فلما جاءت التاء بعد الزاي جعلت دالاً والزَّمَل الرَّجَز قال لا يُغْلب النازعُ ما دام الزَّمَل إِذا أَكَبَّ صامِتاً فقد حَمَل يقول ما دام يَرْجُز فهو قَوِيٌّ على السعي فإِذا سكت ذهبت قوّته قال ابن جني هكذا رويناه عن أَبي عمرو الزَّمَل بالزاي المعجمة ورواه غيره الرَّمَل بالراء أَيضاً غير معجمة قال ولكل واحد منهما صحة في طريق الاشتقاق لأَن الزَّمَل الخِفَّة والسُّرْعة وكذلك الرَّمَل بالراء أَيضاً أَلا ترى أَنه يقال زَمَلَ يَزْمُل زِمالاً إِذا عَدَا وأَسرع معتمداً على أَحد شِقَّيه كأَنه يعتمد على رجل واحدة وليس له تمكن المعتمد على رِجْليه جميعاً والزِّمَال مشي فيه ميل إِلى أَحد الشِّقَّين وقيل هو التحامل على اليدين نشاطاً قال مُتَمَّم بن نُوَيْرة فَهْيَ زَلُوجٌ ويَعْدُو خَلْفَها رَبِدٌ فيه زِمَالٌ وفي أَرساغه جَرَدُ ابن الأَعرابي يقال للرجل العالم بالأَمر هو ابن زَوْمَلتها أَي عالِمُها قال وابن زَوْمَلة أَيضاً ابن الأَمَة وزَامِل وزَمْلٌ وزُمَيْل أَسماء وقد قيل إِن زَمْلاً وزُمَيْلاً هو قاتل ابن دارة وإِنهما جميعاً اسمان له وزُمَيْل بن أُمِّ دينار من شعرائهم وزَوْمَل اسم رجل وقيل اسم امرأَة أَيضاً وزامِلٌ فرس معاوية بن مِرْداس

( زمهل ) ماء مُزْمَهِلٌّ صافٍ الأَزهري يقال ازْمَهَلَّ المطرُ ازْمِهْلالاً إِذا وقع وازْمَهَلَّ الثلجُ إِذا سال بعد ذَوبَانه

( زنبل ) التهذيب في الرباعي زَنْبَل اسم وهو القَصِير من الرجال والزَّنْبِيل والزِّنْبِيْل لغة في الزَّبِيل

( زنجل ) الأُموي وابن الأَعرابي الزِّنْجِيل الضَّعيف بالنون وقال الفراء الزِّئجِيل مهموز وهو الزُّؤَاجِل والزِّنْجِيل القويُّ الضَّخْم

( زنجبيل ) الزَّنْجَبِيل مما ينبت في بلاد العرب بأَرض عُمَان وهو عروق تسري في الأَرض ونباته شبيه بنبات الرَّاسَن وليس منه شيء بَرِّيًّا وليس بشجر يؤكل رطْباً كما يؤكل البَقْلُ ويستعمل يابساً وأَجوده ما يؤتى به من الزِّنْج وبلاد الصِّين وزعم قوم أَن الخَمْر يسمى زَنْجَبيلاً قال وزَنْجَبِيل عاتِق مُطَيَّب وقيل الزَّنْجَبِيل العود الحِرِّيف الذي يَحْذِي اللسان وفي التنزيل العزيز في خَمْر الجَنَّة كان مِزَاجُها زَنْجَبِيلاً والعرب تصف الزَّنْجَبِيل بالطيب وهو مستطاب عندهم جِدًّا قال الأَعشى يذكر طعم ريق جارية كأَن القَرنْفُلَ والزَّنْجَبِي لَ باتا بِفيها وأَرْياً مَشُورا قال فجائز أَن يكون الزَّنْجَبيل في خَمْر الجَنَّة وجائز أَن يكون مِزَاجَها ولا غائلة له وجائز أَن يكون اسْماً للعَين التي يؤخذ منها هذا الخَمْر واسمه السَّلْسَبِيل أَيضاً

( زندبيل ) الزَّنْدَبِيل الفِيل ابن الأَعرابي هو الفِيلُ والكُلْثُوم والزَّنْدَبِيل

( زنفل ) الزَّنْفَلة أَن يتحرَّك في مشيه كأَنه مُثْقَل بِحِمْل وزَنْفَل في مشيه تَحَرَّك كالمُثْقَل بالحِمْل وزَنْفَلٌ من أَسماء العرب وهو اسم رجل ومنه زَنْفَلٌ العرَفيُّ أَحد فُقَهاء مكة وأُمُّ زَنْفَل الداهيةُ حكاها ابن دريد عن أَبي عثمان قال ولم أَسمعها إِلا منه ابن الأَعرابي زَنْفَلَ الرجلُ إِذا رَقَصَ رَقْصَ النَّبَط

( زنكل ) الزَّوَنْكَلُ القَصِير وكذلك الزَّوَنَّكُ وقد تقدم قال الشاعر وبَعْلُها زَوَنَّكٌ زَوَنْزَى يَفْزَعُ إِن فُزِّعَ بالضَّبَغْطَى

( زهل ) الزَّهَل امْلِيسَاسُ الشيء وبياضُه زَهِل زَهَلاً والزُّهْلول الأَمْلَس من كل شيء وفي قَصِيد كعب بن زهير يَمْشِي القُرادُ عليها ثم يُزْلِقُه عنها لَبانٌ وأَقْرابٌ زَهالِيلُ الأَقراب الخواصر ابن الأَعرابي الزُّهْلول الأَمْلَسُ الظهر والزَّهْل التباعد من الشرِّ والزاهِل المطمئن القلب وزُهْلولٌ جَبَلٌ قال ابن بري وذكر الوزير المغربي أَن الزُّهْلول الحيَّة لها عُرْفٌ

( زول ) الزَّوَال الذَّهاب والاسْتِحالة والاضْمِحْلال زالَ يَزُول زَوَالاً وزَوِيلاً وزُؤُولاً هذه عن اللحياني قال ذو الرمة وبَيْضاء لا تَنْحاشُ مِنَّا وأُمُّها إِذا ما رَأَتْنا زِيلَ مِنَّا زَوِيلُها أَراد بالبيضاء بَيْضة النَّعامة لا تَنْحاش مِنَّا أَي لا تَنْفِرُ وأُمُّها النعامة التي باضَتْها إِذا رأَتنا ذُعِرَت منا وجَفَلَتْ نافرة وذلك معنى قوله زِيلَ مِنَّا زَوِيلُها وزالَ الشيءُ عن مكانه يَزُول زَوَالاً وأَزاله غيره وزَوَّله فانزَال وما زال يَفْعل كذا وكذا وحكى أَبو الخطاب أَن ناساً من العرب يقولون كِيدَ زيدٌ يفعل كذا وما زِيلَ يفعل كذا يريدون كاد وزال فنقلوا الكسر إِلى الكاف في فَعِل كما نقلوا في فَعِلْتُ وأَزَلْتُه وزوَّلْتُه وزِلْتُه أَزالُه وأَزِيلُه وزُلْت عن مكاني أَزُول زَوَالاً وزُؤُولاً وأَزَلْتُ غيري إِزالة كل ذلك عن اللحياني ابن الأَعرابي الزَّوْل الحَرَكة يقال رأَيت شَبَحاً ثم زالَ أَي تحَرَّك وزالَ القومُ عن مكانهم إِذا حاصوا عنه وتَنَحَّوْا أَبو الهيثم يقال اسْتَحِل هذا الشخصَ واسْتَزِلْه أَي انظُر هل يَحول أَي يَتحَرَّك أَو يَزول أَي يفارق موضعه والزَّوَّال الذي يتحرَّك في مشيه كثيراً وما يقطعه من المسافة قليل وأَنشد أَبو عمرو البُحْتُرِ المُجَدَّرِ الزَّوَّال قال ابن بري الرجز لأَبي الأَسود العجلي قال وهو مُغَيَّر كُلُّه
( * قوله « وهو مغير كله » عبارة الصاغاني في التكملة عن الجوهري البحتر المجذر الزوّال وهو تصحيف قبيح والصواب الزوّاك بالكاف والرجز كافيّ )
والذي أَنشده أَبو عمرو البُهْتُرِ المُجَذَّرِ الزَّوَّاكِ وقبله تَعَرَّضَتْ مُرَيْئَةُ الحَيَّاكِ لِناشِئٍ دَمَكْمَكٍ نَيَّاكِ والمُجَذَّر والجَيْذَرُ القَصير وفي حديث كعب بن مالك رأَى رَجُلاً مُبَيَّضاً يَزُول به السَّرابُ أَي يرفعه ويُظهره يقال زال به السرابُ إِذا ظَهَرَ شَخْصُه فيه خَيَالاً ومنه قول كَعب بن زهير يَوْماً تَظَلُّ حِدابُ الأَرضِ يَرْفَعُها من اللَّوامِعِ تَخْلِيطٌ وتَزْيِيلُ يريد أَن لَوامِعَ السَّراب تَبْدو دُون حِدابِ الأَرض فترفعها تارة وتَخْفِضها أُخرى والزَّوْلُ الزَّوَلانُ وزالَ المُلْكُ زَوَالاً وزَالَ زَوالُه إِذا دُعِي له بالإِقامة وأَزَالَ اللهُ زَوَالَه وقال يعقوب يقال أَزَالَ اللهُ زوالَه وزَالَ اللهُ زَوالَه يدعو له بالهلاك والبلاء هكذا قال والصواب يدعو عليه وقول الأَعشى هَذا النَّهارَ بَدَا لها منْ هَمِّها ما بالُها باللَّيل زَالَ زَوالَها ؟ قيل معناه زَالَ الخَيالُ زَوالَها قال ابن الأَعرابي وإِنما كَرِه الخيالَ لأَنه يَهِيج شَوْقَه وقد يكون على اللغة الأَخيرة أَي أَزالَ اللهُ زَوالَها ويقوِّي ذلك رواية أَبي عمرو إِياه بالرفع زالَ زوالُها على الإِقواء قال أَبو عمرو هذا مَثَلٌ للعرب قديم تستعمله هكذا بالرفع فسمعه الأَعشى فجاء به على استعماله والأَمثال تُؤَدَّى على ما فَرَط به أَولُ أَحوال وقوعها كقولهم أَطِّرِي إِنَّكِ ناعِلة والصَّيْفَ ضَيَّعْتِ اللَّبَنَ وأَطْرِقْ كَرَا وأَصْبِحْ نَوْمانُ يُؤَدَّى ذلك في كل موضع على صوته التي أُنشئ في مبدئه عليها وغير أَبي عمرو روى هذا المثَل بالنصب بغير إِقواء على معنى زالَ عنَّا طَيْفُها بالليل كزَوالها هي بالنهار وقال أَبو بكر زالَ زَوالَها أَي أَزال اللهُ زوَالَها أَي زالَ خَيالُها حين تَزُول فنصب زوالَها في قوله على الوقت ومَذْهَب المَحَلِّ ويقال رُكوبي رُكوبَ الأَمير والمَصادِرُ المؤَقَّتة تجري مجرى الأَوقات ويقال أَلْقى عَبْدَالله خُروجَه من منزله أَي حينَ خروجه ابن السكيت يقال أَزَاله عن مكانه يُزِيله وحكي زِيلَ زَوالُه ويقال زَالَ الشيءَ من الشيء يَزِيله زَيْلاً إِذا مازَه وزِلْتُه فلم يَنْزَلْ قال أَبو منصور وهذا يحقق ما قاله أَبو بكر في قوله زَالَ زَوالَها انه بمعنى أَزال اللهُ زوالَها والازْدِيالُ الإِزالة وقال كثير أَحاطَتْ يَداه بالخِلافة بَعْدَما أَرادَ رِجالٌ آخَرُونَ ازْدِيالَها وقوله عز وجل فَأَزَلَّهما الشيطانُ فَسَّره ثعلب فقال معناه نحَّاهما عن مَوْضِعهما والزَّوَائل النجوم لزوالها من المشرق إِلى المغرب في استدارتها والزَّوَال زَوالُ الشمس وزَوالُ المُلْكِ ونحوِ ذلك مما يَزُول عن حاله وزَالَتِ الشمسُ زَوالاً وزُوُولاً بغير همز كذلك نَصَّ عليه ثعلب وزِيالاً وزَوَلاناً زَلَّتْ عن كَبِد السماء وزالَ النهارُ ارتفع من ذلك وفي حديث جُنْدب الجُهَنِيِّ والله لقد خالَطَه سَهْمايَ ولو كان زائِلةً لتَحَرَّك الزائلة كل شيء من الحيوان يَزُول عن مكانه ولا يستَقِرُّ في مكانه يقع على الإِنسان وغيره وكأَن هذا المَرْمِيّ قد سَكَّن نفسَه لا يَتَحرَّك لئلا يُحَسَّ به فيُجْهَز عليه ومن ذلك قول الشاعر وكُنْتُ امْرَأً أَرْمِي الزَّوائِلَ مَرَّةً فأَصْبَحْتُ قد وَدَّعْتُ رَمْيَ الزَّوائل وعَطَّلْتُ قَوْسَ الجَهْلِ عن شَرَعاتِها وعادَتْ سِهامي بين رَثٍّ وناصِل وهذا رَجُلٌ كان يَخْتِل النساء في شَبِيبته بحسنه فلما شابَ وأَسَنَّ لم تَصْبُ إِليه امرأَة والشَّرَعاتُ الأَوتار واحدتها شَرْعَة وفي قصِيد كعب في فِتْيَةٍ من قُرَيشٍ قال قائِلُهم ببَطْنِ مَكَّة لَمَّا أَسْلَموا زُولوا أَي انْتَقِلوا عن مَكَّة مُهاجِرِين إِلى المدينةِ ويقال فلان يَرْمِي الزَّوائل إِذا كان طَبًّا بإِصْباء النساء إِليه والزوائل الصَّيْد وازْدَال رَمَى الزَّوائل والزوائل النساء على التشبيه بالوَحْش قال فأَصْبَحْتُ قد وَدَّعْتُ رَمْيَ الزَّوائل وزَالَتِ الخيلُ برُكْبانِها زِيالاً نَهَضَتْ قال النابغة كأَنّ رَحْلي وقد زَالَ النَّهارُ بنا يَوْمَ الحُلَيْلِ على مُسْتَأْنسٍ وَحِدِ
( * قوله « يوم الحليل إلخ » كذا بالأصل هنا بالمهملة وفي ديوان النابغة يوم الجَلِيلِ وتقدم في ترجمة انس شطر قريب من هذا بذي الجليل على مستأنس وحد وهما موضعان نص عليهما ياقوت في المعجم )
وقيل معناه ذَهَبَ وتمَطَّى وقيل بَرِحَ كقوله عهدي بهم يومَ باب القريتين وقد زَالَ الهَمَالِيجُ بالفُرْسانِ واللُّجُمِ وزَالَ الظِّلُّ زَوَالاً كزَوال الشمس غير أَنهم لم يَقُولوا زُوُولاً كما قالوا في الشمس وزَالَ زائلُ الظِّل إِذا قامَ قائمُ الظهيرة وعَقَلَ وزَالَ عن الرأْي يَزُولُ زُؤُولاً هذه عن اللحياني وزَالَتْ ظُعُنُهُم زَيْلُولةً إِذا ائْتَوَوْا مكانهم ثم بَدا لهم عنه أَيضاً وقالوا لما رآني زَالَ زَوالُه وزَوِيلُه من الذُّعْر والفَرَق أَي جَانِبُه وأَنشد بيت ذي الرُّمَّة وقد تقدم وأَنشد أَبو حنيفة لأَيوب بن عَبابة ويَأْمَنُ رُعْيانُها أَن يَزُو لَ منها إِذا أَغْفَلُوها الزَّوِيل ويقال أَخَذَه الزَّوِيلُ والعَوِيلُ لأَمْرٍ مَّا أَي أَخذه البكاء والحركة والقَلَق ويقال زِيلَ زَوِيلُه أَي بَلَغَ مكنونَ نَفْسه ويقال للرجل إِذا فَزِعَ من شيء وحَذِرَ زِيلَ زَوِيلُه وورد في حديث قتادة أَخَذه العَوِيلُ والزَّوِيلُ أَي القَلَق والانزعاج بحيث لا يستقرُّ على المكان وهو والزَّوَال بمعنى وفي حديث أَبي جهل يَزُولُ في الناس أَي يُكْثِر الحركة ولا يَسْتَقِرُّ ويروى يَرْفُل وفي حديث معاوية أَن رجلين تَدَاعَيَا عنده وكان أَحَدُهما مِخْلَطاً مِزْيَلاً المِزْيَل بكسر الميم وسكون الزاي الجَدِلُ في الخصومات الذي يَزُولُ من حُجَّة إِلى حجَّة والميم زائدة والمُزَاوَلة معالجة الشيء يقال فلان يُزَاوِل حاجة له قال أَبو منصور وهذا كله من زَالَ يَزُولُ زَوْلاً وزَوَلاناً وزاوَلْته مُزَاوَلةً أَي عالجته وزَاوَله عَالَجَه أَنشد ثعلب لابن خارجة فَوَقَفْتُ مُعْتاماً أُزَاوِلُها بمُهَنَّدٍ ذي رَوْنَقٍ عَضْب والمُزَاوَلة المُحَاولة والمُعَالَجة وقال رجل لآخر عَيَّره بالجُبْن والله ما كنتُ جَبَاناً ولكني زَاوَلْتُ مُلْكاً مُؤَجَّلاً وقال زهير فبِتْنَا وُقوفاً عند رَأْسِ جَوادِنا يُزَاوِلُنا عن نَفْسه ونُزَاوِلُه وتَزَاولوا تَعَالَجُوا وزَاوَلَه مُزَاوَلَةً وزِوالاً حاوَلَه وطَالَبه وكُلُّ مطالِبٍ مُحَاوِل مُزَاوِلٌ وتَزَوَّلَه وزَوَّلَه أَجاءه حكاه الفارسي عن أَبي زيد والزَّوْلُ الخفِيف الظَّرِيف يُعْجَب من ظَرْفه والجمع أَزْوالٌ وزَالَ يَزُول إِذا تَظَرَّف والأُنْثى زَوْلَة ووَصِيفَةٌ زَوْلَة نافِذة في الرَّسائل وتَزَوَّل تَنَاهَى ظَرْفُه والزَّوْل الغُلام الظَّريف والزّوْل الصَّقْر والزَّوْلُ فَرْجُ الرَّجُل والزَّوْل الشجاع الذي يَتَزايل الناسُ من شجاعته وأَنشد ابن السكيت في الزَّوْل لكثير بن مُزَرِّد لَقَدْ أَرُوحُ بالكِرامِ الأَزْوال مُعَدِّياً لذات لَوْثٍ شِمْلال والزَّوْل الجَواد والزَّوْلة المرأَة البَرْزَة ويقال هي الفَطِنَةُ الدَّاهِية وفي حديث النساء بِزَوْلةٍ وجَلْسٍ هو من ذلك وقيل الظَّرِيفة والزَّوْل الخفيف الحركات والزَّوْل العَجَب وزَوْلٌ أَزْوَل على المبالغة قال الكميت فقد صِرْت عَمًّا لها بالمَشِي بِ زَوْلاً لَدَيْها هو الأَزْوَلُ ابن بري قال أَبو السَّمْح الأَزْوَل أَن يأْتيه أَمر يَمْنَعه الفِرَار والزَّوْل الخَفِيف وأَنشد القَزَّاز تَلِين وتَسْتَدْني له شَدَنِيَّةٌ مع الخائف العَجْلانِ زَوْلٌ وُثُوبُها

( زيل ) زِلْتُ الشيءَ من مكانه أَزِيلُه زَيْلاً لغة في أَزَلْته قاله الجوهري قال ابن بري صوابه زِلْتُه زَيْلاً أَي أَزَلْته وزِلْتُه زَيْلاً أَي مِزْتُه ابن سيده وغيره زَالَ الشيءَ زَيْلاً وأَزَاله إِزَالةً وإِزَالاً الأَخيرة عن اللحياني وزَيَّلَه فتَزَيَّل كل ذلك فَرَّقَه فتفَرَّق وفي التنزيل العزيز فزَيَّلْنا بَيْنَهم وهو فَعَّلْت لأَنك تقول في مصدره تَزْيِيلاً قال ولو كان فَيْعَلْت لقلت زَيَّلَةً وقال مُرَّة أَزَلْت الضأْنَ من المَعَز والبِيضَ من السُّود إِزَالاً وإِزَالَةً وكذلك زِلْتُها أَزِيلُها زَيْلاً أَي مَيَّزْت قال الأَزهري أَمَّا زَالَ يَزِيلُ فإِن الفراء قال في قوله تعالى فزَيَّلْنا بينهم قال ليست من زُلْت وإِنما هي من زِلْتُ الشيءَ فأَنا أَزِيلُه إِذا فَرَّقْتَ ذا من ذا وأَبَنْتَ ذا من ذا وقال فزَيَّلْنا لكثرة الفعل ولو قَلَّ لقلت زِلْ ذا من ذا كقولك مِزْ ذا من ذا قال وقرأَ بعضهم فزَايَلْنا بينهم وهو مثل قولك لا تُصَعِّر ولا تُصَاعِرْ وعاقَدَ وعَقَّد وقال تعالى لو تَزَيَّلوا لعَذَّبنا الذين كفروا يقول لو تَمَيَّزوا وأَنشد أَبو الهيثم للكميت أَرادوا أَن تُزايِلَ خَالقاتٌ أَدِيمَهُمُ يَقِسْنَ ويَفْتَرِينا والزِّيالُ الفِراق والتَّزَايُل التباين وقال القتيبي في تفسير قوله فَزَيَّلْنا أَي فَرّقنا وهو مِنْ زَالَ يَزُولُ وأَزَلْته أَنا قال أَبو منصور وهذا غلط من القتيبي ولم يميز بين زال يَزُول وزَالَ يَزِيل كما فَعَل الفراء وكان القتيبي ذا بيان عَذْب وقد نَحِسَ حَظُّهُ من النحو ومعرفة مقاييسه الجوهري يقال زِلْ ضَأْنَك من مِعْزاك وزِلْتُه منه فلم يَنْزَلْ ومِزْتُه فلم يَنْمَزْ وَتَزَيَّل القومُ تَزَيُّلاً وتَزْييلاً تَفَرَّقوا الأَخيرة حجازية رواها اللحياني قال وربيعة تقول تَزَايَل القومُ تَزَايُلاً وأَنشد للمتلمس أَحارِثُ إِنَّا لو تُساطُ دماؤنا تَزَيَّلْن حتى ما يَمَسّ دَمٌ دَما قال وينشد تَزَيَلْنَ والتَّزايُل التَّبايُن قال أَبو ذؤيب إِلى ظُعُنٍ كالدَّوْم فيها تَزايُلٌ وهِزَّة أَحمالٍ لَهُنَّ وَشِيجُ وزايَلَهُ مُزَايَلَةً وزِيالاً بارحه والمُزايَلَة المُفارَقة ومنه يقال زايَلَه مُزَايَلَة وزِيالاً إِذا فارقه والمُتَزايِلَةُ من النساء التي تُزايِلُك بوجهها تَسْتره عنك وهو من ذلك وانْزال عنه زايَلَه وفارَقه أَنشد ابن الأَعرابي وانْزالَ عن ذائِدها ونَصْرِه أَي زايَلَ الذائدَ وأَنصارَه والزَّيَل بالتحريك تَباعُدُ ما بين الفَخِذين كالفَحَج ورَجُل أَزْيَل الفَخِذين مُنْفَرِجُهما مُتباعِدُهما وهو من ذلك لأَن المُتباعِد مُفارِق وفي حديث علي كَرَّم الله وجهه أَنه ذكر المَهْدِيَّ وأَنه يكون من ولد الحُسَين أَجْلى الجَبين أَقْنى الأَنف أَزْيَل الفخِذين أَفْلَج الثَّنايا بفخذه الأَيمن شامةٌ أَراد أَنه مُتَزايِل الفَخِذين وهو الزَّيَل والتَّزَيُّل والفعل منه زَيِلَ يَزْيَل وأَزْيَلُ الفَخِذين أَي مُنْفَرِجُهما التهذيب يقال ما زالَ يفعل كذا وكذا ولا يَزال يفعل كذا وكذا كقولك ما انْفَكَّ وما بَرِح وما زِلْت أَفعل ذاك وفي المضارع لا يَزال قال وقَلَّما يُتَكَلَّم به إِلا بحرف النفي قال ابن كيسان ليس يُراد بما زالَ ولا يَزال الفعلُ من زال يَزُول إِذا انصرف من حال إِلى حال وزالَ من مكانه ولكنه يراد بهما مُلازَمةُ الشيء والحالُ الدائمة وفي الحديث خالِطوا الناسَ وزايِلُوهم أَي فارِقوهم في الأَفعال التي لا تُرْضي اللهَ ورَسُولَه وما زِلْتُ أَفعله أَي ما بَرِحْت وما زِلْت به حتى فَعَل ذلك زِيالاً وما زِلْت وزَيْداً حتى فَعَل أَي بزيد حكاه سيبويه وحكى بعضهم زِلْت أَفْعَل بمعنى ما زِلْت وقال اللحياني زِلْت الشيءَ فلم يَنْزَلْ لا يُتَكَلَّمُ به إِلا على هاتين الصيغتين يعني أَنهم لا يقولون زَيَّلْته فلم يَتَزَيَّل كما أَنهم لا يقولون أَيضاً مَيِّزْتُه فلم يَتَمَيَّز إِنما يقولون مِزْته فلم يَنْمَزْ الجوهري زِلْت الشيءَ أَزِيلُه زَيْلاً أَي مِزْته وفَرَّقْتُه ويقال أَزالَ اللهُ زَوالَه إِذا دُعي عليه بالهلاك معناه أَي أَذهب اللهُ حركته وتَصَرُّفَه كما يقال أَسْكَتَ الله نامَّتَه وزال زَوالُه أَي ذَهَبَتْ حركته ويقال زِيلَ زَوِيُله قال ذو الرمة يصف بيضة النعامة وبَيْضاءَ لا تَنْحاشُ مِنَّا وأُمُّها إِذا ما رأَتنا زِيلَ مِنَّا زَوِيلُها أَي زِيلَ قَلْبُها من الفَزَع قال ابن بري ويحتمل أَن يكون زِيلَ في البيت مبنيّاً للمفعول من زالَه اللهُ والزَّوِيلُ بمعنى الزَّوال قال ويحتمل أَن يكون زِيل لغة في زالَ كما يقال في كادَ كِيدَ قال الهذلي وكِيدَ ضِباعُ القُفِّ يأْكُلْنَ جُثَّتي وكِيدَ خِراشٌ يَوْمَ ذلك يَيْتَم قال ويدل على صحة ذلك أَنه يروى زِيلَ مِنَّا زَوالُها وزالَ مِنَّا زَوِيلُها قال فهذا يدل على أَنَّ زِيلَ بمعنى زالَ المبني للفاعل دون المبني للمفعول

( سأل ) سَأَلَ يَسْأَلُ سُؤَالاً وسَآلَةً ومَسْأَلةً وتَسْآلاً وسَأَلَةً
( * قوله « وسأله » ضبط في الأصل بالتحريك وهو كذلك في القاموس وشرحه وقوله قال أبو ذؤيب أساءلت كذا في الأصل وفي شرح القاموس وساءله مساءلة قال أبو ذؤيب إلخ ) قال أَبو ذؤيب أَساءَلْتَ رَسْمَ الدَّار أَم لم تُسائِل عن السَّكْنِ أَم عن عَهْده بالأَوائِل ؟ وسَأَلْتُ أَسْأَل وسَلْتُ أَسَلُ والرَّجُلانِ يَتَساءَلانِ ويَتَسايَلانِ وجمع المَسْأَلة مَسائِلُ بالهمز فإِذا حذفوا الهمزة قالوا مَسَلَةٌ وتَساءلوا سَأَل بعضُهم بعضاً وفي التنزيل العزيز واتَّقُوا الله الذي تَسَّاءََلون به والأَرحام وقرئ تَساءَلُون به فمن قرأَ تَسَّاءَلون فالأَصل تَتَساءَلون قلبت التاء سيناً لقرب هذه من هذه ثم أُذغمت فيها قال ومن قرأَ تَسَاءَلون فأَصله أَيضاً تَتَساءَلون حذفت التاء الثانية كراهية للإِعادة ومعناه تَطْلُبون حقوقَكم به وقوله تعالى كان على ربك وَعْداً مَسْؤولاً أَراد قولَ الملائكة رَبَّنا وأَدْخِلْهُم جَنَّات عَدْنٍ التي وعَدْتَهم ( الآية ) وقال ثعلب معناه وَعْداً مسؤولاً إِنْجازُه يقولون ربنا قد وعَدْتَنا فأَنْجِزْ لنا وعدَك وقوله عز وجل وقَدَّر فيها أَقواتَها في أَربعة أَيام سَواءً للسائلين قال الزجاج إِنما قال سَواءً للسائلين لأَن كُلاًّ يطلب القُوتَ ويَسْأَله وقد يجوز أَن يكون للسائلين لمن سَأَل في كم خُلِقَت السمواتُ والأَرضُ فقيل خلقت الأَرض في أَربعة أَيام سواءً لا زيادة ولا نقصان جواباً لمن سَأَل وقوله عز وجل وسوف تُسأَلون معناه سوف تُسأَلون عن شكر ما خلقه الله لكم من الشرف والذكر وهما يَتَساءلان قال فأَما ما حكاه أَبو علي عن أَبي زيد من قولهم اللهم أَعْطنا سَأَلاتِنا فإِنما ذلك على وَضْع المصدر موضَع الاسم ولذلك جُمِع وقد يخفف على البدل فيقولون سَال يَسال وهما يَتَساوَلانِ وقرأَ نافع وابن عمر سال غير مَهموز سائلٌ وقيل معناه بغير همز سال والدٍ بعذاب واقع وقرأَ ابن كثير وأَبو عمرو والكوفيون سَأَل سائلٌ مهموز على معنى دَعا داعٍ الجوهري سَأَلَ سائِلٌ بعذاب واقع أَي عن عذاب واقع قال الأَخفش يقال خَرَجْنا نَسْأَل عن فلان وبفلان وقد يخفف فيقال سالَ يَسال قال الشاعر ومُرْهَقٍ سالَ إِمْتاعاً بأُصْدتِه لم يَسْتَعِنْ وحَوامي الموتِ تَغْشاهُ والأَمر منه سَلْ بحركة الحرف الثاني من المستقبل ومن الأَول اسْأَل قال ابن سيده والعرب قاطبة تحذف الهمز منه في الأَمر فإِذا وصلوا بالفاء أَو الواو هَمَزوا كقولك فاسْأَلْ واسْأَلْ قال وحكى الفارسي أَن أَبا عثمان سَمع من يقول إِسَلْ يريد اسْأَلْ فيحذف الهمزة ويُلقى حركتها على ما قبلها ثم يأْتي بأَلف الوصل لأَن هذه السين وإِن كانت متحرّكة فهي في نية السكون وهذا كقول بعض العرب الاحْمَر فيخفف الهمزة بأَن يحذفها ويلقي حركتها على اللام قبلها فأَما قول بلال بن جرير إِذا ضِفْتَهُم أَو سايَلْتَهُمْ وجَدْتَ بهم عِلَّةً حاضِرَه فإِن أَحمد بن يحيى لم يَعْرِفْه فلما فَهِم قال هذا جَمْعٌ بين اللغتين فالهمزة في هذا هي الأَصل وهي التي في قولك سأَلْت زيداً والياء هي العوض والفرع وهي التي في قولك سايَلْت زيداً فقد تراه كيف جمع بينهما في قوله سايَلْتَهم قال فوزنه على هذا فَعايَلْتَهم قال وهذا مثال لا يُعْرَف له في اللغة نظير وقوله عز وجل وَقِفُوهم إِنهم مسؤولون قال الزجاج سُؤَالُهم سُؤَالُ توبيخ وتقرير لإِيجاب الحجة عليهم لأَن الله جل ثناؤه عالم بأَعمالهم وقوله فيومئذ لا يُسْأَل عن ذنبه إِنس ولا جانٌّ أَي لا يُسْأَل ليُعْلم ذلك منه لأَن الله قد علم أَعمالهم والسُّول ما سأَلَتْه وفي التنزيل العزيز قال قد أُوتِيتَ سُؤْلَك يا موسى أَي أُعْطِيت أُمْنِيَّتك التي سَأَلْتها قرئ بالهمز وغير الهمز وأَسْأَلْته سُولَتَه ومَسْأَلته أَي قَضَيت حاجته والسُّولة كالسُّول عن ابن جني وأَصل السُّول الهمز عند العرب اسْتَثْقَلوا ضَغْطَة الهمزة فيه فتكلموا به على تخفيف الهمزة وسنذكره في سول وسَأَلْته الشيءَ وسَأَلْته عن الشيء سُؤالاً ومَسْأَلة قال ابن بري سَأَلته الشيءَ بمعنى اسْتَعْطَيته إِياه قال الله تعالى ولا يَسْأَلْكم أَمْوالكم وسأَلْته عن الشيء استخبرته قال ومن لم يهمز جعله مثل خاف يقول سِلْته أَسْالُه فهو مَسُولٌ مثلِ خِفْتُه أَخافه فهو مَخُوف قال وأَصله الواو بدليل قولهم في هذ اللغة هما يَتَساولان وفي الحديث أَعْظَمُ المسلمين في المسلمين جُرْماً من سَأَلَ عن أَمر لم يُحَرَّم فحُرِّم على الناس من أَجل مَسْأَلته قال ابن الأَثير السؤال في كتاب الله والحديث نوعان أَحدهما ما كان على وجه التبيين والتعلم مما تَمَسُّ الحاجة إِليه فهو مباح أَو مندوب أَو مأْمور به والآخر ما كان على طريق التكلف والتعنُّت فهو مكروه ومَنْهِيٌّ عنه فكل ما كان من هذا الوجه ووقع السكوت عن جوابه فإِنما هو رَدْعٌ وزَجْرٌ للسائل وإِن وقع الجواب عنه فهو عقوبة وتغليظ وفي الحديث كَرِه المسائلَ وعابَها أَراد المسائل الدقيقة التي لا يُحتاج إِليها وفي حديث المُلاعَنة لما سأَله عاصم عن أَمر من يجد مع أَهله رَجُلاً فأَظْهَر النبيُّ صلى الله عليه وسلم الكراهة في ذلك إِيثاراً لستر العورة وكراهة لهَتْك الحُرْمة وفي الحديث أَنه نهى عن كثرة السُّؤال قيل هو من هذا وقيل هو سُؤال الناس أَموالهم من غير حاجة ورجُلٌ سُؤَلةٌ كثير السُّؤال والفقير يسمى سائلاً وجَمْعُ السائل
( * قوله « وجمع السائل إلخ » عبارة شرح القاموس وجمع السائل سألة ككاتب وكتبة وسؤال كرمّان ) الفقير سُؤّال وفي الحديث للسائِل حَقٌّ وإِن جاء على فَرَس السائل الطالب معناه الأَمر بحُسْن الظن بالسائل إِذا تَعَرَّض لك وأَن لا تجيبه
( * قوله « وأن لا تجيبه » هكذا في الأصل وفي النهاية وأن لا تجيبه ) بالتكذيب والردِّ مع إِمكان الصدق أَي لا تُخَيِّب السائلَ وإِن رابَك مَنْظَرُه وجاء راكباً على فرس فإِنه قد يكون له فرس ووراءه عائلة أَو دَيْن يجوز معه أَخذ الصَّدَقة أَو يكون من الغُزاة أَو من الغارمين وله في الصدقة سَهْم

( سبل ) السَّبيلُ الطريقُ وما وَضَحَ منه يُذَكَّر ويؤنث وسَبِيلُ الله طريق الهُدى الذي دعا إِليه وفي التنزيل العزيز وإِن يَرَوْا سَبيلَ الرُّشْد لا يَتَّخِذوه سَبيلاً وإِنْ يَرَوْا سَبيل الغَيِّ يتَّخذوه سَبيلاً فذُكِّر وفيه قل هذه سَبيلي أَدْعُو إِلى الله على بصيرةٍ فأُنِّث وقوله تعالى وعلى الله قَصْدُ السَّبِيل ومنها جائرٌ فسره ثعلب فقال على الله أَن يَقْصِدَ السَّبيلَ للمسلمين ومنها جائر أَي ومن الطُّرُق جائرٌ على غير السَّبيل فينبغي أَن يكون السَّبيل هنا اسم الجنس لا سَبيلاً واحداً بعينه لأَنه قد قال ومنها جائرٌ أَي ومنها سَبيلٌ جائر وفي حديث سَمُرة فإِذا الأَرضُ عند أَسْبُله أَي طُرُقه وهو جمع قِلَّة للسَّبلِ إِذا أُنِّثَتْ وإِذا ذُكِّرَت فجمعها أَسْبِلة وقوله عز وجل وأَنْفِقُوا في سَبيل الله أَي في الجهاد وكُلُّ ما أَمَرَ الله به من الخير فهو من سَبيل الله أَي من الطُّرُق إِلى الله واستعمل السَّبيل في الجهاد أَكثر لأَنه السَّبيل الذي يقاتَل فيه على عَقْد الدين وقوله في سَبيل الله أُريد به الذي يريد الغَزْو ولا يجد ما يُبَلِّغُه مَغْزاه فيُعْطى من سَهْمه وكُلُّ سَبِيل أُريد به الله عز وجل وهو بِرٌّ فهو داخل في سَبيل الله وإِذا حَبَّس الرَّجلُ عُقْدةً له وسَبَّل ثَمَرَها أَو غَلَّتها فإِنه يُسلَك بما سَبَّل سَبيلُ الخَيْر يُعْطى منه ابن السَّبيل والفقيرُ والمجاهدُ وغيرهم وسَبَّل ضَيْعته جَعَلها في سَبيل الله وفي حديث وَقْف عُمَر احْبِسْ أَصلها وسَبِّل ثَمَرَتَها أَي اجعلها وقفاً وأَبِحْ ثمرتها لمن وقَفْتها عليه وسَبَّلت الشيء إِذا أَبَحْته كأَنك جعلت إِليه طَرِيقاً مَطْروقة قال ابن الأَثير وقد تكرر في الحديث ذكر سَبيل الله وابن السَّبيل والسَّبيل في الأَصل الطريق والتأْنيث فيها أَغلب قال وسبيل الله عامٌّ يقع على كل عمل خالص سُلك به طريق التقرُّب إِلى الله تعالى بأَداء الفرائض والنوافل وأَنواع التطوُّعات وإِذا لا يَتَّخِذوه سَبيلاً وإِنْ يَرَوْا سَبيل الغَيِّ يتَّخذوه سَبيلاً فذُكِّر وفيه قل هذه سَبيلي أَدْعُو إِلى الله على بصيرةٍ فأُنِّث وقوله تعالى وعلى الله قَصْدُ السَّبِيل ومنها جائرٌ فسره ثعلب فقال على الله أَن يَقْصِدَ السَّبيلَ للمسلمين ومنها جائر أَي ومن الطُّرُق جائرٌ على غير السَّبيل فينبغي أَن يكون السَّبيل هنا اسم الجنس لا سَبيلاً واحداً بعينه لأَنه قد قال ومنها جائرٌ أَي ومنها سَبيل جائر وفي حديث سَمُرة فإِذا الأَرضُ عند أَسْبُله أَي طُرُقُه وهو جمع قِلَّة للسَّبيلِ إِذا أُنِّثَتْ وإِذا ذُكِّرَت فجمعها أَسْبِلة وقوله عز وجل وأَنْفِقُوا في سَبيل الله أَي في الجهاد وكُلُّ ما ايمَرَ الله به من الخير فهو من سَبيل الله أَي من الطُّرُق إِلى الله واستعمال السَّبيل في الجهاد أَكثر لأَنه السَّبيل الذي يقاتَل فيه على عَقْد الدين وقوله في سَبيل الله أُريد به الذي يريد الغَزْو ولا يجد ما يُبَلِّغُه مَغْزاه فيُعْطى من سَهْمه وكُلُّ سَبيل أُريد به الله عز وجل وهو بِرٌّ فهو داخل في سَبيل الله وإِذا حَبَّس الرَّجلُ عُقْدةً له وسَبَّل ثَمَرَها أَو غَلَّتها فإِنه يُسْلَك بما سَبَّل سَبيلُ الخَيْر يُعْطى منه ابن السَّبيل والفقيرُ والمجاهدُ وغيرهم وسَبَّل ضَيْعته جَعَلها في سبيل الله وفي حديث وَقْف عُمَر احْبِسْ أَصلها وسَبِّل ثَمَرَتَها أَي اجعلها وقفاً وأَبِحْ ثمرتها لمن وقَفْتها عليه وسَبصلت الشيء إِذا أَبَحَتْه كأَنك جعلت إِليه طَريقاً مَطْروقة قال ابن الأَثير وقد تكرر في الحديث ذكر سَبيل الله وابن السَّبيل والسَّبيل في الأَصل الطريق والتأْنيث فيها أَغلب قال وسبيل الله عامٌّ يقع على كل عمل خالص سُلك به طريق التقرُّب إِلى الله تعالى بأَداء الفرائض والنوافل وأَنواع التطوُّعات وإِذا أُطلق فهو في الغالب واقع على الجهاد حتى صار لكثْرة الاستعمال كأَنه مقصور عليه وأَما ابن السَّبيل فهو المسافر الكثير السفر سُمِّي ابْناً لها لمُلازَمته إِياها وفي الحديث حَريمُ البئر أَربعون ذراعاً من حَوالَيْها لأَعْطان الإِبل والغنم وابن السَّبيل أَوْلى شارب منها أَي عابِرُ السَّبيل المجتازُ بالبئر أَو الماء أَحَقُّ به من المقيم عليه يُمَكَّن من الوِرْد والشرب ثم يَدَعه للمقيم عليه وقوله عز وجل والغارِمِين وفي سَبيل الله وابن السَّبيل قال ابن سيده ابنُ السَّبيل ابنُ الطريق وتأْويله الذي قُطِع عليه الطريقُ والجمع سُبُلٌ وسَبيلٌ سابلةٌ مَسْلوكة والسابِلَة أَبناء السَّبيل المختلفون على الطُّرُقات في حوائجهم والجمع السوابل قال ابن بري ابن السبيل الغريب الذي أَتى به الطريقُ قال الراعي على أَكْوارِهِنَّ بَنُو سَبِيلٍ قَلِيلٌ نَوْمُهُم إِلاّ غِرَارا وقال آخر ومَنْسوب إِلى مَنْ لم يَلِدْه كذاك اللهُ نَزَّل في الكتاب وأَسْبَلَتِ الطريقُ كَثُرت سابِلَتُها وابن السَّبِيل المسافرُ الذي انْقُطِع به وهو يريد الرجوع إِلى بلده ولا يَجِد ما يَتَبَلَّغ به فَلَه في الصَّدَقات نصيب وقال الشافعي سَهْمُ سَبيل الله في آيةِ الصدقات يُعْطَى منه من أَراد الغَزْو من أَهل الصدقة فقيراً كان أَو غنيّاً قال وابن السَّبيل عندي ابن السَّبيل من أَهل الصدقة الاذي يريد البلد غير بلده لأَمر يلزمه قال ويُعْطَى الغازي الحَمُولة والسِّلاح والنَّفقة والكِسْوة ويُعْطَى ابنُ السَّبِيل قدرَ ما يُبَلِّغه البلدَ الذي يريده في نَفَقته وحَمُولته وأَسْبَلَ ابزاره أَرخاه وامرأَة مُسْبِلٌ أَسْبَلَتْ ذيلها وأَسْبَلَ الفرسُ ذَنِبَه أَرسله التهذيب والفرس يُسْبِل ذَنَبه والمرأَة تُسْبِل ذيلها يقال أَسْبَل فلان ثيابه إِذا طوّلها وأَرسلها إِلى الأَرض وفي الحديث أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لا يُكَلِّمهم اللهُ يوم القيامة ولا يَنْظُر إِليهم ولا يُزَكِّيهم قال قلت ومَنْ هم خابُوا وخَسِرُوا ؟ فأَعادها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات المُسْبِلُ والمَنّانُ والمُنَفِّقُ سِلْعته بالحَلِف الكاذب قال ابن الأَعرابي وغيره المُسْبِل الذي يُطَوِّل ثوبه ويُرْسِله إِلى الأَرض إِذا مَشَى وإِنما يفعل ذلك كِبْراً واخْتِيالاً وفي حديث المرأَة والمَزَادَتَينِ سابِلَةٌ رِجْلَيْها بَيْنَ مَزَادَتَينِ قال ابن الأَثير هكذا جاء في رواية والصواب في اللغة مُسْبِلة أَي مُدَلِّيَة رجليها والرواية سادِلَةٌ أَي مُرْسِلة وفي حديث أَبي هريرة من جَرَّ سَبَلَه من الخُيَلاء لم يَنْظُر الله إِليه يوم القيامة السَّبَل بالتحريك الثياب المُسْبَلة كالرَّسَل والنَّشَر في المُرْسَلة والمَنْشورة وقيل إِنها أَغلظ ما يكون من الثياب تُتَّخَذ من مُشاقة الكَتَّان ومنه حديث الحسن دخلت على الحَجّاج وعليه ثِيابٌ سَبَلةٌ الفراء في قوله تعالى فَضَلُّوا فلا يستطيعون سَبيلاً قال لا يستطيعون في أَمرك حِيلة وقوله تعالى لَيْسَ علينا في الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ كان أَهل الكتاب إِذا بايعهم المسلمون قال بعضهم لبعض ليس للأُمِّيِّين يعني العرب حُرْمَة أَهل ديننا وأَموالُهم تَحِلُّ لنا وقوله تعالي يا ليتني اتَّخَذْتُ مع الرسول سَبيلاً أَي سَبَباً ووُصْلة وأَنشد أَبو عبيدة لجرير أَفَبَعْدَ مَقْتَلِكُم خَلِيلَ مُحَمَّدٍ تَرْجُو القُيونُ مع الرَّسُول سَبِيلا ؟ أَي سَبَباً ووُصْلَةً والسَّبَلُ بالتحريك المَطَر وقيل المَطَرُ المُسْبِلُ وقد أَسْبَلَت السماءُ وأَسْبَلَ دَمْعَه وأَسْبَلَ المطرُ والدمعُ إِذا هَطَلا والاسم السَّبَل بالتحريك وفي حديث رُقَيْقَةَ فَجادَ بالماء جَوْنيٌّ له سَبَل أَي مطَرٌ جَوْدٌ هاطِلٌ وقال أَبو زيد أَسْبَلت السماءُ إِسْبالاً والاسم السَّبَلُ وهو المطر بين السحاب والأَرض حين يَخْرج من السحاب ولم يَصِلْ إِلى الأَرض وفي حديث الاستسقاء اسْقِنا غَيْثاً سابِلاً أَي هاطِلاً غَزِيراً وأَسْبَلَت السحابةُ إِذا أَرْخَتْ عثانِينَها إِلى الأَرض ابن الأَعرابي السُّبْلَة المَطْرَة الواسعة ومثل السَّبَل العَثانِينُ واحدها عُثْنُون والسَّبُولةُ والسُّبولةُ والسُّنْبُلة الزَّرْعة المائلة والسَّبَلُ كالسُّنْبُل وقيل السَّبَل ما انْبَسَطَ من شَعاع السُّنْبُل والجمع سُبُول وقد سَنْبَلَتْ وأَسْبَلَتْ الليث السَّبولة هي سُنْبُلة الذُّرَة والأَرُزِّ ونحوه إِذا مالت وقد أَسْبَل الزَّرْعُ إِذا سَنْبَل والسَّبَل أَطراف السُّنْبُل وقيل السَّبَل السُّنْبُل وقد سَنْبَل الزَّرْعُ أَي خرج سُنْبُلة وفي حديث مسروق لا تُسْلِمْ في قَراحٍ حتى يُسْبِل أَي حتى يُسَنْبِل والسَّبَل السُّنْبُل والنون زائدة وقول محمد بن هلال البكري وخَيْلٍ كأَسْراب القَطَا قد وزَعْتُها لها سَبَلٌ فيه المَنِيَّةُ تَلْمَعُ يعني به الرُّمْح وسَبَلَةُ الرَّجُل الدائرةُ التي في وسَط الشفة العُلْيا وقيل السَّبَلة ما على الشارب من الشعر وقيل طَرَفه وقيل هي مُجْتَمَع الشاربَين وقيل هو ما على الذَّقَن إِلى طَرَف اللحية وقيل هو مُقَدَّم اللِّحية خاصة وقيل هي اللحية كلها بأَسْرها عن ثعلب وحكى اللحياني إِنه لَذُو سَبَلاتٍ وهو من الواحد الذي فُرِّق فجُعل كل جزء منه سَبَلة ثم جُمِع على هذا كما قالوا للبعير ذو عَثَانِين كأَنهم جعلوا كل جزء منه عُثْنُوناً والجمع سِبَال التهذيب والسَّبَلة ما على الشَّفَة العُلْيا من الشعر يجمع الشاربَين وما بينهما والمرأَة إِذا كان لها هناك شعر قيل امرأَة سَبْلاءُ الليث يقال سَبَلٌ سابِلٌ كما يقال شِعْرٌ شاعِرٌ اشتقوا له اسماً فاعلاً وفي الحديث أَنه كان وافِرَ السَّبَلة قال أَبو منصور يعني الشعرات التي تحت اللَّحْي الأَسفل والسَّبَلة عند العرب مُقَدَّم اللحية وما أَسْبَل منها على الصدر يقال للرجل إِذا كان كذلك رجل أَسْبَلُ ومُسَبَّل إِذا كان طويل اللحية وقد سُبِّل تَسْبيلاً كأَنه أُعْطِيَ سَبَلة طويلة ويقال جاء فلان وقد نَشَر سَبَلِته إِذا جاءَ يَتَوَعَّد قال الشَّمَّاخ وجاءت سُلَيْمٌ قَضُّها بقَضِيضِها تُنَشِّرُ حَوْلي بالبَقِيع سَبالَها ويقال للأَعداء هم صُهْبُ السِّبال وقال فظِلالُ السيوف شَيَّبْنَ رأْسي واعْتِناقي في القوم صُهْبَ السِّبال وقال أَبو زيد السَّبَلة ما ظهر من مُقَدَّم اللحية بعد العارضَيْن والعُثْنُون ما بَطَن الجوهري السَّبَلة الشارب والجمع السِّبال قال ذو الرمة وتَأْبَى السِّبالُ الصُّهْبُ والآنُفُ الحُمْرُ وفي حديث ذي الثُّدَيَّة عليه شُعَيْراتٌ مثل سَبَالة السِّنَّوْر وسَبَلَةُ البعير نَحْرُه وقيل السَّبَلة ما سال من وَبَره في مَنْحره التهذيب والسَّبَلة المَنْحَرُ من البعير وهي التَّريبة وفيه ثُغْرة النَّحْر يقال وَجَأَ بشَفْرَته في سَبَلَتها أَي في مَنْحَرها وإِنَّ بَعِيرَك لَحَسنُ السَّبَلة يريدون رِقَّة جِلْده قال الأَزهري وقد سمعت أَعرابيّاً يقول لَتَمَ بالتاء في سَبَلة بعيره إِذا نَحَرَه فَطَعَن في نحره كأَنها شَعَراتٌ تكون في المَنْحَر ورجل سَبَلانيٌّ ومُسْبِلٌ ومُسْبَلٌ ومُسَبِّلٌ وأَسْبَلُ طويل السَّبَلة وعَيْن سَبْلاء طويلة الهُدْب ورِيحُ السَّبَل داءٌ يُصِيب في العين الجوهري السَّبَل داءٌ في العين شِبْه غِشاوة كأَنها نَسْج العنكبوت بعروق حُمْر ومَلأَ الكأْس إِلى أَسبالِها أَي حروفها كقولك إِلى أَصْبارِها ومَلأَ الإِناءَ إِلى سَبَلته أَي إِلى رأْسه وأَسْبالُ الدَّلْوِ شِفاهُها قال باعث بن صُرَيم اليَشْكُري إِذ أَرْسَلُوني مائحاً بدِلائِهِمْ فَمَلأْتُها عَلَقاً إِلى أَسْبالِها يقول بَعَثُوني طالباً لتِراتِهم فأَكْثَرْت من القَتْل والعَلَقُ الدَّمُ والمُسْبِل الذَّكَرُ وخُصْية سَبِلةٌ طويلة والمُسْبِل الخامس من قِداح المَيْسِر قال اللحياني هو السادس وهو المُصْفَح أَيضاً وفيه ستة فروض وله غُنْم ستة أَنْصِباء إِن فاز وعليه غُرْم ستة أَنْصباء إِن لم يَفُزْ وجمعه المَسابل وبنو سَبَالة
( * قوله « بنو سبالة » ضبط بالفتح في التكملة عن ابن دريد ومثله في القاموس قال شارحه وضبطه الحافظ في التبصير بالكسر ) قبيلة وإِسْبِيلٌ موضع قيل هو اسم بلد قال خَلَف الأَحمر لا أَرضَ إِلاَّ إِسْبِيل وكلُّ أَرْضٍ تَضْلِيل وقال النمر بن تولب بإِسْبِيلَ أَلْقَتْ به أُمُّه على رأْس ذي حُبُكٍ أَيْهَما والسُّبَيْلة موضع عن ابن الأَعرابي وأَنشد قَبَحَ الإِلهُ ولا أُقَبِّح مُسْلِماً أَهْلَ السُّبَيْلة من بَني حِمَّانا وسَبْلَلٌ موضع قال صَخْر الغَيِّ وما انْ صَوْتُ نائحةٍ بلَيْلٍ بسَبْلَل لا تَنامُ مع الهُجود جَعَله اسماً للبُقْعة فَتَرك صَرْفه ومُسْبِلٌ من أَسماء ذي الحِجَّة عاديَّة وسَبَل اسم فرس قديمة الجوهري سَبَل اسم فرس نجيب في العرب قال الأَصمعي هي أُمُّ أَعْوَج وكانت لِغَنيٍّ وأَعْوَجُ لبني آكل المُرَار ثم صار لبني هِلال بن عامر وقال هو الجَوَادُ ابن الجَوَادِ ابنِ سَبَل قال ابن بري الشعر لجَهْم بن شِبْل قال أَبو زياد الكلابي وهو من بني كعب بن بكر وكان شاعراً لم يُسْمَع في الجاهلية والإِسلام من بني بكر أَشعرُ منه قال وقد أَدركته يُرْعَد رأْسه وهو يقول أَنا الجَوَادُ ابنُ الجَوَاد ابنِ سَبَل إِن دَيَّمُوا جادَ وإِنْ جادُوا وَبَل قال ابن بري فثبت بهذا أَن سَبَل اسم رجل وليس باسم فرس كما ذكر الجوهري

( سبتل ) سُبْتُلٌ ضرب من حَبَّة البَقْل

( سبحل ) سَبْحَلَ الرجلُ إِذا قال سُبْحان الله ابن سيده وادٍ وسِقَاءٌ سَحْبَلٌ وسَبَحْلَلٌ واسع والسَّحْبَلُ والسَّبَحْلَلُ العظيم المُسِنُّ من الضَّباب والسِّبَحْل على وزن الهِجَفِّ الضَّخْم من الضَّبّ والبعير والسِّقَاء والجارية قال ابن بري شاهد السِّبَحْل الضَّبِّ قول الشاعر سِبَحْلٌ له تَرْكانِ كانا فَضِيلةً على كلِّ حافٍ في البلادِ وناعِلِ قال وشاهد السِّبَحْل البعيرِ قولُ ذي الرُّمَّة سِبَحْلاً أَبا شَرْخَيْن أَحْيَا بَنَاتِه مَقَالِيتُها وهي اللُّبَاب الحَبائش وفي الحديث خَيْرُ الإِبِل السِّبَحْلُ أَي الضخم والأُنثى سِبَحْلة مثل رِبَحْلة ويقال سِقَاءٌ سِبَحْلٌ وسَبَحْلَلٌ عن ابن السكيت والسِّبَحْلة العظيمة من الإِبل وهي الغَرِيزة أَيضاً العظيمة وجَمَلٌ سِبَحْلٌ رِبَحْلٌ عظيم أَبو عبيد السِّبحَلُ والسَّحْبَل والهِبَلُّ الفَحْل والسِّبَحْلة من النساء الطويلة العظيمة ومنه قول بعض نساء الأَعراب تَصِف ابنتها سِبَحْلَةٌ رِبَحْلَه تَنْمِي نَبَاتَ النَّخْلَه الليث سِبَحْلٌ رِبَحْلٌ إِذا وُصِف بالتَّرَارة والنَّعْمة وقيل لابنة الخُسِّ أَيُّ الإِبل خيرٌ ؟ فقالت السِّبَحْل الرِّبَحْلُ الراحِلَةُ الفَحْلُ وحكى اللحياني أَيضاً إِنَّه لَسِبَحْل رِبَحْلٌ أَي عظيم قال وهو على الاتساع ولم يُفَسِّر ما عنى به من الأَنواع وزِقٌّ سِبَحْل طويل عظيم وكذلك الرّجل وضَرْعٌ سِبَحْلٌ عظيم وقول العجاج بِسَبْحَل الدَّفَّيْنِ عَيْسَجُور قال ابن جني أَراد بسِبَحْل فأَسكن الباء وحَرَّك الحاء وغَيَّر حركة السين الليث السَّبَحْلَلُ هو الشِّبْل إِذا أَدْرَكَ الصيد

( سبدل ) السَّبَنْدَلُ طائر يكون بالهند يدخل في النار فلا يَحْترق رِيشُه عن كراع

( سبعل ) رجل سَبَعْلَلٌ فارغ كَسَبَهْلَل عن كراع

( سبغل ) اسْبَغَلَّ الثوبُ اسْبِغْلالاً ابْتَلَّ بالماء وازْبَغَلَّ مثله وكذلك اسْبغَلَّ الشعرُ بالدُّهْن وشَعَرٌ مُسْبَغِلٌّ مُسْتَرْسِلٌ قال كثيِّر مَسَائِحُ فَوْدَيْ رأْسِه مُسْبَغِلَّةٌ جَرَى مِسْكُ دارِينَ الأَحَمُّ خِلالَها والمُسْبَغِلَّةُ الضافية ودِرْعٌ مُسْبَغِلَّة سابغة وأَنشد ويَوْماً عليه لأْمَةٌ تُبَّعِيَّةٌ من المُسْبَغِلاَّت الضَّوافي فُضُولُها وقال اللحياني أَتانا سَبَغْلَلاً أَي لا شيء معه ولا سلاح عليه وهو كقولهم سَبَهْلَلاً والسَّبَغْلَلُ الفارغ عن السيرافي ابن الأَعرابي سَغْبَلَ طعامَه إِذا رَوّاه دَسَماً وسَغْبَلَ رأْسَه وسَغْسَغَه ورَوَّلَه إِذا مَرَّغَه وقال غيره سَبْغَلَه فاسْبَغَلَّ قُدِّمت الباء على الغين

( سبهل ) جاء سَبَهْلَلاً أَي بلا شيء وقيل بلا سلاح ولا عصا أَبو الهيثم يقال للفارغ النَّشيط الفَرِح سَبَهْلَلٌ ابن سيده وكلُّ فارغٍ سَبَهْلَلٌ عن السيرافي وأَنشد الكسائي إِذا الجار لم يَعْلَمْ مُجِيراً يُجِيرُه فصار حَرِيباً في الديار سَبَهْلَلا قَطَعْنا له من عَفْوَة المالِ عِيشةً فأَثْرَى فلا يَبْغي سِوانا مُحَوَّلا وقال ابن الأَعرابي جاء سَبَهْلَلاً أَي غير محمود المجيء وأَنت في الضَّلال بنِ الأَلال بن السَّبَهْلَل يعني الباطل ويقال هو الضَّلال بنُ السَّبَهْلَل أَي الباطل ويقال جاء سَبَهْلَلاً لا شيء معه ويقال جاء سَبَهْلَلاً يعني الباطل ويقال جاء فلان سَبَهْلَلاً أَي ضالاًّ لا يدري أَيْن يَتَوَجَّه ويقال جاء سَبَهْلَلاً وسَبَغْلَلاً أَي فارغاً يقال للفارغ النَّشِيط الفَرِح وفي الحديث لا يَجِيئَنَّ أَحدكم يوم القيامة سَبَهْلَلاً وفُسِّر فارغاً ليس معه من عمل الآخرة شيء ورويى عن عمر أَنه قال إِني لأَكره أَن أَرى أَحَدَكم سَبَهْلَلاً لا في عَمَل دُنْيا ولا في عَمَل آخرة قال ابن الأَثير التنكير في دنيا وآخرة يَرْجِع إِلى المضاف إِليهما وهو العَمَل كأَنه قال لا في عمل من أَعمال الدنيا ولا في عمل من أعمال الآخرة قال الأَصمعي وأَبو عمرو جاء الرجلُ يمشي سَبَهْلَلاً إِذا جاء وذهب في غير شيء الأَزهري عن أَبي زيد رأَيت فلاناً يمشي سَبَهْلَلاً وهو المُخْتال في مِشْيته يقال مَشَى فلان السِّبَهْلى كما تقول السَّبَطْرَى والسِّبَطْرى الانبساط في المشي والسِّبَهْلى التبختُر

( ستل ) السِّتْلُ من قولك تَساتَل علينا الناسُ أَي خَرَجُوا من موضع واحداً بعد آخر تِباعاً مُتَسايلين وتَساتَل القومُ جاء بعضُهم في أَثر بعض وجاء القوم سَتْلاً ابن سيده سَتَلَ القومُ سَتْلاً وانْسَتَلوا خرجوا متتابعين واحداً بعد واحد وقيل جاء بعضهم في أَثر بعض وفي حديث أَبي قتادة قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فبَيْنا نحن ليلَةً مُتَساتِلِين عن الطريق نَعَس رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم والمَسَاتِلُ الطُّرُق الضَّيِّقة لأَن الناس يَتَساتَلون فيها والمَسْتَل الطَّريق الضَّيِّق وكُلُّ ما جَرَى قَطَراناً فقد تَساتَل نحو الدمع واللؤلؤ إِذا انقطع سِلْكُه والسَّتَل طائر شبيه بالعُقاب أَو هو هي وقيل هو طائر عظيم مثل النَّسْر يَضْرِب إِلى السواد يَحْمِل عَظْم الفَخِذ من البعير وعظمَ الساق أَو كل عَظْم ذي مُخٍّ حتى إِذا كان في كَبِد السماء أَرسله على صَخْر أَو صَفاً حتى يَتَكَسَّر ثم ينزل عليه فيأْكل مُخَّه والجمع سِتْلانٌ وسُتْلانٌ والسُّتَالةُ الرُّذالة من كل شيء

( سجل ) السَّجْلُ الدَّلْو الضَّخْمَة المملوءةُ ماءً مُذَكَّر وقيل هو مِلْؤُها وقيل إِذا كان فيه ماء قَلَّ أَو كَثُر والجمع سِجالٌ وسُجُول ولا يقال لها فارغةً سَجْلٌ ولكن دَلْو وفي التهذيب ولا يقال له وهو فارغ سَجْلٌ ولا ذَنُوب قال الشاعر السَّجْلُ والنُّطْفَة والذَّنُوب حَتَّى تَرَى مَرْكُوَّها يَثُوب قال وأَنشد ابن الأَعرابي أُرَجِّي نائلاً من سَيْبِ رَبٍّ له نُعْمَى وذَمَّتُه سِجَالُ قال والذَّمَّة البئر القليلة الماء والسَّجْل الدَّلْو المَلأى والمعنى قَلِيله كثير ورواه الأَصمعي وذِمَّتُه سِجَالٌ أَي عَهْده مُحْكَم من قولك سَجَّل القاضي لفلان بماله أَي اسْتَوْثق له به قال ابن بري السَّجْل اسمها مَلأى ماءً والذَّنُوب إِنما يكون فيها مِثْلُ نصفها ماءً وفي الحديث أَن أَعرابيّاً بال في المسجد فأَمَرَ بسَجْلٍ فصُبَّ على بوله قال السَّجْل أَعظم ما يكون من الدِّلاء وجمعه سِجَال وقال لبيد يُحِيلون السِّجَال على السِّجَال وأَسْجَله أَعطاه سَجْلاً أَو سَجْلَين وقالوا الحروب سِجَالٌ أَي سَجْلٌ منها على هؤلاء وآخر على هؤلاء والمُسَاجلة مأْخوذة من السِّجْل وفي حديث أَبي سفيان أَن هِرَقْلَ سأَله عن الحرب بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم فقال له الحَرْب بيننا سِجَالٌ معناه إِنا نُدَالُ عليه مَرَّة ويُدَالُ علينا أُخرى قال وأَصله أَن المُسْتَقِيَين بسَجْلَين من البئر يكون لكل واحد منهما سَجْلٌ أَي دَلوٌ ملأى ماء وفي حديث ابن مسعود افتتح سورة النساء فسَجَلَها أَي قَرأَها قراءة متصلة من السَّجْل الصَّبِّ يقال سَجَلْت الماءَ سَجْلاً إِذا صببته صَبًّا متَّصلاً ودَلْوٌ سَجِيلٌ وسَجِيلة ضَخْمة قال خُذْها وأَعْطِ عَمَّك السَّجِيله إِن لم يَكُنْ عَمُّك ذا حَلِيله وخُصْيَةٌ سَجِيلة بَيِّنَة السَّجَالة مُسْترخِيَة الصَّفَن واسعةٌ والسَّجِيل من الضُّروع الطَّوِيل وضَرْعٌ سَجِيلٌ طويل مُتَدَلٍّ وناقة سَجْلاء عَظيمة الضَّرْع ابن شميل ضَرْع أَسْجَل وهو الواسع الرِّخو المضطرب الذي يضرب رجليها من خَلْفها ولا يكون إِلا في ضروع الشاء وساجَلَ الرَّجُلَ باراه وأَصله في الاستقاء وهما يَتَساجَلان والمُساجَلة المُفاخَرة بأَن يَصْنَع مثلَ صَنِيعه في جَرْيٍ أَو سقي قال الفضل بن عباس بن عبتة بن أَبي لهب مَنْ يُساجِلْني يُسَاجِلْ ماجِداً يَمْلأُ الدَّلْوَ إِلى عَقْدِ الكَرَب قال ابن بري أَصل المُسَاجَلة أَن يَسْتَقِيَ ساقيان فيُخْرج كُلُّ واحد منهما في سَجْله مثل ما يُخْرج الآخر فأَيُّهما نَكَل فقد غُلِبَ فضربته العرب مثلاً للمُفاخَرة فإِذا قيل فلان يُساجِل فلاناً فمعناه أَنه يُخْرِج من الشَّرَف مثل ما يُخرِجه الآخرُ فأَيهما نَكَل فقد غُلِب وتَساجَلوا أَي تَفاخَروا ومنه قولهم الحَرْبُ سِجالٌ وانسَجل الماءُ انسجالاً إِذا انْصَبَّ قال ذو الرمة وأَرْدَفَتِ الذِّراعَ لها بعَيْنٍ سَجُومِ الماء فانْسَجَل انسِجالا وسَجَلْت الماءَ فانْسَجَل أَي صَبَبْته فانْصَبَّ وأَسْجلْت الحوض مَلأْته قال وغادَر الأُخْذَ والأَوْجادَ مُتْرَعَةً تطْفُو وأَسْجَلَ أَنْهاءً وغُدْرانا ورجل سَجْلٌ جَواد عن أَبي العَمَيْثَل الأَعرابي وأَسْجَل الرجلُ كثُر خيرُه وسَجَّل أَنْعَظَ وأَسْجَلَ الناسَ ترَكَهم وأَسْجَلَ لهم الأَمرَ أَطلقه لهم ومنه قول محمد بن الحنفية رحمة الله عليه في قوله عز وجل هل جَزاءُ الإِحسانِ إِلا الإِحسانُ قال هي مُسْجَلة للبَرِّ والفاجر يعني مُرْسلة مُطْلَقة في الإِحسان إِلى كل أَحد لم يُشْترَط فيها بَرٌّ دون فاجر والمُسْجَل المبذول المباح الذي لا يُمْنَع من أَحد وأَنشد الضبيُّ أَنَخْتُ قَلوصِي بالمُرَيْر ورَحْلُها لِما نابه من طارِق اللَّيْل مُسْجَلُ أَراد بالرَّحْل المنزل وفي الحديث ولا تُسْجِلوا أَنعامَكم أَي لا تُطْلِقوها في زُروع الناس وأَسْجَلْت الكلامَ أَي أَرْسَلْته وفَعَلْنا ذلك والدهر مُسْجَلٌ أَي لا يخاف أَحد أَحداً والسَّجِلُّ كتاب العَهْد ونحوِه والجمع سِجِلاّتٌ وهو أَحد الأَسماء المُذَكَّرة المجموعة بالتاء ولها نظائر ولا يُكَسِّر السِّجِلُّ وقيل السَّجِلُّ الكاتب وقد سَجَّل له وفي التنزيل العزيز كطَيِّ السِّجِلّ للكتب وقرئ السِّجْل وجاء في التفسير أَن السِّجِلَّ الصحيفة التي فيها الكتاب وحكي عن أَبي زيد أَنه روى عن بعضهم أَنه قرأَها بسكون الجيم قال وقرأَ بعض الأَعراب السَّجْل بفتح السين وقيل السِّجِلُّ مَلَكٌ وقيل السِّجِلُّ بلغة الحبش الرَّجُل وعن أَبي الجوزاء أَن السِّجِلَّ كاتب كان للنبي صلى الله عليه وسلم وتمام الكلام للكتاب وفي حديث الحساب يوم القيامة فتُوضَع السِّجِلاَّت في كِفَّة وهو جمع سِجِلٍّ بالكسر والتشديد وهو الكتاب الكبير والسَّجِيل النَّصيب قال ابن الأَعرابي هو فَعِيلٌ من السَّجْل الذي هو الدَّلو الملأَى قال ولا يُعْجِبني والسِّجِلُّ الصَّكُّ وقد سَجَّلَ الحاكمُ تَسجيلاً والسَّجِيلُ الصُّلْب الشديد والسِّجِّيل حجارة كالمَدَر وفي التنزيل العزيز ترْمِيهم بحِجارة من سِجِّيل وقيل هو حجر من طين مُعَرَّب دَخِيل وهو سَنْكِ رَكِل
( * قوله « وهو سنك وكل » قال القسطلاني سنك بفتح السين المهملة وبعد النون الساكنة كاف مكسورة وكل بكسر الكاف وبعدها لام ) أَي حجارة وطين قال أَبو إِسحق للناس في السِّجِّيل أَقوال وفي التفسير أَنها من جِلٍّ وطين وقيل من جِلٍّ وحجارة وقال أَهل اللغة هذا فارسيٌّ والعرب لا تعرف هذا قال الأَزهري والذي عندنا والله أَعلم أَنه إِذا كان التفسير صحيحاً فهو فارسي أُعْرِب لأَن الله تعالى قد ذكر هذه الحجارة في قصة قوم لوط فقال لنُرْسِل عليهم حجارةً من طين فقد بَيَّن للعرب ما عَنى بسِجِّيل ومن كلام الفُرْس ما لا يُحْصى مما قد أَعْرَبَتْه العربُ نحو جاموس ودِيباج فلا أُنْكِر أَن يكون هذا مما أُعْرِب قال أَبو عبيدة من سِجِّيل تأْويله كثيرة شديدة وقال إِن مثل ذلك قول ابن مقبل ورَجْلةٍ يَضْرِبون البَيْضَ عن عُرُضٍ ضَرْباً تَوَاصَتْ به الأَبْطالُ سِجِّينا قال وسِجِّينٌ وسِجِّيلٌ بمعنى واحد وقال بعضهم سِجِّيل من أَسْجَلْته أَي أَرسلته فكأَنها مُرْسَلة عليهم قال أَبو إِسحق وقال بعضهم سِجِّيل من أَسْجَلْت إِذا أَعطيت وجعله من السِّجْل وأَنشد بيت اللَّهَبي مَنْ يُساجِلْني يُساجِلْ ماجدا وقيل مِنْ سِجِّيلٍ كقولك مِن سِجِلٍّ أَي ما كُتِب لهم قال وهذا القول إِذا فُسِّر فهو أَبْيَنُها لأَن من كتاب الله تعالى دليلاً عليه قال الله تعالى كَلاَّ إِن كتاب الفُجَّار لَفِي سِجِّينٍ وما أَدراك ما سِجِّينٌ كتابٌ مَرْقومٌ وسِجِّيل في معنى سِجِّين المعنى أَنها حجارة مما كَتَب اللهُ تعالى أَنه يُعَذِّبهم بها قال وهذا أَحسن ما مَرَّ فيها عندي الجوهري وقوله عز وجل حجارة من سِجِّيل قالوا حجارة من طين طُبِخَتْ بنار جهنم مكتوب فيها أَسماء القوم لقوله عز وجل لنُرْسِل عليهم حجارة من طين وسَجَّله بالشيء رَماه به من فوق والسَّاجُول والسَّوْجَلُ والسَّوْجَلة غِلاف القارورة عن كراع والسَّجَنْجَلُ المرآة والسَّجَنْجل أَيضاً قِطَع الفِضَّة وسَبائِكُها ويقال هو الذهب ويقال الزَّعْفران ويقال إِنه رُومِيٌّ مُعَرَّب وذكره الأَزهري في الخماسي قال وقال بعضهم زَجَنْجَلٌ وقيل هي رُومِيَّة دَخَلَت في كلام العرب قال امرؤ القيس مُهَفْهَفَةٌ بَيْضاء غَيْر مُفاضَةٍ تَرائِبُها مَصْقولةٌ كالسِّجَنْجَل

( سحل ) السَّحْلُ والسَّحِيلُ ثوب لا يُبْرَم غَزْلُه أَي لا يُفْتَل طاقتَين سَحَلَه يَسْحَله سَحْلاً يقال سَحَلوه أَي لم يَفْتِلوا سَداه وقال زهير على كل حالٍ من سَحِيل ومُبْرَم وقيل السَّحِيل الغَزْل الذي لم يُبْرَم فأَما الثوب فإِنه لا يُسَمَّى سَحِيلاً ولكن يقال للثوب سَحْلٌ والسَّحْلُ والسَّحِيل أَيضاً الحبْل الذي على قُوَّة واحدة والسَّحْل ثوب أَبيض وخَصَّ بعضهم به الثوب من القُطْن وقيل السَّحْل ثوب أَبيض رَقِيق زاد الأَزهري من قُطْن وجمعُ كلِّ ذلك أَسْحالٌ وسُحولٌ وسُحُلٌ قال المتنخل الهذلي كالسُّحُلِ البِيضِ جَلا لَوْنَها سَحُّ نِجاءِ الحَمَل الأَسْوَلِ قال الأَزهري جمعه على سُحُلٍ مثل سَقْفٍ وسُقُف قال ابن بري ومثله رَهْنٌ ورُهُن وخَطْب وخُطُب وحَجْل وحُجُل وحَلْق وحُلُق ونَجْم ونُجُم الجوهري السَّحِيل الخَيطُ غير مفتول والسَّحِيل من الثياب ما كان غَزْلُه طاقاً واحداً والمُبْرَم المفتول الغَزْل طاقَيْن والمِتْآم ما كان سدَاه ولُحْمته طاقَيْن طاقَيْن ليس بِمُبْرَم ولا مُسْحَل والسَّحِيل من الحِبَال الذي يُفْتل فَتْلاً واحداً كما يَفْتِل الخَيَّاطُ سِلْكه والمُبْرَم أَن يجمع بين نَسِيجَتَين فَتُفْتَلا حَبْلاً واحداً وقد سَحَلْت الحَبْلَ فهو مَسْحُول ويقال مُسْحَل لأَجل المُبْرَم وفي حديث معاوية قال له عمرو بن مسعود ما تَسْأَل عمن سُحِلَتْ مَرِيرتُه أَي جُعِل حَبْلُه المُبْرَم سَحِيلاً السَّحِيل الحَبْل المُبْرم على طاق والمُبْرَم على طاقَيْن هو المَرِيرُ والمَرِيرة يريد استرخاء قُوَّته بعد شدّة وأَنشد أَبو عمرو في السَّحِيل فَتَلَ السَّحِيلَ بمُبْرَم ذي مِرَّة دون الرجال بفَضْل عَقْل راجح وسَحَلْت الحَبْلَ وقد يقال أَسْحَلْته فهو مُسْحَل واللغة العالية سَحَلْته أَبو عمرو المُسَحَّلة كُبَّة الغَزْل وهي الوَشِيعة والمُسَمَّطة الجوهري السَّحْل الثوب الأَبيض من الكُرْسُف من ثياب اليمن قال المُسَيَّب بن عَلَس يذكر ظُعُناً ولقد أَرَى ظُعُناً أُبيِّنها تُحْدَى كأَنَّ زُهَاءَها الأَثْلُ في الآل يَخْفِضُها ويَرْفَعُها رِيعٌ يَلُوح كأَنَّه سَحْلُ شَبَّه الطريق بثوب أَبيض وفي الحديث كُفّن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أَثواب سَحُولِيَّة كُرْسُف ليس فيها قميص ولا عمامة يروى بفتح السين وضمها فالفتح منسوب إِلى السَّحُول وهو القَصَّار لأَنه يَسْحَلُها أَي يَغْسِلُها أَو إِلى سَحُول قرية باليمن وأَما الضم فهو جمع سَحْل وهو الثوب الأَبيض النَّقِيُّ ولا يكون إِلا من قطن وفيه شذوذ لأَنه نسب إِلى الجمع وقيل إِن اسم القرية بالضم أَيضاً قال ابن الأَثير وفي الحديث أَن رجلاً جاء بكَبائس من هذه السُّحَّل قال أَبو موسى هكذا يرويه بعضهم بالحاء المهملة وهو الرُّطَب الذي لم يتم إِدراكه وقُوَّته ولعله أُخذ من السَّحِيل الحَبْلِ ويروى بالخاء المعجمة وسيأْتي ذكره وسَحَلَه يَسْحَله سَحْلاً فانْسَحَل قَشَره ونَحَته والمِسْحَل المِنْحَت والرِّياح تَسْحَل الأَرضَ سَحْلاً تَكْشِط ما عليها وتَنْزِع عنها أَدَمَتها وفي الحديث أَن أُم حكيم بنت الزبير أَتَتْه بكَتِف فجَعَلَتْ تَسْحَلُها له فأَكل منها ثم صَلَّى ولم يتوضأ السَّحْل القَشْر والكَشْط أَي تكْشِط ما عليها من اللحم ومنه قيل للمِبْرَد مِسْحَل ويروى فجَعَلَتْ تَسْحَاها أَي تَقْشِرُها وهو بمعناه وسنذكره في موضعه والسَّاحِل شَاطِئ البحر والسَّاحِل رِيفُ البحر فاعِلٌ بمعنى مفعول لأَن الماء سَحَلَه أَي قَشَره أَو عَلاه وحقيقته أَنه ذو ساحِلٍ من الماء إِذا ارْتَفَع المَدُّ ثم جَزَر فَجَرف ما مَرَّ عليه وسَاحَلَ القومُ أَتَوا السَّاحِلَ وأَخَذوا عليه وفي حديث بدر فَساحَل أَبو سفيان بالعِير أَي أَتَى بهم ساحِلَ البحر والسَّحْلُ النَّقْد من الدراهم وسَحَلَ الدراهمَ يَسْحَلُها سَحْلاً انْتَقَدها وسَحَلَه مائةَ دِرْهَم سَحْلاً نَقَده قال أَبو ذؤيب فبات بجَمْعٍ ثم آبَ إِلى مِنًى فأَصْبَحَ راداً يَبْتَغِي المَزْجَ بالسَّحْل فجاء بمَزْجٍ لم يرَ الناس مِثْلَه هو الضَّحْكُ إِلا أَنه عَمَلُ النَّحْل قوله يَبْتَغِي المَزْجَ بالسَّحْل أَي النَّقْد وضع المصدر موضع الاسم والسَّحْل الضَّرْب بالسِّياط يَكْشِط الجِلْد وسَحَلَه مائةَ سَوْطٍ سَحْلاً ضَرَبه فَقَشر جِلْدَه وقال ابن الأَعرابي سَحَله بالسَّوْط ضَرَبه فعدّاه بالباء وقوله مِثْلُ انْسِحالِ الوَرِق انْسِحَالُها يعني أَن يُحَكَّ بعضُها ببعض وانْسَحَلَت الدراهمُ إِذا امْلاسَّتْ وسَحَلْتُ الدَّراهم صَبَبْتها كأَنَّك حَكَكْت بعضها ببعض وسَحَلْت الشيءَ سَحَقْته وسَحَلَ الشيءَ بَرَدَه والمِسْحَل المِبْرَد والسُّحَالة ما سَقَط من الذهب والفضة ونحوهما إِذا بُرِدا وهو من سُحَالتهم أَي خُشَارتهم عن ابن الأَعرابي وسُحَالَة البُرِّ والشَّعير قِشْرُهما إِذا جُرِدا منه وكذلك غيرهما من الحُبوب كالأَرُزِّ والدُّخْن قال الأَزهري وما تَحَاتَّ من الأَرُزِّ والذُّرَة إِذا دُقَّ شبه النُّخَالة فهي أَيضاً سُحَالة وكُلُّ ما سُحِل من شيء فما سَقَط منه سُحَالة الليث السَّحْل نَحْتُكَ الخَشَبةَ بالمِسْحَل وهو المِبْرَد والسُّحالة ما تَحَاتَّ من الحديد وبُرِد من الموازين وانْسِحالُ الناقة إِسراعُها في سَيْرها وسَحَلَتِ العَينُ تَسْحَل سَحْلاً وسُحُولاً صَبَّت الدمعَ وباتت السماء تَسْحَلُ ليلتَها أَي تَصُبُّ الماء وسَحَلَ البَغْلُ والحمارُ يَسْحَلُ ويَسْحِل سَحِيلاً وسُحالاً نَهَق والمِسْحَل الحِمار الوحشيُّ وهو صفة غالبة وسَحِيلُه أَشَدُّ نَهِيقه والسَّحِيل والسُّحَال بالضم الصوت الذي يدور في صدر الحمار قال الجوهري وقد سَحَلَ يَسْحِلُ بالكسر ومنه قيل لعَيْر الفَلاة مِسْحَلٌ والمِسْحَل اللِّجام وقيل فَأْس اللِّجام والمِسْحَلانِ حَلْقتان إِحداهما مُدْخَلة في الأُخرى على طَرَفي شَكِيم اللِّجام وهي الحديدة التي تحت الجَحْفَلة السُّفْلى قال رؤبة لولا شَكِيمُ المِسْحَلَين انْدَقَّا والجمع المَساحِل ومنه قول الأَعشى صَدَدْتَ عن الأَعداء يوم عُبَاعِبٍ صُدُودَ المَذاكِي أَفْرَعَتها المَساحِلُ وقال ابن شميل مِسْحَل اللِّجام الحديدةُ التي تحت الحَنَك قال والفَأْس الحديدة القائمة في الشَّكِيمة والشَّكِيمة الحديدة المُعْتَرِضة في الفم وفي الحديث أَن الله عز وجل قال لأَيوب على نبينا وعليه الصلاة والسلام لا يَنْبغي لأَحد أَن يُخَاصِمني إِلا مَنْ يَجْعَل الزِّيارَ في فَم الأَسَد والسِّحَال في فَمِ العَنْقاء السِّحالُ والمِسْحَل واحد كما تقول مِنْطَقٌ ونِطَاقٌ ومِئْزَرٌ وإِزَارٌ وهي الحَديدة التي تكون على طَرَفَيْ شَكِيم اللِّجام وقيل هي الحديدة التي تجعل في فم الفرَس ليَخْضَعَ ويروى بالشين المعجمة والكاف وهو مذكور في موضعه قال ابن سيده والمِسْحلانِ جانبا اللحية وقيل هما أَسفلا العِذَارَيْن إِلى مُقَدَّم اللحية وقيل هو الصُّدْغ يقال شَابَ مِسْحَلاه قال الأَزهري والمِسْحَلُ موضع العِذَار في قول جَندل الطُّهَوي عُلِّقْتُها وقد تَرَى في مِسْحَلي أَي في موضع عِذاري من لحيتي يعني الشيب قال الأَزهري وأَما قول الشاعر الآنَ لَمَّا ابْيَضَّ أَعْلى مِسْحَلي فالمِسْحَلانِ ههنا الصُّدْغانِ وهما من اللِّجَام الخَدَّانِ والمِسْحَل اللسان قال الأَزهري والمِسْحَل العَزْم الصارم يقال قد ركب فلان مِسْحَله ورَدْعَه إِذا عَزَم على الأَمر وجَدَّ فيه وأَنشد وإِنَّ عِنْدي إِن رَكِبْتُ مِسْحَلي سُمَّ ذَراريِحَ رِطابٍ وخَشِي وأَورد ابن سيده هذا الرجز مستشهداً به على قوله والمِسْحَل اللسان والمِسْحَل الثوب النَّقِيُّ من القطن والمِسْحل الشُّجاع الذي يَعْمل وحده والمِسْحَل المِيزاب الذي لا يُطاق ماؤُه والمِسْحَل المَطَر الجَوْد والمِسْحَل الغاية في السخاء والمِسْحَل الجَلاَّد الذي يقيم الحدود بين يدي السلطان والمِسْحَلُ الساقي النَّشِيط والمِسْحَل المُنْخُلُ والمِسْحَل فَمُ المَزَادة والمِسْحَل الماهر بالقرآن والمِسْحَل الخيط يُفْتَل وحده يقال سَحَلْت الحَبْلَ فإِن كان معه غيره فهو مُبْرَمٌ ومُغَارٌ والمِسْحَل الخَطِيب الماضي وانْسَحَل بالكلام جَرَى به وانْسَحَل الخَطِيبُ إِذا اسْحَنْفَر في كلامه ورَكِب مِسْحَله إِذا مضى في خُطْبته ويقال رَكِب فلان مِسْحَله إِذا رَكِب غَيَّه ولم يَنْتَه عنه وأَصل ذلك الفرس الجَمُوح يَرْكَبُ رأْسَه ويَعَضُّ على لِجامه وفي الحديث أَن ابن مسعود افتتح سورة النساء فَسَحَلَها أَي قَرَأَها كُلَّها متتابعة متصلة وهو من السَّحْل بمعنى السَّحَّ والصَّبِّ وقد روي بالجيم وهو مذكور في موضعه وقال بعض العرب وذكر الشِّعْر فقال الوَقْف والسَّحْلُ قال والسَّحْل أَن يتبع بعضه بعضاً وهو السِّرْد قال ولا يجيءُ الكِتابُ إِلاَّ على الوَقْف وفي حديث عَليٍّ إِنَّ بني أُمَيَّةَ لا يَزَالون يَطْعُنُون في مِسْحَلِ ضلالةٍ قال القتيبي هو من قولهم رَكِب مِسْحَلَه إِذا أَخذ في أَمر فيه كلام ومَضَى فيه مُجِدّاً وقال غيره أَراد أَنهم يُسْرِعون في الضلالة ويُجِدُّون فيها يقال طَعَنَ في العِنَان يَطْعُنُ وطَعَنَ في مِسْحَله يَطْعُن يقال يَطْعُن باللسان ويَطْعُن بالسِّنان وسَحَلَه بلسانه شَتَمه ومنه قيل لِلِّسان مِسْحَل قال ابن أَحمر ومن خَطِيبٍ إِذا ما انساح مِسْحَلُه مُفَرِّجُ القول مَيْسُوراً ومَعْسُورا والسِّحَالُ والمُسَاحَلَة المُلاحاة بين الرَّجُلَين يقال هو يُسَاحِله أَي يُلاحِيه ورَجُلٌ إِسْحِلانيُّ اللحية طَوِيلُها حَسَنُها قال سيبويه الإِسْحِلانُ صفة والإِسْحِلانِيَّة من النساء الرائعةُ الجَمِيلة الطويلة وشابٌّ مُسْحُلانٌ ومُسْحُلانيٌّ طويل يوصف بالطول وحُسْن القَوَام والمُسْحُلانُ والمُسْحُلانيُّ السَّبْط الشعر الأَفْرَع والأُنثى بالهاء والسِّحْلال العظيم البطن قال الأَعلم يصف ضِبَاعاً سُودٍ سَحَالِيلٍ كَأَنْ نَ جُلودَهُنَّ ثِيابُ راهِبْ أَبو زيد السِّحْلِيل الناقة العظيمة الضَّرع التي ليس في الإِبل مثلها فتلك ناقة سِحْليلٌ ومِسْحَلٌ اسم رجل ومِسْحَلٌ اسم جِنِّيِّ الأَعشى في قوله دَعَوْتُ خَلِيلي مِسْحَلاً ودَعَوْا له جِهِنَّامَ جَدْعاً للهَجِينِ المُذَمَّمِ وقال الجوهري ومِسْحَلٌ اسم تابِعَة الأَعشى والسُّحَلَةُ مثال الهُمَزَة الأَرنب الصُّغرى التي قد ارتفعت عن الخِرْنِق وفارقت أُمَّها ومُسْحُلانُ اسم واد ذَكَره النابغةُ في شعره فقال فأَعْلى مُسحُلانَ فَحَامِرا
( * قوله « فأعلى مسحلان إلخ » هكذا في الأصل والذي في التهذيب ومعجم ياقوت من شعر النابغة قوله
ساربط كلبي أن يريبك نبحه ... وإن كنت أرعى مسحلان
فحامرا ) وسَحُول قرية من قُرى اليمن يُحْمل منها ثيابُ قُطْنٍ بِيضٌ تسمى السُّحُوليَّة بضم السين وقال ابن سيده هو موضع باليمن تنسب إِليه الثياب السَّحُوليَّة قال طَرَفة وبالسَّفْح آياتٌ كأَنَّ رُسُومَها يَمَانٍ وَشَتْه رَيْدَةٌ وسَحُول رَيْدَةُ وسَحُول قريتان أَراد وَشَتْه أَهل رَيْدَة وسَحُول والإِسْحِل بالكسر شَجَرٌ يُستاك به وقيل هو شجر يَعْظُم يَنْبُت بالحجاز بأَعالي نَجْد قال أَبو حنيفة الإِسْحِل يشبه الأَثْل ويَغْلُظ حتى تُتَّخَذ منه الرِّحال وقال مُرَّة يَغْلُظ كما يَغْلُظ الأَثْل واحدته إِسْحِلةٌ ولا نظير لها إِلاَّ إِجْرِد وإِذْخِر وهما نَبْتان وإِبْلِم وهو الخُوصُ وإِثْمِد ضرب من الكُحْل وقولهم لَقِيته ببَلْدة إِصْمِت وقال الأَزهري الإِسْحِلُ شجرة من شجر المَسَاويك ومنه قول امرئ القيس وتَعْطُو برَخْصٍ غَير شَثْنٍ كأَنَّه أَسَارِيعُ ظَبْيٍ أَو مَسَاوِيكُ إِسْحِلِ

( سحبل ) بَطْنٌ سَحْبَلٌ ضَخْم قال هِمْيان وأَدْرَجَتْ بُطونَها السَّحَابِلا الليث السَّحْبَل العريض البطن وأَنشد لَكِنَّني أَحْبَبْتُ ضَبّاً سَحْبَلا والسَّحْبَل من الأَودية الواسع وسَحْبَلٌ اسم وادٍ بعينه قال جعفر بن عُلْبة الحرثي أَلَهْفَى بِقُرَّى سَحْبَلٍ حين أَجْلَبَتْ عَلَينا الوَلايا والعَدُوُّ المُباسِلُ وقُرَّى اسم ماء والسَّحْبَلة من الخُصَى المُتَدَلِّية الواسعة والسَّحْبَلة الضَّخْمة من الدِّلاءِ قال أَنْزِعُ غَرْباً سَحْبَلاً رَوِيَّا إِذا عَلا الزَّوْرَ هَوَى هُوِيَّا ووادٍ سَحْبَلٌ واسع وكذلك سِقَاء سَحْبَلٌ وسَبَحْلَلٌ ضَخْم وهو فَعَلَّلٌ وقال الجُمَيح في سَحْبَلٍ من مُسُوك الضَّأْن مَنْجُوب يعني سِقاء واسعاً قد دُبِغ بالنَّجَب وهو قِشْر السِّدْر ودَلْوٌ سَحْبَلٌ عظيمة ووِعاء سَحْبَلٌ واسع وجِرَاب سَحْبَلٌ وعُلْبَة سَحْبَلَةٌ جَوْفاء والسَّحْبَل والسَّبَحْلَل العظيم المُسِنُّ من الضِّباب وصَحْراءُ سَحْبَلٍ موضعٌ قال جعفر ابن عُلْبة لهم صَدْرُ سَيْفِي يومَ صَحْراءِ سَحْبَلٍ وَلي منه ما ضُمَّتْ عليه الأَنامِلُ أَبو عبيد السَّحْبَل والسِّبَحْل والهِبِلُّ الفَحْل العظيم وأَنشد ابن بري أُحِبُّ أَن أَصطاد ضَبًّا سَحْبَلا رَعَى الرَّبيعَ والشتاء أَرْمَلا

( سحجل ) السَّحْجَلَةُ دَلْكُ الشيء أَو صَقْله قال ابن دريد وليس بِثَبَت

( سخل ) السَّخْلَةُ ولد الشاة من المَعَز والضَّأْن ذكراً أَو أُنثى والجمع سَخْلٌ وسِخَالٌ وسِخَلةٌ الأَخيرة نادرة وسُخْلانٌ قال الطِّرِمَّاح تُراقِبُه مُسْتَشِبَّاتُها وسُخْلانُها حَوْلَه سارِحَه أَبو زيد يقال لولد الغنم ساعة تَضَعه أُمُّه من الضأْن والمَعَز جميعاً ذكراً كان أَو أُنثى سَخلة ثم هي البَهْمة للذكر والأُنثى وجمعها بَهْمٌ وفي الحديث كأَنِّي بجَبَّار يَعْمِد إِلى سَخْلي فيَقْتُله السَّخْل المولود المُحَبَّب إِلى أَبويه وهو في الأَصل ولد الغنم ورجال سُخَّل وسُخَّال ضعفاء أَرذال قال أَبو كبير فَلَقَدْ جَمَعْتُ من الصِّحاب سَريَّةً خُدْباً لِدَاتٍ غَيْرَ وَخْشٍ سُخَّل قال ابن جني قال خالد واحدهم سَخْلٌ وهو أَيضاً ما لم يُتَمَّم من كل شيء التهذيب ويقال للأَوغاد من الرجال سُخَّلٌ وسُخَّالٌ قال ولا يُعْرف منه واحد وسَخَلَهم نَفَاهم كخَسَلهم والمَسْخُول المَرْذُول كالمَخْسول والسُّخَّل الشِّيص وسَخَّلَت النخلةُ ضَعُف نواها وتمرُها وقيل هو إِذا نَفَضَتْه الفراء يقال للتمر الذي لا يشتدُّ نَواه الشِّيصُ قال وأَهل المدينة يُسَمُّونه السُّخَّل وفي الحديث أَنه خَرَج إِلى يَنْبُع حين وادَعَ بني مُدْلِجٍ فأَهْدَت إِليه امرأَة رُطَباً سُخَّلاً فقَبِلَه السُّخَّل بضم السين وتشديد الخاء الشِّيصُ عند أَهل الحجاز يقولون سَخَّلَتِ النخلةُ إِذا حَمَلَت شِيصاً ومنه الحديث أَن رجلاً جاء بكَبائس من هذه السُّخَّل ويروى بالحاء المهملة وقد تقدم ويقال سَخَّلْت الرجُلَ إِذا عِبْتَه وضعَّفْته وهي لغة هُذَيْل وأَسْخَل الأَمرَ أَخَّره والسِّخَال موضع أَو مواضع قال الأَعشى حَلَّ أَهْلي ما بَيْنَ دُرْنَى فبادَوْ لى وحَلَّتْ عُلْوِيَّةً بالسِّخَال والسِّخَالُ جَبَلٌ مما يلي مَطلَع الشمس يقال له خِنْزير قال الجعدي وقُلْتُ لَحَى اللهُ رَبُّ العباد جَنُوبَ السِّخالِ إِلى يَتْرَبِ والسَّخْلُ أَخْذُ الشيء مُخاتَلةً واجْتِذاباً قال الأَزهري هذا حرف لا أَحفظه لغير الليث ولا أُحِقُّ معرفته إِلا أَن يكون مقلوباً من الخَلْسِ كما قالوا جَذَبَ وجَبَذَ وبَضَّ وضَبَّ وكواكِبُ مَسْخُولةٌ أَي مَجْهولة قال ونَحْنُ الثُّرَيَّا وجَوْزاؤُها ونَحْنُ الذِّراعانِ والمِرْزَمُ وأَنتم كواكبُ مَسْخُولةٌ تُرَى في السماء ولا تُعْلَمُ ويروى مَخْسولة وقد تقدم ذكره في حرف الخاء

( سدل ) سَدَلَ الشَّعْرَ والثوبَ والسِّتْرَ يَسْدِلُه ويَسْدُله سَدْلاً وأَسْدَله أَرْخاه وأَرْسَلَه وفي حديث علي كرَّم الله وجهه أَنه خَرَج فرأَى قوماً يُصَلُّون قد سَدَلوا ثيابَهم فقال كأَنَّهم اليهودُ خَرَجوا من فُهْرِهم قال أَبو عبيد السَّدْل هو إِسْبال الرجل ثوبَه من غير أَن يَضُمَّ جانبيه بين يديه فإِن ضَمَّه فليس بسَدْلٍ وقد رُوِيت فيه الكراهةُ عن النبي صلى الله عليه وسلم وفي حديث عائشة أَنها سَدَلَتْ طَرَف قِناعها على وجهها وهي مُحْرِمة أَي أَسْبَلَتْه وفي الحديث نُهِي عن السَّدْل في الصلاة هو أَن يَلْتَحِف بثوبه ويدخل يديه من داخل فيركع ويسجد وهو كذلك وكانت اليهود تفعله فنُهُوا عنه وهذا مطَّرد في القميص وغيره من الثياب وقيل هو أَن يضع وسَطَ الإِزار على رأْسه ويُرْسل طَرَفيه عن يمينه وشماله من غير أَن يجعلهما على كتفيه قال سيبويه فأَما قولهم يَزْدُلُ ثوبه فعلى المُضارَعة لأَن السين ليست بمُطْبَقة وهي من موضع الزاي فحَسُنَ إِبدالُها لذلك والبيان فيها أَجْوَد إِذ كان البيان في الصاد أَكثر من المُضارَعة مع كون المُضارَعة في الصاد أَكثر منها في السين وشَعر مُنْسَدِلٌ مسترسلٌ قال الليث شعر مُنْسَدِلٌ ومُنْسَدِرٌ كثير طويل قد وقع على الظَّهر وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم قَدِم المدينةَ وأَهل الكتاب يَسْدِلُون أَشعارهم والمشركون يَفْرُقون فسَدَل النبيُّ صلى الله عليه وسلم شعره ثم فَرَقَه وكان الفَرْق آخر الأَمرين قال ابن شميل المُسَدَّل من الشَّعر الكثيرُ الطويل يقال سَدَّلَ شَعرَه على عاتقيه وعنقه وسَدَلَه يَسْدِله والسَّدْل الإِرسال ليس بمَعْقوف ولا مُعَقَّد وقال الفراء سَدَلْت الشَّعَر وسَدَنْته أَرخيته الأَصمعي السُّدُولُ والسُّدُون باللام والنون ما جُلِّل به الهَوْدج من الثياب والسَّدِيلُ ما أُسْبِلَ على الهودج والجمع السُّدُول والسَّدائل والأَسدال والسَّدِيل شيء يُعَرَّض في شُقَّة الخِباء وقيل هو سِتْر حَجَلة المرأَة والسِّدْل والسُّدْل السِّتْر وجمعه أَسدال وسُدُول فأَما قول حُمَيد ابن ثور فَرُحْنَ وقد زايَلْنَ كُلَّ ظَعِينةٍ لَهُنَّ وباشَرْنَ السُّدُول المُرَقَّما فإِنه لما كان السُّدُول على لفظ الواحد كالسُّدوس لضرب من الثياب وصَفَه بالواحد قال وهكذا رواه يعقوب رحمه الله ورواه غيره السَّدِيل المُرَقَّما قال وهو الصحيح لأَن السَّدِيل واحد ابن الأَعرابي سَوْدَل الرجلُ إِذا طال سَوْدَلاه أَي شارباه والسِّدل السِّمْط من الجوهر وفي المحكم من الدُّرِّ يطول إِلى الصدر والجمع سُدُولٌ وقال حاجب المزني كَسَوْنَ الفارِسِيَّةَ كُلَّ قَرْنٍ وزَيَّنَّ الأَشِلَّةَ بالسُّدُول ويروى كَسَوْنَ القادِسِيَّة كل قَرْنٍ والسَّدَلُ المَيَل وذَكَرٌ أَسْدَلُ مائل وسَدَلَ ثوبَه يَسْدِلُه شَقَّه والسَّدِيلُ موضع والسِّدِلَّى على فِعِلَّى معرَّب وأَصله بالفارسية سِهْدِلَّه كأَنه ثلاثة بُيُوت في بَيْت كالحارِيِّ بكُمَّيْن

( سرل ) أَما سرل فليس بعربي صحيح والسَّراوِيلُ فارسي مُعَرَّب يُذَكَّر ويؤنث ولم يعرف الأَصمعي فيها إِلا التأْنيث قال قيس بن عُبادة أَرَدْتُ لِكَيْما يَعْلَم الناسُ أَنها سَراوِيلُ قَيْس والوُفُودُ شهودُ وأَن لا يِقُولوا غابَ قَيْسٌ وهذه سَراوِيلُ عادِيٍّ نَمَتْه ثَمُودُ قال ابن سيده بَلَغَنا أَن قَيْساً طاوَل رُومِيّاً بين يدي معاوية أَو غيره من الأُمراء فتجرَّد قيس من سَراوِيله وأَلقاها إِلى الرومي ففَضِلَتْ عنه فعل ذلك بين يدي معاوية فقال هذين البيتين يعتذر من إِلقاء سَراويله في المشهد المجموع قال الليث السَّراوِيل أَعْجَمِيَّة أُعْرِبَتْ وأُنِّثَت والجمع سَراوِيلات قال سيبويه ولا يُكَسَّر لأَنه لو كُسِّر لم يرجع إِلا إِلى لفظ الواحد فتُرِكَ وقد قيل سَراوِيل جمع واحدته سِرْوالة قال عَلَيْه مِن اللّؤْمِ سِرْوالةٌ فلَيْسَ يَرِقُّ لمُسْتَعْطِف وسَرْوَلَهُ فَتَسَرْوَلَ أَلْبَسَه إِياها فلبَسها الأَزهري جاء السَّراوِيل على لفظ الجماعة وهي واحدة قال وقد سمعت غير واحد من الأَعراب يقول سِرْوال وفي حديث أَبي هريرة أَنه كَرِه السَّراوِيل المُخَرْفَجَةَ قال أَبو عبيد هي الواسعة الطويلة الجوهري قال سيبويه سَراوِيل واحدة وهي أَعجمية أُعْرِبَتْ فأَشبهت من كلامهم ما لا ينصرف في معرفة ولا نكرة فهي مصروفة في النكرة قال ابن بري قوله فهي مصروفة في النكرة ليس من كلام سيبويه قال سيبويه وإِن سَمَّيْتَ بها رجلاً لم تَصْرِفها وكذلك إِن حَقَّرتْها اسم رجل لأَنها مؤنث على أَكثر من ثلاثة أَحرف مثل عَناق قال وفي النحويين من لا يصرفه أَيضاً في النكرة ويزعم أَنه جمع سِرْوال وسِرْوالة ويُنْشِد عَلَيْه من اللُّؤْمِ سِرْوالةٌ ويَحْتَجُّ في ترك صرفه بقول ابن مقبل أَبى دونها ذَبُّ الرِّياد كأَنَّه فَتىً فارِسِيٌّ في سَراوِيل رامِح
( * قوله « أبى دونها إلخ » تقدم في ترجمة رود يمشي بها ذب الرياد )
قال والعمل على القول الأَول والثاني أَقوى وأَنشد ابن بري لآخر في ترك صرفها أَيضاً يَلُحْنَ من ذي زَجَلٍ شِرْواطِ مُحْتَجِزٍ بخَلَقٍ شِمْطاطِ على سَراوِيلَ له أَسماط وقال ابن بري في ترجمة شرحل قال شَراحِيلُ اسم رجل لا ينصرف عند سيبويه في معرفة ولا نكرة وينصرف عند الأَخفش في النكرة فإِن حَقَّرْته انصرف عندهما لأَنه عربي وفارق السَّراويل لأَنها أَعجميَّة قال ابن بري العُجْمة ههنا لا تمنع الصرف مثل ديباج ونَيْرُوز وإِنما تَمنع العُجْمةُ الصَّرْفَ إِذا كان العجمي منقولاً إِلى كلام العرب وهو اسم عَلَمٌ كإِبراهيم وإِسمعيل قال فعلى هذا ينصرف سَراوِيل إِذا صُغِّر في قولك سُرَيِّيل ولو سميت به شيئاً لم ينصرف للتأْنيث والتعريف وطائرٌ مُسَرْوَلٌ أَلْبَسَ ريشُه ساقَيْه وأَما قول ذي الرمة في صفة الثور تَرى الثَّوْرَ يَمْشي راجعاً من ضَحائه بها مِثْلَ مَشْي الهِبْرِزِيِّ المُسَرْوَل فإِنه أَراد بالهِبْرزيِّ الأَسدَ جعله مُسَرْوَلاً لكثرة قوائمه وقيل الهِبْرِزِيُّ الماضي في أَمره ويروى بها مِثْلَ مَشْي الهِرْبِذِيِّ يعني مَلِكاً فارسيّاً أَو دِهْقاناً من دَهاقينهم وجَعَلَهُ مُسَرْوَلاً لأَنه من لباسهم يقول هذا الثور يتبختر إِذا مَشَى تَبَخْتُر الفارسي إِذا لَبِسَ سَراوِيلَه وحَمامة مُسَرْوَلةٌ في رجليها رِيشٌ والسَّراوِين السَّراوِيل زعم يعقوب أَن النون فيها بدل من اللام وقال أَبو عبيد في شِياتِ الخيل إِذا جاوز بياضُ التحجيل العَضُدين والفَخْذين فهو أَبْلَق مُسَرْوَلٌ قال الأَزهري والعرب تقول للثور الوحشي مُسَرْوَلٌ للسواد الذي في قوائمه

( سرأل ) إِسْرائيلُ وإِسْرائينُ زعم يعقوب أَنه بدل اسم مَلَكٍ

( سربل ) السِّرْبالُ القَميص والدِّرْع وقيل كُلُّ ما لُبِسَ فهو سِرْبالٌ وقد تَسَرْبَلَ به وسَرْبَلَه إِياه وسَرْبَلْتُه فَتَسَرْبَل أَي أَلبسته السِّرْبالَ وفي حديث عثمان رضي الله عنه لا أَخْلَع سِرْبالاً سَرْبَلَنِيه اللهُ تعالى السِّرْبالُ القَمِيصُ وكَنَى به عن الخِلافة ويُجْمَع على سَرابِيلَ وفي الحديث النَّوائحُ عليهنَّ سَرابِيلُ من قَطِرانٍ وتطلق السَّرابيلُ على الدروع ومنه قول كعب بن زهير شُمُّ العَرانِينِ أَبْطالٌ لبَوسُهُمُ من نَسْجِ دَاوُدَ في الهَيْجا سَرابِيلُ وقيل في قوله تعالى سَرابِيلَ تَقِيكم الحَرَّ إِنها القُمُص تَقي الحَرَّ والبَرْد فاكتفى بذكر الحَرِّ كأَنَّ ما وَقى الحَرَّ وَقى البرد وأَما قوله تعالى وسَرابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكم فهي الدُّرُوع والسَّرْبَلَة الثَّرِيد الكثير الدَّسَمِ أَبو عمرو السرْبَلَة ثَرِيدة قد رُوِّيَتْ دَسَماً

( سرطل ) رَجُل سَرْطَلٌ طويل مضطرب الخَلْق وهي السَّرْطَلَة

( سرفل ) إِسْرافِيلُ وإِسْرافِينُ وكان القَنانيُّ يقول سَرافِيل وسَرافِين وإِسْرائيل وإِسْرائِينُ وزعم يعقوب أَنه بدلٌ اسمُ مَلَكٍ قال وقد تكون همزة إِسْرافِيل أَصلاً فهو على هذا خُماسيَّ

( سطل ) السَّيْطَل الطُّسَيسَةُ الصغيرةُ يقال إِنه على صفة تَوْرٍ له عُرْوَةٌ كعُرْوَةِ المِرْجَل والسَّطْلُ مثله قال الطِّرِمَّاح حُبِسَتْ صُهارَتُه فظَلَّ عُثانُه في سَيْطَلٍ كُفِئَتْ له يَتَرَدَّدُ والجمع سُطُول عربي صحيح والسَّيْطَل لغة فيه
( * قوله « والسيطل لغة فيه » أي في السطل كما هو ظاهر وسيأتي في ترجمة طسل ان الطيسل بتقديم الطاء لغة في السيطل ) والسَّيْطَل الطَّسْت وقال هِمْيان بن قُحافة في الطَّسْل بَلْ بَلَدٍ يُكْسى القَتام الطَّاسِلا أَمْرَقْتُ فيه ذُبُلاً ذَوابِلا قالوا الطَّاسِلُ المُلَبِس وقال بعضهم الطَّاسِل والسَّاطِل من الغبار المرتفعُ

( سعل ) سَعَلَ يَسْعُلُ سُعالاً وسُعْلةً وبه سُعْلة ثم كَثُر ذلك حتى قالوا رماه فَسَعَلَ الدَّمَ أَي أَلقاه من صدره قال فَتَآيا بطَرِيرٍ مُرْهَفٍ جُفْرةَ المَحْزِم منه فَسَعَل وسُعالٌ ساعِل على المبالغة كقولهم شُغْلٌ شاغِلٌ وشِعْرٌ شاعِرٌ والساعِلُ الحَلْق قال ابن مقبل سَوَّافِ أَبْوالِ الحَمِير مُحَشْرِجٍ ماء الجَمِيم إِلى سَوافي السَّاعِل سَوافِيهِ حُلْقومُه ومَرِيئُه قال الأَزهري والسَّاعِل الفَمُ في بيت ابن مقبل عَلى إِثْرِ عَجَّاجٍ لَطِيفٍ مَصِيُره يَمُجُّ لُعاعَ العَضْرَسِ الجَوْنِ ساعِلُه أَي فَمُه لأَن الساعِلَ به يَسْعُل والمَسْعَلُ موضع السُّعال من الحَلْق وسَعَلَ سَعْلاً نَشِطَ وأْسْعَله الشيءُ أَنْشَطَه ويروى بيت أَبي ذؤيب أَكَلَ الجَمِيمَ وطاوَعَتْه سَمْحَجٌ مثلُ القَناةِ وأَسْعَلَتْه الأَمْرُعُ والأَعرف أَزْعَلَتْه أَبو عبيدة فَرَسٌ سَعِلٌ زَعِلٌ أَي نَشِيطٌ وقد أْسْعَله الكَلأُ وأَزْعَلَه بمعنى واحد والسَّعَلُ الشِّيصُ اليابس والسِّعْلاةُ والسِّعْلا الغُولُ وقيل هي ساحرة الجِنِّ واسْتَسْعَلَتِ المرأَةُ صارت كالسِّعْلاة خُبْثاً وسَلاطَةً يقال ذلك للمرأَة الصَّخَّابة البَذِيَّة قال أَبو عدنان إِذا كانت المرأَة قبيحة الوجه سيِّئة الخُلُق شُبِّهت بالسِّعْلاة وقيل السِّعْلاة أَخبث الغِيلان وكذلك السِّعْلا يمد ويقصر والجمع سَعالى وسَعالٍ وسِعْلَياتٌ وقيل هي الأُنثى من الغِيلان وفي الحديث أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا صَفَرَ ولا هامَةَ ولا غُولَ ولكن السَّعالى هي جمع سِعْلاةٍ قيل هم سَحَرَةُ الجِنِّ يعني أَن الغُولَ لا تقدر أَن تَغُول أَحداً وتُضِلَّه ولكن في الجن سَحَرة كسَحَرة الإِنس لهم تلبيس وتخييل وقد ذكرها العرب في شعرها قال الأَعشى ونِساءٍ كأَنَّهُنَّ السَّعالي قال أَبو حاتم يريد في سوء حالهن حين أُسِرْنَ وقال لبيد يصف الخَيل عَلَيْهِنَّ وِلْدانُ الرِّجالِ كأَنَّها سَعالى وعِقْبانٌ عليها الرَّحائِلُ وقال جِرانُ العَوْدِ هِيَ الغُولُ والسِّعْلاةُ خَلْفيَ مِنْهما مُخَدَّشُ ما بَيْن التَّراقي مُكَدَّحُ وقال بعض العرب لم يَصِف العربُ بالسِّعْلاة إِلا العَجائزَ والخيلَ قال شَمِر وشبَّه ذو الإِصْبَعِ الفُرْسان بالسَّعالي فقال ثُمَّ انْبَعَثْنا أُسودَ عاديةٍ مثل السَّعالي نَقائياً نُزُعاً فهي ههنا الفُرْسانُ نَقائِياً مُخْتارات النُّزُعُ الذين يَنْزِعُ كلٌّ منهم إِلى أَب شريف قال أَبو زيد مثل قولهم اسْتَسْعَلَتِ المرأَةُ قولُهم عَنْزٌ نَزَتْ في حَبْلٍ
( * قوله « في حبل » هكذا في الأصل بالحاء وفي نسخة من التهذيب جبل بالجيم ) فاسْتَتْيَسَتْ ثم من بعد اسْتِتْياسِها اسْتَعْنَزَتْ ومثله إِن البُغاثَ بأَرْضِنا يَسْتَنْسِر واسْتَنْوَق الجَمَلُ واسْتَأْسَدَ الرَّجُلُ واسْتَكْلَبَتِ المرأَةُ

( سغل ) السَّغِلُ الدقيقُ القوائم الصغيرُ الجُثَّة الضعيفُ والاسم السَّغَل والسَّغِلُ والوغِلُ السَّيِّءُ الغِذاء المضطرب الأَعضاء السَّيء الخُلُق يقال صَبِيٌّ سَغِلٌ بَيِّن السَّغَل وسَغِلَ الفرسُ سَغَلاً تَخَدَّدَ لَحْمُهُ وهُزِلَ قال سَلامَةُ بن جَنْدَل يصف فَرَساً ليس بأَسْفى ولا أَقْنى ولا سَغِلٍ يُسْقى دَواءً قَفِيّ السَّكْن مرْبُوب ويقال هوالمُتَخَدِّدُ المَهْزُول التهذيب في ترجمة سغن الأَسغانُ الأَغذية الرَّديئة ويقال باللام أَيضاً

( سغبل ) سَغْبَلَ الطعامَ أَدَمَه بالإِهالة والسَّمْن وقيل رَوَّاهُ دَسَماً شَيءٌ سَغْبَلٌ سَهْلٌ وسَغْبَل رأْسه بالدُّهْن أَي رَوَّاه وقال غيره سَبْغَله فاسْبَغَلَّ قُدِّمت الباء على الغين وقد تقدم والسَّغْبَلة أَن يُثْرَدَ اللحم مع الشحم فيكثر دَسَمه وأَنشد مَنْ سَغْبَل اليومَ لَنا فقد غَلَبْ خُبْزاً ولَحْماً فهو عِنْدَ الناس حَب

( سفل ) السُّفْلُ والسِّفْلُ والسُّفُولُ والسَّفال والسُّفالة بالضم نقيضُ العُلْوِ والعِلْوِ والعُلُوِّ والعَلاءِ والعُلاوة والسُّفْلى نقيضُ العُلْيا والسُّفْلُ نقيض العُلْوِ في التَّسَفُّل والتَّعَلِّي والسافِلةُ نقيض العالِية في الرُّمْح والنهر وغيره والسَّافِلُ نقيض العالي والسِّفْلة نقيضُ العِلْية والسَّفَالُ نقيض العَلاء قال ابن سيده والأَسْفَل نَقِيض الأَعْلى يكون اسماً وظرفاً ويقال أَمرهم في سَفَال وفي عَلاء والسُّفُولُ مصدر وهو نقيض العُلُوِّ والسِّفْل نقيض العِلْوِ في البناء وفي التنزيل العزيز والرَّكْبُ أَسْفَلَ منكم قرئ بالنصب لأَنه ظرف ويقرأ أَسْفَلُ منكم بالرفع أَي أَشدُّ تَسَفُّلاً منكم والسَّفَالة بالفتح النَّذَالة قد سَفُلَ بالضم وقوله عز وجل ثم رَدَدْناه أَسْفَلَ سافِلِين قيل معناه إِلى الهَرَم وقيل إِلى التَّلَف وقيل رَدَدْناه إِلى أَرْذل العُمُر كأَنه قال رددناه أَسْفَلَ مَنْ سَفَل وأَسْفَلَ سافِلٍ وقيل إِلى الضلال لأَن كل مولود يولد على الفِطْرة فمن كفر وَضَلَّ فهو المردود إِلى أَسفل السافلين كما قال عز وجل إِن الإِنسان لفي خُسْر إِلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وجمعها أَسافِلُ قال أَبو ذؤيب بأَطْيَبَ مِن فيها إِذا جِئْتُ طارِقاً وأَشْهَى إِذا نامت كِلابُ الأَسافِل أَراد أَسافل الأَودية يسكنها الرُّعَاة وهم آخر من ينام لِتَشاغُلِهم بالرَّبْط والحَلْب وقد سَفَلَ وسَفُلَ يَسْفُل فيهما سَفَالاً وسُفُولاً وتَسَفَّلَ وسَفِلة الناس وسِفْلَتُهم أَسافِلهُم وغَوْغاؤهم قال ابن السكيت هم السَّفِلة لأَرذال الناس وهم من عِلْيَة القوم ومن العرب من يُخَفِّف فيقول هم السِّفْلة وفلان من سِفْلة القوم إِذا كان من أَراذِلهم فَيَنْقُل كسرة الفاء إِلى السين الجوهري السَّفِلة السُّقَاط من الناس يقال هو من السَّفِلة ولا يقال هو سَفِلة لأَنها جمع والعامة تقول رجل سَفِلة من قوم سَفِلٍ قال ابن الأَثير وليس بعربي وفي حديث صلاة العيد فقالت امرأَة من سَفِلة النِّساء بفتح السين وكسر الفاء وهي السُّقَاط قال ابن بري حكى ابن خالويه أَنه يقال السِّفِلة بكسرهما وحكي عن أَبي عمر أَن المراد بها أَسْفَل السُّفْل قال وكذا قال الوزير يقال لأَسفل السُّفُل سَفِلة وسأَل رجل التِّرْمِذي فقال له قالت لي امرأَتي يا سَفِلة فقلت لها إِن كُنْتُ سَفِلة فأَنت طالق فقال له ما صَنْعَتُك ؟ قال سَمَّاكٌ أَعَزَّك اللهُ قال سَفِلةٌ والله قال فظاهر هذه الحكاية أَنه يجوز أَن يقال للواحد سَفِلة وأَسافِلُ الإِبل صغارُها وأَنشد أَبو عبيد تَوَاكَلَها الأَزْمانُ حتى أَجَأْنَها إِلى جَلَدٍ منها قليلِ الأَسافِل أَي قليل الأَولاد والسافِلَة المَقْعَدة والدُّبُرُ والسَّفِلة بكسر الفاء قوائم البعير ابن سيده وسَفِلةُ البعير قوائمُه لأَنها أَسفل وسافلةُ الرُّمح نصفه الذي يلي الزُّجَّ وقَعَد في سُفَالة الريح وعُلاوتها وقَعَدَ سُفَالَتَها وعُلاوَتها فالعُلاوةُ من حيث تَهُبُّ والسُّفالة ما كان بإِزاء ذلك وقيل سُفَالة كل شيء وعُلاوتُه أَسْفَلُه وأَعْلاه وقيل كُنْ في عُلاوةِ الرِّيح وسُفَالة الريح فأَما عُلاوتُها فأَن تكون فوق الصيد وأَما سُفَالتها فأَن تكون تحت الصيد لا تستقبل الريح والتَّسْفِيل التصويب والتَّسَفُّل التَّصوُّب

( سفرجل ) السَّفَرْجَل معروف واحدته سَفَرجلة والجمع سَفَارج قال أَبو حنيفة وهو كثير في بلاد العرب وقول سيبويه ليس في الكلام مثل سِفِرجال لا يريد أَن سِفِرْجالاً شيء مقول ولا غيره وكذلك قوله ليس في الكلام مثل اسْفَرْجَلْت لا يريد أَن اسْفَرْجَلْت مقولة إِنما نَفَى أَن يكون في الكلام مثل هذا البناء لا اسْفَرْجَلْت ولا غيره وتصغير السَّفَرْجَلة سُفَيْرِجٌ وسُفَيْجِلٌ وذكره الأَزهري في الخماسي

( سقل ) السُّقْل لغة في الصُّقْل وهي الخاصِرَة والسَّقَل في اليد كالصَّدَف سَقِلَ سَقَلاً وهو أَسْقَل اليزيدي هو السَّيْقَل والصَّيْقَل وسَيْفٌ سَقِيل وصَقِيل الأَزهري والصاد في جميع ذلك أَفصح

( سلل ) السَّلُّ انتزاعُ الشيء وإِخراجُه في رِفْق سَلَّه يَسُلُّه سَلاًّ واسْتَلَّه فانْسَلَّ وسَلَلْتُه أَسُلُّه سَلاًّ والسَّلُّ سَلُّك الشعرَ من العجين ونحوه والانْسِلالُ المُضِيُّ والخروج من مَضِيق أَو زِحامٍ سيبويه انْسَلَلْت ليست للمطاوعة إِنما هي كفَعَلْت كما أَن افْتَقَرَ كضَعُف وقول الفرزدق غَدَاةَ تَوَلَّيْتُم كأَنَّ سُيُوُفَكُم ذَآنِينُ في أَعناقِكُمْ لم تُسَلْسَل فَكَّ التضعيفَ كما قالوا هو يَتَمَلْمَلُ وإِنما هو يَتَمَلَّل وهكذا رواه ابن الأَعرابي فأَما ثعلب فرواه لم تُسَلَّل تُفَعَّل من السَّلِّ وسَيْف سَلِيلٌ مَسْلُول وسَللْت السيف وأَسْلَلْته بمعنىً وأَتيناهم عِنْدَ السَّلَّة أَي عند اسْتِلال السيوف قال حِمَاس بن قيس بن خالد الكناني هذا سِلاحٌ كامِلٌ وأَلَّهْ وذو غِرَارَيْنِ سَرِيعُ السَّلَّهْ وانْسَلَّ وتَسَلَّل انْطَلَق في استخفاء الجوهري وانْسَلَّ من بينهم أَي خرج وفي المثل رَمَتْني بِدائها وانْسَلَّتْ وتَسَلَّل مثلُه وفي حديث عائشة فانْسَلَلْتُ من بين يديه أَي مَضَيْتُ وخرجت بتَأَنٍّ وتدريج وفي حديث حَسَّان لأَسُلَّنَّك منهم كما تُسَلُّ الشَّعَرة من العجين وفي حديث الدعاء اللهم اسْلُل سَخِيمةَ قلبي وفي الحديث الآخر مَنْ سَلَّ سَخِيمَتَه في طريق الناس وفي حديث أُمِّ زَرْعٍ مَضْجَعُه كمَسَلِّ شَطْبَةٍ المَسَلُّ مصدر بمعنى المَسْلُول أَي ما سُلَّ من قشره والشَّطْبة السَّعَفة الخضراء وقيل السَّيْف والسُّلالةُ ما انْسَلَّ من الشيء ويقال سَلَلْت السيفَ من الغِمْد فانْسَلَّ وانْسَلَّ فلان من بين القوم يَعْدو إِذا خرج في خُفْية يَعْدُو وفي التنزيل العزيز يَتَسَلَّلون منكم لِوَاذاً قال الفراء يَلُوذُ هذا بهذا يَسْتَتِر ذا بذا وقال الليث يَتَسَلَّلون ويَنْسَلُّون واحدٌ والسَّلِيلةُ الشَّعَر يُنْفَش ثم يُطْوَى ويشد ثم تَسُلُّ منه المرأَة الشيءَ بعد الشيء تَغْزِله ويقال سَلِيلةٌ من شَعَر لما اسْتُلَّ من ضَريبته وهي شيء يُنْفَش منه ثم يُطْوى ويُدْمَج طِوالاً طول كل واحدة نحو من ذراع في غِلَظ أَسَلة الذراع ويُشَدُّ ثم تَسُلُّ منه المرأَةُ الشيءَ بعد الشيء فتَغْزِله وسُلالةُ الشيء ما اسْتُلَّ منه والنُّطْفة سُلالة الإِنسان ومنه قول الشماخ طَوَتْ أَحْشاءَ مُرْتِجَةٍ لوَقْتٍ على مَشَجٍ سُلالتُه مَهِينُ وقال حسان بن ثابت فجاءت به عَضْبَ الأَدِيم غَضَنْفَراً سُلالةَ فَرْجٍ كان غَيْر حَصِين وفي التنزيل العزيز ولقد خلقنا الإِنسان من سُلالةٍ من طين قال الفراء السُّلالة الذي سُلَّ من كل تُرْبة وقال أَبو الهيثم السُّلالة ما سُلَّ من صُلْب الرجل وتَرائب المرأَة كما يُسَلُّ الشيءُ سَلاًّ والسَّليل الولد سُمِّي سَليلاً لأَنه خُلق من السُّلالة والسَّلِيلُ الولد حين يخرج من بطن أُمه وروي عن عكرمة أَنه قال في السُّلالة إِنه الماء يُسَلُّ من الظَّهر سَلاًّ وقال الأَخفش السُّلالة الوَلَد والنُّطفة السُّلالة وقد جعل الشماخ السُّلالة الماء في قوله على مَشَجٍ سُلالَتُه مَهِينُ قال والدليل على أَنه الماء قوله تعالى وبَدَأَ خَلقَ الإِنسانِ من طين يعني آدم ثم جَعَل نَسْله من سُلالة ثم تَرْجَمَ عنه فقال من ماء مَهِين فقوله عز وجل ولقد خلقنا الإِنسان من سُلالة أَراد بالإِنسان وَلد آدم جُعِل الإِنسان اسماً للجنس وقوله من طين أَراد أَن تلك السُّلالة تَوَلَّدت من طين خُلق منه آدمُ في الأَصل وقال قتادة اسْتُلَّ آدم من طين فسُمّي سُلالة قال وإِلى هذا ذهب الفراء وقال الزجَّاج من سُلالة من طين سُلالة فُعالة فخَلق الله آدم عليه السلام
( * كذا بياض بالأصل ) والسُّلالة والسَّليل الولد والأُنثى سَليلة أَبو عمرو السَّلِيلة بنت الرجل من صُلْبه وقالت هند بنت النُّعمان وما هِنْدُ إِلاّ مُهْرةٌ عَرَبِيَّةٌ سَلِيلةُ أَفراس تَجَلَّلها بَغْل قال ابن بري وذكر بعضهم أَنها تصحيف وأَن صوابه نَغْل بالنون وهو الخَسِيس من الناس والدواب لأَن البَغْل لا يُنْسِل ابن شميل يقال للإِنسان أَيضاً أَوّلَ ما تَضَعُه أُمُّه سَلِيلٌ والسَّلِيل والسليلة المُهْر والمُهْرة وقيل السَّلِيل المُهْر يُولَد في غير ماسِكَة ولا سَلىً فإِن كان في واحدة منهما فهو بَقِيرٌ وقد تقدم وقوله أَنشده ثعلب أَشَقَّ قَسامِيًّا رَباعِيَّ جانِبٍ وقارِحَ جَنْبٍ سُلَّ أَقرَحَ أَشقَرا معنى سُلَّ أُخْرِج سَلِيلاً والسَّلِيل دِماغ الفرس وأَنشد الليث كقَوْنَسِ الطِّرْفِ أَو في شأْنُ قَمْحَدة فيه السَّلِيلُ حَوَاليْه له إِرَمُ
( * قوله « قمحدة » هكذا ضبط في الأصل ومثله في التكملة ولم نقف على البيت في غير هذا الموضع غير أن في التكملة القمحدة بكسر ففتح فسكون في القمحدوة )
والسَّلِيلُ السَّنام الأَصمعي إِذا وَضَعَت الناقةُ فولدها ساعةَ تَضَعه سَلِيلٌ قبل أَن يُعلم أَذكر هو أَم أُنثى وسَلائِلُ السَّنام طَرائق طِوالٌ تُقْطَع منه وسَلِيلُ السَّنام طَرائق طِوالٌ تُقَطَع منه وسَلِيل اللحم خَصِيله وهي السَّلائل وقال الأَصمعي السَّلِيل طرائق اللحم الطِّوال تكون ممتدَّة مع الصُّلْب وسَلْسَلَ إِذا أَكل السِّلْسِلَة وهي القِطْعة الطويلة من السَّنام وقال أَبو عمرو هي اللَّسْلَسة وقال الأَصمعي هي اللِّسْلِسَة ويقال سَلْسَلة ويقال انْسَلَّ وانْشَلَّ بمعنى واحد يقال ذلك في السَّيل والناس قاله شمر والسَّلِيلُ لحم المَتْنِ وقول تَأَبَّطَ شَرًّا وأَنْضُو المَلا بالشَّاحِب المُتَسَلْسِل هو الذي قد تَخَدَّد لحمُه وقَلَّ وقال أَبو منصور أَراد به نفسه أَراد أَقْطَعُ المَلا وهو ما اتَّسَعَ من الفَلاة وأَنا شاحبٌ مُتَسَلْسِلٌ ورواه غيره وأَنْضُو الملا بالشاحب المُتَشَلْشِل بالشين المعجمة وسيأْتي ذكره وفَسَّره أَنْضو أَجُوزُ والمَلا الصَّحْراء والشاحب الرجل الغَزَّاء قال وقال الأَصمعي الشاحبُ سيف قد أَخْلَق جَفْنُه والمُتشَلْشِلُ الذي يَقْطُر الدمُ منه لكثرة ما ضُرِب به والسَّلِيلة عَقَبة أَو عَصَبة أَو لحمة ذات طرائق ينفصل بعضها من بعض وسَلِيلة المَتْن ما استطال من لحمه والسَّلِيل النُّخاع قال الأَعشى ودَأْياً لَواحِكَ مِثْل الفُؤو سِ لاءم منها السَّلِيلُ الفَقَارا وقيل السَّليل لحمة المَتْنَين والسَّلائل نَغَفات مستطيلة في الأَنف والسَّلِيل مَجْرَى الماء في الوادي وقيل السَّلِيل وَسَطُ الوادي حيث يَسِيل مُعْظَمُ الماء وفي الحديث اللَّهم اسْقِنا من سَلِيل الجَنَّة وهو صافي شرابها قيل له سَلِيلٌ لأَنه سُلَّ حتى خَلَص وفي رواية اللهم اسْقِ عبدَ الرَّحْمن من سَلِيل الجنَّة قال هو الشراب البارد وقيل السَّهْل في الحَلْق ويروى سَلْسَبيل الجنَّة وهو عين فيها وقيل الخالص الصافي من القَذَى والكدَر فهو فَعِيلٌ بمعنى مفعول ويروى سَلْسال وسَلْسَبيل والسَّلِيل وادٍ واسع غامض يُنْبِت السَّلَم والضَّعَة واليَنَمة والحَلَمة والسَّمُر وجمعه سُلاَّنٌ عن كراع وهو السَّالُّ والجمع سُلاَّنٌ أَيضاً التهذيب في هذه الترجمة السَّالُّ مكانٌ وَطِيءٌ وما حَوْلَه مُشْرِف وجمعه سَوالُّ يجتمع إِليه الماء الجوهري والسَّالُّ المَسِيل الضَّيِّق في الوادي الأَصمعي السُّلاّن واحدها سالٌّ وهو المَسِيل الضيّق في الوادي وقال غيره السِّلْسِلة الوَحَرةُ وهي رُقَيْطاءُ لها ذَنَبٌ دقيق تَمْصَع به إِذا عَدَتْ يقال إِنها ما تَطَأُ طعاماً ولا شَراباً إِلاَّ سَمَّتْه فلا يأْكله أَحَدٌ إِلاَّ وَحِرَ وأَصابه داءٌ رُبَّما مات منه ابن الأَعرابي يقال سَلِيلٌ من سَمُرٍ وغالٌّ من سَلَم وفَرْشٌ من عُرْفُطٍ قال زهير كأَنَّ عَيْني وقد سال السَّليلُ بِهِم وجِيرَةٌ مَّا هُمُ لو أَنَّهم أمَمُ ويروى وعِبْرةٌ مَّا هُمُ لو أَنَّهُم أمَمُ قال ابن بري قوله سَالَ السَّلِيلُ بهم أَي ساروا سيراً سريعاً يقول انْحَدَروا به فقد سَالَ بهم وقوله ما هم ما زائدة وهُمْ مبتدأ وعِبْرةٌ خبره أَي هُمْ لي عِبْرةٌ ومن رواه وجِيرَة مَّا هُم فتكون ما استفهامية أَي أَيُّ جِيرَةٍ هُم والجملة صفة لجِيرة وجِيرة خبر مبتدإِ محذوف والسَّالُّ موضع فيه شجر والسَّلِيل والسُّلاّن الأَودية وفي حديث زياد بسُلالةٍ من ماءِ ثَغْبٍ أَي ما اسْتُخْرج من ماء الثَّغْب وسُلَّ منه والسُّلُّ والسِّلُّ والسُّلال الداء وفي التهذيب داء يَهْزِل ويُضْني ويَقْتُل قال ابن أَحمر أَرَانا لا يَزال لنا حَمِيمٌ كَدَاء البَطْن سُلاًّ أَو صُفَارا وأَنشد ابن قتيبة لِعُرْوة بن حزام فيه أَيضاً بِيَ السُّلُّ أَو داءُ الهُيام أَصَابني فإِيَّاكَ عَنِّي لا يَكُن بِكَ ما بِيا ومثله قول ابن أَحمر بِمَنْزِلةٍ لا يَشْتَكِي السُّلَّ أَهْلُها وعَيْش كمَلْسِ السَّابِرِيِّ رقيق وفي الحديث غُبَارُ ذَيْل المرأَة الفاجرة يُورِث السِّلَّ يريد أَن من اتبع الفواجر وفجر ذَهَب مالُه وافتقر فشَبَّه خِفَّة المال وذهابَه بخِفَّة الجسم وذهابِه إِذا سُلَّ وقد سُلَّ وأَسَلَّه اللهُ فهو مَسْلول شاذ على غير قياس قال سيبويه كأَنه وُضع فيه السُّلُّ قال محمد بن المكرم رأَيت حاشية في بعض الأُصول على ترجمة أمم على ذكر قُصَيٍّ قال قُصَيٌّ واسمه زيد كان يُدْعَى مُجَمِّعاً إِنِّي لَدى الحَرْب رَخِيٌّ لَبَبي عند تَنَاديهم بهَالٍ وهَبِ مُعْتزِمُ الصَّوْلَةِ عالٍ نَسَبي أُمَّهَتي خِنْدِفُ والياسُ بي قال هذا الرجز حُجَّة لمن قال إِن الياس بن مُضَر الأَلف واللام فيه للتعريف فأَلفه أَلف وصل قال المفضَّل بن سلمة وقد ذكَرَ الياسَ النبيَّ عليه السلام فأَما الياسُ بن مُضَر فأَلفه أَلف وصل واشتقاقه من اليأْسِ وهو السُّلُّ وأَنشد بيت عُرْوة بن حِزام بِيَ السُّلُّ أَو داءُ الهُيام أَصابني وقال الزبير بن بكار الياسُ بن مُضَر هو أَول من مات من السُّلِّ فسمي السُّلُّ يأْساً ومن قال إِنه إِلْياسُ بن مُضَر بقطع الأَلف على لفظ النبي عليه الصلاة والسلام أَنشد بيت قصي أُمَّهَتي خِنْدِف والياسُ أَبي
( * قوله « والياس » هكذا بالأصل بالواو ولا بد على قطع الهمزة من إسقاط الواو أو تسكين فاء خندف ليستقيم الوزن )
قال واشتقاقه من قولهم رجل أَليْسَ أَي شُجَاع والأَلْيَسُ الذي لا يَفِرُّ ولا يَبْرَحُ وقد تَلَيَّس أَشدَّ التلَيُّس وأُسودٌ لِيسٌ ولَبُوءَةٌ لَيْساءُ والسَّلَّةُ السَّرِقة وقيل السَّرِقة الخَفِيَّةُ وقد أَسَلَّ يُسِلُّ إِسْلالاً أَي سَرَق ويقال في بَني فلان سَلَّةٌ ويقال للسارق السَّلاَّل ويقال الخَلَّة تدعو إِلى السَّلَّة وسَلَّ الرجلُ وأَسَلَّ إِذا سَرَق وسَلَّ الشيءَ يَسُلُّه سَلاًّ وفي الكتاب الذي كَتَبه سَيِّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحُدَيبية حين وادع أَهل مكة وأَن لا إِغلالَ ولا إِسْلال قال أَبو عمرو الإِسْلال السَّرِقة الخَفِيَّة قال الجوهري وهذا يحتمل الرَّشْوة والسرقة جميعاً وسَلَّ البعيرَ وغيرَه في جوف الليل إِذا انتزعه من بين الإِبل وهي السَّلَّة وأَسَلَّ إِذا صار ذا سَلَّة وإِذا أَعان غيره عليه ويقال الإِسْلال الغارَةُ الظاهرة وقيل سَلُّ السيوف ويقال في بني فلان سَلَّة إِذا كانوا يَسْرِقون والأَسَلُّ اللِّصُّ ابن السكيت أَسَلَّ الرجلُ إِذا سَرَق والمُسَلِّل اللطيف الحيلة في السَّرَق ابن سيده الإِسلال الرَّشوة والسرقة والسَّلُّ والسَّلَّة كالجُؤْنَة المُطْبَقَة والجمع سَلٌّ وسِلالٌ التهذيب والسَّلَّة السَّبَذَة كالجُؤْنة المُطْبقة قال أَبو منصور رأَيت أَعرابياً من أَهل فَيْد يقول لِسَبَذة الطِّين السَّلَّة قال وسَلَّةُ الخُبْز معروفة قال ابن دريد لا أَحْسَب السَّلَّة عربية وقال أَبو الحسن سَلٌّ عندي من الجمع العزيز لأَنه مصنوع غير مخلوق وأَن يكون من باب كَوْكَبٍ وكَوْكَبةٍ أَولى لأَن ذلك أَكثر من باب سَفِينةٍ وسَفِين ورجل سَلٌّ وامرأَة سَلَّة ساقطا الأَسنان وكذلك الشاة وسَلَّتْ تَسِلُّ ذهب أَسنانُها كل هذا عن اللحياني ابن الأَعرابي السَّلَّة السُّلُّ وهو المرض وفي ترجمة ظبظب قال رؤبة كأَنَّ بي سُلاًّ وما بي ظَبْظاب قال ابن بري في هذا البيت شاهد على صحة السُّلِّ لأَن الحريري قال في كتابه دُرَّة الغَوَّاص إِنه من غَلَط العامَّة وصوابه عنده السُّلال ولم يُصِبْ في إِنكاره السُّلَّ لكثرة ما جاء في أَشعار الفصحاء وذكره سيبويه أَيضاً في كتابه والسَّلَّة استلالُ السيوف عند القتال والسَّلَّة الناقة التي سَقَطَت أَسنانُها من الهَرَم وقيل هي الهَرِمة التي لم يَبْقَ لها سِنٌّ والسَّلَّة ارتداد الرَّبْو في جوف الفرس من كَبْوة يَكْبُوها فإِذا انتفخ منه قيل أَخْرَجَ سَلَّته فيُرْكَض رَكْضاً شديداً ويُعَرَّق ويُلْقَى عليه الجِلال فيخرج ذلك الرَّبْو قال المَرَّار أَلِزاً إِذ خَرَجَتْ سَلَّتُه وَهِلاً تَمْسَحُه ما يَسْتَقِر الأَلِزُ الوَثَّاب وسَلَّة الفَرَس دَفْعتُه من بين الخيل مُحْضِراً وقيل سَلَّته دَفْعته في سِباقه وفرس شديد السَّلَّة وهي دَفْعته في سِباقه ويقال خَرَجَتْ سَلَّةُ هذا الفرس على سائر الخيل والمِسَلَّة بالكسر واحدة المَسالِّ وهي الإِبَرُ العظام وفي المحكم مِخْيَطٌ ضَخْم والسُّلاَّءة شَوْكة النخلة والجمع سُلاَّءٌ قال علقمة يصف ناقة أَو فرساً سُلاَّءةٌ كعَصا النَّهْديِّ غُلَّ لها ذو فَيْئة من نَوى قُرَّان مَعْجومُ والسَّلَّة أَن يَخْرِزَ خَرْزَتَيْن في سَلَّةٍ واحدة والسَّلَّة العَيْب في الحَوْض أَو الخابية وقيل هي الفُرْجة بين نَصائب الحوض وأَنشد أَسَلَّةٌ في حَوْضِها أَم انْفَجَر والسَّلَّة شُقوق في الأَرض تَسْرِق الماء وسَلُولُ فَخِذٌ من قَيْس بن هَوازِن الجوهري وسَلُولُ قبيلة من هَوازِن وهم بنو مُرَّة بن صَعْصَعة ابن معاوية بن بكر بن هَوازن وسَلُول اسم أُمهم نُسِبوا إِليها منهم عبد الله بن هَمَّام السَّلُوليُّ الشاعر وسُلاَّن موضع قال الشاعر لِمَنِ الدِّيارُ برَوْضَةِ السُّلاَّنِ فالرَّقْمَتَيْنِ فجانِبِ الصَّمَّانِ ؟ وسِلَّى اسم موضع بالأَهواز كثير التمر قال كأَن عَذِيرَهُم بجَنُوب سِلَّى نَعامٌ فاق في بَلَدٍ قِفارِ قال ابن بري وقال أَبو المِقْدام بَيْهَس بن صُهَيْب بسِلَّى وسِلِّبْرى مَصارِعُ فِتْيةٍ كِرامٍ وعَقْرى من كُمَيْت ومن وَرْد وسِلَّى وسِلِّبْرى يقال لهما العاقُولُ وهي مَناذِر الصُّغْرى كانت بها وقْعة بين المُهَلَّب والأَزارقة قُتِل بها إِمامهم عُبَيد الله بن بَشِير بن الماحُوز
( * قوله « الماحوز » هكذا في الأصل بمهملة ثم معجمة وفي عدة مواضع من ياقوت بالعكس ) المازني قال ابن بري وسِلَّى أَيضاً اسم الحرث بن رِفاعة بن عُذْرة بن عَدِيِّ بن عبد شمس وقيل شُمَيس بن طَرود بن قُدامة بن جَرْم بن زَبان بن حُلْوان بن عمرو بن الحافِ بن قُضاعة قال الشاعر وما تَرَكَتْ سِلَّى بِهِزَّانَ ذِلَّةً ولكِنْ أَحاظٍ قُسِّمَتْ وجُدُودُ قال ابن بري حكى السيرافي عن ابن حبيب قال في قيس سَلُول بن مُرَّة بن صَعْصَعة بن معاوية بن بكر بن هَوازِن اسم رجل فيهم وفيهم يقول الشاعر وإِنَّا أُناسٌ لا نَرى القَتْل سُبَّةً إِذا ما رَأَتْه عامِرٌ وسَلُول
( * هذا البيت للسَّموأل بن عادياء وهو في حماسة أبي تمَّام وإِنَّا لَقَومٌ ما نرى القتل سُبَّةَ )
يريد عامرَ بن صَعْصَعة وسَلُول بن مُرَّة بن صعصعة قال وفي قُضاعة سَلُول بنت زَبان بن امرئ القيس ابن ثعلبة بن مالك بن كنانة بن القَيْن بن الجَرْم بن قُضاعة قال وفي خُزاعة سَلُولُ بن كعب بن عمرو بن ربيعة بن حارثة قال وقال ابن قتيبة عبد الله بن هَمَّام هو من بني مُرَّة بن صعصعة أَخي عامر بن صعصعة من قيس عَيْلانَ وبَنُو مُرَّة يُعْرفون ببني سَلُولَ لأَنها أُمُّهم وهي بنت ذُهْل بن شَيْبان بن ثعلبة رَهْط أَبي مريم السَّلُولي وكانت له صحبة مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأَيت في حاشية وسَلُولُ جَدّة عبد الله بن أُبَيٍّ المُنافق

( سلسل ) السَّلْسَلُ والسَّلْسال والسُّلاسِلُ الماء العَذْب السَّلِس السَّهْل في الحَلْقِ وقيل هو البارد أَيضاً وماء سَلْسَلٌ وسَلْسالٌ سَهْلُ الدخول في الحلق لعُذوبته وصفائه والسُّلاسِل بالضم مثله قال ابن بري شاهد السَّلْسَل قول أَبي كبير أَم لا سَبِيلَ إِلى الشَّبابِ وذِكْرُه أَشْهَى إِليَّ من الرَّحِيق السَّلْسَلِ قال وشاهد السُّلاسِل قول لبيد حَقائبُهُم راحٌ عَتِيقٌ ودَرْمَكٌ ورَيْطٌ وفاثُوريَّةٌ وسُلاسِلُ وقال أَبو ذؤيب من ماء لِصْبٍ سُلاسِل
( * قوله « من ماء لصب » هذا بعض بيت من الطويل تقدم في ترجمة شرج
فشرّجها من نطفة رحيبة ... سلاسلة من ماء لصب سلاسل )
وقيل معنى يَتَسَلْسَل
( * قوله « وقيل معنى يتسلسل » هكذا في الأصل ولعل يتسلسل محرف عن سلسل
بدليل الشاهد بعد )
أَنه إِذا جَرى أَو ضَرَبَتْه الرِّيح يصير كالسِّلْسِلة قال أَوس وأَشْبَرَنِيها الهالِكِيُّ كأَنَّه غَديرٌ جَرَت في مَتنِه الرِّيحُ سَلْسَلُ وخَمْرٌ سَلْسَلٌ وسَلْسال لَيِّنَة قال حَسَّان بَرَدى يُصَفَّقُ بالرَّحِيق السَّلْسَل وقال الليث هو السَّلْسَل وهو الماء العَذْب الصافي إِذا شُرب تَسَلْسَل في الخَلْق وتَسَلْسَلَ الماءُ في الخلق جَرى وسَلْسَلْته أَنا صَبَبْته فيه وقول عبد الله بن رَواحَة إِنَّهُمْ عندَ رَبِّهِم في جِنانٍ يَشْرَبُون الرَّحِيقَ والسَّلْسَبيلا الرَّحِيق الخَمْر والسَّلْسَبيل السَّهْل المَدْخَل في الحَلْق ويقال شَرابٌ سَلْسَلٌ وسَلْسالٌ وسَلْسَبيلٌ قال ابن الأَعرابي لم أَسمع سَلْسَبيل إِلاَّ في القرآن وقال الزجاج سَلْسَبيل اسم العين وهو في اللغة لما كان في غاية السَّلاسة فكأَنَّ العين سُمِّيت لصِفتها غيره سَلْسَبيل اسم عين في الجنة مَثَّلَ به سيبويه على أَنه صفة وفسره السيرافي وقال أَبو بكر في قوله تعالى عَيْناً فيها تُسَمَّى سَلْسَبيلاً يجوز أَن يكون السَّلْسَبيل اسماً للعين فنُوِّن وحَقُّه أَن لا يُجْرى لتعريفه وتأْنيثه ليكون موافقاً رؤوس الآيات المُنوَّنة إِذ كان التوفيق بينهما أَخَفَّ على اللسان وأَسهل على القارئ ويجوز أَن يكون سَلْسَبيل صفة للعين ونعتاً له فإِذا كان وصفاً زال عنه ثِقَلُ التعريف واسْتَحَقَّ الإِجراء وقال الأَخفش هي مَعْرِفة ولكن لما كانت رأْس آية وكان مفتوحاً زيدت فيه الأَلف كما قال كانت قوارير قواريراً وقال ابن عباس سَلْسَبيلاً يَنْسَلُّ في حُلوقهم انْسِلالاً وقال أَبو جعفر محمد بن علي عليه السلام معناها لَيِّنة فيما بين الحَنْجَرَة والحلق وأَما من فسره سَلْ رَبَّك سَبيلاً إِلى هذه العين فهو خطأٌ غير جائز ويقال عين سَلْسَلٌ وسَلْسالٌ وسَلْسَبيلٌ معناه أَنه عَذْب سَهْل الدخول في الحلق قيل جمع السَّلْسَبيل سَلاسِبُ وسَلاسِيبُ وجمع السَّلْسَبيلة سَلْسَبيلات وتَسَلْسَل الماءُ جَرى في حَدُور أَو صَبَب قال الأَخطل إِذا خاف من نَجْمٍ عليها ظَماءَةً أَدَبَّ إِليها جَدْوَلاً يَتَسَلْسَلُ والسَّلْسَبيل اللَّيِّن الذي لا خشونة فيه وربما وُصف به الماء وثوب مُسَلْسَلٌ ومُتَسَلْسِلٌ رديء النَّسْج رَقِيقه اللحياني تَسَلْسَل الثوبُ وتَخَلْخَل إِذا لُبِس حتى رَقَّ فهو مُتَسَلْسِلٌ والتَّسَلْسُل بَريق فِرِنْد السيف ودَبيبُه وسَيْفٌ مُسَلْسَل وثوب مُلَسْلَسٌ
( * قوله « وثوب ملسلس » وقوله « وبعض يقول مسلسل » هكذا في الأصل ومثله في التهذيب وفي التكملة عكس ذلك ) وفيه وَشْيٌ مُخَطَّطٌ وبَعْضٌ يقول مُسَلْسَلٌ كأَنه مقلوب وقال المعطل الهذلي لم يُنْسِني حُبَّ القَبُولِ مَطارِدٌ وأَفَلُّ يَخْتَصِمُ الفُقَارَ مُسَلَّسُ أَراد بالمَطارِد سِهاماً يُشْبِه بعضها بعضاً وأَراد بقوله مُسَلَّس مُسَلْسَل أَي فيه مثل السِّلْسِلة من الفِرِنْد والسَّلْسَلة اتصالُ الشيء بالشيء والسَّلْسِلةُ معروفة دائرة من حديد ونحوه من الجواهر مشتق من ذلك وفي الحديث عَجِبَ رَبُّك من أَقوام يُقادُون إِلى الجنَّة بالسَّلاسِل قيل هم الأَسرى يُقادُون إِلى الإِسلام مُكْرَهين فيكون ذلك سبب دخولهم الجنة ليس أَنَّ ثَمَّ سَلْسلَة ويدخل فيه كل من حُمِل على عَمَل من أَعمال الخير وسَلاسِلُ البَرْق ما تَسَلْسَل منه في السحاب واحدته سِلْسِلة وكذلك سَلاسِل الرَّمْل واحدتها سِلْسِلة وسِلْسِلٌ قال الشاعر خَلِيلَيَّ بين السِّلْسِلَيْنِ لو آنَّني بنَعْفِ اللِّوى أَنْكَرْتُ ما قلتُما ليا وقيل السِّلْسِلان هنا موضعان وبَرْقٌ ذو سَلاسِل ورمل ذو سَلاسِل وهو تَسَلْسُله الذي يُرى في التوائه والسَّلاسِل رَمْلٌ يتَعَقَّد بعضه على بعض وينقاد وفي حديث ابن عمرو في الأَرض الخامسة حَيَّات كسَلاسِل الرَّمْل هو رَمْل ينعقد بعضه على بعض مُمَْتَدًّا ابن الأَعرابي البَرْق المُسَلْسَل الذي يتَسَلْسَل في أَعاليه ولا يكاد يُخْلِف وشيء مُسَلْسَلٌ متصل بعضه ببعض ومنه سِلْسِلة الحديد وسِلْسِلة البرق ما استطال منه في عَرْض السحاب وبِرْذَوْنٌ ذو سَلاسِل إِذا رأَيت في قوائمه شبهها وفي الحديث ذكر غَزْوة السُّلاسل وهو بضم السين الأُولى وكسر الثانية ماء بأَرض جُذام وبه سميت الغَزاة وهو في اللغة الماء السَّلْسال وقيل هو بمعنى السَّلْسَل ويقال للغلام الخفيف الروح لُسْلُسٌ وسُلْسُل والسِّلْسِلانُ ببلاد بني أَسَد وسَلْسَلٌ حَبْلٌ من الدَّهْناء أَنشد ابن الأَعرابي يَكْفِيك جَهْلَ الأَحْمَق المُسْتَجْهَل ضَحْيانةٌ من عَقَدات السَّلْسَل

( سمل ) سَمَلَ الثوبُ يَسْمُل سُمولاً وأَسْمَلَ أَخْلَق وثوبٌ سَمَلةٌ وسَمَلٌ وأَسْمالٌ وسَمِيلٌ وسَمُولٌ قال أَعرابي من بني عوف بن سعد صَفْقَةُ ذي ذَعالِتٍ سَمُول بَيْعَ امْرئٍ لَيْسَ بمُسْتَقِيل أَراد ذي ذَعالب فأَبدل التاء من الباء وأَنشد ثعلب بَيْعُ السَّمِيل الخَلَق الدَّرِيس وفي حديث عائشة ولنا سَمَلُ قَطِيفة السَّمَلُ الخَلَق من الثياب وفي حديث قَيْلة أَنها رأَت النبي صلى الله عليه وسلم وعليه أَسْمالُ مُلَيَّتَيْن هي جمع سَمَلٍ والمُلَيَّةُ تصغير المُلاءة وهي الإِزار قال أَبو عبيد الأَسْمال الأَخْلاق الواحد منه سَمَلٌ وثوبٌ أَخلاقٌ إِذا أَخْلَق وثوبٌ أَسْمالٌ كما يقال رُمْحٌ أَقصادٌ وبُرْمةٌ أَعشارٌ والسَّوْمَل الكِساء الخَلَق عن الزجاجي والسَّمَلة الماء القليل يبقى في أَسفل الإِناء وغيره مثل الثَّمَلة وجمعه سَمَلٌ قال ابن أَحمر الزَّاجِر العِيسِ في الإِمْلِيس أَعْيُنها مثلُ الوَقائِع في أَنْصافِها السَّمَل وسُمُولٌ عن الأَصمعي قال ذو الرمة على حِمْيَريّاتٍ كأَنَّ عُيونَها قِلاتُ الصَّفا لم يَبْقَ إِلاَّ سُمولُها وأَسمالٌ عن أَبي عمرو وأَنشد يترك أَسْمال الحِياضِ يُبَّسا والسُّمْلة بالضم مثل السَّمَلة ابن سيده السَّمَلة بَقِيَّة الماء في الحَوْض وقيل هو ما فيه من الحَمْأَة والجمع سَمَلٌ وسِمالٌ قال أُمية بن أَبي عائذ الهذلي فأَوْرَدَها فَيْحَ نَجْمِ الفُرو عِ من صَيْهَدِ الصَّيفِ بَرْدَ السِّمال أَي أَوْرَد العَيرُ أُتُنَه بَرْدَ السِّمال في فَيْح نجم الفُروع ويروى فأَوْرَدَها فَيْحُ نجم الفُرو عِ من صَيْهَدِ الصَّيفِ بَردَ السِّمال بالضم أَي أَوْرَدَها الحَرُّ الماء ويُجْمَع السِّمال على سَمائل قال رؤبة ذا هَبَواتٍ يَنْشَف السَّمائلا والسَّمَلة الحَمْأَة والطين التهذيب والسَّمَلُ محرَّك الميم بَقِيَّةُ الماء في الحوض قال حُمَيْد الأَرقط خَبْط النِّهالِ سَمَل المَطائطِ وفي حديث عليٍّ عليه السلام فلم يَبْقَ منها إِلا سَمَلةٌ كسَمَلة الإِداوة وهي بالتحريك الماء القليل يبقى في أَسفل الإِناء والتَّسَمُّل شُرب السَّمَلة أَو أَخْذُها يقال ترَكْتُه يَتَسَمَّل سَمَلاً من الشراب وغيره وسَمَلَ الحوضَ سَمْلاً وسَمَّله نَقَّاه من السَّمَلة وسَمَّل الحوضُ لم يَخْرُج منه إِلا ماءٌ قليل عن اللحياني وأَنشد أَصْبَحَ حَوْضاكَ لمن يَراهُما مُسَمِّلَيْن ماصِعاً قِراهُما وسَمَّلَتِ الدَّلْوُ خَرج ماؤها قليلاً وسُمْلانُ الماء والنبيذ بَقاياهما وتَسَمَّل النَّبِيذَ أَلحَّ في شُرْبه كلاهما عنه أَيضاً والسَّمالُ الدود الذي يكون في الماء الناقع قال تميم بن مقبل كأَنَّ سِخالَها بذوي سُحار إِلى الخَرْماء أَولادُ السَّمال
( * قوله « بذوي سحار » كذا في الأصل ومثله في المحكم وأورده ياقوت في الخرماء وسمار بلفظ
كأن سخالها بلوى سمار ... الى الخرماء أولاد
السمال ثم قال قال الأزدي سمار رمل بأعلى بلاد قيس طوله قدر سبعين ميلاً )
وسَمَل بينهم يَسْمُل سَمْلاً وأَسْمَل بينهم أَصْلَح بينهم قال الكميت وإِنْ يَأْوَدِ الأَمْرُ يَلْقَوْا له ثِقافاً وإِنْ يَحْكُمُوا يَعْدِلوا وتَنْأَى قُعُودُهمُ في الأُمو رِ عَمَّنْ يَسُمُّ ومَنْ يُسْمِلُ ولَكِنَّني رائبٌ صَدْعَهُم رَقُوءٌ لما بَيْنَهم مُسْمِلُ رَقُوءٌ مُصْلِحٌ قال ابن بري والذي في شعره وتَنْأَى قُعورُهم بالراء أَي تَبْعُد غايتَهُم عمن يُدارِي ويُداهِن على من يَسُمُّ وهو الذي يَسْبُر الشيءَ ويَنْظُر ما غَوْرُه يقال فلان بعيد القَعْرِ أَي بعيد الغَوْر لا يُدْرَك ما عنده يقول هم دُهاةٌ لا يُبْلَغ أَقصى ما عندهم قال ابن بري والذي رواه أَبو عبيد في الغريب المصنَّف على من يَسُمُّ وهو الصحيح قال وفي بعض نسخ الغريب عَمَّن يَسُمُّ والسَّاملُ الساعي لإِصلاح المعيشة وفي الصحاح في إِصلاح معاشه وسَمْلُ العَيْنِ فَقْؤُها يقال سُمِلَتْ عينُه تُسْمَل إِذا فُقِئَتْ بحديدة مُحْماةٍ وفي المحكم سَمَل عينَه يَسْمُلُها سَمْلاً واسْتَمَلَها فَقَأَها وفي حديث العُرَنِيِّين الذين ارتدُّوا عن الإِسلام أَن النبي صلى الله عليه وسلم أَمر بسَمْل أَعينهم قال أَبو عبيد السَّمْل أَن تُفْقأَ العينُ بحديدة مُحْماةٍ أَو بغير ذلك قال وقد يكون السَّمْلُ فَقْأَها بالشوك وهو بمعنى السَّمْرِ وإِنما فَعَل ذلك بهم لأَنهم فَعَلوا بالرُّعاة مثله وقَتَلوهم فجازاهم على صَنِيعهم بمثله وقيل إِن هذا كان قبل أَن تَنْزل الحدود فلما نَزَلَتْ نَهَى عن المُثْلة وقال أَبو ذؤيب يَرْثي بَنِين له ماتوا فالعَيْنُ بعدَهُمُ كأَنَّ حِداقَها سُمِلَتْ بشَوْكٍ فهي عُورٌ تَدْمَعُ ولطَمَ رجلٌ من العرب رجلاً ففَقأَ عينَه فسُمِّي سَمَّالاً حكى الجوهري قال قال أَعرابي فَقَأَ جَدُّنا عينَ رجل فسُمِّينا بَني سَمَّال والسَّمَّال شجرٌ يَمانِيَةٌ والسَّوْمَلَة فَيالِجَةٌ صغيرة وفي المحكم فِنْجانَةٌ صغيرة ومكانٌ سَمَوَّلٌ سَهْل التراب وقيل هي الأَرض الواسعة وقيل هو الجَوف الواسع من الأَرض عن أَبي عبيدة قال امرؤ القيس أَثَرْن غُباراً بالكَدِيدِ السَّمَوَّل
( * في معلقة امرئ القيس بالكديد المُرَكَّلِ )
وسَمْوِيل طائر وقيل بلدة كثيرة الطَّير قال الرَّبيع بن زِياد وفي المحكم قال الربيع الكامل أَحد أَخوال لَبِيد بن ربيعة يخاطب النُّعْمان لَئِن رَحَلْت جِمالي لا إِلى سَعَةٍ ما مِثْلُها سَعَة عَرْضاً ولا طولا بِحَيْثُ لو وُزِنَتْ لَخْمٌ بأَجْمَعِها لم يَعْدِلوا رِيشَةً من رِيشِ سَمْوِيلا تَرْعى الرَّوائمُ أَحْرارَ البُقُول بها لا مِثْلَ رَعْيِكُمُ مِلْحاً وغَسْوِيلا
( * قوله « ملحاً » كذا في الأصل والمحكم وفي التهذيب والتكملة طلحاً قال في التكملة ويروى علقى )
والغَسْوِيلُ نَبْتٌ ينبت في السَّباخ وأَبو السَّمَّال العَدَويُّ رجل من الأَعراب وأَبو سَمَّال كنية رجل من بني أَسد أَبو زيد السُّمْلة جوع يأْخذ الإِنسان فيأْخذه لذلك وَجَعٌ في عينيه فُتَهَراقُ عيناه دَمْعاً فيُدْعَى ذلك السُّمْلة كأَنه يفقأُ العين والسَّوْمَلَة الطَّرْجَهارة والحَوْجَلة القارُورة الكبيرة قال ويقال حَوْجَلَة ودَوْخَلَة

( سمأل ) السَّمْأَلُ والسَّمَوْأَلُ الظِّلُّ والسَّمَوْأَل والسَّمَوَّلُ اسم رجل سرياني معرَّب قال ابن السكيت السَّمَوْأَلُ بن عادياء بالهمز وهو فَعَوْأَل قاله الجوهري قال ابن بري صوابه فَعَوْلل والمُسْمَئِلُّ الضامر واسْمَأَلَّ اسْمِئْلالاً بالهمز ضَمُرَ واسْمَأَلَّ الظِّلُّ إِذا ارتفع وقالت سَلْمى
( * قوله « وقالت سلمى » تقدم مثله في نفض وان ابن بري صوب ان اسمها سعدى واليها نسب في ترجمة تبع ) بنت مَجْذَعة الجُهَنِيَّة تَرْثي أَخاها أَسعد يَرِدُ المِياهَ حَضِيرةً ونَفِيضَةً وِرْدَ القَطاةِ إِذا اسْمَأَلَّ التُّبَّعُ أَي رَجَع الظِّلُّ إِلى أَصل العُود وقيل التُّبَّعُ الدَّبَرانُ واسْمِئْلالُه ارتفاعُه طالعاً ابن الأَعرابي أَبو بَراء طائرٌ واسْمه السَّمَوْأَلُ بالهمز وأَبو بَراءٍ كنيته

( سمرطل ) رجُل سَمَرْطَلٌ وسَمَرْطُولٌ طويلٌ مضطرب وهو من الأَمثلة التي فاتت الكتاب وقال ابن جني قد يجوز أَن يكون مُحَرَّفاً من سَمْرَطُولٍ فهو بمنزلة عَضْرَفُوط قال ولم نسمعه في نثر وإِنما سمعناه في الشعر قال على سَمَرْطُولٍ نِيافٍ شَعْشَعِ

( سمرمل ) التهذيب في الرباعي السَّمَرْمَلَةُ الغُول

( سمغل ) المُسْمَغِلُّ من الإِبل الطويلُ وناقة مُسْمَغِلَّة طويلةٌ بالغين والسين والجَسْرَةُ مثلها والمُسْمَغِلَّة السريعة

( سمندل ) أَبو سعيد السَّمَنْدَلُ طائر إِذا انقطع نَسْلُهُ وهَرِمَ أَلْقى نفسه في الجَمْر فيعود إِلى شَبابه وقال غيره هو دابَّة يدخل النار فلا تُحْرِقه

( سنبل ) السُّنْبُل معروف وجمعه السَّنابِل ابن سيده السُّنْبُل من الزَّرْع واحدته سُنْبُلَةٌ وقد سَنْبَلَ الزرعُ إِذا خرج سُنبُلُهُ والسَّنابِل سَنابِلُ الزرع من البُرِّ والشعير والذُّرَة الواحدة سُنْبُلَةٌ والسُّنْبُلَةُ برْجٌ في السماء والسُّنْبُل ن الطِّيب وفي حديث سَلْمان أَنه رؤي بالكوفة على حمار عَرَبيٍّ وعليه قميص سُنْبُلانيٌّ قال شَمِر قال أَبو عبد الوهاب الغَنَوي السُّنْبُلانيُّ من الثياب السابغُ الطويل الذي قد أُسْبِل وقال خالد بن جَنْبة سَنْبَلَ الرجلُ ثوبَه إِذا جَرَّ له ذَنَباً من خلفه فتلك السَّنْبَلَةُ وقال أَخوه ما طال من خَلْفه وأَمامه فقد سَنْبَلَه فهذا القميص السُّنْبُلانيُّ وقال شَمر وغيره يجوز أَن يكون السُّنْبُلانيُّ منسوباً إِلى موضع من المواضع وفي حديث عثمان أَنه أَرسل إِلى امرأَة بِشُقَيْقَةٍ سُنْبُلانِيَّةٍ أَي سابغة الطول يقال ثوب سُنْبُلانيٌّ وسَنْبَلَ ثوبَه إِذا أَسْبَلَهُ وجَرَّه من خلفه أَو أَمامه والنون زائدة مثلها في سُنْبُلِ الطعامِ قال ابن الأَثير وكلهم ذكروه في السين والنون حملاً على ظاهر لفظه وابنُ سِنْبِلٍ رجُل بصريٌّ أَحْرَق جارِيةُ بن قُدامة وهو من أَصحاب عَليٍّ خمسين رجلاً من أَهل البصرة في داره ويقال ابن صِنْبِلٍ وسنذكره في الصاد والسُّنْبُلة بئر قديمةٌ حَفَرَتْها بنو جُمَح بمكة وفيها يقول قائلهم نَحْنُ حَفَرْنا للحَجِيج سُنْبُلَهْ

( سنجل ) سِنْجال قرية بأَرْمِينِيَة ذكرها الشَّمَّاخ أَلا يا اصْبَحاني قبل غارة سِنْجالِ وقَبْلَ مَنايا قد حَضَرْنَ وآجالِ ابن الأَعرابي سَنْجَلَ إِذا مَلأَ حوضَه نشاطاً وسِنْجال موضع

( سندل ) ابن خالويه السَّنْدَلُ جَوْرَبُ الخُفِّ ابن الأَعرابي سَنْدَل الرجلُ إِذا لَبِس الجَوْرَبَيْن ليصطاد الوحش في صَكَّةِ عُمَيٍّ والسَّنْدَلُ طائر يأْكل البِيشَ عن الحائط

( سنطل ) المُسَنْطَل المتمايلُ لا يَمْلِك نفسه وقيل هو الذي ينحدر رأْسُه وعُنُقُه ثم يرتفع وقيل هو الذي يمشي ويُطَأْطِئ رأْسَه عن الفارسي ابن الأَعرابي سَنْطَلَ الرجلُ إِذا مَشى مُطَأْطِئاً ابن الأَعرابي السُّنْطالة المِشْيَة بالسكون وطَأْطَأَةِ الرأْس والمُسَنْطَل العظيم البَطْن والسَّنْطَلة الطُّول والسِّنْطِيلُ الطويل قال أَبو منصور ورأَيت بظاهر الصَّمَّان جُبَيْلاً صغيراً له أَنْفٌ تَقَدَّمه يسمى سَنْطَلاً

( سهل ) السَّهْلُ نَقيضُ الحَزْن والنسبة إِليه سُهْلِيٌّ ونَهَرٌ سَهِلٌ ذو سِهْلَةٍ والسُّهولة ضد الحُزُونة وقد سَهُل الموضعُ بالضم ابن سيده السَّهْلُ كل شيء إِلى اللِّين وقِلة الخشونة والنسب إِليه سُهْلِيٌّ بالضم على غير قياس والسَّهِلُ كالسَّهْل قال الجعدي يصف سحاباً حتى إِذا هَبَط الأَفْلاحَ وانْقَطَعَتْ عنه الجَنوبُ وحَلَّ الغائطَ السَّهِلا وقد سَهُلَ سُهولةً وسَهَّله صَيَّره سَهْلاً وفي الدعاء سَهَّل اللهُ عليك الأَمرَ ولك أَي حَمَل مؤنَته عنك وخَفَّفَ عليك والسَّهْل من الأَرض نقيض الحَزن وهو من الأَسماء التي أُجريت مُجْرى الظروف والجمع سُهول وأَرض سَهْلة وقد سَهُلَتْ سُهولةً جاؤوا به على بناء ضده وهو قولهم حَزُنَتْ حُزُونةً وأَسْهَلَ القومُ صاروا في السَّهْل وأَسْهَلَ القومُ إِذا نزلوا السَّهْل بعدما كانوا نازلين بالحَزْن وفي حديث رمي الجمار ثم يأْخذ ذاتَ الشِّمال فيُسْهِل فيقوم مُسْتقبلَ القبلة أَسْهَلَ يُسْهِل إِذا صار إِلى السَّهْل من الأَرض وهو ضد الحَزْن أَراد أَنه صار إِلى بطن الوادي وأَسْهَلوا إِذا استعملوا السُّهولة مع الناس وأَحْزَنوا إِذا استعملوا الحُزونة قال لبيد فإِن يُسْهِلوا فالسَّهْلُ حَظِّي وطُرْقَتي وإِن يُحْزِنوا أَرْكَبْ بهم كُلَّ مَرْكَب وقول غَيْلان الرَّبَعي يَصف حَلْبة وأَسْهَلوهُنَّ دُقاقَ البَطْحا إِنما أَراد أَسْهَلوا بهنَّ في دُقاق البطحاء فحذف الحرف وأَوْصَل وبعيرٌ سُهْليٌّ يَرْعى في السُّهولة والتسهيل التيسير والتَّساهُل التسامُح واسْتَسْهَلَ الشيءَ عَدَّه سَهْلاً وفي الحديث من كَذَبَ عليّ مُتَعَمِّداً فقد اسْتَهَلَ مكانَه من جهنم أَي تَبَوَّأَ واتخذ مكاناً سَهْلاً من جهنَّم وهو افْتَعَل من السَّهْل وليس في جهنم سَهْلٌ أَعاذنا الله منها برحمته ورَجُلٌ سَهْلُ الوجه عن اللحياني ولم يفسره قال ابن سيده وعندي أَنه يُعْنى بذلك قلة لحمه وهو ما يُسْتَحْسَن وفي صفته صلى الله عليه وسلم أَنه سَهْل الخَدَّين صَلْتُهُما أَي سائل الخدين غير مرتفع الوجنتين ورَجُلٌ سَهْلُ الخُلُق والسِّهْلة والسِّهْل تراب كالرمل يجيء به الماء وأَرض سَهِلةٌ كثيرة السِّهْلة فإِذا قلت سَهْلة فهي نقيض حَزْنة قال أَبو منصور لم أَسمع سَهِلة لغير الليث ابن الأَعرابي يقال لرَمْل البحر السِّهْلة هكذا قاله بكسر السين أَبو عمرو بن العلاء ينسب إِلى الأَرض السَّهْلة سُهْلِيٌّ بضم السين الجوهري السِّهْلة بكسر السين رَمْلٌ ليس بالدُّقاق وفي حديث أُم سلمة في مَقْتَل الحسين عليه السلام أَن جبريل عليه السلام أَتاه بسِهْلة أَو تراب أَحمر السِّهْلة رمل خَشِن ليس بالدّقاق الناعم وإِسْهالُ البَطْن كالخِلْفَة وقد أُسْهِل الرَّجُلُ وأُسْهِل بطنُه وأَسْهَله الدَّواءُ وإِسْهالُ البطن أَن يُسْهِله دَواءٌ وأَسْهَل الدواءُ طبيعتَه والسَّهْل الغُرابُ وسَهْلٌ وسُهَيْلٌ اسمان وسُهَيْلٌ كوكبٌ يَمانٍ الأَزهري سُهَيْلٌ كوكب لا يُرى بخُراسان ويُرى بالعراق قال الليث بَلَغَنا أَن سُهَيْلاً كان عَشَّاراً على طريق اليمن ظَلوماً فمسَخَه الله كوكباً وقال ابن كُناسة سُهَيْلٌ يُرى بالحجاز وفي جميع أَرض العرب ولا يُرى بأَرض أَرمِينِيَة وبين رُؤية أَهل الحجاز سُهَيْلاً ورؤية أَهل العراق إِيَّاه عشرون يوماً قال الشاعر إِذا سُهَيْلٌ مَطْلَعَ الشَّمْسِ طَلَعْ فابْنُ اللَّبونِ الحِقُّ والحِقُّ جَذَعْ ويقال إِنه يَطْلُع عند نَتاج الإِبل فإِذا حالَتِ السَّنَةُ تَحَوَّلَت أَسنانُ الإِبل

( سهبل ) السَّهْبَلُ الجَريء

( سول ) سَوَّلَتْ له نفسه كذا زَيَّنَتْه له وسَوَّل له الشيطانُ أَغْواه وأَنا سَوِيلُكَ في هذا الأَمر عَدِيلُك وفي حديث عمر رضي الله عنه اللَّهُمَّ إِلا أَن تُسَوِّلَ لي نفسي عند الموت شيئاً لا أَجِدُه الآن التسويل تحسين الشيء وتزيينُه وتَحْبِيبُه إِلى الإِنسان ليفعله أَو يقوله وفي التنزيل العزيز بل سَوَّلَتْ لكم أَنْفُسُكم أَمْراً فصَبْرٌ جَمِيل هذا قول يعقوب عليه السلام لولده حين أَخبروه بأَكل الذئب يوسفَ فقال لهم ما أَكَلَهُ الذئْب بل سَوَّلَتْ لكم أَنفسكم في شأْنه أَمراً أَي زَيَّنَتْ لكم أَنفسكم أَمراً غير ما تَصِفُون وكأَنَّ التسويل تَفْعِيلٌ من سُولِ الإِنسان وهو أُمْنِيَّته أَن يَتَمَنَّاها فتُزَيِّن لطالبها الباطلَ وغيرَه من غُرور الدنيا وأَصل السُّول مهموز عند العرب استثقلوا ضَغْطة الهمزة فيه فتكلموا به على تخفيف الهمز قال الراعي فيه فلم يَهْمِزه اخْتَرْنَك الناسُ إِذ رَثَّتْ خَلائِقُهُم واعْتَلَّ مَنْ كان يُرْجى عِنْدَه السُّولُ
( * قوله « اخترنك » هكذا في الأصل والصواب اختارك )
والدليل على أَن أَصل السُّول همز قراءةُ القُرَّاء قوله عز وجل قد أُوتيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى أَي أُعْطِيت أُمْنِيَّتك التي سَأَلْتَها والتَّسَوُّلُ استرخاءُ البطن والتَّسَوُّنُ مثله والسَّوَلُ استرخاءُ ما تحت السُّرَّة من البطن ورجُل أَسْوَلُ وامرأَة سَوْلاء قوم سُولٌ ابن سيده الأَسْوَلُ الذي في أَسفله استرخاء قال المُتَنَخِّل الهُذلي كالسُّحُل البيضِ جَلا لَوْنَها سَحُّ نِجاءِ الحَمَل الأَسْوَل أَراد بالحَمَل السَّحابَ الأَسود وسَحابٌ أَسْوَلُ أَي مُسْتَرْخٍ بَيِّنُ السَّوَل وقد سَوِلَ يَسْوَلُ سَوَلاً وامرأَة سَوْلاء والأَسْوَل من السحاب الذي في أَسفله استرخاء ولهُدْبهِ إِسْبالٌ ودَلْوٌ سَوْلاء ضَخْمة قال سَوْلاء مَسْك فارضٍ نَهِيٍّ وسَلْتُ أَسالُ سُولاً لغة في سأَلْت حكاها سيبويه وقال ثعلب سُوالاً وسِوالاً كجُوَارٍ وجِوار وحكى أَبو زيد هما يَتَساوَلانِ فهذا يدل على أَنها واو في الأَصل على هذه اللغة وليس على بدل الهمز ورَجُل سَوَلةٌ على هذه اللغة سَؤول وحكى ابن جني سُوَال وأَسْوِلة

( سيل ) سالَ الماءُ والشيءُ سَيْلاً وسَيَلاناً جَرَى وأَسالَه غيرُه وسَيَّله هو وقوله عز وجل وأَسَلْنا له عَيْن القِطْر قال الزجاج القِطْرُ النُّحاس وهو الصُّفْر ذُكِر أَن الصُّفْر كان لا يذوب فذاب مُذْ ذلك فأَساله الله لسُليْمان وماءٌ سَيْلٌ سائلٌ وضَعوا المصدر موضع الصفة قال ثعلب ومن كلام بعض الرُّوَّاد وجَدْتُ بَقْلاً وبُقَيْلاً وماءً غَلَلاً سَيْلاً قوله بَقْلاً وبُقَيْلاً أَي منه ما أَدْرَك فكَبُر وطال ومنه ما لم يُدْرِك فهو صغير والسَّيْل الماءُ الكثير السائل اسم لا مصدر وجمعه سُيولٌ والسَّيْل معروف والجمع السُّيول ومَسِيلُ الماء وجمعه
( * قوله « ومسيل الماء وجمعه » كذا في الأصل وعبارة الجوهري ومسيل الماء موضع سيله والجمع إلخ ) أَمْسِلةٌ وهي مياه الأَمطار إِذا سالت قال الأَزهري الأَكثر في كلام العرب في جمع مَسِيل الماء مَسايِلُ غير مهموز ومَن جمعه أَمْسِلةً ومُسُلاً ومُسْلاناً فهو على تَوَهُّم أَن الميم في مَسِيل أَصلية وأَنه على وزن فَعِيل ولم يُرَدْ به مَفْعِل كما جمعوا مَكاناً أَمْكِنةً ولها نظائر والمَسِيل مَفْعِلٌ من سالَ يَسِيلُ مَسِيلاً ومَسالاً وسَيْلاً وسَيَلاناً ويكون المَسِيل أَيضاً المكان الذي يَسيل فيه ماءُ السَّيْل والجمع مَسايِل ويجمع أَيضاً على مُسْلٍ وأَمْسِلة ومُسْلان على غير قياس لأَن مَسِيلاً هو مَفْعِل ومَفْعِلٌ لا يجمع على ذلك ولكنهم شَبَّهوه بفَعِيل كما قالوا رَغيفٌ وأَرْغُف وأَرْغِفة ورُغْفان ويقال للمَسيل أَيضاً مَسَل بالتحريك والعرب تقول سالَ بهم السَّيْل وجاشَ بنا البحر أَي وقَعوا في أَمر شديد ووقعنا نحن في أَشدَّ منه لأَن الذي يَجِيش به البحر أَسْوَأُ حالاً ممن يَسِيل به السَّيْل وقول الأَعشى فَلَيْتَكَ حالَ البَحْرُ دونَكَ كُلُّه وكُنْتَ لَقًى تَجْري عليك السَّوائِلُ والسَّائلة من الغُرَر المعتدلةُ في قَصَبة الأَنف وقيل هي التي سالت على الأَرْنَبة حتي رَثَمَتْها وقيل السائلة الغُرَّة التي عَرُضَت في الجَبْهة وقصَبة الأَنف وقد سالَتِ الغُرَّةُ أَي استطالت وعَرُضَت فإِن دَقَّت فهي الشِّمْراخ وتَسايَلَت الكَتائبُ إِذا سالت من كل وجه وفي صفته صلى الله عليه وسلم سائل الأَطراف أَي ممتدّها ورواه بعضهم بالنون كجِبرِيل وجِبْرِين وهو بمعناه ومُسالا الرَّجُلِ جانبا لحيته الواحد مُسالٌ وقال فَلَوْ كان في الحَيِّ النَّجِيِّ سَوادُه لما مَسَحَتْ تِلْك المُسالاتِ عامِرُ ومُسالاهُ أَيضاً عِطْفاه قال أَبو حَيَّة فما قامَ إِلاَّ بَيْنَ أَيْدٍ تُقِيمُه كما عَطَفَتْ رِيحُ الصَّبا خُوطَ ساسَمِ إِذا ما نَعَشْناه على الرَّحْل يَنْثَني مُسالَيْه عنه من وَراءٍ ومُقْدَم إِنما نَصَبه على الظَّرف وأَسالَ غِرارَ النَّصْل أَطاله وأَتَمَّهُ قال المتنَخِّل الهذلي وذكر قوساً قَرَنْت بها مَعابِلَ مُرْهَفات مُسالاتِ الأَغِرَّةِ كالقِراط والسِّيلانُ بالكسر سِنْخُ قائمة السيف والسِّكِّين ونحوهما وفي الصحاح ما يُدْخَل من السيف والسكين في النِّصاب قال أَبو عبيد سمعته ولم أَسمعه من عالِمٍ قال ابن بري قال الجَوالِيقي أَنشد أَبو عروة للزِّبرِقان بن بدر ولَنْ أُصالِحَكُمْ ما دام لي فَرَسٌ واشتَدَّ قَبْضاً على السِّيلانِ إِبْهامي والسَّيَالُ شجرٌ سَبْط الأَغصان عليه شوك أَبيض أُصوله أَمثال ثَنايا العَذارى قال الأَعشى باكَرَتْها الأَعْراب في سِنَةِ النَّوْ مِ فتَجْري خِلالَ شَوْكِ السَّيَال يصف الخَمْر ابن سيده والسَّيَال بالفتح شجر له شوك أَبيض وهو من العِضاه قال أَبو حنيفة قال أَبو زياد السَّيَال ما طال من السَّمُر وقال أَبو عمرو السَّيَال هو الشُّبُه قال وقال بعض الرواة السَّيَال شَوْك أَبيض طويل إِذا نُزِع خرج منه مثل اللبن قال ذو الرُّمة يصف الأَجمال ما هِجْنَ إِذ بَكَّرْنَ بالأَجمال مثل صَوَادِي النَّخْل والسَّيَال واحدته سَيَالَةٌ والسَّيالةُ موضع

( شبل ) الشِّبْلُ وَلدُ الأَسَد إِذا أَدرك الصيدَ والجمع أَشبالٌ وأَشْبُلٌ وشُبول وشِبال قال رجل من بني جَذِيمة شَثْنُ البَنان في غَداةٍ بَرْدَه جَهْم المُحَيّا ذو شِبالٍ وَرْده ولَبُوءَةٌ مُشْبِلٌ معها أَولادُها وشَبَلَ فيهم يَشْبُل شُبولاً رَبا وشَبَّ ولا يكون إِلاَّ في نَعْمة وشَبَلَ الغلامُ أَحسنَ شُبول إِذا نَشَأَ وأَشْبَل عليه أَي عَطَف ابن الأَعرابي إِذا كان الغُلام ممتلئ البدن نَعْمة وشباباً فهو الشَّابِل والشَّابِن والحِضَجْر أَبو زيد فيما روى أَبو عبيد عنه إِذا مشى الحُوَار مع أُمه وقَوِي فهي مُشْبِلٌ يعني الأُمَّ قال أَبو منصور قيل لها مُشْبِلٌ لشَفَقتها على الوَلد وأَشْبَلَتِ المرأَةُ على ولدها فهي مُشْبِلٌ أَقامت بعد زوجها وصَبَرَت على أَولادها فلم تتزوَّج وأَشْبَل عليه عَطَف عليه وأَعانه قال الكمَيت ومِنَّا إِذا حَزَبتْكَ الأُمور عَلَيْكَ المُلَبْلِبُ والمُشْبِل الكسائي الإِشْبالُ التعَطُّف على الرجل ومَعُونَتُه قال الكميت أَيضاً هُم رَئِمُوها غير ظَأْرٍ وأَشْبَلُوا عليها بأَطْرافِ القَنَا وتَحَدَّبُوا وشُبْلان اسم

( شثل ) رجل شَثْل الأَصابع غليظُها خَشِنُها وقَدَمٌ شَثْلةٌ غليظةُ اللحم مُتَراكِبةٌ وقد شَثِلَتْ يَدُه ورِجْلُه وزعم يعقوب وأَبو عبيد أَن لامها بدل من نون شَثْن ابن السكيت الشَّثْل لغة في الشَّثْن وقد شَثُل شُثُولة وشَثُنَ شُثُونةً

( شخل ) شَخَلَ الشَّرابَ يَشْخَلُه شَخْلاً صَفَّاه وشَخَله يَشْخَله بَزَلَه بالمِشْخَلة والشَّخْل التَّصْفية والمِشْخَلة المِصْفاةُ وشَخَل فلان ناقَته وشَخَبها إِذا حَلَبها قال أَبو منصور سمعت العرب يقولون شَخَلْت الشرابَ شَخْلاً إِذا صَفَّيته بالمِشْخَلة وسمعتهم يقولون شَخَلْنا الإِبلَ شَخْلاً أَي حَلَبناها حَلْباً وشَخْلُ الرَّجُل وشَخِيلُه صَفِيُّه وقد شاخَله والشَّخْلُ الغُلام الحَدَثُ يُصادِق رَجُلاً أَبو زيد الشَّخْل الصَّديق يقال فلان شَخْلي أَي صَدِيقي

( شرحل ) شَرَاحِيلُ وشَرَاحِينُ اسم رجل نونه بدل قال الجوهري لا ينصرف في معرفة ولا نَكرة عند سيبويه لأَنه بِزِنَة جمع الجمع قال وينصرف عند الأَخفش في النكرة فإِن حَقَّرته انصرف عندهما لأَنه عَرَبيٌّ وفارَقَ السَّرَاوِيل لأَنها أَعجمية وأَما قول الشاعر وما ظَنِّي وظَنِّي كلُّ ظَنٍّ أَمُسْلِمُني إِلى قوم شَرَاحِي قال الفراء أَراد شَرَاحِيل فرَخَّمَ في غير النداء وقال أَمُسْلِمُني ووجه الكلام أَن يقول أَمُسْلِمِي بحذف النون كما يقول هو ضَارِبي قال ابن الكلبي كل اسم كان في آخره إِيل أَو إِلٌّ فهو مضاف إِلى الله عز وجل وهذا ليس بصحيح إِذ لو كان كذلك لكان مصروفاً لأَن الإِيل والإِلَّ عَرَبيّان
( * قوله « لان الايل والال عربيان » كذا في المحكم ومعناها ظاهر من العبارة الآتية في الترجمة بعدها )

( شرحبيل ) شُرَحْبيلُ اسم رجل وقيل هي أَعجمية قال ابن الكلبي كل اسم كان في آخره إِيل أَو إِلٌّ فهو مضاف إِلى الله عز وجل وقد بَيَّنَّا أَن ذلك ليس بصحيح إِذ لو صَحَّ لصُرِف جِبْرِيل وأَشباهه لأَنه مضاف إِلى إِيل وإِلى إِلٍّ وهما منصرفان لأَنهما على ثلاثة أَحرف وكان ينبغي أَن يرفعا في حال الرفع وينصبا في حال النصب ويخفضا في حال الخفض كما يكون عَبْد الله والله أَعلم

( شرذل ) في الاستيعاب لابن عبد البر في حرف القاف في ترجمة قيس بن الحرث الأَسدي عن خَمِيصة بن الشَّرْذَل قال ابن أَبي خَيْثَمة الشَّرْذَل بالذال المعجمة الرجلُ الطويل

( ششقل ) التهذيب في الرباعي الشَّشْقَلَةُ كلمة حِمْيَريَّة لَهِجَ بها صَيَارِفةُ أَهل العراق في تَعْيِير الدنانير يقولون قد شَشْقَلْناها أَي عَيَّرناها أَي وَزَنَّاها ديناراً ديناراً وليست الشَّشْقَلَة عربية مَحْضَة ابن سيده شَشْقَلَ الدينارَ عَيَّره عَجَميَّة وقيل ليونس بمَ تَعْرِف الشِّعْرَ الجَيِّد ؟ قال بالشَّشْقَلَة ابن الأَعرابي يقال اشْقُل الدَّنانيرَ وقد شَقَلْتُها أَي وَزَنْتها قال الأَزهري وهذا أَشبه بكلام العرب وأَما قول الليث تَعْيير الدنانير فإِن أَبا عبيد روى عن الكسائي والأَصمعي وأَبي زيد أَنهم قالوا جميعاً عايَرْتُ المَكاييلَ وعاوَرْتها ولم يُجِيزوا عَيَّرتها وقالوا التَّعْييرُ بهذا المعنى لَحْنٌ

( شصل ) ابن الأَعرابي شَوْصلَ وشَفْصَلَ إِذا أَكل الشَّاصُلَّى وهو نَبَات

( شعل ) الشَّعَلُ والشُّعْلَة البياضُ في ذَنَب الفَرَس أَو ناصيتِه في ناحية منها وخَصَّ بعضهُم به عَرْضها يقال غُرَّةٌ شَعْلاءُ تأْخذ إِحدى العينين حتى تدخل فيها وقد يكون في القَذَال وهو في الذَّنَب أَكثر شَعِلَ شَعَلاً وشُعْلَةً الأَخيرة شاذة وكذلك اشْعالَّ اشْعِيلالاً إِذا صار ذا شَعَلٍ قال وبَعدَ انتِهاضِ الشَّيْب في كلِّ جانبٍ على لِمَّتِي حتى اشْعَأَلَّ بَهِيمُها أَراد اشْعَالَّ فحرَّك الأَلف لالتقاء الساكنين فانقلبت همزة لأَن الأَلف حرف ضعيف واسع المَخْرَج لا يَتَحَمَّل الحركة فإِذا اضطُرُّوا إِلى تحريكه حَرَّكوه بأَقرب الحروف إِليه ويقال إِذا كان البياض في طَرَف ذَنَب الفرس فهو أَشْعَلُ وإِن كان في وَسَط الذَّنَب فهو أَصْبَغ وإِن كان في صَدْره فهو أَدْعَم فإِذا بلغ التحجيلُ إِلى ركبتيه فهو مُجَبَّب فإِن كان في يديه فهو مُقَفَّزٌ وقال الأَصمعي إِذا خالط البياضُ الذَّنَب في أَيّ لون كان فذلك الشُّعْلة والفَرَس أَشْعَلُ بَيِّنُ الشَّعَل والأُنثى شَعْلاء وشَعَل النارَ في الحَطَب يَشْعَلُها وشَعَّلَها وأَشْعَلها فاشْتَعَلَت وتَشَعَّلَتْ أَلْهَبَها فالتَهَبَت وقال اللحياني اشْتَعَلَت النارُ تَأَجَّجَتْ في الحطب وقال مُرَّةُ نارٌ مُشْعَلَة مُلْتَهِبة مُتَّقدة والشُّعْلَةُ ما اشْتَعَلَتْ فيه من الحطب أَو أَشْعَلَه فيها قال الأَزهري الشُّعْلَة شِبْه الجِذْوة وهي قطعة خَشَب تُشْعَل فيها النارُ وكذلك القَبَس والشِّهَاب والشُّعْلَة واحدة الشُّعَل والشُّعْلة والشُّعْلُول اللَّهَبُ والمَشْعَلَةُ الموضع الذي تُشْعَل فيه النارُ والشَّعِيلة النار المُشْعَلة في الذُّبَال وقيل الفَتِيلة المُرَوَّاة بالدُّهْن شُعِل فيها نار يُسْتَصْبَحُ بها ولا يقال لها كذلك إِلا إِذا اشْتَعَلَت بالنار وجمعها شُعُلٌ مثل صَحِيفةٍ وصُحُفٍ والمَشْعَلة واحدة المَشَاعِل قال لبيد أَصاحِ تَرَى بُرَيْقاً هَبَّ وَهْناً كَمِصباحِ الشَّعِيلة في الذُّبَال وفي حديث عمر بن عبد العزيز كان يَسْمُر مع جُلَسائه فكاد السِّراجُ يَخْمَد فقام وأَصْلَحَ الشَّعِيلة وقال قُمْتُ وأَنا عُمَر وقَعَدْتُ وأَنا عُمَر الشَّعِيلة الفَتِيلة المُشْعَلَة والمَشْعَل القِنْديل وشُعلَةُ اسم فرس قَيس بن سِبَاع على التشبيه بإِشعال النار لسُرْعتها واشْتَعَل غَضَباً هاج على المثل وأَشْعَلْته أَنا واشْتَعَل الشيبُ في الرأْس اتَّقَد على المثل وأَصله من اشْتِعال النار وفي التنزيل العزيز واشْتَعَل الرأْسُ شَيْباً ونصب شَيْباً على التفسير وإِن شئت جعلته مصدراً وكذلك قال حُذَّاقُ النحويين واشْتَعَلَ الرأْسُ شَيْباً أَي كَثُر شيبُ رأْسه ودخل في قوله الرأْس شَعَرُ الرأْسِ واللِّحية لأَنه كُلَّه من الرأْس وأَشْعَلَتِ العينُ كثُر دمعُها وأَشْعَلَ إِبلَه بالقَطِران كَثَّرَ عليها منه وعَمَّها بالهِنَاء ولم يَطْلِ النُّقَب من الجَرَب دون غيرها من بَدَن البَعير الأَجْرَب وكَتِيبةٌ مُشْعَلةٌ مَبْثُوثة انْتَشَرَت وأَشْعَلَ الخَيْلَ في الغارة بَثَّها قال والخَيْلُ مُشْعَلةٌ في ساطِعٍ ضَرِمٍ كأَنَّهُنَّ جَرادٌ أَو يَعَاسِيبُ وأَشْعَلَتِ الغارةُ تَفَرَّقَت والغارة المُشْعِلَة المنتشِرة المتفرِّقة ويقال كَتِيبة مُشْعِلة بكسر العين إِذا انْتَشَرَتْ قال جرير يخاطب رجلاً قال ابن بري والصحيح أَنه للأَخطل عايَنتَ مُشْعِلَةَ الرِّعالِ كأَنَّها طَيْرٌ تُغَاوِلُ في شَمَامِ وُكُورا وشَمَامِ جَبَلٌ بالعالية وجَرَادٌ مُشْعِلٌ كثير متفرِّق إِذا انتَشَرَ وجَرَى في كل وجه يقال جاء جَيْشٌ كالجَراد المُشْعِل وهو الذي يَخْرُج في كل وجه وأَما قولهم جاء فلان كالحَرِيقِ المُشْعَل فمفتوحة العين لأَنه من أَشْعَل النارَ في الحَطَب أَي أَضْرَمَها وأَنشد ابن بري لجرير واسْأَلْ إِذا خَرِجَ الخِدَامُ وأُحْمِشَتْ حَرْبٌ تَضَرَّمُ كالحَرِيقِ المُشْعَلِ وأَشْعَلَ الإِبِلَ فَرَّقَها عن اللحياني وأَشْعَلْت جَمْعَه إِذا فَرَّقته قال أَبو وَجْزَة فَعاد زمانٌ بَعْدَ ذاك مُفَرِّقٌ وأُشعِل وَلْيٌ من نَوًى كلَّ مُشْعَل والشُّعْلول الفِرْقة من الناس وغيرِهم وذَهَبُوا شَعَالِيلَ بقِرْدَحْمَةٍ وما في قِرْدَحْمَة من اللغات مذكور في موضعه وذَهَب القومُ شَعَالِيلَ مثل شَعَارِيرَ إِذا تفرَّقوا قال أَبو وَجْزَة حتى إِذا ما دَنَتْ منه سَوابِقُها ولِلُّغَامِ بِعِطْفَيْه شَعَالِيلُ وشعَلَ في الشيء يَشْعَلُ شَعْلاً أَمْعَنَ وغلامٌ شَعْلٌ أَي خَفِيف مُتَوَقِّد ومَعْلٌ مثلُه وقال يُلِحْنَ مِن سَوْقِ غلامٍ شَعْلِ قام فنادَى برَواحٍ مَعْلِ وكان تأَبَّط شَرًّا يقال له شَعْلٌ ومنه قوله سَرَى ثابتٌ مَسْرًى ذَمِيماً ولم أَكن سَلَلْتُ عليه شَلَّ مني الأَصابِعُ ويَأْمُرني شَعْلٌ لأَقْتُل مُقْبِلاً فَقُلْتُ لشَعْلٍ بِئْسَما أَنت شافِعُ والمِشْعَل شيء من جُلُود له أَربع قوَائم يُنْتَبذُ فيه قال ذو الرُّمَّة أَضَعنَ مَوَاقِتَ الصَّلوَاتِ عَمْداً وحالَفْنَ المَشاعِلَ والجِرَارا قال ابن بري ومثه قول الراجز يا حَشَراتِ القاعِ من جُلاجِل قد كَشَّ ما هاجَ من المَشَاعِل
( * قوله « قد كش ما هاج » تقدم في ترجمة كشش قد نش ما كش )
الحَشَرات القَنَافِذ والضَّباب كَشَّ ونَشَّ واحدٌ أَي عَلَيْكُنَّ بالهَرَب من هذه المواضع لا تُؤْكَلْنَ المِشْعَل بكسر الميم شيء يَتَّخِذه أَهل البادية من أَدَمٍ يُخْرَزُ بعضه إِلى بعضٍ كالنِّطعْ ثم يُشَدُّ إِلى أَربع قوائم من خشب فيصير كالحوض يُنْبَذُ فيه لأَنه ليس لهم حِبَابٌ وفي الحديث أَنه شَقَّ المَشَاعِلَ يوم خَيْبَر قال هي زِقَاق كانوا يَنْتَبِذُون فيها واحدها مِشْعَلٌ ومِشْعالٌ ورَجُلٌ شاعِلٌ أَي ذُو إِشْعال مثل تامِرٍ ولابِنٍ وليس له فعل قال عمرو بن الإِطْنابة والإِطْنَابَةُ أُمُّه وهي امرأَة من بني كِنانة بن القَيْس بن جَسْرِ بن قُضَاعة واسم أَبيه زَيْدُ مَنَاة إِني مِنَ القومِ الذين إِذا ابْتَدَوْا بَدَؤُوا بحَقِّ اللهِ ثُمَّ السائل المانِعِين من الخَنَى جاراتِهم والحاشِدين على طَعامِ النَّازِل ليْسُوا بأَنْكاسٍ ولا مِيلٍ إِذا ما الحرب شُبَّتْ أَشعَلُوا بالشّاعِل وأَشْعَلَتِ القِرْبةُ والمَزَادةُ إِذا سالَ ماؤُها متفرِّقاً وأَشعَلَتِ الطَّعْنةُ أَي خَرَج دَمُها مُتَفَرِّقاً وأَشعَلَ السَّقْيَ أَكثَر الماءَ عن ابن الأَعرابي وشَعْلٌ اسم رجل وبنو شُعَل حَيٌّ من تَمِيم وشَعْلان موضع والشَّعَلَّعُ الطويلُ

( شغل ) الشَّغْل والشَّغَل والشُّغْل والشُّغُل كُلُّه واحد والجمع أَشْغَالٌ وشُغُول قال ابن مَيّادة وما هَجْرُ لَيْلَى أَن تَكُونَ تَباعَدَتْ عَلَيْكَ ولا أَن أَحْصَرَتْكَ شُغُولُ وقد شَغَلَه يَشْغَلُه شَغْلاً وشُغْلاً الأَخيرة عن سيبويه وأَشْغَلَه واشْتَغَلَ به وشُغِل به وأَنا شاغِلٌ له وقيل لا يقال أَشْغَلْته لأَنها لغة رَدِيئة وقد شُغِلَ فلان فهو مَشْغُولٌ وقال ثعلب شُغِلَ من الأَفعال التي غُلّبَت فيها صيغةُ ما لم يُسَمَّ فاعلُه قال وتَعَجَّبوا من هذه الصيغة فقالوا ما أَشْغَلَه قال وهذا شاذ إِنما يُحْفَظ حِفْظاً يعني أَن التعجب موضوع على صيغة فعل الفاعل قال ولا يُتَعَجَّبُ ما لم يُسَمَّ فاعلُه ويقال شُغِلْتُ عنك بكذا على ما لم يسمَّ فاعله واشْتَغَلْت ورجل شَغِل من الشُّغْل ومُشْتَغِلٌ ومُشْتَغَلٌ ومَشْغُولٌ قال ابن سيده ورجُل شَغِلٌ عن ابن الأَعرابي قال وعندي أَنه على النَّسَب لأَنه لا فِعْلَ له يجيء عليه فَعِلٌ وكذلك رَجُل مُشْتَغِلٌ ومُشْتَغَل الأَخيرة على لفظ المفعول وهي نادرة حكاها ابن الأَعرابي وأَنشد إِنَّ الذي يَأْمُلُ الدُّنْيا لَمُتَّلَهٌ وكُلُّ ذي أَمَلٍ عنه سَيَشْتَغِلُ وشُغْلٌ شاغِلٌ على المبالغة مثل لَيْل لائِلٌ قال سيبويه هو بمنزلة قولهم هَمٌّ ناصِبٌ وعِيشَةٌ رَاضِيَةٌ واشْتَغَلَ فلان بأَمره فهو مُشْتَغِلٌ ابن الأَعرابي الشَّغْلة والعَرَمَةُ والبَيْدَر والكُدْسُ واحد وجمع الشَّغْلة شَغْلٌ وهو البَيْدَر ورى الشَّعْبي في الحديث أَن عليّاً عليه السلام خَطَبَ الناسَ بعد الحَكَمَيْن على شَغْلةٍ عَنَى البَيْدَرَ قال ابن الأَثير هي بفتح الغين وسكونها

( شفصل ) الشِّفْصِلَّى حَمْل اللَّوِيِّ الذي يَلْتَوِي على الشجر ويخرج عليه أمثالَ المَسَالِّ ويَتَفلَّق عن قُطْنٍ وحَبٍّ كالسِّمْسِم ابن الأَعرابي شَفْصَل وشَوْصَلَ إِذا أَكل الشَّاصُلَّى وهو نَبَات

( شفطل ) شَفْطَلٌ اسم قال ابن بري ذكره شيخ الأَزْد

( شفقل ) شَفْقَل اسْمٌ وأَبو شَفْقَل راوية الفَرَزْدق وقال ابن خالويه اسم راوية الفرزدق شَفْقَل قال ولا نظير لهذا الاسم

( شقل ) : شقل : الشَّاقُولُ : خَشَبة قدر ذراعين في رأْسها زُجٌّ تكون مع الزُّرَّاع بالبصرة يجعل أَحَدهم فيها رأس الحَبْلِ ثم يَرُزُّها في الأَرض ويَتَضَبَّطها حتى يَمُدُّوا الحَبْلَ واشتقوا منها اسماً للذَّكَر فقالوا : شَقَلَها بِشَاقُولِهِ يَشْقُلها شَقْلاً يَكْنُون بذلك عن النكاح . ابن الأَعْرابيّ : الشَّقْل الوَزْنُ يقال : اشْقُل لي هذا الدينار أَي زِنْه قال : وقد شَقَلْته . وفي الحديث : أَوَّل من شابَ أَبراهيمُ عليه السلام فأَوْحَى اللَّهُ تعالى إِليه : اشْقُل وَقاراً الشَّقْل : الأَخْذ وقيل : الرَّزْنُ قال : وَ شَوْقَل الرَّجُلُ إِذا تَرَزَّن حِلماً وَوَقاراً وَ شَوْقَلَ إِذا عَبَّرَ ديناره تعبيراً مُصَحَّحاً

( شكل ) الشَّكْلُ بالفتح الشِّبْه والمِثْل والجمع أَشكالٌ وشُكُول وأَنشد أَبو عبيد فلا تَطلُبَا لي أَيِّماً إِن طَلَبْتُما فإِن الأَيَامَى لَسْنَ لي بشُكُولٍ وقد تَشَاكَلَ الشَّيْئَانِ وشَاكَلَ كُلُّ واحد منهما صاحبَه أَبو عمرو في فلان شَبَهٌ من أَبيه وشَكْلٌ وأَشْكَلَةٌ وشُكْلَةٌ وشَاكِلٌ ومُشَاكَلَة وقال الفراء في قوله تعالى وآخَرُ من شَكْلِه أَزواجٌ قرأَ الناس وآخَرُ إِلاَّ مجاهداً فإِنه قرأَ وأُخَرُ وقال الزجاج من قرأَ وآخَرُ من شَكْلِه فآخَرُ عطف على قوله حَمِيمٌ وغَسَّاقٌ أَي وعَذاب آخَرُ من شَكْلِه أَي من مِثْل ذلك الأَول ومن قرأَ وأُخَرُ فالمعنى وأَنواع أُخَرُ من شَكْلِه لأَن معنى قوله أَزواج أَنواع والشَّكْل المِثْل تقول هذا على شَكْل هذا أَي على مِثَاله وفلان شَكْلُ فلان أَي مِثْلُه في حالاته ويقال هذا من شَكْل هذا أَي من ضَرْبه ونحوه وهذا أَشْكَلُ بهذا أَي أَشْبَه والمُشَاكَلَة المُوافَقة والتَّشاكُلُ مثله والشاكِلةُ الناحية والطَّريقة والجَدِيلة وشاكِلَةُ الإِنسانِ شَكْلُه وناحيته وطريقته وفي التنزيل العزيز قُلْ كُلُّ يَعْمَل على شاكِلَته أَي على طريقته وجَدِيلَته ومَذْهَبه وقال الأَخفش على شَاكِلته أَي على ناحيته وجهته وخَلِيقته وفي الحديث فسأَلت أَبي عن شَكْل النبي صلى الله عليه وسلم أَي عن مَذْهَبه وقَصْده وقيل عما يُشَاكلُ أَفعالَه والشِّكْل بالكسر الدَّلُّ وبالفتح المِثْل والمَذْهب وهذا طَرِيقٌ ذو شَواكِل أَي تَتَشَعَّب منه طُرُقٌ جماعةٌ وشَكْلُ الشيء صورتُه المحسوسة والمُتَوَهَّمة والجمع كالجمع وتَشَكَّل الشيءُ تَصَوَّر وشَكَّلَه صَوَّرَه وأَشْكَل الأَمْرُ الْتَبَس وأُمورٌ أَشْكالٌ ملتبسة وبَيْنَهم أَشْكَلَة أَي لَبْسٌ وفي حديث عليٍّ عليه السلام وأَن لا يَبِيعَ من أَولاد نَخْل هذه القُرَى وَدِيَّةً حتى تُشْكِل أَرْضُها غِرَاساً أَي حتى يكثُرَ غِراسُ النَّخْل فيها فيراها الناظر على غير الصفة التي عَرَفها بها فيُشْكِل عليه أَمْرُها والأَشْكَلَة والشَّكْلاءُ الحاجةُ الليث الأَشْكال الأُمورُ والحوائجُ المُخْتَلِفة فيما يُتكَلَّف منها ويُهْتَمُّ لها وأَنشد للعَجَّاج وتَخْلُجُ الأَشْكالُ دُونَ الأَشْكال الأَصمعي يقال لنا عند فلان رَوْبَةٌ وأَشْكَلَةٌ وهما الحاجة ويقال للحاجة أَشْكَلَة وشَاكِلةٌ وشَوْكَلاءُ بمعنى واحد والأَشكل من الإِبل والغنم الذي يَخْلِط سوادَه حُمْرةٌ أَو غُبْرةٌ كأَنه قد أَشْكَل عليك لونُه وتقول في غير ذلك من الأَلوان إِنَّ فيه لَشُكْلَةً من لون كذا وكذا كقولك أَسْمر فيه شُكْلَة من سواد والأَشْكَل في سائر الأَشياء بياضٌ وحُمْرة قد اخْتَلَطَا قال ذو الرمة يَنْفَحْنَ أَشْكَلَ مخلوطاً تَقَمَّصَه مَناخِرُ العَجْرَفِيَّاتِ المَلاجِيج وقول الشاعر فما زالَتِ القَتْلى تَمُور دِماؤها بِدِجْلَة حَتَّى ماءُ دِجْلَة أَشْكَلُ قال أَبو عبيدة الأَشكل فيه بياضٌ وحُمْرة ابن الأَعرابي الضَّبُع فيها غُثْرة وشُكْلة لَوْنا فيه سَوادٌ وصُفْرة سَمِجَة وقال شَمِر الشُّكْلة الحُمْرة تختلط بالبياض وهذا شيءٌ أَشْكَلُ ومنه قيل للأَمر المشتَبه مُشْكِلٌ وأَشْكَل عَلَيَّ الأَمُر
( * قوله « وأَشكل عليّ الأمر » في القاموس وأشكل الأمر التبس كشكل وشكل ) إِذا اخْتَلَط وأَشْكَلَتْ عليَّ الأَخبار وأَحْكَلَتْ بمعنىً واحد والأَشْكَل عند العرب اللونان المختلطان ودَمٌ أَشْكَلُ إِذا كان فيه بياض وحُمْرَة قال ابن دريد إِنما سُمِّي الدم أَشْكَلَ للحمرة والبياض المُخْتَلَطَيْن فيه قال ابن سيده والأَشْكَلُ من سائر الأَشياء الذي فيه حمرة وبياض قد اختلط وقيل هو الذي فيه بياضٌ يَضْرِب إِلى حُمْرة وكُدْرة قال كَشَائطِ الرُّبِّ عليه الأَشْكَلِ وَصَفَ الرُّبَّ بالأَشْكَل لأَنه من أَلْوانِه واسم اللون الشُّكْلة والشُّكْلة في العين منه وقد أَشْكَلَتْ ويقال فيه شُكْلة من سُمْرة وشُكْلة من سواد وعَيْنٌ شَكْلاءُ بَيِّنة الشَّكَلِ ورَجُل أَشْكَلُ العين وفي حديث علي
( * قوله « وفي حديث علي إلخ » في التهذيب وفي حديث علي في صفة النبي صلى الله عليه وسلم إلخ ) رضي الله عنه في عَيْنيه شُكْلةٌ قال أَبو عبيد الشُّكْلة كهيئة الحُمْرة تكون في بياض العين فإِذا كانت في سواد العين فهي شُهْلة وأَنشد ولا عَيْبَ فيها غَير شُكْلة عَيْنِها كذاك عِتَاقُ الطَّيْر شُكْلٌ عُيُونُها
( * قوله « شكل عيونها » في التهذيب شكلاً بالنصب )
عِتَاقُ الطَّيرِ هي الصُّقُور والبُزَاة ولا توصف بالحُمْرة ولكن توصف بزُرقة العين وشُهْلتها قال ويروى هذا البيت غَيْرَ شُهْلةِ عَيْنها وقيل الشُّكْلة في العين الصُّفْرة التي تُخَالِط بياض العين الذي حَوْلَ الحَدَقة على صِفَة عين الصَّقْر ثم قال ولَكِنَّا لم نسمع الشُّكْلَة إِلا في الحُمْرة ولم نسمعها في الصُّفْرة وأَنشد ونَحْنُ حَفَزْنَا الحَوْفَزَان بطَعْنَةٍ سَقَتْه نَجِيعاً من دَمِ الجَوْف أَشْكلا قال فهو هَهُنَا حُمْرة لا شَكَّ فيه وقوله في صفة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ضَلِيعَ الفَم أَشْكَلَ العين مَنْهُوسَ العَقِبين فسره سِمَاك ابن حَرْب بأَنه طويل شَقِّ العَيْن قال ابن سيده وهذا نادر قال ويمكن أَن يكون من الشُّكْلة المتقدمة وقال ابن الأَثير في صفة أَشْكَلَ العين قال أَي في بياضها شيء من حُمْرة وهو مَحْمود مَحْبوب يقال ماء أَشْكَلُ إِذا خالطه الدَّمُ وفي حديث مَقْتَل عُمَر رضي الله عنه فَخَرج النَّبِيذُ مُشْكِلاً أَي مختلطاً بالدم غير صريح وكل مُخْتَلِطٍ مُشْكِلٌ وتَشَكَّلَ العِنَبُ أَيْنَعَ بعضُه المحكم شَكَّلَ
( * قوله « المحكم شكل إلخ » في القاموس شكل العنب مخففاً ومشدداً وتشكل ) العِنَبُ وتَشَكَّلَ اسْوَدَّ وأَخَذَ في النُّضْج فأَما قوله أَنشده ابن الأَعرابي ذَرَعَتْ بهم دَهْسَ الهِدَمْلَةِ أَيْنُقٌ شُكْلُ الغُرورِ وفي العُيون قُدُوحُ فإنه عَنَى بالشُّكْلة هنا لون عَرَقها والغُرور هنا جمع غَرٍّ وهو تَثَنِّي جُلودها
( * قوله « وهو تثني جلودها » زاد في المحكم هكذا قال والصحيح ثني جلودها ) وفيه شُكْلَةٌ من دَمٍ أَي شيء يسير وشَكَل الكِتابَ يَشْكُله شَكْلاً وأَشْكَله أَعجمه أَبو حاتم شَكَلْت الكتاب أَشكله فهو مَشْكُول إِذا قَيَّدْتَه بالإِعْراب وأَعْجَمْت الكِتابَ إِذا نَقَطَتْه ويقال أَيضاً أَشْكَلْت الكتابَ بالأَلف كأَنك أَزَلْت به عنه الإِشْكال والالتباس قال الجوهري وهذا نقلته من كتاب من غير سماع وحَرْف مُشْكِلٌ مُشْتَبِهٌ ملتَبِس والشِّكَال العِقَال والجمع شُكْلٌ وشَكَلْت الطائرَ وشَكَلْت الفرسَ بالشَّكَال وشَكَل الدَّابَّة يَشْكُلها شَكْلاً وشَكَّلَها شَدَّ قوائمها بحَبْل واسم ذلك الحَبْلِ الشِّكَالُ والجمع شُكُلٌ والشِّكَال في الرَّحْل خَيط يوضع بين الحَقَبِ والتَّصْدِيرِ لئلاّ يُلِحَّ الحَقَبُ على ثِيلِ البَعِيرِ فيَحْقَب أَي يَحْتبس بولُه وهو الزِّوار أَيضاً والشِّكال أَيضاً وِثَاقٌ بين الحَقَب والبِطَان وكذلك الوثاق بين اليد والرجل وشَكَلْت عن البعير إِذا شَدَدت شِكَاله بين التصدير والحَقَب أَشْكُلُ شَكْلاً والمَشْكُولُ من العَرُوض ما حُذف ثانيه وسابعُه نحو حذفك أَلفَ فاعلاتن والنونَ منها سُمِّي بذلك لأَنك حذفت من طرفه الآخِر ومن أَوّله فصار بمنزلة الدابَّة الذي شُكِلَت يَدُه ورجلُه والمُشاكِلُ من الأُمور ما وافق فاعِلَه ونظيرَه ويقال شَكَلْت الطيرَ وشَكَلْت الدَّابَّة والأَشْكَالُ حَلْيٌ يُشاكِلُ بعضُه بعضاً يُقَرَّط به النساءُ قال ذو الرمة سَمِعْت من صَلاصِل الأَشْكَالِ أَدْباً على لَبَّاتِها الحَوَالي هَزَّ السَّنَى في ليلة الشَّمَالِ وشَكَّلَتِ المرأَةُ
( * قوله « وشكلت المرأة » ضبط مشدداً في المحكم والتكملة وتبعهما القاموس قال شارحه والصواب أنه من حد نصر كما قيده ابن القطاع ) شَعَرَها ضَفَرَت خُصْلَتين من مُقَدَّم رأْسها عن يمين وعن شمال ثم شَدَّت بها سائر ذوائبها والشِّكَال في الخيل أَن تكون ثلاثُ قَوائم منه مُحَجَّلةً والواحدة مُطْلَقة شُبِّه بالشِّكال وهو العِقال وإِنما أُخِذ هذا من الشِّكَال الذي تُشْكَل به الخيل شُبِّه به لأَن الشِّكَال إِنما يكون في ثلاث قوائم وقيل هو أَن تكون الثلاثُ مُطْلَقة والواحدة مُحَجَّلة ولا يكون الشِّكَال إِلا في الرِّجْل ولا يكون في اليد والفرسُ مَشْكُولٌ وهو يَكْرَه وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم كَرِه الشِّكال في الخيل وهو أَن تكون ثلاثُ قوائم مُحَجَّلة وواحدة مُطْلَقة تشبيهاً بالشَّكَال الذي تُشْكَل به الخيلُ لأَنه يكون في ثلاث قوائم غالباً وقيل هو أَن تكون الواحدة محجَّلة والثلاث مُطْلَقة وقيل هو أَن تكون إِحدى يديه وإِحدى رجليه من خلاف مُحَجَّلتين وإِنما كَرِهه لأَنه كالمشكول صورةً تفاؤلاً قال ويمكن أَن يكون جَرَّب ذلك الجنس فلم يكن فيه نَجَابة وقيل إِذا كان مع ذلك أَغَرَّ زالت الكراهة لزوال شبه الشِّكَال ابن الأَعرابي الشِّكَال أَن يكون البياض في رجليه وفي إِحدى يديه وفَرَسٌ مَشْكُول ذو شِكَال قال أَبو منصور وقد روى أَبو قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال خَيْرُ الخَيْلِ الأَدْهَمُ الأَقْرَحُ المُحَجَّل الثلاث طَلْقُ اليُمْنى أَو كُمَيْتٌ مثله قال الأَزهري والأَقْرَحُ الذي غُرَّتُه صغيرة بين عينيه وقوله طَلْق اليمنى ليس فيها من البياض شيء والمُحَجَّل الثلاث التي فيها بياض وقال أَبو عبيدة الشِّكَال أَن يكون بياض التحجيل في رِجْل واحدة ويَدٍ من خِلافٍ قَلَّ البياضُ أَو كَثُر وهو فرس مَشْكُول ابن الأَعرابي الشَّاكِل البياض الذي بين الصُّدْغِ والأُذُنِ وحُكي عن بعض التابعين أَنه أَوْصَى رَجُلاً في طَهارته فقال تَفَقَّدِ المَنْشَلَة والمَغْفَلة والرَّوْمَ والفَنِيكَيْن والشَّاكِلَ والشَّجْر وورد في الحديث أَيضاً تَفَقَّدوا في الطُّهور الشاكِلَة والمَغْفَلة والمَنْشَلة المَغْفَلة العَنْفَقة نفسُها والمَنْشَلةُ ما تحت حَلْقة الخاتَم من الإِصْبَع والرَّوْمُ شَحْمَة الأُذُن والشَّاكِل ما بين العِذَار والأُذُن من البياض وشاكِلَة الشيء جانبُه قال ابن مقبل وعَمْداً تَصدَّت يوم شَاكِلة الحِمى لِتَنْكأَ قَلْباً قد صَحَا وتَنَكَّرا وشاكِلةُ الفَرس الذي بين عَرْض الخاصرة والثَّفِنة وهو مَوْصِلُ الفَخِذ في الساق والشَّاكِلَتان ظاهرُ الطَّفْطَفَتين من لَدُنْ مَبْلَغ القُصَيْرَى إِلى حَرْف الحَرْقَفة من جانبي البطن والشَّاكِلةُ الخاصِرةُ وهو الطَّفْطَفة وفي الحديث أَن ناضِحاً تَرَدَّى في بِئر فُذكِّي من قِبَل شاكِلته أَي خاصِرِته والشَّكْلاء من النِّعاج البيضاءُ الشَّاكِلة ونَعْجة شَكْلاء إِذا ابْيَضَّتْ شاكِلَتاها وسائرُها أَسودُ وهي بَيِّنَة الشَّكَل والأَشْكَل من الشاء الأَبيضُ الشاكِلة والشَّواكِلُ من الطُّرُق ما انْشَعَب عن الطريق الأَعظم والشِّكْل غُنْجُ المرأَة وغَزَلُها وحُسْن دَلِّها شَكِلَتْ شَكَلاً فهي شَكِلةٌ يقال إِنها شَكِلة مُشْكِلةٌ حَسَنة الشِّكْل وفي تفسير المرأَة العَرِبَة أَنها الشَّكِلَة بفتح الشين وكسر الكاف وهي ذاتُ الدَّلّ والشَّكْل المِثْل والشِّكْل بالكسر الدَّلُّ ويجوز هذا في هذا وهذا في هذا والشِّكْلُ للمرأَة ما تَتَحسَّن به من الغُنْج يقال امرأَة ذات شِكْل وأَشْكَلَ النَّخلُ طاب رُطَبُه وأَدْرَك والأَشْكَل السِّدْر الجَبَليُّ واحدته أَشْكَلَة قال أَبو حنيفة أَخبرني بعض العرب أَن الأَشْكَلَ شجر مثل شجر العُنَّاب في شَوْكه وعَقَف أَغْصانه غير أَنه أَصغر وَرَقاً وأَكثر أَفْناناً وهو صُلْبٌ جِدّاً وله نُبَيْقَةٌ حامضة شديدة الحُمُوضة مَنابِته شواهقُ الجبال تُتَّخَذ منه القِسِيُّ وإِذا لم تكن شجرته عَتِيقة مُتقادِمة كان عُودُها أَصفر شديد الصُّفْرة وإِذا تقادَمَتْ شجرتُه واسْتَتمَّت جاء عودُها نصفين نصفاً شديد الصفرة ونصفاً شديد السواد قال العَجَّاج ووَصَفَ المَطايا وسُرْعَتَها مَعْجَ المَرامي عن قِياس الأَشْكَلِ قال ونَبات الأَشْكَل مثل شجر الشَّرْيان وقد أَوردوا هذا الشعر الذي للعجاج يَغْلُو بها رُكْبانُها وتَغْتَلي عُوجاً كما اعْوَجَّتْ قِياسُ الأَشْكَل قال ابن بري الذي في شعره مَعْجَ المَرامي عن قِياس الأَشْكَل والمَعْجُ المَرُّ والمَرامي السِّهامُ الواحدة مِرْماةٌ وقال آخر أَو وَجْبَة من جَناةِ أَشْكَلَةٍ يعني سِدْرة جَبَلِيَّة ابن الأَعرابي الشَّكْلُ ضَرْب من النبات أَصفر وأَحمر وشَكْلةُ اسم امرأَة وبَنُو شَكَل بطن من العرب والشَّوْكَل الرَّجَّالَةُ وقيل المَيْمنة والمَيْسَرة كلُّ ذلك عن الزَّجَّاجي الفراء الشَّوْكَلَةُ الرَّجَّالَةُ والشَّوْكَلَةُ النَّاحِية والشَّوْكَلَةُ العَوْسَجَة

( شلل ) الشَّلَلُ يُبْسُ اليَدِ وذَهابُها وقيل هو فَساد في اليد شَلَّتْ يَدُه تَشَلُّ بالفتح شَلاًّ وشَلَلاً وأَشَلَّها اللهُ قال اللحياني شَلَّ عَشْرُه وشَلَّ خَمْسُه قال وبعضهم يقول شَلَّت قال وهي أَقَلُّ يعني أَن حذف علامة التأْنيث في مثل هذا أَكثر من إِثباتها وأَنشد فَشَلَّتْ يَميني يَوْمَ أَعْلُو ابْنَ جَعْفَرٍ وشَلَّ بَناناها وشَلَّ الخَناصِرُ ورَجُلٌ أَشَلُّ وقد أَشَلَّ يَدَه ولا شَلَلاً ولا شَلالِ مَبْنِيَّة كَحَذَامِ أَي لا تَشْلَلْ يَدُك ويقال في الدعاء لا تَشْلَلْ يَدُك ولا تَكْلَلْ وقد شَلِلْتَ يا رَجُل بالكسر تَشَلُّ شَلَلاً أَي صِرْت أَشَلَّ والمرأَة شَلاَّء ويقال لمن أَجاد الرَّمْيَ أَو الطَّعْن لا شَلَلاً ولا عَمًى ولا شَلَّ عَشْرُك أَي أَصابِعُك قال أَبو الخُضْريِّ اليَرْبُوعي مُهْرَ أَبي الحَبْحابِ لا تَشَلِّي بارَكَ فيكَ اللهُ مِنْ ذِي أَلِّ
( * قوله « مهر ابي الحبحاب » قال في التكملة والرواية مهر أبي الحرث )
حَرَّك تَشَلِّي للقافية والياء من صلة الكسر وهو كما قال امرؤ القيس أَلا أَيُّها اللَّيْلُ الطَّويل أَلا انْجَلي بصُبْحٍ وما الإِصْباحُ مِنكَ بأَمْثَل الفراء لا يقال شُلَّتْ يَدُه وإِنما يقال أَشَلَّها اللهُ الليث ويقال لا شَلَلِ في معنى لا تَشْلَلْ لأَنه وَقَع مَوْقِع الأَمر فشُبِّه به وجُرَّ ولو كان نَعْتاً لنُصِب وأَنشد ضَرْباً على الهاماتِ لا شَلَلِ قال وقال نصربن سَيَّار إِني أَقول لمن جَدَّتْ صَرِيمَتُه يَوْماً لِغانِيَةٍ تَصْرِمْ ولا شَلَلِ قال ولم أَسمع الكسر لا شَلَلِ لغيره الأَزهري وسمعت العرب تقول للرجل يُمارِسُ عَمَلاً وهو ذو حِذقٍ به لا قَطْعاً ولا شَلَلاً أَي لا شَلِلْتَ على الدعاء وهو مصدر وقوله تَصْرِم معناه في هذا اصْرِم ولا شَلَلِ أَي ولا شَلِلْتَ وقال لا شَلَلِ فكَسَرَ لأَنه نَوى الجَزْم ثم جَرَّتْه القافية وأَنشد ابن السكيت مُهْرَ أَبي الحَبْحاب لا تَشَلِّي قال الأَزهري معناه لا شَلِلْتَ كقوله أَلَيْلَتَنا بذي حُسُمٍ أَنِيري إِذا أَنْتِ انْقَضَيْتِ فلا تَحُوري أَي لا حُرْتِ قال الأَزهري وسمعت أَعرابيّاً يقول شُلَّ يَدُ فلان بمعنى قُطِعَتْ قال ولم أَسمعه من غيره وقال ثعلب شَلَّتْ يَدُه لغةٌ فصيحة وشُلَّت لغة رديئة قال ويقال أُشِلَّت يدُه وفي الحديث وفي اليد الشَّلاَّءِ إِذا قُطِعَتْ ثُلُثُ دِيتها هي المُنْتَشِرة العصب التي لا تُواتي صاحِبَها على ما يُريد لِما بها من الآفة قال ابن الأَثير يقال شَلَّتْ يدُه تَشَلُّ شَلَلاً ولا تضم الشين وفي الحديث شَلَّتْ يدُه يَوْمَ أُحُدٍ وفي حديث بَيْعَةِ عَليٍّ عليه السلام يَدٌ شَلاَّءُ وبَيْعَةٌ لا تَتِمُّ يريد طلحة كانت أُصيبت يَدُه يوم أُحُد وهو أَوّل من بايَعَه والشَّلَلُ في الثوب أَن يصيبه سوادٌ أَو غيره فإِذا غُسِل لم يَذْهَب يقال ما هذا الشَّلَلُ في ثوبك ؟ والشَّلِيلُ مِسْحٌ من صوف أَو شَعَر يُجْعَل على عَجُزِ البعير من وراء الرِّحْل قال جَمِيل تَئِجُّ أَجِيجَ الرَّحْلِ لَمَّا تَحَسَّرَتْ مَناكِبُها وابْتُزَّ عنها شَلِيلُها والشَّلِيلُ الحِلْسُ قال إِلَيْك سارَ العِيسُ في الأَشِلَّه والشَّلِيلُ الغِلالة التي تُلْبَسُ فوق الدِّرْع وقيل هي الدِّرْع الصغيرة القصيرة تكون تحت الكبيرة وقيل تحت الدِّرْع من ثوب أَو غيره وقيل هي الدِّرْع ما كانت والجمع الأَشِلَّة قال أَوس وجِئْنا بها شَهْباءَ ذاتَ أَشِلَّةٍ لها عارِضٌ فيه المَنِيَّةُ تَلْمَع ابن شميل شَلَّ الدِّرْعَ يَشُلُّها شَلاًّ إِذا لَبِسها وشَلَّها عليه ويقال للدِّرْع نفسِها شَلِيلٌ والشُّلَّة الدِّرْع والشَّلِيلُ النُّخاعُ وهو العِرْقُ الأَبيض الذي في فِقَرِ الظَّهْر والشَّلِيلُ طرائق طِوالٌ من لحم تكون ممتدَّة مع الظَّهْر واحدتها شَلِيلةٌ كلاهما عن كراع
( * قوله « كلاهما عن كراع إلخ » عبارة المحكم والشليل مجرى الماء في الوادي وقيل وسطه الذي يجري فيه الماء والشليل النخاع وهو العرق الابيض الذي في فقر الظهر واحدتها شليلة كلاهما عن كراع والسين فيهما أعلى )
والسين فيها أَعلى والشَّلُّ والشَّلَلُ الطَّرْد شَلَّه يَشُلُّه شَلاًّ فانشَلَّ وكذلك شَلَّ العَيْرُ أُتُنَه والسائق إِبله وحمارٌ مِشَلٌّ كثير الطرْد والشَّلَّة الطَّرْدُ وشَلَلْت الإِبِلَ أَشُلُّها شَلاًّ إِذا طَرَدتها فانشَلَّت ومَرَّ فلان يَشُلُّهم بالسيف أَي يَكْسَؤُهم ويطرُدُهم وذهبَ القومُ شِلالاً أَي انشَلُّوا مطرودين وجاؤوا شِلالاً إِذا جاؤوا يَطرُدون الإِبل والشِّلالُ القومُ المتفرقون قال ابن الدُّمَيْنة أَما والذي حجَّتْ قُرَيْشٌ قَطِينَه شِلالاً ومَوْلى كُلِّ باقٍ وهالِكِ والقَطِين سَكْنُ الدار ابن الأَعرابي شَلَّ يَشُلُّ إِذا طَرَد وشَلَّ يَشِلُّ إِذا اعْوَجَّت يدُه بالكسر والأَشَلُّ المُعْوَجُّ المِعْصَم المتَعَطِّل الكَفِّ قال الأَزهري المعروف شَلَّتْ يدُه تَشَلُّ بالفتح فهي شَلاَّءِ وعَينٌ شَلاَّء للتي ذهب بَصرُها وفي العين عِرْقٌ إِذا قُطِع ذهب بصرُها أَو أَشَلَّها ورجل مِشَلٌّ وشَلولٌ وشُلُلٌ وشُلْشُل خفيف سريع قال الأَعشى وقد غَدَوْتُ إِلى الحانوتِ يَتْبَعُني شاوٍ مِشَلٌّ شَلُولٌ شُلْشُلٌ شَوِلُ قال سيبويه جمع الشُّلُلِ شُلُلونَ ولا يُكَسَّر لقِلة فُعُلٍ في الصفات وقال أَبو بكر في بيت الأَعشى الشّاوِي الذي شَوى والشَّلول الخفيف والمِشَلُّ المِطْرَد والشُّلْشُل الخفيف القليل وكذلك الشَّوِل والأَلفاظ متقاربةٌ أُريد بذكرها والجمع بينها المبالغة ابن الأَعرابي المُشَلِّل الحمار النِّهايةُ في العِناية بأُتُنِه ويقال إِنه لَمُشِلٌّ مِشَلٌّ مُشَلِّل لعانته ثم ينقل فيُضرب مَثَلاً للكاتب النِّحْرير الكافي يقال إِنه لمِشَلٌّ عُونٍ ابن الأَعرابي يقال للغلام الحارِّ الرأْس الخفيف الروح النشيط في عمله شُلْشُلٌ وشُنْشُن وسُلْسُل ولُسْلُس وشُعْشُعٌ وجُلْجُل والمُتَشَلْشِل الذي قد تخَدَّد لحمُه ورجل شُلشُلٌ بالضم ومُتَشَلْشِل قليل اللحم خفيف فما أَخَذَ فيه من عَمل أَو غيره وقال تأَبَّط شرًّا ولكِنَّني أُرْوِي من الخَمْرِ هامَتي وأَنْضُو المَلا بالشَّاحِب المُتَشَلشِل إِنما يعني الرجل الخفيف المتخدِّد القليل اللحم والشاحب على هذا يريد به الصاحب وقيل يريد به السيف وقال الأَصمعي هو سيف يَقْطُر منه الدمُ والشاحِبُ الذي أَخْلَقَ جَفْنُه قال ورجل مُتَشَلْشِل إِذا تخَدَّد لحمُه ورجل شَلْشالٌ مثله ابن الأَعرابي شَلَلْت الثوبَ خِطْتُه خِياطةً خفيفة والشَّلْشَلة قَطَرانُ الماء وقد تشَلْشَل وماءٌ شَلْشَلٌ ومُتَشَلْشِلٌ تشَلْشَل يَتْبَع قَطَرانُ بعضه بعضاً وسَيَلانُه وكذلك الدَّمُ ومنه قول ذي الرُّمّة وَفْراءَ غَرْفيَّةٍ أَثْأَى خَوارِزَها مُشَلْشَلٌ ضَيَّعَتُه بينها الكُتَبُ والشَّلْشَل الزِّقُّ السائل وشَلْشَلْتُ الماء أَي قَطَّرته فهو مُشَلْشَل وماء ذو شَلْشَلٍ وشَلْشالٍ أَي ذو قَطَرانٍ وأَنشد الأَصمعي واهْتَمَّتِ النَّفْسُ اهْتِمامَ ذي السَّقَم ووافَتِ اللَّيْلَ بِشَلْشالٍ سَجَم وفي الحديث فإِنه يأْتي يومَ القيامة وجرحُه يتَشلْشل أَي يَتقاطَرُ دَماً يقال شَلشَلَ الماءَ فتَشَلْشَل وشَلْشل السيفُ الدمَ وتشَلشَل به صَبَّه وقيل لنُصَيبٍ ما الشَّلْشالُ ؟ في بيتٍ قاله فقال لا أَدري سمعته يقال فقُلته وشلشَلَ بوله وببوله شلشلة وشِلشالاً فرَّقه وأَرسله منتشراً والاسم الشَّلشالُ والصبيُّ يُشَلشِلُ ببوله وشَلَّتِ العينُ دَمْعَها كشَنَّتْه أَرْسَلته وزعم يعقوب أَنه من البدل والشَّليلُ من الوادي وَسَطه حيث يَسيل مُعْظم الماء شمر انسَلَّ السَّيْلُ وانشَلَّ وذلك أَوَّلَ ما يبتدئ حين يَسيل قبلَ أَن يشتدَّ والشَّليلُ الكساء الذي تحت الرَّحْل والشَّليل الحِلْس الذي يكون على عَجُز البعير وقال حاجب المازني صَحا قَلبي وأَقْصَرَ غَيرَ أَنِّي أَهَشُّ إِذا مَرَرتُ على الحُمول كَسَوْنَ الفارِسِيَّةَ كُلَّ قَرْنٍ وزَيَّنَّ الأَشِلَّةَ بالسُّدُولِ ورواه ابن الغرقي القادِسِيّة والقرنُ قرن الهَوْدَج والسُّدول جمع سَدِيل وهو ما أُسْبِل على الهودج والشُّلَّى النِّيّة في السفر والصوم والحرب يقال أَينَ شُلاَّهم ؟ ابن سيده والشُّلَّة النّية حيث انتَوى القومُ وفي التهذيب النيّة في السفر والشَّلَّة والشُّلَّة الأَمر البعيد تطلبه قال أَبو ذؤيب نَهَيْتُكَ عن طلابِكَ أُمَّ عَمْرو بِعاقِبةٍ وأَنْتَ إِذٍ صَحِيحُ وقلتُ تجَنَّبَنْ سُخْطَ ابنِ عَمٍّ ومَطْلَبَ شُلَّةٍ وهي الطَّروحُ ورواه الأَخفش سُخْطَ ابن عمرو وقال يعني ابن عُوَيمر ويروى ونوًى طَروح والطَّروح النِّيَّة البعيدة والشُّلاشِلُ الغَضُّ من النبات قال جرير يَرْعَيْن بالصُّلْب بذي شُلاشِلا وقول الشاعر كَرِهْتُ العَقْرَ عَقْرَ بني شَلِيل
( * قوله « كرهت العقر إلخ » صدر بيت تقدم في ترجمة عقر وتمامه « إذا هبت لقاريها الرياح » وضبط هناك شليل كزبير خطأ والصواب ما هنا )
شَلِيلٌ جَدُّ جرير بن عبد الله البَجَلي التهذيب في ترجمة شغغ ابن الأَعرابي انشَغَّ الذئبُ في الغَنم وانشَلَّ فيها وانشَنَّ وأَغار فيها واسْتَغار بمعنى واحد وشَلِيلُ اسم بلد قال النابغة الجعدي حتى غَلَبْنا ولولا نحن قدْ عَلِموا حَلَّتْ شَلِيلاً عَذاراهُم وجَمّالا
( * قوله « حتى غلبنا » تقدم في ترجمة جمل علمنا )

( شمل ) الشِّمالُ نقيضُ اليَمِين والجمع أَشْمُلٌ وشَمائِل وشُمُلٌ قال أَبو النجم يَأْتي لها مِن أَيْمُنٍ وأَشْمُل وفي التنزيل العزيز عن اليَمين والشمائل وفيه وعن أَيمانهم وعن شَمائلهم قال الزجاج أَي لأُغْوِيَنَّهم فيما نُهُوا عنه وقيل أُغْوِيهم حتى يُكَذِّبوا بأُمور الأُمم السالفة وبالبَعْث وقيل عنى وعن أَيمانهم وعن شمائلهم أَي لأُضِلَّنَّهُم فيما يعملون لأَن الكَسْب يقال فيه ذلك بما كَسَبَتْ يَداك وإِن كانت اليَدان لم تَجْنِيا شيئاً وقال الأَزْرَق العَنْبري طِرْنَ انْقِطاعَةَ أَوتارٍ مُحَظْرَبَةٍ في أَقْوُسٍ نازَعَتْها أَيْمُنٌ شُمُلا وحكى سيبويه عن أَبي الخطاب في جمعه شِمال على لفظ الواحد ليس من باب جُنُب لأَنهم قد قالوا شِمالان ولكِنَّه على حَدِّ دِلاصٍ وهِجانٍ والشِّيمالُ لغة في الشِّمال قال امرؤ القيس كأَني بفَتْخاء الجَناحَيْن لَقْوَةٍ صَيُودٍ من العِقْبان طَأْطَأْتُ شِيمالي وكذلك الشِّمْلال ويروى هذا البيت شِمْلالي وهو المعروف قال اللحياني ولم يعرف الكسائي ولا الأَصمعي شِمْلال قال وعندي أَن شِيمالاً إِنما هو في الشِّعْر خاصَّةً أَشْبَع الكسرة للضرورة ولا يكون شِيمالٌ فِيعالاً لأَن فِيعالاً إِنما هو من أَبنية المصادر والشِّيمالُ ليس بمصدر إِنما هو اسم الجوهري واليَدُ الشِّمال خلاف اليَمِين والجمع أَشْمُلٌ مثل أَعْنُق وأَذْرُع لأَنها مؤنثة وأَنشد ابن بري للكميت أَقُولُ لهم يَوْمَ أَيْمانُهُم تُخايِلُها في النَّدى الأَشْمُلُ ويقال شُمُلٌ أَيضاً قال الأَزرق العَنْبَري في أَقْوُسٍ نازعَتْها أَيْمُنٌ شُمُلا وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر القرآن فقال يُعْطى صاحِبُه يومَ القيامة المُلْكَ بيمينه والخُلْدَ بشماله لم يُرِدْ به أَن شيئاً يُوضَع في يمينه ولا في شِماله وإِنما أَراد أَن المُلْك والخُلْد يُجْعَلان له وكلُّ من يُجْعَل له شيء فمَلَكَه فقد جُعِل في يَدِه وفي قَبْضته ولما كانت اليَدُ على الشيء سَبَبَ المِلْك له والاستيلاء عليه اسْتُعِير لذلك ومنه قيل الأَمْرُ في يَدِك أَي هو في قبضتك ومنه قول الله تعالى بِيَدِه الخَيْرُ أَي هو له وإِلَيْه وقال عز وجل الذي بِيَدِه عُقْدَةُ النِّكاح يراد به الوَليُّ الذي إِليه عَقْدُه أَو أَراد الزَّوْجَ المالك لنكاح المرأَة وشَمَلَ به أَخَذَ به ذاتَ الشِّمال حكاه ابن الأَعرابي وبه فسر قول زهير جَرَتْ سُنُحاً فَقُلْتُ لها أَجِيزِي نَوًى مَشْمُولةً فمَتى اللِّقاءُ ؟ قال مَشْمُولةً أَي مأْخُوذاً بها ذاتَ الشِّمال وقال ابن السكيت مَشْمُولة سريعة الانكشاف أَخَذَه من أَن الريحَ الشَّمال إِذا هَبَّت بالسحاب لم يَلْبَثْ أَن يَنْحَسِر ويَذْهب ومنه قول الهُذَلي حارَ وعَقَّتْ مُزْنَهُ الرِّيحُ وانْ قارَ بِهِ العَرْضُ ولم يشْمَلِ يقول لم تَهُبَّ به الشَّمالُ فَتَقْشَعَه قال والنَّوى والنِّيَّة الموضع الذي تَنْويه وطَيْرُ شِمالٍ كلُّ طير يُتَشاءَم به وجَرى له غُرابُ شِمالٍ أَي ما يَكْرَه كأَنَّ الطائر إِنما أَتاه عن الشِّمال قال أَبو ذؤيب زَجَرْتَ لها طَيْرَ الشِّمال فإِن تَكُنْ هَواك الذي تَهْوى يُصِبْك اجْتِنابُها وقول الشاعر رَأَيْتُ بَني العَلاّتِ لما تَضَافَرُوا يَحُوزُونَ سَهْمي دونهم في الشَّمائل أَي يُنْزِلُونَني بالمنزلة الخَسِيسة والعَرَب تقول فلان عِنْدي باليَمِين أَي بمنزلة حَسَنة وإِذا خَسَّتْ مَنْزِلَتُه قالوا أَنت عندي بالشِّمال وأَنشد أَبو سعيد لعَدِيِّ بن زيد يخاطب النُّعْمان في تفضيله إِياه على أَخيه كَيْفَ تَرْجُو رَدَّ المُفِيض وقد أَخْ خَرَ قِدْحَيْكَ في بَياض الشِّمال ؟ يقول كُنْت أَنا المُفِيضَ لِقدْح أَخيك وقِدْحِك فَفَوَّزْتُك عليه وقد كان أَخوك قد أَخَّرَك وجعل قِدْحَك بالشِّمال والشِّمال الشُّؤْم حكاه ابن الأَعرابي وأَنشد ولم أَجْعَلْ شُؤُونَك بالشِّمال أَي لم أَضعْها مَوْضع شُؤم وقوله وكُنْتَ إِذا أَنْعَمْتَ في الناس نِعْمَةً سَطَوْتَ عليها قابضاً بشِمالِكا معناه إِن يُنْعِمْ بيمينه يَقْبِضْ بشِمالِه والشِّمال الطَّبْع والجمع شَمائل وقول عَبْد يَغُوث أَلَمْ تَعْلَما أَن المَلامَةَ نَفْعُها قَلِيلٌ وما لَوْمي أَخي من شِمالِيا يجوز أَن يكون واحداً وأَن يكون جمعاً من باب هِجانٍ ودِلاصٍ والشِّمالُ الخُلُق قال جرير قليلٌ وما لَوْمي أَخي من شِمالِيا والجمع الشَّمائل قال ابن بري البيت لعَبْد يَغُوثَ ابن وقَّاص الحَرِثي وقال صَخْر بن عمرو بن الشَّرِيد أَخو الخَنْساء أَبي الشَّتْمَ أَني قد أَصابوا كَرِيمَتي وأَنْ لَيْسَ إِهْداءُ الخَنَى من شِمالِيا وقال آخر هُمُ قَوْمي وقد أَنْكَرْتُ منهمُ شَمائِلَ بُدِّلُوها من شِمالي
( قوله « وقد انكرت منهم » كذا في الأصل هنا ومثله في التهذيب وسيأتي قريباً بلفظ وهم انكرن مني )
أَي أَنْكَرْتُ أَخلاقهم ويقال أَصَبْتُ من فلان شَمَلاً أَي رِيحاً وقال أَصِبْ شَمَلاً مني الَعَتيَّةَ إِنَّني على الهَوْل شَرَّابٌ بلَحْمٍ مُلَهْوَج والشَّمال الرِّيح التي تَهُبُّ من ناحية القُطْب وفيها خمس لغات شَمْلٌ بالتسكين وشَمَلٌ بالتحريك وشَمالٌ وشَمْأَلٌ مهموز وشَأْمَلٌ مقلوب قال وربما جاء بتشديد اللام قال الزَّفَيانُ
( * قوله « قال الزفيان » في ترجمة ومعل وشمل من التكملة ان الرجز ليس للزفيان ولم ينسبه لأحد )
تَلُفُّه نَكْباءُ أَو شَمْأَلُّ والجمع شَمَالاتٌ وشَمائل أَيضاً على غير قياس كأَنهم جمعوا شِمَالة مثل حِمَالة وحَمائل قال أَبو خِراش تَكَادُ يَدَاهُ تُسْلِمان رِدَاءه من الجُودِ لَمَّا اسْتَقْبَلَتْه الشَّمَائلُ غيره والشَّمَالُ ريح تَهُبُّ من قِبَل الشَّأْم عن يَسار القِبْلة المحكم والشَّمَالُ من الرياح التي تأْتي من قِبَل الحِجْر وقال ثعلب الشَّمَال من الرياح ما استْقْبَلَك عن يَمِينك إِذا وَقَفْت في القِبْلة وقال ابن الأَعرابي مَهَبُّ الشَّمَال من بنات نَعْشٍ إِلى مَسْقَط النَّسْر الطائر ومن تَذْكِرَة أَبي عَليٍّ ويكون اسماً وصِفَةً والجمع شَمَالاتٌ قال جَذِيمة الأَبْرش رُبَّما أَوْفَيْتُ في عَلَمٍ تَرْفَعَنْ ثَوْبي شَمَالاتُ فأَدْخَل النونَ الخفيفة في الواجب ضرورةً وهي الشَّمُولُ والشَّيمَل والشَّمْأَلُ والشَّوْمَلُ والشَّمْلُ والشَّمَلُ وأَنشد ثَوَى مَالِكٌ بِبلاد العَدُوّ تَسْفِي عليه رِياحُ الشَّمَل فإِما أَن يكون على التخفيف القياسي في الشَّمْأَل وهو حذف الهمزة وإِلقاء الحركة على ما قبلها وإِما أَن يكون الموضوع هكذا قال ابن سيده وجاء في شعر البَعِيث الشَّمْل بسكون الميم لم يُسْمَع إِلا فيه قال البَعِيث أَهَاجَ عليك الشَّوْقَ أَطلالُ دِمْنَةٍ بناصِفَةِ البُرْدَيْنِ أَو جانِبِ الهَجْلِ أَتَى أَبَدٌ من دون حِدْثان عَهْدِها وجَرَّت عليها كُلُّ نافجةٍ شَمْلِ وقال عمرو بن شاس وأَفْراسُنا مِثْلُ السَّعالي أَصَابَها قِطَارٌ وبَلَّتْها بنافِجَةٍ شَمْلِ وقال الشاعر في الشَّمَل بالتحريك ثَوَى مالِكٌ ببلاد العَدُوِّ تَسْفِي عليه رِيَاحُ الشَّمَل وقيل أَراد الشَّمْأَلَ فَخَفَّفَ الهمز وشاهد الشَّمْأَل قول الكُمَيت مَرَتْه الجَنُوبُ فَلَمَّا اكْفَهَرْ رَ حَلَّتْ عَزَالِيَهُ الشَّمْأَلُ وقال أَوس وعَزَّتِ الشَّمْأَل الرِّيَاح وإِذ بَاتَ كَمِيعُ الفَتَاةِ مُلْتَفِعا
( * قوله « وعزت الشمأل إلخ » تقدم في ترجمة كمع بلفظ وهبت الشمأل البلبل إلخ )
وقول الطِّرِمَّاح لأْم تَحِنُّ به مَزَا مِيرُ الأَجانِب والأَشَامِل قال ابن سيده أُراه جَمَع شَمْلاً على أَشْمُل ثم جَمَع أَشْمُلاً على أَشامِل وقد شَمَلَتِ الرِّيحُ تَشْمُل شَمْلاً وشُمُولاً الأُولى عن اللحياني تَحَوَّلَتْ شَمَالاً وأَشْمَلَ يَوْمُنا إِذا هَبَّتْ فيه الشَّمَال وأَشْمَلَ القومُ دَخَلوا في ريح الشَّمَال وشُمِلُوا
( * قوله « وشملوا » هذا الضبط وجد في نسخة من الصحاح والذي في القاموس وكفرحوا أصابتهم الشمال ) أَصابتهم الشَّمَالُ وهم مَشْمُولون وغَدِيرٌ مَشْمولٌ نَسَجَتْه ريحُ الشَّمَال أَي ضَرَبَته فَبَرَدَ ماؤه وصَفَا ومنه قول أَبي كبير وَدْقُها لم يُشْمَل وقول الآخر وكُلِّ قَضَّاءَ في الهَيْجَاءِ تَحْسَبُها نِهْياً بقَاعٍ زَهَتْه الرِّيحُ مَشْمُولا وفي قَصِيد كعب بن زهير صَافٍ بأَبْطَحَ أَضْحَى وهو مَشْمول أَي ماءٌ ضَرَبَتْه الشَّمَالُ ومنه خَمْر مَشْمولة باردة وشَمَلَ الخمْر عَرَّضَها للشَّمَال فَبَرَدَتْ ولذلك قيل في الخمر مَشْمولة وكذلك قيل خمر مَنْحُوسة أَي عُرِّضَتْ للنَّحْس وهو البَرْد قال كأَنَّ مُدامةً في يَوْمِ نَحْس ومنه قوله تعالى في أَيامٍ نَحِسات وقول أَبي وَجْزَة مَشْمولَةُ الأُنْس مَجْنوبٌ مَوَاعِدُها من الهِجان الجِمال الشُّطْب والقَصَب
( * قوله « الشطب والقصب » كذا في الأصل والتهذيب والذي في التكملة الشطبة القصب )
قال ابن السكيت وفي رواية مَجْنوبَةُ الأُنْس مَشْمولٌ مَوَاعِدُها ومعناه أُنْسُها محمودٌ لأَن الجَنوب مع المطر فهي تُشْتَهَى للخِصْب وقوله مَشْمولٌ مَواعِدُها أَي ليست مواعدها بمحمودة وفَسَّره ابن الأَعرابي فقال يَذْهَب أُنْسُها مع الشَّمَال وتَذْهَب مَوَاعِدُها مع الجَنُوب وقالت لَيْلى الأَخْيَلِيَّة حَبَاكَ به ابْنُ عَمِّ الصِّدْق لَمَّا رآك مُحارَفاً ضَمِنَ الشِّمَال تقول لَمَّا رآك لا عِنَانَ في يَدِك حَبَاك بفَرَس والعِنَانُ يكون في الشَّمَال تقول كأَنَّك زَمِنُ الشِّمَال إِذ لا عِنَانَ فيه ويقال به شَمْلٌ
( * قوله « ويقال به شمل » ضبط في نسخة من التهذيب غير مرة بالفتح وكذا في البيت بعد ) من جُنون أَي به فَزَعٌ كالجُنون وأَنشد حَمَلَتْ به في لَيْلَةٍ مَشْمولةً أَي فَزِعةً وقال آخر فَمَا بيَ من طَيفٍ على أَنَّ طَيْرَةً إِذا خِفْتُ ضَيْماً تَعْتَرِيني كالشَّمْل قال كالشَّمْل كالجُنون من الفَزَع والنَّارُ مَشْمولَةٌ إِذا هَبّتْ عليها رِيحُ الشَّمَال والشِّمال كِيسٌ يُجْعَل على ضَرْع الشاة وشَمَلَها يَشْمُلُها شَمْلاً شَدَّه عليها والشِّمَال شِبْه مِخْلاةٍ يُغَشَّى بها ضَرْع الشاة إِذا ثَقُل وخَصَّ بعضهم به ضَرْع العَنْزِ وكذلك النخلة إِذا شُدَّت أَعذاقُها بقِطَع الأَكسِية لئلا تُنْفَض تقول منه شَمَل الشاةَ يَشْمُلها شَمْلاً ويَشْمِلُها الكسر عن اللحياني عَلَّق عليها الشِّمَال وشَدَّه في ضَرْع الشاة وقيل شَمَلَ الناقةَ عَلَّق عليها شِمَالاً وأَشْمَلَها جَعَل لها شِمَالاً أَو اتَّخَذَه لها والشِّمالُ سِمَةٌ في ضَرْع الشاة وشَمِلهم أَمْرٌ أَي غَشِيَهم واشْتمل بثوبه إِذا تَلَفَّف وشَمَلهم الأَمر يَشمُلهم شَمْلاً وشُمُولاً وشَمِلَهم يَشْمَلُهم شَمَلاً وشَمْلاً وشُمُولاً عَمَّهم قال ابن قيس الرُّقَيَّات كَيْفَ نَوْمي على الفِراشِ ولَمَّا تَشْمَلِ الشَّامَ غارةٌ شَعْواءُ ؟ أَي متفرقة وقال اللحياني شَمَلهم بالفتح لغة قليلة قال الجوهري ولم يعرفها الأَصمعي وأَشْمَلهم شَرًّا عَمَّهم به وأَمرٌ شامِلٌ والمِشْمَل ثوب يُشْتَمَل به واشْتَمَل بالثوب إِذا أَداره على جسده كُلِّه حتى لا تخرج منه يَدُه واشْتَمَلَ عليه الأَمْرُ أَحاط به وفي التنزيل العزيز أَمَّا اشْتَمَلَتْ عليه أَرحام الأُنْثَيَيْن وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه نَهى عن اشْتِمال الصَّمَّاء المحكم والشِّمْلة الصَّمَّاء التي ليس تحتها قَمِيصٌ ولا سَراوِيل وكُرِهَت الصلاة فيها كما كُرِه أَن يُصَلِّي في ثوب واحد ويَدُه في جوفه قال أَبو عبيد اشْتِمالُ الصَّمَّاء هو أَن يَشْتَمِلَ بالثوب حتى يُجَلِّل به جسدَه ولا يَرْفَع منه جانباً فيكون فيه فُرْجَة تَخْرج منها يده وهو التَّلَفُّع وربما اضطجع فيه على هذه الحالة قال أَبو عبيد وأَما تفسير الفقهاء فإِنهم يقولون هو أَن يَشْتَمِل بثوب واحد ليس عليه غيره ثم يرفعه من أَحد جانبيه فيَضَعه على مَنْكِبه فَتَبْدُو منه فُرْجَة قال والفقهاء أَعلم بالتأْويل في هذا الباب وذلك أَصح في الكلام فمن ذهب إِلى هذا التفسير كَرِه التَّكَشُّف وإِبداءَ العورة ومن فَسَّره تفسير أَهل اللغة فإِنه كَرِه أََن يَتَزَمَّل به شامِلاً جسدَه مخافة أَن يدفع إِلى حالة سادَّة لتَنَفُّسه فيَهْلِك الجوهري اشتمالُ الصَّمَّاء أَن يُجَلِّل جسدَه كلَّه بالكِساء أَو بالإِزار وفي الحديث لا يَضُرُّ أَحَدَكُم إِذا صَلَّى في بيته شملاً أَي في ثوب واحد يَشْمَله المحكم والشَّمْلة كِساءٌ دون القَطِيفة يُشْتَمل به وجمعها شِمالٌ قال إِذا اغْتَزَلَتْ من بُقامِ الفَرير فيا حُسْنَ شَمْلَتِها شَمْلَتا شَبَّه هاء التأْنيث في شَمْلَتا بالتاء الأَصلية في نحو بَيْتٍ وصَوْت فأَلحقها في الوقف عليها أَلفاً كما تقول بَيْتاً وصوتاً فشَمْلَتا على هذا منصوبٌ على التمييز كما تقول يا حُسْنَ وَجْهِك وَجْهاً أَي من وجه ويقال اشتريت شَمْلةً تَشْمُلُني وقد تَشَمَّلَ بها تَشَمُّلاً وتَشْمِيلاً المصدر الثاني عن اللحياني وهو على غير الفعل وإِنما هو كقوله وتَبَتَّلْ إِليه تَبْتِيلاً وما كان ذا مِشْمَلٍ ولقد أَشْمَلَ أَي صارت له مِشْمَلة وأَشْمَلَه أَعطاه مِشْمَلَةً عن اللحياني وشَمَلَه شَمْلاً وشُمُولاً غَطَّى عليه المِشْمَلة عنه أَيضاً قال ابن سيده وأُراه إِنما أَراد غَطَّاه بالمِشْمَلة وهذه شَمْلةٌ تَشْمُلُك أَي تَسَعُك كما يقال فِراشٌ يَفْرُشك قال أَبو منصور الشَّمْلة عند العرب مِئْزَرٌ من صوف أَو شَعَر يُؤْتَزَرُ به فإِذا لُفِّق لِفْقَين فهي مِشْمَلةٌ يَشْتَمِل بها الرجل إِذا نام بالليل وفي حديث علي قال للأَشَعت بن قَيْسٍ إِنَّ أَبا هذا كان يَنْسِجُ الشِّمالَ بيَمينه وفي رواية يَنْسِج الشِّمال باليمين الشِّمالُ جمع شَمْلةٍ وهو الكِساء والمِئْزَر يُتَّشَح به وقوله الشِّمال بيمينه من أَحسن الأَلفاظ وأَلْطَفِها بلاغَةً وفصاحَة والشِّمْلةُ الحالةُ التي يُشْتَمَلُ بها والمِشْمَلة كِساء يُشْتَمل به دون القَطِيفة وأَنشد ابن بري ما رأَيْنا لغُرابٍ مَثَلاً إِذ بَعَثْناهُ يَجي بالمِشمَلَه غَيْرَ فِنْدٍ أَرْسَلوه قابساً فثَوى حَوْلاً وسَبَّ العَجَله والمِشْمَل سيف قَصِيرٌ دَقيق نحْو المِغْوَل وفي المحكم سيف قصير يَشْتَمِل عليه الرجلُ فيُغَطِّيه بثوبه وفلان مُشْتَمِل على داهية على المثَل والمِشْمالُ مِلْحَفَةٌ يُشْتَمَل بها الليث المِشْمَلة والمِشْمَل كساء له خَمْلٌ متفرِّق يُلْتَحَف به دون القَطِيفة وفي الحديث ولا تَشْتَمِل اشتمالَ اليَهود هو افتعال من الشَّمْلة وهو كِساء يُتَغَطّى به ويُتَلَفَّف فيه والمَنْهَيُّ عنه هو التَّجَلُّل بالثوب وإِسْبالُه من غير أَن يرفع طَرَفه وقالت امرأَة الوليد له مَنْ أَنْتَ ورأْسُكَ في مِشْمَلِك ؟ أَبو زيد يقال اشْتَمَل على ناقةٍ فَذَهَب بها أَي رَكِبها وذهبَ بها ويقال جاءَ فلان مُشْتَمِلاً على داهية والرَّحِمُ تَشْتَمل على الولد إِذا تَضَمَّنَته والشَّمُول الخَمْر لأَنَّها تَشْمَل بِريحها الناسَ وقيل سُمِّيت بذلك لأَنَّ لها عَصْفَةً كعَصْفَة الشَّمال وقيل هي الباردة وليس بقَوِيٍّ والشِّمال خَلِيقة الرَّجُل وجمعها شَمائل وقال لبيد هُمُ قَوْمِي وقد أَنْكَرْتُ منهم شَمائلَ بُدِّلُوها من شِمالي وإِنَّها لحَسَنةُ الشَّمائل ورجُل كَريم الشَّمائل أَي في أَخلاقه ومخالطتِه ويقال فلان مَشْمُول الخَلائق أَي كَريم الأَخلاق أُخِذ من الماء الذي هَبَّتْ به الشَّمالُ فبرَّدَتْه ورَجُل مَشْمُول مَرْضِيُّ الأَخلاق طَيِّبُها قال ابن سيده أُراه من الشَّمُول وشَمْل القومِ مُجْتَمع عَدَدِهم وأَمْرهم واللَّوْنُ الشَّامِلُ أَن يكون شيء أَسود يَعْلوه لون آخر وقول ابن مقبل يصف ناقة تَذُبُّ عنه بِلِيفٍ شَوْذَبٍ شَمِلٍ يَحْمي أَسِرَّة بين الزَّوْرِ والثَّفَن قال شمر الشَّمِل الرَّقيق وأَسِرَّة خُطوط واحدتها سِرارٌ بِلِيفٍ أَي بذَنَب والشِّمْل العِذْقُ عن أَبي حنيفة وأَنشد للطِّرمَّاح في تَشْبيه ذَنَب البعير بالعِذْق في سَعَته وكثرة هُلْبه أَو بِشِمْلٍ شالَ من خَصْبَةٍ جُرِّدَتْ للناسِ بَعْدَ الكِمام والشِّمِلُّ العِذْق القَلِيل الحَمْل وشَمَل النخلة يشْمُلها شَمْلاً وأَشْمَلَها وشَمْلَلَها لقَطَ ما عليها من الرُّطَب الأَخيرة عن السيرافي التهذيب أَشْمَل فلان خَرائفَه إِشْمالاً إِذا لَقَط ما عليها من الرُّطب إِلا قليلاً والخَرائفُ النَّخِيل اللواتي تُخْرَص أَي تُحْزَر واحدتها خَرُوفةٌ ويقال لما بَقَيَ في العِذْق بعدما يُلْقَط بعضه شَمَلٌ وإِذا قَلَّ حَمْلُ النخلة قيل فيها شَمَلٌ أَيضاً وكان أَبو عبيدة يقول هو حَمْلُ النخلة ما لم يَكْبُر ويَعْظُم فإِذا كَبُر فهو حَمْلٌ الجوهري ما على النخلة إِلا شَمَلَةٌ وشَمَلٌ وما عليها إِلاَّ شَمالِيلُ وهو الشيء القليل يَبْقَى عليها من حَمْلها وشَمْلَلْتُ النخلةَ إِذا أَخَذْت من شَمالِيلِها وهو التمر القليل الذي بقي عليها وفيها شَمَلٌ من رُطَب أَي قليلٌ والجمع أَشْمالٌ وهي الشَّماليل واحدتها شُمْلولٌ والشَّمالِيل ما تَفَرَّق من شُعَب الأَغصان في رؤوسها كشَمارِيخ العِذْق قال العجاج وقد تَرَدَّى من أَراطٍ مِلْحَفاً منها شَماليلُ وما تَلَفَّقا وشَمَلَ النَّخلةَ إِذا كانت تَنْفُض حَمْلَها فَشَدَّ تحت أَعْذاقِها قِطَعَ أَكْسِيَة ووقعَ في الأَرض شَمَلٌ من مطر أَي قليلٌ ورأَيت شَمَلاً من الناس والإِبل أَي قليلاً وجمعهما أَشمال ابن السكيت أَصابنا شَمَلٌ من مطر بالتحريك وأَخْطأَنا صَوْبُه ووابِلُه أَي أَصابنا منه شيءٌ قليل والشَّمالِيلُ شيء خفيف من حَمْل النخلة وذهب القومُ شَمالِيلَ تَفَرَّقوا فِرَقاً وقول جرير بقَوٍّ شَماليل الهَوَى ان تبدَّرا إِنما هي فِرَقُه وطوائفُه أَي في كل قلْبٍ من قلوب هؤلاء فِرْقةٌ وقال ابن السكيت في قول الشاعر حَيُّوا أُمَامةَ واذْكُروا عَهْداً مَضَى قَبْلَ التَّفَرُّق من شَمالِيلِ النَّوَى قال الشَّماليلُ البَقايا قال وقال عُمارة وأَبو صَخْر عَنَى بشَمالِيل النَّوَى تَفَرُّقَها قال ويقال ما بقي في النخلة إِلا شَمَلٌ وشَمالِيلُ أَي شيءٌ متفرّقٌ وثوبٌ شَماليلُ مثل شَماطِيط والشِّمالُ كل قبْضَة من الزَّرْع يَقْبِض عليها الحاصد وأَشْمَلَ الفَحْلُ شَوْلَه إِشْمالاً أَلْقَحَ النِّصْفَ منها إِلى الثُّلُثين فإِذا أَلقَحَها كلَّها قيل أَقَمَّها حتى قَمَّتْ تَقِمُّ قُمُوماً والشَّمَل بالتحريك مصدر قولك شَمِلَتْ ناقتُنا لقاحاً من فَحْل فلان تَشْمَلُ شَمَلاً إِذا لَقِحَتْ المحكم شَمِلَتِ الناقةُ لقاحاً قبِلَتْه وشَمِلتْ إِبْلُكُم لنا بعيراً أَخْفَتْه ودخل في شَمْلها وشَمَلها أَي غُمارها والشَّمْلُ الاجتماع يقال جَمعَ اللهُ شَمْلَك وفي حديث الدعاء أَسأَلك رَحْمةً تَجْمَع بها شَمْلي الشَّمْل الاجتماع ابن بُزُرْج يقال شَمْلٌ وشَمَلٌ بالتحريك وأَنشد قد يَجْعَلُ اللهُ بَعدَ العُسْرِ مَيْسَرَةً ويَجْمَعُ اللهُ بَعدَ الفُرْقةِ الشَّمَلا وجمع الله شَمْلَهم أَي ما تَشَتَّتَ من أَمرهم وفَرَّق اللهُ شَمْلَه أَي ما اجتمع من أَمره وأَنشد أَبو زيد في نوادره للبُعَيْث في الشَّمَل بالتحريك وقد يَنْعَشُ اللهُ الفَتى بعدَ عَثْرةٍ وقد يَجْمَعُ اللهُ الشَّتِيتَ من الشَّمَلْ لَعَمْرِي لقد جاءت رِسالةُ مالكٍ إِلى جَسَدٍ بَيْنَ العوائد مُخْتَبَلْ وأَرْسَلَ فيها مالكٌ يَسْتَحِثُّها وأَشْفَقَ من رَيْبِ المَنُونِ وما وَأَلْ أَمالِكُ ما يَقْدُرْ لكَ اللهُ تَلْقَه وإِن حُمَّ رَيْثٌ من رَفِيقك أَو عَجَل وذاك الفِراقُ لا فِراقُ ظَعائِنٍ لهُنَّ بذي القَرْحَى مُقامٌ ومُرْتَحَل قال أَبو عمرو الجَرْمي ما سمعته بالتحريك إِلاَّ في هذا البيت والشَّمْأَلةُ قُتْرة الصائد لأَنها تُخْفِي مَنْ يستتر بها قال ذو الرمة وبالشَّمائل من جِلاّنَ مُقْتَنِصٌ رَذْلُ الثياب خَفِيُّ الشَّخْص مُنْزَرِبُ ونحن في شَمْلِكم أَي كَنَفِكم وانْشَمَل الشيءُ كانْشَمَر عن ثعلب ويقال انْشَمَلَ الرجلُ في حاجته وانْشَمَر فيها وأَنشد أَبو تراب وَجْناءُ مُقْوَرَّةُ الأَلْياطِ يَحْسَبُها مَنْ لم يَكُنْ قبْلُ رَاها رَأْيَةً جَمَلا حتى يَدُلَّ عليها خَلْقُ أَرْبعةٍ في لازقٍ لَحِقَ الأَقْراب فانْشَمَلا أَراد أَربعة أَخلاف في ضَرْع لازقٍ لَحِقَ أَقرابها فانْضَمَّ وانشمر وشَمَلَ الرجلُ وانْشَمَل وشَمْلَل أَسرع وشَمَّر أَظهروا التضعيف إِشعاراً بإِلْحاقِه وناقة شِمِلَّة بالتشديد وشِمال وشِمْلالٌ وشِمْليلٌ خفيفة سريعة مُشَمَّرة وفي قصيد كعب بن زُهَير وعَمُّها خالُها قَوْداءُ شِمْلِيل
( * قوله « وعمها خالها إلخ » تقدم صدره في ترجمة حرف
حرف أخوها أبوها من مهجنة ... وعمها خالها قوداء شمليل )
الشِّمْلِيل بالكسر الخَفِيفة السَّريعة وقد شَمْلَلَ شَمْلَلَةً
إِذا أَسْرَع ومنه قول امرئ القيس يصف فرساً كأَني بفَتْخاءِ الجَنَاحَينِ لَقْوَةٍ دَفُوفٍ من العِقْبانِ طَأْطأْتُ شِمْلالي ويروى على عَجَلٍ منها أُطَأْطِئُ شِمْلالي ومعنى طأْطأَت أَي حَرَّكْت واحْتَثَثْت قال ابن بري رواية أَبي عمرو شِمْلالي بإِضافته إِلى ياء المتكلم أَي كأَني طأْطأْت شِمْلالي من هذه الناقة بعُقابٍ ورواه الأَصمعي شِمْلال من غير إِضافة إِلى الياء أَي كأَني بِطَأْطأَتي بهذه الفرس طَأْطأْتُ بعُقابٍ خفيفة في طَيَرانِها فشِمْلال على هذا من صفة عُقاب الذي تُقَدِّره قبل فَتْخاء تقديره بعُقاب فَتْخاء شِمْلالٍ وطَأْطأَ فلان فرسَه إِذا حَثَّها بساقَيْه وقال المرَّار وإِذا طُوطِئَ طَيّارٌ طِمِرّ قال أَبو عمرو أَراد بقوله أُطَأْطِئُ شِمْلالي يَدَه الشِّمَال والشِّمَالُ والشِّمْلالُ واحد وجَمَلٌ شِمِلٌّ وشِمْلالٌ وشِمْلِيلٌ سريع أَنشد ثعلب بأَوْبِ ضَبْعَيْ مَرِحٍ شِمِلِّ وأُمُّ شَمْلَة كُنْيَةُ الدُّنْيا عن ابن الأَعرابي وأَنشد مِنْ أُمِّ شمْلَة تَرْمِينا بِذائفِها غَرَّارة زُيِّنَتْ منها التَّهاوِيل والشَّمالِيلُ حِبَال رِمالٍ متفرقة بناحية مَعْقُلةَ وأُمُّ شَمْلَة وأُمُّ لَيْلَى كُنْيَةُ الخَمْر وفي حديث مازنٍ بقَرْية يقال لها شَمائل يروى بالسين والشين وهي من أَرض عُمَان وشَمْلَةُ وشِمَالٌ وشامِلٌ وشُمَيْلٌ أَسماء

( شمردل ) الشَّمَرْدَلُ بالدال غير معجمة من الإِبل وغيرِها القَوِيُّ السريع الفَتِيُّ الحَسَنُ الخَلْق والأُنثى بالهاء قال المُساوِر بن هند إِذا قُلْت عُودُوا عاد كلُّ شَمَرْدَلٍ أَشَمَّ من الفِتْيانِ جَزْلٍ مَوَاهِبُه والشَّمَرْدَلةُ الناقة الحسنة الجميلةُ الخَلْق المحكم وشَمَرْدَلٌ والشَّمَرْدَل كلاهما اسم رجُل قال دَخَلتْ فيه اللام كدخولها في الحَرِث والحَسَن والعَبّاس وسقطت منه على حَدِّ سقوطها في قولك حَرِث وحَسَن وعَبّاس على ما قد أَحْكَمه سيبويه في الباب الذي ترْجَمه بقوله هذا باب يكون فيه الشيء غالباً عليه اسمٌ يكون لكل من كان من أُمَّته أَو كان في صفته من الأَسماء التي تدخلها الأَلف واللام وتكون نَكِرته الجامعةَ لما ذكرتُ من المعاني فَتَفَهَّمْه هُنالك فإِنه فَصْل غامِضُ الأَحكام في صِناعة الإِعراب وقَلَّ مَنْ يَأْبَهُ له ابن الأَعرابي الهَمَرْجَلُ الجَمَل الضَّخْم ومثله الشَّمَرْدَل الليث الشَّمَرْدَل الفَتِيُّ القَوِيُّ الجَلْدُ قال وكذلك من الإِبل وأَنشد مُوَاشِكَةُ الإِيغالِ حَرْفٌ شَمَرْدَلٌ أَبو عمرو الشَّمَرْدَلة الناقة القوية على السَّير ويقال للجَمَل شَمَرْدَلٌ قال ذو الرمة بَعِيدُ مَسافِ الخَطْوِ عَوْجٌ شَمَرْدَلٌ

( شمشل ) الشِّمشِل الفِيلُ عن كراع

( شمطل ) التهذيب الشُّمْطالةُ البَضْعَةُ من اللحم يكون فيها شحم

( شمعل ) المُشْمَعِلُّ المتفرِّق والمُشْمَعِلُّ السريع يكون في الناس والإِبل وفي حديث صَفِيّة أُم الزُّبير كيف رأَيتَ زَبْراً أَأَقِطاً وتَمْراً أَو مُشْمَعِلاًّ صَقْراً ؟ قال المُشْمَعِلُّ السريع الماضي والميم زائدة يقال اشْمَعَلَّ فهو مُشْمَعِلٌّ واشْمَعَلَّتِ الإِبلُ تَفَرَّقتْ مُسرِعةً وناقة مُشْمَعِلٌّ خفيفة سريعة نشيطة وناقة شَمْعَلَة سريعة نشِيطة والشَّمْعَلُ الناقة الخفيفة وأَنشد يا أَيُّها العَوْدُ الضَّعيف الأَثَيْلُ ما لَكَ إِذ حُثَّ المَطِيُّ تَزْحَلُ أُخْراً وتَنْجُو بالرِّكابِ شَمْعَلُ ؟ وقد اشْمَعَلَّت الناقةُ فهي مُشْمَعِلَّة قال رَبيعة ابن مَقْروم الضَّبِّي كأَنَّ هُوِيَّها لما اشْمَعَلَّت هُوِيُّ الطير تَبْتَدِر الإِيابا وَزَعْتُ بِكالهِرَاوةِ أَعْوَجيٍّ إِذا وَنَتِ المَطِيُّ جَرَى وَثابا الأَزهري المُشْمَعِلَّة الناقة السريعة والمُسْمَغِلَّةُ الطويلة بالغين والسين وامرأَة مُشْمَعِلَّة كثيرة الحركة أَنشد ثعلب كوَاحِدَةِ الأُدْحِيِّ لا مُشْمَعِلَّةٌ ولا جَحْمةٌ تحْتَ الثِّياب جَشُوبُ جَشُوبٌ خفيفة واشمَعَلَّت الغارةُ شَمِلَتْ وتفرَّقتْ وانتشرَتْ وأَنشد صَبَحْتُ شَبَاماً غارَةً مُشْمَعِلَّةً وأُخْرَى سأُهْدِيها قرِيباً لِشاكِرِ وأَنشد الجوهري لأَوس بن مَغْرَاء التميمي وَهْمْ عِنْد الحُروبِ إِذا اشمَعَلَّتْ بَنُوها ثَمَّ والمُتَثَوِّبُونا قال أَبو تراب سمعت بعض قيس يقول اشْمَعَطَّ القومُ في الطَّلَب واشْمَعَلُّوا إِذا بادَروا فيه وتفرَّقوا واشْمَعَلَّت الإِبلُ واشْمَعَطَّت إِذا انتشرت والمُشْمعِلُّ الخفيف الظريف وقيل الطويل ولَبنٌ مُشْمعِلُّ غالب بحُمُوضته وشَمْعَلَتِ اليهود شَمْعلةً وهي قراءتهم إِذا اجتمعوا في فُهْرِهم واشْمَعلَّ القومُ في الطلب اشْمِعْلالاً إِذا بادروا فيه وتفرَّقوا قال أُميَّة بن أَبي الصَّلت لهُ دَاعٍ بمَكَّةَ مُشْمَعِلٌّ وآخَرُ فوْقَ دارَتِه يُنادِي الخليل اشْمَعَلَّت الإِبل إِذا مَضَت وتفرَّقت مَرَحاً ونشاطاً قال الشاعر إِذا اشْمَعَلَّتْ سَنَناً رَسا بِها بذاتِ حَرْفَين إِذا خَجَا بها

( شنبل ) شَنْبَلٌ اسم ابن الأَعرابي عن الدُّبَيْريَّة يقال قبَّلَهُ ورَشَفَه وثاغَمَه وشَنْبَلَه ولَثَمه بمعنى واحد

( شهل ) الشُّهْلة في العَينِ أَن يَشُوبَ سَوادَها زُرْقةٌ وعَينٌ شَهْلاء ورجُل أَشْهَلُ العينِ بَيِّنُ الشَّهَل وأَنشد الفراء
( * قوله « وأنشد الفراء ولا عيب إلخ » تقدم في ترجمة « غير » أن الفراء أنشد البيت شاهداً لنصب غير على اللغة المذكورة فما تقدم هناك من ضبط غير بالرفع في قوله وأجاز الفراء ما جاءني غيره خطأ )
ولا عَيْبَ فيها غيْرَ شُهْلَة عَيْنِها كذاك عِتاقُ الطَّيْر شُهْلٌ عيونُها قال وبعض بني أَسد وقُضاعة ينصبون غير إِذا كان في معنى إِلاَّ تَمَّ الكلامُ قبلها أَو لم يَتِمَّ ابن سيده الشَّهَل والشُّهْلة أَقلُّ من الزَّرَق في الحَدَقة وهو أَحسن منه والشُّهْلة أَن يكون سواد العين بين الحُمْرة والسواد وقيل هي أَن تُشْرَب الحَدَقةُ حُمْرةً ليست خُطوطاً كالشُّكْلة ولكنها قلَّة سواد الحَدَقة حتى كأَنَّ سوادها يَضْرب إِلى الحمرة وقيل هو أَن لا يَخْلُص سوادُها أَبو عبيد الشُّهْلة حُمْرة في سواد العين وأَما الشُّكْلة فهي كهيئة الحمرة تكون في بياض العين شَهِلَ شَهَلاً واشْهَلَّ ورَجُل أَشْهَلُ وامرأَة شَهْلاء قال ذو الرمة كأَني أَشْهَلُ العَيْنينِ بازٍ على عَلْياءَ شَبَّهَ فاسْتَحالا أَبو زيد الأَشْهَلُ والأَشْكَلُ والأَسْجَر واحد وعَيْنٌ شَهْلاء إِذا كان بياضُها ليس بخالص فيه كُدورة وفي الحديث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضَلِيعَ الفَم أَشْهَلَ العَيْنين مَنْهُوسَ الكَعْبين وفي رواية كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أَشْكَلَ العينين قال شُعْبة قلت لسِمَاك ما أَشْكَلُ العينين ؟ قال طويل شَقِّ العين قال الشُّهْلة حُمْرة في سواد العين كالشُّكْلة في البياض والأَشْهَل رَجُل من الأَنصار صفة غالبة أَو مُسَمًّى بها فأَما قوله حِينَ أَلْقَتْ بِقُباءٍ بَرْكَها واسْتَحرَّ القَتْلُ في عَبْدِ الأَشَل إِنما أَراد عبدَ الأَشهَل هذا الأَنصاريَّ ابن السكيت في فلان وَلْعٌ وشَهْلٌ أَي كَذِبٌ قال والشَّهَلُ اختلاط اللونين والكَذَّاب يُشَرِّج الأَحاديث أَلواناً والشَّهْلاءُ الحاجةُ يقال قضَيْتُ من فلان شهلائي أَي حاجتي قال الراجز لم أَقْضِ حتى ارْتحَلوا شَهْلائي من العَرُوب الكاعِبِ الحَسْناءِ والشَّهْلةُ العَجوز قال باتَتْ تُنَزِّي دَلوَها تَنْزِيّا كما تُنَزِّي شَهْلَةٌ صَبِيّا
( * قوله « باتت تنزي دلوها » هكذا في الأصل والمحكم وهو الموجود في الاشموني وفي الصحاح والتهذيب بات ينزي دلوه فعلى هذا فيه روايتان )
وقال أَلا أَرى ذا الضَّعْفة الهَبِيتا يُشاهِل العَمَيْثَل البِلِّيتا
( * قوله « الا ارى إلخ » لعل تخريج هذا هنا من الناسخ وسيأتي محله المناسب عند قوله والمشاهلة المشاتمة كما في التهذيب )
وقيل الشَّهْلة النَّصَفُ العاقلةُ وذلك اسم لها خاصةً لا يوصف به الرجل وامرأَة شَهْلة كَهْلة ولا يقال رجل شَهْلٌ كَهْلٌ ولا يوصف بذلك إِلا أَن ابن دريد حكى رجل شَهْلٌ كَهْل والمُشاهَلةُ المشاتمةُ والمُشارَّة والمُقارَصة تقول كانت بينهم مُشاهلةٌ أَي لِحاء ومُقارَصة وقيل مُراجعة القول قال أَبو الأَسود العجلي قد كان فيما بَيْنَنا مُشاهَله ثم تَوَلَّتْ وهي تمشي البادَلَه قال ابن بري صوابه تمشي البازَله بالزاي مشْية سريعة النضر جَبَل أَشهَل إِذا كان أَغْبر في بياض وذِئبٌ أَشْهلُ وأَنشد مُتَوَضِّحُ الأَقْرابِ فيه شُهْلةٌ شَنِجُ اليَدَين تَخالُه مَشْكولا وشَهْلُ بن شَيْبان الزَّمَّانيُّ الملقب بفِنْدٍ

( شهمل ) شَهْمِيل أَبو بَطْن وهو أَخو العَتِيك وزعم ابن دريد أَنه شِهْميل كأَنه مضاف إِلى إِيل كجِبريل ولو كان كما قال لكان مصروفاً

( شول ) شالت الناقةُ بذنَبِها تَشولُه شَوْلاً وشَوَلاناً وأَشالَتْه واسْتَشالَتْه أَي رَفَعَتْه قال النمر بن تولب يصف فرساً جَمومُ الشَّدِّ شائلةُ الذُّنابى تَخالُ بياضَ غُرَّتِها سِراجا وشالَ ذَنَبُها أَي ارتفع قال أُحَيْحة بن الجُلاح تَأَبَّري يا خَيْرَة الفَسِيلِ تَأَبَّري من حَنَذٍ فَشُولي أَي ارْتَفِعي المحكم وشال الذَّنبُ نفْسُه قال أَبو النجم كأَنَّ في أَذنابِهنَّ الشُّوَّل مِن عَبَسِ الصَّيْفِ قرون الإِيَّل ويروى الشُّيَّل والشِّيَّل على ما يَطَّرِد في هذا النحو من بنات الواو عند الكسائي رواه عنه اللحياني والشّائلةُ من الإِبل التي أَتى عليها من حَمْلها أَو وَضْعها سبعةُ أَشهر فخَفَّ لبنُها والجمع شَوْلٌ قال الحرث بن حِلِّزة لا تَكْسَعِ الشَّوْلَ بأَغبارِها إِنَّك لا تَدْري مَنِ النَّاتِجُ وقوله أَنشده سيبويه مِنْ لَدُ شَوْلاً فإِلى إِتْلائها فَسَّر وجه نصبه ودخول لَدُ عليها فقال نَصَب لأَنه أَراد زماناً والشَّوْل لا يكون زماناً ولا مكاناً فيجوز فيها الجرُّ كقولك مِن لدُ صلاةِ العصر إِلى وقت كذا وكقولك مِنْ لدُ الحائط إِلى مكان كذا فلما أَراد الزمان حَمَل الشَّوْلَ على شيء يَحْسُن أَن يكون زماناً إِذا عَمِل في الشَّوْل ولم يَحْسُن الابتداء كما لم يَحْسُن ابتداءُ الأَسماء بعد إِنْ حتى أَضْمَرْتَ ما يَحْسُن أَن يكون بعدها عاملاً في الأَسماء فكذلك هذا فكأَنك قلت من لَدُ أَن كانت شَوْلاً إِلى إِتلائها قال وقد جَرَّه قوم على سَعَة الكلام وجعلوه بمنزلة المصدر حين جعلوه على الحين وإِنما يريد حين كذا وكذا وإِن لم يكن في قوَّة المصدر لأَنها لا تتَصرَّف تَصرُّفها وأَشوالٌ جمع الجمع التهذيب الشَّوْلُ من النُّوق التي خَفَّ لبنُها وارتفع ضَرْعُها وأَتى عليها سبعةُ أَشهر من يوم نَتاجها أَو ثمانيةٌ فلم يَبْقَ في ضُروعِها إِلا شَولٌ من اللبن أَي بَقِيَّة مقدار ثلثِ ما كانت تَحْلُب حِدْثان نَتاجِها واحدتها شائِلةٌ وهو جمع على غير قياس وفي حديث نَضْلة بن عمرو فهَجم عليه شَوائِلُ له فسَقاه من أَلبانها هو جمع شائلة وهي الناقة التي شالَ لبنُها أَي ارْتَفع وتسمى الشَّوْلَ أَي ذات شَوْلٍ لأَنه لم يَبق في ضَرْعِها إِلا شَوْلٌ من لبن أَي بَقِيّة وفي حديث علي كرَّم الله وجهه فكأَنكم بالساعة تحْدُوكم حَدْوَ الزاجر بشَوْله أَي الذي يَزْجُر إِبله لتَسير وقيل الشَّوْلُ من الإِبل التي نقَصتْ أَلبانها وذلك إِذا فُصِلَ ولدُها عند طلوع سُهَيلٍ فلا تزال شَوْلاً حتى يُرْسَل فيها الفحل وشَوَّل لبنُها نقَصَ وشَوَّلَتْ هي خَفَّتْ أَلبانها وقَلَّتْ وهي الشَّوْلُ وقد شَوَّلَت الإِبلُ أَي صارت ذاتَ شَوْل من اللبن كما يقال شَوَّلَت المزادةُ إِذا قَلَّ ما بقي فيها من الماء الجوهري شَوَّلَت الناقةُ بالتشديد أَي صارت شائلةً وقول الشاعر حتى إِذا ما العَشْرُ عنها شَوَّلا يعني ذهب وتصَرَّم قال والشائلُ بلا هاء الناقةُ التي تشُولُ بذَنَبها لِلِّقاح ولا لبن لها أَصلاً والجمع شُوَّلٌ مثل راكِعٍ ورُكَّعٍ وأَنشد شعر أَبي النجم كأَنَّ في أَذنابِهِنَّ الشُّوَّل وشَوَّلَت الإِبلُ لحِقَتْ بُطونُها بظُهورها وقال بعضهم يقال للتي شالتْ بذَنَبِها شائل وللتي شالَ لبَنُها شائلة قال ابن سيده وهو ضدُّ القياس لأَن الهاء تثبت في التي يَشُولُ لبَنُها ولا حَظَّ للذَّكَر فيه وأُسْقِطت من التي تَشول ذَنَبَها والذَّكَر يَشُول ذنَبَه وإِن لم يكن من مذهب سيبويه وكلُّ ما ارتفع شائلٌ التهذيب وأَما الناقة الشائلُ بغير هاء فهي اللاقح التي تَشُول بذَنَبِها للفحل أَي ترفعه فذلك آيةُ لِقاحِها وتَرْفَع مع ذلك رأْسَها وتَشْمَخ بأَنْفِها وهي حينئذ شامذ وقد شَمَذَتْ شِماذاً وجمع الشائل والشامِذ من النُّوقِ شُوّلٌ وشُمَّذٌ وهي العاسِر أَيضاً وقد عَسَرَت عِساراً قال الأَزهري أَكثر هذا القول مسموع عن العرب صحيح وقد روى أَبو عبيد عن الأَصمعي أَكثرَه إِلاَّ أَنه قال
( * قوله « إلا أنه قال إلخ » عبارة الأزهري إلا انه قال إذا أتى على الناقة من يوم حملها سبعة أشهر خف لبنها وهو غلط والصواب إذا أتى عليها من يوم نتاجها سبعة اشهر كما ذكرته لا من يوم حملها اللهم إلى آخر ما هنا وبهذا يعلم ما هنا من السقط ) إِذا أَتى على الناقة من يوم حَمْلها سبعةُ أَشهر كما ذكرناه اللهم إِلا أَن تَحْمِلَ الناقةُ كِشافاً وهو أَن يَضْرِبَها الفَحْلُ بعد نَتاجها بأَيام قلائل وهي كَشُوفٌ حينئذ وهو أَرْدأُ النِّتاج وشالَ المِيزانُ ارْتَفَعَت إِحدى كِفَّتَيْه ويقال شالَ ميزانُ فلان يَشُولُ شَوَلاناً وهو مَثَلٌ في المفاخرة يقال فاخَرْتُه فَشالَ مِيزانُه أَي فَخَرْتُه بآبائي وغَلَبْتُه قال ابن بري ومنه قول الأَخطل وإِذا وَضَعْتَ أَباكَ في مِيزانِهم رَجَحُوا وشالَ أَبوكَ في المِيزان وشالَت العَقْربُ بذَنَبها رَفَعَتْه وشَوْلَةُ وشَوَّالَةُ العَقْربُ اسمٌ عَلَمٌ لها وشَوْلَةُ العقربِ ما شال من ذَنَبها والعَقْربُ تَشُولُ بذَنَبها وأَنشد كَذَنَب العَقْرَبِ شَوَّال عَلِق وقال شَمِر شَوْكَةُ العَقْرب التي تَضْرب بها تُسَمَّى الشَّوْلَةَ والشَّباة والشَّوْكَةَ والإِبْرة قال أَبو منصور وبها سُمِّيت إِحدى مَنازل القَمَر في بُرْج العَقْرب شَوْلَة تشبيهاً بها لأَن البُرْج كلِّه على صورة العقرب والشَّوْلَة مَنْزِلة وهي كوكبان نَيِّرانِ متقابِلانِ يَنْزِلهما القمرُ يقال لهما حُمَةُ العَقْرب أَبو عمرو أَشَلْتُ الحَجَر وشُلْتُ به الجوهري شُلْتُ بالجَرَّة أَشُول بها شَوْلاً رفَعْتها ولا تقل شِلتُ ويقال أَيضاً أَشَلْتُ الجَرَّة فانشالَتْ هي وقال الأَسدي أَإِبِلي تأْكُلُها مُصِنَّا خافِضَ سِنٍّ ومشِِيلاً سِنَّا ؟ أَي يأْخُذُ بنتَ لَبُون فيقول هذه بنت مَخاض فقد خَفَضَها عن سِنِّها التي هي فيها وتكون له بنْتُ مَخاضٍ فيقول لي بنت لَبُون فقد رَفَع السِّنَّ التي هي له إِلى سِنٍّ أُخرى أَعلى منها وتكون له بنت لَبُون فيأْخذ حِقَّةً وقال الراجز حتى إِذا اشْتالَ سُهَيْلٌ في السَّحَر واشْتالَ هنا بمعنى شالَ مثل ارْتَوى بمعنى رَوِيَ المحكم وأَشالَ الحَجَرَ وشالَ به وشاوَلَهُ رَفَعه والمِشْوالُ حَجَرٌ يُشالُ عن اللحياني اليزيدي أَشَلْتُ المِشْوَلَة فأَنا أُشِيلُها إِشالةً وشُلْتُ بها أَشُولُ شَوْلاً وشَوَلاناً قال والمِشْوَلةُ التي يُلْعَب بها وشال السائلُ يديه إِذا رَفَعهما يسأَل بهما وأَنشد وأَعْسَرَ الكَفِّ سأْآلاً بها شَوِلاً قال وأَما قول الأَعشى شاوِ مِشَلٌّ شَلُولٌ شُلْشُلٌ شَوِلُ فالشَّوِلُ الذي يَشُول بالشيء الذي يشتريه صاحبُه أَي يرفعه ورجُل شَوِلٌ أَي خفيف في العَمَل والخِدْمة مثل شُلْشُل المحكم والشَّوِلُ الخفيف وشَاوَلَهُ وشاوَلَ به دَافَعَ قال عبد الرحمن بن الحكم فَشاوِلْ بِقَيْسٍ في الطِّعانِ ولا تَكُنْ أَخاها إِذا ا المَشْرَفِيَّةُ سُلَّتِ وشالَتْ نَعامتُه خَفَّ وغَضِبَ ثم سَكَن وشالَتْ نَعامَةُ القوم خَفَّتْ مَنازلُهم منهم ويقال للقوم إِذا خَفُّوا ومَضَوْا شالَتْ نَعامَتُهم وشالت نَعامَتُهم إِذا تفرَّقت كَلِمتُهم وشالَت نَعامَتُهم إِذا ذهب عِزُّهم وفي حديث ابن ذي يَزَنَ أَتى هِرَقْلاً وقد شالَتْ نَعامَتُهم فلم يَجِدْ عِنْدَه النَّصْرَ الذي سالا يقال شالَتْ نَعامَتُهم إِذا ماتوا وتَفَرّقوا كأَنهم لم يَبْقَ منهم إِلا بَقِيَّة والنَّعامَة الجماعةُ والشَّوْلُ بَقِيَّةُ الماء في السِّقاء والدَّلْو وقيل هو الماء القليل يكون في أَسفل القِرْبة والمَزادة وفي المثل ما ضَرَّ ناباً شَوْلُها المُعَلَّق يُضْرَب ذلك للذي يُؤمر أَن يأْخذ بالحَزْم وأَن يَتَزَوَّد وإِن كان يصير إِلى زاد ومثل هذا المَثَل عَشِّ ولا تَغْتَرَّ أَي تَعَشَّ ولا تَتَّكلْ أَنك تَتَعَشَّى عند غيرك والجمع أَشوالٌ قال الأَعشى حتى إِذا لمَعَ الدَّلِيلُ بثَوْبه سُقِيَتْ وصَبَّ رُواتُها أَشْوالَها وشَوَّل في القِرْبَة أَبْقى فيها شَوْلاً وشَوَّل الماءُ قَلَّ وشَوَّلَت المَزادةُ وجَزَّعَتْ إِذا بَقيَ فيها جُزْعَةٌ من الماء ولا يقال شالَتِ المَزادةُ كما يقال دِرْهَمٌ وازِنٌ أَي ذو وَزْنٍ ولا يقال وَزَنَ الدِّرْهَمُ وفَرَسٌ مِشْيالُ الخَلْق أَي مُضْطَرب الخَلْق ابن السكيت من أَمثالهم في الذي يَنْصَح القومَ أَنت شَوْلةُ الناصِحةُ قال وكانت أَمَةً لعَدْوانَ رَعْناءَ تَنْصَحُ لمواليها فتَعُود نصيحتُها وَبالاً عليها
( * قوله « وبالاً عليها » هكذا في التهذيب والذي في الصحاح والقاموس عليهم ) لحُمْقِها وقال ابن الأَعرابي الشَّوْلة الحَمْقاء أَبو زيد تَشاوَلَ القوم تَشاوُلاً إِذا تَناوَلَ بعضُهم بعضاً عند القِتال بالرِّماح والمُشاوَلةُ مثله قال ابن بري ومنه قول عبد الرَّحمن بن الحَكَم فشاوِلْ بقَيْسٍ في الطِّعان والمِشْوَلُ مِنْجَلٌ صغير والشُّوَيْلاء نَبْتٌ من نَجِيل السِّباخ قال أَبو حنيفة هي من العُشْب ومَنابِتُها السَّهْل وهي معروفة يُتَداوى بها قال ولم يَحْضُرني صفتُها والشُّوَيْلاء أَيضاً موضع والشَّوِيلة والشُّوَلاءُ الأُولى على فَعِيلة مثل كَرِيمة والثانية على فُعَلاء مثل رُحَضاء موضعان وشَوَّالٌ من أَسماء الشهور معروف اسم الشهر الذي يلي شهر رمضان وهو أَول أَشهر الحج قيل سُمِّي بتشويل لبن الإِبل وهو تَوَلِّيه وإِدْبارُه وكذلك حال الإِبل في اشتداد الحر وانقطاع الرُّطْب وقال الفراء سُمِّي بذلك لِشَوَلانِ الناقة فيه بذَنَبها والجمع شَواويلُ على القياس وشَواوِلُ على طرح الزائد وشَوَّالاتٌ وكانت العرب تَطَيَّرُ من عَقْد المناكح فيه وتقول إِن المنكوحة تمتنع من ناكحها كما تمتنع طَروقة الجَمَل إِذا لقِحَت وشالَت بذَنَبها فأَبْطَل النبيُّ صلى الله عليه وسلم طِيَرَتَهم وقالت عائشة رضي الله عنها تَزَوَّجَني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في شَوَّالٍ وبَنى بي في شَوَّال فأَيُّ نسائه كان أَحْظى عنده مني ؟ وامرأَة شَوَّالةٌ نَمَّامةٌ قال الراجز ليْسَتْ بذاتِ نَيْرَبٍ شَوَّاله والأَشْوَل رَجُلٌ قال ابن الأَعرابي هو أَبو سَماعَة بن الأَشْوَل النَّعاميّ هذا الشاعر المعروف يعني بالشاعر المعروف سَماعة وشَوَّالٌ اسم رجل وهو شَوَّال بن نُعَيْم وشَوْلَةُ فرَسُ زَيْدِ الفوارس الضَّبِّيّ والله أَعلم

( صأبل ) الكسائي الضِّئْبل الداهية ولُغَةُ بني ضَبَّةَ الصِّئْبِل قال والضاد أَعرف وأَبو عبيدة رواه الضِّئْبِل بالضاد قال ولم أَسمعه بالصاد إِلا ما جاء به أَبو تُراب

( صأصل ) الصَّأْصَلُ والصَّوْصَلاءُ زعم بعض الرُّواة أَنهما شيء واحد وهو من العُشْب قال أَبو حنيفة ولم أَرَ من يعرفه

( صحل ) صَحِل الرَّجُلُ بالكسر وصَحِلَ صوتُه يَصْحَل صَحَلاً فهو أَصْحَلُ وصَحِلٌ بَحَّ ويقال في صوته صَحَلٌ أَي بُحُوحة وفي صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وصَفَتْه أُمّ مَعْبَد وفي صوته صَحَلٌ هو بالتحريك كالبُحَّة وأَن لا يكون حادًّا وحديث رُقَيْقَة فإِذا أَنا بهاتفٍ يَصْرُخُ بِصَوْتٍ صَحِل وحديث ابن عمر أَنه كان يَرْفَع صوتَه بالتَّلْبية حتى يَصْحَل أَي يَبَحَّ وحديث أَبي هريرة في نَبْذِ العهد في الحَجِّ فكُنْت أُنادي حَتى صَحِل صوتي قال الراجز فلم يَزَلْ مُلَبِّياً ولم يَزَلْ حتَّى علا الصَّوتَ بُحوحٌ وصَحَل وكُلَّما أَوْفى على نَشْزٍ أَهَلّْ قال ابن بري وقد صَحِلَ حَلْقُه أَيضاً قال الشاعر وقد صَحِلَتْ من النَّوْحِ الحُلُوقُ والصَّحَلُ حِدَّة الصوت مع بَحَحٍ وقال في صفة الهاجرة تُصْحِلُ صَوْتَ الجُنْدُب المُرَنِّم وقال اللحياني الصَّحَلُ من الصِّياح قال والصَّحَل أَيضاً انْشقاق الصوت وأَن لا يكون مستقيماً يزيد مَرَّة ويَسْتقيم أُخْرى قال والصَّحَل أَيضاً أَن يكون في صَدْره حَشْرَجَة

( صدل ) الصِّيْدَلانُ موضع معروف وأَنشد سيبويه ضَبابِيَّةً مُرِّيَّةً حابسِيَّةً مُنِيفاً بنَعْفِ الصَّيْدَلَيْن وَضيعُها والصَّيْدَلانِيُّ معروف فارسي مُعَرَّب والجمع صَيادِلة

( صطبل ) قال ابن بري لم يذكر الجوهري الإِصْطَبْل لأَنه أَعجمي وقد تكلمت به العرب قال أَبو نُخَيلة لوْلا أَبو الفَضْلِ ولوْلا فَضْلُه لسُدَّ بابٌ لا يُسَنَّى قُفْلُه ومِنْ صَلاح راشِدٍ إِصْطَبْلُه

( صطفل ) في حديث معاوية كَتَب إِلى مَلِك الرُّوم ولأَنْزِعَنَّك من المُلْك نَزْعَ الإِصْطَفْلِينة أَي الجَزَرة قال وذكرها الزمخشري في الهمزة وغيره في الصاد على أَصلية الهمزة وزيادتها وفي حديث القاسم بن مُخَيْمَرة إِنَّ الوالي ليَنْحِتُ أَقاربُه أَمانَتَه كما تَنْحِتُ القَدُوم الإِصْطَفْلِينة حتى تَخْلُص إِلى قَلْبها قال ابن الأَثير ليست اللفظة بعربية محضة لأَن الصاد والطاء لا يكادان يجتمعان إِلا قليلاً

( صعل ) الصَّعْلة من النَّخْل التي فيها عَوَجٌ وهي جَرْداء أُصولِ السَّعَف حكاه أَبو حنيفة عن أَبي عمرو وأَنشد لا تَرْجُوَنَّ بذي الآطامِ حامِلَةً ما لم تَكُن صَعْلَةً صَعْباً مَراقِيها ويقال للنخلة إِذا دَقَّتْ صَعْلة قال ابن بري والصَّعْلة من النخل الطويلة قال وهي مذمومة لأَنها إِذا طالت ربما تَعْوَجُّ قال ذَكْوان العِجْلي بعِيدة بيْن الزَّرْع لا ذات حُشْوَةٍ صِغارٍ ولا صَعْلٍ سَريعٍ ذَهابُها قال والجَمْع صَعْلٌ والصَّعْلُ والأَصْعَلُ الدَّقيق الرأْس والعنق والأُنثى صَعْلة وصَعْلاء يكون في الناس والنعام والنخل وقد صَعِلَ صَعَلاً واصْعالَّ قال العجاج يصفُ دَقَل السفينة وهو الذي يُنْصَب في وَسَطه الشِّراع ودَقَلٌ أَجْرَدُ شَوْذَبيُّ صَعْلٌ من السَّاجِ ورُبَّانِيُّ أَراد بالصَّعْل الطَّوِيل وإِنما يصف مع طوله استواء أَعلاه بوسطه ولم يَصِفْه بدِقَّة الرأْس رأَيت في حاشية نسخة من التهذيب على قوله صَعْل من الساج قال صوابه من السَّامِ بالميم شجر يُتَّخَذُ منه دَقَلُ السُّفُن وفي حديث عليٍّ اسْتَكْثِروا من الطَّواف بهذا البيت قبل أَن يَحُولَ بينكم وبينه من الحَبَشة رَجُلٌ أَصْعَلُ أَصْمَع وفي حديث آخر له كأَنِّي برَجُلٍ من الحَبَشة أَصْعَلَ أَصْمَعَ قاعدٍ عليها وهي تُهْدَم قال الأَصمعي قوله أَصْعَل هكذا يروى فأَما كلام العرب فهو صَعْلٌ بغير أَلف وهو الصغير الرأْس وقد ورد في حديث آخر في هَدْم الكعبة كأَنِّي به صَعْلٌ يَهْدِم الكعبةَ وأَصحاب الحديث يَرْوونه أَصْعَل وفي حديث أُمِّ مَعْبَد في صفة النبي صلى الله عليه وسلم لم تُزْرِ به صَعْلةٌ قال أَبو عبيد الصَّعْلة صِغَرُ الرأْس ويقال هي أَيضاً الدِّقّة والنُّحول والخِفَّة في البدن قال الشاعر يصف عَيْراً نَفى عنها المَصِيفَ وصارَ صَعْلاً يقول خَفَّ جِسْمُه وضَمُر وقال الراجز جاريَةٌ لاقتْ غُلاماً عَزَبا أَزَلَّ صَعْلَ النَّسَوَيْن أَرْقَبا وفي صفة الأَحْنف كان صَعْلَ الرأْس وقال أَبو نصر الأَصْعَلُ الصغير الرأْس وقال غيره الصَّعَل الدِّقَّة في العُنُق والبدن كُلِّه قال ابن بري الذي ذكره الأَصمعي رجُلٌ صَعْلٌ وامرأَة صَعْلَةٌ لا غير قال وحَكى غيره وامرأَة صَعْلاءُ والرجل على هذا أَصْعَلُ ويقال رَجُلٌ صَعْلُ الرأْس إِذا كان صغير الرأْس ولذلك يقال للظَّلِيم صَعْلٌ لأَنه صغير الرأْس والصَّعْلة النَّعامة عن يعقوب ولم يعين أَيّ نعامة هي والصَّاعِل النَّعَامُ الخفيف وقال شَمِر الصَّعْل من الرِّجال الصغيرُ الرأْس الطويلُ العُنُق الدَّقِيقُهُما وحِمارٌ صَعْلٌ ذاهِبُ الوَبَر قال ذو الرمة بها كُلُّ خَوّارٍ إِلى كُلِّ صَعلةٍ ضَهُولٍ ورَفْضِ المُذْرِعاتِ القَرَاهِب وهذا البيت اسْتَشْهَدَ الجوهري بصدره كما ذكرناه على قوله وحِمَار صَعْلٌ ذاهب الوَبَر قال ابن بري الصَّعْلة في بيته النَّعَامة والخَوَّارُ الثَّورُ الوحشي الذي له خُوَارٌ وهو صوته وضَهُول تَذْهَب وتَرْجَع والمُذْرِعات من البقر التي معها أَولادُها يقال ذَرَعٌ وجَمْعُه ذِرْعانٌ والصَّعَلُ الدِّقَّة قال الكميت رَهْطٌ من الهِنْدِ في أَيدِيهِمُ صَعَلُ
( * قوله « في أيديهم » كذا أنشده الجوهري قال في التكملة والرواية في أبدانهم وصدر البيت كأنها وهي سطع للمشبهها )

( صعقل ) في ترجمة صعفق قال ابن بري رأَيت بخطِّ أَبي سَهْل الهَرَوي على حاشية كتاب جاء على فَعْلُول صَعْفُوق وصَعْقُول لضَرْبٍ من الكَمْأَة قال ابن بري في أَثناء كلامه أَما الصَّعْقُول لضَرْبٍ من الكَمْأَة فليس بمعروف ولو كان معروفاً لذَكَره أَبو حنيفة في كتاب النبات قال وأَظُنُّه نَبَطِيًّا أَو أَعجميّاً

( صغل ) الصَّغِلُ لغةٌ في السَّغِل وهو السَّيِّءُ الغِذاء والسين فيه أَكثر من الصاد والصِّيَّغْل التمر الذي يَلْتَزِق بعضه ببعض ويَكْتَنِز فإِذا فُلِق أَو قُلِع رؤي فيه كالخيوط وقَلَّما يكون ذلك في غَيْرِ البَرْنِيِّ قال يُغَذَّى بصِيَّغْلٍ كَنِيزٍ مُتارِزٍ ومَحْضٍ من الأَلْبان غَيْرِ مَخِيض قال وليس في الكلام اسمٌ على فِيَّعْلٍ غيره وفي التهذيب الصِّيَّغْل الياء شديدة من التمر المُخْتَلِطُ الآخذُ بعضه ببعض أَخذاً شديداً وطينٌ صِيَّغْلٌ أَيضاً

( صغبل ) صَغْبَلَ الطعامَ لغةٌ في سَغْبَلَهُ أَدَمه بالإِهَالة أَو السَّمْن قال ابن سيده وأُرى ذلك لمكان الغين

( صفل ) التهذيب أَصْفَل الرَّجلُ إِذا رَعَى إِبلَه الصِّفْصِلَّ

( صفصل ) الصِّفْصِلُّ نَبْتٌ أَو شجر قال رَعَيْتُها أَكْرَمَ عُودٍ عُودا الصِّلَّ والصِّفْصِلَّ واليَعْضِيدا وأَصْفَل الرَّجلُ رَعَى إِبلَه الصِّفْصِلَّ

( صقل ) الصَّقْلُ الجِلاءِ صَقَلَ الشيءَ يَصْقُلُه صَقْلاً وصِقَالاً فهو مَصْقُولٌ وصَقِيلٌ جَلاهُ والاسم الصِّقَالُ وهو صاقِلٌ والجمع صَقَلَةٌ وقال يزيد بن عمرو بن الصَّعِق نَحْنُ رؤوسُ القَوْمِ يومَ جَبَلَه يَوْمَ أَتَتْنا أَسَدٌ وحَنْظَله نَعْلُوهُمُ بقُضُبٍ مُنْتَخَله لم تَعْدُ أَنْ أَفْرَشَ عنها الصَّقَله والمِصْقَلة التي يُصْقَل بها السيف ونَحوُه والصَّيْقَل شَحَّاذُ السُّيوف وجَلاَّؤها والجمع صَيَاقِل وصياقِلةٌ دخلت فيه الهاء لغير علة من العلل الأَربع التي توجب دخول الهاء في هذا الضَّرْب من الجمع ولكن على حَدِّ دخولها في المَلائِكة والقَشَاعِمة والصَّقِيلُ السَّيْف وصِقَالُ الفَرَس صَنْعَتُه وصِيانَتُه يقال الفَرسُ في صِقَالِه أَي في صِوَانهِ وصَنْعَته ويقال جعَل فلان فَرَسَه في الصِّقَال أَي في الصِّوان والصَّنْعة قال أَبو النجم يَصِف فرساً حَتَّى إِذا أَثْنَى جَعَلنا نَصْقُلُه قال شَمِر نَصْقُله أَي نُضَمِّره ويقال نَصْقُله أَي نَصْنَعه بالجِلالِ والعَلَف والقِيَام عليه وهو صِقَالُ الخيل وفي حديث أُمِّ مَعْبد ولم تُزْرِ به صُقْلةٌ أَي دِقَّة ونُحُول وقال شمر في قولها لم تُزْرِ به صُقْلَةٌ تريد ضُمْره ودِقَّتَه وقال كثيِّر رَأَيْتُ بها العُوجَ اللَّهاميمَ تَغْتَلي وقد صُقِلَتْ صَقْلاً وشَلَّتْ لُحومُها أَبو عمرو صَقَلْتُ الناقةَ إِذا أَضمرْتَها وصَقَلَها السيرُ إِذا أَضْمَرها وشَلَّتْ أَي يَبِست قال والصُّقْلُ الخاصرة أُخِذَ من هذا وقال غيره أَرادت أَنه لم يكن مُنتفِخَ الخاصِرة جِدًّا ولا ناحِلاً جِدًّا ولكن رَجُلاً رَتَلاً ورواه بعضهم ولم تَعِبْه ثُجلةٌ ولم تُزْرِ به صَعْلةٌ فالثُّجْلة استرخاء البطن والصَّعْلة صِغَرُ الرأْس وبعضهم يَرْويه لم تَعِبْه نُحْلة ويروى بالسين على الإِبدال من الصاد سُقْلة ابن سيده والصُّقْلة والصُّقْل الخاصِرَة والصُّقْلانِ القُرْبانِ من الدَّاية وغيرها وفي التهذيب من كلّ دابَّة قال ذو الرمة خَلَّى لها سِرْبَ أُولاها وهَيَّجَها مِنْ خَلْفِها لاحِقُ الصُّقْلَيْن هِمْهِيمُ والصُّقْل الجَنْب والصَّقَلُ انهِضام الصُّقْل والصُّقْل الخفيف من الدواب قال الأَعشى نَفَى عنه المَصِيفَ وصارَ صُقْلاً وقد كَثُر التَّذَكُّر والفُقُودُ
( * قوله « نفى عنه » تقدم في صعل نفى عنها بضمير المؤنث )
ويروى وصارَ صَعْلاً وقَلَّمَا طالت صُقْلَة فَرَسٍ إِلا قَصْرَ جَنْباهُ وذلك عَيْبٌ ويقال فرس صَقِلٌ بَيِّنُ الصَّقَل إِذا كان طَوِيل الصُّقْلَيْن أَبو عبيدة فرس صَقِلٌ إِذا طالت صُقْلَتُه وقَصُرَ جنباه وأَنشد لَيْسَ بأَسْفَى ولا أَقنَى ولا صَقِل ورواه غيره ولا سَغِل والأُنثى صَقِلَةٌ والجمع صِقَالٌ وهو الطويل الصُّقْلة وهي الطُّفْطَفة والعرب تُسَمِّي اللَّبَن الذي عليه دُوَايةٌ رقيقة مَصْقول الكِساء ويقول أَحَدُهُم لصاحبه هَلْ لك في مَصْقُولِ الكِساء ؟ أَي في لَبَنٍ قد دَوَّى قال الراجز فَهْو إِذا اهْتَافَ أَو تَهَيَّفا يَنْفِي الدُّوَاياتِ إِذا تَرَشَّفا عن كُلِّ مَصْقُول الكِساءِ قد صَفَا اهْتَاف أَي جاع وعَطِش وأَنشد الأَصمعي فباتَ دونَ الصَّبَا وهي قَرَّةٌ لِحَافٌ ومَصْقُولُ الكِساءِ رَقيقُ أَي بات له لِباسٌ وطعامٌ هذا قول الأَصمعي وقال ابن الأَعرابي أَراد بمَصْقُول الكساء مِلْحَفةً تحت الكساء حمراء فقيل له إِن الأَصمعي يقول أَراد به رَغْوَةَ اللَّبَن فقال إِنه لَمَّا قاله اسْتَحَى أَن يرجع عنه أَبو تراب عن الفراء أَنت في صُقْعٍ خالٍ وصُقْل خالٍ أَي في ناحية خالية قال وسَمِعْت شُجاعاً يقول صَقَعه بالعصا وصَقَلَه وصَقَع به الأَرضَ وصَقَل به الأَرضَ أَي ضَرَب به الأَرضَ ومَصْقَلةُ اسمُ رجل قال الأَخطل دَعِ المُغَمَّرَ لا تَسْأَلْ بمَصْرَعِه واسْأَلْ بمَصْقَلَة البَكْريِّ ما فَعَلا وهو مَصْقَلة بن هُبَيْرة من بني ثعلبة بن شيبان
( * قوله « شيبان » هكذا في الأصل وفي المحكم سفيان ) والصَّقْلاء موضع وقوله أَنشده ثعلب إِذا هُمُ ثاروا وإِنْ هُمْ أَقْبلوا أَقْبَلَ مِسْماحٌ أَرِيبٌ مِصْقَلُ فَسَّره فقال إِنما أَراد مِصْلَق فقَلَب وهو الخطيب البليغ وقد ذكر في موضعه

( صقعل ) الصِّقْعَلُ على وزن السِّبَحْل التمر اليابس يُنْقَع في المَخْض وأَنشد تَرَى لَهُم حَوْلَ الصِّقْعَلِ عِثْيَره

( صلل ) صَلَّ يَصِلُّ صَلِيلاً وصَلْصَلَ صَلْصَلَ صَلْصَلَةً ومُصَلْصَلاً قال كأَنَّ صَوْتَ الصَّنْجِ في مُصَلْصَلِه ويجوز أَن يكون موضعاً للصَّلْصَّلة وصَلَّ اللِّجامُ امتدّ صوتُه فإِن تَوَهَّمْت تَرْجيعَ صوت قلت صَلْصَلَ وتَصَلْصَلَ الليث يقال صَلَّ اللِّجامُ إِذا توهمت في صوته حكاية صَوْت صَلْ فإِن تَوَهَّمْت تَرْجيعاً قلت صَلْصَلَ اللِّجامُ وكذلك كل يابس يُصَلْصِلُ وصَلْصَلَةُ اللِّجامُ صوتُه إِذا ضُوعِف وحِمَارٌ صُلْصُلٌ وصُلاصِلٌ وصَلْصالٌ ومُصَلْصِلٌ مُصَوِّت قال الأَعشى عَنْترِيسٌ تَعْدُو إِذا مَسَّها الصَّوْ تُ كَعَدْوِ المُصَلْصِلِ الجَوَّال وفَرس صَلْصَالٌ حادّ الصوت دَقيقُه وفي الحديث أَتُحِبُّون أَن تكونوا مثل الحَمِير الصَّالَّة ؟ قال أَبو أَحمد العسكري هو بالصاد المهملة فَرَوَوْه بالمعجمة وهو خطأٌ يقال للحِمار الوحشي الحادّ الصوت صالٌّ وصَلْصَالٌ كأَنه يريد الصحيحة الأَجساد الشديدة الأَصوات لقُوَّتِها ونَشاطها والصَّلْصَلَةُ صَفاءُ صَوْت الرَّعْد وقد صَلْصَلَ وتَصَلْصَلَ الحَلْيُ أَي صَوَّت وفي صفة الوحي كأَنَّه صَلْصلةٌ على صَفْوانٍ الصَّلْصلةُ صَوْت الحديد إِذا حُرِّك يقال صَلَّ الحديدُ وصَلْصَلَ والصَّلْصلة أَشدُّ من الصَّلِيل وفي حديث حُنَين أَنَّهم سمعوا صَلْصَلَةً بين السماء والأَرض والصَّلْصالُ من الطِّين ما لم يُجْعَل خَزَفاً سُمِّي به لتَصَلْصُله وكلُّ ما جَفَّ من طين أَو فَخَّار فقد صَلَّ صَلِيلاً وطِينٌ صلاَّل ومِصْلالٌ أَي يُصَوِّت كما يصوِّت الخَزَفُ الجديد وقال النابغة الجعدي فإِنَّ صَخْرَتَنا أَعْيَتْ أَباكَ فلا يَأْلُوها ما اسْتَطاعَ الدَّهْرَ إِخْبالا
( * قوله « فلا يألولها » في التكملة فلن يألوها )
رَدَّتْ مَعَاوِلَهُ خُثْماً مُفَلَّلةً وصادَفَتْ أَخْضَرَ الجالَيْن صَلاَّلا يقول صادَفَتْ
( * قوله « يقول صادفت إلخ » قال الصاغاني في التكملة والضمير في صادفت للمعلول لا للناقة وتفسير الجوهري خطأ ) ناقتي الحَوْضَ يابساً وقيل أَراد صَخْرَةً في ماء قد اخْضَرَّ جانباها منه وعَنى بالصَّخرة مَجْدَهم وشَرَفَهم فَضَرَبَ الصخرةَ مَثَلاً وجاءَت الخيلُ تَصِلُّ عَطَشاً وذلك إِذا سمعت لأَجوافها صَلِيلاً أَي صوتاً أَبو إِسحق الصَلْصالُ الطين اليابس الذي يَصِلُّ من يُبْسِه أَي يُصَوِّت وفي التنزيل العزيز من صَلْصالٍ كالفَخَّار قال هو صَلْصَالٌ ما لم تُصِبْه النارُ فإِذا مَسَّته النارُ فهو حينئذ فَخَّار وقال الأَخفش نحوَه وقال كُلُّ شيءٍ له صوت فهو صَلْصالٌ من غير الطين وفي حديث ابن عباس في تفسير الصَّلْصال هو الصَّالُّ الماء الذي يقع على الأَرض فَتَنْشَقُّ فيَجِفُّ فيصير له صوت فذلك الصَّلْصال وقال مجاهد الصَّلْصالُ حَمَأٌ مَسْنون قال الأَزهري جَعَله حَمأ مسنوناً لأَنه جَعَله تفسيراً للصَّلْصَال ذَهَب إِلى صَلَّ أَي أَنْتَن قال وصَدَرَتْ مُخْلِقُها جَدِيدُ وكُلُّ صَلاّلٍ لها رَثِيدُ يقول عَطِشَتْ فصارت كالأَسْقِيَة البالية وصَدَرَتْ رِواءً جُدُداً وقوله وكُلُّ صَلاَّلٍ لها رَثِيد أَي صَدَقَت الأَكلَ بعد الرِّيِّ فصار كل صَلاَّلٍ في كَرِشها رَثِيداً بما أَصابت من النبات وأَكَلَت الجوهري الصَّلْصالُ الطين الحُرُّ خُلِط بالرمل فصار يَتَصَلْصَل إِذا جَفَّ فإِذا طُبِخ بالنار فهو الفَخَّار وصَلَّ البَيْضُ صَلِيلاً سَمِعت له طَنِيناً عند مُقَارَعة السُّيوف الأَصمعي سَمِعت صَلِيلَ الحديد يعني صوتَه وصَلَّ المِسْمارُ يَصِلُّ صَلِيلاً إِذا ضُرِب فأُكْرِه أَن يَدْخل في شيء وفي التهذيب أَن يدخل في القَتِير فأَنت تَسْمع له صوتاً قال لبيد أَحْكَمَ الجُنْثِيّ من عَوْرَاتِها كُلَّ حِرْباءٍ إِذا أُكْرِهَ صَلّ
( * قوله « عوراتها » هي عبارة التهذيب وفي المحكم صنعتها )
الجُنْثِيّ بالرفع والنصب فمن قال الجُنْثِيُّ بالرفع جَعَله الحَدَّاد أَو الزَّرَّاد أَي أَحْكَمَ صَنْعَة هذه الدِّرْع ومن قال الجُنْثِيَّ بالنصب جَعَله السيفَ يقول هذه الدِّرْعُ لجَوْدة صنعتها تَمْنَع السيفَ أَن يَمْضي فيها وأَحْكَم هنا رَدَّ وقال خالد ابن كلثوم في قول ابن مقبل لِيَبْكِ بَنُو عُثْمانَ ما دَامَ جِذْمُهم عليه بأَصْلالٍ تُعَرَّى وتُخُشَب الأَصْلالُ السُّيوفُ القاطعة الواحد صِلُّ وصَلَّت الإِبل تَصِلُّ صَلِيلاً يَبِست أَمْعاؤها من العَطَش فَسمِعْت لها صوتاً عند الشُّرب قال الراعي فَسَقَوْا صَوادِيَ يَسْمعون عَشيَّةً لِلْماء في أَجْوافِهِنَّ صَلِيلاً التهذيب سَمِعت لجوفه صَلِيلاً من العطش وجاءت الإِبل تَصِلُّ عَطَشاً وذلك إِذا سمعت لأَجوافها صَوْتاً كالبُحَّة وقال مُزاحِم العُقَيْلي يصف القَطَا غَدَتْ مِنْ عَلَيْه بَعْدَما تَمَّ ظِمْؤُها تَصِلُّ وعن قَيْضٍ بزَيْزاءَ مَجْهَل قال ابن السكيت في قوله مِنْ عَلَيْه مِنْ فَوْقِه يعني مِنْ فوق الفَرْخ قال ومعنى تَصِلُّ أَي هي يابسة من العطش وقال أَبو عبيدة معنى قوله مِنْ عَلَيْه مَنْ عند فَرْخها وصَلَّ السِّقاءُ صَليلاً يَبِس والصَّلَّة الجِلُد اليابس قبل الدِّباغ والصَّلَّة الأَرضُ اليابسة وقيل هي الأَرض التي لم تُمْطَر
( * قوله « وقيل هي الارض التي لم تمطر إلخ » هذه عبارة المحكم وفي التكملة وقال ابن دريد الصلة الارض الممطورة بين أرضين لم يمطرن ) بين أَرضيْن مَمْطورتين وذلك لأَنها يابسة مُصَوِّتة وقيل هي الأَرض ما كانت كالسَّاهِرة والجمع صلالٌ أَبو عبيد قَبَرَهُ في الصَّلَّة وهي الأَرض وخُفٌّ جَيِّد الصَّلَّة أَي جَيّد الجلد وقيل أَي جيّد النَّعْل سُمِّي باسم الأَرض لأَن النّعل لا تُسمّى صَلَّةً ابن سيده وعندي أَن النَّعْل تُسَمّى صَلَّة ليُبْسها وتصويتها عند الوطء وقد صَلَلْتُ الخُفَّ والصِّلالة بِطانة الخُفِّ والصَّلَّة المَطْرة المتفرقة القليلة والجمع صِلالٌ ويقال وقَع بالأَرض صِلالٌ من مطر الواحدة صَلَّة وهي القِطَعُ من الأَمطار المتفرقة يقع منها الشيءُ بعد الشيء قال الشاعر سَيَكْفِيك الإِلهُ بمُسْنَماتٍ كجَنْدَلِ لُبْنَ تَطَّردُ الصِّلالا وقال ابن الأَعرابي في قوله كجندَل لُبْنَ تَطَّرِدُ الصِّلالا قال أَراد الصَّلاصِلَ وهي بَقايا تَبْقى من الماء قال أَبو الهيثم وغَلِطَ إِنما هي صَلَّة وصِلالٌ وهي مَواقع المطر فيها نبات فالإِبل تتبعها وترعاها والصَّلَّة أَيضاً القِطْعة المتفرقة من العشب سُمِّي باسم المطر والجمع كالجمع وصَلَّ اللحمُ يَصِلُّ بالكسر صُلولاً وأَصَلَّ أَنتنَ مطبوخاً كان أَو نيئاً قال الحطيئة ذاك فَتىً يَبْذُل ذا قِدْرِهِ لا يُفْسِدُ اللحمَ لديه الصُّلول وأَصَلَّ مثله وقيل لا يستعمل ذلك إِلا في النِّيء قال ابن بري أَما قول الحطيئة الصُّلول فإِنه قد يمكن أَن يقال الصُّلُّول ولا يقال صَلَّ كما يقال العَطاء من أَعْطى والقُلوع من أَقلَعَتِ الحُمَّى قال الشماخ كأَنَّ نَطاةَ خَيْبَر زَوَّدَتْه بَكُورَ الوِرْدِ رَيِّثَةَ القُلوع وصَلَّلْت اللِّجامَ شُدِّد للكثرة وقال الزَّجّاج أَصَلَّ اللحمُ ولا يقال صَلَّ وفي التنزيل العزيز وقالوا أَئذا صَلَلْنا في الأَرض قال أَبو إِسحق مَنْ قرأَ صَلَلنا بالصاد المهملة فهو على ضربين أَحدهما أَنْتَنَّا وتَغَيَّرْنا وتَغَيَّرَت صُوَرُنا من صَلَّ اللحمُ وأَصَلَّ إِذا أَنتن وتغَير والضرب الثاني صَلَلْنا يَبِسْنا من الصَّلَّة وهي الأَرض اليابسة وقال الأَصمعي يقال ما يَرْفَعه من الصَّلَّة مِنْ هوانه عليه يعني من الأَرض وفي الحديث كلْ ما رَدَّت عليك قوسُك ما لم يَصِلَّ أَي ما لم يُنْتِنْ وهذا على سبيل الاستحباب فإِنه يجوز أَكل اللحم المتغير الريح إِذا كان ذكِيًّا وقول زهير تُلَجْلِجُ مُضْغةً فيها أَنِيضٌ أَصَلَّتْ فهْيَ تحتَ الكَشْحِ داءُ قيل معناه أَنتنَتْ قال ابن سيده فهذا يدل على أَنه يستعمل في الطبيخ والشِّواء وقيل أَصَلَّتْ هنا أَثقَلَتْ وصَلَّ الماءُ أَجَنَ وماءٌ صَلاَّلٌ آجِنٌ وأَصَلَّه القِدَمُ غَيَّره والصُّلْصَلةُ والصُّلْصُلةُ والصُّلْصُل بَقِيّة الماء في الإِدارة وغيرها من الآنية أَو في الغدير والصَّلاصِل بَقايا الماء قال أَبو وَجزة ولم يَكُنْ مَلَكٌ للقَوْمِ يُنْزِلُهم إِلا صَلاصِلُ لا تُلْوى على حَسَب وكذلك البقيّة من الدُّهْن والزَّيت قال العجّاج كأَنَّ عَيْنَيه من الغُؤُورِ قَلْتانِ في لَحْدَيْ صَفاً منقور صِفْرانِ أَو حَوْجَلَتا قارُورِ غَيَّرَتا بالنَّضْحِ والتَّصْبير صَلاصِلَ الزَّيْتِ إِلى الشُّطور وأَنشده الجوهري صَلاصِلُ قال ابن بري صوابه صَلاصِلَ بالفتح لأَنه مفعول لغَيَّرَتا قال ولم يُشَبِّههما بالجِرار وإِنما شَبَّههما بالقارورتَين قال ابن سيده شَبَّه أَعيُنَها حين غارَتْ بالجِرار فيها الزيتُ إِلى أَنصافها والصُّلْصُل ناصية الفرس وقيل بياض في شعر مَعْرَفة الفرس أَبو عمرو هي الجُمَّة والصُّلْصُلة للوَفْرة ابن الأَعرابي صَلْصَلَ إِذا أَوْعَد وصَلْصَل إِذا قَتَل سَيِّدَ العسكر وقال الأَصمعي الصُّلْصُل القَدَح الصغير المحكم والصُّلْصُل من الأَقداح مثل الغُمَر هذه عن أَبي حنيفة ابن الأَعرابي الصُّلْصُل الراعي الحاذِق وقال الليث الصُّلْصُل طائر تسميه العجم الفاخِتة ويقال بل هو الذي يُشْبهها قال الأَزهري هذا الذي يقال له موسحة
( * قوله « موسحة » كذا في الأصل من غير نقط ) ابن الأَعرابي الصَّلاصِلُ الفَواخِتُ واحدها صُلْصُل وقال في موضع آخر الصُّلصُلة والعِكْرِمة والسَّعْدانةُ الحَمامة المحكم والصُّلصُل طائر صغير ابن الأعرابي المُصَلِّلُ الأَسْكَفُ وهو الإِسكافُ عند العامّة والمُصَلِّل أَيضاً الخالصُ الكَرَم والنَّسَب والمُصَلِّل المطر الجَوْد الفراء الصَّلَّة بَقِيّة الماء في الحوض والصَّلَّة المطرة الواسعة والصَّلَّة الجِلِد المنتن والصَّلَّة الأَرض الصُّلبة والصَّلَّة صوتُ المسمار إِذا أُكْرِه ابن الأَعرابي الصَّلَّة المطْرة الخفيفة والصَّلَّة قُوارةُ الخُفِّ الصُّلبة والصِّلُّ الحيّة التي تَقْتُل إِذا نَهَشتْ من ساعتها غيره والصِّلُّ بالكسر الحية التي لا تنفع فيها الرُّقْية ويقال إِنها لَصِلُّ صُفِيٍّ إِذا كانت مُنْكَرة مثل الأَفعى ويقال للرجل إِذا كان داهِياً مُنْكَراً إِنه لصِلُّ أَصْلالٍ أَي حَيّة من الحيّات معناه أَي داهٍ مُنْكَرٌ في الخصومة وقيل هو الداهي المُنْكَر في الخصومة وغيرها قال ابن بري ومنه قول الشاعر إِن كُنْتَ داهَيةً تُخْشى بَوائقُها فقد لَقِيتَ صُمُلاًّ صِلَّ أَصْلالِ ابن سيده والصِّلُّ والصّالَّة الداهية وصَلَّتْهم الصّالَّة تَصُلُّهم بالضم أَي أَصابتهم الداهية أَبو زيد يقال إِنه لصِلُّ أَصْلالٍ وإِنه لهِتْرُ أَهْتارٍ يقال ذلك للرجل ذي الدَّهاء والإِرْب وأَصْلُ الصِّلِّ من الحيّات يُشَبَّه الرجل به إِذا كان داهية وقال النابغة الذبياني ماذا رُزِئْنا به من حَيَّةٍ ذَكَرٍ نَضْناضةٍ بالرَّزايا صِلِّ أَصْلال وصَلَّ الشَّرابَ يصُلُّه صَلاًّ صَفَّاه والمِصَلَّة الإِناء الذي يُصَفَّى فيه يَمانِية وهما صِلاَّنِ أَي مِثْلان عن كراع والصِّلُّ واليَعْضِيدُ والصِّفْصِلُّ شجر والصِّلُّ نبْتٌ قال رَعَيْتُها أَكْرَمَ عُودٍ عُودا الصِّلَّ والصِّفْصِلَّ واليَعْضِيدا والصِّلِّيانُ شجر قال أَبو حنيفة الصِّلِّيانُ من الطَّريفة وهو يَنْبُت صُعُداً وأَضْخَمهُ أَعجازُه وأُصولُه على قدر نَبْت الحَليِّ ومَنابتُه السُّهول والرِّياضُ قال وقال أَبو عمرو الصِّلِّيانُ من الجَنْبة لغِلَظه وبقائه واحدته صِلِّيانةٌ ومن أَمثال العرب تقول للرجل يُقْدم على اليَمين الكاذبة ولا يَتَتَعْتَعُ فيها جَذَّها جَذَّ العَيْرِ الصِّلِّيانة وذلك أَن العَيْر إِذا كَدَمَها بِفِيه اجْتَثَّها بأَصلها إِذا ارْتَعَاها والتشديد فيها على اللام والياءُ خفيفة فهي فِعْلِيانة من الصَّلْيِ مثل حِرْصِيانَةٍ من الحَرْص ويجوز أَن يكون من الصِّلِّ والياءُ والنون زائدتان التهذيب والضِّلِّيانُ من أَطيب الكَلإِ وله جِعْثِنةٌ ووَرَقُه رقيق ودارَةُ صُلْصُل موضع عن كراع

( صمل ) الصَّمْلُ اليُبْسُ والشِّدَّة والصُّمُلُّ الشديد الخَلْق من الناسِ والإِبلِ والجِبال والأُنثى صُمُلَّةٌ وقد صَمَلَ يَصْمُلُ صُمولاً إِذا صَلُب واشْتَدَّ واكْتَنَزَ يوصف به الجَمَل والجَبَل والرَّجُل وقال رؤبة عن صامِل عاسٍ إِذا ما اصْلَخْمَما يَصِف الجَبَل والصُّمُلُّ الشديد الخَلْق العظيم واصْمَأَلَّ الشيءُ بالهمز اصْمِئْلالاً أَي اشْتَدَّ وفي الحديث أَنت رجُلٌ صُمُلٌّ بالضم والتشديد أَي شديد الخَلْق واصْمَأَلَّ النباتُ إِذا الْتَفَّ وَصَمَلَ الشجرُ إِذا عَطِشَ فخَشُن ويَبِسَ ومنه حديث معاوية إِنها صَمِيلةٌ أَي في ساقها يُبْس وخُشُونة وصَمَلَ السِّقاءُ والشجرُ صَمْلاً فهو صَمِيلٌ وصامِلٌ يَبِسَ وقيل صَمَل إِذا لم يَجِدْ رِيّاً فخَشُن قال العُجَير السَّلُولي ويروي لزينب أُخت يَزِيد بن الطَّثَرِيَّةِ تَرى جازِرَيْه يُرْعَدانِ وناره عليها عَدامِيلُ الهَشِيمِ وصامِلُه والعُدْمُول القديم يقول على النار حَطَب يابسٌ وأَنشد ابن بري لأَبي السوداء الهِجْلي ويَظَلُّ ضَيْفُك يا ابن رَمْلَةَ صامِلاً ما إِنْ يَذُوقُ سِوى الشَّراب عَلُوسا الليث الصَّمِيل السِّقاء اليابسُ والصامِل الخَلَق وأَنشد إِذا ذَادَ عن ماء الفُراتِ فَلَن تَرى أَخا قِرْبةٍ يَسْقي أَخاً بصَمِيل ويقال صَمَلَ بدنُه وبَطْنُه وأَصْمَله الصِّيامُ أَي أَيْبَسَه أَبو عمرو صَمَلَه بالعَصا صَمْلاً إِذا ضَرَبَه وأَنشد هِراوةٌ فيها شِفاء العَرِّ صَمَلْتُ عُقْفانَ بها في الجَرِّ فبُجْتُه وأَهْلَه بشرِّ الجَرُّ سَفْحُ الجَبَل بُجْتُه أَصَبْتُه به السُّلَمي صَقَلَه بالعَصا وصَمَلَه إِذا ضَرَبَه بها والصِّمْلِيلُ الضَّعِيف البِنْيَة والصِّمليل ضَرْبٌ من النَّبْت قال ابن دريد لا أَقفُ على حَدِّه ولم أَسمعه إِلا من رجل من جَرْمٍ قَدِيماً والمُصْمَئِلُّ المنتفخ من الغَضَب أَبو زيد المُصْمَئِلُّ الشديد ويقال للداهية مُصْمَئِلَّة وأَنشد للكميت ولم تَتَكَأّدْهُمُ المُعْضِلات ولا مُصْمَئِلَّتُها الضِّئْبِلُ والمُصْمَئِلَّةُ الداهيةُ والصَّوْمَلُ شجرة بالعالية

( صنبل ) الصُّنْبُل والصِّنْبِل الخَبِيثُ المُنْكَر وصِنْبِلٌ اسم قال مُهَلْهِل لَمَّا تَوَقَّلَ في الكُراعِ هَجِينُهُم هَلْهَلْتُ أَثْأَرُ مالِكاً أَو صِنْبِلا
( * قوله « لما توقل » هكذا في المحكم وفي القاموس توغل بالغين المعجمة وفي التكملة توعر بالمهملة والراء )
وابن صِنْبِلٍ رَجُلٌ من أَهل البصرة أَحْرَقَ جاريةُ ابن قُدامةَ وهو من أَصحاب عليّ عليه السلام خمسين رجلاً من أَهل البصرة في داره

( صنتل ) التهذيب الصِّنْتِل الناقة الضَّخْمة على فِعْلِل بكسر أَوّله وثالثه قال رَوى هذا الحرفَ الفراءُ قال ولا أَدري أَصحيح أَم لا وهو صِنْتِلُ الهادي أَي طويلُه قال وقرأْته في نوادر أَبي عمرو

( صندل ) الصَّنْدَل خَشَبٌ أَحمر ومنه الأَصفر وقيل الصَّنْدَل شجر طَيِّب الريح وحِمارٌ صَنْدَلٌ وصُنادِلٌ عظيمٌ شديدٌ ضَخْم الرأْس وكذلك البعير وصَنْدَلَ البعيرُ ضَخُم رَأْسُه التهذيب الصَّنْدَلُ من الحُمُر الشديد الخَلْق الصِّخْم الرأْس قال رؤبة أَنْعَتُ عَيْراً صَنْدَلاً صُنادِلا الجوهري الصَّنْدَل البعير الضَّخْم الرأْس قال الراجز رأَت لِعَمْروٍ وابْنِه الشَّرِيسِ عَنادِلاً صَنادِلَ الرُّؤُوس والصَّيْدَلانيُّ لغة في الصَّيْدَناني قال ابن بري الصَّيْدَلانيُّ والصَّيْدنَانيُّ العَطَّار منسوب إِلى الصَّيْدَل والصَّيْدَن والأَصل فيهما حجارة الفِضَّة فشُبِّه بها حجارة العَقاقِير وعليه قول الأَعشى يصف ناقة شَبَّه زَوْرَها بصَلاءة العَطَّار وزَوْراً تَرى في مِرْفَقَيه تَجانُفاً نَبِيلاً كَدوْكِ الصَّيْدَنانيِّ دامِكا ويروى الصَّيْدَلانيِّ دامكا والدُّوكُ الصَّلاءةُ ويقال للحَجَر الذي يُطْحَن به الطِّيب والدَّامِكُ المُرْتفع

( صنطل ) المُصَنْطِل الذي يَمْشي ويُطأْطِيء رأْسه

( صهل ) الصَّهَلُ حِدَّةُ الصوت مع بَحَح كالصَّحَل يقال في صوته صَهَلٌ وصَحَلٌ وهو بُحَّة في الصوت والصَّهِيلُ للخيل قال الجوهري الصَّهِيل والصُّهال صوت الفرس مثل النَّهِيق والنُّهاق وفي حديث أُمِّ زَرْع فَجَعَلَني في أَهْل صَهِيلٍ وأَطِيطٍ تريد أَنها كانت في أَهل قِلَّة فَنَقَلها إِلى أَهل كَثْرة وثَرْوة لأَن أَهل الخيل والإِبل أَكثر من أَهل الغَنم ابن سيده الصَّهِيل من أَصوات الخيل صَهَلَ الفرسُ يَصْهَل ويَصْهِلُ صَهِيلاً وفَرَس صَهَّالٌ كثير الصَّهِيل وفي حديث أُمِّ مَعْبَد في صوته صَهَلٌ حِدَّةٌ وصَلابة من صَهِيلِ الخيل وهو صوتها ورجُل ذُو صاهِل شديد الصِّياح والهِياج والصاهِلُ من الإِبل الذي يَخْبِط بيده ورجله وتسمع لجَوْفه دَوِيّاً من عِزَّة نفسه النضر الصَّاهل من الإِبل الذي يَخْبِط ويَعَضُّ ولا يَرْغُو بواحدة من عِزَّة نفسه يقال جَمَلٌ صاهِلٌ وذو صاهِلٍ وناقةٌ ذاتُ صاهل وأَنشد وذو صاهِلٍ لا يَأْمَن الخَبْطَ قائدُه وجعل ابنُ مُقْبل الذِّبَّانَ صَواهِلَ في العُشْب يُريد عُنَّةَ طَيرانها وصَوْتَه فقال كأَنَّ صَواهِلَ ذِبَّانِه قُبَيْلَ الصَّباحِ صَهيلُ الحُصُن وجعل أَبو زُبَيدٍ الطائي أَصواتِ المَساحِي صَواهلَ فقال لها صَواهِلُ في صُمِّ السِّلام كما صاح القَسِيَّاتُ في أَيدي الصَّيارِيف والصَّواهِلُ جمع الصاهِلة مصدر على فاعِلَة بمعنى الصَّهِيل وهو الصوت كقولك سَمِعْتُ رواغِيَ الإِبل وصاهِلَةُ اسمٌ وبَنُو صاهِلةَ بطنٌ

( صول ) صالَ على قِرْنِه صَوْلاً وصِيالاً وصُؤُولاً وصَوَلاناً وصالاً ومَصالةً سَطا قال ولم يَخْشَوْا مَصالَتَهُ عليهم وتَحْتَ الرَّغْوَةِ اللَّبَنُ الصَّريحُ والصَّؤُول من الرجال الذي يَضْرب الناسَ ويَتَطاول عليهم قال الأَزهري الأَصل فيه ترك الهمز وكأَنه هُمِز لانضمام الواو وقد هَمَزَ بعض القُرَّاء وإِن تَلْؤُوا بالهمز أَو تُعْرِضوا لانضمام الواو وصالَ عليه إِذا اسْتطال وصالَ عليه وَثَبَ صَوْلاً وصَوْلةً يقال رُبَّ قَوْلٍ أَشَدّ من صَوْل والمُصاوَلَةُ المُواثَبة وكذلك الصِّيالُ والصِّيالة والفَحْلان يَتَصاولانِ أَي يَتَواثَبانِ الليث صالَ الجَمَلُ يَصُولُ صِيالاً وصُوالاً وهو جَمَلٌ صَؤولٌ وهو الذي يأْكل راعَيه ويُواثِبُ الناسَ فيأْكلهم وفي حديث الدعاء بك أَصُول وفي رواية أُصاوِل أَي أَسْطُو وأَقْهَر والصَّولة الوَثْبة وصالَ الفَحْلُ على الإِبل صَوْلاً فهو صَؤُول قاتَلَها وقَدَّمَها أَبو زيد صَؤُل البعير يَصْؤُل بالهمز صآلةً إِذا صار يَشُلُّ الناس ويَعْدُو عليهم فهو صَؤول وصِيلَ لهم كذا أَي أُتِيح لهم قال خُفاف بن نُدْبَة فَصِيلَ لهُم قَرْمٌ كأَنَّ بكَفِّه شِهاباً بدا في ظُلْمة اللَّيل يَلْمَع وصالَ العَيْرُ على العانةِ شَلَّها وحَمَلَ عليها وفي الحديث إِنَّ هؤلاء الحَيَّيْنِ من الأَوْس والخَزْرج كانا يتصاوَلانِ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تَصاوُلَ الفَحْلين أَي لا يفعل أَحدُهما معه شيئاً إِلا فعل الآخر مثله وفي حديث عثمان فَصامِتٌ صَمْتُه أَنْفَذُ من صَوْلِ غيره أَي إِمْساكُه أَشَدُّ من تَطاوُل غيره وقوله أَنشده ابن الأَعرابي لا خَيْرَ فيه غَيْر أَن لا يَهْتَدي وأَنَّه ذُو صَوْلَةٍ في المِزْوَدِ وأَنَّه غيرُ ثَقِيل في اليَدِ قوله ذُو صَوْلة في المِزْوَد يقول إِنه ذو صَوْلةٍ على الطعام يأْكله ويَنْهَكه ويُبالِغ فيه فكأَنه إِنما يَصُولُ على حَيَوان مَّا أَو يَصُول على أَكِيله لذَوْدِه إِيَّاهم ومُدافَعَته لهم وقوله وأَنه غير ثقيلٍ في اليد يقول إِذا بَلِلْتَ به لم يَصِرْ في يدك منه خَيْر تَثْقُل به يَدُك لأَنه لا خير عنده ابن الأَعرابي المِصْوَلة المِكْنَسة التي يُكْنَس بها نواحي البَيْدَر أَبو زيد المِصْوَل شيء يُنْقَع فيه الحَنْظَل لتَذْهَب مَرارتُه والصِّيلة بالكسر عُقْدة العَذَبة وصُولٌ اسم موضع قال حُنْدُج ابن حُنْدُج المُرِّي في لَيْلِ صُولٍ تَناهى العَرْضُ والطُّولُ كأَنما لَيْلُه باللَّيل مَوْصولُ لِساهِرٍ طالَ في صُولٍ تَمَلْمُلُه كأَنه حَيَّة بالسَّوْط مَقْتولُ

( ضأل ) الضَّئِيلُ الصغير الدَّقيق الحَقير والضِّئِيل النَّحيف والجمع ضُؤَلاء وضِئالٌ قال النابغة الجعدي لا ضِئالٌ ولا عَواوِيرُ حَمَّا لُون يَوْمَ الخِطابِ للأَثقال والأُنثى ضَئيلةٌ وقد ضَؤُلَ ضَآلةً وتَضاءَل قال أَبو خِراش وما بَعْدَ أَنْ قد هَدَّني الدَّهْرُ هَدَّةً تَضالَ لها جِسْمي ورَقَّ لها عَظْمي أَراد تَضاءَل فحذف وروى أَبو عمرو تَضاءلْ لها بالإِدْغام
( * قوله « بالادغام » زاد في المحكم وهذا بعيد لأَنه لا يلتقي في شعر ساكنان )
والمُضْطَئلُ الضَّئيل قال رأَيتُك يا ابنَ قُرْمَةَ حين تَسْمو مع القَرِمَيْن تَضْطئِل المَقاما أَراد تَضْطَئِل للمَقام فحدف وأَوْصَل وفي التهذيب مُضْطَئِل المقام وضاءَل شَخْصَه صَغَّره قال زهير فبَيْنا نَذُودُ الوَحْشَ جاء غُلامُنا يَدِبُّ ويُخْفي شَخْصَه ويُضائِلُه وتَضاءَلَ الرجلُ أَخْفى شخصَه قاعداً وتَصاغَر وفي الحديث إِن العَرْش على مَنْكِب إسْرافِيل وإِنَّه لَيَتَضاءَلُ من خشية الله حتى يَصير مثل الوَصَع يريد يَتَصاغر ويَدِقُّ تواضُعاً أَبو زيد ضَؤُلَ رأْيُه ضَآلةً إِذا صَغُر وفالَ رَأْيُه ورجل مُتضائلٌ أَي شَخْتٌ وقال العُجَير السَّلولي وقيل زينب أُخت يزيد بن الطَّثَرِيَّة فَتىً قُدَّ السَّيفِ لا مُتضائلٌ ولا رَهِلٌ لَبَّاتُه وبآدِلُهْ وقال مالك بن نُوَيرة نُعِدُّ الجِيادَ الحُوَّ والكُمْتَ كالقَنا وكُلَّ دِلاصٍ نَسْجُها مُتضائلُ أَي دَقيقٌ ورَجُل ضُؤَلةٌ أَي نحيف وتَضاءَلَ الشيءُ إِذا تَقَبَّضَ وانضمَّ بعضُه إِلى بعض وفي حديث عمر قال للجِنِّيِّ إِني أَراك ضَئيلاً شَخيتاً وفي حديث الأَحْنَف إِنَّك لضَئيلٌ أَي نحيف ضعيف واستعمل أَبو حنيفة التَّضاؤل في البَقْل فقال إِن الكُرُنْبَ إِذا كان إِلى جَنْب الحَبَلة تَضاءَل منها وذَلَّ وساءت حالُه وهو عليه ضُؤْلانٌ أَي كَلٌّ وحسَبُه عليه ضُؤْلانٌ إِذا عِيب به وأَنشد ابن جني أَنا أَبو المِنْهالِ بَعْضَ الأَحْيان ليسَ عَلَيَّ حَسَبي بضُؤْلان أَراد بضئيل أَي القائم مقامَه والمُغْنِي غَناءَه وأَعْمَل في الظرف معنى التشبيه أَي أُشْبِهُ أَبا المنهال في بعض الأَحيان وأَنا مثل أَبي المِنْهال أَبو منصور ضَؤُلَ الرجل يضْؤُل ضَآلةً وضُؤُولةً إِذا قالَ رَأْيُه وضَؤُل ضَآلةً إِذا صَغُر وقال الليث الضَّئيل نعت للشيء في ضَعْفه وصِغَره ودِقَّته وجَمْعه ضُؤَلاءُ وضَئيلُون والأُنثى ضَئيلة والضُّؤُولة الهُزال الجوهري رَجُلٌ ضَئيل الجسم إِذا كان صغير الجسم نحيفاً والضَّئيلة الحَيَّة الدقيقة المحكم الضَّئيلة حَيَّة كأَنها أَفْعَى والضَّئيلة اللَّهاة عن ثعلب

( ضأبل ) الأَزهري في الثلاثي الصحيح قال أَهمله الليث قال وفيه حرف زائد وذكر أَبو عبيد عن الأَصمعي جاء فلان بالضِّئْبِل والنِّئْطِل وهُما الداهية قال الكميت أَلا يَفْزَعُ الأَقْوامُ مِمّا أَظَلَّهُم ولَمَّا تَجِئْهم ذاتُ وَدْقَينِ ضِئْبِلُ ؟ قال وإِن كانت الهمزة أَصلية فالكلمة رُباعِيَّة ابن سيده الضِّئْبِل بالكسر والهمز مثل الزِّنْبِر والضِّئْبلُ الداهية حكى الأَخيرة ابن جني والأَكثر ما بَدَأْنا به بالكسر قال زِيادٌ المِلْقَطِيُّ تَلَمَّسُ أَنْ تُهْدِي لجارِك ضِئْبِلا وتُلْفَى لَئِيماً لِلْوِعاءَيْن صامِلا قال ولغة بني ضَبَّة الصِّئْبِل بالصاد والضادُ أَعرف قال الجوهري وربما جاءَ ضَمُّ الباء في الضِّئْبُل والزِّئبُر قال ثعلب لا نعلم في الكلام فِعْلُل فإِن كان هذان الحرفان مسموعين بضم الباء فيهما فهو من النوادر وقال ابن كيسان هذا إِذا جاء على هذا المثال شَهِد للهمزة بأَنها زائدة وإِذا وقعت حروف الزيادة في الكلمة جاز أَن تخرج عن بناء الأُصول فلهذا ما جاءت هكذا قال الكميت ولم تَتَكَأْدْهُمُ المُعْضِلات ولا مُصْمَئِلَّتُها الضِّئْبِلُ وزاد ابن بري على هاتين الكلمتين نِئْدُل وقال هو الكابوس

( ضحل ) الضَّحْلُ القريبُ القَعْر والضَّحْل الماءُ الرقيق على وجه الأَرض ليس له عَمْقٌ وقيل هو كالضَّحْضاح إِلاَّ أَن الضَّحْضاح أَعمُّ منه لأَنه فيما قَلَّ أَو كثُر وقيل الضَّحْل الماء القليل يكون في العين والبئر والجُمَّة ونحوها وقيل هو الماء القليل يكون في الغَدِير ونحوه أَنشد ابن بري لابن مقبل وأَظْهَرَ في غُلاَّنِ رَقْدٍ وسَيْلُه عَلاجِيمُ لا ضَحلٌ ولا مُتَضَحْضِحُ والعُلْجُوم هنا الماء الكثير والجمع أَضْحال وضُحُولٌ الجوهري الضَّحْلُ الماء القليل ومنه أَتَانُ الضَّحْل لأَنه لا يَغْمُرها لقِلَّته قال الأَزهري أَتانُ الضَّحْل الصَّخْرةُ بعضها غَمَره الماءُ وبعضها ظاهر قال شمر وغَدِيرٌ ضاحِلٌ إِذا رَقَّ ماؤه فذهب وفي الحديث في كتابه لأُكَيْدِرِ دومَةَ ولنا الضّاحِيةُ من الضَّحْل هو بالسكون القليل من الماء وقيل الماء القريب المكان وبالتحريك مكان الضَّحْل ويروى الضاحية من البَعْل والمَضْحَلُ مكانٌ يَقِلُّ فيه الماء من الضَّحْل وبه يُشَبَه السَّراب قال ابن سيده المَضْحَلُ مكان الضَّحْل قال العَجّاج حَسِبْتُ يوماً غَيْر قَرٍّ شامِلا يَنْسُج غُدْراناً على مَضاحِلا
( * قوله « حسبت » هكذا في المحكم وفي التكملة كأن )
يصف السَّرابَ شبهه بالغُدُر وضَحَلَتِ الغُدُرُ قَلَّ ماؤها ويقال إِنَّ خَيْرَكَ لضَحْلٌ أَي قليل وما أَضْحَل خَيرَكَ أَي ما أَقَلَّه واضْمَحَلَّ السحابُ تقَشَّعَ واضْمَحَلَّ الشيءُ أَي ذهب وفي لغة الكِلابيِّين امْضَحَلَّ بتقديم الميم حكاها أَبو زيد

( ضرزل ) أَبو خَيْرَة رَجُل ضِرْزِلٌ أَي شَحِيحٌ

( ضعل ) ابن الأَعرابي الضاعِلُ الجَمَل القَوِيُّ والطاعِلُ السَّهم المُقَوَّم قال أَبو العباس ولم أَسمع هذين الحرفين إِلاّ له قال والضَّعَل دِقَّة البدن من تَقارُب النَّسَب

( ضغل ) الضَّغِيل صوت فم الحَجّام إِذا مَصَّ من مِحْجَمه يقال ضَغَلَ يَضْعَلُ ضَغِيلاً صَوَّت عند الحِجامة قاله أَبو عمرو وغيره

( ضكل ) الأَضْكَلُ والضَّيْكَل الرجُل العُرْيانُ والضَّيْكَل الفقير وقال الشاعر فأَمّا آلُ ذَيّالٍ فإِنَّا تَرَكْناهمْ ضَياكِلَةً عَيامى والجمع ضَياكِلُ وضَياكِلةٌ والضَّيْكَل العظيمُ الضَّخْم عن ثعلب الأَزهري في الرباعي إِذا جاء الرجلُ عُرْياناً فهو البُهْصُل والضَّيْكَل

( ضلل ) الضَّلالُ والضَّلالةُ ضدُّ الهُدَى والرَّشاد ضَلَلْتَ تَضِلُّ هذه اللغة الفصيحة وضَلِلْتَ تَضَلُّ ضَلالاً وضَلالةً وقال كراع وبنو تميم يقولون ضَلِلْتُ أَضَلُّ وضَلِلْتُ أَضِلُّ وقال اللحياني أَهل الحجاز يقولون ضَلِلْتُ أَضَلُّ وأَهل نجد يقولون ضَلَلْت أَضِلُّ قال وقد قرئ بهما جميعاً قوله عز وجل قُلْ إِن ضَلَلْتُ فإِنما أَضِلُّ على نفسي وأَهل العالية يقولون ضَلِلْتُ بالكسر أَضَلُّ وهو ضالٌّ تالٌّ وهي الضَّلالة والتَّلالة وقال الجوهري لغة نجد هي الفصيحة قال ابن سيده وكان يحيى بن وَثَّاب يقرأ كلَّ شيء في القرآن ضَلِلْت وضَلِلْنا بكسر اللام ورَجُلٌ ضالٌّ قال وأَما قراءة من قرأَ ولا الضّأَلِّينَ بهمز الأَلف فإِنه كَرِه التقاء الساكنين الأَلف واللام فحرَّك الأَلف لالتقائهما فانقلبت همزة لأَن الأَلف حرف ضعيف واسع المَخْرَج لا يَتَحمَّل الحركة فإِذا اضْطُرُّوا إِلى تحريكه قلبوه إِلى أَقرب الحروف إِليه وهو الهمزة قال وعلى ذلك ما حكاه أَبو زيد من قولهم شأَبَّة ومَأَدَّة وأَنشدوا يا عَجَبا لقد رأَيْتُ عَجَبا حِمَار قَبّانٍ يَسُوق أَرْنَبا خاطِمَها زَأَمَّها أَن تَذْهَبا يريد زَامَّها وحكى أَبو العباس عن أَبي عثمان عن أَبي زيد قال سمعت عمرو بن عبيد يقرأُ فيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عن ذَنْبهِ إِنْسٌ ولا جأَنٌّ بهمز جانٍّ فظَنَنْتُه قد لَحَن حتى سمعت العرب تقول شأَبَّة ومأَدَّة قال أَبو العباس فقلت لأَبي عثمان أَتَقِيس ذلك ؟ قال لا ولا أَقبله وضَلُولٌ كضَالٍّ قال لقد زَعَمَتْ أُمامَةُ أَن مالي بَنِيَّ وأَنَّني رَجُلٌ ضَلُولُ وأَضَلَّه جعله ضَالاًّ وقوله تعالى إِنْ تَحْرِصْ على هُداهم فإِنَّ الله لا يَهْدي مَنْ يُضِلُّ وقرئت لا يُهْدى من يُضِلُّ قال الزَّجّاج هو كما قال تعالى من يُضْلِلِ اللهُ فلا هادِيَ له قال أَبو منصور والإِضْلالُ في كلام العرب ضِدُّ الهداية والإِرْشاد يقال أَضْلَلْت فلاناً إِذا وَجَّهْتَه للضَّلال عن الطريق وإِياه أَراد لبيد مَنْ هَدَاهُ سُبُلَ الخيرِ اهْتَدَى ناعِمَ البالِ ومن شاءَ أَضَلّ قال لبيد هذا في جاهِلِيَّته فوافق قوله التنزيل العزيز يُضِلُّ من يشاء ويَهْدِي من يشاء قال أَبو منصور والأَصل في كلام العرب وجه آخر يقال أَضْلَلْت الشيءَ إِذا غَيَّبْتَه وأَضْلَلْت المَيِّتَ دَفَنْته وفي الحديث سيكُون عليكم أُمَّةٌ إِنْ عَصَيْتُموهم ضَلَلْتم يريد بمعصيتهم الخروجَ عليهم وشَقَّ عَصَا المسلمين وقد يقع أَضَلَّهم في غير هذا الموضع على الحَمْل على الضَّلال والدُّخول فيه وقوله في التنزيل العزيز رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كثيراً من الناس أَي ضَلُّوا بسببها لأَن الأَصنام لا تفعل شيئاً ولا تَعْقِل وهذا كما تقول قد أَفْتَنَتْني هذه الدارُ أَي افْتَتَنتُ بسببها وأَحْبَبتُها وقول أَبي ذؤيب رآها الفُؤَادُ فاسْتُضِلَّ ضَلالُه نِيَافاً من البِيضِ الكِرامِ العَطَابِل قال السُّكَّري طُلِبَ منه أَن يَضِلَّ فَضَلَّ كما يقال جُنَّ جُنونُه ونِيافاً أَي طويلة وهو مصدر نافَ نِيَافاً وإِن لم يُسْتعمل والمستعمل أَناف وقال ابن جني نِيافاً مفعول ثان لرآها لأَن الرؤية ههنا رؤية القلب لقوله رآها الفُؤَاد ويقال ضَلَّ ضَلاله كما يقال جُنَّ جُنونُه قال أُمية لوْلا وَثَاقُ اللهِ ضَلَّ ضَلالُنا ولَسَرَّنا أَنَّا نُتَلُّ فَنُوأَدُ وقال أَوس بن حَجَر إِذا ناقةٌ شُدَّتْ برَحْل ونُمْرُقٍ إِلى حَكَمٍ بَعْدي فضَلَّ ضَلالُها وضَلَلْت المَسْجدَ والدارَ إِذا لم تعرف موضعهما وضَلَلْت الدارَ والمَسْجدَ والطريقَ وكلَّ شيء مقيم ثابت لا تَهْتَدي له وضَلَّ هو عَنِّي ضَلالاً وضَلالةً قال ابن بري قال أَبو عمرو بن العلاء إِذا لم تعرف المكانَ قلت ضَلَلْتُه وإِذا سَقَط من يَدِك شيءٌ قلت أَضْلَلْته قال يعني أَن المكان لا يَضِلُّ وإِنما أَنت تَضِلُّ عنه وإِذا سَقَطَت الدراهمُ عنك فقد ضَلَّت عنك تقول للشيء الزائل عن موضعه قد أَضْلَلْته وللشيء الثابت في موضعه إِلا أَنك لم تَهْتَدِ إِليه ضَلَلْته قال الفرزدق ولقد ضَلَلْت أَباك يَدْعُو دارِماً كضَلالِ مُلْتَمِسٍ طَريقَ وَبارِ وفي الحديث ضالَّة المؤمن قال ابن الأَثير وهي الضائعة من كل ما يُقْتَنَى من الحيوان وغيره الجوهري الضّالَّة ما ضَلَّ من البهائم للذكر والأُنثى يقال ضَلَّ الشيءُ إِذا ضاع وضَلَّ عن الطريق إِذا جار قال وهي في الأَصل فاعِلةٌ ثم اتُّسِعَ فيها فصارت من الصفات الغالبة وتقع على الذكر والأُنثى والاثنين والجمع وتُجْمَع على ضَوالَّ قال والمراد بها في هذا الحديث الضَّالَّةُ من الإِبل والبقر مما يَحْمِي نفسَه ويقدر على الإِبْعاد في طلب المَرْعَى والماء بخلاف الغنم والضّالَّة من الإِبل التي بمَضْيَعَةٍ لا يُعْرَفُ لها رَبٌّ الذكر والأُنثى في ذلك سواء وسُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن ضَوالِّ الإِبل فقال ضالَّةُ المؤمن حَرَقُ النار وخَرَجَ جوابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم على سؤَال السائل لأَنه سأَله عن ضَوالِّ الإِبل فنهاه عن أَخذها وحَذَّره النارَ إِنْ تَعَرَّضَ لها ثم قال عليه السلام ما لَكَ ولَها مَعها حِذاؤُها وسِقاؤها تَرِدُ الماءَ وتأْكل الشَّجَرَ أَراد أَنها بعيدة المَذهَب في الأَرض طويلة الظَّمَإِ تَرِدُ الماءَ وتَرْعى دون راعٍ يحفظها فلا تَعَرَّضْ لها ودَعْها حتى يأْتيها رَبُّها قال وقد تطلق الضَّالَّة على المعاني ومنه الكلمة الحكيمةُ ضالَّةُ المؤمن وفي رواية ضالَّةُ كل حكيم أَي لا يزال يَتَطَلَّبها كما يتطلب الرجُلُ ضالَّته وضَلَّ الشيءُ خَفِيَ وغاب وفي الحديث ذَرُّوني في الرِّيح لَعَلِّي أَضِلُّ الله يريد أَضِلُّ عنه أَي أَفُوتُه ويَخْفَى عليه مكاني وقيل لَعَلِّي أَغيب عن عذابه يقال ضَلَلْت الشيءَ وضَلِلْته إِذا جعلتَه في مكان ولم تَدْرِ أَين هو وأَضْلَلْته إِذا ضَيَّعْته وضَلَّ الناسي إِذا غاب عنه حفظُ الشيء ويقال أَضْلَلْت الشيء إِذا وَجَدتَه ضالاًّ كما تقول أَحْمَدْته وأَبْخَلْته إِذا وجدتَه محموداً وبَخيلاً ومنه الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم أَتى قومَه فأَضَلَّهم أَي وجدهم ضُلاَّلاً غير مُهْتدِين إِلى الحَقِّ ومعنى الحديث من قوله تعالى أََإِذا ضَلَلْنا في الأَرض أَي خَفِينا وغِبْنا وقال ابن قتيبة في معنى الحديث أَي أَفُوتُه وكذلك في قوله لا يَضِلُّ ربي لا يَفُوتُه والمُضِلُّ السَّراب قال الشاعر أَعْدَدْتُ للحِدْثانِ كلَّ فَقِيدةٍ أُنُفٍ كلائحة المُضِلِّ جَرُور وأَضَلَّه اللهُ فَضَلَّ تقول إِنَّك لتَهْدِي الضالَّ ولا تَهْدِي المُتَضالَّ ويقال ضَلَّني فلانٌ فلم أَقْدِر عليه أَي ذَهَب عَني وأَنشد والسّائلُ المُبْتَغِي كَرائمها يَعْلَم أَني تَضِلُّني عِلَلي
( * قوله « المبتغي » هكذا في الأصل والتهذيب وفي شرح القاموس المعتري وكذا في التكملة مصلحاً عن المبتغي مرموزا له بعلامة الصحة )
أَي تذهب عني ويقال أَضْلَلْت الدابّةَ والدراهمَ وكلَّ شيء ليس بثابت قائم مما يزول ولا يَثْبُت وقوله في التنزيل العزيز لا يَضِلُّ رَبي ولا يَنْسى أَي لا يَضِلُّه ربي ولا ينساه وقيل معناه لا يَغِيب عن شيء ولا يَغِيب عنه شيء ويقال أَضْلَلْت الشيءَ إِذا ضاع منك مثل الدابّة والناقة وما أَشبهها إِذا انفَلَت منك وإِذا أَخْطَأْتَ موضعَ الشيء الثابت مثل الدار والمكان قلت ضَلِلْته وضَلَلْته ولا تقل أَضْلَلْته قال محمد بن سَلام سمعت حَمَّاد بن سَلَمة يقرأُ في كتاب لا يُضِلُّ ربي ولا يَنْسى فسأَلت عنها يونس فقال يَضِلُّ جَيِّدةٌ يقال ضَلَّ فلان بَعيرَه أَي أَضَلَّه قال أَبو منصور خالفهم يونس في هذا وفي الحديث لولا أَن الله لا يُحِبُّ ضَلالةَ العَمل ما رَزَأْناكم عِقالاً قال ابن الأَثير أَي بُطْلانَ العمل وضَياعَه مأْخوذ من الضَّلال الضياع ومنه قوله تعالى ضَلَّ سَعْيُهم في الحياة الدنيا وأَضَلَّه أَي أَضاعه وأَهلكه وفي التنزيل العزيز إِنَّ المجرمين في ضَلالٍ وسُعُرٍ أَي في هلاك والضَّلال النِّسْيان وفي التنزيل العزيز مِمَّنْ تَرْضَوْن من الشُّهَداء أَن تَضِلَّ إِحداهما فتُذَكِّر إِحداهما الأُخرى أَي تَغِيب عن حِفْظها أَو يَغيب حِفْظها عنها وقرئ إِنْ تَضِلَّ بالكسر فمن كَسَر إِنْ قال كلام على لفظ الجزاء ومعناه قال الزجاج المعنى في إِنْ تَضِلَّ إِنْ تَنْسَ إِحداهما تُذَكِّرْها الأُخرى الذاكرة قال وتُذْكِر وتُذَكِّر رَفْعٌ مع كسر إِنْ
( * قوله « وتذكر وتذكر رفع مع كسر ان » كذا في الأصل ومثله في التهذيب وعبارة الكشاف والخطيب وقرأ حمزة وحده ان تضل احداهما بكسر ان على الشرط فتذكر بالرفع والتشديد فلعل التخفيف مع كسر ان قراءة اخرى ) لا غير ومن قرأَ أَن تَضِلَّ إِحداهما فتُذَكِّر وهي قراءة أَكثر الناس قال وذكر الخليل وسيبويه أَن المعنى اسْتَشْهِدوا امرأَتين لأَن تُذَكِّرَ إِحداهما الأُخرى ومِنْ أَجل أَن تُذَكِّرَها قال سيبويه فإِن قال إِنسان فَلِمَ جاز أَن تَضِلَّ وإِنما أُعِدَّ هذا للإِذكار ؟ فالجواب عنه أَنَّ الإِذكار لما كان سببه الإِضلال جاز أَن يُذْكَر أَن تَضِلَّ لأَن الإِضلال هو السبب الذي به وَجَب الإِذكارُ قال ومثله أَعْدَدْتُ هذا أَن يَميل الحائطُ فأَدْعَمَه وإِنما أَعْدَدْته للدَّعم لا للميل ولكن الميل ذُكِر لأَنه سبب الدَّعْم كما ذُكِرَ الإِضلال لأَنه سبب الإِذكار فهذا هو البَيِّن إِن شاء الله ومنه قوله تعالى قال فَعَلْتُها إِذاً وأَنا من الضّالِّين وضَلَلْت الشيءَ أُنْسِيتُه وقوله تعالى وما كَيْدُ الكافرين إِلا في ضَلالٍ أَي يَذْهب كيدُهم باطلاً ويَحِيق بهم ما يريده الله تعالى وأَضَلَّ البعيرَ والفرسَ ذهَبا عنه أَبو عمرو أَضْلَلْت بعيري إِذا كان معقولاً فلم تَهْتَدِ لمكانه وأَضْلَلْته إِضْلالاً إِذا كان مُطْلَقاً فذهب ولا تدري أَين أَخَذَ وكلُّ ما جاء من الضَّلال من قِبَلِك قلت ضَلَلْته وما جاء من المفعول به قلت أَضْلَلْته قال أَبو عمرو وأَصل الضَّلالِ الغَيْبوبة يقال ضَلَّ الماءُ في اللبن إِذا غاب وضَلَّ الكافرُ إِذا غاب عن الحُجَّة وضَلَّ الناسي إِذا غابَ عنه حِفْظه وأَضْلَلْت بَعيري وغيرَه إِذا ذهَب منك وقوله تعالى أَضَلَّ أَعمالهم قال أَبو إِسحق معناه لم يُجازِهم على ما عَمِلوا من خير وهذا كما تقول للذي عمِل عَمَلاً لم يَعُدْ عليه نفعُه قد ضَلَّ سَعْيُك ابن سيده وإِذا كان الحيوان مقيماً قلت قد ضَلَلْته كما يقال في غير الحيوان من الأَشياء الثابتة التي لا تَبْرَح أَنشد ابن الأَعرابي ضَلَّ أَباه فادَّعى الضَّلالا وضَلَّ الشيءُ يَضِلُّ ضَلالاً ضاع وتَضْلِيل الرجل أَن تَنْسُبَه إِلى الضَّلال والتضليل تصيير الإِنسان إِلى الضَّلال قال الراعي وما أَتَيْتُ نُجَيدةَ بْنَ عُوَيْمِرٍ أَبْغي الهُدى فيَزِيدني تَضْليلا قال ابن سيده هكذا قاله الراعي بالوَقْص وهو حذف التاء من مُتَفاعِلُن فكَرِهت الرُّواةُ ذلك ورَوَته ولمَا أَتيتُ على الكمال والتَّضْلالُ كالتَّضْلِيل وضَلَّ فلان عن القَصْد إِذا جار ووقع في وادي تُضُلِّلَ وتُضَلِّلَ أَي الباطل قال الجوهري وقَع في وادي تُضُلِّلَ مثل تُخُيِّبَ وتُهُلِّك كله لا ينصرف ويقال للباطل ضُلٌّ بتَضْلال قال عمرو بن شاس الأَسدي تَذَكَّرْت ليلى لاتَ حينَ ادِّكارِها وقد حُنِيَ الأَضْلاعُ ضُلٌّ بتَضْلال قال ابن بري حكاه أَبو علي عن أَبي زيد ضُلاًّ بالنصب قال ومثله للعَجَّاج يَنْشُدُ أَجْمالاً وما مِنْ أَجمال يُبْغَيْنَ إِلاَّ ضُلَّة بتَضْلال والضَّلْضَلةُ الضَّلالُ وأَرضٌ مَضِلَّةٌ ومَضَلَّةٌ يُضَلّ فيها ولا يُهْتَدى فيها للطريق وفلان يَلومُني ضَلَّةً إِذا لم يُوَفَّق للرشاد في عَذْله وفتنة مَضَلَّة تُضِلُّ الناسَ وكذلك طريق مَضَلٌّ الأَصمعي المَضَلُّ والمَضِلُّ الأَرض المَتِيهةُ غيره أَرض مَضَلٌّ تَضِلُّ الناس فيها والمَجْهَلُ كذلك يقال أَخَذْت أَرضاً مَضِلَّةً ومَضَلَّة وأَخذْت أَرضاً مَجْهَلاً مَضَلاًّ وأَنشد أَلا طَرَقَتْ صَحْبي عُميرَةُ إِنها لَنا بالمَرَوْراةِ المَضَلِّ طَروق وقال بعضهم أَرضٌ مَضِلَّةٌ ومَزِلَّة وهو اسم ولو كان نعتاً كان بغير الهاء ويقال فَلاةٌ مَضَلَّةٌ وخَرْقٌ مَضَلَّةٌ الذَّكر والأُنثى والجمع سواء كما قالوا الولد مَبْخَلةٌ وقيل أَرضٌ مَضَلَّةٌ ومَضِلَّة وأَرَضون مَضَلاَّت ومَضِلاَّتٌ أَبو زيد أَرض مَتِيهةٌ ومَضِلَّةٌ ومَزِلَّة مِن الزَّلَق ابن السكيت قولهم أَضَلَّ الله ضَلالَك أَي ضَلَّ عنك فذَهب فلا تَضِلُّ قال وقولهم مَلَّ مَلالُك أَي ذهَب عنك حتى لا تَمَلَّ ورجل ضِلِّيل كثير الضَّلال ومُضَلَّلٌ لا يُوَفَّق لخير أَي ضالٌّ جدّاً وقيل صاحب غَواياتٍ وبَطالاتٍ وهو الكثير التتبُّع للضَّلال والضِّلِّيلُ الذي لا يُقْلِع عن الضَّلالة وكان امرؤ القيس يُسَمَّى الملِكَ الضِّلِّيل والمُضلَّل وفي حديث عليٍّ وقد سُئل عن أَشعر الشعراء فقال إِنْ كان ولا بُدَّ فالملِك الضِّلِّيل يعني امْرَأَ القيس كان يُلَقَّب به والضِّلِّيل بوزن القِنْدِيل المُبالِغ في الضَّلال والكثيرُ التَّتبُّع له والأُضْلُولةُ الضَّلال قال كعب بن زهير كانت مَواعِيدُ عُرْقُوبٍ لها مَثَلاً وما مَواعِيدُها إِلا الأَضالِيلُ وفلان صاحب أَضَالِيلَ واحدتها أُضْلُولةٌ قال الكميت وسُؤَالُ الظِّباءِ عَنْ ذِي غَدِ الأَمْ رِ أَضَالِيلُ من فُنُون الضَّلال الفراء الضُّلَّة بالضم الحَذَاقة بالدَّلالة في السَّفَر والضَّلَّة الغَيْبوبةُ في خير أَو شَرٍّ والضِّلَّة الضَّلالُ وقال ابن الأَعرابي أَضَلَّني أَمْرُ كذا وكذا أَي لم أَقْدِرْ عليه وأَنشد إِنِّي إِذا خُلَّةٌ تَضَيَّفَني يُريدُ مالي أَضَلَّني عَلِلي أَي فارَقَتْني فلم أَقْدِرْ عليها ويقال للدَّلِيل الحاذق الضُّلاضِل والضُّلَضِلة
( * قوله « ويقال للدليل الى قوله الضلضلة » هكذا في الأصل وعبارة القاموس وشرحه وعلبطة عن ابن الاعرابي والصواب وعلبط كما هو نص الباب اه لكن في التهذيب والتكملة مثل ما في القاموس )
قاله ابن الأَعرابي وضَلَّ الشيءُ يَضِلُّ ضَلالاً أَي ضاع وهَلَك والاسم الضُّلُّ بالضم ومنه قولهم فلان ضُلُّ بن ضُلٍّ أَي مُنْهَمِكٌ في الضَّلال وقيل هو الذي لا يُعْرَف ولا يُعْرَف أَبوه وقيل هو الذي لا خير فيه وقيل إِذا لم يُدْرَ مَنْ هو ومِمَّنْ هو وهو الضَّلالُ بْنُ الأَلال والضَّلال بن فَهْلَل وابْنُ ثَهْلَل كُلُّه بهذا المعنى يقال فلان ضُِلُّ أَضْلالٍ وصِلُّ أَصْلالٍ
( * قوله « ضل أضلال وصل أصلال » عبارة القاموس ضل أضلال بالضم والكسر واذا قيل بالصاد فليس فيه الا الكسر ) بالضاد والصاد إِذا كان داهية وفي المثل يا ضُلَّ ما تَجْرِي به العَصَا أَي يا فَقْدَه ويا تَلَفَه يقوله قَصِير ابن سعد لجَذِيمةَ الأَبْرَش حين صار معه إِلى الزَّبَّاء فلما صار في عَمَلِها نَدِمَ فقال له قَصِيرٌ ارْكَبْ فرسي هذا وانْجُ عليه فإِنه لا يُشَقُّ غُبَارُه وفعل ذلك ضِلَّةً أَي في ضَلال وهُو لِضِلَّةٍ أَي لغير رشْدةٍ عن أَبي زيد وذَهَب ضِلَّةً أَي لم يُدْرَ أَين ذَهَب وذَهَبَ دَمُه ضِلَّةً لم يُثْأَرْ به وفلانٌ تِبْعُ ضِلَّةٍ مضاف أَي لا خَير فيه ولا خير عنده عن ثعلب وكذلك رواه ابن الكوفي وقال ابن الأَعرابي إِنما هو تِبْعٌ ضِلَّةٌ على الوصف وفَسَّره بما فَسَّره به ثعلب وقال مُرَّة هو تِبْعُ ضِلَّة أَي داهيةٌ لا خير فيه وقيل تِبْعُ صِلَّةٍ بالصاد وضَلَّ الرَّجُلُ مات وصار تراباً فَضَلَّ فلم يَتَبَيَّنْ شيء من خَلْقه وفي التنزيل العزيز أَإِذا ضَلَلْنَا في الأَرض معناه أَإِذا مِتْنا وصِرْنا تراباً وعِظَاماً فَضَلَلْنا في الأَرض فلم يتبين شيء من خَلقنا وأَضْلَلْته دَفَنْته قال المُخَبَّل أَضَلَّتْ بَنُو قَيْسِ بنِ سَعْدٍ عَمِيدَها وفارِسَها في الدَّهْر قَيْسَ بنَ عاصم وأُضِلَّ المَيِّتُ إِذا دُفِنَ وروي بيت النابغة الذُّبْياني يَرْثي النُّعمان بن الحرث بن أَبي شِمْر الغَسَّانيّ فإِنْ تَحْيَ لا أَمْلِكْ حَياتي وإِن تَمُتْ فما في حَياةٍ بَعْدَ مَوْتِك طائلُ فآبَ مُضِلُّوهُ بعَيْنٍ جَلِيَّةٍ وغُودِرَ بالجَوْلانِ حَزْمٌ ونائلُ يريد بِمُضِلِّيه دافِنيه حين مات وقوله بعَيْنٍ جَلِيَّةٍ أَي بخبرٍ صادقٍ أَنه مات والجَوْلانُ موضع بالشام أَي دُفِن بدَفْن النُّعمان الحَزْمُ والعطاءُ وأَضَلَّتْ به أُمُّه دَفَنتْه نادر عن ابن الأَعرابي وأَنشد فَتًى ما أَضَلَّتْ به أُمُّه من القَوْم لَيْلَة لا مُدَّعَم قوله لا مُدَّعَم أَي لا مَلْجَأَ ولا دِعَامَة والضَّلَلُ الماء الذي يَجرِي تحت الصَّخرة لا تصيبه الشمس يقال ماءٌ ضَلَلٌ وقيل هو الماء الذي يجري بين الشجر وضَلاضِلُ الماء بقاياه والصادُ لُغةٌ واحدتها ضُلْضُلَةٌ وصُلْصُلة وأَرضٌ ضُلَضِلة وضَلَضِلةٌ وضُلَضِلٌ وضَلَضِلٌ وضُلاضِلٌ غليظة الأَخيرة عن اللحياني وهي أَيضاً الحجارة التي يُقِلُّها الرجلُ وقال سيبويه الضَّلَضِلُ مقصور عن الضَّلاضِل التهذيب الضُّلَضِلَةُ كُلُّ حجر قَدْر ما يُقِلُّه الرَّجُلُ أَو فوق ذلك أَملس يكون في بطون الأَودية قال وليس في باب التضعيف كلمة تشبهها الجوهري الضُّلَضِلة بضم الضاد وفتح اللام وكسر الضاد الثانية حَجَرٌ قَدْر ما يُقِلُّه الرجل قال وليس في الكلام المضاعف غيره وأَنشد الأَصمعي لصَخْر الغَيِّ أَلَسْت أَيَّامَ حَضَرْنا الأَعْزَلَه وبَعْدُ إِذْ نَحْنُ على الضُّلَضِله ؟ وقال الفراء مَكانٌ ضَلَضِلٌ وجَنَدِلٌ وهو الشديد ذو الحجارة قال أَرادوا ضَلَضِيل وجَنَدِيل على بناء حَمَصِيص وصَمَكِيك فحذفوا الياء الجوهري الضَّلَضِلُ والضَّلَضِلة الأَرض الغليظةُ عن الأَصمعي قال كأَنه قَصْر الضَّلاضِل ومُضَلَّل بفتح اللام اسم رجل من بني أَسد وقال الأَسود بن يعْفُر وقَبْليَ مات الخالِدَان كِلاهُما عَمِيدُ بَني جَحْوانَ وابْنُ المُضَلَّلِ قال ابن بري صواب إِنشاده فَقَبْلي بالفاء لأَن قبله فإِنْ يَكُ يَوْمِي قد دَنَا وإِخالُه كَوَارِدَةٍ يَوْماً إِلى ظِمْءِ مَنْهَل والخالِدَانِ هُمَا خالِدُ بْنُ نَضْلة وخالِدُ بن المُضَلَّل

( ضمل ) التهذيب أَهمله الليث وروى عمرو عن أَبيه أَنه قال الضَّمِيلة المرأَة الزَّمِنَة قال وخَطَبَ رجلٌ إِلى معاوية بِنْتاً له عَرْجاء فقال إِنَّها ضَمِيلةٌ فقال إِنِّي أَردت أَن أَتشَرَّف بمُصاهَرَتِك ولا أُريدها للسِّباق في الحَلْبة فَزوَّجه إِيَّاها الضَّمِيلُ الزَّمِن والضَّميلة الزَّمِنة قال الزمخشري إِن صحت الرواية فاللام بدل من النون من الضَّمَانة وإِلا فهي بالصاد المهملة قيل لها ذلك ليُبْسٍ وجُسُوءٍ في ساقها وكُلُّ يابسٍ ضامِلٌ وصَمِيلٌ

( ضمحل ) اضْمَحَلَّ الشيءُ واضْمَحَنَّ على البدل عن يعقوب وامْضَحَلَّ على القلب كُلُّ ذلك ذَهَب والدليل على القلب أَن المصدر إِنما هو على اضْمَحَلَّ دون امْضَحَلَّ وهو الاضْمِحْلال ولا يقولون امْضِحْلال

( ضهل ) ضَهَلَ اللَّبَنُ يَضْهَلُ ضُهُولاً اجتمع واسم اللبن الضَّهْل وقيل كُلُّ ما اجتمع منه شيء بعد شيء كان لَبناً أَو غيرَه فقد ضَهَلَ يَضْهَلُ ضَهْلاً وضُهُولاً حكاه ابن الأَعرابي وضَهَلَتِ الناقةُ والشاةُ فهي ضَهُولٌ قَلَّ لبَنُها والجمع ضُهُولٌ وشاةٌ ضَهُولٌ قليلة اللبن وناقةٌ ضَهُولٌ يخرج لبنها قليلاً قليلاً ويقال إِنَّها لضُهْلٌ بُهْلٌ ما يُشَدُّ لها صِرار ولا يَرْوَى لها حُوار قال ذو الرمة بها كلُّ خَوَّارٍ إِلى كلِّ صَعْلَةٍ ضَهُولٍ ورَفْضُ المُذْرِعاتِ القَراهِب الخَوَّار ثَوْرٌ يَجُوزُ أَي يَجْأَرُ والصَّعْلة النَّعامة ويقال ضَهَل الظِّلُّ إِذا رَجَع ضُهُولاً قال ذو الرمة أَفْياءً بَطِيئاً ضُهُولُها وقول ذي الرمة إِلى كلِّ صَعْلةٍ ضَهُولٍ ضَهُول من نعت النعامة أَنَّها ترجع إِلى بَيْضِها أَبو زيد الضَّهْلُ ما ضَهَلَ في السِّقاء من اللبن أَي اجتمع والضَّهْلُ الماء القليل مثل الضَّحْل وبِئْرٌ ضَهُولٌ قليلة الماء وعَيْنٌ ضاهِلةٌ نَزْرة الماء وكذلك حَمَّه ضاهِلَةٌ وقال رؤبة يَقْرُو بِهِنَّ الأَعْيُنَ الضَّواهِلا وضَهَلَ ماءُ البئر يَضْهَل ضَهْلاً إِذا اجتمع شيئاً بعد شيء وهو الضَّهْلُ والضَّهُول وضَهَلَه يَضْهَله أَي دفع إِليه شيئاً قليلاً من الماء الضَّهْل وعَطِيَّةٌ ضَهْلةٌ أَي نَزْرة ويقال هل ضَهَلَ إِليك خَيْرٌ أَي وَقَع وبئر ضَهُولٌ إِذا يخرج ماؤها قليلاً قليلاً وضَهَل الشَّرابُ قَلَّ وَرَقَّ ونَزُرَ وضَحَلَ صار كالضَّحْضاح وأَعطاه ضَحْلةً من مال أَي عَطِيَّةً نَزْرةً وضَهَلَه حقَّه نَقَصَه إِياه أَو أَبْطَلَه عليه من الضَّهْل وهو الماء القليل كما قالوا أَحْبَضَه إِذا نَقَصَه حَقَّه أَو أَبطله من قولهم حَبَضَ ماءُ الرَّكيَّة يَحْبِض إِذا نَقَصَ وقال يحيى بن يَعْمَر لرجل خاصَمَتْه امرأَتُه فماطَلَها في حَقِّها أَأَنْ سأَلَتْك ثَمَنَ شَكْرِها وشَبرِك أَنْشأْتَ تطُلُّها وتَضْهَلُها وروى الأَزهري في تفسير تَضْهَلُها قال تُمَصِّر عليها العَطاء أَصله من بئر ضَهُول إِذا كان ماؤُها يخرج من جَوانبها وغُرْزُ الماء إِذا نَبَع من قَرارِها وقال المبرد في قوله تَطُلُّها أَي تسعى في بطلان حقها أُخِذَ من الدَّمِ المَطْلول وشَكْرُها فَرْجُها قال الشاعر صَناعٌ بإِشْفاها حَصانٌ بشَكْرِها أَي عَفِيفة الفَرْج وقيل في قوله تَضْهَلُها تَرُدُّها إِلى أَهْلها وتخرجها من قولك ضَهَلْت إِلى فلان إِذا رَجَعت إِليه وهل ضَهَلَ إِليك من مالك شيءٌ أَي هل عاد وقيل تَضْهَلُها أَي تَعْطِيها شيئاً قليلاً وضَهْيَلَ الرجلُ إِذا طال سَفَره واستفاد مالاً قليلاً قال أَبو عمرو الضَّهْلُ المال القليل أَبو زيد يقال ما ضَهَلَ عندك من المال أَي ما اجتمع عندك منه اللحياني يقال قد أَضْهَلْت إِلى فلان مالاً أَي صَيَّرته إِليه وأَضْهَل النخلُ إِذا أَبصرت فيه الرُّطَب وأَضْهَلَ البُسْرُ إِذا بدا فيه الإِرْطاب وضَهَلَ إِليه يَضْهَل ضَهْلاً رَجَع وقيل هو أَن يرجع إِليه على غير وجه القِتال والمُغالَبة وفلان تَضْهَل إِليه الأُمورُ أَي تَرْجِع

( ضيل ) الضَّالُ السِّدْر البَرِّيُّ غير مهموز والضَّالُ من السَّدْر ما كان عِذْياً واحدته ضالَةٌ ومنه قول ابن مَيَّادة قَطَعْتُ بمِصْلالِ الخِشاشِ يَرُدُّها على الكُرْهِ منها ضالَةٌ وجَدِيلُ
( * قوله « قطعت الى قوله من الضال » هذه عبارة الجوهري قال الصاغاني وهي تصحيف والرواية ضانة بالنون وهي البرة )
يريد الخِشاشةَ المُتَّخذة من الضالِ وأَضْيَلَت الأَرْضُ وأَضالَتْ إِذا صار فيها الضَّالُ مثل أَغْيَلَتْ وأَغالَتْ وفي الحديث قال لجرير أَيْنَ مَنْزلُك ؟ قال بأَكناف بِيشَةَ بين نَخْلَةٍ وضالَةٍ الضالَة بتخفيف اللام واحدة الضَّالِ وهو شَجَر السِّدر من شجر الشَّوْكِ فإِذا نَبَت على شَطِّ الأَنهار قيل له العُبْرِيُّ وأَلفه منقلبة عن الياء وأَضْيَلَ المكانُ وأَضالَ أَنْبَتَ الضَّالَ عن أَبي حنيفة عن الفراء وإِليه ترك ابن جني ما وجده مضبوطاً بخط جَعْفر بن دِحْيةَ رَجُلٍ من أَصحاب ثعلب من الضَّأْل مهموزاً قال ابن جني وأَردت أَن أَحْمِله على الضَّئِيل الذي هو الشَّخْت لأَن الضَّالَ هو السِّدْر الجَبَلي والجَبَليُّ أَرَقُّ عوداً من النَّهْري حتى وجدت بخط أَبي إِسحق أَضْيَلَ المكانُ فاطَّرَحْتُ ما وجدته بخَطِّ جعفر قال أَبو حنيفة الضَّالُ يَنْبُت في السُّهُول والوُعُور وقَوْسُ الضَّالِ إِذا بُرِيَتْ بُرِيَتْ جَزْلةً ليكون أَقوى لها وإِنما يُحْتَمَل ذلك منها لخِفَّة عُودِها قال الأَعشى لاحَهُ الصَّيْفُ والغِيارُ وإِشْفا قٌ على سَقْبَةٍ كقَوْسِ الضَّالِ وقول ساعدة بن جُؤَيَّة كَساها ضالةً ثُجْراً كأَنَّ ظُباتِها الوَرَقُ أَراد سِهاماً بُرِيَتْ من ضالَةٍ يَدُلُّ على ذلك قوله ثُجْراً وقال أَبو حنيفة أَيضاً الضَّالُ شجرة من الدِّقِّ تكون بأَطراف اليمن ترتفع قدر الذِّراع تَنْبُت نَبات السَّرْوِ ولَها بَرَمَةٌ صفراء ذَكِيَّة جِدّاً تأْتيك رِيحُها من قَبْل أَن تَصِل إِليها قال وليست بِضالِ السِّدْر هكذا حكاه الضَّالُ شجرة فإِما أَن يكون مما قيل بالهاء وغير الهاء كحالَةٍ وحالٍ وإِمّا أَن يريد بشجرة شجراً فوضع الواحد موضع الجمع التهذيب يقال خَرَج فلان بِضالَتِه أَي بسِلاحِه والضَّالَة السِّلاحُ أَجْمَعُ يقال إِنَّه لَكامل الضَّالَةِ والأَصل في الضالَةِ النِّبالُ والقِسِيُّ التي تُسَوَّى من الضَّالِ وقال بعض الأَنصار قال ابن بري وهو عاصم بن ثابت أَبُو سُلَيْمانَ وَصُنْعُ المُقْعَدِ وضالةٌ مِثْلُ الجَحِيمِ المُوقَدِ
( * قوله « وصنع » كذا في التهذيب والذي في التكملة ومثله في قعد من اللسان وريش )
أَراد بالضالةِ السِّهامَ شَبَّه نِصالَها في حِدَّتها بنارٍ مُوقَدَة قال ابن بري وقد يعبر بالضالَة عن النَّبْل لأَنها تُعْمَل منها قال ساعدة بن جُؤَيَّة أَجَرْت بمَخْشُوبٍ صَقِيلٍ وضالَةٍ مَباعِجَ ثُجْرٍ كُلُّها أَنت شائف وفي حديث أَبي هريرة قال له أَبان بن سعيد وَبْرٌ تَدَلَّى من رأْس ضالٍ هو بالتخفيف مكانٌ أَو جَبَلٌ بعينه يريد به تَوْهِين أَمره وتحقير قَدْره قال ابن الأَثير ويروى بالنون وهو أَيضاً جبل في أَرض دَوْسٍ وقيل أَراد به الضأْن من الغنم فتكون أَلفه همزة

( طبل ) الطَّبْلُ معروف الذي يُضْرَب به وهو ذو الوجه الواحد والوجهين والجمع أَطْبال وطُبُول والطَّبَّال صاحب الطَّبْل وفِعْله التَّطْبِيل وحِرْفته الطِّبالة وقد طَبَلَ يَطْبُل والطَّبْلة شيء من خَشَب تتخذه النساء والطَّبْل الرَّبْعة للطيِّب والطَّبْل سَلَّة الطعام الجوهري وطَبْلُ الدراهِم وغيرها معروفٌ والطَّبْلُ الخَلْق قال قد عَلِمُوا أَنَّا خِيارُ الطَّبْل وأَنَّنا أَهْلُ النَّدى والفَضْل وما أَدْري أَيُّ الطَّبْل هُو وأَيُّ الطَّبْن هُو أَي ما أَدري أَيُّ الناس قال لبيد
( * قوله « قال لبيد » قال الصاغاني ليس الرجز للبيد )
ثمَّ جَرَيْتُ لانْطِلاقِ رِسْلي سَتَعْلمون مَنْ خِيارُ الطَّبْل وقال البَعِيث وأَبْقى طَوالُ الدَّهْرِ من عَرَصاتِها بَقِيَّةَ أَرْمامٍ كأَرْدِيَة الطَّبْل والطَّبْل ضَرْب من الثياب وقيل هو وَشْيٌ يَمانٍ فيه كهيئة الطُّبُول التهذيب الطَّبْل ثياب عليها صورة الطَّبْل تُسمَّى الطَّبْلِيَّة ويقال لها أَرْدِية الطَّبْل تُحْمَل من مصر صانها الله تعالى قال أَبو النجم مِنْ ذِكْرِ أَيَّامٍ ورَسْمٍ ضاحي كالطَّبْلِ في مُخْتَلَف الرِّياح ابن الأَعرابي الطَّبْل الخَراج ومنه قولهم فلان يُحِبُّ الطَّبْلِيَّةَ أَي يُحِبُّ دراهم الخَراج بلا تعب والطَّبالة النَّعْجة وفي المحكم الطُّوبالةُ وجمعها طُوبالاتٌ ولا يقال للكبش طُوبالٌ قال طَرَفة أَو غيره نَعاني حَنانةُ طُوبالةً تُسَفُّ يَبِيساً من العِشْرِقِ نَصَب طُوبالةً على الذم له كأَنه قال أَعْني طُوبالةً

( طبرزل ) قال في ترجمة طَبَرْزَذُ السُّكَّر فارسيٌّ معرَّب وحكى الأَصمعي طَبَرْزَل وطَبَرْزَن قال يعقوب طَبَرْزُل وطبَرْزُن لهذا السُكَّر بالنون واللام قال وهو مثال لا أَعرفه قال ابن جني قولهم طَبَرْزَل وطَبَرْزَن لسْتَ بأَن تَجْعَل أَحدهما أَصلاً لصاحبه بأَولى منك بحَمْله على ضِدِّه لاستوائهما في الاستعمال

( طحل ) الطِّحالُ لَحْمة سوداء عَريضة في بطن الإِنسان وغيره عن اليسار لازِقةٌ بالجَنْب مُذَكَّر صَرَّحَ اللحياني بذلك والجمع طُحُلٌ لا يُكَسَّر على غير ذلك وطَحِلَ طَحَلاً عَظُم طِحالُه فهو طَحِلٌ وطُحِلَ طَحْلاً شَكا طِحالَه أَنشد ابن بري للحَرِث بن مُصَرِّف أَكْوِيه إِمَّا أَراد الكَيَّ مُعْتَرِضاً كَيَّ المُطَنِّي من النَّحْزِ الطَّني الطَّحِلا وطَحَلَه يَطْحَلُه طَحْلاً وطَحَلاً أَصاب طِحَالَه فهو مَطْحُول ويقال إِنّ الفرس لا طِحالَ له وهو مَثَلٌ لسرعته وجَرْيه كما يقال البعير لا مَرارة له أَي لا جَسارة له وطَحِلَ الماءُ طَحَلاً فهو طَحِلٌ فَسَدَ وتَغَيَّرت رائحتُه من حَمْأَته الأَزهري أَبو زيد ماء طَحِلٌ أَي كثير الطُّحْلُب وماء طَحِلٌ كَدِرٌ قال زهير يَخْرُجْنَ من شَرَباتٍ ماؤها طَحِلٌ على الجُذُوعِ يَخَفْنَ الغَمَّ والغَرَقا والطَّحِلُ الغَضْبانُ والطَّحِلُ المَلآن وأَنشد ما إِنْ يَرُودُ ولا يَزالُ فِراغُه طَحِلاً ويَمْنَعُه من الأَعْيالِ وكِساءٌ أَطْحَلُ على لون الطِّحال ورَمادٌ أَطْحَل إِذا لم يكن صافياً ابن سيده الطُّحْلة لون بين الغُبْرة والبياض بسواد قليل كَلَوْن الرَّماد ذِئبٌ أَطْحَل وشاة طَحْلاء والفعل من ذلك كله طَحِل طَحَلاً وجعل أَبو عبيدة الأَطْحَل اسم اللون فقال هو لون الرماد وأُرى أَبا حنيفة حكى نَصْلٌ أَطْحَل وشَرابٌ طاحِلٌ إِذا لم يكن صافي اللَّون وكذلك غُبارٌ طاحل قال رؤبة وبَلْدة تُكْسى القَتَامَ الطَّاحِلا ابن الأَعرابي الطَّحِل الأَسْود ويقال فَرَس أَخضر أَطْحَل للذي يعلو خُضْرتَه قليل صُفرة الأَزهري ومن أَمثال العرب ضَيَّعْتَ البِكارَ على طِحالٍ يُضْرب مثلاً لمن طَلب حاجة إِلى من أَساء إِليه وأَصل ذلك أَن سُوَيد بن أَبي كاهِلٍ هَجا بَني غُبَر في رجز له فقال مَنْ سَرَّه النَّيْكُ بغير مالِ فالغُبَريَّاتُ على طِحالِ شَواغِراً يُلْمِعْنَ بالقُفّالِ ثم إِن سُوَيْداً أُسر فَطَلب إِلى بني غُبَر
( * قوله « بني غبر إلخ » ضبط في القاموس بالضم والتشديد ووزنه شارحه بسكر وفي معجم ياقوت والتكملة والتهذيب بالتخفيف ) أَن يُعينوه في فَكَاكِه فقالوا له ضَيَّعْتَ البِكَارَ على طِحالٍ والبِكارُ جمع بَكْر وهو الفَتِيُّ من الإِبل الأَزهري طِحال موضع وقد ذكره ابن مقبل فقال ليْتَ اللَّيالي يا كُبَيْشةُ لم تكُنْ إِلاَّ كَلَيْلتنا بحَزْمِ طِحال وقال الأَخطل فيه أَيضاً وعَلا البَسيطةَ فالشَّقِيقَ بِرَيِّقٍ فالضَّوْجَ بَيْنَ رُوَيَّةٍ فطِحالِ الجوهري وأَطْحَلَ جَبَلٌ بمَكَّة يُضاف إِليه ثَوْرُ ابن عبد مَناة بن أُدِّ بن طابخة يقال ثوْرُ أَطْحَل لأَنه نَزَله ابن سيده أَطْحَل اسم جَبل ولم يَخُصَّه بمكة ولا بغيرها وطِحال اسم كلب

( طخمل ) الأَزهري في ترجمة خرط قال قرأْت في نسخة من كتاب الليث عَجِبْتُ لخِرْطِيطٍ ورَقْمِ جَناحِه ورُمَّة طِخْمِيلٍ ورَعْثِ الضَّغادِر قال الطِّخْمِيل الدِّيك

( طربل ) الطِّرْبال عَلَمٌ يُبْنَى وقيل هو كل بناء عال وقيل هي كل قطعة من جبل أَو حائط مستطيلة في السماء وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال إِذا مَرَّ أَحدكم بِطِرْبالٍ مائل فليسرع المشي قال أَبو عبيدة هو شبيه بالمَنْظَرة من مَناظِر العجم كهيئة الصَّوْمعة والبناء المرتفع قال جرير أَلْوى بها شَذْبُ العُروق مُشَذَّبٌ فكأَنَّما وَكَنَتْ على طِرْبال قال الأَزهري ورأَيت أَهل النخل في بَيضاء بني جذيمة يَبْنون خِياماً من سَعَف النخل فوق نُقْيان الرَّمال يَتَظَلَّل بها نواطيرُهم ويُسَمُّونها الطَّرابيل والعرازيل وقال شمر الطَّرابيلُ الأَميال واحدها طِرْبال وقال ابن شميل هو بناءٌ يُبْنَى عَلَماً للخيل يُسْتَبَق إِليه ومنه ما هو مثل المنارة وبالمَنْجَشانِيَّة واحد منها بموضع قريب من البصرة قال دُكَين حتى إِذا كان دُوَيْنَ الطِّرْبال رَجَعْنَ منه بصَهِيلٍ صَلْصال مُطَهَّر الصُّورة مثل التِّمْثال
( * قوله « رجعن » هكذا في الأصل وفي التهذيب ومعجم ياقوت بشر وقوله « مطهر » كذا في الأصل ومعجم ياقوت بالراء وفي نسخة من التهذيب مطهم بالميم ) فُسِّر الطِّرْبالُ هنا بالمنارة الفراء الطِّرْبال الصَّوْمَعة وقال ابن الأَعرابي هو الهدف المُشْرِف وقال الجوهري الطِّرْبال القِطعة العالية من الجِدار والصخرةُ العظيمة المُشْرِفة من الجبل قال وطَرابيلُ الشام صَوامِعُها ورَجلٌ مُطَرْبِلٌ يَسحب ذُيوله وكَتَب أَبو مُحَلِّم إِلى رجل اشترِ لنا جَرَّةً ولْتَكُنْ غير قَعْراء ولا دَنَّاء ولا مُطَرْبَلة الجوانب قال ابن حَمُّويه سأَلت شمِراً عن الدَّنَّاء فقال القصيرة قال والمُطَرْبَلَة الطويلة ويقال طَرْبَل بَوْلَه إِذا مَدَّه إِلى فوق

( طرجهل ) الجوهري الطِّرْجِهالةُ كالفِنْجانة معروفة قال وربما قالوا طِرْجِهارَة بالراء قال الأَعشى ولَقَدْ شَرِبْتُ الخَمْرَ أُسْ قَى من إِناءِ الطِّرْجِهارَه

( طرغل ) التهذيب في كتاب شمر الأُطْرُغُلاّتُ هي الدَّباسِيُّ والقَمارِيُّ والصَّلاصلُ ذوات الأَطواق قال ولا أَدري أَمُعَرَّب هو أَم عربي

( طرفل ) التهذيب في الرباعي طَرْفَل دواء مُؤَلَّف وليس بعربي مَحْض

( طسل ) الطَّسْل الماء الجاري على وجه الأَرض والطَّسْل ضوء السَّراب والطَّسْل اضطراب السَّراب وطَسَلَ السرابُ اضطرب قال رؤبة تُقَنِّعُ المَوْماة طَسْلاً طاسِلا ويؤيد قول رؤبة قولُ هِمْيان بن قُحافة في الطَّسْل بَلْ بَلَدٍ يُكْسى القَتَامَ الطّاسِلا قالوا الطّاسِل المُلْبِس وقال بعضهم الطاسِل والسّاطِلُ من الغُبار المرتفع والطَّيْسَل السَّراب البَرّاق ولَيْل طَيْسَلٌ مُظْلِم والطَّيْسَل الرِّيح الشديدة والطَّيْسَل اللبن الكثير وقيل الكثير من كل شيء وطَيْسَلة اسم قال تَهْزَأُ مِنِّي أُخْتُ آلِ طَيْسَله قالت أَراهُ في الوَقارِ والعَلَه
( * قوله « في الوقار والعله » هكذا في المحكم وانشده في التكملة مبلطاً لا شيء له قال والمبلط المملق )
ويقال للماء الكثير طَيْسَلٌ وطَسْلٌ ابن الأَعرابي الطَّيْسَل الطَّسْتُ قال وطَيْسَلَ الرجُل إِذا سافر سفراً قريباً فكثُر مالُه وأَنشد أَبو عمرو تَرْفَع في كُلِّ زُقاقٍ قَسْطَلا فصَبَّحَتْ من شُبْرُمان مَنْهَلا أَخْضَرَ طَيْساً زَغْرَبِيٍّا طَيْسَلا يصف حَميراً وردت ماء قال والطَّيْسُ والطَّيْسَل والطَّرْطَبيس بمعنى واحد في الكثرة الجوهري ماء طَيْسَل ونَعَمٌ طَيْسَلٌ أَي كثير والطَّيْسَل الغُبار

( طعل ) ابن الأَعرابي الطاعِل السَّهْم المُقَوَّم والطَّعْل القَدْح في الأَنساب قال الأَزهري وهذان حرفان غريبان لم اسمعهما لغيره

( طفل ) الطِّفْلُ البَنان الرَّخْص المحكم الطَّفْل بالفتح الرَّخْص الناعم والجمع طِفالٌ وطُفول قال عمرو بن قَمِيئة إِلى كَفَلٍ مِثْلِ دِعْصِ النَّقا وكَفٍّ تُقَلِّبُ بِيضاً طِفالا وقال ابن هَرْمة مَتى ما يَغْفُلِ الواشون تومِئْ بأَطْرافٍ مُنَعَّمةٍ طُفول والأُنثى طَفْلة قال الأَعشى رَخْصَةٌ طَفْلَةُ الأَنامل تَرْتَبْ بُ سُخاماً تَكُفُّه بخِلال وقد طَفُل طَفالةً وطُفولةً ويقال جارية طَفْلةٌ إِذا كانت رَخْصةً والطِّفْلُ والطِّفْلة الصغيران والطِّفْل الصغير من كل شيء بَيِّن الطَّفَل والطَّفالة والطُّفولة والطُّفولية ولا فِعْل له واستعمله صخر الغَيِّ في الوَعِل فقال بها كان طِفْلاً ثم أَسدَسَ واستَوى فأَصْبَح لِهْماً في لُهوم قَراهِب وقول أَبي ذؤيب ثَلاثاً فلما اسْتُحِيلَ الجَها مُ واستَجْمَعَ الطِّفْلُ فيها رُشوحا عنى بالطِّفْل السَّحابَ الصِّغار أَي جَمَعتها الريح وضمَّتها واستعار لها الرُّشوحَ حين جعلها طِفْلاً وقول أَبي كبير أَزُهَيْرُ إِن يُصْبِحْ أَبوك مُقَصِّراً طِفْلاً يَنُوءُ إِذا مَشى للكَلْكَل أَراد أَنه يُقَصِّر عما كان عليه ويَضْعُف من الكِبَر ويرجع إِلى حَدِّ الصِّبا والطُّفولة والجمع أَطفال لا يُكَسَّر على غير ذلك وقال أَبو الهيثم الصَّبيُّ يُدْعى طِفْلاً حين يسقط من بطن أُمه إِلى أَن يَحتلم وفي حديث الاستسقاء وقد شُغِلَتْ أُمُّ الصَّبيِّ عن الطِّفْل أَي شُغِلَت بنفسها عن ولدها بما هي فيه من الجَدْب ومنه قوله تعالى تَذْهَل كلُّ مُرْضِعة عما أَرْضَعَت وقولهم وَقَع فلان في أَمر لا يُنادى وَلِيدُه وقوله عز وجل ثم يُخْرِجُكم طِفْلاً قال الزجاج طِفْلاً هنا في موضع أَطفال يَدُلُّ على ذلك ذكرُ الجماعة وكأَنَّ معناه ثم يُخْرِج كلَّ واحد منكم طِفْلاً وقال تعالى أَو الطِّفْلِ الذين لم يَظْهَروا على عَوْراتِ النساء والعرب تقول جارية طِفْلَةٌ وطِفْلٌ وجاريتان طِفْلٌ وجَوارٍ طِفْلٌ وغُلام طِفْلٌ وغِلْمان طِفْلٌ ويقال طِفْلٌ وطِفْلَةٌ وطِفْلانِ وأَطْفالٌ وطِفْلَتانِ وطِفْلاتٌ في القياس والطِّفْل المولود وولَدُ كلِّ وحْشِيَّة أَيضاً طِفْلٌ ويكون الطِّفْل واحداً وجمعاً مثل الجُنُب وغُلام طَفْلٌ إِذا كان رَخْص القَدَمين واليدين وامرأَة طَفْلة البَنان رَخْصَتُها في بياض بَيِّنة الطُّفولة وقد طَفُل طَفالةً أَيضاً وبَنانٌ طَفْلٌ وإِنما جاز أَن يوصف البَنانُ وهو جمعٌ بالطَّفْل وهو واحد لأَن كل جمع ليس بينه وبين واحده إِلاَّ الهاء فإِنه يُوَحَّد ويُذَكَّر ولهذا قال حميد فَلَمَّا كَشَفْنَ اللِّبْسَ عنه مَسَحْنَه بأَطراف طَفْلٍ زان غَيْلاً مُوَشَّما أَراد بأَطراف بَنان طَفْلٍ فجعله بدلاً عنه قال والطِّفْل الصغير من أَولاد الناس والدواب وأَطْفَلَتِ المرأَةُ والظَّبْيَة والنَّعَم إِذا كان معها ولدٌ طِفْلٌ وقال لبيد فعَلا فُروعَ الأَيْهَقان وأَطْفَلَتْ بالجَلْهَتَيْن ظِباؤها ونَعامُها قال ابن سيده وأَما قول لبيد وأَطْفَلَتْ بالجَلْهَتَيْن فإِنه أَراد وباضَ نَعامُها ولكنه على قوله شَرَّابُ أَلبانٍ وتَمْرٍ وأَقِط وقوله تعالى فأَجْمِعوا أَمركم وشركاءكم فسيبويه يَطْرُده والأَخفش يَقِفُه أَبو عبيد ناقة مُطْفِلٌ ونوق مَطافِلُ ومَطافِيلُ بالإِشباع معها أَولادها وفي الحديث سارت قُرَيْشٌ بالعُوذ المطافِيل أَي الإِبل مع أَولادها والعُوذ الإِبل التي وَضَعَت أَولادها حَدِيثاً ويقال أَطْفَلَتْ فهي مُطْفِلٌ ومُطْفِلة يريد أَنهم جاؤوا بأَجمعهم كبارهم وصغارهم وفي حديث علي عليه السلام فأَقْبَلْتم إِليّ إِقبالَ العُوذ المَطافِل فجمع بغير إِشباع والمُطْفِل ذات الطِّفْل من الإِنسان والوحش معها طِفْلُها وهي قريبة عهد بالنَّتاج وكذلك الناقة والجمع مَطافِيل ومَطافِلُ قال أَبو ذؤيب وإِنَّ حَديثاً مِنْكِ لو تَبْذُلِينَه جَنَى النَّحْل في أَلبانِ عُوذٍ مَطافِل مَطافِيلَ أَبكارٍ حديثٍ نَتاجُها تُشاب بماءٍ مِثْل ماء المِفاصِل وطَفَّلَتِ الناقةُ رَشَّحَتْ طِفْلَها قال الأَخطل إِذا زَعْزَعَتَه الرِّيحُ جَرَّ ذُيولَه كما رَجَّعَتْ عُوذٌ ثِقالٌ تُطَفِّل وليلة مُطْفِلٌ تَقْتُل الأَطفال ببَرْدِها والطِّفْل الحاجة وأَطْفالُ الحوائج صِغارُها والطِّفْل الشمسُ عند غروبها والطِّفْل الليل ويقال للنار ساعة تُقْدَح طِفْلٌ وطِفْلة ابن سيده والطِّفْلُ سَقْطُ النار والجمع أَطفال وكل ذلك قد فسر به قول زهير لأَرْتَحِلَنْ بالفَجْرِ ثم لأَدْأَبَنْ إِلى اللَّيْل إِلاَّ أَنْ يُعَرِّجَني طِفْلُ يعني حاجة يسيرة مثل قَدْح نار أَو نزولٍ للبول وما أَشبهه وكلُّ جُزْء من ذلك طِفْلٌ كان عَيْنَاً أَو حَدَثاً والجمع كالجمع ومن هنا قالوا طِفْل الهَمِّ والحُبِّ قال يَضُمُّ إِليّ اللَّيْلُ أَطفالَ حُبِّها كما ضَمَّ أَزْرارَ القَميص البَنائقُ والتَّطْفيلُ السير الرُّوَيْد يقال طَفَّلْتُها تطفيلاً يعني الإِبل وذلك إِذا كان معها أَولادها فَرَفَقْتَ بها في السير ليَلْحَقَها أَولادها الأَطفالُ فأَما قول كَهْدَلٍ الراجز با ربِّ لا تَرْدُدْ إِلينا طِفْيَلا فإِما أَن يكون طِفْيَل بناء وَضْعِيّاً كرجُل طِرْيَم وهو الطويل ويَعْنِي به طِفْلاً وإِما أَن يكون أَراد طُفَيْلاً يُصَغِّره بذلك ويُحَقِّره فلَمَّا لم يستقم له الوزن غَيَّر بناء التصغير وهو يريده وهذا مذهب ابن الأَعرابي والقياس ما بدأْنا به وطَفَلُ العَشيِّ آخرُه عند غروب الشمس واصفرارها يقال أَتيته طَفَلاً وعِشاءً طَفَلاً فإِما أَن يكون صفة وإِما أَن يكون بدلاً وطَفَلَت الشمسُ تَطْفُلُ طُفولاٍ وطَفَّلَتْ تطفيلاً هَمَّت بالوجوب ودَنَتْ للغروب وتَطْفيلُ الشمس مَيْلُها للغروب الأَزْهري طَفَلَتْ فهي تَطْفُل طَفْلاً ويقال طَفَّلَت تَطْفيلاً إِذا وقع الطَّفَل في الهواء وعلى الأَرض وذلك بالعَشيِّ وأَنشد باكَرْتُها طَفَلَ الغَداة بِغارةٍ والمُبْتَغُون خِطارَ ذاك قليلُ وقال لبيد وعلى الأَرْضِ غَياباتُ الطَّفَل وقال ابن بُزُرْج يقال أَتيته طَفَلاً أَي مُمْسِياً وذلك بعدما تدنو الشمس للغروب وأَتيته طَفَلاً وذلك بعد طلوع الشمس أُخِذ من الطِّفْل الصغير وأَنشد ولا مُتَلافِياً والشَّمْسُ طِفْلٌ بِبَعْض نَواشِغ الوادي حُمولا
( * قوله « ولا متلافيا إلخ » لعل تخريج هذا هنا من الناسخ فان محله تقدم عند قوله والطفل الشمس عند غروبها كما صنع شارح القاموس )
وفي حديث ابن عمر أَنه كَرِه الصلاة على الجنازة إِذا طَفَلَتِ الشمسُ للغروب أَي دنت منه واسم تلك الساعة الطَّفَلُ وجارية طِفْلَةٌ إِذا كانت صغيرة وجارية طَفْلة إِذا كانت رقيقة البَشَرة ناعمةً الأَصمعي الطَّفْلة الجارية الرَّخْصة الناعمة وكذلك البَنانُ الطَّفْل والطِّفْلة الحديثة السِّنِّ والذَّكَرُ طِفْلٌ وطَفَّل اللَّيْلُ دَنا وأَقْبَل بظلامه وأَنشد ابن الأَعرابي وطَيِّبةٍ نَفْساً بتأْبين هالكٍ تَذَكَّرُ أَخْداناً إِذا اللَّيْلُ طَفَّلا قوله طَيِّبة نَفْساً أَي أَنها لم تُعْطَ أَجراً على نَوْح هالِكٍ إِنما تنوح لشَجْو أُخرى تبكي على ابنها أَو غيره وطَفَلْنا وأَطْفَلْنا دخلنا في الطَّفَل والطَّفَلُ طَفَلُ الغَداة وطفَلُ العَشيّ من لَدُنْ أَن تَهُمَّ الشمسُ بالذُّرُور إِلى أَن يَسْتَمْكِنَ الضَّحُّ من الأَرض وقال ابن سيده طَفَلُ الغَداة من لَدُنْ ذُرور الشمس إِلى استكمالها في الأَرض الجوهري والطَّفَل بالتحريك بعد العصر إِذا طَفَلت الشمسُ للغروب والطَّفَل أَيضاً مَطَرٌ قال الشاعر لِوَهْدٍ جادَهُ طَفَلُ الثُّرَيَّا وطُفَيْلٌ شاعر معروف وطُفَيْلُ الأَعراس وطُفَيْل العرائس رجُلٌ من أَهل الكوفة من بني عبد الله بن غَطَفان كان يأْتي الولائم دون أَن يُدْعى إِليها وكان يقول وَدِدْتُ أَن الكوفة كُلَّها بِرْكة مُصَهْرَجَةٌ فلا يَخْفى عليَّ منها شيء ثم سُمِّي كل راشِنٍ طُفَيْلِيّاً وصَرَّفوا منه فعلاً فقالوا طَفَّل ورجُلٌ طِفْليلٌ يدخل مع القوم فيأْكل طَعامَهم من غير أَن يُدْعى ابن السكيت وفي قولهم فلان طُفَيْليٌّ للذي يدخل الوليمة والمآدبَ ولم يُدْعَ إِليها وقد تَطَفَّل وهو منسوب إِلى طُفَيْل المذكور والعرب تُسَمِّي الطُّفَيْليَّ الرَّاشِنَ والوارِش وحكى ابن بري عن ابن خالويه الطُّفَيْليّ والوارِش والواغِل والأَرْشم والزَّلاَّل والقَسْقاس والنتيل والدَّامِر والدَّامِق والزَّامِجُ واللَّعمَظ واللَّعْمُوظ والمَكْزَم والطُّفال والطَّفال الطِّين اليابس يَمانيةٌ وطَفِيلٌ بفتح الطاء اسم جبل وقيل موضع قال وهَلْ أَرِدَنْ يوماً مِياه مَجَنَّة ؟ وهَلْ يَبْدُوَنْ لي شامةٌ وطَفِيل ؟ قال ابن الأَثير وفي شعر بلال وهل يَبْدُوَنْ لي شامةٌ وطَفِيل ؟ قال قيل هما جبلان بنواحي مكة وقيل عينانِ وقال الليث التَّطْفِيل من كلام أَهل العراق ويقال هو يَتَطَفَّل في الأَعراس وقال أَبو طالب قولهم الطُّفَيْليُّ قال الأَصمعي هو الذي يدخل على القوم من غير أَن يَدْعُوه نأْخوذ من الطَّفَل وهو إِقبال الليل على النهار بظُلْمته وقال أَبو عمرو الطَّفَلُ الظُّلمة نفسُها وأَنشد لابن هَرْمة وقد عَرانيَ من لَوْنِ الدُّجَى طَفَلُ أَراد أَنه يُظْلِمُ على القوم أَمرُه فلا يدرون مَن دَعاه ولا كيف دَخَل عليهم قال وقال أَبو عبيدة نسب إِلى طُفَيْل بن زَلاَّلٍ رجل من أَهل الكوفة وريحٌ طِفْلٌ إِذا كانت ليِّنة الهبوب وعُشْبٌ طِفْلٌ لم يَطُلْ وطَفْلٌ أَي ناعمٌ

( طفأل ) الطِّفْئل الماء الرَّنْق الكَدِرُ يَبْقى في الحوض واحدته طِفْئلةٌ يعني بالواحدة الطائفة

( طفنشل ) التهذيب في الرباعي عن الأُموي الطَّفَنْشَأُ مقصور مهموز الضعيفُ من الرجال وقال شمر الطَّفَنْشَلُ باللام وأَنشد لمَّا رأَتْ بُعَيْلَها زِنْجِيلا طَفَنْشَلاً لا يَمْنَعُ الفَصِيلا قالت له مقالةً تَفْصِيلا ليْتَكَ كُنْت حَيْضةً تَمْصيلا قال أَنشَدَنيه الإِيادِيُّ كذلك

( طلل ) الطَّلُّ المَطَرُ الصِّغارُ القَطر الدائمُ وهو أَرْسخُ المطر نَدًى ابن سيده الطَّلُّ أَخَفُّ المطر وأَضعفه ثم الرَّذاذُ ثم البَغْش وقيل هو النَّدى وقيل فوق النَّدى ودون المطر وجمعه طِلالٌ فأَما قوله أَنشده ابن الأَعرابي مثل النَّقا لبَّدَه ضَرْبُ الطَّلَل فإِنه أَراد ضرْب الطَّلِّ ففَكَّ المُدْغَم ثم حرَّكه ورواه غيره ضربُ الطِّلل أَراد ضرب الطِّلال فحذف أَلف الجمع ويومٌ طَلٌّ ذو طَلٍّ وطُلَّت الأَرضُ طَلاًّ أَصابها الطَّلُّ وطلَّت فهي طَلّةٌ ندِيَتْ وطلَّها النَّدى فهي مطلولةٌ وقالوا في الدعاء طُلَّتْ بلادُك وطَلَّتْ فطُلَّت أُمْطِرت وطَلَّت نديَتْ وقال أَبو إِسحق طُلَّتْ بالضم لا غير يقال رحُبَتْ بلادُك وطُلَّتْ بالضم ولا يقال طَلَّتْ لأَن الطَّلَّ لا يكون منها إِنما هي مفعولة وكل ندٍ طَلٌّ وقال الأَصمعي أَرضٌ طلَّة نديَةٌ وأَرضٌ مطلولة من الطَّلِّ وطلَّت السماءُ اشْتَدَّ وقعُها والمُطَلِّل الضَّباب ويقال للنَّدى الذي تخرجه عروق الشجر إِلى غصونها طَلٌّ وفي حديث أَشراط الساعة ثم يُرْسِل الله مطراً كأَنه الطَّلُّ الطَّلُّ الذي ينزل من السماء في الصَّحْو والطَّلُّ أَيضاً أَضعف المطر والطَّلُّ قِلَّة لَبن الناقة وقيل هو اللبن قَلَّ أَو كَثُر والمطلول اللَّبَن المَحْضُ فوقه رغْوة مصبوبٌ عليه ماءٌ فتَحْسبُه طَيِّباً وهو لا خير فيه قال الراعي وبحَسْب قَوْمِك إِن شَتَوْا مطلولةٌ شَرَع النَّهار ومَذْقةٌ أَحياناً وقيل المَطْلولة هنا جِلدة موْدُونة بلبن مَحْضٍ يأْكلونها وقالوا ما بها طَلٌّ ولا ناطِلٌ فالطَّلُّ اللبن والنَّاطِلُ الخمر وما بها طَلٌّ أَي طِرْقٌ ويقال ما بالناقة طَلٌّ أَي ما بها لبن والطُّلَّى الشَّرْبة من الماء والطَّلُّ هَدْرُ الدَّم وقيل هو أَن لا يُثْأَر به أَو تُقْبَل ديَتُه وقد ظلَّ الدمُ نفسُه طلاًّ وطَلَلْتُه أَنا قال أَبو حيَّة النُّميري ولكنْ وبَيْتِ اللهِ ما طلَّ مُسْلِماً كغُرِّ الثَّنايا واضحاتِ المَلاغِم وقد طُلَّ طَلاًّ وطُلولاً فهو مطلولٌ وطَليلٌ وأُطِلَّ وأَطَلَّه اللهُ الجوهري طَلَّه اللهُ وأَطَلَّه أَي أَهدره أَبو زيد طُلَّ دَمُه فهو مطلولٌ قال الشاعر دِماؤُهُم ليس لها طالِبٌ مطلولةٌ مثل دَمِ العُذْرَه أَبو زيد طُلَّ دَمُه وأَطَلَّه اللهُ ولا يقال طَلَّ دَمُه بالفتح وأَبو عبيدة والكسائي يقولانه ويقال أُطِلَّ دَمُه أَبو عبيدة فيه ثلاث لغات طَلَّ دَمُه وطُلَّ دَمُه وأُطِلَّ دَمُه والطُّلاَّءُ الدَّمُ المطلول قال الفارسي همزته منقلبة عن ياء مُبْدَلةٍ من لام وهو عنده من مُحَوّل التضعيف كما قالوا لا أَمْلاه يريدون لا أَمَلُّه وفي الحديث أَن رجلاً عَضَّ يَدَ رجل فانتزع يَدَه من فيه فسَقَطَتْ ثَناياه فطَلَّها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أَي أَهْدَرَها وأَبطلها قال ابن الأَثير هكذا يروى طَلَّها بالفتح وإِنما يقال طُلَّ دَمُه وأُطِلَّ وأَطَلَّه اللهُ وأَجاز الأَوَّلَ الكسائي قال ومنه الحديث مَنْ لا أَكَل ولا شَربَ ولا اسْتَهَلَّ ومثل ذلك يُطَلُّ وطَلَّه حقَّه يَطُلُّه نقَصَه إِيَّاه وأَبْطَله خالد بن جَنْبة طَلَّ بنو فلان فلاناً حقَّه يَطْلُّونه إِذا منعوه إِياه وحبسوه منه وقال غيره طَلَّه أَي مَطَله ومنه حديث يحيى بن يَعْمَر لزوج المرأَة التي حاكَمَتْه إِليه طالبةً مَهْرَها أَنْشَأْتَ تَطُلُّها وتَضَهَلُها تَطُلُّها أَي تَمْطُلها طَلَّ فلان غَرِيمَه يَطُلُّه إِذا مَطَله وقيل يَطُلُّها يَسْعَى في بطلان حقِّها كأَنه من الدَّم المَطلول ورَجُلٌ طَلٌّ كبير السِّنِّ عن كراع والطَّلَّةُ الخَمْر اللَّذيذة وخَمْرةٌ طَلَّة أَي لَذيذةٌ قال حُمَيْد بن ثَوْر أَظَلُّ كأَنِّي شارِبٌ لِمُدامةٍ لها في عِظامِ الشَّارِبِينَ دَبيبُ رَكُودِ الحُمَيَّا طَلَّةٍ شابَ ماءَها بها من عَقاراءِ الكُرُومِ زَبِيبُ أَراد من كُرُومِ العَقاراء فَقَلب ورائحةٌ طَلَّة لذيذة أَنشد ثعلب تَجِيءُ بِرَيّا من عُثَيْلَة طَلَّةٍ يَهَشُّ لها القَلْبُ الدَّوِي فيُثِيبُ وأَنشد أَبو حنيفة بِرِيحِ خُزامَى طَلَّةٍ من ثيابها ومن أَرَجٍ من جَيِّدِ المِسْك ثاقِب وحديثٌ طَلٌّ أَي حَسَنٌ الفراء الطُّلَّة الشَّرْبة من اللَّبَن والطَّلَّة النَّعْمة والطَّلَّة الخمْرة السَّلِسة والطِّلَّة الحُصْر قال يعقوب وحكي عن أَبي عمرو ما بالناقة طُلٌّ بالضم أَي بها لَبَنٌ وطَلَّةُ الرجُل امرأَتُه وكذلك حَنَّتُه قال عمرو بن حَسَّان أَفي نابَيْنِ نالَهُما إِسافٌ تأَوَّهُ طَلَّتي ما إِنْ تَنامُ ؟ والنَّابُ الشَّارِف من النُّوق وإِسافٌ اسم رَجُل وأَنشد ابن بري لشاعر وإِنِّي لَمُحْتاجٌ إِلى مَوْتِ طَلَّتي ولكنْ قَرِينُ السُّوءِ باقٍ مُعَمَّرُ وقول أَبي صَخْر الهُذَلي كمور السُّقَى في حائِرٍ غَدِقِ الثَّرَى عِذاب اللَّمَى بحنين طَلَّ المَناسِب
( * قوله « كمور السقى » كذا ضبط في الأصل ولم ينقط فيه لفظ بحنين )
قال السُّكَّري معناه أَحْسَن المَناسِب قال أَبو الحسن وهو يعود إِلى معنى اللَّذَّة وكذلك قول أَبي صخر أَيضاً قَطَعْت بهنَّ العَيشَ والدَّهْرَ كُلَّه فَحَبِّرْ ولو طَلَّتْ إِليك المَناسِبُ أَي حَسُنَتْ وأَعْجَبَتْ والطَّلل ما شَخَص من آثار الديار والرَّسْمُ ما كان لاصِقاً بالأرض وقيل طَلَلُ كل شيء شَخْصُه وجمع كل ذلك أَطْلالٌ وطُلول والطَّلالةُ كالطَّلَل التهذيب وطَلَلُ الدار يقال إِنه موضع من صَحْنِها يُهَيَّأُ لمجلس أَهلها وطَلَلُ الدار كالدُّكَّانةِ يُجْلَس عليها أَبو الدُّقَيْش كان يكون بفِناءِ كل بَيْتٍ دُكَّانٌ عليه المَشْرَبُ والمَأْكَلُ فذلك الطَّلَلُ ويقال حيَّا الله طُلَلَك وأَطْلالَك أَي ما شَخَصَ من جَسدَك وحيَّا اللهُ طَلَلك وطَلالَتك أَي شَخْصَك ويقال فرس حَسَنُ الطَّلالة وهو ما ارتفع من خَلْقه والإِطْلال الإِشْرافُ على الشيء ويقال رأَيت نساءً يَتَطالَلْنَ من السُّطُوح أَي يَتَشَوَّفْنَ وتَطالَلْت تَطاوَلْت فنَظَرْت أَبو العَمَيْثَل تَطالَلْت للشيء وتَطاوَلْت بمعنى واحد وتَطالَّ أَي مدّ عُنُقَه ينظر إِلى الشيء يَبْعُد عنه وقال طَهْمانُ بن عمرو كَفَى حَزَناً أَنِّي تَطالَلْتُ كَيْ أَرى ذُرَى قُلَّتَيْ دَمْخٍ فما تُرَيانِ أَلا حَبَّذا واللهِ لو تَعْلَمانِه ظِلالُكُما يا أَيُّها العَلَمانِ وماؤكُما العَذْب الذي لو شَرِبْتُه وبي نافِضُ الحُمَّى إِذاً لشَفائي أَبو عمرو التَّطالُّ الاطِّلاع من فَوْق المكان أَو من السِّتْر وأَطَلَّ عليه أَي أَشْرَف قال جرير أَنا البازِي المُطِلُّ على نُمَيْرٍ أُتِيحَ من السماء لها انْصبابا وتقول هذا أَمرٌ مُطِلٌّ أَي ليس بمُسْفِرٍ وفي حديث صَفِيَّة بنت عبد المُطَّلب فأَطَلَّ علينا يهوديٌّ أَي أَشرف قال وحقيقته أَوْفَى علينا بطَلَله أَي شخصه وتَطاوَلَ على الشيء واسْتَطَلَّ أَشْرَف قال ساعدة بن جُؤَيَّة ومنْه يَمانٍ مُسْتَطِلٌّ وجالسٌ لعَرْضِ السَّراة مُكْفَهِرًّا صَبِيرُها وطَلَلُ السفينة جِلالُها والجمع الأَطلال والطَّلِيلُ الحَصير المحكم الطَّلِيل حَصيرٌ منسوجٌ من دَوْمٍ وقيل هو الذي يُعْمَل من السَّعَف أَو من قُشور السَّعَف وجمعه أَطِلَّةٌ وطُلُلٌ التهذيب أَبو عمرو الطَّلِيلة البُورِياءُ وقال الأَصمعي الباريُّ لا غير أَبو عمرو الطِّلُّ الحيَّة وقال ابن الأَعرابي هو الطِّلُّ بالفتح للحَيَّة ويقال أَطَلَّ فلان على فلان بالأَذى إِذا دام على إِيذائه وقولهم ليست لفلان طَلالةٌ قال ابن الأَعرابي ليست له حالٌ حَسَنة وهيئة حسنة وهو من النبات المَطلولِ وقال أَبو عمرو ليست له طَلالة قال الطَّلالة الفرح والسرور وأَنشد فلمّا أَنْ وَبِهْتُ ولم أُصادِفْ سِوى رَحْلي بَقِيتُ بلا طَلاله معناه بغير فرح ولا سُرور وقال الأَصمعي الطَّلالة الحُسْنُ والماء وخَطَبَ فلان خُطْبةً طَلِيلة أَي حسنة وعلى مَنْطِقه طَلالةُ الحُسْن أَي بَهْجتُه وقال فقلتُ أَلم تَعْلَمِي أَنَّه جَمِيل الطَّلالة حُسَّانُها ؟ وفي حديث أَبي بكر أَنه كان يُصَلي على أَطلال السفينة هي جمع طَلَلٍ ويريد بها شراعها وأَطلال اسم ناقةٍ وقيل اسم فرَس يزْعم الناس أَنها تكلمت لما هَرَبَت فارسُ يوم القادِسيَّة وذلك أَن المسلمين تَبِعوهم فانتهوا إِلى نَهَرٍ قد قُطِع جِسْرُه فقال فارسها ثبِي أَطْلالُ فقالت وَثَبْتُ وسُورةِ البقَرة وإِياها عنى الشَّمّاخ بقوله لقد غابَ عن خَيْلٍ بمُوقانَ أُحْجِرَتْ بُكَيرُ بَني الشَّدَّاخِ فارِسُ أَطلال وبُكَيرٌ هو اسم فارسها وذو طِلالٍ اسم فرس قال غُوَيَّة بن سُلْمى بن رَبيعة ومنهم من يقول عُوَيَّة بعين مهملة أَلا نادَتْ أُمامَةُ باحْتِمالِ لتَحْزُنَني فَلا بِكِ لا أُبالي فَسِيري ما بَدا لكِ أَو أَقيمي فأَيًّا مَّا أَتَيْتِ فعن يقال وكيفَ تَروعُني امرأَةٌ بِبَيْنٍ حَياتيَ بَعْدَ فارس ذي طِلال قال ابن بري ويقال هو موضع ببلاد بني مُرَّة وقيل هناك قبرُ المُرِّي
( * قوله « قبر المري » عبارة ياقوت وفيه قبر تميم بن مر بن اد بن طابخة )
والأَشهر أَن ذا طِلال اسم فرس لبعض المقتولين من أَصحاب غُوَيَّة أَلا تراه يقول بعد هذا وبَعْدَ أَبي ربيعةَ عَبدِ عَمْرٍو ومَسْعُودٍ وبعدَ أَبي هِلالِ والطُّلَطِلةُ والطُّلاطِلة كلتاهما الداهية وقيل الطُّلاطِلة والطُّلاطِل داء يأْخُذ الحُمُر في أَصلابها فيَقْطَع ظُهورهَا والطُّلاطِلةُ والطُّلاطِل الموت وقيل هو الداء العُضال وقالوا رماه الله بالطُّلاطِلة والحُمَّى المماطِلة وهو وَجَعٌ في الظَّهْر وقيل رماه الله بالطُّلاطِلة هو الداء العُضال الذي لا يُقدَر له على حيلة ولا دواء ولا يَعرِف المُعالِج موضعه وقال أَبو حاتم الطُّلاطِلة الذِّبْحةُ التي تُعْجِله والحُمّى المماطِلة الرِّبْعُ تماطِل صاحبَها أَي تُطاوِله قال والطُّلاطِلة سُقوط اللَّهاة حتى لا يُسِيغ طعاماً ولا شراباً وزاد ابن بري في ذلك قال رماه اللهُ بالطُّلاطِلة والحُمّى المماطلة فإِنه إِسْبٌ من الرجال والإِسْبُ اللئيم والطُّلاطِلة لحمة في الحَلْق قال الأَصمعي الطُّلاطِلة هي اللَّحْمة السائلة على طَرَف المُسْترَط ويقال وَقعَتْ طُلاطِلتُه يعني لهَاتَه إِذا سقَطتْ والطُّلْطُل المرض الدائم وذو طَلالٍ ماءٌ قريب من الرَّبَذة وقيل هو واد بالشَّرَبَّة لغَطَفان قال عُرْوة بن الوَرْد وأَيَّ الناس آمَنُ بَعْدَ بَلْجٍ وقُرَّة صاحِبَيَّ بذي طَلال ؟

( طمل ) الطَّمْلُ السَّير العنيف طَمَلَ الإِبلَ يَطمُلها طَمْلاً وطَمَلْت الناقةَ طَمْلاً سيَّرْتها سيراً فسيحاً والطِّمْلُ من الرجال الفاحشُ البَذيُّ الذي لا يُبالي ما صنَع وما أَتى وما قيل له وإِنه لَمِلْطٌ طِمْلٌ والجمع طُمولٌ وقال لبيد أَطاعوا في الغَوايةِ كُلَّ طِمْلٍ يَجُرُّ المُخْزِيات ولا يُبالي والاسم الطُّمولة ورجُلٌ طَمِيلٌ خَفِيُّ الشأْن والطِّمْل والطِّمْلِيل اللصُّ وقيل اللص الفاسق وعَمَّ بعضهم به كلَّ لِصٍّ وانطَمَلَ فلان إِذا شارك اللُّصوص والطِّمْلالُ اللصُّ والطِّملال الذئب والطِّمْلُ والطِّمِلُّ والطِّمْلالُ الذئب الأَطلَسُ الخفِيُّ الشخص والطِّمْلُ والطِّمْلال والطِّمْلِيل والطُّمْلول الفقير السيْءُ الحال القَشِف القبيح الهيئة الأَغبر وقيل هو العاري من الثياب وأَكثر ما يوصف به القانص والطَّمْلة والطَّمَلة الحمْأَة والطينُ وقيل ما بقي في أَسفل الحوض من الماء الكَدِر والطِّمْلُ الماء الكَدِر الفراء يقال صار الماء دَكَلة وطَمَلة وثُرْمُطةً كله الطين الرقيق واطُّمِلَ ما في الحوض أُخرِج فلم يُترك فيه قَطْرة وهو افْتُعِل منه والطِّمْل الثوب الذي أُشبِع صَبْغُه والطِّمْل النَّصِيب والسَّهم الطَّمِيل والمَطْمُول المُلَطَّخ بالدم قال أَبو خِراش يصف سهماً كأَنَّ النَّضِيَّ بعدما طاش مارِقاً وراء يَديه بالخَلاءِ طَمِيلُ وطَمَلَ الدَّمُ السهمَ وغيرَه طَمْلاً فهو مَطمولٌ وطَمِيلٌ لطَّخَه وقد طَمِلَ هو وقيل كلُّ ما لُطِّخ فقد طُمِل ووَقع في طَمْلة إِذا وقع في أَمر قبيح والتَطَخ به ورجلٌ مَطمول وطَمِيل مَلْطوخ بدم أَو بقبيح أَو بغيره وقول الشاعر فكَيفَ أَبِيتُ الليلَ وابنَهُ مالكٍ بِزينتها لَمَّا يُقَطَّعْ طَمِيلُها ؟ يقول أَبوها مالِكٌ ثَأْري أَي قَتَل حَمِيماً فأَنا أَطلبه بدمه فيقول كيف يأْخذني النومُ ولم تُسْبَ هي ولم يؤخذ أَبوها ولم تُقَطَّع قِلادَتُها وهي طَميلها ؟ وإِنما سُمِّيت القِلادة طَمِيلاً لأَنها تُطْمَل بالطِّيب أَي تُلَطَّخ والمطمل مكتب تباب
( * قوله « والمطمل مكتب تباب إلخ » هكذا رسم في الأصل من غير ضبط ) العرائس بالذهب والمِطْمَلة ما تُوَسَّع به الخُبزة وطمَلْت الخبزة وَسَّعْتها وقد طَمَلَ الحصِيرَ فهو مَطْمولٌ وطَمِيلٌ رَمَله وجعَلَ فيه الخُيوط والطَّمِيل والطَّمِيلة الجدْيُ والعَناق لأَنهما يُطْمَلان أَي يُشَدَّان

( طهل ) طَهِلَ الماءُ طَهَلاً فهو طَهِلٌ وطاهِلٌ أَجِن وطَهِلَ بالكسر فَسَدَ وتَغَيَّرت رائحتُه وفي الأَرض طُهْلةٌ من كَلإٍ أَي شيءٌ يسيرٌ منه وليس بالكثير وذلك في أَول نباتها وقد أَطْهَلَتِ الأَرضُ والطَّهْلة القليل الضعيف من الكَلإِ حكاه أَبو حنيفة والطِّهْلِئة الماء الرَّنْقُ الكَدِر في الحوض وقال الليث الطِّهْلِئة الطين في الحوض وهو ما انْحَتَّ فيه من الحوض بَعْدَما لِيطَ تقول أَخْرِجْ هذه الطِّهْلِئة من حَوْضِك وطَهْيَل الرَّجلُ إِذا أَكَل الطُّهْلة وهي بَقْلة ناعمة والطِّهْلِئة القِطعة من الغَيْم على وجه السماء مأْخوذة من طَهِلَ الماءُ إِذا تَغَيَّر وعَلاه الطُّحْلُب وما في السماء طِهْلِئة أَي سحابة وفي الصحاح أَي شيء من غَيْم وهو فِعْلِئةٌ وهمزته زائدة كهمزة الكِرْفِئة والغِرْقئ والطِّهْلِيَةُ من الناس الأَحمقُ الذي لا خير فيه كلاهما غير مهموز وهو المُدَفَّع قال ويقال للرَّاشِن ابن الأَعرابي يقال بَقِيَت من أَموالهم طُهْلةٌ أَي بَقِيَّة وقال ههنا طُهْلَةُ الماء ونُضَاضَتُه وبُراضَتُه بَقِيَّةٌ منه التهذيب وتَهَطْلأَت وتَطَهْلأَت أَي وقَعَتْ

( طهفل ) التهذيب ابن الأَعرابي طَهْفَلَ إِذا أَكَل خُبْزَ الذُّرَة وداوَمَ عليه وفي أَمالي ابن بري لعَدَمِ غيره

( طهمل ) الطَّهْمَل الجَسِيم القبيحُ الخِلْقة والمرأَة طَهْمَلةٌ وفي الحديث وَقَفَت امرأَةٌ على عمر رضي الله عنه فقالت إِنِّي امرأَة طَهْمَلةٌ هي الجسيمة القبيحة وقيل الدقيقة والطَّمْهَل الذي لا يوجَد له حَجْمٌ إِذا مُسَّ والطَّهْمَلَةُ والطِّهْمِلة الأَخيرة عن كراع من النساء السوداءُ القبيحةُ الخَلْق قال العجَّاج يُمْسِينَ عن قَسِّ الأَذى غَوافِلا لا جَعْبَرِيَّاتٍ ولا طَهامِلا يعْني قِباحَ الخِلْقة والطَّهامِل الضِّخام

( طول ) الطُّولُ نقيض القِصَر في الناس وغيرهِم من الحيوان والمَوات ويقال للشيء الطَّويلِ طالَ يَطُولُ طُولاً فهو طَويلٌ وطُوالٌ قال النحويون أَصْلُ طالَ فَعُلَ استدلالاً بالاسم منه إِذا جاء على فَعِيل نحو طَويل حَمْلاً على شَرُفَ فهو شَرِيف وكَرُمَ فهو كَريم وجَمْعُهُما طِوال قال سيبويه صَحَّت الواو في طِوال لصِحَّتها في طَويل فصار طِوال من طَويل كجِوار من جاوَرْت قال ووافَقَ الذين قالوا فَعِيل الذين قالوا فُعال لأَنهما أُخْتان فجَمَعوه جَمْعه وحكى اللُّغويون طِيال ولا يوجبه القياس لأَن الواو قد صَحَّت في الواحد فحكمها أَن تصح في الجمع قال ابن جني لم تقلب إِلا في بيت شاذ وهو قوله تَبَيَّنَ لي أَنَّ القَماءةَ ذِلَّةٌ وأَنَّ أَعِزَّاء الرجالِ طِيالُها والأُنثى طَويلةٌ وطُوالةٌ والجمع كالجمع ولا يمتنع شيء من ذلك من التسليم ويقال للرجل إِذا كان أَهْوَج الطُّول طُوَال وطُوَّال وامرأَة طُوالة وطُوَّالة الكسائي في باب المُغالَبة طاوَلَني فَطُلْتُه من الطُّول والطَّوْل جميعاً وقال سيبويه يقال طُلْتُ على فَعُلْتُ لأَنك تقول طَويل وطُوال كما قُلْتَ قَبُحَ وقَبيح قال ولا يكون طُلْته كما لا يكون فَعُلْتُه في شيء قال المازني طُلْتُ فعُلْتُ أَصْلٌ واعْتَلَّت من فعُلْت غيرَ مُحَوَّلة الدليلُ على ذلك طَوِيلٌ وطُوال قال وأَما طاوَلْته فطُلْتُه فهي مُحَوَّلة كما حُوِّلَت قُلْتُ وفاعلها طائلٌ لا يقال فيه طَويلٌ كما لا يقال في قائل قَويل قال ولم يؤْخذ هذا إِلا عن الثِّقات قال وقُلْتُ مُحَوَّلةٌ من فَعَلْت إِلى فَعُلْت كما أَن بِعْتُ مُحَوَّلة من فَعَلْت إِلى فَعِلْت وكانت فعِلْتُ أَولى بها لأَن الكسرة من الياء كما كان فَعُلْت أَولى بقُلْت لأَن الضمة من الواو وطالَ الشيءُ طُولاً وأَطَلْته إِطالةً والسَّبْع الطُّوَلُ من سُور القرآن سَبْعُ سُوَر وهي سورة البقرة وسورة آل عمران والنساء والمائدة والأَنعام والأَعراف فهذه ست سور متوالياتٌ واختلفوا في السابعة فمنهم من قال السابعة الأَنفال وبراءَة وعدّهما سورة واحدة ومنهم من جعل السابعة سورة يونس والطُّوَل جمع طُولى يقال هي السّورة الطُّولى وهُنَّ الطُّوَل قال ابن بري ومنه قرأْت السَّبْع الطُّوَل وقال الشاعر سَكَّنْته بعدَما طارَتْ نَعامتُه بسورة الطُّورِ لمَّا فاتَني الطُّوَلُ وفي الحديث أُوتِيتُ السَّبْعَ الطُّوَل هي بالضم جمع الطُّولى وهذا البناء يلزمه الأَلف واللام أَو الإِضافة وفي حديث أُمِّ سَلَمَة أَنه كان يقرأَ في المغرب بطُولى الطُّولَيَيْن هي تثنية الطُّولى ومُذَكَّرُها الأَطْوَل أَي أَنه كان يقرأُ فيها بأَطْول السورتين الطويلتين تَعْني الأَنعام والأَعراف والطويل من الشِّعْر جنس من العَرُوض وهي كلمة مُوَلَّدة سمي بذلك لأَنه أَطْوَلُ الشِّعْر كُلِّه وذلك أَن أَصله ثمانية وأَربعون حرفاً وأَكثر حروف الشعر من غير دائرته اثنان وأَربعون حرفاً ولأَن أَوتاده مبتدأ بها فالطُّول لمتقدم أَجزائه لازم أَبداً لأَن أَول أَجزائه أَوتاد والزوائد أَبداً يتقدم أَسبابَها ما أَوَّلُه وَتِدٌ والطُّوال بالضم المُفْرِط الطُّول وأَنشد ابن بري قول طُفَيل طُوال السَّاعِدَيْن يَهُزُّ لَدْناً يَلُوحُ سِنانُه مِثْلَ الشِّهاب قال ولا يُكَسَّر
( * قوله « قال ولا يكسر إلخ » هكذا في الأصل وعبارة القاموس وشرحه والطوال كرمان المفرط الطول ولا يكسر انما يجمع جمع السلامة اه وبهذا يعلم ما لعله سقط هنا فقد تقدم في صدر المادة أَن طوالاً كغراب يجمع على طوال بالكسر )
إِنما يُجْمع جمع السلامة وطاوَلَني فَطُلْتُه أَي كنت أَشَدَّ طُولاً منه قال إِنَّ الفَرَزْدَقَ صَخْرَةٌ عادِيَّةٌ طالَتْ فَلَيْسَ تَنالُها الأَوْعال وطالَ فلان فلاناً أَي فاقه في الطُّول وأَنشد تَخُطُّ بِقَرْنَيْها بَرِيرَ أَراكةٍ وتَعْطُو بِظِلْفَيْها إِذا الغُصْنُ طالها أَي طاوَلَها فلم تَنَلْه والأَطْوَل نقيضُ الأَقْصر وتأْنيث الأَطْوَل الطُّولى وجمعها الطُّوَل الجوهري الطُّوَال بالضم الطَّوِيلُ يقال طَوِيلٌ وطُوَالٌ فإِذا أَفرَط في الطُّول قيل طُوّال بالتشديد والطِّوال بالكسر جمع طَويل والطَّوَالُ بالفتح من قولك لا أُكَلِّمه طَوَالَ الدَّهْر وطُولَ الدَّهْر بمعنى ويقال قَلانِسُ طِيَالٌ وطِوَالٌ بمعنى والرِّجال الأَطاوِل جمع الأَطْوَل والطُّولىَ تأْنيث الأَطْوَل والجمع الطُّوَل مثل الكُبْرَى والكُبَر وأَطَالَتِ المرأَةُ إِذا وَلَدَتْ طِوَالاً وفي الحديث إِن القَصِيرة قد تُطِيل الجوهري والطُّولُ خِلاف العَرْض وطالَ الشيءُ أَي امتدَّ قال وطُلْتُ أَصله طَوُلْتُ بضم الواو لأَنك تقول طَويل فنقلت الضمة إِلى الطاء وسقطت الواو لاجتماع الساكنين قال ولا يجوز أَن تقول منه طُلْتُه وأَما قولك طَاولَني فطُلْتُه فإِنما تَعْني بذلك كنت أَطْولَ منه من الطُّول والطَّوْل جميعاً وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم ما مَشَى مع طِوَالٍ إِلا طالَهُم فهذ من الطُّول قال ابن بري وعلى ذلك قول سُبَيح بن رِياح الزِّنْجي ويقال رياح بن سبيح حين غَضِبَ لما قال جَرِيرٌ في الفَرَزْدَق لا تَطْلُبَنَّ خُؤُولةً في تَغْلِبٍ فالزِّنْجُ أَكْرَمُ منهمُ أَخْوَالا فقال سبيح أَو رياح لما سَمِع هذا البيت الزِّنْجُ لو لاقَيْتَهم في صَفِّهِمْ لاقَيْتَ ثمَّ جَحَاجِحاً أَبْطَالاً ما بالُ كَلْبِ بَني كُلَيْبٍ سَبَّنا أَنْ لم يُوازِنْ حاجِباً وعِقَالا ؟ إِنَّ الفَرَزْدَق صَخْرَةٌ عادِيَّةٌ طالَتْ فليس تَنالُها الأَوْعالا
( * قوله « الاوعالا » تقدم إيراده قريباً الأوعال بالرفع )
وقالت الخنساء وما بَلَغَتْ كَفُّ امرئٍ مُتَناوِلٍ من المَجْدِ إِلاَّ والذي نِلْتَ أَطْوَلُ وفي حديث استسقاء عمر رضي الله عنه فطالَ العَباسُ عمرَ أَي غَلَبَه في طُولِ القامة وكان عمر طَويلاً من الرجال وكان العباس أَشدَّ طُولاً منه وروي أَن امرأَة قالت رأَيت عَبّاساً يطوف بالبيت كأَنه فُسْطاطٌ أَبيض وكانت رأَت عَلِيَّ بن عبد الله بن العباس وقد فَرَعَ الناسَ كأَنه راكب مع مُشَاةٍ فقالت مَنْ هذا ؟ فأُعْلِمَتْ فقالت إِنّ الناسَ ليَرْذُلون وكان رأْس علي بن عبد الله إِلى مَنْكِب أَبيه عبد الله ورأْسُ عبد الله إِلى مَنْكِب العباس ورأْسُ العباس إِلى مَنْكِب عبد المُطَّلِب وأَطَلْتُ الشيءَ وأَطْوَلْت على النقصان والتمام بمعنى المحكم وأَطال الشيءَ وطَوَّلَه وأَطْوَلَه جعله طَويلاً وكأَن الذين قالوا ذلك إِنما أَرادوا أَن ينبهوا على أَصل الباب قال فلا يقاس هذا إِنما يأْتي للتنبيه على الأَصل وأَنشد سيبويه صَدَدْتِ فأَطْوَلْتِ الصُّدودَ وقَلَّما وِصالٌ على طُولِ الصُّدود يَدُومُ وكلُّ ما امتدَّ من زَمَن أَو لَزِمَ من هِمٍّ ونحوِه فقد طالَ كقولك طالَ الهَمُّ وطال الليلُ وقالوا إِنَّ الليل طَويلٌ فلا يَطُلْ إِلاَّ بخير عن اللحياني قال ومعناه الدُّعاء وأَطال الله طِيلَتَه أَي عُمْرَه وطالَ طِوَلُك وطِيَلُك أَي عُمْرك ويقال غَيْبتك قال القطامي إِنّا مُحَيُّوكَ فاسْلَمْ أَيُّها الطَّلَلُ وإِن بَلِيتَ وإِن طالَتْ بك الطِّوَلُ يروى الطِّيَل جمع طِيلة والطِّوَل جمع طِوَلة فاعْتَلَّ الطِّيَل وانقلبت ياؤه واواً لاعتلالها في الواحد فأَما طِوَلة وطِوَل فمن باب عِنَبة وعِنَب وطالَ طُوَلُك بضم الطاء وفتح الواو وطالَ طَوَالُك بالفتح وطِيَالُك بالكسر كل ذلك حكاه الجوهري عن ابن السكيت وجملٌ أَطْوَلُ إِذا طالتْ شَفَتُه العُليا قال ابن سيده والطَّوَل طُولٌ في مِشْفَر البعير الأَعلى على الأَسفل بعير أَطْوَل وبه طَوَلٌ والمُطاوَلة في الأَمر هو التطويل والتَّطاوُلُ في مَعْنًى هو الاسْتِطالة على الناس إِذا هو رَفَع رأْسَه ورأَى أَنّ له عليهم فَضْلاً في القَدْر قال وهو في معنى آخر أَن يقوم قائماً ثم يَتَطاوَل في قيامه ثم يَرْفَع رأْسَه ويَمُدّ قوامَه للنظر إِلى الشيء وطاوَلْته في الأَمر أَي ماطَلْته وطَوَّل له تَطْويلاً أَي أَمْهَله واسْتَطالَ عليه أَي تَطَاوَلَ يقال اسْتَطالوا عليهم أَي قَتَلوا منهم أَكثرَ مما كانوا قَتَلوا قال وقد يكون اسْتَطالَ بمعنى طالَ وتَطاوَلْت بمعنى تَطالَلْت وفي الحديث إِن هذين الحَيَّين من الأَوس والخَزْرَج كانا يتَطاوَلانِ على رسول الله صلى الله عليه وسلم تَطاوُلَ الفَحْلَين أَي يَسْتَطِيلانِ على عَدُوِّه ويتباريانِ في ذلك ليكون كل واحد منهما أَبلغ في نصرته من صاحبه فشُبِّه ذلك التَّباري والتغالُب بتَطاوُلِ الفحلين على الإِبل يَذُبُّ كلُّ واحد منهما الفُحولَ عن إِبله ليظهر أَيُّهما أَكثرُ ذَبًّا وفي حديث عثمان فتَفَرَّق الناسُ فِرَقاً ثلاثاً فصامِتٌ صَمْتُه أَنْفَذُ من طَوْلِ غيره ويروى من صَوْل غيره أَي إِمْساكُه أَشدُّ من تَطاوُل غيره ويقال طالَ عليه واستطالَ وتَطاوَلَ إِذا علاه وتَرَفَّع عليه وفي الحديث أَرْبى الرِّبا الاستطالةُ في عِرْضِ الناس أَي اسْتِحْقارُهم والتَّرَفُّعُ عليهم والوَقِيعةُ فيهم وتَطاوَلَ تمدَّدَ إِلى الشيء ينظر نحوه قال تَطاوَلْتُ كي يَبدو الحَصِيرُ فما بَدَا لِعَيْني ويا لَيْتَ الحَصِيرَ بَدا لِيا واسْتَطالَ الشَّقُّ في الحائط امتدَّ وارتفع حكاه ثعلب وهو كاسْتَطار والطِّوَلُ الحَبْلُ الطويلُ جدًّا قال طرفة لَعَمْرُكَ إِنَّ الموتَ ما أَخْطَأَ الفَتَى لَكَالطِّوَلِ المُرْخَى وثِنْياهُ باليَدِ والطِّوَلُ والطِّيَلُ والطَّويلة والتِّطْوَلُ كُلُّه حَبْلٌ طويل تُشَدُّ به قائمةُ الدابة وقيل هو الحبل تُشَدُّ به ويُمْسِك صاحبُه بطَرَفه ويُرْسِلها تَرْعى قال مُزاحِم وسَلْهَبةٍ قَوْداءَ قُلِّصَ لَحْمُها كسِعْلاةِ بِيدٍ في خِلالٍ وتِطْوَل وقد طَوَّلَ لها والطِّوَل الحبل الذي يُطَوَّل للدابة فترعى فيه وكانت العرب تتكلم به
( * قوله « وكانت العرب تتكلم به » كذا في الأصل وعبارة التهذيب وقال الليث الطويلة اسم حبل يشد به قائمة الدابة ثم ترسل في المرعى وكانت العرب تتكلم به اه ) يقال طَوِّل لفرسك يا فلان أَي أَرْخِ له حَبْلَه في مَرْعاه الجوهري طَوِّلْ فرَسك أَي أَرْخِ طَويلتَه في المَرْعى قال أَبو منصور لم أَسمع الطَّويلةَ بهذا المعنى من العرب ورأيتهم يُسَمُّونه الطِّوَل فلم نسمعه إِلاَّ بكسر الأَول وفتح الثاني غيره يقال أَرْخ للفَرَس من طِوَلِه وهو الحَبْل الذي يُطَوَّل للدابة فترعى فيه وأَنشد بيت طرفة لَكَالطِّوَل المُرْخَى قال وهي الطَّويلة أَيضاً وقوله ما أَخْطَأَ الفَتَى أَي في إِخطائه الفَتى وقد شَدَّد الراجزُ الطِّوَلَّ للضرورة فقال مَنْظور بن مَرْثَد الأَسَدي تَعَرَّضَتْ لي بمَكَانٍ حِلِّ تَعَرُّضاً لم تَأْلُ عن قَتْلِلِّي تَعَرُّضَ المُهْرَة في الطِّوَلِّ ويروى عن قَتْلاً لي على الحكاية أَي عن قَوْلِها قَتْلاً له قال الجوهري وقد يفعلون مثل ذلك في الشِّعر كثيراً ويزيدون في الحرف من بعض حروفه قال ذُهْل بن قريع ويقال قارب بن سالم المُرِّي كأَنَّ مَجْرَى دَمْعِها المُسْتَنِّ قُطْنُنَّةً من أَجْوَدِ القُطْنُنِّ وأَنشده غيره قُطُنَّةٌ من أَجْوَدِ القُطُنِّ قال ابن بري وهذا هو صواب إِنشاده وفي الحديث ورجُلٌ طَوَّل لها في مَرْجٍ فقَطَعَتْ طِوَلها وفي آخر فأَطالَ لها فقَطَعَتْ طِيَلَها الطِّوَلُ والطِّيَلُ بالكسر هو الحبل الطويل يُشَدُّ أَحد طَرَفيه في وَتِدٍ أَو غيره والآخر في يد الفرس ليَدُور فيه ويرعى ولا يذهب لوجهه وطَوَّلَ وأَطالَ بمعنىً أَي شَدَّها في الحبل ومنه الحديث لِطِوَل الفَرَس حمًى أَي لصاحب الفرس أَن يَحْمِي الموضع الذي يَدُور فيه فرسُه المشدودُ في الطِّوَل إِذا كان مُباحاً لا مالك له وفي الحديث لا حِمى إِلاَّ في ثلاث طِوَلِ الفرس وثَلَّةِ البئرِ وحَلْقةِ القوم قوله لا حِمى يعني إِذا نزل رجل في عسكر على موضع له أَن يمنع غيرَه طَوِلَ فرسه وكذلك إِذا حَفَر بئراً له أَن يمنع غيرَه مقدارَ ما يكون حَرِيماً له ومَطَاوِلُ الخيل أَرسانُها واحدها مِطْوَلٌ والطِّوَلُ التمادي في الأَمر والتراخي يقال طالَ طِوَلُك وطِيَلُك وطِيلُك وطُولُك ساكنة الياء والواو عن كراع إِذا طال مُكْثُه وتمادِيه في أَمر أَو تَرَاخِيه عنه قال طفيل أَتانا فلم نَدْفَعْه إِذ جاء طارِقاً وقلنا له قد طالَ طُولُك فانْزِلِ أَي أَمرُك الذي أَنت فيه من طُول السفر ومُكابدة السير ويروى قد طال طِيلُك وأَنشد ابن بري أَما تَعْرِف الأَطلالَ قد طالَ طِيلُها والطَّوَالُ مَدَى الدهرِ يقال لا آتِيك طَوَال الدَّهْر والطَّوْل والطائل والطائلة الفَضْل والقُدْرة والغى والسَّعَة والعُلُوُّ قال أَبو ذؤَيب ويَأْشِبُني فيها الذينَ يَلُونَها ولو عَلِموا لم يَأْشِبُوني بطائل وأَنشد ثعلب في صفة ذئب وإِن أَغارَ فلم يَحْلُلْ بطائلةٍ في لَيْلةٍ من جُمَيْر ساوَرَ الفُطُما
( * قوله « وإن أغار إلخ » سبق إنشاده في ترجمة جمر
وإن أطاف ولم يظفر بطائلة ... في ظلمة ابن جمير ساوَر
الفطما )
كذا أَنشده جُمَيْر على لفظ التصغير وقد تَطَوَّل عليهم وفي التنزيل العزيز ومَنْ لم يَسْتَطِعْ منكم طَوْلاً ( الآية ) قال الزجاج معناه من لم يقدر منكم على مَهْرِ الحُرَّة قال والطَّوْلُ القدرة على المَهْر وقوله عز وجل ذي الطَّوْل لا إِله إِلا هو أَي ذي القُدْرة وقيل الطَّوْل الغِنى والطَّوْلُ الفَضْل يقال لفلان على فلان طَوْلٌ أَي فَضْلٌ ويقال إِنه لَيَتَطَوَّل على الناس بفضله وخيره والطَّوْل بالفتح المَنُّ يقال منه طالَ عليه وتَطوَّلَ عليه إِذا امْتَنَّ عليه وفي الحديث اللهمَّ بك أُحاوِل وبك أُطاوِل مُفاعَلة من الطَّوْل بالفتح وهو الفَضْلُ والعُلُوُّ على الأَعداء ومنه الحديث تَطَاوَلَ عليهم الرَّبُّ بفضله أَي تَطَوَّل وهو من باب طارَقْتَ النَّعْلَ في إِطلاقها على الواحد ومنه الحديث قال لأَزواجه أَوَّلُكُنَّ لحُوقاً بي أَطْوَلُكُنَّ يداً فاجْتَمَعْن يتَطاوَلْنَ فطالَتْهُنَّ سَوْدةُ فماتت زينبُ أَوَّلَهنَّ أَراد أَمَدُّكُنَّ يداً بالعطاء من الطَّوْل فظَنَنَّه من الطُّول وكانت زينب تَعْمَل بيدها وتتصدق قال أَبو منصور والتَّطَوُّل عند العرب محمود يوضع موضع المَحاسِن والتطاوُلُ مذموم وكذلك الاستطالة يوضَعانِ موضع التكبر ابن سيده التَّطاوُلُ والاسْتِطالة التَّفَضُّل ورَفْعُ النفس واشتقاق الطائل من الطُّول ويقال للشيء الخَسِيس الدُّون هو بطائل الذَّكَرُ والأُنثى في ذلك سواءٌ وأَنشد لقد كَلَّفوني خُطَّة غيرَ طائل الجوهري هذا أَمر لا طائلَ فيه إِذا لم يكن فيه غَنَاءٌ ومَزِيّة يقال ذلك في التذكير والتأْنيث ولم يَحْلَ منه بِطائلٍ لا يُتَكَلَّم به إِلاَّ في الجَحْد وفي الحديث أَنه ذكر رجلاً من أَصحابه قُبِضَ فكُفِّن في كَفَنٍ غير طائلٍ أَي غير رَفيعٍ ولا نفيس وأَصل الطائل النفع والفائدة وفي حديث ابن مسعود في قتل أَبي جهل ضَرَبْته بسيف غير طائل أَي غير ماضٍ ولا قاطع كأَنه كان سيفاً دُوناً بين السيوف والطَّوائل الأَوتار والذُّحُول واحدتها طائلة يقال فلان يَطْلُب بني فلان بطائلةٍ أَي بوَتْرٍ كأَن له فيهم ثأْراً فهو يطلبه بِدَمِ قتيله وبيْنَهم طائلةٌ أَي عداوة وتِرَةٌ وقول ذي الرمة يصف ناقته مَوَّارة الضَّبعِ مِثلُ الحَيْدِ حارِكُها كأَنَّها طالةٌ في دَفِّها بَلَق قال الطَّالة الأَتان قال أَبو منصور ولا أَعرفه فلينظر في شعر ذي الرمة والطُّوَّل بالتشديد طائر وطَيِّلَةُ الرِّيح نَيِّحتُها وطُوالة موضع وقيل بئر قال الشَّمَّاخ كِلا يَوْمَيْ طُوالةَ وَصْلُ أَرْوى ظَنُونٌ آنَ مُطَّرَحُ الظَّنُون قال أَبو منصور ورأَيت بالصَّمَّان روضة واسعة يقال لها الطَّوِيلة وكان عَرْضُها قدرَ مِيلٍ في طُول ثلاثة أَميال وفيها مَساكٌ لماء السماء إِذا امتلأَ شَرِبوا منه الشهرَ والشهرين وقال في موضع آخر تكون ثلاثة أَميال في مثلها وأَنشد عادَ قَلْبي من الطَّوِيلة عِيدُ وبَنُو الأَطْوَل بطن

( ظلل ) ظَلَّ نهارَه يفعل كذا وكذا يَظَلُّ ظَلاًّ وظُلُولاً وظَلِلْتُ أَنا وظَلْتُ وظِلْتُ لا يقال ذلك إِلاَّ في النهار لكنه قد سمع في بعض الشعر ظَلَّ لَيْلَه وظَلِلْت أَعْمَلُ كذا بالكسر ظُلُولاً إِذا عَمِلْته بالنهار دون الليل ومنه قوله تعالى فَظَلْتم تَفَكَّهون وهو من شَواذِّ التخفيف الليث يقال ظَلَّ فلان نهارَه صائماً ولا تقول العرب ظَلَّ يَظَلُّ إِلا لكل عمل بالنهار كما لا يقولون بات يبيت إِلا بالليل قال ومن العرب من يحذف لام ظَلِلْت ونحوها حيث يظهران فإِن أَهل الحجاز يكسرون الظاء كسرة اللام التي أُلْقِيَتْ فيقولون ظِلْنا وظِلْتُم المصدر الظُّلُول والأَمر اظْلَلْ وظَلَّ قال تعالى ظَلْتَ عليه عاكفاً وقرئ ظِلْتَ فمن فَتَح فالأَصل فيه ظَلِلْت ولكن اللام حذفت لثِقَل التضعيف والكسر وبقيت الظاء على فتحها ومن قرأَ ظِلْتَ بالكسر حَوَّل كسرة اللام على الظاء ويجوز في غير المكسور نحو هَمْت بذلك أَي هَمَمْت وأَحَسْنت بذلك أَي أَحْسَسْت قال وهذا قول حُذَّاق النحويين قال ابن سيده قال سيبويه أَمَّا ظِلْتُ فأَصله ظَلِلْتُ إِلاَّ أَنهم حذفوا فأَلقوا الحركة على الفاء كما قالوا خِفْت وهذا النَّحْوُ شاذٌّ قال والأَصل فيه عربي كثير قال وأَما ظَلْت فإِنها مُشَبَّهة بِلَسْت وأَما ما أَنشده أَبو زيد لرجل من بني عقيل أَلَمْ تَعْلَمِي ما ظِلْتُ بالقوم واقفاً على طَلَلٍ أَضْحَتْ مَعارِفُه قَفْرا قال ابن جني قال كسروا الظاء في إِنشادهم وليس من لغتهم وظِلُّ النهارِ لونُه إِذا غَلَبَتْه الشمسُ والظِّلُّ نقيض الضَّحِّ وبعضهم يجعل الظِّلَّ الفَيْء قال رؤبة كلُّ موضع يكون فيه الشمس فتزول عنه فهو ظِلٌّ وفَيْء وقيل الفيء بالعَشِيِّ والظِّلُّ بالغداة فالظِّلُّ ما كان قبل الشمس والفيء ما فاء بعد وقالوا ظِلُّ الجَنَّة ولا يقال فَيْؤها لأَن الشمس لا تُعاقِب ظِلَّها فيكون هنالك فيء إِنما هي أَبداً ظِلٌّ ولذلك قال عز وجل أُكُلُها دائمٌ وظِلُّها أَراد وظِلُّها دائم أَيضاً وجمع الظِّلِّ أَظلالٌ وظِلال وظُلُولٌ وقد جعل بعضهم للجنة فَيْئاً غير أَنه قَيَّده بالظِّلِّ فقال يصف حال أَهل الجنة وهو النابغة الجعدي فَسلامُ الإِلهِ يَغْدُو عليهم وفُيُوءُ الفِرْدَوْسِ ذاتُ الظِّلال وقال كثير لقد سِرْتُ شَرْقيَّ البِلادِ وغَرْبَها وقد ضَرَبَتْني شَمْسُها وظُلُولُها ويروى لقد سِرْتُ غَوْرِيَّ البِلادِ وجَلْسَها والظِّلَّة الظِّلال والظِّلال ظِلال الجَنَّة وقال العباس بن عبد المطلب مِنْ قَبْلِها طِبْتَ في الظِّلال وفي مُسْتَوْدَعٍ حَيْثُ يُخْصَفُ الوَرَقُ أَراد ظِلال الجنات التي لا شمس فيها والظِّلال ما أَظَلَّكَ من سَحابٍ ونحوه وظِلُّ الليلِ سَوادُه يقال أَتانا في ظِلِّ الليل قال ذو الرُّمَّة قد أَعْسِفُ النَّازِحَ المَجْهولَ مَعْسِفُه في ظِلِّ أَخْضَرَ يَدْعُو هامَهُ البُومُ وهو استعارة لأَن الظِّلَّ في الحقيقة إِنما هو ضوء شُعاع الشمس دون الشُّعاع فإِذا لم يكن ضَوْءٌ فهو ظُلْمة وليس بظِلٍّ والظُّلَّةُ أَيضاً
( * قوله « والظلة أيضاً إلخ » هذه بقية عبارة للجوهري ستأتي وهي قوله والظلة بالضم كهيئة الصفة الى أن قال والظلة أيضاً الى آخر ما هنا ) أَوّل سحابة تُظِلُّ عن أَبي زيد وقوله تعالى يَتَفَيَّأُ ظِلاله عن اليمين قال أَبو الهيثم الظِّلُّ كلُّ ما لم تَطْلُع عليه الشمسُ فهو ظِلٌّ قال والفَيْء لا يُدْعى فَيْئاً إِلا بعد الزوال إِذا فاءت الشمسُ أَي رَجَعَتْ إِلى الجانب الغَرْبيِّ فما فاءت منه الشمسُ وبَقِيَ ظِلاًّ فهو فَيْء والفَيْءُ شرقيٌّ والظِّلُّ غَرْبيٌّ وإِنما يُدْعى الظِّلُّ ظِلاًّ من أَوَّل النهار إِلى الزوال ثم يُدْعى فيئاً بعد الزوال إِلى الليل وأَنشد فلا الظِّلَّ من بَرْدِ الضُّحَى تَسْتَطِيعُه ولا الفَيْءَ من بَرْدِ العَشِيِّ تَذُوق قال وسَوادُ اللَّيلِ كلِّه ظِلٌّ وقال غيره يقال أَظَلَّ يومُنا هذا إِذا كان ذا سحاب أَو غيره وصار ذا ظِلٍّ فهو مُظِلٌّ والعرب تقول ليس شيء أَظَلَّ من حَجَر ولا أَدْفأَ من شَجَر ولا أَشَدَّ سَواداً من ظِلّ وكلُّ ما كان أَرْفع سَمْكاً كان مَسْقَطُ الشَّمس أَبْعَد وكلُّ ما كان أَكثر عَرْضا وأَشَد اكتنازاً كان أَشد لسَوادِ ظِلِّه وظِلُّ الليل جُنْحُه وقيل هو الليل نفسه ويزعم المنجِّمون أَن الليل ظِلٌّ وإِنما اسْوَدَّ جدّاً لأَنه ظِلُّ كُرَة الأَرض وبِقَدْر ما زاد بَدَنُها في العِظَم ازداد سواد ظِلِّها وأَظَلَّتْني الشجرةُ وغيرُها واسْتَظَلَّ بالشجرة اسْتَذْرى بها وفي الحديث إِنَّ في الجنة شَجَرةً يَسِير الراكبُ في ظِلِّها مائةَ عامٍ أَي في ذَراها وناحيتها وفي قول العباس مِنْ قَبْلِها طِبْتَ في الظِّلال أَراد ظِلال الجنة أَي كنتَ طَيِّباً في صُلْب آدم حيث كان في الجنة وقوله من قبلها أَي من قبل نزولك إِلى الأَرض فكَنى عنها ولم يتقدم ذكرها لبيان المعنى وقوله عز وجل ولله يَسْجُد مَنْ في السموات والأَرض طَوْعاً وكَرْهاً وظِلالُهُم بالغُدُوِّ والآصال أَي ويَسْجُد ظِلالُهم وجاء في التفسير أَن الكافر يَسْجُدُ لغير الله وظِلُّه يسجد لله وقيل ظِلالُهم أَي أَشخاصهم وهذا مخالف للتفسير وفي حديث ابن عباس الكافر يَسْجُد لغير الله وظِلُّه يَسْجُد لله قالوا معناه يَسْجُد له جِسْمُه الذي عنه الظِّلُّ ويقال للمَيِّت قد ضَحَا ظِلُّه وقوله عز وجل ولا الظِّلُّ ولا الحَزورُ قال ثعلب قيل الظِّلُّ هنا الجنة والحَرور النار قال وأَنا أَقول الظِّلُّ الظِّلُّ بعينه والحَرُور الحَرُّ بعينه واسْتَظَلَّ الرجلُ اكْتَنَّ بالظِّلِّ واسْتَظَلَّ بالظِّلِّ مال إِليه وقَعَد فيه ومكان ظَلِيلٌ ذو ظِلٍّ وقيل الدائم الظِّلِّ قد دامت ظِلالَتُه وقولهم ظِلٌّ ظَلِيل يكون من هذا وقد يكون على المبالغة كقولهم شِعْر شاعر وفي التنزيل العزيز ونُدْخِلهم ظِلاًّ ظَلِيلاً وقول أُحَيْحَة بن الجُلاح يَصِف النَّخْل هِيَ الظِّلُّ في الحَرِّ حَقُّ الظَّلِي لِ والمَنْظَرُ الأَحْسَنُ الأَجْمَلُ قال ابن سيده المعنى عندي هي الشيء الظَّلِيل فوضع المصدر موضع الاسم وقوله عز وجل وظَلَّلْنا عليكم الغَمامَ قيل سَخَّر اللهُ لهم السحابَ يُظِلُّهم حتى خرجوا إِلى الأَرض المقدَّسة وأَنزل عليهم المَنَّ والسَّلْوى والاسم الظَّلالة أَبو زيد يقال كان ذلك في ظِلِّ الشتاء أَي في أَوَّل ما جاء الشتاء وفَعَلَ ذلك في ظِلِّ القَيْظ أَي في شِدَّة الحَرِّ وأَنشد الأَصمعي غَلَّسْتُه قبل القَطا وفُرَّطِه في ظِلِّ أَجَّاج المَقيظ مُغْبِطِه
( * قوله « غلسته إلخ » كذا في الأصل والاساس وفي التكملة تقدم العجز على الصدر )
وقولهم مَرَّ بنا كأَنَّه ظِلُّ ذئب أَي مَرَّ بنا سريعاً كَسُرْعَة الذِّئب وظِلُّ الشيءِ كِنُّه وظِلُّ السحاب ما وَارَى الشمسَ منه وظِلُّه سَوادُه والشمسُ مُسْتَظِلَّة أَي هي في السحاب وكُلُّ شيء أَظَلَّك فهو ظُلَّة ويقال ظِلٌّ وظِلالٌ وظُلَّة وظُلَل مثل قُلَّة وقُلَل وفي التنزيل العزيز أَلم تَرَ إِلى رَبِّك كيف مَدَّ الظِّلَّ وظِلُّ كلِّ شيء شَخْصُه لمكان سواده وأَظَلَّني الشيءُ غَشِيَني والاسم منه الظِّلُّ وبه فسر ثعلب قوله تعالى إِلى ظِلٍّ ذي ثَلاث شُعَب قال معناه أَن النار غَشِيَتْهم ليس كظِلِّ الدنيا والظُّلَّة الغاشيةُ والظُّلَّة البُرْطُلَّة وفي التهذيب والمِظَلَّة البُرْطُلَّة قال والظُّلَّة والمِظَلَّة سواءٌ وهو ما يُسْتَظَلُّ به من الشمس والظُّلَّة الشيء يُسْتَتر به من الحَرِّ والبرد وهي كالصُّفَّة والظُّلَّة الصَّيْحة والظُّلَّة بالضم كهيئة الصُّفَّة وقرئ في ظُلَلٍ على الأَرائك مُتَّكئون وفي التنزيل العزيز فأَخَذَهُم عذابُ يَوْمِ الظُّلَّة والجمع ظُلَلٌ وظِلال والظُّلَّة ما سَتَرك من فوق وقيل في عذاب يوم
( * قوله « وقيل في عذاب يوم إلخ » كذا في الأصل ) الظُّلَّة قيل يوم الصُّفَّة وقيل له يوم الظُّلَّة لأَن الله تعالى بعث غَمامة حارّة فأَطْبَقَتْ عليهم وهَلَكوا تحتها وكُلُّ ما أَطْبَقَ عليك فهو ظُلَّة وكذلك كل ما أَظَلَّك الجوهري عذابُ يوم الظُّلَّة قالوا غَيْمٌ تحته سَمُومٌ وقوله عز وجل لهم مِنْ فوقِهم ظُلَلٌ من النار ومن تحتهم ظُلَلٌ قال ابن الأَعرابي هي ظُلَلٌ لمَنْ تحتهم وهي أَرض لهم وذلك أَن جهنم أَدْرَاكٌ وأَطباق فبِساطُ هذه ظُلَّةٌ لمَنْ تحتَه ثم هَلُمَّ جَرًّا حتى ينتهوا إِلى القَعْر وفي الحديث أَنه ذكر فِتَناً كأَنَّها الظُّلَل قل هي كُلُّ ما أَظَلَّك واحدتها ظُلَّة أَراد كأَنَّها الجِبال أَو السُّحُب قال الكميت فكَيْفَ تَقُولُ العَنْكَبُوتُ وبَيتُها إِذا ما عَلَتْ مَوْجاً من البَحْرِ كالظُّلَل ؟ وظِلالُ البحر أَمواجُه لأَنها تُرْفَع فتُظِلُّ السفينةَ ومن فيها ومنه عذاب يوم الظُّلَّة وهي سحابة أَظَلَّتْهم فَلَجؤوا إِلى ظِلِّها من شِدَّة الحرّ فأَطْبَقَتْ عليهم وأَهْلَكَتْهم وفي الحديث رأَيت كأَنَّ ظُلَّةً تَنْطِف السَّمْنَ والعَسَل أَي شِبْهَ السَّحَابة يَقْطُرُ منها السَّمْنُ والعسلُ ومنه البقرةُ وآلُ عمران كأَنَّهما ظُلَّتانِ أَو غَمامتان وقوله وَيْحَكَ يا عَلْقَمَةُ بنَ ماعِزِ هَلْ لَكَ في اللَّواقِح الحَرَائزِ وفي اتِّباعِ الظُّلَل الأَوَارِزِ ؟ قيل يَعْني بُيوتَ السَّجْن والمِظَلَّة والمَظَلَّة بيوت الأَخبية وقيل المِظَلَّة لا تكون إِلا من الثياب وهي كبيرة ذات رُواقٍ وربما كانت شُقَّة وشُقَّتين وثلاثاً وربما كان لها كِفَاءٌ وهو مؤخَّرها قال ابن الأَعرابي وإِنما جاز فيها فتح الميم لأَنها تُنْقل بمنزلة البيت وقال ثعلب المِظَلَّة من الشعر خاصة ابن الأَعرابي الخَيْمة تكون من أَعواد تُسْقَف بالثُّمام فلا تكون الخيمة من ثياب وأَما المَظَلَّة فمن ثياب رواه بفتح الميم وقال أَبو زيد من بيوت الأَعراب المَظَلَّة وهي أَعظم ما يكون من بيوت الشعر ثم الوَسُوط نعت المَظَلَّة ثم الخِباء وهو أَصغر بيوت الشَّعَر والمِظَلَّة بالكسر البيت الكبير من الشَّعَر قال أَلْجَأَني اللَّيْلُ وَرِيحٌ بَلَّه إِلى سَوادِ إِبلٍ وثَلَّه وسَكَنٍ تُوقَد في مِظَلَّه وعَرْشٌ مُظَلَّل من الظِّلِّ وقال أَبو مالك المِظَلَّة والخباء يكون صغيراً وكبيراً قال ويقال للبيت العظيم مِظَلَّة مَطْحُوَّة ومَطْحِيَّة وطاحِيَة وهو الضَّخْم ومَظَلَّة ومِظَلَّة دَوْحة
( * قوله « ومظلة دوحة » كذا في الأصل والتهذيب )
ومن أَمثال العرب عِلَّةٌ ما عِلَّه أَوْتادٌ وأَخِلَّه وعَمَدُ المِظَلَّه أَبْرِزُوا لصِهْرِكم ظُلَّه قالته جارية زُوِّجَتْ رَجُلاً فأَبطأَ بها أَهْلُها على زوجها وجَعَلُوا يَعْتَلُّون بجمع أَدوات البيت فقالت ذلك اسْتِحْثاثاً لهم وقول أُمَيَّة بن أَبي عائذ الهذلي ولَيْلٍ كأَنَّ أَفانِينَه صَراصِرُ جُلِّلْنَ دُهْمَ المَظالي إِنما أَراد المَظالَّ فخَفَّف اللام فإِمَّا حَذَفها وإِمَّا أَبْدَلَها ياءً لاجتماع المثلين لا سيما إِن كان اعتقد إِظهار التضعيف فإِنه يزداد ثِقَلاً ويَنْكَسِر الأَول من المثلين فتدعو الكسرةُ إِلى الياء فيجب على هذا القول أَن يُكْتب المَظالي بالياء ومثْلُهُ سَواءً ما أَنشده سيبويه لعِمْران بن حِطَّان قد كُنْتُ عِنْدَك حَوْلاً لا يُرَوَّعُني فيه رَوَائعُ من إِنْس ولا جانِ وإِبدالُ الحرف أَسهلُ من حذفه وكُلُّ ما أَكَنَّك فقد أَظَلَّكَ واسْتَظَلَّ من الشيء وبه وتَظَلَّل وظَلَّله عليه وفي التنزيل العزيز وظَلَّلنا عليهم الغَمامَ والإِظْلالُ الدُّنُوُّ يقال أَظَلَّك فلان أَي كأَنه أَلْقى عليك ظِلَّه من قُرْبه وأَظَلَّك شهرُ رمضان أَي دَنا منك وأَظَلَّك فلان دَنا منك كأَنه أَلْقى عليك ظِلَّه ثم قيل أَظَلَّك أَمرٌ وفي الحديث أَنه خطب آخر يوم من شعبان فقال أَيها الناس قد أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عظيم أَي أَقْبَل عليكم ودَنا منكم كأَنه أَلْقى عليكم ظِلَّه وفي حديث كعب ابن مالك فلما أَظَلَّ قادماً حَضَرَني بَثِّي وفي الحديث الجنَّةُ تحت ظِلالِ السيوف هو كناية عن الدُّنُوِّ من الضِّرب في الجهاد في سبيل الله حتى يَعْلُوَه السيفُ ويَصِيرَ ظِلُّه عليه والظِّلُّ الفَيْءُ الحاصل من الحاجز بينك وبين الشمس أَيَّ شيء كان وقيل هو مخصوص بما كان منه إِلى الزوال وما كان بعده فهو الفيء وفي الحديث سَبْعَةٌ يُظِلُّهم اللهُ في ظِلِّ العرش أَي في ظِلِّ رحمته وفي الحديث الآخر السُّلْطانُ ظِلُّ الله في الأَرض لأَنه يَدْفَع الأَذى عن الناس كما يَدْفَع الظِّلُّ أَذى حَرِّ الشمس قال وقد يُكْنى بالظِّلِّ عن الكَنَف والناحية وأَظَلَّك الشيء دَنا منك حتى أَلقى عليك ظِلُّه من قربه والظِّلُّ الخَيال من الجِنِّ وغيرها يُرى وفي التهذيب شِبْه الخيال من الجِنِّ ويقال لا يُجاوِزْ ظِلِّي ظِلَّك ومُلاعِب ظِلَّه طائرٌ سمي بذلك وهما مُلاعِبا ظِلِّهما ومُلاعِباتُ ظِلِّهن كل هذ في لغة فإِذا جَعَلته نكرة أَخْرَجْتَ الظِّلَّ على العِدَّةِ فقلت هُنَّ مُلاعِباتٌ أَظْلالَهُنَّ وقول عنترة ولقد أَبِيتُ على الطَّوى وأَظَلُّه حتى أَنالَ به كَرِيمَ المأْكَل أَراد وأَظَلُّ عليه وقولهم في المثل لأَتْرُكَنَّه تَرْكَ ظَبْيٍ ظِلَّه معناه كما تَرَكَ ظَبْيٌ ظِله الأَزهري وفي أَمثال العرب تَرَكَ الظَّبْيُ ظِلَّه يُضْرَب للرجل النَّفُور لأَن الظَّبْي إِذا نَفَر من شيء لا يعود إِليه أَبداً وذلك إِذا نَفَر والأَصل في ذلك أَن الظَّبْيَ يَكْنِس في الحَرّ فيأْتيه السامي فيُثِيره ولا يعود إِلى كِناسِه فيقال تَرَكَ الظَّبْيُ ظِلَّه ثم صار مثلاً لكل نافر من شيء لا يعود إِليه الأَزهري ومن أَمثالهم أَتيته حين شَدَّ الظََّّبْيُ ظِلَّه وذلك إِذا كَنَس نِصْف النهار فلا يَبْرَح مَكْنِسَه ويقال أَتيته حين يَنْشُدُ الظَّبْيُ ظِلَّه أَي حين يشتدُّ الحَرُّ فيطلب كِناساً يَكْتَنُّ فيه من شدة الحر ويقال انْتَعَلَتِ المَطايا ظِلالها إِذا انتصف النهار في القَيْظ فلم يكُن لها ظِلٌّ قال الراجز قد وَرَدَتْ تَمْشِي على ظِلالِها وذابَت الشَّمْس على قِلالها وقال آخر في مثله وانْتَعَلَ الظِّلَّ فكان جَوْرَبا والظِّلُّ العِزُّ والمَنَعة ويقال فلان في ظِلِّ فلان أَي في ذَراه وكَنَفه وفلان يعيش في ظِلِّ فلان أَي في كَنَفه واسْتَظَلَّ الكَرْمُ التَفَّتْ نَوامِيه وأَظَلُّ الإِنسان بُطونُ أَصابعه وهو مما يلي صدر القَدَم من أَصل الإِبهام إِلى أَصل الخِنْصَرِ وهو من الإِبل باطن المَنْسِم هكذا عَبَّروا عنه ببطون قال ابن سيده والصواب عندي أَن الأَظَلَّ بطن الأُصبع وقال ذو الرُّمَّة في مَنْسِم البعير دامي الأَظلِّ بَعِيد الشَّأْوِ مَهْيُوم قال الأَزهري سمعت أَعرابيّاً من طَيِّءٍ يقول لِلَحْمٍ رقيقٍ لازقٍ بباطن المَنْسِم من البعير هو المُسْتَظِلاَّتُ وليس في لحم البعير مُضْغة أَرَقُّ ولا أَنعم منها غير أَنه لا دَسَم فيه وقال أَبو عبيد في باب سوء المشاركة في اهتمام الرجل بشأْن أَخيه قال أَبو عبيدة إِذا أَراد المَشْكُوُّ إِليه أَنه في نَحْوٍ مما فيه صاحبُه الشَّاكي قال له إِن يَدْمَ أَظَلُّكَ فقد نَقِبَ خُفِّي يقول إِنه في مثل حالك قال لبيد بنَكِيبٍ مَعِرٍ دامي الأَظَلّ قال والمَنْسِمُ للبعير كالظُّفُر للإِنسان ويقال للدم الذي في الجوف مُسْتَظِلُّ أَيضاً ومنه قوله مِنْ عَلَق الجَوْفِ الذي كان اسْتَظَلّ ويقال اسْتَظَلَّت العينُ إِذا غارت قال ذو الرمة على مُسْتَظِلاَّتِ العُيونِ سَوَاهِمٍ شُوَيْكِيَةٍ يَكْسُو بُرَاها لُغَامُها ومنه قول الراجز كأَنَّما وَجْهُكَ ظِلٌّ من حَجَر قال بعضهم أَراد الوَقاحة وقيل إِنه أَراد أَنه أَسودُ الوجه غيره الأَظَلُّ ما تحت مَنْسِم البعير قال العَجَّاج تَشْكو الوَجَى من أَظْلَلٍ وأَظْلَل مِنْ طُولِ إِمْلالٍ وظَهْرٍ أَمْلَل إِنما أَظهر التضعيف ضرورة واحتاج إِلى فَكِّ الإِدغام كقول قَعْنَب بن أُمِّ صاحب مَهْلاً أَعاذِلَ قد جَرَّبْتِ منْ خُلُقِي أَنِّي أَجُودُ لأَقوامٍ وإِنْ ضَنِنُوا والجمع الظُّلُّ عاملوا الوصف
( * قوله « عاملوا الوصف » هكذا في الأصل وفي شرح القاموس عاملوه معاملة الوصف ) أَو جمعوه جمعاً شاذّاً قال ابن سيده وهذا أَسبق لأَني لا أَعرف كيف يكون صفة وقولهم في المثل لَكِنْ على الأَثَلاثِ لَحْمٌ لا يُظَلَّل قاله بَيْهَسٌ في إِخوته المقتولين لما قالوا ظَلِّلوا لَحْمَ جَزُورِكم والظَّلِيلة مُسْتَنْقَع الماء في أَسفل مَسِيل الوادي والظَّلِيلة الرَّوْضة الكثيرة الحَرَجات وفي التهذيب الظَّلِيلة مُسْتَنْقَع ماءٍ قليلٍ في مَسِيل ونحوه والجمع الظَّلائل وهي شبه حُفْرة في بطنِ مَسِيل ماءٍ فينقطع السيل ويبقى ذلك الماء فيها قال رؤبة غادَرَهُنَّ السَّيْلُ في ظَلائلا
( * قوله « غادرهن السيل » صدره كما في التكملة بخصرات تنقع الغلائلا )
ابن الأَعرابي الظُّلْظُل السُّفُن وهي المَظَلَّة والظِّلُّ اسم فَرَس مَسْلمة بن عبد المَلِك وظَلِيلاء موضع والله أَعلم

( عبل ) العَبْلُ الضَّخْم من كل شيء وفي صفة سعد بن معاذ كان عَبْلاً من الرِّجال أَي ضَخْماً والأُنثى عَبْلة وجمعها عِبالٌ وقد عَبُلَ بالضم عَبالةً فهو أَعْبَلُ غَلُظ وابْيَضَّ وأَصله في الذراعين وجارية عَبْلة والجمع عَبْلاتٌ لأَنها نَعْتٌ ورَجُل عَبْلُ الذِّراعين أَي ضَخْمُهما وفَرَسٌ عَبْلُ الشَّوَى أَي غليظ القوائم وامرأَة عَبْلة أَي تامَّة الخَلْق والجمع عَبْلاتٌ وعِبالٌ مثل ضَخْماتٍ وضِخام الأَصمعي الأَعْبَل والعَبْلاء حجارة بِيضٌ وأَنشد في صفة ناب الذئب يَبْرُق نابُه كالأَعْبَل أَي كحَجر أَبيض من حجارة المَرْو قال ابن بري قال الجوهري الأَعبَل حجارة بِيضٌ وصوابه الأَعبل حَجر أَبيض لأَن أَفْعَل من صفة الواحد المذَكَّر قال أَبو كبير لَوْنُ السَّحابِ بها كلَوْن الأَعبَل قال ويجوز أَن يريد بالأَعبَل الجنس كما قال والضَّرْبُ في أَقْبالِ مَلْمُومةٍ كأَنَّما لأْمَتُها الأَعْبَل وأَقبال جمع قَبَلٍ لما قابَلك من جَبَل ونحوه وجمع الأَعْبَل أَعْبِلةٌ على غير الواحد وفي الحديث أَن المسلمين وَجَدوا أَعْبِلةً في الخَنْدَق والعَبْلاء الطَّريدة في سَواء الأَرض حِجارتها بِيضٌ كأَنها حجارة القدَّاح وربما قدَحوا ببعضها وليس بالمَرْوِ كأَنها البِلَّوْر والأَعْبَلُ حَجرٌ أَخشن غليظ يكون أَحمر ويكون أَبيض ويكون أَسود كلٌّ يكون جَبلٌ غليظ
( * قوله « جبل غليظ » هكذا في الأصل والتهذيب والتكملة وعبارة القاموس والاعبل الجبل الأبيض الحجارة أو حجر اخش غليظ يكون أحمر وأبيض وأسود ) في السماء وجبَلٌ أَعْبَل وصخرة عَبْلاء بيضاء صُلْبة وقيل العَبْلاء الصخرة من غير أَن تُخَصّ بصفة فأَما ثعلب فقال لا يكون الأَعْبَل والعَبْلاء إِلاّ أَبيَضين وقول أَبي كبير الهُذَلي صَدْيانَ أُجْري الطِّرْفَ في مَلمومةٍ لَوْنُ السَّحابِ بها كَلوْن الأَعْبَل عَنى بالأَعْبل المكان ذا الحجارة البيض والعَبَنْبَل الضَّخْم الشديد مشتقٌّ من ذلك قالت امرأَة كُنْتُ أُحِبُّ ناشِئاً عَبَنْبَلا يَهْوَى النِّساءَ ويُحِبُّ الغَزَلا وغُلامٌ عابِلٌ سَمين وجمعه عُبَّل وامرأَة عَبُول ثَكُولٌ وجمعها عُبُل والعَبَل بالتحريك الهَدَبُ وهو كل ورق مفتول غير مُنْبَسط كوَرق الأَرْطى والأَثْل والطَّرْفاء وأَشباه ذلك ومنه قول الراجز أَوْدَى بلَيْلى كُلُّ نَيَّافٍ شَوِل صاحبِ عَلْقى ومُضاضٍ وعَبَل وقيل هو ثمر الأَرْطى وقيل هو هَدَبه إِذا غَلُظ في القَيْظ واحْمَرَّ وصَلَحَ أَن يُدْبغ به قال ابن السكيت أَعْبَلَ الأَرْطى إِذا غَلُظ هَدَبُه في القيظ وقيل العَبَل الوَرق الدقيق وقيل العَبَل مثل الوَرَق وليس بوَرق والعَبَل الوَرق الساقط والطالعُ ضِدٌّ وقد أَعْبَل فيهما قال الأَزهري سمعت غير واحد من العرب يقول غَضاً مُعْبِلٌ وأَرْطى مُعْبِلٌ إِذا طَلَع ورَقُه قال وهذا هو الصحيح ومنه قول ذي الرمة إِذا ذابَتِ الشَّمْس اتَّقى صقَراتِها بأَفنانِ مَرْبوعِ الصَّرِيمة مُعْبِل وإِنما يَتَّقي الوَحْشيُّ حَرَّ الشمس فأَفنان الأَرطاة التي طَلَع وَرقُها وذلك حين يَكْنِس في حَمْراء القَيْظ وإِنما يسقُط ورقها إِذا بَرَد الزمانُ ولا يَكْنِس الوحشُ حينئذ ولا يتَّقي حرَّ الشمس وقال النضر أَعبَلَت الأَرْطاةُ إِذا نبَت ورَقُها وأَعبلت إِذا سقط ورقُها فهي مُعْبِلٌ قال الأَزهري جعَل ابنُ شُميل أَعْبَلَت الشجرة من الأَضداد ولو لم يحفظه عن العرب ما قاله لأَنه ثقة مأْمون وحكى ابن سيده عن أَبي حنيفة أَعْبَل الشجرُ إِذا خرج ثمره قال وقال لم أَجد ذلك معروفاً وقال الأَزهري عَبَلَ الشجرُ إِذا طَلَع ورَقُه وعَبل الشجرَ يَعْبِله عَبْلاً حَتَّ عنه ورقَه وأَلقى عليه عَبالَّته بالتشديد أَي ثِقْله والتخفيف فيها لغة عن اللحياني وفي الحديث أَن ابن عمر رضي الله عنه قال لرجل إِذا أَتيت مِنىً فانتهيت إِلى موضع كذا وكذا فإِنَّ هناك سَرْحةً لم تُعْبَل ولم تُجْرَد ولم تُسْرَف سُرَّ تحتها سبعون نبيًّا فانزِلْ تحتها قال أَبو عبيد لم تُعْبَل لم يَسْقُط ورقُها والسَّرْو والنَّخْل لا يُعْبَلان وكل شجر نبت ورقه شتاء وصيفاً فهو لا يُعْبَل وقوله لم تُجْرَد أَي لم يأْكلها الجراد والمِعْبَلة نَصْلٌ طويل عريض والجمع مَعابل وقال عنترة وفي البَجْلِيّ مِعْبَلةٌ وَقِيعُ وقال الأَصمعي من النِّصال المِعْبَلة وهو أَن يُعَرَّض النَّصْل ويُطَوَّل وقال أَبو حنيفة هي حديدة مُصَفَّحة لا عَيَر لها وعَبَلَ السَّهْمَ جعل فيه مِعْبَلةً ومنه حديث عليّ رضوان الله عليه تَكَنَّفَتْكم غَوائلُه وأَقْصَدَتْكم مَعابِلُه وفي حديث عاصم بن ثابت تَزِلُّ عن صَفْحَتَي المَعابِل والعَبُولُ المَنِيَّة وعَبَلَتْه عَبول كقولهم غالَتْه غُولٌ قال المَرَّار الفَقْعسِيُّ وإِنَّ المالَ مُقْتَسَمٌ وإِنِّي ببَعْضِ الأَرْضِ عابِلَتي عَبُول ويقال للرجل إِذا مات عَبَلَتْه عَبُول مثل اشْتَعَبَتْه شَعُوب قال الأَزهري وأَصل العَبْل القطعُ المستأْصِل وأَنشد عابلتي عَبُول وما عَبَلَكَ أَي ما شَغَلَك وحَبَسَك والعَبالُ الجَبَليُّ من الوَرْدِ وهو يَغْلُظ ويَعْظُم حتى تُقْطَع منه العِصيُّ حكاه أَبو حنيفة قال ويزعمون أَن عصا موسى عليه السلام كانت منه وبَنو عَبِيل قبيلةٌ قد انقرضوا وعَبْلةُ اسم وقال الجوهري اسم جارية والعَبَلاتُ بالتحريك بطن من بني أُمية الصُّغْرى من قريش نَسِبوا إِلى أُمهم عَبْلة إِحدى نساء بني تميم حرَّكوا ثانيه
( * قوله « حركوا ثانيه إلخ » لا يخفى ان عبلة الوصف يجمع على عبلات بتسكين الثاني كما تقدم فلما نقل من الوصفية الى الاسمية وجب في جمعه اتباع عينه لغائه لقوله في الخلاصة والساكن العين الثلاثي اسماً إلخ وبهذا النقل اشبه حارثاً ) على من قال في التسمية حارث قال سيبويه النَّسَب إِليه عَبْليٌّ بالسكون على ما يجب في الجمع الذي له واحد من لفظه قال الجوهري تردُّه إِلى الواحد لأَن أُمَّهم اسمها عَبْلة وفي حديث الحديبية وجاء عامر برَجُلٍ من العَبَلات أَبو عمرو العَبْلاء مَعْدِن الصُّفر في بلاد قيس والعَبْلاء موضع وعَوْبَل اسم ويقال عَبَلْتُه إِذا رَدَدْته وأَنشد ها إِنَّ رَمْيِ عَنْهُمُ لمَعْبُول فلا صَرِيخَ اليومَ إِلاَّ المَصْقول كان يَرْمي عَدُوَّه فلا يُغْني الرَّمْيُ شيئاً فقاتل بالسيف وقال هذا الرجز والمَعْبول المردود

( عبقل ) العَباقِيلُ بَقايا المرضِ والحُبِّ عن اللحياني كالعَقَابِيل

( عبهل ) في كتاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لوائل بن حُجْر ولقومه مِنْ مُحَمَّدٍ رسولِ الله إِلى الأَقْيال العَباهِلة من أَهل حَضْرَ مَوْتَ قال أَبو عبيد العَبَاهِلة هم الذين أُقِرُّوا على مُلْكِهِم لا يُزَالون عنه وكذلك كلُّ شيء أَهْمَلْته فكان مُهْمَلاً لا يُمْنَع مما يريد ولا يُضْرَب على يديه فهو مُعَبْهَل وقد عَبْهَلْته الجوهري عَبَاهِلَةُ اليَمَن ملوكُهم الذين أُقِرُّوا على مُلْكهم والمُتَعَبْهِل الممتنع الذي لا يُمْنَع وقال تأَبَّط شرًّا مَتى تَبْغني ما دُمْتُ حَيًّا مُسَلَّماً تَجِدْني مع المُسْتَرْعِل المُتَعَبْهِل وعَبْهَل الإِبلَ أَهملها وإِبل عَباهِل ومُعَبْهَلة مهمَلة لا راعي لها ولا حافظ قال الراجز يذكر الإِبل أَنها قد أُرْسِلت على الماء تَرِدُه كيف شاءت عَبَاهِلٍ عَبْهَلَها الوُرَّادُ
( * قوله « عباهل إلخ » كذا في الصحاح قال في التكملة والرواية عرامس عبهلها الذوّاد جمع ذائد وقبله
أفرغ لجوف وردها أفراد ... عباهل عبهلها الورّاد )
ابن الأَعرابي المُعَبْهَل والمُعَزْهَل المُهْمَل وعَبْهَلْت الإِبلَ
إِذا تركتها تَرِدُ مَتى شاءت وواحد العَبَاهِلة عَبْهَل والتاء لتأْكيد الجمع كقَشْعَم وقَشاعِمَة ويجوز أَن يكون الأَصل عَباهِيل جمع عُبْهُول أَو عِبْهال فحذفت الياء وعُوِّض منها الهاء كما قيل فرازنة في فَرَازِين والأَول أَشبه والعَبَاهِلة المُطْلَقون الليث مَلِكٌ مُعَبْهَل لا يُرَدُّ أَمْرُه في شيء وعَبْهَل الإِبلَ أَي أَهملها مثل أَبْهَلَها والعين مبدلة من الهمزة وعَبْهَل اسم رجل

( عتل ) العَتَلةُ حَدِيدة كأَنَّها رأْس فأْس عَرِيضةٌ في أَسْفلها خَشَبةٌ يُحْفَر بها الأَرْضُ والحِيطانُ ليست بمُعَقَّفَة كالفأْس ولكنها مستقيمة مع الخشبة وقيل العَتَلة العَصا الضَّخْمة من حَدِيد لها رأْس مُفَلْطَحٌ كقَبِيعة السَّيْف تكون مع البَنَّاء يَهْدِم بها الحيطانَ والعَتَلة أَيضاً الهِراوة الغليظة من الخشب وقيل هي المِجْثاث وهي الحديدة التي يُقْطَع بها فَسِيلُ النخل وقُضُبُ الكَرْم وقيل هي بَيْرَمُ النَّجَّارِ والمُجْتَابِ والجمع عَتَلٌ والعَتَلة المَدَرة الكبيرة تَتَقَلَّع من الأَرض إِذا أُثِيرت وفي الحديث أَنه قال لعُتْبة بن عَبْدٍ ما اسْمُكَ ؟ قال عَتَلة
( * قوله « ما اسمك قال عتلة » قال الصاغاني وقيل كان اسمه نشبة ) قال بل أَنت عُتْبة قيل في تفسيره كأَنه كَرِه العَتَلة لِمَا فيها من الغِلْظة والشِّدَّة وهي عَمودُ حدِيدٍ يُهْدَمُ به الحِيطانُ وقيل حديدة كبيرة يُقْلَع بها الشجرُ والحجرُ وفي حديث هَدْم الكعبة فأَخذ ابنُ مُطِيعٍ العَتَلة ومنه اشْتُقَّ العُتُلُّ وهو الشديد الجافي والفَظُّ الغَلِيظ من الناس والعُتُلُّ الشديد وقيل الأَكُول المَنُوع وقيل هو الجافي الغليظ وقيل هو الجافي الخُلُق اللئيم الضَّرِيبة وقيل هو الشديد من الرجال والدواب وفي التنزيل عُتُلٍّ بعد ذلك زَنِيمٍ قيل هو الشديد الخُصومَةِ وقيل هو ما تقدم والعَتَلة واحدة العَتَل وهي القِسِيُّ الفارسيَّة قال أُميَّة يَرْمُونَ عن عَتَلٍ كأَنَّها غُبُطٌ بِزَمْخَرٍ يُعْجِلُ المَرْمِيَّ إِعْجالا وعَتَلَه يعتِلُه ويَعْتُله عَتْلاً فانْعَتَل جَرَّه جَرًّا عَنِيفاً وجَذَبَه فحَمَله وفي التنزيل خُذُوه فاعْتِلُوه إِلى سَواءِ الجحيم قرأَ عاصم وحمزة والكسائي وأَبو عمرو فاعْتِلُوه بكسر التاء وقرأَ ابن كثير ونافعٌ وابن عامر ويعقوبُ فاعْتُلوه بضم التاء قال الأَزهري وهما لغتان فصيحتان ومعناه خُذُوه فاقْصِفُوه كما يُقْصَف الحَطَبُ والعَتْلُ الدَّفْع والإِرْهاقُ بالسَّوْق العَنِيف ابن السكيت عَتَلْته إِلى السِّجْن وعَتَنْتُه أَعْتِلُه وأَعْتُله وأَعْتِنُه وأَعْتُنُه إِذا دَفَعْته دَفْعاً عنيفاً ابن السكيت عَتَلَه وعَتَنَه باللام والنون جميعاً وقيل العَتْلُ أَن تأْخُذَ بتَلْبيبِ الرَّجُل فتَعْتِله أَي تَجُرّه إِليك وتَذْهَب به إِلى حَبس أَو بَلِيَّة ورَجُلٌ مِعْتَلٌ بالكسر قَوِيٌّ على ذلك قال أَبو النجم يَصف فرساً طارَ عن المُهْرِ نَسِيلٌ يَنْسُلُه عن مُفْرَع الكَتِفَيْن حُرٍّ عَطَلُه نَفْرَعُه فَرْعاً ولَسْنَا نَعْتِلُه وأَخَذَ فلان بِزمَام الناقة فَعَتَلَها إِذا قادَها قَوْداً عنِيفاً ويقال لا أَتَعَتَّلُ مَعَك ولا أَنْعَتِلُ معك شِبْراً أَي لا أَبْرَح مكاني ولا أَجيء معك وإِنَّه لَعَتِلٌ إِلى الشرِّ أَي سريع وعَتِلَ إِلى الشَّرِّ عَتَلاً فهو عَتِلٌ سَرُعَ قال وعَتِلٍ داوَيْتُه من العَتَل والعَاتِل الجِلْوازُ وجمعه عُتُل وداء عَتِيل شديد والعَتِيلُ الخادمُ وجَبَلٌ عُتُلٌّ صُلْبٌ شديد أَنشد ابن الأَعرابي ثلاثةٌ أَشْرَفْنَ في طَوْدٍ عُتُلّ والعَتِيل الأَجيرُ بلُغَةِ جَدِيلة طَيِّءٍ والجمع عُتُلٌ وعُتَلاء والعَتَلة التي لا تُلْقَح فهي أَبداً قَوِيَّةٌ والعُتُلُّ الرُّمْح الغليظ والعُنْتُل والعُنْتَل البَظْر عن اللحياني والمعروف العُنْبُل وأَنشد بَدَا عُنْبُلٌ لو تُوضَعُ الفَأْسُ فَوْقه مُذَكَّرةً لانْفَلَّ عنها غُرابُها

( عثل ) العَثَلُ والعَثِلُ الكثير من كل شيء قال الأَعْشَى إِنِّي لَعَمْرُ الذي حَطَّتْ مَناسِمُها تَهْوِي وسِيقَ إِليه الباقِرُ العَثَلُ وقد عَثِلَ عَثَلاً والعِثْوَلُّ من الرجال الجافي الغليظُ والعِثْوَلُّ والعَثَوْثَلُ الكثيرُ اللحم الرِّخْوُ ونَخْلة عَثُولٌ جافيةٌ غليظةٌ ورَجُلٌ عِثْوَلٌّ أَي عَيٌّ فَدْمٌ ثَقِيلٌ مُسْتَرْخٍ مثل القِثْوَلِّ وأَنشد ابن بري للراجز هاجَ بعِرْس حَوْقَلٍ عِثْوَلِّ قال أَبو الهيثم قال لي أَعرابي ولصاحب لي كان يَسْتَثْقِله وكُنَّا معاً نختلف إِليه فقال لي أَنت قُلْقُلٌ بُلْبُلٌ وصاحبُك هذا عِثْوَلٌّ قِثْوَلٌّ والعَثُولُ الأَحْمق وجمعه عُثُلٌ والعِثْوَلُّ الكثيرُ شَعَر الجسد والرأْس ولِحْيَةٌ عِثْوَلَّة ضَخْمة قال وأَنْتَ في الحَيِّ قَلِيلُ العِلَّه ذو سَبَلاتٍ ولِحىً عِثْوَلَّه الفراء عَثَمَتْ يدُه وعَثَلَتْ تَعْثُل إِذا جَبَرتْ على غير استواء وأَنشد تَرَى مُهَجَ الرِّجالِ على يَدَيْه كأَنَّ عِظامَهُ عَثَلَتْ بجَبْر وقد رُوي حديثٌ للنخعي في الأَعضاء إِذا انْجَبَرَت على غير عَثْلٍ صُلْحٌ
( * قوله « إذا انجبرت على غير عثل صلح » أورده ابن الأثير في حرف الميم على رواية عثم بالميم وتمامه وإذا انجبرت على عثم الدية ) باللام وأَصله عثْم بالميم والعَثَل ثَرْبُ الشاة وهو الخِلْمُ والسِّمْحاق قال الجوهري
( * قوله « قال الجوهري » أي ناقلاً من كتاب سيبويه كما هي عبارته ) ويقال للضَّبُع أُمُّ عِثْيَل قال ابن بري الذي في كتاب سيبويه أُمُّ عَنْثَل ويقال للضَّبُع عَنْثَل وكذا ذكره أَهل اللغة أُمُّ عَنْثَل لا غير وقال قد وسع القَزَّاز في هذا الفصل

( عثجل ) العَثْجَل الواسع الضَّخْم من الأَوْعِيَة والأَسْقِية ونحوها والعَثْجَل والعُثاجِل العظيم البطن مثل الأَثْجَل وعَثْجَل الرجُلُ ثَقُل عليه النُّهُوض من هَرَمٍ أَو عِلَّة

( عثكل ) العِثْكالُ والعُثْكول والعُثْكُولة العِذْق وعِذْقٌ مُعَثْكَلٌ ومُتَعَثْكِلٌ ذو عَثاكِيل والعُثْكُولُ والعُثْكُولة ما عُلِّق من عِهْنٍ أَو صُوف أَو زِينة فَتَذَبْذَب في الهواء وأَنشد تَرى الوَدْعَ فيها والرَّجائزَ زِينةً بأَعْناقِها مَعْقُودةً كالعَثاكل وعَثْكَلَه زَيَّنه بذلك والعَثْكَلة الثَّقِيل من العَدْو والعُثْكُول والعِثْكال الشِّمْراخ وهو ما عليه البُسْرُ من عِيدانِ الكِباسة وهو في النخل بمنزلة العُنْقود من الكَرْم وقول الراجز لو أَبْصَرَتْ سُعْدى بها كَتائِلي طَوِيلَة الأَقْناءِ والأَثاكِلِ أَراد العَثاكِلَ فَقَلَبَ العين همزة وتَعَثْكل العِذْقُ أَي كَثُرَتْ شَمارِيخُه وعُثْكِلَ الهَوْدَجُ أَي زُيِّن وفي الحديث أَن سَعْد بن عُبادة جاء برجل في الحَيِّ مُخَدَّج إِلى النبي صلى الله عليه وسلم وُجِد على أَمَةٍ يَخْبُث بها فقال النبي صلى الله عليه وسلم خُذُوا له عِثْكالاً فيه مائة شِمْراخٍ فاضْرِبُوه بها ضَرْبةً العِثْكالُ العذْق من أَعْذاق النخل الذي يكون فيه الرُّطَب ويقال إِثْكالٌ وأُثْكُول وأَنشد الأَزهري لامرئ القيس أَثِيثٍ كقِنْوِ النَّخلة المُتَعَثْكِل والقِنْوُ العِثْكال أَيضاً وشَمارِيخُ العِثْكال أَغْصانُه واحدها شِمْراخ

( عجل ) العَجَلُ والعَجَلة السرْعة خلاف البُطْء ورجُلٌ عَجِلٌ وعَجُلٌ وعَجْلانُ وعاجِلٌ وعَجِيلٌ من قوم عَجالى وعُجالى وعِجالٍ وهذا كلُّه جمع عَجْلان وأَما عَجِلٌ وعَجْلٌ فلا يُكَسَّر عند سيبويه وعَجِلٌ أَقرب إِلى حَدِّ التكسير منه لأَن فَعِلاً في الصفة أَكثر من فَعُلٍ على أَنَّ السلامة في فَعِلٍ أَكثر أَيضاً لقِلَّته وإِن زاد على فَعُلٍ ولا يجمع عَجْلانُ بالواو والنون لأَن مؤنثه لا تلحقه الهاء وامرأَة عَجْلى مثال رَجْلى ونِسْوة عَجالى كما قالوا رَجالى وعِجالٌ أَيضاً كما قالوا رِجال والاسْتِعْجال والإِعْجال والتَّعَجُّل واحد بمعنى الاسْتِحْثاث وطَلَبِ العَجَلة وأَعَجَله وعَجَّله تعجيلاً إِذا اسْتَحَثَّه وقد عَجِلَ عَجَلاً وعَجَّل وتَعجَّل واسْتَعْجَل الرجلَ حَثَّه وأَمره أَن يَعْجَل في الأَمر ومَرَّ يَسْتَعْجِل أَي مَرَّ طالباً ذلك من نفسه مُتَكَلِّفاً إِياه حكاه سيبويه ووَضَع فيه الضمير المنفصل مكان المتصل وقوله تعالى وما أَعْجَلك عن قَومِك أَي كيف سَبَقْتَهم يقال أَعْجَلَني فَعَجَلْتُ له واسْتَعْجَلْته أَي تقدَّمته فَحَمَلتْه على العَجَلة واسْتَعْجَلْته طَلَبْت عَجَلَته قال القطاميّ فاسْتَعْجَلُونا وكانوا من صَحابَتِنا كما تَعَجَّل فُرَّاطٌ لِوُرَّاد وعاجَلَه بذَنْبه إِذا أَخَذَه به ولم يُمْهِلْه والعَجْلانُ شَعْبانُ لسُرْعَة نفاد أَيَّامه قال ابن سيده وهذا القول ليس بقَوِيٍّ لأَن شَعْبان إِن كان في زمن طُول الأَيام فأَيَّامُه طِوالٌ وإِن كان في زمن قِصَر الأَيام فأَيَّامُه قِصارٌ وهذا الذي انْتَقَدَه ابنُ سيده ليس بشيء لأَن شعبان قد ثبت في الأَذهان أَنه شهر قصير سريع الانقضاء في أَيِّ زمان كان لأن الصومَ يَفْجَأُ في آخره فلذلك سُمِّي العَجْلان والله أَعلم وقَوْسٌ عَجْلى سرعة السَّهْم حكاه أَبو حنيفة والعاجِلُ والعاجِلةُ نقيض الآجل والآجلة عامٌّ في كل شيء وقوله عز وجلَّ من كان يُريد العاجِلَةَ عَجَّلْنا له فيها ما نشاء العاجِلةُ الدنيا والآجلة الآخرة وعَجِلَه سَبَقَه وأَعْجَلَه اسْتَعْجَلَه وفي التنزيل العزيز أَعَجِلْتُم أَمْرَ رَبِّكم أَي أَسْبَقْتُم قال الفراء تقول عَجِلْتُ الشيءَ أَي سَبَقْتُه وأَعْجَلْته اسْتَحْثَثْته وأَما قوله عز وجل ولو يُعَجِّل اللهُ للناس الشَّرَّ اسْتِعْجالَهم بالخير لقُضي إِليهم أَجَلُهُم فمعناه لَوْ أُجِيبَ الناسُ في دعاء أَحدهم على ابنه وشبيهه في قوله لَعَنَك اللهُ وأَخْزاك اللهُ وشِبْهه لَهَلَكوا قال ونُصِب قولُه اسْتِعْجالَهم بوقوع الفعل وهو يُعَجِّل وقيل نُصِب اسْتِعْجالَهم على معنى مِثْلَ اسْتِعْجالهم على نعتِ مصدرٍ محذوف والمعنى ولو يُعَجِّل اللهُ للناس الشر تعجيلاً مثل استعجالهم وقيل معناه لو عَجَّل الله للناس والشَّرَّ إِذا دَعَوْا به على أَنفسهم عند الغضب وعلى أَهليهم وأَولادهم واسْتَعْجلوا به كما يَسْتَعْجلون بالخير فَيَسْأَلونه الخَيْرَ والرَّحْمَةَ لقُضي إِليهم أَجَلُهم أَي ماتوا وقال الأَزهري معناه ولو يُعَجِّل اللهُ للناس الشَّرَّ في الدعاء كتعجيله اسْتِعْجالَهم بالخير إِذا دَعَوْه بالخير لَهَلَكُوا وأَعْجَلَتِ الناقةُ أَلْقَتْ وَلَدَها لغير تمام وقوله أَنشده ثعلب قِياماً عَجِلْنَ عليه النَّبا ت يَنْسِفْنَه بالظُّلوف انْتِسافا عَجِلْن عليه على هذا الموضع يَنْسِفْنَه يَنْسِفْن هذا النَّبات يَقْلَعْنه بأَرجلهن وقوله فَوَرَدَتْ تَعْجَل عن أَحْلامِها معناه تَذْهَب عُقولُها وعَدَّى تَعْجَل بعن لأَنها في معنى تَزِيغُ وتَزِيغُ متعدِّية بعَنْ والمُعْجِل والمُعَجِّل والمِعْجال من الإِبل التي تُنْتَج قبل أَن تَسْتَكْمِلَ الحول فَيَعِيش ولَدُها والوَلَدُ مُعْجَلٌ قال الأَخطل إِذا مُعْجَلاً غادَرْنَه عند مَنْزِلٍ أُتِيحَ لجَوَّابِ الفَلاةِ كَسُوب يعني الذئب والمِعْجال من الحوامل التي تضع ولدَها قبل إِناه وقد أَعْجَلَتْ فهي مُعْجِلةٌ والوَلَدُ مُعْجَلٌ والإِعْجال في السَّيْر أَن يَثِبَ البعيرُ إِذا رَكِبه الراكب قبل استوائه عليه والمِعْجال التي إِذا أَلْقى الرَّجُلُ رِجْلَه في غَرْزِها قامت ووَثَبَتْ يقال جَمَلٌ مِعْجالٌ وناقة مِعْجالٌ ولَقِي أَبو عمرو بن العَلاء ذا الرُّمَّة فقال أَنشِدْني ما بالُ عينِك منها الماءُ يَنْسَكِبُ فأَنشده حتى انتهى إِلى قوله حتى إِذا ما اسْتَوَى في غَرْزِها تَثِبُ فقال له عَمُّك الراعي أَحْسَنُ منك وَصْفاً حين يقول وهْيَ إِذا قامَ في غَرْزِها كَمِثْل السَّفِينة أَو أَوْقَرُ ولا تُعْجِلُ المَرْءَ عند الوُرُو كِ وهي برُكْبتِه أَبْصَرُ
( * قوله « عند الوروك » الذي في المحكم وتقدم في ورك قبل الوروك )
فقال وصَفَ بذلك ناقَةَ مَلِكٍ وأَنا أَصِفُ لك ناقةَ سُوقةٍ ونَخْلة مِعْجالٌ مُدْرِكةٌ في أَول الحَمْل والمُعَجِّل والمُتَعَجِّل الذي يأْتي أَهله بالإِعْجالةِ والمُعَجِّل
( * قوله « والمعجل إِلى قوله وذلك اللبن الاعجالة » هي عبارة المحكم وتمامها والعجالة والعجالة أي بالكسر والضم وقيل الاعجالة أن يعجل الراعي إلى آخر ما هنا ) من الرِّعاء الذي يَحْلُب الإِبلَ حَلْبةً وهي في الرَّعْي كأَنه يُعْجِلُها عن إِتمام الرَّعْي فيأْتي بها أَهلَه وذلك اللَّبن الإِعجالةُ والإِعجالةُ ما يُعَجِّله الراعي من اللبن إِلى أَهله قبل الحَلْب قال ارمؤ القيس يصف سَيَلانَ الدَّمْع كأَنَّهُما مَزَادَتَا مُتَعَجِّلٍ فَرِيّانِ لمّا تُسْلَقا بِدِهَانِ والعُجَالةُ وقيل الإِعْجالةُ أَن يُعَجِّل الراعي بلبن إِبله إِذا صَدَرَتْ عن الماء قال وجمعها الإِعْجالاتُ قال الكميت أَتَتْكُمْ بإِعْجالاتِها وهْيَ حُفَّلٌ تَمُجُّ لكم قبل احْتِلابٍ ثُمَالَها يخاطِب اليَمَنَ يقول أَتَتْكُم مَوَدَّةُ مَعَدٍّ بإِعْجالاتها والثُّمالُ الرَّغْوَة يقول لكم عندنا الصَّرِيحُ لا الرَّغْوة والذي يجيء بالإِعْجالة من الإِبل من العَزيب يقال له المُعَجِّل قال الكميت لم يَقْتَعِدْها المُعَجِّلون ولم يَمْسَخْ مَطاها الوُسُوق والحَقَبُ وفي حديث خزيمة ويَحْمِل الراعي العُجالة قال ابن الأَثير هي لَبَنٌ يَحْمِله الراعي من المَرْعى إِلى أَصحاب الغنم قبل أَن تَرُوحَ عليهم والعُجّال جُمّاع الكَفِّ من الحَيْس والتَّمر يستعجلُ أَكْلهُ والعُجَّال والعِجَّوْل تمر يُعْجَن بسَوِيق فيُتَعَجَّلُ أَكْلُه والعَجَاجِيل هَنَاتٌ من الأَقِط يجعلونها طِوَالاً بِغَلَظِ الكَفِّ وطُولِها مثل عَجَاجِيل التَّمْر والحَيْس والواحدة عُجَّال ويقال أَتانا بِعُجَّال وعِجَّوْل أَي بجُمْعَةٍ من التَّمْر قد عُجِنَ بالسَّوِيق أَو بالأَقِط وقال ثعلب العُجَّال والعِجَّوْل ما اسْتَعْجِل به قبل الغِذاء كاللُّهنة والعُجَالةُ والعَجَل ما اسْتُعْجِل به من طَعَام فقُدِّم قبل إِدراك الغِذاء وأَنشد إِنْ لم تُغِثْني أَكُنْ يا ذا النَّدَى عَجَلاً كَلُقْمَةٍ وَقَعَتْ في شِدْقِ غَرْثان والعُجَالةُ ما تعَجَّلْته من شيء وعُجَالة الراكبِ تَمْر بسَوِيق والعُجَالة ما تَزَوَّدَه الراكبُ مما لا يُتْعِبُه أَكْلُه كالتمر والسَّوِيق لأَنه يَسْتَعجِله أَو لأَن السفر يُعْجِله عما سوى ذلك من الطعام المُعالَج والتمرُ عُجَالة الراكب يقال عجَّلْتم كما يقال لَهَّنْتُم وفي المثل الثَّيِّبُ عُجَالة الراكب والعُجَيْلة والعُجَيْلى ضَرْبانِ من المشيء في عَجَلٍ وسرعة قال الشاعر تَمْشِي العُجَيْلى من مخافة شَدْقَمٍ يَمْشي الدِّفِقَّى والخَنِيفُ ويَضْبِرُ وذَكَره ابن وَلاَّد العُجَّيْلى بالتشديد وعَجَّلْت اللحم طَبَخْته على عَجَلة والعَجُول من النساء والإِبل الوالِه التي فَقَدَتْ وَلَدَها الثَّكْلَى لَعَجَلِتها في جَيْئَتِها وذَهَابها جَزَعاً قالت الخنساء فما عجُولٌ على بَوٍّ تُطِيفُ به لها حَنِينانِ إِعْلانٌ وإِسرار والجمع عُجُل وعَجائل ومَعاجِيل الأَخيرة على غير قياس قال الأَعشى يَدْفَع بالرَّاح عنه نِسْوَةٌ عُجُلُ
( * قوله « يدفع بالراح إلخ » صدره كما في التكملة حتى يظل عميد الحي مرتفقا )
والعَجُول المَنِيَّة عن أَبي عمرو لأَنها تُعْجِل من نَزَلَتْ به عن إِدراك أَمَله قال المرّار الفَقْعسي ونرجو أَن تَخَاطَأَكَ المَنايا ونخشى أَن تَعَجِّلَك العَجُولُ
( * قوله « تعجلك » كذا في المحكم وبهامشه في نسخة تعاجلك )
وقوله تعالى خُلِقَ الإِنسانُ من عَجَل قال الفراء خُلِقَ الإِنسانُ من عَجَلٍ وعلى عَجَلٍ كأَنك قلت رُكِّبَ على العَجَلة بِنْيَتُه العَجَلةُ وخِلْقَتُه العَجَلةُ وعلى العَجَلة ونحو ذلك قال أَبو إِسحق خوطب العرب بما تَعْقِل والعرب تقول للذي يُكْثِر الشيءَ خُلِقْتَ منه كما تقول خُلِقْتَ من لعِبٍ إِذا بُولغ في وصفه باللَّعِب وخُلِقَ فلان من الكَيْس إِذا بُولغ في صفته بالكَيْس وقال أَبو حاتم في قوله خُلِق الإِنسان من عَجَل أَي لو يعلمون ما استعجلوا والجواب مضمر قيل إِن آدم صلوات الله على نبينا وعليه لما بَلَغَ منه الرُّوحُ الركبتين هَمَّ بالنُّهُوض قبل أَن تبلغ القَدَمين فقال الله عز وجل خُلِقَ الإِنسانُ من عَجَل فأَوْرَثَنا آدَمُ عليه السلام العَجَلة وقال ثعلب معناه خُلِقَت العَجَلةُ من الإِنسان قال ابن جني
( * قوله « قال ابن جني إلخ » عبارة المحكم قال ابن جني الأحسن أن يكون تقديره خلق الانسان من عجل وجاز هذا وإن كان الانسان جوهراً والعجلة عرضاً والجوهر لا يكون من العرض لكثرة فعله إلى آخر ما هنا ) الأَحسن أَن يكون تقديره خُلِقَ الإِنسان من عَجَلٍ لكثرة فعله إِياه واعتياده له وهذا أَقوى معنىً من أَن يكون أَراد خُلِقَ العَجَل من الإِنسان لأَنه أَمرٌ قد اطّرَد واتَّسَع وحَمْلُه على القَلْب يَبْعُد في الصنعة ويُصَغِّر المعنى وكأَن هذا الموضع لمَّا خَفِيَ على بعضهم قال إِن العَجَل ههنا الطِّين قال ولعمري إِنه في اللغة لكَما ذَكَر غير أَنه في هذا الموضع لا يراد به إِلاَّ نفس العَجَلة والسرعة أَلا تراه عَزَّ اسْمُه كيف قال عَقيبة سأُرِيكم آياتي فلا تسْتَعْجِلونِ ؟ فنظيره قوله تعالى وكان الإِنسان عَجُولاً وخُلِق الإِنسان ضعيفاً لأَن العَجَل ضَرْبٌ من الضعف لِمَا يؤذن به من الضرورة والحاجة فهذا وجه القول فيه وقيل العَجَل ههنا الطين والحَمْأَة وهو العَجَلة أَيضاً قال الشاعر والنَّبْعُ في الصَّخْرة الصَّمَّاءِ مَنْبِتُه والنَّخْلُ يَنْبُتُ بينَ الماءِ والعَجَل قال الأَزهري وليس عندي في هذا حكاية عمن يُرْجَع إِليه في علم اللغة وتعَجَّلْتُ من الكِراءِ كذا وكذا وعجَّلْت له من الثَّمن كذا أَي قَدَّمْت والمَعَاجِيلُ مُخْتَصَرات الطُّرُق يقال خُذْ مَعاجِيلَ الطَّرِيق فإِنها أَقرب وفي النوادر أَخْذْتُ مُسْتَعْجِلة
( * قوله « أخذت مستعجلة إلخ » ضبط في التكملة والتهذيب بكسر الجيم وفي القاموس بالفتح ) من الطريق وهذه مُسْتَعْجِلاتُ الطريق وهذه خُدْعة من الطريق ومَخْدَع ونَفَذٌ ونَسَمٌ ونَبَقٌ وأَنْباقٌ كلُّه بمعنى القُرْبة والخُصْرة ومن أَمثال العرب لقد عَجِلَت بأَيِّمِك العَجول أَي عَجِل بها الزواجُ والعَجَلة كارَةُ الثَّوب والجمع عِجَالٌ وأَعْجالٌ على طرح الزائد والعَجَلة الدَّوْلاب وقيل المَحَالة وقيل الخَشَبة المُعْترِضة على النَّعَامَتين والجمع عَجَلٌ والغَرْبُ مُعَلَّق بالعَجَلة والعِجْلة الإِداوة الصغيرة والعِجْلة المَزَادة وقيل قِرْبة الماء والجمع عِجَلٌ مثل قِرْبة وقِرَب قال الأَعشى والساحباتِ ذُيُولَ الخَزِّ آوِنةً والرَّافِلاتِ عى أَعْجازِها العِجَلُ قال ثعلب شَبَّه أَعْجازَهُنَّ بالعِجَل المملوءة وعِجَال أَيضاً والعِجْلة السِّقَاء أَيضاً قال الشاعر يصف فرساً قَانَى له في الصَّيْف ظِلٌّ بارِدٌ ونَصِيُّ ناعِجَةٍ ومَحْضٌ مُنْقَعُ حتى إِذا نَبَحَ الظِّباءُ بَدَا له عَجِلٌ كأَحْمِرة الصَّريمة أَرْبَعُ قَانَى له أَي دَامَ له وقوله نَبَحَ الظِّباء لأَن الظَّبْيَ إِذا أَسَنَّ وبدت في قَرْنِه عُقَدٌ وحُيُودٌ نَبَح عند طلوع الفجر كما يَنْبَح الكلب أَورد ابن بري ويَنْبَحُ بين الشِّعْب نَبْحاً تَخالُه نُباحَ الكِلابِ أَبْصَرَتْ ما يَرِيبُها وقوله كأَحْمِرة الصَّرِيمة يعني الصُّخُور المُلْس لأَن الصخرة المُلَمْلَمة يقال لها أَتانٌ فإِذا كانت في الماء الضَّحْضاح فهي أَتانُ الضَّحْل فلَمّا لم يمكنه أَن يقول كأُتُنِ الصَّرِيمة وضَع الأَحْمِرة مَوْضِعَها إِذ كان معناهما واحداً فهو يقول هذا الفرس كريم على صاحبه فهو يسقيه اللبن وقد أَعَدَّ له أَربعَ أَسْقِية مملوءَة لَبناً كالصُّخُور المُلْس في اكتنازها تُقَدَّم إِليه في أَول الصبح وتجمع على عِجَالٍ أَيضاً مثل رِهْمة ورِهامٍ وذِهْبةٍ وذِهاب قال الطِّرمّاح تُنَشِّفُ أَوْشالَ النِّطافِ بطَبْخِها على أَن مكتوبَ العِجال وَكِيع
( * قوله « تنشف إلخ » تقدم في ترجمة وكع وقال ابن بري صوابه
تنشف أوشال النطاف ودونها ... كلى عجل مكتوبهن وكيع )
والعَجَلة بالتحريك التي يَجُرُّها الثور والجمع عَجَلٌ وأَعْجالٌ
والعَجَلة المَنْجَنُون يُسْقَى عليه والجمع عَجَلٌ والعِجْلُ وَلدُ البقرة والجمع عِجَلة وهو العِجَّوْل والأُنثى عِجْلة وعِجَّوْلة وبقرة مُعْجِل ذات عِجْلٍ قال أَبو خيرة هو عِجْلٌ حين تضَعُه أُمُّه إِلى شهر ثم بَرْغَزٌ وبُرْغُزٌ نحواً من شهرين ونصف ثم هو الفَرْقَد والجمع العَجَاجيلُ وقال ابن بري يقال ثلاثة أَعْجِلة وهي الأَعْجال والعِجْلة ضَرْب من النَّبْت وقيل هي بَقْلة تستطيل مع الأَرض قال عليك سرْداحاً من السِّرْداحِ ذا عِجْلة وذا نَصِيٍّ ضاحي وقيل هي شجر ذات وَرَق وكعُوب وقُضُب ليِّنة مستطيلة لها ثمرَة مثل رِجْلِ الدَّجاجة مُتقَبِّضة فإِذا يَبِسَتْ تفَتَّحت وليس لها زَهْرة وقيل العِجْلة شجرة ذات قُضُب ووَرَقٍ كوَرَقِ الثُّدّاء والعَجْلاء ممدود موضع وكذلك عَجْلان أَنشد ثعلب فهُنَّ يُصَرِّفْنَ النَّوَى بين عالِجٍ وعَجْلانَ تَصْرِيف الأَدِيبِ المُذَلَّل وبنو عِجْل حَيٌّ وكذلك بنو العَجْلان وعِجْلٌ قبيلة من رَبيعة وهو عِجْل بن لُجَيم بن صَعْب بن عليّ بن بكْر بن وائل وقوله عَلَّمَنا أَخْوالُنا بَنُو عِجِلْ شُرْبَ النَّبيذ واعْتِقالاً بالرِّجِلْ إِنما حَرَّك الجيم فيهما ضرورة لأَنه يجوز تحريك الساكن في القافية بحركة ما قبله كا قال عبد مناف بن رِبْع الهُذَلي إِذا تَجاوَبَ نَوْحٌ قامَنا مَعَهُ ضَرْباً أَلِيماً بسِبْتٍ يَلْعَجُ الجِلِدا وعَجْلَى اسمُ ناقةٍ قال أَقولُ لِنَاقَتي عَجْلَى وحَنَّتْ إِلى الوَقَبَى ونحن على الثِّمادِ أَتاحَ اللهُ يا عَجْلَى بلاداً هَواكِ بها مُرِبّاتِ العِهَاد أَراد لِبلادٍ فحذف وأَوْصَل وعَجْلى فرس دُرَيد ابن الصِّمَّة وعَجْلى أَيضاً فرس ثَعْلبة بن أُمِّ حَزْنة وأُمُّ عَجْلان طائر وعَجْلان اسم رَجُل وفي الحديث حديث عبد الله بن أُنَيْس فأَسْنَدُوا إِليه في عَجَلة من نَخْل قال القتيبي العَجَلة دَرَجة من النَّخل نحو النَّقِير أَراد أَن النَّقِير سُوِّيَ عَجَلة يُتَوَصَّل بها إِلى الموضع قال ابن الأَثير هو أَن يُنْقَر الجِذْع ويُجْعل فيه شِبْه الدَّرَج لِيُصْعَدَ فيه إِلى الغُرَف وغيرها وأَصله الخشبة المُعْترِضة على البئر

( عدل ) العَدْل ما قام في النفوس أَنه مُسْتقيم وهو ضِدُّ الجَوْر عَدَل الحاكِمُ في الحكم يَعْدِلُ عَدْلاً وهو عادِلٌ من قوم عُدُولٍ وعَدْلٍ الأَخيرة اسم للجمع كتَجْرِ وشَرْبٍ وعَدَل عليه في القضيَّة فهو عادِلٌ وبَسَطَ الوالي عَدْلَه ومَعْدِلَته وفي أَسماء الله سبحانه العَدْل هو الذي لا يَمِيلُ به الهوى فيَجورَ في الحكم وهو في الأَصل مصدر سُمِّي به فوُضِعَ مَوْضِعَ العادِلِ وهو أَبلغ منه لأَنه جُعِلَ المُسَمَّى نفسُه عَدْلاً وفلان من أَهل المَعْدِلة أَي من أَهل العَدْلِ والعَدْلُ الحُكْم بالحق يقال هو يَقْضي بالحق ويَعْدِلُ وهو حَكَمٌ عادِلٌ ذو مَعْدَلة في حكمه والعَدْلُ من الناس المَرْضِيُّ قولُه وحُكْمُه وقال الباهلي رجل عَدْلٌ وعادِلٌ جائز الشهادة ورَجُلٌ عَدْلٌ رِضاً ومَقْنَعٌ في الشهادة قال ابن بري ومنه قول كثير وبايَعْتُ لَيْلى في الخَلاء ولم يَكُنْ شُهودٌ على لَيْلى عُدُولٌ مَقَانِعُ ورَجُلٌ عَدْلٌ بيِّن العَدْلِ والعَدَالة وُصِف بالمصدر معناه ذو عَدْلٍ قال في موضعين وأَشْهِدوا ذَوَيْ عَدْلٍ منكم وقال يَحْكُم به ذَوَا عَدْلٍ منكم ويقال رجل عَدْلٌ ورَجُلانِ عَدْلٌ ورِجالٌ عَدْلٌ وامرأَة عَدْلٌ ونِسْوةٌ عَدْلٌ كلُّ ذلك على معنى رجالٌ ذَوُو عَدْلٍ ونِسوةٌ ذوات عَدْلٍ فهو لا يُثَنَّى ولا يجمع ولا يُؤَنَّث فإِن رأَيته مجموعاً أَو مثنى أَو مؤَنثاً فعلى أَنه قد أُجْرِي مُجْرى الوصف الذي ليس بمصدر وقد حكى ابن جني امرأَة عَدْلة أَنَّثوا المصدر لما جرى وصفاً على المؤنث وإِن لم يكن على صورة اسم الفاعل ولا هو الفاعل في الحقيقة وإِنما اسْتَهْواه لذلك جَرْيُها وصفاً على المؤنث وقال ابن جني قولهم رجل عَدْلٌ وامرأَة عَدْل إِنما اجتمعا في الصفة المُذَكَّرة لأَن التذكير إِنما أَتاها من قِبَل المصدرية فإِذا قيل رجل عَدْلٌ فكأَنه وصف بجميع الجنس مبالغةً كما تقول استَوْلى على الفَضْل وحاز جميعَ الرِّياسة والنُّبْل ونحو ذلك فوُصِف بالجنس أَجمع تمكيناً لهذا الموضع وتوكيداً وجُعِل الإِفراد والتذكير أَمارةً للمصدر المذكور وكذلك القول في خَصْمٍ ونحوه مما وُصِف به من المصادر قال فإِن قلت فإِن لفظ المصدر قد جاء مؤنثاً نحو الزِّيادة والعِيادة والضُّؤُولة والجُهومة والمَحْمِيَة والمَوْجِدة والطَّلاقة والسَّباطة ونحو ذلك فإِذا كان نفس المصدر قد جاء مؤَنثاً فما هو في معناه ومحمول بالتأْويل عليه أَحْجى بتأْنيثه قيل الأَصل لقُوَّته أَحْمَلُ لهذا المعنى من الفرع لضعفه وذلك أَن الزِّيادة والعيادة والجُهومة والطَّلاقة ونحو ذلك مصادر غير مشكوك فيها فلحاقُ التاء لها لا يُخْرِجها عما ثبت في النفس من مَصدَرِيَّتها وليس كذلك الصفة لأَنها ليست في الحقيقة مصدراً وإِنما هي مُتَأَوَّلة عليه ومردودة بالصَّنْعة إِليه ولو قيل رجُلٌ عَدْلٌ وامرأَة عَدْلة وقد جَرَت صفة كما ترى لم يُؤْمَنْ أَن يُظَنَّ بها أَنها صفة حقيقية كصَعْبة من صَعْبٍ ونَدْبة من نَدْبٍ وفَخْمة من فَخْمٍ فلم يكن فيها من قُوَّة الدلالة على المصدرية ما في نفس المصدر نحو الجُهومة والشُّهومة والخَلاقة فالأُصول لقُوَّتها يُتَصَرَّف فيها والفروع لضعفها يُتَوَقَّف بها ويُقْتَصر على بعض ما تُسَوِّغه القُوَّةُ لأُصولها فإِن قيل فقد قالوا رجل عَدْل وامرأَة عَدْلة وفرسٌ طَوْعة القِياد وقول أُميَّة والحَيَّةُ الحَتْفَةُ الرَّقْشاءُ أَخْرَجَهَا من بيتِها آمِناتُ اللهِ والكَلِمُ قيل هذا قد خَرَجَ على صورة الصفة لأَنهم لم يُؤْثِروا أَن يَبْعُدوا كلَّ البُعْد عن أَصل الوصف الذي بابه أَن يَقع الفَرْقُ فيه بين مُذَكره ومؤَنَّثه فجرى هذا في حفظ الأُصول والتَّلَفُّت إِليها للمُباقاة لها والتنبيه عليها مَجْرى إِخراج بعض المُعْتَلِّ على أَصله نحو استَحْوَذَ وضَنِنُوا ومَجرى إِعمال صُغْتُه وعُدْتُه وإِن كان قد نُقِل إِلى فَعُلْت لما كان أَصله فَعَلْت وعلى ذلك أَنَّث بعضُهم فقال خَصْمة وضَيْفة وجَمَع فقال يا عَيْنُ هَلاَّ بَكَيْتِ أَرْبَدَ إِذ قُمْنا وقامَ الخُصومُ في كَبَد ؟ وعليه قول الآخر إِذا نزَلَ الأَضْيافُ كان عَذَوَّراً على الحَيِّ حتى تَسْتَقِلَّ مَراجِلُه والعَدالة والعُدولة والمَعْدِلةُ والمَعْدَلةُ كلُّه العَدْل وتعديل الشهود أَن تقول إِنهم عُدُولٌ وعَدَّلَ الحُكْمَ أَقامه وعَدَّلَ الرجلَ زَكَّاه والعَدَلةُ والعُدَلةُ المُزَكُّون الأَخيرة عن ابن الأَعرابي قال القُرْمُليُّ سأَلت عن فلان العُدَلة أَي الذين يُعَدِّلونه وقال أَبو زيد يقال رجل عُدَلة وقوم عُدَلة أَيضاً وهم الذين يُزَكُّون الشهودَ وهم عُدُولٌ وقد عَدُلَ الرجلُ بالضم عَدالةً وقوله تعالى وأَشهِدوا ذَوَيْ عَدْلٍ منكم قال سعيد بن المسيب ذَوَيْ عَقْل وقال إِبراهيم العَدْلُ الذي لم تَظْهَر منه رِيبةٌ وكَتَب عبدُ الملك إِلى سعيد بن جُبَير يسأَله عن العَدْل فأَجابه إِنَّ العَدْلَ على أَربعة أَنحاء العَدْل في الحكم قال الله تعالى وإِن حَكَمْتَ
( * قوله « قال الله تعالى وان حكمت إلخ » هكذا في الأصل ومثله في التهذيب والتلاوة بالقسط ) فاحْكُمْ بينهم بالعَدْل والعَدْلُ في القول قال الله تعالى وإِذا قُلْتُم فاعْدِلوا والعَدْل الفِدْية قال الله عز وجل لا يُقْبَل منها عَدْلٌ والعَدْل في الإِشْراك قال الله عز وجل ثم الذين كفروا برَبِّهم يَعْدِلون أَي يُشْرِكون وأَما قوله تعالى ولن تَسْتَطِيعوا أَن تَعْدِلوا بين النساء ولو حَرَصْتُم قال عبيدة السَّلماني والضَّحَّاك في الحُبِّ والجِماع وفلان يَعْدِل فلاناً أَي يُساوِيه ويقال ما يَعْدِلك عندنا شيءٌ أَي ما يقَع عندنا شيءٌ مَوْقِعَك وعَدَّلَ المَوازِينَ والمَكاييلَ سَوَّاها وعَدَلَ الشيءَ يَعْدِلُه عَدْلاً وعادَله وازَنَه وعادَلْتُ بين الشيئين وعَدَلْت فلاناً بفلان إِذا سَوَّيْت بينهما وتَعْدِيلُ الشيء تقويمُه وقيل العَدْلُ تَقويمُك الشيءَ بالشيءِ من غير جنسه حتى تجعله له مِثْلاً والعَدْلُ والعِدْلُ والعَدِيلُ سَواءٌ أَي النَّظِير والمَثِيل وقيل هو المِثْلُ وليس بالنَّظِير عَيْنه وفي التنزيل أَو عَدْلُ ذلك صِياماً قال مُهَلْهِل على أَنْ ليْسَ عِدْلاً من كُلَيْبٍ إِذا بَرَزَتْ مُخَبَّأَةُ الخُدُور والعَدْلُ بالفتح أَصله مصدر قولك عَدَلْت بهذا عَدْلاً حَسَنًا تجعله اسماً للمِثْل لِتَفْرُق بينه وبين عِدْل المَتاع كما قالوا امرأَة رَزانٌ وعَجُزٌ رَزِينٌ للفَرْق والعَدِيلُ الذي يُعادِلك في الوَزْن والقَدر قال ابن بري لم يشترط الجوهري في العَدِيل أَن يكون إِنساناً مثله وفَرَق سيبويه بين العَدِيل والعِدْل فقال العَدِيلُ من عادَلَك من الناس والعِدْلُ لا يكون إِلاَّ للمتاع خاصَّة فبَيَّن أَنَّ عَدِيل الإِنسان لا يكون إِلاَّ إِنساناً مثله وأَنَّ العِدْل لا يكون إِلاَّ للمتاع وأَجاز غيرُه أَن يقال عندي عِدْلُ غُلامِك أَي مِثْله وعَدْلُه بالفتح لا غير قيمتُه وفي حديث قارئ القرآن
( * قوله « وفي حديث قارئ القرآن إلخ » صدره كما في هامش النهاية فقال رجل يا رسول الله أرأيتك النجدة تكون في الرجل ؟ فقال ليست إلخ وبهذا يعلم مرجع الضمير في ليست وقوله قال ابن الاثير إلخ عبارته في النهاية قد تكرر ذكر العدل والعدل بالكسر والفتح في الحديث وهما بمعنى المثل وقيل هو بالفتح الى آخر ما هنا )
وصاحب الصَّدَقة فقال ليْسَتْ لهما بعَدْل هو المِثْل قال ابن الأَثير هو بالفتح ما عادَله من جنسه وبالكسر ما ليس من جنسه وقيل بالعكس وقول الأَعلم مَتى ما تَلْقَني ومَعي سِلاحِي تُلاقِ المَوْتَ لَيْس له عَدِيلُ يقول كأَنَّ عَدِيلَ الموت فَجْأَتُه يريد لا مَنْجَى منه والجمع أَعْدالٌ وعُدَلاءُ وعَدَل الرجلَ في المَحْمِل وعَادَلَهُ رَكِب معه وفي حديث جابر إِذا جاءت عَمَّتي بأَبي وخالي مَقْتولَيْنِ عادَلْتُهما على ناضِحٍ أَي شَدَدْتُهما على جَنْبَي البَعير كالعِدْلَيْن وعَدِيلُك المُعادِلُ لك والعِدْل نِصْف الحِمْل يكون على أَحد جنبي البعير وقال الأَزهري العِدْل اسم حِمْل مَعْدُولٍ بحِمْلٍ أَي مُسَوًّى به والجمع أَعْدالٌ وعُدُولٌ عن سيبويه وقال الفراء في قوله تعالى أَو عَدْل ذلك صياماً قال العَدْلُ ما عادَلَ الشيءَ من غير جنسه ومعناه أَي فِداءُ ذلك والعِدْلُ المِثْل مِثْل الحِمْل وذلك أَن تقول عندي عِدْلُ غُلامِك وعِدْلُ شاتك إِذا كانت شاةٌ تَعْدِل شاةً أَو غلامٌ يَعْدِل غلاماً فإِذا أَردت قيمته من غير جنسه نَصَبْت العَيْن فقلت عَدْل وربما كَسَرها بعضُ العرب قال بعض العرب عِدْله وكأَنَّه منهم غلطٌ لتَقارُب معنى العَدْل من العِدْل وقد أَجمعوا على أَن واحد الأَعدال عِدْل قال ونُصِب قوله صياماً على التفسير كأَنَّه عَدْلُ ذلك من الصِّيام وكذلك قوله مِلْء الأَرضِ ذَهباً وقال الزجاج العَدْلُ والعِدْلُ واحد في معنى المِثْل قال والمعنى واحد كان المِثْلُ من الجنس أَو من غير الجنس قال أَبو إِسحق ولم يقولوا إِن العرب غَلِطَت وليس إِذا أَخطأَ مُخْطِئٌ وجَب أَن يقول إِنَّ بعض العرب غَلِط وقرأَ ابن عامر أَو عِدْلُ ذلك صِياماً بكسر العين وقرأَها الكسائي وأَهل المدينة بالفتح وشَرِبَ حتى عَدَّل أَي صار بطنه كالعِدْل وامْتَلأ قال الأَزهري وكذلك عَدَّنَ وأَوَّنَ بمعناه ووقع المُصْطَرِعانِ عِدْلَيْ بعيرٍ أَي وَقَعا مَعاً ولم يَصْرَع أَحدُهما الآخر والعَدِيلتان الغِرَارتانِ لأَن كل واحدة منهما تُعادِل صاحبتَها الأَصمعي يقال عَدَلْت الجُوالِقَ على البعير أَعْدِله عَدْلاً يُحْمَل على جَنْب البعير ويُعْدَل بآخر ابن الأَعرابي العَدَلُ محرّكٌ تسوية الأَوْنَيْن وهما العِدْلانِ ويقال عَدَلْت أَمتعةَ البيت إِذا جَعَلْتها أَعدالاً مستوية للاعْتِكام يومَ الظَّعْن والعدِيل الذي يُعادِلُك في المَحْمِل والاعْتِدالُ تَوَسُّطُ حالٍ بين حالَيْن في كَمٍّ أَو كَيْفٍ كقولهم جِسْمٌ مُعْتَدِلٌ بين الطُّول والقِصَر وماء مُعْتَدِلٌ بين البارد والحارِّ ويوم مُعْتَدِلٌ طيِّب الهواء ضدُّ مُعْتَذِل بالذال المعجمة وكلُّ ما تَناسَبَ فقد اعْتَدَل وكلُّ ما أَقَمْته فقد عَدَلْته وزعموا أَن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال الحمد لله الذي جَعَلَني في قَوْمٍ إِذا مِلْتُ عَدَلُوني كما يُعْدَل السَّهْم في الثِّقافِ أَي قَوَّمُوني قال صَبَحْتُ بها القَوْمَ حتى امْتَسَكْ تُ بالأَرض أَعْدِلُها أَن تَمِيلا وعَدَّلَه كعَدَلَه وإِذا مالَ شيءٌ قلت عَدَلته أَي أَقمته فاعْتَدَل أَي استقام ومن قرأَ قول الله عز وجل خَلَقَكَ فَسوّاك فَعَدَلك بالتخفيف في أَيِّ صورةٍ ما شاء قال الفراءُ من خَفَّف فَوجْهُه والله أَعلم فَصَرَفك إِلى أَيِّ صورة ما شاء إِمَّا حَسَنٍ وإِمَّا قبيح وإِمَّا طَويل وإِمَّا قَصير وهي قراءة عاصم والأَخفش وقيل أَراد عَدَلك من الكفر إِلى الإِيمان وهي نِعْمة
( * قوله « وهي نعمة » كذا في الأصل وعبارة التهذيب وهما نعمتان ) ومن قرأَ فعَدَّلك فشَدَّد قال الأَزهري وهو أَعجبُ الوجهين إِلى الفراء وأَجودُهما في العربية فمعناه قَوَّمك وجَعَلَك مُعْتدلاً مُعَدَّل الخَلْق وهي قراءة نافع وأَهل الحجاز قال واخْتَرْت عَدَّلك لأَنَّ المطلوب الإثنتين التركيب أَقوى في العربية من أَن تكون في العَدْل لأَنك تقول عَدَلْتك إِلى كذا وصَرَفتك إِلى كذا وهذا أَجودُ في العربية من أَن تقول عَدَلْتك فيه وصَرَفْتك فيه وقد قال غير الفراء في قراءة من قرأَ فَعَدَلك بالتخفيف إِنه بمعنى فَسَوّاك وقَوَّمك من قولك عَدَلْت الشيء فاعْتَدل أَي سَوّيْته فاسْتَوَى ومنه قوله وعَدَلْنا مَيْلَ بَدْر فاعْتَدَل أَي قَوَّمْناه فاستقام وكلُّ مُثَقَّفٍ مُعْتَدِلٌ وعَدَلْت الشيءَ بالشيء أَعْدِلُه عُدولاً إِذا ساويته به قال شَمِر وأَما قول الشاعر أَفَذاكَ أَمْ هِي في النَّجا ءِ لِمَنْ يُقارِبُ أَو يُعادِل ؟ يعني يُعادِلُ بي ناقته والثَّوْر واعْتَدَل الشِّعْرُ اتَّزَنَ واستقام وعَدَّلْته أَنا ومنه قول أَبي علي الفارسي لأَن المُرَاعى في الشِّعْر إِنما هو تعديل الأَجزاء وعَدَّل القَسَّامُ الأَنْصِباءَ للقَسْمِ بين الشُّركاء إِذا سَوّاها على القِيَم وفي الحديث العِلْم ثلاثة منها فَرِيضةٌ عادِلَةٌ أَراد العَدْل في القِسْمة أَي مُعَدَّلة على السِّهام المذكورة في الكتاب والسُّنَّة من غير جَوْر ويحتمل أَن يريد أَنها مُسْتَنْبَطة من الكتاب والسُّنَّة فتكون هذه الفَريضة تُعْدَل بما أُخِذ عنهما وقولهم لا يُقْبَل له صَرْفٌ ولا عَدْلٌ قيل العَدْل الفِداء ومنه قوله تعالى وإِنْ تَعْدِلْ كلَّ عَدْلٍ لا يؤخَذْ منها أَي تَفْدِ كُلَّ فِداء وكان أَبو عبيدة يقول وإِنْ تُقْسِطْ كلَّ إِقْساط لا يُقْبَلْ منها قال الأَزهري وهذا غلط فاحش وإِقدام من أَبي عبيدة على كتاب الله تعالى والمعنى فيه لو تَفْتدي بكل فداء لا يُقْبَل منها الفِداءُ يومئذ ومثله قوله تعالى يَوَدُّ المُجْرِمُ لو يَفْتَدي من عذاب يَوْمئذٍ ببَنِيه ( الآية ) أَي لا يُقْبَل ذلك منه ولا يُنْجيه وقيل العَدْل الكَيْل وقيل العَدْل المِثْل وأَصله في الدِّية يقال لم يَقْبَلوا منهم عَدْلاً ولا صَرْفاً أَي لم يأْخذوا منهم دية ولم يقتلوا بقتيلهم رجلاً واحداً أَي طلبوا منهم أَكثر من ذلك وقيل العَدْل الجزاء وقيل الفريضة وقيل النافلة وقال ابن الأَعرابي العَدْل الاستقامة وسيذكر الصَّرْف في موضعه وفي الحديث من شَرِبَ الخَمْر لم يَقْبَل اللهُ منه صَرْفاً ولا عَدْلاً أَربعين ليلة قيل الصَّرْف الحِيلة والعَدْل الفدْية وقيل الصَّرْف الدِّية والعَدْلُ السَّوِيَّة وقيل العَدْل الفريضة والصَّرْف التطَوُّع وروى أَبو عبيد عن النبي صلى الله عليه وسلم حين ذكر المدينة فقال من أَحْدَثَ فيها حَدَثاً أَو آوى مُحْدِثاً لم يقبلِ الله منه صَرْفاً ولا عَدْلاً روي عن مكحول أَنه قال الصَّرْف التَّوبة والعَدْل الفِدْية قال أَبو عبيد وقوله من أَحْدَثَ فيها حَدَثاً الحَدَثُ كلُّ حَدٍّ يجب لله على صاحبه أَن يقام عليه والعَدْل القِيمة يقال خُذْ عَدْلَه منه كذا وكذا أَي قيمتَه ويقال لكل من لم يكن مستقيماً حَدَل وضِدُّه عَدَل يقال هذا قضاءٌ حَدْلٌ غير عَدْلٍ وعَدَلَ عن الشيء يَعْدِلُ عَدْلاً وعُدولاً حاد وعن الطريق جار وعَدَلَ إِليه عُدُولاً رجع وما لَه مَعْدِلٌ ولا مَعْدولٌ أَي مَصْرِفٌ وعَدَلَ الطريقُ مال ويقال أَخَذَ الرجلُ في مَعْدِل الحق ومَعْدِل الباطل أَي في طريقه ومَذْهَبه ويقال انْظُروا إِلى سُوء مَعادِله ومذموم مَداخِله أَي إِلى سوء مَذَاهِبه ومَسالِكه وقال زهير وأَقْصرت عمَّا تَعلمينَ وسُدِّدَتْ عليَّ سِوى قَصْدِ الطّريق مَعادِلُه وفي الحديث لا تُعْدَل سارِحتُكم أَي لا تُصْرَف ماشيتكم وتُمال عن المَرْعى ولا تُمنَع وقول أَبي خِراش على أَنَّني إِذا ذَكَرْتُ فِراقَهُم تَضِيقُ عليَّ الأَرضُ ذاتُ المَعادِل أَراد ذاتَ السَّعة يُعْدَل فيها يميناً وشمالاً من سَعَتها والعَدْل أَن تَعْدِل الشيءَ عن وجهه تقول عَدَلْت فلاناً عن طريقه وعَدَلْتُ الدابَّةَ إِلى موضع كذا فإِذا أَراد الاعْوِجاجَ نفسَه قيل هو يَنْعَدِل أَي يَعْوَجُّ وانْعَدَل عنه وعادَلَ اعْوَجَّ قال ذو الرُّمة وإِني لأُنْحي الطَّرْفَ من نَحْوِ غَيْرِها حَياءً ولو طاوَعْتُه لم يُعادِل
( * قوله « واني لانحي » كذا ضبط في المحكم بضم الهمزة وكسر الحاء وفي القاموس وأنحاء عنه عدله )
قال معناه لم يَنْعَدِلْ وقيل معنى قوله لم يُعادِل أَي لم يَعْدِل بنحو أَرضها أَي بقَصْدِها نحواً قال ولا يكون يُعادِل بمعنى يَنْعَدِل والعِدال أَن يَعْرِض لك أَمْرانِ فلا تَدْرِي إِلى أَيِّهما تَصيرُ فأَنت تَرَوَّى في ذلك عن ابن الأَعرابي وأَنشد وذُو الهَمِّ تُعْدِيه صَرِيمةُ أَمْرِه إِذا لم تُميِّتْه الرُّقى ويُعَادِلُ يقول يُعادِل بين الأَمرين أَيَّهما يَرْكَب تُميِّتْه تُذَلِّله المَشورات وقولُ الناس أَين تَذْهَب والمُعادَلَةُ الشَّكُّ في أَمرين يقال أَنا في عِدالٍ من هذا الأَمر أَي في شكٍّ منه أَأَمضي عليه أَم أَتركه وقد عادلْت بين أَمرين أَيَّهما آتي أَي مَيَّلْت وقول ذي الرمة إِلى ابن العامِرِيِّ إِلى بِلالٍ قَطَعْتُ بنَعْفِ مَعْقُلَة العِدالا قال الأَزهري العرب تقول قَطَعْتُ العِدالَ في أَمري ومَضَبْت على عَزْمي وذلك إِذا مَيَّلَ بين أَمرين أَيَّهُما يأْتي ثم استقام له الرأْيُ فعَزَم على أَوْلاهما عنده وفي حديث المعراج أُتِيتُ بإِناءَيْن فَعَدَّلْتُ بينهما يقال هو يُعَدِّل أَمرَه ويُعادِلهُ إِذا تَوَقَّف بين أَمرين أَيَّهُما يأْتي يريد أَنهما كانا عنده مستويَيْنِ لا يقدر على اختيار أَحدهما ولا يترجح عنده وهو من قولهم عَدَل عنه يَعْدِلُ عُدولاً إِذا مال كأَنه يميل من الواحد إِلى الآخر وقال المَرَّار فلما أَن صَرَمْتُ وكان أَمْري قَوِيماً لا يَمِيلُ به العُدولُ قال عَدَلَ عَنِّي يَعْدِلُ عُدُولاً لا يميل به عن طريقه المَيْلُ وقال الآخر إِذا الهَمُّ أَمْسى وهو داءٌ فأَمْضِه ولَسْتَ بمُمْضيه وأَنْتَ تُعادِلُه قال معناه وأَنتَ تَشُكُّ فيه ويقال فلان يعادِل أَمرَه عِدالاً ويُقَسِّمُه أَي يَميل بين أَمرين أَيَّهُما يأْتي قال ابن الرِّقاع فإِن يَكُ في مَناسِمها رَجاءٌ فقد لَقِيَتْ مناسِمُها العِدالا أَتَتْ عَمْراً فلاقَتْ من نَداه سِجالَ الخير إِنَّ له سِجالا والعِدالُ أَن يقول واحدٌ فيها بقيةٌ ويقولَ آخرُ ليس فيها بقيةٌ وفرسٌ مُعْتَدِلُ الغُرَّةِ إِذا توَسَّطَتْ غُرَّتُه جبهتَهُ فلم تُصِب واحدةً من العينين ولم تَمِلْ على واحدٍ من الخدَّين قاله أَبو عبيدة وعَدَلَ الفحلَ عن الضِّراب فانْعَدَلَ نحَّاه فتنحَّى قال أَبو النجم وانْعَدلَ الفحلُ ولَمَّا يُعْدَل وعَدَلَ الفحلُ عن الإِبل إِذا تَرَك الضِّراب وعَدَلَ بالله يَعْدِلْ أَشْرَك والعادل المُشْرِكُ الذي يَعْدِلُ بربِّه ومنه قول المرأَة للحَجَّاج إِنك لقاسطٌ عادِلٌ قال الأَحمر عَدَلَ الكافرُ بربِّه عَدْلاً وعُدُولاً إِذا سَوَّى به غيرَه فعبَدَهُ ومنه حديثُ ابن عباس رضي الله عنه قالوا ما يُغْني عنا الإِسلامُ وقد عَدَلْنا بالله أَي أَشْرَكْنا به وجَعَلْنا له مِثْلاً ومنه حديث عليّ رضي الله عنه كَذَبَ العادِلون بك إِذ شَبَّهوك بأَصنامهم وقولُهم للشيء إِذا يُئِسَ منه وُضِعَ على يَدَيْ عَدْلٍ هو العَدْلُ بنُ جَزْء بن سَعْدِ العَشِيرة وكان وَليَ شُرَطَ تُبَّع فكان تُبَّعٌ إِذا أَراد قتل رجل دفَعَه إِليه فقال الناس وُضِعَ على يَدَي عَدْلٍ ثم قيل ذلك لكل شيء يُئِسَ منه وعَدَوْلى قريةٌ بالبحرين وقد نَفَى سيبويه فَعَولى فاحتُجَّ عليه بعَدَوْلى فقال الفارسي أَصلها عَدَوْلاً وإِنما تُرك صرفُه لأَنه جُعل اسماً للبُقْعة ولم نسمع نحن في أَشعارهم عَدَوْلاً مصروفاً والعَدَوْلِيَّةُ في شعر طَرَفَةَ سُفُنٌ منسوبة إِلى عَدَوْلى فأَما قول نَهْشَل بن حَرِّيّ فلا تأْمَنِ النَّوْكَى وإِن كان دارهُمُ وراءَ عَدَوْلاتٍ وكُنْتَ بقَيْصَرا فزعم بعضهم أَنه بالهاء ضرورة وهذا يُؤَنِّس بقول الفارسي وأَما ابن الأَعرابي فقال هي موضع وذهب إِلى أَن الهاء فيها وضْعٌ لا أَنه أَراد عَدَوْلى ونظيره قولهم قَهَوْباةُ للنَّصْل العريض قال الأَصمعي العَدَوْلِيُّ من السُّفُن منسوب إِلى قرية بالبحرين يقال لها عَدَوْلى قال والخُلُجُ سُفُنٌ دون العَدَوْلِيَّة وقال ابن الأَعرابي في قول طَرَفة عَدَوْلِيَّة أَو من سَفين ابن نَبْتَل
( * قوله « نبتل » كذا في الأصل والتهذيب والذي في التكملة يا من وتمامه يجوز بها الملاح طورا ويهتدي )
قال نسبها إِلى ضِخَم وقِدَم يقول هي قديمة أَو ضَخْمة وقيل العَدَوْليَّة نُسبَتْ إِلى موضع كان يسمى عَدَوْلاة وهي بوزن فَعَوْلاة وذكر عن ابن الكلبي أَنه قال عَدَوْلى ليسوا من ربيعةَ ولا مُضر ولا ممن يُعْرَفُ من اليمن إِنما هم أُمَّةٌ على حِدَة قال الأَزهري والقولُ في العَدَوْليَّ ما قاله الأَصمعي وشجر عَدَوْلِيٌّ قديمٌ واحدته عَدَوْلِيَّة قال أَبو حنيفة العَدَوْليُّ القديمُ من كل شيء وأَنشد غيره عليها عَدَوْلِيُّ الهَشِيم وصامِلُه ويروى عَدامِيل الهَشيم يعني القديمَ أَيضاً وفي خبر أَبي العارم فآخُذُ في أَرْطًى عَدَوْلِيٍّ عُدْمُلِيٍّ والعَدَوْلِيُّ المَلاَّح ابن الأَعرابي يقال لزوايا البيت المُعَدَّلات والدَّراقِيع والمُرَوَّيات والأَخْصام والثَّفِنات وروى الأَزهري عن الليث المُعْتَدِلةُ من النوق الحَسَنة المُثَقَّفَة الأَعضاء بعضها ببعض قال وروى شَمِر عن مُحارِب قال المُعْتَدِلة مِن النوق وجَعَله رُباعيّاً من باب عَندَل قال الأَزهري والصواب المعتدلة بالتاء وروى شمر عن أَبي عدنانَ الكناني أَنشده وعَدَلَ الفحلُ وإِن لم يُعْدَلِ واعْتَدَلَتْ ذاتُ السَّنام الأَمْيَلِ قال اعتدالُ ذات السَّنامِ الأَمْيلِ استقامةُ سَنامها من السِّمَن بعدما كان مائلاً قال الأَزهري وهذا يدل على أَن الحرف الذي رواه شمر عن محارب في المُعَنْدِلة غيرُ صحيح وأَن الصوابَ المُعْتَدِلة لأَن الناقة إِذا سَمِنَت اعْتَدَلَتْ أَعضاؤها كلُّها من السَّنام وغيره ومُعَنْدِلة من العَنْدَل وهو الصُّلْبُ الرأْس وسيأْتي ذكره في موضعه لأَن عَنْدَل رُباعيٌّ خالص

( عدمل ) العُدْمُلُ والعُدْمُلِيُّ والعُدامِلُ والعُدامِليُّ كلُّ مُسِنٍّ قديمٍ
( * قوله « كل مسنّ قديم إلخ » عبارة المحكم كل مسن قديم وقيل هو القديم وقيل هو القديم الضخم إلخ ) وقيل هو القديم الضَّخْم من الضِّباب قيل ذلك له لِقِدَمِه والأُنثى عُدْمُلِيَّة وزعم أَبو الدُّقَيْش أَنه يُعَمَّر عُمْرَ الإِنسان حتى يَهْرَم فيُسَمى عُدْمُلِيّاً عند ذلك قال الراجز في عُدْمُلِيِّ الحَسَب القَدِيم وخصَّ بعضُهم به الشجرَ القديم ومنه قول أَبي عارم الكلابي وآخُذُ في أَرْطىً عَدَوْلِيٍّ عُدْمُلِيٍّ وغُدُرٌ عَدامِل قديمة قال لبيد يُباكِرْنَ من غَوْلٍ مِياهاً رَوِيَّةً ومن مَنْعجٍ زُرْقَ المُتُونِ عَدامِلا الأَزهري وأَكثر ما يقال على جهة النسبة رَكِيَّةٌ عُدْمُلِيَّة أَي عاديَّة قديمةٌ والجمع العَدامِل والعُدْمُول الضِّفْدِعُ عن كراع وليس ذلك بمعروف إِنما هو العُلْجُوم وأَنشد ابن بري لجِران العَوْد على أَن العُدْمُول الضِّفْدع ماشحون قليلاً من مُسَوَّمةٍ من آجِنٍ رَكَضَتْ فيه العَدامِيلُ
( * قوله « ماشحون إلخ » هكذا رسم في الأصل )
العُدْمُلُ الشيء القديم وكذلك العُدْمُول وقالت زينب أُخت يزيد بن الطَّثَريَّة تَرى جازِرَيْه يُرْعَدان ونارُه عليها عَدامِيلُ الهَشِيم وصامِلُه وأَنشد ابن بري في العُدْمُلِيِّ من مَعْدِنِ الصِّيران عُدْمُلِيِّ

( عدهل ) العَيْدَهُولُ الناقة السريعة

( عذل ) العَذْلُ اللَّومُ والعَذُل مثلُه عَذَلَهُ يَعْذِله
( * قوله « عذله يعذله » هو من بابي ضرب وقتل كما في المصباح ) عَذْلاً وعَذَّله فاعْتَذَل وتَعَذَّلَ لامَهُ فَقَبِلَ منه وأَعْتَبَ والاسم العَذَلُ وهم العَذَلةُ والعُذَّالُ والعُذَّلُ والعواذِل من النساء جمع العاذِلة ويجوز العاذِلات ابن الأَعرابي العَذْلُ الإِحْراق فكأَنَّ اللائم يُحْرِق بعَذْله قلبَ المَعْذول وأَنشد الأَصمعي لوَّامةٌ لامَتْ بلَوْمٍ شِهَبِ وقال الشِّهَب أَراد الشِّهاب كأَنَّ لَوْمها يُحْرِقُه ورجُلٌ عَذَّالٌ وامرأَة عَذَّالةٌ كثيرة العَذْل قال غَدَتْ عَذَّالتايَ فَقُلْتُ مَهْلاً أَفي وَجْدٍ بسَلْمى تَعْذِلاني ؟ ورجُلٌ عُذَلةٌ يَعْذِلُ الناس كثيراً مثل ضُحَكة وهُزَأَة وفي المثل أَنا عُذَله وأَخي خُذَله وكلانا ليس بابْنِ أَمَه قال أَبو الحسن إِنما ذَكَرْتُ هذا للمَثَل وإِلاَّ فلا وجه له لأَن فُعَلة مُطَّرد في كل فِعْلٍ ثُلاثي يقول أَنا أَعْذِل أَخي وهو يَخْذُلني وأَيامٌ مُعْتَذِلاتٌ
( * قوله « وأيام معتذلات » ويقال لها أيضاً عذب بوزن كتب كما في التهذيب ) شديدة الحَرِّ كأَنَّ بعضَها يَعْذِلُ بعضاً فيقول اليومُ منها لصاحبه أَنا أَشَدُّ حَرًّا منك ولِمَ لا يكون حَرُّك كَحرِّي ؟ قال ابن بري ومُعْتذِلاتُ سُهَيْلٍ أَيامٌ شديداتُ الحَرِّ تجيء قبل طلوعه أَو بعده ويقال مُعْتَدِلاتٌ بدال غير معجمة أَي أَنَّهُنَّ قد اسْتَوَيْن في شدة الحَرِّ ومن رواه بالذال أَي أَنهن يَتَعاذَلْن ويأْمر بعضُهن بعضاً إِمَّا بشِدَّة الحَرِّ وإِما بالكَفِّ عنه والعاذِلُ اسم العِرْق الذي يَسِيلُ منه دَمُ المستحاضة وفي بعض الحديث تلك عاذِلٌ تَغْذُو يعني تَسيلُ ورُبما سُمِّي ذلك العِرْق عاذِراً بالراء وقد تقدم وأُنِّث على معنى العِرْقَةِ وجمع العاذِلِ العرقِ عُذُلٌ مثل شارِف وشُرُف وفي حديث ابن عباس أَنه سُئل عن دم الاستحاضة فقال ذلك العاذِلُ يَغْذو لِتَسْتَثْفِرْ بِثَوبٍ ولْتُصَلِّ وقد حَمَل سيبويه قولهم اسْتأْصَلَ اللهُ عِرْقاتِهم على تَوَهُّم عِرْقة في الواحد وقولهم في المثل سَبَق السَّيْفُ العَذَلَ يضرب لما قد فات وأَصل ذلك أَن الحرث بن ظالم ضَرَب رجُلاً فَقَتَله فأُخْبر بعُذْره فقال سَبَق السَّيْفُ العَذَل قال ابن السكيت سمعت الكلابي يقول رَمى فلان فأَخْطأَ ثم اعْتَذَلَ أَي رَمَى ثانيةً ورجُلٌ مُعَذَّلٌ أَي يُعَذَّل لإِفراطه في الجُود شُدِّد للكثرة وعاذِلٌ شَعْبان وقيل عاذِلٌ شَوَّالٌ وجمعه عَواذِل قال المُفَضَّل الضَّبِّي كانت العرب تقول في الجاهلية لشعبان عاذِلٌ ولرمضان ناتِق ولشَوَّال وَعْلٌ ولذي القَعْدة وَرْنَة ولذي الحِجَّة بُرَك ولمُحَرَّم مُؤْتَمِر ولصَفَر ناجِرٌ ولربيعٍ الأَوّلِ خَوّان ولرَبيعٍ الآخِر وَبْصانُ ولجُمادَى الأُولى رُنَّى ولجُمادَى الآخرة حَنِين ولرَجَب الأَصَمُّ

( عذفل ) في شعر جرير العِذَفْلُ
( * قوله « عذفل في شعر جرير العذفل إلخ » كذا في الأصل ولم نجد هذه الترجمة بالعين المهملة والذال المعجمة في الصحاح والقاموس والمحكم والتهذيب والتكملة بل الموجود فيها غدفل بالمعجمة فالمهملة وهناك استشهدوا بشعر جرير وهو قوله رعثات عنبلها الغدفل الارغل ) العَرِيض الواسعُ

( عرجل ) العَرْجَلة القِطْعة من الخيل وقيل الجماعة منها والعَرْجَلة الجماعة من الناس وقيل جماعة الرَّجّالة وخَرَجَ القومُ عَرَاجِلَةً أَي مُشاةً والعَرْجَلة الجماعةُ من المَعَز عن كراع والعَرْجَلةُ من الخيل القَطيعُ وهي بلُغَة تميم الحَرْجَلةُ والعَرْجَلة الذين يَمْشون على أَقدامهم قال ولا يقال عَرْجَلة حتى يكونوا جماعةً مُشاةً وأَنشد وعَرْجَلةٍ شُعْثِ الرؤوس كأَنهم بَنُو الجِنِّ لم تُطْبَخْ بنارٍ قُدورُها قال ابن بري الذي وقع في الشعر بَنَو الجنِّ لم تُطْبَخْ بقدْرٍ جَزورُها قال وأَنشد أَبو عبيدة في جمع العَرْجَلَةِ الرَّجّالةِ أَيضاً راحُوا يُماشُونَ القَلُوصَ عَشِيَّةً عَرَاجِلةً من بَيْنِ حافٍ وناعِل وأَنشد الأَزهري في ترجمة عرضن تَعْدُو العِرْضْنَى خَيلُهم حَرَاجِلا وقال حَرَاجِل وعَرَاجِل جماعات قال ويقال للرَّجّالة عَرَاجِلُ أَيضاً

( عردل ) العَرْدَلُ الصُّلْب الشديد والعَرَنْدَلُ مثلُه والنون زائدة

( عرزل ) العِرْزالُ عِرِّيسةُ الأَسَد وقيل هو مأْوَى الأَسَد وقيل هو ما يَجْمعه الأَسدُ في مأْواه لأَشْبالِه من شيء يَمْهَده ويُهَذِّبه كالعُشِّ والعِرْزالُ موضع يتَّخِذُه النّاطِر فوق أَطْراف النَّخْل والشجر يكون فيه فِرَاراً وخوْفاً من الأَسد والعِرْزالُ سَقِيفة النَّاطُور والعِرْزَال البَقِيَّة من اللَّحْم وقيل هو مِثْل الجُوَالِق يُجْمع فيه المتاع قال شمر بقايا المَتاعِ عِرْزالٌ وعِرْزالُ الصائد خِرَقُه وأَهْدامُه يَمْتَهِدُها ويَضْطَجِع عليها في القُتْرة وقيل هو ما يجمعه الصائد من القَدِيد في قُتْرته والعِرْزال ما يُخْبَأُ للرجل
( * قوله « ما يخبأ للرجل » الذي في التهذيب ما يخبأ للرجل من اللحم )
والعِرْزالُ فَمُ المَزَادة والعِرْزَالُ بيت صغير يُتَّخَذُ للمَلك إِذا قاتَلَ وقد يكون لمُجْتَني الكَمْأَة حكاه أَبو حنيفة وأَنشد لقد ساءَني والناسُ لا يَعْلَمونَه عَرَازِيلُ كَمَّاءٍ بِهِنَّ مُقِيم وقيل هو بيت صغير لم يُحَلَّ بأَكثرَ مِنْ هذا وعِرْزَالُ الحَيَّة جُحْرُها قال أَبو النجم وكَرِهَتْ أَحْناشُها العَرَازِلا يقول جاء الصَّيْفُ فَخَرَجَتْ من جِحَرَتِها وأَنشد الإِيادِيُّ تَحْكِي له القَرْناءُ في عِرْزالِها أُمَّ الرَّحَى تَجْري على ثِفَالِها أَراد بالقَرْناء الحَيَّة وأَورد ابن بري هذا للأَعشى وتَتِمَّته تَحَكُّكَ الجَرْباء في عِقَالِها
( * قوله « تحكك الجرباء » زاد في التكملة قبله تحتك جنباها إلى قتالها )
وعِرْزالُ الرَّجُل حانُوته واحْتَمَلَ عِرْزالَه أَي متاعَه القليلَ عن ابن الأَعرابي والعِرْزالُ غُصْن الشجرة وعَرازِيلُ الثُّمَامِ عِيدَانُه كلاهما عنه أَيضاً وأَنشد إِنْ وَرَدَتْ يوماً شديداً شَبَمُه لا تَرِدُ الماءَ بعَظْمٍ تَعْجُمه ولا عَرَازِيلِ ثُمَامٍ تَكْدُمُه والعِرْزالُ الفِرْقةُ من الناس والعَرَازِيلُ المُجَمَّعة من الناس وقوم عَرازيلُ مجتمعون قال ابن سيده وأُرَى أَنهم مجتمعون في لُصُوصِيَّةٍ أَو خِرَابة قال قُلْتُ لقومٍ خَرَجُوا هَذَالِيل نَوْكَى ولا يَنْفَعُ للنَّوْكى القِيل احْتَذِروا لا تَلْقَكُمْ طَمالِيل قَلِيلةٌ أَموالُهُم عَرَازِيل هَذَالِيلُ مُتَقَطِّعون والعَرَازِيلُ عند العرب مَظَالُّ ذَلِيلةٌ فيها مُتَيّعٌ خفي
( * قوله « مُتَيّع هكذا في الأصل ولم نجد هذه اللفظة في المعاجم حتى في اللسان نفسه ) والعِرْزالُ الثِّقَلُ وأَلْقَى عليه عِرْزالَه أَي ثِقَله وكذلك أَلْقَى عليه عَرَازِيلَه

( عرطل ) العَرْطَلُ الفاحش الطُّول المُضْطرب من كل شيء قال أَبو النجم في سَرْطَم هادٍ وعُنْقٍ عَرْطَل والعَرْطَلِيلُ الطويل وقيل الغليظ عن السيرافي قال ابن بري وذكر سيبويه عَرْطَلِيلاً فقال الزبيدي لم نُلْفِ تفسيره قال وقد قيل إِنه الطَّوِيل واستدلَّ على صحة ذلك بقولهم عَرْطَلٌ للطويل والعَرْطَويلُ والعَرْطَلُ الشابُّ الحَسَن والعَرْطَل الضَّخْم وعَمَّ به الأَزهريُّ فقال العَرْطَلُ الطويل من كل شيء

( عرقل ) عَرْقَلَ الرَّجُلُ إِذا جار عن القَصْد والعَرْقَلَةُ التَّعْويج وعَرْقَلَ عليه كلامَه عَوَّجَه وعَرْقَلَ فلان على فلان وحَوَّقَ معناه قد عَوََّّجَ عليه الكلامَ والفِعْلَ وأَدار عليه كلاماً ليس بمستقيم قال وحَوَّقَ مأْخوذ من حُوقِ الكَمَرة وهو ما دار حَوْل الكَمَرة قال ومن العَرْقَلَة سُمِّي عَرْقَل بن الخَطِيم رجل معروف وهو منه والعِرْقِيلُ صُفْرَة البَيْض وأَنشد طَفْلَةٌ تُحْسَبُ المَجَاسِدُ منها زَعْفَراناً يُدافُ أَو عِرْقِيلا وقيل الغِرْقِيل بياض البَيْض بالغين والعَرْقَلَى مِشْيَة تَبخْتُرٍ ورَجُلٌ عِرْقالٌ لا يستقيم على رُشْدِه والعَرَاقِيل الدَّوَاهي وعَرَاقِيلُ الأُمُورِ وعراقِيبُها صِعابُها

( عركل ) عَرْكَلٌ اسم

( عرهل ) قال ابن بري العُرَاهِلُ الكاملُ الخَلْق قال الراجز يَتْبَعْنَ نَيَّافَ الضُّحَى عُرَاهلا والعِرْهَلُّ الشديد قال وأَعْطَاه عِرْهَلاًّ من الصُّهْبِ دَوْسَرا

( عزل ) عَزَلَ الشيءَ يَعْزِلُه عَزْلاً وعَزَّلَهُ فاعْتَزَلَ وانْعَزَلَ وتَعَزَّلَ نَحَّاه جانِباً فَتَنَحَّى وقوله تعالى إِنَّهُم عن السَّمْع لَمَعْزولون معناه أَنَّهم لَمَّا رُمُوا بالنجوم مُنِعوا من السَّمْع واعْتَزَلَ الشيءَ وتَعَزَّلَه ويتعديان بعَنْ تَنَحَّى عنه وقوله تعالى فإِنْ لم تُؤْمِنوا لِي فاعْتَزِلونِ أَراد إِن لم تؤمنوا بي فلا تكونوا عَليَّ ولا مَعِي وقول الأَخوص يا بَيْتَ عاتِكةَ الَّذي أَتَعَزَّلُ حَذَرَ العِدى وبه الفُؤادُ مُوكَّلُ يكون على الوجهين
( * قوله « يكون على الوجهين » فلعلهما تعدي أتعزل فيه بنفسه وبعن كما هو ظاهر )
وتَعَاَزَلَ القومُ انْعَزَلَ بَعْضُهم عن بَعَض والعُزْلةُ الانْعِزال نفسُه يقال العُزْلةُ عِبادة وكُنْتُ بمَعْزِلٍ عن كذا وكذا أَي كُنْتُ بموْضع عُزْلةٍ منه واعْتَزَلْتُ القومَ أَي فارَقْتهم وتَنَحَّيت عنهم قال تأَبَّط شَرًّا ولَسْتُ بِجُلْبٍ جُلْب ريحٍ وقِرَّةٍ ولا بصَفاً صَلْدٍ عن الخير مَعْزِل وقَوْمٌ من القَدَرِيَّةِ يُلَقَّبون المُعْتَزِلة زعموا أَنهم اعْتَزَلوا فِئَتي الضلالة عندهم يَعْنُون أَهلَ السُّنَّة والجماعةِ والخَوَارجَ الذين يَسْتَعْرِضون الناسَ قَتْلاً ومَرَّ قَتادةُ بعمرو بن عُبَيْد بن بابٍ فقال ما هذه المُعْتَزِلة ؟ فسُمُّوا المُعْتَزِلةَ وفي عمرو بن عبيد هذا يقول القائل بَرئْتُ من الخَوَارج لَسْتُ منهم مِنَ العُزَّالِ منهم وابنِ باب
( * قوله « من العزال » قال شارح القاموس والعزال كرمان المعتزلة وانشد البيت )
وعَزَل عن المرأَة واعْتَزَلَها لنم يُرِدْ ولَدها وفي الحديث سأَله رجلٌ من الأَنصار عن العَزْلِ يعني عَزْلَ الماء عن النساء حَذَرَ الحَمْل قال الأَزهري العَزْلُ عَزْلُ الرجل الماءَ عن جاريته إِذا جامعها لئلا تَحْمِل وفي حديث أَبي سعيد الخُدْري أَنه قال بينا أَنا جالسٌ عند سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء رجل من الأَنصار فقال يا رسول الله إِنَّا نُصِيبُ سَبْياً فنُحِبُّ الأَثمان فكيف تَرَى في العَزْل ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا عَلَيْكم أَن لا تَفْعَلوا ذلك فإِنَّها ما مِنْ نَسَمةٍ كَتَب اللهُ أَن تخْرُجَ إِلا وهي خارجة وفي حديث آخر ما عَلَيْكُم أَن لا تَفْعَلوا قال من رواه لا عَلَيْكُم أَن لا تَفْعَلوا فمعناه عند النحويين لا بأْس عليكم أَن لا تفعلوا حُذِف منه بأْس لمعرفة المخاطب به ومن رواه ما عليكم أَن لا تَفْعَلوا فمعناه أَيُّ شيءٍ عليكم أَن لا تفعلوا كأَنه كَرِه لهم العَزْلَ ولم يُحَرِّمه قال وفي قوله نُصِيب سَبْياً فنُحِبُّ الأَثمانَ فكيف تَرَى في العَزْل كالدَّلالة على أَن أُمّ الولد لا تُباع وفي الحديث أَنه كان يَكْره عَشْرَ خِلالٍ منها عَزْلُ الماء لغير مَحَلِّه أَي يَعْزِله عن إقراره في فَرْج المرأَة وهو مَحَلُّه وفي قوله لغير مَحَلِّه تعريض بإِتيان الدُّبُر ويقال اعْزِلْ عنك ما يَشِينُك أَي نحِّهِ عنك والمِعْزَال الذي يَنْزِل ناحيةً من السَّفْر يَنْزِل وَحْدَه وهو ذَمٌّ عند العرب بهذا المعنى والمِعْزال الراعي المنفرد قال الأَعشى تُخْرِج الشَّيْخَ عن بَنِيه وتَلْوي بِلَبُون المِعْزَابَةِ المِعْزَال وهذا المعني ليس بذَمٍّ عندهم لأَن هذا من فِعْل الشُّجْعان وذَوِي البَأْس والنَّجْدة من الرجال ويَكُون المِعْزَال الذي يَسْتَبدُّ برأْيه في رَعْي أُنُف الكَلإِ ويَتَتَبَّع مَساقِطَ الغيث ويَعْزُب فيها فيقال له مِعْزابة ومِعْزَال وأَنشد الأَصمعي إِذا الهَدَفُ المِعْزَالُ صَوَّبَ رأْسه وأَعْجَبَه ضَفْوٌ من الثَّلَّة الخُطْلِ ويروى المِعْزاب وهو الذي قد عَزَبَ بإِبِله والهَدَف الثَّقِيل الوَخِمُ والضَّفْوُ كثرة المال واتِّساعه والجمع المَعازيل قال عَبْدة بنالطبيب إِذ أَشْرَفَ الدِّيكُ يَدْعو بعض أُسْرتِه إِِلى الصَّباحِ وهم قَوْمٌ مَعازِيلُ
( * قوله « الى الصباح » قال الصاغاني في التكملة كذا وقع في نسخ الصحاح والرواية لدى الصباح وهو الصواب )
قال ابن بري المَعازِيلُ هنا الَّذين لا سِلاح معهم وأَراد بقوله وهم قوم الدَّجاجَ والأَعْزَلُ الرَّمْل المنفرد المنقطع المُنْعَزِل والعَزَلُ في ذَنَب الدابَّة أَن يَعْزِل ذَنَبه في أَحد الجانبين وذلك عادة لا خِلْقة وهو عيب ودابَّة أَعْزَلُ مائل الذَّنَب عن الدُّبُرِ عادةً لا خِلْقة وقيل هو الذي يَعْزِل ذَنَبه في شِقٍّ وقد عَزِلَ عَزَلاً وكُلُّه من التَّنَحِّي والتنحية ومنه قول امرئ القيس بِضَافٍ فُوَيْقَ الأَرْضِ لَيْسَ بأَعْزَل وقال النضر الكَشَف أَن تَرَى ذَنَبه زائلاً عن دُبُره وهو العَزَلُ ويقال لِسَائق الحِمَار اقْرَعْ عَزَلَ حِمارك أَي مُؤَخَّره والعَزَلة الحَرْقَفة والأَعْزَلُ الناقص إِحدى الحَرْقَفَتين وأَنشد قد أَعْجَلَت ساقَتُها قَرْعَ العَزَل والعُزُل والأَعْزَلُ الذي لا سِلاحَ معه فهو يَعْتَزِل الحَرْبَ حكى الأَوَّلَ الهروي في الغريبين وربما خُصَّ به الذي لا رمح معه وأَنشد أَبو عبيد وأَرَى المَدينَة حين كُنْتَ أَميرَها أَمِنَ البَرِيءُ بها ونام الأَعْزَلُ وجَمْعهما أَعْزَالٌ وعُزْلٌ وعُزْلانٌ وعُزَّلٌ قال أَبو كبير الهذلي سُجَرَاءَ نَفْسِي غَيْرَ جَمْعِ أُشابةٍ حُشُداً ولا هُلْكِ المَفارِشِ عُزَّلِ
( * قوله « سجراء » تقدم البيت في حشد وضبط فيه سجراء بفتح السين وسكون الجيم وهو خطأ والصواب ما هنا )
وقال الأَعشى غَيْر مِيلٍ ولا عَوَاوِيرَ في الهَيْ جا ولا عُزَّلٍ ولا أَكفال قال أَبو منصور الأَعْزال جمع العُزُل على فُعُل كما يقال جُنُبٌ وأَجْنَاب ومِيَاهٌ أَسدامٌ جمع سُدُم وفي حديث سَلَمة رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحُدَيْبِية عُزُلاً أَي ليس معي سلاح وفي الحديث مَنْ رأَى مَقْتَل حَمْزة ؟ فقال رَجُلٌ أَعْزَلُ أَنا رأَيته ومنه حديث الحسن إِذا كان الرجل أَعْزَلَ فلا بأْس أَن يأْخُذَ من سلاح الغَنِيمة وفي حديث خَيْفان مَسَاعِيرُ غَير عُزْلٍ بالتسكين وفي قصيد كعب زَالُوا فما زالَ أَنْكاسٌ ولا كُشُفٌ عند اللِّقاء ولا مِيلٌ مَعازِيلُ أَي لَيْس معهم سِلاحٌ واحدهم مِعْزالٌ ويقال في جمعه أَيضاً مَعازِيلُ
( * قوله « ويقال في جمعه إلخ » هذا من جموع العزل بضمتين والاعزل المتقدمين في صدر العبارة وهو معطوف في عبارة ابن سيده على الجموع المتقدمة ) عن ابن جني والاسم من ذلك كله العَزَلُ والمَعازيلُ أَيضاً القومُ الذين لا رماحَ معهم قال الكميت ولكنَّكُم حَيٌّ مَعازيلُ حِشْوةٌ ولا يُمْنَع الجِيرانُ باللَّوْمِ والعَذْل وأَما قول أَبي خِراش الهُذلي فهل هو إِلا ثَوْبُه وسِلاحُه ؟ فما بِكُمُ عُرْيٌ إِليه ولا عَزْلُ فإِنما أَراد ولا أَنتم عَزَلٌ فَخَفَّف وإِن كان سيبويه قد نَفاه وقد جاءت له نظائر وروي ولا عُزْل أَراد ولا أَنتم عُزْل وقد يكون العُزْل لغةً في العَزَل كالشُّغْل والشَّغَل والبُخْل والبَخَل والسِّماكُ الأَعْزَل كوكبٌ على المَجرَّة سمي بذلك لعَزَله مما تَشَكَّل به السَّماك الرامحُ من شَكْل الرُّمْح قال الأَزهري وفي نجوم السماء سِما كان أَحدهما السِّماك الأَعْزَل والآخر السِّماك الرامح فأَما الأَعْزَل فهو من منازل القمر به يَنزِل وهو شَآمٍ وسمي أَعْزَل لأَنه لا شيء بين يديه من الكواكب كالأَعْزَل الذي لا سلاح معه كما كان مع الرامح ويقال سمي أَعْزَل لأَنه إِذا طَلَع لا يكون في أَيامه ريح ولا بَرْدٌ وقال أَوس بن حجَر كأَنَّ قُرونَ الشَّمْس عند ارتفاعها وقد صادَفَتْ قَرْناً من النَّجم أَعزَلا تَرَدَّدَ فيه ضَوْؤُها وشُعاعُها فأَحْصِنْ وأَزْيِنْ لامرئٍ إِن تَسْربلا
( * قوله « قرناً » كذا في الأصل تبعاً للتهذيب وفي التكملة طلقاً والطلق كما في القاموس الذي لا اذى فيه ولا حر وقوله « فأحصن » كذا في الأصل والتهذيب بالصاد وفي التكملة فأحسن بالسين )
أَراد إِن تَسَرْبَل بها يصف الدرع أَنك إِذا نظرْتَ إِليها وجَدْتها صافية بَرَّاقة كأَن شُعاع الشمس وقع عليها في أَيام طلوع الأَعْزَل والهواءُ صافٍ وقوله تَرَدَّدَ فيه يعني في الدِّرْع فذَكَّره للَّفظ
( * قوله « فذكره للفظ » اورد في التكملة البيت بضمير المؤنث فلعلهما روايتان )
والغالب عليها التأْنيث وقال الطِّرِمّاح مَحاهُنَّ صَيِّبُ نَوْء الرَّبِيع مِنَ الأَنْجُم العُزْلِ والرَّامِحَه وقوله رَأَيْتُ الفِتْيَةَ الأَعْزا لع مِثْلَ الأَينُق الرُّعْل إِنما الأَعزالُ فيه جمع الأَعزَل هكذا رواه علي بن حمزة بالعين والزاي والمعروف الأَرْعال والعِزال الضَّعْفُ ابن الأَعرابي الأَعْزَل من اللحم يكون نصيبَ الرجل الغائب والجمع عُزْلٌ والعَزْل ما يورِدُه بيتَ المال تَقْدِمةً غيرَ موزون ولا مُنْتَقَد إِلى محِلِّ النَّجْم والعَزْلاء مَصَبُّ الماء من الراوية والقِرْبةِ في أَسفلها حيث يُسْتَفْرَغ ما فيها من الماء سُميت عَزلاء لأَنها في أَحد خُصْمَي المَزادة لا في وَسَطها ولا هي كفَمِها الذي منه يُسْتَقى فيها والجمع العَزالي بكسر اللام وفي الحديث وأَرْسَلَت السَّماءُ عَزالِيَها كثُر مطَرُها على المثل وإِن شئت فتحت اللام مثل الصَّحاري والصَّحارى والعَذاري والعَذارى يقال للسحابة إِذا انهَمَرَتْ بالمَطر الجَوْد قد حَلَّت عَوالِيَها وأَرسَلتْ عَزالِيَها قال الكميت مَرَتْه الجَنوبُ فلمّا اكْفَه رَّ حَلَّتْ عَزالِيَه السَّمْأَلُ وفي حديث الاستسقاء دُفاقُ العَزائِل جَمُّ البُعاق
( * قوله « دفاق العزائل إلخ » صدر بيت وعجزه كما في حاشية نسخة من النهاية أغاث به الله عليا مضر )
العَزائل أَصله العَزالي مثل الشّائك والشّاكي والعَزالي جمع العَزْلاء وهو فَمُ المَزادة الأَسفل فشَبَّه اتِّساعَ المطر واندفاقَه بالذي يخرج من فم المزادة وفي حديث عائشة كُنَّا نَنْبِذ لرسول الله صلى الله عليه وسلم في سِقاءٍ له عَزْلاء والأَعْزَل سحابٌ لا مطر فيه والعَزْلُ وعُزَيْلة موضعان والأَعْزَلةُ موضع والأَعازِل مواضع في بني يَرْبوع قال جرير تُرْوِي الأَجارِعَ والأَعازِلَ كُلَّها والنَّعْفَ حيثُ تَقابَلَ الأَحْجارُ والأَعْزَلانِ وادِيان لبني كُليب وبني العَدَوِيَّة يقال لأَحدهما الرَّيّان وللآخر الظَّمْآن وعَزَله عن العَمل أَي نحَّاه فعُزِل وعُزَيْل اسمٌ وعَزَله أَي أَفْرَزَه والمِعْزال الضَّعيف الأَحْمق والمِعْزال الذي يَعْتَزِل أَهلَ المَيْسِرِ لُؤماً وعازِلة اسم ضَيْعة كانت لأَبي نُخَيْلة الحِمّاني وهو القائل فيها عازِلةٌ عن كلِّ خَيْر تَعْزِلُ يابسةٌ بَطْحاؤُها تُفَلْفِلُ لِلْجِنِّ بين قارَتَيْها أَفْكَلُ أَقْبَلَ بالخَيْر عليها مُقْبِلُ مُقْبِل اسم جبل أَعْلى عازِلة

( عزهل ) العَزْهَل والعِزْهِل ذكَرُ الحَمام وقيل فَرْخُها وجمعه العَزاهِلُ وأَنشد إِذا سَعْدانَةُ الشَّعَفاتِ ناحَتْ عَزاهِلُها سَمِعْتَ لها عَرِينا
( * قوله « الشعفات » كذا في الأصل هنا بالشين المعجمة ومثله في التكملة وتقدم في ترجمة عرن بالمهملة )
قال ابن الأَعرابي العَرينُ الصَّوْت وقال ابن بري العِزْهِيلُ الذَّكَر من الحَمام الأَزهري رَجُلٌ عِزْهَلٌّ مشدَّد اللام إِذا كان فارغاً ويجمع على العَزاهل وأَنشد وقد أُرَى في الفِتْيِة العَزاهِلِ أَجرُّ من خَزِّ العِراقِ الذَّائلِ فَضْفاضةً تَضْفو على الأَنامِلِ وبعيرٌ عِزْهَلٌّ شديد وأَنشد وأَعْطاه عِزْهَلاًّ من الصُّهْبِ دَوسَراً أَخا الرُّبْع أَو قد كاد للبُزْل يُسدِسُ والعُزاهِلُ من الخَيْل الكاملُ الخَلْق وأَنشد يَتْبَعْنَ زَيَّافَ الضُّحى عُزاهِلا يَنْفَحُ ذا خَصائلٍ غُدافِلا كالبُرْد رَيَّانَ العَصا عَثاكِلا غُدافِل كثير سَبِيب الذَّنَب ابن الأَعرابي المُعَبْهَلُ والمُعَزْهَل المُهْمَل والعَزاهِيل
( * قوله « والعزاهيل إلخ » اورده الصاغاني في عرهل بالمهملة واستشهد ببيت الشماخ المذكور ثم قال والزاي في كل هذا التركيب لغة وتبعه صاحب القاموس ) الجماعة المُهْمَلة قال الشَّمَّاخ حتى اسْتَغاثَ بأَحْوَى فَوْقَه حُبُكٌ يَدْعُو هَدِيلاً به العُزْفُ العَزاهِيل معناه استغاث الحمارُ الوحشي بأَحوى وهو الماء فَوْقَه حُبُكٌ أَي طرائق يَدْعو هَدِيلاً وهو الفَرخ به العُزْف وهي الحَمام الطُّورانيَّة والعَزاهِيل الإِبل المُهْمَلة واحدها عُزْهولٌ والمُعَزْهَلُ الحَسنُ الغِذاء وعَزْهَلٌ اسم وعَزْهَل وعُزاهِل موضع
( * قوله « وعزهل وعزاهل موضع » أي كل منهما موضع كما هو مفاد القاموس )
وقال المُعَلْهَز الحَسَن الغِذاء كالمُعَزْهَل

( عسل ) قال الله عز وجل وأَنهارٌ من عَسَل مُصَفى العَسَلُ في الدنيا هو لُعاب النَّحْل وقد جعله الله تعالى بلطفه شِفاءً للناس والعرب تُذَكِّر العَسَل وتُؤنِّثه وتذكيره لغة معروفة والتأْنيث أَكثر قال الشماخ كأَنَّ عُيونَ الناظِرِين يَشُوقُها بها عَسَلٌ طابت يدا من يَشُورُها بها أَي بهذه المرأَة كأَنه قال يَشُوقُها بِشَوْقِها إِيَّاها عَسَلٌ الواحدة عَسَلةٌ جاؤوا بالهاء لإِرادة الطائفة كقولهم لَحْمة ولبَنَة وحكى أَبو حنيفة في جمعه أَعْسال وعُسُلٌ وعُسْلٌ وعُسُولٌ وعُسْلانٌ وذلك إِذا أَردت أَنواعه وأَنشد أَبو حنيفة بَيْضاءُ من عُسْلِ ذِرْوَةٍ ضَرَبٌ شِيبَتْ بماء القِلاتِ من عَرِم القِلاتُ جمع قَلْتٍ والعَرِمُ جمع عَرِمة وهي الصُّخور تُرْصَف ويُقْطَع بها الوادي عَرْضاً لتكون رَدّاً للسَّيْل وقد عَسَّلَتِ النَّحْل تعسيلاً والعَسَّالة الشُّورة التي تَتَّخِذ فيها النَّحْلُ العَسَلَ من راقُودٍ وغيره فتُعَسِّل فيه والعَسَّالة والعاسِلُ الذي يَشْتارُ العَسَلَ من موضعه ويأْخُذه من الخَلِيَّة قال لبيد بأَشْهَبَ من أَبكارِ مُزْنِ سَحابة وأَرْيِ دُبُورٍ شارَهُ النَّحْلَ عاسِلُ أَراد شارَه من النَّحْل فعدّى بحذف الوَسِيط كاخْتارَ مُوسى قومَه سَبْعِين رَجُلاً ومَكانٌ عاسِلٌ فيه عَسَلٌ وقول أَبي ذؤيب تَنَمَّى بها اليَعْسُوبُ حَتَّى أَقَرَّها إِلى مَأْلَفٍ رَحْبِ المَباءةِ عاسِلِ إِنما هو على النَّسَب أَي ذي عَسَلٍ والعرب تُسَمِّي صَمْغَ العُرْفُط عَسَلاً لحلاوته وتقول للحديث الحُلْو مَعْسُولٌ واستعار أَبو حنيفة العَسَلَ لِدِبْس الرُّطَب فقال الصَّقْرُ عَسَلُ الرُّطَب وهو ما سال من سُلافَتِه وهو حُلْوٌ بمَرَّةٍ وعَسَلُ النَّحْل هو المنفرد بالاسم دون ما سواه من الحُلْو المسمَّى به على التشبيه وعَسَلَ الشيءَ يَعْسِلُه ويَعْسُله عَسْلاً وعَسَّله خَلَطَه بالعَسَل وطَيّبه وحَلاَّه وعَسَّلْتُ الرجُلَ جَعَلْتُ أُدْمَه العَسَل واسْتَعْسَلَ القومُ اسْتَوْهَبوا العَسَل وعَسَّلْتُ القومَ زوَّدتهم إِيَّاه وعَسَلْتُ الطعامَ أَعْسِلُه وأَعْسُله أَي عمِلْته بالعَسَل وزَنْجَبِيل مُعَسَّل أَي مَعْمول بالعَسَل قال ابن بري ومنه قول الشاعر إِذا أَخَذَتْ مِسْواكَها مَنَحَتْ به رُضاباً كطَعْم الزَّنْجَبِيل المُعَسَّل وفي الحديث في الرجل يُطَلِّق امرأَته ثم تَنْكِح زوجاً غيره فإِن طَلَّقها الثاني لم تَحِلَّ للأَوَّل حتى يَذُوقَ من عُسَيْلَتِها وتَذُوقَ من عُسَيْلَته يعني الجِماع على المَثَل وقال النبي صلى الله عليه وسلم لامرأَة رِفاعة القُرَظِيِّ وقد سأَلَتْه عن زوج تَزَوَّجَتْه لِتَرْجِع به إِلى زَوْجِها الأَوَّل الذي طَلَّقها فلم يَنْتَشِرْ ذَكَرُه للإِيلاج فقال له أَتُرِيدينَ أَن تَرْجِعي إِلى رِفاعة ؟ لا حَتَّى تَذُوقي عُسَيْلَتَه ويَذُوقَ عُسَيْلَتَكِ يعني جِماعَها لأَن الجِماع هو المُسْتَحْلى من المرأَة شَبَّهَ لَذَّة الجماع بذَوْق العَسَل فاستعار لها ذَوْقاً وقالوا لكُلِّ ما اسْتَحْلَوْا عَسَلٌ ومَعْسول على أَنه يُسْتَحْلى اسْتِحْلاء العَسَل وقيل في قوله حتى تَذُوقي عُسَيْلَته ويَذوق عُسَيْلَتَك إِنَّ العُسَيْلة ماء الرجل والنُّطْفَةُ تُسَمَّى العُسَيْلة وقال الأَزهري العُسَيْلة في هذا الحديث كناية عن حَلاوة الجِماع الذي يكون بتغييب الحَشَفة في فرج المرأَة ولا يكون ذَواقُ العُسَيْلَتَيْن معاً إِلا بالتغييب وإِن لم يُنْزِلا ولذلك اشترط عُسَيْلَتهما وأَنَّثَ العُسَيْلة لأَنه شَبَّهها بقِطْعة من العَسَل قال ابن الأَثير ومن صَغَّرَه مؤنثاً قال عُسَيْلة كَقُوَيْسة وشُمَيْسة قال وإِنما صَغَّرَه إِشارة إِلى القدر القليل الذي يحصل به الحِلُّ ويقال عَسَلْت من طَعامه عَسَلاً أَي ذُقْت وعَسَلَ المرأَةَ يَعْسِلُها عَسْلاً نكَحها فإِمَّا أَن تكون مشتقَّة من قوله حتى تَذُوقي عُسَيْلته ويَذُوق عُسَيْلتك وإِمَّا أَن تكون لفظَةً مُرْتَجَلَة على حِدَة قال ابن سيده وعندي أَنها مشتقة والمَعْسُلة
( * قوله « والمعسلة » هكذا ضبط في الأصل وفي موضعين من المحكم بضم السين وعليه علامة الصحة ووزنه في القاموس بمرحلة ) الخَلِيَّة يقال قَطَفَ فلان مَعْسُلَتَه إِذا أَخذ ما هنالك من العَسَل وخَلِيَّة عاسِلةٌ والنَّحْل عَسَّالة وما أَعرف له مَضْرِبَ عَسَلة يعني أَعْراقَه ويقال ما لِفُلان مضرِبُ عَسَلَة يعني من النسب لا يستعملان إِلاَّ في النفي وقيل أَصل ذلك في شَوْر العَسَل ثم صار مثلاً للأَصل والنسب وعَسَلُ اللُّبْنى شيءٌ يَنْضَحُ من شَجَرِها يُشْبِه العَسَل لا حَلاوة له وعَسَلُ الرِّمْث شيء أَبيض يخرج منه كأَنَّه الجُمَان وعَسَلَ الرجُلَ طَيَّب الثناءَ عليه عن ابن الأَعرابي وهو من العَسَل لأَن سامِعَه يَلَذُّ بِطيبِ ذِكْرِه والعَسَلُ طِيبُ الثناء على الرجل وفي الحديث إِذا أَراد الله بعبد خيراً عَسَلَه في الناس أَي طَيَّب ثَناءه فيهم وروي أَنه قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما عَسَلَه ؟ فقال يَفْتَح له عَمَلاً صالحاً بين يَدَيْ موته حتى يَرْضى عنه مَنْ حَوْلَه أَي جَعَل له من العمل الصالح ثناء طَيِّباً شَبَّه ما رَزَقَه اللهُ من العمل الصالح الذي طاب به ذِكْرُه بين قومه بالعَسَل الذي يُجْعَل في الطعام فَيَحْلَوْلي به ويَطِيب وهذا مَثَلٌ أَي وفَّقَه الله لعمل صالح يُتْحِفه كما يُتْحِف الرجل أَخاه إِذا أَطعمه العَسَل ويقال لَبَنَهُ ولَحَمه وعَسَلَهُ إِذا أَطعمه اللبن واللحم والعَسَل والعُسُلُ الرجال الصالحون قال وهو جمع عاسِلٍ وعَسُول قال وهو مما جاء على لفظ فاعل وهو مفعول به قال الأَزهري كأَنه أَراد رجل عاسِلٌ ذو عَسَل أَي ذو عَمَلٍ صالِحٍ الثَّناء به عليه يُسْتَحْلى كالعَسَل وجارية مَعْسُولة الكلام إِذا كانت حُلْوة المَنْطِق مَلِيحة اللفظ طَيِّبة النَّغْمة وعَسَلَ الرُّمْحُ يَعْسِلُ عَسْلاً وعُسُولاً وعَسَلاناً اشْتَدَّ اهتزازُه واضْطَرَب ورُمْحٌ عَسَّالٌ وعَسُولٌ عاسِلٌ مُضْطَرِبٌ لَدْنٌ وهو العاتِرُ وقد عَتَرَ وعَسَلَ قال بكُلِّ عَسَّالٍ إِذا هُزَّ عَتَر وقال أَوس تَقاكَ بكَعْبٍ واحدٍ وتَلَذُّه يَداكَ إِذا ما هُزَّ بالكَفِّ يَعْسِلُ والعَسَلُ والعَسَلانُ أَن يَضْطَرِم الفرسُ في عَدْوِه فيَخْفِق برأْسه ويَطَّرِد مَتْنُه وعَسَل الذِّئْبُ والثعلبُ يَعْسِلُ عَسَلاً وعَسَلاناً مَضَى مُسْرِعاً واضْطَرب في عَدْوِه وهَزَّ رأْسَه قال واللهِ لولا وَجَعٌ في العُرْقُوب لكُنْتُ أَبْقَى عَسَلاً من الذِّيب استعاره للإِنسان وقال لبيد عَسَلانَ الذِّئْب أَمْسَى قارِباً بَرَدَ اللَّيْلُ عليه فنَسَل وقيل هو للنابغة الجعدي والذئب عاسِلٌ والجمع العُسَّل والعَواسِل وقول ساعدة بن جُؤَيَّة لَدْنٌ بِهَزِّ الكَفِّ يَعْسِلُ مَتْنُه فيه كما عَسَلَ الطَّريقَ الثَّعْلَبُ أَراد عَسَلَ في الطريق فحذف وأَوْصل كقولهم دَخَلْتُ البيت ويروى لَذٌّ والعَسَلُ حَبابُ الماء إِذا جَرَى من هُبوب الرِّيح وعَسَلَ الماءُ عَسَلاً وعَسَلاناً حَرَّكَتْه الريحُ فاضْطَرَب وارْتَفَعَتْ حُبُكُه أَنشد ثعلب قد صبَّحَتْ والظِّلُّ غَضٌّ ما زَحَل حَوْضاً كأَنَّ ماءه إِذا عَسَل من نافِضِ الرِّيحِ رُوَيْزِيٌّ سَمَل الرُّوَيْزِيُّ الطَّيْلَسانُ والسَّمَل الخَلَق وإِنما شَبَّه الماءَ في صَفائه بخُضْرة الطَّيْلَسان وجعله سَمَلاً لأَن الشيء إِذا أَخْلَق كان لونُه أَعْتَق وعَسَلَ الدَّليلُ بالمَفازة أَسرع والعَنْسَل الناقةُ السريعة ذهب سيبويه إِلى أَنه من العَسَلانِ وقال محمد بن حبيب قالوا للعَنْس عَنْسَل فذهب إِلى أَن اللام من عَنْسَل زائدة وأَن وزن الكلمة فَعْلَلٌ واللام الأَخيرة زائدة قال ابن جني وقد تَرَك في هذا القول مذهب سيبويه الذي عليه ينبغي أَن يكون العمل وذلك أَن عَنْسَل فَنْعَلٌ من العَسَلانِ الذي هو عَدْوُ الذئب والذي ذهب إِليه سيبويه هو القول لأَن زيادة النون ثانيةً أَكثر من زيادة اللام أَلا ترى إِلى كثرة باب قَنْبَر وعُنْصُل وقِنْفَخْرٍ وقِنْعاس وقلة باب ذلِك وأُولالِك ؟ قال الأَعشى وقد أَقْطَعُ الجَوْزَ جَوْزَ الفَلا ةِ بالحُرَّةِ البازِلِ العَنْسَل والنون زائدة ويقال فلان أَخْبَثُ من أَبي عِسْلة ومن أَبي رِعْلة ومن أَبي سِلْعامَة ومن أَبي مُعْطة كُلُّه الذِّئب ورَجُلٌ عَسِلٌ شديد الضَّرْب سَرِيعُ رَجْعِ اليد بالضَّرْب قال الشاعر تَمْشِي مُوالِيةً والنَّفْس تُنْذِرُها مع الوَبِيلِ بكَفِّ الأَهْوَجِ العَسِل والعَسِيلُ مِكْنَسة الطِّيب وهي مِكْنَسَة شَعَرٍ يَكْنِس بها العطَّارُ بَلاطَه من العِطْر قال فَرِشْني بخَيْرٍ لا أَكونُ ومِدْحَتي كَناحِتِ يوماً صَخْرةٍ بِعَسِيل فَصَلَ بين المضاف والمضاف إِليه بالظرف
( * قوله « فصل بين المضاف والمضاف إليه بالظرف » هذه عبارة المحكم وضبط صخرة فيه بالجر وقوله « أراد إلخ » هذه عبارة التهذيب وضبط صخرة فيه بالنصب وعليه يتم تمثيله ببيت أبي الأسود فهما روايتان في البيت كما لا يخفى وقوله بعد « وقيل أراد لا أكونن » لعله سقط قبل هذا ما يحسن العطف عليه وفي التهذيب والصحاح لا أكونن بنون التوكيد ) أَراد كناحِتٍ صَخْرةً يوماً بعَسِيلٍ هكذا أُنشد عن الفراء ومثله قول أَبي الأَسود فأَلْفَيْتُه غَيْرَ مُسْتَعْتِبٍ ولا ذاكِرِ اللهَ إِلا قليلا أَراد ولا ذاكِرٍ اللهَ وأَنشد الفراء أَيضاً رُبَّ ابْن عَمٍّ لسُلَيْمَى مُشْمَعِلْ طَبَّاخِ ساعاتِ الكَرَى زادَ الكَسِلْ وقيل أَراد لا أَكونَنْ ومِدْحَتي والعَسيل الرِّيشة التي تُقْلَع بها الغالِية وجمعها عُسُلٌ وإِنه لَعِسْلٌ من أَعْسالِ المالِ أَي حَسَنُ الرِّعية له يقال عِسْلُ مالٍ كقولك إِزاء مالٍ وخالُ مالٍ أَي مُصْلح مالٍ والعَسيل قَضيب الفيل وجمعه عُسُلٌ والعَسَلُ والعَسَلانُ الخبَب وفي حديث عمر أَنه قال لعمرو بن مَعْدِيكَرِب كَذَبَ عليْك العَسَلَ أَي عليْك بسُرْعة المَشْي هو من العَسَلان مَشْيِ الذئب واهتزاز الرمح وعَسَلَ بالشيء عُسُولاً ويقال بَسْلاً له وعَسْلاً وهو اللَّحْيُ في المَلام وعَسَلِيُّ اليهودِ علامَتُهم وابن عَسَلة من شعرائهم قال ابن الأَعرابي وهو عَبْدالمَسيح بن عَسَلة وعاسِلُ بن غُزَيَّة من شُعَراء هُذَيل وبَنُو عِسْلٍ قَبيلةٌ يزعمون أَن أُمَّهم السِّعْلاة وقال الأَزهري في ترجمة عسم قال وذكر أَعرابي
( * قوله « قال وذكر أعرابي » القائل هو النضر بن شميل كما يؤخذ من التهذيب ) أَمَةً فقال هي لنا وكُلُّ ضَرْبَةٍ لها من عَسَلةٍ قال العَسَلة النَّسْل

( عسطل ) العَسْطَلة والعَلْسَطة كلامٌ غيرُ ذي نِظامٍ وكلام مُعَلْسَطٌ
( * قوله « وكلام معلسط » هذه عبارة المحكم وعبارة التكملة يقال كلام معسطل ومعلسط )

( عسقل ) العَسْقَلة مكانٌ فيه صَلابةٌ وحجارةٌ بيضٌ والعَسْقَلُ والعُسْقُولُ والعُسْقولَة كُلُّه ضَرْبٌ من الكَمْأَة بِيضٌ تُشَبَّهُ في لونها بتلك الحجارة وقيل هي الكَمْأَةُ التي بين البياضِ والحُمْرة وقيل هو أَكبر من الفِقْع وأَشدُّ بياضاً واستِرْخاءً وقال الأَصمعي هي العَساقيل قال وأَنشد أَبو زيد ولقد جَنَيْتُكَ أَكْمُؤاً وعَساقِلاً ولقد نَهَيْتُكَ عن بَناتِ الأَوْبَرِ الأَزهري القَعْبَلُ الفُطْرُ وهو العَسْقَل والعَسْقَلُ والعَسْقَلة والعَسقُول كُلُّه تَلمُّعُ السَّراب وتَرَيُّعُه وقيل عَساقِيلُ السّرابِ قِطَعُه لا واحد لها قال كعب بن زهير عَيْرانةٌ كأَتان الضَّحْل ناجِيةٌ إِذا تَرَقَّصَ بالقُورِ العَساقِيلُ قال ابن بري الذي في شعر كعب بن زهير كأَنَّ أَوْبَ ذِراعَيْها إِذا عَرِقَتْ وقد تَلَفَّعَّ بالقُورِ العَساقِيلُ والقُور الرُّبى أَي قد تَغَشَّاها السَّرابُ وغَطَّاها قال وهذا من المقلوب لأَن القُورَ هي التي تَلَفَّعَت بالعَساقيل وعَساقِل جمع عَسْقَلة وعَساقيل جمع عُسْقُول وقال ابن سيده أَراد وقد تَلَفَّعَتْ القُورُ بالعَساقيل فَقَلب وقيل العساقيل والعَساقِل السَّرابُ جُعِلا اسماً لواحد كما قالوا حَضاجِر قال الأَزهري وقِطَعُ السَّراب عساقِل قال رؤبة جَرَّدَ منها جُدَداً عَساقِلا تَجْرِيدَكَ المَصْقُولةَ السَّلائِلا يعني المِسْحَل جَرَّدَ أُتُناً أَنْسَلَتْ شَعرَها فَخَرجَتْ جُدداً بيضاً كأَنَّها عَساقِلُ السَّراب ويقال ضَرَب عَسْقَلانه وهو أَعلى رأْسه الجوهري العَساقِيلُ ضَرْبٌ من الكَمْأَة وهي الكَمْأَة الكِبار البِيضُ يقال لها شَحْمة الأَرض وأَنشد الجوهري وأَغْبَر فِلٍّ مُنِيفِ الرُّبى عليه العَساقِيلُ مِثلُ الشَّحَم ويقال في الواحد عَسْقَلة وعُسْقُول قال الراجز عَساقِلٌ وجَبَأٌ فيها قَضَض وعَسْقَلانُ مدينة وهي عَرُوس الشَّام وعَسْقَلان سُوقٌ تَحُجُّه النصارى في كل سنة أَنشد ثعلب كأَنَّ الوُحُوش به عَسْقَلا نُ صادَفَ في قَرْنِ حَجٍّ دِيافا شَبَّه ذلك المكانَ لكثرة الوُحوش بسُوقِ عَسْقَلان وقال الأَزهري عَسْقَلان من أَجناد الشام

( عشل ) العاشِلُ والعاشِنُ والعاكِلُ المُخَمَّن الذي يَظُنُّ فيُصِيب

( عصل ) العَصَلُ المِعى والجمع أَعْصالٌ قال الطِّرِمَّاح فهو خِلْوُ الأَعْصالِ إِلاَّ من الما ء ومَلْجُوذِ بارِضٍ ذي انْهِياض وأَنشد الأَصمعي لأَبي النجم يَرْمِي به الجَزْعُ إِلى أَعْصالِها والعَصَلُ الالْتواءُ في الشيء والعَصَلُ التواء في عَسِيب ذَنَب الفَرس حتى يُصِيب كاذَتَهُ وفائلَه وفَرَسٌ أَعْصَلُ مُلْتَوي العَسِيب حتى يَبْرز بعض باطنه الذي لا شَعَر عليه ويقال للسَّهْم الذي يَلْتوي إِذا رُمِي به مُعَصِّلٌ بالتشديد وحكى ابن بري عن علي بن حمزة قال هو المُعَضِّلُ بالضاد المعجمة من عَضَّلَتِ الدَّجاجةُ إِذا الْتَوَت البَيْضةُ في جوفه وعَصَّلَ السَّهمُ الْتَوى في الرَّمْيِ والعاصِلُ السَّهْم الصُّلْب وفي حديث عُمَر وجرير ومنها العَصِلُ الطائش أَي السَّهْم المُعْوَجُّ المَتْن وسِهامٌ عُصْلٌ مُعْوَجَّة قال لبيد فَرَمَيْتُ القَوْمَ رِشْقاً صائباً لَسْنَ بالعُصْلِ ولا بالمُقْتَعَل ويروى ليس وفي حديث عَليٍّ لا عِوَج لانتصابه ولا عَصَلَ في عُوده العَصَلُ الاعْوِجاج وكلُّ مُعْوَجٍّ فيه صَلابةٌ أَعْصَلُ وشَجَرة عَصِلة عَوْجاء لا يُقْدَر على استقامتها لصَلابتها والأَعْصَلُ أَيضاً السَّهْم القليل الرِّيش وعَصِلَ الشيءُ عَصَلاً وهو أَعْصَلُ وعَصِلٌ اعْوَجَّ وصَلُبَ قال ضَرُوس تَهُزُّ الناسَ أَنْيابُها عُصْلُ وقد كُسِّر على عِصال وهو نادر قال ابن سيده والذي عندي أَنَّ عِصالاً جمع عَصَل كوَجَعٍ ووِجاعٍ والعَصَلُ في الناب اعْوجاجُه ونابٌ أَعْصَلُ بَيِّن العَصَلِ وعَصِلٌ أَي مُعْوجٌّ شديد قال أَوس رأَيتُ لها ناباً من الشَّرِّ أَعْصَلا وقال آخر على شَناحٍ نابُه لم يَعْصَل وقال صخر أَبا المُثَلَّم أَقْصِرْ قَبْلَ باهِظَةٍ تأْتِيكَ منِّي ضَرُوسٍ نابُها عَصِلُ أَي هي قديمة وذلك أَن نابَ البعير إِنما يَعْصَل بعدما يُسِنُّ أَي شرّ عظيم والأَعْصَلُ من الرجال الذي عُصِبت ساقُه فاعْوَجَّت ويقال للرجل المُعْوَجِّ الساق أَعْصَلُ وعَصِلَ نابُه وأَعْصَلَ اشتدَّ ووَصَف رَجُلٌ جَملاً فقال إِذا عَصِلَ نابُه وطال قِرابُه فبِعْه بَيْعاً دَلِيقاً ولا تُحابِ به صَدِيقاً وقال أَبو صخر الهُذَلي أَفَحِينَ أَحْكَمَني المَشِيبُ فلا فَتًى غُمْرٌ ولا قَحْمٌ وأَعْصَلَ بازلي ؟ والمِعْصال مِحْجَنٌ يُتناوَلُ به أَغصانُ الشجر لاعْوِجاجه ويقال هو المِحْجَن والصَّوْلَجان والمِعْصِيل والمِعْصالُ والصَّاعُ والمِيجارُ والصولجان
( * قوله « والصولجان إلخ » هكذا في الأصل والتهذيب مكرراً )
والمِعْقَف قال الراجز إِنَّ لها رَبّاً كمِعْصالِ السَّلَم
( * قوله « ان لها رباً إلخ » في التكملة بعده انك لن ترويها فاذهب فنم )
وامرأَة عَصْلاء لا لَحْمَ عليها وعَصَلَ الرَّجُلُ وغيرُه بال وفي الحديث أَنه كان لرجل صَنَمٌ كان يأْتي بالجُبُنِّ والزُّبْد فيَضَعُه على رأْس صَنَمه ويقول اطْعَمْ فجاء ثُعْلُبان فأَكل الجُبُنَّ والزُّبْد ثم عَصَل على رأْس الصنم أَي بال الثُّعْلُبان ذَكَر الثَّعالب وفي كتاب الغَريبَيْن للهَرَوي فجاء ثَعْلَبان فأَكلا أَراد تثنية ثَعْلَب والعَصَلة شجرة تُسَلِّح الإِبِلَ إِذا أَكل البعيرُ منها سَلَّحَته والجمع العَصَلُ قال حسَّان تَخْرُج الأَضْياحُ من أَسْتاهِهِم كسُلاحِ النِّيبِ يأْكُلْنَ العَصَل الأَضْياح الأَلْبان المَمْذوقة وقال لبيد وقَبِيلٌ من عُقَيْلٍ صادقٌ كَلُيُوثٍ بين غابٍ وعَصَل وقيل هو شجر يُشْبِه الدِّفْلى تأْكله الإِبل وتشرب عليه الماء كل يوم وقيل هو حَمْضٌ يَنْبتُ على المياه والجمع عَصَلٌ وعَصَّلَ الرجلُ تَعْصيلاً وهو البُطْء أَي أَبْطأَ وأَنشد يأْلِبُها حُمْرانُ أَيَّ أَلْبِ وعَصَّلَ العَمْرِيُّ عَصْلَ الكَلْبِ
( * قوله « حمران » كذا في الأصل بالراء ومثله بهامش التكملة وفي صلبها حمدان بالدال )
والأَلْبُ السَّوْقُ الشديد والعَصَلُ الرَّمْلُ المُلْتوِي المُعْوَجُّ وفي حديث بدر يامِنُوا عن هذا العَصَل يعني الرمل المعوجَّ الملتوي أَي خُذُوا عنه يَمْنةً ورجُلٌ أَعْصَل يابس البدن وجمعه عُصْلٌ قال الراجز ورُبَّ خَيْرٍ في الرِّجال العُصْل والعَصْلاء المرأَة اليابسة التي لا لحم عليها قال الشاعر ليستْ بِعَصلاءَ تَذْمي الكَلْبَ نَكْهَتُها ولا بعَنْدَلةٍ يَصْطَكُّ ثَدْياها والمِعْصَلُ المتشدِّد على غَريمه والعُنْصُلُ والعُنْصَلُ والعُنْصُلاء والعُنْصَلاء ممدودان البَصَلُ البرِّيُّ والجمع العَناصِل وهو الذي تسميه الأَطباء الإِسْقال ويكون منه خَلٌّ عن ابن اسرافيون وقال ابن الأَعرابي هو نبت في البرارِيِّ وزعموا أَن الوَحَامى تَشْتهيه وتأْكله قال وزعموا أَنه البَصل البرِّي وقال أَبو حنيفة هو وَرَق مثل الكُرَّاث يظهر منبسطاً سَبْطاً وقال مُرَّة العُنْصُل شُجَيْرة سُهْلِيَّة تنبتُ في مواضع الماء والنَّدَى نبات المَوْزة ولها نَوْر كنَوْر السَّوْسَن الأَبيض تجْرُسه النحْلُ والبقر تأْكل وَرَقها في القُحُوط يُخْلَط لها بالعَلَف وقال كراع العُنْصُل بَقْلة ولم يُحَلِّها وطريقُ العُنْصَلَيْن بفتح الصاد وضمها موضع قال الفرزدق أَراد طَريق العُنْصَلَيْن فيامَنَتْ به العِيسُ في نائي الصُّوَى مُتَشائم
( * قوله « فيامنت » كذا في الأصل والذي في معجم ياقوت والمحكم فياسرت )
والعُنْصُل موضع وسَلَك طريق العُنْصُلَيْن يعني الباطل ويقال للرجل إِذا ضَلَّ أَخَذَ في طريق العُنصُلَيْن وطريق العُنْصُل هو طريق من اليمامة إِلى البصرة وعُصْلٌ موضع قال أَبو صخر عَفَتْ ذاتُ عِرْقٍ عُصْلُها فَرِئامُها فضَحْياؤها وَحْشٌ قدَ آجْلى سَوَامُها

( عضل ) العَضَلةُ والعَضِيلةُ كلُّ عَصَبةٍ معها لَحْم غليظ عَضِلَ عَضَلاً فهو عَضِلٌ وعُضُلٌّ إِذا كان كثير العَضَلات قال بعض الأَغفال لو تَنْطِحُ الكُنَادِرَ العُضُلاَّ فَضَّتْ شُؤُونَ رأْسِه فافْتَلاَّ وعَضَلْته ضرَبْت عَضَلتَه وفي صفة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أَنه كان مُعَضَّلاً أَي مُوَثَّقَ الخَلْق وفي رواية مُقَصَّداً وهو أَثبت وقال الليث العَضَلة كل لَحْمة غليظة مُنْتَبِرة مثل لحم الساق والعَضُد وفي الصحاح كل لَحْمة غليظة في عَصَبة والجمع عَضَلٌ يقال ساقٌ عَضِلة ضَخْمة وفي حديث ماعز أَنه أَعْضَلُ قصيرٌ هو من ذلك ويجوز أَن يكون أَراد أَن عَضَلة ساقِه كبيرة وفي حديث حذيفة أَخذَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بأَسْفلَ من عَضلةِ ساقِي وقال هذا موضع الإِزار والعَضِلةُ من النساء المُكْتنزة السَّمِجة وعَضَلَ المرأَةَ عن الزوج حَبَسها وعَضَلَ الرَّجُلُ أَيِّمَه يَعْضُلها ويَعْضِلُها عَضْلاً وعضَّلها مَنَعها الزَّوْج ظُلْماً قال الله تعالى فلا تَعْضُلوهُنَّ أَن يَنْكِحْن أَزواجهن نزلت في مَعْقِل بن يَسارٍ المُزَني وكان زَوَّج أُخْتَه رَجُلاً فطَلَّقها فلما انقضت عِدَّتُها خَطَبها فآلى أَن لا يُزَوِّجه إِياها ورَغِبتْ فيه أُخته فنزلت الآية وأَما قوله تعالى ولا تَعْضُلُوهنَّ لتَذْهَبوا ببعض ما آتيتموهن إِلا أَن يأْتِين بفاحشة مُبيِّنة فإِن العَضْلَ في هذه الآية من الزوج لامرأَته وهو أَن يُضارَّها ولا يُحْسِن عِشْرَتها ليضْطَرَّها بذلك إِلى الافتداء منه بمهرها الذي أَمهرها سَمَّاه اللهُ تعالى عَضْلاً لأَنه يَمْنعها حَقَّها من النفقة وحُسْن العِشْرة كما أَن الولي إِذا مَنع حُرْمته من التزويج فقد مَنعها الحَقَّ الذي أُبيح لها من النِّكاح إِذا دَعَتْ إِلى كُفْءٍ لها وقد قيل في الرجل يَطَّلِع من امرأَته على فاحشة قال لا بأْس أَن يُضارَّها حتى تَخْتَلِع منه قال الأَزهري فجعل الله سبحانه وتعالى اللَّواتي يأْتِين الفاحشة مُسْتَثْنَياتٍ من جملة النساء اللَّواتي نَهى الله أَزواجهن عن عَضْلِهِن ليَذْهبوا ببعض ما آتَوْهن من الصَّدَاق وفي حديث ابن عمرو قال له أَبوه زَوَّجْتُك امرأَةً فعَضَلْتها هو من العَضْلِ المَنْعِ أَراد إِنك لم تُعامِلْها معاملةَ الأَزواج لنسائهم ولم تتركها تتصرَّف في نفسها فكأَنك قد منعتها وعَضَّلَ عليه في أَمره تعضيلاً ضَيَّق من ذلك وحالَ بينه وبين ما يريد ظلماً وعَضَّلَ بهم المكانُ ضاق وعضَّلَتِ الأَرضُ بأَهلها إِذا ضاقت بهم لكثرتهم قال أَوس بن حَجر تَرى الأَرضَ مِنَّا بالفَضاءِ مَريضةً مُعَضِّلةً مِنَّا بِجَمْعٍ عَرَمْرَم وعَضَّل الشيءُ عن الشيء ضاق وعضَّلَتِ المرأَةُ بولدها تعضيلاً إِذا نَشِبَ الولدُ فخرَج بعضُه ولم يخرج بعضٌ فبقِيَ مُعْترِضاً وكان أَبو عبيدة يحمل هذا على إِعْضال الأَمر ويراه منه وأَعْضلَتْ وهي مُعْضِلٌ بلا هاء ومُعَضِّل عَسُر عليها وِلادُه وكذلك الدَّجاجة ببَيْضِها وكذلك الشاء والطير قال الكميت وإِذا الأُمورُ أَهَمَّ غِبُّ نِتاجِها يَسَّرْتَ كلَّ مُعضِّلٍ ومُطَرِّق وفي ترجمة عصل والمُعصِّلُ بالتشديد السهمُ الذي يَلْتوِي إِذا رُمِيَ به وحكى ابن بري عن علي بن حمزة قال هو المُعَضِّل بالضاد المعجمة من عَضَّلَتِ الدجاجةُ إِذا الْتَوَت البَيْضةُ في جوفها والمُعضِّلة أَيضاً التي يَعْسُرُ عليها ولدُها حتى يموتَ هذه عن اللحياني وقال الليث يقال للقَطَاة إِذا نَشِبَ بَيْضُها قَطاةٌ مُعَضِّل وقال الأَزهري كلام العرب قَطَاةٌ مُطَرِّقٌ وامرأَة مُعَضِّلٌ وقال أَبو مالك عَضَّلَتِ المرأَةُ بولدها إِذا غَصَّ في فَرْجها فلم يَخْرُج ولم يَدْخُل وفي حديث عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام أَنه مَرَّ بظَبْية قد عَضَّلها ولَدُها قال يقال عَضَّلَتِ الحاملُ وأَعْضَلَتْ إِذا صَعُب خروجُ ولدها وكان الوجه أَن يقول بظَبْية قد عَضَّلَتْ فقال عَضَّلَها ولدُها ومعناه أَن ولدها جَعَلَها مُعَضِّلة حيث نَشِبَ في بطنها ولم يخرج وأَصل العَضْل المَنْعُ والشِّدَّة يقال أَعْضَلَ بي الأَمر إِذا ضاقت عليك فيه الحِيَل وأَعْضَلَه الأَمرُ غَلَبَه وداء عُضالٌ شديدٌ مُعْيٍ غالبٌ قال لَيْلى شَفَاها مِنَ الدَّاءِ العُضالِ الَّذي بها غُلامٌ إِذا هَزَّ القَناةَ سَقَاها ويقال أَنْزَلَ بي القومُ أَمراً مُعْضِلاً لا أَقوم به وقال ذو الرمة ولم أَقْذِفْ لمؤمنةٍ حَصانٍ بإِذْنِ الله مُوجِبةً عُضالا وقال شمر الدَّاء العُضال المُنْكَر الذي يأْخُذُ مبادَهَة ثم لا يَلْبَث أَن يَقْتُل وهو الذي يُعْيي الأَطِبَّاءَ عِلاجُه يقال أَمْرٌ عُضالٌ ومُعْضِلٌ فأَوَّلُه عُضَالٌ فإِذا لَزِم فهو مُعْضِلٌ وفي حديث كعب لما أَراد عمرُ الخروجَ إِلى العراق قال له وبها الدَّاء العُضَال قال ابن الأَثير هو المرض الذي يُعْجِزُ الأَطباءَ فلا دواء له وتَعَضَّلَ الدَّاءُ الأَطِبَّاءَ وأَعْضَلَهم غَلَبَهم وحَلْفَةٌ عُضالٌ شديدةٌ غيرُ ذات مَثْنَوِيَّة قال إِنِّي حَلَفْتُ حَلْفَةً عُضالا وقال ابن الأَعرابي عُضالٌ هنا داهِيَة عجيبة أَي حَلَفْتُ يَمِيناً داهية شديدة وفلان عُضْلَةٌ وعِضْل شديد داهية الأَخيرة عن ابن الأَعرابي وفلان عُضْلةٌ من العُضَل أَي داهيةٌ من الدواهي والعُضْلة بالضم الداهيةُ وشيء عِضْلٌ ومُعْضِلٌ شديدُ القُبْح عنه أَيضاً وأَنشد ومِنْ حِفَافَيْ لِمَّةٍ لي عِضْلِ ويقال عَضَّلَتِ الناقةُ تَعْضِيلاً وبَدَّدت تَبْدِيداً وهو الإِعْياء من المشي والركوب وكُلِّ عَمَل وعَضَلَ بي الأَمرُ وأَعْضَلَ بي وأَعْضَلَني اشْتَدَّ وغَلُظَ واسْتَغْلَق وأَمْرٌ مُعْضِلٌ لا يُهْتَدى لوجهه والمُعْضِلاتُ الشدائد وروي عن عمر رضي الله عنه أَنه قال أَعْضَلَ بي أَهْلُ الكوفة ما يَرْضَوْن بأَمير ولا يرضاهم أَمير قال الأُموي في قوله أَعْضَلَ بي هو من العُضال وهو الأَمر الشديد الذي لا يقوم به صاحبُه أَي ضاقت عَلَيَّ الحِيَلُ في أَمرهم وصَعُبَتْ عَلَيَّ مداراتُهم يقال قد أَعْضَلَ الأَمرُ فهو مُعْضِلٌ قال الشاعر واحدةٌ أَعْضَلَني داؤها فكَيْفَ لو قُمْتُ على أَرْبَع ؟ وأَنشد الأَصمعيُّ هذا البيتَ أَبا تَوْبة مَيْمونَ بن حَفْص مُؤَدِّبَ عمر بن سَعِيد بن سَلْم بحَضْرة سعيد ونَهَضَ الأَصْمَعي فدار على أَرْبَع يُلَبِّس بذلك على أَبي تَوْبة فأَجابه أَبو توبة بما يُشاكِلُ فِعْلَ الأَصمعي فضَحِكَ سَعيدٌ وقال لأَبي تَوْبة أَلم أَنْهَكَ عن مُجاراته في المَعاني ؟ هذه صِناعتُه وسُئل الشَّعْبي عن مسأَلة مُشْكِلة فقال زَبَّاءُ ذاتُ وَبَرٍ لو وَرَدَتْ على أَصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لَعَضَّلَتْ بهم عَضَّلَتْ بهم أَي ضاقت عليهم قال الأَزهري معناه أَنهم يَضِيقون بالجواب عنها ذَرْعاً لإِشْكالها وفي حديث عمر رضي الله عنه أَعوذ بالله من كل مُعْضِلة ليس لها أَبو حَسَن وروي مُعَضِّلة أَراد المسأَلة الصعبة أَو الخُطَّة الضَّيِّقة المَخارج من الإِعْضال أَو التعضيل ويريد بأَبي الحسن علي بن أَبي طالب كَرَّم اللهُ وجهَه وفي حديث معاوية وقد جاءته مسأَلة مشكلة فقال مُعْضِلَةٌ ولا أَبا حَسَن قال ابن الأَثير أَبو حَسَنٍ مَعْرفةٌ وُضِعَت موضع النكرة كأَنه قال ولا رَجُلَ لها كأَبي حَسَن لأَن لا النافية إِنما تدخل على النكرات دون المَعارِف وفي الحديث فأَعْضَلَتْ بالمَلَكَيْن فقالا يا رب إِن عَبْدك قد قال مَقالةً لا ندري كيف نكتبها واعْضَأََلَّت الشجرةُ كَثُرت أَغْصانُها واشْتدَّ الْتِفافُها قال كأَنَّ زِمامَها أَيْمٌ شُجاعٌ تَرَأَّدَ في غُصونٍ مُعْضَئِلَّه هَمَزَ على ثقولهم دَأَبَّة
( * قوله « همز على قولهم دأبة إلخ » كتب بحاشية نسخة المحكم التي بأيدينا معزوّاً لابن خلصة ما نصه هذا غلط ليست الهمزة في اعضأل مزيدة فيكون من باب الثلاثي ويكون وزنه حينئذ افعأل وإنما الهمزة أصلية على مذهب سيبويه رحمه الله تعالى وهو رباعي وزنه افعلل كاطمأن وشبهه هذا من نصوص سيبويه وليس في الأفعال افعأل ) وهي هُذَليَّة شاذَّة قال أَبو منصور الصواب
( * قوله « قال أبو منصور الصواب إلخ » أنشده الجوهري في عضل بالضاد كما رواه الليث وقوله معطئلة بالطاء أي مع اهمال العين كما هو ظاهر اقتصاره على تصويبه بالطاء ولكن وقع في التكملة نقط العين ونص عبارتها بعد عبارة الأزهري وصدق الأزهري فان أبا عبيد ذكر في الغريب المصنف في باب مفعلل المغطئل الراكب بعضه بعضاً ) مُعْطَئلَّة بالطاء وهي النَّاعمة ومنه قيل شجر عَيْطَلٌ أَي ناعم والعَضَلة شُجَيرةٌ مثل الدِّفْلى تأْكُلُه الإِبل فتشرب عليه كلَّ يوم الماء
( * هكذا في الأصل ولعل في الكلام سقطاً ) قال أَبو منصور أَحْسَبه
( * قوله « قال أبو منصور أحسبه إلخ » عبارته في التهذيب لا أدري أهي العضلة أم العصلة ولم يروها لنا الثقات عن أبي عمرو )
العَصَلة بالصاد المهملة فصحف والعَضَل بفتح الضاد والعين الجُرَذُ والجمع عِضْلانٌ ابن الأَعرابي العَضَلُ ذَكَر الفأْر والعَضَل موضع وقيل موضع بالبادية كثير الغِياض وعَضَلٌ حَيٌّ وبَنُو عُضَيْلة بطن وقال الليث بَنُو عَضَلٍ حَيٌّ من كِنانة وقال غيره عَضَلٌ والدِّيش حَيَّانِ يقال لهما القارَة وهُمْ من كِنانة وقال الجوهري عَضَل قبيلة وهو عَضَل بن الهُون بن خُزَيْمة أَخو الدِّيشِ وهما القارَة

( عضبل ) العَضْبَلُ الصُّلْب حكاه ابن دريد عن اللحياني قال وليس بِثَبتٍ

( عضهل ) عَضْهَلَ القارُورةَ وعَلْهَضَها صَمَّ رَأْسَه

( عطل ) عَطِلَتِ المرأَةُ تَعْطَل عَطَلاً وعُطولاً وتَعَطَّلَتْ إِذا لم يكن عليها حَلْيٌ ولم تَلْبَس الزينة وخَلا جِيدُها من القَلائد وامرأَةٌ عاطِلٌ بغير هاء من نِسْوَةٍ عَواطِلَ وعُطَّلٍ أَنشد القَناني ولو أَشْرَفَتْ من كُفَّةِ السِّتْرِ عاطِلاً لَقُلْتَ غَزالٌ ما عَلَيْهِ خَضَاضُ وامرأَة عُطُلٌ من نسوة أَعطال قال الشّماخ يا ظَبْيةً عُطُلاً حُسَّانةَ الجِيد فإِذا كان ذلك عادتها فهي مِعْطالٌ وقال ابن شميل المِعْطال من النساء الحَسْناء التي تُبالي أَن تَتَقَلَّد القِلادة لجمالها وتمامها ومَعاطِلُ المرأَة مَواقِعُ حَلْيِها قال الأَخطل زانَتْ مَعاطِلَها بالدُّرِّ والذَّهَب
( * قوله « زانت إلخ » صدره كما في التكملة من كل بيضاء مكسال برهرهة )
وامرأَة عَطْلاء لا حَلْيَ عليها وفي الحديث يا عَليُّ مُرْ نساءك لا يُصَلِّين عُطُلاً العَطَل فِقْدان الحليِ وفي حديث عائشة كَرِهَت أَن تُصلي المرأَةُ عُطُلاً ولو أَن تُعَلِّق في عُنُقها خيْطاً وجِيدٌ مِعْطالٌ لا حَليَ عليه وقيل العاطِل من النساء التي ليس في عُنُقها حَليٌ وإِن كان في يديها ورجليها والتَّعَطُّل ترك الحَلْي والأَعْطال من الخيل والإِبل التي لا قَلائد عليها ولا أَرْسان لها واحدها عُطُلٌ قال الأَعشى ومَرْسُونُ خَيْلٍ وأَعْطالُها وناقةٌ عُطُلٌ بلا سِمةٍ عن ثعلب والجمع كالجمع وقوله أَنشده ابن الأَعرابي في جلَّةٍ منها عَداميسَ عُطُل
( * قوله « عداميس » كذا في الأصل والمحكم بالدال ولعله بالراء جمع عرمس كزبرج وهي الناقة المكتنزة الصلبة )
يجوز أَن يكون جمع عاطِل كبازِل وبُزُل ويجوز أَن يكون العُطُل يقع على الواحد والجمع وقَوْسٌ عُطُلٌ لا وَتر عليها وقد عَطَّلها ورجل عُطُلٌ لا سَلاح له وجمعه أَعْطالٌ وكذلك الرَّعِيَّة
( * قوله « وكذلك الرعية إلخ » هي بقية عبارة الازهري الآتية ومحلها بعد قوله والمواشي إذا اهملت بلا راع فقد عطلت ) إِذا لم يكن لها والٍ يَسوسُها فهم مُعَطَّلون وقد عُطِّلوا أَي أُهْمِلوا وإِبلٌ مُعَطَّلة لا راعي لها والمُعَطَّل المَواتُ من الأَرض وإِذا تُرِك الثَّغْر بلا حامٍ يَحْمِيه فقد عُطَّل والمواشي إِذا أُهملت بلا راع فقد عُطِّلت والتعطيل التفريغ وعَطَّلَ الدارَ أَخلاها وكلُّ ما تُرِك ضَيَاعاً مُعَطَّلٌ ومُعْطَل ومن الشاذ قراءة من قرأَ وبئرٍ مُعْطَلة وبئرٌ مُعَطَّلةٌ لا يُسْتَقى منها ولا يُنْتَفَع بمائها وقيل بئر مُعَطَّلة لبُيود أَهلها وفي الحديث عن عائشة رضي الله عنها في امرأَة تُوُفِّيت فقالت عَطِّلوها أَي انزِعُوا حَلَيَها واجعلوها عاطلاً والعَطَلُ شَخْصُ الإِنسان وعمَّ به بعضُهم جميعَ الأَشخاص والجمع أَعطال والعَطَلُ الشخص مثل الطَّلَل يقال ما أَحسَنَ عطَله أَي شَطاطَه وتمامَه والعَطَلُ تمامُ الجسم وطوله وامرأَة حَسَنةُ العَطَل إِذا كانت حسنة الجُرْدة أَي المُجَرَّد وامرأَة عَطِلةٌ ذات عَطَل أَي حُسْن جسم وأَنشد أَبو عمرو وَرْهاء ذات عَطَلٍ وَسِيم وقد يُسْتَعمل العَطَلُ في الخُلُوِّ من الشيء وإِن كان أَصله في الحَلي يقال عَطِلَ الرجلُ من المال والأَدب فهو عُطْلٌ وعُطُلٌ مثل عُسْر وعُسُر وتعطيلُ الحُدود أَن لا تُقام على من وَجَبَتْ عليه وعُطِّلت الغَلاّتُ والمَزارِعُ إِذا لم تُعْمَر ولم تُحْرَث وفلان ذو عُطْلة إِذا لم تكن له ضَيْعة يُمارِسها ودَلوٌ عَطِلة إِذا انقَطَع وذَمُها فتعطَّلت من الاستقاء بها وفي حديث عائشة ووَصَفَتْ أَباها رَأَب الثَّأَى وأَوْذَم العَطِلة قال هي الدلو التي تُرِك العَمَل بها حيناً وعُطِّلَتْ وتقَطَّعتْ أَوذامُها وعُراها تريد أَنه أَعاد سُيورَها وعَمِلَ عُراها وأَعادها صالحةً للعَمَل وهو مَثَلٌ لِفعْله في الإِسلام بعد النبي صلى الله عليه وسلم أَي أَنه ردَّ الأُمور إِلى نِظامها وقَوَّى أَمْرَ الإِسلام بعد ارتداد الناس وأَوْهى أَمرَ الرِّدَّة حتى استقام له الناس وتعَطَّل الرجلُ إِذا بَقيَ لا عَمَل له والاسم العُطْلة والعَطِلة من الإِبل الحسَنة العَطَل إِذا كانت تامَّة الجسم والطول قال أَبو عبيد العَطِلات من الإِبل الحِسانُ فلم يَشتقَّه قال ابن سيده وعندي أَن العَطِلات على هذا إِنما هو على النسب والعطِلة أَيضاً الناقة الصَّفِيُّ أَنشد أَبو حنيفة لِلَبيد فلا نَتَجاوَزُ العَطِلاتِ منها إِلى البَكْرِ المُقارِبِ والكَزُوم ولكنّا نُعِضُّ السَّيْفَ منها بأَسْؤُقِ عافياتِ اللَّحْم كُوم والعَطَلُ العُنُق قال رؤبة أَوْقَصُ يُخْزي الأَقْرَبينَ عَطَلُه وشاةٌ عَطِلة يُعْرَف في عُنُقها أَنها مِغْزار وامرأَة عَيْطَلٌ طويلة وقيل طويلة العُنُق في حُسْن جسم وكذلك من النوق والخيل وقيل كلُّ ما طال عُنُقُه من البهائم عَيْطَلٌ والعَيْطَل الناقة الطويلة في حُسْن مَنْظَر وسِمَن قال ابن كُلثوم ذِراعَيْ عَيْطَلٍ أَدْماء بِكْرٍ هِجانِ اللَّوْنِ لم تَقْرَأْ جَنِينا وهذا البيت أَورده الجوهري ذِراعَيْ عَيْطَلٍ أَدْماء بَكْرٍ تَرَبَّعَتِ الأَماعِزَ والمُتُونا وفي قصيد كعب شَدَّ النهارِ ذِراعَيْ عَيْطَلٍ نَصَفٍ قال ابن الأَثير العَيْطَلُ الناقةُ الطويلة والياء زائدة وهَضْبةٌ عَيْطَلٌ طويلة والعَطَلُ والعَيْطَلُ والعَطِيلُ شِمْراخٌ من طَلْع فُحَّال النخل يُؤَبَّر به قال الأَزهري سمعته من أَهل الأَحساء وأَما قول الراجز باتَ يُبارِي شَعْشَعاتٍ ذُبَّلا فهْيَ تُسمَّى زَمْزَماً وعَيْطَلا وقدْ حدَوْناها بهَيْدٍ وَهَلا
( * قوله « بات يباري » كذا في الأصل ونسختي الصحاح هنا وسيأتي في ترجمة زمم باتت تباري بضمير المؤنث )
فهما اسمان لناقة واحدة قال ابن بري الراجز هو غَيْلان بن حُرَيْث الربعي قال وصوابه بهَيْدٍ وحَلا لأَن هَلا زَجْرٌ للخيل وحَلا زَجْرٌ للإِبل والراجز إِنما وَصَف إِبلاً لا خيلاً وعَطالةُ اسم رجل وجَبل والمُعَطَّل من شعراء هُذَيْل قال الأَزهري ورأَيت بالسَّودة من دِيارات بني سَعْدٍ جَبَلاً مُنِيفاً يقال له عَطالة وهو الذي قال فيه القائل خَلِيليَّ قُوما في عَطالة فانْظُرا أَناراً تَرَى من ذي أَبانَيْنِ أَم بَرْقا ؟ وفي ترجمة عضل اعْضَأَلَّتِ الشجرةُ كَثُرت أَغصانها والْتَفَّتْ وأَنشد كأَنَّ زِمامَها أَيْمٌ شُجاعٌ تَرَأَّدَ في غُصونٍ مُعْضَئِلَّة قال أَبو منصور الصواب مُعْطَئِلَّة بالطاء وهي الناعمة ومنه قيل شجر عَيْطَلٌ أَي ناعم

( عطبل ) جاريةٌ عُطْبُلٌ وعُطْبُولٌ وعُطْبُولةٌ وعَيْطَبُولٌ جَمِيلة فَتِيَّةٌ ممتلئة طويلة العُنُق وقيل العَيْطَبُول الطويلة والعُطْبُل والعُطْبُول من الظباء والنساء الطويلةُ العُنُق وقوله أَنشده ثعلب بِمِثْل جيد الرِّئْمةِ العُطْبُلْ إِنما أَراد العُطْبُلَ فشَدَّد للضرورة والجمع العَطَابِيلُ والعَطَابِلُ قال الشاعر لو أَبْصَرَتْ سُعْدَى بها كَتائِلي مِثْلَ العَذَارَى الحُسَّرِ العَطَابِل والعُطْبُول الحَسَنة التامَّة وأَنشد الجوهري لعمر بن أَبي ربيعة إِنَّ مِنْ أَعْجَب العَجائِب عِنْدي قَتْلَ بَيْضاءَ حُرَّةٍ عُطْبُول قال ابن بري ولا يقال رَجُل عُطْبُول إِنما يقال رجل أَجْيَدُ إِذا كان طويل العُنُق ومثل العُطْبُول العَيْطاء والعَنْقاء هذا قول ابن بري وقد ذكر ابن الأَثير في غريب الحديث أَنه ورد في صفته صلى الله عليه وسلم أَنه لم يكن بعُطْبُولٍ ولا بقَصِير وفسَّرَه فقال العُطْبُول الممتدُّ القامة الطويل العُنُق وقيل هو الطويل الصُّلْب الأَملس قال ويوصف به الرجل والمرأَة

( عظل ) العِظَالُ المُلازَمة في السِّفَاد من الكِلابِ والسِّباعِ والجَراد وغيرِ ذلك مما يتَلازَمُ في السِّفَاد ويُنْشِبُ وعَظَلَتْ وعَظّلَتْ
( * قوله « وعظلت وعظلت » كذا ضبط الثاني مشدداً في الأصل والمحكم والذي في القاموس ان الفعل كنصر وسمع ) رَكِبَ بعضُها بعضاً وعاظَلَها فعَظَلَها يَعْظُلُها وعاظَلَتِ الكِلابُ مُعاظَلَةً وعِظَالاً وتَعَاظَلَتْ لَزِمَ بعضُها بعضاً في السِّفَاد وأَنشد كِلاب تَعَاظَلُ سُودُ الفِقا حِ لم تَحْمِ شَيئاً ولم تَصْطَد وقال أَبو زَحْفٍ الكَلْبي تَمَشِّيَ الكَلْبِ دَنَا للكَلْبةِ يَبْغِي العِظالَ مُصْحِراً بالسَّوْأَة وجَرَادٌ عاظلةٌ وعَظْلَى متعاظِلة لا تَبْرَح وأَنشد يا أُمَّ عمرٍو أَبشِري بالبُشْرَى مَوْتٌ ذَرِيعٌ وجَرَادٌ عَظْلى قال الأَزهري أَراد أَن يقول يا أُمَّ عامر فلم يستقم له البيت فقال يا أُمّ عمرٍو وأُمُّ عامر كُنْية الضَّبُع قال ابن سيده ومن كلامهم للضبع أَبْشِرِي بجَرَادٍ عَظْلى وكَمْ رِجالٍ قَتْلى وتَعاظَلَتِ الجَرادُ إِذا تَسافَدَتْ وقال ابن شميل يقال رأَيت الجَرَادَ رُدَافى ورُكَابى وعُظَالى إِذا اعْتَظَلَتْ وذلك أَن تَرَى أَربعة وخمسة قد ارْتَدَفَتْ ابن الأَعرابي سَفَدَ السَّبُع وعاظَلَ قال والسِّباع كلها تُعاظِلُ والجَرَادُ والعِظَاء يُعاظِل ويقال تعاظَلَت السِّباعُ وتشابَكتْ والعُظُلُ هم المَجْبُوسون مأْخوذ من المُعاظَلة والمَجْبُوس المأْبون وتعَظَّلوا عليه اجتمعوا وقيل ترَاكَبوا عليه ليَضْربوه وقال أَخذُوا قِسِيَّهُمُ بأَيْمُنِهِمْ يتَعَظَّلون تعَظُّلَ النَّمْل ومن أَيام العرب المعروفة يوْم العُظَالى وهو يوم بين بكر وتميم ويقال أَيضاً يوم العَظَالى سُمِّي اليوم به لركوب الناس فيه بعضهم بعضاً وقال الأَصمعي رَكِبَ فيه الثلاثةُ والاثنان الدَّابَّةَ الواحدة قال العَوَّام بن شَوْذَب الشَّيْباني فإِنْ يَكُ في يَوْمِ العُظَالى مَلامةٌ فيَوْمُ الغَبيطِ كان أُخْرَى وأَلْوَما وقيل سُمِّي يوم العُظَالى لأَنه تَعاظَلَ فيه على الرِّياسة بِسْطامُ بنُ قيس وهانئُ بن قَبِيصة ومَفْروقُ ابن عمرو والحَوْفَزَانُ والعِظَالُ في القَوَافي التضمين يقال فلان لا يُعاظِل بين القَوَافي وعاظَلَ الشاعرُ في القافية عِظَالاً ضَمَّن وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أَنه قال لقوم من العرب أَشْعَرُ شُعَرائكم مَنْ لم يُعاظِل الكلامَ ولم يتَتَبَّع حُوشِيَّه قوله لم يُعاظِل الكلام أَي لم يَحْمِل بعضَه على بعض ولم يتكلم بالرَّجِيع من القول ولم يكرر اللفظ والمعنى وحُوشِيُّ الكلامِ وَحْشِيُّه وغريبُه وفي حديث عمر رضي الله عنه أَيضاً أَنه قال لابن عباس أَنْشِدْنا لشاعر الشُّعراء قال ومَنْ هو ؟ قال الذي لا يُعاظِل بين القول ولا يتَتَبَّع حُوشِيَّ الكلام قال ومَنْ هو ؟ قال زُهَيْر أَي لا يُعَقِّده ولا يُوالي بعضَه فوق بعض وكلُّ شيء رَكِب شيئاً فقد عاظَلَه والمُعْظِلُ والمُعْظَئِلُّ الموضع الكثير الشجر كلاهما عن كراع وقد تقدم في الضاد اعْضَأَلَّت كَثُرَت أَغصانُها

( عفل ) قال المُفَضَّل بن سَلَمة في قول العرب رَمَتْني بدائِها وانْسلَّتْ قال كان سبب ذلك أَن سعد بن زَيدِ مَنَاةَ كان تزَوَّج رُهْمَ بنتَ الخَزْرَج بنِ تَيْمِ الله وكانت من أَجمل النساء فولدت له مالك ابن سعد وكان ضَرَائرُها إِذا سابَبْنَها يَقُلْنَ لها يا عَفْلاء فقالت لها أُمُّها إِذا سابَبْنَكِ فابْدَئِيهنَّ بعَفَالِ سُبِيتِ فأَرْسَلَتْها مَثلاً فسابَّتْها بعد ذلك امرأَةٌ من ضرائرها فقالت لها رُهْم يا عَفْلاء فقالت ضرَّتها رَمَتْني بدائها وانْسَلَّتْ قال وبنو مالك بن سعد رَهْطُ العَجَّاج كان يقال لهم العُفَيْلى
( * قوله « يقال لهم العفيلى » كذا في الأصل ونسخة من التهذيب والذي في التكملة بنو العفيل مضبوطاً كزبير ومثله في القاموس ) ابن الأَعرابي العَفَلة بُظَارة المرأَة وحكى الأَزهري عن ابن الأَعرابي قال العَفَل نبات لحم ينبت في قُبُل المرأَة وهو القَرَنُ وأَنشد ما في الدَّوائِرِ مِنْ رِجْلَيَّ مِنْ عَقَلٍ عِنْدَ الرِّهانِ وما أُكْوَى من العَفَل قال أَبو عمرو الشيباني القَرَن بالناقة مثل العَفَل بالمرأَة فيؤْخذ الرَّضْفُ فيُحْمَى ثم يُكْوَى به ذلك القَرَن قال والعَفَل شيءٌ مُدَوَّر يخرج بالفرج قال والعَفَل لا يكون في الأَبكار ولا يُصيب المرأَة إِلا بعدَما تَلِد وقال ابن دريد العَفَل في الرجال غِلَظٌ يَحْدُث في الدُّبُر وفي النساء غِلَظٌ في الرَّحِم قال وكذلك هو في الدواب قال الليث عَفِلَت المرأَةُ عَفَلاً فهي عَفْلاء وعَفِلَت الناقةُ والعَفَلة الاسم والعَفَلُ والعَفَلة بالتحريك فيهما شيء يخرج في قُبُل النساء وحَياء الناقة شِبْه الأُدْرة التي للرجال في الخُصْية وربما كان في الناس تَحْتَ الصَّفَن عَفِلَت عَفَلاً فهي عَفْلاء ومنه حديث ابن عباس أَرْبَعٌ لا يَجُزْنَ في البيع ولا النكاح المجنونة والمجذومة والبَرْصاء والعَفْلاء قال والتعفيل إِصلاح ذلك وفي حديث مكحول في امرأَة بها عَفَلٌ والعَفَلُ كثرة شَحْم
( * قوله « والعفل كثرة شحم إلخ » كذا في الأصل والمحكم بالتحريك وصنيع القاموس يقتضي أَنه مفتوح ) ما بين رِجْلي التَّيْس والثَّوْر ولا يكاد يُسْتَعْمَل إِلا في الخَصِيِّ منهما ولا يُسْتَعْمل في الأُنثى والعَفْل الخَطُّ الذي بين الذكر والدبر والعَفْلُ بإِسكان الفاء شَحْم خُصْيَي الكبش وما حَوْلَه قال بِشْرٌ يهجو رَجُلاً جَزِيزُ القفا شَبْعانُ يَرْبِضُ حَجْرَةً حَدِيثُ الخِصاءَ وارِمُ العَفْلِ مُعْبَرُ والعَفْلُ الموضع الذي يُجَسُّ من الكَبْش إِذا أَرادوا أَن يَعْرِفوا سِمَنه من غيره قال وهو قول بِشْر ومنه حديث عُمَير بن أَفصى كَبْشٌ حَوْليٌّ أَعْفَلُ أَي كثير شحم الخُصْية من السِّمَن وإِذا مَسَّ الرجلُ عَفْلَ الكبش لينظر سِمَنَه يقال جَسَّهُ وغَبَطَه وعَفَلَه والعَفَل مَجَسُّ الشاة بين رجليها لينظر سمنها من هُزالها ابن الأَعرابي العافِلُ الذي يَلْبَس ثِياباً قِصاراً فوق ثِياب طِوال

( عفجل ) العَفَنْجَلُ الثَّقيلُ الهَذِرُ الكثير فُضُول الكلام

( عفشل ) عجوز عَفْشَلِيلٌ مُسِنَّة مسترخية اللحم وكِساءٌ عَفْشَلِيل كثير الوَبَر ثقيلٌ جافٍ ورُبَّما سُمِّيت الضَّبُع عَفْشَلِيلاً به قال ساعدة بن جؤية كمَشْي الأَقْبَلِ الساري عليه عِفاء كالعَباءةِ عَفْشَلِيلُ الجوهري العَفْشَلِيل الرجلُ الجافي الغليظ والكِساء الغليظ الأَزهري رَجُلٌ عَفَنْشَلٌ ثقيلٌ وَخِمٌ

( عفطل ) عَفْطَلَ الشيءَ وعَلْفَطَه خَلَطَه بغيره

( عفكل ) العَفْكَلُ الأَحْمق

( عقل ) العَقْلُ الحِجْر والنُّهى ضِدُّ الحُمْق والجمع عُقولٌ وفي حديث عمرو بن العاص تِلْك عُقولٌ كادَها بارِئُها أَي أَرادها بسُوءٍ عَقَلَ يَعْقِل عَقْلاً ومَعْقُولاً وهو مصدر قال سيبويه هو صفة وكان يقول إِن المصدر لا يأْتي على وزن مفعول البَتَّةَ ويَتأَوَّل المَعْقُول فيقول كأَنه عُقِلَ له شيءٌ أَي حُبسَ عليه عَقْلُه وأُيِّد وشُدِّد قال ويُسْتَغْنى بهذا عن المَفْعَل الذي يكون مصدراً وأَنشد ابن بري فَقَدْ أَفادَتْ لَهُم حِلْماً ومَوْعِظَةً لِمَنْ يَكُون له إِرْبٌ ومَعْقول وعَقَل فهو عاقِلٌ وعَقُولٌ من قوم عُقَلاء ابن الأَنباري رَجُل عاقِلٌ وهو الجامع لأَمره ورَأْيه مأْخوذ من عَقَلْتُ البَعيرَ إِذا جَمَعْتَ قوائمه وقيل العاقِلُ الذي يَحْبِس نفسه ويَرُدُّها عن هَواها أُخِذَ من قولهم قد اعْتُقِل لِسانُه إِذا حُبِسَ ومُنِع الكلامَ والمَعْقُول ما تَعْقِله بقلبك والمَعْقُول العَقْلُ يقال ما لَهُ مَعْقُولٌ أَي عَقْلٌ وهو أَحد المصادر التي جاءت على مفعول كالمَيْسور والمَعْسُور وعاقَلَهُ فعَقَلَه يَعْقُلُه بالضم كان أَعْقَلَ منه والعَقْلُ التَّثَبُّت في الأُمور والعَقْلُ القَلْبُ والقَلْبُ العَقْلُ وسُمِّي العَقْلُ عَقْلاً لأَنه يَعْقِل صاحبَه عن التَّوَرُّط في المَهالِك أَي يَحْبِسه وقيل العَقْلُ هو التمييز الذي به يتميز الإِنسان من سائر الحيوان ويقال لِفُلان قَلْبٌ عَقُول ولِسانٌ سَؤُول وقَلْبٌ عَقُولٌ فَهِمٌ وعَقَلَ الشيءَ يَعْقِلُه عَقْلاً فَهِمه ويقال أَعْقَلْتُ فلاناً أَي أَلْفَيْته عاقِلاً وعَقَّلْتُه أَي صَيَّرته عاقِلاً وتَعَقَّل تكَلَّف العَقْلَ كما يقال تَحَلَّم وتَكَيَّس وتَعاقَل أَظْهَر أَنه عاقِلٌ فَهِمٌ وليس بذاك وفي حديث الزِّبْرِقانِ أَحَبُّ صِبْيانِنا إِلينا الأَبْلَهُ العَقُول قال ابن الأَثير هو الذي يُظَنُّ به الحُمْقُ فإِذا فُتِّش وُجِد عاقلاً والعَقُول فَعُولٌ منه للمبالغة وعَقَلَ الدواءُ بَطْنَه يَعْقِلُه ويَعْقُلُه عَقْلاً أَمْسَكَه وقيل أَمسكه بعد اسْتِطْلاقِهِ واسْمُ الدواء العَقُولُ ابن الأَعرابي يقال عَقَلَ بطنُه واعْتَقَلَ ويقال أَعْطِيني عَقُولاً فيُعْطِيه ما يُمْسِك بطنَه ابن شميل إِذا اسْتَطْلَقَ بطنُ الإِنسان ثم اسْتَمْسَك فقد عَقَلَ بطنُه وقد عَقَلَ الدواءُ بطنَه سواءً واعْتَقَلَ لِسانُه
( * قوله « واعتقل لسانه إلخ » عبارة المصباح واعتقل لسانه بالبناء للفاعل والمفعول إذا حبس عن الكلام أي منع فلم يقدر عليه )
امْتَسَكَ الأَصمعي مَرِضَ فلان فاعْتُقِل لسانُه إِذا لم يَقْدِرْ على الكلام قال ذو الرمة ومُعْتَقَل اللِّسانِ بغَيْر خَبْلٍ يَميد كأَنَّه رَجُلٌ أَمِيم واعْتُقِل حُبِس وعَقَلَه عن حاجته يَعْقِله وعَقَّله وتَعَقَّلَهُ واعتَقَلَه حَبَسَه وعَقَلَ البعيرَ يَعْقِلُه عَقْلاً وعَقَّلَه واعْتَقَله ثَنى وَظِيفَه مع ذراعه وشَدَّهما جميعاً في وسط الذراع وكذلك الناقة وذلك الحَبْلُ هو العِقالُ والجمع عُقُلٌ وعَقَّلْتُ الإِبلَ من العَقْل شُدِّد للكثرة وقال بُقَيْلة
( * قوله « وقال بقيلة » تقدم في ترجمة أزر رسمه بلفظ نفيلة بالنون والفاء والصواب ما هنا ) الأَكبر وكنيته أَبو المِنْهال يُعَقِّلُهُنَّ جَعْدٌ شَيظَميٌّ وبِئْسَ مُعَقِّلُ الذَّوْدِ الظُّؤَارِ وفي الحديث القُرْآنُ كالإِبِلِ المُعَقَّلة أَي المشدودة بالعِقال والتشديد فيه للتكثير وفي حديث عمر كُتِب إِليه أَبياتٌ في صحيفة منها فَما قُلُصٌ وُجِدْنَ مُعَقَّلاتٍ قَفا سَلْعٍ بمُخْتَلَفِ التِّجار
( * قوله « بمختلف التجار » كذا ضبط في التكملة بالتاء المثناة والجيم جمع تجر كسهم وسهام فما سبق في ترجمة أزر بلفظ النجار بالنون والجيم فهو خطأ )
يعني نِساءً مُعَقَّلات لأَزواجهن كما تُعَقَّل النوقُ عند الضِّراب ومن الأَبيات أَيضاً يُعَقِّلُهنَّ جَعْدَة من سُلَيْم أَراد أَنه يَتَعرَّض لهن فكَنى بالعَقْلِ عن الجماع أَي أَن أَزواجهن يُعَقِّلُونَهُنَّ وهو يُعَقِّلهن أَيضاً كأَنَّ البَدْء للأَزواج والإِعادة له وقد يُعْقَل العُرْقوبانِ والعِقالُ الرِّباط الذي يُعْقَل به وجمعه عُقُلٌ قال أَبو سعيد ويقال عَقَلَ فلان فلاناً وعَكَلَه إِذا أَقامه على إِحدى رجليه وهو مَعْقُولٌ مُنْذُ اليومِ وكل عَقْلٍ رَفْعٌ والعَقْلُ في العَروض إِسقاط الياء
( * قوله « اسقاط الياء » كذا في الأصل ومثله في المحكم والمشهور في العروض ان العقل اسقاط الخامس المحرك وهو اللام من مفاعلتن ) من مَفاعِيلُنْ بعد إِسكانها في مُفاعَلَتُنْ فيصير مَفاعِلُنْ وبيته مَنازِلٌ لفَرْتَنى قِفارٌ كأَنَّما رسُومُها سُطور والعَقْلُ الديَة وعَقَلَ القَتيلَ يَعْقِله عَقْلاً وَدَاهُ وعَقَل عنه أَدَّى جِنايَته وذلك إِذا لَزِمَتْه دِيةٌ فأَعطاها عنه وهذا هو الفرق
( * قوله « وهذا هو الفرق إلخ » هذه عبارة الجوهري بعد أن ذكر معنى عقله وعقل عنه وعقل له فلعل قوله الآتي وعقلت له دم فلان مع شاهده مؤخر عن محله فان الفرق المشار إليه لا يتم الا بذلك وهو بقية عبارة الجوهري )
بين عَقَلْته وعَقَلْت عنه وعَقَلْتُ له فأَما قوله فإِنْ كان عَقْل فاعْقِلا عن أَخيكما بَناتِ المَخاضِ والفِصَالَ المَقَاحِما فإِنما عَدَّاه لأَن في قوله اعْقِلوا
( * قوله « اعقلوا إلخ » كذا في الأصل تبعً للمحكم والذي في البيت اعقلات بأمر الاثنين ) معنى أَدُّوا وأَعْطُوا حتى كأَنه قال فأَدِّيا وأَعْطِيا عن أَخيكما ويقال اعْتَقَل فلان من دم صاحبه ومن طائلته إِذ أَخَذَ العَقْلَ وعَقَلْت له دمَ فلان إِذا تَرَكْت القَوَد للدِّية قالت كَبْشَة أُخت عمرو بن مَعْدِيكرِب وأَرْسَلَ عبدُ الله إِذْ حانَ يومُه إِلى قَوْمِه لا تَعْقِلُوا لَهُمُ دَمِي والمرأَة تُعاقِلُ الرجلَ إِلى ثلث الدية أَي تُوازِيه معناه أَن مُوضِحتها ومُوضِحته سواءٌ فإِذا بَلَغَ العَقْلُ إِلى ثلث الدية صارت دية المرأَة على النصف من دية الرجل وفي حديث ابن المسيب المرأَة تُعاقِل الرجل إِلى ثُلُث ديتها فإِن جاوزت الثلث رُدَّت إِلى نصف دية الرجل ومعناه أَن دية المرأَة في الأَصل على النصف من دية الرجل كما أَنها تَرِث نصف ما يَرِث ما يَرِث الذَّكَرُ فجَعَلَها سعيدُ بن المسيب تُساوي الرجلَ فيما يكون دون ثلث الدية تأْخذ كما يأْخذ الرجل إِذا جُني عليها فَلها في إِصبَع من أَصابعها عَشْرٌ من الإِبل كإِصبع الرجل وفي إِصْبَعَيْن من أَصابعها عشرون من الإِبل وفي ثلاث من أَصابعها ثلاثون كالرجل فإِن أُصِيب أَربعٌ من أَصابعها رُدَّت إِلى عشرين لأَنه جاوزت الثُّلُث فَرُدَّت إِلى النصف مما للرجل وأَما الشافعي وأَهل الكوفة فإِنهم جعلوا في إِصْبَع المرأَة خَمْساً من الإِبل وفي إِصبعين لها عشراً ولم يعتبروا الثلث كما فعله ابن المسيب وفي حديث جرير فاعْتَصَم ناس منهم بالسجود فأَسْرَع فيهم القتلَ فبلغ ذلك النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأَمَر لهم بنصفِ العَقْل إِنما أَمر لهم بالنصف بعد علمه بإِسلامهم لأَنهم قد أَعانوا على أَنفسهم بمُقامهم بين ظَهْراني الكفار فكانوا كمن هَلَك بجناية نفسه وجناية غيره فتسقط حِصَّة جنايته من الدية وإِنما قيل للدية عَقْلٌ لأَنهم كانوا يأْتون بالإِبل فيَعْقِلونها بفِناء وَلِيِّ المقتول ثم كثُر ذلك حتى قيل لكل دية عَقْلٌ وإِن كانت دنانير أَو دراهم وفي الحديث إِن امرأَتين من هُذَيْل اقْتَتَلَتا فَرَمَتْ إِحداهما الأُخرى بحجر فأَصاب بطنَها فَقَتَلَها فقَضَى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بديتها على عاقلة الأُخرى وفي الحديث قَضَى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بدية شِبْه العَمْد والخَطإِ المَحْض على العاقِلة يُؤدُّونها في ثلاث سنين إِلى ورَثَة المقتول العاقلة هُم العَصَبة وهم القرابة من قِبَل الأَب الذين يُعْطُون دية قَتْل الخَطَإِ وهي صفةُ جماعة عاقلةٍ وأَصلها اسم فاعلةٍ من العَقْل وهي من الصفات الغالبة قال ومعرفة العاقِلة أَن يُنْظَر إِلى إِخوة الجاني من قِبَل الأَب فيُحَمَّلون ما تُحَمَّل العاقِلة فإِن حْتَمَلوها أَدَّوْها في ثلاث سنين وإِن لم يحتملوها رفِعَتْ إِلى بَني جدّه فإِن لم يحتملوها رُفِعت إِلى بني جَدِّ أَبيه فإِن لم يحتملوها رُفِعَتْ إِلى بني جَد أَبي جَدِّه ثم هكذا لا ترفع عن بَني أَب حتى يعجزوا قال ومَنْ في الدِّيوان ومن لا دِيوان له في العَقْل سواءٌ وقال أَهل العراق هم أَصحاب الدَّواوِين قال إِسحق بن منصور قلت لأَحمد بن حنبل مَنِ العاقِلَةُ ؟ فقال القَبِيلة إِلا أَنهم يُحَمَّلون بقدر ما يطيقون قال فإِن لم تكن عاقلة لم تُجْعََل في مال الجاني ولكن تُهْدَر عنه وقال إِسحق إِذا لم تكن العاقلة أَصْلاً فإِنه يكون في بيت المال ولا تُهْدَر الدية قال الأَزهري والعَقْل في كلام العرب الدِّيةُ سميت عَقْلاً لأَن الدية كانت عند العرب في الجاهلية إِبلاً لأَنها كانت أَموالَهم فسميت الدية عَقْلاً لأَن القاتل كان يُكَلَّف أَن يسوق الدية إِلى فِناء ورثة المقتول فَيَعْقِلُها بالعُقُل ويُسَلِّمها إِلى أَوليائه وأَصل العَقْل مصدر عَقَلْت البعير بالعِقال أَعْقِله عَقْلاً وهو حَبْلٌ تُثْنى به يد البعير إِلى ركبته فتُشَدُّ به قل ابن الأَثير وكان أَصل الدية الإِبل ثم قُوِّمَتْ بعد ذلك بالذهب والفضة والبقر والغنم وغيرها قال الأَزهري وقَضَى النبيُّ صلى الله عليه وسلم في دية الخطإِ المَحْض وشِبْه العَمْد أَن يَغْرَمها عَصَبةُ القاتل ويخرج منها ولدُه وأَبوه فأَما دية الخطإِ المَحْض فإِنها تُقسم أَخماساً عشرين ابنة مَخَاض وعشرين ابنة لَبُون وعشرين ابن لَبُون وعشرين حِقَّة وعشرين جَذَعة وأَما دية شِبْه العَمْد فإِنها تُغَلَّظ وهي مائة بعير أَيضاً منها ثلاثون حِقَّة وثلاثون جَذَعة وأَربعون ما بين ثَنِيَّة إِلى بازلِ عامِها كُلُّها خَلِفَةٌ فعَصَبة القاتل إِن كان القتل خطأَ مَحْضاً غَرِموا الدية لأَولياء القتيل أَخماساً كما وصَفْتُ وإِن كان القتل شِبْه العَمْد غَرِموها مُغَلَّظَة كما وصَفْت في ثلاث سنين وهم العاقِلةُ ابن السكيت يقال عَقَلْت عن فلان إِذا أَعطيتَ عن القاتل الدية وقد عَقَلْت المقتولَ أَعْقِله عَقْلاً قال الأَصمعي وأَصله أَن يأْتوا بالإِبل فتُعْقَل بأَفْنِية البيوت ثم كَثُر استعمالُهم هذا الحرف حتى يقال عَقَلْت المقتولَ إِذا أَعطيت ديته دراهم أَو دنانير ويقال عَقَلْت فلاناً إِذا أَعطيت ديتَه وَرَثَتَه بعد قَتْله وعَقَلْت عن فلان إِذا لَزِمَتْه جنايةٌ فغَرِمْت ديتَها عنه وفي الحديث لا تَعقِل العاقِلةُ عمداً ولا عَبْداً ولا صُلْحاً ولا اعترافاً أَي أَن كل جناية عمد فإِنها في مال الجاني خاصة ولا يَلْزم العاقِلةَ منها شيء وكذلك ما اصطلحوا عليه من الجنايات في الخطإِ وكذلك إِذا اعترف الجاني بالجناية من غير بَيِّنة تقوم عليه وإِن ادعى أَنها خَطأٌ لا يقبل منه ولا يُلْزَم بها العاقلة وروي لا تَعْقِل العاقِلةُ العَمْدَ ولا العَبْدَ قال ابن الأَثير وأَما العبد فهو أَن يَجْنيَ على حُرٍّ فليس على عاقِلة مَوْلاه شيء من جناية عبده وإِنما جِنايته في رَقَبته وهو مذهب أَبي حنيفة وقيل هو أَن يجني حُرٌّ على عبد خَطَأً فليس على عاقِلة الجاني شيء إِنما جنايته في ماله خاصَّة وهو قول ابن أَبي ليلى وهو موافق لكلام العرب إِذ لو كان المعنى على الأَوّل لكان الكلامُ لا تَعْقِل العاقِلةُ على عبد ولم يكن لا تَعْقِل عَبْداً واختاره الأَصمعي وصوّبه وقال كلَّمت أَبا يوسف القاضي في ذلك بحضرة الرشيد فلم يَفْرُق بين عَقَلْتُه وعَقَلْتُ عنه حتى فَهَّمْته قال ولا يَعْقِلُ حاضرٌ على بادٍ يعني أَن القَتيل إِذا كان في القرية فإِن أَهلها يلتزمون بينهم الدّية ولا يُلْزِمون أَهلَ الحَضَر منها شيئاً وفي حديث عمر أَن رجلاً أَتاه فقال إِنَّ ابن عَمِّي شُجَّ مُوضِحةً فقال أَمِنْ أَهْلِ القُرى أَم من أَهل البادية ؟ فقال من أَهل البادية فقال عمر رضي الله عنه إِنَّا لا نَتَعاقَلُ المُضَغَ بيننا معناه أَن أَهل القُرى لا يَعْقِلون عن أَهل البادية ولا أَهلُ البادية عن أَهل القرى في مثل هذه الأَشياء والعاقلةُ لا تَحْمِل السِّنَّ والإِصْبَعَ والمُوضِحةَ وأَشباه ذلك ومعنى لا نَتَعاقَل المُضَغَ أَي لا نَعْقِل بيننا ما سَهُل من الشِّجاج بل نُلْزِمه الجاني وتَعاقَل القومُ دَمَ فلان عَقَلُوه بينهم والمَعْقُلة الدِّيَة يقال لَنا عند فلان ضَمَدٌ من مَعْقُلة أَي بَقِيَّةٌ من دية كانت عليه ودَمُه مَعْقُلةٌ على قومه أَي غُرْمٌ يؤدُّونه من أَموالهم وبَنُو فلان على مَعاقِلِهم الأُولى من الدية أَي على حال الدِّيات التي كانت في الجاهلية يُؤدُّونها كما كانوا يؤدُّونها في الجاهلية وعلى مَعاقِلهم أَيضاً أَي على مراتب آبائهم وأَصله من ذلك واحدتها مَعْقُلة وفي الحديث كتب بين قريش والأَنصار كتاباً فيه المُهاجِرون من قريش على رَباعَتِهم يَتَعاقَلُون بينهم مَعاقِلَهم الأُولى أَي يكونون على ما كانوا عليه من أَخذ الديات وإِعطائها وهو تَفاعُلٌ من العَقْل والمَعاقِل الدِّيات جمع مَعْقُلة والمَعاقِل حيث تُعْقَل الإِبِل ومَعاقِل الإِبل حيث تُعْقَل فيها وفلانٌ عِقالُ المِئِينَ وهو الرجل لشريف إِذا أُسِرَ فُدِيَ بمئينَ من الإِبل ويقال فلان قَيْدُ مائةٍ وعِقالُ مائةٍ إِذا كان فِداؤُه إِذا أُسِرَ مائة من الإِبل قال يزيد بن الصَّعِق أُساوِرَ بيضَ الدَّارِعِينَ وأَبْتَغِي عِقالَ المِئِينَ في الصاع وفي الدَّهْر
( * قوله « الصاع » هكذا في الأصل بدون نقط وفي نسخة من التهذيب الصباح )
واعْتَقَل رُمْحَه جَعَلَه بين ركابه وساقه وفي حديث أُمِّ زَرْع واعْتَقَل خَطِّيّاً اعْتِقالُ الرُّمْح أَن يجعله الراكب تحت فَخِذه ويَجُرَّ آخرَه على الأَرض وراءه واعْتَقل شاتَه وَضَعَ رجلها بين ساقه وفخذه فَحَلبها وفي حديث عمر من اعْتَقَل الشاةَ وحَلَبَها وأَكَلَ مع أَهله فقد بَرِئ من الكِبْر ويقال اعْتَقَل فلان الرَّحْل إِذا ثَنى رِجْله فَوَضَعها على المَوْرِك قال ذو الرمة أَطَلْتُ اعْتِقالَ الرَّحْل في مُدْلَهِمَّةٍ إِذا شَرَكُ المَوْماةِ أَوْدى نِظامُها أَي خَفِيَتْ آثارُ طُرُقها ويقال تَعَقَّل فلان قادِمة رَحْله بمعنى اعْتَقَلها ومنه قول النابغة
( * قوله « قول النابغة » قال الصاغاني هكذا أنشده الازهري والذي في شعره
فليأتينك قصائد وليدفعن ... جيش اليك قوادم الاكوار
وأورد فيه روايات اخر ثم قال وانما هو للمرار بن سعيد الفقعسي وصدره يا ابن الهذيم اليك اقبل صحبتي )
مُتَعَقِّلينَ قَوادِمَ الأَكْوار قال الأَزهري سمعت أَعرابياً يقول لآخر تَعَقَّلْ لي بكَفَّيْك حتى أَركب بعيري وذلك أَن البعير كان قائماً مُثْقَلاً ولو أَناخه لم يَنْهَضْ به وبحِمْله فجمع له يديه وشَبَّك بين أَصابعه حتى وَضَع فيهما رِجْله وركب والعَقَلُ اصْطِكاك الركبتين وقيل التواء في الرِّجْل وقيل هو أَن يُفْرِطَ الرَّوَحُ في الرِّجْلَين حتى يَصْطَكَّ العُرْقوبانِ وهو مذموم قال الجعدي يصف ناقة وحاجةٍ مِثْلِ حَرِّ النارِ داخِلةٍ سَلَّيْتُها بأَمُونٍ ذُمِّرَتْ جَمَلا مَطْوِيَّةِ الزَّوْر طَيَّ البئر دَوسَرةٍ مَفروشةِ الرِّجل فَرْشاً لم يَكُنْ عَقَلا وبعير أَعْقَلُ وناقة عَقْلاء بَيِّنة العَقَل وهو التواء في رجل البعير واتساعٌ وقد عَقِلَ والعُقَّال داء في رجل الدابة إِذا مشى ظَلَع ساعةً ثم انبسط وأَكْثَرُ ما يعتري في الشتاء وخَصَّ أَبو عبيد بالعُقَّال الفرسَ وفي الصحاح العُقَّال ظَلْعٌ يأْخذ في قوائم الدابة وقال أُحَيْحة بن الجُلاح يا بَنِيَّ التُّخُومَ لا تَظْلِموها إِنَّ ظلْم التُّخوم ذو عُقَّال وداءٌ ذو عُقَّالٍ لا يُبْرَأُ منه وذو العُقَّال فَحْلٌ من خيول العرب يُنْسَب إِليه قال حمزة عَمُّ النبي صلى الله عليه وسلم لَيْسَ عندي إِلاّ سِلاحٌ وَوَرْدٌ قارِحٌ من بَنات ذي العُقَّالِ أَتَّقِي دونه المَنايا بنَفْسِي وهْوَ دُوني يَغْشى صُدُورَ العَوالي قال وذو العُقَّال هو ابن أَعْوَج لصُلْبه ابن الدِّيناريِّ بن الهُجَيسِيِّ بن زاد الرَّكْب قال جرير إِنَّ الجِياد يَبِتْنَ حَوْلَ قِبابِنا من نَسْلِ أَعْوَجَ أَو لذي العُقَّال وفي الحديث أَنه كان النبي صلى الله عليه وسلم فَرَسٌ يُسمَّى ذا العُقَّال قال العُقَّال بالتشديد داء في رِجْل الدواب وقد يخفف سمي به لدفع عين السوء عنه وفي الصحاح وذو عُقَّال اسم فرس قال ابن بري والصحيح ذو العُقَّال بلام التعريف والعَقِيلة من النساء الكَريمةُ المُخَدَّرة واستعاره ابن مُقْبِل للبَقَرة فقال عَقيلة رَمْلٍ دافَعَتْ في حُقُوفِه رَخاخَ الثَّرى والأُقحُوان المُدَيَّما وعَقِيلةُ القومِ سَيِّدُهم وعَقِيلة كُلِّ شيء أَكْرَمُه وفي حديث عليٍّ رضي الله عنه المختص بعَقائل كَراماتِه جمع عَقِيلة وهي في الأَصل المرأَة الكريمة النفيسة ثم اسْتُعْمِل في الكريم من كل شيء من الذوات والمعاني ومنه عَقائل الكلام وعَقائل البحر دُرَرُه واحدته عَقِيلة والدُّرَّة الكبيرةُ الصافيةُ عَقِيلةُ البحر قال ابن بري العَقِيلة الدُّرَّة في صَدَفتها وعَقائلُ الإِنسان كرائمُ ماله قال الأَزهري العَقيلة الكَريمة من النساء والإِبل وغيرهما والجمع العَقائلُ وعاقُولُ البحر مُعْظَمُه وقيل مَوْجه وعَواقيلُ الأَودِية دَراقِيعُها في مَعاطِفها واحدها عاقُولٌ وعَواقِيلُ الأُمور ما التَبَس منها وعاقُولُ النَّهر والوادي والرمل ما اعوَجَّ منه وكلُّ مَعطِفِ وادٍ عاقولٌ وهو أَيضاً ما التَبَسَ من الأُمور وأَرضٌ عاقولٌ لا يُهْتَدى لها والعَقَنْقَل ما ارْتَكَم من الرَّمل وتعَقَّل بعضُه ببعض ويُجْمَع عَقَنْقَلاتٍ وعَقاقِل وقيل هو الحَبل منه فيه حِقَفةٌ وجِرَفةٌ وتعَقُّدٌ قال سيبويه هو من التَّعْقِيل فهو عنده ثلاثي والعَقَنْقَل أَيضاً من الأَودية ما عَظُم واتسَع قال إِذا تَلَقَّتْه الدِّهاسُ خَطْرَفا وإِنْ تلَقَّته العَقاقِيلُ طَفا والعَقنْقَلُ الكثيب العظيم المتداخِلُ الرَّمْل والجمع عَقاقِل قال وربما سَمَّوْا مصارِينَ الضَّبِّ عَقَنْقَلاً وعَقنْقَلُ الضبّ قانِصَتُه وقيل كُشْيَته في بطنه وفي المثل أَطعِمْ أَخاك من عقَنْقَل الضبِّ يُضْرب هذا عند حَثِّك الرجلَ على المواساة وقيل إِن هذا مَوْضوع على الهُزْءِ والعَقْلُ ضرب من المَشط يقال عَقَلَتِ المرأَةُ شَعرَها عَقْلاً وقال أَنَخْنَ القُرونَ فعَقَّلْنَها كعَقْلِ العَسِيفِ غَرابيبَ مِيلا والقُرونُ خُصَل الشَّعَر والماشِطةُ يقال لها العاقِلة والعَقْل ضرْب من الوَشْي وفي المحكم من الوَشْيِ الأَحمر وقيل هو ثوب أَحمر يُجَلَّل به الهوْدَج قال علقمة عَقْلاً ورَقْماً تَكادُ الطيرُ تَخْطَفُه كأَنه مِنْ دَمِ الأَجوافِ مَدْمومُ ويقال هما ضربان من البُرود وعَقَلَ الرجلَ يَعْقِله عَقْلاً واعْتَقَله صَرَعه الشَّغْزَبِيَّةَ وهو أَن يَلْوي رِجله على رجله ولفلان عُقْلةٌ يَعْقِلُ بها الناس يعني أَنه إِذا صارَعهم عَقَلَ أَرْجُلَهم وهو الشَّغْزَبيَّة والاعْتِقال ويقال أَيضاً به عُقْلةٌ من السِّحر وقد عُمِلَت له نُشْرة والعِقالُ زَكاةُ عامٍ من الإِبل والغنم وفي حديث معاوية أَنه استعمل ابن أَخيه عَمرو بن عُتْبة بن أَبي سفيان على صَدَقاتِ كلْب فاعتَدى عليهم فقال عمرو بن العَدَّاء الكلبي سَعَى عِقالاً فلم يَتْرُكْ لنا سَبَداً فكَيفَ لوْ قد سَعى عَمرٌو عِقالَينِ ؟ لأَصْبَحَ الحيُّ أَوْباداً ولم يَجِدُوا عِندَ التَّفَرُّقِ في الهَيْجا جِمالَينِ قال ابن الأَثير نصَب عِقالاً على الظرف أَراد مُدَّةَ عِقال وفي حديث أَبي بكر رضي الله عنه حين امتنعت العربُ عن أَداء الزكاة إِليه لو مَنَعوني عِقالاً كانوا يُؤَدُّونه إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتَلْتُهم عليه قال الكسائي العِقالُ صَدَقة عامٍ يقال أُخِذَ منهم عِقالُ هذا العام إِذا أُخِذَت منهم صدقتُه وقال بعضهم أَراد أَبو بكر رضي الله عنه بالعِقال الحَبل الذي كان يُعْقَل به الفَرِيضة التي كانت تؤخذ في الصدقة إِذا قبضها المُصَدِّق وذلك أَنه كان على صاحب الإِبل أَن يؤدي مع كل فريضة عِقالاً تُعْقَل به ورِواءً أَي حَبْلاً وقيل أَراد ما يساوي عِقالاً من حقوق الصدقة وقيل إِذا أَخذ المصَدِّقُ أَعيانَ الإِبل قيل أَخَذ عِقالاً وإِذا أَخذ أَثمانها قيل أَخَذ نَقْداً وقيل أَراد بالعِقال صدَقة العام يقال بُعِثَ فلان على عِقال بني فلان إِذا بُعِث على صَدَقاتهم واختاره أَبو عبيد وقال هو أَشبه عندي قال الخطابي إِنما يُضْرَب المثَل في مِثْل هذا بالأَقلِّ لا بالأَكثر وليس بسائرٍ في لسانهم أَنَّ العِقالَ صدقة عام وفي أَكثر الروايات لو مَنَعوني عَناقاً وفي أُخرى جَدْياً وقد جاء في الحديث ما يدل على القولين فمن الأَول حديثُ عمر أَنه كان يأْخذ مع كل فريضة عِقالاً ورِواءً فإِذا جاءت إِلى المدينة باعها ثمَّ تصَدَّق بها وحديثُ محمد بن مَسلمة أَنه كان يَعملَ على الصدقة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يأْمر الرجل إِذا جاء بفريضتين أَن يأْتي بعِقالَيهما وقِرانيهما ومن الثاني حديثُ عمر أَنه أَخَّر الصدقةَ عام الرَّمادة فلما أَحْيا الناسُ بعث عامله فقال اعْقِلْ عنهم عِقالَين فاقسِمْ فيهم عِقالاً وأْتِني بالآخر يريد صدقة عامَين وعلى بني فلان عِقالانِ أَي صدقةُ سنتين وعَقَلَ المصَدِّقُ الصدقةَ إِذا قَبَضها ويُكْرَه أَن تُشترى الصدقةُ حتى يَعْقِلها الساعي يقال لا تَشْتَرِ الصدقة حتى يَعْقِلها المصدِّق أَي يَقبِضَها والعِقالُ القَلوص الفَتِيَّة وعَقَلَ إِليه يَعْقِلُ عَقْلاً وعُقولاً لجأَ وفي حديث ظَبْيان إِنَّ مُلوك حِمْيَر مَلَكوا مَعاقِلَ الأَرض وقَرارها المَعاقِلُ الحُصون واحدها مَعْقِلٌ وفي الحديث ليَعْقِلَنَّ الدِّينُ من الحجاز مَعْقِلَ الأُرْوِيَّة من رأْس الجبل أَي ليَتحَصَّن ويَعتَصِم ويَلتَجئُ إِليه كما يَلْتجئ الوَعِلُ إِلى رأْس الجبل والعَقْلُ الملجأُ والعَقْلُ الحِصْن وجمعه عُقول قال أُحَيحة وقد أَعْدَدْت للحِدْثانِ عَقْلاً لوَ انَّ المرءَ يَنْفَعُهُ العُقولُ وهو المَعْقِلُ قال الأَزهري أُراه أَراد بالعُقول التَّحَصُّنَ في الجبل يقال وَعِلٌ عاقِلٌ إِذا تَحَصَّن بوَزَرِه عن الصَّيَّاد قال ولم أَسمع العَقْلَ بمعنى المَعْقِل لغير الليث وفلان مَعْقِلٌ لقومه أَي مَلجأ على المثل قال الكميت لَقَدْ عَلِمَ القومُ أَنَّا لَهُمْ إِزاءٌ وأَنَّا لَهُمْ مَعْقِلُ وعَقَلَ الوَعِلُ أَي امتنع في الجبل العالي يَعْقِلُ عُقولاً وبه سُمِّي الوعل عاقِلاً على حَدِّ التسمية بالصفة وعَقَل الظَّبْيُ يَعْقِلُ عَقلاً وعُقولاً صَعَّد وامتنع ومنه المَعْقِل وهو المَلْجأ وبه سُمِّي الرجُل ومَعْقِلُ بن يَسَارٍ من الصحابة رضي الله عنهم وهو من مُزَيْنةِ مُضَر ينسب إِليه نهرٌ بالبصرة والرُّطَب المَعْقِليّ وأَما مَعْقِلُ بن سِنَانٍ من الصحابة أَيضاً فهو من أَشْجَع وعَقَلَ الظِّلُّ يَعْقِل إِذا قام قائم الظَّهِيرة وأَعْقَلَ القومُ عَقَلَ بهم الظِّلُّ أَي لَجأَ وقَلَص عند انتصاف النهار وعَقَاقِيلُ الكَرْمِ ما غُرِسَ منه أَنشد ثعلب نَجُذُّ رِقابَ الأَوْسِ من كلِّ جانب كَجَذِّ عَقَاقِيل الكُرُوم خَبِيرُها ولم يذكر لها واحداً وفي حديث الدجال ثم يأْتي الخِصب فيُعَقِّل الكَرْمُ يُعَقَّلُ الكَرْمُ معناه يُخْرِجُ العُقَّيْلي وهو الحِصْرِم ثم يُمَجِّج أَي يَطِيب طَعْمُه وعُقَّال الكَلإِ
( * قوله « وعقال الكلأ » ضبط في الأصل كرمان وكذا ضبطه شارح القاموس وضبط في المحكم ككتاب ) ثلاثُ بَقَلات يَبْقَيْنَ بعد انصِرَامه وهُنَّ السَّعْدَانة والحُلَّب والقُطْبَة وعِقَالٌ وعَقِيلٌ وعُقَيلٌ أَسماء وعاقِلٌ جَبل وثنَّاه الشاعرُ للضرورة فقال يَجْعَلْنَ مَدْفَعَ عاقِلَينِ أَيامِناً وجَعَلْنَ أَمْعَزَ رامَتَينِ شِمَالا قال الأَزهري وعاقِلٌ اسم جبل بعينه وهو في شعر زهير في قوله لِمَنْ طَلَلٌ كالوَحْيِ عافٍ مَنازِلُه عَفَا الرَّسُّ منه فالرُّسَيْسُ فَعَاقِلُه ؟ وعُقَيْلٌ مصغر قبيلة ومَعْقُلةُ خَبْراء بالدَّهْناء تُمْسِكُ الماء حكاه الفارسي عن أَبي زيد قال الأَزهري وقد رأَيتها وفيها حَوَايا كثيرة تُمْسِك ماء السماء دَهْراً طويلاً وإِنما سُمِّيت مَعْقُلة لأَنها تُمْسِك الماء كما يَعْقِل الدواءُ البَطْنَ قال ذو الرمة حُزَاوِيَّةٍ أَو عَوْهَجٍ مَعْقُلِيّةٍ تَرُودُ بأَعْطافِ الرِّمالِ الحَرائر قال الجوهري وقولهم ما أَعْقِلُه عنك شيئاً أَي دَعْ عنك الشَّكَّ وهذا حرف رواه سيبويه في باب الابتداء يُضْمَر فيه ما بُنِيَ على الابتداء كأَنه قال ما أَعلمُ شيئاً مما تقول فدَعْ عنك الشك ويستدل بهذا على صحة الإِضمار في كلامهم للاختصار وكذلك قولهم خُذْ عَنْك وسِرْ عَنْك وقال بكر المازني سأَلت أَبا زيد والأَصمعي وأَبا مالك والأَخفش عن هذا الحرف فقالوا جميعاً ما ندري ما هو وقال الأَخفش أَنا مُنْذُ خُلِقْتُ أَسأَل عن هذا قال الشيخ ابن بري الذي رواه سيبويه ما أَغْفَلَه
( * قوله « ما أغفله » كذا ضبط في القاموس ولعله مضارع من أغفل الامر تركه وأهمله من غير نسيان ) عنك بالغين المعجمة والفاء والقاف تصحيف

( عقبل ) العَقَابِيلُ بَقايا العِلَّة والعَداوةِ والعِشْقِ وقيل هو الذي يخرج على الشَّفَتَينِ غِبَّ الحُمَّى الواحدة منهما جميعاً عُقْبُولة وعُقْبُول والجمع العَقَابِيل قال رؤبة منْ وِرْدِ حُمَّى أَسْأَرَتْ عَقابِلا أَي أَبْقَتْ وفي حديث عليٍّ كرم الله وجهه ثم قَرَنَ بسَعَتِها عَقَابِيلَ فاقَتِها قال ابن الأَثير العَقابِيلُ بقايا المرض وغيره ويقال لصاحب الشَّرِّ إِنه لذو عَقَابِيل ويقال لذو عَوَاقِيلَ والعَقابيلُ الشدائد من الأُمور والعَباقِيل بقايا المرض والحُبِّ عن اللحياني كالعَقابِيل الأَزهري رَماه الله بالعَقَابِيس والعَقابِيل وهي الدَّوَاهي الجوهري العُقْبُولة والعُقْبُول الحَلاءُ وهو قُروح صِغار تخرج بالشَّفَة من بقايا المرض والجمع العَقَابِيل

( عقرطل ) العَقَرْطَلُ اسم لأُنثى الفِيَلة

( عكل ) عَكَلَ الشيءَ يَعْكِلُه ويَعْكُله عَكْلاً جَمَعَه وعَكَلْتُ المَتاع أَعْكُله بالضم أَي نَضَدْت بعضَه على بعض وعَكَل السائقُ الخَيْلَ والإِبل يَعْكُلُها عَكْلاً حازَها وساقَها وضَمَّ قَواصِيَها وأَنشد للفرزدق وَهُمُ على صَدَفِ الأَمِيل تَدَارَكُوا نَعَماً تُشَلُّ إِلى الرَّئيسِ وتُعْكَل وعَكَلَ البعيرَ يَعْكُله ويَعْكِلُه عَكْلاً شَدَّ رُسْغَ يده إِلى عَضُده بحبل وفي الصحاح هو أَن يُعْقَل بحبل واسمُ ذلك الحبل العِكَالُ وإِبِلٌ مَعْكُولة أَي مَعْقُولة والمَعْكُول المحبوس عن يعقوب وعَكَلَه حَبَسه يقال عَكَلُوهم مَعْكَل سَوْءٍ والعَكَلُ من الإِبل كالعَكَر لغة والراء أَحسن والعِكْلُ والعُكْل اللئيم وخصصه الأَزهري فقال من الرجال والجمع أَعكال وعَكَل في الأَمر يَعْكُلُ عَكْلاً قال فيه برأْيه وعَكَل برأْيه يَعْكُلُ عَكْلاً مثل حَدَسَ يَحْدِسُ والعاكِلُ والمُعْكِلُ والغَيْذَانُ والمُخَمَّنُ الذي يَظُنُّ فيصيب وعَكَلَ عليه الأَمرُ وأَعْكَلَ واعتَكَلَ الْتَبسَ واشتبه وفي حديث عمرو بن مُرَّة عند اعْتِكال الضَّرَائر أَي عند اختلاط الأُمور ويروى بالراء وقد تقدم والعَوْكَلَة الأَرْنَب وقيل الأَرنب العَقُور والعَوْكَلُ ظهر الكَثِيب قال بكُلِّ عَقَنْقَلٍ أَو رَأْسِ بَرْثٍ وعَوْكَلِ كلِّ قَوْزٍ مُسْتَطِير وقيل هو الكَثِيب العظيم إِلاَّ أَنه دون العَقَنْقَل وقيل هو الكثيب المُترَاكِب المُتَداخِل وقيل عَوْكَلُ كلِّ رَمْلةٍ رأْسُها والعَوْكَلَة العظِيمة من الرَّمْل قال ذو الرمة وقد قابَلَتْه عَوْكَلاتٌ عوانِكٌ رُكَامٌ نَفَيْنَ النَّبْتَ غيرَ المَآزِر أَي ليس بها نبتٌ إِلاَّ ما حَوْلَها والعَوْكَل المرأَة الحَمْقاء والعَوْكَل الرَّجل القصير الأَفْحَج قال ليسَ براعي نَعَجاتٍ عَوْكَلِ أَحَلَّ يَمْشِي مِشْيَةَ المُحَجَّلِ ورَجلٌ عاكِلٌ وهو القصير البخيل المشؤُوم وجمعه عُكُلٌ وقَلَّدْتُه قَلائِدَ عَوْكَلٍ يعني الفَضائح عن كراع والعَوْكلانِ نجمان وعُكْلٌ وتَيْمٌ وَعدِيٌّ قبائل من الرَّباب وعُكْلٌ بلد وعُكْلٌ قبيلة فيهم غَباوةٌ وقِلَّةُ فَهْمٍ ولذلك يقال لكل مَنْ فيه غَفْلةٌ ويُسْتَحْمَق عُكْلِيٌّ قال جَاءتْ به عُجُزٌ مُقابَلَةٌ ما هُنَّ من جَرْمٍ ولا عُكْل قال ابن الكلبي
( * قوله « قال ابن الكلبي إلخ » كذا في الأصل وهي عبارة المحكم وعبارة ياقوت وعكل قبيلة من الرباب وهو اسم امرأة حضنت بني عوف بن وائل فغلبت عليهم وسموا باسمها ) هو أَبو بطن منهم حَضَنَتْه أَمَةٌ تُسمَّى عُكْل فسُمِّيت القبيلة بها وعَكَلَه صَرَعَه وعَكَلَ في الأَمر جَدَّ وعَكَلَ فلان مات واعْتَكَل الثَّوْرانِ تَناطَحا والاعْتِكالُ الاعْتِلاجُ والاصْطِراع قال البَوْلانيُّ واعْتَكَلا وأَيَّما اعْتِكالِ وعَكِلَت المِسْرَجَةُ بالكسر أَي اجتمع فيها الدُّرْدِيُّ مثل عَكِرَتْ وقد سموا عَكَّالاً وعاكِلاً وعُكَيْلاً وبَنُو عَوْكَلان بطن من العرب وعَوْكَلانُ موضع والعَوْكَلُ القصير

( عكبل ) العَكْبَل الشديد وعَكْبَل اسم

( علل ) العَلُّ والعَلَلُ الشَّرْبةُ الثانية وقيل الشُّرْب بعد الشرب تِباعاً يقال عَلَلٌ بعد نَهَلٍ وعَلَّه يَعُلُّه ويَعِلُّه إِذا سقاه السَّقْيَة الثانية وعَلَّ بنفسه يَتعدَّى ولا يتعدَّى وعَلَّ يَعِلُّ ويَعُلُّ عَلاًّ وعَلَلاً وعَلَّتِ الإِبِلُ تَعِلُّ وتَعُلُّ إِذا شَرِبت الشَّرْبةَ الثانية ابن الأَعرابي عَلَّ الرَّجلُ يَعِلُّ من المرض وعَلَّ يَعِلُّ ويَعُلُّ من عَلَل الشَّراب قال ابن بري وقد يُسْتَعْمَل العَلَلُ والنَّهَل في الرِّضاع كما يُسْتَعْمل في الوِرْد قال ابن مقبل غَزَال خَلاء تَصَدَّى له فتُرْضِعُه دِرَّةً أَو عِلالا واستَعْمَل بعضُ الأَغْفال العَلَّ والنَّهَلَ في الدعاء والصلاة فقال ثُمَّ انْثَنى مِنْ بعد ذا فَصَلَّى على النَّبيّ نَهَلاً وعَلاَّ وعَلَّتِ الإِبِلُ والآتي كالآتي
( * قوله « والآتي كالآتي إلخ » هذه بقية عبارة ابن سيده وصدرها عل يعل ويعل علاً وعللاً إلى أن قال وعلت الابل والآتي إلخ ) والمصدر كالمصدر وقد يستعمل فَعْلى من العَلَل والنَّهَل وإِبِلٌ عَلَّى عَوَالُّ حكاه ابن الأَعرابي وأَنشد لِعَاهَانَ بن كعب تَبُكُّ الحَوْضَ عَلاَّها ونَهْلاً ودُون ذِيادِها عَطَنٌ مُنِيم تَسْكُن إِليه فيُنِيمُها ورواه ابن جني عَلاَّها ونَهْلى أَراد ونَهْلاها فحَذَف واكْتَفى بإِضافة عَلاَّها عن إِضافة نَهْلاها وعَلَّها يَعُلُّها ويَعِلُّها عَلاًّ وعَلَلاً وأَعَلَّها الأَصمعي إِذا وَرَدتِ الإِبلُ الماءَ فالسَّقْية الأُولى النَّهَل والثانية العَلَل وأَعْلَلْت الإِبلَ إِذا أَصْدَرْتَها قبل رِيِّها وفي أَصحاب الاشتقاق مَنْ يقول هو بالغين المعجمة كأَنه من العَطَش والأَوَّل هو المسموع أَبو عبيد عن الأَصمعي أَعْلَلْت الإِبِلَ فهي إِبِلٌ عالَّةٌ إِذا أَصْدَرْتَها ولم تَرْوِها قال أَبو منصور هذا تصحيف والصواب أَغْلَلْت الإِبلَ بالغين وهي إِبل غالَّةٌ وروى الأَزهري عن نُصَير الرازي قال صَدَرَتِ الإِبلُ غالَّة وغَوَالَّ وقد أَغْلَلْتها من الغُلَّة والغَلِيل وهو حرارة العطش وأَما أَعْلَلْت الإِبلَ وعَلَلْتها فهما ضِدَّا أَغْلَلْتها لأَن معنى أَعْلَلتها وَعَلَلتها أَن تَسْقِيها الشَّرْبةَ الثانية ثم تُصْدِرَها رِواء وإِذا عَلَّتْ فقد رَوِيَتْ وقوله قِفِي تُخْبِرِينا أَو تَعُلِّي تَحِيَّةً لنا أَو تُثِيبي قَبْلَ إِحْدَى الصَّوافِق إِنَّما عَنى أَو تَرُدِّي تَحِيَّة كأَنَّ التَّحِيَّة لَمَّا كانت مردودة أَو مُراداً بها أَن تُرَدَّ صارت بمنزلة المَعْلُولة من الإِبل وفي حديث علي رضي الله عنه من جَزيل عَطائك المَعْلول يريد أَن عطاء الله مضاعَفٌ يَعُلُّ به عبادَه مَرَّةً بعد أُخرى ومنه قصيد كعب كأَنه مُنْهَلٌ بالرَّاح مَعْلُول وعَرَضَ عَلَيَّ سَوْمَ عالَّةٍ إِذا عَرَض عليك الطَّعامَ وأَنت مُسْتَغْنٍ عنه بمعنى قول العامَّة عَرْضٌ سابِرِيٌّ أَي لم يُبالِغْ لأَن العَالَّةَ لا يُعْرَضُ عليها الشُّربُ عَرْضاً يُبالَغ فيه كالعَرْضِ على الناهِلة وأَعَلَّ القومُ عَلَّتْ إِبِلُهم وشَرِبَت العَلَل واسْتَعْمَل بعضُ الشعراء العَلَّ في الإِطعام وعدّاه إِلى مفعولين أَنشد ابن الأَعرابي فباتُوا ناعِمِين بعَيْشِ صِدْقٍ يَعُلُّهُمُ السَّدِيفَ مع المَحال وأُرَى أَنَّ ما سَوَّغَ تَعْدِيَتَه إِلى مفعولين أَن عَلَلْت ههنا في معنى أَطْعَمْت فكما أَنَّ أَطعمت متعدِّية إِلى مفعولين كذلك عَلَلْت هنا متعدِّية إِلى مفعولين وقوله وأَنْ أُعَلَّ الرَّغْمَ عَلاًّ عَلاَّ جعَلَ الرَّغْمَ بمنزلة الشراب وإِن كان الرَّغْم عَرَضاً كما قالوا جَرَّعْته الذُّلَّ وعَدَّاه إِلى مفعولين وقد يكون هذا بحذف الوَسِيط كأَنه قال يَعُلُّهم بالسَّدِيف وأُعَلّ بالرَّغْم فلما حَذَف الباء أَوْصَلَ الفعل والتَّعْلِيل سَقْيٌ بعد سَقْيٍ وجَنْيُ الثَّمرة مَرَّةً بعد أُخرى وعَلَّ الضاربُ المضروبَ إِذا تابَع عليه الضربَ ومنه حديث عطاء أَو النخعي في رجل ضَرَب بالعَصا رجلاً فقَتَله قال إِذا عَلَّه ضَرْباً ففيه القَوَدُ أَي إِذا تابع عليه الضربَ مِنْ عَلَلِ الشُّرب والعَلَلُ من الطعام ما أُكِلَ منه عن كراع وطَعامٌ قد عُلَّ منه أَي أُكِل وقوله أَنشده أَبو حنيفة خَلِيلَيَّ هُبَّا عَلِّلانيَ وانْظُرا إِلى البرق ما يَفْرِي السَّنى كَيْفَ يَصْنَع فَسَّرَه فقال عَلَّلاني حَدَّثاني وأَراد انْظُرا إِلى البرق وانْظُرَا إِلى ما يَفرِي السَّنى وفَرْيُه عَمَلُه وكذلك قوله خَلِيلَيَّ هُبَّا عَلِّلانيَ وانْظُرَا إِلى البرق ما يَفْرِي سَنًى وتَبَسَّما وتَعَلَّلَ بالأَمر واعْتَلَّ تَشاغَل قال فاسْتَقْبَلَتْ لَيْلَة خِمْسٍ حَنَّان تَعْتلُّ فيه بِرَجِيع العِيدان أَي أَنَّها تَشاغَلُ بالرَّجِيع الذي هو الجِرَّة تُخْرِجها وتَمْضَغُها وعَلَّلَه بطعام وحديث ونحوهما شَغَلهُ بهما يقال فلان يُعَلِّل نفسَه بتَعِلَّةٍ وتَعَلَّل به أَي تَلَهَّى به وتَجَزَّأَ وعَلَّلتِ المرأَةُ صَبِيَّها بشيء من المَرَق ونحو ليَجْزأَ به عن اللَّبن قال جرير تُعَلِّل وهي ساغَبَةٌ بَنِيها بأَنفاسٍ من الشَّبِم القَراحِ يروى أَن جريراً لما أَنْشَدَ عبدَ الملك بن مَرْوان هذا البيتَ قال له لا أَرْوى الله عَيْمَتَها وتَعِلَّةُ الصبيِّ أَي ما يُعَلَّل به ليسكت وفي حديث أَبي حَثْمة يَصِف التَّمر تَعِلَّة الصَّبيِّ وقِرى الضيف والتَّعِلَّةُ والعُلالة ما يُتَعَلَّل به وفي الحديث أَنه أُتيَ بعُلالة الشاة فأَكَلَ منها أَي بَقِيَّة لحمها والعُلُل أَيضاً جمع العَلُول وهو ما يُعَلَّل به المريضُ من الطعام الخفيف فإِذا قَوي أَكلُه فهو الغُلُل جمع الغَلُول ويقال لبَقِيَّة اللبن في الضَّرْع وبَقيَّة قُوّة الشيخ عُلالة وقيل عُلالة الشاة ما يُتَعَلَّل به شيئاً بعد شيء من العَلَل الشُّرب بعد الشُّرْب ومنه حديث عَقِيل بن أَبي طالب قالوا فيه بَقِيَّةٌ من عُلالة أَي بَقِيَّة من قوة الشيخ والعُلالةُ والعُراكةُ والدُّلاكة ما حَلَبْتَ قبل الفِيقة الأُولى وقبل أَن تجتمع الفِيقة الثانية عن ابن الأَعرابي ويقال لأَوَّل جَرْي الفرس بُداهَته وللذي يكون بعده عُلالته قال الأَعشى إِلاَّ بُداهة أَو عُلا لَة سابِحٍ نَهْدِ الجُزاره والعُلالة بَقِيَّة اللَّبَنِ وغيرِه حتى إِنَّهم لَيَقولون لبَقِيَّة جَرْي الفَرَس عُلالة ولبَقِيَّة السَّيْر عُلالة ويقال تَعالَلْت نفسي وَتَلوَّمْتها أَي استَزَدْتُها وتَعالَلْت الناقةَ إِذا اسْتَخْرَجْت ما عندها من السَّيْر وقال وقد تَعالَلْتُ ذَمِيل العَنْس وقيل العُلالة اللَّبَن بعد حَلْبِ الدِّرَّة تُنْزِله الناقةُ قال أَحْمِلُ أُمِّي وهِيَ الحَمَّاله تُرْضِعُني الدِّرَّةَ والعُلاله ولا يُجازى والدٌ فَعَالَه وقيل العُلالة أَن تُحْلَب الناقة أَوّل النهار وآخره وتُحْلَب وسط النهار فتلك الوُسْطى هي العُلالة وقد تُدْعى كُلُّهنَّ عُلالةً وقد عالَلْتُ الناقة والاسم العِلال وعالَلْتُ الناقة عِلالاً حَلَبتها صباحاً ومَساء ونِصْفَ النهار قال أَبو منصور العِلالُ الحَلْبُ بعد الحَلْب قبل استيجاب الضَّرْع للحَلْب بكثرة اللبن وقال بعض الأَعراب العَنْزُ تَعْلَمُ أَني لا أَكَرِّمُها عن العِلالِ ولا عن قِدْرِ أَضيافي والعُلالة بالضم ما تَعَلَّلت به أَي لَهَوْت به وتَعَلَّلْت بالمرأَة تَعَلُّلاً لَهَوْت بها والعَلُّ الذي يزور النساء والعَلُّ التَّيْس الضَّخْم العظيم قال وعَلْهَباً من التُّيوس عَلاً والعَلُّ القُراد الضَّخْم وجمعها عِلالٌ
( * قوله « وجمعها علال » كذا في الأصل وشرح القاموس وفي التهذيب أعلال ) وقيل هو القُراد المَهْزول وقيل هو الصغير الجسم والعَلُّ الكبير المُسِنُّ ورَجُلٌ عَلٌّ مُسِنٌّ نحيف ضعيف صغير الجُثَّة شُبِّه بالقُراد فيقال كأَنه عَلُّ قال المُتَنَخِّل الهذلي لَيْسَ بِعَلٍّ كبيرٍ لا شَبابَ له لَكِنْ أُثَيْلَةُ صافي الوَجْهِ مُقْتَبَل أَي مُسْتَأْنَف الشَّباب وقيل العَلُّ المُسِنُّ الدقيق الجسم من كل شيء والعَلَّة الضَّرَّة وبَنُو العَلاَّتِ بَنُو رَجل واحد من أُمهات شَتَّى سُمِّيَت بذلك لأَن الذي تَزَوَّجها على أُولى قد كانت قبلها ثم عَلَّ من هذه قال ابن بري وإِنما سُمِّيت عَلَّة لأَنها تُعَلُّ بعد صاحبتها من العَلَل قال عَلَيْها ابْنُ عَلاَّتٍ إِذا اجْتَشَّ مَنْزِلاً طَوَتْه نُجومُ اللَّيل وهي بَلاقِع
( * قوله « إذا اجتش » كذا في الأصل بالشين المعجمة وفي المحكم بالمهملة )
إِنَّما عَنى بابن عَلاَّتٍ أَن أُمَّهاته لَسْنَ بقَرائب ويقال هما أَخَوانِ من عَلَّةٍ وهما ابْنا عَلَّة أُمَّاهُما شَتَّى والأَب واحد وهم بَنُو العَلاَّت وهُمْ من عَلاَّتٍ وهم إِخُوةٌ من عَلَّةٍ وعَلاَّتٍ كُلُّ هذا من كلامهم ونحن أَخَوانِ مِنْ عَلَّةٍ وهو أَخي من عَلَّةٍ وهما أَخَوانِ من ضَرَّتَيْن ولم يقولوا من ضَرَّةٍ وقال ابن شميل هم بَنُو عَلَّةٍ وأَولاد عَلَّة وأَنشد وهُمْ لمُقِلِّ المالِ أَولادُ عَلَّةٍ وإِن كان مَحْضاً في العُمومةِ مُخْوِلا ابن شميل الأَخْيافُ اختلاف الآباء وأُمُّهُم واحدة وبَنُو الأَعيان الإِخْوة لأَب وأُمٍّ واحد وفي الحديث الأَنبياء أَولاد عَلاَّتٍ معناه أَنهم لأُمَّهات مختلفة ودِينُهم واحد كذا في التهذيب وفي النهاية لابن الأَثير أَراد أَن إِيمانهم واحد وشرائعهم مختلفة ومنه حديث علي رضي الله عنه يَتَوارَثُ بَنُو الأَعيان من الإِخوة دون بني العَلاَّت أَي يتوارث الإِخوة للأُم والأَب وهم الأَعيان دون الإِخوة للأَب إِذا اجتمعوا معهم قال ابن بري يقال لبَني الضَّرائر بَنُو عَلاَّت ويقال لبني الأُم الواحدة بَنُو أُمٍّ ويصير هذا اللفظ يستعمل للجماعة المتفقين وأَبناء عَلاَّتٍ يستعمل في الجماعة المختلفين قال عبد المسيح والنَّاسُ أَبناء عَلاَّتٍ فَمَنْ عَلِمُوا أَنْ قَدْ أَقَلَّ فَمَجْفُوٌّ ومَحْقُور وهُمْ بَنُو أُمِّ مَنْ أَمْسى له نَشَبٌ فَذاك بالغَيْبِ مَحْفُوظٌ ومَنْصور وقال آخر أَفي الوَلائِم أَوْلاداً لِواحِدة وَفي المآتِم أَولاداً لَعِلاَّت ؟
( * في المحكم هنا ما نصبه وجمع العلة للضرة علائل قال رؤبة دوى بها لا يغدو العلائلا )
وقد اعْتَلَّ العَلِيلُ عِلَّةً صعبة والعِلَّة المَرَضُ عَلَّ يَعِلُّ واعتَلَّ أَي مَرِض فهو عَلِيلٌ وأَعَلَّه اللهُ ولا أَعَلَّك اللهُ أَي لا أَصابك بِعِلَّة واعْتَلَّ عليه بِعِلَّةٍ واعْتَلَّه إِذا اعتاقه عن أَمر واعْتَلَّه تَجَنَّى عليه والعِلَّةُ الحَدَث يَشْغَل صاحبَه عن حاجته كأَنَّ تلك العِلَّة صارت شُغْلاً ثانياً مَنَعَه عن شُغْله الأَول وفي حديث عاصم بن ثابت ما عِلَّتي وأَنا جَلْدٌ نابلٌ ؟ أَي ما عذْري في ترك الجهاد ومَعي أُهْبة القتال فوضع العِلَّة موضع العذر وفي المثل لا تَعْدَمُ خَرْقاءُ عِلَّةً يقال هذا لكل مُعْتَلٍّ ومعتذر وهو يَقْدِر والمُعَلِّل دافع جابي الخراج بالعِلَل وقد اعْتَلَّ الرجلُ وهذا عِلَّة لهذا أَي سبَب وفي حديث عائشة فكان عبد الرحمن يَضْرِب رِجْلي بِعِلَّة الراحلة أَي بسببها يُظْهِر أَنه يضرب جَنْب البعير برِجْله وإِنما يَضْرِبُ رِجْلي وقولُهم على عِلاَّتِه أَي على كل حال وقال وإِنْ ضُرِبَتْ على العِلاَّتِ أَجَّتْ أَجِيجَ الهِقْلِ من خَيْطِ النَّعام وقال زهير إِنَّ البَخِيلَ مَلُومٌ حيثُ كانَ ولَ كِنَّ الجَوَادَ على عِلاَّتِهِ هَرِم والعَلِيلة المرأَة المُطَيَّبة طِيباً بعد طِيب قال وهو من قوله ولا تُبْعِدِيني من جَنَاكِ المُعَلَّل أَي المُطَيَّب مرَّة بعد أُخرى ومن رواه المُعَلِّل فهو الذي يُعَلِّلُ مُتَرَشِّفَه بالريق وقال ابن الأَعرابي المُعَلِّل المُعِين بالبِرِّ بعد البرِّ وحروفُ العِلَّة والاعْتِلالِ الأَلفُ والياءُ والواوُ سُمِّيت بذلك لِلينها ومَوْتِها واستعمل أَبو إِسحق لفظة المَعْلول في المُتقارِب من العَروض فقال وإِذا كان بناء المُتَقارِب على فَعُولن فلا بُدَّ من أَن يَبْقى فيه سبب غير مَعْلُول وكذلك استعمله في المضارع فقال أُخِّر المضارِع في الدائرة الرابعة لأَنه وإِن كان في أَوَّله وَتِدٌ فهو مَعْلول الأَوَّل وليس في أَول الدائرة بيت مَعْلولُ الأَول وأَرى هذا إِنما هو على طرح الزائد كأَنه جاء على عُلَّ وإِن لم يُلْفَظ به وإِلا فلا وجه له والمتكلمون يستعملون لفظة المَعْلول في مثل هذا كثيراً قال ابن سيده وبالجملة فَلَسْتُ منها على ثِقَةٍ ولا على ثَلَجٍ لأَن المعروف إِنَّما هو أَعَلَّه الله فهو مُعَلٌّ اللهم إِلاَّ أَن يكون على ما ذهب إِليه سيبويه من قولهم مَجْنُون ومَسْلول من أَنه جاء على جَنَنْته وسَلَلْته وإِن لم يُسْتَعْملا في الكلام استُغْنِيَ عنهما بأَفْعَلْت قال وإِذا قالُوا جُنَّ وسُلَّ فإِنما يقولون جُعِلَ فيه الجُنُون والسِّلُّ كما قالوا حُزِنَ وفُسِلَ ومُعَلِّل يومٌ من أَيام العجوز السبعة التي تكون في آخر الشتاء لأَنه يُعَلِّل الناسَ بشيء من تخفيف البرد وهي صِنٌّ وصِنَّبْرٌ ووَبْرٌ ومُعَلَّلٌ ومُطْفيءُ الجَمْر وآمِرٌ ومُؤْتَمِر وقيل إِنما هو مُحَلِّل وقد قال فيه بعضُ الشعراء فقدَّم وأَخَّر لإِقامة وزن الشعر كُسِعَ الشِّتاءُ بسَبْعةٍ غُبْر أَيّامِ شَهْلَتِنا من الشَّهْر فإِذا مَضَتْ أَيّامُ شَهْلَتِنا صِنٌّ وصِنْبرٌ مع الوَبْر وبآمرٍ وأَخِيه مُؤْتَمِر ومُعَلِّل وبمُطْفِئِ الجَمْر ذَهب الشِّتاءُ مولِّياً هَرَباً وأَتَتْكَ واقدةٌ من النَّجْر
( * قوله « واقدة » كذا هو بالقاف في نسختين من الصحاح ومثله في المحكم وسبق في ترجمة نجر وافدة بالفاء والصواب ما هنا )
ويروى مُحَلِّل مكان مُعَلِّل والنَّجْر الحَرُّ واليَعْلُول الغَدِير الأَبيض المُطَّرِد واليَعَالِيل حَبَابُ الماء واليَعْلُول الحَبَابة من الماء وهو أَيضاً السحاب المُطَّرِد وقيل القِطْعة البيضاء من السحاب واليَعَالِيل سحائب بعضها فوق بعض الواحد يَعْلُولٌ قال الكميت كأَنَّ جُمَاناً واهِيَ السِّلْكِ فَوْقَه كما انهلَّ مِنْ بِيضٍ يَعاليلَ تَسْكُب ومنه قول كعب مِنْ صَوْبِ ساريةٍ بِيضٌ يَعالِيل ويقال اليَعالِيلُ نُفَّاخاتٌ تكون فوق الماء من وَقْع المَطَر والياء زائدة واليَعْلُول المَطرُ بعد المطر وجمعه اليَعالِيل وصِبْغٌ يَعْلُولٌ عُلَّ مَرَّة بعد أُخرى ويقال للبعير ذي السَّنَامَيْنِ يَعْلُولٌ وقِرْعَوْسٌ وعُصْفُوريٌّ وتَعَلَّلَتِ المرأَةُ من نفاسها وتَعَالَّتْ خَرَجَتْ منه وطَهُرت وحَلَّ وَطْؤُها والعُلْعُل والعَلْعَل الفتح عن كراع اسمُ الذَّكر جميعاً وقيل هو الذَّكر إِذا أَنْعَظ وقيل هو الذي إِذا أَنْعَظَ ولم يَشْتَدّ وقال ابن خالويه العُلْعُل الجُرْدَان إِذا أَنْعَظَ والعُلْعُل رأْسُ الرَّهابَة من الفَرَس ويقال العُلْعُل طَرَف الضِّلَعِ الذي يُشْرِفُ على الرَّهابة وهي طرف المَعِدة والجمع عُلُلٌ وعُلُّ وعِلٌّ
( * قوله « والجمع علل وعل وعل » هكذا في الأصل وتبعه شارح القاموس وعبارة الازهري ويجمع على علل أي بضمتين وعلى علاعل وقال بعد هذا والعلل أَيضاً جمع العلول وهو ما يعلل به المريض إِلى آخر ما تقدم في صدر الترجمة ) وقيل العُلْعُل بالضم الرَّهابة التي تُشْرِف على البطن من العَظْم كأَنه لِسانٌ والعَلْعَل والعَلْعالُ الذَّكَر من القَنَابِر وفي الصحاح الذَّكر من القنافِذ والعُلْعُول الشَّرُّ الفراء إِنه لفي عُلْعُولِ شَرٍّ وزُلْزُولِ شَرٍّ أَي في قتال واضطراب والعِلِّيَّة بالكسر الغُرْفةُ والجمع العَلالِيُّ وهو يُذْكر أَيضاً في المُعْتَلِّ أَبو سعيد والعَرَب تقول أَنا عَلاَّنٌ بأَرض كذا وكذا أَي جاهل وامرأَة عَلاَّنةٌ جاهلة وهي لغة معروفة قال أَبو منصور لا أَعرف هذا الحرف ولا أَدري من رواه عن أَبي سعيد وتَعِلَّةُ اسمُ رجل قال أَلْبانُ إِبْلِ تَعِلَّةَ بنِ مُسافِرٍ ما دامَ يَمْلِكُها عَلَيَّ حَرَامُ وعَلْ عَلْ زَجْرٌ للغنم عن يعقوب الفراء العرب تقول للعاثر لَعاً لَكَ وتقول عَلْ ولَعَلْ وعَلَّكَ ولَعَلَّكَ بمعنىً واحد قال العَبْدي وإِذا يَعْثُرُ في تَجْمازِه أَقْبَلَتْ تَسْعَى وفَدَّتْه لَعل وأَنشد للفرزدق إِذا عَثَرَتْ بي قُلْتُ عَلَّكِ وانتهَى إِلى بابِ أَبْوابِ الوَلِيد كَلالُها وأَنشد الفراء فَهُنَّ على أَكْتافِها ورِمَاحُنا يقُلْنَ لِمَن أَدْرَكنَ تَعْساً ولا لَعَا شُدَّدت اللام في قولهم عَلَّك لأَنهم أَرادوا عَلْ لَك وكذلك لَعَلَّكَ إِنما هو لَعَلْ لَك قال الكسائي العرب تُصَيِّرُ لَعَلْ مكان لَعاً وتجعل لَعاً مكان لَعَلْ وأَنشد في ذلك البيتَ أَراد ولا لَعَلْ ومعناهما ارْتَفِعْ من العثْرَة وقال في قوله عَلِّ صُروفِ الدَّهْرِ أَو دَوْلاتِها يُدِلْنَنا اللَّمَّة من لَمَّاتِها معناه عاً لِصُروف الدهر فأَسْقَطَ اللام من لَعاً لِصُروف الدهر وصَيَّر نون لَعاً لاماً لقرب مخرج النون من اللام هذا على قول من كَسَر صروف ومن نصبها جعل عَلَّ بمعنى لَعَلَّ فَنَصَب صروفَ الدهر ومعنى لَعاً لك أَي ارتفاعاً قال ابن رُومان وسمعت الفراء يُنْشد عَلِّ صُروفِ الدهر فسأَلته لِمَ تَكْسِر عَلِّ صُروفِ ؟ فقال إِنما معناه لَعاً لِصُروف الدهر ودَوْلاتها فانخفضت صُروف باللام والدهر بإِضافة الصروف إِليها أَراد أَوْ لَعاً لِدَوْلاتها ليُدِلْنَنا من هذا التفرق الذي نحن فيه اجتماعاً ولَمَّة من اللمَّات قال دَعا لصروف الدهر ولدَوْلاتِها لأَنَّ لَعاً معناه ارتفاعاً وتخَلُّصاً من المكروه قال وأَو بمعنى الواو في قوله أَو دَوْلاتِها وقال يُدِلْنَنا فأَلقى اللام وهو يريدها كقوله لئن ذَهَبْتُ إِلى الحَجَّاج يقتُلني أَراد لَيَقْتُلني ولعَلَّ ولَعَلِّ طَمَعٌ وإِشْفاق ومعناهما التَّوَقُّع لمرجوّ أَو مَخُوف قال العجاج يا أَبَتا عَلَّك أَو عَساكا وهما كَعَلَّ قال بعض النحويين اللام زائدة مؤَكِّدة وإِنما هو عَلَّ وأَما سيبويه فجعلهما حرفاً واحداً غير مزيد وحكى أَبو زيد أَن لغة عُقَيْل لعَلِّ زيدٍ مُنْطَلِقٌ بكسر اللام من لَعَلِّ وجَرِّ زيد قال كعب بن سُوَيد الغَنَوي فقلت ادْعُ أُخرى وارْفَع الصَّوتَ ثانياً لَعَلِّ أَبي المِغْوارِ منك قَرِيب وقال الأَخفش ذكر أَبو عبيدة أَنه سمع لام لَعَلَّ مفتوحة في لغة من يَجُرُّ بها في قول الشاعر لَعَلَّ اللهِ يُمْكِنُني عليها جِهاراً من زُهَيرٍ أَو أَسيد وقوله تعالى لعَلَّه يَتَذَكَّر أَو يخشى قال سيبويه والعِلم قد أَتى من وراء ما يكون ولكِن اذْهَبا أَنتما على رَجائكما وطمَعِكما ومَبْلَغِكما من العِلم وليس لهما أَكثرُ مِنْ ذا ما لم يُعْلَما وقال ثعلب معناه كي يتَذَكَّر أَخبر محمد بن سَلاَم عن يونس أَنه سأَله عن قوله تعالى فلعَلَّك باخِعٌ نفْسَك ولعَلَّك تارِكٌ بعض ما يُوحى إِليك قال معناه كأَنك فاعِلٌ ذلك إِن لم يؤمنوا قال ولَعَلَّ لها مواضع في كلام العرب ومن ذلك قوله لعَلَّكم تَذَكَّرون ولعَلَّكم تَتَّقون ولعَلَّه يتَذَكَّر قال معناه كيْ تتَذَكَّروا كيْ تَتَّقُوا كقولك ابْعَثْ إِليَّ بدابَّتك لعَلِّي أَرْكَبُها بمعنى كي أَرْكَبَها وتقول انطَلِقْ بنا لعَلَّنا نتَحدَّث أَي كي نتحدَّث قال ابن الأَنباري لعَلَّ تكون تَرَجِّياً وتكون بمعنى كيْ على رأْي الكوفيين وينشدون فأَبْلُوني بَلِيَّتَكُمْ لَعَلِّي أُصالِحُكُم وأَسْتَدْرِجْ نُوَيّا
( * فسره الدسوقي فقال أبلوني أعطوني والبلية الناقة تعقل على قبر صاحبها الميت بلا طعام ولا شراب حتى تموت ونويّ بفتح الواو كهويّ وأَصله نواي كعصاي قلبت الالف ياء على لغة هذيل والشاعر منهم والنوى الجهة التي ينويها المسافر وقوله استدرج هكذا مجزومة في الأصل )
وتكون ظَنًّا كقولك لَعَلِّي أَحُجُّ العامَ ومعناه أَظُنُّني سأَحُجُّ كقول امرئ القيس لَعَلَّ مَنايانا تَبَدَّلْنَ أَبْؤُسا أَي أَظُنُّ منايانا تبدَّلنَ أَبؤُسا وكقول صخر الهذلي لعَلَّكَ هالِكٌ أَمَّا غُلامٌ تَبَوَّأَ مَنْ شَمَنْصِيرٍ مَقاما وتكون بمعنى عَسى كقولك لعَلَّ عبدَ الله يقوم معناه عَسى عبدُ الله وذلك بدليل دخول أَن في خبرها في نحو قول مُتَمِّم لعَلَّكَ يَوْماً أَن تُلِمَّ مُلِمَّةٌ عَلَيْك من اللاَّتي يَدَعْنَكَ أَجْدَعا وتكون بمعنى الاستفهام كقولك لَعَلَّك تَشْتُمُني فأُعاقِبَك ؟ معناه هل تشْتُمني وقد جاءت في التنزيل بمعنى كَيْ وفي حديث حاطب وما يُدْريك لعلَّ اللهَ قد اطَّلَع على أَهل بَدْرٍ فقال لهم اعْمَلوا ما شئتم فقد غَفَرْتُ لكم ظَنَّ بعضهم أَن معنى لَعَلَّ ههنا من جهة الظَّن والحِسْبان وليس كذلك وإِنما هي بمعني عَسى وعَسى ولعَلَّ من الله تحقيق ويقال عَلَّك تَفْعَل وعَلِّي أَفعَلُ ولَعَلِّي أَفعَلُ وربما قالوا عَلَّني ولَعَّنِي ولعَلَّني وأَنشد أَبو زيد أَرِيني جَوَاداً مات هُزْلاً لعَلَّني أَرى ما تَرَيْنَ أَو بَخِيلاً مُخَلَّدا قال ابن بري ذكر أَبو عبيدة أَن هذا البيت لحُطائط ابن يَعْفُر وذكر الحوفي أَنه لدُرَيد وهذا البيت في قصيدة لحاتم معروفة مشهورة وعَلَّ ولَعَلَّ لغتان بمعنىً مثل إِنَّ ولَيتَ وكأَنَّ ولكِنَّ إِلاَّ أَنها تعمل عمل الفعل لشبههنَّ به فتنصب الاسم وترفع الخبر كما تفعل كان وأَخواتها من الاًفعال وبعضهم يخفِض ما بعدها فيقول لعَلَّ زيدٍ قائمٌ سمعه أَبو زيد من عُقَيل وقالوا لَعَلَّتْ فأَنَّثُوا لعَلَّ بالتاء ولم يُبْدِلوها هاءً في الوقف كما لم يبدلوها في رُبَّتْ وثُمَّت ولاتَ لأَنه ليس للحرف قوَّةُ الاسم وتصَرُّفُه وقالوا لعَنَّك ولغَنَّك ورَعَنَّكَ ورَغَنَّك كل ذلك على البدل قال يعقوب قال عيسى بن عمر سمعت أَبا النجم يقول أُغْدُ لَعَلْنا في الرِّهان نُرْسِلُه أَراد لعَلَّنا وكذلك لأَنَّا ولأَنَّنا قال وسمعت أَبا الصِّقْر ينشد أَرِيني جَوَاداً مات هُزْلاً لأَنَّنِي أَرَى ما تَرَيْنَ أَو بَخِيلاً مُخَلَّدا وبعضهم يقول لَوَنَّني

( عمل ) قال الله عز وجل في آية الصَّدَقات والعامِلِين عليها هم السُّعاة الذين يأْخذون الصَّدَقات من أَربابها واحدهم عامِلٌ وساعٍ وفي الحديث ما ترَكْتُ بعد نَفقة عيالي ومَؤُونة عامِلي صَدَقةٌ أَراد بعياله زَوْجاتِه وبعامِله الخَلِيفة بعده وإِنما خَصَّ أَزواجَه لأَنه لا يجوز نكاحُهُن فجَرَت لهنَّ النفقةُ فإِنهن كالمُعْتَدَّات والعامِلُ هو الذي يتوَلَّى أُمور الرجل في ماله ومِلْكِه وعمَلِه ومنه قيل للذي يَسْتَخْرج الزكاة عامِل والعَمَل المِهْنة والفِعْل والجمع أَعمال عَمِلَ عَمَلاً وأَعْمَلَه غَيرهُ واسْتَعْمَله واعْتَمَل الرجلُ عَمِلَ بنفسه أَنشد سيبويه إِنَّ الكَرِيمَ وأَبِيك يَعْتَمِل إِنْ لم يَجِدْ يوماً على مَنْ يتَّكِل فيَكْتَسِي مِنْ بَعْدِها ويكتحِل أَراد مَنْ يَتَّكِلُ عليه فحذف عليه هذه وزاد عَلى متقدِّمةً أَلا ترى أَنه يَعْتَمُِل إِنْ لم يَجِدْ من يَتَّكِل عليه ؟ وقيل العَمَلُ لغيره والاعْتِمالُ لنفسه قال الأَزهري هذا كما يقال اخْتَدَم إِذا خَدَم نَفْسَه واقْتَرَأَ إِذا قَرَأَ السلامَ على نفسه واسْتَعْمَلَ فلان غيرَه إِذا سَأَله أَن يَعْمَل له واسْتَعْمَلَه طَلَب إِليه العَمَل واعْتَمَل اضطرب في العَمَل واسْتُعْمِل فلان إِذا وَليَ عَمَلاً من أَعْمالِ السلطان وفي حديث خيبر دَفَع إِليهم أَرْضَهُم على أَن يَعْتَمِلوها من أَموالهم الاعْتمال افتعال من العَمَل أَي أَنهم يَقُومون بما يُحْتاج إِليه من عِمارة وزراعة وتَلقيح وحِرَاسة ونحو ذلك وأَعْمَلَ فلان ذِهْنَه في كذا وكذا إِذا دَبَّره بفهمه وأَعْمَل رَأْيَه وآلَتَه ولِسانَه واسْتَعْمَله عَمِل به قال الأَزهري عَمِلَ فلان العَمَلَ يَعْمَلُه عَمَلاً فهو عامِلٌ قال ولم يجيء فَعِلْتُ أَفْعَلُ فَعَلاً متعدِّياً إِلا في هذا الحرف وفي قولهم هَبِلَتْه أُمُّه هَبَلاً وإِلاَّ فسائر الكلام يجيء على فَعْلٍ ساكن العين كقولك سَرِطْتُ اللُّقْمَة سَرْطاً وبَلِعْته بَلْعاً وما أَشبهه ورجلٌ عَمُولٌ إِذا كان كَسُوباً ورجل عَمِلٌ ذو عَمَلٍ حكاه سيبويه وأَنشد لساعدة بن جُؤَبَّة حَتى شَآها كَلِيلٌ مَوْهِناً عَمِلٌ باتت طِراباً وبات اللَّيْلَ لم يَنَمِ نَصَب سيبويه مَوْهِناً بعَمِل
( * قوله « نصب سيبويه موهناً بعمل » هي عبارة المحكم وفي المغني وردّ على سيبويه في استدلاله على إِعمال فعيل بقوله حتى شآها كليل ) ودَفَعَه غيرُه من النحويين فقال إِنما هو ظرف وهذا حَسَنٌ منه لأَنه إِنما يُحْمَل الشيء على إِعْمال فَعِلٍ إِذا لم يوجد من إِعْماله بُدٌّ ورجل عَمُولٌ بمعنى رجل عَمِلٌ أَي مطبوع على العَمَل وتَعَمَّل فلان لكذا والتعميل تولية العَمَل يقال عَمَّلْت فلاناً على البصرة قال ابن الأَثير قد يكون عَمَّلْته بمعنى وَلَّيته وجعلته عامِلاً وأَما ما أَنشده الفراء للبيد أَو مِسْحَل عَمِل عِضادَة سَمْحَجٍ بَسَراتِها نَدَبٌ له وكُلوم فقال أَوقع عَمِل على عِضادَة سَمْحَج قال ولو كانت عامِل لكان أَبْيَنَ في العربية قال الأَزهري العِضَادة في بيت لبيد جمع العَضُد وإِنما وَصَفَ عَيْراً وأَتانه فجعل عَمِل بمعنى مُعْمِل
( * قوله « فجعل عمل بمعنى معمل إلخ » عبارة التهذيب في ترجمة عضد ويقال فلان عضد فلان وعضادته ومعاضده إِذا كان يعاونه ويرافقه وقال لبيد أَو مسحل سنق عضادة إلخ ثم قال في تفسيره يقول هو يعضدها يكون مرة عن يمينها ومرة عن يسارها لا يفارقها ) أَو عامِل ثم جعله عَمِلاً والله أَعلم واسْتَعْمَل فلان اللَّبِنَ إِذا ما بَنى به بِناءً والعَمِلةُ العَمَلُ إِذا أَدخلوا الهاء كسروا الميم والعَمِلَة والعِمْلة ما عُمِلَ والعِمْلة حالَةُ العَمَل ورَجُلٌ خبيثُ العِمْلة إِذا كان خبيث الكسب وعِمْلةُ الرجل باطِنَته في الشرِّ خاصة وكلُّه من العَمَل وقالت امرأَة من العرب ما كان لي عَمِلَةٌ إِلا فسادُكم أَي ما كان لي عَمَلٌ والعِمْلَة والعُمْلَةُ والعَمالة والعُمالة والعمالة الأَخيرة عن اللحياني كله أَجْرُ ما عُمِل ويقال عَمَّلْت القومَ عُمالَتَهم إِذا أَعطيتهم إياها وفي حديث عمر رضي الله عنه قال لابن السَّعْدي خُذْ ما أُعْطِيتَ فإِنِّي عَمِلْتُ على عَهْد رسول الله صلى الله عليه وسلم فَعَمَّلَني أَي أَعطاني عُمالتي وأُجْرَةَ عَمَلي يقال منه أَعْملته وعَمَّلْته قال الأَزهري العُمالة بالضم رِزْقُ العامِلِ الذي جُعِل له على ما قُلِّد من العَمَل وعامَلْتُ الرجلَ أُعامِلُه مُعامَلةً والمُعامَلة في كلام أَهل العراق هي المُساقاة في كلام الحِجازيين والعَمَلة القومُ يَعْمَلون بأَيديهم ضروباً من العَمَل في طين أَو حَفْرٍ أَو غيره وعامَلَه سامَه بعَمَلٍ والعامِلُ في العربية ما عَمِلَ عَمَلاً مَّا فرفَعَ أَو نَصَب أَو جَرَّ كالفِعْل والناصب والجازم وكالأَسماء التي من شأْنها أَن تَعْمَلَ أَيضاً وكأَسْماء الفِعْل وقد عَمِلَ الشيءُ في الشيء أَحْدَثَ فيه نوعاً من الإِعراب وعَمِلَ به العِمِلِّين بالَغ في أَذاه وعَمِلَه به وحكى ابن الأَعرابي عَمِلَ به العِمْلِين بكسر العين وسكون الميم وقال ثعلب إِنما هو العِمَلِين بكسر العين وفتح الميم وتخفيفها ويقال لا تَتَعَمَّلْ في أَمْر كذا كقولك لا تَتَعَنَّ وقد تَعَمَّلْت لك أَي تَعَنَّيْت من أَجلك قال مُزَاحم العُقَيلي تَكادُ مَغانِيها تَقُولُ من البِلى لِسائِلها عن أَهْلِها لا تَعَمَّل أَي لا تَتَعَنَّ فليس لَكَ فَرَجٌ في سؤالك وقال أَبو سعيد سَوْفَ أَتَعَمَّل في حاجتك أَي أَتَعَنَّى وقول الجعدي يصف فرساً وتَرْقبُهُ بعامِلَةٍ قَذُوفٍ سَرِيعٍ طَرْفُها قَلِقٍ قَذَاها أَي تَرْقُبه بعين بعيدة النَّظَر واليَعْمَلَة من الإِبل النَّجِيبة المُعْتَمَلة المطبوعة على العَمَل ولا يقال ذلك إِلا للأُنثى هذا قول أَهل اللغة وقد حكى أَبو علي يَعْمَلٌ ويَعْمَلة واليَعْمَلُ عند سيبويه اسم لأَنه لا يقال جَمَلٌ يَعْمَلُ عند سيبويه اسم لأَنه لا يقال جَمَلٌ يَعْمَلٌ ولا ناقة يَعْمَلَةٌ إِنما يقال يَعْمَلٌ ويَعْمَلة فيُعْلَم أَنه يُعْنى بهما البعير والناقة ولذلك قال لا نَعلَم يَفْعَلاً جاء وصفاً وقال في باب ما لا ينصرف إِن سميته بيَعْمَلٍ جمع يَعْمَلة فَحَجِّرْ بلفظ الجمع أَن يكون صفة للواحد المذكر وبعضهم يَرُدُّ هذا ويَجْعَلَ اليَعْمَلَ وصفاً وقال كراع اليَعْمَلَة الناقة السريعة اشتق لها اسم من العَمَل والجمع يَعْمَلات وأَنشد ابن بري للراجز يا زَيْدُ زَيْدَ اليَعْمَلاتِ الذُّبَّل تَطاوَلَ اللَّيْلُ عليكَ فانْزِل قال وذكر النحاس في الطبقات أَن هذين البيتين لعبد الله بن رَوَاحة وناقة عَمِلَةٌ بَيِّنة العَمالة فارهة مثل اليَعْمَلة وقد عَمِلَتْ قال القَطامِيّ نِعْمَ الفَتى عَمِلَتْ إِليه مَطِيَّتي لا نَشْتَكي جَهْدَ السِّفار كلانا وحَبْلٌ مُسْتَعْمَلٌ قد عُمِل به ومُهِن ويقال أَعْمَلْت الناقةَ فَعَمِلَت وفي الحديث لا تُعْمَلُ المَطِيُّ إِلا إِلى ثلاثة مساجد أَي لا تُحَثُّ ولا تُساق ومنه حديث الإِسْراء والبُراق فعَمِلَتْ بأُذُنَيْها أَي أَسرعت لأَنها إِذا أَسْرَعَتْ حَرَّكت أُذُنيها لشدَّة السير وفي حديث لقمان يُعْمِل الناقةَ والسَّاقَ أَخبر أَنه قَوِيٌّ على السير راكباً وماشياً فهو يجمع بين الأَمرين وأَنه حاذِقٌ بالرُّكُوب والمَشْي وعَمِلَ البَرْقُ عَمَلاً فهو عَمِلٌ دامَ قال ساعدة بن جُؤَيَّة وأَنشد حَتى شآها كَلِيلٌ مَوْهِناً عَمِلٌ وعُمِّلَ فلان على القوم أُمِّرَ والعَوامِلُ الأَرجل قال الأَزهري عَوامِلُ الدابة قوائمه واحدتها عامِلة والعَوامِل بَقَر الحَرْث والدِّياسة وفي حديث الزكاة ليس في العَوامِل شيء العَوامِل من البقر جمع عاملة وهي التي يُسْتَقى عليها ويُحْرَث وتستعمل في الأَشغال وهذا الحكم مطَّرد في الإِبل وعامِلُ الرُّمح وعامِلته صَدْرُه دون السِّنان ويجمع عَوامِل وقيل عامِلُ الرُّمْح ما يَلي السِّنان وهو دون الثَّعْلب وطريق مُعْمَلٌ أَي لحْبٌ مسلوك وحكى اللحياني لم أَرَ النَّفَقة تَعْمَل كما تَعْمَل بمكة ولم يُفَسِّره إِلاَّ أَنه أَتبعه بقوله وكما تُنْفَق بمكة فعسى أَن يكون الأَول في هذا المعنى وعَمَلٌ اسم رجل قالت امرأَة تُرَقِّص ولدها أَشْبِهْ أَبا أُمِّك أَو أَشبِهْ عَمَل وارْقَ إِلى الخَيرات زَنْأً في الجَبَل قال ابن بري قال أَبوه زيد الذي رَقَّصه هو أَبو وهو قيس بن عاصم واسم الولد حكيم واسم أُمه منفوسة بنت زَيْد الخَيْل وأَما الذي قالته أُمه فيه فهو أَشْبِهْ أَخي أَو أَشبِهَنْ أَباكا أَمَّا أَبي فَلَنْ تَنالَ ذاكا تَقْصُرُ أَن تَنالَهُ يَداكا قال الأَزهري والمسافرون إِذا مَشَوْا على أَرجلهم يُسَمَّوْن بني العَمَل وأَنشد الأَصمعي فذَكَرَ اللهَ وسَمَّى ونَزَل
( * قوله « ونزل » قال في التهذيب أي أقام بمنى )
بِمَنْزِل يَنْزِله بَنُو عَمَل لا ضَفَفٌ يَشْغَلُه ولا ثَقَل وبنو عامِلة وبنو عُمَيْلة حَيَّان من العرب قال الأَزهري عاملة قبيلة إِليها يُنْسَب عَدِيُّ بن الرِّقاع العامِليُّ وعامِلة حيٌّ من اليمن وهو عاملة بن سَبإٍ وتزعم نُسَّاب مُضَر أَنهم من ولد قاسط قال الأَعشى أَعامِلَ حَتَّى مَتى تَذْهَبِين إِلى غَيْرِ والدِكِ الأَكْرم ؟ ووالِدُكُم قاسِطٌ فارْجِعوا إِلى النسب الأَتْلَد الأَقْدَم وعَمَلى موضع وفي الحديث سئل عن أَولاد المشركين فقال الله أَعلم بما كانوا عاملين روى ابن الأَثير عن الخطابي قال ظاهر هذا الكلام يوهم أَنه لم يُفْتِ السائل عنهم وأَنه رد الأَمر في ذلك إِلى علم الله عز وجل وإِنما معناه أَنهم مُلْحَقون في الكفر بآبائهم لأَن الله تعالى قد علم أَنهم لو بَقُوا أَحياءً حتى يَكْبَروا لعَمِلوا عَمَلَ الكفَّار ويدل عليه حديث عائشة رضي الله عنها قلت فذراريّ المشركين ؟ قال هم من آبائهم قلت بِلا عَملٍ قال الله أَعلم بما كانوا عاملين وقال ابن المبارك فيه إِن كل مولود إِنما يُولَد على فِطرته التي وُلد عليها من السعادة والشقاوة وعلى ما قُدِّر له من كفر وإِيمان فكلٌّ منهم عامِلٌ في الدنيا بالعمل المشاكل لفِطْرته وصائر في العاقبة إِلى ما فُطِر عليه فمن علامات الشقاوة للطفل أَن يُولَد بين مُشْرِكَين فيحْمِلانه على اعتقاد دينهما ويُعَلِّمانه إِياه أَو يموت قبل أَن يَعْقِل ويَصِف الدين فيُحْكَم له بحُكم والديه إِذ هو في حكم الشريعة تَبَعٌ لهما وهذا فيه نظر لأَنا رأَينا وعلمنا أَن ثَمَّ مَن ولد بين مُشْركَين وحملاه على اعتقاد دينهما وعَلَّماه ثم جاءت له خاتمة من إِسلامه ودينه تَعُدُّه من جملة المسلمين الصالحين وأَما الذي في حديث الشَّعْبي أَنه أُتي بشراب مَعْمول فقيل هو الذي فيه اللَّبن والعَسل والثَّلج

( عمثل ) العَمَيْثَل من كل شيء البطيء لعِظَمه أَو ترَهُّله والأُنثى بالهاء والعَمَيْثَلة من الإِبل الجسيمة والعَمَيْثَل الذي يُطِيل ثيابه وقال الخليل العَمَيْثَل البطيء الذي يُسْبِل ثيابه كالوادِع الذي يُكْفَى العَمَل ولا يحتاج إِلى التشمير وقيل هو الضَّخْم الثقيل كأَن فيه بُطْأً من عِظَمه وجمعه العَمائِل والعَمَيْثَل الطويل الذَّنَب من الظباء والوُعول وقال الأَصمعي العَمَيْثَل من الوُعول الذَّيَّال بذنبه والعَمَيْثَل القصير المسترخي قال أَبو النجم يَهْدي بها كلّ نِيافٍ عَنْدَل رُكِّب في ضَخْم الذَّفارى قَنْدَل
( * قوله « يهدي بها » هكذا في الأصل وسيأتي في ترجمة قندل تهدي بنا وكذا في الصحاح )
ليس بمُلْتاثٍ ولا عَمَيْثَل وليس بالفَيَّادة المُقَصْمِل قال وقد يكون العَمَيْثَل هنا الذي يطيل ثيابه والعَمَيْثَل الجَلد النَّشيط عن السيرافي وقيل العَمَيْثَل الضخم الشديد العريض وهو من صفة الأَسد والجمل والفرس والرجل وحكى ابن بري عن ابن خالويه قال ليس أَحد فَسَّر العَميْثَل أَنه الفرسُ والأَسدُ والرجلُ الضَّخْم والكبشُ الكبيرُ القرن الكثيرُ الصوف والطويلُ الذَّيل غير محمد بن زياد

( عنبل ) العُنْبُل والعُنْبُلة البَظْر وامرأَة عُنْبُلة طويلة العُنْبُل وعَنْبَلتُها طُول بَظْرِها قال جرير إِذا تَرَمَّزَ بعد الطَّلْق عُنْبُلُها قال القَوابِلُ هذا مِشْفَرُ الفِيل والعُنْبُلة الخشبة التي يُدَقُّ عليها بالمِهْراس
( * قوله « يدق عليها بالمهراس » هذه عبارة ابن سيده وتبعه المجد وعبارة الازهري يدق بها في المهراس الشيء اه والمهراس الهاون كما في كتب اللغة ) والعُنابِل الوتر الغليظ وقيل العُنابِل الغليظ وقال عاصم بن ثابت ما عِلَّتي وأَنا طَبٌّ خاتِلُ
( * قوله « طب خاتل » تقدم في مادة علل جلد نابل )
والقَوْسُ فيها وَتَرٌ عُنابِلُ تَزِلُّ عن صَفْحَتِه المَعابِلُ ويقال لبُظارة المرأَة العُنْبُل والعُنْتُل مثل نَبَع الماءُ ونتَع والعُنابِل بالضم الصُّلْب المَتِين وجمعه عَنابِل بالفتح مثل جُوالِق وجَوالِق ابن بري ابن خالويه العُنْبُليُّ الزِّنْجي والعُنْبُل البُظارة وأَنشد يا رِيَّها وقد بدا مَسِيحي وابْتَلَّ ثوْبايَ من النَّضِيحِ وصار رِيحُ العُنْبُليّ رِيحي والعَبَنْبَل الجسيم العظيم وأَنشد أَبو عمرو للبَولاني لمَّا رأَتْ أَن زُوِّجَت حَزَنْبَلا ذا شَيْبةٍ يَمْشِي الهُوَيْنى حَوقلا إِذا تُناغِيه الفَتاةُ انْجَفَلا وقام يَدْعو رَبَّه تَبَتُّلا قالت له مُتَّ وَشِيكاً عَجِلا كُنْتُ أُريدُ ناشِئاً عَبَنْبَلا يَهْوَى النِّساءَ ويُحِبُّ الغَزَلا

( عنتل ) العُنْتُل الصُّلْب الشديد ويقال لبُظارة المرأَة العُنْبُل والعُنْتُل مثل نَبَع الماءُ ونَتَع قال أَبو صفوان الأَسدي يهجو ابن مَيَّادة أَلَهْفي عليْك يا ابن مَيَّادةَ التي يكون ذِياراً لا يُحَتُّ خِضَابُها إِذا زَبَنَتْ عنها الفَصِيلَ برِجْلِها بدا من فُروج الشَّمْلَتَين عُنَابُها بدا عُنْتُلٌ لو تُوضَع الفَأْسُ فَوقه مُذَكَّرةً لانْفَلَّ عنها غُرابُها وقد روي بدا عُنْبُلٌ بالباء أَيضاً والذِّيار البَعَر الذي يُضَمَّد به الإِحْلِيل لئلا يؤثِّر فيه الضِّراب والعَنْتَل فَرْجُ المرأَة بالفتح وقال أَبو عمرو هو العُنْتُل بضم العين والتاء

( عنثل ) أُمُّ عَنْثَل الضِّبُع حكاه سيبويه

( عنجل ) العُنْجُل الشيخُ إِذا انْحَسَرَ لحمُه وبَدَت عِظامُه والعُنْجُول دُوَيْبَّة قال ابن دريد لا أَقف على حقيقة صفتها الأَزهري العُنْجُف والعُنْجُوف جميعاً اليابس هُزالاً وكذلك العُنْجُل وحكى ابن بري عن ابن خالويه قال لم يَفْرُق أَحدٌ لنا بين العُنْجُل والغُنْجُل إِلا الزاهد قال العُنْجُل الشيخُ المُدْرَهِمُّ إِذا بدت عِظامُه وبالغين التُّفَّة وهو عَنَاق الأَرض

( عندل ) عَنْدَل البعيرُ اشتدَّ عَصَبه وقيل عَنْدَل اشتدَّ وصَنْدَلَ ضَخُم رأْسُه والعَنْدَل الناقة العظيمة الرأْس الضَّخْمة وقيل هي الشديدة وقيل الطويلة والعَنْدَل الطويل والأُنثى عَنْدَلة وقيل هو العظيم الرأْس مثل القَنْدَل والعَنْدَل البعير الضخم الرأْس يستوي فيه المذكر والمؤَنث ذكر الأَزهري في ترجمة عدل عن الليث قال المُعْتَدِلة من النوق المُثَقَّفَة الأَعضاء بعضها ببعض قال وروى شَمِر عن محارب قال المُعَنْدِلة من النوق وجعله رباعيّاً من باب عَنْدَل قال الأَزهري والصواب المُعْتَدِلة بالتاء وروى شمر عن أَبي عدنان أَن الكناني أَنشده وعَدَلَ الفَحْلُ وإِن لم يُعْدَل واعْتَدَلتْ ذاتُ السَّنامِ الأَمْيَل قال اعتدالُ ذات السَّنام الأَميل استقامةُ سَنامها من السِّمَن بعدما كان مائلاً قال الأَزهري وهذ يدل على أَن الحرف الذي رواه شمر عن محارب في المُعَنْدِلة غير صحيح وأَن الصواب المُعْتَدِلة لأَن الناقة إِذا سَمِنت اعتدلت أَعضاؤها كلها من السنام وغيره ومُعَنْدِلة من العَنْدل وهو الصُّلْب الرأْس والعَنْدَل السريع والعَنْدَلِيل طائر يصوّت أَلواناً والبُلْبُل يُعَنْدِل أَي يُصوِّت وعَنْدَل الهُدْهُد إِذا صوَّت عَنْدَلة الجوهري قال سيبويه إِذا كانت النون ثانية فلا تجعل زائدة إِلاَّ بثَبَتٍ الأَزهري العَنْدَلِيب طائر أَصغر من العصفور قال ابن الأَعرابي هو البُلْبُل وقال الجوهري هو الهَزَار وروي عن أَبي عمرو بن العلاء أَنه قال عليكم بشِعْر الأَعشى فإِنه بمنزلة البازي يَصِيد ما بين الكُرْكِيِّ والعَنْدَلِيب قال وهو طائر أَصغر من العصفور وقال الليث هو طائر يُصوِّت أَلواناً قال الأَزهري وجعَلْتُه رُباعيًّا لأَن أَصله العَنْدَل ثم مُدَّ بياء وكُسِعت بلام مكررة ثم قُلِبت باء وأَنشد لبعض شعراء غَنِيّ والعَنْدَلِيلُ إِذا زَقَا في جَنَّةٍ خيْرٌ وأَحْسَنُ من زُقاءِ الدُّخَّل والجمع العَنَادِل قال الجوهري وهو محذوف منه لأَن كل اسم جاوز أَربعة أَحرف ولم يكن الرابع من حروف المد واللين فإِنه يُرَدُّ إِلى الرُّباعي ثم يبنى منه الجمع والتصغير فإِن كان الحرف الرابع من حروف المدّ واللين فإِنها لا ترد إِلى الرباعي وتبنى منه وأَنشد ابن بري كيف تَرعى فِعْل طَلاحِيَّاتِها عَنادِلِ الهاماتِ صَنْدَلاتِها ؟ وامرأَة عَنْدَلةٌ ضَخْمة الثديين قال الشاعر ليسَتْ بعَصْلاءَ يَذْمِي الكَلبَ نَكْهَتُها ولا بعَنْدَلةٍ يَصْطَكُّ ثَدْياها

( عنسل ) الأَزهري الليث العَنْسَل الناقة القوية السريعة وقال غيره النون زائدة أُخذ من عَسَلان الذئب أَنشد الجوهري للأَعشى وقدْ أَقْطَعُ الجَوْزَ جَوْزَ الفَلا ة بالحُرَّة البازِلِ العَنْسَل

( عنصل ) الأَزهري يقال عُنْصُل وعُنْصَل للبَصَل البَرِّي وقال في موضع آخر العُنْصُل والعُنْصَل كُرَّاث بَرِّي يُعْمَل منه خَلٌّ يقال له خَلُّ العُنْصُلانيّ وهو أَشدُّ الخَلِّ حُموضةً قال الأَصمعي ورأَيته فلم أَقدر على أَكله وقال أَبو بكر العُنْصُلاء نبت قال الأَزهري العُنْصُل نبات أَصله شبه البَصَل ووَرَقه كورق الكُرَّاث وأَعْرَضُ منه ونَوْره أَصفر تتخذه صبيان الأَعراب أَكالِيل وأَنشد والضَّرْبُ في جَأْواءَ مَلْمومةٍ كأَنَّما هامَتُها عُنْصُل الجوهري العُنْصُلُ والعُنْصَل البَصَل البرِّي والعُنْصُلاءُ والعُنْصَلاء مثله والجمع العَنَاصِل وهو الذي تسميه الأَطباء الإِسْقال ويكون منه خَلٌّ قال والعُنْصُل موضع ويقال للرجل إِذا ضَلَّ أَخذ في طريق العُنْصُلَيْن وطريق العُنْصُل هو طريق من اليمامة إِلى البصرة وروى الأَزهري أَن الفرزدق قَدِم من اليمامة ودَلِيلُه عاصمٌ رجلٌ من بَلْعَنْبَر فضَلَّ به الطريقَ فقال وما نحْنُ إِن جارت صُدورُ رِكابنا بأَوَّلِ مَنْ غَوَّتْ دَلالةُ عاصم أَرادَ طَريقَ العُنْصُلَيْن فياسَرَتْ به العِيسُ في وادي الصُّوَى المُتَشائم وكيْفَ يَضِلُّ العَنْبَريُّ ببَلْدةٍ بها قُطِعَتْ عنه سُيورُ التَّمائِم ؟ قال أَبو حاتم سأَلت الأَصمعي عن طريق العُنْصُلين ففتح الصاد قال ولا يقل بضم الصاد قال وتقول العامة إِذا أَخطأَ إِنسان الطريق وذلك أَن الفرزدق ذكر في شعره إِنساناً ضَلَّ في هذا الطريق فقال أَراد طريق العُنْصَلَينِ فيَاسَرَتْ فظنت العامة أَن كل من ضَلَّ ينبغي أَن يقال له هذا قال وطريق العُنْصَلين هو طريق مستقيم والفرزدق وَصَفَه على الصواب فظن الناس أَنه وَصَفَه على الخطإِ

( عنظل ) العَنْظَل بيت العنكبوت عن كراع والعَنظَلة والنَّعْظَلة كلاهما العَدْو البطيء

( عنكل ) العَنْكَل الصُّلْب

( عهل ) العَيْهَل والعَيْهَلة والعَيْهُول والعَيْهال الناقة السريعة وأَنشد في العَيْهَل وبَلْدَةٍ تَجَهَّمُ الجَهُوما زَجَرْتُ فيها عَيْهَلاً رَسُوما وقال في العَيْهَلة ناشُوا الرِّجالَ فَسالَتْ كلُّ عَيْهَلة عُبْر السِّفار مَلُوسِ اللَّيْل بالكُور
( * قوله « ناشوا الرجال إلخ » هكذا في الأصل وهذا البيت قد انفرد به الجوهري في هذه الترجمة فقط وفي نسخه اختلاف )
وقيل العَيْهَل والعَيْهلة النجيبة الشديدة وقيل العَيْهَل الذكر من الإِبل والأُنثى عَيْهَلة وقيل العَيْهل الطويلة وقيل الشديدة قال الجوهري وربما قالوا عَيْهَلٌّ مشدداً في ضرورة الشعر قال منظور بن مَرْثَد الأَسدي إِنْ تَبْخَلي يا جُمْل أَو تَعْتَلِّي أَو تُصْبحي في الظَّاعِنِ المُوَلِّي نُسَلِّ وَجْد الهائم المُعْتَلِّ ببازِلٍ وَجْناءَ أَو عَيْهَلِّ قال ابن سيده شدد اللام لتمام البناء إِذ لو قال أَو عَيْهَل بالتخفيف لكان من كامل السريع والأَول كما تراه من مشطور السريع وإِنما هذا الشدّ في الوقف فأَجراه الشاعر للضرورة حين وَصَل مُجْراه إِذا وَقَف وامرأَة عَيْهَلٌ وعَيْهلة لا تَسْتَقِرُّ نَزَقاً تَرَدَّدُ إِقبالاً وإِدباراً ويقال للمرأَة عَيْهَلٌ وعَيْهَلةٌ ولا يقال للناقة إِلاَّ عَيْهَلة
( * قوله « إلا عيهلة » هكذا في الأصل وفي نسخة من التهذيب إلا عيهل بغير تاء ) وأَنشد لِيَبْكِ أَبا الجَدْعاء ضَيْفٌ مُعَيَّلُ وأَرْمَلةٌ تَغْشَى الدَّواخِنَ عَيْهَلُ وأَنشد غيره فَنِعْمَ مُناخُ ضِيفانٍ وتَجْرٍ ومُلْقَى زِفْرِ عَيْهَلة بَجَال وناقة عَيْهَلة ضَخْمة عظيمة قال ولا يقال جَمَل عَيْهَل وناقة عَيْهلة وعَيْهَلٌ قال ابن الزُّبَير الأَسدي جُمَالِيَّة أَو عَيْهَل شَدْقَمِيَّة بها من نُدوبِ النِّسْعِ والكُورِ عاذرُ ورِيحٌ عَيْهَلٌ شديدة والعاهِلُ المَلِك الأَعظم كالخليفة أَبو عبيدة يقال للمرأَة التي لا زوج لها عاهلٌ قال ابن بري قال أَبو عبيد عَيْهَلْتُ الإِبل أَهملتها وأَنشد لأَبي وجزة عَيَاهلٌ عَيْهَلَها الذُّوَّاد
( * قوله « الذواد » تقدم في عبهل الرواد بالراء )

( عول ) العَوْل المَيْل في الحُكْم إِلى الجَوْر عالَ يَعُولُ عَوْلاً جار ومالَ عن الحق وفي التنزيل العزيز ذلك أَدْنَى أَن لا تَعُولوا وقال إِنَّا تَبِعْنا رَسُولَ الله واطَّرَحوا قَوْلَ الرَّسول وعالُوا في المَوازِين والعَوْل النُّقْصان وعال المِيزانَ عَوْلاً فهو عائل مالَ هذه عن اللحياني وفي حديث عثمان رضي الله عنه كتَب إِلى أَهل الكوفة إِني لسْتُ بميزانٍ لا أَعُول
( * قوله « لا أعول » كتب هنا بهامش النهاية ما نصه لما كان خبر ليس هو اسمه في المعنى قال لا أعول ولم يقل لا يعول وهو يريد صفة الميزان بالعدل ونفي العول عنه ونظيره في الصلة قولهم أنا الذي فعلت كذا في الفائق ) أَي لا أَمِيل عن الاستواء والاعتدال يقال عالَ الميزانُ إِذا ارتفع أَحدُ طَرَفيه عن الآخر وقال أَكثر أَهل التفسير معنى قوله ذلك أَدنى أَن لا تَعُولوا أَي ذلك أَقرب أَن لا تَجُوروا وتَمِيلوا وقيل ذلك أَدْنى أَن لا يَكْثُر عِيَالكم قال الأَزهري وإِلى هذا القول ذهب الشافعي قال والمعروف عند العرب عالَ الرجلُ يَعُول إِذا جار وأَعالَ يُعِيلُ إِذا كَثُر عِيالُه الكسائي عالَ الرجلُ يَعُول إِذا افْتقر قال ومن العرب الفصحاء مَنْ يقول عالَ يَعُولُ إِذا كَثُر عِيالُه قال الأَزهري وهذا يؤيد ما ذهب إِليه الشافعي في تفسير الآية لأَن الكسائي لا يحكي عن العرب إِلا ما حَفِظه وضَبَطه قال وقول الشافعي نفسه حُجَّة لأَنه رضي الله عنه عربيُّ اللسان فصيح اللَّهْجة قال وقد اعترض عليه بعض المُتَحَذْلِقين فخَطَّأَه وقد عَجِل ولم يتثبت فيما قال ولا يجوز للحضَريِّ أَن يَعْجَل إِلى إِنكار ما لا يعرفه من لغات العرب وعال أَمرُ القوم عَوْلاً اشتدَّ وتَفاقَم ويقال أَمر عالٍ وعائلٌ أَي مُتفاقِمٌ على القلب وقول أَبي ذؤَيب فذلِك أَعْلى مِنك فَقْداً لأَنه كَريمٌ وبَطْني للكِرام بَعِيجُ إِنما أَراد أَعْوَل أَي أَشَدّ فقَلَب فوزنه على هذا أَفْلَع وأَعْوَلَ الرجلُ والمرأَةُ وعَوَّلا رَفَعا صوتهما بالبكاء والصياح فأَما قوله تَسْمَعُ من شُذَّانِها عَوَاوِلا فإِنه جَمَع عِوّالاً مصدر عوّل وحذف الياء ضرورة والاسم العَوْل والعَوِيل والعَوْلة وقد تكون العَوْلة حرارة وَجْدِ الحزين والمحبِّ من غير نداء ولا بكاء قال مُلَيح الهذلي فكيف تَسْلُبنا لَيْلى وتَكْنُدُنا وقد تُمَنَّح منك العَوْلة الكُنُدُ ؟ قال الجوهري العَوْل والعَوْلة رفع الصوت بالبكاء وكذلك العَوِيل أَنشد ابن بري للكميت ولن يَستَخِيرَ رُسومَ الدِّيار بِعَوْلته ذو الصِّبا المُعْوِلُ وأَعْوَل عليه بَكَى وأَنشد ثعلب لعبيد الله بن عبد الله بن عتبة زَعَمْتَ فإِن تَلْحَقْ فَضِنٌّ مُبَرِّزٌ جَوَادٌ وإِن تُسْبَقْ فَنَفْسَكَ أَعْوِل أَراد فعَلى نفسك أَعْوِلْ فَحَذف وأَوصَلَ ويقال العَوِيل يكون صوتاً من غير بكاء ومنه قول أَبي زُبَيْد للصَّدْرِ منه عَوِيلٌ فيه حَشْرَجةٌ أَي زَئِيرٌ كأَنه يشتكي صَدْرَه وأَعْوَلَتِ القَوْسُ صَوَّتَتْ قال سيبويه وقالوا وَيْلَه وعَوْلَه لا يتكلم به إِلا مع ويْلَه قال الأَزهري وأَما قولهم وَيْلَه وعَوْلَه فإِن العَوْل والعَوِيل البكاء وأَنشد أَبْلِغْ أَمير المؤمنين رِسالةً شَكْوَى إِلَيْك مُظِلَّةً وعَوِيلا والعَوْلُ والعَوِيل الاستغاثة ومنه قولهم مُعَوَّلي على فلان أَي اتِّكالي عليه واستغاثتي به وقال أَبو طالب النصب في قولهم وَيْلَه وعَوْلَه على الدعاء والذم كما يقال وَيْلاً له وتُرَاباً له قال شمر العَوِيل الصياح والبكاء قال وأَعْوَلَ إِعْوالاً وعَوَّلَ تعويلاً إِذا صاح وبكى وعَوْل كلمة مثل وَيْب يقال عَوْلَك وعَوْلَ زيدٍ وعَوْلٌ لزيد وعالَ عَوْلُه وعِيلَ عَوْلُه ثَكِلَتْه أُمُّه الفراء عالَ الرجلُ يَعُولُ إِذا شَقَّ عليه الأَمر قال وبه قرأَ عبد الله في سورة يوسف ولا يَعُلْ أَن يَأْتِيَني بهم جميعاً ومعناه لا يَشُقّ عليه أَن يأَتيني بهم جميعاً وعالَني الشيء يَعُولُني عَوْلاً غَلَبني وثَقُلَ عليّ قالت الخنساء ويَكْفِي العَشِيرةَ ما عالَها وإِن كان أَصْغَرَهُمْ مَوْلِداً وعِيلَ صَبْرِي فهو مَعُولٌ غُلِب وقول كُثَيِّر وبالأَمْسِ ما رَدُّوا لبَيْنٍ جِمالَهم لَعَمْري فَعِيلَ الصَّبْرَ مَنْ يَتَجَلَّد يحتمل أَن يكون أَراد عِيلَ على الصبر فحَذف وعدّى ويحتمل أَن يجوز على قوله عِيلَ الرَّجلُ صَبْرَه قال ابن سيده ولم أَره لغيره قال اللحياني وقال أَبو الجَرَّاح عالَ صبري فجاء به على فعل الفاعل وعِيلَ ما هو عائله أَي غُلِب ما هو غالبه يضرب للرجل الذي يُعْجَب من كلامه أَو غير ذلك وهو على مذهب الدعاء قال النمر بن تَوْلَب وأَحْبِبْ حَبِيبَك حُبًّا رُوَيْداً فلَيْسَ يَعُولُك أَن تَصْرِما
( * قوله « أن تصرما » كذا ضبط في الأصل بالبناء للفاعل وكذا في التهذيب وضبط في نسخة من الصحاح بالبناء للمفعول )
وقال ابن مُقْبِل يصف فرساً خَدَى مِثْلَ الفالِجِيِّ يَنُوشُني بسَدْوِ يَدَيْه عِيلَ ما هو عائلُه وهو كقولك للشيء يُعْجِبك قاتله الله وأَخزاه الله قال أَبو طالب يكون عِيلَ صَبْرُه أَي غُلِب ويكون رُفِع وغُيِّر عما كان عليه من قولهم عالَتِ الفريضةُ إِذا ارتفعت وفي حديث سَطِيح فلما عِيلَ صبرُه أَي غُلِب وأَما قول الكميت وما أَنا في ائْتِلافِ ابْنَيْ نِزَارٍ بمَلْبوسٍ عَلَيَّ ولا مَعُول فمعناه أَني لست بمغلوب الرأْي مِنْ عِيل أَي غُلِبَ وفي الحديث المُعْوَلُ عليه يُعَذَّب أَي الذي يُبْكي عليه من المَوْتى قيل أَراد به مَنْ يُوصي بذلك وقيل أَراد الكافر وقيل أَراد شخصاً بعينه عَلِم بالوحي حالَه ولهذا جاء به معرَّفاً ويروى بفتح العين وتشديد الواو من عوّل للمبالغة ومنه رَجَز عامر وبالصِّياح عَوَّلوا علينا أَي أَجْلَبوا واستغاثو والعَوِيل صوت الصدر بالبكاء ومنه حديث شعبة كان إِذا سمع الحديث أَخَذَه العَوِيلُ والزَّوِيل حتى يحفظه وقيل كل ما كان من هذا الباب فهو مُعْوِل بالتخفيف فأَما بالتشديد فهو من الاستعانة يقال عَوَّلْت به وعليه أَي استعنت وأَعْوَلَت القوسُ صوّتت أَبو زيد أَعْوَلْت عليه أَدْلَلْت عليه دالَّة وحَمَلْت عليه يقال عَوِّل عليَّ بما شئت أَي استعن بي كأَنه يقول احْملْ عَليَّ ما أَحببت والعَوْلُ كل أَمر عَالَك كأَنه سمي بالمصدر وعالَه الأَمرُ يَعوله أَهَمَّه ويقال لا تَعُلْني أَي لا تغلبني قال وأَنشد الأَصمعي قول النمر بن تَوْلَب وأَحْبِب حَبِيبَك حُبًّا رُوَيْداً وقولُ أُمية بن أَبي عائذ هو المُسْتَعانُ على ما أَتى من النائباتِ بِعافٍ وعالِ يجوز أَن يكو فاعِلاً ذَهَبت عينُه وأَن يكون فَعِلاً كما ذهب إِليه الخليل في خافٍ والمالِ وعافٍ أَي يأْخذ بالعفو وعالَتِ الفَريضةُ تَعُول عَوْلاً زادت قال الليث العَوْل ارتفاع الحساب في الفرائض ويقال للفارض أَعِل الفريضةَ وقال اللحياني عالَت الفريضةُ ارتفعت في الحساب وأَعَلْتها أَنا الجوهري والعَوْلُ عَوْلُ الفريضة وهو أَن تزيد سِهامُها فيدخل النقصان على أَهل الفرائض قال أَبو عبيد أَظنه مأْخوذاً من المَيْل وذلك أَن الفريضة إِذا عالَت فهي تَمِيل على أَهل الفريضة جميعاً فتَنْقُصُهم وعالَ زيدٌ الفرائض وأَعالَها بمعنًى يتعدى ولا يتعدى وروى الأَزهري عن المفضل أَنه قال عالَت الفريضةُ أَي ارتفعت وزادت وفي حديث علي أَنه أُتي في ابنتين وأَبوين وامرأَة فقال صار ثُمُنها تُسْعاً قال أَبو عبيد أَراد أَن السهام عالَت حتى صار للمرأَة التُّسع ولها في الأَصل الثُّمن وذلك أَن الفريضة لو لم تَعُلْ كانت من أَربعة وعشرين فلما عالت صارت من سبعة وعشرين فللابنتين الثلثان ستة عشر سهماً وللأَبوين السدسان ثمانية أَسهم وللمرأَة ثلاثة من سبعة وعشرين وهو التُّسْع وكان لها قبل العَوْل ثلاثة من أَربعة وعشرين وهو الثُّمن وفي حديث الفرائض والميراث ذكر العَوْل وهذه المسأَلة التي ذكرناها تسمى المِنْبَريَّة لأَن عليًّا كرم الله وجهه سئل عنها وهو على المنبر فقال من غير رَوِيَّة صار ثُمُنها تُسْعاً لأَن مجموع سهامِها واحدٌ وثُمُنُ واحد فأَصلُها ثَمانيةٌ
( * قوله « فأصلها ثمانية إلخ » ليس كذلك فان فيها ثلثين وسدسين وثمناً فيكون اصلها من أربعة وعشرين وقد عالت الى سبعة وعشرين اه من هامش النهاية ) والسِّهامُ تسعةٌ ومنه حديث مريم وعالَ قلم زكريا أَي ارتفع على الماء والعَوْل المُستعان به وقد عَوِّلَ به وعليه وأَعْوَل عليه وعَوَّل كلاهما أَدَلَّ وحَمَلَ ويقال عَوَّلْ عليه أَي اسْتَعِنْ به وعَوَّل عليه اتَّكَلَ واعْتَمد عن ثعلب قال اللحياني ومنه قولهم إِلى الله منه المُشْتَكى والمُعَوَّلُ ويقال عَوَّلْنا إِلى فلان في حاجتنا فوجَدْناه نِعْم المُعَوَّلُ أَي فَزِعْنا إِليه حين أَعْوَزَنا كلُّ شيء أَبو زيد أَعالَ الرجلُ وأَعْوَلَ إِذا حَرَصَ وعَوَّلْت عليه أَي أَدْلَلْت عليه ويقال فلان عِوَلي من الناس أَي عُمْدَتي ومَحْمِلي قال تأَبَّط شرّاً لكِنَّما عِوَلي إِن كنتُ ذَا عِوَلٍ على بَصير بكَسْب المَجْدِ سَبَّاق حَمَّالِ أَلْوِيةٍ شَهَّادِ أَنْدِيةٍ قَوَّالِ مُحْكَمةٍ جَوَّابِ آفاق حكى ابن بري عن المُفَضَّل الضَّبِّيّ عِوَل في البيت بمعنى العويل والحُزْن وقال الأَصمعي هو جمع عَوْلة مثل بَدْرة وبِدَر وظاهر تفسيره كتفسير المفضَّل وقال الأَصمعي في قول أَبي كبير الهُذَلي فأَتَيْتُ بيتاً غير بيتِ سَنَاخةٍ وازْدَرْتُ مُزْدار الكَريم المُعْوِلِ قال هو من أَعالَ وأَعْوَلَ إِذا حَرَص وهذا البيت أَورده ابن بري مستشهداً به على المُعْوِلِ الذي يُعْوِل بدَلالٍ أَو منزلة ورجُل مُعْوِلٌ أَي حريص أَبو زيد أَعْيَلَ الرجلُ فهو مُعْيِلٌ وأَعْوَلَ فهو مُعْوِل إِذا حَرَص والمُعَوِّل الذي يَحْمِل عليك بدالَّةٍ يونس لا يَعُولُ على القصد أَحدٌ أَي لا يحتاج ولا يَعيل مثله وقول امرئ القيس وإِنَّ شِفائي عَبْرةٌ مُهَراقةٌ فهَلْ عِنْدَ رَسْمٍ دارسٍ مِن مُعَوَّل ؟ أَي من مَبْكىً وقيل من مُسْتَغاث وقيل من مَحْمِلٍ ومُعْتَمَدٍ وأَنشد عَوِّلْ على خالَيْكَ نِعْمَ المُعَوَّلُ
( * قوله « عوّل على خاليك إلخ » هكذا في الأصل كالتهذيب ولعله شطر من الطويل دخله الخرم )
وقيل في قوله فهلْ عند رَسْمٍ دارِسٍ من مُعَوَّلِ مذهبان أَحدهما أَنه مصدر عَوَّلْت عليه أَي اتَّكَلْت فلما قال إِنَّ شِفائي عَبْرةٌ مُهْراقةٌ صار كأَنه قال إِنما راحتي في البكاء فما معنى اتكالي في شفاء غَلِيلي على رَسْمٍ دارسٍ لا غَناء عنده عنِّي ؟ فسَبيلي أَن أُقْبِلَ على بُكائي ولا أُعَوِّلَ في بَرْد غَلِيلي على ما لا غَناء عنده وأَدخل الفاء في قوله فهل لتربط آخر الكلام بأَوّله فكأَنه قال إِذا كان شِفائي إِنما هو في فَيْض دمعي فسَبِيلي أَن لا أُعَوِّل على رَسمٍ دارسٍ في دَفْع حُزْني وينبغي أَن آخذ في البكاء الذي هو سبب الشّفاء والمذهب الآخر أَن يكون مُعَوَّل مصدر عَوَّلت بمعنى أَعْوَلْت أَي بكَيْت فيكون معناه فهل عند رَسْم دارس من إِعْوالٍ وبكاء وعلى أَي الأَمرين حمَلْتَ المُعوَّلَ فدخولُ الفاء على هل حَسَنٌ جميل أَما إِذا جَعَلْت المُعَوَّل بمعنى العويل والإِعوال أَي البكاء فكأَنه قال إِن شفائي أَن أَسْفَحَ ثم خاطب نفسه أَو صاحبَيْه فقال إِذا كان الأَمر على ما قدّمته من أَن في البكاء شِفاءَ وَجْدِي فهل من بكاءٍ أَشْفي به غَليلي ؟ فهذا ظاهره استفهام لنفسه ومعناه التحضيض لها على البكاء كما تقول أَحْسَنْتَ إِليَّ فهل أَشْكُرُك أَي فلأَشْكُرَنَّك وقد زُرْتَني فهل أُكافئك أَي فلأُكافِئَنَّك وإِذا خاطب صاحبيه فكأَنه قال قد عَرَّفْتُكما ما سببُ شِفائي وهو البكاء والإِعْوال فهل تُعْوِلان وتَبْكيان معي لأُشْفَى ببكائكما ؟ وهذا التفسير على قول من قال إِن مُعَوَّل بمنزلة إِعْوال والفاء عقدت آخر الكلام بأَوله فكأَنه قال إِذا كنتما قد عَرَفتما ما أُوثِرُه من البكاء فابكيا وأَعْوِلا معي وإِذا استَفْهم نفسه فكأَنه قال إِذا كنتُ قد علمتُ أَن في الإِعْوال راحةً لي فلا عُذْرَ لي في ترك البكاء وعِيَالُ الرَّجُلِ وعَيِّلُه الذين يَتَكفَّلُ بهم وقد يكون العَيِّلُ واحداً والجمع عالةٌ عن كراع وعندي أَنه جمع عائل على ما يكثر في هذا انحو وأَما فَيْعِل فلا يُكَسَّر على فَعَلةٍ البتَّةَ وفي حديث أَبي هريرة رضي الله عنه ما وِعاءُ العَشَرة ؟ قال رجُلٌ يُدْخِل على عَشَرةِ عَيِّلٍ وِعاءً من طعام يُريد على عَشَرةِ أَنفسٍ يَعُولُهم العَيِّلُ واحد العِيَال والجمع عَيَائل كَجَيِّد وجِياد وجَيائد وأَصله عَيْوِلٌ فأَدغم وقد يقع على الجماعة ولذلك أَضاف إِليه العشرة فقال عشرةِ عَيِّلٍ ولم يقل عَيَائل والياء فيه منقلبة عن الواو وفي حديث حَنْظَلة الكاتب فإِذا رَجَعْتُ إِلى أَهلي دَنَتْ مني المرأَةُ وعَيِّلٌ أَو عَيِّلانِ وحديث ذي الرُّمَّةِ ورُؤبةَ في القَدَر أَتُرَى اللهَ عز وجل قَدَّر على الذئب أَن يأْْكل حَلُوبةَ عَيائلَ عالةٍ ضَرَائكَ ؟ وقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث النفقة وابْدأْ بمن تَعُول أَي بمن تَمُون وتلزمك نفقته من عِيَالك فإِن فَضَلَ شيءٌ فليكن للأَجانب قال الأَصمعي عالَ عِيالَه يَعُولُهم إِذا كَفَاهم مَعاشَهم وقال غيره إِذا قاتهم وقيل قام بما يحتاجون إِليه من قُوت وكسوة وغيرهما وفي الحديث أَيضاً كانت له جاريةٌ فَعَالَها وعَلَّمها أَي أَنفق عليها قال ابن بري العِيَال ياؤه منقلبة عن واو لأَنه من عالَهُم يَعُولهم وكأَنه في الأَصل مصدر وضع على المفعول وفي حديث القاسم
( * قوله « وفي حديث القاسم » في نسخة من النهاية ابن مخيمرة وفي أُخرى ابن محمد وصدر الحديث سئل هل تنكح المرأَة على عمتها أو خالتها فقال لا فقيل له انه دخل بها وأعولت أفنفرق بينهما ؟ قال لا ادري ) أَنه دَخل بها وأَعْوَلَتْ أَي ولدت أَولاداً قال ابن الأَثير الأَصل فيه أَعْيَلَتْ أَي صارت ذاتَ عِيال وعزا هذا القول إِلى الهروي وقال قال الزمخشري الأَصل فيه الواو يقال أَعالَ وأَعْوَلَ إِذا كَثُر عِيالُه فأَما أَعْيَلَتْ فإِنه في بنائه منظور فيه إِلى لفظ عِيال لا إِلى أَصله كقولهم أَقيال وأَعياد وقد يستعار العِيَال للطير والسباع وغيرهما من البهائم قال الأَعشى وكأَنَّما تَبِع الصُّوارَ بشَخْصِها فَتْخاءُ تَرْزُق بالسُّلَيِّ عِيالَها ويروى عَجْزاء وأَنشد ثعلب في صفة ذئب وناقة عَقَرها له فَتَرَكْتُها لِعِيالِه جَزَراً عَمْداً وعَلَّق رَحْلَها صَحْبي وعالَ وأَعْوَلَ وأَعْيَلَ على المعاقبة عُؤولاً وعِيالةً كَثُر عِيالُه قال الكسائي عالَ الرجلُ يَعُول إِذا كثُر عِيالُه واللغة الجيدة أَعالَ يُعِيل ورجل مُعَيَّل ذو عِيال قلبت فيه الواو ياء طَلَبَ الخفة والعرب تقول ما لَه عالَ ومالَ فَعالَ كثُر عِيالُه ومالَ جارَ في حُكْمِه وعالَ عِيالَه عَوْلاً وعُؤولاً وعِيالةً وأَعالَهم وعَيَّلَهُم كلُّه كفاهم ومانَهم وقاتَهم وأَنفَق عليهم ويقال عُلْتُهُ شهراً إِذا كفيته مَعاشه والعَوْل قَوْتُ العِيال وقول الكميت كما خامَرَتْ في حِضْنِها أُمُّ عامرٍ لَدى الحَبْل حتى عالَ أَوْسٌ عِيالَها أُمُّ عامر الضَّبُعُ أَي بَقي جِراؤُها لا كاسِبَ لهنَّ ولا مُطْعِم فهن يتتَبَّعْنَ ما يبقى للذئب وغيره من السِّباع فيأْكُلْنه والحَبْل على هذه الرواية حَبْل الرَّمْل كل هذا قول ابن الأَعرابي ورواه أَبو عبيد لِذِي الحَبْل أَي لصاحب الحَبْل وفسر البيت بأَن الذئب غَلَب جِراءها فأَكَلَهُنَّ فَعَال على هذا غَلَب وقال أَبو عمرو الضَّبُعُ إِذا هَلَكَت قام الذئب بشأْن جِرائها وأَنشد هذا البيت والذئبُ يَغْذُو بَناتِ الذِّيخِ نافلةً بل يَحْسَبُ الذئبُ أَن النَّجْل للذِّيب يقول لكثرة ما بين الضباع والذئاب من السِّفاد يَظُنُّ الذئب أَن أَولاد الضَّبُع أَولاده قال الجوهري لأَن الضَّبُع إِذا صِيدَت ولها ولَدٌ من الذئب لم يزل الذئب يُطْعِم ولدها إِلى أَن يَكْبَر قال ويروى غال بالغين المعجمة أَي أَخَذ جِراءها وقوله لِذِي الحَبْل أَي للصائد الذي يُعَلِّق الحبل في عُرْقوبها والمِعْوَلُ حَديدة يُنْقَر بها الجِبالُ قال الجوهري المِعْوَل الفأْسُ العظيمة التي يُنْقَر بها الصَّخْر وجمعها مَعاوِل وفي حديث حَفْر الخَنْدق فأَخَذ المِعْوَل يضرب به الصخرة والمِعْوَل بالكسر الفأْس والميم زائدة وهي ميم الآلة وفي حديث أُمّ سَلَمة قالت لعائشة لو أَراد رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أَن يَعْهَدَ إِليكِ عُلْتِ أَي عَدَلْتِ عن الطريق ومِلْتِ قال القتيبي وسمعت من يرويه عِلْتِ بكسر العين فإِن كان محفوظاً فهو مِنْ عالَ في البلاد يَعيل إِذا ذهب ويجوز أَن يكون من عالَه يَعُولُه إِذا غَلَبَه أَي غُلِبْتِ على رأْيك ومنه قولهم عِيلَ صَبْرُك وقيل جواب لو محذوف أَي لو أَراد فَعَلَ فتَرَكَتْه لدلالة الكلام عليه ويكون قولها عُلْتِ كلاماً مستأْنفاً والعالَةُ شبه الظُّلَّة يُسَوِّيها الرجلُ من الشجر يستتر بها من المطر مخففة اللام وقد عَوَّلَ اتخذ عالةً قال عبد مناف بن رِبْعٍ الهُذْلي الطَّعْنُ شَغْشَغةٌ والضَّرْبُ هَيْقَعةٌ ضَرْبَ المُعَوِّل تحتَ الدِّيمة العَضَدا قال ابن بري الصحيح أَن البيت لساعدة بن جُؤيَّة الهذلي والعالَة النعامةُ عن كراع فإِمَّا أَن يَعْنيَ به هذا النوع من الحيوان وإِمَّا أَن يَعْنيَ به الظُّلَّة لأَن النَّعامة أَيضاً الظُّلَّة وهو الصحيح وما له عالٌ ولا مالٌ أَي شيء ويقال للعاثِر عاً لَكَ عالياً كقولك لعاً لك عالياً يدعى له بالإِقالة أَنشد ابن الأَعرابي أَخاكَ الذي إِنْ زَلَّتِ النَّعْلُ لم يَقُلْ تَعِسْتَ ولكن قال عاً لَكَ عالِيا وقول الشاعر أُمية بن أَبي الصلت سَنَةٌ أَزْمةٌ تَخَيَّلُ بالنا سِ تَرى للعِضاه فِيها صَرِيرا لا على كَوْكَبٍ يَنُوءُ ولا رِي حِ جَنُوبٍ ولا تَرى طُخْرورا ويَسُوقون باقِرَ السَّهْلِ للطَّوْ دِ مَهازِيلَ خَشْيةً أَن تَبُورا عاقِدِينَ النِّيرانَ في ثُكَنِ الأَذْ نابِ منها لِكَيْ تَهيجَ النُّحورا سَلَعٌ مَّا ومِثْلُه عُشَرٌ مَّا عائلٌ مَّا وعالَتِ البَيْقورا
( * قوله « فيها » الرواية منها وقوله « طخرورا » الرواية طمرورا بالميم مكان الخاء وهو العود اليابس او الرحل الذي لا شيء له وقوله « سلع ما إلخ » الرواية سلعاً ما إلخ بالنصب )
أَي أَن السنة الجَدْبة أَثْقَلَت البقرَ بما حُمِّلَت من السَّلَع والعُشَر وإِنما كانوا يفعلون ذلك في السنة الجَدْبة فيَعْمِدون إِلى البقر فيَعْقِدون في أَذْنابها السَّلَع والعُشَر ثم يُضْرمون فيها النارَ وهم يُصَعِّدونها في الجبل فيُمْطَرون لوقتهم فقال أُمية هذا الشعر يذكُر ذلك والمَعاوِلُ والمَعاوِلةُ قبائل من الأَزْد النَّسَب إِليهم مِعْوَليٌّ قال الجوهري وأَما قول الشاعر في صفة الحَمام فإِذا دخَلْت سَمِعْت فيها رَنَّةً لَغَطَ المَعاوِل في بُيوت هَداد فإِن مَعاوِل وهَداداً حَيَّانِ من الأَزْد وسَبْرة بن العَوَّال رجل معروف وعُوالٌ بالضم حيٌّ من العرب من بني عبد الله بنغَطَفان وقال أَتَتْني تَميمٌ قَضُّها بقَضِيضِها وجَمْعُ عُوالٍ ما أَدَقَّ وأَلأَما

( عيل ) عالَ يَعِيلُ عَيْلاً وعَيْلة وعُيولاً وعِيُولاً ومَعِيلاً افتقر والعَيِّلُ الفقير وكذلك العائل قال الله تعالى وَوَجَدَك عائلاً فأَغْنى وفي الحديث إِن الله يُبْغِضُ العائلَ المُخْتال العائل الفقير ومنه حديث صِلة أَمَّا أَنا فلا أَعِيلُ فيها أَي لا أَفْتقر وفي حديث الإِيمان وترى العالَة رؤوسَ الناس العالة الفقراء جمع عائل وقالوا في الدعاء على الإِنسان ما لَه مالَ وعالَ فمالَ عَدَلَ عن الحق وعالَ افتقر وقال مرَّة
( * قوله « وقال مرة إلخ » هي عبارة المحكم ولعل فاعل القول ابن جني المتقدم في عبارته كما يعلم بالوقوف عليها ) مالَ وعالَ بمعنى واحد افتقر واحتاج ورجل عائلٌ من قوم عالةٍ وعُيَّلٍ قال فَتَرَكْنَ نَهْداً عُيَّلاً أَبناؤُهم وبَنُو كِنانة كاللُّصُوت المُرَّد والاسم العَيْلة والعَيْلة والعالةُ الفاقة يقال عالَ يَعِيل عَيْلةً وعُيولاً إِذا افتقر وفي التنزيل وإِن خِفْتُمْ عَيْلةً وقال أُحَيْحة فهَلْ من كاهِنٍ أَو ذي إِلَهٍ إِذا ما كان من ريِّي قُفُول
( * قوله « ربي » هكذا في الأصل )
أُراهِنُه فيَرْهَنُني بَنِيه وأَرْهَنُه بَنِيَّ بما أَقول وما يَدْري الفقيرُ مَتى غِناه وما يَدْري الغَنِيُّ مَتى يَعِيل وما تَدْري إِذا أَزْمَعْتَ أَمْراً بأَيِّ الأَرض يُدْرِكُك المَقِيل وهو عائلٌ وقوم عَيْلة وفي الحديث ما عالَ مُقْتَصِدٌ ولا يَعِيل أَي ما افتقر والعالةُ جمع عائل تقول قوم عالةٌ مثل حائكٍ وحاكةٍ قال ابن بري ومنه الحديث أَن تَدَعَ وَرَثَتَك أَغنياء خَيرٌ من أَن تتركهم عالة يتَكَفَّفُون الناس أَي فقراء وعِيالُ الرجل وعَيِّله الذين يَتَكَفَّل بهم ويَعولهم قال سَلامٌ على يَحْيى ولا يُرْجَ عِنْدَه وَلاءٌ وإِن أَزْرى بعَيِّلِه الفَقْرُ وقد يكون العَيِّلُ واحداً ونسوة عَيائل فخصَّص النسوة ورجل مُعَيَّلٌ ذو عِيال ويقال عنده كذا وكذا عَيِّلاً أَي كذا وكذا نفساً من العيال ويقال ترَك يَتامى عَيْلى أَي فقراء وواحد العِيال عَيِّلٌ ويجمع عَيائل فعمَّ ولم يُخَصّص وعَيَّلَ عِيالَه أَهملهم قال لقد عَيَّلَ الأَيتامَ طعْنةُ ناشرَه وقيل عَيَّلهم صَيَّرَهم عِيالاً وعَيَّل فلان دابَّته إِذا أَهملها وسيَّبَها وأَنشد وإِذا يَقومُ به الحَسِيرُ يُعَيَّل أَي يُسَيَّب قال ابن سيده وعالَ الرجلُ وأَعالَ وأَعْيَلَ وعَيَّلَ كله كَثُر عِيالُه فهو مُعِيلٌ والمرأَة مُعِيلة وقال الأَخفش صار ذا عِيال ابن الكلبي ما زِلْت مُعِيلاً من العَيْلة أَي محتاجاً ابن الأَعرابي العِيَلُ
( * قوله « ابن الاعرابي العيل إلخ » كذا ضبط في الأصل بالكسر وكذا ضبط شارح القاموس بالعبارة نقلاً عن ابن الاعرابي والذي في نسخة من التهذيب العيل مضبوطاً بضمتين ) العَيْلة والعِيلُ جمع العائل وهو الفقير والعِيلُ جمع العائل وهو المُتَكَبِّر والمتبختر وقال يونس يقال طالت عَيْلتي إِياك بالياء أَي طالما عُلْتُك وأَعال الذئبُ والأَسد والنِّمِر يُعِيل إِعالةً إِذا التَمس شيئاً والعَيِّل منهن الملتمس الباحث والجمع عَياييل على غير قياس أَنشد سيبويه فيها عَياييلُ أُسودٌ ونُمُر وعالَ في مشْيه يَعِيل عَيْلاً وهو عَيَّال وتعَيَّل تبختر وتمايل واختال وتَعَيَّلَ يَتَعَيَّل إِذا فعل ذلك وفلان عَيَّالٌ متعيِّل أَي متبختر وعالَ في الأَرض يَعِيل عَيْلاً وعُيولاً وعِيُولاً ضرَب فيها وهو عَيَّال
( * قوله « ضرب فيها وهو عيال إلخ » هكذا في الأصل وعبارة المحكم وعال في الارض عيلاً وعيولاً وعيولاً وهو عيال ذهب إلخ ) ذهَب ودار كعارَ قال أَوس في صفة فرس لَيْثٌ عليه من البَرْدِيِّ هِبْرِيةٌ كالمَرْزُبانِيِّ عَيَّالٌ بأَوصال أَي متبختر ويروى عَيَّار وقد تقدم ذكره والعَيَّال المتبختر في مشيه قال ابن بري والمشهور في رواية من رواه عَيَّال أَن يكون تمام البيت بآصال أَي يخرج العَيَّال المتبختر بالعَشِيَّات وهي الأَصائل متبختراً والذي ذكره الجوهري عَيَّال بأَوصال في ترجمة رزب وليس كذلك في شعره إِنما هو على ما ذكرناه وجمع عَيَّال المتبختر عَيايِيلُ قال حكيم ابن مُعَيَّة الرَّبَعي من تميم يصف قَناةً نبتت في موضع محفوف بالجبال والشجر حُفَّتْ بأَطْواد جِبالٍ وحُظُر في أَشَبِ الغِيظان مُلْتَفِّ السَّمُر فيه عَيايِيلُ أُسودٌ ونُمُر الحُظُر الموضع الذي حوله شجر كالحَظِيرة قال ابن بري ومن العَيْل التبختُر قول حميد لم تَجِدْ لها تَكالِيفَ إِلاَّ أَن تَعِيلَ وتَسْأَما وامرأَة عَيَّالةٌ متبخترة وعالَ الفرسُ يَعِيل عَيْلاً إِذا ما تَكفَّأَ في مِشْيته وتمايل فهو فرس عَيَّالٌ وذلك لكرمه وكذلك الرجل إِذا تبختر في مِشْيته وتمايل وأَعالَ الرجلُ وأَعْوَل إِعْوالاً أَي حَرَص وترَك أَولاده يَتامى عَيْلى أَي فقراء وعالَني الشيءُ يَعِيلني عَيْلاً ومَعِيلاً أَعْوَزني وأَعْجَزَني وعالَ الميزانُ يَعِيل جار وقيل زاد قال أَبو طالب ابن عبد المطلب جَزَى اللهُ عَنَّا عَبْد شَمْسٍ ونَوْفَلاً عُقوبةَ شَرٍّ عاجلٍ غيرِ آجِل بميزانِ صِدْقٍ لا يُغِلُّ شَعِيرةً له شاهِدٌ من نَفْسِه غيرُ عائِل ومكيال عائلٌ زائد على غيره هذه عن ابن الأَعرابي وعالَ للضَّالَّةِ
( * قوله « وعال للضالة » كذا في الأصل باللام وهو الذي في نسختي النهاية والمحكم والتهذيب وفي القاموس ونسختين من الصحاح وعال الضالة من غير لام ) يَعِيل عَيْلاً وعَيَلاناً إِذا لم يَدْرِ أَين يَبْغِيها روى صخر بن عبد الله بن بُرَيدة عن أَبيه عن جده قال بَيْنا هو جالس بالكوفة في مجلس مع أَصحابه فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إِنَّ من البَيانِ لسِحْراً وإِنَّ من العِلم جَهْلاً وإِنَّ من الشِّعر حِكَماً وإِن من القول عَيْلاً قيل قوله عَيْلاً عَرْضُك كلامَك على من لا يريده وليس من شأْنه كأَنه لم يَهْتَدِ لمن يطلب كلامَه فَعَرَضه على من لا يريد يونس لا يَعُول أَحد على القَصْد أَي لا يحتاج ولا يَعِيل مثله والتعييل سُوءُ الغِذاء وعَيَّلَ الرجلُ فرسَه إِذا سَيَّبه في المفازة قال ابن بري شاهده قول الباهلي نَسْقي قَلائصَنا بماء آجِنٍ وإِذا يَقُوم به الحَسِيرُ يُعَيَّل أَي إِذا حَسِر البعير أُخِذَتْ عنه أَداته وتُركَ مُهمَلاً بالفلاة والعَيْلان الذَّكَر من الضِّباع وعَيْلان اسم أَبي قَيْس بن عَيْلان وقيل كان اسم فرس فأُضيف إِليه قال الجوهري ويقال للناس بن مُضَر بن نِزار قَيْسُ عَيْلان وليس في العرب عَيْلانُ غيره وهو في الأَصل اسم فرسه ويقال هو لقب مُضَر لأَنه يقال قَيْسُ بن عَيْلانَ وقال زُفَر بن الحرث أَلا إِنَّما قَيْسُ بنُ عَيْلانَ بَقَّةٌ إِذا وَجَدَتْ رِيحَ العُصَيْر تَغَنَّتِ

( غتل ) غَتلَ المكانُ غَتَلاً فهو غَتِلٌ كثر فيه الشجر قال ابن دريد ولا أَدري ما صحته ونخل غتِلٌ ملتفٌّ يمانية

( غدفل ) رجل غِدَفْلٌ طويل وبعير غِدَفْلٌ سابغُ شعر الذنب وأَنشد الأَزهري في ترجمة عزهل يَتْبَعْنَ زَيّافَ الضُّحَى عُزاهِلا يَنْفُجُ ذا خَصائلٍ غُدافِلا وقال غُدافِل كثير سبيب الذَنَب أَبو عمرو كبش غُدافل كثير سبيب الذنب وغَدافِلُ الثياب خُلْقانُها وفي المثل غَرَّني بُرْداكِ من غَدافِلِي وذلك أَن رجلاً سأَل رجلاً أَن يكسوه فوعده فأَلقى خُلْقانَه ثم لم يكسه وعيش غَدْفَلٌ وغِدَفْلٌ وغِدْفِل ودَغْفَلِيٌ ودَغْفِلِيٌّ واسع قال الشاعر رَعَثات عُنْبُلِها الغِدَفْلِ الأَرْعَل ورحمة غِدَفْلةٌ واسعة ومُلاءة غِدَفْلة واسعة

( غرل ) العُرْلة القُلْفة وفي حديث أَبي بكر لأَنْ أَحْمِل عليه غُلاماً ركب الخيل على غُرْلَتِه أَحِبُّ إِليَّ من أَن أَحْمِلك عليه يريد ركبها في صغره واعتادها قبل أَن يُخْتَن وفي حديث طلحة كان يَشُورُ نَفْسَه على غُرْلَتِه أَي يسعى ويَخِفُّ وهو صبيّ وفي حديث الزِّبْرِقان أَحَبُّ صِبْيانِنا إِلينا الطويلُ الغُرْلة إِنما أَعجبه طولها لتمام خلقه والغُرْلُ القُلْفُ والأَغْزَلُ الأَقْلف الأَحمر رجل أَرْغَلُ وأَغْزَلُ وهو الأَقلف وفي الحديث يُحْشَرُ الناس يوم القيامةُ عُراةً حُفاة غُرْلاً بُهْماً أَي قُلْفاً والغُرْلُ جمع الأَغْرَل وعامٌ أَغْرَلُ خَصِيب وعيش أَغْرَلُ أَي واسع ورجل غَرِلٌ مسترخي الخَلْقِ قال العجاج لا غَرِل الخَلْقِ ولا قصير ورمح غَرِلٌ سيّء الطول مُفْرِطه وأَنشد بيت العجاج أَيضاً وقال ثعلب الغِرْيَلُ والغِرْيَنُ ما يبقى من الماء في الحوض والغديرُ الذي تبقى فيه الدَّعامِيصُ لا يقدر على شربه وكذلك ما يبقى في أَسفل القارورة من الثُّفْل وقيل هو ثُفْل ما صبغ به وقال الأَصمعي الغِرْيَلُ أَن يجيء السيل فيثبت على الأَرض ثم يَنْضُبَ فإِذا جفّ رأَيت الطين رقيقاً قد جفّ على وجه الأَرض قد تشقّق وقال أَبو زيد في كتاب المطر هو الطين يحمله السيل فيبقى على وجه الأَرض رطباً كان أَو يابساً وقيل الغِرْيَلُ الطين الذي يبقى في الحوض

( غربل ) غَرْبَلَ الشيء نَخَله والغِرْبالُ ما غُرْبِلَ به معروف غَرْبَلْت الدقيق وغيره ويقال غَرْبَلَه إِذا قطعه وقوله فلولا اللهُ والمُهْرُ المُفَدَّى لَرُحْتَ وأَنت غِرْبالُ الإِهاب فإِنه وضع الغِرْبالَ مكان مُخَرَّق ولولا ذلك لما جاز أَن يجعل الغِرْبال في موضع المُغَرْبَل والمُغَرْبَلُ المُنْتقى كأَنه نُقِّيَ بالغِرْبال وفي الحديث كيف بكم إِذا كنتم في زمان يُغَرْبَلُ الناسُ فيه غَرْبَلةً أَي يذهب خيارهُم ويبقى أَرْذالُهم والمُغَرْبَلُ من الرجال الدُّونُ كأَنه خرج من الغِربال وقيل في تفسير الحديث يذهب خيارهم بالموت والقتل وتبقى أَرذالُهم الجعدي غَرْبَلَ فلانٌ في الأَرض إِذا ذهب فيها وفي الحديث أَعْلِنُوا النكاح واضربوا عليه بالغِرْبال عنى بالغِرْبال الدُّفَّ شبّه الغربال به في استدارته وغَرْبَلَهم قَتَلَهم وطحَنَهم والمُغَرْبَل المقتول المنتفخ قال أَحْيا أَباه هاشم بن حَرْمَله يومَ الهَباءَاتِ ويوم اليَعْمَله ترى الملوكَ حَوْلَه مُغَرْبَله ورُمْحَه للوالدات مَثْكَله يقتل ذا الذنبِ ومن لا ذنب له وقيل عنى بالمُغَرْبَلة أَنه يَنْتَقي السادة فيقتلهم فهو على هذا من الأَول وقال شمر المُغَرْبَلُ المُفَرَّق غَرْبَلَه أَي فرّقه وفي حديث مكحول ثم أَتَيْتُ الشأْم فغَرْبَلْتُها أَي كشفت حالَ مَنْ بها وخَبَرْتُهم كأَنه جعلهم في غِرْبالٍ ففرق بين الجيِّد والرديء وفي حديث ابن الزبير أَتَيْتُموني فاتِحي أَفواهِكم كأَنكم الغِرْبِيلُ قيل هو العصفور

( غرزحل ) أَبو زيد الغِرْزَحْلة
( * قوله « الغرزحلة إلخ » هذا هو الصواب وتقدم في مادة قسبر القزرحلة والقحربة ) بالغين العصا قال وهي القَحْزَنَة

( غرقل ) غَرْقَلَت البيضةُ مَذِرَت والبِطِّيخة فسد ما في جوفها قال الأَزهري الغِرْقِلُ بياض البيض بالغين ابن الأَعرابي غَرْقَلَ إِذا صبَّ على رأْسه الماء بمرة واحدة

( غرمل ) الغُرْمولُ الذكر الضخم الرخو وقد قيل الذكر مطلقاً ويقال له الغرمول قبل أَن تقطع غُرْلتُه هذا قول أَبي زيد وقد جاء في الحديث عن ابن عمر أَنه نظر إِلى غرامِيل الرجال في الحمّام فقال أَخْرجوني وكانوا مُخْتَتِنِين من غير شكٍّ وقيل الغُرْمول لِذَواتِ الحافر قال بشر وخِنْذِيذٍ ترى الغُرْمولَ منه كَطَيِّ الزِّقِّ عَلّقَه التِّجارُ

( غزل ) غَزَلَت المرأَة القطن والكتان وغيرهما تَغْزله غَزْلاً وكذلك اغْتَزَلَتْه وهي تَغْزِل بالمِغْزل ونسوةٌ غُزَّلٌ غَوازُِلُ قال جندل بن المثنى الحارثي كأَنه بالصَّحْصَحانِ الأَنْجَلِ قُطْنٌ سُخامٌ بأَيادي غُزَّلِ على أَن الغُزَّلَ قد يكون هنا الرجالَ لأَن فُعَّلاً في جمع فاعلٍ من المذكر أَكثر منه في جمع فاعِلة والغَزْلُ أَيضاً المغزول والغَزْلُ ما تغْزِلُه مذكر والجمع غُزول قال ابن سيده وسمى سيبويه ما تنسجه العنكبوت غَزْلاً فقال في قول العجاج كأَنّ نَسْجَ العنكبوت المُرْمَل الغَزْلُ مذكر والعنكبوت أُنثى كذا قال الغَزْل مذكر وأَضرب عن ذكر النسج الذي في شعر العجاج واستعمال أَبو النجم الغزل في الجبل
( * قوله « في الجبل » هكذا في الأصل ) فقال يَنْفِشُ منه الموت ما لا تَغْزِلُه واسم ما تَغْزلُ به المرأَة المِغْزَلُ والمُغْزَلُ والمَغْزَلُ تميم تكسر الميم وقيس تضمها والأَخيرة أَقلها والأَصل الضم وإِنما هو مِنْ أُغْزِلَ أَي أُدِيرَ وفُتِل وأَغْزَلَت المرأَة أَدارت المِغْزَلَ قال الشاعر من السَّيْلِ والغُثَّاءِ فَلْكة مِغْزَل قال الفراء وقد استثقلت العرب الضمة في حروف وكسرت ميمها وأَصلها الضم من ذلك مِصْحَف ومِخْدَع ومِجْسَد ومِطْرَف ومِغْزَل لأَنها في المعنى أُخذت من أُصْحِف أَي جُمعت فيه الصحف وكذلك المِغْزَل إِنما هو من أُغْزِل أَي فُتِل وأُدير فهو مُغْزَل وفي كتاب لقوم من اليهود عليكم كذا وكذا ورُبع المغْزل أَي ربع ما غَزَلَ نساؤكم قال ابن الأَثير هو بالكسر الآلة وبالفتح موضع الغَزْل وبالضم ما يجعل فيه الغَزْل وقيل هو حُكْم خص به هؤلاء والمُغَيْزِل حبل دقيق قال ابن سيده أَراه شُبّه بالمِغْزل لدقته قال حكى ذلك الحِرْمازي وأَنشد وقال اللَّواتي كنّ فيها يَلُمْنَني لعل الهوى يوم المُغَيزِل قاتِلُهْ والغَزَلُ حديثُ الفِتْيان والفَتَيات ابن سيده الغَزَلُ اللهو مع النساء وكذلك المَغْزَلُ قال تقول لِيَ العَبْرَى المُصابُ حَلِيلُها أَيا مالكٌ هل في الظَّعائِن مَغْزَلُ ؟ ومُغازَلَتُهنّ مُحادثتُهن ومُراوَدتُهنَّ وقد غازَلَها والتَّغَزُّلُ التكلّف لذلك وأَنشد صُلْب العَصا جافٍ عن التَّغَزُّل تقول غازَلْتُها وغازَلَتْني وتَغَزَّلَ أَي تكلف الغَزَلَ وقد غَزِلَ غَزلاً وقد تَغَزَّلَ بها وغازَلَها وغازَلَتْه مُغازَلة ورجل غَزِلٌ مُتَغَزِّلٌ بالنساء على النسب أَي ذو غَزَلٍ وفي المثل هو أَغْزَلُ من امرئ القيس والعرب تقول أَغْزَلُ من الحُمَّى يريدون أَنها معتادة للعليل متكررة عليه فكأَنها عاشقة له مُتَغَزلة به ورجل غَزِلٌ ضعيف عن الأَشياء فاترٌ فيها عن ابن الأَعرابي وغازَلَ الأَرْبَعين دَنا منها عن ثعلب والغَزالُ من الظِّباء الشادِنُ قَبْل الإِثْناءِ حين يتحرك ويمشي وتشبه به الجارية في التشبيب فيذكّر النعت والفعل على تذكير التشبيه وقيل هو بَعْد الطَّلا وقيل هو غَزالٌ من حين تَلِدُهُ أُمُّه إِلى أَن يبلغ أَشَدَّ الإِحْضار وذلك حين يَقْرُن قوائمه فيضعها معاً ويرفعها معاً والجمع غِزْلة وغِزْلانٌ مثل غِلْمة وغِلْمان والأُنثى بالهاء وقد أَغْزَلَت الظبيةُ وظبية مُغْزِلٌ ذات غَزال وغَزِلَ الكلبُ بالكسر غَزَلاً إِذا طلب الغَزَالَ حتى إِذا أَدركه وثَغا من فَرَقِه انصرف منه ولهِيَ عنه ابن الأَعرابي الغَزَلُ مِنْ غَزِلَ الكلبُ بالكسر أَي فَتَر وهو أَن يطلب الغَزال فإِذا أَحسَّ بالكلب خَرِقَ أَي لَصِقَ بالأَرض ولَهِيَ عنه الكلبُ وانصرف فيقال غَزِلَ واللهِ كلبُك وهو كلب غَزِلٌ ويقال للضعيف الفاتر عن الشيء غَزِلٌ ومنه رجل غَزِلٌ لصاحب النساء لضعفه عن غير ذلك والغَزالةُ الشمس وقيل هي الشمس عند طلوعها يقال طلعت الغَزالةُ ولا يقل غابت الغَزالةُ ويقال غرَبت الجَوْنةُ وإِنما سميت جَوْنةً لأَنها تَسْودّ عند الغُروب ويقال الغَزالةُ الشمس إِذا ارتفع النهار وقيل الغَزالةُ عين الشمس وغَزالةُ الضحى وغَزالاتُه بعدما تنبسط الشمس وتُضْحي وقيل هو أَول الضحى إِلى مَدِّ النهار الأَكْبَرِ حتى يمضي من النهار نحوٌ من خُمُسِه يقال أَتيتُه غَزالاتِ الضُّحى قال يا حَبَّذا أَيامَ غَيْلانَ السُّرى ودَعْوةُ القوم أَلا هل مِنْ فتًى يَسُوق بالقوم غَزالاتِ الضحى ؟ وأَنشد أَبو عبيد لعُتَيبة بن الحرث اليربوعي تَرَوَّحْنا من اللَّعْباءِ عَصْراً فأَعْجَلْنا الغَزالةَ أَن تَؤُوبا ويقال فأَعجلنا الإِلاهةَ وهي المَهاة ويقال جاءنا فُلان في غَزالةِ الضحى قال ذو الرمة فأَشرفْتُ الغزالةَ رأْسَ حُزْوى أَراقِبُهم وما أغنى قِبالا يعني الأَظْعانَ ونصب الغزالة على الظرف وقال ابن خالويه الغزالة في بيت ذي الرمة الشمس وتقديرُه عنده فأَشرفتُ طلوعَ الغَزالةِ ورأْس حُزْوى مفعول أَشْرَفْت على معنى علَوْت أَي علوت رأْس حزوى طلوع الشمس وجمعُ غَزالةِ الضحى غَزالاتٌ قال دَعَتْ سُلَيْمى دَعْوَةً هل مِنْ فَتًى يَسُوقُ بالقوم غَزالاتِ الضُّحى ؟ وغَزالةُ والغَزالةُ المرأَة الحَرُوريّة معروفة سميت بأَحد هذه الأَشياء قال أَيْمُنُ بن خُرَيم أَقامَت غَزالةُ سُوقَ الضِّراب لأَهْلِ العِراقَيْن حَوْلاً قَمِيطا وقال آخر هلاَّ كَرَرْتَ على غَزالَة في الوَغى ؟ بل كان قَلْبُك في جَناحَيْ طائر
( * هذا البيت لعمران بن حِطّان يتهكم فيه الحجَّاج وفي رواية أخرى هلاّ برزت الى غزالة في الوغى )
وغَزالُ شَعْبانَ ضربٌ من الجنادب وغَزالٌ موضع قال سويد بن عمير الهذلي أَقْرَرْت لمَّا أَن رأَيت عَدِيَّنا ونَسِيت ما قدّمْت يومَ غَزالِ وفَيْفاء غَزالٍ وقَرْنُ غزال موضعان والغَزالةُ عُشْبة من السُّطَّاح ينفرش على الأَرض يخرج من وسطه قضيب طويل يُقْشَر ويؤكل حلواً ودمُ الغَزال نبات شبيه بنبات البقلة التي تسمى الطَّرْخُون يؤكل وله حُروفة وهو أَخضر وله عِرق أَحمر مثل عرق الأَرْطاة تخطِّط بمائه مَسَكاً حُمْراً في أَيديهن وغَزال وغُزَيّل اسمان

( غسل ) غَسَلَ الشيء يَغْسِلُه غَسْلاً وغُسْلاً وقيل الغَسْلُ المصدر من غَسَلْت والغُسْل بالضم الاسم من الاغتسال يقال غُسْل وغُسُل قال الكميت يصف حمار وحش تحت الأَلاءة في نوعين من غُسُلٍ باتا عليه بِتَسْحالٍ وتَقْطارِ يقول يسيل عليه ما على الشجرة من الماء ومرة من المطر والغُسْل تمام غَسل الجسد كله وشيء مَغْسول وغَسِيل والجمع غَسْلى وغُسَلاء كما قالوا قَتْلى وقُتَلاء والأُنثى بغير هاء والجمع غَسالى الجوهري مِلْحَفة غَسِيل وربما قالوا غَسِيلة يذهب بها إِلى مذهب النعوت نحو النَّطِيحة قال ابن بري صوابه أَن يقول يذهب بها مذهب الأَسماء مثل النَّطِيحة والذَّبِيحة والعَصِيدة وقال اللحياني ميت غَسِيل في أَموات غَسْلى وغُسَلاء وميتة غَسيل وغَسِيلة الجوهري والمَغْسِل والمَغْسَل بكسر السين وفتحها مغسِل الموتى المحكم مَغْسِلُ الموتى ومَغْسَلُهم موضع غَسْلهم والجمع المَغاسل وقد اغْتَسَلَ بالماء والغَسُول الماء الذي يُغْتَسل به وكذلك المُغتَسَل وفي التنزيل العزيز هذا مُغْتَسَل باردٌ وشراب والمُغْتَسل الموضع الذي يُغْتَسل فيه وتصغيره مُغَيْسِل والجمع المَغاسِلُ والمَغاسيل وفي الحديث وضعت له غُسْلَه من الجنابة قال ابن الأَثير الغُسْلُ بالضم الماء القليل الذي يُغْتَسل به كالأُكْل لما يؤكل وهو الاسم أَيضاً من غَسَلْته والغَسْل بالفتح المصدر وبالكسر ما يُغْسل به من خِطْميّ وغيره والغِسل والغِسْلة ما يُغْسَل به الرأْس من خطميّ وطين وأُشْنان ونحوه ويقال غَسُّول وأَنشد شمر فالرَّحْبَتانِ فأَكنافُ الجَنابِ إِلى أَرضٍ يكون بها الغَسُّول والرَّتَمُ وقال تَرْعى الرَّوائِمُ أَحْرارَ البقول ولا تَرْعى كَرَعْيكمُ طَلْحاً وغَسُّولا أَراد بالغَسُّول الأُشنان وما أَشبهه من الحمض ورواه غيره لا مثل رعيكمُ مِلْحاً وغَسُّولا وأَنشد ابن الأَعرابي لعبد الرحمن بن دارة في الغِسْل فيا لَيْلَ إِن الغِسْلَ ما دُمْتِ أَيِّماً عليّ حَرامٌ لا يَمَسُّنيَ الغِسْلُ أَي لا أُجامع غيرها فأَحتاج إِلى الغِسل طمعاً في تزوّجها والغِسْلة أَيضاً ما تجعله المرأَة في شعرها عند الامتشاط والغِسْلة الطيب يقال غِسْلةٌ مُطَرّاة ولا تقل غَسْلة وقيل هو آسٌ يُطَرَّى بأَفاوِيهَ من الطيب يُمْتَشط به واغْتَسَل بالطِّيب كقولك تضَمَّخ عن اللحياني والغَسُول كل شيء غَسَلْت به رأْساً أَو ثوباً أَو نحوه والمَغْسِل ما غُسِل فيه الشيء وغُسالة الثوب ما خرج منه بالغَسْل وغُسالةُ كل شيء ماؤُه الذي يُغْسَل به والغُسالة ما غَسَلْت به الشيء والغِسْلِينُ ما يُغْسَلُ من الثوب ونحوه كالغُسالة والغِسْلِينُ في القرآن العزيز ما يَسِيل من جلود أَهل النار كالقيح وغيره كأَنه يُغْسل عنهم التمثيل لسيبويه والتفسير للسيرافي وقيل الغِسْلِينُ ما انْغَسل من لحوم أَهل النار ودمائهم زيد فيه الياء والنون كما زيد في عِفِرِّين قال ابن بري عند ابن قتيبة أَن عِفِرِّين مثل قِنَّسْرِين والأَصمعي يرى أَن عِفِرِّين معرب بالحركات فيقول عفرينٌ بمنزلة سِنينٍ وفي التنزيل العزيز إِلاَّ مِنْ غِسْلينٍ لا يأْكله إِلاَّ الخاطئون قال الليث غِسْلِينٌ شديد الحر قال مجاهد طعام من طعام أَهل النار وقال الكلبي هو ما أَنْضَجَت النار من لحومهم وسَقَط أَكَلوه وقال الضحاك الغِسْلِينُ والضَّرِيعُ شجر في النار وكل جُرْح غَسَلْتَه فخرج منه شيء فهو غِسْلِينٌ فِعْلِينٌ من الغَسْل من الجرح والدبَر وقال الفراء إِنه ما يَسِيل من صديد أَهل النار وقال الزجاج اشتقاقه مما يَنْغَسِل من أَبدانهم وفي حديث علي وفاطمة عليهما السلام شَرابُه الحميمُ والغِسْلِينُ قال هو ما يُغْسَل من لحوم أَهل النار وصَدِيدهم وغَسِيلُ الملائكة حنظلة بن أَبي عامر الأَنصاري ويقال له حنظلة بن الراهب استشهد يوم أُحُد وغسَّلَتْه الملائكة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأَيت الملائكة يُغَسِّلونه وآخرين يَسْتُرونه فسُمِّي غَسِيل الملائكة وأَولاده يُنْسَبون إِليه الغَسيلِيِّين وذلك أَنه كان أَلمَّ بأَهله فأَعجلَه النَّدْبُ عن الاغتِسال فلما استُشْهِد رأَى النبيُّ صلى الله عليه وسلم الملائكةَ يُغَسِّلونه فأَخبر به أَهله فذَكَرَتْ أَنه كان أَلمَّ بها وغَسَلَ اللهُ حَوْبَتَك أَي إِثْمَك يعني طهَّرك منه وهو على المثل وفي حديث الدعاء واغْسِلْني بماء الثلج والبرد أَي طَهِّرْني من الذنوب وذِكْرُ هذه الأَشياء مبالغة في التطهير وغَسَلَ الرجلُ المرأَة يَغْسِلُها غَسْلاً أَكثر نكاحها وقيل هو نكاحُه إِيّاها أَكْثَرَ أَو أَقَلَّ والعين المهملة فيه لغة ورجل غُسَلٌ كثير الضِّراب لامرأَته قال الهذلي وَقْع الوَبِيل نَحاه الأَهْوَجُ الغُسَلُ وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال من غَسَّلَ يوم الجمعة واغْتَسَل وبَكَّرَ وابتكر فيها ونِعْمَت قال القتيبي أَكثر الناس يذهبون إِلى أَن معنى غَسَّل أَي جامع أَهله قبل خروجه للصلاة لأَن ذلك يجمع غضَّ الطَّرْف في الطريق لأَنه لا يُؤْمَن عليه أَن يرى في طريقه ما يَشْغل قلْبَه قال ويذهب آخرون إِلى أَن معنى قوله غَسَّلَ توضأَ للصلاة فغَسَلَ جوارح الوضوء وثُقِّل لأَنه أَراد غَسْلاً بعد غَسْل لأَنه إِذا أَسبغ الوضوء غسَلَ كل عضو ثلاث مرات ثم اغتسل بعد ذلك غُسْلَ الجمعة قال الأَزهري ورواه بعضهم مخففاً مِنْ غَسَل بالتخفيف وكأَنه الصواب من قولك غَسَلَ الرجلُ امرأَته وغَسَّلَها إِذا جامعها ومثله فحل غُسَلةٌ إِذا أَكثر طَرْقَها وهي لا تَحْمِل قال ابن الأَثير يقال غَسل الرجلُ امرأَته بالتشديد والتخفيف إِذا جامعها وقيل أَراد غَسَّل غيرَه واغْتَسَل هو لأَنه إِذا جامع زوجته أَحْوَجَها إِلى الغُسْل وفي الحديث مَنْ غَسل الميِّتَ فلْيَغْتَسِلْ قال ابن الأَثير قال الخطابي لا أَعلم أَحداً من الفقهاء يوجب الاغتسال من غُسْل الميت ولا الوضوء من حَمْلِه ويشبه أَن يكون الأَمر فيه على الاستحباب قال ابن الأَثير الغُسْل من غسْل الميت مسنون وبه يقول الفقهاء قال الشافعي رضي الله عنه وأُحِبُّ الغُسْل من غسْلِ الميِّت ولو صح الحديث قلت به وفي الحديث أَنه قال فيما يحكي عن ربه وأُنْزِلُ عليك كتاباً لا يَغْسِلُه الماء تقرؤُه نائماً ويَقْظانَ أَراد أَنه لا يُمْحَى أَبداً بل هو محفوظ في صدور الذين أُوتوا العلم لا يأْتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وكانت الكتب المنزلة لا تُجْمَع حِفْظاً وإِنما يعتمد في حفظها على الصحف بخلاف القرآن العزيز فإِن حُفَّاظَه أَضعاف مضاعفة لصُحُفِه وقوله تقرؤُه نائماً ويقظان أَي تجمعه حفظاً في حالتي النوم واليقظة وقيل أَراد تقرؤُه في يسر وسهولة وغَسَل الفحلُ الناقةَ يَغْسِلُها غَسْلاً أَكثر ضِرابها وفحل غِسْلٌ وغُسَلٌ وغَسِيل وغُسَلة مثال هُمَزة ومِغْسَلٌ يكثر الضراب ولا يلقح وكذلك الرجل ويقال للفرس إِذا عَرِق قد غُسِلَ وقد اغْتَسَلَ وأَنشد ولم يُنْضَحْ بماءٍ فيُغْسَل وقال آخر وكلُّ طَمُوحٍ في العِنانِ كأَنها إِذا اغْتَسَلَتْ بالماء فَتْخاءُ كاسِرُ وقال الفرزدق لا تَذْكُروا حُلَلَ المُلوك فإِنكم بَعْدَ الزُّبَيْر كحائضٍ لم تُغْسَل أَي تغتَسِل وفي حديث العين العَيْنُ حَقٌّ فإِذا اسْتُغْسِلْتُم فاغْسِلوا أَي إِذا طلب مَن أَصابته
( * قوله « أي إذا طلب من أصابته » هكذا في الأصل بدون ذكر جواب إذا وعبارة النهاية أي إذا طلب من أصابته العين أن يغتسل من أصابه بعينه فليجبه كان من عادتهم أن الانسان إذا أصابته عين من أحد جاء إلى العائن بقدح إلى آخر ما هنا ) العينُ من أَحد جاء إِلى العائن بقدَح فيه ماء فيُدْخل كفه فيه فيتمضمض ثم يمجُّه في القدح ثم يغسل وجهه فيه ثم يدخل يده اليسرى فيصب على يده اليمنى ثم يدخل يده اليمنى فيصب على يده اليسرى ثم يدخلْ يدَه اليسرى فيصبّ على مرفقه الأَيمن ثم يدخل يده اليمنى فيصب على مرفقه الأَيسر ثم يدخل يده اليسرى فيصب على قدمه اليمنى ثم يدخل يده اليمنى فيصب على قدمه اليسرى ثم يدخل يده اليسرى فيصب على ركبته اليمنى ثم يدخل يده اليمنى فيصب على ركبته اليسرى ثم يغسل داخلة الإِزارِ ولا يوضَع القدحُ على الأَرض ثم يُصَبُّ ذلك الماء المستعمَل على رأْس المصاب بالعين من خلفِه صبَّة واحدة فيبرأُ بإِذن الله تعالى وغسَلَه بالسَّوط غَسْلاً ضرَبه فأَوجعه والمَغاسلُ مواضع معروفة وقيل هي أَوْدِية قِبَل اليمامة قال لبيد فقد نَرْتَعِي سَبْتاً وأَهلُك حِيرةً مَحَلَّ الملوكِ نُقْدة فالمَغاسِلا وذاتُ غِسْل موضع دون أَرض بني نُمَير قال الراعي أَنَخْنَ جِمالَهنَّ بذات غِسْلٍ سَراةُ اليوم يَمْهَدْن الكُدونا ابن بري والغاسول جبل بالشام قال الفرزدق تَظَلُّ إِلى الغاسول تَرعى حَزينَةً ثَنايا بِراقٍ ناقتِي بالحَمالِق وغاسلٌ وغَسْوِيل ضرب من الشجر قال الربيع ابن زياد تَرْعَى الرَّوائمُ أَحْرارَ البُقول بها لا مِثْلَ رَعْيِكُمُ مِلْحاً وغَسْوِيلا والغَسْوِيل وغَسْوِيل نبت ينبت في السباخ وعلى وزنه سَمْوِيل وهو طائر

( غسبل ) غَسْبَلَ الماءَ ثَوَّرَه

( غضل ) اغْضَأَلَّت الشجرة لغة في اخضأَلَّت واغْضأَلَّ الشجر كثرت أَغصانه واشتدَّ التفافها قال كأَنَّ زِمامها أَيْمٌ شُجاعٌ تَرَأَّدَ في غُصُونٍ مُغْضَئِلَّه همَز الأَلف على قولهم احْمأَرَّ ونحوه

( غطل ) غَطَلَت السماء وأَغْطَلَت أَطبق دَجْنُها وغَطِلَ الليلُ غَطَلاً الْتَبَستْ ظلمتُه والغَيْطَلةُ والغَيْطُولُ الظلمة المتراكمة وغَيْطَلة الليلِ الْتِجاجُ سوادِه والغَيْطلةُ الْتِباسُ الظلام وتراكُمُه وأَنشد وقد كَسانا لَيْلُه غَياطِلا وأَنشد ابن بري للفرزدق في الغَيْطَلة الظلمة والليلُ مُخْتَلِطُ الغَياطِل أَلْيَلُ أَبو عبيد المُغْطَئِلُّ الراكبُ بعضه بعضاً وحكى ابن بري الغَيطَلةُ الْتِفافُ الناس ويقال الغَيْضةُ المحكم والغَيْطلُ والغَيْطلةُ الشجرُ الكثير الملْتَفّ وكذلك العشب وقيل هو اجتماع الشجر والتفافه قال امرؤ القيس فظَلَّ يُرَنَّحُ في غَيْطَلٍ كما يَسْتَدِيرُ الحِمارُ النَّعِر تَرَنَّحَ تمايَل من سُكْرٍ أَو غيره والغَيْطَلُ جمع غَيْطَلة والغَيْطَلةُ الأَجَمة وقال أَبو حنيفة الغَيْطَلةُ جماعة الشجر والعشب قال وكل ملتف مُخْتلِط غَيْطلة وخص أَبو حنيفة مرة بالغَيْطلة جماعةَ الظرفاء وأَما قول زهير كما استَغاثَ بِسَيءٍ فَزُّ غَيْطلةٍ خافَ العُيونَ فلم يُنْظَرْ به الحَشَكُ فيقال هي الشجر الملتف أَي ولدته أُمُّه في غَيْطلة وقال أَبو عبيدة الغَيْطَلةُ البقرة الوحشية وقال ثعلب هي البقرة فلم يخُصَّ الوحشيةَ من غيرها والغَيْطَلةُ واحدةُ الغَياطِل وهي ذوات اللبن من الظباء والبقر والغَيْطَلةُ ازدحامُ الناس يقال أَتانا في غَيْطَلةٍ أَي في زحمة قال الراعي بِغَيْطَلةٍ إِذا الْتَفَّتْ علينا نَشَدْناها المَواعِدَ والدُّيُونا أَراد مُزْدَحَم الظعائنِ يوم الظَّعْن والغَيْطَلةُ الأَكل والشرب والفَرَح بالأَمْنِ والغَيْطَلةُ المالُ المُطْغي والغَيْطَلةُ الصوتُ والجلَبةُ تقول سمعت غَيْطَلَتهم وغَيْطَلاتِهم وغَيْطَلة الحرب كثرةُ أَصواتها وغُبارِها وغَيْطَلوا في الحديث أَفاضوا فيه وارتفعت أَصواتهم به عن الهَجَرِيّ والغَيْطَلةُ اجتماعُ الناس والتفافهم عن ابن الأَعرابي والغَيْطَلةُ الجماعة عن ثعلب ابن الأَعرابي الغُوطالةُ الرَّوْضةُ والغَيْطَلةُ غلبة النعاس والغَيْطَلُ السِّنَّوْرُ كالخَيْطَل عن كراع

( غفل ) غَفَلَ عنه يَغْفُلُ غُفولاً وغَفْلةً وأَغْفَلَه عنه غيرُه وأَغْفَلَه تركَه وسها عنه وأَنشد ابن بري في الغُفول فابك هلاًّ واللَّيالي بِغِرَّةٍ تَدُورُ وفي الأَيام عنك غُفولُ
( * قوله « فابك هلا إلخ » كذا في الأصل )
وأَغْفَلْتُ الرجل أَصبْتُه غافلاً وعلى ذلك فسر بعضهم قوله عز وجل ولا تُطِعْ من أَغْفَلْنا قلْبَه عن ذِكْرِنا قال ولو كان على الظاهر لوجب أَن يكون قوله واتَّبَع هَواه بالفاء دون الواو وسئل أَبو العباس عن هذه الآية فقال مَنْ جَعَلْناه غافلاً وكلام العرب أَكثرُه أَغْفَلْته سمّيته غافِلاً وأَحْلَمْتُه سمّيته حَليماً قال وفعلَ هو وأَفْعَلته أَنا أَكثرُ اللغة ذهَب وأَذْهَبْته هذا أَكثر الكلام وفَعَّلْت أَكْثَرْتُ ذلك فيه مثل غَلَّقْت الأَبواب وأَغْلَقْتها وأَفْعَلْتُ يَجيءُ مكانَ فَعَّلْت مثل مَهَّلْتُه وأَمْهَلْته ووَصَّيْتُ وأَوْصَيْتُ وسَقَّيْتُ وأَسْقَيْتُ وفي حديث أَبي موسى لعَلَّنا أَغْفَلْنا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يَمينَه أَي جَعَلْناه غافلاً عن يمينه بسبب سُؤَالِنا وقيل سأَلْناه وقت شُغْله ولم ننتظر فراغه يقال تغَفَّلْته واسْتَغْفَلْته أَي تحيَّنْتُ غَفْلَته ويقال هو في غَفَلٍ من عَيشِه أَي في سعة أَبو العباس الغَفَلُ الكثيرُ الرفيعُ ونَعَمٌ أَغْفالٌ لا لِقْحةَ فيها ولا نَجِيب وقال بعض العرب لنا نَعَمٌ أَغْفالٌ ما تَبِضُّ يصفُ سَنةً أَصابتهم فأَهلكت جيادَ مالهم وقال شمر إِبل أَغْفالٌ لا سِماتِ عليها وقِداحٌ أَغْفالٌ سيبويه غَفَلْتُ صرت غافلاً وأَغْفَلْتُه وغفَلْت عنه وصَّلْت غَفَلي إِليه أَو تركته على ذُكْرٍ قال الليث أَغْفَلْت الشيء تركته غَفَلاً وأَنت له ذاكر قال ابن سيده وقوله تعالى وكانوا عنها غافِلينَ يصلح أَن يكون والله أَعلم كانوا في تركهم الإِيمانَ بالله والنظرَ فيه والتدبُّرَ له بمنزلة الغافِلين قال ويجوز أَن يكون وكانوا عما يراد بهم من الإِثابة عليه غافِلين والاسم الغَفْلة والغَفَل قال إِذْ نحْنُ في غَفَلٍ وأَكْبَرُ هَمِّنا صِرْفُ النَّوَى وفِراقُنا الجِيرانا وفي الحديث من اتَّبَعَ الصَّيْدَ غَفَلَ أَي يَشْتَغِلُ به قلبه ويستولي عليه حتى تصير فيه غَفْلة والتَّغافُلُ تَعمُّدُ الغَفْلة على حدِّ ما يجيء عليه هذا النحو وتَغَافَلْت عنه وتغفَّلْتُه إِذا اهْتَبَلْتَ غَفْلَتَه ابن السكيت يقال قد غَفَلْت فيه وأَغْفَلْتُه والتَّغْفِيل أَن يكفيك صاحبُك وأَنت غافِلٌ لا تَعْنَى بشيء والتَّغَفُّل خَتْلٌ في غَفْلة والمُغَفَّلُ الذي لا فِطْنة له والغَفُول من الإِبل البَلْهاء التي لا تمنع من فَصِيل يرضعها ولا تبالي منْ حَلبها والغُفْل المُقيّد الذي أُغْفِل فلا يرجى خيرُه ولا يخشى شرّه والجمع أَغْفال والأَغْفالُ المَواتُ والغُفْلُ سَبْسَبٌ مَيّتة لا علامةَ فيها وأَنشد يتْركْنَ بالمَهامِهِ الأَغْفالِ وكلُّ ما لا علامة فيه ولا أَثر عمارة من الأَرضين والطُّرقِ ونحوها غُفْلٌ والجمع كالجمع وفي كتابه لأُكَيْدِرَ إِنّ لنا الضاحيةَ والمَعامِيَ وأَغْفالَ الأَرض أَي المجهولة التي ليس فيها أَثر يعرف وحكى اللحياني أَرض أَغْفالٌ كأَنهم جعلوا كل جزء منها غُفْلاً وبلادٌ أَغْفالٌ لا أَعلام فيها يُهتدى بها وكذلك كل ما لا سمة عليه من الإِبل والدواب ودابّة غُفْل لا سمة عليها وناقة غُفْل لا تُوسَم لئلا تَجِب عليها صدقة وبه فسر ثعلب قول الراجز لا عيشَ إِلاَّ كلُّ صَهْباءَ غُفُلْ تَناوَلُ الحوضَ إِذا الحوض شُغِلْ وقد أَغْفَلْتُها إِذا لم تَسِمْها وفي الحديث أَن نَفاذة الأَسْلَمي قال يا رسول الله إِنِّي رجل مُغْفِلٌ فأَين أَسِمُ إِبلي ؟ أَي صاحبُ إِبلٍ أَغْفالٍ لا سمات عليها ومنه حديث طهفة ولنا نَعَمٌ هَمَلٌ أَغْفالٌ لا سمات عليها وقيل الأَغْفال ههنا التي لا أَلبانَ لها واحدها غُفْل وقيل الغُفْل الذي لا يُرجى خيره ولا يخشى شره وقِدْحٌ غُفْل لا خير فيه ولا نصيب له ولا غُرْم عليه والجمع كالجمع وقال اللحياني قِداحٌ غُفْلٌ على لفظ الواحد ليست فيها فُروضٌ ولا لها غُنْم ولا عليها غُرْم وكانت تُثَقَّل بها القِداحُ كراهية التُّهَمَة يعني بتثقّل تكثّر قال وهي أَربعة أَولها المُصَدَّرُ ثم المُضَعَّف ثم المَنِيح ثم السَّفيح ورجل غُفْل لا حسَب له وقيل هو الذي لا يعرف ما عنده وقيل هو الذي لم يجرِّب الأُمور وشاعر غُفْل غير مسمى ولا معروف والجمع أَغْفال وشِعْر غُفْل لا يعرف قائله وأَرض غُفْل لم تُمْطَر وغفَل الشيءَ ستَره وغُفْل الإِبل بسكون الفاء أَوبارُها عن أَبي حنيفة والمَغْفَلة العَنْفَقة عن الزجاجي ووردت في الحديث وهي جانبا العَنْفَقة روي عن بعض التابعين عليك بالمَغْفَلة والمَنْشَلة المَنْشَلةُ موضع حلقة الحاتم وفي حديث أَبي بكر رأَى رجلاً يتوضأ فقال عليك بالمَغْفَلةِ هي العَنْفقة يريد الاحتياط في غسلها في الوضوء سميت مَغْفَلة لأَن كثيراً من الناس يُغْفلُ عنها وغافلٌ وغَفْلة اسمان وبنو غُفَيْلة وبنو المُغَفَّل بُطون والله أَعلم

( غلل ) الغُلُّ والغُلّة والغَلَلُ والغَلِيلُ كله شدّة العطش وحرارته قلَّ أَو كثر رجل مَغْلول وغَلِيل ومُغْتَلّ بيّن الغُلّة وبعير غالٌّ وغَلاَّنُ بالفتح عطشان شديد العطش غُلَّ يُغَلٌّ غَلَلاً فهو مَغْلول على ما لم يسم فاعله ابن سيده غَلَّ يَغَلّ غُلّة واغْتَلّ وربما سميت حرارة الحزن والحبّ غَلِيلاً وأَغَلّ إِبلَه أَساءَ سَقْيَها فصدَرَت ولم تَرْوَ وغَلَّ البعيرُ أَيضاً يَغَلُّ غُلّة إِذا لم يَقْضِ رِيَّه أَبو عبيد عن أَبي زيد أَعْلَلْتُ الإِبلَ إِذا أَصْدَرْتها ولم تروها فهي عالَّة بالعين غير معجمة قال أَبو منصور هذا تصحيف والصواب أَغْلَلْت الإِبل إِذا أَصدرتها ولم تروها بالغين من الغُلَّة وهي حرارة العطش وهي إِبل غالَّة وقال نصر الرازي إِذا صدَرَت الإِبلُ عِطاشاً قلت صدرت غالَّة وغَوالَّ وقد أَغْلَلْتَها أَنت إِغْلالاً إِذا أَسَأْتَ سَقْيَها فأَصدرتها ولم تروها وصدرت غَوالَّ الواحدة غالَّة وكأَن الراوي عن أَبي عبيد غلط في روايته والغَلِيلُ حَرُّ الجوف لَوْحاً وامْتِعاضاً والغِلُّ بالكسر والغَلِيلُ الغِشُّ والعَداوة والضِّغْنُ والحقْد والحسد وفي التنزيل العزيز ونزعنا ما في صدورهم من غِلٍّ قال الزجاج حقيقته والله أَعلم أَنه لا يَحْسُدُ بعض أَهل الجنة بعضاً في عُلُوِّ المرتبة لأَن الحسد غِلٌّ وهو أَيضاً كَدر والجنة مبرّأَة من ذلك غَلَّ صدرُه يَغِلُّ بالكسر غِلاًّ إِذا كان ذا غِشٍّ أَو ضِغْن وحقد ورجل مُغِلٌّ مُضِبٌّ على حقد وغِلٍّ وغَلَّ يَغُلُّ غُلولاً وأَغَلَّ خانَ قال النمر جزَى اللهُ عنَّا حَمْزة ابنة نَوْفَلٍ جزاءَ مُغِلٍّ بالأَمانةِ كاذبِ وخص بعضهم به الخون في الفَيء والمَغْنم وأَغَلَّه خَوّنه وفي التنزيل العزيز وما كان لنبي أَنْ يَغُلَّ قال ابن السكيت لم نسمع في المَغْنم إِلا غَلَّ غُلُولاً وقرئ وما كان لنبي أَن يُغَلَّ فمن قرأَ يَغُلّ فمعناه يَخُون ومن قرأَ يُغَلّ فهو يحتمل معنيين أَحدهما يُخان يعني أَن يؤخذ من غنيمته والآخر يخوَّن أَي ينسب إِلى الغُلول وهي قراءة أَصحاب عبد الله يريدون يسرَّق قال أَبو العباس جعل يُغَل بمعنى يُغَلَّل قال وكلام العرب على غير ذلك في فَعَّلْت وأَفْعَلْت وأَفْعَلْت أَدخلت ذلك فيه وفَعَّلْت كثَّرت ذلك فيه وقال الفراء جائز أَن يكون يُغَلّ من أَغْلَلْت بمعنى يُغَلَّل أَي يُخوَّن كقوله فإِنهم لا يكذِّبونك وقال الزجاج قُرِئا جميعاً أَن يَغُلّ وأَن يُغَلّ فمن قال أَن يَغُل فالمعنى ما كان لنبيّ أَن يَخُون أُمّته وتفسير ذلك أَن الغَنائم جمعها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في غَزَاة فجاءه جماعة من المسلمين فقالوا لا تقسم غنائمنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو أَفاء الله عليّ مثل أُحُد ذهباً ما منعتكم درهماً أَترَوْنني أَغُلُّكم مَغْنَمكم ؟ قال ومن قرأَ أَن يُغَل فهو جائز على ضرْبين أَحدهما ما كان لنبي أَن يَغُله أَصحابه أَي يخونوه وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال لأَعْرِفَنّ أَحدكم يجيء يوم القيامة ومعه شاة قد غَلَّها لها ثُغاءٌ ثم قال أَدّوا الخِياطَ والمِخْيَط والوجه الثاني أَن يكون يُغَل يخوَّن وكان أَبو عمرو بن العَلاء ويونس يختاران وما كان لنبي أَن يَغُل قال يونس كيف لا يُغَل ؟ بلى ويقتل وقال أَبو عبيد الغُلول من المَغْنَم خاصة ولا نراه من الخيانة ولا من الحِقْد ومما يبين ذلك أَنه يقال من الخيانة أَغَلّ يُغِلّ ومن الحِقْد غَلّ يَغِلّ بالكسر ومن الغُلول غَلّ يَغُلّ بالضم قال ابن بري قلّ أَن نجد في كلام العرب ما كان لفلان أَن يُضْرَب على أَن يكون الفعل مبنيّاً للمفعول وإِنما نجده مبنيّاً للفاعل كقولك ما كان لمؤمن أَن يَكْذِب وما كان لنبي أَن يَخُون وما كان لمُحرِم أَن يلبَس قال وبهذا تعلم صحة قراءة من قرأَ وما كان لنبي أَن يَغُل على إِسناد الفعل للفاعل دون المفعول قال والشاهد على قوله يُقال من الخيانة أَغَلَّ يُغِل قول الشاعر حَدَّثْتَ نَفسَكَ بالوَفاء ولم تكن للغَدْر خائنة مُعِلّ الإِصبع وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم أَمْلى في صُلْح الحُدَيْبية أَن لا إِغْلال ولا إِسْلال قال أَبو عبيد الإِغْلال الخِيانة والإِسْلال السَّرِقة وقيل الإِغلال السرقة أَي لا خيانة ولا سرقة ويقال لا رِشْوة قال ابن الأَثير وقد تكرر ذكر الغُلول في الحديث وهو الخيانة في المَغْنم والسرقة من الغَنيمة وكلُّ من خان في شيء خُفْية فقد غل وسميت غُلولاً لأَن الأَيدي فيها مَغْلولة أَي ممنوعة مجعول فيها غُلّ وهو الحديدة التي تجمع يد الأَسير إِلى عُنقه ويقال لها جامِعَة أَيضاً وأَحاديث الغُلول في الغنيمة كثيرة أَبو عبيدة رجل مُغِلّ مُسِلّ أَي صاحب خيانة وسَلَّةٍ ومنه قول شريح ليس على المُستعير غير المُغِلّ ولا على المُستودَع غير المُغِلّ ضَمان إِذا لم يَخُن في العارِيَّة والوَدِيعة فلا ضمان عليه من الإِغْلال الخِيانةِ يعني الخائن وقيل المُغِل ههنا المُسْتَغِلّ وأَراد به القابض لأَنه بالقَبْض يكون مُسْتَغِلاًّ قال ابن الأَثير والأَوَّل الوَجْه وقيل الإِغْلال الخيانة والسرقة الخفيّة والإِسْلال من سَلّ البعيرَ وغيرَه في جوف الليل إِذا انتزعه من الإِبل وهي السَّلَّة وقيل هو الغارة الظاهرة يقال غَلّ يَغُلّ وسَلّ يَسُلّ فأَما أَغَلَّ وأَسَلَّ فمعناه صار ذا غُلول وسَلَّة ويكون أَيضاً أَن يُعِينَ غيره عليهما وقيل الإِغْلال لُبْس الدُّروع والإِسْلال سَلّ السيوف وقال النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث لا يُغِل عليهنّ قلبُ مؤمن إِخْلاصُ العمل لله ومُناصَحة ذوي الأَمْر ولزوم جماعة المسلمين فإِنَّ دعوتهم تُحيط من ورائهم قيل معنى قوله لا يُغِل عليهنّ قلب مؤمن أَي لا يكون معها في قلبه غَشّ ودَغَل ونِفاق ولكن يكون معها الإِخلاص في ذات الله عز وجل وروي لا يَغِلّ ولا يُغِلّ فمن قال يَغِلّ بالفتح للياء وكسر الغين فإِنه يجعل ذلك من الضَّغْن والغِلّ وهو الضِّغْن والشَّحْناء أَي لا يدخله حِقْد يُزيله عن الحق ومن قال يُغِل بضم الياء جعله من الخيانة وأَما غَلَّ يَغُلّ غُلولاً فإِنه الخيانة في المَغْنَم خاصة والإِغْلال الخيانة في المَغانم وغيرها ويقال من الغِلّ غَلّ يَغِلّ ومن الغُلول غَلّ يَغُلّ وقال الزجاج غَلّ الرجلُ يَغُلّ إِذا خان لأَنه أَخْذ شيء في خَفاء وكل من خان في شيء في خفاء فقد غَلّ يَغُلّ غُلولاً وكل ما كان في هذا الباب راجع إِلى هذا من ذلك الغالّ وهو الوادي المطمئن الكثير الشجر وجمعه غُلاَّن ومن ذلك الغِلّ وهو الحِقْد الكامِن وقال ابن الأَثير في تفسير لا يُغِلّ عليهنّ قلب مؤمن قال ويروى يَغِلُ بالتخفيف من الوُغول الدخول في الشيء قال والمعنى أَن هذه الخِلال الثلاث تُستصلَح بها القلوب فمن تمسك بها طهُر قلبه من الدَّغَل والخيانة والشرّ قال وعليهنّ في موضع الحال تقديره لا يَغِلُ كائناً عليهن وفي حديث أَبي ذر غَلَلْتم والله أَي خُنْتم في القول والعمل ولم تَصْدُقوه ابن الأَعرابي في النوادر غُلّ بصرُ فلان حاد عن الصواب من غَلَّ يَغِلُّ وهو معنى قوله ثلاث لا يَغِلّ عليهن قلبُ امرئ أَي لا يحيد عن الصواب غاشًّا وأَغَلَّ الخطيب إِذا لم يصب في كلامه قال أَبو وجزة خُطباء لا خُرْق ولا غُلل إِذا خطباء غيرهمُ أَغَلَّ شِرارُها وأَغَلَّ في الجِلْد أَخذ بعض اللحم والإِهابَ يقال أَغْلَلْت الجلد إِذا سلخته وأَبقيت فيه شيئاً من الشَّحم وأَغْلَلْت في الإِهاب سلخته فتركت على الجلد اللحم والغَلَل اللحم الذي ترك على الإِهاب حين سلخ وأَغَلَّ الجازر في الإِهاب إِذا سلَخ فترك من اللحم ملتزِقاً بالإِهاب والغَلَل داء في الإِحليل مثل الرَّفَقِ وذلك أَن لا يَنْفُض الحالب الضَّرْع فيترك فيه شيئاً من اللبن فيعود دماً أَو خَرَطاً وغَلّ في الشيء يَغُلّ غُلولاً وانْغَلَّ وتَغَلَّل وتَغَلْغَلَ دخل فيه يكون ذلك في الجواهر والأَعراض قال ذو الرمة يصف الثور والكِناس يُحَفِّرُه عن كلِّ ساقٍ دَقِيقةٍ وعن كل عِرْقٍ في الثَّرى مُتَغَلْغِل
( * قوله « يحفره » هكذا في الأصل » )
وقال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود في العَرَض رواه ثعلب عن شيوخه تَغَلْغَلَ حُبُّ عَثْمةَ في فُؤادي فَبادِيه مع الخافي يَسِيرُ وغَلَّه يَغُلّه غَلاًّ أَدخله قال ذو الرمة غَلَلْت المَهَارى بينها كلّ ليلة وبين الدُّجَى حتى أَراها تمزَّق وغَلَّه فانغَلّ أَي أَدخله فدخل قال بعض العرب ومنها ما يُغِلّ يعني من الكِباش أَي يُدْخِل قضيبه من غير أَن يرفع الأَلْية وغَلّ أَيضاً دخل يتعدّى ولا يتعدّى ويقال غَلّ فلان المَفاوِز أَي دخلها وتوسّطها وغَلْغَله كغَلَّه والغُلَّة ما تواريت فيه عن ابن الأَعرابي والغَلْغَلة كالغَرْغَرة في معنى الكسر والغَلَلُ الماء الذي يَتَغَلَّل بين الشجر والجمع الأَغْلال قال دُكين يُنْجِيه مِنْ مِثْل حَمام الأَغْلال وَقْعُ يَدٍ عَجْلى ورِجْلٍ شِمْلال ظَمْأَى النَّسا من تَحت رَيَّا مِن عال يقول يُنْجي هذا الفرسَ من سِراع
( * قوله « من سراع » عبارة الصحاح من خيل سراع ) في الغارة كالحَمام الواردة وفي التهذيب قال أَراد يُنْجي هذا الفرسَ من خيل مثل حمام يرد غَلَلاً من الماء وهو ما يجري في أُصول الشجر وقيل الغَلَل الماء الظاهر الجاري وقيل هو الظاهر على وجه الأَرض ظُهوراً قليلاً وليس له جِرْية فيخفى مرّة ويظهر مرة وقيل الغَلَل الماء الذي يجري بين الشجر قال الحُوَيْدِرة لَعِب السُّيُول به فأَصبح ماؤه غَلَلاً يُقَطِّع في أُصول الخِرْوَع وقال أَبو حنيفة الغَلَل السيل الضعيف يَسِيل من بطن الوادي أَو التِّلَع في الشجرَ وهو في بطن الوادي وقيل أَن يأْتي الشجر غَلَلٌ من قَبْل ضِعْفِه واتّباعِه كلَّ ما تَواطأَ من بطن الوادي فلا يكاد يرى ولا يتبع إِلاَّ الوَطاء وغَلَّ الماءُ بين الأَشجار إِذا جرى فيها يَغُلُّ بالضم في جميع ذلك وتَغَلْغَل الماء في الشجر تخلَّلها وقال أَبو سعيد لا يذهب كلامُنا غَلَلاً أَي لا ينبغي أَن يَنْطوي عن الناس بل يجب أَن يظهر ويقال لعرق الشجر إِذا أَمعن في الأَرض غَلْغَلٌ وجمعه غَلاغَلُ قال كعب وتَفْتَرّ عن غُرِّ الثَّنايا كأَنها أَقاحيّ تُرْوى عن عُرُوق غُلاغِل والغِلالة شِعار يلبَس تحت الثوب لأَنه يُتَغَلَّل فيها أَي يُدْخَل وفي التهذيب الغِلالة الثوب الذي يلبس تحت الثياب أَو تحت دِرْع الحديد واغْتَلَلْت الثوبَ لَبِسته تحت الثياب ومنه الغَلَل الماء الذي يجري في أُصول الشجر وغَلَّلَ الغِلالة لبسها تحت ثيابه هذه عن ابن الأَعرابي والغُلَّة الغِلالة وقيل هي كالغِلالة تُغَلّ تحت الدِّرْع أَي تدخَل والغَلائل الدرُوع وقيل بَطائن تلبَس تحت الدُّروع وقيل هي مَسامير الدُّروع التي تَجمع بين رؤوس الحَلَق لأَنها تُغَلّ فيها أَي تدخَل واحدتها غَلِيلَة وقول النابغة عُلِينَ بِكِدْيَوْنٍ وأُبْطِنّ كُرَّةً فهنّ وِضاءٌ صافياتُ الغَلائِل
( * في ديوان النابغة القلائل بدل الغلائل ولعل الصواب ما هنا )
خَصّ الغَلائل بالصَّفاء لأَنها آخر ما يَصْدَأُ من الدُّروع ومن جعلها البَطائن جعل الدُّروع نقيّة لم يُصْدِئن الغَلائل وغَلائل الدُّروع مساميرها المُدخَلة فيها الواحد غَلِيل قال لبيد وأَحْكَم أَضْغان القَتِير الغَلائِل وقال ابن السكيت في قوله فهنّ وِضاء صافيات الغَلائل قال الغِلالة المِسمار الذي يَجمع بين رأْسَي الحَلَقَة وإِنما وَصف الغَلائل بالصَّفاء لأَنها أَسرع شيء صَدأَ من الدُّروع ابن الأَعرابي العُظْمَة والغِلالة والرُّفاعة والأُضْخُومَة والحَشِيّة الثوب الذي تشدّه المرأَة على عَجيزتها تحت إِزارها تضخّم به عجيزتها وأَنشد تَغْتال عَرْض النُّقْبة المُذالة ولم تَنَطّقْها على غِلاله إِلاَّ لحسْن الخَلْق والنَّباله قال ابن بري وكذلك الغُلَّة وجمعها غُلَل قال الشاعر كَفاها الشَّبابُ وتَقْوِيمُه وحُسْن الرُّواءِ ولُبْسُ الغُلَلْ وغَلَّ الدهنَ في رأْسه أَدخله في أُصول الشعر وغَلَّ شعرَه بالطيب أَدخَله فيه وتَغَلَّل بالغالِية شدد للكثرة واغْتَلَّ وتَغَلْغَل تَغَلَّف أَبو صخر سِراج الدُّجى تَغْتَلّ بالمِسْك طِفْلَة فلا هي مِتْفال ولا اللَّوْن أَكْهَب وغَلَّله بها وحكى اللحياني تَغَلَّى بالغالِية فإِما أَن يكون من لفظ الغالِية وإِما أَن يكون أَراد تَغَلَّل فأَبدل من اللام الأَخيرة ياء كما قالوا تظنَّيْت في تَظَنَّنْت قال والأَول أَقيس غيره ويقال تَغَلَّيْتٍّ من الغالية وقال الفراء يقال تَغَلَّلْت بالغالية قال وكل شيء أَلْصقته بجِلدك وأُصول شعرك فقد تَغَلَّلْته قال وتَغَلَّيْت مولّدة وقال أَبو نصر سأَلت الأَصمعي هل يجوز تَغَلَّلْت من الغالِية ؟ فقال إِن أَردت أَنك أَدخلته في لحيتك أَو شارِبك فجائز الليث ويقال من الغالِية غَلَّلْت وغَلَّفْت وغَلَّيْت وفي حديث عائشة رضي الله عنها كنت أُغَلِّل لحيةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالغالِية أَي أُلطّخها وأُلبِسها بها قال ابن الأَثير قال الفراء يقال تَغَلَّلْت بالغالِية ولا يقال تَغَلَّيْت قال وأَجازه الجوهري وفي حديث المخنَّث هِيتِ قال إِذا قامت تَثَنَّتْ وإِذا تَكَلَّمَتْ تَغَنَّتْ فقال له قد تَغَلْغَلْت يا عدوّ الله الغَلْغَلَة إِدخال الشيء في الشيء حتى يلتبِس به ويصير من جملته أَي يلغْت بنظرك من محاسن هذه المرأَة حيث لا يبلغ ناظر ولا يَصِل واصِل ولا يَصِف واصِف وغَلَّ المرأَةَ حَشاها ولا يكون إِلاَّ من ضخم حكاه ابن الأَعرابي السلمي غَشَّ له الخَنْجَر والسِّنَانَ وغَلَّه له أَي دَسَّه له وهو لا يشعر به والغُلاَّن بالضم مَنابت الطَّلْح وهي أَودية غامضة في الأَرض ذات شجر واحدها غالّ وغلِيلٌ وأَغَلَّ الوادي إِذا أَنبت الغُلاّن قال أَبو حنيفة هو بطن غامض في الأَرض وقد انْغَلَّ والغالُّ أَرض مطمئنة ذات شجر ومنابت السَّلَم والطَّلْح يقال لها غالّ من سَلَم كما يقال عِيصٌ من سِدْر وقَصِيمة من غَضاً والغالّ نبت والجمع غُلاَّن بالضم وأَنشد ابن بري لذي الرمة وأَظْهَرَ في غُلاَّن رَقْدٍ وسَيْلُهُ عَلاجِيمُ لا ضُحْلٌ ولا مُتَضَحْضِحُ
( * قوله « وأظهر في غلان رقد إلخ » تقدم هذا البيت في مادة ضحح ورقد وظهر على غير هذه الصورة والصواب ما هنا )
أَظْهَرَ صار في وقت الظهيرة وقيل إِنه بمعنى ظهر مثل تَبِع وأَتْبَع وقال مضرِّس الأَسدي تَعَرُّضَ حَوْراء المَدافِع تَرْتَعي تِلاعاً وغُلاَّناً سَوائل من رَمَمْ
( * قوله « تعرض إلخ » قبله كما في ياقوت
ولم أنس من ربا غداة تعرضت ... لنا دون أبواب الطراف من
الادم )
الغُلاَّن بطون الأَودية ورَمَم موضع والغالَّة ما ينقطع من ساحل البحر فيجتمع في موضع والغُلّ جامِعة توضع في العُنق أَو اليد والجمع أَغْلال لا يكسَّر على غير ذلك ويقال في رقبته غُلّ من حديد وقد غُلّ بالغُلّ الجامِعة يُغَلّ بها فهو مَغْلول وقوله عز وجل في صفة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ويَضَعُ عنهم إِصْرَهم والأَغْلال التي كانت عليهم قال الزجاج كان عليهم أَنه من قَتَل قُتِل لا يقبَل في ذلك دِيَة وكان عليهم إِذا أَصاب جُلودهم شيء من البول أَن يقرِضوه وكان عليهم أَن لا يَعلموا في السَّبْت هذه الأَغلال التي كانت عليهم وهذا على المَثل كما تقول جعلت هذا طَوْقاً في عُنقك وليس هناك طوق وتأْويله ولَّيْتُك هذا وأَلزمتك القيام به فجعلت لزومه لك كالطَّوْق في عنُقك وقوله تعالى إِذ الأَغْلال في أَعناقهم أَراد بالأَغْلال الأَعمال التي هي كالأَغْلال وهي أَيضاً مؤدِّية إِلى كون الأَغْلال في أَعناقهم يوم القيامة لأَن قولك للرجل هذا غُلّ في عُنقك للشيء يعمله إِنما معناه أَنه لازم لك وأَنك مجازى عليه بالعذاب وقد غَلَّه يَغُلّه وقوله تعالى وتقدَّس إِنا جعلنا في أَعناقهم أَغْلالاً هي الجَوامِع تجمَع أَيديهم إِلى أَعناقهم وغُلَّتْ يدُه إِلى عنُقه وقد غُلّ فهو مَغْلول وفي حديث الإِمارة فكَّه عَدْله وغَلَّه جَوْره
( * قوله « وغله جوره » هكذا في الأصل والذي في النهاية أو غله جوره ) أَي جعل في يده وعنقه الغُلّ وهو القيد المختص بهما وقوله تعالى وقالت اليهود يَدُ الله مَغْلولة غُلَّت أَيديهم قيل ممنوعة عن الإِنفاق وقيل أَرادوا نعمتُه مقبوضة عنَّا وقيل معناه يَدُه مقبوضة عن عذابنا وقيل يدُ الله ممسكة عن الاتساع علينا وقوله تعالى ولا تجعلْ يدَك مغْلولة إِلى عنُقك تأْويله لا تُمْسِكها عن الإِنفاق وقد غَلَّه يَغُلُّه وقولهم في المرأَة السَّيِّئة الخُلُق غُلٌّ قَمِلٌ أَصله أَن العرب كانوا إِذا أَسَروا أَسيراً غَلُّوه بغُلّ من قِدّ وعليه شعر فربما قَمِلَ في عُنقه إِذا قَبّ ويبس فتجتمع عليه مِحْنَتان الغُلّ والقَمْل ضربه مثلاً للمرأَة السيئة الخُلق الكثيرة المَهْر لا يجد بَعْلها منها مخلصاً والعرب تكني عن المرأَة بالغُلّ وفي الحديث وإِن من النساء غُلاًّ قَمِلاً يقذِفه الله في عُنق من يشاء ثم لا يخرجه إِلا هو ابن السكيت به غُلّ من العطش وفي رقبته غُلّ من حديد وفي صدره غِلّ وقولها ما له أُلَّ وغُلَّ أُلَّ دُفِع في قضاء وغُلّ جُنّ فوضع في عُنقه الغُلّ والغَلّة الدَّخْل من كِراءِ دار وأَجْر غلام وفائدة أَرض والغَلَّة واحدة الغَلاَّت واستَغَلّ عبدَه أَي كلَّفه أَن يُغِلّ عليه واسْتِغْلال المُسْتَغَلاَّت أَخْذُ غَلّتها وأَغَلَّت الضَّيْعة أَعطت الغَلَّة فهي مُغِلَّة إِذا أَتت بشيء وأَصلها باقٍ قال زهير فتُغْلِلْ لكم ما لا تُغِلّ لأَهْلِها قُرىً بالعراق من قَفِيزٍ ودِرْهَم وأَغَلَّت الضِّياع أَيضاً من الغَلَّة قال الراجز أَقْبَل سَيْلٌ جاء من عِند الله يَحْرِدُ حَرْدَ الجَنَّةِ المُغِلَّهْ وأَغَلَّ القومُ إِذا بلغت غَلّتهم وفي الحديث الغَلَّة بالضَّمان قال ابن الأَثير هو كحديثه الآخر الخَراجُ بالضَّمان والغَلَّة الدَّخْل الذي يحصل من الزرع والثمر واللبن والإِجارة والنِّتاج ونحو ذلك وفلان يُغِلّ على عِياله أَي يأْتيهم بالغَلَّة ويقال نِعْم الغَلول شَراب شَرِبْتُه أَو طعام إِذا وافقني ويقال اغْتَلَلْت الشرابَ شربتُه وأَنا مُغْتَلّ إِليه أَي مشتاق إِليه ونِعْم غَلول الشيخ هذا الطعام يعني التَّغْذِية التي تَغَذَّاها أَو الطعام الذي يُدخله جوفه على فَعُول بفتح الفاء وغَلّ بصَرُه حاد عن الصواب وأَغَلَّ بصرَه إِذا شدَّد نظره والغُلَّة خِرْقة تشدّ على رأْس الإِبريق عن ابن الأَعرابي والجمع غُلَل والغَلَلُ المِصْفاة وقول لبيد لها غَلَلٌ من رازِقيٍّ وكُرْسُفٍ بأَيْمانِ عُجْمٍ يَنْصُفونَ المَقاوِلا يعني الفِدام الذي على رأْس الأَباريق وبعضهم يرويه غُلَل بالضم جمع غُلَّة والغَلِيل القَتّ والنوى والعجيم تعلفه الدوابّ والغَلِيل النوى يخلَط بالقَتِّ تعلفه الناقة قال علقمة سُلاَّءَة كعَصا النَّهْدِيِّ غُلّ لها ذو فَيْئة من نَوى قُرّانَ مَعْجُوم ويروى سُلاَّءة كعصا النهديِّ غُلّ لها مُنَظَّم من نوى قرّان معجوم قوله ذو فَيئة أَي ذو رَجعة يريد أَن النوى عُلِفته الإِبل ثم بَعَرته فهو أَصلب شبّه نسورَها وامّلاسها بالنوَى الذي بَعَرته الإِبل والنَّهْدِيّ الشيخ المُسِنّ فعصاه ملساء ومَعْجُوم مَعْضُوض أَي عضَّته الناقة فرمته لصلابته والغَلْغَلة سرعة السير وقد تغَلْغَل ويقال تغَلْغَلوا فمضوا والمُغَلْغَلة الرِّسالة ورِسالة مُغَلْغَلة محمولة من بلدٍ إِلى بلد وأَنشد ابن بري أَبْلِغْ أَبا مالكٍ عنِّي مُغَلْغَلةٍ وفي العِتاب حَياةٌ بين أَقوام وفي حديث ابن ذي يَزَن مُغَلْغَلة مَغالِقُها تُغَالي إِلى صَنْعاء من فَجٍّ عَمِيق المُغَلْغَلة بفتح الغينين الرِّسالة المحمولة من بلدٍ إِلى بلد وبكسر الغين الثانية المسرِعة من الغَلْغَلةِ سرعة السير وغَلْغَلَة موضع قال هنالِك لا أَخْشى تنالُ مَقادَتي إِذا حَلَّ بيتي بين شُوطٍ وغَلْغَله

( غمل ) غَمَلَ الأَدِيمَ يَغْمُله غَمْلاً فانْغَمَل أَفسده وهو غَمِيل وقيل جعله في غُمَّة لينفسخ عنه صوفه وقيل هو أَن يُلفَّ الأَديمُ ويدفَن في الرمل بعد البَلِّ حتى يُنْتِن ويسْتَرْخِي ويسْمَح إِذا جذب صوفه فينتَف شعره وقيل إِنه إِذا غفل عنه ساعة فهو غَمِيل وغَمِين وقال أَبو حنيفة هو أَن يطوى على بَلَلِه فيُطال طيّة فوق حقِّه فيفسد وقيل الغَمَل أَن يلفّ الإِهاب بعدما يسلَخ ثم يغمّ يوماً وليلة حتى يسترخي شعره أَو صوفه ثم يمرط فإِن ترك أَكثر من يوم وليلة فسد وأَغْمَلَ فلان إِهابه إِذا تركه حتى يفسد قال الكميت كَحالِئَةٍ عن كوعها وهي تبتغي صَلاحَ أَديمٍ ضَيَّعَته وتُغْمِل وغَمَل البُسْرَ غَمَّه ليُدرك وكذلك الرجل تلقى عليه الثياب ليَعرق فهو مَغْمول وإِذا غُمّ البسر ليدرك فهو مَغْمُول ومَغْمُون ورجل مَغْمول إِذا كان خاملاً وقول أَبي وجزة وبِجَلْهَتَيْ عَمَّان يوماً لم يكن لكمُ إِذا عُدّ العُلى مَغْمُولا أَي مغطّى ولكنه كان مشهوداً وكل شيء كُبِس وغطّي فقد غُمِل ونخل مَغْمول متقارب لم ينفسخ والغَمْل أَن ينحت عنب الكَرْم فيخفِّفوا من ورقه فيلقُطوه وغَمَل العنبَ في الزَّبيل يَغْمُله غَمْلاً نضّد بعضه على بعض وغَمِل الجُرح غَمَلاً أَفسده العِصاب وغَمِل النبتُ غَمَلاً فسد والغَمِيل من النَّصِيّ ما ركب بعضه بعضاً فبلي والجمع غَمْلى قال الراعي وغَمْلى نَصِيّ بالمِتانِ كأَنها ثَعالِب مَوْتى جلدُها قد تَزَلَّعا وتَغَمَّل النبات ركب بعضه بعضاً ويقال غَمِل النبت يَغْمَل غَمَلاً إِذا التف وغمّ بعضه بعضاً فعَفِن ولحم مَغْمول ومَغْمُون إِذا غطي شواء أَو طبيخاً وإِهاب مَغْمول إِذا لفّ ففسد قال الراجز وغَمَل الثعلبَ غَمْلاً شِبْرِقُهْ يريد طال الشِّبْرق وهن الضَّرِيع حتى غَمَل الثعلبَ وأَصلحه فسمن وتناثر شعره كما يُغْمَل الأَديم إِذا ذرّ فيه الغَلْفَة والقي بعضه على بعض حتى يسترخي الشعر والغَلْفَة نبت يدبغ به الأَديم والغَمَل الدأْب والغُمْلُول بطن غامض من الأَرض ذو شجر وقيل هو الوادي الضيّق الكثير الشجر والنبت الملتفّ وقيل هو الوادي الطويل القليل العَرْض الملتفّ وأَنشد يا أَيها الضَّاغِبُ بالغُمْلول إِنَّكَ غُولٌ ولَدَتْكَ غُول الضَّاغِب الذي يَخْتبئ في الخَمَرِ فيفزِّع الإِنسان بمثل صوت السبُع والوحش وقيل هو كل مجتمع نحو الشجر والظلمة والغَمام إِذا أَظلم وتَراكم حتى تسمى الزَّاوِية غُمْلُولاً وقال ابن شميل الغُمْلول كهيئة السِّكة في الأَرض ضيِّق له سَنَدان طول السَّنَدِ ذراعان يَقود الغَلْوة ينبت شيئاً كثيراً وهو أَضيق من الفاتِحة والمليع قال الطرماح ومَخارِيجَ من شَعارٍ وغِينٍ وغَمالِيل مُدْحِيات الغِياضِ
( * قوله « مدجيات » هكذا في الأصل ولعلها مدحيات )
ويقال له الغُمْلول وفي الحديث إِن بني قريظة نزلوا أَرضاً غَمِلة وَبِلَة الغَمِلة الكثيرة النبات التي يُوارِي النبات وجهها وغَمَلْتَ الأَمر إِذا سترته وواريته والغُمْلُول الرَّابية والغُمْلول حشيشة تؤكل مطبوخة تسميه الفُرْس بَرْغَسْت قال كأَنه بالوَهْد ذي الهُجُول والمَتْن والغائِط والغُمْلول فَذّ أَديم الغَرْف بالإِزْمِيل
( * قوله « فذ أديم » هكذا في الأصل )
والغَمالِيل الرَّوابي قال أَبو حنيفة الغُمْلول بقلة دَسْتِيَّة تبكِّر في أَول الربيع ويأْكلها الناس والغَمْل موضع وقال كيفَ تراها والحُداة تَقْبِضُ بالغَمْل ليلاً والرِّجال تُنْغِضُ ؟ والقَبْضُ السير السريع

( غنبل ) الغُنْبُول والنُّغْبُول طائر قال ابن دريد ليس بثبت

( غنتل ) رجل غَنْتَل وغُنْتُل خامل

( غنجل ) الغُنْجُل ضرب من السباع كالدُّلْدُل الأَزهري ابن الأَعرابي قال التُّفَّة عَناق الأَرض وهي التُّمَيْلة ويقال لذكره الغُنْجُل قال الأَزهري وهو مثل الكلب الصيني يعلَّم فتصاد به الأَرانب والظباء ولا يأْكل إِلا اللحم وجمعه الغَناجِل قال ابن خالويه لم يفرق أَحد لنا بين العُنْجُل والغُنجُل إِلا الزاهد قال العُنْجُل الشيخ المُدْرَهِمّ إِذا بدت عظامه وبالغين التُّفَّة وهو عَناق الأَرض

( غول ) غاله الشيءُ غَوْلاً واغْتاله أَهلكه وأَخذه من حيث لم يَدْر والغُول المنيّة واغْتاله قَتَله غِيلة والأَصل الواو الأَصمعي وغيره قَتل فلان فلاناً غِيلة أَي في اغْتيال وخُفْية وقيل هو أَن يخدَع الإِنسان حتى يصير إِلى مكان قد استخفى له فيه مَن يقتله قال ذلك أَبو عبيد وقال ابن السكيت يقال غاله يَغُوله إِذا اغْتاله وكل ما أَهلك الإِنسان فهو غُول وقالوا الغضب غُول الحلم أَي أَنه يُهْلكه ويَغْتاله ويذهب به ويقال أَيَّةُ غُول أَغْوَل من الغضب وغالتْ فلاناً غُول أَي هَلَكَةٌ وقيل لم يُدْر أَين صَقَع ابن الأَعرابي وغال الشيءُ زيداً إِذا ذهب به يَغُوله والغُول كل شيء ذهب بالعقل الليث غاله الموت أَي أَهلكه وقول الشاعر أَنشده أَبو زيد غَنِينَا وأَغْنانا غنانا وغالَنا مآكل عَمَّا عندكم ومَشاربُ يقال غالنا حَبَسنا يقال ما غالك عنا أَي ما حبَسك عنا الأَزهري أَبو عبيد الدواهي وهي الدَّغاوِل والغُول الداهية وأَتَى غُوْلاً غائلة أَي أَمراً منكَراً داهياً والغَوائل الدواهي وغائِلة الحوض ما انخرق منه وانثقب فذهب بالماء قال الفرزدق يا قيسُ إِنكمُ وجدْتم حَوْضَكم غالَ القِرَى بمُثَلَّمٍ مَفْجور ذهبتْ غَوائِلُه بما أَفْرَغْتُمُ بِرِشاء ضَيِّقة الفُروع قَصِير وتَغَوَّل الأَمرُ تناكر وتَشابه والغُول بالضم السِّعْلاة والجمع أَغْوال وغِيلان والتَّغَوُّل التَّلَوُّن يقال تَغَوَّلت المرأَة إِذا تلوّنت قال ذو الرمة إِذا ذاتُ أَهْوال ثَكُولٌ تَغَوَّلت بها الرُّبْدُ فَوْضى والنَّعام السَّوارِحُ وتَغَوَّلت الغُول تخيلت وتلوّنت قال جرير فَيَوْماً يُوافِيني الهَوى غير ماضِيٍ ويوماً ترى منهنّ غُولاً تَغَوَّلُ
( * قوله « غير ماضيٍ » هكذا في الأصل وفي ديوان جرير فيوماً بجارين الهوى غير ماصِباً وربما كان في الروايتين تحريف )
قال ابن سيده هكذا أَنشده سيبويه ويروى فيوماً يُجارِيني الهَوى ويروى يوافِيني الهوى دون ماضي وكلّ ما اغتال الإِنسانَ فأَهلكه فهو غُول وتَغَوَّلتهم الغُول تُوِّهوا وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم عليكم بالدُّلْجة فإِن الأَرض تطوى بالليل وإِذا تَغَوَّلت لكم الغِيلان فبادروا بالأَذان ولا تنزلوا على جوادِّ الطريق ولا تصلّوا عليها فإِنها مأْوى الحيات والسباع أَي ادفعوا شرّها بذكر الله وهذا يدل على أَنه لم يرد بنفيها عدمَها وفي الحديث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا عَدْوى ولا هامَة ولا صَفَر ولا غُولَ كانت العرب تقول إِن الغِيلان في الفَلَوات تَراءَى للناس فتَغَوَّلُ تَغَوّلاً أَي تلوّن تلوّناً فتضلهم عن الطريق وتُهلكهم وقال هي من مَردة الجن والشياطين وذكرها في أَشعارهم فاشٍ فأَبطل النبي صلى الله عليه وسلم ما قالوا قال الأَزهري والعرب تسمي الحيّات أَغْوالاً قال ابن الأَثير قوله لا غُولَ ولا صَفَر قال الغُول أَحد الغِيلان وهي جنس من الشياطين والجن كانت العرب تزعم أَن الغُول في الفَلاة تتراءَى للناس فتَتَغَوّل تغوّلاً أَي تتلوَّن تلوّناً في صُوَر شتَّى وتَغُولهم أَي تضلهم عن الطريق وتهلكهم فنفاه النبي صلى الله عليه وسلم وأَبطله وقيل قوله لا غُولَ ليس نفياً لعين الغُول ووُجوده وإِنما فيه إِبطال زعم العرب في تلوّنه بالصُّوَر المختلفة واغْتياله فيكون المعنيّ بقوله لا غُولَ أَنها لا تستطيع أَن تُضل أَحداً ويشهد له الحديث الآخر لا غُولَ ولكن السَّعالي السَّعالي سحرة الجن أَي ولكن في الجن سحرة لهم تلبيس وتخييل وفي حديث أَبي أَيوب كان لي تمرٌ في سَهْوَةٍ فكانت الغُول تجيء فتأْخذ والغُول الحيَّة والجمع أَغْوال قال امرؤ القيس ومَسْنونةٍ زُرقٍ كأَنْياب أَغْوال قال أَبو حاتم يريد أَن يكبر بذلك ويعظُم ومنه قوله تعالى كأَنه رؤوس الشياطين وقريش لم تَرَ رأْس شيطان قط إِنما أَراد تعظيم ذلك في صدورهم وقيل أَراد امرؤ القيس بالأَغْوال الشياطين وقيل أَراد الحيّات والذي هو أَصح في تفسير قوله لا غُول ما قال عمر رضي الله عنه إِن أَحداً لا يستطيع أَن يتحوّل عن صورته التي خلق عليها ولكن لهم سحرَة كسحرتكم فإِذا أَنتم رأَيتم ذلك فأَذِّنوا أَراد أَنها تخيّل وذلك سحر منها ابن شميل الغُول شيطان يأْكل الناس وقال غيره كل ما اغْتالك من جنّ أَو شيطان أَو سُبع فهو غُول وفي الصحاح كل ما اغْتال الإِنسان فأَهلكه فهو غُول وذكرت الغِيلان عند عمر رضي الله عنه فقال إِذا رآها أَحدكن فليؤذِّن فإِنه لا يتحوّل عن خلقه الذي خلق له ويقال غالَتْه غُول إِذا وقع في مهلكه والغَوْل بُعْد المَفازة لأَنه يَغْتال من يمرّ به وقال به تَمَطَّتْ غَوْلَ كلِّ مِيلَه بِنا حَراجِيجُ المَهارى النُّفَّهِ المِيلَهُ أَرض تُوَلّه الإِنسان أَي تحيِّره وقيل لأَنها تَغْتال سير القوم وقال اللحياني غَوْل الأَرض أَن يسير فيها فلا تنقطع وأَرض غَيِلة بعيدة الغَوْل عنه أَيضاً وفلاة تَغَوَّل أَي ليست بيِّنة الطرق فهي تُضَلِّل أَهلَها وتَغَوُّلها اشتِباهُها وتلوُّنها والغَوْل بُعْد الأَرض وأَغْوالها أَطرافُها وإِنما سمي غَوْلاً لأَنها تَغُول السَّابِلَة أَي تقذِف بهم وتُسقطهم وتبعِدهم ابن شميل يقال ما أَبعد غَوْل هذه الأَرض أَي ما أَبعد ذَرْعها وإِنها لبعيدة الغَوْل وقد تَغَوَّلت الأَرض بفلان أَي أَهلكته وضلّلته وقد غالَتْهم تلك الأَرض إِذا هلكوا فيها قال ذو الرمة ورُبّ مَفازةٍ قُذُف جَمُوحٍ تَغُول مُنَحِّبَ القَرَبِ اغْتِيالا وهذه أَرض تَغْتال المَشْيَ أَي لا يَسْتَبين فيها المشي من بُعْدها وسعتها قال العجاج وبَلْدَةٍ بعيدةِ النِّياطِ مَجْهولةٍ تَغْتالُ خَطْوَ الخاطي ابن خالويه أَرض ذات غَوْل بعيدة وإِن كانت في مَرْأَى العين قريبة وامرأَة ذات غَوْل أَي طويلة تَغُول الثياب فتقصُر عنها والغَوْل ما انهبط من الأَرض وبه فسر قول لبيد عَفَتِ الديارُ مَحَلّها فمُقامُها بِمِنًى تأَبَّدَ غَوْلُها فَرِجامُها وقيل إِن غَوْلها ورِجامها في هذا البيت موضعان والغَوْل التُّراب الكثير ومنه قول لبيد يصف ثوراً يَحْفِر رملاً في أَصل أَرْطاةٍ ويَبْري عِصِيّاً دونها مُتْلَئِبَّةً يَرى دُونَها غَوْلاً من الرَّمْلِ غائِلا ويقال للصَّقْر وغيره لا يغتاله الشبع قال زهير يصف صَقْراً من مَرْقَبٍ في ذُرى خَلقاء راسِيةٍ حُجْن المَخالِبِ لا يَغْتاله الشِّبَعُ أَي لا يذهب بقُوّته الشبع أَراد صقراً حُجْناً مخالبُه ثم أَدخل عليه الأَلف واللام والغَوْل الصُّداع وقيل السُّكر وبه فسر قوله تعالى لا فيها غَوْل ولا هم عنها يُنْزَفون أَي ليس فيها غائلة الصُّداع لأَنه تعالى قال في موضع آخر لا يصدَّعون عنها ولا يُنْزِفون وقال أَبو عبيدة الغَوْل أَن تَغْتال عقولَهم وأَنشد وما زالت الخمر تَغْتالُنا وتذهَبُ بالأَوَّلِ الأَوَّلِ أَي توصِّل إِلينا شرًّا وتُعْدمنا عقولَنا التهذيب معنى الغَوْل يقول ليس فيها غيلة وغائلة وغَوْل سواء وقال محمد بن سلام لا تَغُول عقولهم ولا يسكَرون وقال أَبو الهيثم غالَتِ الخمر فلاناً إِذا شربها فذهبت بعقله أَو بصحة بدنه وسميت الغُول التي تَغُول في الفَلوات غُولاً بما توصِّله من الشرِّ إِلى الناس ويقال سميت غُولاً لتلوُّنها والله أَعلم وقوله في حديث عهدة المَماليك لا داء ولا خِبْثَةَ ولا غائِلة الغائلة فيه أَن يكون مسروقاً فإِذا ظهر واستحقه مالكه غال مال مشتريه الذي أَدَّاه في ثمنه أَي أَتلفه وأَهلكه يقال غاله يَغُوله واغْتاله أَي أَذهبه وأَهلكه ويروى بالراء وهو مذكور في موضعه وفي حديث بن ذي يَزَن ويَبْغُون له الغَوائل أَي المهالك جمع غائلة والغَوْل المشقَّة والغَوْل الخيانة ويروى حديث عهدة المماليك ولا تَغْيِيب قال ابن شميل يكتب الرجل العُهود فيقول أَبيعُك على أَنه ليس لك تَغْيِيب ولا داء ولا غائلة ولا خِبْثة قال والتَّغْيِيب أَن لا يَبِيعه ضالَّة ولا لُقَطة ولا مُزَعْزَعاً قال وباعني مُغَيَّباً من المال أَي ما زال يَخْبَؤُه ويغيِّبه حتى رَماني به أَي باعَنِيه قال والخِبْثة الضالَّة أَو السَّرقة والغائلة المغيَّبة أَو المسروقة وقال غيره الداء العَيْب الباطن الذي لم يُطْلِع البائعُ المشتري عليه والخِبْثة في الرَّقيق أَن لا يكون طيِّب الأَصل كأَنه حرُّ الأَصل لا يحل ملكه لأَمانٍ سبق له أَو حرِّية وجبت له والغائلة أَن يكون مسروقاً فإِذا استُحِق غال مال مشتريه الذي أَدَّاه في ثمنه قال محمد بن المكرم قوله الخِبْثة في الرَّقيق أَن لا يكون طيب الأَصل كأَنه حرّ الأَصل فيه تسمُّح في اللفظ وهو إِذا كان حرّ الأَصل كان طيِّب الأَصل وكان له في الكلام متَّسع لو عدَل عن هذا والمُغاوَلة المُبادرة في الشيء والمُغاوَلة المُبادَأَة قال جرير يذكر رجلاً أَغارت عليه الخيل عايَنْتُ مُشْعِلةَ الرِّعالِ كأَنها طيرٌ تُغاوِلُ في شَمَامَ وُكُورَا قال ابن بري البيت للأَخطل لا لجرير ويقال كنت أُغاوِل حاجة لي أَي أُبادِرُها وفي حديث عَمّار أَنه أَوْجَز في الصلاة وقال إِني كنت أُغاوِلُ حاجةً لي وقال أَبو عمرو المُغاوَلة المُبادَرة في السير وغيره قال وأَصل هذا من الغَوْل بالفتح وهو البعد يقال هوَّن الله عليك غَوْل هذا الطريق والغَوْل أَيضاً من الشيء يَغُولك يذهب بك وفي حديث الإِفْك بعدما نزلوا مُغاوِلين أَي مُبْعِدين في السَّير وفي حديث قيس بن عاصم كنت أُغاوِلُهم في الجاهلية أَي أُبادِرهم بالغارة والشرّ من غاله إِذا أَهلكه ويروى بالراء وقد تقدم وفي حديث طهفة بأَرض غائِلة النَّطاة أَي تَغُول ساكنها ببعدها وقول أُمية بن أَبي عائذ يصف حماراً وأُتُناً إِذا غَرْبَة عَمَّهنَّ ارْتَفَعْ نَ أَرضاً ويَغْتالُها باغْتِيال قال السكري يَغْتال جريَها بِجَريٍ من عنده والمِغْوَل حديدة تجعل في السوط فيكون لها غِلافاً وقيل هو سيف دقيق له قَفاً يكون غمده كالسَّوْط ومنه قول أَبي كبير أَخرجت منها سِلْعَة مهزولة عَجْفاء يَبْرُق نابُها كالمِغْوَل أَبو عبيد المِغْول سوط في جوفه سيف وقال غيره سمي مِغْوَلاً لأَن صاحبه يَغْتال به عدوَّه أَي يهلكه من حيث لا يحتسبه وجمعه مَغاوِل وفي حديث أُم سليم رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيدها مِغْوَل فقال ما هذا ؟ قالت أَبْعَج به بطون الكفَّار المِغوَل بالكسر شبه سيف قصير يشتمل به الرجل تحت ثيابه وقيل هو حديدة دقيقة لها حدٌّ ماضٍ وقَفاً وقيل هو سوط في جوفه سيف دقيق يشدُّه الفاتِك على وسَطه ليَغْتال به الناس وفي حديث خَوَّات انتزعت مِغْولاً فوَجَأْت به كبده وفي حديث الفيل حين أَتى مكة فضربوه بالمِغْوَل على رأْسه والمِغْوَل كالمِشْمَل إِلا أَنه أَطول منه وأَدقّ وقال أَبو حنيفة المِغْوَل نَصْل طويل قليل العَرْض غليظ المَتْن فوصف العرض الذي هو كمِّية بالقلة التي لا يوصف بها إِلا الكيفية والغَوْل جماعة الطَّلْح لا يشاركه شيء والغُولُ ساحرة الجن والجمع غِيلان وقال أَبو الوفاء الأَعرابيُّ الغُول الذكَر من الجن فسئل عن الأُنثى فقال هي السِّعْلاة والغَوْلان بالفتح ضرب من الحَمْض قال أَبو حنيفة الغَوْلان حَمْض كالأُشنان شبيه بالعُنْظُوان إِلا أَنه أَدقُّ منه وهو مرعى قال ذو الرمة حَنِينُ اللِّقاح الخُور حرَّق ناره بغَوْلان حَوْضَى فوق أَكْبادها العِشْر والغُولُ وغُوَيْلٌ والغَوْلان كلها مواضع ومِغْوَل اسم رجل

( غيل ) الغَيْلُ اللبن الذي ترضِعه المرأَة ولدَها وهي تؤْتَى عن ثعلب قالت أُم تأَبَّط شرًّا تُؤَبِّنُه بعد موته ولا أَرضعْته غَيْلا وقيل الغَيْل أَن تُرضِع المرأَة ولدَها على حَبَل واسم ذلك اللبن الغَيْل أَيضاً وإِذا شربه الولد ضَوِيَ واعْتَلَّ عنه وأَغالَتِ المرأَة ولدَها فهي مُغِيلٌ وأَغْيَلَتْه فهي مُغْيِل سقَتْه الغَيْل الذي هو لبن المأْتِيَّة أَو لبن الحبلى وهي مُغيل ومُغْيِل والولد مُغالٌ ومُغْيَل قال امرؤ القيس ومِثْلك حُبْلى قد طَرَقتُ ومُرْضِعاً فأَلْهَيْتُها عن ذي تَمائم مُغْيَلِ
( * في المعلّقة محوِلِ بدل مُغيِلِ )
وأَنشد سيبويه ومثلك بكراً قد طرقت وثيِّبا وأَنشد ابن بري للمتنخل الهذلي كالأَيْمِ ذي الطُّرَّة أَو ناشِئِ ال بَرْدِيِّ تحت الحَفَإِ المُغْيِل وأَغال فلان ولده إِذا غشيَ أُمّه وهي ترضعه واسْتَغْيَلتْ هي نفسها والاسم الغِيلة يقال أَضرَّت الغيلة بولد فلان إِذا أُتيت أُمّه وهي ترضعه وكذلك إِذا حَمَلت أُمّه وهي ترضعه وفي الحديث لقد هَمَمْت أَن أَنْهَى عن الغِيلة ثم أُخبرت أَن فارس والرُّومَ تفعل ذلك فلا يَضِيرهم ويقال أَغْيَلَت الغَنم إِذا نُتِجت في السنة مرتين قال وعليه قول الأَعشى وسِيقَ إِليه الباقِر الغُيُلُ وقال ابن الأَثير في شرح النَّهْي عن الغِيلة قال هو أَن يجامع الرجل زوجته إِذا حملت وهي مرضع ويقال فيه الغِيلَة والغَيْلة بمعنى وقيل الكسر للاسم والفتح للمرّة وقيل لا يصح الفتح إِلاَّ مع حذف الهاء والغِيلَة هو الغَيْل وذلك أَن يجامع الرجل المرأَة وهي مرضع وقد أَغال الرجل وأَغْيَل والغَيْل والمُغْتال الساعد الريّان الممتلئ قال لَكاعبٌ مائلة في العِطْفَيْن بيضاء ذاتُ ساعِدَين غَيْلَيْن أَهْوَنُ من ليلي وليلِ الزَّيْدَين وعُقَب العِيسِ إِذا تمطَّيْن وقال المتنخل الهذلي كوَشْمِ المِعْصَم المُغْتالِ غُلَّت نَواشِزُه بِوَسْمٍ مُسْتَشاطِ وقال ابن جني قال الفراء إِنما سمي المِعصم الممتلئ مُغْتالاً لأَنه من الغَوْل وليس بقويّ لوجُودِنا ساعد غَيْل في معناه وغلام غَيْل ومُغْتال عظيم سمين والأُنثى غَيْلة والغَيْلة بالفتح المرأَة السمينة أَبو عبيدة امرأَة غَيْلة عظيمة وقال لبيد ويَبْرِي عِصِيًّا دونها مُتْلَئِبَّةً يرى دونها غَوْلاً من التُّرْب غائِلا أَي تُرْباً كثيراً يَنْهال عليه يعني ثوراً وحشيّاً يتَّخِذ كِناساً في أَصل أَرْطاة والتراب والرمل غَلَبه لكثرته وقال آخر يتبعْنَ هَيْقاً جافِلاَ مُضَلّلا قعُود حنٍّ مستقرّاً أَغْيَلا
( * قوله « قعود حن » هكذا في الأصل )
أَراد بالأَغْيل الممتلئ العظيم واغْتال الغلامُ أَي غلُظ وسمن والغَيْل الماء الجاري على وجه الأَرض وفي الحديث ما سقي بالغَيْل فيه العُشر وما سقي بالدَّلْو ففيه نصف العُشر وقيل الغَيْل بالفتح ما جرى من المياه في الأَنهار والسَّواقي وهو الفَتْحُ وأَما الغَلَلُ فهو الماء الذي يجري بين الشجر وقال الليث الغَيْل مكان من الغَيْضة فيه ماء مَعِين وأَنشد حِجارةُ غَيْلٍ وارِشات بطُحْلُب والغَيْل كل موضع فيه ماء من واد ونحوه والغَيْل العلَم في الثوب والجمع أَغْيال عن أَبي عمرو وبه فسر قول كثيِّر وحَشاً تَعاوَرُها الرِّياح كأَنها تَوْشِيح عَصْبِ مُسَهَّم الأَغْيالِ وقال غيره الغَيْل الواسع من الثياب وزعم أَنه يقال ثوب غَيْل قل ابن سيده وكلا القولين في الغَيْل ضعيف لم أَسمعه إِلا في هذا التفسير والغِيلُ الشجر الكثير الملتفّ يقال منه تَغَيَّل الشجر وقيل الغِيلُ الشجر الكثير الملتف الذي ليس بشَوك وأَنشد ابن بري لشاعر أَسَدٌ أَضْبَط يمشي بين طَرْفاءٍ وغِيلِ وقال أَبو حنيفة الغِيل جماعة القصَب والحَلْفاء قال رؤبة في غِيل قَصْباءٍ وخِيس مُخْتَلَق والجمع أَغْيال والغِيل بالكسر الأَجَمة وموضع الأَسد غِيل مثل خِيسٍ ولا تدخلها الهاء والجمع غُيول قال عبد الله بن عجلان النهدي وحُقَّة مسك من نِساءٍ لبستها شبابي وكأْس باكَرَتْني شَمُولُها جَدِيدةُ سِرْبالِ الشَّبابِ كأَنها سَقِيَّةُ بَرْدِيٍّ نَمَتْها غُيُولُها قال ابن بري والغُيول ههنا جمع غَيْل وهو الماء يجري بين الشجر لأَن الماء يسقي والأَجَمة لا تسقي وفي حديث قس أَسدُ غِيِلِ الغِيل بالكسر شجر ملتفّ يستتر فيه كالأَجَمة وفي قصيد كعب بِبَطْن عَثَّر غِيلٌ دونهُ غِيلُ وقول الشاعر كَذَوائب الحَفَإِ الرَّطيب عَطابه غِيلٌ ومَدَّ بجانِبَيْه الطُّحْلُبُ غِيلٌ الماء الجاري على وجه الأَرض والمُغَيِّل النَّابت في الغِيل قال المتنخل الهذلي يصف جارية كالأَيْمِ ذي الطُّرَّة أَو ناشِئ ال بَرْدِيِّ تحت الحَفَإِ المُغْيِلِ والمُغَيِّل كالمُغْيِل وقيل كل شجرة كثرت أَفْنانها وتَمَّت والتفَّت فهي مُتَغَيِّلة والمِغْيال الشجرة المُلْتَفَّة الأَفْنان الكثيرة الورق الوافِرَة الظِّلّ وأَغْيَل الشجر وتَغَيَّل واسْتَغْيَل عظُم والتفَّ ابن الأَعرابي الغَوائِل خُروق في الحوض واحدتها غائِلة وأَنشد وإِذا الذَّنوب أُحِيل في مُتَثَلِّمٍ شُرِبت غَوائل مائِهِ وهُزُوم والغائلة الحِقْد الباطن اسم كالوابِلَة وفلان قليل الغائلة والمَغالة أَي الشرّ الكسائي الغَوائل الدواهي والغِيلة بالكسر الخَدِيعة والاغْتِيال وقُتِل فلان غِيلة أَي خُدْعة وهو أَن يخدعه فيذهب به إِلى موضع فإِذا صار إِليه قتله وقد اغْتِيل قال أَبو بكر الغِيلة في كلام العرب إِيصال الشرّ والقتل إِليه من حيث لا يعلم ولا يشعُر قال أَبو العباس قتله غِيلة إِذا قتله من حيث لا يعلم وفَتَك به إِذا قتله من حيث يراه وهو غارٌّ غافِل غير مستعدٍّ وغال فلاناً كذا وكذا إِذا وصل إِليه منه شرّ وأَنشد وغالَ امْرَأً ما كان يخشى غوائِلَه أَي أَوصل إِليه الشرَّ من حيث لا يعلم فيستعدّ ويقال قد اغْتاله إِذا فعل به ذلك وفي حديث عمر أَنّ صبيّاً قُتل بصَنْعاء غِيلة فقَتل به عمر سبعة أَي في خُفْية واغْتيال وهو أَن يُخدَع ويُقتَل في موضع لا يراه فيه أَحد والغِيلة فِعْلة من الاغتيال وفي حديث الدعاء وأَعوذ بك أَن أُغْتال من تحتي أَي أُدْهَى من حيث لا أَشعرُ يريد به الخَسْف والغِيلة الشِّقْشِقَة أَنشد ابن الأَعرابي أَصْهَبُ هَدّار لكل أَرْكَبِ بغِيلةٍ تنسلُّ نحو الأَنْيبِ وإِبل غُيُل كثيرة وكذلك البقر وأَنشد بيت الأَعشى إِنِّي لعَمْر الذي خَطَتْ مَنَاشِبُها تَخْدِي وسِيق إِليه الباقِرُ الغُيُلُ ويروى خَطَتْ مَناسِمُها الواحد غَيُول حكى ذلك ابن جني عن أَبي عمرو الشيباني عن جده وقال أَبو عمرو الغَيُول المنفرد من كل شيء وجمعه غُيُل ويروى العُيُل في البيت بعين غير معجمة يريد الجماعة أَي سِيق إِليه الباقر الكثير وقال أَبو منصور والغُيُل السِّمان أَيضاً وغَيْلان اسم رجل وغَيْلان بن حُرَيث من شعرائهم وكذا وقع في كتاب سيبويه وقيل غَيْلان حرب قال ولست منه على ثقة واسم ذي الرمة غَيْلان بن عُقْبة قال ابن بري من اسمه غَيْلان جماعة منهم غَيْلان ذو الرمة وغَيْلان بن حريث الراجز وغَيْلان بن خَرَشة الضَّبي وغيلان ابن سلمَة الثقفيّ وأُمّ غَيْلان شجر السَّمُر

( فأل ) الفأْل ضد الطِّيَرَة والجمع فُؤول وقال الجوهري الجمع أَفْؤُل وأَنشد للكميت ولا أَسْأَلُ الطَّيرَ عما تقول ولا تَتَخالَجُني الأَفْؤُل وتَفاءلْت به وتفأْل به قال ابن الأَثير يقال تَفاءلْت بكذا وتفأْلت على التخفيف والقلْب قال وقد أُولع الناس بترك همزه تخفيفاً والفَأْل أَن يكون الرجل مريضاً فيسمع آخر يقول يا سالِمُ أَو يكون طالِبَ ضالَّة فيسمع آخر يقول يا واجِد فيقول تَفاءلْت بكذا ويتوجه له في ظنِّه كما سمع أَنه يبرأُ من مرضه أَو يجد ضالَّته وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم كان يحبُّ الفَأْل ويكره الطِّيَرَة والطِّيَرَة ضد الفَأْل وهي فيما يكره كالفَأْل فيما يستحَب والطِّيرَة لا تكون إِلا فيما يسوء والفَأْل يكون فيما يحسُن وفيما يسوء قال أَبو منصور من العرب من يجعل الفَأْل فيما يكرَه أَيضاً قال أَبو زيد تَفاءَلْت تَفاؤُلاً وذلك أَن تسمع الإِنسان وأَنت تريد الحاجة يدعو يا سعيد يا أَفْلَح أَو يدعو باسم قبيح والاسم الفَأْل مهموز وفي نوادر الأَعراب يقال لا فَأْل عليك بمعنى لا ضَيْر عليك ولا طَيْر عليك ولا شر عليك وفي الحديث عن أَنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا عَدْوى ولا طِيَرَة ويعجبُني الفَأْل الصالِح والفأْل الصالح الكلمة الحسنة قال وهذا يدل على أَن من الفَأْل ما يكون صالحاً ومنه ما يكون غير صالح وإِنما أَحبَّ النبي صلى الله عليه وسلم الفَأْل لأَن الناس إِذا أَمَّلوا فائدةَ الله ورجَوْا عائدَته عند كل سبب ضعيف أَو قويٍّ فهم على خير ولو غلِطوا في جهة الرجاء فإِن الرجاء لهم خير أَلا ترى أَنهم إِذا قطعوا أَملَهم ورجاءهم من الله كان ذلك من الشرّ ؟ وإِنما خَبَّر النبي صلى الله عليه وسلم عن الفِطْرة كيف هي وإِلى أَيِّ شيء تنقلب فأَما الطِّيرَة فإِن فيها سوء الظنِّ بالله وتوقُّع البلاء ويُحَب للإِنسان أَن يكون لله تعالى راجياً وأَن يكون حسن الظن بربِّه قال والكَوادِس ما يُتطيَّر منه مثل الفَأْل والعُطاس ونحوه وفي الحديث أَيضاً أَنه كان يتَفاءل ولا يتطيَّر وفي الحديث قيل يا رسول الله ما الفَأْل ؟ قال الكلمة الصالحة قال وقد جاءت الطِّيرَة بمعنى الجِنْس والفَأْل بمعنى النوع قال ومنه الحديث أَصدَقُ الطِّيرَة الفَأْل والافْتِئال افْتِعال من الفَأْل قال الكميت يصف خيلاً إِذا ما بَدَتْ تحت الخَوافِقِ صَدَّقَتْ بأَيمَنِ فَأْل الزاجِرين افْتِئالَها التهذيب تَفَيَّل إِذا سمِن كأَنه فِيل ورجل فَيِّل اللحم كثيره قال وبعضهم يهمزه فيقول فَيْئِل على فَيْعِل والفِئال بالهمزة لعبة للأَعراب وسيذكر في فيل

( فتل ) الفَتْل لَيُّ الشيء كَلَيِّك الحبل وكفَتْل الفَتِيلة يقال انْفَتَل فلان عن صَلاته أَي انصرف ولَفَت فلاناً عن رأْيه وفَتَله أَي صرَفه ولَوَاه وفَتَله عن وجهه فانْفَتل أَي صرفه فانصرف وهو قلب لَفَت وفَتَل وجهه عن القوم صرَفه كلَفته وفَتَلْت الحبل وغيره وفَتَل الشيء يَفْتِله فَتْلاً فهو مفْتول وفَتِيل وفَتَله لَواه أَنشد أَبو حنيفة لونُها أَحمر صافٍ وهي كالمسك الفَتِيل قال أَبو حنيفة ويروى كالمسك الفَتِيت قال وهو كالفَتِيل قال أَبو الحسن وهذا يدل على أَنه شعر غير معروف إِذ لو كان معروفاً لما اختلف في قافيته فتفهَّمه جدّاً وقد انْفَتل وتَفَتَّل والفَتِيل حبل دقيق من خَزَم أَو لِيف أَو عِرْق أَو قِدٍّ يشدُّ على العنان وهي الحلقة التي عند ملتقَى الدُّجْزَيْن وهو مذكور في موضعه والفَتِيل والفَتِيلة ما فتلْته بين أَصابعك وقيل الفَتِيل ما يخرج من بين الإِصبعين إِذا فتلْتهما والفَتِيل السَّحَاة في شَقِّ النَّواة وما أَغنى عنه فَتِيلاً ولا فَتْلة ولا فَتَلة الإِسكان عن ثعلب والفتح عن ابن الأَعرابي أَي ما أَغنى عنه مقدار تلك السَّحَاة التي في شَق النواة وفي التنزيل العزيز ولا يُظلَمون فَتِيلاً قال ابن السكيت القِطْمير القشرة الرقيقة على النواة والفَتِيل ما كان في شَق النواة وبه سميت فَتِيلة وقيل هو ما يفتَل بين الإِصبعين من الوسخ والنَّقير النُّكْتة في ظهر النَّواة قال أَبو منصور وهذه الأَشياء تضرَب كلّها أَمثالاً للشيء التافِه الحقير القليل أَي لا يُظْلمون قدرَها والفتِيلة الذُّبَالة وذُبَال مفتَّل شدد للكثرة وما زال فلان يَفْتِل من فلان في الذِّرْوة والغارِب أَي يَدُور من وراءِ خديعته وفي حديث الزبير وعائشة فلم يزل يَفْتِل في الذِّرْوة والغارب وهو مثل في المُخادَعة وورد في حديث حُيَي بن أَخْطب أَيضاً لم يزل يَقتِل في الذِّرْوة والغارِب والفَتْلة وِعاء حَبِّ السَّلَم والسَّمُر خاصة وهو الذي يشبه قُرون الباقِلاَّ وذلك أَول ما يطلع وقد أَفْتَلت السَّلَمة والسَّمُرة وفي حديث عثمان أَلسْت ترعَى مَعْوَتَها وفَتْلَتَها ؟ الفَتْلة واحدة الفَتْل وهو ما يكون مَفْتولاً من ورق الشجر كورَق الطَّرْقاء والأَثْل ونحوهما وقيل الفَتْلة حمل السمرُ والعُرْفُط وقيل نَوْر العِضاه إِذا تَعقّد وقد أَفْتَلت إِفْتالاً إِذا أَخرجت الفَتْلة والفَتْلَة شدّة عصَب الذراع والفَتَل أَيضاً اندِماج في مِرْفق الناقة وبُيُون عن الجنب وهو في الوَظيف والفِرْسِن عيب ومرفق أَفْتَل بيِّن الفتل الجوهري الفَتَل بالتحريك ما بين المِرْفقين عن جنبي البعير وقوم فُتْل الأَيدي قال طرفة لَها مِرْفَقان أَفْتَلان كأَنما أُمِرَّا بسَلْمَى دالِجٍ متَشدِّد وفي الصحاح كأَنما تمرّ بسَلْمَى
( * هذه الرواية هي كذلك رواية ديوان طرفة ) وناقة فَتْلاء ثقيلة وناقة فَتْلاء إِذا كان في ذراعها فَتَل وبُيُون عن الجنب قال لبيد حَرَجٌ من مِرْفقيْها كالفَتَل وفَتِلَت الناقة فَتَلاً إِذا امَّلَس جلد إِبْطها فلم يكن فيه عَرَك ولا حازّ ولا خالِعٌ وهذا إِذا استرخى جلد إِبْطها وتَبَخْبَخَ والفَتْلة نَوْرُ السَّمُرة وقال أَبو حنيفة الفَتَل ما ليس بورق إِلا أَنه يقوم مقام الورق وقيل الفَتَل ما لم ينبسط من النبات ولكن تَفَتَّل فكان كالهَدَب وذلك كهَدَب الطَّرْفاء والأَثْل والأَرْطى ابن الأَعرابي الفَتَّال البُلْبُل ويقال لِصياحه الفَتْل فهو مصدر

( فثل ) ابن بري رجل فِتْوَلّ أَي عييّ فَدْم قال الراجز لا تَجْعَلِيني كفتًى فِئْوَلّ خالٍ كعُود النَّبْعة المُبْتَلّ قال ولم يذكره الأَصمعي إِلا بالقاف ولم أَره أَنا لغير الشيخ أَبي محمد بن بري رحمه الله

( فجل ) فَجَّل الشيءَ عرّضه ورجل أَفْجَل متباعد ما بين الساقين وفَجِلَ الشيء وفَجَلَ يَفْجُل فَجْلا وفَجَلاً استرخى وغلُظ والفُجْل والفُجُل جميعاً عن أَبي حنيفة أُرومة نبات خبيثة الجُشاء معروف واحدته فُجْلة وفُجُلة وهو من ذلك وإِياه عنى بقوله وهو مجهز السفينة يهجو رجلاً أَشْبَه شيء بِجُشاء الفُجْلِ ثِقْلاً على ثِقْل وأَيّ ثِقْلِ والفَنْجلة والفَنْجَلى مِشْية فيها استرخاء يسحَب رجله على الأَرض قال ابن سيده وإِنما قضيت على نونها بالزيادة لقولهم فَجِل إِذا استرخى الصحاح الفَنْجَلة مِشْية فيها استرخاء كمِشية الشيخ وقال صخر بن عمير فإِنْ تَريني في المَشيب والعِلَهْ فصِرْتُ أَمشي القَعْوَلى والفَنْجَلَهْ وتارةً أَنْبُثُ نَبْثاً نَقْثَلَهْ النَّقْثَلة مِشْية الشيخ يُثِير التراب إِذا مشى والفَنْجَل الذي يمشي الفَنْجَلة قال الراجز لا هِجْرَعاً رِخْواً ولا مُثَجَّلا ولا أَصَكَّ أَو أَفَجَّ فَنْجَلا والفاجِلُ القامِرُ

( فحل ) الفَحْل معروف الذكَر من كل حيوان وجمعه أَفْحُل وفُحول وفُحولة وفِحالُ وفِحالة مثل الجِمالة قال الشاعر فِحالةٌ تُطْرَدُ عَن أَشْوالِها قال سيبويه أَلحقوا الهاء فيهما لتأْنيث الجمع ورجل فَحِيل فَحْل وإِنه لبيِّن الفُحُولة والفِحالة والفِحْلة وفَحَل إِبلَه فَحْلاً كريماً اختار لها وافْتَحل لدوابِّه فَحْلاً كذلك الجوهري فَحَلْت إِبلي إِذا أَرسلت فيها فَحْلاً قال أَبو محمد الفقعسيّ نَفْحَلُها البِيضَ القَلِيلاتِ الطَّبَعْ من كلِّ عرَّاص إِذا هُزَّ اهْتَزَعْ أَي نُعَرْقِبُها بالسيوف وهو مَثَل الأَزهري والفِحْلة افْتحال الإِنسان فَحَلاً لدوابّه وأَنشد نحن افْتَحَلْنا فَحْلَنا لم نَأْثله
( * قوله « نأثله » هكذا في الأصل )
قال ومن قال اسْتَفْحَلْنا فحلاً لدوابِّنا فقد أَخطأَ وإِنما الاستفحال ما يفعله عُلوج أَهل كابُل وجُهَّالهم وسيأْتي والفَحِيل فَحْل الإِبل إِذا كان كريماً مُنْجِباً وأَفْحَل اتخذ فَحْلاً قال الأَعشى وكلُّ أُناسٍ وإِن أَفْحَلوا إِذا عايَنُوا فَحْلَكمْ بَصْبَصُوا وبعير ذو فِحْلة يصلح للافْتِحال وفَحْل فَحِيل كريم منجِب في ضِرابه قال الراعي كانت نَجائبُ منذرٍ ومُحَرِّق أُمَّاتِهنّ وطَرْقُهنّ فَحِيلا قال الأَزهري أَي وكان طَرْقهنّ فَحْلاً منجِباً والطَّرْق الفحل ههنا قال ابن بري صواب إِنشاد البيت نجائبَ منذرٍ بالنصب والتقدير كانت أُمَّاتُهُنَّ نجائبَ منذر وكان طَرْقهنّ فحلاً وقيل الفَحِيل كالفَحْل عن كراع وأَفْحَلَه فَحْلاً أَعاره إِيَّاه يضرب في إِبله وقال اللحياني فَحَل فلاناً بعيراً وأَفْحَله إِيّاه وافْتَحَلَه أَي أَعطاه والاسْتِفْحال شيء يفعله أَعلاج كابُل إِذا رأَوا رجلاً جسيماً من العرب خَلَّوْا بينه وبين نسائهم رجاء أَن يولد فيهم مثله وهو من ذلك وكَبْش فَحِيل يشبه الفحل من الإِبل في عظمه ونُبْله وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما أَنه بعث رجلاً يشتري له أُضحية فقال اشتره فَحْلاً فَحِيلاً أَراد بالفحل غير خصيّ وبالفحيل ما ذكرناه وروي عن الأَصمعي في قوله فحيلاً هو الذي يشبه الفُحولة في عظم خلقه ونبله وقيل هو المُنْجِب في ضِرابه وأَنشد بيت الراعي قال وقال أَبو عبيد والذي يراد من الحديث أَنه اختار الفحل على الخصيّ والنعجةِ وطلب جَماله ونُبْله وفي الحديث لِمَ يضرِبُ أَحدُكُم امرأَتَه ضرْبَ الفَحْل قال ابن الأَثير هكذا جاء في رواية يريد فَحْل الإِبل إِذا علا ناقة دونه أَو فوقه في الكرم والنَّجابة فإِنهم يضربونه على ذلك ويمنعونه منه وفي حديث عمر لما قدِم الشام تفحَّل له أُمَراء الشام أَي أَنهم تلقَّوه متبذِّلين غير متزيِّنين مأْخوذ من الفحل ضد الأُنثى لأَن التزيُّن والتصنُّع في الِّزيِّ من شأْن الإِناث والمُتَأَنِّثين والفُحول لا يتزيَّنون وفي الحديث إِن لبن الفَحْل حِرْم يريد بالفَحْل الرجُل تكون له امرأَة ولدت منه ولداً ولها لبن فكلُّ من أَرضعته من الأَطفال بهذا فهو محرم على الزوج وإِخوتِه وأَولاده منها ومن غيرها لأَن اللَبن للزوج حيث هو سببه وهذا مذهب الجماعة وقال ابن المسيّب والنخعي لا يحرم وسنذكره في حرف النون الأَزهري استفحَل أَمر العدوّ إِذا قوِي واشتدّ فهو مستفحِل والعرب تسمي سُهَيْلاً الفَحْل تشبيهاً له بفحْل الإِبل وذلك لاعتزاله عن النجوم وعِظَمه وقال غيره وذلك لأَن الفحل إِذا قَرَع الإِبل اعتزلها ولذلك قال ذو الرمة وقد لاحَ للسارِي سُهَيْل كأَنه قَرِيعُ هِجانٍ دُسّ منه المَساعِر الليث يقال للنَّخل الذكَر الذي يُلْقَح به حَوائل النخل فُحَّال الواحدة فُحَّالة قال ابن سيده الفَحْل والفُحَّال ذكر النخل وهو ما كان من ذكوره فَحْلاً لإِناثِه وقال يُطِفْنَ بفُحَّالٍ كأَنَّ ضِبابَهُ بُطونُ المَوالي يوم عيدٍ تَغَدَّت قال ولا يقال لغير الذكر من النخل فُحَّال وقال أَبو حنيفة عن أَبي عمرو لا يقال فَحْل إِلا في ذي الرُّوح وكذلك قال أَبو نصر قال أَبو حنيفة والناس على خلاف هذا واستَفْحَلَت النخل صارت فُحَّالاً ونخلة مُسْتَفْحِلة لا تحمِل عن اللحياني الأَزهري عن أَبي زيد ويجمع فُحَّال النخل فَحاحِيل ويقال للفُحَّال فَحْل وجمعه فُحول قال أُحَيْحة ابن الجُلاح تَأَبَّرِي يا خَيْرَةَ الفَسِيل تَأَبَّرِي من حَنَذٍ فَشُول إِذ ضَنَّ أَهلُ النخْل بالفُحول الجوهري ولا يقال فُحَّال إِلا في النخل والفَحْل حَصِير تُنسَج من فُحَّال النخل والجمع فُحول وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على رجل من الأَنصار وفي ناحية البيت فَحْل من تلك الفُحول فأَمر بناحية منه فكُنِس ورشّ ثم صلى عليه قال الأَزهري قال شمر قيل للحصير فَحْل لأَنه يسوَّى من سعف الفَحْل من النخيل فتكلم به على التجوز كما قالوا فلان يلبس القُطْن والصوف وإِنما هي ثياب تغزَل وتتَّخذ منهما قال المرار والوَحْش سارِية كأَنَّ مُتونَها قُطْن تُباع شديدة الصَّقْلِ أَراد كأَن متونها ثياب قطن لشدَّة بياضها وسمي الحصير فَحْلاً مجازاً وفي حديث عثمان أَنه قال لا شُفْعة في بئر ولا فَحْل والأُرَف تَقْطع كلّ شفعة فإِنه أَراد بالفَحْل فَحْل النخل وذلك أَنه ربما يكون بين جماعة منهم فَحْل نخل يأْخذ كل واحد من الشركاء فيه زمَن تَأْبِير النخل ما يحتاج إِليه من الحِرْقِ لتَأْبير النخل فإِذا باع واحد من الشركاء نصيبه من الفحل بعضَ الشركاء فيه لم يكن للباقين من الشركاء شفعة في المبيع والذي اشتراه أَحق به لأَنه لا ينقسم والشُّفْعة إِنما تجب فيما ينقسم وهذا مذهب أَهل المدينة وإِليه يذهب الشافعي ومالك وهو موافق لحديث جابر إِنما جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم الشُّفعة فيما لم يقسم فإِذا حُدت الحُدود فلا شُفعة لأَن قوله عليه السلام فيما لم يقسم دليل على أَنه جعل الشُّفعة فيما ينقسم فأَما ما لا ينقسم مثل البئر وفَحْل النخل يباع منهما الشِّقْص بأَصله من الأَرض فلا شُفعة فيه لأَنه لا ينقسِم قال وكان أَبو عبيد فسر حديث عثمان تفسيراً لم يرتضه أَهل المعرفة فلذلك تركته ولم أَحكه بعينه قال وتفسيره على ما بينته ولا يقال له إِلا فُحَّال وفُحول الشعراء هم الذين غلبوا بالهِجاء من هاجاهم مثل جرير والفرزدق وأَشباههما وكذلك كل من عارَض شاعراً فغلب عليه مثل علقمة بن عبدة وكان يسمى فَحْلاً لأَنه عارض امرأَ القيس في قصيدته التي يقول في أَولها خليليَّ مُرّا بي على أُمِّ جُنْدَبِ بقوله في قصيدته ذَهَبْت من الهجران في غير مذهَب وكل واحد منهما يعارض صاحبه في نعت فرسه ففُضِّل علقمةُ عليه ولقّب الفَحْل وقيل سمي علقمة الشاعر الفَحْل لأَنه تزوَّج بأُمِّ جُنْدَب حين طلقها امرؤ القيس لما غَلَّبَتْه عليه في الشعر والفُحول الرُّواة الواحد فَحْل وتفحَّل أَي تشبَّه بالفَحْل واستَفْحَل الأَمر أَي تَفاقَم وامرأَة فَحْلة سَلِيطة وفَحْل والفَحْلاء موضعان وفَحْلان جبلان صغيران قال الراعي هل تُونِسونَ بأَعْلى عاسِمٍ ظُعُناً وَرَّكْن فَحلَين واستَقبَلْن ذا بَقَرِ ؟ وفي الحديث ذكر فِحْل بكسر الفاء وسكون الحاء موضع بالشام كانت به وقعة المسلمين مع الروم ومنه يوم فِحْل وفيه ذكر فَحْلين على التثنية موضع في جبل أُحُد

( فحطل ) فَحْطَل اسم قال تباعَد مِنِّي فَحْطَل إِذ سأَلته أَمِينَ فَزاد الله ما بيننا بُعْدا وهذه ترجمة وجدتها في المحكم على هذه الصورة ورأَيت هذا البيت في الصحاح تباعد مني فَطْحَل والله أَعلم

( فخل ) تَفَخَّل الرجلُ أَظهر الوَقار والحلم وتَفَخَّل أَيضاً تهيَّأَ ولبس أَحسن ثيابه والله أَعلم

( فرجل ) الفَرْجَلة التَّفَحُّج قال الراجز تَقَحُّمَ الفيل إِذا ما فَرْجَلا تَمُرّ أَحْفافاً تَهُضُّ الجَنْدَلا وفَرْجَل الرجلُ فَرْجَلة وهو أَن يتفحَّج ويسرع ويقال هو الذي يُدَرْبِجُ في مشيه وهي مِشْية سهلة

( فرزل ) الفَرْزَلة التقييد عن كراع ورجل فُرْزُل ضخْم حكاه ابن دريد قال ابن سيده وليس بثبت

( فرعل ) الفُرْعُل ولد الضَّبُع وفي التهذيب ولد الضبع من الضبع قال ابن بري ومنه قول أَبي النجم تَنْزُو بعُثْنُون كظهر الفُرْعُل قال وقال أَبو مهراس كأَنَّ ندَاءَهُنَّ قُشَاعُ ضَبْع تَفَقَّدَ من فَرَاغِلِه أَكِيلا وفي حديث أَبي هريرة سئل عن الضبُع فقال الفُرْعُل تلك نعجة من الغنم الفُرْعُل ولد الضبع فسمّاها به أَراد أَنها حلال كالشاة ابن سيده وقيل هو ولد الوَبْر من ابن آوى والجمع فَرَاعِل وفَراعِلة زادوا الهاء لتأْنيث الجمع قال ذو الرمة يُناط بأَلْحِيها فَراعِلة غُثْرُ والأُنثى فُرْعُلة وفي المثل أَغْزَلُ من فُرْعُل وهو من الغَزَل والمُراودة

( فزل ) الفَزْل الصَّلابة وأَرض فَيْزَلةٌ سريعةُ السيل إِذا أَصابها الغيث

( فسل ) الفَسْل الرَّذْل النَّذْل الذي لا مُروءة له ولا جلد والجمع أَفْسُل وفُسول وفِسال وفُسْل قال سيبويه والأَكثر فيه فِعال وأَما فُعول ففرْع داخل عليه أَجروه مجرى الأَسماء لأَن فِعالاً وفُعولاً يعتقبان على فَعْل في الأَسماء كثيراً فحملت الصفة عليه وقالوا فُسُولة فأَثبتوا الجمع كما قالوا فُحُولة وبُعولة حكاه كراع وقالوا فُسَلاء وهذا نادر كأَنهم توهَّموا فيه فَسِيلاً ومثله سَمْح وسُمَحاء كأَنهم توهموا فيه سَميحاً وقد فَسُل بالضم وفَسِيل فسالةَ وفُسولةُ وفُسولاً فهو فَسْل من قوم فُسَلاء وأَفْسالٍ وفِسالٍ وفُسولٍ قال الشاعر إِذا ما عُدَّ أَربعةٌ فِسالٌ فزوجُك خامسٌ وأَبوك سادِي وحكى سيبويه فُسِلَ على صيغة ما لم يسم فاعله قال كأَنه وضع ذلك فيه والمَفْسول كالفَسْل أَبو عمرو الفِسْل الرجل الأَحمق ويقال أَفْسَل فلان على فلان مَتاعَه إِذا أَرْذَله وأَفْسَل عليه دراهمَه إِذا زَيَّفَها وهي دراهم فُسول وقال الفرزدق فلا تقبلوا مِنّي أَباعِرَ تُشْترَى بِوَكْسٍ ولا سُوداً يصحُّ فُسُولها أَراد ولا تقبلوا منهم دراهم سوداً وفي حديث حذيفة اشتَرَى ناقة من رجلين وشرط لهما من النقد رضاهما فأَخرج لهما كيساً فأَفْسلا عليه ثم أَخرج كيساً فأَفْسَلا عليه أَي أَرْذَلا وزيَّفا منها وأَصلها من الفَسَل وهو الرَّديء الرَّذل من كل شيء يقال فَسَّله وأَفْسَلَه وفي حديث الاستسقاء سوى الحَنْظَل العامِيّ والعِلْهِزِ الفَسْل ويروى بالشين المعجمة وسيُذكر والفَسِيلة الصغيرة من النخل والجمع فَسائل وفَسِيلٌ والفُسْلان جمع الجمع عن أَبي عبيد الأَصمعي في صغار النخل قال أَول ما يقلع من صغار النخل الغِرس فهو الفَسِيل والوَدِيّ والجمع فَسائِل وقد يقال للواحدة فَسِيلة وأَفْسَل الفَسِيلة انتزعها من أُمّها واغترسها والفَسْل قضبان الكَرْم للغَرْس وهو ما أُخذ من أُمّهاته ثم غُرِس حكاه أَبو حنيفة وفُسالة الحديد سُحالَته ابن سيده فُسالة الحديد ونحوِه ما تَناثر منه عند الضرب إِذا طُبِع وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه لعَن من النساء المُسَوِّفَة المُفَسِّلة والمفَسِّلة من النساء التي إِذا أَراد زوجها غِشْيانها ونَشِط لوطْئها اعتلَّت وقالت إِنِّي حائض فيَفْسُل الزوج عنها وتفتِّره ولا حيض بها تردُّه بذلك عن غشْيانها وتفتِّر نشاطه من الفُسولة وهي الفُتور في الأَمر والمسوِّفة التي إِذا دعاها الزوج للفراش ماطَلَتْه ولم تجبه إِلى ما يدعو إِليه===

28--

مجلد {28}لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري 

( فسكل ) الفِسْكِل والفُسْكُلُ والفِسْكَوْل والفُسْكُول الذي يجيء في آخر الحلبة آخر الخيل وهو بالفارسية فُشْكل وقيل الفِسْكِل والمُفَسْكل هو المؤخر البطيء وقد فُسْكِلْت أَي أُخِّرْت ومنه قيل رجل فِسْكل إِذا كان رَذْلاً والعامة تقول فُسْكُل بالضم قال أَبو الغوث أَولها المُجَلِّي وهو السابق ثم المصلّي ثم المُسَلِّي ثم التالي ثم العاطِف ثم المُرْتاح ثم المؤمَّل ثم الحَظي ثم اللَّطيم ثم السُّكَيت وهو الفِسْكل والفاشُور قال ابن بري يقال فَسْكَل الفرسُ إِذا جاء آخر الحلْبة وفي الحديث أَن أَسماء بنت عُمَيْس قالت لعليّ عليه السلام إِن ثلاثةً أَنت آخرُهم لأَخْيار فقال عليّ لأَولادها قد فَسْكَلَتْني أُمُّكم أَي أَخَّرتني وجعلتني كالفِسْكل وهو الفرس الذي يجيء في آخر خيل السِّباق وكانت قد تزوّجت قبله بجعفر أَخيه ثم بأَبي بكر بعد جعفر فعدَّاه إِلى المفعول قال والصواب أَن يذكر الحَظِيّ قبل المؤمَّل لا بعده قال وهذا ترتيبها منظّماً أَتانا المُجَلِّي والمُصَلِّي وبعده مُسَلٍّ وتالٍ بعده عاطِفٌ يَجْرِي ومُرْتاحُها ثم الحَظِي ومُؤَمَّل يَحُثّ اللَّطِيم والسُّكَيْت له يَبري ورجل فُسْكُول وفِسْكَوْل متأَخر تابع وقد فَسْكَل وفُسْكِل قال الأَخطل أَجُمَيْع قد فُسْكِلْت عبداً تابِعاً فبَقِيت أَنت المُفْحَم المَكْعوم

( فشل ) الفَشِل الرجل الضعيف الجبان والجمع أَفشال ابن سيده فَشِل الرجل فَشَلاً فهو فَشِل كَسِلَ وضعُف وتراخَى وجَبُن ورجل خَشِل فَشِل وخَسْل فَسْل وقوم فُشْل قال وقد أَدْرَكَتْني والحوادث جَمَّةٌ أَسِنَّة قومٍ لا ضِعاف ولا فُشْل ويروى ولا فُسْل يعني جمع فَسْل وفي حديث عليّ يصِف أَبا بكر رضوان الله عليهما كنت للدِّين يَعْسُوباً أَولاً حين نفر الناسُ عنه وآخِراً حين فَشِلوا الفَشَل الفزعُ والجُبْن والضَّعْف ومنه حديث جابر فينا نزلتْ إِذ همَّت طائفتان منكم أَن تَفْشَلا وفي حديث الاستسقاء سِوى الحَنْظَل العاميّ والعِلْهِز الفَشْلِ أَي الضعيف يعني الفَشْل مُدَّخِرُه وآكله فصرف الوصف إِلى العِلْهِز وهو في الحقيقة لآكله ويروى الفَسْل بالسين المهملة وقد تقدم الليث رجل فَشِيل وقد فَشِل يَفْشَل عند الحرب والشدة إِذا ضعُف وذهبت قُواه وفي التنزيل العزيز ولا تنازعوا فتَفْشَلوا وتذهب ريحكُم قال الزجاج أَي تَجْبُنوا عن عدوّكم إِذا اختلفتم أَخبر أَن اختلافهم يضعفهم وأَن الأُلْفة تزيد في قوّتهم النضر بن شميل المِفْشَلة الكَبارِجة والمَشافل جماعة
( * قوله « والمشافل جماعة » هكذا في الأصل ولعل فيه سقطاً والأصل وجمعها مفاشل كالمشفلة والكشافل جماعة ويدل على ذلك قوله وقال اعرابي إلخ فانه ليس من هذه المادة وعبارة القاموس في مادة شفل المشفلة كمكنسة الكبارجة والكرش الجمع مشافل اه اي فهما مترادفان المفرد كالمفرد في معنييه والجمع كالجمع )
قال والقِرْطالة الكبارجة أَيضاً وقال أَعرابي المِشْفَلة الكَرِش ابن الأَعرابي المِفشَل الذي يتزوّج في الغرائب لئلا يخرج الولد ضاوِياً والمِفْشَل الهَوْدَج وقال ابن شميل هو الفِشْل وهو أَن يعلِّق ثوباً على الهودج ثم يدخله فيه ويشد أَطرافه إِلى القواعد فيكون وِقاية من رؤوس الأَحْناء والأَقْطاب وعُقَد العُصْمِ وهي الحبال وقيل الفِشْل ستر الهودج وفي المحكم الفِشْل شيء من أَداة الهودج تجعله المرأَة تحتها والجمع فُشُول وقد افْتَشَلَت المرأَة فِشْلها وفَشَّلته وتَفَشَّلتْ وتَفَشَّل الماءُ سال وتَفَشَّل امرأَةً تزوّجها ابن السكيت يقال تَفَشَّل فلان منهم امرأَة أَي تزوّجها والفَيْشَلة الحَشَفة طرَف الذكَر والجمع الفَيْشَل والفَياشِل وقيل الفَيْشلة رأْس كل محوَّق وقال بعضهم لامها زائدة كزيادتها في زَيْدَل وعَبْدَل وأُلالِكَ وقد يمكن أَن تكون فَيْشلة من غير لفظ فَيْشَة فتكون الياء في فَيْشلة زائدة ويكون وزنها فَيْعَلة لأَن زيادة الياء ثانية أَكثر من زيادة اللام وتكون الياء في فَيْشَة عيناً فيكون اللفظان مقترنين والأَصْلان مختلفين ونظير هذا قولهم رجل ضَيَّاط وضَيْطار فأَما قول جرير ما كان يُنكَرُ في نَدِيِّ مُجاشِعٍ أَكْلُ الخَزِير ولا ارتِضاعُ الفَيْشَل فقد يكون جمع فَيْشلة وهو على الجمع الذي لا يفارق واحدة إِلا بالهاء والفَياشِل ماء لِبَني حُصَيْن سمي بذلك لإِكامٍ حُمْرٍ عنده حوله يقال لها الفَياشِل قال أَظن ذلك تشبيهاً لها بالفَياشِل التي تقدم ذكرها قال القَتَّال الكلابي فلا يَسْتَرِثْ أَهْلُ الفَياشِل غارَتي أَتَتْكم عِتاق الطيْر يحمِلْن أَنْسُرا والفَياشِل شجر

( فصل ) الليث الفَصْل بَوْنُ ما بين الشيئين والفَصْل من الجسد موضع المَفْصِل وبين كل فَصْلَيْن وَصْل وأَنشد وَصْلاً وفَصْلاً وتَجْميعاً ومُفْتَرقاً فَتْقاً ورَتْقاً وتأْلِيفاً لإِنسان ابن سيده الفَصْل الحاجِز بين الشيئين فَصَل بينهما يفصِل فَصْلاً فانفصَل وفَصَلْت الشيء فانصَل أَي قطعته فانقطع والمَفْصِل واحد مَفاصِل الأَعضاء والانْفصال مطاوِع فصَل والمَفْصِل كل ملتقى عظمين من الجسد وفي حديث النخعي في كل مَفْصِل من الإِنسان ثلُث دِيَة الإِصبع يريد مَفْصِل الأَصابع وهو ما بين كل أَنْمُلَتين والفاصِلة الخَرزة التي تفصِل بين الخَرزتين في النِّظام وقد فَصَّلَ النَّظْمَ وعِقْد مفصَّل أَي جعل بين كل لؤلؤتين خرزة والفَصْل القضاء بين الحق والباطل واسم ذلك القَضاء الذي يَفْصِل بينهما فَيْصَل وهو قضاء فَيْصَل وفاصِل وذكر الزجاج أَن الفاصِل صفة من صفات الله عز وجل يفصِل القضاء بين الخلق وقوله عز وجل هذا يوم الفَصْل أَي هذا يوم يفصَل فيه بين المحسن والمسيء ويجازي كل بعمله وبما يتفضل الله به على عبده المسلم ويوم الفَصْل هو يوم القيامة قال الله عز وجل وما أَدراك ما يومُ الفَصْل وقَوْل فَصْل حقٌّ ليس بباطل وفي التنزيل العزيز إِنَّه لقَوْل فَصْل وفي صفة كلام سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فَصْل لا نَزْر ولا هَذْر أَي بيِّن ظاهر يفصِل بين الحق والباطل ومنه قوله تعالى إِنه لقول فَصْل أَي فاصِل قاطِع ومنه يقال فَصَل بين الخَصْمين والنَّزْر القليل والهَذْر الكثير وقوله عز وجل وفَصْل الخطاب قيل هو البيّنة على المدَّعى واليمين على المدَّعي عليه وقيل هو أَن يفصِل بين الحق والباطل ومنه قوله إِنه لقول فَصْل أَي يفصِل بين الحق والباطل ولولا كلمة الفَصْل لقضي بينهم وفي حديث وَفْدِ عبد القيس فمُرْنا بأَمر فَصْل أَي لا رجعة فيه ولا مردَّ له وفَصَل من الناحية أَي خرج وفي الحديث من فَصَل في سبيل الله فمات أَو قتِل فهو شهيد أَي خرج من منزله وبلده وفاصَلْت شريكي والتفصيل التبيين وفَصَّل القَصَّاب الشاةَ أَي عَضَّاها والفَيْصَل الحاكم ويقال القضاء بين الحق والباطل وقد فَصَل الحكم وحكم فاصِل وفَيْصَل ماض وحكومة فَيْصَل كذلك وطعنة فَيْصَل تفصِل بين القِرْنَيْن وفي حديث ابن عمر كانت الفَيْصَل بيني وبينه أَي القطيعة التامة والياء زائدة وفي حديث ابن جبير فلو علم بها لكانت الفَيْصَل بيني وبينه والفِصال الفِطام قال الله تعالى وحَملُه وفِصالُه ثلاثون شهراً المعنى ومَدى حَمْلِ المرأَة إِلى منتهى الوقت الذي يُفْصَل فيه الولد عن رَضاعها ثلاثون شهراً وفَصَلت المرأَة ولدها أَي فطمَتْه وفَصَل المولودَ عن الرضاع يَفْصِله فَصْلاً وفِصالاً وافْتَصَلَه فَطَمه والاسم الفِصال وقال اللحياني فَصَلته أُمُّه ولم يخص نوعاً وفي الحديث لا رَضاع بعد فِصال قال ابن الأَثير أَي بعد أَن يُفْصَل الولد عن أُمِّه وبه سمي الفَصِيل من أَولاد الإِبل فَعِيل بمعنى مَفْعول وأَكثر ما يطلق في الإِبل قال وقد يقال في البقر ومنه حديث أَصحاب الغار فاشتريت به فَصِيلاً من البقر وفي رواية فَصِيلةً وهو ما فُصِل عن اللبن من أَولاد البقر والفَصِيل ولد الناقة إِذا فُصِل عن أُمه والجمع فُصْلان وفِصال فمن قال فُصْلان فعلى التسمية كما قالوا حرث وعبَّاس قال سيبويه وقالوا فِصْلان شبهوه بغُراب وغِرْبان يعني أَن حكْم فَعِيل أَن يكسَّر على فُعْلان بالضم وحكم فُعال أَن يكسَّر على فِعْلان لكنهم قد أَدخلوا عليه فَعِيلاً لمساواته في العدَّة وحروف اللين ومنْ قال فِصال فعلى الصفة كقولهم الحرث والعبَّاس والأُنثى فَصِيلة ثعلب الفَصِيلة القطعة من أَعضاء الجسد وهي دون القَبيلة وفَصِيلة الرجل عَشِيرته ورَهْطه الأَدْنَوْن وقيل أَقرب آبائه إِليه عن ثعلب وكان يقال لعباس فَصِيلة النبي صلى الله عليه وسلم قال ابن الأَثير الفَصِيلة من أَقرب عَشِيرة الإِنسان وأَصل الفَصِيلة قطعة من لحم الفخِذ حكاه عن الهروي وفي التنزيل العزيز وفَصِيلته التي تُؤْوِيِه وقال الليث الفَصِيلة فخذ الرجل من قومه الذين هو منهم يقال جاؤوا بفَصِيلَتهم أَي بأَجمعهم والفَصْل واحد الفُصول والفاصِلة التي في الحديث من أَنفق نفقة فاصلة في سبيل الله فبسبعمائة وفي رواية فله من الأَجْر كذا تفسيرها في الحديث أَنها التي فَصَلَتْ بين إِيمانه وكفره وقيل يقطعها من ماله ويَفْصِل بينها وبين مال نفسه وفَصَلَ عن بلد كذا يَفْصِلُ فُصُولاً قال أَبو ذؤَيب وَشِيكُ الفُصُول بعيدُ الغُفُو ل إِلاَّ مُشاحاً به أَو مُشِيحا ويروى وَشِيك الفُضُول ويقال فَصَل فلان من عندي فُصُولاً إِذا خرج وفَصَل مني إِليه كتاب إِذا نفذ قال الله عز وجل ولما فَصَلَتِ العِيرُ أَي خرجت فَفَصَلَ يكون لازماً وواقعاً وإِذا كان واقعاً فمصدره الفَصْل وإِذا كان لازماً فمصدره الفصُول والفَصِيل حائط دون الحِصْن وفي التهذيب حائط قصير دون سُورِ المدينة والحِصْن وفَصَل الكَرْمُ ظهر حبُّه صغيراً أَمثال البُلْسُنِ والفَصْلة النخلة المَنْقولة المحوَّلة وقد افْتَصَلَها عن موضعها هذه عن أَبي حنيفة وقال هجري خير النخل ما حوِّل فسيله عن منبته والفَسِيلة المحوَّلة تسمى الفَصْلة وهي الفَصْلات وقد افتصلنا فَصْلات كثيرة في هذه السنة أَي حوَّلناها ويقال فَصَّلْت الوِشاح إِذا كان نظمه مفصّلاً بأَن يجعل بين كل لؤلؤتين مَرْجانة أَو شَذْرة أَو جوهرة تفصل بين كل اثنتين من لون واحد وتَفْصيل الجَزور تَعْضِيَتُه وكذلك الشاة تفصَّل أَعضاء والمفاصِل الحجارة الصُّلْبة المُتَراصِفة وقيل المَفاصِل ما بين الجَبلين وقيل هي منفصَل الجبل من الرمْلة يكون بينها رَضْراض وحصى صِغار فيَصْفو ماؤه ويَرِقُّ قال أَبو ذؤيب مَطافِيلَ أَبكار حديثٍ نِتاجُها يُشاب بماء مثل ماء المفاصِل هو جمع المَفْصِل وأَراد صفاء الماء لانحداره من الجبال لا يمرُّ بتراب ولا بطين وقيل ماء المَفاصِل هنا شيء يسيل من بين المَفْصِلين إِذا قطع أَحدهما من الآخر شبيه بالماء الصافي واحدها مَفْصِل التهذيب المَفْصِل كل مكان في الجبل لا تطلع عليه الشمس وأَنشد بيت الهذلي وقال أَبو عمرو المَفْصِل مَفْرق ما بين الجبل والسَّهْل قال وكل موضعٍ مَّا بين جبلين يجري فيه الماء فهو مَفْصِل وقال أَبو العميثل المَفاصِل صُدوع في الجبال يسيل منها الماء وإِنما يقال لما بين الجبلين الشِّعب وفي حديث أَنس كان على بطنه فَصِيل من حجر أَي قطعة منه فَعِيل بمعنى مفعول والمَفْصِل بفتح الميم اللسان قال حسان كِلْتاهما عَرق الزُّجاجة فاسْقِني بزُجاجة أَرْخاهما للمَفْصِل ويروى المِفْصَل وفي الصحاح والمِفْصَل بالكسر اللسان وأَنشد ابن بري بيت حسان كلتاهما حَلَب العَصِير فعاطِني بزُجاجة أَرخاهما للمِفْصَل والفَصْل كلُّ عَرُوض بُنِيت على ما لا يكون في الحَشْو إِمَّا صحة وإِمَّا إِعلال كمَفاعِلن في الطويل فإِنها فَصْل لأَنها قد لزمها ما لا يلزم الحَشْو لأَن أَصلها إِنما هو مَفاعيلن ومفاعيلن في الحَشْو على ثلاثة أَوجه مفاعيلن ومَفاعِلن ومفاعيلُ والعَروض قد لزمها مَفاعِلن فهي فَصْل وكذلك كل ما لزمه جنس واحد لا يلزم الحَشْو وكذلك فَعِلن في البسيط فَصْل أَيضاً قال أَبو إِسحق وما أَقلّ غير الفُصُول في الأَعارِيض وزعم الخليل أَن مُسْتَفْعِلُن في عَروض المُنْسَرِح فَصْل وكذلك زعم الأَخفش قال الزجاج وهو كما قال لأَن مستفعلن هنا لا يجوز فيها فعلتن فهي فَصْل إِذ لزمها ما لا يلزم الحَشْو وإِنما سمي فَصْلاً لأَنه النصف من البيت والفاصِلة الصغرى من أَجزاء البيت هي السببان المقرونان وهو ثلاث متحركات بعدها ساكن نحو مُتَفا من مُتَفاعِلُن وعلتن من مفاعلتن فإِذا كانت أَربع حركات بعدها ساكن مثل فَعَلتن فهي الفاصِلة الكُبْرى قال وإِنما بدأْنا بالصغرى لأَنها أَبسط من الكُبْرى الخليل الفاصِلة في العَروض أَن يجتمع ثلاثة أَحرف متحركة والرابع ساكن مثل فَعَلَت قال فإِن اجتمعت أَربعة أَحرف متحركة فهي الفاضِلة بالضاد المعجمة مثل فعَلتن قال والفَصل عند البصريين بمنزلة العِماد عند الكوفيين كقوله عز وجل إِن كان هذا هو الحقَّ من عندك فقوله هو فَصْل وعِماد ونُصِب الحق لأَنه خبر كان ودخلتْ هو للفَصْل وأَواخر الآيات في كتاب الله فَواصِل بمنزلة قَوافي الشعر جلَّ كتاب الله عز وجل واحدتها فاصِلة وقوله عز وجل كتاب فصَّلناه له معنيان أَحدهما تَفْصِيل آياتِه بالفواصِل والمعنى الثاني في فَصَّلناه بيَّنَّاه وقوله عز وجل آيات مفصَّلات بين كل آيتين فَصْل تمضي هذه وتأْتي هذه بين كل آيتين مهلة وقيل مفصَّلات مبيَّنات والله أَعلم وسمي المُفَصَّل مَفصَّلاً لقِصَر أَعداد سُوَرِه من الآي وفُصَيْلة اسم

( فصعل ) الفُصْعُل والفِصْعِل اللئيم الأَزهري الفُصْعُل العَقْرَب وأَنشد وما عسى يَبْلُغُ لَسْبُ الفُصْعُل قال ابن سيده وهو الصغير من ولد العَقارب ابن الأَعرابي من أَسماء العقرب الفُصْعُل بضم الفاء والعين والفُرْضُخ والفِرْضِخُ مثله قال ابن بري وقد يوصف به الرجل اللئيم الذي فيه شرٌّ وأَنشد قامة الفُصْعُل الضَّئِيل وكفٌّ خِنْصَرَاها كُذَيْنِقَا قَصَّار فهذا يمكن أَن يريد العقرب وقال آخر سأَلَ الولِيدة هل سَقَتْني بعدَما شَرِب المُرِضَّة فُصْعُل حَدَّ الضُّحَى ؟

( فضل ) الفَضْل والفَضِيلة معروف ضدُّ النَّقْص والنَّقِيصة والجمع فُضُول وروي بيت أَبي ذؤيب وَشِيكُ الفُضُول بعيد الغُفُول روي وَشِيك الفُضُول مكان الفُصُول وقد تقدم في ترجمة فصل بالصاد المهملة وقد فَضَل يَفْضُل
( * قوله « وقد فضل يفضل » عبارة القاموس وقد فضل كنصر وعلم وأما فضل كعلم يفضل كينصر فمركبة منهما ) وهو فاضِل ورجل فَضَّال ومُفَضَّل كثير الفَضْل والفَضِيلة الدَّرَجة الرفيعة في الفَضْل والفاضِلة الاسم من ذلك والفِضَال والتَّفاضُل التَّمازِي في الفَضْل وفَضَّله مَزَّاه والتَّفاضُل بين القوم أَن يكون بعضهم أَفضَل من بعض ورجل فاضِل ذو فَضْل ورجل مَفْضول قد فَضَله غيره ويقال فَضَل فلان على غيره إِذا غلب بالفَضْل عليهم وقوله تعالى وفَضَّلناهم على كثير ممن خلقنا تَفْضِيلاً قيل تأْويله أَن الله فضَّلهم بالتمييز وقال على كثير ممن خلقنا ولم يقل على كل لأَن الله تعالى فَضَّل الملائكة فقال ولا الملائكة المقرَّبون ولكن ابن آدم مُفَضَّل على سائر الحيوان الذي لا يعقل وقيل في التفسير إِن فَضِيلة ابن آدم أَنه يمشي قائماً وأَن الدَّواب والإِبل والحمير وما أَشبهها تمشي منكَبَّة وابن آدم يتناول الطعام بيديه وسائر الحيوان يتناوله بِفِيه وفاضَلَني ففَضَلْته أَفْضُلُه فَضْلاً غلبته بالفَضْل وكنت أَفضَل منه وتَفَضَّل عليه تَمَزَّى وفي التنزيل العزيز يريد أَن يتفضَّل عليكم معناه يريد أَن يكون له الفَضْل عليكم في القَدْر والمنزلة وليس من التفضُّل الذي هو بمعنى الإِفْضال والتطوُّل الجوهري المتفضِّل الذي يدَّعي الفَضْل على أَقرانه ومنه قوله تعالى يريد أَن يتفضَّل عليكم وفَضَّلته على غيره تَفْضِيلاً إِذا حكَمْتَ له بذلك أَو صيَّرته كذلك وأَفْضَل عليه زاد قال ذو الإِصبع لاه ابنُ عَمِّك لا أَفْضَلْتَ في حَسَب عَنِّي ولا انتَ دَيّاني فتَخْزُوني الدَّيَّان هنا الذي يَلي أَمْرَك ويَسُوسُك وأَراد فتخزُوَني فأَسكن للقافية لأَن القصيدة كلها مُرْدَفة وقال أَوس بن حَجَر يصف قوساً كَتومٌ طِلاعُ الكَفِّ لا دون مِلْئِها ولا عَجْسُها عن مَوضِع الكَفِّ أَفْضَلا والفَواضِل الأَيادي الجميلة وأَفْضَل الرجل على فلان وتفَضَّل بمعنى إِذا أَناله من فضله وأَحسن إِليه والإِفْضال الإِحسان وفي حديث ابن أَبي الزناد إِذا عَزَب المالُ قلَّت فَواضِلُه أَي إِذا بعُدت الضَّيْعة قلَّ الرِّفْق منها لصاحبها وكذلك الإِبلُ إِذا عَزبت قلَّ انتفاع ربها بدَرِّها قال الشاعر سأَبْغِيكَ مالاً بالمدينة إِنَّني أَرَى عازِب الأَموال قلَّتْ فواضِله والتَّفَضُّل التَّطوُّل على غيرك وتفضَّلْت عليه وأَفْضَلْتُ تطوَّلت ورجل مِفْضال كثير الفَضْل والخير والمعروف وامرأَة مِفْضالة على قومها إِذا كانت ذات فَضْل سَمْحة ويقال فَضَلَ فلان على فلان إِذا غلب عليه وفَضَلْت الرجل غلبته وأَنشد شِمَالُك تَفْضُل الأَيْمان إِلاَّ يمينَ أَبيك نائلُها الغَزِيرُ وقوله تعالى ويُؤْتِ كلَّ ذي فَضْل فَضْلَه قال الزجاج معناه من كان ذا فَضْل في دينه فضَّله الله في الثواب وفضَّله في المنزلة في الدُّنيا بالدِّين كما فضَّل أَصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم والفَضْل والفَضْلة البقيَّة من الشيء وأَفْضَل فلان من الطعام وغيره إِذا ترك منه شيئاً ابن السكيت فَضِل الشيءُ يَفْضَل وفَضَل يَفْضُل قال وقال أَبو عبيدة فَضِل منه شيء قليل فإِذا قالوا يَفْضُل ضموا الضاد فأَعادوها إِلى الأَصل وليس في الكلام حرف من السالم يُشْبه هذا قال وزعم بعض النحويين أَنه يقال حَضِرَ القاضيَ امرأَة ثم يقولون تَحْضُر الجوهري أَفْضَلْت منه الشيء واسْتَفْضَلْته بمعنى وقوله أَنشده ثعلب للحرث بن وعلة فلمَّا أَبَى أَرْسَلْت فَضْلة ثوبِه إِليه فلم يَرْجِع بحِلْم ولا عَزْم معناه أَقلعت عن لَومه وتركتُه كأَنه كان يمسك حينئذ بفَضْلة ثوبه فلما أَبى أَن يقبل منه أَرسل فضلة ثوبه إِليه فخلاَّه وشأْنه وقد أَفْضَل فَضْلَة قال كِلا قادِمَيْها تُفْضِل الكَفُّ نِصْفَه كَجِيدِ الحُبارَى رِيشُهُ قد تَزَلَّعا وفَضَل الشيءُ يَفْضُل مثال دخَل يدخُل وفَضِل يَفْضَل كحذِر يحذَر وفيه لغة ثالثة مركبة منهما فَضِل بالكسر يَفْضُل بالضم وهو شاذ لا نظير له وقال ابن سيده هو نادر جعلها سيبويه كَمِتَّ تموت قال الجوهري قال سيبويه هذا عند أَصحابنا إِنما يجيء على لغتين قال وكذلك نَعِمَ يَنْعُم ومِتَّ تَموت وكِدْت تَكُود وقال اللحياني فَضِل يَفْضَل كحَسِب يَحْسَب نادر كل ذلك بمعنى وقال ابن بري عند قول الجوهري كِدْت تَكُود قال المعروف كِدْت تَكاد والفَضِيلة والفُضَالة ما فَضَل من الشيء وفي الحديث فَضْلُ الإِزار في النار هو ما يجرُّه الإِنسان من إِزاره على الأَرض على معنى الخُيَلاء والكِبْر وفي الحديث إِن لله ملائكةً سَيَّارة فُضْلاً أَي زيادة على الملائكة المرتبين مع الخلائق ويروى بسكون الضاد وضمها قال بعضهم والسكون أَكثر وأَصوب وهما مصدر بمعنى الفَضْلة والزيادة وفي الحديث إِن اسْمَ دِرْعه عليه السلام كان ذات الفُضُول وقيل ذو الفُضُول لفَضْلة كان فيها وسَعة وفَواضِل المال ما يأْتيك من مَرافقه وغَلَّته وفُضُول الغنائم ما فَضَل منها حين تُقْسَم وقال ابن عَثْمة لك المِرْباعُ منها والصَّفَايا وحُكْمُك والنَّشيطَةُ والفُضُول وفَضَلات الماء بقاياه والعرب تقول لبقيَّة الماء في المَزادة فَضْلة ولبَقيَّة الشراب في الإِناء فَضْلة ومنه قول علقمة بن عبدة والفَضْلَتين وفي الحديث لا يمنع فَضْل قال ابن الأَثير هو أَن يسقي الرجل أَرضه ثم تبقى من الماء بقيَّة لا يحتاج إِليها فلا يجوز له أَن يبيعها ولا يمنع منها أَحداً ينتفع بها هذا إِذا لم يكن الماء ملْكه أَو على قول من يرى أَن الماء لا يملَك وفي رواية أُخرى لا يمنع فَضْل الماء ليمنع به الكَلأ هو نَفْع البئر المُباحة أَي ليس لأَحد أَن يغلب عليه ويمنع الناس منه حتى يحوزه في إِناء ويملكه والفَضْلة الثياب التي تبتذل للنوم لأَنها فَضلت عن ثياب التصرُّف والتفضُّل التوشُّح وأَن يخالف اللابس بين أَطراف ثوبه على عاتِقِه وثوب فُضُل ورجل فُضُل متفضِّل في ثوب واحد أَنشد ابن الأَعرابي يَتْبَعها تِرْعِيَّة جافٍ فُضُل إِنْ رَتَعَتْ صَلَّى وإِلاَّ لم يُصَل وكذلك الأُنثى فُضُل قال الأَعشى ومُسْتَجِيبٍ تَخال الصَّنْجَ يَسْمَعُه إِذا تُرَدّدُ فيه القَيْنَةُ الفُضُلُ وإِنها لحسَنة الفِضْلة من التفضُّل في الثوب الواحد وفلان حسَن الفِضْلة من ذلك ورجل فُضُل بالضم مثل جنُب ومُتَفَضِّل وامرأَة فُضُل مثل جُنُب أَيضاً ومُتَفَضِّلة وعليها ثوب فُضُل وهو أَن تخالف بين طرفيه على عاتقها وتتوشَّح به وأَنشد أَبيات الراعي يَسُوقها تِرْعِيَّة جافٍ فُضُل الأَصمعي امرأَة فُضُل في ثوب واحد الليث الفِضَال الثوب الواحد يتفضَّل به لرجل يلبسه في بيته وأَلقِ فِضالَ الوَهْن عنه بوَثْبَةٍ حَواريَّةٍ قد طال هذا التَّفَضُّل وإِنه لحسَن الفِضْلة عن أَبي زيد مثل الجِلْسة والرِّكْبة قال ابن بري ومنه قول الهذلي مَشْيَ الهَلُوكِ عليه الخَيْعَل الفُضُل الجوهري تَفَضَّلَت المرأَة في بيتها إِذا كانت في ثوب واحد كالخَيْعَل ونحوه وفي حديث امرأَة أَبي حذيفة قالت يا رسول الله إِن سالماً مولى أَبي حذيفة يراني فُضُلاً أَي متبذلة في ثياب مَهْنَتي يقال تفضَّلت المرأَة إِذا لبست ثياب مَِهْنَتِها أَو كانت في ثوب واحد فهي فُضُل والرجُلُ فُضُل أَيضاً وفي حديث المغيرة في صِفة امرأَة فُضُل صَبَأَتْ كأَنها بُغاثٌ وقيل أَراد أَنها مُختالة تُفْضِل من ذيلها والمِفْضَل والمِفْضَلة بكسر الميم الثوب الذي تتفضَّل فيه المرأَة والفَضْلة اسم للخمر ذكره أَبو عبيد في باب أَسماء الخمر وقال أَبو حنيفة الفَضْلة ما يلحق من الخَمْر بعد القِدَم قال ابن سيده وإِنما سميت فَضْلة لأَن صَمِيمها هو الذي بقي وفَضَل قال أَبو ذؤيب فما فَضْلة من أَذْرِعات هَوَتْ بها مُذكَّرَة عُنْسٌ كَهادِية الضَّحْل والجمع فَضَلات وفِضَال قال الشاعر في فِتْيَةٍ بُسُطِ الأَكُفِّ مَسامِحٍ عند الفِضَال قديمُهم لم يَدْثُرِ قال الأَزهري والعرب تسمي الخمر فِضَالاً ومنه قوله والشَّارِبُون إِذا الذَّوارِعُ أُغْلِيَتْ صَفْوَ الفِضالِ بِطارِفٍ وتِلادِ وقوله في الحديث شهدت في دار عبد الله بن جُدْعان حِلْفاً لو دُعِيت إِلى مثله في الإِسلام لأَجَبْت يعني حِلْف الفُضُول سمي به تشبيهاً بحلْف كان قديماً بمكة أَيّام جُرْهُم على التناصف والأَخذ للضعيف من القويِّ والغريب من القاطِن وسمي حِلْف الفُضُول لأَنه قام به رجال من جُرْهُم كلهم يسمى الفَضْل الفضل بن الحرث والفضل بن وَدَاعة والفضل بن فَضَالة فقيل حِلْف الفُضُول جمعاً لأَسماء هؤلاء كما يقال سَعْد وسُعود وكان عقَده المُطَيَّبون وهم خَمْس قبائل وقد ذكر مستوفى في ترجمة حلف ابن الأَعرابي يقال للخيَّاط القَرارِيُّ والفُضُولِيُّ والفَضْل وفَضِيلة اسمان وفُضَيْلة اسم امرأَة قال لا تذْكُرا عندي فُضَيْلة إِنها متى ما يراجعْ ذِكْرها القَلْب يَجْهَلِ وفُضَالة موضع قال سلمى بن المقعد الهذلي عليكَ ذَوِي فضالة فاتَّبِعْهم وذَرْني إِن قُرْبي غير مُخْلي

( فطحل ) الفِطَحْل على وزن الهِزَبْر دهر لم يخلَق الناس فيه بَعْدُ وزمنُ الفِطَحْل زمن نوح النبي على نبينا وعليه الصلاة والسلام وسئل رؤبة عن قوله زمن الفِطَحْل فقال أَيام كانت الحجارة فيه رِطاباً روي أَن رؤبة بن العجاج نزل ماء من المياه فأَراد أَن يتزوَّج امرأَة فقالت له المرأَة ما سِنُّك ما مالُك ما كذا ؟ فأَنشأَ يقول لمَّا ازْدَرتْ نَقْدِي وقلَّت إِبلي تأَلَّقَتْ واتَّصَلتْ بعُكْل تَسْأَلُني عن السِّنِين كَمْ لي ؟ فقلت لو عَمَّرْتُ عمرَ الحِسْل أَو عُمْرَ نوح زمنَ الفِطَحْل والصَّخْر مُبْتَلٌّ كطِين الوَحْل أَو أَنَّني أُوتِيتُ عِلْم الحُكْل علم سليمان كلامَ النَّمْل كنتُ رَهِين هَرَم أَو قَتْل وقال بعضهم زَمَن الفِطَحْل إِذ السَّلام رِطاب وقال أَبو حنيفة يقال أَتيتك عام الفِطَحْل والهِدَمْلة يعني زمَن الخِصْب والرِّيفِ الجوهري فَطْحَل بفتح الفاء اسم رجل وقال تَبَاعَد مني فَطْحَلٌ إِذْ رأَيتُه أَمينَ فزاد الله ما بيننا بُعْدَا
( * ورد هذا البيت في كلمة فحطل مختلفة روايته عما هي عليه هنا )
والفِطَحْل السَّيْل وجملٌ فِطَحْل ضخْم مثل السِّبَحْل قاله الفراء

( فعل ) الفِعل كناية عن كل عمل متعدٍّ أَو غير متعدٍّ فَعَل يَفْعَل فَعْلاً وفِعْلاً فالاسم مكسور والمصدر مفتوح وفَعَله وبه والاسم الفِعْل والجمع الفِعال مثل قِدْح وقِداح وبِئر وبِئار وقيل فَعَله يَفْعَله فِعْلاً مصدر ولا نظير له إِلا سَحَره يَسْحَره سِحْراً وقد جاء خَدَع يَخْدَع خَدْعاً وخِدْعاً وصَرَع صَرْعاً وصِرْعاً والفَعْل بالفتح مصدر فَعَل يَفْعَل وقد قرأَ بعضهم وأَوحينا إِليهم فَعْلَ الخيرات وقوله تعالى في قصة موسى عليه السلام وفَعَلْتَ فَعْلَتَك التي فَعَلْت أَراد المرة الواحدة كأَنه قال قَتَلْت النفس قَتْلَتَك وقرأَ الشعبي فِعْلَتَك بكسر الفاء على معنى وقَتَلْت القِتْلة التي قد عرفتها لأَنه قَتَله بوَكْزة هذا عن الزجاج قال والأَول أَجود والفَعال أَيضاً مصدر مثل ذَهَب ذَهاباً والفَعال بالفتح الكرم قال هدبة ضَرُوب بلَحْيَيْه على عَظْم زَوْرِه إِذا القوم هَشُّوا للفَعال تَقَنَّعا قال الليث والفَعال اسم للفِعْل الحسن من الجود والكرَم ونحوه ابن الأَعرابي والفَعال فِعْل الواحد خاصة في الخير والشر يقال فلان كريم الفَعال وفلان لئيم الفَعال قال والفِعال بكسر الفاء إِذا كان الفعل بين الاثنين قال الأَزهري وهذا هو الصواب ولا أَدري لمَ قَصَر الليثُ الفَعال على الحسَن دون القبيح وقال المبرد الفَعال يكون في المدْح والذمِّ قال وهو مُخَلَّص لفاعل واحد فإِذا كان من فاعِلَين فهو فِعال قال وهذا هو الجيد وكانت منه فَعْلة حسنة أَو قبيحة والفَعَلة صفة غالِبة على عَمَلةِ الطين والحفر ونحوهما لأَنهم يَفْعَلون قال ابن الأَعرابي والنَّجَّار يقال له فاعل قال النحويون المفعولات على وُجوه في باب النحو فمفعول به كقولك أَكرمت زيداً وأَعَنْت عمراً وما أَشبهه ومفعول له كقولك فَعَلْت ذلك حِذارَ غضبك ويسمى هذا مفعولاً من أَجلٍ أَيضاً ومفعول فيه وهو على وجهين أَحدهما الحال والآخر في الظروف فأَما الظَّرْف فكقولك نِمْت البيتَ وفي البيت وأَما الحال فكقولك ضرب فلان راكباً أَي في حال رُكوبه ومفعول عليه كقولك عَلَوْت السطحَ ورَقِيت الدرَجة ومفعول بلا صِلةٍ وهو المصدر ويكون ذلك في الفعل اللازم والواقع كقولك حفِظْت حِفْظاً وفَهِمْت فَهْماً واللازم كقولك انكسر انكساراً والعرب تشتقُّ من الفعْل المُثُلَ للأَبنية التي جاءت عن العرب مثل فُعالة وفَعُولة وأُفْعُول ومِفْعِيل وفِعْليل وفُعْلول وفِعْوَلّ وفِعَّل وفُعُلّ وفُعْلة ومُفْعَنْلِل وفَعِيل وفِعْيَل وكنى ابن جني بالتَّفْعِيل عن تَقْطِيع البيت الشعريِّ لأَنه إِنما يَزِنه بأَجزاء مادَّتها كلها « فعل » كقولك فَعُولن مَفاعِيلن وفاعِلانن فاعِلن ومُسْتَفْعِلن فاعِلن وغير ذلك من ضُروب مقطَّعات الشعر وفاعِليَّان مثال صيغ لبعض ضُروب مربَّعِ الرَّمَل كقوله يا خليليَّ ارْبَعا فاسْ تَنْطِقا رَسْماً بِعُسْفان فقوله مَنْ بِعُسْفانْ فاعِليَّان ويقال شعر مُفْتَعَل إِذا ابتَدعه قائله ولم يَحْذُه على مِثالٍ تَقدَّمه فيه مَنْ قَبْلَه وكان يقال أَعذب الأَغاني ما افتُعِل وأَظرَفُ الشعر ما افتُعِل قال ذو الرمة غَرائِبُ قد عُرِفْن بكلِّ أُفْقٍ من الآفاق تُفْتَعَل افْتِعالا أَي يبتدَع بها غِناء بديع وصوت محدَث ويقال لكل شيء يسوَّى على غير مِثال تقدَّمه مُفْتَعَل ومنه قول لبيد فرَمَيْت القوم رَشْقاً صائِباً ليس بالعُصْل ولا بالمُفْتَعَل وقوله تعالى والذين هم للزكاة فاعِلون قال الزجاج معناه مُؤتون وفِعال الفَأْس والقَدُوم والمِطْرَقة نِصابها قال ابن مقبل وتَهْوِي إِذا العِيسُ العِتاق تَفاضَلَتْ هُوِيَّ قَدُومِ القَيْن حال فِعالها يعني نِصابَها وهو العَمُود الذي يجعل في خُرْتِها يعمَل به وأَنشد ابن الأَعرابي أَتَتْه وهي جانِحة يداها جُنوحَ الهِبْرقِيِّ على الفِعال قال ابن بري الفَعال مفتوح أَبداً إِلاَّ الفِعال لخشبة الفأْس فإِنها مكسورة الفاء يقال يا بابوسُ أَوْلِج الفِعال في خُرْت الحَدَثان والحَدَثان الفَأْس التي لها رأْس واحدة والفِعال أَيضاً مصدر فاعَل والفَعِلة العادة والفَعْل كناية عن حَياء الناقة وغيرها من الإِناث وقال ابن الأَعرابي سئل الدُّبَيْريُّ عن جُرْحه فقال أَرَّقَني وجاء بالمُفْتَعَل أَي جاء بأَمر عظيم قيل له أَتَقولُه في كل شيء ؟ قال نعم أَقول جاء مالُ فلان بالمُفْتَعَل وجاء بالمُفْتَعَل من الخطإِ ويقال عَذَّبني وجَع أَسْهرَني فجاء بالمُفْتَعَل إِذا عانى منه أَلماً لم يعهَد مثله فيما مضى له ابن الأَعرابي افْتَعل فلان حديثاً إِذا اخْتَرقه وأَنشد ذكْر شيءٍ يا سُلَيْمى قد مَضى وَوُشاة ينطِقون المُفْتَعَل وافْتَعل عليه كذباً وزُوراً أَي اختلَق وفَعَلْت الشيء فانْفَعَل كقولك كسَرْته فانكسَر وفَعالِ قد جاء بمعنى افْعَلْ وجاء بمعنى فاعِلة بكسر اللام

( فقل ) النضر في كتاب الزّرْع الفَقْل التَّذْرِية في لغة أَهل اليمن يقال فَقَلُوا ما دِيسَ من كُدْسِهم وهو رفع الدِّقِّ بالمِفْقَلة وهي الحِفْراة ثم نَثْرُه ويقال كانت أَرضُهم العامَ كثيرة الفَقْل أَي الريْع وقد أَفْقَلَت أَرضُهم إِفْقالاً والدِّقُّ ما قد دِيسَ ولم يُذْرَ قال وهذا الحرف غريب

( فقحل ) فَقْحَل الرجلُ إِذا أَسرع الغَضبَ في غير موضعه الفراء رجل فُقْحُل سريع الغضب

( فكل ) الأَفْكَلُ على أَفْعَل الرَّعْدة ولا يبنى منه فِعْل التهذيب عن الليث وغيره الأَفْكَل رِعْدة تعلو الإِنسان ولا فعل له وأَنشد ابن بري بعَيْشكِ هاتي فغَنِّي لنا فإِن نَداماك لم يَنْهَلُوا فَباتَتْ تُغَني بغِرْبالها غِناءً رُويداً له أَفْكَلُ وقال الأَخطل لَها بعد إِسْآدٍ مِراحٌ وأَفْكَل ابن الأَعرابي افْتَكَل فلان في فِعْله افْتِكالاً واحْتَفَل احْتِفالاً بمعنى واحد ويقال أَخذ فلاناً أَفْكَل إِذا أَخذته رِعْدة فارتعد من بَرْد أَو خَوْف وهو ينصرِف فإِن سمَّيت به رجلاً لم تصرفه في المعرفة للتعريف ووزن الفِعْل وصرفته في النكرة وفي الحديث أَوحى الله تعالى إِلى البحر إِنّ موسى يضربك فأَطِعْه فبات وله أَفْكَل أَي رِعْدة وهي تكون من البَرْد أَو الخوف وهمزته زائدة ومنه حديث عائشة رضي الله عنها فأَخذني أَفْكَل وارتعدت من شدة الغَيْرة والأَفْكَل اسم الأَفْوَه الأَوْديّ لرِعْدة كانت فيه والأَفْكَل أَبو بطن من العرب يقال لبنيه الأَفاكِل وأَفْكَل موضع قال الأَفوه تمنَّى الحِماسُ أَن تزورَ بلادَنا وتُدْرِك ثأْراً من رَغانا بِأَفْكَل
( * قوله « من رغانا » كذا بالأصل )

( فلل ) الفَلُّ الثَّلْم في السيف وفي المحكم الثَّلْم في أَيّ شيء كان فَلَّه يفُلُّه فَلاًّ وَفَلَّلَه فتفَلَّل وانفَلَّ وافْتَلَّ قال بعض الأَغْفال لو تنطِح الكُنادِرَ العُضْلاَّ فَضَّت شُؤونَ رأْسِه فافْتَلاَّ وفي حديث أُمّ زَرْع شَجَّكِ أَو فَلَّكِ أَو جَمَع كُلاًّ لَكِ الفلُّ الكسر والضرب تقول إِنها معه بين شجّ رأْس أَو كسر عُضو أَو جمع بينهما وقيل أَرادت بالفَلِّ الخصومة وسيف فَلِيل مَفْلول وأَفَلُّ أَي مُنْفَلٌّ قال عنترة وسَيْفي كالعَقِيقة وهو كِمْعي سِلاحي لا أَفَلَّ ولا فُطارا وفُلولُه ثُلَمُه واحدها فَلٌّ وقد قيل الفُلول مصدر والأَول أَصح والتَّفْلِيل تَفَلُّل في حد السكين وفي غُرُوب الأَسْنان وفي السيف وأَنشد بهِنَّ فُلُولٌ من قِراع الكَتائبِ وسيف أَفَلُّ بيِّنُ الفَلَل ذو فُلول والفَلُّ بالفتح واحد فُلول السيف وهي كُسور في حدِّه وفي حديث سيف الزبير فيه فَلَّة فُلَّها يوم بدر الفَلَّة الثَّلْمة في السيف وجمعه فُلول ومنه حديث ابن عوف ولا تَفُلُّوا المُدى بالاختلاف بينكم المُدى جمع مُدْية وهي السكين كنى بفَلِّها عن النزاع والشقاق وفي حديث عائشة تصف أَباها رضي الله عنهما ولا فَلُّوا له صَفاةً أَي كَسَروا له حجراً كنَتْ به عن قوَّته في الدِّين وفي حديث عليّ رضي الله عنه يَسْتَنزِلّ لُبَّك ويَسْتَفِلّ غَرْبَك هو يستفعل من الفَلِّ الكسْرِ والغرب الحدُّ ونَصِيٌّ مُفَلَّل إِذا أَصاب الحجارة فكسرته وتَفَلَّلَتْ مَضاربه أَي تكسرت والفَلِيل ناب البعير المتكسر وفي الصحاح إِذا انثلَم والفَلُّ المنهزِمون وفَلَّ القومَ يفُلُّهم فلاًّ هزمهم فانفَلُّوا وتَفَلَّلوا وهم قوم فَلٌّ منهزمون والجمع فُلول وفُلاَّل قال أَبو الحسن لا يخلو من أَن يكون اسم جمع أَو مصدراً فإِن كان اسم جمع فقياس واحده أَن يكون فالاًّ كشارِب وشَرْب ويكون فالٌّ فاعلاً بمعنى مفعول لأَنه هو الذي فُلَّ ولا يلزم أَن يكون فُلولٌ جمعَ فَلٍّ بل هو جمع فالٍّ لأَن جمع اسم الجمع نادِر كجمع الجمع وأَمَّا فُلاَّل فجمع فالٍّ لا محالة لأَن فَعْلاً ليس مما يكسر على فُعَّال وإِن كان مصدراً فهو من باب نَسْج اليمين أَي أَنه في معنى مفعول قال ابن سيده هذا تفسير ما أَجمله أَهل اللغة والفَلُّ الجماعة والجمع كالجمع وهو الفَلِيل والفَلُّ القوم المنهزمون وأَصله من الكسر وانْفَلّ سِنُّه وأَنشد عُجَيِّز عارِضُها مُنْفَلُّ طَعامُها اللُّهْنةُ أَو أَقَلُّ وثَغْر مُفَلَّل أَي مؤشَّر والفُلَّى الكتيبة المُنْهزمة وكذلك الفُرَّى يقال جاء فَلُّ القوم أَي منهزموهم يستوي فيه الواحد والجمع قال ابن بري ومنه قول الجعدي وأَراه لم يُغادِر غير فَل أَي المَفْلول ويقال رجل فَلٌّ وقوم فَلٌّ وربما قالوا فَلُول وفِلال وفَلَلْت الجيش هزمته وفَلَّه يفُلُّه بالضم يقال فَلَّه فانفَلَّ أَي كسره فانكسر يقال مَن فَلَّ ذلّ ومن أُمِرَ فَلّ وفي حديث الحجاج بن عِلاط لعلّي أُصِيبُ من فَلِّ محمد وأَصحابه الفَلُّ القوم المنهزمون من الفَلِّ الكسر وهو مصدر سمي به أَراد لعلّي أَشتري مما أُصيب من غنائمهم عند الهزيمة وفي حديث عاتكة فَلّ من القوم هارب وفي قصيد كعب ان يترك القِرْن إِلاَّ وهو مَفْلولُ أَي مهزوم والفَلُّ ما نَدَر من الشيء كسُحالة الذهب وبُرادة الحديد وشَرَر النار والجمع كالجمع وأَرض فَلٌّ وفِلٌّ جَدْبة وقيل هي التي أَخطأَها المطر أَعواماً وقيل هي الأَرض التي لم تمطرَ بين أَرْضَين ممطورتين أَبو عبيدة هي الخَطِيطة فأَما الفِلُّ فالتي تمطَر ولا تُنبِت قال أَبو حنيفة أَفَلَّت الأَرض صارت فَلاًّ وأَنشد وكم عسَفت من مَنْهَل مُتخاطَإٍ أَفَلَّ وأَقْوى فالجِمَام طَوامِي غيره الفِلُّ الأَرض التي لم يصبها مطر وأَرض فلٌّ لا شيء بها وفَلاةٌ منه وقيل الفِلُّ الأَرض القفرة والجمع كالواحد وقد تكسَّر على أَفْلال وأَفْلَلْنا أَي صرنا في فَلٍّ من الأَرض وأَفْلَلْنا وطئنا أَرضاً فِلاًّ وقال عبد الله بن رواحة يصف العُزَّى وهي شجرة كانت تُعبد شَهِدْت ولم أَكذِب بأَنَّ محمداً رسولُ الذي فوق السموات من عَلُ وأَنَّ التي بالجِزْع من بَطْن نخلةٍ ومَنْ دانَها فِلٌّ من الخير مَعزِلُ أَي خالٍ من الخير ويروى ومن دونها أَي الصَّنَم المنصوب حوْل العُزَّى وقال آخر يصف إِبلاً حَرَّقَها حَمْضُ بلادٍ فِلِّ وغَتْمُ نَجْم غير مُسْتَقِلِّ فما تكادُ نِيبُها تُوَلِّي الغتْم شدة الحر الذي يأْخذ بالنفَس وقال ابن شميل الفَلالِيُّ واحدته فِلِّيَّة وهي الأَرض التي لم يصبها مطر عامِها حتى يصيبها المطرُ من العام المقبل ويقال أَرض أَفْلال قال الراجز مَرْتُ الصَّحارِي ذُو سُهُوبٍ أَفْلالْ وقال الفراء أَفَلَّ الرجلُ صار بأَرض فَلٍّ لم يصبه مطر قال الشاعر أَفَلَّ وأَقْوَى فهو طاوٍ كأَنما يُجاوِبُ أَعْلى صَوتِه صوتُ مِعْوَل وأَفَلَّ الرجل ذهب ماله مأْخوذ من الأَرض الفَلِّ واسْتَفَلَّ الشيءَ أَخذ منه أَدنى جزء لعُسْره والاسْتِفْلال أَن يُصيب من الموضع العَسِر شيئاً قليلاً من موضع طلَب حقٍّ أَو صِلَة فلا يَسْتَفِلّ إِلا شيئاً يسيراً والفَلِيلة الشعر المجتمع المحكم الفَلِيلة والفَلِيل الشعر المجتمع فإِما أَن يكون من باب سَلَّة وسَلٍّ وإِما أَن يكون من الجمع الذي لا يفارق واحده إِلا بالهاء قال الكميت ومُطَّرِدِ الدِّماء وحيث يُلْقى من الشَّعَر المضَفَّر كالفَلِيل قال ابن بري ومنه قول ابن مقبل تَحَدَّرَ رَشْحاً لِيتُه وفَلائِلُه وقال ساعدة بن جؤية وغُودِرَ ثاوِياً وتَأَوَّبَتْه مُذرَّعةٌ أُمَيْمُ لها فَلِيلُ وفي حديث معاوية أَنه صَعِد المنبر وفي يده فَلِيلة وطَريدة الفَلِيلة الكُبَّة من الشعر والفَلِيل الليفُ هذلية وفَلَّ عنه عقله يَفِلُّ ذهب ثم عاد والفُلْفُل بالضم
( * قوله « والفلفل بالضم إلخ » عبارة القاموس والفلفل كهدهد وزبرج حب هندي ) معروف لا ينبُت بأَرض العرب وقد كثر مجيئه في كلامهم وأَصل الكلمة فارسية قال أَبو حنيفة أَخبرني من رأَى شجرَه فقال شجره مثل شجر الرمَّان سواء وبين الورَقتين منه شِمْراخان مَنْظومان والشِّمْراخ في طول الأُصبع وهو أَخضر فيجتنى ثم يُشَرُّ في الظل فيسودّ وينكمِش وله شوك كشوك الرمان وإِذا كان رطْباً رُبِّب بالماء والملح حتى يُدْرِك ثم يؤكل كما تؤكل البُقول المُرَبَّبة على الموائد فيكون هاضُوماً واحدته فُلْفُلة وقد فَلْفل الطعام والشراب قال
( * امرؤ القيس في معلقته )
كأَنَّ مَكاكِيَّ الجِواءِ غُدَيَّةً صُبِحْنَ سُلافاً من رَحيقٍ مُفَلْفَل ذكَّر على إِرادة الشراب والمُفَلْفَل ضرب من الوَشْي عليه كصَعَارِير الفُلْفُل وثوب مُفَلْفَل إِذا كانت داراتُ وَشْية تحكي استِدارة الفُلْفُل وصِغَرَه وخمرٌ مُفَلْفَل أُلقي فيه الفُلْفُل فهو يَحْذِي اللسانَ وشرابٌ مُفَلْفَل أَي يلذَع لذْع الفُلْفُل وتَفَلْفَل قادِمَتا الضَّرْع إِذا اسودَّت حَلَمَتاهما قال ابن مقبل فمرَّتْ على أَطْراف هِر عَشِيَّةً لها تَوْأَبانِيَّانِ لم يَتَفَلْفَلا التَّوْأَبانِيَّان قادِمَتا الضرع والفُلْفُل الخادم الكيِّس وشعَر مُفَلْفَل إِذا اشتدَّت جُعودته المحكم وتَفَلْفَل شعر الأَسود اشتدَّت جُعودته وربما سمي ثمر البَرْوَقِ فُلْفُلاً تشبيهاً بهذا الفُلْفُل المتقدم قال وانْتَفَضَ البَرْوَقُ سُودا فُلْفُلُه ومن روى قِلْقِله فقد أَخطأَ لأَن القِلْقِل ثمر شجر من العِضاه وأَهل اليمن يسمون ثمر الغافِ فُلْفُلاَ وأَدِيم مُفَلْفَل نَهَكه الدِّباغ وفي حديث عليّ قال عَبْد خَيرٍ إِنه خرج وقت السحَر فأَسرعْت إِليه لأَسأَله عن وقت الوِتر فإِذا هو يتَفَلْفَل وفي رواية السُّلمي خرج علينا عليٌّ وهو يتَفَلْفَل قال ابن الأَثير قال الخطابي يقال جاء فلان مُتَفَلْفِلاً إِذا جاء والمِسواك في فِيه يَشُوصُه ويقال جاءَ فلان يتفلفل إِذا مشى مِشْية المتبختر وقيل هو مُقارَبة الخُطى وكلا التفسيرين محتمل للروايتين وقال القتيبي لا أَعرف يتَفَلْفَل بمعنى يستاك قال ولعله يتَتَفَّل لأَن من استاك تَفَل وقال النضر جاء فلان مُتَفَلْفِلاً إِذا جاء يشُوص فاه بالسِّواك وفَلْفَل إِذا استاك وفَلْفَل إِذا تبختر قال ومن خفيف هذا الباب فُلُ في قولهم للرجل يا فُلُ قال الكميت وجاءتْ حَوادِث في مِثْلِها يُقال لمثليَ وَيْهاً فُلُ وللمرأَة يا فُلَة قال سيبويه وأَما قول العرب يا فُلْ فإِنهم لم يجعلوه اسماً حذف منه شيء يثبت فيه في غير النداء ولكنهم بنوا الاسم على حرفين وجعلوه بمنزلة دَم قال والدليل على أَنه ترخيم فُلان أَنه ليس أَحد يقول يا فُلْ وهذا اسم اختص به النداء وإِنما بُني على حرفين لأَن النداء موضع حذف ولم يجز في غير النداء لأَنه جعل اسماً لا يكون إِلا كناية لمنادى نحو يا هَنَة ومعناه يا رجل وقد اضطر الشاعر فاستعمله في غير النداء قال أَبو النجم تَدافَعَ الشيبُ ولم تقْتلِ في لَجَّة أَمْسِكْ فُلاناً عن فُلِ فكسر اللام للقافية الجوهري قولهم في النداء يا فُلُ مخففاً إِنما هو محذوف من يا فلان لا على سبيل الترخيم قال ولو كان ترخيماً لقالوا يا فُلا وفي حديث القيامة يقول الله تبارك وتعالى أَي فُلْ أَلم أُكْرِمْك وأُسَوِّدْك معناه يا فُلان قال ابن الأَثير وليس ترخيماً لأَنه لا يقال إِلا بسكون اللام ولو كان ترخيماً لفتحوها أَو ضموها قال سيبويه ليست ترخيماً وإِنما هي صِيغة ارتُجِلت في باب النداء وجاء أَيضاً في غير النداء وقال الجوهري ليس بترخيم فُلان ولكنها كلمة على حِدَة فبنو أَسَد يوقعونها على الواحد والاثنين والجمع والمؤنث بلفظ واحد وغيرهم يثني ويجمع ويؤنث وفُلان وفُلانة كناية عن الذكر والأُنثى من الناس فإِن كنيت بهما عن غير الناس قلت الفُلان والفُلانة قال وقال قوم إِنه ترخيم فُلان فحذفت النون للترْخيم والأَلف لسكونها وتفتح اللام وتضم على مذهبي الترخيم وفي حديث أُسامة في الوالي الجائر يُلْقَى في النار فَتَنْدَلِق أَقْتابه فيقال له أَي فُل أَين ما كنت تصف ؟

( فنل ) التهذيب في الثلاثي ابن الأَعرابي يقال لرقبة الفِيل الفِنْئِل وقال الفراء الفِنْئل بالهمز المرأَة القصيرة

( فنجل ) الفَنْجَلة والفَنْجَلى مِشْية ضعيفة ابن الأَعرابي الفَنْجَلة أَن يمشي مُفَاجًّا وقد فَنْجَل والفَنْجَلة أَيضاً تباعُد ما بين الساقين والقدَمين والفَنْجَل من الرجال الأَفْحَج ورجل فَنْجَل وهو المتباعد الفخذين الشديد الفَحَج وأَنشد أَللهُ أَعْطانِيك غيرَ أَحْدَلا ولا أَصَكّ أَو أَفَجَّ فَنْجَلا والفُنُْجُل عَناق الأَرض

( فهل ) أَنت في الضَّلالِ ابنُ فَهْلَلَ وفَهْلَلُ عن يعقوب لا ينصرف وهو الذي لا يُعرَف الجوهري هو الضَّلالُ بنُ فَهْلَلَ غير مصروف من أَسماء الباطل مثل تَهْلَل

( فول ) الفُول حَبٌّ كالحِمَّص وأَهل الشام يسمون الفُول البَاقِلاًّ الواحدة فُولة حكاه سيبويه وخص بعضهم به اليابِس وفي حديث عمر أَنه سأَل المفقود ما كان طعام الجن ؟ قال الفُول هو الباقِلاًّ والله أَعلم

( فوفل ) قال أَبو حنيفة الفُوفَل ثمر نخلة وهو صلْب كأَنه عود خشب وقال مرة شجر الفُوفل نخلة مثل نخلة النارَجِيل تحمل كَبَائس فيها الفُوفل أَمثال التمر

( فيل ) الفِيل معروف والجمع أَفْيال وفُيُول وفِيَلة قال ابن السكيت ولا تقل أَفْيِلة والأُنثى فِيلة وصاحبها فَيَّال
( * قوله « وصاحبها فيال » مثله في القاموس وكتب عليه هكذا في النسخ والأصوب وصاحبه كما في الشرح ) قال سيبويه يجوز أَن يكون أَصل فيل فُعْلاً فكسر من أَجل الياء كما قالوا أَبيض وبِيض قال الأَخفش هذا لا يكون في الواحد إِنما يكون في الجمع وقال ابن سيده قال سيبويه يجوز أَن يكون فِيل فِعْلاً وفُعْلاً فيكون أَفْيال إِذا كان فُعْلاً بمنزلة الأَجناد والأَجْحار ويكون الفُيُول بمنزلة الخِرَجَةَ
( * قوله « ويكون الفيول بمنزلة الخرجة » هكذا في الأصل ولعله محرف والأصل ويكون الفيلة بمنزلة الخرجة وأن في الكلام سقطاً )
يعني جمع خُرْج وليلة مثل لون الفِيل أَي سَوْداء لا يهتدي لها وأَلوان الفِيَلة كذلك واسْتَفْيَل الجملُ صار كالفِيل حكاه ابن جني في باب اسْتَحْوذ وأَخواته وأَنشد لأَبي النجم يريد عَينَيْ مُصْعَب مُسْتَفْيِل والتفيُّل زيادة الشباب ومُهْكَته قال الشاعر حتى إِذا ما حانَ من تَفَيُّله وقال العجاج كلّ جُلالٍ يَمْلأُ المُحَبَّلا عجَنَّس قَرْم إِذا تَفَيَّلا قال تفيَّل إِذا سمن كأَنه فِيل ورجل فَيِّل اللحم كثيرة وبعضهم يهمزه فيقول فَيْئِل على فَيْعِل وتفيَّل النبات اكْتَهَل عن ثعلب وفَال رأْيُه يَفِيل فَيْلولة أَخْطأَ وضَعُف ويقال ما كنت أُحب أَن يرى في رأْيك فِيَالة ورجل فِيلُ الرأْي أَي ضعيف الرأْي قال الكميت بني رَبِّ الجَواد فلا تَفِيلوا فما أَنتم فنَعْذِرَكُم لفِيل وقال جرير رأَيتُك يا أُخَيْطِل إِذْ جَرَيْنا وجُرِّبَتِ الفِراسَةُ كنتَ فَالا وتفيَّل كَفال وفَيَّل رأْيَه قبَّحه وخطَّأَه وقال أُمية بن أَبي عائذ فَلَوْ غَيْرَها من وُلْد كَعْب بن كاهِلِ مدحْتَ بقول صادق لم تُفَيَّلِ فإِنه أَراد لم يفيَّل رأْيُك وفي هذا دليل على أَن المضاف إِذا حذف رِفِض حكمه وصارت المعاملة إِلى ما صرت إِليه وحصلت عليه أَلا ترى أَنه ترك حرف المضارعة المؤذن بالغَيْبة وهو الياء وعدل إِلى الخطاب البتة فقال تُفَيَّل بالتاء أَي لم تفيَّل أَنت ؟ ومثله بيت الكتاب أَولئك أَولَى من يَهودَ بِمِدْحَة إِذا أَنتَ يوماً قلتَها لم تُفَنَّد أَي يفنَّد رأْيُك قال أَبو عبيدة الفَائِل من المتفرِّسين الذي يظن ويخطيء قال ولا يعد فائلاً حتى ينظر إِلى الفَرس في حالاته كلها ويتفرَّس فيه فإِن أَخطأَ بعد ذلك فهو فارِس غير فائِل ورجل فِيلُ الرأْي والفِراسة وفالُهُ وفَيِّله وفَيْلُه إِذا كان ضعيفاً والجمع أَفْيال ورجل فالٌ أَي ضعيف الرأْي مخطئ الفِراسة وقد فال الرأْيُ يَفِيلُ فُيُولة وفَيِّل رأْيَه تَفْيِيلاً أَي ضعَّفه فهو فَيِّل الرأْي قال ابن بري يقال فال الرجل يَفِيل فُيُولاً وفَيالة وفِيالة قال أُفْنُون التَّغلَبي فالُوا عليَّ ولم أَملِك فَيالَتهم حتى انتَحَيْت على الأَرْساغ والقُنَنِ وفي حديث علي يصف أَبا بكر رضي الله عنهما كنتَ للدِّين يَعْسوباً أَوَّلاً حين نفَر الناس عنه وآخراً حين فَيَّلوا ويروى فَشِلوا أَي حين فال رأْيُهُم فلم يَسْتبينوا الحق يقال فال الرجل في رأْيه وفَيَّل إِذا لم يصِب فيه ورجل فائل الرأْي وفالُه وفَيَّله وفي حديثه الآخر إِنْ تَمَّموا على فِيَالة هذا الرأْي انقطع نِظام المسلمين المحكم وفي رأْيه فَيالة وفِيالة وفُيُولة والمُفايَلة والفِيَال والفَيال لُعْبة للصبيان وقيل لعبة لفِتيان الأَعراب بالتراب يَخْبَؤُون الشيء في التراب ثم يقسِمونه بقسمين ثم يقول الخابئ لصاحبه في أَي القسمين هو ؟ فإِذا أَخطأَ قال له فال رأْيُك قال طرفة يَشُقُّ حَبَابَ الماءِ حَيْزُومها بها كما قَسَمَ التُّرْبَ المُفايِلُ باليَدِ قال الليث يقال فَيَال وفِيَال فمن فتح الفاء جعله اسماً ومن كسرها جعله مصدراً وقال غيره يقال لهذه اللعبة الطُّبَن والسُّدَّر وأَنشد ابن الأَعرابي يَبِتْنَ يَلْعَبْنَ حَوالَيَّ الطُّبَنْ قال ابن بري والفِئال من الفأْل بالظفر ومن لم يهمز جعله من فالَ رأْيُه إِذا لم يظفَر قال وذكره النحاس فقال الفِيَال من المُفايَلة ولم يقل من المُفاءلة وقوله أَنشده ابن الأَعرابي من الناس أَقوامٌ إِذا صادَفوا الغِنَى تَوَلَّوْا وفَالوا للصديق وفَخَّموا يجوز أَن يكون فالُوا تعظَّمُوا وتَفاخموا فصاروا كالفِيَلة أَو تجهَّموا للصديق لأَن الفِيل جَهْم أَو فالَتْ آراؤهم في إِكرامه وتقريبه ومَعُونته على الدهر فلم يكرموه ولا أَعانوه والفائِل اللحمُ الذي على خُرْب الوَرِك وقيل هو عِرْق قال الجوهري وكان بعضهم يجعل الفائل عِرْقاً في الفخذ قال هميان كأَنما يَيْجَعُ عِرْقا أَبْيَضِهْ ومُلْتَقى فائِله وأُبُضِهْ وقال الأَصمعي في كتاب الفَرس في الورِك الخُرْبة وهي نقرة فيها لحم لا عظم فيها وفي تلك النقرة الفائل قال وليس بين تلك النقرة وبين الجوف عظم إِنما هو جلد ولحم وقيل الفائِلان مُضَيْغَتان من لحم أَسفلهما على الصَّلَوَيْن من لَدُن أَدْنَى الحَجَبَتَيْنِ إلى العَجْب مُكْتَنِفتا العُصْعُص منحدِرتان في جانبي الفخذين واحتجوا بقول الأَعشى قد نَخْضِبُ العيرُ من مَكْنون فائِلِه وقد يَشِيطُ على أَرْماحِنا البَطَل قالوا فلم يجعله مَكْنوناً إِلا وهو عِرْق قال الأَوَّلون بل أَغاب اللسان في أَقْصى اللحم ولو كان عِرْقاً ما قال أَشْرَفَت الحَجَبَتان عليه ويقال المَكْنون هنا الدَّمُ قال الجوهري مَكْنون الفَائِل دَمُه وأَراد إِنَّا حُذاق بالطَّعْن في الفائل وذلك أَن الفارس إِذا حَذَق الطعن قصد الخُرْبةَ لأَنه ليس دون الجَوف عظم ومَكْنون فائِله دمُه الذي قد كُنَّ فيه والفَالُ لغة في الفائِل قال امرؤ القيس ولم أَشْهَدِ الخَيْل المُغِيرة بالضُّحَى على هَيْكَلٍ نَهْدِ الجُزَارة جَوَّالِ سَلِيم الشَّظى عَبْلِ الشَّوى شَنِجِ النَّسا لهُ حَجَباتٌ مُشْرُِفاتٌ على الفالِ أَراد على الفائل فقلَب وهو عِرْق في الفخذين يكون في خُرْبة الوَرِك ينحدِر في الرِّجْل والله أَعلم

( قبل ) : الجوهري : قَبْلُ نقيض بَعْد . ابن سيده : قَبْل عقيب بَعْد يقال : افعله قَبْل وبَعْد وهو مبني على الضم إِلا أَن يُضاف أَو ينكّر وسمع الكسائي : { الأَمر من قَبْلِ ومن بَعْدِ } فحذف ولم يَبْن وقد تقدم القول عليه في بَعْد وحكى سيبويه : افعله قَبْلاً وبَعداً وجئتك من قَبْلِ ومن بَعْدٍ قال اللحياني : وقال بعضهم ما هو بالذي لا قَبْل له وما هو بالذي لا بَعْد له . وقوله تعالى : { وإن كانوا من قَبْلِ أَن ينزَّل عليهم من قَبْلِه لَمُبلِسِين } مذهب الأَخفش وغيره من البصريين في تَكْرير قبل أَنه على التوكيد والمعنى وإِن كانوا من قَبْل تنزيل المطر لَمُبْلِسين وقال قطرب : إِن قَبْل الأُولى للتنزيل و قَبْلِ الثانية للمطر وقال الزجاج : القول قول الأَخفش لأَن تنزيل المطر بمعنى المطر إِذ لا يكون إِلاّ به كما قال : مَشَيْنَ كما اهتزَّتِ رماحٌ تسفَّهَتْ أَعَالِيَها مَرُّ الرِّياحِ النَّواسِمفالرِّياح لا تُعرف إِلا بمرورها فكأَنه قال : تسفَّهت الرياحُ النَّواسِمُ أَعاليَها . الأزهري عن الليث : قَبْل عَقِيب بَعْد وإِذا أَفردوا قالوا هو من قَبْلُ وهو من بَعْدُ قال : وقال الخليل قبلُ وبعدُ رفعا بلا تنوين لأَنهما غائيان وهما مثل قولك ما رأَيت مثلَه قَطُّ فإِذا أَضَفتَه إِلى شيء نصبت إِذا وقع موقع الصفة كقولك جاءنا قَبْلَ عبدِا وهو قَبْلَ زيد قادِم فإِذا أَوْقَعْتَ عليه من صار في حدِّ الأَسماء كقولك من قبل زيد فصارت من صفةً وخفِض قبلُ لأن مِنْ مِنْ حروف الخفض وإِنما صار قبلُ مُنْقاداً لِمن وتحوَّل من وصْفِيَّتِه إِلى الاسمية لأَنه لا يجتمع صِفتان وغلبه منْ لأَن مِن صار في صدر الكلام فغلب . وفي الحديث : نسأَلك من خير هذا اليوم وخير ما قبلَه وخير ما بعدَه ونعوذ بك من شر هذا اليوم وشر ما قبله وشر ما بعده سؤالُه خيرَ زمان مضَى هو قبول الحسنة التي قدَّمها فيه والاستعاذةُ منه هو طلب العفو عن ذنب قارَفَه فيه والوقتُ وإِن مضى فتَبِعَتُهُ باقية . و القُبْل و القُبُل من كل شيء : نقيض الدُّبْر والدُّبُر وجمعه أَقْبال عن أَبي زيد . و قُبُل المرأَة : فرجُها وفي المحكم : و القُبُل فرج المرأَة . وفي حديث ابن جريج : قلت لعطاءٍ مُحرِمٌ قَبض على قُبُل امرأَته فقال إِذا وَغَل إِلى ما هنالك فعليه دَمٌ القُبُل بضمتين : خلاف الدُّبُر وهو الفرج من الذكر والأُنثى وقيل : هو للأُنثى خاصة ووَغَل إِذا دخل . ولَقِيته من قُبُلٍ ومن دُبُرٍ ومن قُبْلٍ ومن دُبْرٍ ومن قُبُلُ ومن دُبُرُ ومن قُبُلَ ومن دُبُرَ وقد قرىء : { إِن كان قَميصُه قُدَّ من قُبُلٍ } و { من دُبُرٍ } بالتثقيل ومن قُبْلٍ ومن دُبْرٍ . ووقع السهم بقُبْل الهدَف وبدُبْره أَي من مقدَّمه ومن مؤَخَّره . الفراء قال : لَقِيته من ذي قَبَلٍ و قِبَل ومن ذي عَوَض وعِوَض ومن ذي أُنُفٍ أَي فيما يستقبَل . والعرب تقول : ما أَنت لهم في قِبَال ولا دِبَار أَي لا يكترثون لك قال الشاعر : وما أَنتَ إِنْ غَضِبَتْ عامِر لها في قِبَالٍ ولا في دِبَار الجوهري : ويقال ما له قِبْلة ولا دِبْرة إِذا لم يهتد لجهة أَمره . وما لكلامه قِبْلة أَي جهة . ويقال : فلان جلس قُبَالته أَي تُجاهه وهو اسم يكون ظرفاً . و القابلة : الليلة المُقْبلة وقد قَبَل و أَقْبَل بمعنى . يقال : عامٌ قابِل أَي مُقْبِل . و قَبَل الشيءُ و أَقْبَل : ضد دَبَر وأَدْبَرَ قَبْلاً و قُبلاً . و قَبَلْتُ بفلان و قَبِلْتُ به قَبَالة فأَنا به قَبِيل أَي كفيل . وقَبَلَت الريح قُبولاً و قُبِلْنا : أَصابنا ريح القَبُول وَ أَقْبَلْنَا : صِرْنا فيها . و قَبَلَتِ المكانَ : استقبلتْه . و قَبَلْت النعلَ و أَقْبَلْتها : جعلت لها قِبالاً . و قَبِلْت الهدية قَبُولاً وكذلك قَبِلْت الخبرَ : صدَّقته . و قَبِلَت القَابلة الولدَ قِبالة و قَبِل الدَّلْوَ من المُسْتقي و قَبَلَت العينُ و قَبِلَت قَبَلاً وعام قابِل خلاف دابِر وعام قابِل : مُقبل وكذلك ليلة قابِلة ولا فعل لهما . وما له في هذا الأمر قِبْلة ولا دِبْرة أَي وِجْهة عن اللحياني . و القُبْل : الوَجْه . يقال : كيف أَنت إِذا أُقْبِل قُبْلك وهو يكون اسماً وظرفاً فإِذا جعلته اسماً رفعته وإِن جعلته ظرفاً نصبته . التهذيب : و القُبْل إِقبالك على الإِنسان كأَنك لا تريد غيره تقول : كيف أَنت لو أقبلت قُبْلَك وجاء رجل إِلى الخليل فسأَله عن قول العرب : كيف أَنت لو أُقْبل قُبْلُك فقال : أَراه مرفوعاً لأَنه اسم وليس بمصدر كالقَصْد والنَّحْو إِنما هو كيف لو أَنت استُقْبل وَجْهك بما تكره . الجوهري : وقولهم إِذاً أُقْبِلُ قُبْلَك أَي أَقصِد قَصْدك وأَتوجه نحوَك . وكان ذلك في قُبْل الشتاء وفي قُبْل الصَّيْفِ أَي في أَوله . وفي الحديث : طلقوا النساء لقُبْل عدَّتهنَّ وفي رواية : في قُبْل طُهرهنَّ أَيْ في إِقْباله وأَوَّله وحين يمكنها الدخول في العدَّة والشروع فيها فتكون لها محسوبة وذلك في حالة الطُّهر . و أَقْبل عليه بوجهه و الاستقبال : ضدُّ الاستدبار . و استقبَل الشيءَ و قابَله : حاذاه بوجهه . وأَفْعَلُ ذلك من ذي قِبَل أَي فيما أَسْتَقْبِل . وافَعَلْ ذلك من ذي قِبَل أَي فيما تستقبل . ويقال : فلان قُبالَتي أَي مستقبَلي . وقوله : صلى الله عليه وسلم : لا تستقبِلوا الشهرَ استقبالاً يقول : لا تقدَّموا رمضان بصيامٍ قبلَه وهو قوله : ولا تصِلوا رمضان بيوم من شعبان . ورأَيته قَبَلاً و قُبُلاً و قُبَلاً و قِبَلاً و قَبَلِيًّا و قَبِيلاً أَي مُقابَلة وعِيَاناً . وفي حديث آدم على نبينا وعليه الصلاة والسلام : أَن الله خلقه بيده ثم سَوَّاه قِبَلاً وفي رواية : أَن الله كلَّمه قِبَلاً أَي عِياناً و مُقابَلة لا من وراء حجاب ومن غير أَن يولِّيَ أَمرَه أَو كلامه أَحداً من ملائكته ورأَيت الهلال قَبَلاً كذلك وقال اللحياني : القَبَل بالفتح أَن ترى الهلال أَول ما يُرى ولم يُرَ قَبْل ذلك وكذلك كل شيء أَول ما يرى فهو قَبَل . الأَصمعي : الأَقْبال ما استقبلك من مُشرِف الواحد قَبَل قال : و القَبَل أَن يُرى الهلال أَول ما يُرَى ولم يُرَ قبل ذلك . ابن الأَعرابي : قال رجل من بني ربيعة بن مالك : إِن الحق بِقَبَل فمن تعدَّاه ظَلم ومن قصر عنه عجز ومن انتهى إِليه اكتفى قال : بقَبَل أَي يتَّضح لك حيث تراه وهو مثل قولهم : إِن الحق عارِي . وفي حديث أَشراط الساعة : وأَن يُرَى الهلال قَبَلاً أَي يُرَى ساعة ما يطلُع لعظمه ووضُوحه من غير أَن يُتَطلَّب وهو بفتح القاف والباء . الزجاج : كل ما عاينته قلتَ فيه أَتاني قَبَلاً أَي مُعاينة وكل ما استقبلك فهو قَبَل وتقول : لا أُكلمك إِلى عشر من ذي قَبَل و قِبَل فمعنى قِبَل إِلى عشر مما تُشاهده من الأَيام ومعنى قَبَل إِلى عشر يَستقبلنا وقال الجوهري : أَي فيما أَستأْنِف . وقَبَّح الله منه ما قَبَل وما دَبَر وبعضهم لا يقول منه فَعَل . و الإِقْبال : نقيض الإِدْبار قالت الخنساء : تَرْتَعُ ما غَفَلَتْ حتى إِذا ادَّكَرَتْ فإِنما هي إِقْبالٌ وإِدْبارُ قال سيبويه : جعلُها الإِقْبالَ والإِدْبارَ على سعة الكلام قال ابن جني : الأَحسن في هذا أَن يقول كأَنها خلقت من الإِقبال والإِدْبار لا على أَن يكوْن من باب حذف المضاف أَي هي ذاتُ إِقبال وإِدبار وقد ذكر تعليله في قوله عز وجل : { خلق الإِنسان من عَجَل } . وقد أَقبل إِقْبالاً و قَبَلاً عن كراع واللحياني والصحيح أَن القبْل الاسم و الإِقْبال المصدر . و قَبَل على الشيء و أَقْبَل : لزِمه وأَخذ فيه . و أَقْبَلتِ الأَرض بالنبات : جاءت به . ورجل مُقابَل مُدابَر : محض من أَبَوَيْه وقيل : رجل مُقابَل ومُدابَر إِذا كان كريم الطَّرَفين من قِبَل أَبيه وأُمِّه . وقال اللحياني : المُقابَل الكريم من كلا طرَفيه وقيل : مُقابَل كريم النسَب من قِبَل أَبويه وقد قُوبِل وقال : إِن كنت في بكْرٍ تَمُتُّ خُؤُولةً فأَنا المُقابَلُ في ذَوِي الأَعْمامِ ويقال : هذا جاري مُقابِلي ومُدابِري وأَنشد : حَمَتْك نفسِي معَ جاراتي مُقابِلاتي ومُدابِراتيوناقة مُقابَلة مُدابَرة وذات إِقْبالة وإِدْبارة و إِقْبال وإِدْبار عن اللحياني إَذا شُقَّ مقدَّم أُذُنها ومؤخَّرها وفُتِلت كأَنها زَنَمَة وكذلك الشاة وقيل : الإِقْبالة والإِدْبارة أَن تُشقُّ الأُذنُ ثم تُفْتَل فإِذا أُقبل به فهو الإِقْبالة وإِذا أُدْبِر به فهو الإِدْبارة والجلدة المُعلَّقة أَيضاً هي الإِقْبالة والإِدْبارة ويقال لها القِبَال والدِّبارُ وقيل : المُقابَلة الناقة التي تُقرَض قَرْضةٌ من مقدَّم أُذنها مما يلي وجهها حكاه ابن الأَعرابي . وقال اللحياني : شاة مُقابَلة ومُدابَرة وناقة مُقابَلة ومُدابَرة ف التي تُقرَض أُذنها من قِبَل وجهها والمُدابَرة التي تُقرَض أُذنها من قِبَل قَفاها . وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم : أَنه نَهى أَن يُضَحَّى بشَرْقاء أَو خَرْقاء أَو مُقابَلة أَو مُدابَرة قال الأَصمعي : المُقابَلة أَن يقطع من طرف أُذنها شيء ثم يترك معلَّقاً لا يَبِين كأَنه زَنَمَة والمُدابَرة أَن يفعل ذلك بمؤَخَّر الأُذُن من الشاة قال الأَصمعي : وكذلك إِن كان ذلك من الأُذن أَيضاً فهي مُقابَلة ومُدابَرة بعد أَن يكون قد قطع . الجوهري : شاة مُقابَلة قطعتْ من أُذنها قطعة لم تَبِن فتركت معلَّقة من قُدُمٍ فإِن كانت من أُخُر فهي مُدابَرة واسم تلك السِّمَة القُبْلة و الإِقْبالة . أَبو الهيثم : قَبَلْت الشيء ودَبَرْته إِذا استقبلتَه أَو استَدْبرته و قُبْل عام ودُبْر عام فالدابر المُوَلّي الذي لا يرجع و القابل المستقبَل . والدابِرُ من السِّهام . الذي خرج من الرمية . وعام قابل أَي مُقْبِل . و القابلة : الليلة المُقْبِلة وكذلك العام القابل ولا يقولون فَعَل يَفْعُل وقول العجاج يصف قَطاة قطعت فلاة : ومَهْمَهٍ تُمْسِي قَطاهُ نُسَّسا رَوابِعاً وبعد رِبْعٍ خُمَّسا وإِن تَوَنَّى رَكْضَة أَو عَرَّسا أَمسى من القابِلَتَين سُدَّساقوله من القابِلَتين يعني الليلة التي لم تأْت بعد وقال رَوابعاً وبعد رِبْع خمساً فإِن بني على الخِمْس ف السادسة والسابعة وإِن بني على الرِّبْع فالقابلتان الخامسة والسادسة وإِنما القابِلة واحدة فلما كانت الليلة التي هو فيها والتي لم تأْت بعد غلَّب الاسم الأَشنع وقال القابِلَتين كما قال : لنا قَمَراها والنجومُ الطَّوالِعُفغلَّب القمر على الشمس وما يعرف قَبِيلاً من دَبِير : يريد القُبُل والدُّبُر وقيل : القَبِيل طاعة الرب تعالى والدَّبِير معصيته وقيل : معناه لا يعرف الأَمر مُقبِلاً ولا مُدْبِراً وقيل : هو ما أَقبلت به المرأَة من غَزْلها حين تَفْتِله وأَدْبَرت وقيل القَبِيل من الفَتْل ما أُقبِل به على الصدْر والدَّبِير ما أُدْبِرَ به عنه وقيل : القَبِيل باطِن الفَتْل والدَّبِير ظاهره وقيل : القَبِيل والدَّبِير في فَتْل الحبل فالقبِيل الفَتْل الأَوَّل الذي عليه العامة والدَّبِير الفَتْل الآخر وبعضهم يقول : القَبِيل في قُوى الحبل كلُّ قوة على قُوَّة وجهُها الداخل قَبِيل والخارج دَبِير وقيل : القَبِيل ما أَقبل به الفاتِل إِلى حِقْوِه والدَّبِير ما أَدْبَر به الفاتِل إِلى ركبته وقال المفضل : القَبِيل فَوْز القِدْح في القمار والدَّبِير خَيْبة القِدْح وقال جماعة من الأَعراب : القَبِيل أَن يكون رأْس ضِمْن النَّعْل إِلى الإِبهام والدَّبِير أَن يكون رأْس الضِّمنْ إِلى الخِنْصَر المحكم : وقيل القَبِيل أَسفل الأُذُن والدَّبِير أَعلاها وقيل : القَبِيل القُطْن والدَّبير الكَتَّان وقيل : ما يعرف مَن يُقبِل عليه وقيل : ما يعرِف نسَب أُمِّه من نسَب أَبيه والجمع من كل ذلك قُبُل ودُبُر . وما يعرِف ما قَبِيلُ هذا الأمر من دَبِيره وما قِبَالُه من دِبارِه وقال ابن الأعرابي في قول الأَعشى : أَخو الحرب لا ضَرَعٌ واهِن ولم ينتعِل بِقبالٍ خَدِم : القِبَال الزِّمام قال : وهذا كما تقول هو ثابت الغَدَر عند الجَدَل والحُجَج والكَلام والقِتال أَي ليس بضعيف . أقْبَلَ نقيض أدْبَرَ . ويقال : أقْبل مُقْبَلاً مثل : { أدخلني مدخل صِدْق } . وفي حديث الحسن : أَنه سئل عن مُقْبَلِه من العِراق المُقْبَل بضم الميم وفتح الباء : مصدر أَقْبَل يُقْبِل إِذا قدم . وقد أَقْبَل الرجلَ وأَدْبَره . و أَقبل به وأَدبر فما وجَد عنده خيراً . و قَبِل الشيءَ قَبُولاً و قُبُولاً الأَخيرة عن ابن الأَعرابي و تقبَّله كِلاهما : أَخذه . والله عز وجل يَقْبَل الأَعمال من عباده وعنهم و يتقبَّلها . وفي التنزيل العزيز : { أُولئك الذين نَتقبَّل عنهم أَحسن ما عملوا } قال الزجاج : ويروى أَنها نزلت في أَبي بكر رضي الله عنه . وقال اللحياني : قَبِلْت الهدية أَقْبَلُها قَبُولاً و قُبُولاً . ويقال : عليه قَبُول إِذا كانت العين تَقْبَله وعلى قَبولٍ أَي تقْبَله العين . ابن الأَعرابي : يقال قَبِلته قَبُولاً و قُبُولاً وعلى وجهه قَبُول لا غير و قَبِلَه بقَبُول حَسَن وكذلك تقبَّله ب أَيضاً . وفي التنزيل العزيز : { فتقبَّلها ربها بقَبُول حسَن } ولم يقل ب قال الزجاج : الأَصل في العربية تقبَّلها ربها ب حسَن أَي ب حسَن ولكن قَبُولاً محمول على قوله قَبِلَها قَبُولاً حسَناً يقال : قَبِلْت الشيء قَبُولاً إِذا رَضِيته و تقبَّلْت الشيء و قَبِلْته قَبُولاً بفتح القاف وهو مصدر شاذ وحكى اليزيدي عن أَبي عمرو بن العلاء : القَبُول بالفتح مصدر قال : ولم أَسمع غيره . قال ابن بري : وقد جاء الوَضُوء والطَّهُور والوَلُوع والوَقُود وعِدَّتُها مع القَبُول خمسة يقال : على فلان قَبُول إِذا قَبِلَتْه النفس وفي الحديث : ثم يُوضَع له القَبُول في الأَرض وهو بفتح القاف المحبة والرِّضا بالشيء ومَيْلُ النفس إِليه . و تقبَّله النعيم : بدا عليه واستبان فيه قال الأَخطل : لَدْن تقبَّله النَّعيم كأَنما مُسِحَتْ تَرائبُه بماء مُذهَبو أَقْبَله و أَقْبَل به إِذا راوده على الأَمر فلم يَقْبَله . و قَابَل الشيء بالشيء مُقابَلة و قِبالاً : عارضه . الليث : إِذا ضممت شيئاً إِلى شيء قلتَ قابَلْتُه به و مُقابَلة الكتاب بالكتاب و قِبالُه به : مُعارَضته . و تَقابل القومُ : استقبل بعضهم بعضاً . وقوله تعالى في وصف أَهل الجنة : { إِخواناً على سُرُر مُتقابِلين } جاء في التفسير : أَنه لا ينظر بعضهم في أَقْفاء بعض . و أَقبَله الشيء : قابَله به . و أَقبَلْناهم الرِّماح و أَقْبَل إِبلَه أَفواه الوادي و استقبلها إِياه وقد قَبَلَتْه تَقْبُله قُبولاً وكذلك أَقبَلْنا الرِّماحَ نحو القوم . و أَقبَل الإِبلَ الطريقَ : أَسلكها إِياه . أَبو زيد : قَبَلَت الماشية الوادي تَقْبُله و أَقبلتها أَنا إِياه قال : وسمعت العرب تقول انزِل بقابل هذا الجبل أَي بما استبقلك من أَقباله و قَوابِله . و أَقبَلْتُه الشيءَ أَي جعلتُه يَلي قُبالَته . يقال : أَقبَلْنا الرماح نحو القوم . و قَبَلَت الماشية الوادي : استَقْبَلَتْه و أَقبَلْتُها إِيَّاهُ فيتعدَّى إِلى مفعول ومنه قول عامر بن الطفيل : فلأَبْغِيَنَّكمُ قَناً وعَوارِضاً ولأَقْبِلَنَّ الخيلَ لابةَ ضَرْغَدِو المُقابَلة : المُواجهة و التقابُل مثله . وهو قِبالُك و قُبالَتُك أَي تُجاهك ومنه الكلمة : قِبالَ كلامك عن ابن الأعرابي ينصبه على الظرف ولو رَفعه على المبتدإِ والخبر لجاز ولكن كذا رواه عن العرب وقال اللحياني : هذه كلمة قِبالَ كلمتك كقولك حِيالَ كلمتك . و قُبالة الطريق : ما استقبلك منه . وحكى اللحياني : اذهب به فأَقْبِله الطريق أَي دُلَّه عليه واجعله قِباله . و أَقْبَل المِكْواةَ الداءَ : جعلها قُبالَته قال ابن أَحمر : شرِبْتُ الشُّكاعَى والْتَدَدْتُ أَلِدَّةً وأَقْبَلْتُ أَفْواهَ العُروقِ المَكاوِيا وكنا في سفر فأَقبَلْت زيداً وأَدْبَرْته أَي جعلته مرَّة أَمامي ومرة خلفي وفي التهذيب : أَقبَلْت زيداً مرة وأَدبرته أُخرى أَي جعلته مرة أَمامي ومرة خلفي في المشي . و قَبَلْت الجبل مرة ودَبَرْته أُخرى . قبَائل الرأْس : أَطْباقه وقيل : هي أربع قِطَع مَشْعوب بعضها إِلى بعض واحدتها قَبيلة وكذلك قَبائل القدَح والجَفْنة إِذا كانت على قِطعتين أَو ثلاث قِطَع الليث : قَبيلة الرأْس كل فِلْقة قد قُوبلت بالأُخرى وكذلك قَبائل بعض الغروب والكثرة لها قَبائل الجوهري : القَبيلة واحدة قَبائل الرأْس وهي القِطع المَشْعوب بعضها إِلى بعض تصِل بها الشُّؤون وبها سميت قَبائل العرب الواحدة قبيلة . و قَبائل الرحْل : أَحْناؤه المَشْعوب بعضها إِلى بعض . و قَبائل الشجرة : أَغصانها . وكل قطعة من الجلد قبيلة . و القَبِيلة : صخرة تكون على رأْس البئر والعُقابان دِعامَتا القَبيلة من جَنَبَتَيْها يعضِّدانها عن ابن الأَعرابي وهي القَبيلة والمَنْزَعَةَ وعُقاب البئر حيث يَقوم الساقي . و القَبيلة من الناس : بنو أَب واحد . التهذيب : أما القبيلة فمن قَبائِل العرب وسائرهم من الناس . ابن الكلبي : الشَّعْب أَكبر من القبيلة ثم القَبِيلة ثم العِمارة ثم البَطْن ثم الفَخِذ . قال الزجاج : القَبيلة من ولد إِسمعيل عليه السلام كالسِّبْط من ولد إِسحق عليه السلام سموا بذلك ليُفرق بينهما ومعنى القَبِيلة من ولد إِسمعيل معنى الجماعة يقال لكل جماعة من واحد قَبيلة ويقال لكل جمع من شيء واحدٍ قَبِيل قال الله تعالى : { إِنه يَراكم هو و قَبيلهمن حيث لا ترونهم } أَي هو ومن كان من نسله واشتق الزجَّاج القَبائل من قَبائل الشجرة وهي أَغصانها . أَبو العباس : أُخذتْ قَبائل العرب من قَبائل الرأْس لاجتماعها وجَماعتها الشَّعْب و القَبائل دونها . ويقال : رأَيت قَبائل من الطير أَي أَصنافاً وكل صِنْف منها قَبيلة : فالغِرْبان قَبِيلة والحمام قَبيلة قال الراعي : رُدافَى فوقها من قَبيلةمن الطير يدعُوها أَحَمُّ شَحُوجُ يعني الغِرْبان فوق الناقة . وكل جِيلٍ من الجن والناس قَبِيل . و القَبيَلة : اسم فرس سميت بذلك على التفاؤل كأَنها إِنما تحمل قَبيلة أَو كأَن الفارس الذي عليها يقوم مقام قَبيلة قال مرداس بن حصن جاهلي : له القَبيلة إِذ تَجَهْناوما ضاقَتْ بشِدَّته ذِراعِيقصرت : حَبَسْت وأَراد اتَّجَهْنا . القَبيل : الجماعة من الناس يكونون من الثلاثة فصاعداً من قوم شتى كالزِّنْج والرُّوم والعرب وقد يكونون من نحو واحد وربما كان القَبيل من أَب واحد كالقَبِيَلةِ وجمع القَبيل قُبُل واستعمل سيبويه القَبيل في الجمع والتصغير وغيرهما من الأَبواب المتشابهة . القبَل في العين : إِقبال إِحدى الحَدَقَتين على الأُخرى وقيل : إِقبالها على المُوقِ وقيل : إِقبالها على عُرْض الأَنْف وقيل : إِقبالها على المَحْجِر وقال اللحياني : هي التي أَقبلت على الحاجب وقيل : القَبَل مثل الحَوَل قَبَلَتْ عينُه و قَبِلَت قَبَلاً و اقْبَلَّت وهي عين قَبْلاء ورجل أَقْبَل العين وامرأَة قَبْلاء وقد أَقبَل عينَه : صيَّرها قَبْلاء . ويقال : قَبِلَت العينُ قَبَلاً إِذا كان فيها إِقبال النظَر على الأَنْف وقال أَبو نصر : إِذا كان فيها مَيل كالحوَل وقال أَبو زيد : الأَقبَل الذي أَقَبَلت حَدَقتاه على أَنفه والأَحول الذي حَوِلت عيناه جميعاً وقال الليث : القَبَل في العين إِقبال السواد على المَحْجِر ويقال : بل إِذا أَقبل سواده على الأَنف فهو أَقْبَل وإِذا أَقبل على الصُّدْغين فهو أخْزَر وقد قَبِلَت عينه و أَقبَلْتُها أَنا . ورجل أَقبَل بيِّن القبَل : وهو الذي كأَنه ينظر إِلى طَرف أَنفه قالت الخنساء : أَن رأَيتُ الخيلَ قُبْلاً تُبارِي بالخُدود شَبا العَوالي قال ابن بري : البيت لليلى الأَخيَليَّة قالته في فائض بنأبي عقيل وكان قد فرَّ عن تَوْبة يوم قتل والصواب في إِنشاده : ولمَّا أَن رأَيتَ بفتح التاء لأَن بعد البيت : وِصالَه وصَدَدْت عنهكما صَدَّ الأَزَبُّ عن الظِّلال وفي الحديث في صفة هرون : في عينه قَبَل هو من ذلك . وفي حديث أَبي رَيْحانة : إِني لأَجد في بعض ما أُنزِل من الكتب : الأَقْبَلُ القَصيرُ القَصَرةِ صاحبُ العِراقين مبدِّلُ السُّنة يلعنه أَهلُ السماء والأَرض وَيْلٌ له ثم ويل له الأَقْبَلُ من القَبَل الذي كأَنه ينظر إِلى طرَف أَنفه وقيل : هو الأَفْحَج . وشاةٌ قَبْلاء بيِّنة القَبَل : وهي التي أقبل قرناها على وجهها . وعضُد قَبْلاء : فيها مَيل . و القابِل والدابِر : الساقيان . و القابِل : الذي يَقْبَل الدلو قال زهير : وقابِل يتغنَّى كلَّما قَدَرَتْ على العَراقي يداه قائماً دَفَقا والجمع قَبَلَة وقد قَبِلها قَبُولاً عن اللحياني وقيل : القبَلة الرِّشاء والدلو وأَداتها ما دامت على البئر يعمَل بها فإِذا لم تكن على البئر فليست بقَبَلة . و المُقْبِلَتان : الفأْس والمُوسى . و القَبَل : صَدَد الجبر . و القَبَل : المحَجَّة الواضحة . و القَبَل : ما ارتفع من جبل أَو رمل أَو علو من الأَرض . و القَبَل : المرتفع في أصل الجبل كالسَّنَد . ويقال : انزل بقَبَل هذا الجبل أَي بسَفْحه وتقول : قد قَبَلَني هذا الجبل ثم دَبَرَني ولذلك قيل عام قابل . و القَبَل أَيضاً بالتحريك : النَّشْز من الأَرض أَو الجبل يستقبلك . يقال : رأَيت شخصاً بذلك القَبَل وأَنشد للجعدي : الله وإِني رجلأنما ذِكْرِي كَنارٍ بقَبَلْوقبل البيت : الغَدْرَ فلم أَهْمُمْ بهوأَخو الغَدْرِ إِذا هَمَّ فَعَلْقال ابن بري ومثله : أَيُّهَذا النابِحي نَبْحَ القَبَلْيَدْعو عليَّ كلَّما قام يُصَلَّأَي كمَنْ يَنْبَح الجبل قال : و القَبَل والكَبْلُ والحَنْبَل والنِّيمُ الفَرْوُ . القِبَل : الطاقة وما لي به قِبَل أَي طاقة . وفي التنزيل العزيز : { بجُنود لا قِبَل لهم بها } أَي لا طاق لهم بها ولا قدرة لهم على مُقاوَمَتها و قِبَل يكون لِمَا وَلِيَ الشيء تقول : ذهب قِبَلَ السُّوق وقالوا : لي قِبَلَك مال أَو فيما يَلِيك اتُّسع فيه فأُجري مجرى على إِذا قلت لي عليك مال ولي قِبَل فلان حق أَي عنده . ويقال : أَصابني هذا الأَمر من قِبَله أَي من تِلْقائه من لَدُنه ليس من تِلْقاء المُلاقاة لكن على معنى من عنده قاله الليث . وأَخذت الأَمر بقَوابِله أَي بأَوائله وحِدْثانه ولقيته قِبَلاً أَي عِياناً . وفي التنزيل العزيز : { وحشرْنا عليهم كل شيء قِبَلاً } ويُقرأُ قُبُلاً فقِبَلاً عِياناً و قُبُلاً قَبِيلاً قَبِيلاً وقيل : قُبُلاً مستقبَلاً وقرىء أَيضاً : { وحشرنا عليهم كل شيء قَبيلاً } فهذا يقوِّي قِراءة من قرأَ قُبُلاً التهذيب : ويجوز أَن يكون قُبُل جمع قَبِيل ومعناه الكَفِيل ويكون المعنى : لو حشر عليهم كل شيء فكفَل لهم بصحة ما يقول ما كانوا ليؤمنوا ويجوز أَن يكون قُبُلاً في معنى ما يُقابلهم أَي لو حشرنا عليهم كل شيء فقابَلَهم ويجوز قُبْلاً على تخفيف قُبُلاً . وقوله عز وجل : { أَو يأْتيهم العذاب قِبَلاً } قيل : معناه عِياناً الزجاج : أَو يأْتيهم العذاب قُبُلاً و قِبَلاً و قَبَلاً فمن قال قُبُلاً فهو جمع قَبِيل المعنى أَو يأْتيهم العذاب ضُروباً ومن قال قِبَلاً فالمعنى أَو يأْتيهم العذاب مُعاينة ومن قال قَبَلاً فالمعنى أَو يأْتيهم العذاب مُقابَلة . الأَعرابي : في قَدَمَيْه قَبَل ثم حَنَف ثم فَحَج . وفي المحكم : القَبَل كالفَحَج بين الرِّجلين . : القِبال شبه فَحَج وتباعد بين الرِّجلين وأَنشد : حَنْكَلَةٌ فيها قِبالٌ وفَجا الجوهري : القَبَل فَحَج وهو أَن يَتدانى صَدْر القدمين ويتباعد عَقِباهما . و قِبال النعل بالكسر : زمامها وقيل : هو مثل الزِّمام بين الإِصبع الوسطى والتي تليها وقيل : هو الزمام الذي يكون في الإِصبع الوسطى والتي تليها . ويقال : ما رَزَأْته قِبالاً ولا زِبالاً القِبال : ما كان قدام عقد الشِّراك والزِّبال الكُتْبَة التي يُخْزَم بها النعل قبل أَن يُحذى ويقال : الزِّبال ما تحمله النملة بفيها أَنشد ابن الأَعرابي : إِذا انقطعت نَعْلي فلا أُمّ مالك قريب ولا نَعلي شديد قِبالُها يقول : لست بقريب منها فأَستمتع بها ولا أَنا بصبور فأَسْلى عنها . و أَقْبَل النعلَ و قَبَلَها و قابَلَها : جعل لها قِباليْن وقيل : أَقْبَلَها جعل لها قِبالاً و قَبَلَها مخففة شدَّ قِبالَها وقيل : مُقابَلَتها أَن يثني ذُؤَابَة الشِّراك إِلى العُقدة . ويقال : قابِلْ نعلك أَي اجعل لها قِبالَيْن . وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم : أَنه كان لنعله قِبالان أَي زِمامان القِبال : زِمام النعل وهو السير الذي يكون بين الإِصبعين . وفي الحديث : قابِلوا النِّعال أَي اعملوا لها قِبالاً . ونعل مُقْبَلة إِذا جعلت لها قِبالاً و مَقْبُولة إِذا شددت قِبالها . ورجل منقطع القِبال : سيِّء الرأْي عن ابن الأَعرابي . و القابلة من النساء : معروفة . و القَبَل : لُطْف القابِلة لإِخراج الولَد و قَبِلَتِ القابِلة المرأَة تَقْبَلها قِبالة وكذلك قَبِل الرجلُ الغَرْبَ من المُستقي مثله وهو القابل . التهذيب : قَبِلت القابِلة المرأَة إِذا قَبِلت الولد أَي تلقَّته عند الوِلادة وكذلك قَبِل الرجل الدلو من المُستقي قَبُولاً فهو قابِل . وفي الحديث : رأَيت عقيلاً يَقْبَل غَرْب زمزم أَي يتلقاها فيأْخذها عند الاسْتقاء . و القَبِيل و القَبُول : القابلة . المحكم : قَبِلت القابِلة الولد قِبالاً أَخذته من الوالدة وهي قابِلة المرأَة و قَبُولها و قَبِيلها قال الأعشى : أُصالحُكم حتى تَبُوؤُوا بمثلِها كصَرْخَةِ حُبْلى أَسْلَمَتْها قَبِيلُها ويروى قَبُولها أَي يئِست منها . وفي الحديث : قَبِلت القابِلة الولد تَقْبَله إِذا تلقته عند ولادته من بطن أُمه . و القَبيل : الكفيل والعَرِيف وقد قَبَل به يَقْبُل و يَقْبَل و يَقْبِل قَبَالة : كَفَله . ونحن في قَبالَته أَي في عِرافَته وأَنشد : إِنَّ كَفِّي لَكِ رَهْنٌ بالرِّضا فاقْبُلي يا هندُ قالت : قد وَجَبْ قال أَبو نصر : اقْبُلي معناه كُوني أَنت قبِيلاً قال اللحياني : ومن ذلك قيل كتبت عليهم القَبالة . ويقال : قَبَّلْت العامِلَ تَقْبيلاً والاسم القَبَالة و تَقَبَّله العامِل تَقَبُّلاً . وفي حديث ابن عباس : إِياكم و القَبالات فإِنها صغار وفضلها رِباً هو أَن يتَقَبَّل بخَراج أَو جِباية أَكثر مما أَعطى فذلك الفضل رِباً فإِن تقبَّل وزرع فلا بأْس . و القَبَالة بالفتح : الكفالة وهي في الأَصل مصدر قَبَل إِذا كَفَل . و قَبُل بالضم إِذا صار قَبِيلاً أَي كفيلاً . و تَقَبَّل به : تكفّل ك . وقال : قَبَّلْت العامِل العمل تَقَبُّلاً وهذا نادر والاسم القَبالة و تَقَبَّله العامل تَقْبِيلاً نادر أَيضاً . وقد روي قَبلْتُ به و قَبَلْتُ : في معنى كفَلْت على مثال فَعِلْت وفَعَلْت . ويقال : تكلم فلان قَبِلاً فأَجاد و القَبَل : أَن يتكلم بكلام لم يكن استعده عن اللحياني . وتكلم قَبَلاً أَي بكلام لم يكن أَعدَّه ورَجزَه قَبَلاً أَنشده رَجزَاً لم يكن أعدَّه . و اقْتَبَل الكلامَ والخُطبة اقْتِبالاً : ارتجَلَهما وتكلم بهما من غير أَن يُعِدَّهما . و اقْتَبَل من قِبَله كلاماً فأَجاد عن اللحياني أَيضاً ولم يفسره إِلا أَن يريد من قِبَلهِ نفسه . وسقَى على إِبله قَبَلاً : صبَّ الماء على أَفواهها . و أَقْبَل على الإِبل : وذلك إِذا شربت ما في الحوض فاستقى على رؤوسها وهي تشرب وقال اللحياني مثل ذلك وزاد فيه : ولم يكن أَعدَّه قَبل ذلك وهو أَشد السقي . الجوهري وغيره : و القَبَل أَن تشرب الإِبل الماء وهو يصبُّ على رؤوسها ولم يكن لها قبل ذلك شيء ومنه قول الراجز : بالرَّيْثِ ما أَرْوَيتُها لا بالعَجَلْ وبالحَيا أَرْوَيتُها لا بالقَبَلْ التهذيب : يقال سقى إِبله قَبَلاً إِذا صب الماء في الحوض وهي تشرب منه فأَصابها الأَصمعي : القَبَل أَن يورد الرجل إِبله فيستقي على أَفواهها ولم يكن هَيَّأَ لها قبل ذلك شيئاً . و القُبْلة : اللَّثمة معروفة والجمع القُبَل وفعله التَّقْبِيل وقد قَبَّل المرأَةَ والصبيَّ . و القِبْلة : ناحية الصلاة . وقال اللحياني : القِبْلة وِجهة المسجد . وليس لفلان قِبْلة أَي جهة . أَين قِبْلَتُك أَي أَين جِهَتك ومن أَين قِبْلتكَ أَي من أَين جهتك . و القِبْلة : التي يصلى نحوها . وفي حديث ابن عمر : ما بين المشرق والمغرب قِبْلة أَراد به المسافر إِذا التبست عليه قِبْلَته فأَما الحاضر فيجب عليه التحرّي والاجتهاد وهذا إِنما يصح لمن كانت القِبْلة في جَنُوبه أَو شَماله ويجوز أَن يكون أَراد به قِبْلة أَهل المدينة ونواحيها فإِن الكعبة جنوبها . و القِبْلة في الأَصل : الجهة . و القَبُول من الرياح : الصَّبا لأَنها تستدْبِر الدَّبُور و تستقبل بابَ الكعبة . التهذيب : القَبُول من الرياح الصَّبا لأَنها تستقبل الدَّبُور . الأَصمعي : الرِّياح معظَمها الأَربع الجَنُوب والشَّمال والدَّبُور والصَّبا فالدَّبور التي تهُبُّ من دُبُر الكعبة و القَبُول من تِلْقائها وهي الصَّبا قال الأَخطل : فإن تَبْخَل سَدُوسُ بدِرْهَمَيها فإنَّ الرِّيحَ طيِّبة قَبُولُ قال ثعلب : القَبُول ما استقبلك بين يديك إِذا وَقَفت في القِبْلة قال : وإِنما سميت قَبُولاً لأَن النفس تَقْبَلُها وهي تكون اسماً وصفة عند سيبويه والجمع قَبائل عن اللحياني . وقد قَبَلَت الرِّيح بالفتح تَقْبُل قَبْلاً و قُبُولاً الأَول عن اللحياني وهي ريح قَبُول والاسم من هذا مفتوح والمصدر مضموم . و أَقْبَل القوم : دخلوا في القَبُول و قَبلوا : أَصابتهم القَبُول . ابن بزرج : قالوا قَبِّلوها الريحَ أَي أَقْبلوها الريحَ قال الأَزهري : و قابِلوها الريحَ بمعناه فإِذا قالوا اسْتَقْبِلوها الريحَ فإِن أَكثر كلامهم استقبلوا بها الريح . و القَبُول : الحُسْن والشَّارة وهو القُبُول بضم القاف أَيضاً لم يحكها إِلا ابن الأَعرابي وإِنما المعروف القَبُول بالفتح وقول أَيوب بن عَيَّابة : ولا مَنْ عليه قَبول يُرَى وآخَر ليس عليه قَبُول معناه لا يستوي مَنْ له رُواءٌ وحيَاءٌ ومُروءة ومن ليس له شيء من ذلك . و القَبُول : أَن تَقْبَل العفو والعافية وغير ذلك وهو اسم للمصدر وأُميت الفعل منه . ويقال : اقْتَبَل أَمرَه إِذا استأْنَفه . وفي حديث الحج : لو اسْتَقْبَلتُ من أَمري ما استدْبَرْت ما سُقتُ الهَدْيَ أَي لو عَنَّ لي هذا الرأْي الذي رأَيته أَخيراً وأَمرتكم به في أَول أَمري لمَا سُقْت الهَدْيَ معي وقلَّدته وأَشْعَرته فإِنه إِذا فعل ذلك لا يُحِلُّ حتى ينحره ولا ينحر إِلا يوم النحر فلا يصح له فَسْخ الحج بعُمْرة ومن لم يكن معه هَدْيٌ لا يلتزم هذا ويجوز له فسخ الحج وإِنما أَراد بهذا القول تَطْييب قلوب أَصحابه لأَنه كان يشقُّ عليهم أَن يُحِلُّوا وهو محرم فقال لهم ذلك لئلا يَجِدوا في أَنفسِهِم وليعلموا أَن الأَفضل لهم قبُول ما دعاهم إِليه وأَنه لولا الهَدْيُ لفعله . ورجل مُقْتَبَل الشَّباب أَي مستقبل الشباب إِذا لم يُرَ عليه أَثر كِبَرٍ وقال أَبو كبير : ولَرُبَّ مَنْ طَأْطأْته بِحَفِيرة كالرُّمْحِ مُقْتَبَل الشَّباب مُحَبَّرُ الفراء : اقْتَبَل الرجلُ إِذا كاسَ بعد حَماقة . ويقال : انزل ب هذا الجبل أَي بسَفْحِه . ووقع السهم بِقُبُل هذا وبدُبُره وكان ذلك في قُبُلٍ من شَبابه وكان ذلك في قُبُل الشِّتاء وفي قُبُل الصيف أَي في أَوله ووجهه . و القَبَلة : حجر أَبيض يجعل في عنق الفرس يقال : قلدَّها ب . و القَبْلة و القَبِيل : خرزة شبيهة بالفَلْكَة تعلَّق في أَعناق الخيل . و القَبَل و القَبَلة : من أَسماء خرز الأَعراب . غيره : و القَّبَلَة خرزة من خرز نساء الأَعراب اللواتي يؤخِّذْن بها الرجال يقُلْن في كلامهنَّ : يا قَبَلة اقْبِليه ويا كَرارِ كُرِّيه وهكذا جاء الكلام وإِن كان ملحوناً لأَن العرب تُجْري الأَمثال على ما جاءت به وقد يجوز أَن يكون عنى بكَرارَ الكَرَّة فأَنَّث لذلك وقال اللحياني : هي القَبَل وأَنشد : جَمَّعْنَ من قَبَلٍ لهنَّ وفَطْسَةٍ والدَّرْدَبِيس مُقابَلاً في المَنْظَمِ و القَبَلة : ما تتخذه الساحرة ليقبِل بوجه الإِنسان على صاحبه . وقال اللحياني : القَبْلة و القَبَل من أَسماء خرز الأَعراب . الجوهري : و القَبَل جمع قَبَلة وهي الفَلْكة وهي أَيضاً ضرْب من الخرز يؤحَّذ بها وربما علقت في عنق الدابة تدفع بها العين . و القَبَلة : حجر أَبيض عريض يعلق في عنق الفرس . وثوبٌ قَبائل أَي أَخْلاق عن اللحياني . يقال : أَتانا في ثوب له قَبائل وهي الرِّقاع . ابن الأَعرابي : إِذا رُقِع الثوب فهو المُقَبَّل و المَقْبُول والمُرَدَّم والمُلَبَّد والمَلْبُود . أَبو عمرو : يقال للخِرْقة التي يرقَع بها قَبُّ القميص القَبِيلة والتي يرقَع بها صدْر القميص اللِّبْدة . و قَبائل اللجام : سُيوره الواحدة قَبِيلة قال ابن مقبل : يرخي العِذارَ وإِن طالت قَائلهِ عن حُزَّةٍ مثل سِنْفِ المَرْخةِ الصَّفِرِشمر : قُصَيْرى قِبالٍ حيَّة سماها أَبو خيرة قُصَيْرى وسمَّاها أَبو الدُّقيش قُصيْرى قِبال وهي من الأَفاعي غير أَنها أَصغر جسماً تقتُل على المكان قال : وأَزَمَتْ بِفرْسِن بعير فمات مكانه . في الرباعي : حيَّا الله قَهْبَلَه أَي حيَّا الله وجهه وحكي عن ابن الأعرابي : حَيَّا الله قَهْبَلَه ومُحَيَّاه وسَمامَتَه وطَلَلَهُ وآلَهُ . وقال : قال أَبو العباس الهاء زائدة فيبقى حيَّا الله قَبَلَه أَي ما أَقبل منه . تَقَبَّل الرجل أَباه إِذا أَشبهه قال الشاعر : من أُمَّةٍ ولَطالَما تُنوزِع في الأَسواق منها خِمارُها والأُمَّة هنا : الأُمُّ : وفي الحديث في صفة الغيث : أَرض مُقْبَلة وأَرض مُدْبَرة أَي وقع المطر فيها خِطَطاً ولم يكن عامًّا . وفي حديث الدجال : ورأَى دابَّة يواريها شعرها أَهدب القُبال يريد كثرة الشعر في قُبالها القُبال : الناصية والعُرْف لأَنهما اللذان يستقبلان الناظر و قُبال كل شيء و قُبْله : أَوله وما استقبلك منه . وفي حديث المزارعة : نستثني ما على الماذِياناتِ و أَقْبالِ الجَداوِل الأَقْبال : الأَوائل والرؤوس جمع قُبْل . و القُبْل أَيضاً : رأْس الجبل والأَكَمة وقد يكون جمع قَبَل بالتحريك وهو الكَلأُ في مواضع من الأَرض . و القَبَل أَيضاً : ما استقبلك من الشيء . و القَبَلة : الخُبَّاز حكاها أَبو حنيفة . و قَبَلٌ : موضع عن كراع . وفي الحديث : أَنه أَقطع بلال بن الحارث مَعادِن القَبَلِيَّة : جَلْسِيَّها وغَوْرِيَّها القَبَلِيَّة : منسوبة إلى قَبَل بفتح القاف والباء وهي ناحية من ساحل البحر بينها وبين المدية خمسة أَيام وقيل : هي من ناحية الفُرْع وهو موضع بين نَخْلة والمدينة قال ابن الأَثير : هذا هو المحفوظ في الحديث قال : وفي كتاب الأَمْكنة مَعادِن القِلَبة بكسر القاف وبعدها لام مفتوحة ثم باء والله أَعلم

( قتل ) القَتْل معروف قَتَلَه يَقْتُله قَتْلاً وتَقْتالاً وقَتَل به سواء عند ثعلب قال ابن سيده لا أَعرفها عن غيره وهي نادرة غريبة قال وأَظنه رآه في بيت فحسِب ذلك لغة قال وإِنما هو عندي على زيادة الباء كقوله سُودُ المَحاجِرِ لا يَقْرَأْنَ بالسُّوَر وإِنما هو يقرأْن السُّوَر وكذلك قَتَّله وقَتَل به غيرَه أَي قتله مكانه قال قَتَلتُ بعبد الله خيرَ لِداتِه ذُؤاباً فلم أَفخَرْ بذاك وأَجْزَعا التهذيب قَتَله إِذا أَماته بضرْب أَو حجَر أَو سُمّ أَو علَّة والمنية قاتلة وقول الفرزدق وبلغه موت زياد وكان زياد هذا قد نفاه وآذاه ونذر قتله فلما بلغ موته الفرزدق شَمِت به فقال كيف تراني قالِباً مِجَنِّي أَقْلِب أَمري ظَهْره لِلْبَطْنِ ؟ قد قَتَلَ اللهُ زياداً عَنِّي عَدَّى قَتَل بعنْ لأَنَّ فيه معنى صَرَفَ فكأَنه قال قد صَرَف الله زياداً وقوله قالِباً مِجَنِّي أَي أَفعل ما شئت لا أَتَرَوَّع ولا أَتَوقَّع وحكى قطرب في الأَمر إِقْتُل بكسر الهمزة على الشذوذ جاء به على الأَصل حكى ذلك ابن جني عنه والنحويون ينكرون هذا كراهية ضمة بعد كسرة لا يحجُز بينهما إِلا حرف ضعيف غير حصين ورجل قَتِيل مَقْتول والجمع قُتَلاء حكاه سيبويه وقَتْلى وقَتالى قال منظور بن مَرْثَد فظلَّ لَحْماً تَرِبَ الأَوْصالِ وَسْطَ القَتلى كالهَشِيم البالي ولا يجمع قَتِيل جمعَ السلامة لأَن مؤنثه لا تدخله الهاء وقَتَله قِتْلة سَوء بالكسر ورجل قَتِيل مَقْتول وامرأَة قَتِيل مَقْتولة فإِذا قلت قَتيلة بَني فلان قلت بالهاء وقيل إِن لم تذكر المرأَة قلت هذه قَتِيلة بني فلان وكذلك مررت بقَتِيلة لأَنك تسلك طريق الاسم وقال اللحياني قال الكسائي يجوز في هذا طرْح الهاء وفي الأَوّل إِدخال الهاء يعني أَن تقول هذه امرأَة قَتِيلة ونِسْوة قَتْلى وأَقْتَل الرجلَ عرَّضه للقَتْل وأَصْبَره عليه وقال مالك بن نُوَيْرة لامرأَته يوم قَتَله خالد بن الوليد أَقْتَلْتِني أَي عرَّضْتِني بحُسْن وجهك للقَتْل بوجوب الدفاع عنك والمُحاماة عليك وكانت جميلة فقَتَله خالد وتزوَّجها بعد مَقْتَله فأَنكر ذلك عبد الله بن عمر ومثله أَبَعْتُ الثَّوْب إِذا عَرَّضْته للبيع وفي الحديث أَشدُّ الناس عذاباً يوم القيامة من قتَل نبيّاً أَو قَتَله نبيٌّ أَراد من قَتَله وهو كافر كقَتْله أُبيَّ بن خَلَف يوم بدْر لا كمَن قَتَله تطهيراً له في الحَدِّ كماعِزٍ وفي الحديث لا يُقْتَل قُرَشيٌّ بعد اليوم صبْراً قال ابن الأَثير إِن كانت اللام مرفوعة على الخَبر فهو محمول على ما أَباح من قَتْل القُرَشيّين الأَربعة يوم الفَتْح وهم ابن خَطَل ومَنْ معه أَي أَنهم لا يعودون كفَّاراً يُغْزوْن ويُقْتَلون على الكفر كما قُتِل هؤلاء وهو كقوله الآخر لا تُغْزَى مكة بعد اليوم أَي لا تعودُ دار كفر تُغْزى عليه وإِن كانت اللام مجزومة فيكون نهياً عن قَتْلهم في غير حَدٍّ ولا قِصاص وفي حديث سَمُرة مَنْ قَتَل عَبْده قَتَلْناه ومن جَدَعَ عبده جَدَعْناه قال ابن الأَثير ذكر في رواية الحسن أَنه نَسِيَ هذا الحديث فكان يقول لا يُقْتَل حرٌّ بعبد قال ويحتمل أَن يكون الحسن لم يَنْسَ الحديث ولكنه كان يتأَوَّله على غير معنى الإِيجاب ويراه نوعاً من الزَّجْر ليَرْتَدِعوا ولا يُقْدِموا عليه كما قال في شارب الخمر إِنْ عاد في الرابعة أَو الخامسة فاقتُلوه ثم جيء به فيها فلم يَقْتله قال وتأَوَّله بعضهم أَنه جاء في عَبْد كان يملِكه مرَّة ثم زال مِلْكه عنه فصار كُفؤاً له بالحُرِّية قال ولم يقل بهذا الحديث أَحد إِلاَّ في رواية شاذة عن سفيان والمرويُّ عنه خلافه قال وقد ذهب جماعة إِلى القِصاص بين الحرِّ وعبد الغير وأَجمعوا على أَن القِصاص بينهم في الأَطراف ساقط فلما سقَط الجَدْع بالإِجماع سقط القِصاص لأَنهما ثَبَتا معاً فلما نُسِخا نُسِخا معاً فيكون حديث سَمُرة منسوخاً وكذلك حديث الخمر في الرابعة والخامسة قال وقد يرد الأَمر بالوَعيد رَدْعاً وزَجْراً وتحذيراً ولا يُراد به وقوع الفعل وكذلك حديث جابر في السارق أَنه قُطِع في الأُولى والثانية والثالثة إِلى أَن جيء به في الخامسة فقال اقتُلوه قال جابر فقَتَلْناه وفي إِسناده مَقال قال ولم يذهب أَحد من العلماء إِلى قَتْل السارق وإِن تكررت منه السَّرقة ومن أَمثالهم مَقْتَلُ الرجل بين فَكَّيْه أَي سبب قَتْله بين لَحْيَيْه وهو لِسانه وقوله في حديث زيد بن ثابت أَرسَل إِليَّ أَبو بكر مَقْتَلع أَهل اليمامة المَقْتَل مَفْعَل من القَتْل قال وهو ظرف زمان ههنا أَي عند قَتْلهم في الوَقْعة التي كانت باليمامة مع أَهل الرِّدَّة في زمن أَبي بكر رضي الله عنه وتَقاتَل القوم واقتَتَلوا وتقَتَّلوا وقَتَّلوا وقِتَّلوا قال سيبويه وقد أَدغم بعض العرب فأَسكن لمَّا كان الحرفان في كلمة واحدة ولم يكونا مُنفَصِلين وذلك قولهم يَقِتِّلون وقد قِتَّلوا وكسروا القاف لأَنهما ساكنان التقيا فشبِّهت بقولهم رُدِّ يا فَتى قال وقد قال آخرون قَتَّلوا أَلقَوْا حركة المتحرك على الساكن قال وجاز في قاف اقتَتَلوا الوَجْهان ولم يكن بمنزلة عَصَّ وقِرَّ يلزمه شيء واحد لأَنه لا يجوز في الكلام
( * قوله « لأنه لا يجوز في الكلام إلخ » هكذا في الأصل ) فيه الإِظهار والإِخْفاء والإِدغام فكما جاز فيه هذا في الكلام وتصرَّف دَخَله شيئَان يَعْرضان في التقاء الساكنين وتحذف أَلف الوَصْل حيث حرِّكت القاف كما حذفت الأَلف التي في رُدَّ حيث حركت الراء والأَلف التي في قلَّ لأَنهم حرفان في كلمة واحدة لحقها الإِدغام فحذفت الأَلف كما حذفت في رُبَّ لأَنه قد أُدْغِم كما أُدْغم قال وتصديق ذلك قراءة الحسن إِلا مَنْ خَطَّف الخَطْفة قال ومن قال يَقَتِّل قال مُقَتِّل ومن قال يَقِتِّل قال مُقِتِّل وأَهل مكة يقولون مُقُتِّل يُتْبِعون الضمة الضمة قال سيبويه وحدثني الخليل وهرون أَنَّ ناساً يقولون مُرُدِّفين يريدون مُرْتَدِفين أَتبَعُوا الضمةَ الضمة وقول منظور بن مرثد الأَسدي تَعَرَّضَتْ لي بمكان حِلِّ تَعَرُّضَ المُهْرةِ في الطِّوَلِّ تَعَرُّضاً لم تَأْلُ عن قَتْلَلِّي أَراد عن قَتْلي فلما أَدخل عليه لازماً مشدَّدة كما أَدخل نوناً مشدَّدة في قول دَهْلَب بن قريع جارية ليسَتْ من الوَخْشَنِّ أُحِبُّ منكِ مَوْضِع القُرْطنِّ وصار الإِعراب فيه فتَحَ اللامَ الأُولى كما تفتح في قولك مررت بتَمْرٍ وبتَمْرَةٍ وبرجُلٍ وبرَجُلَين قال ابن بري والمشهور في رجز منظور لم تَأْلُ عن قَتْلاً لي على الحِكاية أَي عن قولها قَتْلاً له أَي اقتُلوه ثم يُدغم التنوين في اللام فيصير في السَّمْع على ما رواه الجوهري قال وليس الأَمر على ما تأَوَّله وقاتَله مُقاتَلة وقِتالاً قال سيبويه وَفَّروا الحروف كما وَفَّروها في أَفْعَلْت إِفْعالاً قال والتَّقْتال القَتْل وهو بناء موضوع للتَّكثير كأَنك قلت في فَعَلْت فَعَّلْت وليس هو مصدر فَعَّلْت ولكن لما أَردت التَّكْثير بَنَيْت المصدر على هذا كما بنيت فَعَّلْت على فَعَلْت وقتَّلوا تقْتيلاً شدِّد للكثرة والمُقاتَلة القتال وقد قاتَله قِتالاً وقِيتالاً وهو من كلام العرب وكذلك المُقاتَل قال كعب بن مالك أُقاتِل حتى لا أَرى لي مُقاتَلاً وأَنجو إِذا عُمَّ الجَبانُ من الكَرْب وقال زيد الخيل أُقاتِل حتى لا أَرى لي مُقاتَلاً وأَنجُو إِذا لم يَنْجُ إِلا المُكَيّس والمُقاتِلة الذين يَلُون القِتال بكسر التاء وفي الصحاح القوم الذين يَصْلحون للقتال وقوله تعالى قاتَلهم الله أَنَّى يؤفَكُون أَي لَعَنَهم أَنَّى يُصْرَفون وليس هذا بمعنى القِتال الذي هو من المُقاتلة والمحاربة بين اثنين وقال الفراء في قوله تعالى قُتِل الإِنسان ما أَكْفَره معناه لُعِن الإِنسان وقاتَله الله لعَنه الله وقال أَبو عبيدة معنى قاتَلَ الله فلاناً قَتَله ويقال قاتَل الله فلاناً أَي عاداه وفي الحديث قاتَل الله اليهود أَي قَتَلَهُم الله وقيل لعَنهم الله وقيل عاداهم قال ابن الأَثير وقد تكرر في الحديث ولا يخرج عن أَحد هذه المعاني قال وقد يرد بمعنى التعجب من الشيء كقولهم تَرِبَتْ يداه قال وقد ترد ولا يراد بها وُقوعُ الأَمر وفي حديث عمر رضي الله عنه قاتَل الله سَمُرة وسَبِيلُ فاعَلَ أَن يكون بين اثنين في الغالب وقد يرد من الواحد كسافرْت وطارَقْت النعْل وفي حديث المارّ بين يدي المُصَلِّي قاتِلْه فإِنه شيطان أَي دافِعْه عن قِبْلَتِك وليس كل قِتال بمعنى القَتْل وفي حديث السَّقِيفة قَتَلَ الله سعداً فإِنه صاحب فتنة وشرٍّ أَي دفع الله شرَّه كأَنه إِشارة إِلى ما كان منه في حديث الإِفْك والله أَعلم وفي رواية أَن عمر قال يوم السَّقِيفة اقْتُلوا سعداً قَتَله الله أَي اجعلوه كمن قُتِل واحْسِبُوه في عِدادمَنْ مات وهلك ولا تَعْتَدُّوا بمَشْهَده ولا تُعَرِّجوا على قوله وفي حديث عمر أَيضاً مَنْ دَعا إِلى إِمارة فسِه أَو غيره من المسلمين فاقتلوه أَي اجعلوه كمن قُتِلَ ومات بأَن لا تَقْبَلوا له قولاً ولا تُقِيموا له دعوة وكذلك الحديث الآخر إِذا بُويِع لخَلِيفتين فاقتلوا الأَخير منهما أَي أَبْطِلوا دعوته واجعلوه كمَنْ قد مات وفي الحديث على المُقْتَتِلِين أَن يَنْحَجِزوا الأَوْلى فالأَوْلى وإِن كانت امرأَة قال ابن الأَثير قال الخطابي معناه أَن يَكُفُّوا عن القَتْل مثل أَن يُقْتَل رجل له وَرَثة فأَيهم عفا سقط القَوَدُ والأَوْلى هو الأَقرب والأَدنى من ورثة القتيل ومعنى المُقْتَتِلِين أَن يطلُب أَولياء القَتِيل القَوَد فيمتنع القَتَلة فينشأ بينهم القِتال من أَجله فهو جمع مُقْتَتِل اسم فاعل من اقْتَتَل ويحتمل أَن تكون الرواية بنصب التاءين على المفعول يقال اقْتُتِل فهو مُقْتَتَل غير أَن هذا إِنما يكثر استعماله فيمن قَتَله الحُبُّ قال ابن الأَثير وهذا حديث مشكل اختلف فيه أَقوال العلماء فقيل إِنه في المُقْتَتِلِين من أَهل القِبْلة على التأْويل فإِن البَصائر ربما أَدْرَكت بعضَهم فاحتاج إِلى الانصراف من مَقامه المذموم إِلى المحمود فإِذا لم يجد طريقاً يمرُّ فيه إِليه بقي في مكانه الأَول فعسى أَن يُقْتَل فيه فأُمِرُوا بما في هذا الحديث وقيل إِنه يدخل فيه أَيضاً المُقْتَتِلون من المسلمين في قِتالهم أَهل الحرب إِذ قد يجوز أَن يَطْرأَ عليهم مَنْ معه العذر الذي أُبِيح لهم الانصراف عن قِتاله إِلى فِئة المسلمين التي يَتَقَوَّون بها على عدوِّهم أَو يصيروا إِلى قوم من المسلمين يَقْوَون بهم على قِتال عدوِّهم فيقاتِلونهم معهم ويقال قُتِل الرجل فإِن كان قَتَله العِشْق أَو الجِنُّ قيل اقْتُتِل ابن سيده اقْتُتِل فلان قتله عشق النساء أَو قَتَله الجِنُّ وكذلك اقْتَتَلَتْه النساء لا يقال في هذين إِلا اقْتُتِل أَبو زيد اقْتُتِل جُنَّ واقْتَتَله الجِنُّ خُبِل واقْتُتِل الرجل إِذا عَشِق عِشْقاً مُبَرِّحاً قال ذو الرمة إِذا ما امْرُؤٌ حاوَلْن أَن يَقْتَتِلْنه بِلا إِحْنةٍ بين النُّفوس ولا ذَحْل هذا قول أَبي عبيد وقد قالوا قَتَله الجِنّ وزعموا أَن هذا البيت قَتَلْنا سَيِّد الخَزْرَ ج سعدَ بْنَ عُباده إِنما هو للجنّ والقِتْلة الحالة من ذلك كله وفي الحديث أَعَفُّ الناس قِتْلَةً أَهلُ الإِيمان القِتْلة بالكسر الحالة من القَتْل وبفتحها المرَّة منه وقد تكرر في الحديث ويفهَم المراد بهما من سياق اللفظ ومَقاتِل الإِنسان المواضع التي إِذا أُصيبت منه قَتَلَتْه واحدها مَقْتَل وحكى ابن الأَعرابي عن أَبي المجيب لا والذي أَتَّقِيه إِلا بمَقْتَلِه
( * قوله « والذي أتقيه إلا بمقتله » هكذا في الأصل ) أَي كل موضع مني مَقْتَل بأَيِّ شيءٍ شاء أَن ينزِل قَتْلي أَنزله وأَضاف المَقْتَل إِلى الله لأَن الإِنسان كله مِلْك لله عز وجل فمَقاتِله ملك له وقالوا في المَثل قَتَلَتْ أَرْضٌ جاهلَها وقَتَّلَ أَرضاً عالِمُها قال أَبو عبيدة من أَمثالهم في المعرفة وحمدِهم إِياها قولُهم قَتَّل أَرضاً عالمُها وقَتَلت أَرضٌ جاهلها قال قولهم قتَّل ذلك من قولهم فلان مُقَتَّل مُضَرَّس وقالوا قَتَله عِلْماً على المَثل أَيضاً وقَتَلْت الشيء خُبْراً قال تعالى وما قَتَلوه يَقِيناً بل رفعه الله إِليه أَي لم يُحيطوا به عِلْماً وقال الفراء الهاء ههنا للعلم كما تقول قَتَلْتُه علماً وقَتَلْتَه يقيناً للرأْي والحديث وأَما الهاء في قوله وما قَتَلوه وما صَلَبوه فهو ههنا لعيسى عليه الصلاة والسلام وقال الزجاج المعنى ما قَتَلوا علْمَهم يقيناً كما تقول أَنا أَقْتُل الشيء علماً تأْويله أَي أَعْلم علماً تامًّا ابن السكيت يقال هو قاتِل الشَّتَوات أَي يُطعِم فيها ويُدْفِيءُ الناس والعرب تقول للرجل الذي قد جرَّب الأُمور هو مُعاوِد السَّقْي سقى صَيِّباً وقَتَل غَليلَه سقاه فزال غَليلُه بالرِّيِّ مثل بما تقدم عن ابن الأَعرابي والقِتْل بالكسر العدوُّ قال واغْتِرابي عن عامِر بن لُؤَيٍّ في بلادٍ كثيرة الأَقْتال الأَقتال الأَعداء واحدهم قِتْل وهم الأَقْران قال ابن بري البيت لابن قيس الرُّقَيّات ولُؤَي بالهمز تصغير اللأْيِ وهو الثور الوحشيُّ والقَتالُ والكَتَالُ الكِدْنة والغِلْظ فإِذا قيل ناقة نَقِيَّة القَتال فإِنما يريد أَنها وإِن هُزِلت فإِن عملَها باقٍ قال ابن مقبل ذعرْت بِجَوْس نَهْبَلَةٍ قِذَافٍ من العِيدِيِّ باقِية القَتَال والقِتْل القِرْن في قِتال وغيره وهما قِتْلان أَي مِثْلان وحَِتْنان وقِتْل الرجل نظيرة وابنُ عمه وإِنه لقِتْل شرٍّ أَي عالم به والجمع من ذلك كله أَقْتال ورجل مُقَتَّل مجرِّب للأُمور أَبو عمرو المجرِّبُ والمُجَرَّس والمُقَتَّل كله الذي جرَّب الأُمور وعرفها وقَتَل الخمر قَتْلاً مزجها فأَزال بذلك حِدَّتها قال الأَخطل فقلتُ اقْتُلوها عنكُم بمِزاجِها وحُبَّ بها مَقْتولة حين تُقْتَل وقال حسان إِنَّ التي عاطَيْتَني فَرَدَدْتُها قُتِلَتْ قُتِلْتَ فهاتِها لم تُقْتَل قوله قُتِلْتَ دعاء عليه أَي قَتَلك الله لِمَ مزجتها وقول دكين أُسْقَى بَراوُوقِ الشَّباب الخاضِلِ أُسْقَى من المَقْتولَةِ القَواتِلِ أَي من الخُمور المَقْتولة بالمَزْج القَواتِل بحدَّتها وإِسكارها وتَقَتَّل الرجل للمرأَة خضَع ورجل مُقَتَّل أَي مُذَلَّل قَتَله العشق وقلْب مُقَتَّل قُتِل عشقاً وقيل مذلَّل بالحب وقال أَبو الهيثم في قوله بسَهْمَيْكِ في أَعْشارِ قَلْب مُقَتَّل
( * هذا البيت لامرئ القيس من معلقته وصدره وما ذَرَفَت عيناك إلا لتضربي )
قال المُقَتَّل العَوْد المُضَرَّس بذلك الفعل كالناقة المُقَتَّلة المُذَلَّلة لعمل من الأَعمال وقد رِيضت وذُلِّلَتْ وعُوِّدت قال ومن ذلك قيل للخمر مَقْتولة إِذا مُزِجت بالماء حتى ذهبت شدَّتها فصار رِياضة لها والمُقَتَّل المَكْدود بالعمل المُذَلَّلُ وجمل مُقَتَّل ذَلول قال زهير كأَنَّ عَيْنيَّ في غَرْبَيْ مُقَتَّلَةٍ من النواضِحِ تَسْقي جَنَّةً سُحُقَا واسْتَقْتَل أَي اسْتَمات التهذيب المُقَتَّل من الدواب الذي ذَلَّ ومَرَن على العمل وناقة مُقَتَّلة مذللة وتَقَتَّلَت المرأَةُ للرجل تزينت وتَقَتَّلت مشت مِشْية حسنة تقلَّبت فيها وتثنَّت وتكسَّرت يوصف به العشق وقال تَقَتّلْتِ لي حتى إِذا ما قَتَلْتِني تنسَّكْتِ ما هذا بفِعْل النَّواسِكِ قال أَبو عبيد يقال للمرأَة هي تَقَتَّل في مِشْيتها قال الأَزهري معناه تَدَلُّلها واخْتيالها واسْتَقْتَل في الأَمر جدَّ فيه وتقتَّل لحاجته تهيَّأ وجدَّ والقَتَال النَّفْس وقيل بقيَّتها قال ذو الرمة أَلم تَعْلَمِي يا مَيُّ أَني وبيننا مَهاوٍ يَدَعْنَ الجَلْسَ نَحْلاً قَتَالُها أُحَدِّثُ عنكِ النَّفْسَ حتى كأَنني أُناجِيكِ من قُرْبٍ فيَنْصاحُ بالُها ؟ ونَحْلاً جمع ناحِل تقول منه قَتْله كما تقول صَدرَه ورأَسَه وفَأَدَه والقَتَال الجسمُ واللحمُ وقيل القَتال بقيَّة الجسم وقال في موضع آخر العُجُوس مَشْيُ العَجَاساء وهي الناقة السمينة تتأَخَّر عن النُّوق لثِقَل قَتالها وقَتالُها شحمُها ولحمُها ودابة ذات قَتال مستوية الخَلْق وَثِيقة وبقي منه قَتَال إِذا بقي منه بعد الهُزال غِلَظ أَلواح وامرأَة قَتُول أَي قاتلة وقال مدرك بن حصين قَتُول بعَيْنَيْها رَمَتْكَ وإِنما سِهامُ الغَواني القاتِلاتُ عُيونُها والقَتُول وقَتْلَة اسمان وإِياها عنى الأَعشى بقوله شاقَتْك مَنْ قَتْلَة أَطْلالُها بالشَّطِّ فالوُِتْر إِلى حاجِرِ والقَتَّال الكِلابي من شُعَرائهم

( قثل ) القِثْوَلُّ العَيِيُّ الفَدْم المُسْتَرْخِي مثل العِثْوَلّ قال لا تَحْسَبَنِّي كفَتىً قِثْوَلِّ رَثٍّ كحَبْل الثَّلَّة المُبْتَلِّ قال ابن بري وأَنشد أَبو زيد أَيضاً وشَمَّرَ الضِّبْعانُ واشْمَعَلاَّ وكان شيخاً حَمِقاً قِثْوَلاً قال أَبو الهيثم قال أَبو ليلى الأَعرابيُّ لي ولصاحب لي كُنَّا نختلف إِليه أَنت بُلْبُل قُلْقُل وصاحبُك هذا عِثْوَلٌّ قِثْوَلٌّ قال والقُلْقُل والبُلْبُل الخفيف من الرجال والعِثْوَلُّ والقِثْوَلُّ الثقيل الفَدْم ورجل قِثْوَلُّ اللحية كثيرها وعِذْقٌ قِثْوَلٌّ كَثِيف ويقال أَعطيته قِثْوَلاًّ من اللحم أَي بِضْعة كبيرة بِعظامها والله أَعلم

( قثعل ) الجوهري في ترجمة قعثل المُقْثَعِلُّ من السهام الذي لم يُبْرَ بَرْياً جيِّداً قال لبيد فرَمَيْتُ القومَ رِشْقاً صائباً ليس بالعُصْلِ ولا بالمُقْثَعِلّْ

( قحل ) القاحِل اليابس من الجلود وسِقاءٌ قاحِل وشيخ قاحِل وشيخ قَحْل بالسكون وقد قَحَل بالفتح يَقْحَل قُحُولاً فهو قاحِل وفي حديث وَقْعة الجمل كيف نردُّ شَيْخَكم وقد قَحَل ؟ أَي مات وجف جلده قال ابن الأَثير أَخرجه الهروي في يومِ صِفِّين والخبر إِنما هو في يوم الجمل والشِّعرُ نحنُ بنو ضَبَّة أَصحاب الجملْ الموتُ أَحْلى عندنا من العَسَلْ رُدُّوا علينا شيخَنا ثم بَجَلْ فأُجيب كيف نردُّ شيخَكم وقد قَحَلْ ؟ ابن سيده قَحَل الشيءُ يَقْحَل قُحولاً وقُحِل قُحُولاً كلاهما يَبِس فهو قاحِل وقال الجوهري قَحِل بالكسر قَحْلاً مثله فهو قَحِلٌ وقَحِل جلده وتَقَحَّل وتَقَهَّل على البدل يَبِسَ من العبادة خاصة عن يعقوب وقال أَبو عبيد قَحِل الرجل وقَفَِل قُحُولاً وقُفُولاً إِذا يَبِس وقَبَّ قُبُوباً وقَفَّ قُفُوفاً وقال الراجز في صفة الذئب صبَّ عليها في الظلام الغَيْطَلِ كلَّ رَحِيب شِدْقُه مُسْتَقْبَلِ يَدُقُّ أَوساطَ العِظام القُحَّلِ لا يَدْخَرُ العامَ لعامٍ مُقْبِلِ ويقال تقحَّل الشيخ تقحُّلاً وتقهَّل تقهُّلاً إِذا يَبس جلده على عظمه من البُؤْس والكِبَر وقال ابن الأَعرابي لا أَقول قَحِل ولكن قَحَل وفي الحديث قَحَل الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أَي يَبِسوا من شدة القَحْط وقد قَحِل يَقْحل قَحَلاً إِذا التزق جلده بعظمه من الهزال والبِلَى وأَقْحَلْته أَنا ومنه حديث استسقاء عبدِ المطلب تتابعتْ على قريش سِنُو جدْب قد أَقْحَلَت الظِّلْف أَي أَهزلت الماشية وأَلصقت جلودَها بعِظامها وأَراد ذات الظِّلفِ ومنه حديث أُمِّ ليلى أَمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أَن لا نُقْحِل أَيديَنا من خِضاب وفي حديث لأَنْ يَعْصُبه أَحدُكم بقِدٍّ حتى يَقْحَل خيرٌ من أَن يسأَل الناس في نكاح يعني الذكر أَي حتى يَيْبَس والقُحَال داء يصيب الغنم فتجفّ جلودها فتموت ورجل قَحْل وامرأَة قَحْلة مُسِنَّان ورجل إِنْقَحْل وامرأَة إِنْقَحْلة بكسر الهمزة مُخْلَقان من الكِبَر والهَرَم أَنشد الأَصمعي لمَّا رأَتْني خَلَقاً انْقَحْلا وقد يقال الإِنْقَحْل في البعير قال ابن جني ينبغي أَن تكون الهمزة في إِنْقَحْل للإِلحاق بما اقْترن بها من النون من باب جِرْدَحْل ومثله ما روي عنهم من قولهم إِنْزَهْوٌ وامرأَة إِنْزَهْوَة إِذا كانا ذوَي زَهْوٍ ولم يَحْك سيبويه من هذا الوزن إِلاّ إِنْقَحْلاً وحده الجوهري المُتَقَحِّل الرجل اليابس الجِلْد السيّء الحال وأَقْحَلْت الشيء أَيْبَسْته

( قحفل ) قَحْلَف ما في الإِناءِ وقَحْفَلَه أَكَله أَجمع

( قذل ) القَذَال جِماع مُؤَخَّر الرأْس من الإِنسان والفرسِ فوق فَأْس القَفا والجمع أَقْذِلة وقُذُل ابن الأَعرابي والقَذال ما دون القَمَحْدُوَة إِلى قُِصاص الشعر الأَزهري القَمَحْدُوة ما أَشرف على القَفا من عظم الرأْس والهامة فوقها والقَذال دونها مما يلي المَقَذَّ والمَقْذولُ المَشْجوج في قَذاله ويقال القَذال مَعْقد العِذار من رأْس الفرس خلْف الناصية ويقال القَذالان ما اكتنف فَأْس القَفا من عن يمين وشمال وقَذال الفرس موضع ملتَقى العذار من فوق القَوْنَسِ قال زهير ومَلْجَمُنا ما إِنْ يُنال قَذالُه ولا قَدَماه الأَرض إِلا أَنامِلُه وقَذَلْت فلاناً أَقْذُله قَذْلاً إِذا تَبِعْته الفراء القَذَل والوَكَف والنَّطَف والوَحَرُ العيبُ يقال قَذَله يَقْذُله قَذْلاً إِذا عابه وقَذَله أَصاب قَذاله وهو مؤخَّر رأْسه والقاذِل الحجَّام لأَنه يَشْرِط ما تحت القَذال وجاء فلان يَقْذُل فلاناً أَي يَتْبعه والقَذْل المَيْل والجَوْر

( قذعل ) القِذَعْلُ مِثال سِبَحْل اللئيم الخسيس الهيِّن والمُقْذَعِلُّ الذي يتعرَّض للقوم ليدخل في أَمرهم وحديثهم ويتزحف إِليهم ويرمي الكلمة بعد الكلمة وهو كالمُقْذَعِرِّ والمُقْذَعِلُّ من كل شيء السريع وأَنشد إِذا كُفِيت أَكْتفي وإِلاَّ وجَدْتني أَرْمُلُ مُقْذَعِلاَّ واقْذَعَلَّ عسُر الأَزهري في الخماسي رجل قِنْذَعْل إِذا كان أَحمق وقيل هو بالدال وبالذال معاً

( قذعمل ) القُذَعْمِل والقُذَعْمِلة القصير الضخم من الإِبل مرخَّم بترك الياءين والقُذَعْمِلة الناقة القصيرة وما في السماء قُذَعْمِلة أَي شيء من السحاب وهو الشيء اليسير مما كان وما أَصبت منه قُذَعْمِيلاً أَي ما أَصبت منه شيئاً والقُذَعْمِلة المرأَة القصيرة الخسيسة وتصغيرها قُذَيْعِمٌ الأَزهري ما عنده قُذَعْمِلة ولا قِرْطَعْبة أَي ليس له شيء وشيخ قُذَعْمِيل كبير

( قرل ) القِرِلَّى طائر وفي الأَمثال أَحزم من قِرِلَّى وأَخطف من قِرِلَّى وأَحذر من قِرِلَّى قال ابن بري القِرِلَّى طائر صغير من طيور الماء يصيد السَمك وقيل إِن قِرِلَّى طير من بنات الماء صغير الجرم سريع الغَوْص حديد الاختطاف لا يُرَى إِلا مُرَفْرِفاً على وجه الماء على جانِبٍ يهوي بإِحدى عينيه إِلى قَعْر الماء طَمَعاً ويرفع الأُخرى في الهواء حَذَراً وأَنشد ابن بري يا مَنْ جَفاني ومَلاَّ نَسِيت أَهْلاً وسَهْلا ومات مَرْحَبُ لَمَّا رأَيتَ مالِيَ قَلاَّ إِنِّي أَظُنُّك تحكي بما فَعَلْتَ القِرِلَّى وروي في أَسْجاع ابنة الخُسّ كُنْ حَذِراً كالقِرِلَّى إِن رأَى خيراً تَدَلَّى وإِن رأَى شرًّا تَوَلَّى قال الأَزهري ما أَرى قِرِلَّى عربيّاً قال ابن بري ويروى كُنْ بَصيراً كالقِرِلَّى يقال إِنه إِذا أَبصر سمكة في قعْر البحر انقضَّ عليها كالسَّهْم وإِن رأَى في السماء جارحاً مَرَّ في الأَرض ويقال قِرِلَّى اسم رجل لا يتخلَّف عن طعام أَحد

( قرثل ) رجل قَرْثلٌ زَرِيٌّ قصير والأُنثى قَرْثَلة

( قرزل ) قَرْزَل الشيءَ جَمَعَه والقُرْزُلة كالقُنْزُعة فوق رأْس المرأَة يقال قَرْزَلَتِ المرأَة شعرَها إِذا جمعته وسط رأْسها والقَرْزلة جمعُك الشيءَ والقُرْزُل شيء تتخذه المرأَة فوق رأْسها كالقُنْزُعة والقُرْزُل الدابة الصُّلْبة والقُرْزُل القيد وقُرْزُل بالضم اسم فرس كان في الجاهلية قال ابن الأَعرابي هو فرس عامر بن الطُّفَيل وأَنشد وفَعَلْت فِعْلَ أَبيك فارسِ قُرْزُلٍ إِنَّ النَّدودَ هو ابن كلِّ نَدُودِ وقيل لهذا الفرس قُرْزُل كأَنه قَيْد للوَحْش يلحقها قال أَبو عبيدة وقُرْزُل الفرسُ المجتمع الخلْق اشديد الأَسْر وقال كان فرسَ الطُّفَيل أَبي عامر وأَنشد ابن بري في القُرْزُلِ الفرسِ قولَ أَوس والله لولا قُرْزُلٌ إِذ نجَا لكان مَثْوَى خدِّك الأَخْرَ ما وقال الجوهري قُرْزُل فرس كان لطفيل بن مالك والقُرْزُل اللئيم قال هُدْبة بن الخَشْرَم ولا قُرْزُلاً وسْط الرِّجال جُنادِفاً إِذا ما مَشَى أَو قال قوْلاً تَبَلْتَعا

( قرزحل ) قالت العامرية القِرْزَحْلة بالقاف من خرَز الصِّبيان تلبسها المرأَة فيرضى بها قَيِّمُها ولا يبتغي غيرها ولا يَلِيق معها أَحد وأَنشد ابن بري لا تنفعُ القِرْزَحْلةُ العَجائزا إِذا قطعْنا دونها المَفاوِزا والقِرْزَحْلة خشبة طولها ذراع أَو شبر نحو العصا وهي أَيضاً المرأَة القصيرة

( قرطل ) القِرْطَلَّة عِدْلُ حمار عن أَبي حنيفة قال في باب الكرْم ووصَف قرية بعِظَم العَناقيد العُنْقودُ منه يملأ قِرْطَلَّة والقِرْطَلَّة عِدْل حمار الليث القِرْطالة البَرْذَعة وكذلك القُِرْطاطُ والقِرْطِيطُ الجوهري القِرْطالة واحدة القِرْطالِ

( قرعبل ) القَرَعْبَلانَةُ دوَيْبَّة عريضة مُحْبَنْطِئة عظيمة البطن قال ابن سيده وهو مما فات الكِتاب من الأَبنية إِلا أَن ابن جني قد قال كأَنه قَرَعْبَل ولا اعتِداد بالأَلف والنون بعدها على أَن هذه اللفظة لم تسمع إِلا في كتاب العين قال الجوهري أَصل القَرَعْبَلانَة قَرَعْبَل فَزِيدت فيه ثلاثة حروف لأَن الاسم لا يكون على أَكثر من خمسة أَحرف وتصغيره قُرَيْعِبَة الأَزهري ما زاد على قَرَعْبَل فهو فضل ليس من حروفهم الأَصلية قال ولم يأْت اسم في كلام العرب زائداً على خمسة أَحرف إِلا بزيادات ليست من أَصلها أَو وصل بحكاية كقولهم فتَفْتَحه طَوْراً وطوراً تُجِيفُه فتسمَع في الحالين منه جَلَنْ بَلَقْ حكى صوت بابٍ ضَخْم في حالتي فتحِه وإِسْفاقِه وهما حكايتان مُتباينتان جَلَنْ على حدة وبَلَقْ على حدة إِلاَّ أَنهما التزقا في اللفظ فظنَّ غير المميز أَنهما كلمة واحدة ونحو ذلك قال الشاعر في حكاية أَصوات الدواب جَرَتِ الخَيْلُ فقالت حبَطَقْطقْ وإِنما ذلك أَرداف أُردفت بهذه الكلمة كقولهم عَصَبْصَب وأَصله من قولهم يوم عَصِيب

( قرقل ) القَرْقَل ضرْب من الثياب وقيل هو ثوب بغير كُمَّين أَبو تراب القَرْقَلُ قميص من قُمُصِ النساء بلا لِبْنة وجمعه قَراقِل وقال الأَزهري في الثلاثي عن الأُموي هو القَرْقَل باللام لقَرْقَل المرأَة قال ونساء أَهل العراق يقولون قَرْقَرٌ قال وهو خطأَ وكلام العرب القَرْقَل باللام قال وكذلك قال الفراء وغيره وقال الأُموي في موضع آخر القَرْقَلُ الذي تسميه الناس والعامة القَرْقَر

( قرمل ) القَرْمَلُ نبات وقيل شجر صغار ضِعاف لا شوك له واحدته قَرْمَلة قال اللحياني القَرْمَلة شجرة من الحَمْض ضعيفة لا ذُرى لها ولا سُتْرة ولا مَلْجأ قال وفي المثَل ذليلٌ عاذَ بقَرْمَلة وبعضهم يقول ذليلٌ عائذ بقَرْمَلة يقال هذا لمَن يستعين بمَن لا دفع له وبأَذَلَّ منه والعرب تقوله للرجل الذَّليل يَعُوذ بمن هو أَضعف منه قال جرير كأَنِ الفرزدقَ إِذْ يَعوذُ بخاله مثلُ الذليل يَعوذ تحت القَرْمَل يضرَب لمن استعان بضعيف لا نُصْرة له لأَن القَرْمَلة شجرة على ساق لا تُكِنُّ ولا تُظِلُّ والقَرْمَلة من دِقّ الشجر لا أَصل له قال أَبو النجم يَخْبِطْنَ مُلاَّحاً كَذاوي القَرْمَل وقال أَبو حنيفة القَرْمَلة شجرة ترتفع على سُوَيْقة قصيرة لا تستر ولها زَهْرة صغيرة شديدة الصفرة وطعمها طعم القُلاَّم والقِرْمِلة إِبل كلها ذو سَنامَيْن الجوهري القَرامِل الإِبل ذوات السنامين والقُرامِل البُخْتيُّ
( * قوله « والقرامل البختي إلخ » هكذا في الأصل ) أَو ولده والقِرْمِل الصغار من الإِبل الجوهري القِرْمِل بالكسر ولد البُخْتيِّ التهذيب والقِرْمِلِيَّة من الإِبل الصغار الكثيرة الأَوبار وهي إِبل التُّرْك وقال أَبو الدقيش أُمُّها البُخْتِيَّة وأَبوها الفالِجُ والفالِجُ الجمل الضخم يحمَل من السند للفِحْلة وفي حديث عليّ رضي الله عنه أَنّ قِرْمِلِيّاً تَرَدَّى في بئر وفي حديث مسروق تَرَدَّى قِرْمَل في بئر فلم يقدروا على نحره فسأَلوه فقال جُوفوه ثم اقطعوه أَعضاء أَي اطعَنوه في جَوْفه ابن الأَعرابي يقال رميت أَرْنَباً فَدَرْبَيْتُها وقَصْمَلْتُها وقَرْمَلْتُها إِذا صرعتَها وقَرْمَل مَلِك من اليمن وقُرْمُل اسم قَيْل من أَقْيال حِمْير وقَرْمَل اسم فرس عُرْوة بن الوَرْد قال كَلَيلة شَيْباء التي لستُ ناسِياً ولَيْلَتنا إِذْ مَنَّ ما مَنَّ قَرْمَلُ والقَرامِيل ما وصلت به الشعر من صوف أَو شعر التهذيب والقَرامِيل من الشعر والصوف ما وصلت به المرأَة شعرها الجوهري القَرامِل ما تشدُّه المرأَة في شعرها قال الراجز تَخالُ فيه القُنَّة القُنُونا أَو قَرْمَلِيّاً مانِعاً دَفُونا
( * قوله « تخال فيه إلخ » هكذا في الأصل هنا واعاده في مادة قنن ضمن ابيات من المشطور في صفة بحر )
وفي الحديث أَنه رخَّص في القَرامِل وهي ضفائر من شعر أَو صوف أَو إِبريسم تصِلُ به المرأَةُ شعرها وحكى ابن الأَثير القَرْمَل بالفتح نبات طويل الفروع ليِّن

( قرنفل ) القَرَنْفُل والقَرَنْفُول شجر هنديُّ ليس من نبات أَرض العرب وذكره امرؤ القيس في شعره فقال نَسِيم الصَّبا جاءت برَيَّا القَرَنْفُل
( * صدرُ هذا البيت إذا قامتا تَضَوَّعَ المِسْكُ منهما )
ومن العرب من يقول قَرَنْفُول ابن بري القَرَنْفُل هذا الطيب الرائحة وقد كثر في كلامهم وأَشعارهم قال وابأَبي ثَغْرك ذاك المَعْسولْ كأَنَّ في أَنْيابه القَرَنْفُولْ وقيل إِنما أَشبع الفاء للضرورة وأَنشد الأَزهري في القَرَنْفول أَيضاً خَوْذٌ أَناةٌ كالمَهاة عُطْبُول كأَنَّ في أَنْيابها القَرَنْفُول وطيبٌ مُقَرْفَل فيه قَرَنْفُل وحكى أَبو حنيفة مُقَرْنَف التهذيب في الرباعي القَرَنْفُل حمل شجرة هندية والله أَعلم

( قزل ) القَزَل بالتحريك أَسوأ العَرَج وأَشده وفي حديث مجالد بن مسعود فأَتاهم وكان فيه قَزَل فأَوْسَعُوا له هو أَسوأ العرَج وأَشده قَزِل بالكسر قَزَلاً وقَزَل يَقْزِل قَزْلاً وهو أَقْزَل وقيل الأَقْزَل الأَعرج الدقيق الساقَيْن لا يكون أَقْزَل حتى يجمع بين هاتَيْن الصِّفَتَيْن رواه ابن الأَعرابي ويقال ذلك للذئب واستعاره بعضهم للطائر فقال تَدَعُ الفِراخَ الزُّغْبَ في آثارِها مِنْ بين مَكْسور الجَناح وأَقْزَلا وقَزِل قَزَلاً وهو أَقْزَل تبختر وقَزَل يَقْزِل وهو أَقْزَل مَشى مِشْية المقطوع الرجل وقد قَزَل بالفتح قَزَلاناً إِذا مشى مِشْية العُرْجان والقَزَلان العَرَجان وقيل القَزَل دِقَّة الساق وذهابُ لحمها ولم يذكر العرَج مع ذلك والأَقْزَل ضرْب من الحيَّات

( قسطل ) القَسْطَل والقَسْطال والقُسْطُول والقَسْطَلان كله الغُبار الساطِع والقَصْطَل بالصاد أَيضاً زاد التهذيب وكَسْطَل وكَسْطَن وقَسْطان وكَسْطان قال الأَزهري جعل أَبو عمرو قَسْطان بفتح القاف فَعلاناً لا فَعْلالاً ولم يجز قَسْطالاً ولا كَسْطالاً لأَنه ليس في كلام العرب فَعْلال من غير المضاعف غير حرف واحد جاء نادراً وهو قولهم ناقة بها خَزْعالٌ قال ابن سيده هذا قول الفراء وقال الجوهري القَسْطال لغة فيه كأَنه ممدود منه مع قلة فَعْلال في غير المضاعف وأَنشد أَبو مالك لأَوس بن حَجَر يَرْثي رجلاً ولَنِعْم رِفْدُ القوم ينتظرونه ولنعم حَشْوُ الدِّرْع والسِّرْبال ولنعم مأْوى المُسْتَضيف إِذا دَعا والخيل خارجة من القَسْطال وقال آخر كأَنه قَسْطال ريح ذي رَهَجْ وفي خبر وقعة نَهاوَنْد لما التقى المسلمون والفُرْس غَشِيتهم قَسْطلانية أَي كثرة الغبار بزيادة الأَلف والنون للمبالغة والقَسْطَلانِيَّة قُطُف منسوبة إِلى بلد أَو عامل غيره القَسْطَلانيُّ قُطُف الواحدة قَسْطَلانِيَّة وأَنشد كأَنَّ عليها القَسْطَلانيَّ مُخْمَلاً إِذا ما التقَتْ شُقَّاتُهُ بالمَناكِب والقَسْطَلانِيَّة بَدْأَة الشَّفَق والقَسْطَلانيُّ قوسُ قُزَح الجوهري القَسْطَلانِيَّة قوس قُزَح وحمرة الشفق أَيضاً قال مالك بن الرَّيْب تَرى جَدَثاً قد جَرَّت الريحُ فوقه تُراباً كَلَوْن القَسْطَلانيِّ هابِيَا قال ابن بري والقُسْطالة والقُسْطالة قوسُ قُزَح وقال أَبو حنيفة القَسْطَلانيُّ خُيوط كخُيُوط خَيْط المُزْن
( * قوله « كخيوط خيط المزن » هكذا في الأصل هنا وتقدم في مادة قسط كخيوط قوس المزن ) تحِيط بالقمر وهي من علامة المطر قال ابن سيده وإِنما قال أَبو حنيفة خُيوط وإِن لم تكن خُيوطاً على التشبيه وكثيراً ما يأْتي بمثل هذا في كتابه المَوْسوم بالنَّبات

( قسطبل ) التهذيب في الخماسي في نوادر الأَعراب قُسْطَبِينَتُه وقُسْطَبِيلَتُه يعني الكُمُرَّة والله أَعلم

( قسمل ) القِسْمِل ولد الأَسد وقِسْمِل بطن من الأَزد وقِسْمِيل أَبو بطن والقَسامِلة والقَسامِيل الأَحياء من العرب التهذيب القَساملة حَيٌّ والنسبة إِليهم قِسْمليّ وقَسْمَلَةُ الأَزديُّ اسمه معاوية بن عمرو بن مالك أَخي هُناءَةَ ونِوَاء وفَراهِيم
( * قوله « ونواء وفراهيم » هكذا في الأصل ) وجَذِيمَة الأَبْرَش والله أَعلم

( قصل ) القَصْل القَطْع وقيل القَصْل قطع الشيء من وسطه أَو أَسفل من ذلك قَطْعاً وَحِيّاً قَصَل الشيء يَقْصِله قَصْلاً واقْتَصَله قطعة وسيف قاصِلٌ ومِقْصَل وقَصَّال قَطَّاع وأَنشد مع اقْتِصالِ القَصَرِ العَرادِمِ ومنه سمي القَصِيل ولسان مِقْصَل ماضٍ وجمل مِقْصَل يَحْطِم كل شيء بأَنيابه والقَصِيلُ ما اقتُصِل من الزرع أَخْضَرَ والجمع قُصلان والقَصْلة الطائفة المُقْتَصَلة منه وقَصَل الدابةَ يَقْصِلُها قَصْلاً وقَصَل عليها علفها القَصِيل والقُصالة من البُرِّ ما عُزِل منه إِذا نُقِّي وقَصَلَها داسَها وقال اللحياني قُصالة الطعام ما يخرج منه فيرمى به ثم يُداس الثانية وذلك إِذا كان أَجَلَّ من التراب والدِّقاق قليلاً والقَصَل ما يخرج من الطعام فيرمى به والقَصْل لغة عن اللحياني غيره والقَصَل في الطعام مثل الزُّؤانِ وقال يَحْمِلْنَ حَمْراءَ رَسوباً بالنَّقَلْ قد غُرْبِلَتْ وكُرْبِلَتْ من القَصَلْ وقال الفراء في الطعام قَصَل وزُؤان وغَفًى منقوص وكل هذا مما يخرج منه فيرمى به والقَصْلة والقِصْلة الجماعة من الإِبل نحو الصِّرْمة وقيل هي من العشرة إِلى الأَربعين فإِذا بلغت السنين فهي الكدحة
( * قوله « فهي الكدحة » هكذا في الأصل وعبارته في مادة صدع فاذا بلغت ستين فهي الصدعة أي بالكسر )
والقِصْل بالكسر الفَسْل الضعيف الأَحمق وقيل هو الذي لا يَتَمالك حُمْقاً والأُنثى قِصْلة وأَنشد لمالك بن مرداس ليس بِقِصْلٍ حَلِسٍ حِلْسَمِّ عند البيوت راشِنٍ مِقَمِّ وإِنما سمي القَصِيل الذي تعلف به الدواب قَصِيلاً لسرعة اقْتِصاله من رَخَاصَتِه قال أَبو الطيب القِصْل في الناس والقَصَل في الطعام وقَصَل عنُقَه ضرَبها عن اللحياني وقَصَل اسم رجل وفي حديث الشعبي أُغْمِي على رجل من جهينة فلما أَفاق قال ما فعل القُصَل هو بضم القاف وفتح الصاد اسم رجل

( قصعل ) القُصْعُل مثل الفُرْزُل اللئيم وأَنشد ابن بري قامة القُصْعُلِ الضعيفِ وكَفٌّ خِنْصَراها كُذَيْنِقا قَصَّار
( * ورد هذا البيت في مادة كذلق وفيه الضئيل بدل الضعيف )
والقُصْعُل ولد العقرب والفاء لغة وقيل القِصْعل بكسر القاف ولد العقرب والذئب واقْصَعَلَّت الشمس تكبَّدت السماءَ

( قصفل ) في نوادر الأَعراب قَصْفَل الطعامَ وقَصْمَله وقَصْبَله إِذا أَكله أَجمع

( قصمل ) قَصْمَل الشيءَ قطعه وكسره وقَصْمَل عنقَه دَقَّه عن اللحياني قال الأَزهري القَصْمَلة مأْخوذة من القَصْل وهو القطع والميم زائدة والقَصْمَلة شدة العَضِّ والأَكل يقال أَلقاه في فيه فالتقمه القَصْمَلى مقصوراً وأَنشد في وصف الدهر والدهر أَخْنَى يقْتُل المقاتِلا جارحَة أَنيابُه قَصَاملا والمُقَصْمِل الشديد العصا من الرعاء قال أَبو النجم ليس بمُلْتَاثٍ ولا عَمَيْثَلِ وليس بالفَيَّادَةِ المُقَصْمِلِ لأَن الراعي إِنما يوصف بلين العصا وفي نوادر الأَعراب قَصْفَل الطعامَ وقَصْمَله وقَصْبَله إِذا أَكله أَجمع ابن الأَعرابي رميت أَرْنَباً فَدَرْبَيْتها وقَصْمَلْتها وقَرْمَلْتُها إِذا صَرَعْتها وزَحْزَحْته مثلُه ورميته بحجر فَتَدَرْبأَ والقَصْمَلة دُوَيْبَّة تقَع في الأَسنان والأَضراس فلا تلبث أَن تُقَصْمِلها فتَهْتِك الفَمَ والقَصْمَلة من الماء ونحوه مثل الصُّبَابة والقُصَمِل على مثال عُلَبِط من الرجال الشديد وقَصْمَل الرجلُ إِذا قارب الخُطَى في مشيه والقِصْمِل من أَسماء الأَسد

( قطل ) القَطْل القطع قَطَله يَقْطِله ويَقْطُله قَطَعَه الأَخيرة عن أَبي حنيفة قَطْلاً فهو مَقْطُول وقَطِيل وكان أَبو ذؤيب الهذلي يلقَّب القَطِيل لأَنه القائل يصف قَبْراً إِذا ما زارَ مُجْنَأَةً عليها ثِقالُ الصخر والخشب القَطِيل أَراد بالقَطِيل المَقْطول وهو المقطوع وبهذا البيت سمي القَطِيل قال ابن سيده هذا قول ابن دريد وإِنما هو في رواية السكري لساعدة وقَطَّله كَقَطله عن أَبي حنيفة وقال اللحياني قَطَل عنقه وقَصَلها أَي ضرب عنقه ونخلة قَطِيل قُطِعت من أَصلها فسقطت وجذع قَطِيل وقُطُل بالضم مقطوع وقد تقَطَّل الأَصمعي القُطُل المقطوع من الشجر قال المتنخل الهذلي يصف قتيلاً مُجَدَّلاً يَتَكَسَّى جلْدُه دَمَه كما تقطَّر جِذْعُ الدُّومة القُطُل ويروى يَتسَقَّى والمِقْطَلة حديدة يقطع بها والجمع مَقاطِل وقَطَّله أَلقاه على جنبين كقَطَّره وقيل صرعه ولم يُحَدَّ أَعَلى جنْب واحد أَم على جنين ابن الأَعرابي القَطَل الطُّول والقَطَل القِصَر والقَطَل اللِّين والقَطَل الخَشْنُ والقَطِيلة قطعة كِساء أَو ثوب ينشَّف بها الماء والقاطول موضع على دِجْلة

( قطربل ) قُطْرُبُّلٌ بالضم والتشديد والباء موضع بالعراق

( قعل ) القُعال ما تَناثر عن نَوْرِ العنب وفاغِية الحِنَّاء وشبهِه من كِمامه واحدته قُعالة وأَقعَل النَّوْرُ انشقت عنه قُعالته والاقتِعالُ تَنْحِية القُعال واقتَعَله الرجل إِذا اسْتَنْفَضَه في يده عن شجره والقَعْل عود يسمَّى المِشْحَط يجعل تحت سُرُوغ القُطوف لئلا تتَعَفَّر وخصص الجوهري فقال القُعال نَوْرُ العنب أَقعَل الكرمُ انشقَّ قُعاله وتَناثر والقاعِلة الجبل الطويل والقَواعِل رؤوس الجبال قال امرؤ القيس عُقاب تَنُوفَى لا عُقابُ القَواعِل
( * صدر هذا البيت كأنّ دِثاراً حلَّقَت بلَبُونِه )
وقيل القَواعِل الجبال الصغار الجوهري القاعِلة واحدة القَواعِل وهي الطِّوال من الجبال قال ابن بري قال أَبو عمرو واحدة القَواعِل قَوْعَلة وشعر الأَفوَه دليل على أَنه قاعِلة قال والدهرُ لا يَبْقى عليه لِقْوَةٌ في رأْس قاعِلة نَمَتْها أَرْبَعُ قوله نَمَتْها أَربع أَي أَربع لِقْوات وعُقاب قَيْعَلة تأْوِي إِلى القَواعِل أَو تَعلوها أَنشد ثعلب لخالد بن قيس بن منقذ لَيْتك إِذ رُهِنْت آلَ مَوْأَلَهْ حَزُّوا بنَصْل السيف عند السَّبَلَهْ وحَلَّقَت بك العُقاب القَيْعَلهْ وقيل عُقاب قَيْعَلةٍ وقَوْعَلةٍ بالإِضافة أَي عُقاب موضع يسمى بهذا والقَيْعَلة المرأَة الجافية العظيمة والمُقْتَعَلُ السهم الذي لم يُبْرَ بَرْياً جيداً قال لبيد فَرمَيْت القوم رِشْقاً صائباً ليس بالعُصْل ولا بالمُقْتَعَلْ والاقعِيلالُ الانتصاب في الركوب وصخرةٌ مُقْعالَّة منتصِبة لا أَصل لها في الأَرض والقَعْلُ الرجل القصير المَشْؤُوم والقَعْوَلة في المشي إِقبال القدَم كلها على الأُخرى وقيل هو تباعد ما بين الكعبين وإِقبال كل واحدة من القدَمين بجماعتها على الأُخرى وقيل هي مشيٌ ضعيف وقد قَعْوَل في مشيه قَعْوَلة وقيل القَعْوَلة أَن يمشي كأَنه يَغْرِف التراب بقدميه يقال قَعْوَل إِذا مَشَى مِشْية قبيحة كأَنه يَغْرف التراب بقدميه وقَعْوَل إِذا مشى مِشْية مَنْ يَحْثي الترابَ بإِحدى قدميه على الأُخرى لقَبَلٍ فيهما وقال صخر بن عمير فإِنْ تَريني في المَشِيب والعَلَهْ فَصِرْت أَمشِي القَعْوَلى والفَنْجَلَهْ وتارةً أَنْبُثُ نَبْثاً نَقْثَلَهْ والفَنْجلة مثل القَعْوَلة يقال مَرَّ يُقَعْوِل ويُفَنْجِل والنَّقْثَلة أَن يُثِير الترابَ إِذا مشى

( قعبل ) القَعْبَلُ والقُعْبُول نبْت يُنابِت الكَمْأَة في الربيع يُجْنى فيُشْوى ويطبخ ويؤكل والقَعْبَل والقِعْبِل ضرْب من الكمْأَة ينبُت مستطيلاً دقيقاً كأَنه عود وإِذا يبس صار له رأْس أَسود مثل الدُّجُنَّة السوداء يقال له فَسَوات الضِّباع وقال أَبو حنيفة هو ضرْب من الكمْأَة ينبُت مستطيلاً فإِذا يبس تَطاير الأَزهري القَعْبَل الفُطْر وهو العَسْقَل والقُعْبُول القَعْبُ وقَعْبَل اسمٌ

( قعثل ) تَقَعْثَل في مشيه وتقَلْعَثَ كلاهما إِذا مَرَّ كأَنه يَتَقلَّع من وَحَل وهي القَلْعَثة الجوهري عن الأَصمعي القَعْثَلة مشية مثل القَعْوَلة

( قعطل ) ضَرَبه فقَعْطَله أَي صرعه وقَعْطَل على غريمه إِذا ضيَّق عليه في التَّقاضي وقَعْطَله قَعْطَلة إِذا صرعه والقَعْطَل السريع وقد سَمَّوْا قَعْطَلاً

( قعمل ) الأَزهري القَعْمَلة الطَّرْجَهارة قال وهي القَمْعَلة

( قفل ) القُفُول الرُّجوع من السفر وقيل القُفُول رجوع الجُنْد بعد الغَزْوِ قَفَل القوم يَقْفُلون بالضم قُفولاً وقَفْلاً ورجل قافِل من قوم قُفَّال والقَفَل اسم للجمع التهذيب وهُمُ القَفَل بمنزلة القَعَد اسم يلزمهم والقَفَل أَيضاً القُفول تقول جاءهم القَفَل والقُفول واشتقَّ اسمُ القافِلة من ذلك لأَنهم يَقْفُلون وقد جاء القَفَل بمعنى القُفُول قال الراجز عِلْباء أَبْشِرْ بأَبيكَ والقَفَلْ أَتاكَ إِنْ لم يَنْقَطِعْ باقي الأَجَلْ هَوَلْوَل إِذا وَنى القومُ نَزَلْ قال أَبو منصور سميت القافِلة قافِلة تَفاؤلاً بقُفُولها عن سَفرها الذي ابتدأَته قال وظن ابنُ قتيبة أَن عوامَّ الناس يغلَطون في تسميتهم الناهِضين في سفر أَنشؤوه قافِلة وأَنها لا تسمَّى قافِلة إِلا منصرِفة إِلى وَطنِها وهذا غلَط ما زالت العرب تسمي الناهضين في ابتداء الأَسفار قافِلة تفاؤلاً بأَن يُيَسِّر الله لها القُفول وهو شائع في كلام فُصحائهم إِلى اليوم والقافِلة الرُّفْقة الراجعة من السفر ابن سيده القافِلة القُفَّال إِمَّا أَن يكونوا أَرادو القافِل أَي الفَريق القافِل فأَدخلوا الهاء للمبالغة وإِما أَن يريدوا الرُّفْقة القافِلة فحذفوا الموصوف وغلبت الصفة على الاسم وهو أَجود وقد أَقفَلَهم هو وقَفَلَهم وأَقفَلْتُ الجُنْدَ من مَبْعَثهم وفي حديث جبير بن مُطْعِم بَيْنا هو يَسِير مع النبي صلى الله عليه وسلم مَقْفَلَه من حُنَينٍ أَي عند رُجوعه منها والمَقْفَل مصدر قَفَل يَقْفُل إِذا عاد من سفره قال وقد يقال للسَّفْر قُفُول في الذهاب والمجيء وأَكثر ما يستعمل في الرُّجوع وتكرر في الحديث وجاء في بعض رواياته أَقْفَل الجيشُ وقَلَّما أَقْفَلْنا والمعروف قَفَل وقَفَلْنا وأَقفلَنا غيرُنا وأُقْفِلْنا على ما لم يسم فاعله وفي حديث ابن عمر قَفْلَةٌ كغَزْوة القَفْلة المرَّة من القُفول أَي أَنَّ أَجْرَ المُجاهد في انصرافه إِلى أَهله بعد غزوه كأَجْرِه في إِقباله إِلى الجهاد لأَن في قفوله إِراحةً للنفس واستعداداً بالقوَّة للعَوْد وحفظاً لأَهله برجوعه إِليهم وقيل أَراد بذلك التعقيب وهو رجوعه ثانياً في الوجه الذي جاء منه منصرِفاً وإِن لم يلق عدوّاً ولم يشهد قتالاً وقد يفعل ذلك الجيش إِذا انصرفوا من مَغْزاهم لأَحد أَمرين أَحدهما أَن العدوّ إِذا رآهم قد انصرفوا عنه أَمنوهم وخرجوا من أَمكنتهم فإِذا قَفَل الجيشُ إِلى دار العدوّ نالوا الفُرْصة منهم فأَغاروا عليهم والآخر أَنهم إِذا انصرفوا ظاهرين لم يأْمنوا أَن يَقْفُوَ العدوُّ أَثرهم فيُوقِعُوا بهم وهم غارُّون فربما استظهر الجيشُ أَو بعضهُم بالرجوع على أَدْراجهم فإِن كان من العدوّ طلَب كانوا مستعدِّين للقائهم وإِلا فقد سلموا وأَحرزوا ما معهم من الغنيمة وقيل يحتمل أَن يكون سُئل عن قوم قَفَلوا لخوفهم أَن يَدْهَمَهم من عدوّهم مَن هو أَكثر عدداً منهم فقَفّلوا ليَستَضيفوا لهم عدداً آخر من أَصحابهم ثم يَكُرُّوا على عدوّهم والقُفول اليُبوس وقد قَفَل يَقْفِل بالكسر قال لبيد حتى إِذا يَئِسَ الرُّماة وأَرْسَلُوا غُضْفاً دَواجنَ قافِلاً أَعْصامُها والأَعْصام القَلائد واحدتها عِصْمة ثم جمعت على عِصَم ثم جمع عِصَم على أَعْصام مثل شِيعة وشِيَع وأَشْياع وقَفَل الجلد يَقْفُل قُفُولاً وقَفِل فهو قافِل وقفِيل يَبِس وشيخٌ قافِل يابس ورجل قافِل يابس الجلد وقيل هو اليابس اليد وأَقْفَله الصومُ إِذا أَيبسه وأَقْفَلْتُ الجلد إِذا أَيبسته والقَفْل بالفتح ما يَبِس من الشجر قال أَبو ذؤيب ومُفْرِهة عَنْسٍ قَدَرْتُ لِساقِها فَخَرَّت كما تَتَّايَعُ الريحُ بالقَفْل واحدتها قَفْلة وقَفَلة الأَخيرة بالفتح عن ابن الأَعرابي حكاه بفتح الفاء وأَسكنها سائر أَهل اللغة ومنه قول مُعَقِّر بن حِمَار
( * قوله « ومنه قول معقر بن حمار » هذا هو الصواب في اسمه وقد تقدم في مادة عقر أنه ابن حباب خطأ ) لابنته بعدما كُفَّ بصرُه وقد سمع صوت راعدة أَي بُنَيَّةُ وائِلي بي إِلى جانب قَفْلة فإِنها لا تنبُت إِلا بمَنْجاة من السَّيْل فإِن كان ذلك صحيحاً فقَفْل اسم الجمع والقَفِيل كالقَفْل وقد قَفَل يَقْفِل وقَفِلَ والقَفِيل أَيضاً نبت والقَفِيل السَّوْط قال ابن سيده أَراه لأَنه يصنع من الجلد اليابس قال أَبو محمد الفقعسي لمَّا أَتاك يابِساً قِرْشَبَّا قمت إِليه بالقَفِيل ضَرْبا ضَرْب بَعِير السوء إِذْ أَحَبَّا أَحَبّ هنا برَك وقيل حَرَن وخيل قَوافِل أَي ضَوامر وأَنشد ابن بري لامرئ القيس نحن جَلَبْنا القُرَّح القَوافِلا وقال خفاف بن ندبة سَلِيل نَجِيبةٍ لنَجِيب صِدْق تَصَنْدَلَ قافِلاً والمُخُّ رَارُ ويقال للفرس إِذا ضَمَر قَفَل يَقْفِل قُفُولاً وهو القافِل والشازِب والشاسِبُ وأَنشد ابن بري في ترجمة خشب قافِل جُرْشع تَراه كتَيْس ال رمْلِ لا مُقْرِف ولا مَخْشُوب قافل ضامر ابن شميل قَفَل القومُ الطعام وهم يَقْفِلون ومَكَرَ القومُ
( * قوله « ومكر القوم إلخ » هكذا في الأصل مضبوطاً ولم يذكره في مادة مكر والذي في القاموس فيها والتمكير احتكار الحبوب في البيوت ) إِذا احْتَكَرُوا يَمْكُرُون رواه المصاحفي عنه وفي نوادر الأَعراب أَقْفَلْت القومَ في الطريق قال وقَفَلْتهم بعيني قَفْلاً أَتْبعتهم بَصَري وكذلك قَذَذْتهم وقالوا في موضع أَقْفَلْتهم على كذا أَي جمعتهم والقُفْل والقُفُلُّ ما يُغلَق به الباب مما ليس بكثيف ونحوه والجمع أَقْفال وأَقْفُل وقرأَ بعضهم أَم على قلوب أَقْفُلُها حكى ذلك ابن سيده عن ابن جني وقُفُول عن الهجري قال وأَنشدت أُم القرمد تَرَى عَيْنُه ما في الكتاب وقلبُه عن الدِّين أَعْمَى واثِق بقُفُول وفِعْلُه الإِقْفال وقد أَقْفَل الباب وأَقْفَل عليه فانْقَفَل واقْتَفَل والنون أَعلى والباب مُقْفَل ولا يقال مَقْفول الجوهري أَقْفَلْت الباب وقَفَّل الأَبواب مثل أَغْلَق وغَلَّق وفي حديث عمر أَنه قال أَربع مُقْفَلات النذرُ والطلاق والعِتاق والنكاحُ أَي لا مَخْرج منهنّ لقائلهنّ كأَن عليهنّ أَقْفالاً فمتى جرى بهنّ اللسان وجب بهنّ الحُكْم ويقال للبخيل هو مُقْفَل اليدين ورجل مُقْفَل اليدين ومُقْتَفِل لئيم كلاهما على المثل والمُقْتَفِل من الناس الذي لا يُخرِج من يديه خيراً وامرأَة مُقْتَفِلة وقَفَل الفَحْل يَقْفِل قُفولاً اهتاج للضِّراب والقَفْلة إِعطاؤك إِنساناً شيئاً بمرّة يقال أَعطاه أَلفاً قَفْلة ابن دريد ودرهم قَفْلة أَي وازِنٌ والهاء أَصلية قال الأَزهري هذا من كلام أَهل اليمن قال ولا أَدري ما أَراد بقوله الهاء أَصلية ورجل قُفَلة حافظ لكل ما يسمع والقُفْل شجر بالحجاز يضخُم ويتخذ النساء من ورَقه غُمْراً يجيء أَحمر واحدته قُفْلة وحكاه كراع بالفتح ووصفها الأَزهري فقال تنبت في نُجُود لأَرض وتَيْبَس في أَوَّل الهَيْج وقال أَبو عبيد القَفْل ما يَبِس من الشجر وأَنشد قول أَبي ذؤيب فَخَرَّت كما تَتَّايَعُ الريحُ بالقَفْل قال أَبو منصور القَفْل جمع قَفْلة وهي شجرة بعينها تَهِيج في وَغْرة الصيف فإِذا هبَّت البوارِح بها قلعتْها وطيَّرتها في الجوِّ والمِقْفَل من النخل التي يَتَحاتُّ ما عليها من الحمل حكاه أَبو حنيفة عن ابن الأَعرابي والقِيفال عِرْق في اليَدِ يُفْصَد وهو معرَّب وقَفِيل والقُفَال موضعان قال لبيد أَلَمْ تُلْمِم على الدِّمَنِ الخَوالي لِسَلْمى بالمَذانِب فالقُفالِ ؟

( قفثل ) القَفْثَلة جَرْفُ الشيء بسُرْعة

( قفخل ) القُفاخِليَّة النَّبِيلة العظيمة النَّفِيسة من النساء حكاها ابن جني

( قفشل ) القَفْشَلِيلة المِغْرَفة فارسيٌّ معرب وحكي عن الأَحمر أَنها أَعجمية أَصلها كِبْجَلار
( * قوله « اصلها كبجلار » هكذا في الأصل مضبوطاً وفي القاموس القفشليل المغرفة معرب كفجه لير وضبط فيه بفتح الكاف والجيم وسكون الفاء والهاء وكسر اللام ) مثل به سيبويه صفة ولم يفسره أَحد على ذلك قال السيرافي ليُطْلَب فإِني لا أَعرفه

( قفطل ) قَفْطَل الشيءَ من يَدَيَّ اختطَفه

( قفعل ) الاقْفِعْلالُ تَشَنُّجُ الأَصابع والكف من بَرْد أَو داء والجلد قد يَتَقَفْعَل فيَنْزَوِي كالأُذن المُقْفَعِلَّة وفي لغة أُخرى اقْلَعَفَّ اقْلِعْفافاً وذلك كالجَذْب والجَبْذ وفي حديث المِيلاد يدٌ مُقْفَعِلَّة أَي متقبِّضة يقال اقْفَعَلَّت يدُه إِذا تَقَبَّضت وتشنَّجَت وقيل المُقْفَعِلُّ المُتَشَنِّجُ من بَرْد أَو كِبَر فلم يخصَّ به الأَنامِل وقيل المُقْفَعِلُّ اليابس اليَدِ اقْفَعَلَّت يدُه وأَنامله اقْفِعْلالاً تقبَّضت وتشنَّجَت وفي الأَزهري المُقْفَعِلُّ اليابس وأَنشد شمر أَصْبَحْت بعد اللِّين مُقْفَعِلاَّ وبعد طِيب جَسَدٍ مُصِلاَّ ققل القَوْقَل الذكَر من القَطا والحَجَل والقَواقِلُ من الخَزْرَج
( * قوله « والقواقل من الخزرج إلخ » عبارة القاموس والقوقل اسم أبي بطن من الانصار لأنه كان إذا اتاه انسان يستجير به او بيثرب قال له قوقل في هذا الجبل وقد أمنت أي ارتق وهم القواقلة )
وكان يقال في الجاهلية للرجل إِذا استجار بيَثْرِب قَوْقِل ثم قد أَمِنْت والقاقُلَّى نَبْت

( ققل ) القَوْقَل الذكَر من القَطا والحَجَل والقَواقِلُ من الخَزْرَج
( * قوله « والقواقل من الخزرج إلخ » عبارة القاموس والقوقل اسم أبي بطن من الانصار لأنه كان إذا اتاه انسان يستجير به او بيثرب قال له قوقل في هذا الجبل وقد أمنت أي ارتق وهم القواقلة )
وكان يقال في الجاهلية للرجل إِذا استجار بيَثْرِب قَوْقِل ثم قد أَمِنْت والقاقُلَّى نَبْت

( قلل ) القِلَّةُ خِلاف الكثرة والقُلُّ خلاف الكُثْر وقد قَلَّ يَقِلُّ قِلَّة وقُلاًّ فهو قَليل وقُلال وقَلال بالفتح عن ابن جني وقَلَّله وأقَلَّه جعله قليلاً وقيل قَلَّله جعله قَليلاً وأَقَلَّ أَتى بقَلِيل وأَقَلَّ منه كقَلَّله عن ابن جني وقَلَّله في عينه أَي أَراه قَليلاً وأَقَلَّ الشيء صادَفه قَليلاً واستقلَّه رآه قَليلاً يقال تَقَلَّل الشيءَ واستقلَّه وتَقالَّه إِذا رآه قَليلاً وفي حديث أَنس أَن نَفَراً سأَلوه عن عِبادة النبي صلى الله عليه وسلم فلما أُخُبِروا كأَنهم تَقالُّوها أَي استقلُّوها وهو تَفاعُل من القِلَّة وفي الحديث أَنه كان يُقِلُّ اللَّغْوَ أَي لا يَلْغُو أَصلاً قال ابن الأَثير وهذا اللفظ يستعمَل في نفي أَصل الشيء كقوله تعالى فَقَلِيلاً ما يؤمنون قال ويجوز أَن يريد باللَّغْو الهزْلَ والدُّعاية وأَن ذلك كان منه قَليلاً والقُلُّ القِلَّة مثل الذُّلِّ والذِّلَّة يقال الحمدلله على القُلّ والكُثْر والقِلِّ والكِثْرِ وما له قُلٌّ ولا كُثْرٌ وفي حديث ابن مسعود الرِّبا وإِن كَثُر فهو إِلى قُلٍّ معناه إِلى قِلَّة أَي أَنه وإِن كان زيادة في المال عاجلاً فإِنه يَؤُول إِلى النقص كقوله يمحَق الله الرِّبا ويُرْبي الصَّدَقات قاله أَبو عبيد وأَنشد قول لبيد كلُّ بَني حُرَّةٍ مَصِيرُهُمْ قُلٌّ وإِن أَكثرتْ من العَدَدْ وأَنشد الأَصمعي لخالد بن عَلْقمَة الدَّارمي ويْلُ آمّ لَذَّات الشباب مَعِيشه مع الكُثْرِ يُعْطاه الفَتى المُتْلِف النَّدي قد يَقْصُر القُلُّ الفَتى دُونَ هَمِّه وقد كان لولا القُلُّ طَلاَّعَ أَنْجُدِ وأَنشد ابن بري لآخر فأَرْضَوْهُ إِنْ أَعْطَوْه مِنِّي ظُلامَةً وما كُنْتُ قُلاًّ قبلَ ذلك أَزْيَبا وقولهم لم يترُك قَليلاً ولا كثيراً قال أَبو عبيد فإِنَّهم يَبْدَؤون بالأَدْوَن كقولهم القَمَران ورَبِيعة ومُضَر وسُلَيم وعامر والقُلال بالضم القَلِيل وشيء قليل وجمعه قُلُل مثل سَرِير وسُرُر وشيء قُلٌّ قَليل وقُلُّ الشيء أَقَلُّه والقَلِيل من الرجال القصير الدَّقِيق الجُثَّة وامرأَة قَلِيلة كذلك ورجل قُلٌّ قصير الجُثَّة والقُلُّ من الرجال الخسيس الدِّين ومنه قول الأَعشى وما كُنْتُ قُلاًّ قبلَ ذلك أَزْيَبا ووصفَ أَبو حنيفة العَرْض بالقِلَّة فقال المِعْوَل نَصْل طويلٌ قَلِيل العَرْض وقومٌ قَلِيلون وأَقِلاَّءُ وقُلُلٌ وقُلُلون يكون ذلك في قِلَّة العَدَد ودِقَّة الجُثَّة وقومٌ قَلِيل أَيضاً قال الله تعالى واذكروا إِذ كنتم قَليلاً فكثَّركم وقالوا قَلَّما يقوم زيد هَيَّأَتْ ما قَلَّ ليقَعَ بعدها الفعلُ قال بعض النحويين قَلَّ من قولك قَلَّما فِعْلٌ لا فاعل له لأَن ما أَزالته عن حُكْمه في تقاضيه الفاعل وأَصارته إِلى حكم الحرف المتقاضِي للفعل لا الاسم نحو لولا وهلاَّ جميعاً وذلك في التَّحْضيض وإِن في الشرط وحرف الاستفهام ولذلك ذهب سيبويه في قول الشاعر صَدَدْت فأَطولت الصُّدودَ وقَلَّما وِصالٌ على طُول الصُّدود يَدُومُ إِلى أَن وِصالٌ يرتفِع بفعل مضمر يدلُّ عليه يَدُوم حتى كأَنه قال وقَلَّما يدوم وِصالٌ فلما أَضمر يَدُوم فسره بقوله فيما بعدُ يَدومُ فجرى ذلك في ارتفاعه بالفعل المضمر لا بالابتداء مجرى قولك أَوِصالٌ يَدومُ أَو هَلاَّ وِصال يَدُوم ؟ ونظير ذلك حرف الجر في نحو قول الله عز وجل رُبَّما يَوَدُّ الذين كفروا فما أَصلحتْ رُبَّ لوقوع الفعل بعدها ومنعتْها وقوعَ الاسم الذي هو لها في الأَصل بعدها فكما فارقت رُبَّ بتركيبها مع ما حكمَها قبل أَن تركَّب معها فكذلك فارقتْ طالَ وقَلَّ بالتركيب الحادث فيهما ما كانتا عليه من طلبهما الأَسماء أَلا ترى أَنْ لو قلتَ طالما زيد عندنا أَو قَلَّما محمد في الدار لم يجز ؟ وبعد فإِنَّ التركيب يُحْدِث في المركَّبَين معنًى لم يكن قبل فيهما وذلك نحو إِنَّ مفردة فإِنها للتحقيق فإِذا دخلتْها ما كافَّة صارت للتحقير كقولك إِنَّما أَنا عبدُك وإِنما أَنا رسول ونحو ذلك وقالوا أَقَلُّ امرأَتين تَقُولان ذلك قال ابن جني لما ضارع المبتدأ حرفَ النفي بَقَّوُا المبتدأ بلا خبر وأَقَلَّ افتقَرَ والإِقْلالُ قِلَّة الجِدَةِ وقَلَّ مالُه ورجل مُقِلٌّ وأَقَلُّ فقير يقال فعل ذلك من بين أَثْرَى وأَقَلَّ أَي من بين الناس كلهم وقالَلْتُ له الماءَ إِذا خفتَ العطش فأَردت أَن تستقِلَّ ماءَك أَبو زيد قالَلْت لفلان وذلك إِذا قلَّلْت ما أَعطيتَه وتَقالَلْت ما أَعطاني أَي استقلَلْته وتكاثَرْته أَي استكثرته وهو قُلُّ بنُ قُلٍّ وضُلُّ بنُ ضُلٍّ لا يُعرف هو ولا أَبوه قال سيبويه وقالوا قُلُّ رجل يقول ذلك إِلا زيد وقدم علينا قُلُلٌ من الناس إِذا كانوا من قَبائل شتَّى متفرِّقين فإِذا اجتمعوا جمعاً فهم قُلَلٌ والقُلَّة الحُبُّ العظيم وقيل الجَرَّة العظيمة وقيل الجَرَّة عامة وقيل الكُوز الصغير والجمع قُلَل وقِلال وقيل هو إِناءٌ للعرب كالجَرَّة الكبيرة وقال جميل بن معمر فظَلِلْنا بنِعمة واتَّكَأْنا وشَرِبْنا الحَلالَ من قُلَلِهْ وقِلال هَجَر شبيهة بالحِبَاب قالَ حسان وأَقْفَر من حُضَّارِه وِرْدُ أَهْلِهِ وقد كان يُسقَى في قِلالٍ وحَنْتَم وقال الأَخطل يَمْشُون حَولَ مُكَدَّمٍ قد كَدَّحَتْ مَتْنَيه حَمْلُ حَناتِمٍ وقِلال وفي الحديث إِذا بلَغ الماءُ قُلَّتين لم يحمِل نَجَساً وفي رواية لم يحمِل خَبَثاً قال أَبو عبيد في قوله قُلَّتين يعني هذه الحِبَاب العِظام واحدتها قُلَّة وهي معروفة بالحجاز وقد تكون بالشام وفي الحديث في ذكر الجنة وصفة سِدْرة المُنْتَهَى ونَبِقُها مثل قِلال هَجَر وهَجَر قرية قريبة من المدينة وليست هَجَر البحرين وكانت تعمل بها القِلال وروى شمر عن ابن جريج قال أَخبرني من رأَى قِلال هجر تسع القُلَّة منها الفَرَق قال عبد الرزاق الفَرَق أَربعة أَصْوُع بصاع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وروي عن عيسى بن يونس قال القُلَّة يؤتى بها من ناحية اليمن تسع فيها خمس جِرار أَو سِتّاً قال أَحمد بن حنبل قدر كل كل قُلَّة قِرْبتان قال وأَخشى على القُلَّتين من البَوْل فأَما غير البَوْل فلا ينجسه شيء وقال إِسحق البول وغيره سواء إِذا بلغ الماء قُلَّتين لم ينجسه شيء وهو نحو أَربعين دَلْواً أكثر ما قيل في القُلَّتين قال الأَزهري وقِلال هَجر والأَحْساء ونواحيها معروفة تأْخذ القُلَّة منها مَزادة كبيرة من الماء وتملأُ الرواية قُلَّتين وكانوا يسمونها الخُرُوس واحدها خَرْس ويسمونها القلال واحدتها قُلَّة قال وأَراها سميت قِلالاً لأَنها تُقَلُّ أَي ترفَع إِذا ملئت وتحمَل وفي حديث العباس فحَثَا في ثوبه ثم ذهب يُقِلُّه فلم يستطِع يقال أَقَلَّ الشيءَ يُقِلُّه واستقلَّه يستقلُّه إِذا رفعه وحمله وأَقَلَّ الجَرَّة أَطاق حملها وأَقَلَّ الشيء واستقبلَّه حمله ورفعه وقُلَّة كل شيء رأْسه والقُلَّة أَعلى الجبل وقُلَّة كل شيء أَعلاه والجمع كالجمع وخص بعضهم به أَعلى الرأْس والسنام والجبل وقِلالة الجبل كقُلَّته قال ابن أَحمر ما أُمُّ غَفْرٍ في القِلالة لم يَمْسَسْ حَشاها قبله غَفْر ورأْس الإِنسان قُلَّة وأَنشد سيبويه عَجائب تُبْدِي الشَّيْبَ في قُلَّة الطِّفْل والجمع قُلَل ومنه قول ذي الرمة يصف فِراخ النعامة ويشبه رؤوسها بالبنادق أَشْداقُها كصُدُوع النَّبْع في قُلَلٍ مثل الدَّحارِيج لم يَنْبُت لها زَغَبُ وقُلَّة السيف قَبِيعَتُه وسيف مُقَلَّل إِذا كانت له قَبِيعة قال بعض الهذليين وكُنَّا إِذا ما الحربُ ضُرِّس نابُها نُقَوِّمُها بالمَشْرَفِيِّ المُقَلَّل واستقلَّ الطائر في طيرانه نَهض للطيران وارتفع في الهواء واستقلَّ النبات أَنافَ واستقلَّ القوم ذهبوا واحتملوا سارِين وارتحلوا قال الله عز وجل حتى إِذا أَقَلَّتْ سحاباً ثِقالاً أَي حَمَلت واستقلَّت السماء ارتفعت وفي الحديث حتى تَقالَّت الشمس أَي استقلَّت في السماء وارتفعت وتعالَتْ وفي حديث عمرو بن عَنْبسة قال له إِذا ارتفعت الشمس فالصلاة مَحْظُورة حتى يستقلَّ الرُّمْحُ بالظِّل أَي حتى يبلُغ ظل الرمح المغروس في الأَرض أَدنى غاية القِلَّة والنقص لأَن ظل كل شخص في أَوَّل النهار يكون طويلاً ثم لا يزال ينقص حتى يبلُغ أَقصره وذلك عند انتِصاف النهار فإِذا زالت الشمس عاد الظل يزيد وحينئذ يدخُل وقت الظهر وتجوز الصلاة ويذهب وقت الكراهة وهذا الظل المتناهي في القصر هو الذي يسمَّى ظل الزوال أَي الظل الذي تزول الشمس عن وسط السماء وهو موجود قبل الزيادة فقوله يستقِلُّ الرمحُ بالظل هو من القِلَّة لا من الإِقْلال والاسْتقلالِ الذي بمعنى الارتفاع والاسْتبداد والقِلَّة والقِلُّ بالكسر الرِّعْدة وقيل هي الرِّعْدة من الغضب والطمَع ونحوه يأْخذ الإِنسان وقد أَقَلَّته الرِّعْدة واستقلَّته قال الشاعر وأَدْنَيْتِني حتى إِذا ما جَعَلْتِني على الخَصْرِ أَو أَدْنَى اسْتَقَلَّك راجِفُ يقال أَخذه قِلُّ من الغضب إِذا أُرْعِد ويقال للرجل إِذا غضب قد استقلَّ الفراء القَلَّة النَّهْضة من عِلَّة أَو فقر بفتح القاف وفي حديث عمر قال لأَخيه زيد لمَّا ودَّعه وهو يريد اليمامة ما هذا القِلُّ الذي أَراه بك ؟ القِلُّ بالكسر الرِّعْدة والقِلالُ الخُشُب المنصوبة للتَّعريش حكاه أَبو حنيفة وأَنشد من خَمر عانَةَ ساقِطاً أَفنانُها رفَع النَّبيطُ كُرُومَها بقِلال أَراد بالقِلال أَعْمِدة ترفَع بها الكُروم من الأَرض ويروى بظلال وارتحل القوم بقِلِّيَّتِهم أَي لم يَدَعوا وراءهم شيئاً وأَكل الضَّبَّ بقِلِّيَّتِه أَي بعظامه وجلده أَبو زيد يقال ما كان من ذلك قلِيلةٌ ولا كَثِيرةٌ وما أَخذت منه قليلةً ولا كثيرة بمعنى لم آخُذ منه شيئاً وإِنما تدخل الهاء في النفي ابن الأَعرابي قَلَّ إِذا رفَع وقَلَّ إِذا علا وبنو قُلٍّ بطن وقَلْقَل الشيءَ قَلْقَلَةً وقِلْقالاً وقَلْقالاً فَتَقَلْقَل وقُلْقالاً عن كراع وهي نادرة أَي حرَّكه فتحرَّك واضطرب فإِذا كسرته فهو مصدر وإِذا فتحته فهو اسم مثل الزِّلْزال والزَّلْزال والاسم القُلْقال وقال اللحياني قَلْقَل في الأَرض قَلْقَلةً وقِلْقالاً ضرَب فيها والاسم القَلْقالُ وتَقَلْقل كقَلْقَل والقُلْقُل والقُلاقِلُ الخفيف في السفَر المِعْوان السريع التَّقَلْقُل ورجل قَلْقال صاحبُ أَسفار وتَقَلْقَل في البلاد إِذا تقلَّب فيها وفرس قُلْقُل وقُلاقِل جواد سريع وقَلْقَل أَي صوَّت وهو حكاية قال أَبو الهيثم رجل قُلْقُل بُلْبُل إِذا كان خفيفاً ظريفاً والجمع قَلاقِل وبَلابِل وفي حديث عليّ قال أَبو عبد الرحمن السلمي خرج علينا عليٌّ وهو يَتَقَلْقَل التَّقَلْقُل الخفَّة والإِسراع من الفَرَسِ القُلْقُلِ بالضم ويروى بالفاء وقد تقدم وفي الحديث ونَفْسه تَقَلْقَل في صدره أَي تتحرك بصوت شديد وأَصله الحركة والاضطراب والقَلْقَلة شدّة الصياح وذهب أَبو إِسحق في قَلْقَل وصَلْصَل وبابُه أَنه فَعْفَل الليث القَلْقَلة والتَّقَلْقُل قِلَّة الثبوت في المكان والمِسْمارُ السَّلِسُ يَتَقلْقَل في مكانه إِذا قَلِق والقَلْقَلة شدّة اضطراب الشيء وتحركه وهو يَتَقَلْقَل ويَتَلقْلَق أَبو عبيد قَلْقَلْت الشيء ولَقْلَقْتُه بمعنى واحد والقِلْقِل شجر أَو نبت له حبٌّ أَسود قال أَبو النجم وآضَتِ البُهْمَى كنَبْلِ الصَّيْقَلِ وحازَتِ الرِّيحُ يَبِيس القِلْقِل وفي المثل دَقَّك بالمِنْحازِ حَبَّ القِلْقِل والعامة تقول حب الفُلْفُل قال الأَصمعي وهو تصحيف إِنما هو بالقاف وهو أَصلب ما يكون من الحبوب حكاه أَبو عبيد قال ابن بري الذي ذكره سيبويه ورواه حب الفُلْفُل بالفاء قال وكذا رواه عليّ بن حمزة وأَنشد وقد أَراني في الزمانِ الأَوَّلِ أَدُقُّ في جارِ اسْتِها بمِعْوَلِ دَقَّك بالمِنْحازِ حبَّ الفُلْفُلِ وقيل القِلْقِل نبت ينبت في الجَلَد وغَلْظ السَّهْل ولا يكاد ينبُت في الجبال وله سِنْف أُفَيْطِحُ ينبُت في حبات كأَنهنّ العدَس فإِذا يَبِس فانتفَخ وهبَّت به الريحُ سمعْت تَقلقُلَه كأَنه جَرَس وله ورَق أَغبر أَطْلس كأَنه ورَق القَصَب والقُلاقِل والقُلْقُلان نَبْتان وقال أَبو حنيفة القِلْقِل والقُلاقِل والقُلْقُلان كله شيء واحد نَبْت قال وذكر الأَعراب القُدُم أَنه شجر أَخضر ينهَض على ساقٍ ومَنابتُه الآكام دون الرياض وله حب كحبِّ اللُّوبِياء يؤكَل والسائمةُ حريصة عليه وأَنشد كأَنّ صوتَ حَلْيِها إِذا انْجَفَلْ هَزُّ رِياحٍ قُلْقُلاناً قد ذَبَلْ والقُلاقِلُ بَقْلة بَرِّيَّة يُشْبِه حبُّها حبَّ السِّمْسِم ولها أَكمام كأَكمامها الليث القِلْقِل شجر له حبٌّ عِظام ويؤْكل وأَنشد أَبْعارُها بالصَّيْفِ حَبُّ القِلقِل وحب القِلقِل مُهَيِّج على البِضاع يأْكله الناس لذلك قال الراجز وأَنشده أَبو عمرو لليلى أَنْعَتُ أَعْياراً بأَعلى قُنَّهْ أَكَلْنَ حَبَّ قِلْقِلٍ فَهُنَّهْ لهنّ من حُبّ السِّفادِ رِنَّهْ وقال الدينَوَري القِلْقِل والقُلاقِل والقُلْقُلانُ كله واحد له حب كحَب السِّمْسِم وهو مهيّج للباهِ وقال ذو الرمة في القِلقِل ووصف الهَيْف وساقَتْ حَصادَ القُلْقُلان كأَنما هو الخَشْلُ أَعْرافُ الرِّياحِ الزَّعازِع والقُلْقُلانِيُّ طائر كالفاخِتة وحُروف القَلْقلة الجيمُ والطاءُ والدالُ والقاف والباء حكاها سيبويه قال وإِنما سميت بذلك للصوت الذي يحدث عنها عند الوقف لأَنك لا تستطيع أَن تقِف عنده إِلا معه لشدة ضَغْط الحرف

( قمل ) القَمْل معروف واحدته قَمْلة قال ابن بري أَوله الصُّؤابُ وهي بَيْض القَمْل الواحدة صُؤابة وبعدها اللَّزِقة
( * قوله « وبعدها اللزقة » وقوله « ثم الفنضج » كل منهما في الأصل بهذا الضبط ) ثم الفَرْعة ثم الهِرْنِعة ثم الحِنْبِجُ ثم الفِنْضِجُ ثم الحَنْدَلِسُ وقوله وصاحِبٍ لا خير في شَبابه أَصْبَحَ شُؤْمُ العَيْشِ قد رَمَى به حُوتاً إِذا ما زادُنا جِئْنا به وقَمْلةً إِنْ نحنُ باطَشْنا به إِنما أَراد مثل قَمْلة في قلَّة غَنائه كما قدَّمنا في قوله حُوتاً إِذا ما زادُنا جِئْنا به ولا يكون قَمْلةً حالاً إِلاَّ على هذا كما لا يكون حُوتاً حالاً إِلا على ذلك ونظير كل ذلك ما حكاه سيبويه رحمه الله من قولهم مررت بزيدٍ أَسداً شدَّةً لا تريد أَنه أَسد ولكن تريد أَنه مثل أَسد وكل ذلك مذكور في مواضعه ويقال لها أَيضاً قَمال وقَمِلٌ وقَمِل رأْسُه بالكسر قَمَلاً كثُر قَمْل رأْسه وقولهم عُلٌّ قَمِلٌ أَصله أَنهم كانوا يَغُلُّون الأَسِير بالقِدِّ وعليه الشَّعر فَيَقْمَل القِدُّ في عنقُه وفي الحديث من النساء غُلُّ قَمِلٌ يقذِفها الله في عنُق من يشاء ثم لا يخرجها إِلا هو وفي حديث عمر وصِفَةِ النساء منهنَّ غُلٌّ قَمِلٌ أَي ذو قَمْل كانوا يَغُلون الأَسِير بالقِدِّ وعليه الشعر فيَقْمَل ولا يستطيع دفعه عنه بحيلة وقيل القَمِل القَذِر وهو من القَمَل أَيضاً وقَمِلَ العَرْفَج قَمَلاً اسودَّ شيئاً وصار فيه كالقَمْل وفي التهذيب قَمِل العَرْفَج إِذا اسودَّ شيئاً بعد مطَر أَصابه فَلانَ عُوده شبَّه ما خرج منه بالقَمْل وقَمِلَ بطنُه ضخُم وأَقْمَل الرِّمْثُ تَفَطَّر بالنَّبات وقيل بدَا ورَقُه صِغاراً وقَمِلَ القومُ كثروا قال حتى إِذا قَمِلَتْ بطونُكمُ ورأَيتم أَبْناءَكُمْ شَبُّوا وقَلَبْتُمُ ظَهْرَ المِجَنِّ لنا إِن اللئيم العاجزُ الخِبُّ الواو في وقَلَبْتُم زائدة وهو جواب إِذا وقَمِلَتْ بطونكم كثُرت قبائلكم بهذا فسره لنا أَبو العالية وقَمِلَ الرجلُ سمِن بعد هُزال وامرأَة قَمِلة وقَمَلِيَّة قصيرة جدّاً قال من البِيض لا دَرَّامة قَمَلِيَّة إِذا خرجَتْ في يوم عيد تُؤَارِبُهْ أَي تطلُب الإِرْبة والقَمَليُّ بالتحريك من الرجال الحقير الصغير الشأْن وأَنشد ابن بري لشاعر من البِيضِ لا دَرَّامة قَمَلِيَّة تَبُذُّ نساءَ الناس دَلاًّ ومِيسَما وأَنشد لآخر أَفي قَمَلِيٍّ مِنْ كُلَيْبٍ هجَوْته أَبو جَهْضَمٍ تغلي عليّ مراجِلُه ؟ والقَمَليُّ أَيضاً الذي كان بدَوِيًّا فعاد سَوادِيًّا عن ابن الأَعرابي والقُمَّلُ صِغار الذَّرِّ والدَّبي وقيل هو الدَّبى الذي لا أَجنحة له وقيل هو شيء صغير له جناح أَحمر وفي التهذيب هو شيء أَصغر من الطير له جناح أَحمر أَكدَر وفي التنزيل العزيز فأَرسلنا عليهم الطوفانَ والجرادَ والقُمَّل وقال ابن الأَنباري قال عكرمة في هذه الآية القُمَّل الجَنادب وهي الصغار من الجراد واحدتها قُمَّلة قال الفراء يجوز أَن يكون واحد القُمَّل قامل مثل راكع ورُكَّع وصائم وصُيَّم الجوهري أَمّا قُمَّلة الزرع فدُوَيْبَّة تطير كالجَراد في خِلقة الحَلَم وجمعها قُمَّلٌ ابن السكيت القُمَّل شيء يقع في الزرع ليس بجراد فيأْكل السنبلة وهي غَضَّة قبل أَن تخرج فيطول الزرع ولا سُنْبل له قال الأَزهري وهذا هو الصحيح وقال أَبو عبيدة القُمَّل عند العرب الحَمْنان وقال ابن خالويه القُمَّل جراد صغار يعني الدَّبى وأَقْمَل العَرْفَج والرِّمْث إِذا بدا ورقه صغاراً أَول ما يتفطَّر وقال أَبو حنيفة القُمَّل شيء يشبه الحَلَم وهو لا يأْكل أَكل الجَراد ولكن يَمْتَصُّ الحبَّ إِذا وقع فيه الدقيق وهو رطب فتذهب قوَّته وخيره وهو خبيث الرائحة وفيه مشابهة من الحلَم وقيل القُمَّل دواب صغار من جنس القِرْدان إِلاَّ أَنها أَصغر منها واحدتها قُمَّلة تركب البعير عند الهُزال قال الأَعشى قوماً تُعالج قُمَّلاً أَبْناؤهم وسَلاسِلاً أُجُداً وباباً مُؤْصَدا وقيل القُمَّل قَمْل الناس وليس بشيء واحدتها قَمْلة ابن الأَعرابي المِقْمَل الذي قد استغنى بعد فقر المحكم وقَمَلى موضع والله أَعلم

( قمثل ) القَمَيْثَل القبيح المِشْية وأَنشد ابن بري لمالك ابن مرداس وَيْلَك يا عاديُّ بَكِّي رحولا عَبْدَكُم الفَيّادة القَمَيْثَلا
( * قوله « ويلك يا عادي إلخ » هكذا في الأصل )

( قمعل ) القُمْعُل والقُلْعُم القدَح الضخم بلغة هذيل وقال راجزهم ينعت حافر الفرس بَلَتْهُم الأَرضُ بَوأْبٍ حَوْأَبِ كالقُمْعُلِ المُنْكَبِّ فوقَ الأَثْأَبِ وقال اللحياني قدح قُمْعُل محدَّد الرأْس طويله والقُمْعَل والقُمْعُل البظْر عنه أَيضاً والقِمْعال سيِّد القوم وقال ابن بري القِمْعال رئيس الرُّعاة وكذلك القُمادِية عن ابن خالويه ويقال خرج مُقَمْعِلاً إِذا كان على الرَّعايا يأْمرهم وينهاهم والقِمْعالة أَعْظم الفَياشِل وقَمْعَل النبتُ خرجت بَراعيمُه عن أَبي حنيفة قال وهي القَماعِيل ويقال للرجل إِذا كان في رأْسه عُجَر في رأْسه قَماعِيل واحدها قُمْعول قال الأَزهري قال ذلك ابن دريد ابن الأَعرابي القَعْمَلة الطَّرْجَهارة وهي القَمْعَلة

( قنبل ) القَنْبَلة والقَنْبل طائفة من الناس ومن الخيل قيل هم ما بين الثلاثين إِلى الأَربعين ونحوه وقيل هم جماعة الناس قَنْبَلة من الخيل وقَنْبَلة من الناس طائفة منهم والجمع القَنابِل قال الشاعر شَذَّبَ عن عاناتِه القَنابِلا أَثْناءها والرُّبَعَ القَنادِلا وقِدْرٌ قُنْبُلانيَّة تجمع القَنْبَلة من الناس أَي الجماعة ورجل قُنْبُل وقُنابِل غليظ شديد والقُنابِل العظيم الرأْس قال أَبو طالب وعَرْبَةُ أَرْضٌ لا يُحِلُّ حَرامَها من الناس غير الشَّوْتَريّ القُنابِل
( * قوله « وعربة ارض إلخ » هي محركة وسكنها الشاعر ضرورة كما نبه على ذلك المجد في مادة عرب وأتى بعجز البيت من الناس إلا اللوذعيّ الحلاحل )
عَرَبةُ اسم جزيرة العرب والشَّوْتريُّ الجريء والقُنابِل حمار معروف قال زُعْبةَ والشَّحَّاجَ والقُنابِلا ابن الأَعرابي القُنْبُلة مِصْيدة يُصاد بها النُّهَسُ وهو أَبو بَراقِش وقَنْبَل الرجلُ إِذا أَوقد القُنْبُل وهو شجر

( قنثل ) الأَصمعي القَنْثَلةُ أَن يَنْبُث التراب إِذا مشى وهو مُقَنْثِل وقال غيره النَّقْثَلة حكاه اللحياني كأَنه مقلوب

( قنجل ) القُنْجُل العَبْد

( قنحل ) القُنْحُل شرُّ العبيد

( قندل ) قَنْدَل الرجلُ مَشى في استرسال والقَنْدَل الطويل والقَنْدل والقُنادِل الضخم الرأْس من الإِبل والدوابّ مثل العَنْدَل قال ترى لها رأْساً وأًى قَنْدَلاً أَراد قَنْدَلاً فثقَّل كقوله بِبازِلٍ وَجْناء أَو عَيْهَلِّ وقَنْدَل الرجلُ ضخُم رأْْسه قال ابن سيده هكذا وقع في كتاب ابن الأَعرابي قال وأَراه قَنْدَل الجمَل الجوهري القَنْدَل العظيم الرأْس مثل العَنْدَل وقال أَبو عمرو القَنْدَل العظيم الرأْس والعَنْدَل الطويل قال أَبو النجم يهدِي بِنا كلّ نِيافٍ عَنْدَلِ رُكِّبَ في ضَخْم الذَّفارى قَنْدَلِ والقَنْدَوِيلُ كالقَنْدَل مثل به سيبويه وفسره السيرافي وقيل القَنْدَوِيل العظيم الهامة من الرجال عن كراع والقَنْدَوِيل الطويل القَفا وإِنّ فلاناً لقَنْدَلُ الرأْس وصَنْدَل الرأْس ويقال مرّ الرجل مُسَنْدِلاً ومُقَنْدِلاً وذلك استرخاء في المشي والقَنْدَليُّ شجر عن كراع والقِنْدِيل معروف وهو فِعْلِيل

( قندعل ) القِنْدَعْلُ بالدال والذال الأَحمق

( قندفل ) ناقة قَنْدَفِيل ضخمة الرأْس عن ابن الأَعرابي التهذيب في الخماسي القَنْدَفِيل الضخم قال المخروع السعدي وتحتَ رَحْلِي حُرَّة ذَخُولُ مائرةُ الضَّبْعَيْنِ قَنْدَفِيلُ للمَرْوِ في أَخْفافِها صَليلُ والذي حكاه سيبويه قَنْدَوِيل وهي الضخمة الرأْس أَيضاً فأَما القَنْدَفِيل بالفاء فلم يروه إِلا ابن الأَعرابي قال الجوهري وأَنا أَظنه معرَّباً كأَنه شبَّه ناقته بفيل يقال له بالفارسية كَنْدَهْ بيل

( قنذعل ) القِنْذَعْل بالدال والذال الأَحمق

( قنصل ) قُنْصُل قَصِير

( قنفل ) القَنْفَل العَنْز الضخمة عن الهجري وأَنشد عَنْزٌ من السُّكِّ ضَبُوبٌ قَنْفَلُ تَكَادُ من غُزْرٍ تَدقُّ المِقْيَل وقُنْفُل اسم

( قنقل ) القَنْقَلُ مِكْيال عظيم ضخم وقال كَيْلَ عِدَاءٍ بالجُرَافِ القَنْقَلِ من صُبْرَةٍ مثل الكَثِيبِ الأَهْيَلِ وقال رؤبة ما لكَ لا تَجْرُفُها بالقَنْقَلِ ؟ لا خيرَ في الكَمأَةِ إِنْ لم تَفْعَلِ وفي الخبر كان تاجُ كسرى مثل القَنْقَل العظيم الجوهري كان لكسرى تاج يسمى القنقل

( قهل ) القَهَل كالقَرَهِ في قَشَف الإِنسان وقَذَر جلدِه ورجل مُتَقَهِّل لا يتعهَّد جسده بالماء والنظافة وفي الصحاح رجل مُتَقَهِّل يابس الجلد سيِّء الحال مثل المُتَقَحِّل وفي حديث عمر رضي الله عنه أَتاه شيخ مُتَقَهِّل أَي شِعث وسِخ يقال أَقْهَل الرجلُ وتَقَهَّل المحكم قَهِلَ جلدُه وقَهَلَ وتَقَهَّل يِبس فهو قاهِل قاحِل وخص بعضهم به اليُبْس من العبادة قال من راهِبٍ مُتَبَتِّلٍ مُتَقَهِّلٍ صادِي النهارِ لليلِه مُتَهَجِّد والقَهَل في الجسم القشَف واليُبس القَرَهُ وقَهِل قَهَلاً وتَقَهَّل لم يتعهَّد جسمه بالماء ولم ينظفه والتَّقَهُّل رَثاثة الملبَس والهيئةِ ورجل مُتَقَهِّل إِذا كان رَثَّ الهيئة متقشِّفاً وأَقْهَل الرجل دنَّس نفسه وتكلَّف ما يَعِيبه وأَنشد خَلِيفة الله بلا إِقْهال والقَهْل كُفران الإِحسان وقَهَلَه يَقْهَلُه قَهْلاً أَثنى عليه ثناء قبيحاً وقَهِل الرجل قَهَلاً استقلَّ العطية وكفَر النعمة وانْقَهَلَ سقط وضعُف فأَما قوله ورأَيتُه لمَّا مررتُ ببَيْتِه وقد انْقَهَلَّ فما يُريد بَراحا فإِنه شدد للضرورة وليس في الكلام انْفَعَلَّ الجوهري أَيضاً انْقَهَل ضعُف وسقط قال ابن بري ذكر ابن السكيت في الأَلفاظ انْقَهَلَّ بتشديد اللام قال والانْقِهْلال السقوط والضعف وأَورد البيت وقد انْقَهَلَّ فما يُريدُ بَراحا وقال البيت لِرَيْسان بن عِنْترة المغني قال وعلى هذا يكون وزنه افْعَلَلَّ بمنزلة اشْمَأَزَّ قال ولا يكون انْفَعَلَّ والتَّقَهُّل شَكْوَى الحاجة وأَنشد فلا تكوننَّ رَكِيكاً تَنْتَلا لَعْواً إِذا لاقَيْته تَقَهَّلا وإِنْ حَطَأْتَ كَتِفَيه ذَرْمَلا الرَّكِيكُ الضعيف والتَّنْتَل القذِر والذَّرْمَلة إِرْسال السَّلْح وقال أَبو عبيد قَهَل الرجل قَهْلاً إِذا جَدَّف قاله الأُموي ورجل مِقْهال إِذا كان مُجْدِّفاً كَفُوراً وتَقَهَّل مشَى مشياً بطيئاً وحيَّا الله هذه القَيْهَلة أَي الطَّلْعة والوَجْه وقَيْهَلٌ اسم

( قهبل ) القَهْبَلة ضرب من المشي والقَهْبلة الأَتان الغليظة من الوحش الفراء حيَّا الله قَهْبَلَته أَي حيَّا الله وجهَه ابن الأَعرابي حيَّا الله قَهْبَله ومُحيَّاه وسَمَامَتَه وطَلَله وآلَه أَبو العباس الهاء زائدة فيبقى حيَّا الله قَبَلَه أَي ما أَقبل منه وقد تقدم المؤرج القَهْبَلة القَمْلة

( قول ) القَوْل الكلام على الترتيب وهو عند المحقِّق كل لفظ قال به اللسان تامّاً كان أَو ناقصاً تقول قال يقول قولاً والفاعل قائل والمفعول مَقُول قال سيبويه واعلم أَن قلت في كلام العرب إِنما وقعت على أَن تحكي بها ما كان كلاماً لا قَوْلاً يعني بالكلام الجُمَل كقولك زيد منطلق وقام زيد ويعني بالقَوْل الأَلفاظ المفردة التي يبنى الكلام منها كزيد من قولك زيد منطلق وعمرو من قولك قام عمرو فأَما تَجوُّزهم في تسميتهم الاعتقادات والآراء قَوْلاً فلأَن الاعتقاد يخفَى فلا يعرف إِلاَّ بالقول أَو بما يقوم مقام القَوْل من شاهد الحال فلما كانت لا تظهر إِلا بالقَوْل سميت قولاً إِذ كانت سبباً له وكان القَوْل دليلاً عليها كما يسمَّى الشيء باسم غيره إِذا كان ملابساً له وكان القول دليلاً عليه فإِن قيل فكيف عبَّروا عن الاعتقادات والآراء بالقَوْل ولم يعبروا عنها بالكلام ولو سَوَّوْا بينهما أَو قلبوا الاستعمال فيهما كان ماذا ؟ فالجواب أَنهم إِنما فعلوا ذلك من حيث كان القَوْل بالاعتقاد أَشبه من الكلام وذلك أن الاعتقاد لا يُفْهَم إِلاَّ بغيره وهو العبارة عنه كما أَن القَوْل قد لا يتمُّ معناه إِلاَّ بغيره أَلا ترى أَنك إِذا قلت قام وأَخليته من ضمير فإِنه لا يتم معناه الذي وضع في الكلام عليه وله ؟ لأَنه إِنما وُضِع على أَن يُفاد معناه مقترِناً بما يسند إِليه من الفاعل وقام هذه نفسها قَوْل وهي ناقصة محتاجة إِلى الفاعل كاحتياج الاعتقاد إِلى العبارة عنه فلما اشتبها من هنا عبِّر عن أَحدهما بصاحبه وليس كذلك الكلام لأَنه وضع على الاستقلال والاستغناء عما سواه والقَوْل قد يكون من المفتقِر إِلى غيره على ما قدَّمْناه فكان بالاعتقاد المحتاج إِلى البيان أَقرب وبأَنْ يعبَّر عنه أَليق فاعلمه وقد يستعمل القَوْل في غير الإِنسان قال أَبو النجم قالت له الطيرُ تقدَّم راشدا إِنك لا ترجِعُ إِلا جامِدا وقال آخر قالت له العينانِ سمعاً وطاعةً وحدَّرتا كالدُّرِّ لمَّا يُثَقَّب وقال آخر امتلأَ الحوض وقال قَطْني وقال الآخر بينما نحن مُرْتعُون بفَلْج قالت الدُّلَّح الرِّواءُ إِنِيهِ إِنِيهِ صَوْت رَزَمة السحاب وحَنِين الرَّعْد ومثله أَيضاً قد قالتِ الأَنْساعُ للبَطْن الحَقِي وإِذا جاز أَن يسمَّى الرأْي والاعتقاد قَوْلاً وإِن لم يكن صوتاً كان تسميتهم ما هو أَصوات قولاً أَجْدَر بالجواز أَلا ترى أَن الطير لها هَدِير والحوض له غَطِيط والأَنْساع لها أَطِيط والسحاب له دَوِيّ ؟ فأَما قوله قالت له العَيْنان سَمْعاً وطاعة فإِنه وإِن لم يكن منهما صوت فإِن الحال آذَنَتْ بأَن لو كان لهما جارحة نطق لقالتا سمعاً وطاعة قال ابن جني وقد حرَّر هذا الموضع وأَوضحه عنترة بقوله لو كان يَدْرِي ما المْحَاورة اشْتَكى أَو كان يَدْرِي ما جوابُ تَكَلُّمي
( * وفي رواية أخرى ولكان لو علم الكلامَ مُكَلمي )
والجمع أَقْوال وأَقاوِيل جمع الجمع قال يقول قَوْلاً وقِيلاً وقَوْلةً ومَقالاً ومَقالةً وأَنشد ابن بري للحطيئة يخاطب عمر رضي الله عنه تحنّنْ علَيَّ هَداكَ المَلِيك فإِنَّ لكلِّ مَقام مَقالا وقيل القَوْل في الخير والشر والقال والقِيل في الشرِّ خاصة ورجل قائل من قوم قُوَّل وقُيَّل وقالةٍ حكى ثعلب إِنهم لَقالةٌ بالحق وكذلك قَؤول وقَوُول والجمع قُوُل وقُوْل الأَخيرة عن سيبويه وكذلك قَوّال وقَوّالةٌ من قوم قَوَّالين وقَوَلةٍ وتِقْوَلةٌ وتِقْوالةٌ وحكى سيبويه مِقْوَل وكذلك الأُنثى بغير هاء قال ولا يجمع بالواو والنون لأَن مؤَنثه لا تدخله الهاء ومِقْوال كمِقْول قال سيبويه هو على النسَب كل ذلك حسَن القَوْل لسِن وفي الصحاح كثير القَوْل الجوهري رجل قَؤُول وقوم قُوُل مثل صَبور وصُبُر وإِن شئت سكنت الواو قال ابن بري المعروف عند أَهل العربية قَؤُول وقُوْل بإِسكان الواو تقول عَوان وعُوْن الأَصل عُوُن ولا يحرك إِلا في الشعر كقول الشاعر تَمْنَحُه سُوُكَ الإِسْحِل
( * قوله « تمنحه إلخ » صدره كما في مادة سوك أغر الثنايا أحم اللثات تمنحه سوك الإِسحل )
قال وشاهد قوله رجل قَؤُول قول كعب بن سعد الغَنَوي وعَوراء قد قِيلَتْ فلم أَلْتَفِتْ لها وما الكَلِمُ العُورانُ لي بِقَبيل وأُعرِضُ عن مولاي لو شئت سَبَّني وما كلّ حين حلمه بأَصِيل وما أَنا للشيء الذي ليس نافِعِي ويَغْضَب منه صاحبي بِقَؤُول ولستُ بِلاقي المَرْء أَزْعُم أَنه خليلٌ وما قَلْبي له بخَلِيل وامرأَة قَوَّالة كثيرة القَوْل والاسم القالةُ والقالُ والقِيل ابن شميل يقال للرجل إِنه لَمِقْوَل إِذا كان بَيِّناً ظَرِيفَ اللسان والتِّقْولةُ الكثيرُ الكلام البليغ في حاجته وامرأَة ورجل تِقْوالةٌ مِنْطِيقٌ ويقال كثُر القالُ والقِيلُ الجوهري القُوَّل جمع قائل مثل راكِع ورُكَّع قال رؤبة فاليوم قد نَهْنَهَني تنَهْنُهِي أَوَّل حلم ليس بالمُسَفَّهِ وقُوَّل إِلاَّ دَهٍ فَلا دَهِ وهو ابنُ أَقوالٍ وابنُ قَوَّالٍ أَي جيدُ الكلام فصيح التهذيب العرب تقول للرجل إِذا كان ذا لسانٍ طَلِق إِنه لابنُ قَوْلٍ وابن أَقْوالٍ وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه نهى عن قِيل وقال وإِضاعةِ المال قال أَبو عبيد في قوله قيل وقال نحوٌ وعربيَّة وذلك أَنه جعل القال مصدراً أَلا تراه يقول عن قِيلٍ وقالٍ كأَنه قال عن قيلٍ وقَوْلٍ ؟ يقال على هذا قلتُ قَوْلاً وقِيلاً وقالاً قال وسمعت الكسائي يقول في قراءة عبد الله ذلك عيسى بنُ مريم قالَ الحقِّ الذي فيه يَمْتَرُونَ فهذ من هذا كأَنه قال قالَ قَوْلَ الحق وقال الفراء القالُ في معنى القَوْل مثل العَيْب والعابِ قال والحق في هذا الموضع يراد به الله تعالى ذِكرُه كأَنه قال قَوْلَ اللهِ الجوهري وكذلك القالةُ يقال كثرتْ قالةُ الناس قال وأَصْل قُلْتُ قَوَلْتُ بالفتح ولا يجوز أَن يكون بالضم لأَنه يتعدّى الفراء في قوله صلى الله عليه وسلم ونهيِه عن قِيل وقال وكثرة السؤَال قال فكانتا كالاسمين وهما منصوبتان ولو خُفِضتا على أَنهما أُخرجتا من نية الفعل إِلى نية الأَسماء كان صواباً كقولهم أَعْيَيْتني من شُبٍّ إِلى دُبٍّ قال ابن الأَثير معنى الحديث أَنه نهَى عن فُضُول ما يتحدَّث به المُتجالِسون من قولهم قِيلَ كذا وقال كذا قال وبناؤهما على كونهما فعلين ماضيين محكيَّيْن متضمِّنين للضمير والإِعراب على إِجرائهما مجرى الأَسماء خِلْوَيْن من الضمير وإِدخال حرف التعريف عليهما لذلك في قولهم القِيل والقال وقيل القالُ الابتداء والقِيلُ الجواب قال وهذا إِنما يصح إِذا كانت الرواية قِيل وقال على أَنهما فِعْلان فيكون النهي عن القَوْل بما لا يصح ولا تُعلم حقيقتُه وهو كحديثه الآخر بئس مَطِيَّةُ الرجل زعموا وأَما مَنْ حكَى ما يصح وتُعْرَف حقيقتُه وأَسنده إِلى ثِقةٍ صادق فلا وجه للنهي عنه ولا ذَمَّ وقال أَبو عبيد إِنه جعل القال مصدراً كأَنه قال نهى عن قيلٍ وقوْلٍ وهذا التأْويل على أَنهما اسمان وقيل أَراد النهي عن كثرة الكلام مُبتدئاً ومُجيباً وقيل أَراد به حكاية أَقوال الناس والبحث عما لا يجدي عليه خيراً ولا يَعْنيه أَمرُه ومنه الحديث أَلا أُنَبِّئُكم ما العَضْهُ ؟ هي النميمةُ القالةُ بين الناس أَي كثرة القَوْلِ وإِيقاع الخصومة بين الناس بما يحكي البعضُ عن البعض ومنه الحديث فَفَشَتِ القالةُ بين الناس قال ويجوز أَن يريد به القَوْل والحديثَ الليث تقول العرب كثر فيه القالُ والقِيلُ ويقال إِن اشتِقاقَهما من كثرة ما يقولون قال وقيل له ويقال بل هما اسمان مشتقان من القَوْل ويقال قِيلَ على بناء فِعْل وقُيِل على بناء فُعِل كلاهما من الواو ولكن الكسرة غلبت فقلبت الواو ياء وكذلك قوله تعالى وسِيقَ الذين اتّقَوْا ربَّهم الفراء بنو أَسد يقولون قُولَ وقِيلَ بمعنى واحد وأَنشد وابتدأَتْ غَضْبى وأُمَّ الرِّحالْ وقُولَ لا أَهلَ له ولا مالْ بمعنى وقِيلَ وأَقْوَلَهُ ما لم يَقُلْ وقَوَّلَه ما لم يَقُل كِلاهما ادّعى عليه وكذلك أَقاله ما لم يقُل عن اللحياني قَوْل مَقُولٌ ومَقْؤول عن اللحياني أَيضاً قال والإتمام لغة أَبي الجراح وآكَلْتَني وأَكَّلْتَني ما لم آكُل أَي ادّعَيْته عَليَّ قال شمر تقول قوَّلَني فُلان حتى قلتُ أَي علمني وأَمرني أَن أَقول قال قَوَّلْتَني وأَقْوَلْتَني أَي علَّمتني ما أَقول وأَنطقتني وحَمَلْتني على القَوْل وفي حديث سعيد بن المسيب حين قيل له ما تقول في عثمان وعلي رضي الله عنهما ؟ فقال أَقول فيهما ما قَوَّلَني الله تعالى ثم قرأَ والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإِخواننا الذين سبقونا بالإِيمان ( الآية ) وفي حديث علي عليه السلام سمع امرأَة تندُب عمَر فقال أَما والله ما قالتْه ولكن قُوِّلتْه أَي لُقِّنته وعُلِّمته وأُلْقي على لسانها يعني من جانب الإِلْهام أَي أَنه حقيق بما قالت فيه وتَقَوَّل قَوْلاً ابتدَعه كذِباً وتقوَّل فلان عليَّ باطلاً أَي قال عَليَّ ما لم أَكن قلتُ وكذب عليَّ ومنه قوله تعالى ولو تقوَّل علينا بعضَ الأَقاويل وكلمة مُقَوَّلة قِيلتْ مرَّة بعد مرَّة والمِقْوَل اللسان ويقال إِنَّ لي مِقْوَلاً وما يسُرُّني به مِقْوَل وهو لسانه التهذيب أَبو الهيثم في قوله تعالى زعم الذين كفروا أَن لن يُبْعَثوا قال اعلم أَنُ العرب تقول قال إِنه وزعم أَنه فكسروا الأَلف في قال على الابتداء وفتحوها في زعم لأَن زعم فِعْل واقع بها متعدٍّ إِليها تقول زعمت عبدَ الله قائماً ولا تقول قلت زيداً خارجاً إِلاَّ أَن تدخل حرفاً من حروف الاستفهام في أَوله فتقول هل تَقُوله خارجاً ومتى تَقُوله فعَل كذا وكيف تقوله صنع وعَلامَ تَقُوله فاعلاً فيصير عند دخول حروف الاستفهام عليه بمنزلة الظن وكذلك تقول متى تَقُولني خارجاً وكيف تَقُولك صانعاً ؟ وأَنشد فمتى تَقُول الدارَ تَجْمَعُنا قال الكميت عَلامَ تَقُول هَمْدانَ احْتَذَتْنا وكِنْدَة بالقوارِصِ مُجْلِبينا ؟ والعرب تُجْري تقول وحدها في الاستفهام مجرى تظنُّ في العمل قال هدبة بن خَشْرم متى تَقُول القُلُصَ الرَّواسِما يُدْنِين أُمَّ قاسِمٍ وقاسِما ؟ فنصب القُلُص كما ينصب بالظنِّ وقال عمرو بن معديكرب عَلامَ تَقُول الرُّمْحَ يُثْقِلُ عاتِقي إِذا أَنا لم أَطْعُنْ إِذا الخيلُ كَرَّتِ ؟ وقال عمر بن أَبي ربيعة أَمَّا الرَّحِيل فدُون بعدَ غدٍ فمتى تَقُولُ الدارَ تَجْمَعُنا ؟ قال وبنو سليم يُجْرون متصرِّف قلت في غير الاستفهام أَيضاً مُجْرى الظنِّ فيُعدُّونه إِلى مفعولين فعلى مذهبهم يجوز فتح انَّ بعد القَول وفي الحديث أَنه سَمِعَ صوْت رجل يقرأُ بالليل فقال أَتَقُوله مُرائياً أَي أَتظنُّه ؟ وهو مختصٌّ بالاستفهام ومنه الحديث لمَّا أَراد أَن يعتَكِف ورأَى الأَخْبية في المسجد فقال البِرَّ تَقُولون بهنَّ أَي تظنُّون وتَرَوْن أَنهنَّ أَردْنَ البِرَّ قال وفِعْلُ القَوْلِ إِذا كان بمعنى الكلام لا يعمَل فيما بعده تقول قلْت زيد قائم وأَقول عمرو منطلق وبعض العرب يُعمله فيقول قلْت زيداً قائماً فإِن جعلتَ القَوْلَ بمعنى الظنّ أَعملته مع الاستفهام كقولك متى تَقُول عمراً ذاهباً وأَتَقُول زيداً منطلقاً ؟ أَبو زيد يقال ما أَحسن قِيلَك وقَوْلك ومَقالَتك ومَقالَك وقالَك خمسة أَوجُه الليث يقال انتشَرَت لفلان في الناس قالةٌ حسنة أَو قالةٌ سيئة والقالةُ تكون بمعنى قائلةٍ والقالُ في موضع قائل قال بعضهم لقصيدة أَنا قالُها أَي قائلُها قال والقالةُ القَوْلُ الفاشي في الناس والمِقْوَل القَيْل بلغة أَهل اليمن قال ابن سيده المِقْوَل والقَيْل الملك من مُلوك حِمْير يَقُول ما شاء وأَصله قَيِّل وقِيلَ هو دون الملك الأَعلى والجمع أَقْوال قال سيبويه كسَّروه على أَفْعال تشبيهاً بفاعل وهو المِقْوَل والجمع مَقاوِل ومَقاوِلة دخلت الهاء فيه على حدِّ دخولها في القَشاعِمة قال لبيد لها غَلَلٌ من رازِقيٍّ وكُرْسُفٍ بأَيمان عُجْمٍ يَنْصُفُون المَقاوِلا والمرأَة قَيْلةٌ قال الجوهري أَصل قَيْل قَيِّل بالتشديد مثل سَيِّد من ساد يَسُود كأَنه الذي له قَوْل أَي ينفُذ قولُه والجمع أَقْوال وأَقْيال أَيضاً ومن جمَعه على أَقْيال لم يجعل الواحد منه مشدَّداً التهذيب وهم الأَقْوال والأَقْيال الواحد قَيْل فمن قال أَقْيال بناه على لفظ قَيْل ومن قال أَقْوال بناه على الأَصل وأَصله من ذوات الواو وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه كتب لوائل بن حُجْر ولقومه من محمدٍ رسول الله إِلى الأَقْوالِ العَباهِلة وفي رواية إِلى الأَقْيال العَباهِلة قال أَبو عبيدة الأَقْيال ملوك باليمن دون الملك الأَعظم واحدُهم قَيْل يكون ملكاً على قومه ومِخْلافِه ومَحْجَره وقال غيره سمي الملك قَيْلاً لأَنه إِذا قال قولاً نفَذ قولُه وقال الأَعشى فجعلهم أَقْوالاً ثم دانَتْ بَعْدُ الرِّبابُ وكانت كعَذابٍ عقوبةُ الأَقْوالِ ابن الأَثير في تفسير الحديث قال الأَقْوال جمع قَيْل وهو الملك النافذ القَوْل والأَمرِ وأَصله قَيْوِل فَيْعِل من القَوْل حذفت عينه قال ومثله أَموات في جمع ميْت مخفف ميّت قال وأَما أَقْيال فمحمول على لفظ قَيْل كما قيل أَرْياح في جمع ريح والشائع المَقِيس أَرْواح وفي الحديث سبحان مَنْ تَعَطَّف العِزَّ وقال بِه تعطَّف العِزَّ أَي اشتمل بالعِزِّ فغلب بالعز كلَّ عزيز وأَصله من القَيْل ينفُذ قولُه فيما يريد قال ابن الأَثير معنى وقال به أَي أَحبَّه واختصَّه لنفسه كما يُقال فلان يَقُول بفلان أَي بمحبَّته واختصاصِه وقيل معناه حَكَم به فإِن القَوْل يستعمل في معنى الحُكْم وفي الحديث قولوا بقَوْلكم أَو بعض قَوْلِكم ولا يَسْتَجْرِيَنَّكم الشيطان أَي قُولوا بقَوْل أَهل دِينكم ومِلَّتكم يعني ادعوني رسولاً ونبيّاً كما سمَّاني الله ولا تسموني سيِّداً كما تسمُّون رؤساءكم لأَنهم كانوا يحسَبون أَن السيادة بالنبوة كالسيادة بأَسباب الدنيا وقوله بعض قولِكم يعني الاقتصادَ في المقال وتركَ الإِسراف فيه قال وذلك أَنهم كانوا مدحوه فكره لهم المبالغة في المدح فنهاهم عنه يريد تكلَّموا بما يحضُركم من القَوْلِ ولا تتكلَّفوه كأَنكم وُكلاءُ الشيطان ورُسُلُه تنطِقون عن لسانه واقْتال قَوْلاً اجْتَرَّه إِلى نفسِه من خير أَو شر واقْتالَ عليهم احْتَكَم وأَنشد ابن بري للغَطَمَّش من بني شَقِرة فبالخَيْر لا بالشرِّ فارْجُ مَوَدَّتي وإِنِّي امرُؤٌ يَقْتالُ مني التَّرَهُّبُ قال أَبو عبيد سمعت الهيثم بن عدي يقول سمعت عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز يقول في رُقْية النَّمْلة العَرُوس تَحْتَفِل وتَقْتالُ وتَكْتَحِل وكلَّ شيء تَفْتَعِلْ غير أَن لا تَعْصِي الرجل قال تَقْتال تَحْتَكِم على زوجها الجوهري اقْتال عليه أَي تحكَّم وقال كعب بن سعد الغَنَويّ ومنزلَةٍ في دار صِدْق وغِبْطةٍ وما اقْتال من حُكْمٍ عَليَّ طَبيبُ قال ابن بري صواب إِنشاده بالرفع ومنزلةٌ لأَن قبله وخَبَّرْ تُماني أَنَّما الموتُ في القُرَى فكيف وهاتا هَضْبَةٌ وكَثِيبُ وماءُ سماء كان غير مَحَمَّة بِبَرِّيَّةٍ تَجْري عليه جَنُوبُ وأَنشد ابن بري للأَعشى ولمِثْلِ الذي جَمَعْتَ لِرَيْبِ الد هر تَأْبى حكومة المُقْتالِ وقاوَلْته في أَمره وتَقاوَلْنا أَي تَفاوَضْنا وقول لبيد وإِنَّ الله نافِلةٌ تقاه ولا يَقْتالُها إِلا السَّعِيدُ أَي ولا يقولها قال ابن بري صوابه فإِنَّ الله بالفاء وقبله حَمِدْتُ اللهَ واللهُ الحميدُ والقالُ القُلَةُ مقلوب مغيَّر وهو العُود الصغير وجمعه قِيلان قال وأَنا في ضُرَّاب قِيلانِ القُلَهْ الجوهري القالُ الخشبة التي يضرَب بها القُلَة وأَنشد كأَنَّ نَزْوَ فِراخِ الهامِ بينَهُم نَزْوُ القُلاة قلاها قالُ قالِينا قال ابن بري هذا البيت يروى لابن مقبل قال ولم أَجده في شعره ابن بري يقال اقْتالَ بالبعير بعيراً وبالثوب ثوباً أَي استبدله به ويقال اقْتال باللَّوْن لَوْناً آخر إِذا تغير من سفرٍ أَو كِبَر قال الراجز فاقْتَلْتُ بالجِدّة لَوْناً أَطْحَلا وكان هُدَّابُ الشَّباب أَجْملا ابن الأَعرابي العرب تقول قالوا بزيدٍ أَي قَتَلُوه وقُلْنا به أَي قَتَلْناه وأَنشد نحن ضربناه على نِطَابه قُلْنا به قُلْنا به قُلْنا به أَي قَتَلْناه والنَّطابُ حَبْل العاتِقِ وقوله في الحديث فقال بالماء على يَده وفي الحديث الآخر فقال بِثَوبه هكذا قال ابن الأَثير العرب تجعل القول عبارةً عن جميع الأَفعال وتطلِقه على غير الكلام واللسان فتقول قال بِيَده أَي أَخذ وقال برِجْله أَي مشى وقد تقدَّم قول الشاعر وقالت له العَيْنانِ سمعاً وطاعة أَي أَوْمَأَتْ وقال بالماء على يدِه أَي قَلب وقال بثوب أَي رفَعَه وكل ذلك على المجاز والاتساع كما روي في حديث السَّهْوِ قال ما يَقُولُ ذو اليدين ؟ قالوا صدَق روي أَنهم أَوْمَؤُوا برؤوسِهم أَي نعم ولم يتكلَّموا قال ويقال قال بمعنى أَقْبَلَ وبمعنى مال واستراحَ وضرَب وغلَب وغير ذلك وفي حديث جريج فأَسْرَعَت القَوْلِيَّةُ إِلى صَوْمَعَتِه همُ الغَوْغاءُ وقَتَلَةُ الأَنبياء واليهودُ وتُسمَّى الغَوْغاءُ قَوْلِيَّةً

( قيل ) : القائلة : الظَّهِيرة . يقال : أَتانا عند القائِلة وقد تكون بمعنى القَيْلولة أَيضاً وهي النَّوْم في الظهيرة . المحكم : القائلة نِصفُ النهار . الليث : القَيْلُولة نَوْمةُ نِصْف النهار وهي القائلةُ قال يَقِيلُ وقد قال القوم قَيْلاً و قائلةً و قَيْلولةً و مَقالاً و مَقِيلاً الأَخيرة عن سيبويه . و المَقِيلُ أَيضاً : الموضع . ابن بري : وقد جاء المَقال لمَوْضع القَيْلولة قال الشاعر : فما إِنْ يَرْعَوِينَ لِمَحْلِ سَبْتٍ وما إِنْ يَرْعَوينَ على مَقالَ وقالت قريش لسيدنا رسول الله قَبْل أَن فَتَحَ عليه الفُتوحَ : إِنَّا لأَكْرَمُ مُقاما وأَحسن مَقِيلاً فأَنزل الله تعالى : { أَصحابُ الجنَّة يومئذٍ خيرٌ مُسْتَقرّاً وأَحسنُ مَقِيلاً } قال الفراء : قال بعض المحدِّثين يُرْوَى أَنه يُفْرَغ من حساب الناس في نِصْف ذلك اليوم فَيَقِيلُ أَهل الجنة في الجنة وأَهلُ النار في النار فذلك قوله تعالى : { خيرٌ مُسْتَقرّاً وأَحسنُ مَقِيلاً } قال : وأَهل الكلام إِذا اجتمع لهم أَحمق وعاقل لم يَستَجِيزوا أَن يقولوا : هذا أَحمق الرجلين ولا أَعْقل الرجلين ويقولون : لا تقول هذا أَعْقل الرجلين إِلا لعاقل يفضُل على صاحبه قال الفراء : وقد قال الله عز وجل { خيرٌ مستَقرًّا } فجعل أَهل الجنة خيراً مستَقرًّا من أَهل النار وليس في مستَقرِّ أَهل النار شيء من الخير فاعرف ذلك من خطئهم وقال أَبو طالب : إِنما جاز ذلك لأَنه موضع فيقال هذا الموضع خير من ذلك الموضع وإِذا كان نعتاً لم يستَقِمْ أَن يكون نعتُ واحد لاثنين مختلفين قال الأَزهري : ونحو ذلك قال الزجَّاج وقال : يُفْرَق بين المَنازِل والنُّعوت . قال أَبو منصور : و القَيْلولة عند العرب و المَقِيلُ الاستراحة نصف النهار إِذا اشتدَّ الحر وإِن لم يكن مع ذلك نَوْمٌ والدليل على ذلك أَن الجنة لا نَوْمَ فيها . وروي في الحديث : قِيلوا فإِن الشياطين لا تَقِيل . وفي الحديث : كان لا يُقِيلُ مالاً ولا يُبِينُه أَي كان لا يُمْسِك من المال ما جاءه صباحاً إِلى وقْت القائلة وما جاءه مساء لا يُمسِكه إِلى الصباح . والمَقِيل والقَيْلولة : الاستراحة نصفَ النهار وإِن لم يكن معها نَوْمٌ يقال : قال يَقِيل قَيْلولة فهو قائِل . ومنه حديث زيد بن عمرو بن نُفَيْل : ما مُهاجِرٌ كمَن قال وفي رواية : ما مُهَجِّر أَي ليس مَنْ هاجَر عن وَطَنه أَو خرج في الهاجِرة كمَن سكَن في بيته عند القائلة وأَقام به وفي حديث أُمِّ مَعْبَد : رَفِيقَيْنِ قالا خَيْمَتَيْ أُمّ مَعْبَدِ أَي نزلا فيها عند القائلة إِلا أَنه عدَّاه بغير حرف جرَ . وفي الحديث : أَن رسول الله كان بِتِعْهِن وهو قائل السُّقْيا تِعْهِنُ والسُّقْيا : موضعان بين مكة والمدينة أَي أَنه يكون بالسُّقْيا وقْتَ القائلة أَو هو مِنَ القوْل أَي يذكر أَنه يكون بالسُّقْيا ومنه حديث الجنائز : هذه فُلانة ماتت ظُهْراً وأَنت صائم قائلٌ أَي ساكِن في البيت عند القائلة وفي شعر ابن رَواحة : الْيَوْمَ نضْرِبْكُم على تَنْزِيلِه ضَرْباً يُزِيلُ الهَامَ عن مَقِيلِه الهامُ : جمعُ هامةٍ وهي أَعلى الرأْس و مَقِيلُه : موضعه مستعارٌ من موضع القائلة وسكون الباء من نَضْربْكم من جائزات الشعر وموضعُها الرفعُ . و تَقَيَّلوا : ناموا في القائلة . قال سيبويه : ولا يقال ما أَقْيَلَه استَغْنوا عنه بما أَنْوَمَهُ كما قالوا تركْتُ ولم يقولوا ودَعْتُ لا لعلَّةٍ . ورجل قائل والجمع قُيَّل بالتشديد و قُيَّال و القَيْلُ اسم للجمع كالشَّرْب والصَّحْب والسَّفْر قال : إِنْ قال قَيْلٌ لم أَقِلْ في القُيَّل فجاء بالجَمْعَيْن و قَيل : هو جمع قائل . وما أَكْلأَ قائلَتَه أَي نَوْمَه فأما قول العجاج : إِذا بَدَا دُهانِجٌ ذو أَعْدَال فقد يكون على الفعل الذي هو قال كضرَّاب وشَتَّام وقد يكون على النَّسَب كما قالوا نَبَّال لصاحب النَّبْل . وشَرِبَتِ الإِبلُ قائلةً أَي في القائلة كقولك شرِبَتْ ظاهِرةً أَي في الظَّهِيرة . وقد يكون قائلةً هنا مصدراً كالعافِية . و أَقالَها هو و قَيَّلَها : أَوردها ذلك الوقْت . و اقْتالَ : شَرِبَ نصْفَ النهار . و القَيْلُ : اللبَنُ الذي يشرب نصف النهار وقْتَ القائلة وقوله : وكيف لا أَبْكي على عِلاَّتي صَبَائِحِي غَبائِقِي قِيلاني عَنى به ذوات قَيْلاتي فقَيْلات على هذا جمع قَيْلَةٍ التي هي المرَّة الواحدة من القَيْل الأَزهري : أَنشدني أَعرابي : مالِيَ لا أَسْقِي حُبَيِّباتي وهُنَّ يوم الوِرْدِ أُمَّهاتي صَبَائِحي غَبائِقي قِيْلاتي أَراد بِحُبَيِّباتِه إِبِلَه التي يَسْقِيها ويشرَبُ أَلْبانها جعلهنَّ كأُمَّهاته . والقَيُول : كالقَيْل اسم كالصَّبُوح والغَبُوق . وقَيَّلَ الرجلَ : سقاه القَيْل . و تَقَيَّلَ هو القَيْلَ : شَرِبه أَنشد ثعلب : ولقد تَقَيَّلَ صاحبي في لِقْحةٍ لَبَناً يَحِلّ ولحمُها لا يُطْعَم الجوهري : يقال قَيَّله فَتَقَيَّل أَي سقاه نصفَ النهار فشرب قال الراجز : يا رُبَّ مُهْرٍ مَزْعُوق مُقَيَّل أَو مَغْبُوقْ من لَبَنِ الدُّهْمِ الرُّوقْ ويقال : هو شَرُوب لِلْقَيْل إِذا كان مِهْيافاً دَقِيقَ الخَصْر يحتاج إِلى شرب نصف النهار . وقالَ يَقِيل قَيْلاً إِذا شرب نصفَ النهار و تَقَيَّل أَيضاً . وحكى ابن دَرَسْتَوَيْه اقْتال ووزنه افْتَعَل . وقد تقدم في ترجمة قَوَلَ . و اقْتَلْتُ اقتيالاً إِذا شربت القَيْل . التهذيب : القَيْل شُرْب نصف النهار وأَنشد : يُسْقَيْنَ رَفْهاً بالنهار والليلْ من الصَّبُوحِ والغَبُوقِ والقَيْلُ جعل القَيْل ههنا شَرْبة نصف النهار وقالت أُم تأَبَّط شَرًّا : ما سَقَيْتُه غَيْلاً ولا حَرَمْتُه قَيْلاً . وفي حديث خزيمة : وأَكْتَفِي من حَمْلِه بالقَيْلَة القَيْلَة و القَيْلُ : شُرْب نصف النهار يعني أَنه يكتفي بتلك الشربة لا يحتاج إِلى حملها للخِصْب والسعة . و تَقَيَّل الناقة : حلَبها عند القائلة تقول : هذه قَيْلي و قَيْلَتي . وفي ترجمة صبح : و القَيْلُ و القَيْلة الناقة التي تحلَب في ذلك الوقت . قال الأَزهري : سمعت العرب تقول للناقة التي يشربون لَبَنها نصف النهار قَيْلة وهُنَّ قَيْلاني للِّقاح التي يَحْتَلِبونها وقت القائلة . و المِقْيَل : مِحْلَب ضخم يحلَب فيه في القائلة عن الهجري وأَنشد : عِنْزٌ من السُّكِّ ضَبوبٌ قَنْفَلْ تَكادُ من غُزْرٍ تَدُقُّ المِقْيَلْ و قالَهُ البيعَ قَيْلاً و أَقالَهُ إِقالةً وحكي اللحياني أَنَّ قِلْته لغة ضعيفة . و استَقالَني : طلب إِليَّ أَن أُقِيلَه . و تَقَايل البيِّعان : تَفاسَخا صَفْقَتهما . وتركْتُهما يَتقايلان البيع أَي يَسْتَقِيل كل واحد منهما صاحبه . وقد تَقَايَلا بعدما تبايعا أَي تَتَاركا و أَقَلْتُه البيعَ إِقالةً : وهو فسخُه قال : وربما قالوا قِلْتُه البيعَ فأَقالَني إِيَّاه . وفي الحديث : من أَقالَ نادِماً أَقالَهُ الله من نار جهنم . وفي رواية : أَقاله الله عَثْرَته أَي وافقه على نَقْض البيع وأَجابه إِليه . يقال : أَقاله يُقِيله إِقالةً . و تَقايلا إِذا فسخا البيع وعاد المبيع إِلى مالكه والثمنُ إِلى المشتري إِذا كان قد نَدِم أَحدهما أَو كِلاهما قال : وتكون الإِقالة في البَيعة والعهد . وفي حديث ابن الزبير : لما قُتل عثمان قلت لا أَستقِيلها أَبداً أَي لا أُقِيل هذه العَثْرة ولا أَنساها . و الاستِقالة : طَلب الإِقالة . و تَقَيَّل الماءُ في المكان المنخفض : اجتمع . أَبو زيد : يقال تقيَّل فلان أَباه وتقيَّضه تقيُّلاً وتقيُّضاً إِذا نزع إِليه في الشبَه . ويقال : أَقال ا فلاناً عَثْرته بمعنى الصَّفْح عنه . وفي الحديث : أَقِيلوا ذَوِي الهيئَات عَثَراتِهم وأَقال الله عَثْرتك وأَقالَكَها . و القَيْل : المَلِك من ملوك حِمْير يتقيَّل مَنْ قَبْله من ملوكهم يُشْبِهه وجمعه أَقْيال و قُيُول ومنه الحديث : إِلى قَيْل ذي رُعَيْنٍ أَي مَلِكها وهي قبيلة من اليمن تنسَب إِلى ذي رُعَيْنٍ وهو من أَذْواء اليمن ومُلوكِها . وقال ثعلب : الأَقْيال الملوك من غير أَن يخصَّ بها ملوك حِمْير . و اقْتالَ شيئاً بشيء : بَدَّله عن الزجاجي . ابن الأَعرابي : يقال أَدخِل بعيرَك السوق و اقْتَلْ به غيرَه أَي اسْتَبْدل به وأَنشد : واقْتَلْت بالجِدَّة لَوْناً أَطْحَلا أَي استبدلت وأَنشد ابن بري في ترجمة قَوَلَ : وِرْد هُموم طَرَقَتْ بالبَلْبالْ وظُلم ساعٍ وأَمير مُقْتالْ أَي مُختار قد جُعل بَدَلاً من غيره . قال أَبو منصور : و المُقايَلة والمُقايَضة المبادلة يقال : قَايَضه وقايَله إِذا بادَله . و القَيْلة و القِيلة : الأُدْرةُ . وفي حديث أَهل البيت : ولا حامل القِيلة القِيَلة بالكسر : الأَدْرة وهو انتفاخ الخُصْية . ورماه الله بقِيلة مكسورة أَي الأَدَرِ . و قيل : اسم رجل من عاد . و قَيْلٌ : وافِد عاد . و قَيْلةُ : موضع . و قَيْلة : أُمُّ الأَوْس والخَزْرَجِ . وفي حديث سلمان : ابْنَى قَيْلة يريد الأَوسَ والخزرجَ قبيلتي الأَنصار . و قَيْلة : اسم أُمَ لهم قديمة وهي قَيْلة بنت كاهِل . و قِيال بكسر القاف : اسم جبل بالبادية عال

( كأل ) الكأْلُ أَن تشتري أَو تبيع دَيْناً لك على رجل بدَينٍ له على آخر وكذلك الكأْلة والكُؤولة كله عن اللحياني والكَوَأْلَلُ القصير وقيل القصير مع غِلَظ وشدّة وقد اكْوَأَلَّ الرجل فهو مُكْوَئلٌّ إِذا قصُر والمُكْوَئلُّ القصير الأَفْحَجُ الأَصمعي إِذا كان فيه قصر وغلظ مع شدة قيل رجل كَوَأْلَل وكَأْلَل وكُلاكِل

( كبل ) الكَبْل قَيْد ضخم ابن سيده الكَبْل والكِبْل القَيْد من أَيّ شيء كان وقيل هو أَعظم ما يكون من الأَقْياد وجمعهما كُبُول يقال كَبَلْت الأَسير وكَبَّلْته إِذا قيَّدته فهو مَكْبُول ومُكَبَّل وقال أَبو عمرو هو القَيْد والكَبْل والنِّكْل والوَلْمُ والقُرْزُل والمَكْبُول المحبوس وفي الحديث ضَحِكْت من قوم يؤْتى بهم إِلى الجنة في كَبْل الحديد وفي حديث أَبي مرثَد ففُكَّت عنه أَكْبُله هي جمع قِلَّة للكَبْل القَيْدِ وفي قصيد كعب بن زهير مُتَيَّم إِثْرَها لم يُفْدَ مَكْبولُ أَي مقيَّد وكَبَله يَكْبِله كَبْلاً وكَبَّلَه وكَبَله كبْلاً
( * قوله « وكَبَله كَبْلاً » تكرار لما سبق الكلام عليه ) حَبسه في سجن أَو غيره وأَصله من الكَبْل قال
( * قوله « من الكبل قال » هكذا في الأصل ولعله من الكبل القيد قال إلخ نظير ما يأتي بعده )
إِذا كنتَ في دارٍ يُهِينُكَ أَهلُها ولم تَكُ مَكْبُولاً بها فتحوَّل وفي حديث عثمان إِذا وقعت السُّهْمان فلا مُكابَلة قال أَبو عبيد تكون المُكابَلة بمعنيين تكون من الحَبْس يقول إِذا حُدَّتِ الحُدودُ فلا يُحْبَس أَحد عن حقِّه وأَصله من الكَبْل القَيْد قال الأَصمعي والوجهُ الآخر أَن تكون المُكابَلة مقلوبة من المُباكَلة أَو المُلابكة وهي الاختلاط وقال أَبو عبيدة هو من المكَبْل ومعناه الحبس عن حقه ولم يذكر الوجه الآخر قال أَبو عبيد وهذا عندي هو الصواب والتفسير الآخر غلط لأَنه لو كان من بَكَلْت أَو لَبَكْت لقال مُباكَلة أَو مُلابَكةً وإِنما الحديث مُكابلَة وقال اللحياني في المُكابَلة قال بعضهم هي التأْخير يقال كَبَلْتُك دَيْنَك أَخَّرته عنك وفي الصحاح يقول إِذا حُدَّت الدار وفي النهاية إِذا حُدَّت الحُدود فلا يحبَس أَحد عن حقه كأَنه كان لا يرى الشُّفْعة للجار قال ابن الأَثير هو من الكَبْل القيد قال وهذا على مذهب من لا يرى الشفعة إِلاَّ للخَلِيط المحكم قال أَبو عبيد قيل هي مقلوبة من لَبَك الشيء وبَكَله إِذا خلَطه وهذا لا يسوغ لأَن المُكابَلة مصدر والمقلوب لا مصدر له عند سيبويه والمُكابلَة أَيضاً تأْخير الدَّيْن وكَبَله الدينَ كَبْلاً أَخَّره عنه والمُكابلَة التأْخير والحبس يقال كَبَلْتُك دَيْنَك وقال اللحياني المُكابلَة أَن تُباع الدار إِلى جنب دارك وأَنت تريدها ومحتاج إِلى شرائها فتؤخر ذلك حتى يستوجبها المشتري ثم تأْخذها بالشُّفْعة وهي مكروهة وهذا عند من يَرى شُفعة الجِوار وفي الحديث لا مُكابلة إِذا حُدَّت الحُدود ولا شُفْعة قال الطِّرِمَّاح متى يَعِدْ يُنْجِزْ ولا يَكْتَبِلْ منه العطايا طولُ إِعْتامِها إِعْتامُها الإِبطاء بها لا يَكْتَبِل لا يحتبس وفَرْوٌ كَبْلٌ كثير الصوف ثقيل الجوهري فَرْوٌ كَبَل بالتحريك أَي قصير وفي حديث ابن عبد العزيز أَنه كان يلبَس الفَرْوَ وَالكَبْل قال ابن الأَثير الكَبْل فَرْوٌ كبير والكَبْل ما ثُنيَ من الجلد عند شَفةِ الدلو فخُرِز وقيل شَفَتُها وزعم يعقوب أَن اللام بدل من النون في كَبْن والكابُول حِبالة الصائد يمانية وكابُلُ موضع وهو عجمي قال النابغة قُعوداً له غَسَّانُ يَرْجُون أَوْبَهُ وتُرْكٌ ورَهْطُ الأَعْجَمِين وكابُلُ وأَنشد ابن بري لأَبي طالب تُطاعُ بِنا الأَعداءُ ودُّوا لَوَ آنَّنا تُسَدُّ بِنا أَبوابُ تُرْكٍ وكابُل فكابُل أَعجمي ووزنه فاعُل وقد استعمله الفرزدق كثيراً في شعره وقال غوبة بن سلمى
( * قوله « وقال غوبة بن سلمى » كذا بالأصل والذي في ياقوت وقال فرعون بن عبد الرحمن يعرف بابن سلكة من بني تميم بن مرّ وددت إلخ ) وَدِدْتُ مَخافَةَ الحجَّاجِ أَني بِكابُلَ في اسْتِ شيطانٍ رَجيمِ مُقِيماً في مَضارِطِهِ أُغَنِّي أَلا حَيِّ المَنازِلَ بالغَمِيمِ وقال حنظلة الخير بن أَبي رُهْم ويقال حسَّان بن حنظلة نَزَلْت له عن الضُّبَيْبِ وقد بَدَتْ مُسَوَّمَةٌ من خَيْلِ تُرْكٍ وكابُلِ وذو الكَبْلَينِ فحل كان في الجاهلية كان ضَبَّاراً في قَيْده

( كبثل ) الكَبَوْثَلُ ولدٌ يقَعُ بين الخُنفُساء والجُعَل عن كراع

( كبرتل ) التهذيب في الخماسي ابن الأَعرابي يقال لذكر الخُنفُساء المُقَرَّضُ والحُوَّاز والكَبَرْتَل والمُدَحْرِج والجُعَل

( كتل ) الليث الكُتْلة أَعظم من الخُبْزة وهي قطعة من كنِيز التمر المحكم الكُتْلة من الطين والتمر وغيرهما ما جُمِع قال وبالغَداةِ كُتَلَ البَرْنِجِّ أَراد البَرْنيَّ الصحاح الكُتْلة القطعة المجتمعة من الصَّمْغ والمُكَتَّل الشديد القصير ورأْس مُكَتَّل مجمَّع مدوَّر والكُتْلة الفِدْرة من اللحم وكَتَّله سمَّنه عن كراع ورجل مُكَتَّل وذو كَتَلٍ وذو كَتالٍ غليظُ الجسم والكَتَال القوَّة والكَتَال اللحم ورجل مُكَتَّل الخلْق إِذا كان مُداخَل البدن إِلى القِصَر ما هو وأَلقى عليه كَتَالَه أَي ثقله قال الشاعر ولَسْت بِراحِلٍ أَبداً إِليهم ولو عالَجْت من وَتِدٍ كَتالا أَي مؤونةً وثِقْلاً والكَتالُ النفس والكَتال الحاجة تقضيها والكَتالُ كلُّ ما أُصْلِح من طعام أَو كُسْوة وزوّجها على أَن يقيم لها كَتالَها أَي ما يُصْلحها من عيشها والكَتال سوء العيش والأَكتل الشديدة من شدائد الدهر واشتقاقه من الكَتَال وهو سوء العيش وضيقه وأَنشد الليث إِنّ بها أَكتَلَ أَو رِزاما خُوَيْرِبان يَنْقُفانِ الْهاما قال ورِزام اسمُ الشديدة قال أَبو منصور غلط الليث في تفسير أَكْتل ورِزام قال وليسا من أَسماء الشدائد إِنما هما اسما لِصَّين من لُصوص البادية أَلا تراه قال خُوَيرِبان ؟ يقال لِصّ خارِب ويصغَّر فيقال خُوَيرِب وروى سلمة عن الفراء أَنه أَنشده ذلك قال الفراء أَو ههنا بمعنى واو العطف أَراد أَن بها أَكتَلَ ورِزاماً وهما خارِبان وبذلك فسر ابن سيده أَكْتَل ورِزاماً وسيأْتي وفي حديث ابن الصَّبْغاء وارْمِ على أَقفائهم بمِكْتَل المِكْتَل ههنا من الأَكْتَل وهي شديدة من شدائد الدهر والكَتالُ سوء العيش وضيق المؤونة والثِّقْل ويروى بمِنْكَل من النَّكال العقوبة وفي نوادر الأَعراب مرّ فلان يتَكَرَّى ويتَكَتَّل ويَتَقَلَّى إِذا مَرَّ مَرًّا سريعاً وفلان يَتَكَتَّل في مشيه إِذا قارب في خطوه كأَنه يتدحرج ويقال للحمار إِذا تمرَّغ فلزِق به التراب قد كَتِل جلدُه قال الراجز يشرَبُ منها نَهَلاتٌ وثعلْ وفي مراغٍ جلدُها منه كَتلْ ومن العرب من يقول كاتَله الله بمعنى قاتله الله والتَّكَتُّل ضرْب من المشي ابن سيده تكتَّل الرجل في مشيته وهي من مشي القصار الغلاط وما كتَلك عنَّا أَي ما حبسك والكَتِيلة النخلة التي فاتت اليَدَ طائية والجمع الكَتائل قال قد أَبصَرَتْ سُعْدَى بها كَتائلي طَويلةَ الأَقْناءِ والعَثاكِلِ مثل العَذارى الخُرَّدِ العَطابِلِ ابن الأَعرابي الكَتِيلة النخلة الطويلة وهي العُلْبة والعَوانة والقِرْواح النضر كُتول الأَرض فَنادِيرُها وهي ما أَشرف منها وأَنشد وتَيْماء تمشِي الريحُ فيها رَدِيَّة مَريضة لَوْنِ الأَرْض طُلْساً كُتولها والمِكْتَل والمِكْتلة الزَّبيل الذي يحمَل فيه التمر أَو العنب إِلى الجَرين وقيل المِكْتَل شبه الزَّبيل يسع خمسة عشر صاعاً وفي حديث الظِّهار أَنه أُتِيَ بمِكْتَل من تمر هو بكسر الميم الزَّبيل الكبير كأَن فيه كُتَلاً من التمر أَي قِطعاً مجتمعة وفي حديث خيبر فخرجوا بمَساحِيهم ومَكاتِلِهم وفي حديث سعد
( * قوله « وفي حديث سعد الى قوله بر » هكذا في الأصل ) مِكْتَل غيره مِكْتَل برّ ويقال كَتِنَتْ جَحافِل الخيل من العُشب وكَتِلَت بالنون واللام إِذا لزِجَتْ وكَتِل الشيء فهو كَتِل تلزَّق وتلزَّج قال وفي مراغٍ جلدُها منه كَتِلْ قال وقد تكون لام كَتِل بدلاً من نون كَتِنَ وهما بمعنى واحد والكُنْتَأْلُ بالضم القصير والنون زائدة قال ابن بري الكِتال المِراس يقال أَيَّ شيء كاتَلْتَ من فلان أَي مارَسْت قال ابن الطَّثَريَّة أَقول وقد أَيقَنْت أَنِّي مُواجه من الصَّرْم باباتٍ شديداً كِتالُها وهو مصدر كاتَلْت والكِتالُ أَيضاً المؤونة
( * قوله « والكتال أَيضاً المؤونة » كذا بضبط الأصل بوزن كتاب كالذي قبله وفي القاموس الكتال كسحاب المؤونة ) قال الشاعر قَدَ آوصَيت أَمسِ المُخْلَفين وَصِيَّة قليلاً على المُسْتَخْلَفِين كِتالُها والكَواتِل اسم موضع قال النابغة خلالَ المَطايا يَتَّصِلنَ وقد أَتت قِنانُ أُبَيْرٍ دونها والكَواتِل وكُتْلة موضع بشِقّ عبد الله بن كلاب وقال ابن جَبَلة هي رملة دون اليمامة قال الراعي فكُتْلَةٌ فُرؤَامٌ من مَساكِنها فمنتَهى السَّيْل من بَنْبان فالحُمَل وكُتَيْل وأَكْتَل اسمان قال إِنَّ بها أَكْتَلَ أَو رِزاما خُوَيْرِبَينِ يَنْقُفان الهاما
( في مادة « كتل » الخُوَيربان بدل الخُوَيربَين ولكلَيهما وجه من الأَعراب )

( كثل ) الأَزهري أَما كَثل فأَصل بناء الكَوْثَل وهو فَوْعَل وقال الليث الكَوْثَل مؤَخَّر السفينة وقد يشدد فيقال كَوْثَلٌّ وفي الكَوْثَل يكون المَلاَّحون ومَتاعُهم وأَنشد حَمَلْت في كَوْثَلِّها عَوِيقا
( * قوله « عويقا » هكذا في الأصل )
أَبو عمرو المَرْنَحة صَدْر السفينة والدَّوْطِيرة كَوْثَلها وقيل الكَوْثَلُ السُّكَّان أَبو عبيد الخَيْزُرانةُ السُّكَّان وهو الكَوْثَل قال الأَعشى من الخَوْفِ كَوْثَلُها يُلْتَزم وكَوْثَل السُّلَمِيُّ رجل معروف إِليه يُعْزَى سِبَاع بن كَوْثَل أَحد شعرائهم

( كحل ) الكُحْل ما يكتحل به قال ابن سيده الكُحْل ما وُضِع في العين يُشتَفى به كَحَلَها يَكْحَلها ويَكْحُلها كَحْلاً فهي مَكْحولة وكَحِيل من أَعين كُحْلاء وكَحائل عن اللحياني وكَحَّلَها أَنشد ثعلب فمَا لك بالسُّلْطان أَن تَحْمِل القَذَى جُفُونُ عُيون بالقَذَى لم تُكَحَّل وقد اكْتَحَل وتَكَحَّل والمِكْحال المِيلُ تكحل به العين من المُكْحُلة قال ابن سيده المِكْحَل والمِكْحَال الآلة التي يُكْتَحَل بها وقال الجوهري المِكْحَل والمِكْحال المُلْمُول الذي يُكْتَحَل به قال الشاعر إِذا الفَتَى لم يَرْكَب الأَهْوالا وخالَفَ الأَعْمام والأَخْوالا فأَعْطِهِ المرآة والمِكْحَالا واسْعَ له وعُدَّه عِيَالا وتَمَكْحَل الرجل إِذا أَخذ مُكْحُلة والمُكْحُلة الوِعاء أَحد ما شذَّ مما يرتَِفق به فجاء على مُفْعُل وبابه مِفْعَل ونظيره المُدْهُن والمُسْعُط قال سيبويه وليس على المكان إِذ لو كان عليه لفتح لأَنه من يَفْعُ قال ابن السكيت ما كان على مِفْعَل ومِفْعَلة مما يعمل به فهو مكسور الميم مثل مِخْرَز ومِبْضَع ومِسَلَّة ومِزْرَعة ومِخْلاة إِلا أَحرفاً جاءت نوادر بضم الميم والعين وهي مُسْعُط ومُنْخُل ومُدْهُن ومُكْحُلة ومُنْصُل وقوله أَنشده ابن الأَعرابي قال وهو للبيد فيما زعموا كَمِيش الإِزار يَكْحُل العينم إِثْمداً ويغدو علينا مُسْفِراً غيرَ واجِم فسره فقال معنى يكْحُل العين إِثْمداً أَنه يركب فحمة الليل وسواده الأَزهري الكَحَل مصدر الأَكْحَل والكَحْلاء من الرجال والنساء قال ابن سيده والكحَل في العين أَن يَعْلُو مَنابت الأَسْفار سواد مثل الكُحْل من غير كَحْل رجل أَكْحَل بيِّن الكَحَل وكَحِيل وقد كَحِل وقيل الكَحَل في العين أَن تسودّ مواضع الكُحْل وقيل الكَحْلاء الشديدة السواد وقيل هي التي تراها كأَنها مَكْحولة وإِن لم تُكْحَل وأَنشد كأَنَّ بها كُحْلاً وإِن لم تُكَحَّل الفراء يقال عين كَحيلٌ بغير هاء أَي مَكْحولة وفي صفته صلى الله عليه وسلم في عينه كَحَل الكَحَل بفتحتين سواد في أَجفان العين
( * قوله « في اجفان العين » صوابه في اشفار العين كما في هامش الأصل ) خلقة وفي حديث أَهل الجنة جُرْد مُرْد كَحْلى كَحْلى جمع كَحيل مثل قتيل وقتلى وفي حديث المُلاعَنة إِن جاءت به أَدْعَج أَكْحَل العينين والكَحْلاء من النعاج البيضاء السوداء العينين وجاء من المال بكُحْل عَيْنيْن أَي بقدر ما يملؤهما أَو يغَشِّي سوادهما أَبو عبيد ويقال لفلان كُحْل ولفلان سَواد أَي مال كثير قال وكان الأَصمعس يتأَول في سَواد العراق أَنه سمي به للكثرة قال الأَزهري وأَما أَنا فأَحسبه للخُضْرة ويقال مضى لفلان كُحْل أَي مال كثير والكَحْلة خرزة سواد تجعل على الصبيان وهي خرزة العين والنفس تجعل من الجن والإِنس فيها لونان بياض وسواد كالرُّبِّ والسَّمْن إِذا اختلطا وقيل هي خرزة تُستعطَف بها الرجال وقال اللحياني هي خرزة تُؤخِّذ بها النساءُ الرجال وكُحْل العُشْبِ أَن يُرَى النبت في الأُصول الكبار وفي الحشيش مخضَرّاً إِذا كان قد أُكل ولا يقال ذلك في العِضاه واكْتَحَلَت الأَرض بالخُضْرة وكَحَّلَت وتَكَحَّلَت وأَكْحَلَت واكْحالَّت وذلك حين تُرِي أَوَّلَ خضرةِ النبات والكَحْلاء عُشْبة رَوْضِيَّة سوداء اللَّوْن ذات ورَق وقُضُب ولها بُطون حمر وعِرْق أَحمر ينبت بنَجْد في أَحْويَةِ الرَّمْل وقال أَبو حنيفة الكَحْلاء عُشْبة سُهْلية تنبُت على ساقٍ ولها أَفْنان قليلة ليِّنة وورَق كورَق الرَّيْحان اللِّطاف خضرٌ ووَرْدة ناضرة لا يرعاها شيء ولكنها حسنة المَنْظَر قال ابن بري الكَحْلاء نبت ترعاه النحل قال الجعدي في صفة النحل قُرْع الرُّؤوس لصَوْتها جَرْسٌ في النَّبْع والكحْلاء والسِّدْر والإِكْحال والكَحْل شدَّة المَحْل يقال أَصابهم كَحْل ومَحْل وكَحْلُ السنة الشديدة تصرف ولا تصرف على ما يجب في هذا الضرْب من المؤنث العلم قال سلامة بن جندل قومٌ إِذا صَرَّحت كَحْلٌ بُيوتُهُمُ مأْوَى الضَّرِيكِ ومأْوَى كلِّ قُرْضُوب فأَجراه الشاعرُ لحاجته إِلى إِجْرائه القُرْضوب ههنا الفقير ويقال صٍرَّحت كَحْلُ إِذا لم يكن في السماء غَيْم وحكى أَبو عبيد وأَبو حنيفة فيها الكَحْل وبالأَلف واللام وكرهه بعضهم الجوهري يقال للسنة المجدبة كَحْل وهي معرفة لا تدخلها الأَلف واللام وكَحَلَتْهم السِّنون أَصابتهم قال لَسْنا كأَقْوامٍ إِذا كَحَلَتْ إِحدى السِّنين فَجارُهم تَمْرُ يقول يأْكلون جارَهم كما يؤكل التمر وقال أَبو حنيفة كَحَلَت السنةُ تَكْحَل كَحْلاً إِذا اشتدَّت الفراء اكْتَحَل الرجل إِذا وقع بشدَّة بعد رخاء ومن أَمثالهم باءت عَرَارِ بِكَحْلٍ إِذا قُتِل القاتل بمقتولة يقال كانتا بَقَرَتين في بني إِسرائيل قُتلت إِحداهما بالأُخرى قال الأَزهري من أَمثال العرب القديمة قولهم في التساوي باءتْ عَرارِ بكَحْلٍ قال ابن بري كَحْل اسم بقرة بمنزلة دَعْد يصرف ولا يصرف فشاهد الصرف قول ابن عنقاء الفزاري باءتْ عَرارٌ بكَحْلٍ والرِّفاق معاً فلا تَمَنَّوْا أَمانيَّ الأَباطِيل وشاهد ترك الصرف قول عبد الله بن الحجاج الثعلبي من بني ثعلبة بن ذبيان باءتْ عَرارِ بكَحْل فيما بيننا والحقُّ يعرِفه ذَوُو الأَلباب وكَحْلَةُ من أَسماء السماء قال الفارسي وتأَلَّهَ قيس بن نُشْبة في الجاهلية وكان مُنَجِّماً متفلسِفاً يخبر بمبعث النبي صلى الله عليه وسلم فلما بعث أَتاه قيس فقال له يا محمد ما كَحْلة ؟ فقال السماء فقال ما مَحْلة ؟ فقال الأَرض فقال أَشهد أَنك الرسول الله فإِنَّا قد وجدنا في بعض الكتب أَنه لا يعرف هذا إِلاَّ نبيّ وقد يقال لها الكَحْل قال الأُموي كَحْلٌ السماء وأَنشد للكميت إِذا ما المراضِيعُ الخِماصُ تأَوَّهَتْ ولم تَنْدَ من أَنْواءِ كَحْلٍ جَنُوبها والأَكْحَل عِرْق في اليد يُفْصَد قال ولا يقال عرق الأَكْحَل قال ابن سيده يقال له النَّسا في الفخِذ وفي الظهر الأَبْهَرَ وقيل الأَكْحَل عِرْق الحياة يُدْعى نَهْرَ البدَن وفي كل عضو منه شعبة لها اسم على حِدَة فإِذا قطع في اليد لم يَرْقإِ الدمُ وفي الحديث أَن سعداً رمي في أَكْحَله الأَكْحَل عرق في وسط الذراع يكثر فصده والمِكْحالان عظمان شاخِصان مما يلي باطنَ الذراعين من مركبهما وقيل هما في أَسفل باطن الذراع وقيل هما عَظْما الوَرِكين من الفرس والكُحَيْل مبني على التصغير الذي تطلى به الإِبل للجرَب لا يستعمل إِلاَّ مصغَّراً قال الشاعر مثل الكُحَيْل أَو عَقِيد الرُّبِّ قيل هو النِّفْط والقَطِران إِنما يطلى به لِلدَّبَر والقِرْدان وأَشباه ذلك قال علي بن حمزة هذا من مشهور غلط الأَصمعي لأَن النِّفْط لا يطلى به للجرَب وإِنما يطلى بالقَطِران وليس القَطِران مخصوصاً بالدَّبَر والقِرْدان كما ذكر ويفسد ذلك قول القَطِران الشاعر أَنا القَطِران والشُّعَراءُ جَرْبى وفي القَطِران للجَرْبى شِفاءُ وكذلك قول القُلاَّخ المِنْقَري إِني أَنا القَطِرانُ أَشْفي ذا الجَرَبْ وكُحَيْلَةُ وكُحْل موضعان

( كحثل ) الكَحْثلة عِظَم البطن

( كدل ) قال الأَزهري أَهمله الليث قال ووجدت أَنا فيه بيتاً لتأَبَّط شرّاً أَلا أَبلغا سعد بن ليث وجُنْدُعاً وكَلْباً أَنيبوا المَنَّ غير المُكَدَّل وقيل المُكَدَّل والمُكَدَّر واحد واللام مبدلة من الراء

( كربل ) كَرْبَل الشيءَ خلطه أَبو عمرو كَرْبَلْت الطعام كَرْبَلةً هذَّبته ونقَّيته مثل غَرْبَلَتْه وأَنشد في صفة حنطة يَحْمِلْنَ حمراءَ رَسُوباً بالنَّقَلْ قد غُرْبِلَتْ وكُرْبِلَتْ من القَصَلْ والكِرْبالُ المِنْدَف الذي يُنْدَف به القُطْن وأَنشد الشيباني تَرْمي اللُّغامَ على هاماتها قَزَعاً كالبِرْس طَيَّره ضرْبُ الكَرابِيلِ والكَرْبَلة رَخاوة في القَدَمين يقال جاء يمشي مُكَرْبِلاً أَي كأَنه يمشي في طين وكَرْبَل اسم نبت وقيل إِنه الحُمَّاض قال أَبو وجزة يصف عُهُون الهَوْدج وثامِرُ كَرْبَلٍ وعَمِيمُ دِفْلى عليها والنَّدَى سَبِط يَمُور والكَرْبَل نبت له نَوْر أَحمر مشرِق حكاه أَبو حنيفة وأَنشد كأَنَّ جَنى الدِّفْلى يُغَشِّي خُدورَها ونُوَّارُ ضاحٍ من خُزامى وكَرْبَل وكَرْبَلاء اسم موضع وبها قبر الحسين بن علي عليهما السلام قال كثيِّر فَسِبْطٌ سِبْطُ إِيمان وبِرٍّ وسِبْطٌ غَيَّبَته كَرْبَلاء

( كسل ) الليث الكَسَل التَّثاقُل عما لا ينبغي أَن يُتَثاقَل عنه والفعل كَسِل وأَكْسَل وأَنشد أَبو عبيدة للعجاج أَظَنَّتِ الدَّهْنا وظَنَّ مِسْحَلُ أَن الأَميرَ بالقَضاء يَعْجَلُ عن كَسَلاتي والحِصان يُكْسِلُ عن السِّفادِ وهو طِرْفٌ هَيْكَلُ ؟ قال أَبو عبيدة وسمعت رؤْبة ينشدها فالجواد يُكْسِل قال وسمعت غيره من ربيعة الجُوعِ يرويه يَكْسَل قال ابن بري فمن روى يَكْسَل فمعناه يثقُل ومن روى يُكْسِل فمعناه تنقطع شهوته عند الجماع قبل أَن يصل إِلى حاجته وقال العجاج أَيضاً قد ذاد لا يَسْتَكْسِل المَكاسِلا أَراد بالمَكاسِل الكَسَل أَي لا يَكْسَل كَسَلاً المحكم الكَسَل التثاقُل عن الشيء والفُتور فيه كَسِل عنه بالكسر كَسَلاً فهو كَسِل وكَسْلان والجمع كَسالى وكُسالى وكَسْلى قال الجوهري وإِن شئت كسرت اللام كما قلنا في الصَّحارِي والأُنثى كَسِلة وكَسْلى وكَسْلانة وكَسُول ومِكْسال ويقال فلان لا تُكْسِله المَكاسِل يقول لا تُثْقِلُه وجوه الكَسَل والمِكْسال والكَسُول التي لا تكاد تبرَح مجلسَها وهو مدحٌ لها مثل نَؤوم الضحى وقد أَكْسَله الأَمر وأَكْسَل الرجلُ عَزَل فلم يُرِدْ ولداً وقيل هو أَن يعالج فلا يُنزل ويقال في فحل الإِبل أَيضاً وفي الحديث أَن رجلاً سأَل النبي صلى الله عليه وسلم إِن أَحدنا يجامع فيُكْسِل معناه أَنه يفتُرُ ذكَرُه قبل الإِنزال وبعد الإِيلاج وعليه الغسل إِذا فعل ذلك لالتقاء الخِتانين وفي الحديث ليس في الإِكْسال إِلا الطَّهُور أَكْسَلَ إِذا جامع ثنم لَحِقه فُتور فلم يُنْزِل ومعناه صار ذا كَسَل قال ابن الأَثير ليس في الإِكْسال غُسْل وإِنما فيه الوضوء وهذا على مذهب مَنْ رأَى أَن الغسل لا يجب إِلا من الإِنزال وهو منسوخ والطَّهور ههنا يروى بالفتح ويراد به التطهر وقد أَثبت سيبويه الطَّهور والوَضوء والوَقود بالفتح في المصادر وكَسِلَ الفحلُ وأَكْسَلَ فَدَر وقول العجاج أَإِن كَسِلْتُ والجَواد يَكْسَلُ فجاء به على فَعِلْت ذهب ب إِلى الدّاءِ لأَن عامة أَفعال الداء على فَعِلْت والكِسْل وَتَرُ المِنْفَحة والمِنْفَحة القوس التي يُنْدَف بها القُطْن قال وأَبْغِ لي مِنْفَحةً وكِسْلا ابن الأَعرابي الكِسْل وتَر قوس الندَّاف إِذا نزع منها وقال غيره المِكْسَل وتر قوس الندّاف إِذا خلع منها والكَوْسَلة الحَوْثَرَة وهي رأْس الأُذَافِ وبه سمي الرجل حَوْثَرة وفي ترجمة كسل الكَوْسَلة بالسين في الفَيْشة ولعل الشين فيها لغة وقد ذكرناه في كَشَل أَيضاً مبيناً

( كسطل ) الكَسْطَل والكَسْطال الغُبار والأَعرف بالقاف

( كشل ) الكَوْشَلة الفَيْشَلة العظيمة الضخمة وهو الكَوْش والفَيْش أَيضاً قال أَبو منصور الكَوْسَلة بالسين في الفَيْشة ولعل الشين فيها لغة فإِن الشين عاقبت السين في حروف كثيرة مثل رَسْم ورَشْم وسَمَّر وشَمَّر وسَمَّت وشَمَّت والسُّدْفة والشُّدْفة

( كعل ) الكَعْل من الرجال القصير الأَسود قال جندل وأَصبحَتْ ليلى لها زَوُْج قَذِرْ كَعْلٌ تَغَشَّاه سَوادٌ وقِصَرْ والكَعْل الرَّجِيع من كل شيء حين يَضَعه عن ابن الأَعرابي والكَعْل ما يتعلق بخُصَى الكِباش من الوَذَح

( كعثل ) الكَعْثَلة الثقيل من العَدْو

( كعطل ) كَعْطَلَ كَعْطَلَةً عدا عدْواً شديداً وقيل عدا عدواً بطيئاً وشَدٌّ كَعْطَل منه كعظل الكَعْظَلة عدوٌ بطيءٌ عن كراع أَنشد ابن بري لا يُدْرك الفَوْت بشَدٍّ كَعْظَلِ إِلاَّ بإِجْذامِ النَّجا المُعَجَّلِ والمعروف عن يعقوب بالطاء المهملة وكَعْظَل يُكَعْظِل إِذا عدا عدواً شديداً

( كعظل ) الكَعْظَلة عدوٌ بطيءٌ عن كراع أَنشد ابن بري لا يُدْرك الفَوْت بشَدٍّ كَعْظَلِ إِلاَّ بإِجْذامِ النَّجا المُعَجَّلِ والمعروف عن يعقوب بالطاء المهملة وكَعْظَل يُكَعْظِل إِذا عدا عدواً شديداً

( كفل ) الكَفَل بالتحريك العجُز وقيل رِدْفُ العجُز وقيل القَطَن يكون للإِنسان والدابة وإِنها لعَجْزاءُ الكَفَل والجمع أَكْفال ولا يشتق منه فعل ولا صفة والكِفْل من مراكب الرجال وهو كساء يؤْخذ فيعقَد طرفاه ثم يُلقَى مقدَّمه على الكاهِل ومؤخَّره مما يلي العجُز وقيل هو شيء مستدير يُتخذ من خِرَقٍ أَو غير ذلك ويوضع على سَنام البعير وفي حديث أَبي رافع قال ذاك كِفْل الشيطان يعني معقده واكتفَل البعيرَ جعل عليه كِفْلاً الجوهري والكِفْل ما اكتفَل به الراكب وهو أَن يُدار الكساء حول سنام البعير ثم يركب والكِفْل كساء يجعل تحت الرحْل قال لبيد وإِن أَخَّرْت فالكِفْل ناجزُ وقال أَبو ذؤَيب على جَسْرةٍ مرفوعةِ الذَّيْلِ والكِفْلِ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي تُعْجِل شَدَّ الأَعْبَلِ المَكافِلا فسره فقال واحد المَكافِلُ مُكْتَفَل وهو الكِفْل من الأَكسية ابن الأَنباري في قولهم قد تكفَّلت بالشيء معناه قد أَلزمته نفسي وأَزلت عنه الضَّيْعَة والذهابَ وهو مأْخوذ من الكِفْل والكِفْل ما يحفظ الراكب من خلفه والكِفْل النصيب مأْخوذ من هذا أَبو الدقيش اكْتَفَلْت بكذا إِذا ولَّيْتَه كَفَلَكَ قال وهو الافْتِعال وأَنشد قد اكتَفَلَتْ بالحَزْنِ واعْوَجَّ دونها ضَواربُ من خَفَّان تَجْتابُه سَدْرا وفي حديث إِبراهيم لا تشرب من ثُلْمة الإِناء ولا عُرْوَته فإِنها كِفْل الشيطان أَي مَرْكَبُه لما يكون من الأَوْساخ كَرِه إِبراهيم ذلك والكِفْل أَصله المركَب فإِنَّ آذانَ العُرْوة والثُّلْمةَ مركب الشيطان والكِفْل من الرِّجال الذي يكون في مؤخَّر الحرب إِنما همَّته في التأَخر والفِرار والكِفْل الذي لا يثبت على ظهور الخيل قال الجَحَّاف بن حكيم والتَّغْلَبيّ على الجَواد غنيمةٌ كِفْلُ الفُروسة دائمُ الإِعْصام والجمع أَكْفال قال الأَعشى يمدح قوماً غيرُ مِيلٍ ولا عَوَاوِيرَ في الهيْ جا ولا غُزَّلٍ ولا أَكْفال والاسم الكُفولة وهو الكفِيل وفي التهذيب الكِفْل الذي لا يثبت على مَتْن الفرس وجمعه أَكْفال وأَنشد ما كنتَ تَلْقَى في الحُروب فَوَارِسي مِيلاً إِذا رَكِبوا ولا أَكْفالا وهو بيِّن الكُفولة وفي حديث ابن مسعود ذكر فتنة فقال إِني كائن فيها كالكِفْل آخذ ما أَعرِف وأَترك ما أُنْكِر قيل هو الذي يكون في آخر الحرب همته الفِرار وقيل هو الذي لا يقدر على الركوب والنهوض في شيء فهو لازم بيته قال أَبو منصور والكِفْل الذي لا يثبت على ظهر الدابة والكِفْل الحَظُّ والضِّعف من الأَجر والإِثم وعم به بعضهم ويقال له كِفْلان من الأَجر ولا يقال هذا كِفْل فلان حتى تكون قد هيَّأْت لغيره مثله كالنصيب فإِذا أَفردت فلا تقل كِفْل ولا نصيب والكِفْل أَيضاً المِثْل وفي التنزيل يُؤْتِكُم كِفْلَيْن من رحمته قيل معناه يؤْتكم ضِعْفَين وقيل مِثْلين وفيه ومَنْ يشفعْ شفاعة سيئة يكن له كِفْل منها قال الفراء الكِفْل الحظ وقيل يؤْتِكم كِفْلين أَي حَظَّين وقيل ضِعْفين وفي حديث الجمعة له كِفْلان من الأَجر الكِفْل بالكسر الحظ والنصيب وفي حديث جابر وعَمَدْنا إِلى أَعظم كِفْل وقال الزجاج الكِفْل في اللغة النصيب أُخذ من قولهم اكْتَفَلْت البعير إِذا أَدرْتَ على سَنامه أَو على موضع من ظهره كِساء وركبت عليه وإِنما قيل له كِفْل وقيل اكْتَفل البعيرَ لأَنه لم يستعمل الظهر كله إِنما استعمل نصيباً من الظهر وفي حديث مَجيء المستضعفين بمكة وعياشُ بن أَبي ربيعة وسلمةُ بن هشام مُتَكَفِّلان على بعير يقال تَكَفَّلْت البعير واكْتَفَلْته إِذا أَدرت حول سنامه كِساء ثم ركبته وذلك الكِساء الكِفْل بالكسر والكافِل العائِل كَفَله يَكْفُله وكَفَّله إِيّاه وفي التنزيل العزيز وكَفَلَها زكريا وقد قرئت بالتثقيل ونصب زكريّا وذكر الأَخفش أَنه قرئ وكَفِلَها زكريا بكسر الفاء وفي الحديث أَنه وكافل اليتيم كهاتَيْن في الجنة له ولغيره والكافِل القائم بأَمر اليتيم المربِّي له وهو من الكفيل الضمين والضمير في له ولغيره راجع إِلى الكافِل أَي أَن اليتيم سواء كان الكافِل من ذَوِي رحمه وأَنسابه أَو كان أَجنبيّاً لغيره تكفَّل به وقوله كهاتين إِشارة إِلى إِصبعيه السبَّابة والوسطى ومنه الحديث الرَّابُّ كافِلٌ الرَّابُّ زوج أُمِّ اليتيم لأَنه يكفُل تربيته ويقوم بأَمره مع أُمه وفي حديث وَفْد هَوازِن وأَنت خير المَكْفُولين يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم أَي خير من كُفِل في صغره وأُرْضِعَ ورُبِّيَ حتى نشأَ وكان مُسْتَرْضَعاً في بني سعد بن بكر والكافِل والكَفِيل الضامن والأُنثى كَفِيل أَيضاً وجمع الكافِل كُفَّل وجمع الكَفيل كُفَلاء وقد يقال للجمع كَفِيل كما قيل في الجمع صَدِيق وكَفَّلها زكريا أَي ضمَّنها إِياه حتى تكفَّل بحضانتها ومن قرأَ وكَفَلَها زكريا فالمعنى ضمِن القيام بأَمرها وكَفَل المال وبالمال ضَمِنه وكَفَل بالرجل
( * قوله « وكفل بالرجل إلخ » عبارة القاموس وقد كفل بالرجل كضرب ونصر وكرم وعلم ) يَكْفُل ويَكْفِل كَفْلاً وكُفُولاً وكَفالة وكَفُلَ وكَفِلَ وتَكَفَّل به كله ضمِنه وأَكْفَلَه إِياه وكَفَّله ضمَّنه وكَفَلْت عنه بالمال لغريمه وتكَفَّل بدينه تكفُّلاً أَبو زيد أَكْفَلْت فلاناً المال إِكْفالاً إِذا ضمَّنته إِياه وكَفَل هو به كُفُولاً وكَفْلاً والتَّكْفيل مثله قال الله تعالى فقال أَكْفِلْنِيها وعَزَّني في الخِطاب الزجاج معناه اجعلني أَنا أَكْفُلُها وانزل أَنت عنها ابن الأَعرابي كَفِيلٌ وكافِل وضَمِين وضامِن بمعنى واحد التهذيب وأَما الكافل فهو الذي كَفَل إِنساناً يَعُوله ويُنْفِقُ عليه وفي الحديث الرَّبِيب كافِلٌ وهو زوج أُمّ اليتيم كأَنه كَفَل نفقة اليتيم والمُكافِل المُجاوِر المُحالِف وهو أَيضاً المُعاقِد المعاهد عن ابن الأَعرابي وأَنشد بيت خِدَاش ابن زُهَير إِذا ما أَصاب الغَيْثُ لم يَرْعَ غيْثَهم من الناس إِلا مُحْرِم أَو مُكافِل المُحْرِم المُسالِم والمُكافِل المُعاقد المُحالف والكَفِيل من هذا أُخِذ والكِفْل والكَفِيل المِثْل يقال ما لفلان كِفْل أَي ما له مثل قال عمرو بن الحرث يَعْلو بها ظَهْرَ البعير ولم يوجَدْ لها في قومها كِفْل كأَنه بمعنى مثل قال الأَزهري والضِّعْف يكون بمعنى المِثْل وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم قال لرجلٍ لك كِفْلان من الأَجر أَي مثلان والكِفْل النصيب والجُزْء يقال له كِفْلان أَي جزءَان ونَصيبان والكافِل الذي لا يأْكل وقيل هو الذي يَصِل الصيام والجمع كُفَّل وكَفَلْت كَفْلاً أَي واصَلْت الصوم قال القطامي يصف إِبلاً بقلَّة الشرب يلُذْنَ بأَعْقارِ الحِياضِ كأَنها نساءُ النصارى أَصبحتْ وهي كُفَّل قال ابن الأَعرابي وحده هو من الضمان أَي قد ضَمِنَّ الصوم قال ابن سيده ولا يعجبني وذو الكِفْل اسم نبي من الأَنبياء صلوات الله عليهم أَجمعين وهو من الكَفالة سمي ذا الكِفْل لأَنه كَفَل بمائة ركعة كل يوم فَوَفَى بما كَفَل وقيل لأَنه كان يلبس كساء كالكفْل وقال الزجاج إِن ذا الكفْل سمي بهذا الاسم لأَنه تكفَّل بأَمر نبي في أُمته فقام بما يجب فيهم وقيل تكفَّل بعمل رجل صالح فقام به

( كلل ) الكُلُّ اسم يجمع الأَجزاء يقال كلُّهم منطلِق وكلهن منطلقة ومنطلق الذكر والأُنثى في ذلك سواء وحكى سيبويه كُلَّتهُنَّ منطلِقةٌ وقال العالِمُ كلُّ العالِم يريد بذلك التَّناهي وأَنه قد بلغ الغاية فيما يصفه به من الخصال وقولهم أَخذت كُلَّ المال وضربت كلَّ القوم فليس الكلُّ هو ما أُضيف إِليه قال أَبو بكر بن السيرافي إِنما الكلُّ عبارة عن أَجزاء الشيء فكما جاز أَن يضاف الجزء إِلى الجملة جاز أَن تضاف الأَجزاء كلها إِليها فأَما قوله تعالى وكُلٌّ أَتَوْه داخِرين وكلٌّ له قانِتون فمحمول على المعنى دون اللفظ وكأَنه إِنما حمل عليه هنا لأَن كُلاًّ فيه غير مضافة فلما لم تُضَفْ إِلى جماعة عُوِّض من ذلك ذكر الجماعة في الخبر أَلا ترى أَنه لو قال له قانِتٌ لم يكن فيه لفظ الجمع البتَّة ؟ ولما قال سبحانه وكُلُّهم آتيه يوم القيامة فَرْداً فجاء بلفظ الجماعة مضافاً إِليها استغنى عن ذكر الجماعة في الخبر ؟ الجوهري كُلٌّ لفظه واحد ومعناه جمع قال فعلى هذا تقول كُلٌّ حضَر وكلٌّ حضروا على اللفظ مرة وعلى المعنى أُخرى وكلٌّ وبعض معرفتان ولم يجئْ عن العرب بالأَلف واللام وهو جائز لأَن فيهما معنى الإِضافة أَضفت أَو لم تُضِف التهذيب الليث ويقال في قولهم كِلا الرجلين إِن اشتقاقه من كل القوم ولكنهم فرقوا بين التثنية والجمع بالتخفيف والتثقيل قال أَبو منصور وغيره من أَهل اللغة لا تجعل كُلاًّ من باب كِلا وكِلْتا واجعل كل واحد منهما على حدة قال وأَنا مفسر كلا وكلتا في الثلاثيّ المعتلِّ إِن شاء الله قال وقال أَبو الهيثم فيما أَفادني عنه المنذري تقع كُلٌّ على اسم منكور موحَّد فتؤدي معنى الجماعة كقولهم ما كُلُّ بيضاء شَحْمةً ولا كلُّ سَوْداء تمرةً وتمرةٌ جائز أَيضاً إِذا كررت ما في الإِضمار وسئل أَحمد بن يحيى عن قوله عز وجل فسجد الملائكة كُلُّهم أَجمعون وعن توكيده بكلهم ثم بأَجمعون فقال لما كانت كلهم تحتمل شيئين تكون مرة اسماً ومرة توكيداً جاء بالتوكيد الذي لا يكون إِلا توكيداً حَسْب وسئل المبرد عنها فقال لو جاءت فسجد الملائكة احتمل أَن يكون سجد بعضهم فجاء بقوله كلهم لإِحاطة الأَجزاء فقيل له فأَجمعون ؟ فقال لو جاءت كلهم لاحتمل أَن يكون سجدوا كلهم في أَوقات مختلفات فجاءت أَجمعون لتدل أَن السجود كان منهم كلِّهم في وقت واحد فدخلت كلهم للإِحاطة ودخلت أَجمعون لسرعة الطاعة وكَلَّ يَكِلُّ كَلاًّ وكَلالاً وكَلالة الأَخيرة عن اللحياني أَعْيا وكَلَلْت من المشي أَكِلُّ كَلالاً وكَلالة أَي أَعْيَيْت وكذلك البعير إِذا أَعيا وأَكَلَّ الرجلُ بعيرَه أَي أَعياه وأَكَلَّ الرجلُ أَيضاً أَي كَلَّ بعيرُه ابن سيده أَكَلَّه السيرُ وأَكَلَّ القومُ كَلَّت إِبلُهم والكَلُّ قَفَا السيف والسِّكِّين الذي ليس بحادٍّ وكَلَّ السيفُ والبصرُ وغيره من الشيء الحديد يَكِلُّ كَلاًّ وكِلَّة وكَلالة وكُلولة وكُلولاً وكَلَّل فهو كَلِيل وكَلٌّ لم يقطع وأَنشد ابن بري في الكُلول قول ساعدة لِشَانِيك الضَّراعةُ والكُلُولُ قال وشاهد الكِلَّة قول الطرماح وذُو البَثِّ فيه كِلَّةٌ وخُشوع وفي حديث حنين فما زِلْت أَرى حَدَّهم كَلِيلاً كَلَّ السيفُ لم يقطع وطرْف كَلِيل إِذا لم يحقِّق المنظور اللحياني انْكَلَّ السيف ذهب حدُّه وقال بعضهم كَلَّ بصرُه كُلولاً نَبَا وأَكلَّه البكاء وكذلك اللسان وقال اللحياني كلها سواء في الفعل والمصدر وقول الأَسود بن يَعْفُر بأَظفارٍ له حُجْنٍ طِوالٍ وأَنيابٍ له كانت كِلالا قال ابن سيده يجوز أَن يكون جمع كالٍّ كجائع وجِياع ونائم ونِيام وأَن يكون جمع كَلِيل كشديد وشِداد وحَديد وحِداد الليث الكَلِيل السيف الذي لا حدَّ له ولسان كَلِيل ذو كَلالة وكِلَّة وسيف كَلِيل الحدِّ ورجل كَلِيل اللسان وكَلِيل الطرْف قال وناس يجعلون كَلاَّءَ للبَصْرة اسماً من كَلَّ على فَعْلاء ولا يصرفونه والمعنى أَنه موضع تَكِلُّ فيه الريحُ عن عمَلها في غير هذا الموضع قال رؤبة مُشْتَبِهِ الأَعْلامِ لَمَّاعِ الخَفَقْ يكِلُّ وَفْد الريح من حيث انْخَرَقْ والكَلُّ المصيبة تحدث والأَصل من كَلَّ عنه أَي نبا وضعُف والكَلالة الرجل الذي لا ولد له ولا والد وقال الليث الكَلُّ الرجل الذي لا ولد له ولا والد كَلَّ الرجل يَكِلُّ كَلالة وقيل ما لم يكن من النسب لَحًّا فهو كَلالةٌ وقالوا هو ابن عمِّ الكَلالِة وابنُ عمِّ كَلالةٍ وكَلالةٌ وابن عمي كَلالةً وقيل الكَلالةُ من تَكَلَّل نسبُه بنسبك كابن العم ومن أَشبهه وقيل هم الإِخْوة للأُمّ وهو المستعمل وقال اللحياني الكَلالة من العصَبة من ورِث معه الإِخوة من الأُم والعرب تقول لم يَرِِثه كَلالةً أَي لم يرثه عن عُرُض بل عن قرْب واستحقاق قال الفرزدق ورِثْتم قَناةَ المُلْك غيرَ كَلالةٍ عن ابْنَيْ مَنافٍ عبدِ شمسٍ وهاشم ابن الأَعرابي الكَلالةُ بنو العم الأَباعد وحكي عن أَعرابي أَنه قال مالي كثيرٌ ويَرِثُني كَلالة متراخ نسبُهم ويقال هو مصدر من تكَلَّله النسبُ أَي تطرَّفه كأَنه أَخذ طَرَفيه من جهة الولد والوالد وليس له منهما أَحد فسمي بالمصدر وفي التنزيل العزيز وإِن كان رجل يُورَث كَلالةً
( الآية ) واختلف أَهل العربية في تفسير الكَلالة فروى المنذري بسنده عن أَبي عبيدة أَنه قال الكَلالة كل مَنْ لم يرِثه ولد أَو أَب أَو أَخ ونحو ذلك قال الأَخفش وقال الفراء الكَلالة من القرابة ما خلا الوالد والولد سموا كَلالة لاستدارتهم بنسب الميت الأَقرب فالأَقرب من تكَلله النسب إِذا استدار به قال وسمعته مرة يقول الكَلالة من سقط عنه طَرَفاه وهما أَبوه وولده فصار كَلاًّ وكَلالة أَي عِيالاً على الأَصل يقول سقط من الطَّرَفين فصار عِيالاً عليهم قال كتبته حفظا عنه قال الأَزهري وحديث جابر يفسر لك الكَلالة وأَنه الوارِث لأَنه يقول مَرِضْت مرضاً أَشفيت منه على الموت فأَتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت إِني رجل ليس يرثني إِلا كَلالةٌ أَراد أَنه لا والد له ولا ولد فذكر الله عز وجل الكَلالة في سورة النساء في موضعين أَحدهما قوله وإِن كان رجل يُورَث كَلالةً أَو امرأَةٌ وله أَخٌ أَو أُختٌ فلكل واحد منهما السدس فقوله يُورَث من وُرِث يُورَث لا من أُورِث يُورَث ونصب كَلالة على الحال المعنى أَن من مات رجلاً أَو امرأَة في حال تكَلُّلِه نسب ورثِته أَي لا والد له ولا ولد وله أَخ أَو أُخت من أُم فلكل واحد منهما السدس فجعل الميت ههنا كَلالة وهو المورِّث وهو في حديث جابر الوارث فكل مَن مات ولا والد له ولا ولد فهو كلالةُ ورثِته وكلُّ وارث ليس بوالد للميت ولا ولدٍ له فهو كلالةُ مَوْرُوثِه وهذا مشتق من جهة العربية موافق للتنزيل والسُّنة ويجب على أَهل العلم معرفته لئلا يلتبس عليهم ما يحتاجون إِليه منه والموضع الثاني من كتاب الله تعالى في الكَلالة قوله يَسْتفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة إِن امْرُؤٌ هلَك ليس له ولد وله أُخت فلها نصف ما ترك
( الآية ) فجعل الكَلالة ههنا الأُخت للأَب والأُم والإِخوة للأَب والأُم فجعل للأُخت الواحدة نصفَ ما ترك الميت وللأُختين الثلثين وللإِخوة والأَخوات جميع المال بينهم للذكر مثل حَظِّ الأُنثيين وجعل للأَخ والأُخت من الأُم في الآية الأُولى الثلث لكل واحد منهما السدس فبيّن بسِياق الآيتين أَن الكَلالة تشتمل على الإِخوة للأُم مرَّة ومرة على الإِخوة والأَخوات للأَب والأُم ودل قول الشاعر أَنَّ الأَب ليس بكَلالة وأَنَّ سائر الأَولياء من العَصَبة بعد الولد كَلالة وهو قوله فإِنَّ أَب المَرْء أَحْمَى له ومَوْلَى الكَلالة لا يغضَب أَراد أَن أَبا المرء أَغضب له إِذا ظُلِم وموالي الكلالة وهم الإِخوة والأَعمام وبنو الأَعمام وسائر القرابات لا يغضَبون للمرء غَضَب الأَب ابن الجراح إِذا لم يكن ابن العم لَحًّا وكان رجلاً من العشيرة قالوا هو ابن عَمِّي الكَلالةُ وابنُ عَمِّ كَلالةٍ قال الأَزهري وهذا يدل على أَن العَصَبة وإِن بَعُدوا كَلالة فافهمه قال وقد فسَّرت لك من آيَتَيِ الكَلالة وإِعرابهما ما تشتفي به ويُزيل اللبس عنك فتدبره تجده كذلك قال قد ثَبَّجَ الليث ما فسره من الكَلالة في كتابه ولم يبين المراد منه وقال ابن بري اعلم أَن الكَلالة في الأَصل هي مصدر كَلَّ الميت يَكِلُّ كَلاًّ وكَلالة فهو كَلٌّ إِذا لم يخلف ولداً ولا والداً يرِثانه هذا أَصلها قال ثم قد تقع الكَلالة على العين دون الحدَث فتكون اسماً للميت المَوْروث وإِن كانت في الأَصل اسماً للحَدَث على حدِّ قولهم هذا خَلْقُ الله أَي مخلوق الله قال وجاز أَن تكون اسماً للوارث على حدِّ قولهم رجل عَدْل أَي عادل وماءٌ غَوْر أَي غائر قال والأَول هو اختيار البصريين من أَن الكَلالة اسم للموروث قال وعليه جاء التفسير في الآية إِن الكَلالة الذي لم يخلِّف ولداً ولا والداً فإِذا جعلتها للميت كان انتصابها في الآية على وجهين أَحدهما أَن تكون خبر كان تقديره وإِن كان الموروث كَلالةً أَي كَلاًّ ليس له ولد ولا والد والوجه الثاني أَن يكون انتصابها على الحال من الضمير في يُورَث أَي يورَث وهو كَلالة وتكون كان هي التامة التي ليست مفتقرة إِلى خبر قال ولا يصح أَن تكون الناقصة كما ذكره الحوفي لأَن خبرها لا يكون إِلا الكَلالة ولا فائدة في قوله يورَث والتقدير إِن وقَع أَو حضَر رجل يموت كَلالة أَي يورَث وهو كَلالة أَي كَلّ وإِن جعلتها للحدَث دون العين جاز انتصابها على ثلاثة أَوجه أَحدها أَن يكون انتصابها على المصدر على تقدير حذف مضاف تقديره يورَث وِراثة كَلالةٍ كما قال الفرزدق ورِثْتُم قَناة المُلْك لا عن كَلالةٍ أَي ورثتموها وِراثة قُرْب لا وِراثة بُعْد وقال عامر بن الطُّفَيْل وما سَوَّدَتْني عامِرٌ عن كَلالةٍ أَبى اللهُ أَنْ أَسْمُو بأُمٍّ ولا أَب ومنه قولهم هو ابن عَمٍّ كَلالةً أَي بعيد النسب فإِذا أَرادو القُرْب قالوا هو ابن عَمٍّ دنْيَةً والوجه الثاني أَن تكون الكَلالة مصدراً واقعاً موقع الحال على حد قولهم جاء زيد رَكْضاً أَي راكِضاً وهو ابن عمي دِنيةً أَي دانياً وابن عمي كَلالةً أَي بعيداً في النسَب والوجه الثالث أَن تكون خبر كان على تقدير حذف مضاف تقديره وإِن كان المَوْروث ذا كَلالة قال فهذه خمسة أَوجه في نصب الكلالة أَحدها أَن تكون خبر كان الثاني أَن تكون حالاً الثالث أَن تكون مصدراً على تقدير حذف مضاف الرابع أَن تكون مصدراً في موضع الحال الخامس أَن تكون خبر كان على تقدير حذف مضاف فهذا هو الوجه الذي عليه أَهل البصرة والعلماء باللغة أَعني أَن الكَلالة اسم للموروث دون الوارث قال وقد أَجاز قوم من أَهل اللغة وهم أَهل الكوفة أَن تكون الكَلالة اسماً للوارِث واحتجُّوا في ذلك بأَشياء منها قراءة الحسن وإِن كان رجل يُورِث كَلالةً بكسر الراء فالكَلالة على ظاهر هذه القِراءة هي ورثةُ الميت وهم الإِخوة للأُم واحتجُّوا أَيضاً بقول جابر إِنه قال يا رسول الله إِنما يرِثني كَلالة وإِذا ثبت حجة هذا الوجه كان انتصاب كَلالة أَيضاً على مثل ما انتصبت في الوجه الخامس من الوجه الأَول وهو أَن تكون خبر كان ويقدر حذف مضاف ليكون الثاني هو الأَول تقديره وإِن كان رجل يورِث ذا كَلالة كما تقول ذا قَرابةٍ ليس فيهم ولد ولا والد قال وكذلك إِذا جعلتَه حالاً من الضمير في يورث تقديره ذا كَلالةٍ قال وذهب ابن جني في قراءة مَنْ قرأَ يُورِث كَلالة ويورِّث كَلالة أَن مفعولي يُورِث ويُوَرِّث محذوفان أَي يُورِث وارثَه مالَه قال فعلى هذا يبقى كَلالة على حاله الأُولى التي ذكرتها فيكون نصبه على خبر كان أَو على المصدر ويكون الكَلالة للمَوْروث لا للوارث قال والظاهر أَن الكَلالة مصدر يقع على الوارث وعلى الموروث والمصدر قد يقع للفاعل تارة وللمفعول أُخرى والله أَعلم قال ابن الأَثير الأَب والابن طرَفان للرجل فإِذا مات ولم يخلِّفهما فقد مات عن ذهاب طَرَفَيْه فسمي ذهاب الطرَفين كَلالة وقيل كل ما اخْتَفَّ بالشيء من جوانبه فهو إِكْلِيل وبه سميت لأَن الوُرَّاث يُحيطون به من جوانبه والكَلُّ اليتيم قال أَكُولٌ لمال الكَلِّ قَبْلَ شَبابِه إِذا كان عَظْمُ الكَلِّ غيرَ شَديد والكَلُّ الذي هو عِيال وثِقْل على صاحبه قال الله تعالى وهو كَلٌّ على مَوْلاه أَي عِيال وأَصبح فلان مُكِلاًّ إِذا صار ذوو قَرابته كَلاًّ عليه أَي عِيالاً وأَصبحت مُكِلاًّ أَي ذا قراباتٍ وهم عليَّ عيال والكالُّ المُعْيي وقد كَلَّ يَكِلُّ كَلالاً وكَلالةً والكَلُّ العَيِّل والثِّقْل الذكَر والأُنثى في ذلك سواء وربما جمع على الكُلول في الرجال والنساء كَلَّ يَكِلُّ كُلولاً ورجل كَلٌّ ثقيل لا خير فيه ابن الأَعرابي الكَلُّ الصنم والكَلُّ الثقيلُ الروح من الناس والكَلُّ اليتيم والكَلُّ الوَكِيل وكَلَّ الرجل إِذا تعِب وكَلَّ إِذا توكَّل قال الأَزهري الذي أَراد ابنُ الأَعرابي بقوله الكلُّ الصنَم قوله تعالى ضَرَب الله مثلاً عبداً مملوكاً ضربه مثلاً للصَّنَم الذي عبدُوه وهو لا يقدِر على شيء فهو كَلٌّ على مولاه لأَنه يحمِله إِذا ظَعَن ويحوِّله من مكان إِلى مكان فقال الله تعالى هل يستوي هذا الصَّنَم الكَلُّ ومن يأْمر بالعدل استفهام معناه التوبيخ كأَنه قال لا تسوُّوا بين الصنم الكَلِّ وبين الخالق جل جلاله قال ابن بري وقال نفطويه في قوله وهو كَلٌّ على مولاه هو أُسيد بن أَبي العيص وهو الأَبْكم قال وقال ابن خالويه ورأْس الكَلّ رئيس اليهود الجوهري الكَلُّ العِيال والثِّقْل وفي حديث خديجة كَلاَّ إِنَّك لَتَحْمِل الكَلَّ هو بالفتح الثِّقْل من كل ما يُتكلَّف والكَلُّ العِيال ومنه الحديث مَنْ تَرك كَلاًّ فَإِلَيَّ وعليَّ وفي حديث طَهْفة ولا يُوكَل كَلُّكم أَي لا يوكَل إِليكم عِيالكم وما لم تطيقوه ويُروى أُكْلُكم أَي لا يُفْتات عليكم مالكم وكَلَّلَ الرجلُ ذهب وترك أَهلَه وعيالَه بمضْيَعَةٍ وكَلَّل عن الأَمر أَحْجَم وكَلَّلَ عليه بالسيف وكَلَّل السبعُ حمل ابن الأَعرابي والكِلَّة أَيضاً حالُ الإِنسان وهي البِكْلَة يقال بات فلان بكِلَّة سواء أَي بحال سوء قال والكِلَّة مصدر قولك سيف كَلِيل بيّن الكِلَّة ويقال ثقُل سمعه وكَلَّ بصره وذَرَأَ سِنُّه والمُكَلِّل الجادُّ يقال حَمَل وكَلَّل أَي مضى قُدُماً ولم يَخِم وأَنشد الأَصمعي حَسَمَ عِرْقَ الداءِ عنه فقَضَبْ تَكْلِيلَةَ اللَّيْثِ إِذا الليثُ وَثَبْ قال وقد يكون كَلَّل بمعنى جَبُن يقال حمل فما كَلَّل أَي فما كذَب وما جبُن كأَنه من الأَضداد وأَنشد أَبو زيد لجَهْم بن سَبَل ولا أُكَلِّلُ عن حَرْبٍ مُجَلَّحةٍ ولا أُخَدِّرُ للمُلْقِين بالسَّلَمِ وروى المنذري عن أَبي الهيثم أَنه يقال إِن الأَسد يُهَلِّل ويُكَلِّل وإِن النمر يُكَلِّل ولا يُهَلِّل قال والمُكَلِّل الذي يحمِل فلا يرجع حتى يقَع بقِرْنه والمُهَلِّل يحمل على قِرْنه ثم يُحْجِم فيرجع وقال النابغة الجعدي بَكَرَتْ تلوم وأَمْسِ ما كَلَّلْتها ولقد ضَلَلْت بذاك أَيَّ ضلال ما صِلة كَلَّلْتها أَدْعَصْتها يقال كَلَّلَ فلان فلاناً أَي لم يُطِعه وكَلَلْتُه بالحجارة أَي علوته بها وقال وفرحه بِحَصَى المَعْزاءِ مَكْلولُ
( * قوله « وفرحه إلخ » هكذا في الأصل )
والكُلَّة الصَّوْقَعة وهي صُوفة حمراء في رأْس الهَوْدَج وجاء في الحديث نَهَى عن تَقْصِيص القُبور وتَكْلِيلها قيل التّكْلِيل رفعُها تبنى مثل الكِلَل وهي الصَّوامع والقِباب التي تبنى على القبور وقيل هو ضَرْب الكِلَّة عليها وهي سِتْر مربَّع يضرَب على القبور وقال أَبو
عبيد الكِلَّة من السُّتور ما خِيطَ فصار كالبيت وأَنشد
( * لبيد في معلقته )
من كُلِّ مَحْفوفٍ يُظِلُّ عِصِيَّهُ ... زَوْجٌ عليه كِلَّةٌ وقِرامُها
والكِلَّة السِّتر الرقيق يُخاط كالبيت يُتَوَقّى فيه من البَقِّ وفي المحكم الكِلَّة السِّتر الرقيق قال والكِلَّة غشاءٌ من ثوب رقيق يُتوقَّى به من البَعُوض والإِكْلِيل شبه عِصابة مزيَّنة بالجواهر والجمع أَكالِيل على القياس ويسمى التاج إِكْلِيلاً وكَلَّله أَي أَلبسه الإِكْلِيل فأَما قوله
( * البيت لحسَّان بن ثابت من قصيدة في مدح الغساسنة ) أَنشده ابن جني قد دَنا الفِصْحُ فالْوَلائدُ يَنْظِمْ نَ سِراعاً أَكِلَّةَ المَرْجانِ فهذا جمع إِكْلِيل فلما حذفت الهمزة وبقيت الكاف ساكنة فتحت فصارت إِلى كَلِيلٍ كَدَلِيلٍ فجمع على أَكِلَّة كأَدِلَّة وفي حديث عائشة رضي الله عنها دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم تَبْرُقُ أَكالِيل وَجْهه هي جمع إِكْلِيل قال وهو شبه عِصابة مزيَّنة بالجَوْهَر فجعلتْ لوجهه الكريم صلى الله عليه وسلم أَكالِيلَ على جهة الاستعارة قال وقيل أَرادتْ نواحي وجهه وما أَحاط به إِلى الجَبِين من التَّكَلُّل وهو الإِحاطة ولأَنَّ الإِكْلِيل يجعل كالحَلْقة ويوضع هنالك على أَعلى الرأْس وفي حديث الاستسقاء فنظرت إِلى المدينة وإِنها لفي مثْل الإِكْليل يريد أَن الغَيْم تَقَشَّع عنها واستدار بآفاقها والإِكْلِيل منزِل من منازل القمر وهو أَربعة أَنجُم مصطفَّة قال الأَزهري الإِكْلِيل رأْس بُرْج العقرب ورقيبُ الثُّرَيَّا من الأَنْواء هو الإِكْلِيل لأَنه يطلُع بِغُيُوبها والإِكْلِيل ما أَحاط بالظُّفُر من اللحم وتَكَلَّله الشيءُ أَحاط به وروضة مُكَلَّلة محفوفة بالنَّوْر وغمام مُكَلَّل محفوف بقِطَع من السحاب كأَنه مُكَلَّل بهنَّ وانْكَلَّ الرجلُ ضحك وانكلَّت المرأَة فهي تَنْكَلُّ انْكِلالاً إِذا ما تبسَّمت وأَنشد ابن بري لعمر بن أَبي ربيعة وتَنْكَلُّ عن عذْبٍ شَتِيتٍ نَباتُه له أُشُرٌ كالأُقْحُوان المُنَوِّر وانْكَلَّ الرجل انْكِلالاً تبسَّم قال الأَعشى ويَنْكَلُّ عن غُرٍّ عِذابٍ كأَنها جَنى أُقْحُوان نَبْتُه مُتَناعِم يقال كَشَرَ وافْتَرَّ وانْكَلَّ كل ذلك تبدو منه الأَسنان وانْكِلال الغَيْم بالبَرْق هو قدر ما يُرِيك سواد الغيم من بياضه وانْكَلَّ السحاب بالبرق إِذا ما تبسَّم بالبرق والإِكْلِيل السحابُ الذي تراه كأَنَّ غِشاءً أُلْبِسَه وسحاب مُكَلَّل أَي ملمَّع بالبرق ويقال هو الذي حوله قِطع من السحاب واكْتَلَّ الغمامُ بالبرق أَي لمع وانكَلَّ السحاب عن البرق واكْتَلَّ تبسم الأَخيرة عن ابن الأَعرابي وأَنشد عَرَضْنا فقُلْنا إِيهِ سِلْم فسَلَّمتْ كما اكْتَلَّ بالبرقَ الغَمامُ اللوائحُ وقول أَبي ذؤيب تَكَلَّل في الغِماد فأَرْضِ ليلى ثلاثاً ما أَبين له انْفِراجَا قيل تَكَلَّل تبسم بالبرق وقيل تنطَّق واستدار وانكلَّ البرقُ نفسه لمع لمعاً خفيفاً أَبو عبيد عن أَبي عمرو الغمام المُكَلَّل هو السحابة يكون حولها قِطَع من السحاب فهي مكَلَّلة بهنَّ وأَنشد غيره لامرئ القيس أَصَاحِ تَرَى بَرْقاً أُرِيك وَمِيضَه كَلَمْع اليَدَيْن في حَبيٍّ مُكَلَّلِ وإِكْلِيل المَلِك نبت يُتداوَى به والكَلْكَل والكَلْكال الصدر من كل شيء وقيل هو ما بين التَّرْقُوَتَيْن وقيل هو باطن الزَّوْرِ قال أَقول إِذْ خَرَّتْ على الكَلْكَالِ قال الجوهري وربما جاء في ضرورة الشعر مشدداً وقال منظور بن مرثد الأَسدي كأَنَّ مَهْواها على الكَلْكَلِّ موضعُ كَفَّيْ راهِبٍ يُصَلِّي قال ابن بري وصوابه موقِعُ كفَّيْ راهب لأَن بعد قوله على الكَلْكَلِّ ومَوْقِفاً من ثَفِناتٍ زُلِّ قال والمعروف الكَلْكَل وإِنما جاء الكَلْكَال في الشعر ضرورة في قول الراجز قلتُ وقد خرَّت على الكَلْكَالِ يا ناقَتي ما جُلْتِ من مَجَالِ
( * في الصفحة السابقة اقول إذ خَرَّت إلخ )
والكَلْكَل من الفرس ما بين مَحْزِمه إِلى ما مسَّ الأَرض منه إِذا رَبَضَ وقد يستعار الكَلْكَل لما ليس بجسم كقول امرئ القيس في صفة لَيْل فقلتُ له لمَّا تَمَطَّى بِجَوْزِه وأَرْدَفَ أَعْجازاً وَنَاءَ بِكَلْكَل
( * في المعلقة بصُلبِه بدل بجوزه )
وقالت أَعرابية تَرْثي ابنها أَلْقَى عليه الدهرُ كَلْكَلَهُ مَنْ ذا يقومُ بِكَلْكَلِ الدَّهْرِ ؟ فجعلت للدهر كَلْكَلاً وقوله مَشَقَ الهواجِرُ لَحْمَهُنَّ مع السُّرَى حتى ذَهَبْنَ كَلاكلاً وصُدوراً وضع الأَسماء موضع الظروف كقوله ذهبن قُدُماً وأُخُراً ورجل كُلْكُلٌ ضَرْبٌ وقيل الكُلْكُل والكُلاكِل بالضم القصير الغليظ الشديد والأُنثى كُلْكُلة وكُلاكلة والكَلاكِل الجماعات كالكَراكِر وأَنشد قول العجاج حتى يَحُلُّون الرُّبى الكَلاكِلا الفراء الكُلَّة التأْخير والكَلَّة الشَّفْرة الكالَّة والكِلَّة الحالُ حالُ الرجُل ويقال ذئب مُكِلّ قد وضع كَلَّهُ على الناس وذِئب كَلِيل لا يَعْدُو على أَحد وفي حديث عثمان أَنه دُخِل عليه فقيل له أَبِأَمْرك هذا ؟ فقال كُلُّ ذلك أَي بعضه عن أَمري وبعضه بغير أَمري قال ابن الأَثير موضع كل الإِحاطة بالجميع وقد تستعمل في معنى البعض قال وعليه حُمِل قولُ عثمان ومنه قول الراجز قالتْ له وقولُها مَرْعِيُّ إِنَّ الشِّواءَ خَيْرُه الطَّرِيُّ وكُلُّ ذاك يَفْعَل الوَصِيُّ أَي قد يفعَل وقد لا يفعَل وقال ابن بري وكَلاّ حرف رَدْع وزَجْر وقد تأْتي بمعنى لا كقول الجعديّ فقلْنا لهم خَلُّوا النِّساءَ لأَهْلِها فقالوا لنا كَلاَّ فقلْنا لهم بَلى فكَلاَّ هنا بمعنى لا بدليل قوله فقلنا لهم بلى وبَلى لا تأْتي إِلا بعد نفي ومثله قوله أَيضاً قُرَيْش جِهازُ الناس حَيّاً ومَيِّتاً فمن قال كَلاَّ فالمُكذِّب أَكْذَبُ وعلى هذا يحمل قوله تعالى فيقول رَبِّي أَهانَنِي كَلاَّ وفي الحديث تَقَع فَتِنٌ كأَنها الظُّلَل فقال أَعرابي كَلاَّ يا رسول الله قال ابن الأَثير كَلاَّ رَدْع في الكلام وتنبيه ومعناها انْتَهِ لا تفعل إِلا أَنها آكد في النفي والرَّدْع من لا لزيادة الكاف وقد ترد بمعنى حَقّاً كقوله تعالى كَلاَّ لَئِن لم تَنْته لَنَسْفَعنْ بالناصية والظُّلَل السَّحاب

( كمل ) الكَمَال التَّمام وقيل التَّمام الذي تَجَزَّأَ منه أَجزاؤه وفيه ثلاث لغات كَمَل الشيء يَكْمُل وكَمِل وكَمُل كَمالاً وكُمولاً قال الجوهري والكسر أَرْدَؤُها وشيء كَمِيل كامِل جاؤوا به على كَمُل وأَنشد سيبويه على أَنه بعدما قد مضى ثلاثون للهَجْر حَوْلاً كَميلا وتَكَمَّل ككَمَل وتَكامَل الشيء وأَكْمَلْته أَنا وأَكْمَلْت الشيء أَي أَجْمَلْتُه وأَتممته وأَكْمَلَه هو واستكْمَله وكَمَّله أَتَمَّه وجَمَلَه قال الشاعر فقُرَى العِراق مَقِيلُ يومٍ واحدٍ والبَصْرَتان وواسِط تَكْمِيلُه قال ابن سيده قال أَبو عبيد أَراد كان ذلك كله يُسار في يوم واحد وأَراد بالبصرتين البصرة والكوفة وأَعطاه المال كَمَلاً أَي كامِلاً هكذا يتكلم به في الجميع والوُحْدَان سواء ولا يثنى ولا يجمع قال وليس بمصدر ولا نعت إِنما هو كقولك أَعطيته كُلَّه ويقال لك نصفُه وبعضه وكَماله وقال الله تعالى اليومَ أَكْمَلْت لكم دينَكم وأَتْمَمْتُ عليكم نِعْمتي ( الآية ) ومعناه والله أَعلم الآن أَكْملتُ لكم الدِّين بأَنْ كفيتكم خوف عدوِّكم وأَظْهَرْتَكم عليهم كما تقول الآن كَمُل لنا المُلْك وكَمُل لنا ما نريد بأَن كُفينا من كنَّا نخافه وقيل أَكمَلتُ لكم دِينكم أَي أَكْملتُ لكم فوق ما تحتاجون إِليه في دِينِكم وذلك جائر حسَن فأَما أَن يكون دين الله عز وجل في وقت من الأَوقات غير كامِل فلا قال الأَزهري هذا كله كلام أَبي إِسحق وهو الزجاج وهو حسَن ويجوز للشاعر أَن يجعل الكامل كَميلاً وأَنشد ثلاثون للهَجْر حَوْلاً كَمِيلا والتَّكْمِلاتُ في حِساب الوَصايا معروف ويقال كَمَّلْت له عَدَدَ حقِّه ووَفاء حقه تَكْميلاً وتَكمِلة فهو مُكَمَّل ويقال هذا المكمِّل عشرين والمكمِّل مائة والمُكَمِّل أَلفاً قال النابغة فكَمَّلَت مائةً فيها حَمامَتُها وأَسرعتْ حِسْبةً في ذلك العَدَدِ ورجل كامِل وقوم كَمَلة مثل حافِد وحَفَدة ويقال أَعطه هذا المال كَمَلاً أَي كلَّه والتَّكمِيل والإِكْمال التمام واستكْمله استَتَمَّه الجوهري وقول حميد حتى إِذا ما حاجِبُ الشمس دَمَجْ تَذَكَّرَ البِيضَ بكُمْلول فَلَجْ قال مَنْ نَوَّن الكُمْلول قال هو مَفازة وفَلَج يريد لَجَّ في السير وإِنما ترك التشديد للقافية وقال الخليل الكُمْلول نبت وهو بالفارسية بَرْغَسْت حكاه أَبو تراب في كتاب الاعتِقاب ومن أَضاف قال فَلْج نهر صغير والكامِل من شطور العَروض معروف وأَصله متفاعلن ست مرات سمي كاملاً لأَنه استكمَل على أَصله في الدائرة وقال أَبو إِسحق سمي كامِلاً لأَنه كَمُلَت أَجزاؤه وحركاته وكان أَكْمَل من الوافِر لأَن الوافِر تَوَفَّرتْ حركاته ونقصت أَجزاؤه وقا ابن الأَعرابي المِكْمَل الرجل الكامِل للخير أَو الشرّ والكامِلِيَّةُ من الرَّوافِض شَرُّ جِيلٍ وكامِل اسم فرس سابق لبني امرئ القيس وقيل كان لامرئ القيس وكامِل أَيضاً فرس زيد الخيل وإِياه عنى بقوله ما زلتُ أَرميهم بثُغْرة كامِل وقال ابن بري كامِل اسم فرس زيد الفوارس الضَّبِّي وفيه يقول العائف الضَّبِّيّ نِعْمَ الفوارس يوم جيش مُحَرِّقٍ لَحِقوا وهم يُدْعَوْن يالَ ضِرارِ زيدُ الفوارِس كَرَّ وابنا مُنْذِرٍ والخيلُ يَطْعُنُها بَنُو الأَحْرارِ يَرْمي بِغُرَّةِ كامِلٍ وبنَحْره خَطَرَ النُّفوس وأَيّ حِين خِطارِ وكامِل أَيضاً فرس للرُّقَاد بن المُنْذِر الضَّبِّيّ وكَمْلٌ وكامِلٌ ومُكَمَّل وكُمَيْل وكُمَيْلة كلها أَسماء

( كمتل ) كُمْتَل وكُماتِل وكُمْتُر وكُماتِر صُلْب شديد

( كمثل ) الكَمَيْثَل القصير ورجل كَمْثَل وكُماثِل صُلْب شديد قال أَبو منصور وسمعت أَعرابيّاً يقول ناقة مُكَمْثَلة الخلْقِ إِذا كانت مُداخَلة مجتمِعة

( كمهل ) التهذيب كَمْهَلْت الحديث أَي أَخْفيته وعمَّيْته ابن الأَعرابي كَمْهَل إِذا جمع ثيابه وحزَمها للسفر وكَمْهَل فلان علينا منعنا حَقَّنا وفي النوادر كَمْهَلْت المال كَمْهَلة وحَبْكَرْته حَبْكرة ودَبْكَلْتُه دَبْكَلة وحَبْحَبْتُه حَبْحَبة وزَمْزَمْته زَمْزَمة وصَرْصَرْته وكَرْكَرْته إِذا جمعته وردَدْت أَطراف ما انتشر منه وكذلك كَبْكَبْتُه

( كنبل ) رجل كُنْبُل وكُنابِل شديد صُلْب وكُنابَِيل اسم موضع حكاه سيبويه والله أَعلم

( كنثل ) الكُنْثال
( * قوله « الكنثال » هكذا في الأصل بالثاء المثلثة مضبوطاً وفي الصحاح في مادة كتل بالتاء المثناة والكنتال بالضم القصير والنون زائدة وفي القاموس الكنتأل كجردحل القصير اه أي بالمثناة )
القصير مثَّل به سيبويه وفسره السيرافي

( كندل ) الكَنْدَلى شجر يُدْبَغ به وهو من دِباغ السِّنْد ودباغه يَجيء أَحمر حكاه أَبو حنيفة وقال مرة هو الكَنْدَلاءُ فمَدَّ قال وما البحر عدُوُّ كل شجر إِلا الكَنْدَلاءَ والقُرْمَ والقُرْمُ مذكور في موضعه

( كنعل ) الأَزهري الكَنْعَلةُ في العَدْو الثقيلُ منه

( كنفل ) رجلٌ كَنْفَلِيلُ اللِّحْية ضَخْمُها ولِحية كَنْفَلِيلة ضخمة جافِية

( كنهل ) كَنْهَلٌ وكِنْهِلٌ موضع ومن العرب مَنْ لا يصرفه يجعله اسماً للبقعة قال جرير طَوَى البَينُ أَسبابَ الوِصال وحاوَلَتْ بكِنْهِل أَقْران الهَوى أَنْ تُجَذَّما الأَزهري كِنْهِل ماء لبني تميم معروف وقال عمرو بن كُلْثوم فجَلَّلَها الجِيادَ بكِنْهِلاء

( كنهدل ) كَنَهْدَلٌ صُلب شديد

( كهل ) الكَهْلُ الرجل إِذا وَخَطه الشيب ورأَيت له بَجالةً وفي الصحاح الكَهْلُ من الرجال الذي جاوَز الثلاثين ووَخَطَه الشيبُ وفي فضل أَبي بكر وعمر رضي الله عنهما هذان سيِّدا كُهول الجنة وفي رواية كُهولِ الأَوَّلين والآخِرين قال ابن الأَثير الكَهْلُ من الرجال من زاد على ثلاثين سنة إِلى الأَربعين وقيل هو من ثلاث وثلاثين إِلى تمام الخمسين وقد اكْتَهَلَ الرجلُ وكاهَلَ إِذا بلغ الكُهولة فصار كَهْلاً وقيل أَراد بالكَهْلِ ههنا الحليمَ العاقلَ أَي أَن الله يدخِل أَهلَ الجنةِ الجنةَ حُلماءَ عُقَلاءَ وفي المحكم وقيل هو من أَربع وثلاثين إِلى إِحدى وخمسين قال الله تعالى في قصة عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام ويُكَلِّم الناسَ في المهدِ وكَهْلاً قال الفراء أَراد ومُكَلِّماً الناس في المهد وكَهُْلاً والعرب تَضَع يفعل في موضع الفاعل إِذا كانا في معطوفين مجتمعين في الكلام كقول الشاعر بِتُّ أُعَشِّيها بِعَضْبٍ باتِرِ يَقْصِدُ في أَسْوُقِها وجائِرِ أَراد قاصِدٍ في أَسوُقها وجائرٍ وقد قيل إِنه عطف الكَهْل على الصفة أَراد بقوله في المَهْد صبيّاً وكَهْلاً فردَّ الكَهْلَ على الصفة كما قال دَعانا لِجَنْبِه أَو قاعِداً روى المنذري عن أَحمد بن يحيى أَنه قال ذكر الله عز وجل لعيسى آيتين تكليمه الناس في المَهْد فهذه معجزة والأُخْرى نزوله إِلى الأَرض عند اقتراب الساعة كَهْلاً ابن ثلاثين سنة يكلِّم أُمة محمد فهذه الآية الثانية قال أَبو منصور وإِذا بلغ الخمسين فإِنه يقال له كَهْل ومنه قوله هل كَهْل خَمْسين إِنْ شاقَتْه مَنْزِلةٌ مُسَفَّه رأَيُه فيها ومَسْبوبُ ؟ فجعله كَهْلاً وقد بلغ الخمسين ابن الأَعرابي يقال للغُلام مُراهِق ثم مُحْتَلم ثم يقال تخرَّج وجهُه
( * قوله « ثم يقال تخرج وجهه الى قوله ثم مجتمع » هكذا في الأصل وعبارته في مادة جمع ويقال للرجل إذا اتصلت لحيته مجتمع ثم كهل بعد ذلك ) ثم اتَّصلت لحيته ثم مُجْتَمِعٌ ثم كَهْلٌ وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة قال الأَزهري وقيل له كَهْل حينئد لانتهاء شَبابه وكمال قوَّته والجمع كَهْلُونَ وكُهُولٌ وكِهال وكُهْلانٌ قال ابن مَيَّادة وكيف تُرَجِّيها وقد حال دُونها بَنُو أَسَدٍ كُهْلانُها وشَبابُها ؟ وكُهَّل قال وأَراها على توهُّم كاهِل والأُنثى كَهْلة من نسوة كَهْلاتٍ وهو القياس لأَنه صفة وقد حكي فيه عن أَبي حاتم تحريك الهاء ولم يذكره النحويون فيما شذَّ من هذا الضرب قال بعضهم قلما يقال للمرأَة كهلة مفردة حتى يُزَوِّجُوها بشَهْلة يقولون شَهْلةٌ كَهْلةٌ غيره رجل كَهْل وامرأَة كَهْلة إِذا انتهى شبابُهما وذلك عند استكمالهما ثلاثاً وثلاثين سنة قال وقد يقال امرأَة كَهْلة ولم يذكر معها شَهْلة قال ذلك الأَصمعي وأَبو عبيدة وابن الأَعرابي قال الشاعر ولا أَعُودُ بعدها كَرِيًّا أُمارِسُ الكَهْلَة والصَّبِيَّا والعَزَب المُنَفَّهَ الأُمِّيَّا واكْتَهَل أَي صار كَهْلاً ولم يقولوا كَهَلَ إِلاَّ أَنه قد جاء في الحديث هل في أَهْلِكَ من كاهِلٍ ؟ ويروى مَنْ كاهَلَ أَي مَنْ دخل حدَّ الكُهُولة وقد تزوَّج وقد حكى أَبو زيد كاهَلَ الرجلُ تزوَّج وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه سأَل رجلاً أَراد الجهادَ معه فقال هل في أَهلِك من كاهِلٍ ؟ يروى بكسر الهاء على أَنه اسم ويروى مَنْ كاهَلَ بفتح الهاء على أَنه فِعْل بوزن ضارِبٍ وضارَبَ وهما من الكُهُولة يقول هل فيهم مَنْ أَسَنَّ وصار كَهْلاً ؟ وذكر عن أَبي سعيد الضرير أَنه ردَّ على أَبي عبيد هذا التفسير وزعم أَنه خطأٌ قد يخلُف الرجلُ الرجلَ في أَهله كَهْلاً وغير كَهْلٍ قال والذي سمعناه من العرب من غير مسأَلة أَن الرجل الذي يخلُف الرجلَ في أَهله يقال له الكاهِن وقد كَهَنَ يَكْهَن كُهُوناً قال ولا يخلو هذا الحرف من شيئين أَحدهما أَن يكون المحدَّث ساءَ سمعُه فظَنَّ أَنه كاهِلٌ وإِنما هو كاهِنٌ أَو يكون الحرف تعاقب فيه بين اللام والنون كما يقال هَتَنَتِ السماءُ وهَتَلَتْ والغِرْيَنُ والغِرْيَلُ وهو ما يَرْسُب أَسفل قارورة الدُّهْن من ثُفْلِه ويرسُب من الطين أَسفل الغَدير وفي أَسفل القِدْر من مَرَقه عن الأَصمعي قال الأَزهري وهذا الذي قاله أَبو سعيد له وجه غير أَنه بعيد ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم هل في أَهلِك من كاهِلٍ أَي في أَهلك مَنْ تعْتَمِده للقيام بشأْن عيالك الصغار ومن تُخلِّفه مِمَّن يلزمك عَوْلُه فلما قال له ما هُمْ إِلاَّ أُصَيْبِيَةٌ صِغار أَجابه فقال تَخَلَّف وجاهِد فيهم ولا تضيِّعهم والعرب تقول مُضَر كاهِلُ العرب وسَعْد كاهِل تميم وفي النهاية وتَمِيم كاهِلُ مُضَر وهو مأْخوذ من كاهل البعير وهو مقدَّم ظهره وهو الذي يكون عليه المَحْمِل قال وإِنما أَراد بقوله هل في أَهلك من تعتمد عليه في القيام بأَمر مَنْ تُخَلِّف من صِغار ولدك لئلا يضيعوا أَلا تراه قال له ما هم إِلاَّ أُصَيْبِية صغار فأَجابه وقال ففيهم فجاهِد قال وأَنكر أَبو سعيد الكاهِل وقال هو كاهِن كما تقدم وقول أَبي خِراش الهذلي فلو كان سَلْمى جارَهُ أَو أَجارَهُ رِماحُ ابنِ سعد رَدَّه طائر كَهْلُ
( * قوله « رماح ابن سعد » هكذا الأصل وفي الاساس رباح ابن سعد )
قال ابن سيده لم يفسره أَحد قال وقد يمكن أَن يكون جعله كَهْلاً مبالغة به في الشدة الأَزهري يقال طار لفلان طائر كَهْلٌ إِذا كان له جَدّ وحَظّ في الدنيا ونَبْت كَهْل مُتناهٍ واكْتَهَلَ النبتُ طال وانتهى منتهاه وفي الصحاح تَمَّ طولُه وظهر نَوْرُه قال الأَعشى يُضاحِكُ الشمسَ منها كَوْكَبٌ شَرِقٌ مُؤَزَّرٌ بِعَمِيمِ النَّبْت مُكْتَهِل وليس بعد اكْتِهال النَّبْت إِلاَّ التَّوَلِّي وقول الأَعشى يُضاحِك الشمسَ معناه يدُور معها ومُضاحَكَتُه إِياها حُسْن له ونُضْرة والكَوْكب مُعْظَم النبات والشَّرِقُ الرَّيَّان المُمْتلئ ماءً والمُؤَزَّر الذي صار النبت كالإِزار له والعَمِيمُ النبتُ الكثيف الحسَن وهو أَكثر من الجَمِيم يقال نَبْت عَمِيم ومُعْتَمٌّ وعَمَمٌ واكْتَهَلَت الروضة إِذا عَمَّها نبتُها وفي التهذيب نَوْرُها ونعجة مُكْتَهِلةٌ إِذا انتهى سِنُّها المحكم ونعجة مُكْتَهِلةٌ مُخْتَمِرةُ الرأْس بالبياض وأَنكر بعضهم ذلك والكاهِلُ مقَدَّم أَعلى الظهر مما يَلي العنُق وهو الثُلث الأَعلى فيه سِتُّ فِقَر قال امرؤ القيس يصف فرساً له حارِكٌ كالدِّعْصِ لَبَّدهُ الثرى إِلى كاهِل مثل الرِّتاجِ المُضَبَّبِ وقال النضر الكاهِلُ ما ظهر من الزَّوْر والزَّوْرُ ما بَطَن من الكاهِل وقال غيره الكاهِل من الفرس ما ارتفع من فُروعِ كَتِفَيْه وأَنشد وكاهِل أَفْرعَ فيه مع ال إِفْراعِ إِشْرافٌ وتَقْبِيبُ وقال أَبو عبيدة الحارِك فُروعُ الكَتِفَيْن وهو أَيضاً الكاهِلُ قال والمِنْسَجُ أَسفل من ذلك والكائبة مقدَّم المِنْسَج وقيل الكاهِلُ من الإِنسان ما بين كتفيه وقيل هو مَوْصِل العنُق في الصُّلْب وقيل هو في الفرس خلْف المِنْسَج وقيل هو ما شَخَص من فُروعِ كتفيه إِلى مُسْتَوى ظهره ويقال للشديد الغَضَب والهائِجِ من الفحول إِنه لذو كاهِل حكاه ابن السكيت في كتابه المَوْسُوم بالأَلفاظ وفي بعض النسخ إِنه لذو صاهِل بالصاد وقوله طَوِيل مِتَلِّ العُنْقِ أَشْرَف كاهِلاً أَشَقّ رَحِيب الجَوْف مُعْتَدِل الجِرْم وضع الاسم فيه موضع الظرف كأَنه قال ذهب صُعُداً وإِنه لشديد الكاهل أَي منيع الجانب قال الأَزهري سمعت غير واحد من العرب يقول فلان كاهل بني فلان أَي مُعْتمَدهم في المُلِمَّات وسَنَدُهم في المهمات وهو مأْخوذ من كاهل الظهر لأَن عُنُق الفرس يَتَسانَدُ إِليه إِذا أَحْضَر وهو مَحْمِل مُقَدَّم قَرَبُوس السَّرْج ومُعْتَمَد الفارس عليه ومن هذا قول رؤبة يمدح مَعَدّاً إِذا مَعَدٌّ عَدَتِ الأَوائِلا فابْنَا نِزَارٍ فَرَّجا الزَّلازِلا حِصْنَيْنِ كانا لِمَعَدٍّ كاهِلا ومَنْكِبَينِ اعْتَلَيا التَّلاتِلا أَي كانا يعني ربيعة ومُضَر عُمْدة أَولادِ مَعَدّ كُلِّهم وفي كتابه إِلى أَهل اليمن في أَوقات الصلاة والعِشاء إِذا غاب الشَّفَقُ إِلى أَن تَذْهب كَواهِلُ الليلِ أَي أَوائله إِلى أَوساطه تشبيهاً لليْل بالإِبل السائرة التي تتقدَّم أَعناقُها وهَوادِيها وتتبعُها أَعجازُها وتَوالِيها والكَواهِل جمع كاهِل وهو مقدَّم أَعلى الظهْر ومنه حديث عائشة وقَرَّر الرُّؤُوسَ على كَواهِلها أَي أَثْبَتها في أَماكنها كأَنها كانت مشْفِية على الذهاب والهلاك الجوهري الكاهِلُ الحارِكُ وهو ما بين الكَتِفين قال النبي صلى الله عليه وسلم تميمٌ كاهِلٌ مُضَر وعليها المَحْمل قال ابن بري الحارِكُ فرع الكاهل هكذا قال أَبو عبيدة قال وهو عظم مُشْرِف اكْتَنَفَه فَرْعا الكَتِفَين قال وقال بعضهم هو منبت أَدنى العُرْف إِلى الظهر وهو الذي يأْخذ به الفارس إِذا رَكِب أَبو عمرو يقال للرجل إِنه لذو شاهِقٍ وكاهِلٍ وكاهِنٍ بالنون واللام إِذا اشتدَّ غضبُه ويقال ذلك للفحل عند صِيالِه حين تسمَع له صَوْتاً يخرج من جَوْفه والكُهْلُولُ الضحَّاكُ وقيل الكَريم عاقبت اللامُ الراءَ في كهرور ابن السكيت الكُهْلُولُ والرُّهْشُوشُ والبُهْلُول كله السخيُّ الكريم والكَهْوَلُ العَنْكَبُوت وحُقُّ الكَهُول بَيْتُه وقال عمرو بن العاص لمعاوية حين أَراد عَزْلَه عن مِصْر إِني أَتيتُك من العِراق وإِنَّ أَمْرَك كَحُق الكَهُولِ أَو كالجُعْدُبةَ أَو كالكُعْدُبةِ فما زلت أُسْدِي وأُلْحِمُ حتى صار أَمْرُك كفَلْكَةِ الدَّرَّارةِ وكالطِّرَافِ المُمَدَّدِ قال ابن الأَثير هذه اللفظة قد اختُلِف فيها فَرَواها الأَزهري بفتح الكاف وضم الهاء وقال هي العَنْكَبُوت ورواها الخطابيُّ والزمخشري بسكون الهاء وفتح الكاف والواو وقالا هي العنكبوت ولم يقيِّدها القتيبي ويروى كَحُقِّ الكَهْدَل بالدال بدل الواو وقال القتيبي أَما حُقُّ الكَهْدَل فلم أَسمع شيئاً ممن يوثق بعلمه بمعنى أَنه بيت العنكبوت ويقال إِنه ثَدْيُ العَجوز وقيل العجوز نفسها وحُقُّها ثديُها وقيل غير ذلك والجُعْدُبةُ النُّفَّاخاتُ التي تكون من ماء المطر والكُعْدُبةُ بيت العنكبوت وكل ذلك مذكور في موضعه وكاهِلٌ وكَهْل وكُهَيْلٌ أَسماء يجوز أَن يكون تصغير كَهْل وأَن يكون تصغير كاهلٍ تصغيرَ الترخيم قال ابن سيده وأَن يكون تصغير كَهْلٍ أَولى لأَن تصغير الترخيم ليس بكثير في كلامهم وكُهَيْلة موضع رمل قال عُمَيْرِيَّة حَلَّتْ بِرَمْلِ كُهَيْلةٍ فبَيْْنُونَةٍ تَلْقى لها الدهرَ مَرْتَعا الجوهري كاهِل أَبو قبيلة من الأَسد وهو كاهِل بن أَسد بن خُزيمة وهم قَتَلَةُ أَبي امرئ القيس وكِنْهِل بالكسر اسم موضع أَو ماء

( كهبل ) رجل كَهْبَلٌ قصير والكَنَهْبَل بفتح الباء وضمِّها شجر عِظام وهو من العِضاه قال سيبويه أَما كَنَهْبُل فالنون فيه زائدة لأَنه ليس في الكلام على مثال سَفَرْجُل فهذا بمنزلة ما يشتقُّ مما ليس فيه نون فكَنهْبُل بمنزلة عَرَنْتُنٍ بنَوْهُ بِناءَه حين زادوا النون ولو كانت من نفس الحرف لم يفعلوا ذلك قال امرؤ القيس يصِف مطراً وسَيلاً فأَضْحَى يَسُحُّ الماءَ من كُلِّ فِيقةٍ يَكُبُّ على الأَذْقانِ دَوْحَ الكَنْهْبُلِ
( * في رواية اخرى فوق كُتَيفةٍ وهو موضع في اليمن بدل كلّ فِيقة )
والكَنَهْبَل لغة فيه قال أَبو حنيفة أَخبرني أَعرابي من أَهل السَّراة قال الكَنَهْبَلُ صِنْف من الطَّلْح جفر قِصار الشوك الأَزهري في الخماسي الكَنَهْبَل واحدتها كَنَهْبَلة قال ابن الأَعرابي هي شجر عِظام معروفة وأَنشد بيت امرئ القيس قال ولا أَعرف في الأَسماء مثل كَنَهْبُل وقال فيه الكَنَهْبُل من الشَّعِير أَضْخَمُه سُنْبُلةً قال وهي شعيرة يمانية حمراء السنبلة صغيرة الحَبِّ

( كهدل ) الكَهْدَل العنكبوت وقيل العَجوز وقال عمرو بن العاص لمعاوية حين أَراد عَزْله عن مصر إِني أَتيتك من العِراق وإِنَّ أَمْرَك كحُقِّ الكَهْوَلِ ويروى كحُقِّ الكَهْدَلِ بالدالِ عِوَض الواو قال القتيني أَما حُقُّ الكَهْدَل فإِني لم أَسمع شيئاً ممن يُوثَق بعلمه بمعنى أَنه بيت العنكبوت ويقال إِنه ثَدْيُ العجوز وقيل العجوز نفسُها وحُقُّها ثديها وقيل غير ذلك والكَهْدَل الجارية السمينة الناعمة قال أَبو حاتم فيما روى عنه القتيبي الكَهْدَل العاتِقُ من الجَواري وأَنشد إِذا ما الكَهْدَلُ العارِ كُ ماسَتْ في جَوارِيها حَسِبْتَ القَمَرَ الباهِ رَ في الحُسْن يُباهِيها وكَهْدَل اسم راجز قال يعني نفسه قد طَرَدَتْ أُمُّ الحَدِيدِ كَهْدَلا أُم الحديد امرأَته والأَبيات بكمالها مذكورة في حرف الحاء من باب الدال كَهْدَل من أَسمائهم

( كهمل ) كَهْمَل ثقيلٌ وَخِمٌ وأَخذ الأَمرَ مُكَهْمَلاً أَي بأَجمعه

( كول ) تَكَوَّل القومُ عليه وتَثَوَّلوا عليه تَثَوُّلاً إِذا اجتمعوا عليه وضربوه ولا يُقْلِعُون عن ضربه ولا شَتْمه وقيل تَكَوَّلوا عليه وانْكالوا انقلبوا عليه بالشتم والضرب فلم يُقْلِعُوا وقيل انْكالوا عليه وانْثالوا بهذا المعنى وتَكاوَل الرجلُ تَقاصر والكَوْلانُ بالفتح نبت وهو البَرْدِيُّ وفي المحكم نبات ينبُت في الماء مثل البَرْدِيِّ يشبِه ورَقُه وساقُه السعدى
( * قوله « السعدى » هكذا في الأصل ولم نجده اسماً لنبت فيما بأيدينا من كتب اللغة ولعله السعادى كحبارى لغة في السعد بالضم النبت المعروف ) إِلا أَنه أَغلظ وأَعظم وأَصله مثل أَصله يجعل في الدواء قال أَبو حنيفة وسمعت بعض بني أَسد يقول الكُولان فيضم الكاف

( كيل ) الكَيْلُ المِكْيال غيره الكَيْل كَيْل البُرِّ ونحوه وهو مصدر كالَ الطعامَ ونحوه يَكِيلُ كَيْلاً ومَكالاً ومَكِيلاً أَيضاً وهو شاذ لأَن المصدر من فَعَل يَفْعِل مَفْعِل بكسر العين يقال ما في برك مَكالٌ وقد قيل مَكِيل عن الأَخفش قال ابن بري هكذا قال الجوهري وصوابه مَفْعَل بفتح العين وكِيلُ الطعامُ على ما لم يسم فاعله وإِن شئت ضممت الكاف والطعامُ مَكِيلٌ ومَكْيُول مثل مَخِيط ومَخْيوط ومنهم من يقول كُولَ الطعامُ وبُوعَ واصْطُودَ الصَّيْدُ واسْتُوقَ مالُه بقلب الياء واواً حين ضم ما قبلها لأَن الياء الساكنة لا تكون بعد حرف مضموم واكْتالَه وكالَه طعاماً وكالَه له قال سيبويه اكْتَل يكون على الاتحاد وعلى المُطاوَعة وقوله تعالى الذين إِذا اكْتالوا على الناس يَسْتَوْفُون أَي اكْتالوا منهم لأَنفسهم قال ثعلب معناه من الناس والاسم الكِيلَةُ بالكسر مثل الجِلْسة والرِّكْبة واكْتَلْت من فلان واكْتَلْت عليه وكِلْت فُلاناً طعاماً أَي كِلْتُ له قال الله تعالى وإِذا كالُوهمْ أَو وَزَنُوهم أَي كالُوا لهم وفي المثل أَحَشَفاً وسُوء كِيلة ؟ أَي أَتَجْمَعُ عليَّ أَن يكون المَكِيل حَشَفاً وأَن يكون الكَيل مُطَفَّفاً وقال اللحياني حَشَف وسوء كِيلةٍ وكَيْلٍ ومَكِيلةٍ وبُرٌّ مَكِيلٌ ويجوز في القياس مَكْيول ولغة بني أَسد مَكُول ولغة رديئة مُكالٌ قال الأَزهري أَما مُكالٌ فمن لغات الحَضَرِيِّين قال وما أَراها عربية محضة وأَما مَكُول فهي لغة رديئة واللغة الفصيحة مَكِيل ثم يليها في الجودة مَكْيول الليث المِكْيال ما يُكالُ به حديداً كان أَو خشباً واكْتَلْتُ عليه أَخذت منه يقال كال المعطي واكْتال الآخِذ والكَيْلُ والمِكْيَلُ والمِكْيال والمِكْيَلةُ ما كِيلَ به الأَخيرة نادرة ورجل كَيَّال من الكَيْل حكاه سيبويه في الإِمالة فإِما أَن يكون على التكثير لأَن فِعْله معروف وإِما يُفَرّ إِلى النسَب إِذا عُدِم الفعل وقوله أَنشده ابن الأَعرابي حين تكالُ النِّيبُ في القَفِيزِ فسره فقال أَراد حين تَغْزُر فيُكال لَبَنُها كَيْلاً فهذه الناقة أَغزرهنَّ وكال الدراهمَ والدنانير وزنها عن ابن الأَعرابي خاصة وأَنشد لشاعر جعل الكَيْل وَزْناً قارُروة ذات مِسْك عند ذي لَطَفٍ من الدَّنانيرِ كالُوها بمِثْقال فإِما أَن يكون هذا وَضْعاً وإِما أَن يكون على النسب لأَن الكَيْل والوزن سواء في معرِفة المَقادير ويقال كِلْ هذه الدراهمَ يريدون زِنْ وقال مُرَّة كُلُّ ما وزن فقد كِيلَ وهما يتَكايَلان أَي يتَعارَضان بالشَّتْم أَو الوَتْرِ قالت امرأَة من طيِّءٍ فيَقْتل خيراً بامرِئٍ لم يكن له نِواءٌ ولكن لا تَكَايُلَ بالدَّمِ قال أَبو رِياش معناه لا يجوز لك أَن تقتل إِلاَّ ثأْرَك ولا تعتبر فيه المُساواة في الفضل إِذا لم يكن غيره وكايَل الرجلُ صاحبَه قال له مثل ما يقول أَو فَعَل كفعله وكايَلْته وتكايَلْنا إِذا كالَ لَكَ وكِلْتَ له فهو مُكائِل بالهمز وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه نَهَى عن المُكايَلة وهي المُقايَسة بالقَوْل والفعل والمراد المُكافأَة بالسُّوءِ وتركُ الإِغْضاء والاحتمالِ أَي تقول له وتفعَل معه مثل ما يقول لك ويفعل معك وهي مُفاعلة من الكَيْل وقيل أَراد بها المُقايَسة في الدِّين وترك العمل بالأَثر وكالَ الزَّنْدُ يَكِيلُ كَيْلاً مثل كَبا ولم يخرِج ناراً فشبه مؤخَّر الصفوف
( * قوله « فشبه مؤخر الصفوف إلى قوله من كان فيه » هكذا في الأصل هنا وقد ذكره ابن الاثير عقب حديث دجانة ونقله المؤلف عنه فيما يأتي عقب ذلك الحديث ولا مناسبة له هنا فالاقتصار على ما يأتي احق ) في الحرب به لأَنه لا يُقاتِل مَن كان فيه وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال المِكْيال مِكْيال أَهل المدينة والمِيزانُ مِيزانُ أَهلِ مكة قال أَبو عبيدة يُقال إِن هذا الحديث أَصل لكل شيء من الكَيْل والوَزْن وإِنما يأْتَمُّ الناس فيهما بأَهل مكة وأَهل المدينة وإِن تغيَّر ذلك في سائر الأَمصار أَلا ترى أَن أَصل التمر بالمدينة كَيْلٌ وهو يُوزَن في كثير من الأَمصار وأَنَّ السَّمْن عندهم وَزْن وهو كَيْل في كثير من الأَمصار ؟ والذي يعرف به أَصل الكَيْل والوَزْن أَن كل ما لَزِمه اسم المَخْتوم والقَفِيزِ والمَكُّوكِ والمُدِّ والصاعِ فهو كَيْل وكلُّ ما لزمه اسم الأَرْطالِ والأَواقيِّ والأَمْناءِ فهو وزن قال أَبو منصور والتمر أَصله الكَيْل فلا يجوز أَن يباع منه رِطْل برطل ولا وزن بوزن لأَنه إِذا رُدَّ بعد الوزن إِلى الكيل تَفاضَل إِنما يُباع كَيْلاً بكَيْل سواء بسواء وكذلك ما كان أَصله مَوْزُوناً فإِنه لا يجوز أَن يُباع منه كَيْل بكَيْل لأَنه إِذا رُدَّ إِلى الوزن لم يؤْمن فيه التَّفاضُل قال وإِنما احتيج إِلى هذا الحديث لهذا المعنى ولا يتَهافت الناس في الرِّبَا الذي نَهَى الله عز وجل عنه وكل ما كان في عَهْد النبي صلى الله عليه وسلم بمكة والمدينة مَكِيلاً فلا يُباعُ إِلا بالكَيْل وكل ما كان بها مَوْزُوناً فلا يُباع إِلا بالوزن لئلا يدخله الرِّبا بالتَّفاضُل وهذا في كل نوع تتعلق به أَحكام الشرع من حقوق الله تعالى دون ما يَتعامل به الناسُ في بِياعاتِهم فأَما المِكْيال فهو الصاع الذي يتعلَّق به وُجوب الزكاة والكفارات والنفقات وغير ذلك وهو مقدر بكيل أَهل المدينة دون غيرها من البُلْدان لهذا الحديث وهو مِفْعال من الكَيْل والميم فيه للآلة وأَما الوَزْن فيريد به الذهب والفضة خاصة لأَن حق الزكاة يتعلَّق بهما ودِرْهمُ أَهلِ مكة ستة دَوانيق ودراهم الإِسلام المعدَّلة كل عشرة دراهم سبعة مَثاقيل وكان أَهلُ المدينة يتَعاملون بالدراهم عند مَقْدَمِ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعَدَدِ فأَرْشَدَهم إِلى وزن مكة وأَما الدنانير فكانت تحمل إِلى العرب من الرُّوم إِلى أَن ضَرَبَ عبدُ الملك بن مَرْوان الدينار في أَيامه وأَما الأَرطالُ والأَمْناءُ فللناس فيها عادات مختلفة في البُلْدان وهم مُعاملون بها ومُجْرَوْن عليها والكَيُّولُ آخِرُ الصُّفوفِ في الحرب وقيل الكَيُّول مؤخر الصفوف وفي الحديث أَن رجلاً أَتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقاتِلُ العدوَّ فسأَله سيفاً يقاتِل به فقال له فلَعَلَّك إِن أَعطيتك أَن تقوم في الكَيُّول فقال لا فأَعطاه سيفاً فجعل يُقاتِل وهو يقول إِنِّي امْرُؤٌ عهَدَني خَلِيلي أَن لا أَقومَ الدَّهْرَ في الكَيُّولِ أَضْرِبْ بسيفِ الله والرسولِ ضَرْبَ غُلامٍ ماجدٍ بُهْلولِ فلم يزل يقاتِل به حتى قُتِل الأَزهري أَبو عبيد الكَيُّولُ هو مؤخر الصفوف قال ولم أَسمع هذا الحرف إِلا في هذا الحديث وسكن الباءَ في أَضْرِبْ لكثرة الحركات وتَكَلَّى الرجلُ أَي قام في الكَيُّول والأَصل تَكَيَّل وهو مقلوب منه قال ابن بري الرجَز لأَبي دُجَانَةَ سِمَاك بن خَرَشَةَ قال ابن الأَثير الكَيُّول فَيْعُول من كالَ الزندُ إِذا كَبَا ولم يخرج ناراً فشبَّه مؤخَّر الصفوف به لأَن مَنْ كان فيه لا يُقاتِل وقيل الكَيُّول الجَبَان والكَيُّول ما أَشرف من الأَرض يُريد تقومُ فوقَه فتنظر ما يصنع غيرك أَبو منصور الكَيُّول في كلام العرب ما خرج من حَرِّ الزَّنْد مُسْوَدّاً لا نار فيه الليث الفرس يُكايِل الفرس في الجَرْي إِذا عارَضه وباراه كأَنه يَكِيل له من جَرْيهِ مثل ما يَكِيل له الآخر ابن الأَعرابي المُكَايلة أَن يتَشاتَم الرجلان فيُرْبِي أَحدهما على الآخر والمُواكلة أَن يُهْدِيَ المُدانُ للمَدِينِ ليُؤخِّر قضاءه ويقال كِلْتُ فلاناً بفلانٍ أَي قِسْتُه به وإِذا أَردْت عِلْمَ رجل فكِلْهُ بغيره وكِلِ الفرسَ بغيره أَي قِسْه به في الجَرْي قال الأَخطل قد كِلْتُموني بالسَّوابِقِ كُلِّها فَبَرَّزْتُ منها ثانياً من عِنَانِيَا أَي سبقتها وبعض عِناني مَكْفوف والكِيَالُ المُجاراة قال أُقْدُرْ لنَفْسِكَ أَمْرَها إِن كان من أَمْرٍ كِيَالَهْ وذكر أَبو الحسن بن سيده في أَثناء خُطْبة كتابه المحكم مما قَصَدَ به الوَضْعَ من ابن السكيت فقال وأَيُّ مَوْقِفةٍ أَخْزَى لِواقِفِها من مقامة أَبي يوسف يعق بن إِسحق السكيت مع أَبي عثمان المازني بين يدي المتوكِّل جعفر ؟ وذلك أَن المتوكل قال يا مازني سل يعقوب عن مسأَلة من النحو فَتَلَكَّأَ المازني عِلْماً بتأَخر يعقوب في صناعة الإِعراب فعَزَم المتوكل عليه وقال لا بدَّ لك من سؤاله فأَقبل المازني يُجْهِد نفسه في التلخيص وتَنكُّب السؤال الحُوشِيِّ العَوِيص ثم قال يا أَبا يوسف ما وَزْن نَكْتَلْ من قوله عز وجل فأَرْسِلْ معنا أَخانا نَكْتَلْ فقال له نَفْعَل قال وكان هناك قوم قد علموا هذا المِقْدار ولم يُؤْتَؤْا من حَظِّ يعقوب في اللغة المِعْشار ففاضوا ضَحِكاً وأَداروا من اللَّهْو فَلَكاً وارتفع المتوكِّل وخرج السِّكِّيتي والمازني فقال ابن السكيت يا أَبا عثمان أَسأْت عِشْرَتي وأَذْويْتَ بَشَرتي فقال له المازني والله ما سأَلتُك عن هذا حتى بحثت فلم أَجد أَدْنى منه مُحاوَلاً ولا أَقْرَب منه مُتَناوَلاً

( لثل ) لَثْلةُ موضع

( لعل ) الجوهري لَعَلَّ كلمة شك وأَصلها عَلَّ واللام في أَولها زائدة قال مجنون بني عامر يقول أُناسٌ عَلَّ مجنونَ عامِرٍ يَرُومُ سُلُوّاً قلتُ إِنِّي لِمَا بيَا وأَنشد ابن بري لنافع بن سعد الغَنَويّ ولَسْتُ بِلَوَّامٍ على الأَمْرِ بعدما يفوتُ ولكن عَلَّ أَنْ أَتَقَدَّما ويقال لَعَلِّي أَفعل ولعلَّني أَفعل بمعنى وقد تكرر في الحديث ذكر لَعَلَّ وهي كلمة رجاءٍ وطمَع وشك وقد جاءت في القرآن بمعنى كَيْ وفي حديث حاطِب وما يُدْرِيك لَعَلَّ الله قد اطَّلَعَ على أَهل بَدْرٍ فقال لهم اعملوا ما شئتم فقد غفرتُ لكم ؟ قال ابن الأَثير ظن بعضُهم أَن معنى لعَلَّ ههنا من جهة الظن والحسبان قال وليس كذلك وإِنما هي بمعنى عَسَى وعَسَى ولعلَّ من الله تحقيق

( لمل ) اللَّمَالُ الكُحْل حكاه أَبو رِياش وأَنشد لها زَفَراتٌ من بَوَادِرِ عَبْرةٍ يَسُوقُ اللَّمَالَ المَعْدِنيَّ انْسِجالُها وقيل إِنما هو اللُّمَالُ بالضم وكذلك حكاه كراع والتَّلَمُّلُ بالفم كالتَّلَمُّظ قال كعب بن زهير وتكون شَكْواها إِذا هي أَنْجَدَتْ بعدَ الكَلالِ تَلَمُّلٌ وصَرِيفُ

( ليل ) اللَّيْلُ عقيب النهار ومَبْدَؤُه من غروب الشمس التهذيب اللَّيْلُ ضد النهار واللَّيْلُ ظلام الليل والنهارُ الضِّياءُ فإِذا أَفرَدْت أَحدهما من الآخر قلت ليلة يوم وتصغير ليلةٍ لُيَيْلِيَةٌ أَخرجوا الياء الأَخيرة من مَخْرَجها في الليالي يقول بعضهم إِنما كان أَصل تأْسيس بِنائها لَيْلاً مقصور وقال الفراء ليلة كانت في الأَصل لَيْلِية ولذلك صغِّرت لُيَيْلِيَة ومثلها الكَيْكَةُ البَيْضة كانت في الأَصل كَيْكِية وجمعها الكَياكي أَبو الهيثم النَّهار اسم وهو ضدُّ الليل والنهارُ اسم لكل يوم واللَّيْل اسم لكل ليلة لا يقال نَهار ونَهاران ولا ليل ولَيْلان إِنما واحد النهار يوم وتثنيته يومان وجمعه أَيام وضدّ اليوم ليلة وجمعها لَيال وكان الواحد لَيْلاة في الأَصل يدلُّ على ذلك جمعهم إِياها اللَّيالي وتصغيرهم إِياها لُيَيْلِيَة قال وربما وضعت العرب النهار في موضع اليوم فيجمعونه حينئذ نُهُر وقال دُرَيْد بن الصِّمَّة وَغارة بين اليوم والليلِ فَلْتَةً تَدارَكْتُها وَحْدي بسِيدٍ عَمَرَّد فقال بين اليوم والليلِ وكان حقُّه بين اليوم والليلة لأَن الليلة ضدّ اليوم واليوم ضد الليلة وإِنما الليلة ضد النهار كأَنه قال بين النهار وبين الليل والعرب تستَجِيز في كلامها تعالى النهارُ في معنى تعالى اليوم قال ابن سيده فأَما ما حكاه سيبويه من قولهم سير عليه لَيْلٌ وهم يريدون ليل طويل فإِنما حذف الصفة لما دل من الحال على موضعها واحدته لَيلة والجمع لَيالٍ على غير قياس توهَّموا واحدته لَيْلاة ونظيره مَلامِح ونحوها مما حكاه سيبويه وتصغيرها لُيَيْلِيَة شذّ التحقير كما شذّ التكسير هذا مذهب سيبويه في كل ذلك وحكى ابن الأَعرابي لَيْلاة وأَنشد في كلِّ يَوْمٍ ما وكلِّ لَيْلاهْ حتى يقولَ كلُّ راءٍ إِذ رَاهْ يا وَيْحَهُ من جَمَلٍ ما أَشْقاهْ وحكى الكسائي لَيايِل جمع لَيْلة وهو شاذ وأَنشد ابن بري للكميت جَمَعْتُك والبَدْرَ بنَ عائشةَ الذي أَضاءتْ به مُسْحَنْكِكاتُ اللَّيَايِل الجوهري الليل واحد بمعنى جمع وواحده ليلة مثل تَمْرة وتَمْر وقد جمع على لَيالٍ فزادوا فيه الياء على غير قياس قال ونظيره أَهل وأَهالٍ ويقال كأَنَّ الأَصل فيها لَيْلاة فحذفت واللَّيْنُ اللَّيْل على البدل حكاه يعقوب وأَنشد بَناتُ وُطَّاءٍ على خَدِّ اللَّيْنْ لا يَشْتَكِينَ عَمَلاً ما أَنْقَيْنْ ما دامَ مُخٌّ في سُلامَى أَو عَيْنْ قال ابن سيده هكذا أَنشده يعقوب في البدل ورواه غيره بَناتُ وُطّاءٍ على خَدّ اللَّيْلْ لأُمِّ مَنْ لم يَتَّخِذْهُنَّ الوَيْلْ وليلة لَيْلاءُ ولَيْلى طويلة شديدة صعبة وقيل هي أَشد لَيالي الشهر ظلمة وبه سميت المرأَة ليلى وقيل اللَّيْلاء ليلة ثلاثين ولَيْلٌ أَلْيَلُ ولائلٌ ومُلَيَّلٌ كذلك قال وأَظنهم أَرادوا بِمُلَيَّل الكثرة كأَنهم توهَّموا لُيِّل أَي ضُعِّف ليالي قال عمرو بن شَأْس وكان مجُودٌ كالجَلامِيدِ بعدَما مَضى نصفُ لَيْلٍ بعد لَيْلٍ مُلَيَّلِ
( * قوله « وكان مجود » هكذا في الأصل )
التهذيب الليث تقول العرب هذه لَيْلةٌ لَيْلاءُ إِذا اشتدَّت ظُلمتها ولَيْلٌ أَلْيَل وأَنشد للكُميت ولَيْلهم الأَليَل قال وهذا في ضرورة الشعر وأَما في الكلام فلَيْلاء وليلٌ أَلْيَلُ شديد الظلمة قال الفرزدق قالوا وخاثِرُهُ يُرَدُّ عليهمُ والليلُ مُخْتَلِطُ الغَياطِلِ أَلْيَلُ ولَيْلٌ أَليَلُ مثل يَوْم أَيْوَمُ وأَلالَ القومُ وأَليَلوا دخلوا في الليل ولايَلْتُه مُلايَلةً ولِيالاً استأْجرته لليلة عن اللحياني وعامَله مُلايَلةً من الليل كما تقول مُياوَمة من اليوم النضر أَلْيَلْتُ صِرْت في الليل وقال في قوله لَسْتُ بِلَيْلِيٍّ ولكِنِّي نَهِرْ يقول أَسير بالنهار ولا أَستطيع سُرى الليل قال وإِلى نصف النهار تقول فعلتُ الليلةَ وإِذا زالت الشمس قلتَ فعلتُ البارحةَ لِلَّيْلةِ التي قد مضت أَبو زيد العرب تقول رأَيت الليلةَ في منامي مُذْ غُدْوةٍ إِلى زَوال الشمس فإِذا زالت قالوا رأَيت البارحةَ في منامي قال ويقال تَقْدَمُ الإِبلُ هذه الليلةَ التي في السماء إِنما تعني أَقربَ الليلي من يومك وهي الليلةُ التي تليه وقال أَبو مالك الهِلالُ في هذه الليلةِ التي في السماء يعني الليلةَ التي تدخلها يُتَكَلَّم بهذا في النهار ابن السكيت يقال لِلَيْلة ثمانٍ وعشرين الدَّعْجاءُ ولليلة تسعٍ وعشرين الدَّهماءُ ولليلة الثلاثين اللَّيْلاءُ وذلك أَظلمها وليلةٌ ليْلاءُ أَنشد ابن بري كم ليلةٍ لَيْلاءَ مُلْبِسة الدُّجَى أُفْقَ السماء سَرَيْت غير مُهَيَّب واللَّيْلُ الذكَر والأُنثى جميعاً من الحُبارَى ويقال هو فَرْخُهما وكذلك فَرْخ الكَرَوان وقول الفرزدق والشَّيْب ينْهَضُ في الشَّبابِ كأَنه لَيْلٌ يَصِيحُ بِجانِبَيْهِ نَهارُ قيل عنى باللَّيْل فَرْخَ الكَرَوان أَو الحُبارَى وبالنَّهار فرخ القَطاة فحُكِيَ ذلك ليونس فقال اللَّيْل ليلُكم والنَّهار نَهاركم هذا الجوهري وذكر قوم أَن اللَّيْل ولد الكَروان والنَّهار ولد الحُبارى قال وقد جاء في ذلك في بعض الأَشعار قال وذكر الأَصمعي في كتاب الفَرْقِ النَّهارَ ولم يذكُر الليلَ قال ابن بري الشعر الذي عَناه الجوهريُّ بقوله وقد جاء ذلك في بعض الأَشعار هو قول الشاعر أَكَلْتُ النَّهارَ بنِصْفِ النَّهار ولَيْلاً أَكَلْتُ بليلٍ بَهِيم وأُمُّ لَيْلى الخمرُ السَّوْداء عن أَبي حنيفة التهذيب وأُم ليلى الخمر ولم يقيِّدها بلون قال وليلى هي النَّشْوَةُ وهو ابتداءُ السُّكْر وحَرَّةُ لَيْلى معروفة في البادية وهي إِحْدَى الحِرَار ولَيْلى من أَسماء النساء قال الجوهري هو اسم امرأَة والجمع لَيَالي قال الراجز لم أَرَ في صَواحِبِ النِّعالِ اللاَّبِساتِ البُدَّنِ الحَوَالي شِبْهاً لِلَيْلى خِيرةِ اللَّيَالي قال ابن بري يقال لَيْلى من أَسماء الخمرة وبها سميت المرأَة قال وقال الجوهري وجمعه ليالي قال وصوابه والجمع لَيالٍ ويقال للْمُضَعَّفِ والمُحَمَّقِ أَبو لَيْلى قال الأَخفش علي بن سليمان الذي صح عنده أَن معاوية بن يزيد كان يُكْنى أَبا لَيْلى وقد قال ابن همام السَّلُولِيّ إِنِّي أَرَى فِتْنةً تَغْلي مَرَاجِلُها والمُلْكُ بعد أَبي لَيْلى لمن غَلَبا قال ويحكى أَن معاوية هذا لما دُفِن قام مَرْوان بن الحَكَم على قبره ثم قال أَتَدْرُون مَن دفنتم ؟ قالوا معاوية فقال هذا أَبو ليلى فقال أَزْنَمُ الفَزَارِي لا تخْدَعَنَّ بآباءٍ ونِسْبَتِها فالمُلْكُ بعدَ أَبي لَيْلى لمن غَلَبا وقال المدايني يقال إِنَّ القُرَشِيَّ إِذا كان ضعيفاً يقال له أَبو لَيْلى وإِنما ضعف معاوية لأَنَّ وِلايته كانت ثلاثة أَشهر قال وأَما عثمان بن عفان رضي الله عنه فيقال له أَبو لَيْلى لأَنَّ له ابنة يقال لها لَيْلى ولما قتل قال بعض الناس إِنِّي أَرَى فتنةً تَغْلي مَراجِلُها والمُلْكُ بعد أَبي لَيْلى لِمن غَلَبا قال ويقال أَبو لَيْلى أَيضاً كُنْيةُ الذكَر قال نوفل بن ضمرة الضَّمْري إِذا ما لَيْلِي ادْجَوْجَى رَماني أَبو لَيْلى بِمُخْزِيةٍ وعَارِ ولَيْلٌ ولَيْلى موضعان وقول النابغة ما اضْطَرَّك الحِرْزُ من لَيْلى إِلى بَرَد تَخْتارُه مَعْقِلاً عن جُشِّ أَعْيارِ
( * قوله « وقول النابغة ما اضطرك إلخ » كذا بالأصل هنا وفي مادة جشش وفي ياقوت هنا ومادة برد قال بدر بن حزان )
يروى من لَيْلٍ ومن لَيْلى

( مأل ) رجل مَأْلٌ ومَئِلٌ ضَخم كثير اللحم تارّ والأُنثى مَأْلَةٌ ومَئِلةٌ وقد مَأَلَ يَمْأَلُ تَمََّلأَ وضخُم التهذيب وقد مَثِلْتَ تمْأَل ومَؤُلْتَ تَمْؤُل وجاءه أَمْرٌ ما مَأَلَ له مَأْلاً وما مَأَلَ مَأْلَهُ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي أَي لم يستعدَّ له ولم يشعُر به وقال يعقوب ما تَهيَّأَ له ومَوْأَلة اسم رجل فيمن جعله من هذا الباب وهو عند سيبويه مَفْعَل شاذ وتعليله مذكور في موضعه

( متل ) مَتَلَ الشيءَ مَتْلاً زَعْزَعَهُ أَو حرَّكه

( مثل ) مِثل كلمةُ تَسْوِيَةٍ يقال هذا مِثْله ومَثَله كما يقال شِبْهه وشَبَهُه بمعنى قال ابن بري الفرق بين المُماثَلة والمُساواة أَن المُساواة تكون بين المختلِفين في الجِنْس والمتَّفقين لأَن التَّساوِي هو التكافُؤُ في المِقْدار لا يزيد ولا ينقُص وأَما المُماثَلة فلا تكون إِلا في المتفقين تقول نحوُه كنحوِه وفقهُه كفقهِه ولونُه كلونِه وطعمُه كطعمِه فإِذا قيل هو مِثْلة على الإِطلاق فمعناه أَنه يسدُّ مسدَّه وإِذا قيل هو مِثْلُه في كذا فهو مُساوٍ له في جهةٍ دون جهةٍ والعرب تقول هو مُثَيْلُ هذا وهم أُمَيْثالُهم يريدون أَن المشبَّه به حقير كما أَن هذا حقير والمِثْل الشِّبْه يقال مِثْل ومَثَل وشِبْه وشَبَه بمعنى واحد قال ابن جني وقوله عز وجل فَوَرَبِّ السماء والأَرض إِنه لحقٌّ مثل ما أَنَّكم تَنْطِقون جَعَل مِثْل وما اسماً واحداً فبنى الأَولَ على الفتح وهما جميعاً عندهم في موضع رفعٍ لكونهما صفة لحقّ فإِن قلت فما موضع أَنكم تنطِقون ؟ قيل هو جر بإِضافة مِثْلَ ما إِليه فإِن قلت أَلا تعلم أَن ما على بِنائها لأَنها على حرفين الثاني منهما حرفُ لِينٍ فكيف تجوز إِضافة المبني ؟ قيل ليس المضاف ما وحدَها إِنما المضاف الاسم المضموم إِليه ما فلم تَعْدُ ما هذه أَن تكون كتاء التأْنيث في نحو جارية زيدٍ أَو كالأَلف والنون في سِرْحان عَمْرو أَو كياء الإِضافة في بَصْرِيِّ القومِ أَو كأَلف التأْنيث في صحراء زُمٍّ أَو كالأَلف والتاء في قوله في غائلاتِ الحائِر المُتَوّهِ وقوله تعالى ليس كَمِثْلِه شيء أَراد ليس مِثْلَه لا يكون إِلا ذلك لأَنه إِن لم يَقُل هذا أَثبتَ له مِثْلاً تعالى الله عن ذلك ونظيرُه ما أَنشده سيبويه لَوَاحِقُ الأَقْرابِ فيها كالمَقَقْ أَي مَقَقٌ وقوله تعالى فإِن آمنوا بمثل ما آمنتم به قال أَبو إِسحق إِن قال قائل وهل للإِيمان مِثْل هو غير الإِيمان ؟ قيل له المعنى واضح بيِّن وتأْويلُه إِن أَتَوْا بتصديقٍ مِثْلِ تصديقكم في إِيمانكم بالأَنبياء وتصديقكم كتوحيدكم
( * قوله « وتصديقكم كتوحيدكم » هكذا في الأصل ولعله وبتوحيد كتوحيدكم ) فقد اهتدوا أَي قد صاروا مسلمين مثلكم وفي حديث المِقْدام أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أَلا إِنِّي أُوتِيتُ الكِتاب ومِثْلَه معه قال ابن الأَثير يحتمل وجهين من التأْويل أَحدهما أَنه أُوتِيَ من الوَحْي الباطِن غيرِ المَتْلُوِّ مثل ما أُعطيَ من الظاهر المَتْلُوِّ والثاني أَنه أُوتي الكتابَ وَحْياً وأُوتي من البَيان مثلَه أَي أُذِنَ له أَن يبيِّن ما في الكتاب فيَعُمَّ ويَخُصَّ ويَزيد وينقُص فيكون في وُجوب العَمَل به ولزوم قبوله كالظاهِر المَتْلوِّ من القرآن وفي حديث المِقْدادِ قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إِن قَتَلْتَه كنتَ مِثْلَه قبلَ أَن يقولَ كلمته أَي تكون من أَهل النار إِذا قتلتَه بعد أَن أَسْلَمَ وتلفَّظ بالشهادة كما كان هو قبل التلفُّظ بالكلمة من أَهل النار لا أَنه يصير كافراً بقتله وقيل إِنك مِثْله في إِباحة الدَّمِ لأَن الكافرَ قبل أَن يُسْلِم مُباحُ الدم فإِن قتله أَحد بعد أَن أَسلم كان مُباحَ الدم بحقِّ القِصاصِ ومنه حديث صاحب النِّسْعةِ إِن قَتَلْتَه كنتَ مِثْلَه قال ابن الأَثير جاء في رواية أَبي هريرة أَنَّ الرجلَ قال والله ما أَردت قَتْله فمعناه أَنه قد ثَبت قَتْلُه إِياه وأَنه ظالم له فإِن صَدَقَ هو في قوله إِنه لم يُرِد قَتْله ثم قَتَلْتَه قِصاصاً كنتَ ظالماً مثلَه لأَنه يكون قد قَتَلَه خطأً وفي حديث الزكاة أَمَّا العبَّاس فإِنها عليه ومثلُها مَعها قيل إِنه كان أَخَّرَ الصَّدَقة عنه عامَيْن فلذلك قال ومثلُها معها وتأْخير الصدقةِ جائز للإِمام إِذا كان بصاحبها حاجةٌ إِليها وفي رواية قال فإِنها عَليَّ ومثلُها معها قيل إِنه كان اسْتَسْلَف منه صدقةَ عامين فلذلك قال عَليَّ وفي حديث السَّرِقة فعَلَيْه غَرامةُ مِثْلَيْه هذا على سبيل الوَعِيدِ والتغليظِ لا الوُجوبِ ليَنْتَهِيَ فاعِلُه عنه وإِلاّ فلا واجبَ على متلِف الشيء أَكثر من مِثْلِه وقيل كان في صدْر الإِسلام تَقَعُ العُقوباتُ في الأَموال ثم نسِخ وكذلك قوله في ضالَّة الإِبِلِ غَرامَتُها ومثلُها معها قال ابن الأَثير وأَحاديث كثيرة نحوه سبيلُها هذا السبيل من الوعيد وقد كان عمر رضي الله عنه يحكُم به وإِليه ذهب أَحمدُ وخالفه عامَّة الفقهاء والمَثَلُ والمَثِيلُ كالمِثْل والجمع أَمْثالٌ وهما يَتَماثَلانِ وقولهم فلان مُسْتَرادٌ لمِثْلِه وفلانةُ مُسْتَرادةٌ لمِثْلِها أَي مِثْلُه يُطلَب ويُشَحُّ عليه وقيل معناه مُسْتَراد مِثْله أَو مِثْلها واللام زائدة والمَثَلُ الحديثُ نفسُه وقوله عز وجل ولله المَثَلُ الأَعْلى جاء في التفسير أَنه قَوْلُ لا إِله إِلاَّ الله وتأْويلُه أَن الله أَمَر بالتوحيد ونَفى كلَّ إِلهٍ سِواهُ وهي الأَمثال قال ابن سيده وقد مَثَّلَ به وامْتَثَلَهُ وتَمَثَّلَ به وتَمَثَّله قال جرير والتَّغْلَبيّ إِذا تَنَحْنَح للقِرى حَكَّ اسْتَهُ وتَمَثَّلَ الأَمْثالا على أَن هذا قد يجوز أَن يريد به تمثَّل بالأَمْثال ثم حذَف وأَوْصَل وامْتَثَل القومَ وعند القوم مَثَلاً حَسَناً وتَمَثَّل إِذا أَنشد بيتاً ثم آخَر ثم آخَر وهي الأُمْثولةُ وتمثَّل بهذا البيتِ وهذا البيتَ بمعنى والمَثَلُ الشيء الذي يُضرَب لشيء مثلاً فيجعل مِثْلَه وفي الصحاح ما يُضرَب به من الأَمْثال قال الجوهري ومَثَلُ الشيء أَيضاً صفته قال ابن سيده وقوله عز من قائل مَثَلُ الجنَّةِ التي وُعِدَ المُتَّقون قال الليث مَثَلُها هو الخبر عنها وقال أَبو إِسحق معناه صِفة الجنة وردّ ذلك أَبو علي قال لأَن المَثَلَ الصفة غير معروف في كلام العرب إِنما معناه التَّمْثِيل قال عمر بن أَبي خليفة سمعت مُقاتِلاً صاحبَ التفسير يسأَل أَبا عمرو بن العلاء عن قول الله عز وجل مَثَل الجنة ما مَثَلُها ؟ فقال فيها أَنْهار من ماءٍ غير آسِنٍ قال ما مثلها ؟ فسكت أَبو عمرو قال فسأَلت يونس عنها فقال مَثَلُها صفتها قال محمد ابن سلام ومثل ذلك قوله ذلك مَثَلُهم في التوراة ومَثَلُهم في الإِنجيل أَي صِفَتُهم قال أَبو منصور ونحوُ ذلك رُوي عن ابن عباس وأَما جواب أَبي عمرو لمُقاتِل حين سأَله ما مَثَلُها فقال فيها أَنْهار من ماءٍ غير آسِنٍ ثم تكْريرُه السؤال ما مَثَلُها وسكوت أَبي عمرو عنه فإِن أَبا عمرو أَجابه جواباً مُقْنِعاً ولما رأَى نَبْوةَ فَهْمِ مُقاتِل سكت عنه لما وقف من غلظ فهمه وذلك أَن قوله تعالى مَثَل الجنة تفسير لقوله تعالى إِن الله يُدْخِل الذين آمنوا وعملوا الصالحاتِ جناتٍ تجري من تحتها الأَنهار وَصَفَ تلك الجناتِ فقال مَثَلُ الجنة التي وصفْتُها وذلك مِثْل قوله ذلك مَثَلُهم في التوراة ومَثَلُهم في الإِنجيل أَي ذلك صفةُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم وأَصحابِه في التوراة ثم أَعلمهم أَن صفتهم في الإِنجيل كَزَرْعٍ قال أَبو منصور وللنحويين في قوله مثل الجنة التي وُعِد المتقون قولٌ آخر قاله محمد بن يزيد الثمالي في كتاب المقتضب قال التقدير فيما يتلى عليكم مَثَلُ الجنة ثم فيها وفيها قال ومَنْ قال إِن معناه صِفةُ الجنةِ فقد أَخطأَ لأَن مَثَل لا يوضع في موضع صفة إِنما يقال صفة زيد إِنه ظَريفٌ وإِنه عاقلٌ ويقال مَثَلُ زيد مثَلُ فلان إِنما المَثَل مأْخوذ من المِثال والحَذْوِ والصفةُ تَحْلِية ونعتٌ ويقال تمثَّل فلانٌ ضرب مَثَلاً وتَمَثَّلَ بالشيء ضربه مَثَلاً وفي التنزيل العزيز يا أَيُّها الناسُ ضُرِب مَثَل فاستَمِعوا له وذلك أَنهم عَبَدُوا من دون الله ما لا يَسْمَع ولا يُبْصِر وما لم ينزِل به حُجَّة فأَعْلَم اللهُ الجوَاب ممَّا جعلوه له مَثَلاً ونِدًّا فقال إِنَّ الذين تَعْبُدون من دون الله لن يخلُقوا ذُباباً يقول كيف تكونُ هذه الأَصنامُ أَنْداداً وأَمثالاً للهِ وهي لا تخلُق أَضعفَ شيء مما خلق اللهُ ولو اجتمعوا كلُّهم له وإِن يَسْلُبْهُم الذُّبابُ الضعيفُ شيئاً لم يخلِّصوا المَسْلوبَ منه ثم قال ضَعُفَ الطالِبُ والمَطْلوبُ وقد يكون المَثَلُ بمعنى العِبْرةِ ومنه قوله عز وجل فجعلناهم سَلَفاً ومَثَلاً للآخرين فمعنى السَّلَفِ أَنا جعلناهم متقدِّمين يَتَّعِظُ بهم الغابِرُون ومعنى قوله ومَثلاً أَي عِبْرة يعتبِر بها المتأَخرون ويكون المَثَلُ بمعنى الآيةِ قال الله عز وجل في صفة عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام وجعلناه مَثَلاً لبني إِسرائيل أَي آيةً تدلُّ على نُبُوّتِه وأَما قوله عز وجل ولَمَّا ضُرِب ابنُ مريم مثلاً إِذا قومُك منه يَصُدُّون جاء في التفسير أَن كفَّارَ قريشٍ خاصَمَتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فلما قيل لهم إِنكم وما تعبُدون من دون الله حَصَبُ جهنم قالوا قد رَضِينا أَن تكون آلهتنا بمنزلة عيسى والملائكةِ الذين عُبِدوا من دون الله فهذا معنى ضَرْبِ المَثَل بعيسى والمِثالُ المقدارُ وهو من الشِّبْه والمثل ما جُعل مِثالاً أَي مقداراً لغيره يُحْذَى عليه والجمع المُثُل وثلاثة أَمْثِلةٍ ومنه أَمْثِلةُ الأَفعال والأَسماء في باب التصريف والمِثال القالَِبُ الذي يقدَّر على مِثْله أَبو حنيفة المِثالُ قالَِب يُدْخَل عَيْنَ النَصْل في خَرْق في وسطه ثم يُطْرق غِراراهُ حتى يَنْبَسِطا والجمع أَمْثِلةٌ وتَماثَل العَليلُ قارَب البُرْءَ فصار أَشْبَهَ بالصحيح من العليل المَنْهوك وقيل إِن قولَهم تَماثَل المريضُ من المُثولِ والانتصابِ كأَنه هَمَّ بالنُّهوض والانتصاب وفي حديث عائشة تَصِفُ أَباها رضوان الله عليهما فَحَنَتْ له قِسِيَّها وامْتَثَلوه غَرَضاً أَي نَصَبوه هَدَفاً لِسِهام مَلامِهم وأَقوالِهم وهو افتَعل من المُثْلةِ ويقال المريضُ اليومَ أَمْثَلُ أَي أَحسن مُثولاً وانتصاباً ثم جعل صفة للإِقبال قال أَبو منصور معنى قولهم المريضُ اليومَ أَمْثَلُ أَي أَحسن حالاً من حالةٍ كانت قبلها وهو من قولهم هو أَمْثَلُ قومه أَي أَفضل قومه الجوهري فلانٌ أَمْثَلُ بني فلانٍ أَي أَدناهم للخير وهؤلاء أَماثِلُ القوم أَي خيارُهم وقد مَثُل الرجل بالضم مَثالةً أَي صار فاضِلاً قال ابن بري المَثالةُ حسنُ الحال ومنه قولهم زادك الله رَعالةً كلما ازْدَدْتَ مَثالةً والرَّعالةُ الحمقُ قال ويروى كلما ازْددْت مَثالة زادك اللهُ رَعالةً والأَمْثَلُ الأَفْضَلُ وهو من أَماثِلِهم وذَوِي مَثَالَتِهم يقال فلان أَمْثَلُ من فلان أَي أَفضل منه قال الإِيادي وسئل أَبو الهيثم عن مالك قال للرجل ائتني بقومك فقال إِن قومي مُثُلٌ قال أَبو الهيثم يريد أَنهم سادات ليس فوقهم أَحد والطريقة المُثْلى التي هي أَشبه بالحق وقوله تعالى إِذ يقول أَمْثَلُهم طريقةً معناه أَعْدَلُهم وأَشْبهُهم بأَهل الحق وقال الزجاج أَمْثَلُهم طريقة أَعلمهم عند نفسه بما يقول وقوله تعالى حكاية عن فرعون أَنه قال ويَذْهَبا بطريقتكم المُثْلى قال الأَخفش المُثْلى تأْنيثُ الأَمْثَل كالقُصْوى تأْنيث الأَقْصَى وقال أَبو إِسحق معنى الأَمْثَل ذو الفضل الذي يستحق أَن يقال هو أَمثل قومه وقال الفراء المُثْلى في هذه الآية بمنزلة الأَسماء الحُسْنى وهو نعت للطريقة وهم الرجال الأَشراف جُعِلَتِ المُثْلى مؤنثةً لتأْنيث الطريقة وقال ابن شميل قال الخيل يقال هذا عبدُ الله مِثْلك وهذا رجل مِثْلك لأَنك تقول أَخوك الي رأَيته بالأَمس ولا يكون ذلك في مَثَل والمَثِيلُ الفاضلُ وإِذا قيل مَنْ أَمْثَلُكُم قلت كُلُّنا مَثِيل حكاه ثعلب قال وإِذا قيل مَنْ أَفضلكُم ؟ قلت فاضِل أَي أَنك لا تقول كلُّنا فَضيل كما تقول كُلُّنا مَثِيل وفي الحديث أَشدُّ الناس بَلاءً الأَنبياءُ ثم الأَمْثَلُ فالأَمْثَلُ أَي الأَشرفُ فالأَشرفُ والأَعلى فالأَعلى في الرُّتبةِ والمنزلة يقال هذا أَمثلُ من هذا أَي أَفضلُ وأَدنَى إِلى الخير وأَماثِلُ الناس خيارُهم وفي حديث التَّراويح قال عمر لو جَمَعْت هؤلاء على قارئ واحد لكان أَمْثلَ أَي أَولى وأَصوب وفي الحديث أَنه قال بعد وقعةِ بَدْر لو كان أَبو طالب حَيّاً لَرَأَى سُيوفَنا قد بَسَأَتْ بالمَياثِل قال الزمخشري معناه اعتادت واستأْنستْ بالأَماثِل وماثَلَ الشيءَ شابهه والتِّمْثالُ الصُّورةُ والجمع التَّماثيل ومَثَّل له الشيءَ صوَّره حتى كأَنه ينظر إِليه وامْتَثله هو تصوَّره والمِثالُ معروف والجمع أَمْثِلة ومُثُل ومَثَّلت له كذا تَمْثيلاً إِذا صوَّرت له مثالة بكتابة وغيرها وفي الحديث أَشدُّ الناس عذاباً مُمَثِّل من المُمَثِّلين أَي مصوِّر يقال مَثَّلْت بالتثقيل والتخفيف إِذا صوَّرت مِثالاً والتِّمْثالُ الاسم منه وظِلُّ كل شيء تِمْثالُه ومَثَّل الشيء بالشيء سوَّاه وشبَّهه به وجعله مِثْلَه وعلى مِثالِه ومنه الحديث رأَيت الجنةَ والنار مُمَثَّلَتين في قِبْلةِ الجِدار أَي مصوَّرتين أَو مثالُهما ومنه الحديث لا تمثِّلوا بنَامِيَةِ الله أَي لا تشبهوا بخلقه وتصوِّروا مثل تصويره وقيل هو من المُثْلة والتِّمْثال اسم للشيء المصنوع مشبَّهاً بخلق من خلق الله وجمعه التَّماثيل وأَصله من مَثَّلْت الشيء بالشيء إِذا قدَّرته على قدره ويكون تَمْثيل الشيء بالشيء تشبيهاً به واسم ذلك الممثَّل تِمْثال وأَما التَّمْثال بفتح التاء فهو مصدر مَثَّلْت تمثيلاً وتَمْثالاً ويقال امْتَثَلْت مِثالَ فلان احْتَذَيْت حَذْوَه وسلكت طريقته ابن سيده وامْتَثَلَ طريقته تبِعها فلم يَعْدُها ومَثَلَ الشيءُ يَمْثُل مُثُولاً ومَثُل قام منتصباً ومَثُل بين يديه مُثُولاً أَي انتصب قائماً ومنه قيل لِمَنارة المَسْرَجة ماثِلةٌ وفي الحديث مَنْ سرَّه أَن يَمْثُل له الناس قِياماً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَده من النار أَي يقوموا قِياماً وهو جالس يقال مَثُل الرجل يَمْثُل مُثولاً إِذا انتصب قائماً وإِنما نهى عنه لأَنه من زِيِّ الأَعاجم ولأَن الباعث عليه الكِبْر وإِذلالُ الناس ومنه الحديث فقام النبي صلى الله عليه وسلم مُمْثِلاً يروى بكسر الثاء وفتحها أَي منتصباً قائماً قال ابن الأَثير هكذا شرح قال وفيه نظر من جهة التصريف وفي رواية فَمَثَلَ قائماً والمَاثِلُ القائم والماثِلُ اللاطِيءُ بالأَرض ومَثَل لَطِئَ بالأَرض وهو من الأَضداد قال زهير تَحَمَّلَ منها أَهْلُها وخَلَتْ لها رُسومٌ فمنها مُسْتَبِينٌ وماثِلُ والمُسْتَبِين الأَطْلالُ والماثلُ الرُّسومُ وقال زهير أَيضاً في الماثِل المُنْتَصِبِ يَظَلُّ بها الحِرْباءُ للشمس ماثِلاً على الجِذْل إِلا أَنه لا يُكَبِّرُ وقول لبيد ثم أَصْدَرْناهُما في وارِدٍ صادِرٍ وَهْمٍ صُوَاه كالمَثَلْ فسَّره المفسِّر فقال المَثَلُ الماثِلُ قال ابن سيده ووجهه عندي أَنه وضع المَثَلَ موضع المُثُولِ وأَراد كَذِي المَثَل فحذف المضاف وأَقام المضاف إِليه مقامه ويجوز أَن يكون المَثَلُ جمع ماثِل كغائب وغَيَب وخادِم وخَدَم وموضع الكاف الزيادة كما قال رؤبة لَوَاحِقُ الأَقْرابِ فيها كالمَقَقْ أَي فيها مَقَقٌ ومَثَلَ يَمْثُل زال عن موضعه قال أَبو خِراش الهذلي يقرِّبه النَّهْضُ النَّجِيجُ لِما يَرى فمنه بُدُوٌّ مرَّةً ومُثُولُ
( * قوله « يقربه النهض إلخ » تقدم في مادة نجح بلفظ ومثيل والصواب ما هنا ) أَبو عمرو كان فلان عندنا ثم مَثَل أَي ذهب والماثِلُ الدارِس وقد مَثَل مُثولاً وامْتَثَلَ أَمرَه أَي احتذاه قال ذو الرمة يصف الحمار والأُتُن رَبَاعٍ لها مُذْ أَوْرَقَ العُودُ عنده خُماشاتُ ذَحْلٍ ما يُراد امتِثالُها ومَثَلَ بالرجل يَمْثُل مَثْلاً ومُثْلة الأَخيرة عن ابن الأَعرابي ومَثَّل كلاهما نكَّل به وهي المَثُلَة والمُثْلة وقوله تعالى وقد خَلَت من قبلهمُ المَثُلاتُ قال الزجاج الضمة فيها عِوَض من الحذف وردّ ذلك أَبو علي وقال هو من باب شاةٌ لَجِبَة وشِياهٌ لَجِبات الجوهري المَثُلة بفتح الميم وضم الثاء العقوبة والجمع المَثُلات التهذيب وقوله تعالى ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة وقد خلت من قبلهم المَثُلات يقول يستعجلونك بالعذاب الذي لم أُعاجلهم به وقد علموا ما نزل من عُقوبَتِنا بالأُمَمِ الخالية فلم يعتبروا بهم والعرب تقول للعقوبة مَثُلَه ومُثْلة فمن قال مَثُله جمعها على مَثُلات ومن قال مُثْلة جمعها على مُثُلات ومُثَلات ومُثْلات بإِسكان الثاء يقول يستعجلونك بالعذاب أَي يطلبُون العذاب في قولهم فأَمطر علينا حجارةً من السماء وقد تقدم من العذاب ما هو مُثْلة وما فيه نَكالٌ لهم لو اتَّعظوا وكأَن المَثْل مأْخوذ من المَثَل لأَنه إِذا شَنَّعَ في عُقوبته جعله مَثَلاً وعَلَماً ويقال امْتَثَل فلان من القوم وهؤُلاء مُثْلُ القوم وأَماثِلُهم يكون جمع أَمْثالٍ ويكون جمع الأَمْثَلِ وفي الحديث نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أَن يُمَثَّل بالدوابِّ وأَن تُؤْكَلَ المَمْثُول بها وهو أَن تُنْصَب فترمَى أَو تُقَطَّع أَطرافها وهي حَيَّة وفي الحديث أَنه نهى عن المُثْلة يقال مَثَلْت بالحيوان أَمْثُل به مَثْلاً إِذا قطعت أَطرافه وشَوَّهْت به ومَثَلْت بالقتيل إِذا جَدَعت أَنفَه وأُذنَه أَو مَذاكيره أَو شيئاً من أَطرافه والاسم المُثلة فأَما مَثَّل بالتشديد فهو للمبالغة ومَثَلَ بالقتيل جَدَعه وأَمْثَله جعله مُثْلة وفي الحديث من مَثَلَ بالشَّعَر فليس له عند الله خَلاق يوم القيامة مُثْلة الشَّعَر حَلْقُه من الخُدُودِ وقيل نتفُه أَو تغيِيرُه بالسَّواد وروي عن طاووس أَنه قال جعله الله طُهْرةً فجعله نَكالاً وأَمْثَلَ الرجلَ قَتَلَه بقَوَدٍ وامْتَثَل منه اقتصَّ قال إِن قَدَرْنا يوماً على عامِرٍ نَمْتَثِلْ منه أَو نَدَعْهُ لكْم وتَمَثَّل منه كامْتَثَل يقال امْتَثَلْت من فلان امْتِثالاً أَي اقتصصت منه ومنه قول ذي الرمة يصف الحمار والأُتن خُماشات ذَحْلٍ ما يُرادُ امْتِثالُها أَي ما يُراد أَن يُقْتَصَّ منها هي أَذل من ذلك أَو هي أَعز عليه من ذلك ويقول الرجل للحاكم أَمْثِلْني من فلان وأَقِصَّني وأَقِدْني أَي أَقِصَّني منه وقد أَمْثَله الحاكم منه قال أَبو زيد والمِثالُ القِصاص قال يقال أَمْثَله إِمْثالاً وأَقصَّه إِقْصاصاً بمعنى والاسم المِثالُ والقِصاصُ وفي حديث سُويد بن مقرّن قال ابنُه معاوية لَطَمْتُ مَوْلىً لنا فدَعاه أَبي ودعاني ثم قال امْثُل منه وفي رواية امْتَثِل فعَفا أَي اقتصَّ منه يقال أَمْثَلَ السلطانُ فلاناً إذا أَقادَه وقالوا مِثْلٌ ماثِلٌ أَي جَهْدٌ جاهِدٌ عن ابن الأعرابي وأَنشد مَن لا يَضَعْ بالرَّمْلةِ المَعاوِلا يَلْقَ مِنَ القامةِ مِثْلاً ماثِلا وإِنْ تشكَّى الأَيْنَ والتَّلاتِلا عنى بالتَّلاتِل الشدائد والمِثالُ الفِراش وجمعه مُثُل وإِن شئت خفَّفت وفي الحديث أَنه دخل على سعد وفي البيت مِثالٌ رَثٌّ أَي فِراش خَلَق وفي الحديث عن جرير عن مغيرة عن أُم موسى أُم ولد الحسين بن علي قالت زوَّج علي بن أَبي طالب شابَّين وابْني منهما فاشترى لكل واحد منهما مِثالَيْن قال جرير قلت لمُغيرة ما مِثالان ؟ قال نَمَطان والنّمَطُ ما يُفْترش من مَفارش الصوف الملوَّنة وقوله وفي البيت مِثالٌ رَثٌّ أَي فِراش خلَق قال الأَعشى بكلِّ طُوَالِ السَّاعِدَيْنِ كأَنما يَرَى بِسُرَى الليلِ المِثالَ المُمَهَّدا وفي حديث عكرمة أَن رجلاً من أَهل الجنة كان مُسْتَلْقِياً على مُثُله هي جمع مِثال وهو الفِراش والمِثالُ حجَر قد نُقِر في وَجْهه نَقْرٌ على خِلْقة السِّمَة سواء فيجعل فيه طرف العمود أَو المُلْمُول المُضَهَّب فلا يزالون يَحْنون منه بأَرْفَق ما يكون حتى يَدخل المِثال فيه فيكون مِثْله والأَمْثال أَرَضُون ذاتُ جبال يشبه بعضُها بعضاً ولذلك سميت أَمْثالاً وهي من البَصرة على ليلتين والمِثْل موضع
( * قوله « والمثل موضع » هكذا ضبط في الأصل ومثله في ياقوت بضبط العبارة ولكن في القاموس ضبط بالضم )
قال مالك بن الرَّيْب أَلا ليت شِعْري عل تَغَيَّرَتِ الرَّحَى رَحَى المِثْل أَو أَمْسَتْ بفَلْجٍ كما هِيَا ؟

( مجل ) مَجِلَتْ يدُه بالكسر ومَجَلَت تَمْجَل وتَمْجُل مَجَلاً ومَجْلاً ومُجُولاً لغتان نَفِطَتْ من العمل فمَرَنَتْ وصَلُبت وثَخُن جلدُها وتَعَجَّر وظهر فيها ما يشبه البَثَر من العمل بالأَشياء الصُّلْبة الخشِنة وفي حديث فاطمة أَنها شكت إِلى عليّ عليهما السلام مَجْلَ يديْها من الطَّحْن وفي حديث حذيفة فَيظَلُّ أَثرُها مثل أَثَر المَجَل وأَمْجَلَها العملُ وكذلك الحافِرُ إِذا نَكَبَتْه الحجارة فرَهَصَتْه ثم بَرِئ فصلُب واشتدّ وأَنشد لرؤبة رَهْصاً ماجِلاً والمَجْلُ أَثرُ العملِ في الكفِّ يعالج بها الإِنسانُ الشيء حتى يغلظ جلدُها وأَنشد غيره قد مَجِلَتْ كَفَّاه بعدَ لِينِ وهَمَّتا بالصَّبْرِ والمُرُونِ وفي الحديث أَن جبريل نَقَر رأْس رجل من المستهزئين فَتَمَجَّل رأْسُهُ قيْحاً ودماً أَي امتلأَ وقيل المَجْل أَن يكون بين الجلد واللحم ماء والمَجْلةُ قِشرة رقيقة يجتمع فيها ماء من أَثر العمل والجمع مَجْلٌ ومِجالٌ والمَجْل أَن يُصيب الجلدَ نارٌ أَو مشقَّة فيَتَنَفَّط ويَمْتلئ ماء والرَّهْص الماجِلُ الذي فيه ماء فإِذا بُزِغَ خرج منه الماء ومن هذا قيل لِمُسْتَنْقَع الماء ماجِل هكذا رواه ثعلب عن ابن الأَعرابي بكسر الجيم غير مهموز وأَما أَبو عبيد فإِنه روى عن أَبي عمرو المَأْجَل بفتح الجيم وهمزة قبلها قال وهو مثل الجَيْئةِ وجمعه مآجِل وقال رؤبة وأَخْلَفَ الوِقْطانَ والمَآجِلا وفي حديث أَبي واقد كُنَّا نَتَماقَلُ في ماجِلٍ أَو صِهْريج الماجِلُ الماء الكثير المجتمع قال ابن الأَثير قاله ابن الأَعرابي بكسر الجيم غير مهموز وقال الأَزهري هو بالفتح والهمز وقيل إِن ميمه زائدة وهو من باب أَجل وقيل هو معرَّب والتَّماقُل التَّغاوُصُ في الماء وجاءت الإِبلُ كأَنها المَجْلُ من الرِّيِّ أَي ممتلئة رِواء كامتلاء المَجْل وذلك أَعظم ما يكون من رِيِّها والمَجْلُ انفِتاق من العَصَبة التي في أَسفل عُرْقوب الفرس وهو من حادث عيوب الخيل

( محل ) المَحْلُ الشدّة والمَحْلُ الجوع الشديد وإِن لم يكن جَدْب والمَحْل نقيض الخِصْب جمعه مُحول وأَمْحال الأَزهري المُحولُ والقُحوطُ احتباس المطر وأَرض مَحْلٌ وقَحْطٌ لم يصبها المطر في حينه الجوهري المَحْل الجدبُ وهو انقطاع المطر ويُبْسُ الأَرض من الكَلإِ غيره قال وربما جمع المَحْل أَمْحالاً وأَنشد لا يَبْرَمُون إِذا ما الأُفْقُ جلَّله صِرُّ الشتاء من الأَمْحال كالأَدَمِ ابن السكيت أَمْحَلَ البلدُ هو ماحِل ولم يقولوا مُمْحِل قال وربما جاء في الشعر قال حسان بن ثابت إِمَّا تَرَيْ رأْسي تَغَيَّر لَوْنُه شَمَطاً فأَصْبَحَ كالثَّغامِ المُمْحِلِ فَلَقَدْ يَراني المُوعِدي وكأَنَّني في قَصْرِ دُومَةَ أَو سواء الهَيْكَلِ ابن سيدَه أرض مَحْلة ومَحْلٌ ومَحُول وفي التهذيب ومَحُولة أَيضاً بالهاء لا مَرْعَى بها ولا كَلأَ قال ابن سيده وأَرى أَبا حنيفة قد حكى أَرض مُحُولٌ بضم الميم وأَرَضُون مَحْل ومَحْلة ومُحُولٌ وأَرض مُمْحِلة ومُمْحِل الأَخيرة على النسب الأَزهري وأَرض مِمْحال قال الأَخطل وبَيْداء مِمْحالٍ كأَنّ نَعامَها بأَرْحائها القُصْوَى أَباعِرُ هُمَّلُ وفي الحديث أَمَا مَرَرتَ بِوادي أَهلِك مَحْلاً أَي جَدْباً والمَحْل في الأَصْل انقطاع المطر وأَمْحَلَت الأَرْضُ والقومُ وأَمْحَل البلدُ فهو ماحِل على غير قياس ورجل مَحْل لا يُنْتفع به وأَمْحَل المطرُ أَي احتبس وأَمْحَلْنا نحن وإِذا احتبس القَطْر حتى يمضِيَ زمانُ الوَسْمِيِّ كانت الأَرض مَحُولاً حتى يصيبها المطرُ ويقال قد أَمْحَلْنا منذ ثلاث سنين قال ابن سيده وقد حكي مَحُلَت الأَرض ومَحَلَت وأَمْحَل القومُ أَجْدبوا وأَمْحَلَ الزمانُ وزمان ماحِلٌ قال الشاعر والقائل القَوْل الذي مِثْلُه يُمْرِعُ منه الزَّمَنُ الماحِلُ الجوهري بلد ماحِلٌ وزمان ماحِلٌ وأَرض مَحْل وأَرض مُحُول كما قالوا بلد سَبْسَب وبلد سَباسِب وأَرض جَدْبَة وأَرض جُدوب يريدون بالواحد الجمع وقد أَمْحَلَت والمَحْل الغُبار عن كراع والمُتماحِل من الرجال الطويلُ المضطرب الخلْق قال أَبو ذؤيب وأَشْعَثَ بَوْشِيٍّ شَفَيْنا أُحاحَه غَدَاتَئِذٍ ذِي جَرْدَةٍ مُتماحِل قال الجوهري هو من صفة أَشْعَث والبَوْشِيُّ الكثير البَوْشِ والعِيال وأُحاحُه ما يجده في صَدْره من غَمَر وغَيْظٍ أَي شفَينا ما يجده من غَمَر العِيال ومنه قول الآخر يَطْوِي الحَيازيمَ على أُحاحِ والجَرْدةُ بُرْدة خلَق والمُتماحِلُ الطويل وفي حديث علي إِنّ من وَرائكم أُموراً مُتماحِلة أَي فِتَناً طويلة المدة تطولُ أَيامها ويعظم خَطَرُها ويَشتدّ كَلَبُها وقيل يطول أَمرها وسَبْسَب مُتماحل أَي بعيد ما بين الطرَفين وفَلاة مُتماحلة بعيدة الأَطراف وأَنشد ابن بري لأَبي وجزة كأَنّ حريقاً ثاقِباً في إِباءةٍ هَدِيرُهُما بالسَّبْسَب المُتماحل وقال آخر بَعِيدٌ من الحادي إِذا ما تَدَفَّعَتْ بناتُ الصُّوَى في السَّبْسَب المُتماحِل وقال مزرّد هَواها السَّبْسَبُ المُتماحِلُ وناقة مُتماحِلة طويلة مُضطَربة الخلْق أَيضاً وبعير مُتماحِل طويل بعيد ما بين الطرفين مُسانِدُ الخلْق مُرْتَفِعهُ والمَحْلُ البُعد ومكان مُتَماحِل مُتباعد أَنشد ثعلب من المُسْبَطِرَّاتِ الجِيادِ طِمِرَّةٌ لَجُوجٌ هَواها السَّبْسَبُ المُتماحِلُ أَي هَواها أَن تجد مُتَّسعاً بعيد ما بين الطرَفين تغدو به وتَماحَلَتْ بهم الدارُ تباعدت أَنشد ابن الأَعرابي وأُعْرِض إِنِّي عن هواكنّ مُعْرِض تَماحَل غِيطانٌ بكُنَّ وبِيدُ دعا عليهنّ حين سلا عنهن بكبر أَو شغل أَو تباعد ومَحَلَ لفلان حقه تكلَّفه له والمُمَحَّل من اللبن الذي قد أَخذ طعماً من الحموضة وقيل هو الذي حُقِن ثم لم يترك يأْخذ الطعم حتى شرب وأَنشد ما ذُقْتُ ثُفْلاً مُنْذُ عامٍ أَوّلِ إِلاَّ من القارِصِ والمُمَحَّلِ قال ابن بري الرجز لأَبي النجم يصف راعياً جَلْداً وصوابه ما ذاقَ ثُفْلاً وقبله صُلْب العَصا جافٍ عن التَّغَزُّلِ يحلِف بالله سِوى التَّحَلُّلِ والثُّفْل طعام أَهل القُرى من التمر والزبيب ونحوهما الأَصمعي إِذا حُقِن اللبن في السِّقاء وذهبت عنه حَلاوة الحَلَب ولم يتغير طعمُه فهو سامِطٌ فإِن أَخذ شيئاً من الريح فهو خامِطٌ فإِن أَخذ شيئاً من طعم فهو المُمَحَّل ويقال مع فلان مَمْحَلة أَي شَكْوة يُمَحِّل فيها اللبن وهو المُمَحَّل ويديرها
( * هكذا بياض في الأصل ) الجوهري والمُمَحَّل بفتح الحاء مشددة اللبن الذي ذهبت منه حلاوة الحَلَب وتغيَّر طعمُه قليلاً وتَمَحَّل الدراهمَ انْتَقَدَها والمِحالُ الكَيْد ورَوْمُ الأَمرِ بالحِيَل ومَحَِل به يَمْحَل
( * قوله « ومحل به يمحل إلخ » عبارة القاموس ومحل به مثلثة الحاء محلاً ومحالاً كاده بسعاية إلى السلطان ) مَحْلاً كاده بسِعاية إِلى السلطان قال ابن الأَنباري سمعت أَحمد بن يحيى يقول المِحال مأْخوذ من قول العرب مَحَل فلان بفلان أَي سَعَى به إِلى السلطان وعَرَّضه لأَمر يُهْلِكه فهو ماحِل ومَحُول والماحِلُ الساعي يقال مَحَلْت بفلان أَمْحَل إِذا سعيت به إِلى ذي سلطان حتى تُوقِعه في وَرْطة ووَشَيْتَ به الأَزهري وأَما قول الناس تمَحَّلْت مالاً بغريمي فإِن بعض الناس ظن أَنه بمعنى احْتَلْتُ وقدَّر أَنه من المحالة بفتح الميم وهي مَفْعلة من الحيلة ثم وُجِّهت الميم فيها وِجْهة الميم الأَصلية فقيل تمَحَّلْت كما قالوا مَكان وأَصله من الكَوْن ثم قالوا تمكَّنت من فلان ومَكَّنْت فلاناً من كذا وكذا قال وليس التمَحّل عندي ما ذهب إِليه في شيء ولكنه من المَحْل وهو السعي كأَنه يسعى في طلبه ويتصرف فيه والمَحْل السِّعايةُ من ناصح وغير ناصح والمَحْل المَكْر والكيد والمِحال المكر بالحقِّ وفلان يُماحِلُ عن الإِسلام أَي يُماكِر ويُدافِع والمِحالُ الغضب والمِحالُ التدبير والمُماحَلة المُماكَرة والمُكايَدة ومنه قوله تعالى شدِيد المِحال وقال عبد المطلب بن هاشم لا يَغْلِبَنَّ صَلِيبُهُم ومِحالُهم عَدْواً مِحالَك أَي كيدَك وقوّتك وقال الأَعشى فَرْع نَبْعٍ يَهْتزُّ في غُصُنِ المَجْ دِ غزِير النَّدَى شديد المِحال
( * قوله « في غصن المجد » هكذا ضبط في الأصل بضمتين )
أَي شديد المكر وقال ذو الرمة ولبّسَ بين أَقوامٍ فكُلٌّ أَعَدَّ له الشَّغازِبَ والمِحالا وفي حديث الشفاعة إِن إِبراهيم يقول لسْتُ هُناكُم أَنا الذي كَذَبْتُ ثلاثَ كَذَباتٍ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم واللهِ ما فيها كَذْبة إِلا وهو يُماحِلُ بها عن الإِسلام أَي يُدافِع ويُجادِل من المِحال بالكسر وهو الكيد وقيل المكر وقيل القوة والشدَّة وميمه أَصلية ورجل مَحِل أَي ذو كَيْد وتمَحَّلَ أَي احتال فهو مُتَمَحِّلٌ يقال تَمَحَّلْ لي خيراً أَي اطلُبْه الأَزهري والمِحالُ مُماحَلة الإِنسان وهي مُناكَرتُه إِياه يُنْكر الذي قاله ومَحَلَ فلانٌ بصاحبه ومَحِل به إِذا بَهَتَه وقال إِنه قال شيئاً لم يَقُلْه وماحَلَه مُماحَلةً ومِحالاً قاواه حتى يتبين أَيَّهما أَشدّ والمَحْل في اللغة الشدة وقوله تعالى وهو شديد المِحالِ قيل معناه شديد القدرة والعذاب وقيل شديد القوّة والعذاب قال ثعلب أَصل أَن يسعى بالرجل ثم ينتقل إِلى الهَلَكة وفي الحديث عن ابن مسعود إِن هذا القرآن شافِعٌ مُشَفَّع وماحِلٌ مُصدَّق قال أَبو عبيد جعله يَمْحَل بصاحبه إِذا لم يتَّبع ما فيه أَو إِذا هو ضيَّعه قال ابن الأَثير أَي خَصْم مُجادل مُصدَّق وقيل ساعٍ مُصدَّق من قولهم مَحَل بفلان إِذا سعى به إِلى السلطان يعني أَن من اتَّبعه وعَمِل بما فيه فإِنه شافع له مقبول الشفاعة ومُصدَّق عليه فيما يَرْفع من مَساوِيه إِذا تَرك العملَ به وفي حديث الدعاء لا يُنْقَض عهدُهم عن شِيَةِ ماحِلٍ أَي عن وَشْي واشٍ وسِعاية ساعٍ ويروى سنَّة ماحل بالنون والسين المهملة وقال ابن الأَعرابي مَحَل به كادَه ولم يُعَيِّن أَعِنْد السلطان كاده أَم عند غيره وأَنشد مَصادُ بنَ كعب والخطوبُ كثيرة أَلم تَرَ أَن الله يَمْحَل بالأَلْف ؟ وفي الدعاء ولا تجْعَلْه ماحِلاً مُصدَّقاً والمِحالُ من الله العِقابُ وبه فسر بعضهم قوله تعالى وهو شديد المِحال وهو من الناس العَداوةُ وماحَله مُماحَلة ومِحالاً عاداه وروى الأَزهري عن سفيان الثوري في قوله تعالى وهو شديدُ المِحال قال شديد الانتِقام وروي عن قتادة شديد الحِيلة وروي عن ابن جُريج أَي شديد الحَوْل قال وقال أَبو عبيد أَراه أَراد المَحال بفتح الميم كأَنه قرأَه كذلك ولذلك فسره الحَوْلَ قال والمِحال الكيد والمكر قال عدي مَحَلُوا مَحْلَهم بصَرْعَتِنا العا م فقد أَوْقَعُوا الرَّحى بالثُّفال قال مكَروا وسَعَوْا والمِحال بكسر الميم المُماكَرة وقال القتيبي شديد المِحال أَي شديد الكيد والمكر قال وأَصلُ المِحال الحِيلةُ وأَنشد قول ذي الرمة أَعدَّ له الشغازِبَ والمِحالا قال ابن عرفة المِحالُ الجِدالُ ماحَلَ أَي جادَلَ قال أَبو منصور قول التقتيبي في قوله عز وجل وهو شديد المِحال أَي الحيلةِ غَلطٌ فاحش وكأَنه توهم أَن ميم المِحال ميم مِفْعَل وأَنها زائدة وليس كما توهَّمه لأَن مِفْعَلاً إِذا كان من بنات الثلاثة فإِنه يجيء بإِظهار الواو والياء مثل المِزْوَد والمِحْوَل والمِحْوَر والمِعْيَر والمِزْيَل والمِجْوَل وما شاكلها قال وإِذا رأَيت الحرف على مثال فِعال أَوّله ميم مكسورة فهي أَصلية مثل ميم مِهاد ومِلاك ومِراس ومِحال وما أَشبهها وقال الفراء في كتاب المصادر المِحال المماحلة يقال في فَعَلْت مَحَلْت أَمْحَل مَحْلاً قال وأَما المَحالة فهي مَفْعَلة من الحِيلة قال أَبو منصور وهذا كله صحيح كما قاله قال الأَزهري وقرأَ الأَعرج وهو شديد المَحال بفتح الميم قال وتفسيره عن ابن عباس يدل على الفتح لأَنه قال المعنى وهو شديد الحَوْل وقال اللحياني عن الكسائي قال مَحِّلْني يا فلان أَي قَوِّني قال أَبو منصور وقوله شديد المَحال أَي شديد القوّة والمَحالة الفَقارة ابن سيده والمَحالة الفِقْرة من فَقار البعير وجمعه مَحال وجمع المَحال مُحُل أَنشد ابن الأَعرابي كأَنّ حيث تَلْتَقِي منه المُحُلْ من قُطُرَيْهِ وَعِلانِ وَوَعِلْ يعني قُرونَ وَعِلَين ووَعِلٍ شبَّه ضلوعه في اشتباكها بقُرون الأَوْعال الأَزهري وأَما قول جندل الطَّهَويّ عُوجٌ تَسانَدْنَ إِلى مُمْحَلِ فإِنه أَراد موضع مَحال الظهر جعل الميم لما لزمت المَحالة وهي الفَقارة من فَقار الظهر كالأَصلية والمَحِلُ الذي قد طُرِد حتى أَعيا قال العجاج نَمْشِي كَمَشْيِ المَحِلِ المَبْهور وفي النوادر رأَيت فلاناً مُتماحِلاً وماحِلاً وناحِلاً إِذا تغير بدَنه والمَحالُ ضرْب من الحَلي يصاغ مُفَقَّراً أَي مُحْزَّزاً على تفقير وسط الجراد قال مَحال كأَجْوازِ الجَرادِ ولؤلؤ من القَلَقِيِّ والكَبِيسِ المُلَوَّب والمَحالةُ التي يستقي عليها الطيَّانون سميت بفَقارة البعير فَعالة أَو هي مَفْعَلة لتَحوُّلها في دَوَرانها والمحالة والمحال أَيضاً البكَرة العظيمة التي تستقي بها الإِبل قال حميد الأَرقط يَرِدْن والليلُ مُرِمٌّ طائرُه مُرْخىً رِواقاه هُجودٌ سامِرُه وِرْدَ المَحال قَلِقَتْ مَحاوِرُهْ والمَحالةُ البكَرة هي مَفْعَلة لا فَعالة بدليل جمعها على مَحاوِل وإِنما سميت مَحالة لأَنها تدور فتنقل من حالة إِلى حالة وكذلك المَحالة لفِقْرة الظهر هي أَيضاً مَفْعَلة لا فَعالة منقولة من المَحالة التي هي البكَرة قال ابن بري فحق هذا أَن يذكر في حول غيره المَحالة البكَرة العظيمة التي تكون للسَّانية وفي الحديث حَرَّمْت شجر المدينة إِلاَّ مَسَدَ مَحالة هي البكَرة العظيمة التي يُسْتَقى عليها وكثيراً ما تستعملها السَّفَّارة على البِئار العميقة وقولهم لا مَحالةَ بوضع موضع لا بُدَّ ولا حيلة مَفْعلة أَيضاً من الحَوْل والقوَّة وفي حديث قس أَيْقَنْتُ أَني لا مَحا لةَ حيث صار القومُ صائِرْ أَي لا حيلة ويجوز أَن يكون من الحَوْل القوة أَو الحركة وهي مَفْعَلة منهما وأَكثر ما تستعمل لا مَحالة بمعنى اليقين والحقيقةِ أَو بمعنى لا بدّ والميم زائدة وقوله في حديث الشعبي إِنْ حَوَّلْناها عنك بِمِحْوَلٍ المحول بالكسر آلةُ التحويلِ ويروى بالفتح وهو موضع التحويل والميم زائدة

( مخل ) ابن الأَعرابي الخافِلُ الهارِب وكذلك الماخِل والمالِخُ

( مدل ) المِدْلُ بكسر الميم الخفيُّ الشخصِ القليلُ الجسم قال أَبو عمرو هو المَدْلُ بفتح الميم للخَسيس من الرجال والمِذْل بالدال والذال وكسر الميم فيهما والمِدْل اللبن الخاثر ومَدَل قَيْل من حِمْير وتَمَدَّل بالمِنْديل لغة في تَنَدَّل مذل المَذَل الضجَر والقَلَق مَذِل مَذَلاً فهو مَذِل والأُنثى مَذِلة والمَذِل الباذل لما عنده من مال أَو سِرٍّ وكذلك إِذا لم يقدر على ضبط نفسه ومَذِل بسِّره
( * قوله « ومذل بسره إلخ » عبارة القاموس ومذل بسره كنصر وعلم وكرم ) بالكسر مَذَلاً ومِذالاً فهو مَذِل ومَذِيلٌ ومَذَل يَمْذُل كلاهما قَلِقَ بسرِّه فأَفشاه وروي في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال المِذالُ من النفاق هو أَن يَقْلَق الرجلُ عن فِراشه الذي يُضاجِع عليه حليلته ويتحوَّل عنه ليَفْتَرِشَه غيرُه ورواه بعضهم المِذاء ممدود فأَما المِذال باللام فإِن أَبا عبيد قال أَصله أَن يَمْذَل الرجل بسرِّه أَي يَقْلَق وفيه لغتان مَذِل يَمْذَل مَذَلاً ومَذَل يَمْذُل بالضم مَذْلاً أَي قلقْت به وضَجِرْت حتى أَفْشَيته وكذلك المَذَل بالتحريك ومَذِلْت من كلامه قَلِقْت وكلُّ مَنْ قَلِقَ بسرِّه حتى يُذيعه أَو بِمَضْجَعه حتى يتحَّل عنه أَو بمَالِه حتى يُنْفِقه فقد مَذِل وقال الأسود بن يعفر ولقد أَرُوحُ على التِّجَارِ مُرَجَّلاً مَذِلاً بِمالي لَيِّناً أَجْيادِي وقال قيس بن الخَطِيم فلا تَمْذُلْ بسِرِّك كُلُّ سرٍّ إِذا ما جاوَز الاثنين فاشِي قال أَبو منصور فالمِذال في الحديث أَن يَقْلق بفِراشه كما قدَّمنا وأَما المِذاء بالمدّ فهو مذكور في موضعه ابن الأَعرابي المِمْذِل الكثيرُ خَدَرِ الرِّجْل والمِمْذَل القَوَّاد على أَهله والمِمْذلُ الذي يَقْلَق بسرِّه ومَذِلَت نفسه بالشيء مَذَلاً ومَذُلَت مَذالة طابتْ وسمحتْ ورجل مَذِلُ النفسِ والكفِّ واليدِ سمحٌ ومَذَل بماله ومَذِلَ سَمَحَ وكذلك مَذِلَ بنفسِه وعِرْضه قال مَذِلٌ بِمُهْجَتِه إِذا ما كذَّبَتْ خَوْفَ المَنِيَّة أَنْفُسُ الأَنْجادِ وقالت امرأَة من بني عبد القيس تَعِظ ابنها وعِرْضكَ لا تَمْذُلْ بعِرْضِك إِنما وجَدْت مُضِيعَ العِرْضِ تُلْحَى طَبائِعهُ ومَذِلَ على فِراشه مَذَلاً فهو مَذِل ومَذُل مَذالةً فهو مَذِيلٌ كِلاهما لم يستقرَّ عليه من ضعف وغَرَض ورجال مَذْلى لا يطمئنون جاؤوا به على فَعْلى لأَنه قَلَق ويدل على عامة ما ذهب إِليه سيبويه في هذا الضرب من الجمع
( * قوله « من الجمع » هكذا في الأصل ) والمَذِيلُ المريض الذي لا يَتَقارُّ وهو ضعيف قال الراعي ما بال دَفِّك بالفِراشِ مَذِيلا ؟ أَقَذىً بِعَيْنِك أَم أَرَدْتَ رَحِيلا ؟ والمَذِلُ والماذِلُ الذي تَطِيب نفسُه عن الشيء يتركه ويسترجي غيرَه والمُذْلةُ النكتة في الصخرة ونواة التمر ومَذِلَتْ رجلُه مَذَلاً ومَذْلاً وأَمْذَلَتْ خَدِرَتْ وامْذالَّتِ امْذِلالاً وكلُّ خَدَرً أَو فَتْرةٍ مَذَلٌ وامْذِلالٌ وقوله وإِنْ مَذِلَتْ رِجْلي دعَوتُكِ أَشْتَفِي بِذِكْراكِ من مَذْلٍ بها فَتَهُونُ إِما أَن يكون أَراد مَذَل فسكن للضرورة وإِما أَن تكون لغة وقال الكسائي مَذِلْت من كلامك ومضضت بمعنى واحد ورجل مِذْل أَي صغير الجثة مثل مِدْل وحكى ابن بري عن سيبويه رجل مَذْل ومَذِيل وفَرْج وفَرِيج وطَبّ وطبيب
( * قوله « وطب وطبيب » هكذا في الأصل ) والامْذِلالُ الاسترخاء والفُتور والمَذَل مثله ورجل مِذْل خفيُّ الجسم والشخص قليل اللحم والدال لغة وقد تقدم والمَذِيلُ الحديدُ الذي يسمى بالفارسية نَرمْ آهَنْ

( مذل ) المَذَل الضجَر والقَلَق مَذِل مَذَلاً فهو مَذِل والأُنثى مَذِلة والمَذِل الباذل لما عنده من مال أَو سِرٍّ وكذلك إِذا لم يقدر على ضبط نفسه ومَذِل بسِّره
( * قوله « ومذل بسره إلخ » عبارة القاموس ومذل بسره كنصر وعلم وكرم ) بالكسر مَذَلاً ومِذالاً فهو مَذِل ومَذِيلٌ ومَذَل يَمْذُل كلاهما قَلِقَ بسرِّه فأَفشاه وروي في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال المِذالُ من النفاق هو أَن يَقْلَق الرجلُ عن فِراشه الذي يُضاجِع عليه حليلته ويتحوَّل عنه ليَفْتَرِشَه غيرُه ورواه بعضهم المِذاء ممدود فأَما المِذال باللام فإِن أَبا عبيد قال أَصله أَن يَمْذَل الرجل بسرِّه أَي يَقْلَق وفيه لغتان مَذِل يَمْذَل مَذَلاً ومَذَل يَمْذُل بالضم مَذْلاً أَي قلقْت به وضَجِرْت حتى أَفْشَيته وكذلك المَذَل بالتحريك ومَذِلْت من كلامه قَلِقْت وكلُّ مَنْ قَلِقَ بسرِّه حتى يُذيعه أَو بِمَضْجَعه حتى يتحَّل عنه أَو بمَالِه حتى يُنْفِقه فقد مَذِل وقال الأسود بن يعفر ولقد أَرُوحُ على التِّجَارِ مُرَجَّلاً مَذِلاً بِمالي لَيِّناً أَجْيادِي وقال قيس بن الخَطِيم فلا تَمْذُلْ بسِرِّك كُلُّ سرٍّ إِذا ما جاوَز الاثنين فاشِي قال أَبو منصور فالمِذال في الحديث أَن يَقْلق بفِراشه كما قدَّمنا وأَما المِذاء بالمدّ فهو مذكور في موضعه ابن الأَعرابي المِمْذِل الكثيرُ خَدَرِ الرِّجْل والمِمْذَل القَوَّاد على أَهله والمِمْذلُ الذي يَقْلَق بسرِّه ومَذِلَت نفسه بالشيء مَذَلاً ومَذُلَت مَذالة طابتْ وسمحتْ ورجل مَذِلُ النفسِ والكفِّ واليدِ سمحٌ ومَذَل بماله ومَذِلَ سَمَحَ وكذلك مَذِلَ بنفسِه وعِرْضه قال مَذِلٌ بِمُهْجَتِه إِذا ما كذَّبَتْ خَوْفَ المَنِيَّة أَنْفُسُ الأَنْجادِ وقالت امرأَة من بني عبد القيس تَعِظ ابنها وعِرْضكَ لا تَمْذُلْ بعِرْضِك إِنما وجَدْت مُضِيعَ العِرْضِ تُلْحَى طَبائِعهُ ومَذِلَ على فِراشه مَذَلاً فهو مَذِل ومَذُل مَذالةً فهو مَذِيلٌ كِلاهما لم يستقرَّ عليه من ضعف وغَرَض ورجال مَذْلى لا يطمئنون جاؤوا به على فَعْلى لأَنه قَلَق ويدل على عامة ما ذهب إِليه سيبويه في هذا الضرب من الجمع
( * قوله « من الجمع » هكذا في الأصل ) والمَذِيلُ المريض الذي لا يَتَقارُّ وهو ضعيف قال الراعي ما بال دَفِّك بالفِراشِ مَذِيلا ؟ أَقَذىً بِعَيْنِك أَم أَرَدْتَ رَحِيلا ؟ والمَذِلُ والماذِلُ الذي تَطِيب نفسُه عن الشيء يتركه ويسترجي غيرَه والمُذْلةُ النكتة في الصخرة ونواة التمر ومَذِلَتْ رجلُه مَذَلاً ومَذْلاً وأَمْذَلَتْ خَدِرَتْ وامْذالَّتِ امْذِلالاً وكلُّ خَدَرً أَو فَتْرةٍ مَذَلٌ وامْذِلالٌ وقوله وإِنْ مَذِلَتْ رِجْلي دعَوتُكِ أَشْتَفِي بِذِكْراكِ من مَذْلٍ بها فَتَهُونُ إِما أَن يكون أَراد مَذَل فسكن للضرورة وإِما أَن تكون لغة وقال الكسائي مَذِلْت من كلامك ومضضت بمعنى واحد ورجل مِذْل أَي صغير الجثة مثل مِدْل وحكى ابن بري عن سيبويه رجل مَذْل ومَذِيل وفَرْج وفَرِيج وطَبّ وطبيب
( * قوله « وطب وطبيب » هكذا في الأصل ) والامْذِلالُ الاسترخاء والفُتور والمَذَل مثله ورجل مِذْل خفيُّ الجسم والشخص قليل اللحم والدال لغة وقد تقدم والمَذِيلُ الحديدُ الذي يسمى بالفارسية نَرمْ آهَنْ

( مرجل ) الليث المَراجِل ضرْب من بُرود اليمن وأَنشد وأَبْصَرْتُ سَلْمَى بين بُرْدَيْ مَراجِلٍ وأَخْياشِ عصبٍ من مُهَلْهلَة اليَمنْ وأَنشد ابن بري لشاعر يُسائِلْنَ مَنْ هذا الصَّريعُ الذي نَرَى ؟ ويَنْظُرْنَ خَلْساً من خِلال المَراجِل وثوب مُمَرْجَل على صنعة المَراجِلِ من البُرود وفي الحديث وعليها ثِياب مراجِل يروى بالجيم والحاء فالجيم معناه أَن عليها نُقوشاً تِمْثال الرجال والحاء معناه أَن عليها صُوَرَ الرِّحال وهي الإِبل بأَكْوَارِها ومنه ثوبٌ مُرَحَّل والروايتان معاً من باب الراء والميم فيهما زائدة وهو مذكور أَيضاً في موضعه وفي الحديث فبعث معهما بِبُرْد مَرَاجِل هو ضرْب من بُرود اليمن قال وهذا التفسير
( * قوله « قال وهذا التفسير » عبارة النهاية قال الازهري هذا إلخ ) يشبه أَن تكون الميم أَصلية والمُمَرْجَل ضرْب من ثياب الوَشْيِ قال العجاج بِشِيَةٍ كَشِيَةِ المُمَرْجَلِ قال الجوهري قال سيبويه مَرَاجِل ميمُها من نفس الحرف وهي ثياب الوَشْيِ وفي الحديث ولِصَدْرِه أَزِيزٌ كأَزِيزِ المِرْجَل هو بالكسر الإِناء الذي يُغْلى فيه الماء وسواء كان من حديد أَو صُفْر أَو حجارة أَو خَزَف والميم زائدة قيل لأَنه إِذا نُصِب كأَنه أُقيم على أَرْجُل قال ابن بري والمِرْجَل المُِشط ميمه زائدة لأَنه يرجَّل به الشعر قال الشاعر مَرَاجِلُنا من عَظْمِ فِيلٍ ولم تكن مَرَاجلُ قَومي من جَديد القَماقِم

( مرطل ) مَرْطَله في الطِّين لَطَخَه ومَرْطَل الرجلُ ثوبه بالطين إِذا لَطَخَه ومَرْطَلَ عِرْضَه كذلك قال صخر بن عميرة مَمْغُوثة أَعْراضُهم مُمَرْطَلَهْ كما تُلاثُ في الهِناءِ الثَّمَلَهْ ومَرْطَله المطرُ بَلَّه ومَرْطَلَ العملَ أَدامه

( مسل ) المَسِيلُ السَّيَلان والمَصْلُ القَطْرُ ويقال لِمَسِيل الماء مَسَلٌ بالتحريك المحكم المَسَل والمَسِيلُ مَجْرَى الماء وهو أَيضاً ماء المطر وقيل المَسل المَسِيلُ الظاهر والجمْع أَمْسِلةٌ ومُسُلٌ ومُسْلانٌ ومَسائلُ وزعم بعضهم أَن ميمه زائدة من سال يَسيل وأَن العرب غَلِطت في جمعه قال الأَزهري هذه الجموع على توهُّم ثبوت الميم أَصلية في المَسِيل كما جمعوا المكان أَمكنة وأَصله مَفْعَل من كان قال ساعدة بنجؤية يصف النحل منها جَوارِسُ للسَّراة وتَخْتَوِي كَرَباتِ أَمْسِلةٍ إِذا تَتَصَوَّب
( * قوله « وتختوي » هكذا في الأصل وأورده في التكملة بلفظ تأثري ثم قال تأثري تفتعل من الاري والكربات أماكن ترتفع عن السهل وقيل أماكن مرتفعة تصب في الاودية إلى آخر ما هنا )
تَخْتَوِي تأْكل لِلْخَواء والكَرَبُ ما غَلُظَ من أُصول جريد النخل والأَمْسِلة جمع المَسِيل وهو الجريد الرَّطْب وجمعه المُسُل الأَزهري سمعت أَعرابيّاً من بني سعد نشَأَ بالأَحْساء يقول لجريد النخل الرّطْبِ المُسُل والواحد مَسِيل ومُسالا الرجل عَضُداه ومُسالا الرجل جانِبا لَحْيَيْه وهو أَحد الظروف الشاذة التي عَزَلَها سيبويه ليفسِّر معانيها وأَنشد لأَبي حية النميري إِذا ما تَغَشَّاه على الرَّحْل يَنْثَني مُسالَيْه عنه من وراء ومُقْدِم قال سيبويه ومُسالاه عِطْفاه فجرى مجرى جَنْبَيْ فُطَيمة ابن الأَعرابي المَسالةُ طول الوجه مع حسن ومَسُولَى اسم موضع عن ابن الأَعرابي وأَنشد للمَرّار فأَصْبَحْتُ مَهْموماً كأَنّ مَطِيَّتي بِبَطْن مَسُولَى أَو بِوَجْرَةَ ظالِعُ أَي طال وُقوفي حتى كأَن ناقتي ظالع

( مشل ) المَشَل
( * قوله « المشل » هكذا في التهذيب مضبوطاً بالتحريك ومقتضى صنيع القاموس وضبط التكملة أنه بالفتح ) الحَلَب القليل والمِمْشَلُ الحالب الرفيق بالحَلْب ومَشَّلَت الناقةُ تَمْشيلاً أَنزلت شيئاً قليلاً من اللبَن وتَمْشِيلُ الدِّرَّة انتشارُها لا تجتمع فيَحْلُبها الحالب وقد تَمَشَّلَها الحالبُ أَو فَصِيلُها قال شمر ولو لم أَسمعه لابن شميل لأَنكرته سلمة عن الفراء التَّمْشِيل أَن تَحْلُب وتبقي في الضَّرْع شيئاً وهو التَّفْشِيل أَيضاً وامْتَشَل سيفَه اخْتَرَطَه ابن السكيت امْتَشَل سيفَه من غِمْده وامْتَشَقه وانْتضاه وانْتَضَله بمعنى واحد وفَخِذٌ ناشِلة قليلة اللحم قال أَبو تراب سمعت بعض الأَعراب يقول فَخِذ ماشِلة بهذا المعنى وهو مَمْشُول الفخِذ أَي قليل اللحم وفي الحديث ذكر مُشَلَّل بضم الميم وفتح الشين وتشديد اللام الأُولى وفتحها موضع بين مكة والمدينة

( مصل ) المَصْل معروف والمُصُولُ تمَيُّزُ الماء عن الأَقِطِ واللبنُ إِذا عُلِّق مَصَل ماؤه فقَطر منه وبعضهم يقول مَصْلة مثل أَقْطة المحكم مَصَل الشيءُ يَمْصُل مصْلاً ومُصولاً قطَر ومَصَلَتِ اسْتُه أَي قطرَت والمَصْل والمُصالة ما سال من الأَقِط إِذا طُبخ ثم عصر أَبو زيد المَصْل ماءُ الأَقِط حينَ يُطبخ ثم يُعْصر فعُصارةُ الأَقِط هي المَصْل الجوهري ومَصْلُ الأَقِط عملُه وهو أَن تجعله في وِعاء خُوصٍ أَو غيره حتى يقطُر ماؤه والذي يَسِيل منه المُصالةُ والمُصالةُ ما قطر من الحُبِّ ومصَلَ اللبَنَ يمْصُله مَصْلاً إِذا وضعه في وِعاء خوص أَو خِرَق حتى يقطر ماؤه وإِنه ليحلُب من الناقة لبناً ماصِلاً وأَمْصَلَ الراعي الغنمَ إِذا حلبها واستَوْعب ما فيها والمُصولُ تمييزُ الماء من اللبن ولبنٌ ماصِلٌ قليل وشاة مُمْصِلٌ ومِمْصالٌ يَتزايَلُ لبنُها في العُلْبة قبل أَن يُحْقَن والمُمْصِلُ من النساء التي تُلْقي ولدَها مُضْغة وقد أَمْصَلَت المرأَة أَي أَلقت ولدها وهو مضغة ابن السكيت يقال قد أَمْصَلْتَ بِضاعةَ أَهلِك إِذا أَفسدتها وصرَفْتها فيما لا خير فيه وقد مَصَلَتْ هي ابن الأَعرابي المِمْصَل الذي يُبَذِّرُ ماله في الفساد والمِمْصَل أَيضاً راووق الصبَّاغ وأَمْصَلَ مالَه أَي أَفسده وصرَفه فيما لا خير فيه وقال الكلابي يعاتب امرأَته لعَمْري لقد أَمْصَلْتِ ماليَ كلَّه وما سُسْتِ من شيء فربُّكِ ماحِقُه والماصِلةُ المُضَيِّعة لمتاعها وشيئها ويقال أَعْطى عطاء ماصِلاً أَي قليلاً وإِنه ليحلُب من الناقة لبناً ماصِلاً أَي قليلاً وقال سليم بنالمغيرة مَصَل فلانٌ لفلان من حقِّه إِذا خرج له منه وقال غيره ما زِلت أُطالبُه بحقِّي حتى مَصَل به صاغراً ومَصَل الجُرْحُ أَي سال منه شيء يسير وحكى ابن بري عن ابن خالويه الماصِلُ ما رَقَّ من الدَّبوقاءِ والجُعْمُوسُ ما يَبِس منه

( مطل ) المَطْلُ التسويف والمُدافَعة بالعِدَة والدَّيْن ولِيَّانِه مَطَلَه حَقَّه وبه يَمْطُلُه مَطْلاً وامْتَطَلَه وكاطَلَه به مُماطَلَةً ومِطالاً ورجل مَطُول ومَطَّال وفي الحديث مَطْلُ الغنيِّ ظُلْمٌ والمَطْلُ المَدُّ مَطَل الحبلَ وغيره يَمْطُله مَطْلاً فامْطَلَّ أَنشد الأَصمعي لبعض الرُّجَّاز كأَن صاباً آلَ حتى امْطَلاَّ والمَطْلُ مدُّ المَطَّال حديدةَ البيضة التي تُذاب للسيوف ثم تُحْمَى وتُضرب وتُمد وتُرَبَّع ومَطَلَ الحديدة يَمْطُلها مَطْلاً ضرَبها ومدَّها وسبكها وأَدارَها ثم طبَعها فصاغها بيضة وهي المَطِيلة وكذلك الحديدة تذاب للسيوف ثم تحمى وتضرب وتمدّ وتربَّع ثم تُطْبَع بعد المَطْل فتجعل صفيحة الصحاح مَطَلْت الحديدة أَمْطُلُها مَطْلاً إِذا ضربتها ومددتها لِتَطُول والمَطَّال صانع ذلك وحرفته المِطالة يقال مَطَلَها المَطَّال ثم طبعها بعد المَطْل والمَطِيلةُ اسم الحديدة التي تُمْطَل من البيضة ومن الزَّنْدة والمَطْلُ الطُّولُ والمَمْطولُ المضروب طُولاً قال أَبو منصور أَراد الحديد أَو السيف الذي ضرب طولاً كما قال الليث وكل ممدود مَمْطول والمَطْل في الحق والدَّيْن مأْخوذ منه وهو تَطْوِيلُ العِدَّة التي يضربُها الغريمُ للطالب يقال مَطَله وماطَلَه بحقِّه واسمٌ مَمْطولٌ طالَ بإِضافة أَو صلة استعمله سيبويه فيما طالَ من الأَسماء كعشرين رجلاً وخيراً منك إِذا سمي بهما رجل والمَطَلةُ لغة في الطَّمَلة وهي بقية الماء الكَدِر في أْسفل الحوض وقد تقدم وقيل مَطَلَتُه طينتُه وكَدَرُه ابن الأَعرابي وسطُ الحوض مَطَلَتُه وسِرْحانُه قال ومَطَلَتُه غِرْيَنُه ومَسِيطَتُه ومَطِيطَتُه وامْتَطَل النباتُ الْتَفَّ وتدَاخَل وماطِلٌ فحل من كِرام فُحول الإِبل إِليه تنسَب الإِبل الماطِلِيَّة قال أَبو وجزة كفَحْلِ الهِجان الماطِلِيِّ المُرَفَّلِ وأَنشد ابن بري لشاعر سِهامٌ نجَتْ منها المَهَارَى وغودِرَتْ أَراحِيبُها والماطِلِيُّ الهَمَلَّعُ ابن الأَعرابي المِمْطَلُ اللِّصُّ والمِمْطَلُ مِيقَعةُ الحدَّاد

( معل ) معَل الحمارَ وغيرَه يَمْعَله مَعْلاً استَلَّ خُصْيَيْه والمَعْل الاختلاس بعَجلة في الحرب ومَعَلَ الشيءَ يَمْعَلُه اختطفَه ومَعَلَهُ مَعْلاً اختلسه وقوله إِني إِذا ما الأَمرُ كان مَعْلا وأَوْخَفَتْ أَيْدِي الرِّجالِ الغِسْلا لم تُلْفِني دارِجةً ووَغْلا يعني إِذا كان الأَمر اختِلاساً وقوله وأَوْخَفَتْ أَيدي الرجال الغِسْلا أَي قلَّبوا أَيديَهم في الخصومة كأَنهم يضربون الخِطْميَّ قال ابن الأَعرابي كانت العرب إِذا تَوًّقَفَت للحرب تَفاخرتْ قبل الوقعة فترفع أَيديَها وتُشيرُ بها فتقول فَعَل أَبي كذا وكذا وقامَ بأَمْرَ كذا وكذا فشبهت أَيديهم بالأَيدي التي تُوخِف الخطميَّ وهو الغِسل والدارِجة والوَغْل الخسيسُ ابن الأَعرابي امْتَعَلَ فلان إِذا دارك الطِّعانَ في اختلاسٍ وسُرعة ومَعَله عن حاجته وأَمْعَلَه أَعجله وأَزعجه والمَعْلُ مدُّ الرَّجل الحُوارَ من حياء الناقة يُعْجِلُه بذلك وقيل هو استخراجه بعجلة ومَعَلَ أَمرَه يَمْعَله مَعْلاً عَجَّله قبل أَصحابه ولم يَتَّئِد ومَعَلَ أَمرَه مَعْلاً أَيضاً أَفسده بإِعجاله قال ابن بري عند قول الجوهري ومَعَلْتَ أَمرَك أَي عَجَّلتَه وقطعته وأَفسدته قال ومنه قول القلاخ إِني إِذا ما الأَمرُ كان مَعْلا ولم أَجِدْ من دون شَرٍّ وَعْلا وكان ذو العِلْم أَشدَّ جَهْلا من الجَهُول لم تَجِدْني وَغْلا ولم أَكُنْ دارِجةً ونَغْلا والمَعْل سَيْرُ النَّجاء والمَعْل السرعةُ في السير قال ابن بري شاهده قول ابن العمياء لقد أَجوبُ البَلَدَ القَراحا المَرْمَرِيسَ النائيَ الصَّحْصاحا بالقَوْم لا مَرْضَى ولا صِحاحا إِنْ يَنْزِلوا لا يَرْقُبوا الإِصْباحا وإِن يَسِيروا يَمْعَلوا الرَّواحا أَي يعجلوا ويُسرعوا ومَعَل السيرَ يَمْعَله مَعْلاً أَسرع وغلام مَعِل أَي خفيف ومَعَل رِكابه يَمْعَلها قطع بعضها من بعض عن ثعلب يقال لا تَمْعَلوا رِكابكم أَي لا تقطعوا بعضها من بعض ومَعَل الخشبة مَعْلاً شقَّها وما لَكَ منه مَعْلٌ أَي بُدٌّ والمِعْوَلُ ميمه زائدة وقد مضى في فصل العين

( مغل ) المَغَل وجع البطن من تراب
( * قوله « من تراب » اي من أكل التراب )
مَغِلَت الدابة بالكسر والناقة تَمْغَل مَغَلاً فهي مَغِلةٌ ومَغَلَتْ أَكلت الترابَ مع البَقْل فأَخذها لذلك وجَعٌ في بطنها والاسم المَغْلة ويُكْوَى صاحبُ المَغْلةِ ثلاثَ لَذَعات بالمِيسَم خلْف السُّرَّة وبها مَغْلة شَديدةٌ ابن الأَعرابي المِمْغَل الذي يُولَعُ بأَكل التراب فيَدْقَى منه أَي يَسْلَح وقوله في الحديث صومُ شهرِ الصَّبْرِ وثلاثةِ أَيام من كل شهر صومُ الدهرِ ويذهب بمَغْلةِ الصدْر أَي بنَغَلِه وفساده من المَغَل وهو داءٌ يأْخذ الغنم في بطونها ويُروى بِمَغَلَّةِ الصدْر بالتشديد من الغِلِّ الحقد وأَمْغَل القومُ مَغِلَتْ إِبِلُهم وشاؤهم وهو داء يقال مَغِلت تَمْغَل قال والإِمْغالُ في الشاءِ ليس في الإِبل وهو مثل الكِشَافِ في الإِبل أَن تحمِل كلَّ عام والمَغْل والمَغَل اللبن الذي تُرْضِعه المرأَة ولدَها وهي حامل وقد مَغِلَتْ به وأَمْغَلَته وهي مُمْغِلٌ والإِمْغال وجَعٌ يُصيبُ الشاةَ في بطنها فكلَّما حَمَلَت ولداً أَلْقته وقيل الإِمْغال في الشاة أَن تحمِل عليها في السنة الواحدة مرتين وقد أَمْغَلَتْ وهي مُمْغِل وقيل هو أَن تُنْتَجَ سنَواتٍ مُتتابِعةً والمَغْلةُ النعجةُ والعَنْزُ التي تُنْتَجُ في عام مرتين والجمع مِغالٌ وأَمْغَلَت غنمُ فلان إِذا كانت تلك حالَها وقال ابن الأَعرابي الإِمْغال أَن لا تُراحَ الإِبلُ ولا غيرُها سنَةً وهو مما يُفْسِدها والمُمْغِلُ من النساء التي تَلِد كلَّ سنة وتحمِل قبل فِطام الصبيّ قال القطامي بَيْضاء مَحْطوطَة المَتْنَيْنِ بَهْكَنَة رَيَّا الرَّوادِف لم تُمْغِلْ بأَوْلادِ يقول لم يكثر ولدها فيكون ذلك مفسدة لها ويُرَهِّل لحمَها وقال أَبو النجم يصف عَيْراً يَرْمي بِخَوصاءَ إِلى مَزالِها ليست كَعَين الشَّمْسِ في أَمْغالِها أَراد بمَزالها زوال الشمس والمَغَل الرَّمَص وجمعه أَمْغال ومَغِلت عينه إِذا فسدت ومَغَل فلان يَمْغَل مَغْلاً ومَغالةً وَشى وخصَّ بعضهم به الوِشايَة عند السلطان يقال أَمْغَل بي فلان عند السلطان أَي وَشَى بي إِليه ومَغَل فلان بفلان عند فلان إِذا وَقع فيه يَمْغَل مَغْلاً وإِنه لصاحب مَغالةٍ ومنه قول لبيد يَتَأَكَّلون مَغالةً ومَلاذةً ويُعابُ قائلُهم وإِن لم يَشْغَبِ
( * قوله ويتأَكلون مغالة إلخ » هكذا في الأصل هنا وتقدم في مادة ملذ بلفظ يتحدثون مغالة إلخ وهو كذلك في النهاية في مواضع الا أنه وقع في مادة ملذ وان لم يشعب بالعين المهملة وهو خطأ والصواب ما هنا من انه بالغين المعجمة )
والميم في المَغالة والمَلاذة أَصلية من مَغَل ومَلَذ والمُمْغِل الأَرض الكثيرة الغَمْلى وهو النَّبْت الكثير

( مقل ) المُقْلة شَحْمة العين التي تجمع السوادَ والبياضَ وقيل هي سوادُها وبياضُها الذي يَدُورُ كله في العين وقيل هي الحَدَقة عن كراع وقيل هي العين كلُّها وإِنما سميت مُقْلة لأَنها تَرْمِي بالنظر والمَقْل الرَّمْيُ والحدَقة السوادُ دون البياضِ قال ابن سيده وأَعرف ذلك في الإِنسان وقد يستعمل ذلك في الناقة أَنشد ثعلب من المُنْطِياتِ المَوْكِبَ المَعْجَ بعدَما يُرَى في فُرُوعِ المُقْلَتَيْنِ نُضُوبُ وقال أَبو داود سمعت بالغَرّاف يقولون سخِّن جَبِينَك بالمُقْلة شبَّه عين الشمس بالمُقْلةِ والمَقْل النظر ومَقَله بعينه يَمْقُله مَقْلاً نظر إِليه قال القطامي ولقد يَرُوعُ قُلوبَهُنَّ تَكَلُّمِي ويَرُوعُني مَقْلُ الصِّوارِ المُرْشق ويروى مُقَل ومَقْل أَحسن لقوله تكلُّمِي ويقال ما مَقَلَتْه عيني منذ اليوم وحكى اللحياني ما مَقَلَتْ عيني مثلَه مَقْلاً أَي ما أَبصرتْ ولا نظرتْ وهو فَعَلَتْ من المُقْلة وفي حديث ابن مسعود وسئل عن مَسْح الحَصى في الصلاة فقال مرَّةً وتركُها خير من مائة ناقة لِمُقْلةٍ قال أَبو عبيد المُقْلة هي العين يقول تركها خير من مائة ناقة يختارها الرجل على عينه ونظره كما يريد قال وقال الأَوزاعي ولا يريد أَنه يقتنيها وفي حديث ابن عمر خيرٌ من مائة ناقة كلّها أَسْوَدُ المُقْلةِ أَي كل واحد منها أَسودُ العين والمَقْلة بالفتح حَصاة القَسْم توضع في الإِناء ليُعْرَف قدرُ ما يُسْقَى كلُّ واحد منهم وذلك عند قلَّة الماء في المَفاوِزِ وفي المحكم تُوضَع في الإِناء إِذا عَدِموا الماء في السفر ثم يُصَبُّ فيه من الماء قَدْرُ ما يَغْمُرُ الحَصاة فيُعطاها كل رجل منهم قال يزيد بن طُعْمة الخَطْمِيّ وخَطْمةُ من الأَنصار بنو عبدِ الله بن مالك بن أَوْس قَذَفُوا سيِّدَهم في وَرْطةٍ قَذْفَك المَقْلةَ وسْطَ المُعْتَرَكْ ومَقَلَ المَقْلة أَلقاها في الإِناء وصبَّ عليها ما يغمُرها من الماء وحكى ابن بري عن أَبي حمزة يقال مَقْلة ومُقْلة شبهت بمُقْلة العين لأَنها في وسط بياض العين وأَنشد بيت الخَطْمِيّ وفي حديث عليٍّ لم يبق منها إِلا جُرْعة كجُرْعة المَقْلة هي بالفتح حَصاة القَسْم وهي بالضم واحدة المُقْل الثمر المعروف وهي لصِغَرِها لا تسَعُ إِلا الشيء اليسير من الماء ومَقَله في الماء يَمْقُله مَقْلاً غَمَسه وغطَّه ومَقَل الشيء في الشيء يَمْقُله مَقْلاً غَمَسَه وفي الحديث إِذا وقَع الذُّبابُ في إِناء أَحدِكم فامْقُلوه فإِن في أَحد جَناحيه سُمّاً وفي الآخر شِفاء وإِنه يقدِّم السُّمَّ ويؤخر الشِّفاء قال أَبو عبيدة قوله فامْقُلوه يعني فاغْمِسوه في الطعام أَو الشراب ليُخْرِج الشفاء كما أَخرج الداء والمَقْل الغَمْس ويقال للرَّجُلَين إِذا تَغاطَّا في الماء هما يَتَماقَلان والمَقْل في غير هذا النظرُ وتَماقَلوا في الماء تَغاطُّوا وفي حديث عبد الرحمن وعاصم يَتماقَلان في البحر ويروى يَتَماقَسان ومَقَل في الماء يَمْقُل مَقْلاً غاصَ ويروى أَن ابن لقمان الحكيم سأَل أَباه لقمان فقال أَرأَيت الحَبَّة التي تكون في مَقْل البحر أَي في مَغاص البحر فأَعلمه أَن الله يعلم الحَبَّة حيث هي يعلمها بعِلمه ويستخرجها بلُطفه وقوله في مَقْل البحر أَراد في موضع المَغاص من البحر والمَقْل أَن يَخَاف الرجل على الفصيل من شربه اللبن فيسقيَه في كفّه قليلاً قليلاً قال شمر قال بعضهم لا يعرف المَقْل الغَمْس ولكن المَقْل أَن يُمْقَل الفصيلُ الماءَ إِذا آذاه حَرُّ اللبن فيُوجَر الماءَ فيكون دواءٍ والرجل يمرض فلا يسمع شيئاً فيقال امْقُلوه الماءَ واللبنَ أَو شيئاً من الدواء فهذا المَقْل الصحيح وقال أَبو عبيد إِذا لم يَرْضَع الفَصِيل أُخِذ لسانه ثم صُبَّ الماء في حَلْقه وهو المَقْل وقد مَقَلْته مَقْلاً قال وربما خرج على لسانه قُروح فلا يقدر على الرضاع حتى يُمْقَل وأَنشد إِذا اسْتَحَرَّ فامْقُلوه مَقْلا في الحَلْقِ واللَّهاةِ صُبُّوا الرِّسْلا والمَقْل ضرْب من الرضاع وأَنشد في وصف الثَّدْي كَثَدْي كَعابٍ لم يُمَرَّثَ بالمَقْلِ قال الليث نصَب الثاء على طلَب النون قال الأَزهري وكأَنَّ المَقْل مقلوب من المَلْق وهو الرضاع ومَقْل البئر أَسفلها والمُقْل الكُنْدُر الذي تُدَخِّن به اليهودُ ويجعل في الدواء والمُقْل حمل الدَّوْم واحدته مُقْلة والدَّوْم شجرة تشبه النخلة في حالاتها قال أَبو حنيفة المُقْل الصمغ الذي يسمى الكُور وهو من الأَدوية

( مكل ) المُكْلة والمَكْلة جَمَّةُ البئر وقيل أَول ما يُستقَى من جَمَّتِها والمُكْلة الشيء القليل من الماء يبقى في البئر أَو الإِناء فهو من الأَضداد وقد مَكَلَت الرَّكِيَّة تَمْكُل مُكُولاً فهو مَكُول فيهما والجمع مُكُلٌ وحكى ابن الأَعرابي قَلِيبٌ مُكُلٌ كعُطُل ومَكِلٌ كنَكِدٍ ومُمْكَلة ومَمْكُولة كل ذلك التي قد نَزَح ماؤها وقيل المَكُول من الآبار التي يقلُّ ماؤها فتَسْتَجِمُّ حتى يجتمع الماء في أَسفلها واسمذلك الماء المُكْلة والمَكَل اجتماع ل الماء في البئر الليث مَكَلَت البئر إذا اجتمع الماء في وسطها وكثر وبئر مَكُولٌ وجَمَّة مَكول ابن الأَعرابي المِمْكَلُ الغَدير القليل الماء الجوهري مَكِلَت البئر أَي قَلَّ ماؤها واجتمع في وسطها وقيل إِذا اجتمع فيها قليلاً قليلاً إِلى وقت النَّزْح الثاني فاسم ذلك مَكْلة ومُكْلة يقال أَعْطني مَكلةَ رَكيَّتك أَي جَمَّة ركيتك والبئر مَكول والجمع مُكُل ومنه قول أُحَيْحة بن الجُلاح صَحَوْت عن الصِّبا واللَّهْوُ غُولُ ونَفْسُ المرءِ آوِنةً مَكُولُ أَي قليلة الخير مثل البئر المَكُول والمَكُوليُّ اللئيم عن أَبي العَميْثَل الأَعرابي

( ملل ) المَلَلُ المَلالُ وهو أَن تَمَلَّ شيئاً وتُعْرِض عنه قال الشاعر وأُقْسِمُ ما بي من جَفاءٍ ولا ملَل ورجل مَلَّةٌ إِذا كان يَمَلُّ إِخوانَه سريعاً مَلِلْت الشيء مَلَّة ومَلَلاً ومَلالاً ومَلالة بَرِمْت به واسْتَمْلَلْته كمَلِلْتُه قال ابن هَرْمة قِفا فَهَرِيقا الدمْع بالمَنْزِل الدَّرْسِ ولا تَسْتَمِلاَّ أَن يطول به عَنْسِي وهذا كما قالوا خَلَت الدارُ واستخْلت وعَلا قِرْنَه واسْتَعْلاه وقال الشاعر لا يَسْتَمِلُّ ولا يَكْرى مُجالِسُها ولا يَمَلُّ من النَّجْوَى مُناجِيها وأَمَلَّني وأَمَلَّ عَليَّ أَبرَمَني يقال أَدَلَّ فأَمَلَّ وقالوا لا أَمْلاهُ أَي لا أَمَلُّه وهذا على تحويل التضعيف والذي فعلوه في هذا ونحوِه من قولهم لا
( * هكذا بياض في الأصل ) لا أَفعل وإِنشادهم من مآشِرٍ حِداءِ
( * قوله « من مآشر حداء » قبله كما في مادة حدد يا لك من تمر ومن شيشاء ينشب في المسعل واللهاء أنشب من مآشر حداء )
لم يكن واجباً فيجب هذا وإِنما غُيِّر استحساناً فساغ ذلك فيه الجوهري مَلِلْت الشيء بالكسر ومَلِلْت منه أَيضاً إِذا سَئِمْته ورجل مَلٌّ ومَلول ومَلولة ومالولةٌ ومَلاَّلة وذو مَلَّة قال إِنك والله لَذُو مَلَّة يَطرِفُك الأَدْنى عن الأَبْعَدِ قال ابن بري الشعر لعمر بن أَبي ربيعة وصواب إِنشاده عن الأَقدَم وبعده قلت لها بل أَنتِ مُعْتَلَّة في الوَصل يا هندُ لِكَي تَصْرِمي وفي الحديث اكْلَفوا من العمل ما تُطِيقون فإِن الله لا يَمَلُّ حتى تَمَلُّوا معناه إِن الله لا يَمَلُّ أَبداً مَلِلْتم أَو لم تَمَلُّوا فجرى مجرى قولهم حتى يَشِيبَ الغراب ويبيضَّ القارُ وقيل معناه إِن الله لا يَطَّرِحُكم حتى تتركوا العمل وتزهدوا في الرغبة إِليه فسمى الفعلين مَلَلاً وكلاهما ليس بِمَلَل كعادة العرب في وضع الفعل موضع الفعل إِذا وافق معناه نحو قولهم ثم أَضْحَوْا لَعِبَ الدهرُ بهم وكذاك الدهرُ يُودِي بالرجال فجعل إِهلاكه إِياهم لَعِباً وقيل معناه إِن الله لا يقطع عنكم فَضْله حتى تَمَلُّوا سؤاله فسمَّى فِعل الله مَلَلاً على طريق الازْدِواج في الكلام كقوله تعالى وجزاءُ سيئة سيئةٌ مثلها وقوله فمَنِ اعْتَدى عليكم فاعْتَدوا عليه وهذا باب واسع في العربية كثير في القرآن وفي حديث الاستسقاء فأَلَّف اللّه السَّحاب ومَلَّتْنا قال ابن الأَثير كذا جاء في رواية لمسلم قيل هي من المَلَلِ أَي كثر مطرُها حتى مَلِلناها وقيل هي مَلَتْنا بالتخفيف من الامْتِلاء فخفف الهمزة ومعناه أَوسَعَتْنا سَقْياً وريًّا وفي حديث المُغيرة مَلِيلة الإِرْغاء أَي مَمْلولة الصوت فَعِيلة بمعنى مفعولة يَصِفها بكثرة الكلام ورَفْعِ الصوت حتى تُمِلَّ السامعين والأُنثى مَلول ومَلولة فملول على القياس ومَلولة على الفعل والمَلَّة الرَّماد الحارُّ والجمْر ويقال أَكلنا خُبزَ مَلَّة ولا يقال أَكلنا مَلَّة ومَلَّ الشيءَ في الجمْر يَمُلُّه مَلاًّ فهو مَمْلول ومَلِيل أَدخله
( * قوله « ادخله » يعني فيه فلفظ فيه إما ساقط من قلم الناسخ او اقتصاراً من المؤلف ) يقال مَلَلْت الخُبرةَ في المَلَّة مَلاًّ وأَمْلَلْتها إِذا عمِلتها في المَلَّة فهي مَمْلولة وكذلك كل مَشْوِيّ في المَلَّة من قَريس وغيره ويقال هذا خُبز مَلَّةٍ ولا يقال للخبز مَلَّة إِنما المَلة الرَّماد الحارّ والخبز يسمى المَلِيل والمَمْلول وكذلك اللحمُ وأَنشد أَبو عبيد ترى التَّيْمِيَّ يَزْحَفُ كالقَرَنْبى إِلى تَيْمِيَّةٍ كعَصا المَلِيل وفي الحديث قال أَبو هريرة لما افتتَحْنا خَيبرَ إِذا أُناس من يَهُود مجتمعون على خُبزة يَمُلُّونها أَي يجعلونها في المَلَّة وفي حديث كعب أَنه مرَّ به رِجْل من جَراد فأَخذ جَرادَتين فمَلَّهما أَي شَواهما بالمَلَّة وفي قصيد كعب بن زهير كأَنَّ ضاحِيَهُ بالنار مَمْلولُ أَي كأَنَّ ما ظهر منه للشمس مَشْويّ بالمَلَّة من شدّة حرّه ويقال أَطعَمَنا خبز مَلَّةٍ وأَطعمَنا خبزة مَلِيلاً ولا يقال أَطعَمنا مَلَّة قال الشاعر لا أَشْتُم الضَّيْفَ إِلاّ أَنْ أَقولَ له أَباتَكَ الله في أَبيات عَمَّارِ أَباتَك الله في أَبيات مُعْتَنِزٍ عن المَكارِم لا عَفٍّ ولا قارِي صَلْدِ النَّدى زاهِدٍ في كل مَكْرُمة كأَنَّما ضَيْفُهُ في مَلَّة النارِ وقال أَبو عبيد المَلَّة الحُفْرة نفسها وفي الحديث قال له رجل إِنَّ لي قَراباتٍ أَصِلُهم ويَقْطَعُونَني وأُعْطِيهم ويَكْفُرونني فقال له إِنما تُسِفُّهم المَلَّ المَلُّ والمَلَّة الرّماد الحارّ الذي يُحْمى ليُدْفَن فيه الخبز ليَنْضَج أَراد إِنما تجعل المَلَّة لهم سَفُوفاً يَسْتَفُّونه يعني أَن عَطاءَك إِياهم حرام عليهم ونارٌ في بطونهم ويقال به مَلِيلة ومُلالٌ وذلك حَرارة يجدها وأَصله من المَلَّة ومنه قيل فلان يتململ على فِراشه ويتَمَلَّلُ إِذا لم يستقرّ من الوجع كأَنه على مَلَّة ويقال رجل مَلِيل للذي أَحرقته الشمس وقول المرار على صَرْماءَ فيها أَصْرَماها وخِرِّيتُ الفَلاة بِها مَلِيلُ قوله وخِرِّيتُ الفَلاةِ بها مَلِيلُ أَي أَضْحَت الشمس فلَفَحَتْه فكأَنه مَمْلول في المَلَّة الجوهري والمَلِيلة حَرارة يجدها الرجل وهي حُمَّى في العظم وفي المثَل ذهبت البَلِيلة بالمَلِيلة والبَلِيلة الصِّحَّة من أَبَلَّ من مَرَضه أَي صح وفي الحديث لا تَزال المَلِيلةُ والصُّداعُ بالعبد المَلِيلة حرارة الحُمَّى وتوهُّجُها وقيل هي الحُمَّى التي تكون في العظام والمَلِيلُ المِحْضَأْ ومَلَّ القَوْسَ والسهمَ والرمح في النار عالجها به
( * قوله « عالجها به » هكذا في الأصل ولعله عالجها بها ) عن أَبي حنيفة والمَلِيلةُ والمُلالُ الحرُّ الكامِن ورجل مَمْلول ومَلِيل به مَلِيلة والمَلَّةُ والمُلالُ عَرَق الحُمَّى وقال اللحياني مُلِلْتُ مَلاًّ والاسم المَلِيلةُ كَحُمِمْت حُمَّى والاسم الحُمَّى والمُلال وجع الظَّهْر أَنشد ثعلب دَاوِ بها ظَهْرَك من مُلالِه من خُزُرات فيه وانْخِزالِه كما يُداوى العَرُّ من إِكالِه والمُلال التقلُّب من المرض أَو الغم قال وهَمّ تأْخُذُ النُّجَواءُ منه يُعَدُّ بِصالِبٍ أَو بالمُلالِ والفعل من ذلك مَلَّ وتَمَلَّل الرجلُ وتَمَلْمَلَ تَقلَّب أَصله تَمَلَّل فَفُكَّ بالتضعيف ومَلَّلْته أَنا قلَّبته وتَمَلَّل اللحمُ على النار اضطرب شَمِر إِذا نَبا بالرجل مَضْجَعُه من غَمٍّ أَو وَصَب قيل قد تَمَلْمَلَ وهو تقلُّبه على فِراشه قال وتَمَلْمُله وهو جالس أَن يَتوكأَ مرة على هذا الشِّق ومرة على ذاك ومرة يَجْثُو على ركبتيه وأَتاه خَبَر فَمَلْمَله والحِرْباءُ تَتَمَلْمَل من الحرِّ تصعَد رأْس الشجرة مرة وتَبْطُن فيها مرة وتظهر فيها أُخرى أَبو زيد أَمَلَّ فلان على فلان إِذا شقَّ عليه وأَكثر في الطلَب يقال أَمْلَلْت عليَّ قال ابن مقبل أَلا يا دِيارَ الحَيِّ بالسَّبُعانِ أَمَلَّ عليها بالبِلى المَلَوانِ وقال شمر في قوله أَمَلَّ عليها بالبِلى أَلقى عليها وقال غيره أَلَحَّ عليه حتى أَثَّر فيها وبعير مُمَلٌّ أَكثر رُكوبه حتى أَدْبَر ظَهره قال العجاج فأَظهر التضعيف لحاجته إِليه يصِف ناقة حَرْف كقَوْسِ الشَّوْحَطِ المُعَطَّلِ لا تَحْفِل السَّوْطَ ولا قولي حَلِ تشكُو الوَجى من أَظْلَلٍ وأَظلَلِ من طُولِ إِمْلالٍ وظَهْرٍ مُمْلَلِ أَراد تشكُو الناقة وجَى أَظَلَّيْها وهما باطِنا مَنْسِمَيها وتشكو ظهرَها الذي أَمَلَّه الركوب أَي أَدْبَرَه وجَزَّ وبَره وهَزَله وطريق مَلِيل ومُمَلٌّ قد سلك فيه حتى صار مُعْلَماً وقال أَبو دُواد رَفَعْناها ذَمِيلاً في مُمَلٍّ مُعْمَلٍ لَحْبِ وطريق مُمَلّ أَي لَحْب مسلوك وأَمَلَّ الشيءَ قاله فكُتِب وأَمْلاه كأَمَلَّه على تحويل التضعيف وفي التنزيل فليُمْلِلْ وَلِيُّه بالعدْل وهذا من أَمَلَّ وفي التنزيل أَيضاً فهي تُمْلى عليه بُكْرةً وأَصِيلاً وهذا من أَمْلى وحكى أَبو زيد أَنا أُمْلِلُ عليه الكتاب بإِظهار التضعيف وقال الفراء أَمْلَلْت لغة أَهل الحجاز وبني أَسد وأَمْلَيْت لغة بني تميم وقيس يقال أَمَلَّ عليه شيئاً يكتبه وأَمْلى عليه ونزل القرآن العزيز باللغتين مَعاً ويقال أَمللت عليه الكتاب وأَمليته وفي حديث زيد أَنه أَمَلَّ عليه لا يَستوي القاعدون من المؤمنين يقال أَمْلَلْت الكتاب وأَمليته إِذا أَلقيته على الكاتب ليكتبه ومَلَّ الثوبَ مَلاًّ درَزَه عن كراع التهذيب مل ثوبَه يَمُلُّه إِذا خاطه الخياطة الأُولى قبل الكَفِّ يقال منه مَلَلت الثوبَ بالفتح والمِلَّة الشريعة والدين وفي الحديث لا يَتوارثُ أَهلُ مِلَّتين المِلَّة الدين كملَّةِ الإِسلام والنَّصرانية واليهودية وقيل هي مُعْظم الدين وجملة ما يجيء به الرسل وتملَّل وامتلَّ دخل في المِلَّة وفي التنزيل العزيز حتى تَتَّبِع مِلَّتهم قال أَبو إِسحق المِلة في اللغة سُنَّتُهم وطريقهم ومن هذا أُخذ المَلَّة أَي الموضع الذي يختبزُ فيه لأَنه يؤثَّر في مكانها كما يؤثَّر في الطريق قال وكلام العرب إِذا اتفَق لفظُه فأَكثره مُشتق بعضُه من بعض قال أَبو منصور ومما يؤيد قولَه قولُهم مُمَلٌّ أَي مسلوك معلوم وقال الليث في قول الراجز كأَنه في ملَّة مَمْلول قال المملول من المِلَّة أَراد كأَنه مثال مُمَثَّل مما يعبد في مِلَل المشركين أَبو الهيثم المِلَّة الدية والمِلَل الديات وأَنشد غَنائم الفِتْيان في يوم الوَهَل ومن عَطايا الرؤساء في المِلَل
( * قوله « غنائم الفتيان إلخ » في هامش النهاية ما نصه قال وأنشدني أبو المكارم
غنائم الفتيان أيام الوهل ... ومن عطايا الرؤساء والملل
يريد إبلاً بعضها غنيمة وبعضها صلة وبعضها من ديات )
وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه قال ليس على عَرَبيٍّ مِلْك ولَسْنا بنازِعِين من يدِ رجل شيئاً أَسلَم عليه ولكِنَّا نُقَوِّمُهم
( * قوله « ولكنا نقوّمهم إلخ » هكذا في الأصل وعبارة النهاية ولكنا نقوّمهم الملة على آبائهم خمساً من الابل الملة الدية وجمعها ملل قال الازهري الى آخر ما هنا وقال الصاغاني بعد ان ذكر الحديث كما في النهاية قال الازهري أراد إنما نقومهم كما نقوّم الى آخر ما هنا وضبط لفظ ونذر الجراح بهذا الضبط ففي عبارة الأصل سقط ظاهر ) كما نُقَوِّم أَرشَ الدِّيات ونَذَرُ الجِراحَ وجعل لكلِّ رأْسٍ منهم خمساً من الإِبل يَضْمَنُها عَشائِرُهم أَو يضمنونها للذين مَلَكوهم قال ابن الأَثير قال الأَزهري كان أَهل الجاهلية يَطَؤون الإِماءَ ويَلِدْن لهم فكانوا يُنْسَبُون إِلى آبائهم وهم عَرَب فرأَى عمر رضي الله عنه أَن يردّهم على آبائهم فَيَعْتِقون ويأْخُذ من آبائهم لِمَواليهم عن كلِّ وَلَدٍ خمساً من الإِبل وقيل أَراد مَن سُبِيَ من العرب في الجاهليَّة وأَدركه الإِسلام وهو عبد مَن سَباه أَن يردّه حرّاً إِلى نسبه ويكون عليه قيمته لِمَن سَباه خمساً من الإِبل وفي حديث عثمان أَنَّ أَمَةً أَتت طَيِّئاً فأَخبرتهم أَنها حُرَّة فتزوّجت فولَدت فجعل في وَلَدِها المِلَّة أَي يَفْتَكُّهم أَبوهم من مَوالي أُمِّهم وكان عثمان يعطي مكانَ كلَّ رأْسٍ رأْسَيْن وغيرُه يعطي مكان كل رأْس رأْساً وآخرون يُعْطُون قيمته بالغةً ما بلغت ابن الأَعرابي مَلَّ يَمِلُّ بالكسر كسرِ الميم إِذا أَخذ المِلَّة وأَنشد جاءت به مُرَمَّداً ما مُلاَّ ما فِيَّ آلُ خَمَّ حين أَلَّى
( * قوله « وأنشد جاءت به إلخ » هكذا في الأصل )
قوله ما مُلاَّ ما جُحِد وقوله ما فيَّ آل ما صلة والآلُ شخصه وخَمَّ تغيرت ريحُه وقوله أَلَّى أَي أَبْطأَ ومُلَّ أَي أُنضِج وقال الأَصمعي مَرَّ فلان يَمْتَلّ امْتِلالاً إِذا مَرَّ مَرًّا سريعاً المحكم مَلَّ يَمُلُّ مَلاًّ وامْتَلَّ وتَمَلَّل أَسرع وقال مصعب امْتَلَّ واسْتَلَّ وانْمَلَّ وانسَلَّ بمعنى واحد وحمار مُلامِلٌ سريع وهي المَلْمَلة ويقال ناقة مَلْمَلى على فَعْلَلى إِذا كانت سريعة وأَنشد يا ناقَتا ما لَكِ تَدْأَلِينا أَلم تكوني مَلْمَلى دَفونا ؟
( * قوله « دفونا » هكذا في الأصل وفي التكملة ذقونا بالذال والقاف )
والمُلمُول المِكْحال الجوهري المُلمول الذي يكتحَل به وقال أَبو حاتم هو المُلُمول الذي يُكْحَل وتُسْبَرُ به الجراح ولا يقال المِيل إِنما المِيلُ القِطعة من الأَرض ومُلمول البعير والثعلب قضيبه وحكى سيبويه مالُّ وجمعه مُلاَّن ولم يفسِّره وفي حديث أَبي عبيد أَنه حَمَل يوم الجِسْر فضرب مَلْمَلة الفِيل يعني خُرْطومَه ومَلَل موضع في طريق مكة بين الحرَمين وقيل هو موضع في طريق البادِية وفي حديث عائشة أَصبح النبي صلى الله عليه وسلم بمَلَل ثم راحَ وتعشَّى بسَرفٍ مَلَلٌ بوزن جَبل موضع بين مكة والمدينة على سبعة عشر ميلاً بالمدينة
( * قوله « سبعة عشر ميلاً بالمدينة » الذي في ياقوت ثمانية وعشرين ميلاً من المدينة ) ومُلال موضع قال الشاعر رَمى قلبَه البَرْقُ المُلالِيُّ رَمْيةً بذكرِ الحِمَى وَهْناً فباتَ يَهِيمُ

( مندل ) قال المبرد المَنْدَل العود الرَّطْب وهو المَنْدَلِيُّ قال الأَزهري هو عندي رباعي لأَن الميم أَصلية قال لا أَدري أَعربي هو أَو معرب

( مهل ) المَهْل والمَهَل والمُهْلة كله السَّكِينة والتُّؤَدة والرِّفْق وأَمْهله أَنظره ورَفَق به ولم يعجل عليه ومَهَّله تمْهِيلاً أَجَّله والاسْتِمْهال الاستنظار وتَمَهَّل في عمله اتَّأَدَ وكلُّ ترفُّقٍ تمَهُّل ورُزِق مَهْلاً رَكِب الذُّنوب والخَطايا فمُهِّل ولم يُعْجَل ومَهَلَت الغنمُ إِذا رعت بالليل أَو بالنهار على مَهَلِها والمُهْلُ اسمٌ يجمع مَعْدِنِيَّات الجواهر والمُهْل ما ذاب من صُفْرٍ أَو حديد وهكذا فسر في التنزيل والله أَعلم والمُهْل والمُهْلة ضرْب من القَطِران ماهِيُّ رَقِيق يُشْبه الزيت وهو يضرِب إِلى الصفرة من مَهاوَتِه وهو دَسِم تُدْهَن به الإِبل في الشتاء قال والقَطِران الخاثر لا يُهْنَأُ به وقيل هو دُرْدِيُّ الزيتِ وقيل هو العَكَر المُغْلى وقيل هو رَقِيق الزيت وقيل هو عامَّته وأَنشد ابن بري للأَفوه الأَوْدِي وكأَنما أَسَلاتُهم مَهْنوءةٌ بالمُهْلِ من نَدَبِ الكُلومِ إِذا جَرى شبَّه الدمَ حين يَبِس بِدُرْدِيّ الزيت وقوله عز وجل يُغاثوا بماء كالمُهْل يقال هو النُّحاس المذاب وقال أَبو عمرو المُهْل دُرْدِيُّ الزيت قال والمُهْل أَيضاً القَيْح والصَّدِيد ومَهَلْت البعيرَ إِذا طليته بالخَضْخاض فهو مَمْهول قال أَبو وجزة
( * قوله « قال ابو وجزة » في التهذيب زيادة لفظ يصف ثوراً )
صافي الأَديم هِجان غير مَذْبَحِه كأَنه بِدَم المَكْنان مَمْهول وقال الزجاج في قوله عز وجل يوم تكون السماء كالمُهْلِ قال المُهْل دُرْدِيُّ الزيت قال الأَزهري ومثله قوله فكانت وَرْدةً كالدِّهانِ
( * قوله « فكانت وردة كالدهان » في الازهري زيادة جمع الدهن ) قال أَبو إِسحق كالدِّهان أَي تَتَلوَّن كما يتلوَّن الدِّهان المختلفة ودليل ذلك قوله تعالى كالمُهْل يَشْوي الوُجوه فدَعا بفِضة فأَذابها فجَعلتْ تَميَّع وتَلوَّن فقال هذا من أَشبَهِ ما أَنتم راؤون بالمُهْل قال أَبو عبيد أَراد تأْويلَ هذه الآية وقال الأَصمعي حدَّثني رجل قال وكان فصيحاً أَن أَبا بكر رضي الله عنه أَوْصى في مرضه فقال ادفِنوني في ثَوْبَيَّ هذين فإِنهما للمَهْلةِ والتراب بفتح الميم وقال بعضهم المِهْلة بكسر الميم وقالت العامرية المُهْل عندنا السُّمُّ والمُهْل الصديد والدم يخرج فيما زعم يونس والمُهْل النحاس الذائب وأَنشد ونُطْعمُ من سَدِيفِ اللحْم شِيزى إِذا ما الماءُ كالمُهْلِ الفَرِيغِ وقال الفراء في قوله تعالى وكانت الجبالُ كَثِيباً مَهِيلاً الكَثِيب الرمل والمَهِيل الذي يحرَّك أَسفله فيَنْهال عليه من أَعلاه والمَهِيل من باب المُعْتَلِّ والمُهْل ما يَتَحاتُّ عن الخُبزة من الرماد ونحوه إِذا أُخرِجت من المَلَّة قال أَبو حنيفة المُهْل بقيّة جَمْر في الرماد تُبِينُه إِذا حرَّكته ابن شميل المُهْل عندهم المَلَّة إِذا حَمِيت جدًّا رأَيتها تَمُوج والمُهْلُ والمَهْلُ والمُهْلةُ صديد الميت وفي الحديث عن أَبي بكر رضي الله عنه أَنه أَوْصى في مرضه فقال ادفِنوني في ثوبيَّ هذين فإِنما هما للمُهْل التراب قال أَبو عبيدة المُهْل في هذا الحديث الصديدُ والقيحُ قال والمُهْل في غير هذا كلُّ فِلِزٍّ أُذِيبَ قال والفِلِزُّ جواهرُ الأَرض من الذهب والفضة والنُّحاس وقال أَبو عمرو المُهْل في شيئين هو في حديث أَبي بكر رضي الله عنه القيحُ والصديدُ وفي غيره دُرْدِيُّ الزيت لم يعرف منه إِلاَّ هذا وقد قدَّمنا أَنه روي في حديث أَبي بكر المُهْلة والمِهْلة بضم الميم
( * قوله « بضم الميم » لم يتقدم له ذلك ) وكسرها وهي ثلاثَتُها القيحُ والصديدُ الذي يذُوب فيَسيل من الجسد ومنه قيل للنُّحاس الذائب مُهْل والمَهَلُ والتمَهُّل التقدُّم وتمهَّل في الأَمر تقدَّم فيه والمُتْمَهِلّ والمُتْمَئلّ الهمزة بدل من الهاء الرجلُ الطويلُ المعتدلُ وقيل الطويلُ المنتصبُ أَبو عبيد التمَهُّل التقدُّم ابن الأَعرابي الماهِلُ السريع وهو المتقدِّم وفلان ذو مَهَل أَي ذو تقدُّم في الخير ولا يقال في الشرِّ وقال ذو الرمة كم فيهمُ من أَشَمِّ الأَنْفِ ذي مَهَلٍ يأْبى الظُّلامةَ منه الضَّيْغم الضاري أَي تقدُّمٍ في الشرَف والفضل وقال أَبو سعيد يقال أَخذ فلان على فلان المُهْلةَ إِذا تقدَّمه في سِنٍّ أَو أَدبٍ ويقال خُذِ المُهْلةَ في أَمْرك أَي خذ العُدَّة وقال في قول الأَعشى إِلا الذين لهم فيما أَتَوْا مَهَلُ قال أَراد المعرفةَ المتقدِّمة بالموضع ويقال مَهَلُ الرجلِ أَسْلافُه الذين تقدّموه يقال قد تقدّم مَهَلُك قبلك ورَحِم الله مَهَلَك ابن الأَعرابي روي عن عليٍّ عليه السلام أَنه لما لَقِيَ الشُّراةَ قال لأَصحابه أَقِلُّوا البِطْنةَ وأَعْذِبوا وإِذا سِرْتم إِلى العدوِّ فَمَهْلاً مَهْلاً أَي رِفْقاً رِفْقاً وإِذا وقعت العين على العين فَمَهَلاً مَهَلاً أَي تقدُّماً تقدُّماً الساكن الرفق والمتحرك التقدُّم أَي إِذا سِرْتم فَتَأَنَّوْا وإِذا لَقِيتم فاحمِلوا وقال الجوهري المَهَل بالتحريك التُّؤدة والتباطُؤ والاسم المُهْلة وفلان ذو مَهَل بالتحريك أَي ذو تقدُّم في الخير ولا يقال في الشر يقال مَهَّلْته وأَمْهَلْته أَي سكَّنته وأَخَّرته ومنه حديث رُقَيْقة ما يبلُغ سَعْيُهم مَهَلَه أَي ما يبلُغ إِسراعُهم إِبطاءه وقول أُسامة بن الحرث الهذلي لَعَمْري لقد أَمْهَلْت في نَهْي خالدٍ عن الشام إِمّا يَعْصِيَنَّك خالد أَمْهَلْت بالغت يقول إِن عصاني فقد بالغت في نهيه الجوهري اتْمَهَلَّ اتْمِهْلالاً أَي اعتدلَ وانتصَب قال الراجز وعُنُق كالجِذْع مُتْمَهِلّ أَي منتصِب وقال القحيف إِذا ما الضِّباعُ الجِلَّة انْتَجَعَتْهُم نَمَا النِّيُّ في أَصْلائها فاتْمَهَلَّتِ وقال معن بن أَوس لُباخِيَّة عَجْزاء جَمّ عِظامُها نَمَتْ في نَعيمٍ واتْمَهَلَّ بها الجسم وقال كعب بن جعيل في مكانٍ ليس فيه بَرَمٌ وفَرَاش مُتعالٍ مُتْمَهِلّ وقال حبيب بن المرّ قال العبدي لقد زُوّج المردادُ بَيْضاءَ طَفْلةً لَعُوباً تُناغِيهِ إِذا ما اتْمَهَلَّتِ
( * قوله « المرداد » هكذا في الأصل )
وقال عُقبة بن مُكَدّم في تَلِيلٍ كأَنه جِذْعُ نخْلٍ مُتَمَهِلٍّ مُشَذَّبِ الأَكْرابِ والاتْمِهْلال أَيضاً سكون وفتور وقولهم مَهْلاً يا رجل وكذلك للاثنين والجمع والمؤنث وهي موحدة بمعنى أَمْهِل فإِذا قيل لك مَهْلاً قلت لا مَهْلَ والله ولا تقل لا مَهْلاً والله وتقول ما مَهْلٌ والله بمُغْنِيةٍ عنك شيئاً قال الكميت أَقُولُ له إِذا ما جاء مَهْلاً وما مَهْلٌ بَواعِظة الجَهُول وهذا البيت
( * قوله « وهذا البيت إلخ » الذي في نسخ الصحاح الخط والطبع التي بأَيدينا كما أورده سابقاً وكذا هو في الصاغاني عن الجوهري فلعل ما وقع لابن بري نسخة فيها سقم ) أَورده الجوهري أَقول له إِذ جاء مهلاً وما مَهْل بواعظة الجهول قال ابن بري هذا البيت نسبه الجوهري للكميت وصدره لجامع بن مُرْخِيَةَ الكِلابيِّ وهو مُغَيَّر ناقص جزءاً وعَجُزه للكميت ووزنهما مختلفٌ الصَّدْرُ من الطويل والعَجُز من الوافر وبيت جامع أَقول له مَهْلاً ولا مَهْلَ عنده ولا عنْدَ جارِي دَمْعِهِ المُتَهَلِّل وأَما بيت الكميت فهو وكُنَّا يا قُضاع لكم فَمَهْلاً وما مَهْلٌ بواعِظة الجَهُولِ فعلى هذا يكون البيت من الوافر موزوناً وقال الليث المَهْلُ السكينة والوَقار تقول مَهْلاً يا فلانُ أَي رِفْقاً وسكوناً لا تعجل ويجوز لك كذلك ويجوز التثقيل وأَنشد فيا ابنَ آدَمَ ما أَعْدَدْتَ في مَهَلٍ ؟ لله دَرُّكَ ما تأْتي وما تَذَرُ وقال الله عز وجل فَمَهِّلِ الكافرين أَمْهِلْهُم فجاء باللغتين أَي أَنْظِرْهُمْ

( مهصل ) حمار مُهْصُلٌ غليظ كبُهْصُلٍ قال ابن سيده وأَرى الميم بدلاً

( مول ) المالُ معروف ما مَلَكْتَه من جميع الأَشياء قال سيبويه من شاذ الإِمالة قولهم مال أَمالُوها لشبه أَلفها بأَلف غَزَا قال والأَعرف أَن لا يمال لأَنه لا علَّة هناك توجب الإِمالة قال الجوهري ذكر بعضهم أَن المال يؤنث وأَنشد لحسان المالُ تُزْرِي بأَقوامٍ ذوِي حَسَبٍ وقد تُسَوِّد غير السيِّد المالُ والجمع أَمْوال وفي الحديث نهى عن إِضاعة المال قيل أَراد به الحيوان أَي يُحْسَن إِليه ولا يهمَل وقيل إِضاعته إِنفاقه في الحرام والمعاصي وما لا يحبه الله وقيل أَراد به التبذير والإِسْراف وإِن كان في حَلال مُباح قال ابن الأَثير المال في الأَصل ما يُملك من الذهب والفضة ثم أُطلِق على كل ما يُقْتَنَى ويملَك من الأَعيان وأَكثر ما يُطلق المال عند العرب على الإِبل لأَنها كانت أَكثر أَموالهم ومِلْت بعدنا تَمال ومُلْت وتَمَوَّلْت كله كثُر مالُك ويقال تَمَوَّل فلان مالاً إِذا اتَّخذ قَيْنة
( * قوله « قينة » كذا في الأصل ولعله بالكسر كما يؤخذ ذلك من مادة قنو في المصباح ) ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم فليأْكُلْ منه غير مُتَمَوِّل مالاً وغير مُتَأَثِّل مالاً والمعنيان مُتقارِبان ومالَ الرجل يَمُول ويَمَالُ مَوْلاً ومُؤولاً إِذا صار ذا مالٍ وتصغيره مُوَيْل والعامة تقول مُوَيِّل بتشديد الياء وهو رجلٌ مالٌ وتَمَوَّلَ مثله ومَوَّلَه غيره وفي الحديث ما جاءَك منه وأَنتَ غيرُ مُشْرِف عليه فَخْذْه وتَموّله أَي اجعله لك مالاً قال ابن الأَثير وقد تكرّر ذكر المال على اختلاف مُسَمَّياتِه في الحديث ويُفرَق فيها بالقَرائن ورجلٌ مالٌ ذو مالٍ وقيل كثيرُ المال كأَنه قد جَعل نفسَه مالاً وحقيقته ذو مالٍ وأَنشد أَبو عمرو إِذا كان مالاً كان مالاً مُرَزَّأً ونال ندَاه كلُّ دانٍ وجانِب قال ابن سيده قال سيبويه مال إِما أَن يكون فاعلاً ذهبت عينُه وإِما أَن يكون فَعْلاً من قوم مالةٍ ومالِينَ وامرأَة مالةٌ من نسوة مالةٍ ومالاتٍ وما أَمْوَلَهُ أَي ما أَكثر مالَهُ قال ابن جني وحكى الفراء عن العرب رجل مَئِلٌ إِذا كان كثير المال وأَصلُها مَوِل بوزن فَرِقٍ وحَذِرٍ ثم انقلبت الواو أَلِفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها فصارت مالاً ثم إِنهم أَتوا بالكسرة التي كانت في واو مَوِل فحركوا بها الأَلف في مالٍ فانقلبت همزة فقالوا مَئِل وفي حديث مُصْعَب بن عمير قالت له أُمُّه والله لا أَلبَس خِماراً ولا أَستظِلُّ أَبداً ولا آكل ولا أَشرب حتى تَدَعَ ما أَنتَ عليه وكانت امرأَة مَيِّلة أَي ذات مال يقال مالَ يَمالُ ويَمول فهو مالٌ ومَيِّل على فَعْل وفَيْعِل قال والقياس مائِلِ وفي حديث الطفيل كان رجلاً شريفاً شاعراً مَيِّلاً أَي ذا مالٍ ومُلْتُه أَعطيته المال ومالُ أَهلِ البادية النَّعَمُ والمُولةُ العنكبوت أَبو عمرو هي العنكبوت والمُولةُ والشَّبَثُ والمِنَنَة قال الجوهري زعم قوم أَن المُولَ العنكبوت الواحدة مُولةٌ وأَنشد حاملة دَلْوك لا محمولَهْ مَلأَى من المال كعَيْن المُولَهْ قال ولم أَسمعه عن ثِقَة ومُوَيْل من أَسماء رَجَب قال ابن سيده أَراها عادِيَّة

( ميل ) : المَيْلُ : العُدول إِلى الشيء والإِقبالُ عليه وكذلك المَيْلانَ . و مالَ الشيءُ يَمِيلُ مَيْلاً و مَمالاً و مَمِيلاً و تَمْيالاً الأَخيرة عن ابن الأَعرابي وأَنشد : لما رأَيْتُ أَنَّني راعِي مالْ حَلْقْتُ رأْسي وتركْتُ التَّمْيالْ قال ابن سيده : وهذه الصيغة موضوعة بالأَغلب لتكثير المصدر كما أَن فَعَّلْت بالأَغلب موضوعة لتكثير الفعل . و المَيَل : مصدر الأَمْيَل . يقال : مالَ الشيءُ يَمِيل مَمالاً و مَمِيلاً مثال مَعابٍ ومَعِيب في الاسم والمصدر . و مال عن الحق و مال عليه في الظلم و أَمال الشيء ف مال ورجل مائلٌ من قوم مُيَّل و مالةٍ . يقال : إِنهم لَمالةٌ إِلى الحق وقول ساعدة بن جؤية : غَداه ظَهْرُه نُجُدٌ عليه ضَباب تَنْتَحِيه الريحُ مِيلُ قيل : ضَباب مِيلٌ مع الريح يَتكفَّأ . قال ابن جني : القول في مِيل فإِنه وإِن كان جمعاً فإِنه أَجراه على الضَّباب وإِن كان واحداً من حيث كان كثيراً فذهب بالجمع إِلى الكثرة كما قال الحطيئة : فَنُوَّارُه مِيلٌ إِلى الشمس زاهِرُه قال : وقد يجوز أَن يكون مِيلٌ واحداً كَنِقْصٍ ونِضْوٍ ومِرْطٍ وقد أَمالهُ إِليه و مَيَّله . و اسْتَمَال الرجل : من المَيْل إِلى الشيء . وفي حديث أَبي موسى أَنه قال لأَنس : عُجِّلَتِ الدنيا وغُيِّبَتِ الآخرة أَمَا وا لو عايَنوها ما عَدَلوا ولا مَيَّلوا قال شمر : قوله ما مَيَّلوا لم يشكُّوا ولم يتردَّدوا . تقول العرب : إِني لأُمَيِّلُ بين ذَيْنِكَ الأَمرَين و أُمايِلُ بينهما أَيَّهما أَرْكَب وأُمايِطُ بينهما وإِني لأُمَيِّل و أُمايِل بينهما أَيُّهما أَفضل وقال عمران بن حطان : لما رأَوا مَخْرَجاً من كُفْرِ قومِهِمُ مضوا فما مَيَّلوا فيه وما عَدَلوا ما مَيَّلوا أَي لم يشكُّوا . وإِذا مَيَّل بين هذا وهذا فهو شاكٌّ . وقوله ما عَدَلوا كما تقول ما عدَلْت به أَحداً وقيل : ما عَدَلوا أَي ما ساوَوْا بها شيئاً . و تمايَل في مِشْيته تمايُلاً و اسْتَماله و اسْتَمال بقلبه . و التَّمْيِيل بين الشيئين : كالترجيح بينهما . وفي حديث أَبي ذر : دخل عليه رجل فقرَّبَ إِليه طعاماً فيه قِلَّةٌ فَ مَيَّل فيه لِقلَّتِهِ فقال أَبو ذر : إِنما أَخاف كثرته ولم أَخَف قِلّته مَيَّل أَي تردَّد هل يأَكل أَو يترك تقول العرب : إِني لأَمَيِّل بين ذيْنِك الأَمرين و أَمايِل بينهما أَيَّهما آتِي . و المَيْلاءُ : ضرْب من الاعتِمام حكى ثعلب : هو يَعْتَمُّ المَيْلأَ أَي يُمِيل العمامة . وفي حديث أَبي هريرة عن النبي قال : صِنْفانِ من أَهل النار لم أَرهُما بعدُ قومٌ معهم سِياطٌ كأَذْنابِ البَقر يضربون الناس بها ونساءٌ كاسِياتٌ عارِياتٌ مائِلاتٌ مُمِيلاتٌ رُؤُوسُهنَّ كأَسْنِمة البُخْتِ المائِلة لا يَدْخُلْن الجنة ولا يَجِدْن ريحَها وإِنَّ ريحَها لَتُوجدُ من كذا وكذا يقول : يَمِلْنَ بالخُيْلاء ويُصْبِينَ قلوبَ الرجال وقيل : مائِلات الخِمْرة كما قال الآخر : مائلَةِ الخِمْرةِ والكلامِوقيل : المائلات المُتَبرِّجات وقيل : مائِلات الرؤُوس إِلى الرجال والمِشْطةُ الميْلاء : معروفة وقد كرِهها بعضهم للنساء قال ابن الأَثير المائِلاتُ الزائِغاتُ عن طاعة الله وما يَلْزَمُهُنَّ حفظه و مُمِيلاتٌ يُعلِّمن غيرهن الدخولَ في مثل فِعْلِهن وقيل : مائلاتٌ مُتَبَخْتِرات في المشي مِمِيلات لأَكتافهنَّ وأَعطافهنَّ وقيل : مائلات يَمْتَشِطْنَ المِشْطةَ المَيْلاء وهي مِشْطَة البَغايا وقد جاء كراهتُها في الحديث . و المُمِيلات : اللواتي يَمْشُطْن غيرَهنَّ تلك المِشْطة . وفي حديث ابن عباس : قالت له امرأَة إِني أَمْتَشِط المَيْلاء فقال عكرمة : رأْسُك تَبَعٌ لقلبِك فإِن استقام قلبُك استقام رأْسُك وإِن مال قلبُك مال رأْسُك . و مالت الشمسُ مُيولاً : ضَيَّفَت للغروب وقيل : مالت زاغَتْ عن الكَبِد . و المَيْل : في الحادث و المَيَلُ بالتحريك : في الخِلْقة والبناء . تقول : رجل أَمْيَل العاتِق في عُنُقه مَيَل وتقول في الحائط مَيَلٌ وكذلك السَّنام وقد مَيِلَ يَمْيَل مَيَلاً فهو أَمْيَل . أَبو زيد : مَيِل الحائط يَمْيَلُ و مَيِل سَنام البعير مَيَلاً و مَيِلَ الحائط مَيَلاً قال : مال الحائط يَمِيل مَيْلاً . وقال ابن السكيت : فلان مَيَلٌ علينا والحائط مَيَلٌ بتحريك الياء . وفي الحديث : لا تَهْلِك أُمتي حتى يكون بينهم التَّمايُل والتَّمايُز أَي لا يكون لهم سلطان يكُفُّ الناسَ عن التَّظالم فَ يَمِيل بعضهم على بعض بالأَذى والحَيْف . و المَيْلاءُ من الإِبل : المائلة السنام . ولأُقِيمَنَّ مَيَلك وفيه مَيْل علينا . و الأَمْيَلُ على أَفْعَل : الذي يَمِيل على السرج في جانب ولا يستوي عليه وقيل : هو الذي لا سَيْف معه وقيل : هو الذي لا رُمْح معه وقيل : هو الذي لا تُرْس معه وقيل : هو الجَبان وجمعه مِيلٌ قال الأَعشى : لا مِيل ولا عُزُلُ ابن السِّكِّيَتِ : الأَمْيَل الذي لا سيف معه والأَكْشَفُ الذي لا تُرْس معه قال : و الأَمْيَلُ عند الرُّواة الذي لا يثبت على ظهور الخيل إِنما يَمِيل عن السَّرْج في جانب فإِذا كان يثبت على الدابة قيل فارسٌ وإِن لم يثبت قيل كِفْل قال جرير : لم يركَبُوا الخيلَ إِلا بعدما هَرِموا فهم ثِقالٌ على أَكتافها مِيلُ وفي قصيد كعب : إِذا توقَّدتِ الحِزَّانُ والمِيلُ وقيل : هي جمع أَمْيَل وهو الكَسِل الذي لا يحْسِنُ الركوب والفُروسِيَّة وفي قصيدته أَيضاً : عِند اللِّقاءِ ولا مِيلٌ مَعازِيلُ و المَيْلاءُ : عُقْدة من الرمل ضخمة زاد الأَزهري : مُعْتزِلة قال ذو الرمة : مَيْلاَء من مَعْدِن الصِّيرانِ قاصِيةٍ أَبعارُهُنَّ على أَهدافِها كُثَبُ قال أَبو منصور : لا أَعرف المَيْلاء في صفة الرمال قال : ولم أَسمعه من العرب قال : وأَما الأَمْيَلُ فمعروف قال : وأَحسب الليث أَراد قول ذي الرمة : مَيْلاء من معدنٍ الصِّيران قاصيَةٍ إِنما أَراد بالمَيْلاء هنا أَرْطاةً قال : ولها حينئذ معنيان : أَحدهما أَنه أَراد أَنَّ فيها اعْوِجاجاً والثاني أَنه أَراد ب المَيْلاء أَنها متنحِّية متباعدة من مَعْدِن بقر الوَحْش قال : وجمع الأَميل من الرمل مِيلٌ و مَيْلاء موضعُه خفض لأَنه من نعت أَرْطاة في قوله : فبات ضَيْفاً إِلى أَرْطاةِ مُرْتَكِمٍ من الكَثِيبِ لها دِفْءٌ ومُحْتَجَبُ الجوهري : المَيْلاء من الرمل العُقْدة الضخمة والشجرة الكثيرة الفروع أَيضاً . وأَلِفُ الإِمالة : هي التي تجدها بين الأَلف والياء نحو قولك في عالم وخاتم عالم وخاتم . و مالَ بنا الطريقَ : قَصَدها . و مايَلَنَا المَلك فمايَلْناه أَي أَغار علينا فأَغَرْنا عليه و المِيلُ من الأَرض : قَدْرُ منتهَى مدَّ البصر والجمع أَمْيال و مُيول قال كثيَّر عزة : سيأْتي أَميرَ المؤْمنين ودونه صِمادٌ من الصُّوّان مَرْتٌ مُيولُها ثَنائي تُنَمِّيهِ إِليك ومِدْحَتِي صُهابِيَّةُ الأَلوانِ باقٍ ذمِيلُها وقيل للأَعلام المبنية في طريق مكة أَميال لأَنها بنيت على مَقادِير مَدَى البَصَر من المِيلِ إِلى المِيلِ وكلُّ ثلاثةِ أَمْيال منها فَرْسَخ . و المِيلُ : مَنارٌ يبنَى للمسافر في أَنْشازِ الأَرض وأَشرافِها وقيل : مسافة من الأَرض مُتَراخِية ليس لها حَدّ معلوم . و المِيلُ : المُلْمول والجمع كالجمع . الأَصمعي : قول العامة المِيلُ لما تُكْحَل به العين خطأ إِنما هو المُلْمُول وهو الذي يُكحَل به البصر . ويقال للحديدة التي يكتب بها في أَلواح الدفتر مُلْمُول ولا يقال مِيلٌ إِلاَّ للمِيلِ من أَميال الطريق . الجوهري : مِيلُ الكُحْل و مِيلُ الجِراحَة و مِيلُ الطريق والفرسخُ ثلاثةُ أَمْيال وجمعه أَمْيال و أَمْيُل وأَنشد ابن بري لأَبي النجم : حتى إِذا الآلُ جَرَى بالأَمْيُلِ وفارَق الجزْءَ ذَوُو التَّأَبُّلِ وفي حديث القيامة : فَتُدْنَى الشمسُ حين تكون قَدْر مِيلٍ قيل : أَراد المِيلَ الذي يُكْتَحل به وقيل : أَراد ثُلُثَ الفَرْسخ وقيل : المِيلُ القِطْعة من الأَرض ما بين العَلَمَين وقيل : هو مَدُّ البصر . و أَمالَ الرجلُ : رَعَى الخُلَّة قال لبيد : وما يَدْرِي عُبَيدُ بَني أُقَيْشٍ أَيُوضِعُ بالحَمائِلِ أَمْ يُمِيلُ أَوْضع : حَوَّل إِبلَه إِلى الحَمْضِ . و الاسْتِمالة : الاكْتِيال بالكَفَّين والذِّراعين وفي المحكم : اسْتَمَال الرجل كال باليدين وبالذراعين قال الراجز : قالتْ له سَوْداءُ مِثْلُ الغُول ما لك لا تَغْدو فَتَسْتَمِيل وقول مصعب بن عمير : وكانت امرأَةً مَيَّلَةً قد تقدم في ترجمة مول والله أَعلم

( ميكائيل ) مِيكائيلُ ومِيكائين من أَسماء الملائكة

( نأل ) النَّأَلانُ ضرب من المشي كأَنه يَنْهَض برأْسه إِلى فَوْقُ نأَلَ يَنْأَلُ نأْلاً ونئِيلاً ونأَلاناً مشَى ونَهَض برأْسه يحركه إِلى فوق مثل الذي يَعْدُو وعليه حِمْل ينهَض به وقد صحَّف الليث النَّأَلان فقال التَّأَلان قال الأَزهري وهذا تصحيف فاضح ونَأَلَ الفرسُ يَنْأَل نَأْلاً فهو نَؤُول اهتزَّ في مِشْيَته وضَبُع نَؤول كذلك قال ساعدة بن جؤية لها خُفَّان قد ثُلِبا ورأْس كرأْس العُود شَهْرَبةٌ نَؤُولُ ونَأَلَ أَن يفعل أَي ينبغي

( نأجل ) الليث النَّأْجِيلُ الجَوْزُ الهنديُّ قال وعامة أَهل العراق لا يهمزونه وهو مهموز قال الأَزهري وهو دخيل
( * قوله « وهو دخيل » عبارة الازهري وهو معرب دخيل ) والله أَعلم

( نأدل ) النِّئْدِلُ الداهية والله أَعلم

( نأرجل ) النَّأْرَجِيل بالهمز لغة في النَّارَجِيلُ وقد ذكر

( نأطل ) النِّئْطِلُ الداهية الشَّنْعاءُ رواه أَبو عبيد عن الأَصمعي ورجل نِئْطِلٌ داهٍ

( نأمل ) النَّأْمَلةُ مَشْيُ المُقيَّد وقد نأْمَلَ

( نبل ) النُّبْل بالضم الذَّكاءُ والنَّجابة وقد نَبُلَ نُبْلاً ونَبالة وتَنَبَّل وهو نَبِيلٌ ونَبْلٌ والأُنثى نَبْلة والجمع نِبالٌ بالكسر ونَبَلٌ بالتحريك ونَبَلة والنَّبِيلة الفَضِيلة
( * قوله « ونبل بالتحريك ونبلة والنبيلة الفضيلة » هكذا في الأصل المعول عليه مصلحاً بخط السيد مرتضى لتقطيع في الورق وفي بعض النسخ ونبل بالتحريك مثل كريم وكرم الليث النبل في الفضل والفضيلة إلى آخر ما هنا ) وأَما النَّبالة فهي أَعمّ تجري مَجْرَى النُّبْل وتكون مصدراً للشيء النَّبيل الجسيم وأَنشد كَعْثَبُها نَبِيلُ قال وهو يَعيبها بهذا قال والنَّبَلُ في معنى جماعة النَّبيل كما أَن الأَدَم جماعة الأَدِيم والكَرَم قد يجيء جماعة الكريم وفي بعض القول رجل نَبْل وامرأَة نَبْلة وقوم نِبالٌ وفي المعنى الأَول قوم نُبَلاء الجوهري النُّبْل والنَّبالة الفَضْل وامرأَة نَبِيلة في الحسن بَيِّنة النَّبالة وأَنشد ابن الأَعرابي في صفة امرأَة ولم تَنَطَّقْها على غِلالَهْ إِلاَّ لِحُسنِ الخَلْق والنَّبالَهْ وكذلك الناقة في حسن الخَلْق وفرسٌ نَبِيل المَحْزِم حَسَنه مع غلظ قال عنترة وَحَشيّتي سَرْجٌ على عَبْل الشَّوَى مهدٍ مراكِلُهُ نَبِيلِ المَحْزِمِ وكذلك الرجل أَنشد ثعلب في صفة رجل فقامَ وَثَّابٌ نَبيلٌ مَحْزِمُهْ لم يَلْقَ بُؤْساً لحمه ولا دَمُهْ ويقال ما انتَبَلَ نَبْلَهُ إِلاَّ بأَخَرةٍ ونُبْلَه ونَبَالَه كذلك أَي لم يَنْتَبِه له وما بالي به قال يعقوب وفيها أَربع لغات نُبْلَه ونَبالَهُ ونَبالتَه ونُبالَتَه قال ابن بري اللغات الأَربع التي ذكرها يعقوب إِنما هي نُبْلَه ونَبْلَه ونَبالَه ونَبالَتَه لا غير وأَتاني فلانٌ وأَتاني هذا الأَمر وما نَبَلْت نَبْلَه أَنْبُل أَي ما شعَرْت به ولا أَردته وقال اللحياني أَتاني ذلك الأَمر وما انتَبَلْت نُبْلَه ونُبْلَتَه قال وهي لغة القَناني ونَبالَه ونَبالَته أَي ما علمت به قال وقال بعضهم معناه ما شَعرْت به ولا تهيَّأْت له ولا أَخذت أُهْبَتَه يقال ذلك للرجل يغْفُل عن الأَمر في وقته ثم ينتبه له بعد إِدْباره وفي حديث النضر بن كَلْدة والله يا معْشَر قريش لقد نزل بكم أَمر ما ابْتَلْتم بَتْلَه قال الخطابي هذا خطأ والصواب ما انتَبَلْتم نُبْله أَي ما انتبهتم له ولم تعلموا علمه تقول العرب أَنذرتك الأَمر فلم تَنْتَبِل نَبْله أَي ما انتبهت له والله أَعلم ابن الأَعرابي النُّبْلة اللُّقْمة الصغيرة وهي المَدَرَة الصغيرة الجوهري والنُّبْلة العطيَّة والنَّبَل الكِبارُ قال بشر نَبِيلة موضع الحِجْلَيْنِ خَوْدٌ وفي الكَشْحَيْن والبطْن اضْطِمار والنَّبَلُ أَيضاً الصِّغار وهو من الأَضداد والنَّبَل عِظام الحجارة والمَدَر ونحوهما وصغارها ضدّ واحدتها نَبَلة وقيل النَّبَل العِظام والصِّغار من الحجارة والإِبل والناس وغيرهم والنَّبَلُ الحجارة التي يُسْتنجى بها ومنه الحديث اتَّقُوا المَلاعِنَ وأَعِدُّوا النَّبَل قال أَبو عبيد وبعضهم يقول النُّبَل قال ابن الأَثير واحدتها نُبْلة كغُرْفة وغُرَف والمحدثون يفتحون النون والباء كأَنه جمع نبيل في التقدير والنَّبَل بالفتح في غير هذا الكِبار من الإِبل والصغار وهو من الأَضداد ونبَّلَه نُبَلاً أَعطاه إِياها يستنجي بها وتَنَبَّلَ بها اسْتَنْجى قال الأَصمعي أَراها هكذا بضم النون وفتح الباء يقال نَبِّلْني أَحجاراً للاستنجاء أَي أَعطنيها ونَبِّلني عَرْقاً أَي أَعطنيه قال أَبو عبيد المحدثون يقولون النَّبَل بفتح النون قال ونراها سميت نَبَلاً لصغرها وهذا من الأَضداد في كلام العرب أَن يقال للعِظام نَبَل وللصغار نَبَل وحكى ابن بري عن ابن خالويه النَّبَل جمع نابِل وهي الحذَّاق بعمَل السلاح والنَّبَل حجارة الاستنجاء قال ويقال النُّبَل بضم النون قال محمد بن إِسحق بن عيسى سمعت القاسم بن معن يقول إِن رجلاً من العرب توُفِّيَ فوَرِثه أَخوه فعيَّره رجل بأَنه فرِح بموت أَخيه لمَّا ورثه فقال الرجل أَفْرَحُ أَنْ أُرْزَأَ الكِرامَ وأَنْ أُورَثَ ذَوْداً شَصائصاً نَبَلا ؟ إِن كنتَ أَزْنَنْتَني بها كَذِباً جَزْءُ فَلاقَيْتَ مِثْلَها عَجِلا يقول أَأَفْرَح بصِغار الإِبل وقد رُزِئْت بكِبار الكِرام ؟ قال وبعضهم يَرْويه نُبَلا يريد جمع نُبْلة وهي العظيمة قال ابن بري الشعر لحضْرَميِّ بني عامر والنَّبَل في الشِّعْر الصِّغارُ الأَجسام قال فنَرى أَن حجارة الاستنجاء سُمِّيت نَبَلاً لصَغارتها وقال أَبو سعيد كلما ناولْت شيئاً ورَميته فهو نَبَل قال وفي هذا طريق آخر يقال ما كانت نُبْلَتك من فلان فيما صنعْت أَي ما كان جَزاؤُك وثوابُك منه قال وأَما ما روي شَصائصاً نَبَلا بفتح النون فهو خطأ والصحيح نُبَلا بضم النون والنُّبَلُ ههنا عِوَضٌ مما أُصِبْت به وهو مردود إِلى قولنا ما كانت نُبْلَتُك من فلان أَي ما كان ثوابُك وقال أَبو حاتم فيما أَلَّفه من الأَضداد يقال ضَبٌّ نَبَلٌ وهو الضخم وقالوا النَّبَل الخسيسُ قاله أَبو عبيد وأَنشد أُورَثَ ذوْداً شَصائصاً نَبَلا بفتح النون قال أَبو منصور أَما الذي في الحديث وأَعِدُّوا النُّبَل فهو بضم النون جمع النُّبْلة وهو ما تَناولْته من مَدَرٍ أَو حجَر وأَما النَّبَل فقد جاء بمعنى النَّبيل الجسيم وجاء بمعنى الخسيس ومن هذا قيل للرجل القصير تِنْبَل وتِنْبال وأَنشد أَبو الهيثم بيت طرفة وهو بِسَمْلِ المُعْضَلات نَبِيلُ
( * قوله « وهو بسمل المعضلات نبيل » هكذا في الأصل بالنون والباء والياء التحتية في الشطر وتفسيره والذي في شرح القاموس فيهما تنبل كدرهم بالمثناة الفوقية والنون والباء ويشهد له ما يأْتي )
فقال قال بعضهم نَبيل أَي عاقل وقيل حاذِق وهو نبيلُ الرأْي أَي جيِّده وقيل نبيل أَي رفيق بإِصلاح عِظام الأُمور واسْتَنْبَل المالَ أَخذ خِيارَه ونُبْلة كل شيء خِيارُه والجمع نُبُلات مثل حُجْرة وحُجُرات وقال الكميت لآلئ من نُبُلاتِ الصِّوا رِ كحْلَ المَدامِع لا تَكْتَحِل أَي خِيار الصِّوار شبَّه البقر الوَحْشِيَّ باللآلئ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي مُقَدِّماً سَطِيحةً أَو أَنْبَلا قال ابن سيده لم يفسره إِلا أَني أَظنه أَصْغَرَ من ذلك لما قدَّمته من أَن النَّبَل الصغارُ أَو أَكبرَ لما قدَّمت من أَن النَّبَل الكِبارُ وإِن كان ذلك ليس له فعل والتِّنْبالُ والتِّنْبالةُ القصير بَيِّن التِّنْبالة ذهب ثعلب إِلى أَنه من النَّبَل وجعله سيبويه رباعيّاً والنَّبْلُ السهام وقيل السِّهامُ العربية وهي مؤنثة لا واحد له من لفظه فلا يقال نَبْلة وإِنما يقال سهم ونشَّابة قال أَبو حنيفة وقال بعضهم واحدتها نَبْلة والصحيح أَنه لا واحد له إِلا السَّهْم التهذيب إِذا رجعوا إِلى واحدة قيل سهم وأَنشد لا تَجْفوَانِي وانْبُلاني بكسره
( * قوله « لا تجفواني » هكذا في الأصل وانظر الشاهد فيه )
وحكي نَبْل ونُبْلان وأَنْبال ونِبال قال الشاعر وكنتُ إِذا رَمَيْتُ ذَوِي سَوادٍ بأَنْبالٍ مَرَقْنَ من السَّوادِ وأَنشد ابن بري على نِبال قولَ أَبي النجم واحْبِسْنَ في الجَعْبةِ من نِبالها وقول اللَّعِين ولكنْ حَقّها هُرْدَ النِّبال
( * قوله ولكن حقها هرد النبال » هكذا في الأصل مضبوطاً )
وقال الفراء النَّبْل بمنزلة الذَّوْد يقال هذه النَّبْلُ وتصغَّر بطرح الهاء وصاحبها نابلٌ ورجل نابِلٌ ذو نَبْلٍ والنابِلُ الذي يعمَل النَّبْلَ وكان حقه أَن يكون بالتشديد والفعل النِّبالةُ ابن السكيت رجل نابلٌ ونَبَّال إِذا كان معه نَبْل فإِذا كان يعملها قلت نابِلٌ ونابَلْتُه فَنَبَلْته إِذا كنت أَجودَ نَبْلاً منه قال وقد يكون ذلك في النُّبْل أَيضاً وتقول هذا رجل مُتَنَبِّل نَبْله إِذا كان معه نَبْل وتَنَبَّل أَيضاً أَي تكلَّف النُّبْل وتَنَبَّل أَي أَخذ الأَنْبَل فالأَنْبَل وأَنشد ابن بري لأَوس وأَمْلَقَ ما عندي خُطوبٌ تَنَبَّلُ وفي المثل ثارَ حابِلُهم على نابِلِهم أَي أَوْقَدوا بينهم الشرَّ ونَبَّال بالتشديد صانعٌ للنَّبْل ويقال أَيضاً صاحب النَّبْل قال امرؤ القيس وليس بذي رُمْحٍ فيَطْعُنني به وليس بذي سَيْف وليس بنَبَّال يعني ليس بذي نَبْل وكان أَبو حَرَّار يقول ليس بِنابِلٍ مثل لابِنٍ وتامِر قال ابن بري النَّبَّال بالتشديد الذي يعمل النَّبْل والنابِلُ صاحب النَّبْل هذا هو المستعمل قال الراجز ما عِلَّتي وأَنا جَلْدٌ نابِلُ والقَوْسُ فيها وَتَرٌ عُنابِلُ ونسب ابن الأَثير هذا القول لعاصم وقال نابِل أَي ذو نَبْل قال وربما جاء نَبَّال في موضع نابِل ونابِلٌ في موضع نَبَّال وليس القياس قال سيبويه يقولون لِذِي التَّمْر واللَّبن والنَّبْل تامِر ولابِن ونابِل وإِن كان شيء من هذا صَنْعَتَه تَمَّار ولَبَّان ونَبَّال ثم قال وقد تقول لِذِي السَّيْف سَيَّاف ولِذِي النَّبْل نَبَّال على التشبيه بالآخر وحِرْفَته النِّبالة ومُتَنَبِّل حامل نَبْل وَنَبَله بالنَّبْل يَنْبُله نَبْلاً رماه بالنَّبْل وقوم نُبَّل رُماةٌ عن أَبي حنيفة ونَبَلَه يَنْبُله نَبْلاً وأَنْبَله كلاهما أَعطاه النَّبْل وأَنْبَلْته سهماً أَعطيته واسْتنْبَله سأَله النَّبْل ونَبِّلْني أَي هَبْ لي نِبالاً واسْتَنْبَلني فلان فأَنْبَلْتُه أَي أَعطيته نَبْلاً وفي الصحاح اسْتَنْبَلَي فَنَبَلْته أَي ناولته نَبْلاً ونَبَل على القوم يَنْبُل لقط لهم النَّبْل ثم دفعها إِليهم ليرموا بها وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم كنت أَيامَ الفِجار أَنْبُل على عُمُومَتي وروي كنت أُنَبِّل على عُمومتي يومَ الفِجَار نَبَّلْت الرجل بالتشديد إِذا ناوَلْته النَّبْل ليرمي وكذلك أَنْبَلْته وفي الحديث إِنّ سعداً كان يرمي بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم يوم أُحُد والنبيُّ يُنَبِّلُه وفي رواية وفتىً يُنَبِّلُه كلما نَفِدتْ نَبْلُه وفي رواية يَنْبُلُه بفتح الياء وتسكين النون وضم الباء قال ابن الأَثير قال ابن قتيبة وهو غلط من نَقَلة الحديث لأَن معنى نَبَلْته أَنْبُلُه إِذا رميته بالنَّبْل وقال أَبو عمر الزاهد بل هو صحيح يعني يقال نَبَلْته وأَنْبَلْته ونَبَّلْته ومنه الحديث الرامِي ومُنْبِله ويجوز أَن يريد بالمُنْبِل الذي يردُّ النَّبْل على الرامي من الهَدَف ونَبَلَ بِسَهْم واحد رَمَى به ورجل نابِلٌ حاذِق بالنَّبْل وقال أَبو زيد تَنابل فلان وفلان فَنَبَله فلان إِذا تَنافَرا أَيهما أَنْبَل من النُّبْل وأَيهما أَحذق عملاً ونابَلَني فلان فنَبَلْته أَي كنت أَجود نَبْلاً منه قال ابن سيده روى بعض أَهل العلم عن رؤبة قال سأَلناه عن قول امرئ القيس نَطْعُنُهم سُلْكَى ومَخْلوجةً لَفْتَكَ لأْمين على نابِلِ
( * قوله « لفتك إلخ » مع بعد كرك لأمين إلخ هكذا في الأصل )
فقال حدّثني أَبي عن أَبيه قال حدثتني عمتي وكانت في بني دارِمٍ فقالت سأَلت امرأَ القيس وهو يشرب طِلاءً مع علقمة بن عَبَدة ما معنى كَرَّكَ لأْمَيْنِ على نابِلِ فقال مررت بنابِلٍ وصاحبُه يناوِلُه الريش لُؤاماً وظُهاراً فما رأَيت أَسرع منه ولا أَحسن فشبَّهت به التهذيب النابِل الذي يرمي بالنَّبْل في قول امرئ القيس كَرَّكَ لأْمَيْنِ على نابِلِ وقيل هو الذي يُسَوِّي النِّبال وهو من أَنْبَلِ الناس أَي أَعلمهم بالنَّبْل قال تَرَّصَ أَفْواقَها وقَوَّمَها أَنْبَلُ عَدْوانَ كُلِّها صَنَعَا وفلان نابِل أَي حاذِق بما يُمارِسُه من عمل ومنه قول أَبي ذؤيب يصف عسلاً أَو نبعة تَدَلَّى عليها بالحِبال مُوَثَّقاً شديدَ الوَصاةِ نابِلٌ وابنُ نابِلِ
( * سيرد هذا البيت في الصفحة التالية وروايته مختلفة عما هو عليه هنا )
الجوهري والنابِلُ الحاذِق بالأَمر يقال فلان نابِل وابنُ نابِل أَي حاذِق وابن حاذِق وأَنشد الأَصمعي لذي الإِصْبع قَوَّمَ أَفْواقَها وتَرَّصَها أَنْبَلُ عَدْوانَ كلِّها صَنَعا أَي أَعلَمُهم بالنَّبْل قال ابن سيده وكل حاذِق نابِلِ قال أَبو ذؤيب يصف عاسِلاً تَدَلَّى عليها بين سِبٍّ وخَيْطَةٍ شديدُ الوَصاة نابِلٌ وابنُ نابِل جعله ابنَ نابِل لأَنه أَحْذَق له وأَنْبَلَ قداحه جاء بها غِلاظاً جافِية حكاه أَبو حنيفة وأَصابتني خُطوب تَنَبَّلَت ما عندي أَي أَخذت قال اوس بن حجر لمَّا رأَيتُ العُدْمَ قَيَّد نائِلي وأَمْلَقَ ما عندي خُطوبٌ تَنَبَّل تَنَبَّلتْ ما عندي ذهبت بما عندي ونَبَلَتْ حَمَلتْ ونَبَلَ الرجلَ بالطعام ينْبُله علَّله به وناوله الشيء بعد الشيء ونَبَل به يَنْبُل رَفَقَ ولأَنْبُلَنَّك بنبالتك أَي لأَجزينك جزاءك والنَّبْل السير الشديد السريع وقيل حسْن السوق للإِبل نَبَلَها يَنْبُلها نَبْلاً فيهما ابن السكيت نَبَلْت الإِبل أَنْبُلها نَبْلاً إِذا سقتها سوقاً شديداً ونَبَلْت الإِبل أَي قمت بمصلحتها قال زفر بن الخِيار المحاربي لا تَأْوِيا للعِيسِ وانْبُلاها فإِنها ما سَلِمَتْ قُواها بَعِيدة المُصْبَحِ من مُمْساها إِذا الإِكامُ لَمَعَتْ صُواها
لَبِئْسَما بُطْءٌ ولا تَرْعاها
( * قوله « لا تأويا إلخ » المشاطير الثلاث الاول اوردها الجوهري وفي
الصاغاني وصواب انشاده
لا تأويا للعيس وانبلاها ... لبئسما بطء ولا نرعاها
فانها ان سلمت قواها ... نائية المرفق عن رحاها
بعيدة المصبح من ممساها ... إذا الاكام لمعت صواها )
أَبو زيد
( * قوله « ابو زيد إلخ » عبارة الصاغاني أبو زيد يقال انبل
بقومك اي ارفق بهم قال صخر الغيّ
فانبل بقومك اما كنت حاشرهم ... وكل جامع محشور له نبل
اي كل سيد جماعة يحشرهم اي يجمعهم اه وضبط لفظ نبل بفتحتين وضمتين وكتب عليه لفظ معاً وبهذه العبارة يعلم ما في الأصل )
انبُل بقومك أَي ارْفُقْ بقومك وكل جامِعِ مَحْشورٍ أَي سيدِ جماعةٍ يحشُرهم أَي يجمَعُهم له نُبُلٌ أَي رِفْق قال والنَّبْلُ في الحِذْق والنَّبالةُ والنَّبْلُ في الرجال ويقال ثَمَرة نَبِيلة وقَدِح نَبِيل وتَنَبَّل الرجلُ والبعيرُ مات وأَنشد ابن بري قول الشاعر فقلت له يَا با جُعادةَ إِنْ تَمُتْ أَدَعْك ولا أَدْفِنْك حتى تَنَبَّل والنَّبِيلة الجِيفةُ والنَّبِيلةُ المَيْتةُ ابن الأَعرابي انْتَبَل إِذا مات أَو قَتَل ونحو ذلك وأَنْبَله عُرْفاً أَعطاه إِيَّاه والتِّنْبال القصير

( نتل ) نَتَل من بين أَصحابه يَنْتِل نَشْلاً ونَتَلاناً ونُتُولاً واسْتَنْتَل تقدَّم واسْتَنْتَل القومُ على الماء إِذا تقدَّموا والنَّتْل هو التَّهَيُّؤُ في القُدوم وروي عن أَبي بكر الصديق رضي الله عنه أَنه سُقِيَ لَبَناً ارْتاب به أَنه لم يحلَّ له شُربه فاسْتَنْتَل يَتَقَيَّأُ أَي تقدَّم واسْتَنْتَل للأَمر استعدَّ له أَبو زيد اسْتَنْتَلْت للأَمر اسْتِنْتالاً وابْرَنْتَيْت ابْرِنْتاءً وابْرَنْذَعْت ابْرِنْذاعاً كل هذا إِذا استعدَدْت له ابن الأَعرابي النَّتْل التقدُّم في الخير والشر وانْتَتَل إِذا سبق واسْتَنْتَل من الصفِّ إِذا تقدَّم أَصحابه وفي الحديث أَنه رأَى الحسن يلعب ومعه صِبْية في السِّكّة فاسْتَنْتَل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أَمامَ القوم أَي تقدَّم وفي الحديث يُمَثَّل القرآنُ رجلاً فيُؤتى بالرجل كان قد حمله مُخالفاً له فَيَنْتَتِل خصماً له أَي يتقدَّم ويستعدّ لخصامه وخصماً منصوب على الحال وفي حديث أَبي بكر أَن ابنه عبد الرحمن بَرزَ يوم بدر مع المشركين فتركه الناسُ لِكَرامة أَبيه فَنَتَل أَبو بكر ومعه سيفُه أَي تقدَّم إِليه وفي حديث سعد بن إِبراهيم ما سبقَنا ابنُ شِهاب من العلم بشيء إِلاَّ كُنَّا نأْتي المجلسَ فيَسْتَنْتِل ويشدّ ثوبه على صدره أَي يتقدّم والنَّتْل الجَذْب إِلى قدَّام أَبو عمرو النَّتْلة البَيْضة وهي الدَّوْمَصَة والنَّتْل بيض النَّعام يُدْفَن في المَفازة بالماء والنَّتَل بالتحريك مثله وقول الأَعشى يصف مَفازة لا يَتَنَمَّى لها في القَيْظِ يَهْبِطُها إِلاَّ الذين لهم فيما أَتَوْا نَتَلُ قال زعموا أَن العرب كانوا يملؤون بيضَ النعام ماءً في الشتاء ويدفنونها في الفَلَوات البعيدة من الماء فإِذا سلكوها في القَيْظ استثاروا البيضَ وشربوا ما فيها من الماء فذلك النَّتَل قال أَبو منصور أَصلُ النَّتْل التقدُّم والتهَيُّؤ للقدوم فلما تقدَّموا في أَمر الماء بأَن جعلوه في البيض ودفنوه سمي البيض نَتْلاً وتَناتَل النبتُ التَفَّ وصار بعضه أَطول من بعض قال عدي بن الرِّقاع والأَصلُ يَنْبُت فرْعُه مُتَناتِلاً والكفُّ ليس نَباتُها بسَواء وناتَلُ بفتح التاء اسم رجل من العرب وناتِل فرس ربيعة بن عامر
( * قوله « فرس ربيعة بن عامر » الذي في القاموس فرس ربيعة ابن مالك ) ونَتْلة ونُتَيْلة وهي أُم العباس وضرار ابني عبد المطلب إِحدى نساء بني النَّمِر ابن قاسِط وهي نُتَيلة بنت خبَّاب بن كليب بن مالك ابن عمرو
( * قوله « ابن عمرو إلخ » هكذا في الأصل وشرح القاموس وفي التهذيب ابن عمرو بن عامر بن زيد إلخ وقوله ابن ربيعة هو في الأصل أَيضاً والذي في التهذيب من ربيعة ) بن زيد مَناة بن عامر وهو الضَّحْيان من النَّمِر بن قاسِط بن ربيعة وأَما قول أَبي النجم يَطُفْن حَوْلَ نَتَلٍ وَزْوارِ فيقال هو العبد الضخم قال ابن بري ورواه ابن جني يَطُفْنَ حَوْلَ وَزَإِ وَزْوارِ والوَزَأُ الشديد الخلْق القصيرُ السمينُ والوَزْوازُ الذي يحرِّك اسْتَه إِذا مشى ويُلَوِّيها

( نثل ) نَثَلَ الرَّكِيَّة يَنْثِلُها نَثْلاً أَخرج تُرابها واسم التراب النَّثِيلةُ والنُّثالةُ أَبو الجراح هي ثَلَّة البئر ونَبِيثَتها والنَّثِيلةُ مثل النَّبِيثة وهو تراب البئر وقد نَثَلْت البئر نَثْلاً وأَنْثَلْتها استخرجت تُرابها وتقول حُفْرتك نَثَل بالتحريك أَي محفورة ونَثَل كِنانته نَثْلاً استخرج ما فيها من النَّبْل وكذلك إِذا نفضت ما في الجراب من الزاد وفي حديث صهيب وانْتَثَل ما في كِنانته أَي استخرج ما فيها من السِّهام وتَناثَل الناسُ إِليه أَي انصبُّوا وفي الحديث أَيُحِبُّ أَحدكم أَن تُؤتى مَشْرُبَتُه فيُنْتَثَل ما فيها ؟ أَي يُستخرج ويؤخذ وفي حديث الشعبي أَما تَرى حُفْرتك تُنْثَل أَي يستخرج تُرابها يريد القَبْر وفي حديث أَبي هريرة ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأَنتم تَنْتَثِلونَها يعني الأَموالَ وما فتح عليهم من زَهْرة الدنيا ونَثَل الفرسُ يَنْثُل فهو مِنْثَلٌ راثَ قال يصف بِرْذَوْناً ثَقِيلٌ على مَنْ ساسه غير أَنه مِثَلٌّ على آرِيَّهِ الرَّوْثَ مِنْثَلُ وقد تقدم مِثَلٌّ قال أَبو منصور أَراد الحافِر كأَنه دابَّة ذات حافِر من الخيل والبِغال والحمير وقوله ثَلَّ ونَثَل أَي راثَ والنَّثِيلُ الرَّوْث قال ابن سيده ولَعَمْري إِن هذا لَمِمَّا يقوّي رواية مَنْ روى الرَّوْثَ بالنصب قال الأَحمر يقال لكل حافِر ثَلَّ ونَثَلَ إِذا راث وفي حديث علي عليه السلام بين نَثِيلِه ومُعْتَلَفِه النثيلُ الروث ومنه حديث ابن عبد العزيز أَنه دخل داراً فيها رَوْث فقال أَلاَّ كَنَسْتم هذا النَّثِيل ؟ وكان لا يسمي قبيحاً بقَبِيح ونَثَل اللحمَ في القدر يَنْثِلُه وضعه فيها مقطَّعاً ومَرَةٌ نَثُول تفعَل ذلك كثيراً أَنشد ابن الأَعرابي إِذ قالتِ النَّثُولُ للْجَمُولِ يا ابْنَةَ شَحْمٍ في المَريءِ بُولي أَي أَبشري بهذه الشَّحْمة المَجْمُولة الذائبة في حَلْقك قال ابن سيدَه وهذا تفسير ضعيف لأَن الشحمة لا تسمى جَمُولاً إِنما الجَمُول المُذِيبةُ لها قال وأَيضاً فإِن هذا التفسير الذي فسر ابن الأَعرابي هذا البيت إِذا تؤمَّل كان مُسْتَحيلاً وقال الأَصمَعي في قول ابن مقبل يصف ناقة مُسامِيةً خَوْصاء ذات نَثِيلَةٍ إِذا كان قَيْدامُ المَجَرَّةِ أَقْوَدا قال مسامية تسامِي خطامَها الطريقَ تنظُر إِليه وذات نَثيلة أَي ذات بقيَّة من شَدِّه وقَيْدامُ المَجَرَّةِ أَوَّلها وما تقدَّم منها والأَقْودُ المستطيلُ والنَّثْلةُ الدِّرْع عامة وقيل هي السابغة منها وقيل هي الواسعة منها مثل النَّثْرةِ ونَثَل عليه دِرْعه يَنْثُلُها
( * قوله « ينثلها » ضبط في المحكم بضم المثلثة وكذا في النهاية في حديث طلحة الآتي وصنيع المجد يقتضي أنه من باب ضرب ) صَبَّها ابن السكيت يقال قد نَثَلَ دِرْعه أَي أَلقاها عنه ولا يقال نَثَرها وفي حديث طلحة أَنه كان يَنْثُلِ دِرْعه إِذ جاءه سهم فوقع في نَحْرِه أَي يَصُبُّها عليه ويلبسها والنَّثْلة النُّقْرة التي بين السَّبَلَتَيْن في وسَطِ ظاهر الشفة العُلْيا وناقة ذات نَثِيلة بالهاء أَي ذات لحم وقيل هي ذات بقيَّة من شحم والمِنْثَلة الزَّنْبِيلُ والله أَعلم

( نجل ) النَّجْل النَّسْل المحكم النَّجْل الولد وقد نَجَل به أَبوه يَنْجُل نَجْلاً ونَجَلَه أَي ولَدَه قال الأَعشى أَنْجَبَ أَيَّامَ والِداهُ به إِذ نَجَلاهُ فَنِعْم ما نَجَلا قال الفارسي معنى والداه به كما تقول أَنا بالله وبِكَ والناجِلُ الكريم النَّجْل وأَنشد البيت وقال أَنْجَب والداه به إِذ نَجَلاه في زمانه والكلام مقدَّم ومؤخَّر والانْتِجالُ اختيار النَّجْل قال وانْتَجَلُوا من خير فَحْلٍ يُنْتَجَلْ والنَّجْل الوالد أَيضاً ضدّ حكى ذلك أَبو القاسم الزجاجي في نوادره يقال قَبَحَ اللهُ ناجِلَيْه وفي حديث الزهري كان له كَلْب صائد يطلب لها الفُحُولة يطلب نَجْلَه أَي ولدها والنَّجْل الرمي بالشيء وقد نَجَل به ونَجَله قال امرؤ القيس كأَنَّ الحَصَى من خَلْفها وأَمامِها إِذا أَنْجَلَتْه رِجْلُها خَذْفُ أَعْسَرَا وقد نجَل الشيءَ أَي رمَى به والناقة تَنْجُل الحَصَى مَناسِمُها نَجْلاً أَي ترمِي به وتدفعه ونَجَلْت الرجلَ نَجْلَةً إِذا ضربته بمقدَّم رجلك فتدحرج يقال من نَجَل الناس نَجَلوه أَي من شارَّهم شارُّوه وفي الحديث من نَجَل الناس نَجَلوه أَي مَنْ عاب الناس عابوه ومَنْ سَبَّهم سبُّوه وقَطَع أَعْراضَهم بالشَّتْم كما يَقْطع المِنْجَل الحشيشَ وقد صُحِّف هذا الحرف فقيل فيه نَحَل فلان فلاناً إِذا سابَّه فهو ينْحَله يُسابُّه وأَنشد لطرفة فَذَرْ ذَا وَانْحَل النُّعْمان قَوْلاً كنَحْتِ الفَأْسِ يُنْجِد أَو يَغُور قال الأَزهري قوله نَحَل فلان فلاناً إِذا سابَّه باطل وهو تصحيف لِنَجَل فلان فلاناً إِذا قَطَعه بالغيبةِ قال الأَزهري قاله لليث بالحاء وهو تصحيف والنَّجْل والفَرْض معناهما القَطْع ومنه قيل للحديدة ذات الأَسنان مِنْجَل والمِنْجَل ما يُحْصَد به وفي الحديث وتُتَّخَذ السُّيوف مَناجِل أَراد أَن الناس يتركون الجهاد ويشتغلون بالحَرْث والزِّراعة والميم زائدة والمِنْجَل المِطْرَد قال مسعود بن وكيع قد حَشَّها الليل بِحادٍ مِنْجَلِ أَي مِطْرَد يَنْجلها أَي يسرع بها والمِنْجَل الذي يقضَب به العود من الشجر فيُنْجَل به أَي يرمَى به قال سيبويه وهذا الضرب مما يُعتمل به مكسور الأَول كانت فيه الهاء أَو لم تكن واستعاره بعض الشعراء لأَسْنان الإِبل فقال إِذا لم يكن إِلاَّ القَتادُ تَنَزَّعت مَناجِلُها أَصلَ القَتاد المُكالِب ابن الأَعرابي النَّجَل نَقَّالو الجَعْوِ في السابِل وهو مِحْمَل الطيَّانين إِلى البَنَّاء ونَجَل الشيءَ يَنْجُله نَجْلاً شقَّه والمَنْجُول من الجلود الذي يُشق من عُرْقوبَيْه جميعاً ثم يسلَخ كما تسلخ الناس اليوم قال المُخَبَّل وأَنْكَحْتُمُ رَهْواً كأَنَّ عِجانَها مَشَقُّ إِهاب أَوْسَع السَّلْخَ ناجِلُهْ يعني بالرَّهْو هنا خُلَيدة بنت الزِّبْرقان ولها حديث مذكور في موضعه وقد نَجَلْت الإِهاب وهو إِهابٌ مَنْجول اللحياني المَرْجُول والمَنْجول الذي يُسلخ من رجليه إِلى رأْسه أَبو السَّمَيْدع المَنْجول الذي يُشقّ من رجله إِلى مذبحه والمَرْجُول الذي يُشقّ من رجله ثم يقلَب إِهابه ونَجَله بالرُّمْح يَنْجُله نَجْلاً طَعَنه وأَوسع شَقَّه وطَعْنة نَجْلاء أَي واسعة بَيِّنة النَّجَل وسِنان مِنْجَل واسع الجُرْح وطَعْنة نجلاء واسعة وبئر نَجْلاء المَجَمِّ واسِعَته أَنشد ابن الأَعرابي إِنَّ لها بئراً بِشَرْقِيِّ العَلَمْ واسعةَ الشُّقّة نَجْلاءَ المَجَمْ والنَّجَل بالتحريك سعة شقِّ العين مع حُسْنٍ نَجِل نَجَلاً وهو أَنْجَل والجمع نُجْل ونِجال وعين نَجْلاء والأَسد أَنْجَل وفي حديث الزبير عينين نَجْلاويْن عين نجلاء أَي واسعة وسنان مِنْجَل إِذا كان يُوسِّع خرق الطعنة وقال أَبو النجم سِنانُها مثل القُدامَى مِنْجَل ومَزاد أَنْجَلُ واسع عريض وليل أَنْجَل واسع طويل قد علا كلَّ شيء وأَلبَسَه وليلة نَجْلاء والنَّجْل الماء السائل والنَّجْل الماءُ المُستنقِع والولَد والنَّزُّ والجمع الكثير من الناس والمَحَجَّة الواضحة وسلْخ الجِلْد من قَفاه والنَّجْل أَيضاً إِثارة أَخفافِ الإِبل الكَمْأَة وإِظهارها والنَّجْل السير الشديد والجماعة أَيضاً تَجتمع في الخير وروي عن عائشة رضي الله عنها أَنها قالت قَدِم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المدينةَ وهي أَوْبأُ أَرض الله وكان واديها يَجْري نَجْلاً أَرادت أَنه كان نَزًّا وهو الماء القليل تعني واديَ المدينة ويجمع على أَنْجال ومنه حديث الحرث بن كَلْدة قال لعمر البلادُ الوَبِئَة ذاتُ الأَنْجال والبَعوض أَي النُّزُوز والبَقِّ ويقال استَنْجلَ الموضع أَي كثُر به النَّجْل وهو الماء يظهر من الأَرض المحكم النَّجْل النزّ الذي يخرج من الأَرض والوادي والجمع نِجال واستَنْجلَتِ الأَرض كثرت فيها النِّجال واستنجَل النزَّ استخرجه واستنْجَل الوادي إِذا ظهرَ نُزُوزه الأَصمعي النَّجْل ماء يُستَنْجل من الأَرض أَي يستخرج أَبو عمرو النجْل الجمع الكثير من الناس والنَّجْل المَحَجَّة ويقال للجَمَّال إِذا كان حاذقاً مِنْجَل قال لبيد بِجَسْرَة تنجُل الظِّرَّانَ ناجيةٍ إِذا توقَّد في الدَّيْمُومة الظُّرَر أَي تثيرُها بخفها فترمي بها والنَّجْل مَحْوُ الصبيّ اللوح يقال نَجَل لوحَه إِذا محاه وفحل ناجِل وهو الكريم الكثير النَّجْل وأَنشد فزَوَّجُوه ماجِداً أَعْراقُها وانْتَجَلُوا من خير فحل يُنْتَجَل وفرس ناجِل إِذا كان كريم النَّجْل أَبو عمرو التَّناجُل تنازع الناس بينهم وقد تناجَل القومُ بينهم إِذا تنازعوا وانْتَجَلَ الأَمرُ انتِجالاً إِذا استبان ومضى ونَجَلْت الأَرض نَجْلاً شقَقْتها للزراعة والإِنْجِيل كتاب عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام يؤَنث ويذكَّر فمَن أَنث أَراد الصحيفة ومن ذكَّر أَراد الكتاب وفي صفة الصحابة رضي الله عنهم معه قومٌ صُدورُهم أَناجِيلُهم هو جمع إِنجيل وهو اسم كتاب الله المنزَّلِ على عيسى عليه السلام وهو اسم عِبرانيّ أَو سُرْيانيّ وقيل هو عربي يريد أَنهم يقرؤون كتاب الله عن ظهر قلوبهم ويجمعونه في صدورهم حِفظاً وكان أَهل الكتاب إِنما يقرؤون كتبهم في الصحف ولا يكاد أَحدهم يجمعها حفظاً إِلا القليل وفي رواية وأَناجِيلهم في صدورهم أَي أَن كتُبَهم محفوظة فيه والإِنْجيل مثل الإِكْلِيل والإِخْرِيط وقيل اشتقاقه من النَّجْل الذي هو الأَصل يقال هو كريم النَّجْل أَي الأَصل والطَّبْع وهو من الفِعل إِفْعِيل وقرأَ الحسن وليحكُم أَهل الأَنْجِيل بفتح الهمزة وليس هذا المثال من كلام العرب قال الزجاج وللقائل أَن يقول هو اسم أَعجمي فلا يُنكَر أَن يقع بفتح الهمزة لأَن كثيراً من الأَمثلة العجمية يخالف الأَمثلةَ العربية نحو آجَر وإِبراهيم وهابِيل وقابِيل والنَّجِيل ضرب من دِقِّ الحَمْض معروف والجمع نُجُل قال أَبو حنيفة هو خير الحَمْض كله وأَلْيَنُه على السائمة وأَنْجَلوا دوابَّهم أَرسلوها في النَّجِيل والنَّواجِلُ من الإِبل التي ترعَى النجيل وهو الهَرْم من الحَمْض ونَجَلَتِ الأَرض اخْضرَّتْ والنَّجِيل ما تكسَّر من ورَق الهَرْم وهو ضرْب من الحَمْض قال أَبو خراش يصف ماءً آجِناً يُفَجِّين بالأَيْدي على ظهر آجِنٍ له عَرْمَضٌ مُسْتَأْسِدٌ ونَجِيلُ
( * قوله « يفجين إلخ » هكذا في الأصل بالجيم وتقدم في مادة أسد يفحين بالحاء والصواب ما هنا )
ابن الأَعرابي المِنْجَل السائق الحاذِق والمِنْجَل الذي يمحو أَلْواح الصِّبْيان والمِنْجَل الزرع الملتفُّ المُزْدَجُّ والمِنْجَل الرجل الكثير الأَولاد والمِنْجَل البعير الذي يَنْجُلُ الكَمْأَةَ بِخُفِّه والصَّحْصَحانُ الأَنْجل هو الواسع ونَجَلْت الشيء أَي استخرجْته ومَناجِلُ اسم موضع قال لبيد وجادَ رَهْوَى إِلى مَناجِلَ فال صَّحْراء أَمْسَتْ نِعاجُه عُصَبا

( نحل ) النَّحْل ذُباب العسل واحدته نَحْلة وفي حديث ابن عباس أَن النبي صلى الله عليه وسلم نهَى عن قَتْل النَّحْلة والنَّمْلة والصُّرَد والهُدْهُد وروي عن إِبراهيم الحربي أَنه قال إِنما نهى عن قتلهنَّ لأَنهنَّ لا يؤْذِين الناسَ وهي أَقل الطيور والدوابِّ ضرراً على الناس ليس هي مثل ما يتأَذى الناسُ به من الطيور الغُرابِ وغيره قيل له فالنَّمْلة إِذا عَضَّت تُقْتَل ؟ قال النَّمْلة لا تعَضّ إِنما يَعَضّ الذر قيل له إِذا عضَّت الذرة تُقتَل ؟ قال إِذا آذَتْك فاقتلها والنَّحْل دَبْر العسل الواحدة نحلة وقال أَبو إِسحق الزجاج في قوله عز وجل وأَوحَى ربُّك إِلى النَّحْل جائز أَن يكون سمي نَحْلاً لأَن الله عز وجل نَحَل الناسَ العسلَ الذي يخرج من بطونها وقال غيره من أَهل العربية النَّحْل يذكَّر ويؤنث وقد أَنثها الله عز وجل فقال أَنِ اتَّخِذِي من الجِبال بيوتاً ومن ذكَّر النَّحْل فلأَنَّ لفظه مذكر ومن أَنثه فلأَنه جمع نَحْلة وفي حديث ابن عمر مَثَلُ المؤْمِن مَثَلُ النَّحْلة المشهور في الرواية بالخاء المعجمة وهي واحدة النَّخْل وروي بالحاء المهملة يريد نَحْلة العسل ووجه المشابهة بينهما حِذْق النَّحْل وفِطْنته وقلَّة أَذاه وحَقارته ومنفعتُه وقُنوعه وسعيُه في الليل وتنزُّهه عن الأَقذار وطيبُ أَكله وأَنه لا يأْكل من كسب غيره ونحُوله وطاعتُه لأَمِيره وإِنّ للنَّحْل آفاتٍ تقطعه عن عمله منها الظلمةُ والغَيْمُ والريحُ والدخانُ والماء والنارُ وكذلك المؤْمن له آفات تفتِّره عن عمله ظلمةُ الغفلة وغيمُ الشكّ وريحُ الفتنة ودُخَان الحرامِ وماءُ السَّعةِ ونارُ الهوَى الجوهري النَّحْل والنحْلة الدَّبْر يقع على الذكر والأُنثى حتى تقول يَعْسُوب والنَّحْل الناحِلُ وقال ذو الرمة يَدَعْنَ الجَلْسَ نَحْلاً قَتالُها
( * انظر رواية هذا البيت لاحقاً في هذه الكلمة )
ونَحِل جسمُه ونَحَل يَنْحَل ويَنْحُل نُحولاً فهو ناحِل ذهَب من مرض أَو سفَر والفتح أَفصح وقول أَبي ذؤَيب وكنتُ كعَظْم العاجِماتِ اكْتَنَفْنَه بأَطْرافها حتى استَدقَّ نُحولُها إِنما أَراد ناحِلها فوضع المصدر موضع الاسم وقد يكون جمع ناحِل كأَنه جعل كل طائفة من العظم ناحِلاً ثم جمعه على فُعُول كشاهِد وشُهود ورجل نَحِيل من قوم نَحْلَى وناحِل والأُنثى ناحِلة ونساءٌ نَواحِل ورجال نُحَّل وفي حديث أُم معبَد لم تَعِبْه نحْلَة أَي دِقَّة وهُزال والنُّحْل الاسم قال القتيبي لم أَسمع بالنُّحْل في غير هذا الموضع إِلا في العَطِيَّة والنُّحُول الهُزال وأَنْحَله الهمُّ وجملٌ ناحِل مهزول دَقِيقٌ وجمل ناحِل رقيق والنواحِلُ السيوف التي رقَّت ظُباها من كثرة الاستعمال وسيف ناحل رقيق على المَثل وقول ذي الرمة أَلم تَعْلَمِي يا مَيُّ أَنَّا وبيننا مَهاوٍ يَدَعْنَ الجَلْسَ نَحْلاً قَتالُها هو جمع ناحِل جعل كل جزءٍ منها ناحِلاً قال ابن سيده وهو عندي اسم للجمع لأَن فاعِلاً ليس مما يكسَّر على فَعْل قال ولم أَسمع به إِلا في هذا البيت الأَزهري السيف الناحِل الذي فيه فُلُول فيُسَنُّ مرَّة بعد أُخرى حتى يَرِقَّ ويذهب أَثَرُ فُلُوله وذلك أَنه إِذا ضُرِب به فصَمَّم انفلَّ فيُنْحِي القَيْنُ عليه بالمَداوِس والصَّقْل حتى تَذهب فُلوله ومنه قول الأَعشى مَضارِبُها من طُول ما ضَرَبوا بها ومِن عَضِّ هامِ الدَّارِعِين نَواحِلُ وقمرٌ ناحِل إِذا دقَّ واسْتَقْوَس ونَحْلةُ فرس سُبَيْع بن الخَطِيم والنُّحْل بالضم إِعْطاؤُك الإِنسانَ شيئاً بلا اسْتِعاضةٍ وعمَّ به بعضهم جميعَ أَنواع العَطاء وقيل هو الشيء المُعْطى وقد أَنْحَله مالاً ونَحَله إِياه وأَبى بعضُهم هذه الأَخيرة ونُحْل المرأَةِ مَهْرُها والاسم النِّحْلة تقول أَعطيتها مهرَها نِحْلة بالكسر إِذا لم تُرِد منها عِوَضاً وفي التنزيل العزيز وآتوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ نِحْلةً وقال أَبو إِسحق قد قيل فيه غيرُ هذا القول قال بعضهم فَرِيضةً وقال بعضهم دِيانةً كما تقول فلان يَنْتَحِل كذا وكذا أَي يَدِينُ به وقيل نِحْلةً أَي دِيناً وتَدَيُّناً وقيل أَراد هِبةً وقال بعضهم هي نِحْلة من الله لهنَّ أَن جعل على الرجل الصَّداق ولم يجعل على المرأَة شيئاً من الغُرْم فتلك نِحْلة من الله للنِّساء ونَحَلْت الرجلَ والمرأَةَ إِذا وهبت له نِحْلة ونُحْلاً ومثلُ نِحْلة ونُحْل حِكْمةٌ وحُكْمٌ وفي التهذيب والصداقُ فرض لأَن أَهل الجاهلية كانوا لا يُعطون النساء من مُهورِهنَّ شيئاً فقال الله تعالى وآتوا النساء صَدُقاتِهنَّ نحلة هبة من الله للنساء فريضة لهنَّ على الأَزواج كان أَهل الجاهلية إِذا زوَّج الرجل ابنته استَجْعل لنفسه جُعْلاً يسمَّى الحُلْوان وكانوا يسمون ذلك الشيء الذي يأْخذه النافِجَة كانوا يقولون بارك الله لك في النافِجَة فجعل الله الصَّدُقة للنساء فأَبطل فعلَهم الجوهري النُّحْل بالضم مصدر قولك نَحَلْته من العطيَّة أَنْحَلُه نُحْلاً بالضم والنِّحْلة بالكسر العطيَّة والنُّحْلى العطية على فُعْلى ونَحَلْتُ المرأَة مهرَها عن طِيب نفس من غير مطالبة أَنْحَلُها ويقال من غير أَن يأْخذ عوضاً يقال أَعطاها مهرَها نِحْلةً بالكسر وقال أَبو عمرو هي التسمية أَن يقول نَحَلْتُها كذا وكذا ويَحُدّ الصداق ويُبَيِّنه وفي الحديث ما نَحَلَ والدٌ ولداً من نُحْلٍ أَفضَل من أَدبٍ حَسَنٍ النُّحْلُ العطية والهبة ابتداء من غير عوض ولا استحقاق وفي حديث أَبي هريرة إِذا بلغ بنو أَبي العاص ثلاثين كان مالُ الله نُحْلاً أَراد يصير الفيء عطاء من غير استحقاق على الإِيثار والتخصيص المحكم وأَنْحَلَ ولدَه مالاً ونَحَله خصَّه بشيء منه والنُّحْل والنُّحْلانُ اسم ذلك الشيء المعطى والنِّحْلةُ الدَّعْوَى وانْتَحَل فلانٌ شِعْر فلانٍ أَو قالَ فلانٍ إِذا ادّعاه أَنه قائلُه وتَنَحَّلَه ادَّعاه وهو لغيره وفي الخبر أَنَّ عُرْوَة بن الزبير وعبيد الله بن عتبة بن مسعود دَخلا على عمر بن عبد العزيز وهو يومئذ أَمير المدينة فجرى بينهم الحديث حتى قال عُرْوَة في شيء جرى من ذِكْر عائشة وابن الزبير سمعت عائشة تقول ما أَحْبَبْتُ أَحداً حُبِّي عبدَ الله بنَ الزبير لا أَعني رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أَبَوَيَّ فقال له عمر إِنكم لتَنْتَحِلون عائشة لابن الزبير انْتِحال مَنْ لا يَرَى لأَحد معه فيها نصيباً فاستعاره لها وقال ابن هَرْمة ولم أَتَنَحَّلِ الأَشعارَ فيها ولم تُعْجِزْنيَ المِدَحُ الجِيادُ ونَحَله القولَ يَنْحَله نَحْلاً نَسَبه إِليه ونَحَلْتُه القولَ أَنْحَلُه نَحْلاً بالفتح إِذا أَضَفْت إِليه قولاً قاله غيره وادّعيتَه عليه وفلان يَنْتَحِلُ مذهبَ كذا وقبيلةَ كذا إِذا انتسب إِليه ويقال نُحِل الشاعرُ قصيدة إِذا نُسِبَت إِليه وهي من قِيلِ غيره وقال الأَعشى في الانتحال فكيْفَ أَنا وانتِحالي القَوا فِيَ بَعدَ المَشِيب كفَى ذاك عارا وقَيَّدَني الشِّعْرُ في بيتِه كما قَيَّد الأُسُراتُ الحِمارا أَراد انتِحالي القوافيَ فدَلَّت كسرة الفاء من القوافي على سقوط الياء فحذفها كما قال الله عز وجل وجِفانٍ كالجوابِ وتَنَحَّلَه مثلُه قال الفرزدق إِذا ما قُلْتُ قافِيةً شَرُوداً تَنَحَّلَها ابنُ حَمْراءِ العِجانِ وقال أَبو العباس أَحمد بن يحيى في قولهم انْتَحَلَ فلانٌ كذا وكذا معناه قد أَلزَمَه نفْسه وجعله كالمِلْك له وهي الهبة
( * قوله « كالملك له وهي الهبة » كذا في الأصل وعبارة المحكم كالملك له أخذ من النحلة وهي الهبة وبها يظهر مرجع الضمير ) والعطية يُعْطاها الإِنسانُ وفي حديث قتادة بن النعمان كان بُشَيرُ بن أُبَيْرِق يقولُ الشعرَ ويهجو به أَصحابَ النبي صلى الله عليه وسلم ويَنْحَلُه بعضَ العرب أَي يَنْسُبه إِليهم من النِّحْلة وهي النِّسْبة بالباطِل ويقال ما نِحْلَتُكَ أَي ما دِينُكَ ؟ الأَزهري الليث يقال نَحَلَ فلانٌ فلاناً إِذا سابَّه فهو يَنْحَله يُسابُّه قال طرفة فَدَعْ ذا وانْحَل النُّعمانَ قَوْلاً كنَحْت الفأْسِ يُنْجِد أَو يَغُور قال الأَزهري نَحَلَ فلانٌ فلاناً إِذا سابَّه باطلٌ وهو تصحيف لنَجَل فلانٌ فلاناً إِذا قطعَه بالغِيبة ويروى الحديث من نَجَل الناسَ نَجَلوه أَي مَنْ عابَ الناس عابوه ومن سبَّهم سبُّوه وهو مثل ما روي عن أَبي الدرداء إِن قارَضْتَ الناس قارَضُوك وإِن تَرَكْتَهم لم يَتْركوك قوله إِن قارضتهم مأْخوذ من قول النبي صلى الله عليه وسلم رفَع اللهُ الحرجَ إِلا مَنِ اقترَضَ عِرْضَ امرئٍ مسلم فذلك الذي حَرِج وقد فسر في موضعه

( نخل ) نَخَل الشيءَ يَنْخُله نَخْلاً وتَنَخَّله وانتَخَله صَفَّاه واختارَه وكل ما صُفِّيَ ليُعْزَل لُبابُه فقد انتُخِل وتُنُخِّل والنُّخالة ما تُنُخِّل منه والنَّخْل تَنْخِيلُك الدقيقَ بالمُنْخُل لِتَعْزِل نخالته عن لُبابه والنُّخالة أَيضاً ما نُخِل من الدقيق ونَخْلُ الدقيق غَرْبَلتُه والنُّخالة أَيضاً ما بَقي في المُنْخُل مما يُنْخَل حكاه أَبو حنيفة قال وكلُّ ما نُخِل فما يبقى فلم يَنْتَحِلْ نُخالةٌ وهذا على السلب والمُنْخُل والمُنْخَل ما يُنْخَل به لا نظير له إِلاَّ قولهم مُنْصُل ومُنْصَل وهو أَحد ما جاء من الأَدوات على مُفْعل بالضم وأَما قولهم فيه مُنْغُل فعَلى البدل للمضارعة وانتَخَلْتُ الشيء استقصبت أَفضله وتَنَخَّلْتُه تَخَيَّرْته ورجل ناخِلُ الصَّدْر أَي ناصحٌ وإِذا نخلْت الأَدوية لتَسْتَصْفي أَجودَها قلت نَخَلْت وانْتَخَلْت فالنَّخْل التَّصْفِية والانتِخالُ الاختيار لنفسك أَفضله وكذلك التَّنَخُّل وأَنشد تنَخَّلْتُها مَدْحاً لقومٍ ولم أَكنْ لِغيرهمُ فيما مضَى أَتَنَخَّل وانتَخَلْت الشيء استَقْصَيْت أَفضَله وتنَخَّلْته تخيَّرته وفي الحديث لا يقبل الله من الدعاء إِلاَّ الناخِلة أَي المنخولة الخالصة فاعلة بمعنى مفعولة كماءٍ دافِق وفيه أَيضاً لا يقبلُ الله إِلا نخائلَ القلوب أَي النِّيّات الخالصة يقال نخَلْتُ له النصيحة إِذا أَخلصتها والنَّخْلُ تَنْخيلُ الثَّلج والوَدْق تقول انتَخَلتْ ليلتُنا الثلجَ أَو مطراً غير جَوْد والسَّحاب يَنْخُل البرَدَ والرَّذاذَ ويَنْتَخِلُه والنَّخلة شجرة التمر الجمع نَخْل ونَخِيل وثلاث نَخَلات واستعار أَبو حنيفة النخْلَ لشجر النارَجيل تحمِل كَبائِس فيها الفَوْفَل
( * قوله « لشجر النارجيل تحمل كبائس فيها الفوفل » كذا في الأصل وعبارة المحكم لشجر النارجيل وما شاكله فقال أخبرت ان شجرة الفوفل نخلة مثل نخلة النارجيل تحمل كبائس فيها الفوفل إلخ ففي عبارة الأصل سقط ظاهر ) أَمثال التمر وقال مرة يصف شجر الكاذِي هو نخْلة في كل شيء من حِليتها وإِنما يريد في كل ذلك أَنه يشبه النَّخْلة قال وأَهل الحجاز يؤنثون النخل وفي التنزيل العزيز والنخلُ ذاتُ الأَكمام وأَهل نجد يذكِّرون قال الشاعر في تذكيره كنَخْل من الأَعْراض غير مُنَبَّقِ قال وقد يُشْبِه غيرُ النَّخْل في النِّبْتة النَّخْلَ ولا يسمى شيء منه نَخْلاً كالدَّوْم والنارَجيل والكاذِي والفَوْفَل والغَضَف والخَزَم وفي حديث ابن عمر مَثَل المؤمن كمثَل النَّحْلة والمشهور في الرواية كمثل النَّخْلة بالخاء المعجمة وهي واحدة النَّخْل وروي بالحاء المهملة يريد نحْلة العسَل وقد تقدم وأَبو نَخْلة كنية قال أَنشده بن جني عن أَبي علي أُطْلُبْ أَبا نخْلة مَنْ يأْبُوكا فقد سأَلنا عنك مَنْ يَعْزُوكا إِلى أَبٍ فكلُّهم يَنْفِيكا وأَبو نُخَيلة شاعر معروف كُنِّي بذلك لأَنه وُلِد عند جِذْع نخلة وقيل لأَنه كانت له نُخَيْلة يَعْتَهِدها وسماه بَخْدَجٌ الشاعر النُّخَيْلات فقال يهجوه لاقى النُّخَيْلاتُ حِناذاً مِحْنَذا مِنِّي وشَلاًّ لِلِّئام مِشْقَذا
( * قوله « للئام » هو رواية المحكم هنا وروايته في حنذ للاعادي )
ونَخْلة موضع أَنشد الأَخفش يا نخْلَ ذاتِ السِّدْر والجَراوِلِ تَطاوَلي ما شئتِ أَن تَطاوَلي إِنَّا سَنَرْمِيكِ بكلِّ بازِلِ جمع بين الكسرة والفتحة ونُخَيْلةُ موضع بالبادية وبَطن نَخْلة بالحجاز موضع بين مكة والطائف ونَخْل ماءٌ معروف وعَين نَخْل موضع قال من المتعرِّضات بعَيْن نخْل كأَنَّ بَياضَ لَبَّتِها سَدِينُ وذو النُّخَيْل موضع قال قَدَرٌ أَحَلَّكِ ذا النُّخَيْل وقد أَرى وأبيَّ مالكِ ذو النُّخَيْل بدار
( * قوله وأبيّ مالك ذو النخيل هكذا في الأصل )
أَبو منصور في بلاد العرب واديان يُعرفان بالنَّخْلتَين أَحدهما باليمامة ويأْخذ إِلى قُرى الطائف والآخر يأْخذ إِلى ذات عِرْق والمُنَخَّل بفتح الخاء مشددة اسم شاعر ومن أَمثال العرب في الغائب الذي لا يُرْجى إِيابُه حتى يَؤُوبَ المُنَخَّل كما يقال حتى يؤُوبَ القارِظ العَنزيّ قال الأَصمعي المُنَخَّل رجل أُرسل في حاجة فلم يرجِع فصار مثلاً يضرب في كل من لا يرجى يقال لا أَفعله حتى يؤُوب المنَخَّل والمتنخِّل لقب شاعر من هذيل وهو مالك بن عُوَيمِر أَخي بني لِحْيان من هذيل وبنو نَخْلان بطن من ذي الكَلاع وقول الشاعر رأَيتُ بها قضيباً فوق دِعْصٍ عليه النَّخْل أَيْنَع والكُروم فالنَّخْل قالوا ضرْب من الحُليّ والكُرومُ القلائد والله أَعلم

( ندل ) النَّدْل نَقْل الشيء واحتِجانُه الجوهري النَّدْل النَّقْل والاختلاس المحكم نَدَل الشيءَ نَدْلاً نقَله من موضع إِلى آخر ونَدَل التمرَ من الجُلَّة والخُبزَ من السُّفْرة يَنْدُله نَدْلاً غرَف منهما بكفِّه جمعاء كُتَلاً وقيل هو الغَرْف باليدين جميعاً والرجل مِنْدَل بكسر الميم وقال يصف رَكْباً ويمدح قوم دارِين بالجُود يَمُرُّون بالدَّهْنا خِفافاً عِيابُهم ويَخْرُجْن من دارِينَ بُجْرَ الحَقائب على حينَ أَلهى الناسَ جُلُّ أُمورِهم فَنَدْلاً زُرَيقُ المالَ نَدْلَ الثَّعالب يقول انْدُلي يا زُرَيْقُ وهي قبيلة نَدْلَ الثعالِب يريد السُّرْعة والعرب تقول أَكْسَبُ من ثعلب قال ابن بري وقيل في هذا الشاعر إِنه يصِف قوماً لُصوصاً يأْتون من دارِين فيسرقون ويَمْلؤُون حَقائبهم ثم يفرِّغونها ويعودون إِلى دارين وقيل يصف تُجَّاراً وقوله على حين أَلهى الناسَ جُلُّ أُمورهم يريد حين اشتغل الناس بالفِتَن والحروب والبُجْرُ جمع أَبْجَر وهو العظيم البطن والنَّدْل التَّناوُل وبه فسر بعضهم قوله فَنَدْلاً زُرَيْقُ المالَ ويقال انتَدَلْت المال وانْتَبَلْته أَي احتملته ابن الأَعرابي النُّدُل
( * قوله « الندل » في القاموس بضمتين وفي خط الصاغاني بفتحتين ) خَدَم الدعوة قال الأَزهري سُمُّوا نُدُلاً لأَنهم ينقُلون الطعام إِلى مَنْ حضر الدَّعْوة ونَدَلْت الدَّلْوَ إِذا أَخرجتها من البئر والنَّدْلُ شبه الوَسَخ
( * قوله « والندل شبه الوسخ » ضبط في القاموس بسكون الدال وكذا في المحكم في كل موضع إلا المصدر وفي الأصل بالسكون في قوله بعد يجوز أن يكون من الندل الذي هو الوسخ وضبط في مصدر الفعل هنا بالتحريك ) ونَدِلَت يدُه نَدَلاً غمِرت والمِنْدِيلُ والمَنْديلُ نادر والمِنْدَل كله الذي يُتَمَسَّح به قيل هو من النَّدْل الذي هو الوسخ وقيل إِنما اشتقاقه من النَّدْل الذي هو التناول قال الليث النَّدْل كأَنه الوسخ من غير استعمال في العربية وقد تَنَدَّل به وتَمَنْدَل قال أَبو عبيد وأَنكر الكسائي تَمَنْدَل وتَنَدَّلْت بالمِنْدِيل وتَمَنْدَلْت أَي تمسَّحت به من أَثر الوَضوء أَو الطَّهور قال والمِنْدِيلُ على تقدير مِفْعِيل اسم لما يمسَح به قال ويقال أَيضاً تَمَنْدَلْت والمَنْدَل
( * قوله « والمندل إلخ » كذا في القاموس وضبطهما الصاغاني بخطه بالكسر )
والمَنْقَل الخُفّ عن ابن الأَعرابي يجوز أَن يكون من النَّدْل الذي هو الوسخ لأَنه يَقِي رجل لابسه الوسخ ويجوز أَن يكون من النَّدْل الذي هو التَّناوُل لأَنه يُتناوَل لِلُّبْس قال ابن سيده وقوله أَنشده أَبو زيد بِتْنا وباتَ سقِيطُ الطَّلِّ يضرِبُنا عند النَّدُولِ قِرانا نَبْحُ دِرْواسِ قال يجوز أَن يعني به امرأَة فيكون فَعُولاً من النَّدْل الذي هو شبيه الوسخ وإِنما سماها بذلك لوسخها وقد يجوز أَن يكون عنى به رجلاً وأَن يكون عنى به الضبُع وأَن يكون عنى كلبة أَو لَبُوءَةً أَو أَن يكون موضعاً والمُنَوْدِل الشيخ المُضْطَرِب من الكِبَر ونَوْدَل الرجلُ اضطرب من الكِبَر ومَنْدَل بلدٌ بالهند والمَنْدَلِيُّ من العُود أَجودُه نُسِب إِلى مَنْدَل هذا البلدِ الهِنْدِيِّ وقيل المَنْدَل والمَنْدَلِيُّ عودُ الطيب الذي يُتبخَّر به من غير أَن يُخَصَّ ببلد وأَنشد الفراء للعُجير السلولي إِذا ما مَشَتْ نادى بما في ثِيابها ذَكِيُّ الشَّذَا والمَنْدَلِيُّ المُطَيَّر
( * قوله « المطير » كذا في الأصل والجوهري والأزهري والذي في المحكم المطيب )
يعني العُود قال المبرّد المَنْدَل العود الرطْب وهو المَنْدَلِيُّ قال الأَزهري هو عندي رباعي لأَن الميم أَصلية لا أَدري أَعربيّ هو أَو معرب والمُطَيَّر الذي سطعتْ رائحته وتفَرَّقت والمَنْدَلِيُّ عِطْر ينسب إِلى المَنْدَل وهي من بلاد الهند قال ابن بري الصواب أَن يقول والمَنْدَليُّ عود يُنْسَب إِلى مَنْدَل لأَن منْدَلَ اسم علم لموضع بالهند يُجْلَب منه العود وكذلك قَمارِ قال ابن هرمة كأَنَّ الركْبَ إِذ طَرَقَتْك باتُوا بِمَنْدَلَ أَو بِقارِعَتَيْ قَمارِ
( * قوله « كأن الركب إلخ » هكذا في الأصل بجر القافية وفي ياقوت قماراً بألف بعد الراء وقبله
أحب الليل إن خيال سلمى ... إذا نمنا ألمّ بنا فزارا )
وقَمارِ عُوده دون عُودِ مَنْدَل قال وشاهده قول كثيِّر يصف ناراً
إِذا ما خَبَتْ من آخِر الليل خَبْوَةً أُعِيد إِليها المَنْدَلِيّ فَتثقُب وقد يقع المَنْدَل على العود على إِرادة ياءي النسب وحذفهما ضرورة فيقال تبخَّرت بالمَنْدَل وهو يريد المَنْدَليَّ على حدّ قول رؤبة بل بَلَدٍ مِلْءُ الفِجاجِ قَتَمُهْ لا يُشْتَرى كَتَّانُه وجَهْرَمُه يريد جَهْرَميُّه قال ويدلك على صحة ذلك دخول الأَلف واللام في المَنْدَل قال عمر بن أَبي ربيعة لِمَنْ نارٌ قُبَيْلَ الصُّب حِ عندَ البيت ما تَخْبُو ؟ إِذا ما أُوقِدَتْ يُلْقَى عليها المَنْدَلُ الرَّطْبُ ويروى إِذا أُخْمِدَتْ وقال كثير بأَطْيَبَ من أَرْدان عَزَّة مَوْهِناً وقد أُوقِدَتْ بالمَنْدَل الرَّطْبِ نارُها قال ابن بري وحكى زبير أَن مدنية قالت لكُثيِّر فضَّ الله فاك أَنت القائل بأَطْيَبَ من أَرْدان عَزَّة مَوْهِناً وقد أُوقِدَتْ بالمَنْدَل الرَّطْبِ نارُها فقال نعم قالت أَرأَيت لو أَن زِنْجِيَّة بخَّرت أَردانَها بمَنْدَل رطْب أَما كانت تَطِيب ؟ هلاَّ قلت كما قال سيدكم امرؤ القيس أَلم تَرَياني كلَّما جئتُ طارقاً وجدتُ بها طِيباً وإِن لم تَطَيَّب ؟ والنَّيْدُلانُ والنَّيْدَلانُ الكابوسُ عن الفارسي وقيل هو مثل الكابوس وأَنشد ثعلب تِفْرِجة القَلْب قليل النَّيْلْ يُلْقى عليه النَّيْدُلان باللَّيْلْ وقال آخر أُنْجُ نَجاء من غَرِير مَكْبولْ يُلْقَى عليه النَّيْدُلانُ والغُولْ والنِّئْدُلان كالنَّيْدُلان قال ابن جني همزته زائدة قال حدَّثني بذلك أَبو علي قال ابن بري ومن هذا الفصل النَّأْدَل والنِّئْدَل الكابوس قال والهمزة زائدة لقولهم النَّيْدُلان
( * قوله « النيدلان إلخ » هكذا ضبط في الأصل هنا وفيما يأتي وعبارة القاموس والنيدلان بكسر النون والدال وتضم الدال والنيدل بكسر النون وفتحها وتثليث الدال وبفتح النون وضم الدال والنئدلان مهموزة بكسر النون والدال وتضم الدال والنئدل بكسر النون وفتحها وضم الدال الكابوس أو شيء مثله )
أبو زيد في كتابه في النوادر نَوْدَلَتْ خْصْياه نَوْدَلةً إِذا استرختا يقال جاء مُنَوْدِلاً خُصْياه قال الراجز كأَنَّ خُصْيَيْهِ إِذا ما نَوْدَلا أُثْفِيَّتانِ تَحْمِلان مِرْجَلا الأَصمعي مشَى الرجل مُنَوْدِلاً إِذا مشى مُسْترخِياً وأَنشد مُنَوْدِل الخُصْيَيْن رِخْو المشْرَجِ ابن بري ويقال رجل نَوْدَل
( * قوله « ويقال رجل نودل » هكذا في الأصل والظاهر أن يقول ونودل رجل كما يأتي له بعد ) قال الشاعر فازَتْ خليلةُ نَوْدَلٍ بِهَبَنْقَعٍ رِخْوِ العِظام مُثَدَّنٍ عَبْلِ الشوَّى واندالَ بطنُ الإِنسان والدابةِ إِذا سال قال ابن بري انْدال وزنه انْفَعَل فنونه زائدة وليست أَصلية قال فحقه أَن يذكر في فصل دول وقد ذكر هناك ويقال للسقاء إِذا تمخّض هو يُهَوْذِل ويُنَوْدِل الأُولى بالذال والثانية بالدال والنَّوْدَلان الثَّدْيان وابنُ مَنْدَلةَ رجل من سادات العرب قال عمرو بن جوين فيما زعم السيرافي
( * قوله « فيما زعم السيرافي » في المحكم الفارسي ) أَو امرؤ القيس فيما حكى الفراء وآلَيْتُ لا أُعطي مَلِيكاً مَقادَتي ولا سُوقةً حتى يؤُوبَ ابنُ مَنْدَلَه ونَوْدَل اسم رجل أَنشد يعقوب في الأَلفاظ فازت خَليلةُ نَوْدَلٍ بمُكَدَّنٍ رَخْصِ العِظام مُثَدَّنٍ عَبْلِ الشَّوى
( * قوله « بمكدن » كذا في الأصل وشرح القاموس بنون والذي في المحكم باللام )
والله أَعلم

( نذل ) النَّذْل والنَّذِيل من الناس الذي تَزْدَرِيه في خِلْقته وعَقْله وفي المحكم الخَسِيسُ المُحْتَقَر في جميع أَحواله والجمع أَنْذال ونُذُول ونُذَلاءُ وقد نَذُل نَذالة ونُذُولة الجوهري النَّذالةُ السَّفالة وقد نَذُل بالضم فهو نَذْل ونَذِيل أَي خسيسٌ وقال أَبو خراش مُنِيباً وقد أَمْسى يُقدّم وِرْدَها أُقَيْدِرُ مَحْمُوزُ القِطاع نَذِيلُ مُنِيب مُقْبل وأَناب أَقبل وأُقَيْدِرُ يريد به الصائد والأَقْدَرُ القصير العُنُق والقِطاع جمع قِطْع وهو نَصْل قصير عَرِيض وقال نَذِيل ونُذال مثل فَرِير وفُرار حكاه ابن بري عن أَبي حاتم قال وشاهد نَذْل قول الشاعر لكلِّ امْرِئ شَكْلٌ يُقِرّ بعَيْنه وقُرَّةُ عينِ الفَسْلِ أَن يصحَب الفَسْلا ويُعْرَفُ في جُودِ امرئ جودُ خاله ويَنْذُل إِن تَلْقى أَخا أُمِّه نَذْلا
( * قوله « إن تلقى » هكذا في الأصل والوجه إن تلقَ بالجزم ولعله أشبع الفتحة فتولدت من ذلك الالف )

( نرجل ) النَّارَجِيلُ جَوْزُ الهنْدِ واحدته نارَجِيلة قال أَبو حنيفة أَخبرني الخبير أَن شجرته مثل النخلة سواء إِلاَّ أَنها لا تكون غَلْباء تَمِيدُ بمُرْتَقيها حتى تُدْنِيهَ من الأَرض لِيناً قال ويكون في القِنْوِ الكريم منه ثلاثون نارَجِيلة

( نزل ) النُّزُول الحلول وقد نَزَلَهم ونَزَل عليهم ونَزَل بهم يَنْزل نُزُولاً ومَنْزَلاً ومَنْزِلاً بالكسر شاذ أَنشد ثعلب أَإِنْ ذَكَّرَتْك الدارَ مَنْزِلُها جُمْلُ أَراد أَإِن ذكَّرتكُ نُزولُ جُمْلٍ إِياها الرفع في قوله منزلُها صحيح وأَنَّث النزولَ حين أَضافه إِلى مؤنَّث قال ابن بري تقديره أَإِن ذكَّرتك الدار نُزولَها جُمْلُ فَجُمْلُ فاعل بالنُّزول والنُّزولُ مفعول ثانٍ بذكَّرتك وتَنَزَّله وأَنْزَله ونَزَّله بمعنىً قال سيبويه وكان أَبو عمرو يفرُق بين نَزَّلْت وأَنْزَلْت ولم يذكر وجهَ الفَرْق قال أَبو الحسن لا فرق عندي بين نَزَّلْت وأَنزلت إِلا صيغة التكثير في نزَّلت في قراءة ابن مسعود وأَنزَل الملائكة تَنْزِيلاً أَنزل كنَزَّل وقول ابن جني المضاف والمضاف إِليه عندهم وفي كثير من تَنْزِيلاتِهم كالاسم الواحد إِنما جمع تَنْزِيلاً هنا لأَنه أَراد للمضاف والمضاف إِليه تَنْزيلات في وجُوه كثيرة منزلةَ الاسم الواحد فكنى بالتَّنْزيلات عن الوجوه المختلفة أَلا ترى أَن المصدر لا وجه له إِلاَّ تشعُّب الأَنواع وكثرتُها ؟ مع أَن ابن جني تسمَّح بهذا تسمُّح تحضُّرٍ وتحذُّق فأَما على مذهب العرب فلا وجه له إِلاَّ ما قلنا والنُّزُل المَنْزِل عن الزجاج وبذلك فسر قوله تعالى وجعلنا جهنم للكافرين نُزُلاً وقال في قوله عز وجل جناتٌ تجري من تحتها الأَنهارُ خالدين فيها نُزُلاً من عِند الله قال نُزُلاًمصدر مؤكد لقوله خالدين فيها لأَن خُلودهم فيها إِنْزالُهم فيها وقال الجوهري جناتُ الفِرْدَوْسِ نُزُلاً قال الأَخفش هو من نُزول الناس بعضهم على بعض يقال ما وجدْنا عندكم نُزُلاً والمَنْزَل بفتح الميم والزاي النُّزول وهو الحلول تقول نزلْت نُزولاً ومَنْزَلاً وأَنشد أَيضاً أَإِن ذَكَّرَتك الدارُ مَنْزَلَها جُمْلُ بَكيْتَ فدَمْعُ العَيْنِ مُنْحَدِر سَجْلُ ؟ نصب المَنْزَل لأَنه مصدر وأَنزَله غيرُه واستنزله بمعنى ونزَّله تنزيلاً والتنزيل أَيضاً الترتيبُ والتنزُّل النُّزول في مُهْلة وفي الحديث إِن الله تعالى وتقدّس يَنزِل كل ليلة إِلى سماء الدنيا النُّزول والصُّعود والحركة والسكونُ من صفات الأَجسام والله عز وجل يتعالى عن ذلك ويتقدّس والمراد به نُزول الرحمة والأَلطافِ الإِلهية وقُرْبها من العباد وتخصيصُها بالليل وبالثُلث الأَخيرِ منه لأَنه وقتُ التهجُّد وغفلةِ الناس عمَّن يتعرَّض لنفحات رحمة الله وعند ذلك تكون النيةُ خالصة والرغبةُ إِلى الله عز وجل وافِرة وذلك مَظِنَّة القبول والإِجابة وفي حديث الجهاد لا تُنْزِلْهم على حُكْم الله ولكن أَنزِلْهم على حُكْمِك أَي إذا طَلب العدوُّ منك الأَمان والذِّمامَ على حكم اللّه فلا تُعْطيهم وأَعطِهم على حكمك فإِنك ربَّما تخطئ في حكم الله تعالى أَو لا تفي به فتأْثَم يقال نزلْت عن الأَمر إِذا تركتَه كأَنك كنت مستعلياً عليه مستولياً ومكان نَزِل يُنزَل فيه كثيراً عن اللحياني ونَزَل من عُلْوٍ إِلى سُفْل انحدر والنِّزالُ في الحربْ أَن يتَنازَل الفريقان وفي المحكم أَن يَنْزل الفَرِيقان عن إِبِلهما إِلى خَيْلهما فيَتضاربوا وقد تنازلوا ونَزالِ نَزالِ أَي انزِلْ وكذا الاثنان والجمعُ والمؤنثُ بلفظ واحد واحتاج الشماخ إِليه فثقَّله فقال لقد عَلِمَتْ خيلٌ بمُوقانَ أَنَّني أَنا الفارِسُ الحامي إِذا قيل نَزَّال
( * قوله « لقد علمت خيل إلخ » هكذا في الأصل بضمير التكلم وأَنشده ياقوت عند التكلم على موقان للشماخ ضمن ابيات يمدح بها غيره بلفظ
وقد علمت خيل بموقان أنه ... هو الفارس الحامي إذا قيل
تنزال ) الجوهري ونَزَالِ مثل قَطامِ بمعنى انْزِل وهو معدول عن المُنازَلة ولهذا أَنثه الشاعر بقوله ولَنِعْم حَشْوُ الدِّرْعِ أَنتَ إِذا دُعِيَتْ نَزالِ ولُجَّ في الذُّعْرِ قال ابن بري ومثله لزيد الخيل وقد علمتْ سَلامةُ أَن سَيْفي كَرِيهٌ كلما دُعِيَتْ نزالِ وقال جُرَيبة الفقعسي عَرَضْنا نَزالِ فلم يَنْزِلوا وكانت نَزالِ عليهم أَطَمْ قال وقول الجوهري نَزالِ معدول من المُنازلة يدل على أَن نَزالِ بمعنى المُنازلة لا بمعنى النُّزول إِلى الأَرض قال ويقوِّي ذلك قول الشاعر أَيضاً ولقد شهدتُ الخيلَ يومَ طِرادِها بسَلِيم أَوْظِفةِ القَوائم هَيْكل فَدَعَوْا نَزالِ فكنتُ أَولَ نازِلٍ وعَلامَ أَركبُه إِذا لم أَنْزِل ؟ وصف فرسه بحسن الطراد فقال وعلامَ أَركبُه إِذا لم أُنازِل الأَبطال عليه ؟ وكذلك قول الآخر فلِمْ أَذْخَر الدَّهْماءَ عند الإِغارَةِ إِذا أَنا لم أَنزِلْ إِذا الخيل جالَتِ ؟ فهذا بمعنى المُنازلة في الحرب والطِّراد لا غير قال ويدلُّك على أَن نَزالِ في قوله فَدعَوْا نَزالِ بمعنى المُنازلة دون النُّزول إِلى الأَرض قوله وعَلامَ أَركبه إِذا لم أَنزل ؟ أَي ولِمَ أَركبُه إِذا لم أُقاتل عليه أَي في حين عدم قتالي عليه وإِذا جعلت نَزالِ بمعنى النزول إِلى الأَرض صار المعنى وعَلام أَركبه حين لم أَنزل إِلى الأَرض قال ومعلوم أَنه حين لم ينزل هو راكب فكأَنه قال وعلام أَركبه في حين أَنا راكب قال ومما يقوي ذلك قول زهير ولَنِعْم حَشْوُ الدِّرْعِ أَنت إِذا دُعِيَتْ نَزال ولُجَّ في الدُّعْرِ أَلا تَرى أَنه لم يمدحه بنزوله إِلى الأَرض خاصة بل في كل حال ؟ ولا تمدَح الملوك بمثل هذا ومع هذا فإِنه في صفة الفرس من الصفات الجليلة وليس نزوله إِلى الأَرض مما تمدَح به الفرس وأَيضاً فليس النزول إِلى الأَرض هو العلَّة في الركوب وفي الحديث نازَلْت رَبِّي في كذا أَي راجعته وسأَلته مرَّة بعد مرَّة وهو مُفاعَلة من النّزول عن الأَمر أَو من النِّزال في الحرب والنَّزِيلُ الضيف وقال نَزِيلُ القومِ أَعظمُهم حُقوقاً وحَقُّ اللهِ في حَقِّ النَّزِيلِ سيبويه ورجل نَزيل نازِل وأَنْزالُ القومِ أَرزاقهم والنُّزُل وتلنُّزْل ما هُيِّئَ للضيف إِذا نزل عليه ويقال إِن فلاناً لحسن النُّزْل والنُّزُل أَي الضيافة وقال ابن السكيت في قوله فجاءت بِيَتْنٍ للنِّزَالة أَرْشَما قال أَراد لِضِيافة الناس يقول هو يَخِفُّ لذلك وقال الزجاج في قوله أَذَلكَ خيرٌ نُزُلاً أَم شجرة الزَّقُّوم يقول أَذلك خير في باب الأَنْزال التي يُتَقَوَّت بها وتمكِن معها الإِقامة أَم نُزُل أَهلِ النار ؟ قال ومعنى أَقمت لهم نُزُلهم أَي أَقمت لهم غِذاءَهم وما يصلُح معه أَن ينزلوا عليه الجوهري والنُّزْل ما يهيَّأُ للنَّزِيل والجمع الأَنْزال وفي الحديث اللهم إِني أَسأَلك نُزْلَ الشهداء النُّزْل في الأَصل قِرَى الضيف وتُضَمّ زايُه يريد ما للشهداء عند الله من الأَجر والثواب ومنه حديث الدعاء للميت وأَكرم نُزُله والمُنْزَلُ الإِنْزال تقول أَنْزِلْني مُنْزَلاً مُباركاً ونَزَّل القومَ أَنْزَلهم المَنازل وتَزَّل فلان عِيرَه قَدَّر لها المَنازل وقوم نُزُل نازِلون والمَنْزِل والمَنْزِلة موضع النُّزول قال ابن سيده وحكى اللحياني مَنْزِلُنا بموضع كذا قال أُراه يعني موضع نُزولنا قال ولست منه على ثقة وقوله دَرَسَ المَنَا بِمُتالِعٍ فأَبَانِ إِنما أَراد المَنازل فحذف وكذلك قول الأَخطل أَمستْ مَناها بأَرض ما يبلِّغُها بصاحب الهمِّ إِلا الجَسْرةُ الأُجُدُ أَراد أَمستْ مَنازلها فحذف قال ويجوز أَن يكون أَراد بمناها قصدَها فإِذا كان كذلك فلا حذف الجوهري والمَنْزِل المَنْهَل والدارُ والمنزِلة مثله قال ذو الرمة أَمَنْزِلَتَيْ مَيٍّ سلامٌ عليكما هلِ الأَزْمُنُ اللاَّئي مَضَيْنَ رَواجِعُ ؟ والمنزِلة الرُّتبة لا تجمَع واستُنْزِل فلان أَي حُطَّ عن مرتبته والمَنْزِل الدرجة قال سيبويه وقالوا هو مني منزِلة الشَّغَاف أَي هو بتلك المنزِلة وكلنه حذف كما قالوا دخلت البيت وذهبت الشامَ لأَنه بمنزلة المكان وإِن لم يكن مكاناً يعني بمنزلة الشَّغَاف وهذا من الظروف المختصة التي أُجريت مُجرى غير المختصَّة وفي حديث ميراث الجدِّ أَن أَبا بكر أَنزله أَباً أَي جعل الجدَّ في منزلة الأَب وأَعطاه نصيبَه من الميراث والنُّزَالة ما يُنْزِل الفحلُ من الماء وخص الجوهري فقال النُّزالة بالضم ماءُ الرجل وقد أَنزل الرجلُ ماءه إِذا جامع والمرأَة تستنزِل ذلك والنَّزْلة المرة الواحدة من النُّزول والنازِلة الشديدة تنزِل بالقوم وجمعها النَّوازِل المحكم والنازِلة الشدَّة من شدائد الدهر تنزل بالناس نسأَل الله العافية التهذيب يقال تنزَّلَت الرحمة المحكم نزَلَتْ عليهم الرحمة ونزَل عليهم العذاب كِلاهما على المثل ونزَل به الأَمر حلَّ وقوله أَنشده ثعلب أَعْزْرْ عليَّ بأَن تكون عَلِيلا أَو أَن يكون بك السَّقام نَزيلا جعله كالنَّزِيل من الناس أَي وأَن يكون بك السَّقام نازِلاً ونزَل القومُ أَتَوْا مِنَى قال ابن أَحمر وافَيْتُ لمَّا أَتاني أَنَّها نزلتْ إِنّ المَنازلَ مما تجمَع العَجَبَا أَي أَتت مِنَى وقال عامر بن الطفيل أَنازِلةٌ أَسماءُ أَم غيرُ نازِلَه ؟ أَبيني لنا يا أَسْمَ ما أَنْت فاعِلَه والنُّزْل الرَّيْعُ والفَضْلُ وكذلك النَّزَل المحكم النُّزْل والنَّزَل بالتحريك رَيْعُ ما يُزرع أَي زَكاؤه وبركتُه والجمع أَنْزال وقد نَزِل نَزَلاً وطعامٌ نَزِل ذو نَزَل ونَزِيلٌ مبارك الأَخيرة عن ابن الأَعرابي وطعام قليل النُّزْل والنَّزَل بالتحريك أَي قليل الرَّيْع وكثير النُّزْل والنَّزَل بالتحريك وأَرض نَزْلة زاكية الزَّرْع والكَلإِ وثوب نِزِيل كامِلٌ ورجل ذو نَزَلٍ كثير الفَضْل والعطاءِ والبركة قال لبيد ولَنْ تَعْدَمُوا في الحرْب لَيْثاً مُجَرَّباً وَذا نَزَلٍ عندَ الرَّزِيَّةِ باذِلا والنَّزْلةُ كالزُّكام يقال به نَزْلة وقد نُزِلَ
( * قوله « وقد نزل » هكذا ضبط بالقلم في الأصل والصحاح وفي القاموس وقد نزل كعلم ) وقوله عز وجل ولقد رآه نَزْلةً أُخرى قالوا مرَّة أُخرى والنَّزِلُ المكان الصُّلب السريعُ السَّيْل وأَرض نَزِلة تَسيلُ من أَدنى مطر ومكان نَزِل سريعُ السيل أَبو حنيفة وادٍ نَزِلٌ يُسِيله القليل الهيِّن من الماء والنَّزَل المطرُ ومكان نَزل صُلب شديدٌ وقال أَبو عمرو مكان نَزْل واسعٌ بعيدٌ وأَنشد وإِنْ هَدَى منها انتِقالُ النَّقْلِ في مَتْنِ ضَحَّاكِ الثَّنايا نَزْلِ وقال ابن الأَعرابي مكان نَزِل إِذا كان مَجالاً مَرْتاً وقيل النَّزِل من الأَودية الضيِّق منها الجوهري أَرض نَزِلة ومكان نَزِلٌ بيِّن النَّزالة إِذا كانت تَسِيل من أَدنى مطر لصَلابتها وقد نَزِل بالكسر وحَظٌّ نَزِل أَي مجتَمِع ووجدت القوم على نَزِلاتهم أَي مَنازلهم وتركت القوم على نَزَلاتهم ونَزِلاتهم أَي على استقامة أَحوالهم مثل سَكِناتهم زاد ابن سيده لا يكون إِلا في حسن الحال ومُنازِلُ بن فُرْعان
( * قوله « ومنازل بن فرعان » ضبط في الأصل بضم الميم وفي القاموس بفتحها وعبارة شرحه هو بفتح الميم كما يقتضيه اطلاقه ومنهم من ضبطه بضمها اه وفي الصاغاني وسموا منازل ومنازلاً بفتح الميم وضمها ) من شعرائهم وكان مُنازِل عقَّ أَباه فقال فيه جَزَتْ رَحِمٌ بيني وبين مُنازِلٍ جَزاءً كما يَسْتَخْبِرُ الكَلْبَ طالِبُهْ فعَقَّ مُنازلاً ابنُه خَلِيج فقال فيه تَظَلَّمَني مالي خَلِيجٌ وعقَّني على حين كانت كالحِنِيِّ عِظامي

( نسل ) النَّسْل الخلْق والنَّسْل الولد والذرِّية والجمع أَنسال وكذلك النَّسِيلة وقد نَسَل ينسُل نَسْلاً وأَنسَل وتَناسَلوا أَنسَل بعضُهم بعضاً وتناسَل بنو فلان إِذا كثر أَولادهم وتَناسَلوا أَي وُلد بعضهم من بعض ونَسَلَت الناقةُ بولد كثير تنسُل بالضم قال ابن بري يقال نَسَل الوالدُ ولدَه نَسْلاً وأَنسَل لغة فيه قال وفي الأَفعال لابن القطاع ونَسَلت الناقة بولد كثير الوَبر أَسقطته وفي حديث وفد عبد القيس إِنما كانت عندنا حَصْبة تُعْلَفُها الإِبل فنَسَلناها أَي استثْمَرْناها وأَخذنا نَسْلها قال وهو على حذف الجارّ أَي نَسَلْنا بها أَو منها نحو أَمرتُك الخيرَ أَي بالخير قال وإِن شدِّد كان مثل ولَّدناها يقال نَسَل الولد يَنْسُل ويَنْسِل ونَسَلت الناقة وأَنسَلت نَسْلاً كثيراً والنَّسُولة التي تُقْتَنى للنَّسْل وقال اللحياني هو أَنسَلُهم أَي أَبعدُهم من الجَدِّ الأَكبر ونَسَل الصوفُ والشعرُ والريشُ يَنْسُل نُسُولاً وأَنسَل سقَط وتقطَّع وقيل سقَط ثم نبَت ونَسَلَه هو نَسْلاً وفي التهذيب وأَنْسَله الطائرُ وأَنسَل البعيرُ وبَره أَبو زيد أَنسَل ريشُ الطائر إِذا سقط قال ونَسَلْته أَنا نَسْلاً واسمُ ما سقَط منه النَّسِيل والنُّسال بالضم واحدته نَسِيلة ونُسالة ويقال أَنسَلَت الناقةُ وبرَها إِذا أَلقته تَنْسِله وقد نَسَلت بولد كثيرٍ تَنْسُل ونُسالُ الطير ما سقَط من ريشها وهو النُّسالة ويقال نَسَل الطائرُ ريشَه يَنْسُل ويَنْسِل نَسْلاً ونَسَل الوبرُ وريش الطائر بنفسه يتعدَّى ولا يتعدّى وكذلك أَنسَل الطائر ريشَه وأَنسَل ريشُ الطائر يتعدّى ولا يتعدّى وأَنسَلَت الإِبلُ إِذا حان لها أَن تَنْسُل وبرَها ونسَل الثوبُ عن الرجل سقَط أَبو زيد النَّسُولة من الغنم ما يُتَّخَذ نسلُها ويقال ما لبني فلان نَسُولةٌ أَي ما يُطلَب نسلُه من ذوات الأَربع وأَنسَل الصِّلِّيانُ أَطرافَه أَبرَزَها ثم أَلقاها والنُّسالُ سُنْبُل الحَليِّ إِذا يَبس وطارَ عن أَبي حنيفة وقول أَبي ذؤيب
( * قوله « أبي ذؤيب » كذا في الأصل وشرح القاموس والذي في المحكم ابن ابي داود لأبيه ويوافقه ما نقدم للمؤلف في مادة بقل )
أَعاشَني بعدَكَ وادٍ مُبْقِلُ آكُلُ من حَوْذانِه وأَنْسِلُ ويروى وأُنسِل فمَن رواه وأَنسِل فمعناه سمِنت حتى سقط عني الشعر ومن رواه أُنسِل فمعناه تُنْسِل إِبلي وغنَمي والنَّسِيلة الذُّبالةُ وهي الفَتِيلة في بعض اللغات ونَسَل الماشي يَنْسِل ويَنْسُل نسْلاً ونَسَلاً ونَسَلاناً أَسرع قال عَسَلانَ الذئبِ أَمْسى قارِباً بَرَدَ الليلُ عليه فَنَسَلْ وأَنشد ابن الأَعرابي عَسٌّ أَمامَ القوم دائم النَّسَلْ وقيل أَصل النَّسلانِ للذئب ثم استعمِل في غير ذلك وأَنسَلْت القومَ إِذا تقدَّمتهم وأَنشد ابن بري لعَدِيِّ بن زيد أَنْسَل الدرعان غَرْبٌ خَذِمٌ وعَلا الرَّبْرَبَ أَزْمٌ لم يُدَنْ
( * قوله « أنسل الدرعان إلخ » هكذا في الأصل )
وفي التنزيل العزيز فإِذا هُمْ من الأَجْداث إِلى ربهم يَنْسِلون قال أَبو إِسحق يخرجون بسرعة وقال الليث النَّسَلان مِشْية الذئب إِذا أَسرع وقد نسَل في العدْوِ يَنْسِل ويَنْسُل نَسْلاً ونَسَلاناً أَي أَسرع وفي الحديث أَنهم شكَوْا إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الضَّعْفَ فقال عليكم بالنَّسْل قال ابن الأَعرابي ببسط
( * قوله « ببسط » هو هكذا في الأصل بدون نقط ) وهو الإِسراع في المشي وفي حديث آخر أَنهم شكوا إِليه الإِعْياء فقال عليكم بالنَّسَلان وقيل فأَمرهم أَن يَنْسِلوا أَي يسرعوا في المشي وفي حديث لقمان وإِذا سَعى القوم نَسَل أَي إِذا عَدَوْا لغارة أَو مَخافة أَسرع هو قال والنَّسَلان دون السَّعْيِ والنَّسَل بالتحريك اللبن يخرج بنفْسه من الإِحليل والنَّسِيل العسل إِذا ذابَ وفارَق الشَّمَع المحكم والنَّسِيل والنَّسِيلةُ جميعاً العسل عن أَبي حنيفة ويقال لِلَّبن الذي يَسِيل من أَخضر التِّين النَّسَل بالنون ذكره أَبو منصور في أَثناء كلامه على نلس
( * قوله « على نلس » هكذا في الأصل بدون نقط )
واعتذر عنه أَنه أَغفله في بابه فأَثبته في هذا المكان ابن الأَعرابي يقال فلان يَنْسِل الوَدِيقة ويحمي الحقيقة

( نشل ) نَشَل الشيء يَنْشُله نَشْلاً أَسرع نَزْعَه ونَشَل اللحم يَنْشُله ويَنْشِله نَشْلاً وأَنشَله أَخرجه من القِدْر بيده من غير مِغْرفة ولحم نَشِيل مُنْتَشَل ويقال انْتَشَلْت من القدر نَشِيلاً فأَكلتُه ونَشَلْت اللحمَ من القدر أَنْشُله بالضم وانْتَشَلْته إِذا انتزَعته منها والمِنْشَل والمِنْشال حديدة في رأْسها عُقَّافَة يُنْشَل بها اللحم من القِدْر وربما
( * هنا بياض في الأصل قدر ثلاث كلمات )
مِنْشال من المَناشِل وأَنشد ولو أَنِّي أَشاءُ نَعِمْتُ بالاً وباكَرَني صَبُوحٌ أَو نَشِيلُ ونَشَل اللحمَ يَنْشُله ويَنْشِله نَشْلاً وانْتَشَله أَخذ بيده عُضْواً فتَناول ما عليه من اللحم بفِيه وهو النَّشِيل وفي الحديث ذُكِر له رجل فقيل هو من أَطول أَهل المدينة صَلاةً فأَتاه فأَخذ بعَضُده فنَشَله نَشَلاتٍ أَي جَذَبه جَذَبات كما يفعل من يَنْشِل اللحم من القدر وفي الحديث أَنه مَرَّ على قِدْرٍ فانْتَشَل منها عَظْماً أَي أَخذه قبل النُّضْجِ وهو النَّشِيل والنَّشِيل ما طبخ من اللحم بغير نابَِل والفِعْل كالفِعْل قال لقيط بن زرارة إِنَّ الشِّواءَ والنَّشِيلَ والرُّغُفْ والقَيْنَةَ الحَسْناء والكَأْسَ الأُنُفْ لِلضَّارِبِينَ الهامَ والخيلُ قُطُفْ الليث النِّشْل لحم يطبَخ بلا توابِل يخرج من المَرَق ويُنْشَل أَبو عمرو يقال نَشِّلوا ضيفَكم وسَوِّدُوه ولَوُّوه وسَلِّفُوه بمعنى واحد أَبو حاتم النَّشِيل ما انْتَشَلْت بيدِك من قِدْر اللحم بغير مِغْرَفة ولا يكون من الشِّواء نَشِيل إِنما هو من القَدِير وهو من اللبَن ساعة يحلَب والنَّشِيل اللبن ساعة بحلَب وهو صَرِيفٌ ورَغْوَته عليه قال عَلِقْت نَشِيلَ الضَّأْنِ أَهْلاً ومَرْحَباً بِخالي ولا يُهْدَى لِخالك مِحْلَبُ وقد نُشِل وعضُد مَنْشولة وناشِلة دقيقة وفخذ ناشِلة قليلة اللحم نَشَلَت تَنْشُل نُشولاً وكذلك السّاقُ وقال بعضهم إِنها لَمَنْشُولةُ اللحم وقال أَبو تراب سمعت بعض الأَعراب يقول فَخِذٌ ماشِلةٌ بهذا المعنى وقيل النُّشولُ ذهابُ لحم الساق والنَّشِيلُ السيفُ الخفيف الرقيقُ قال ابن سيده أَراه من ذلك قال لبيد نَشِيل من البِيضِ الصَّوارمِ بعدما تَقَضَّضَ عن سِيلانِه كلُّ قائِم قال أَبو منصور وسمعت الأَعراب يقولون للماء الذي يُسْتَخرَج من الركِيَّة قبل حَقْنِه في الأَسَاقي نَشِيل ويقال نَشِيلُ هذه الركيَّة طيِّبٌ فإِذا حُقِنَ في السقاء نَقَصَت عُذُوبَتُه ونَشَلَ المرأَة يَنْشُلها نَشْلاً نكحَها أَبو تراب عن خليفة نَشَلَتْه الحَيَّة ونَشَطَتْه بمعنى واحد والمَنْشَلة بالفتح ما تحت حَلْقة الخاتم من الإِصبع عن الزجاجي وفي الصحاح موضع الخاتم من الخِنْصِر ويقال تَفَقَّدِ المَنْشَلةَ إِذا توضَّأْتَ وفي حديث أَبي بكر رضي الله عنه قال لرجل في وُضوئه عليك بالمَنْشلة يعني موضعَ الخاتم من الخنصِر سميت بذلك لأَنه إِذا أَراد غَسْلَه نَشَل الخاتمَ أَي اقْتلعه ثم غَسَله

( نصل ) التهذيب النَّصْلُ نصلُ السهم ونَصْلُ السيفِ والسِّكِّينِ والرمحِ ونَصْلُ البُهْمَى من النبات ونحوه إِذا خرجت نصالُها المحكم النَّصْلُ حديدةُ السهم والرمحِ وهو حديدة السيف ما لم يكن لها مَقْبَِض حكاها ابن جني قال فإِذا كان لها مَقْبَِض فهو سيف ولذلك أَضاف الشاعر النَّصْل إِلى السيف فقال قد عَلِمتْ جارية عُطْبول أَنِّي بنَصْل السيف خَنْشَلِيل ونَصْل السيف حديده وقال أَبو حنيفة قال أَبو زياد النصْل كل حديدة من حدائد السِّهام والجمع أَنصُل ونُصُول ونِصال والنَّصْلانِ النَّصْل والزُّجُّ قال أَعشى باهلة عِشْنا بذلك دَهْراً ثم فارَقَنا كذلك الرُّمْحُ ذُو النَّصْلَيْن ينكَسِر وقد سمِّي الزُّجُّ وحدَه نَصْلاً ابن شميل النَّصْل السهم العريضُ الطويلُ يكون قريباً من فِتْر والمِشْقَصُ على النصف من النَّصْل قال والسهم نفس النَّصْل فلو التقطْتَ نَصْلاً لقلْتُ ما هذا السهم معك ؟ ولو التقطتَ قِدْحاً لم أَقل ما هذا السهم معك وأَنْصَل السهمَ ونَصَّله جعل فيه النَّصْلَ وقيل أَنْصَله أَزال عنه النَّصْل ونَصَّله ركَّب فيه النَّصْل ونَصَل السهمُ فيه ثبت فلم يخرج ونَصَلْته أَنا ونَصَل خرج فهو من الأَضداد وأَنْصَلَه هو وكل ما أَخرجته فقد أَنْصَلته ابن الأَعرابي أَنْصَلْت الرمحَ ونَصَلْته جعلت له نَصْلاً وأَنْصَلْته نزعت نَصْلَه وفي حديث أَبي سفيان فَامَّرَطَ قُذَذُ السهم وانْتَصَل أَي سقط نَصْلُه ويقال أَنْصَلْت السهمَ فانْتَصَل أَي خرج نَصْلُه وفي حديث أَبي موسى وإِن كان لِرُمْحِك سِنان فأَنْصِلْه أَي انزعْه ويقال سهم ناصِل إِذا خرج منه نَصْلُه ومنه قولهم ما بَلِلْتُ من فلان بأَفْوَقَ ناصِلٍ أَي ما ظفِرت منه بسهم انكسر فُوقُه وسقط نَصْلُه وسهم ناصِل ذو نَصْل جاء بمعنيين مُتضادَّين الجوهري ونَصَل السهمُ إِذا خرج منه النَّصْل ومنه قولهم رَماه بأَفْوَقَ ناصِلٍ قال ابن بري ومنه قول أَبي ذؤيب فَحُطَّ عليها والضُّلوعُ كأَنها من الخَوْفِ أَمثالُ السِّهام النَّواصِلِ وقال رَزِين بن لُعْط أَلا هل أَتى قُصْوَى الأَحابيشِ أَننا رَدَدْنا بني كَعْب بأَفْوَقَ ناصِلِ ؟ وفي حديث علي كرم الله وجهه ومَنْ رَمَى بكم فقد رَمَى بأَفْوَقَ ناصِلٍ أَي بِسَهم منكسر الفُوق لا نَصْل فيه ويقال أَيضاً
( * قوله « ويقال أيضاً إلخ » هكذا في الأصل وعبارة النهاية ويقال نصل السهم إذا خرج منه النصل ونصل أيضاً إِذا ثبت نصله اه ففي الأصل سقط )
نَصَل السهم إِذا ثبت نصله في الشيء فلم يخرج وهو من الأَضداد ونَصَّلْت السهمَ تَنْصيلاً نزعت نَصْلَه وهو كقولهم قَرَّدْت البعيرَ وقَذَّيْت العينَ إِذا نزعت منها القُراد والقَذَى وكذلك إِذا ركَّبت عليه النَّصْل فهو من الأَضداد وكان يقال لِرَجَب مُنْصِل الأَلَّةِ ومُنْصِل الإِلال ومُنْصِل الأَلِّ لأَنهم كانوا يَنزِعون فيه أَسِنَّة الرِّماح وفي الحديث كانوا يسمون رَجَباً مُنْصِل الأَسِنَّة أَي مخرِج الأَسِنَّة من أَماكنها كانوا إِذا دخل رَجَبٌ نزَعوا أَسِنَّة الرِّماح ونِصالَ السِّهام إِبطالاً للقتال فيه وقطعاً لأَسباب الفِتَن لحُرْمته فلما كان سبباً لذلك سمِّي به المحكم مُنْصِلُ الأَلِّ رَجَبٌ سمي بذلك لأَنهم كانوا ينزِعون الأَسِنَّة فيه أَعْظاماً له ولا يَغْزُون ولا يُغِيرُ بعضهم على بعض قال الأَعشى تَدارَكَه في مُنْصِل الأَلِّ بعدما مضَى غير دَأْداءٍ وقد كادَ يَذْهَبُ أَي تَداركه في آخر ساعة من ساعاته الكسائي أَنْصَلْت السهمَ بالأَلف جعلت فيه نَصْلاً ولم يذكر الوجه الآخر أَن الإِنْصال بمعنى النَّزْع والإِخراج قال وهو صحيح ولذلك قيل لرجبٍ مُنْصِل الأَسِنَّة وقال ابن الأَعرابي النَّصْل القَهَوْباة بلا زِجاجٍ والقَهَوْبات السِّهامُ الصغارُ
( * ورد في مادة قهب أن القَهَوبات جمع وأنّ القَهُوبات السهام الصغار واحدها قَهُوبة ( راجع مادة قهب )
ونَصَل فيه السهم ثبت فلم يخرج وقيل نَصَلَ خرج وقال شمر لا أَعرف نَصَل بمعنى ثَبت قال ونَصَل عندي خرج ونَصْلُ الغَزْلِ ما يخرج من المِغْزَلِ ويقال للغزْل إِذا أُخْرج من المِغْزَل نَصَل ونَصَل من بين الجبال نُصولاً خرج وظهر ونَصَلَ فلان من الجبل إِلى موضع كذا وكذا علينا أَي خرج ونَصَل الطريقُ من موضع كذا خرج وفي الحديث مرت سحابة فقال تَنَصَّلَت هذه تَنْصُرُ بَني كعب أَي أَقبلت من قولهم نَصل علينا إِذا خرج من طريق أَو ظهر من حجاب ويروى تَنْصَلِتُ أَي تقصِد للمطر ونَصَل الحافرُ نُصولاً إِذا خرج من موضعه فسقط كما يَنْصُلُ الخِضابُ ونَصَلتِ اللحيةُ تَنْصُل نُصولاً ولحيةٌ ناصِل بغير هاء وتَنَصَّلت خرجت من الخِضاب وقوله كما اتَّبَعَتْ صَهْباءُ صِرْفٌ مُدامةٌ مُشاشَ المُرَوَّى ثم لَمَّا تَنَصَّلِ معناه لم تَخرج فيَصْحو شارِبُها ويروى ثم لمّا تَزَيَّل ونَصَل الشَّعَرُ يَنْصُل زال عنه الخِضاب ونَصَلتِ اللسعةُ والحُمَةُ تَنْصُل خرج سَمُّها وزال أَثَرُها وقوله ضَوْرِيةٌ أُولِعْتُ باشتِهارِها ناصِلة الحِقْوَينِ من إِزارِها إِنما عنى أَن حِقْوَيْها يَنْصُلان من إِزارِها لتسلُّطها وتَبَرُّجِها وقلَّة تثقُّفها في ملابسها لأَشَرِها وشَرَهِها ومِعْوَلٌ نَصْل نَصَل عنه نِصابُه أَي خرج وهو مما وصِف بالمصدر قال ذو الرمة شَرِيح كحُمَّاض الثَّماني عَلَتْ به على راجِفِ اللَّحْيَين كالمِعْوَل النَّصْل وتَنَصَّل فلان من ذنبه أَي تبرَّأَ والتَّنَصُّل شبه التبرُّؤ من جناية أَو ذنب وتنصَّل إِليه من الجناية خرج وتبرَّأَ وفي الحديث من تنصَّل إِليه أَخوه فلم يقبَل أَي انتفى من ذنبه واعتذر إِليه وتنصَّل الشيءَ أَخرجه وتنصَّله تَخَيَّره وتنصَّلوه أَخذوا كل شيء معه وتنصَّلْت الشيء واسْتَنْصَلْته إِذا استخرجته ومنه قول أَبي زبيد قَرْم تنصَّله من حاصِنٍ عُمَرُ والنَّصْل ما أَبْرَزتِ البُهْمَى ونَدَرتْ به من أَكِمَّتها والجمع أَنْصُل ونِصال والأُنْصولةُ نَوْرُ نَصْل البُهْمَى وقيل هو ما يُوبِسُه الحرُّ من البُهْمَى فيشتد على الأَكَلَة قال كأَنه واضِحُ الأَقْراب في لُقُحٍ أَسْمَى بهنَّ وعَزَّتْه الأَناصِيلُ أَي عزَّت عليه واسْتَنْصَل الحرُّ السَّفَا جعله أَناصِيل أَنشد ابن الأَعرابي إِذا اسْتَنْصَلَ الهَيْفُ السَّفَا بَرَّحَتْ به عِراقيَّةُ الأَقْياظِ نَجْدُ المَراتِع ويروى المَرابع عِراقيَّة الأَقْياظ أَي تطلُب الماء في القَيْظ قال غيره هي منسوبة إِلى العِراق الذي هو شاطئ الماء وقوله نَجْدُ المَراتِع أَراد جمع نَجْديٍّ فحذف ياء النسب في الجمع كما قالوا زَنْجِيّ وزَنْج ويقال اسْتَنْصَلَتِ الريحُ اليَبِيسَ إِذا اقتلَعَتْه من أَصله وبُرٌّ نَصِيلٌ نَقِيٌّ من الغَلَثِ والنَّصِيل حجر طويل قدْرُ ذِراع يُدقُّ به ابن شميل النَّصِيل حجر طويل رقيقٌ كهيئة الصفيحة المحدَّدة وجمعه النُّصُل وهو البِرْطِيلُ ويشبه به رأْس البعير وخُرْطومه إِذا رَجَف في سيره قال رؤبة يصف فحلاً عَرِيض أَرْآدِ النَّصِيل سَلْجَمُهْ ليس بلَحْيَيْه حِجامٌ يَحْجُمُهْ وقال الأَصمعي النَّصِيل ما سَفَل من عَيْنَيْه إِلى خَطْمه شبَّه بالحجر الطويل وقال أَبو خراش في النَّصِيل فجعله الحجَر ولا أَمْغَرُ السَّاقَيْن بات كأَنه على مُحْزَئِلاَّت الإِكام نَصِيلُ وفي حديث الخُدْرِيّ فقام النَّحَّامُ العَدَويّ يومئذ وقد أَقام على صُلْبه نَصِيلاً النَّصِيلُ حَجر طويل مُدَمْلَك قدر شبر أَو ذراع وجمعه نُصُل وفي حديث خَوَّاتٍ فأَصاب ساقَه نَصِيل حجَرٍ والنَّصِيل الحنَك على التشبيه بذلك والنَّصِيل مَفْصِل ما بين العنق والرأْس تحت اللَّحْيين زاد الليث من باطن من تحت اللَّحْيين والنَّصِيل الخَطْمُ ونَصِيلُ الرأْس ونَصْله أَعلاه والنَّصْلُ الرأْس بجميع ما فيه والنَّصْلُ طول الرأْس في الإِبل والخيل ولا يكون ذلك للإِنسان وقال الأَصمعي في قوله بِناصِلاتٍ تُحْسَبُ الفُؤُوسا
( * قوله « بناصلات إلخ » صدره وهو لرؤبة كما في التكملة والصهب تمطو الحلق المعكوسا )
قال الواحد نَصِيل وهو ما تحت العين إِلى الخَطْم فيقول تَحْسَبها فؤُوساً وقال ابن الأَعرابي النَّصِيل حيث تَصِل الجِباه والمُنْصُل بضم الميم والصاد والمُنْصَل السيف اسم له قال ابن سيده لا نعرف في الكلام اسماً على مُفْعُل ومُفْعَل إِلا هذا وقولهم مُنْخُل ومُنْخَل والنَّصِيل اسم موضع قال الأَفوه تُبَكِّيها الأَرامِلُ بالمآلي بِداراتِ الصَّفائِح والنَّصِيلِ

( نضل ) ناضَله مُناضَلةً ونِضالاً ونِيضالاً باراهُ في الرَّمْي قال الشاعر لا عَهْدَ لي بنِيضالْ أَصبحتُ كالشَّنِّ البالْ قال سيبويه فِيعالٌ في المصدر على لغة الذين قالوا تحمَّل تِحْمالاً وذلك أَنهم يُوَفِّرون الحروف ويجيئُون به على مثال
( * قوله « على مثال إلخ » هكذا في الأصل وفي نسختين من المحكم على مثال افعال وعلى مثال قولهم كلمته إلخ )
قولهم كلَّمْتُه كِلاَّماً وأَما ثعلب فقال إِنه أَشبع الكسرة فأَتبعها الياء كما قال الآخر
( * قوله « كما قال الآخر إلخ » في القاموس في مادة نظر
وانني حيثما يثني الهوى بصري ... من حيثما سلكوا ادنو فأنظور )
أَدْنُو فأَنْظُورُ أَتبع الضمة الواو اختياراً وهو على قول ثعلب
اضطراراً ونَضَلْته أَنْضُله نَضْلاً سبقته في الرِّماءِ وناضَلْت فلاناً فنَضَلْته إِذا غلبته الليث نَضَل فلان فلاناً إِذا نَضَله في مُراماةٍ فَغَلَبه وخرج القوم يَنْتضِلون إِذا اسْتَبَقوا في رَمْي الأَغْراض وفي الحديث أَنه مَرَّ بقومٍ يَنْتَضِلون أَي يَرْتَمُون بالسِّهام يقال انْتَضَل القوم وتَناضَلوا أَي رَمَوْا للسَّبْق وناضَلْت عنه نِضالاً دافَعْت وتَنَضَّلْت الشيءَ أَخرجته واجْتَلْت منهم جَوْلاً معناه الاختيار أَي اخترت وانْتَضَل سيفَه أَخرجه وانْتَضَلْت منهم نَضْلة اخْتَرْت وفلانٌ نَضِيلي وهو الذي يُرامِيه ويُسابِقه ويقال فلان يُناضِلُ عن فلان إِذا نَصَح عنه ودافع وتكلم عنه بعذره وحاجَجَ وفي الحديث بُعْداً لكُنّ وسُحْقاً فعَنْكُنّ كنتُ أُناضِل أَي أُجادل وأُخاصِمُ وأُدافِعُ ومنه شعر أَبي طالب يمدح سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كَذَبْتُم وبَيْتِ اللهِ يُبْزَى محمدٌ ولَمَّا نُطاعِنْ دونَه ونُناضِل
( * قوله « يبزى » في النهاية في مادة بزي ما نصه يبزى أي يقهر ويغلب أراد لا يبزى فحذف لا من جواب القسم وهي مرادة أي لا يقهر ولم نقاتل عنه وندافع )
وانْتضَل القومُ وتَناضَلوا أَي رَمَوْا للسَّبْق ومنه قيل انْتَضلوا بالكلام والأَشعارِ وانْتَضَلْت رجلاً من القوم وانْتَضَلْت سهماً من الكِنانة أَي اخْتَرْت والمُناضَلةُ المُفاخَرة قال الطرماح مَلِكٌ تَدِينُ له الملو ك ولا يُجاثِيه المُناضِل وانْتَضَل القومُ إِذا تفاخَروا قال لبيد فانْتَضَلْنا وابنُ سَلْمى قاعدٌ كعَتِيق الطيرِ يُغْضي ويُجَل ابن السكيت انْتَضى السيف من غِمْدِه وانْتَضَلَه بمعنى واحد وتَنَضَّلْتُ الشيءَ إِذا استخرجته وانْتِضال الإِبل رَمْيُها بأَيديها في السَّيْر ونَضِلَ البعيرُ والرجُل نَضْلاً هُزِل
( * قوله « نضلاً هزل » ضبط في الأصل بسكون الضاد في هذا المصدر وكذا في نسخة من المحكم والتهذيب وفي اخرى من المحكم نضلاً بالتحريك ) وأَعْيا وأَنْضَلَه هو ابن الأَعرابي النَّضَل والتَّبْدِيدُ التعبُ وقد نَضِلَ يَنْضَل نَضَلاً ونَضِلَت الدابة تعبت ونَضْلةُ اسم وهو نَضْلةُ بن هاشم ونَضْلة بنُ حِمار الجوهري وكان هاشم بن عبد مناف يُكْنى أَبا نَضْلةَ

( نطل ) النَّطْلُ ما على طُعْمِ العنب من القِشْر والنَّطْلُ ما يُرْفَع من نَقِيع الزبيب بعد السُّلاف وإِذا أَنْقَعْت الزبيب فأَوّل ما يُرْفَع من عُصارتِه هو السُّلاف فإِذا صُبَّ عليه الماء ثانيةً فهو النَّطْل وقال ابن مقبل يصف الخمر مما تُعَتَّق في الدِّنانِ كأَنها بِشفاهِ ناطِلِه ذَبِيحُ غَزالِ وقال ثعلب النَّأْطَل يُهْمز ولا يُهْمز القدَح الصغير الذي يُري الخمَّارُ فيه النَّمُوذَج ابن الأَعرابي والنَّطْلُ اللبن القليل والناطِلُ الجُرْعة من الماء واللبنِ والنبيذِ قال أَبو ذؤيب فلو أَنّ ما عندَ ابنِ بُجْرةَ عندَها من الخَمْرِ لم تَبْلُلْ لَهاتي بناطِل قوله من الخمر متصل بعند التي في الصلة وعندها الثانية خبر أَن التقدير فلو أَن ما عند ابن بجرة من الخمر عندها ففصل بين الصلة والموصول وقيل الناطِلُ الخمرُ عامَّة يقال ما بها طَلٌّ ولا ناطِلٌ فالناطلُ ما تقدم والطَّلُّ اللبَن والناطِلُ أَيضاً الفضلة تبقى في المِكْيال وفي حديث ابن المسيب كَرِه أَن يُجعل نَطْلُ النَّبيذ في النَّبيذ ليشتدَّ بالنَّطْل هو أَن يؤخذ سُلاف النَّبيذ وما صَفَا منه فإِذا لم يبق منه إِلاَّ العَكَر والدُّرْدِيُّ صبَّ عليه ماء وخُلِط بالنبيذ الطَّريِّ ليشتدَّ يقال ما في الدَّنِّ نَطْلة ناطِل أَي جُرْعة وبه سمي القدَح الصغير الذي يَعْرِض فيه الخمَّار أُنْموذَجَه ناطِلاً والناطِلُ والناطَلُ والنَّيْطَل والنَّأْطَل مكيال الشَّراب واللبن قال لبيد تكُرُّ علينا بالمِزاجِ النَّياطِلُ أَبو عمرو النَّياطِل مَكاييل الخمر واحدها نأْطَل وبعضهم يقول ناطِل بكسر الطاء غير مهموز والأَول مهموز الليث الناطِلُ مكيال يكال به اللبن ونحوه وجمعه النَّواطِل أَبو تراب يقال انتطَل فلان من الزِّقِّ نَطْلة وامتَطَل مَطْلة إِذا اصْطَبَّ منه شيئاً يسيراً الجوهري الناطِل بالكسر غير مهموز كوز كان يكال به الخمر والجمع النَّياطِل قال ابن بري قول الجوهري الجمع نَياطِل هو قول أَبي عمرو الشيباني قال والقياس منعُه لأَن فاعِلاً لا يجمع على فَياعِل قال والصواب أَن نَياطِل جمع نَيْطَل لغة في الناطَل والناطِل حكاها ابن الأَنباري عن أَبيه عن الطوسي ونَطَل الخَمر عصَرها والنِّطْل خُثارةُ الشراب والنَّيْطَل الدلو ما كانت قال ناهَبْتهم بِنَيْطَلٍ جَرُوفِ بِمَسْك عَنْزٍ من مُسُوك الرِّيفِ الفراء إِذا كانت الدلو كبيرة فهي النَّيْطَل ويقال نَطَل فلان نفسه بالماء نَطْلاً إِذا صبَّ عليه منه شيئاً بعد شيء يَتعالَج به والنِّئْطِلُ والنَّيْطلُ الداهية ورجل نَيْطَل داهٍ وما فيه ناطِلٌ أَي شيء الأَصمعي يقال جاء فلان بالنِّئْطِل والضِّئْبِل وهي الداهية قال ابن بري جمع النِّئْطِل نآطِل وأَنشد قد علم النآطِلُ الأَصْلالُ وعلماءُ الناسِ والجهَّالُ وَقْعي إِذا تَهافَتَ الرُّؤالُ قال وقال المتلمس في مفرده وعَلِمْتُ أَنِّي قد رُمِيتُ بِنِئْطِلٍ إِذْ قيلَ صارَ مِنَ آلِ دَوْفَنَ قَوْمَسُ دَوْفَن قبيلة وقَوْمَس أَمير ونطلْت رأْس العليل بالنَّطول وهو أَن تجعل الماء المطبوخ بالأَدْوية في كُوزٍ ثم تصبَّه على رأْسه قليلاً قليلاً وفي حديث ظبيان وسقوهم بِصَبِير النَّيْطَل النَّيْطَلُ الموتُ والهلاك والياء زائدة والصَّبِيرُ السحاب والله أَعلم

( نعل ) النَّعْل والنَّعْلةُ ما وَقَيْت به القدَم من الأَرض مؤنثة وفي الحديث أَن رجلاً شكا إِليه رجلاً من الأَنصار فقال يا خيرَ من يَمْشي بنَعْلٍ فرْدِ قال ابن الأَثير النَّعْل مؤنثة وهي التي تُلبَس في المَشْي تسمَّى الآن تاسُومة ووصفها بالفرد وهو مذكر لأَن تأْنيثها غير حقيقي والفَرْدُ هي التي لم تُخْصَف ولم تُطارَق وإِنما هي طاقٌ واحد والعرب تمدَح برقَّة النِّعال وتجعلها من لِباس المُلوك فأَما قول كثيِّر له نَعَلٌ لا تَطَّبِي الكَلْب رِيحُها وإِن وُضِعَتْ وَسْطَ المجَالس شُمَّت فإِنه حرَّك حرف الحلق لانفتاح ما قبله كما قال بعضهم يَغَدُو وهو مَحَمُوم في يَغْدو وهو مَحْموم وهذا لا يعدّ لغة إِنما هو مُتْبَع ما قبله ولو سئل رجل عن وزن يَغَدُو وهو مَحَموم لم يقل إِنه يَفَعَل ولا مَفَعُول والجمع نِعال ونَعِلَ يَنْعَل نَعَلاً وتَنَعَّل وانْتَعَل لبِس النَّعْل والتَّنْعِيل تَنْعِيلك حافرَ البِرْذَوْن بطَبَق من حديد تَقِيه الحجارة وكذلك تَنْعِيل خفِّ البعير بالجلد لئلا يَحفَى ونَعْل الدابة ما وُقِيَ به حافرُها وخفُّها قال الجوهري النَّعْل الحِذاء مؤنثة وتصغيرها نُعَيْلة قال ابن بري وفي المثل مَنْ يكن الحَذَّاء أَباه تَجُدْ نَعْلاه أَي من يكن ذا جِد يَبِنْ ذلك عليه ونعَلَ القومَ وهَب لهم نِعالاً عن اللحياني وأَنْعَلوا وهُمْ ناعِلون نادر كثُرتْ نِعالهم عنه أَيضاً قال وكذلك كل شيء من هذا إِذا أَردت أَطْعَمْتهم أَو وَهَبْت لهم قلت فَعَلْتهم بغير أَلف وإِذا أَردت أَن ذلك كثر عندهم قلت أَفْعَلوا وأَنْعَل الرجلُ دابَّتَه إِنْعالاً فهو مُنْعِل وقال ابن سيده أَنْعَل الدابةَ والبعيرَ ونَعَّلَهما ويقال أَنعلت الخيل بالهمزة وفي الحديث إِن غَسَّان تُنْعِل خيلَها ورجل ناعِل ومُنْعِل ذو نَعْل
( * قوله « ومنعل ذو نعل » هكذا ضبط في الأصل وفي القاموس ومنعل كمكرم ذو نعل ) وأَنشد ابن بري لابن مَيَّادة يُشَنْظِرُ بالقَوْمِ الكِرامِ ويَعْتَزي إِلى شَرِّ حافٍ في البِلادِ وناعِلِ وإِذا قلت مُنْتَعِل فمعناه لابسٌ نَعْلاً وامرأَة ناعِلة وفي المثل أَطِرِّي فإِنك ناعِلة أَراد أَدِلِّي على المشي فإِنك غليظةُ القدمين غير محتاجة إِلى النعلين وأَحال الأَزهري تفسير هذا المثل على موضعه في حرف الطاء وسنذكره في موضعه
( * قوله « وسنذكره في موضعه » هكذا في الأصل وقد تقدم له شرح هذا المثل في مادة طرر ) وحافر ناعلٌ صُلْب على المثَل قال يَرْكَب فَيْناهُ وقِيعاً ناعلا
( * قوله « يركب فيناه » هكذا في الأصل هنا بالفاء وتقدم في مادة وقع قيناه بالقاف )
الوَقِيعُ الذي قد ضُرب بالمِيقَعة أَي المِطْرقة يقول قد صَلُب من توقيع الحجارة حتى كأَنه مُنْتَعِل وفرس مُنْعَل شديدُ الحافر ويقال لحمار الوحش ناعل لصلابة حافره قال الجوهري وأَنْعَلْت خُفِّي ودابَّتي قال ولا يقال نَعَلْت وفرسٌ مُنْعَلُ يَدِ كذا أَو رجل كذا أَو اليدين أَو الرجلين إِذا كان البَياض في مآخِير أَرْساغِ رجليه أَو يديه ولم يَسْتَدِرْ وقيل إِذا جاوز البياضُ الخاتمَ وهو أَقلُّ وضَحِ القوائم فهو إِنْعال ما دام في مؤخَّر الرُّسْغ مما يَلي الحافرَ قال الأَزهري قال أَبو عبيدة من وَضَح الفَرس الإِنْعال وهو أَن يُحيط البياض بما فوق الحافر ما دام في موضع الرُّسغ يقال فرس مُنْعَل قال وقال أَبو خيرة هو بياض يَمَسُّ حَوافِرَه دون أَشاعِره قال الجوهري الإِنْعال أَن يكون البياض في مؤخَّر الرُّسْغ مما يَلي الحافر على الأَشْعَر لا يَعْدُوه ولا يَستدير وإِذا جاوز الأَشاعر وبعضَ الأَرْساغ واستدار فهو التَّخْدِيم وانْتَعَل الرجلُ الأَرض سافرَ راجلاً وقال الأَزهري انْتَعَل فلان الرَّمضاء إِذا سافَر فيها حافياً وانْتَعَلت المَطيُّ ظِلالها إِذا عَقَل الظلُّ نصف النهار ومنه قول الراجز وانْتَعَلَ الظِّلَّ فكان جَوْرَبا ويروى وانْتَعِلِ الظِّلَ قال الأَزهري وانْتَعل الرجلُ إِذا ركب صِلاب الأَرض وحِرارها ومنه قول الشاعر في كلّ آنٍ قَضاهُ الليلُ يَنْتعِلُ ابن الأَعرابي النَّعْلُ من الأَرض والخفُّ والكُراعُ والضِّلَعُ كل هذه لا تكون إِلا من الحَرَّة فالنَّعْلُ منها شبيةٌ بالنَّعْل فيها ارتفاعٌ وصلابةٌ والخُفُّ أَطول من النَّعْل والكُراعُ أَطول من الخُفِّ والضِّلَعُ أَطول من الكُراعِ وهي مُلْتَوِية كأَنها ضِلَع قال ابن سيده النَّعْل من الأَرض القطعة الصُّلْبة الغليظة شبه الأَكَمة يَبْرق حَصاها ولا تنبت شيئاً وقيل هي قطعة تسيل من الحَرَّة مؤنثة قال فِدًى لامْرئٍ والنَّعْلُ يبني وبينه شَفَى غيْمَ نَفْسي من رؤوس الحَواثِرِ قال الأَزهري النَّعْل نَعْل الجبل والغَيْمُ الوَتْرُ والذَّحْلُ وأَصله العطش والحَواثِر من عبد القيس والجمع نِعال قال امرؤ القيس يصف قوماً منهزمين كأَنهم حَرْشَفٌ مبْثُوث بالحَرِّ إِذ تَبْرُقُ النِّعالُ
( * قوله « بالحر » تقدم في مادة حرشف بدله بالجو )
وأَنشد الفراء قَوْم إِذا اخضرَّتْ نِعالُهمُ يَتَناهَقُون تَناهُقَ الحُمُرِ ومنه الحديث إِذا ابْتَلَّت النِّعالُ فالصلاة في الرحال قال ابن الأَثير النِّعالُ جمع نَعْل وهو ما غلُظ من الأَرض في صَلابة وإِنما خصها بالذكر لأَن أَدنى بَلَلٍ يُنْدِّيها بخلاف الرِّخْوَة فإِنها تَنْشَف الماءَ قال الأَزهري يقول إِذا مُطِرت الأَرَضون الصِّلاب فَزَلِقَتْ بمن يمشي فيها فصلُّوا في مَنازلكم ولا عليكم أَن لا تشهدوا الصلاة في مساجد الجماعات والمَنْعَل والمَنْعلةُ الأَرض الغليظة اسمٌ وصفةٌ والنَّعْلُ من جَفْن السيف الحديدةُ التي في أَسفل قِرابه ونَعْل السيف حديدة في أَسفلِ غِمْده مؤنثة قال ذو الرمة إِلى مَلِكٍ لا تَنْصُفُ الساقَ نَعْلُهُ أَجَلْ لا وإِن كانت طِوالاً مَحامِلُهْ ويروى حَمائلُهْ وصفه بالطول وهو مدح ونَعْل السيف ما يكون في أَسفل جَفْنِه من حديدة أَو فضَّة وفي الحديث كان نَعْلُ سيفِ رسول الله صلى الله عليه وسلم من فِضَّة نعْلُ السيف الحديدة التي تكون في أَسفل القِراب وقال أَبو عمرو النَّعْل حديدة المِكْرب وبعضهم يسميه السِّنَّ والنَّعْلُ العَقَب الذي يُلْبَسه ظهر السِّيَة من القوس وقيل هي الجلدة التي على ظهر السِّيَةِ وقيل هي جلدتها التي على ظهرها كله والنَّعْل الرجل الذليل يُوطَأُ كما تُوطَأُ الأَرض وأَنشد للقُلاخ ولم أَكُنْ دارِجةً ونَعْلا
( * قوله « وأنشد للقلاخ إلخ » هكذا في الأصل والشطر في التهذيب غير منسوب وعبارة الصاغاني عن ابن دريد قال القلاخ
شر عبيد حسباً وأصلا ... دراجة موطوءة ونعلا
ويروى دارجة )
وبنو نُعَيْلة بطن قال الأَزهري إِذا قُطعت الوَدِيَّة من أُمِّها بِكَرَبها قيل ودِيَّة مُنْعَلة قال ابن بري هذا قول أَبي عبيد وأَنكره الطوسي وقال صوابه بكَرَبة يريد تقطع بكَرَبةٍ من الأُمّ أَي مع كَرَبة منها وذلك أَن الوَدِيَّة تكون في أَصل النَّخْلة مع أُمِّها وأَصلها في الأَرض وتكون في جذع أُمِّها فإِذا قُلِعت مع كَرَبةٍ من أُمِّها قيل وَدِيَّة مُنْعَلة أَبو زيد يقال رماه بالمُنْعِلات أَي بالدواهي وتركت بينهم المُنْعِلات قال ابن بري يقال لزوجة الرجل هي نَعْلُه ونَعْلَتُه وأَنشد للراجز شَرُّ قَرِينٍ للكبير نَعْلَتُهْ تُولِغُ كلْباً سُؤْرَه أَو تَكْفِتُهْ والعرب تكني عن المرأَة بالنَّعْل

( نعثل ) النَّعْثَلُ الشيخُ الأَحمقُ ويقال فيه نَعْثَلةٌ أَي حمق والنَّعْثَلُ الذِّيخُ وهو الذكَر من الضباع ونَعْثَلَ خَمَع والنَّعْثَلة أَن يمشِيَ الرجل مُفاجًّا ويَقْلِب قَدَمَيْه كأَنه يَغْرِفُ بهما وهو من التبختُر ونَعْثَل رجل من أَهل مِصْر كان طويل اللِّحْية قيل إِنه كان يُشْبِه عثمان رضي الله عنه هذا قول أَبي عبيد وشاتِمُو عثمان رضي الله عنه يسمونه نَعْثَلاً وفي حديث عثمان أَنه كان يخطب ذات يوم فقام رجل فنال منه فَوَذَأَهُ ابنُ سَلام فاتَّذَأَ فقال له رجل لا يَمْنَعَنَّك مكان ابن سلام أَن تَسُبَّ نَعْثَلاً فإِنه من شِيعته وكان أَعداءُ عثمان يسمونه نَعْثَلاً تشبيهاً بالرجل المِصْريّ المذكور آنفاً وفي حديث عائشة اقْتُلُوا نَعْثَلاً قَتَل اللهُ نَعْثَلاً تعني عثمان وكان هذا منها لما غاضَبَتْه وذهبتْ إِلى مكة وكان عثمان إِذا نِيلَ منه وعيب شبِّه بهذا الرجل المِصْريّ لطول لحيته ولم يكونوا يجدون فيه عيباً غير هذا والنَّعْثَلةُ مثل النَّقْثَلة وهي مِشْية الشيخ ابن الأَعرابي نَعْثَل الفرسُ في جريه إِذا كان يَقْعُد على رجليه من شدة العدْوِ وهو عيب وقال أَبو النجم كلّ مُكِبِّ الجَرْي أَو مُنَعْثِلهْ وفرس مُنَعْثِل يفرق قوائمه فإِذا رفعها فكأَنما يَنْزِعها من وَحَل يَخْفِق برأْسه ولا تتبعه رجلاه

( نعدل ) الأَصمعي
( * قوله « نعدل الأصمعي إلخ » هذه المادة في الأصل بالعين المهملة بعد النون وأتي بها في القاموس بالغين المعجمة بعد النون أيضاً لكن نبه شارحه على أنه بالعين المهملة والذي في الصاغاني هو ما ذكره المجد وأما الذي في التهذيب فهو معندلاً بالعين قبل النون ) مَرَّ فلان مُنَعْدِلاً ومُنَوْدِلاً إِذا مشى مسترخياً

( نعظل ) العَنْظَلة والنَّعْظلة كلاهما العَدْوُ البَطيءُ وقد ذكر في ترجمة عنظل

( نغل ) النَّغَل بالتحريك فساد الأَدِيم في دِباغه إِذا تَرَفَّت وتَفَتَّت ويقال لا خير في دَبْغة على نَغْلة نَغِل الأَديمُ بالكسر نَغَلاً فهو نَغِل فسد في الدباغ وأَنْغَله هو قال قيس بن خويلد بني كاهِلٍ لا تُنْغِلُنَّ أَدِيمَها ودَعْ عَنْك أَفْصَى ليس منها أُدِيمُها والاسم النَّعْلة ونَغِل الجُرْحُ نَغَلاً فسد وبَرئ الجُرْحُ وفيه شيء من نَغَلٍ أَي فسادٍ وفي الحديث ربما نَظَر الرجلُ نَظْرةً فَنَغِل قلبُه كما يَنْغَل الأَديمُ في الدِّباغ فَيَتَثقَّب ونَغِل الأَديمُ إِذا عفِن وتَهَرَّى في الدباغ فيفسد ويَهْلِك وجَوْزةٌ نَغِلةٌ متَغيِّرة ورجل نَغِل ونَغْل فاسد النسَب وقيل إِن العامة تقول نَغْل التهذيب يقال نَغُلَ المولودُ يَنْغُل نُغُولةً فهو نَغْل والنَّغْل ولد الزِّنْيَة والأُنثى نَغْلة والمصدرُ أَو اسمُ المصدر منه النِّغْلة والنَّغَلُ الإِفسادُ بين القوم والنَّميمةُ قال الأَعشى يذكر نبات الأَرض يَوماً تراها كَشِبْهِ أَرْدِيَةِ ال عَصْبِ ويوماً أَدِيمُها نَغِلا واستشهد الأَزهري بهذا البيت على قوله نَغِل وجهُ الأَرض إِذا تهشَّم من الجُدوبة وفيه نَغَلةٌ أَي نميمةٌ وأَنْغَلَهم حديثاً سمَعه نَمَّ إِليهم به ونَغِل قلبُه أَي ضَغِن يقال نَغِلتْ نِيَّاتُهم أَي فسدتْ

( نغبل ) النُّغْبول والغُنْبُول طائر قال ابن دريد وليس بثبت

( نفل ) النَّفَل بالتحريك الغنيمةُ والهبةُ قال لبيد إِنَّ تَقْوَى رَبِّنا خيرُ نَفَلْ وبإِذْنِ اللهِ رَيْثي والعَجَلْ والجمع أَنْفال ونِفال قالت جَنُوب أُخت عَمْرو دي الكَلْب وقد عَلِمَتْ فَهْمُ عند اللِّقاء بأَنهمُ لك كانوا نِفالا نَفَّله نَفَلاً وأَنْفَله إِيَّاه ونَفَله بالتخفيف ونفَّلْت فلاناً تنفيلاً أَعطيته نَفَلاً وغُنْماً وقال شمر أَنفَلْت فلاناً ونَفَلْته أَي أَعطيته نافِلة من المعروف ونَفَّلْته سوَّغت له ما غَنِم وأَنشد لَمَّا رأَيت سنة جَمادَى أَخَذْتُ فَأْسي أَقْطَعُ القَتادا رَجَاءَ أَن أُنفِلَ أَو أَزْدادَا قال أَنشدَتْه العُقَيْليَّة فقيل لها ما الإِنْفال ؟ فقالت الإِنْفال أَخذُ الفأْس يقطع القَتادَ لإِبِله لأَن يَنْجُوَ من السَّنَة فيكون له فَضْل على مَنْ لم يقطع القَتاد لإِبله ونَفَّل الإِمامُ الجُنْدَ جعل لهم ما غَنِمُوا والنافِلةُ الغنيمة قال أَبو ذؤيب فإِنْ تَكُ أُنْثَى من مَعَدٍّ كريمةً علينا فقد أَعطيت نافِلة الفَضْل وفي التنزيل العزيز يَسأَلونك عن الأَنْفال يقال الغَنائم واحدُها نَفَل وإِنما سأَلوا عنها لأَنها كانت حراماً على مَن كان قبلهم فأَحلَّها الله لهم وقيل أَيضاً إِنه صلى الله عليه وسلم نَفَّل في السَّرايا فكَرِهُوا ذلك في تأْويله كما أَخْرَجَك رَبُّك من بيتك بالحَقِّ وإِنَّ فريقاً من المؤمنين لَكارِهُون كذلك تُنَفِّل مَنْ رأَيتَ وإِن كَرِهُوا وكان سيدُنا رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلَ لكلِّ مَنْ أَتَى بأَسِير شيئاً فقال بعضُ الصحابة يبقى آخرُ الناس بغير شيء قال أَبو منصور وجِماعُ معنى النَّفَل والنافِلة ما كان زيادة على الأَصل سمِّيت الغنائمُ أَنْفالاً لأَن المسلمين فُضِّلوا بها على سائر الأُمَمِ الذين لم تحلَّ لهم الغَنائم وصلاةُ التطوُّع نافِلةٌ لأَنها زيادة أَجْرٍ لهم على ما كُتِبَ لهم من ثواب ما فرض عليهم وفي الحديث ونَفَّلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم السَّرَايا في البَدْأَةِ الرُّبُعَ وفي القَفْلة الثُّلُثَ تفضيلاً لهم على غيرهم من أَهل العسكر بما عانَوْا من أَمر العَدُوِّ وقاسَوْهُ من الدُّؤُوب والتَّعَبِ وباشروه من القِتال والخوف وكلُّ عطيَّةٍ تَبَرَّع بها مُعطيها من صدقةٍ أَو عملِ خير فهي نافِلةٌ ابن الأَعرابي النَّفَل الغنائمُ والنَّفَل الهبة والنَّفَل التطوُّع ابن السكيت تنفَّل فلان على أَصحابه إِذا أَخذ أَكثر مما أَخذوا عند الغنيمة وقال أَبو سعيد نَفَّلْت فلاناً على فلان أَي فضَّلته والنَّفَل بالتحريك الغنيمة والنَّفْل بالسكون وقد يحرّك الزيادة وفي الحديث أَنه بَعَثَ بَعْثاً قِبَل نَجْد فبلغتْ سُهْمانُهم اثني عشر بعيراً ونَفَّلَهم بعيراً بعيراً أَي زادهم على سِهامهم ويكون من خُمْس الخُمْسِ وفي حديث ابن عباس لا نَفَل في غَنيمةٍ حتى يُقسَم جَفَّةً كلها أَي لا ينفِّل منها الأَمير أَحداً من المُقاتِلة بعد إِحْرازها حتى يقسم كلها ثم ينفِّله إِن شاء من الخمس فأَما قبل القِسْمة فلا وقد تكرر ذكر النَّفَل والأَنْفال في الحديث وبه سمِّيت النَّوافِل في العِبادات لأَنها زائدة على الفَرائض وفي الحديث لا يزال العَبْد يتقرَّب إِليّ بالنوافِل وفي حديث قِيامِ رمضان لو نَفَّلْتنا بقيَّة ليلتِنا هذه أَي زِدْتنا من صلاة النافلة وفي حديث آخر إِنّ المَغانِمَ كانت محرَّمة على الأُمَمِ فنفَّلها الله تعالى هذه الأُمة أَي زادها والنافِلةُ العطيَّة عن يدٍ والنَّفْل والنافِلةُ ما يفعله الإِنسان مما لا يجب عليه وفي التنزيل العزيز فتهجَّدْ به نافِلةً لك النَّفْل والنافلةُ عطية التطوُّع من حيث لا يجب ومنه نافِلةُ الصلاة والتَّنَفُّل التطوُّع قال الفراء ليست لأَحد نافلة إِلاَّ للنبي صلى الله عليه وسلم قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأَخَّر فعمَلُه نافِلةٌ وقال الزجاج هذه نافِلةٌ زيادة للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة ليست لأَحد لأَن الله تعالى أَمره أَن يزداد في عبادته على ما أَمرَ به الخلْق أَجمعين لأَنه فضَّله عليهم ثم وعده أَن يبعَثَه مَقاماً محموداً وصحَّ أَنه الشفاعة ورجل كثير النَّوافِل أَي كثيرُ العَطايا والفَواضِل قال لبيد لله نافِلةُ الأَجَلِّ الأَفْضَلِ قال شمر يريد فَضْل ما ينفِّل من شيء ونَفَّل غيرَه يُنَفِّل أَي فضَّله على غيره والنافِلةُ ولدُ الولدِ وهو من ذلك لأَن الأَصلَ كان الولد فصار ولدُ الولدِ زيادةً على الأَصل قال الله عز وجل في قصة إِبراهيم على نبينا وعليه الصلاة والسلام ووهبنا له إِسحقَ ويعقوبَ نافلةً كأَنه قال وهبنا لإِبراهيم إِسحقَ فكان كالفَرْضِ له ثم قال ويعقوب نافلةً فالنافِلةُ ليعقوبَ خاصةً لأَنه ولدُ الولد أَي وهبنا له زيادةً على الفَرْض له وذلك أَن إِسحقَ وُهِبَ له بدُعائه وزِيدَ يعقوب تفضُّلاً والنَّوْفَلُ العطية والنَّوْفَل السيِّدُ المِعْطاءُ يشبَّهان بالبحر قال ابن سيده فدل هذا على أَن النَّوْفَل البَحْرُ ولا نصَّ لهم على ذلك أَعني أَنهم لم يصرِّحوا بذلك بأَن يقولوا النَّوْفَل البحر أَبو عمرو هو اليَمُّ والقَلَمَّسُ والنَّوْفَلُ والمُهْرُقانُ والدَّأْمَاءُ وخُضَارَةُ والأَخْضَرُ والعُلَيْم
( * قوله « والعليم » هكذا في الأصل مضبوطاً والذي في القاموس العليم أي كحيدر )
والخَسِيفُ والنَّوْفَلُ البحر
( * قوله « والنوفل البحر » كذا في الأصل وهو مستغنى عنه )
التهذيب ويقال للرجل الكثير النَّوافِل وهي العَطايا نَوْفَل قال الكميت يمدح رجلاً غِياثُ المَضُوعِ رِئَابُ الصُّدُو ع لأْمَتُكَ الزُّفَرُ النَّوْفَلُ يعني المذكور ضاعَني أَي أَفْزَعَني قال شمر الزُّفَر القَويّ على الحَمالات والنَّوْفل الكثير النَّوافِل وقوم نَوْفَلون والنَّوْفَلُ العطية تشبَّه بالبحر والنَّوْفَل الرجل الكثيرُ العطاء وأَنشد لأَعشى باهلة أَخُو رَغائبَ يُعْطِيها ويَسْأَلُها يأْبَى الظُّلامَةَ منه النَّوْفَلُ الزُّفَرُ قال ابن الأَعرابي قوله منه النَّوْفَل الزُّفَر النَّوْفَل مَنْ ينفي عنه الظلْمَ من قومه أَي يَدْفعه والنَّوْفَلة المَمْحَلةُ وفي التهذيب المَمْلَحةُ قال أَبو منصور لا أَعرف النَّوْفلة بهذا المعنى وانْتَفَلَ من الشيء انْتَفى وتبرَّأَ منه أَبو عبيد انْتَفلْت من الشيء وانْتَفَيْت منه بمعنى واحد كأَنه إِبدال منه قال الأَعشى لئن مُنِيتَ بنا عن جَدِّ مَعْرَكة لا تُلْفِنا عن دِماءِ القوم نَنْتَفِلُ وفي حديث ابن عمر أَنَّ فلاناً انْتَفَل من وَلَده أَي تبرَّأَ منه قال الليث قال لي فلان قولاً فانْتَفَلْت منه أَي أَنكرت أَن أَكون فَعَلْته وأَنشد للمتَلَمِّس أَمُنْتَفِلاً من نصر بُهْثَةَ دائباً ؟ وتَنْفُلُني من آلِ زيد فَبِئْسما قال أَبو عمرو تَنْفُلُني تَنْفِيني والنافِلُ النافي ويقال انْتَفَل فلان إِذا اعتذر وانْتَفَل صَلَّى النَّوافِل ويقال نفَّلْت عن فلان ما قيل فيه تَنْفِيلاً إِذا نَضَحْت عنه ودَفَعْتَه وفي حديث القَسامة قال لأَولِياء المَقْتول أَتَرْضَوْن بِنَفْل خَمْسين من اليهود ما قَتَلُوه ؟ يقال نَفَّلْته فنَفَل أَي حلَّفته فحلَف ونَفَل وانْتَفَل إِذا حلَف وأَصل النَّفْل النَّفْي يقال نَفَلْت الرجلَ عن نسَبه وانْفُلْ عن نفسك إِن كنت صادقاً أَي انْفِ ما قيل فيك وسميت اليمين في القسامة نَفْلاً لأَنَّ القِصاص يُنْفَى بها ومنه حديث عليّ كرم الله وجهه لَوَدِدْتُ أَنَّ بني أُمَيَّة رَضُوا ونَفَّلْناهم خمسين رجلاً من بني هاشم يَحْلِفُون ما قَتَلْنا عثمان ولا نعلم له قاتِلاً يريد نَفَّلْنا لهم وأَتَيْتُ أَتَنَفَّله أَي أَطلبه عن ثعلب وأَنْفَل له حلَف والنَّفَل ضرْب من دِقِّ النبات وهو من أَحْرار البُقول تنبُت مُتَسَطِّحةً ولها حَسَك يَرْعاه القَطا وهي مثل القَثِّ لها نَوْرةٌ صفراءُ طيبةُ الريح واحدته نَفَلةٌ قال وبالنَّفَل سمي الرجل نُفَيْلاً الجوهري النَّفَل نبت في قول الشاعر هو القطامي ثم استمرَّ بها الحادِي وجَنَّبها بَطْنَ التي نَبْتُها الحَوْذانُ والنَّفَلُ والعرب تقول في ليالي الشهر ثلاث غُرَر وذلك أَول ما يَهِلُّ الهلال سمِّين غُرَراً لأَن بياضَها قليل كغرَّة الفرس وهي أَقل ما فيه من بياض وجهه ويقال لثلاث ليال بعد الغُرَر نُفَل لأَن الغُرَر كانت الأَصل وصارت زيادة النُّفَل زيادة على الأَصل والليالي النُّفَل هي الليلة الرابعة والخامسة والسادسة من الشهر والنَّوْفَليَّة ضرْب من الامتِشاط حكاه ابن جني عن الفارسي وأَنشد لجِران العَوْد أَلا لا تَغُرَّنَّ امْرَأً نَوْفَلِيَّةٌ على الرأْسِ بَعْدِي والترائبُ وُضَّحُ ولا فاحِمٌ يُسْقى الدِّهانَ كأَنه أَساوِدُ يَزْهاها مع الليل أَبْطَحُ وكذلك روي يَغُرَّنَّ بلفظ التذكير وهو أَعذر من قولهم حضر القاضيَ امرأَةٌ لأَن تأْنيث المِشْطة غير حقيقي التهذيب والنَّوْفلِيَّة شيء يتَّخذه نساءُ الأَعراب من صوف يكون في غلظ أَقل من الساعِد ثم يُحْشى ويعطف فتضعه المرأَة على رأْسها ثم تختمر عليه وأَنشد قول جِران العَوْد وفي حديث أَبي الدَّرْداء إِياكم والخَيْلَ المنَفِّلة التي إِن لَقِبَتْ فَرَّتْ وإِن غَنِمت غَلَّتْ قال ابن الأَثير كأَنه من النَّفَل الغنيمةِ أَي الذين قصدُهم من الغَزْو الغنيمةُ والمالُ دون غيره أَو من النَّفْل وهم المُطَّوِّعة المتبرِّعون بالغَزْوِ الذين لا اسمَ لهم في الدِّيوان فلا يقاتِلون قِتالَ مَنْ له سَهْم قال هكذا جاء في كتاب أَبي موسى من حديث أَبي الدرداء قال والذي جاء في مسند أَحمد من رواية أَبي هريرة أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إِياكم والخيلَ المُنَفِّلة فإِنها إِن تَلْقَ تَفِر وإِن تَغْنَم تَغْلُلْ قال ولعلهما حديثان ونَوْفَل ونُفَيْل اسمان

( نقل ) النَّقْلُ تحويلُ الشيء من موضع إِلى موضع نَقَله يَنْقُله نَقْلاً فانتَقَل والتَّنَقُّل التحوُّل ونَقَّله تَنْقِيلاً إِذا أَكثر نقله وفي حديث أُم زرع لا سَمِين فيَنْتَقِل أَي ينقُله الناس إِلى بيوتهم فيأْكلونه والنُّقْلة الاسم من انتِقال القوم من موضع إِلى موضع وهمزة النَّقْل التي تَنْقُل غير المتعدِّي إِلى المتعدِّي كقولك قام وأَقَمْتُه وكذلك تشديدُ النَّقْل هو التضعيفُ الذي يَنْقُل غير المتعدي إِلى المتعدي كقولك غَرِم وغَرَّمْتُه وفَرِح وفَرَّحْته والنُّقْلة الانتِقال والنُّقْلة النمِيمةُ تنْقُلها والناقِلةُ من نَواقِل الدهر التي تنقُل قوماً من حال إِلى حال والنَّواقِلُ من الخَراج ما يُنْقَل من قرية إِلى أُخرى والنواقِلُ قَبائل تَنتَقِل من قوم إِلى قوم والناقِلةُ من الناس خلافُ القُطَّان والناقِلةُ قبيلةٌ تنتقل إِلى أُخرى التهذيب نَواقِل العرب من انتقَل من قبيلة إِلى قبيلة أُخرى فانتَمى إِليها والنَّقلُ سرعة نَقْل القوائم وفرس مِنْقَل أَي ذو نَقَل وذو نِقال وفرس مِنْقَل ونَقَّال ومُناقِل سريع نَقْل القوائم وإِنه لذو نَقِيل والتَّنْقِيل مثل النَّقَل قال كعب لهنّ من بعدُ إِرْقالٌ وتَنْقِيلُ والنَّقِيلُ ضرب من السير وهو المُداومة عليه ويقال انتَقَل سار سيراً سريعاً قال الراجز لو طَلَبونا وجَدُونا نَنْتَقِلْ مثلَ انْتِقال نَفَرٍ على إِبِلْ وقد ناقَلَ مُناقلةً ونِقالاً وقيل النِّقالُ الرَّدَيان وهو بين العدْو والخَبَبِ والفرس يُناقِل في جَرْيه إِذا اتَّقى في عَدْوه الحجارة ومُناقَلةُ الفرس أَن يضع يدَه ورجله على غير حجَر لحسْن نَقْلِه في الحجارة قال جرير من كل مُشْتَرِفٍ وإِن بَعُدَ المَدى ضَرِمِ الرَّقاقِ مُناقِلِ الأَجْرالِ وأَرض جَرِلةٌ ذاتُ جَراوِل وغِلظ وحجارة والمُنَقِّلة بكسر القاف من الشِّجاج التي تُنَقِّل العظم أَي تكسره حتى يخرج منها فَراشُ العِظام وهي قُشور تكون على العَظْم دون اللحم ابن الأَعرابي شَجَّة مُنَقِّلة بَيِّنة التَّنْقيل وهي التي تخرج منها كِسَرُ العِظام وورد ذكرها في الحديث قال وهي التي يخرج منها صِغار العِظام وتنتَقِل عن أَماكنها وقيل هي التي تُنَقِّل العظم أَي تكسره وقال عبد الوهاب بن جَنْبة المنقِّلة التي تُوضِح العظم من أَحد الجانبين ولا توضِحه من الجانب الآخر وسميت منقِّلة لأَنها تَنْقُل جانِبَها الذي أَوْضَحَتْ عظمَه بالمِرْوَد والتَّنْقِيل أَن ينقل بالمِرْوَد ليسمع صوت العظم لأَنه خفي فإِذا سمع صوت العظم كان أَكثر لنَذْرِها وكانت مثلَ نصف المُوضِحة قال الأَزهري وكلام الفقهاء هو أَول ما ذكرناه من أَنها التي تنقِّل فَراشَ العِظام وهو حكاية أَبي عبيد عن الأَصمعي وهو الصواب قال ابن بري المشهور الأَكثر عند أَهل اللغة المنقلة بفتح القاف والمَنْقَلةُ المَرْحلة من مَراحل السفر والمَناقِل المَراحِل والمَنْقَلُ الطريق في الجبل والمَنْقَل طريق مختصَر والنَّقْل الطريق المختصر والنَّقَل الحجارة كالأَثافِيِّ والأَفْهار وقيل هي الحجارة الصِّغار وقيل هو ما يبقى من الحجر إِذا اقتُلِع وقيل هو ما بقي من الحجارة إِذا قُلِع جبَل ونحوه وقيل هو ما يبقى من حجَر الحِصْن أَو البيت إِذا هُدِم وقيل هو الحجارة مع الشجر وفي الحديث كان على قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم النَّقَل هو بفتحتين صِغار الحجارة أَشباه الأَثافيّ فَعَلٌ بمعنى مفعول أَي مَنْقول ونَقِلَتْ أَرضُنا فهي نَقِلة كثر نَقَلُها قال مَشْيَ الجُمَعْلِيلةِ بالحَرْفِ النَّقِلْ ويروى بالجُرْف بالجيم وأَرضَ مَنْقَلة ذاتُ نَقَل ومكان نَقِلٌ بالكسر على النسب أَي حَزْنٌ وأَرض نَقِلةٌ فيها حجارة والحجارةُ التي تَنْقُلُها قوائمُ الدابة من موضع إِلى موضع نَقِيلٌ قال جرير يُناقِلْنَ النَّقِيلَ وهُنّ خُوصٌ بغُبْر البِيد خاشعةِ الخُرومِ وقيل يَنْقُلْن نَقِيلَهنّ أَي نِعالَهنّ والنَّقْلةُ والنَّقْلُ والنِّقْلُ والنَّقَلُ النعل الخَلَقُ أَو الخفُّ والجمع أَنْقال ونِقال قال فصَبَّحَتْ أَرْعَلَ كالنِّقالِ يعني نباتاً مُتهَدِّلاً من نَعْمته شبَّهه في تَهَدُّله بالنعْل الخَلَق التي يجرُّها لابسها والمَنْقَلةُ كالنَّقْلِ والنَّقائلُ رِقاعُ النَّعل والخُفِّ واحدتها نَقِيلة والنَّقِيلة أَيضاً الرُّقْعة التي يُنْقَل بها خفُّ البعير من أَسفله إِذا حَفِيَ ويُرْقَع والجمع نَقائِل ونَقِيلٌ وقد نَقَلَه وأَنْقَل الخُفَّ والنعلَ ونَقَله ونَقَّله أَصلحه ونعل مُنَقَّلة قال الأَصمعي فإِن كانت النعل خلَقاً قيل نِقْل وجمعه أَنْقال وقال شمر يقال نَقَلٌ ونِقْلٌ وقال أَبو الهيثم نعل نَقْلٌ وفي حديث ابن مسعود ما مِنْ مُصَلًّى لامرأَة أَفضَل من أَشدّ مكاناً في بيتها ظُلمةً إِلاَّ امرأَة قد يَئِسَتْ من البُعُولة فهي في مَنْقَلِها قال الأُموي المَنْقَل الخفّ وأَنشد للكميت وكان الأَباطِحُ مِثْلَ الأَرِينِ وشُبِّه بالحِفْوَةِ المَنْقَلُ أَي يُصيب صاحبَ الخُفِّ ما يُصيب الحافي من الرَّمْضاءِ قال أَبو عبيد ولولا أَن الرواية في الحديث والشعر اتَّفقا على فتح الميم ما كان وجه الكلام في المَنْقَل إِلاَّ كسر الميم وقال ابنُ بُزُرْج المَنْقَلُ في شعر لبيد الثَّنِيَّة قال وكل طريق مَنْقَل وأَنشد كَلاَّ ولا ثم انْتَعَلْنا المَنْقَلا قِتْلَيْن منها ناقةً وجَمَلا عَيْرانةً وماطِلِيّاً أَفْتَلا قال ويقال للخفين المَنْقَلان وللنَّعْلين المَنْقَلان ابن الأَعرابي يقال للخف المَنْدَل والمِنْقَل بكسر الميم قال ابن بري في كتاب الرَّمَكِيِّ بخط أَبي سهل الهرَوي في نص حديث ابن مسعود من أَشد مكانٍ بالخفض وهو الصحيح الفراء نَعْلٌ مُنَقَّلة مطرَّقة فالمُنَقَّلة المرقوعة والمُطَرَّقة التي أُطبق عليها أُخرى وقال نُصير لأَعرابي ارْقَع نَقْلَيْك أَي نَعْلَيْك الجوهري يقال جاء في نَقْلَيْن له ونِقْلَيْن له ونَقَل الثوبَ نَقْلاً رَقَعه والنِّقْلة المرأَة تُتْرَك فلا تخطب لكِبَرها والنَّقِيلُ الغريب في القوم إِن رافَقهم أَو جاوَرهم والأُنثى نَقِيلة ونَقِيل قال وزعموا أَنه للخنساء تركْتَني وَسْطَ بَني عَلَّةٍ كأَنَّني بعْدَك فيهم نَقِيلْ ويقال رجل نَقِيل إِذا كان في قوم ليس منهم ويقال للرجل إِنه ابن نَقِيلة ليست من القوم أَي غريبة ونَقَلةُ الوادي صوتُ سَيْله يقال سمعت نَقَلة الوادي وهو صوت السيل والنَّقيل الأَتيُّ وهو السيل الذي يجيء من أَرض مُطِرَت إِلى أَرض لم تمطَر حكاه أَبو حنيفة والنَّقَل في البعير داء يصيب خفَّه فيتخَرَّق والنَّقِيلُ الطريق وكل طريق نَقِيل قال ابن بري وأَنشد أَبو عمرو لمَّا رأَيت بسُحْرة إِلْحاحها أَلْزَمْتها ثَكَمَ النَّقِيل اللاحِب النَّقِيلُ الطريق وثَكَمُه وسطُه وإِلْحاحُ الدابة وقوفُها على أَهلها لا تبرح والنَّقَلُ مراجعة الكلام في صَخَب قال لبيد ولقد يعلَم صحْبي كلُّهم بِعَِدانِ السَّيفِ صَبْري ونَقَلْ أَبو عبيد النَّقَل المُناقَلة في المنطِق وناقَلْتَ فلاناً الحديثَ إِذا حدَّثته وحدَّثك ورجل نَقِلٌ حاضر المنطِق والجواب وأَنشد للبيد هذا البيت أَيضاً صَبْرِي ونَقَلْ وقد ناقَله وتَناقل القومُ الكلامَ بينهم تنازَعوه فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابي من قول الشاعر كانت إِذا غَضِبتْ عليَّ تطلَّمتْ وإِذا طَلَبْتُ كلامَها لم تَنْقَل
( * قوله « تطلمت » هكذا في الأصل والمحكم بالطاء المهملة )
قال ابن سيده فقد يكون من النَّقَل الذي هو حضور المنطِق والجواب قال غير أَنَّا لم نسمع نَقِل الرجل إِذا جاوَب وإِنما نَقِلٌ عندنا على النسب لا على الفعل إِلاَّ أَن نجهل ما علم غيرُنا فقد يجوز أَن تكون العرب قالت ذلك إِلاَّ أَنه لم يبلغنا نحن قال وقد يكون تَنْقَل تَنْفَعِل من القَوْل كقولك لم تَنْقَد من الانقياد غير أَنَّا لم نسمعهم قالوا انْقالَ الرجلُ على شَكْل انْقادَ قال وعسى أَن يكون ذلك مَقُولاً أَيضاً إِلاَّ أَنه لم يصل إِلينا قال والأَسبق إِليَّ أَنه من النَّقَل الذي هو الجواب لأَن ابن الأَعرابي لمَّا فسره قال معناه لم تُجاوِبني والنَّقْل ما يَعْبَث به الشارب على شَرابه وروى الأَزهري عن المنذري عن أَبي العباس أَنه قال النَّقْل الذي يُتَنَقَّل به على الشَّراب لا يقال إِلاّ بفتح النون الجوهري والنُّقْل بالضم ما يُتَنَقَّل به على الشراب وفي بقيَّة النسخ النَّقْل بالفتح وحكى ابن بري عن ابن خالويه قال النَّقْل بفتح النون الانْتقال على النبيذ والعامة تضمُّه وقال ابن دريد النَّقَل بفتح النون والقاف الذي يُتنقَّل به على الشراب والنَّقَل المُجادلة وأَرض ذات نَقَل أَي ذات حجارة قال ومنه قول القَتَّال الكلابي بَكْرِيُّه يَعْثُرُ في النِّقال وقول الأَعشى غَدَوْتُ عليها قُبَيْلَ الشُّرو قِ إِمَّا نِقالاً وإِمَّا اغْتِمارا قال بعضهم النِّقال مُناقَلة الأَقْداح يقال شَهِدت نِقالَ بني فلان أَي مجلِس شَرابهم وناقَلْت فلاناً أَي نازعته الشرابَ والنِّقال نصالٌ عريضة قصيرة من نِصال السهام واحدتها نَقْلة يمانية والنَّقَل بالتحريك من رِيشات السهام ما كان على سهم آخر الجوهري النَّقَل بالتحريك الريشُ يُنْقَل من سهم فيجعل على سهم آخر يقال لا تَرِشْ سهمي بِنَقَل بفتح القاف قال الكميت يصف صائداً وسهامه وأَقدُحٌ كالظُّبَات أَنْصُلُها لا نَقَلٌ رِيشُها ولا لَغَبُ الجوهري والأَنْقِلاءُ ضرب من التمر بالشام والنِّقالُ أَيضاً أَن تشرَب الإِبل نَهَلاً وعَلَلاً بنفسها من غير أَحد يقال فرس مِنْقَل وقد نَقَلْتها أَنا وقال عدي بن زيد يصف فرساً فَنَقَلْنا صَنْعَه حتى شَتَا ناعِمَ البال لَجُوجاً في السَّنَنْ صَنْعه حُسْن القيام عليه والسَّنَن اسْتِنانُه ونَشاطُه

( نقثل ) النَّقْثَلةُ مِشْية تُثير الترابَ وقد نَقْثَل الجوهري النَّقْثلة مِشية الشيخ يُثير التراب إِذا مَشى وقال صخر بن عمير قارَبْتُ أَمشِي القَعْولي والفَنْجَلَهْ وتارةً أَنبُت نَبْثَ النَّقْثَلَهْ

( نكل ) نَكَلَ عنه يَنْكِل
( * قوله « نكل عنه ينكل إلخ » عبارة القاموس نكل عنه كضرب ونصر وعلم نكولاً نكص وجبن ) ويَنْكُل نُكولاً ونَكِلَ نَكَصَ يقال نَكَل عن العدوّ وعن اليمين يَنْكُل بالضم أَي جَبُنَ ونَكَّله عن الشيء صرفه عنه ويقال نكَل الرجل عن الأَمر يَنْكُل نُكولاً إِذا جَبُنَ عنه ولغة أُخرى نَكِل بالكسر يَنْكَل والأُولى أَجود الليث النّكل
( * قوله « الليث النكل إلخ » عبارة التهذيب الليث النكال اسم إلخ )
اسم لما جعلْته نَكالاً لغيره إِذا رآه خاف أَن يعمل عمله الجوهري نَكَّل به تَنْكِيلاً إِذا جعله نَكالاً وعِبْرة لغيره ويقال نَكَّلْت بفلان إِذا عاقبته في جُرْم أَجرمه عُقوبةُ تَنَكِّل غيره عن ارتكاب مثله وأَنْكَلْت الرجلَ عن حاجته إِنْكالاً إِذا دفعته عنها وقوله تعالى فجعلناهما نَكالاً لما بين يَدَيْها وما خَلْفها قال الزجاج أَي جعلنا هذه الفَعلة عِبرةً يَنْكُل أَن يفعل مثلَها فاعلٌ فَيناله مثل الذي نال اليهود المُعْتَدِين في السَّبْت وفي حديث وِصالِ الصوم لو تأَخَّر لزدْتُكُم كالتَّنْكِيل لهم أَي عُقوبة لهم المحكم ونَكَل بفلان إِذا صنع به صَنِيعاً يحذَر غيره منه إِذا رآه وقيل نَكَله نحَّاه عما قِبَلَه والنَّكال والنُّكْلة والمَنْكَل ما نَكَلْت به غيرك كائناً ما كان الجوهري المَنْكَل الذي يُنَكِّل بالإِنسان ونَكِل الرجل قَبِلَ النَّكَالَ عن ابن الأَعرابي وأَنشد فاتَّقُوا اللهَ وخَلُّوا بيننا نَبْلغِ الثَّأْر ويَنْكَلْ مَنْ نَكِلْ وإِنه لَنِكْلُ شَرٍّ أَي يُنَكَّل به أَعداؤه حكاه يعقوب في المنطق وفي بعض النسخ يُنْكَل به أَعداؤه التهذيب وفلان نِكْلُ شَرٍّ أَي قويّ عليه ويكون نِكْل شرّ أَي يُنَكِّل في الشر ورجل نِكْل ونَكَلٌ إِذا نُكِّل به أَعداؤه أَي دُفِعوا وأُذِلُّوا ورَماه الله بِنُكْلة أَي بما يُنَكِّله به والنِّكْلُ بالكسر القيد الشديد من أَي شيء كان والجمع أَنْكال وفي التنزيل العزيز إِنَّ لدينا أَنْكالاً وجَحِيماً قيل هي قيود من نارٍ وفي الحديث يؤتى بقوم في النُّكُول بمعنى القُيود الواحد نِكْل ويجمع أَيضاً على أَنْكال وسميت القيود أَنْكالاً لأَنها يُنْكَل بها أَي يُمنع والناكِلُ الجَبانُ الضعيفُ والنِّكْلُ ضرْب من اللُّجُم وقيل هو لِجام البَرِيدِ قيل له نِكْل لأَنه يُنْكَل به المُلْجَم أَي يُدفَع كما سميت حَكَمة الدابة حَكَمَة لأَنها تمنع الدابة عن الصُّعوبة شمر النِّكْل الذي يغلب قِرْنَه والنِّكْل اللِّجام والنِّكْل القيد والنِّكْل حديدة اللجام والنَّكَلُ عِناجُ الدَّلْوِ وأَنشد ابن بري تشدُّ عَقْدَ نَكَلٍ وأَكْراب ورجل نَكَل قويٌّ مجرَّب شجاع وكذلك الفرَس وفي الحديث إِن الله يحب النَّكَل على النَّكَل بالتحريك قيل له وما النَّكَل على النَّكَل ؟ قال الرجل القويُّ المجرَّب المبدئ المعيدُ أَي الذي أَبدأَ في غَزْوِه وأَعاد على مثله من الخيل وفي الصحاح النَّكَل على النَّكَل يعني الرجل القويَّ المجرَّب على الفرس القوي المجرَّب وأَنشد ابن بري للراجز ضرْباً بكفَّيْ نَكَلٍ لم يُنْكَل قال ابن الأَثير النَّكَل بالتحريك من التَّنْكِيل وهو المنع والتنحية عما يريد ومنه النُّكول في اليمين وهو الامتناع منها وترك الإِقدام عليها ومنه الحديث مُضَرُ صَخْرة اللهِ التي لا تُنكل أَي لا تُدْفَع عمَّا سُلِّطت عليه لثبوتها في الأَرض يقال أَنْكَلْت الرجل عن حاجته إِذا دَفَعْتَه عنها ومنه حديث ماعِزٍ لأَنْكُلَنَّه عنهنَّ أَي لأَمنَعنَّه وفي حديث عليّ غير نِكْلٍ في قَدَمٍ ولا واهناً في عزم أَي بغير جُبن ولا إِحْجام في الإِقدام وقد يكون القَدَم بمعنى التقدم الفراء يقال رجل نِكْل ونَكَل كأَنه تُنْكَل به أَعداؤه ومعناه قريب من التفسير الذي في الحديث قال ويقال أَيضاً رجل بِدْل وبَدَل ومِثْل ومَثَل وشِبْه وشَبَه قال ولم نسمع في فِعْل وفَعَل بمعنى واحد غير هذه الأَربعة الأَحرف والمَنْكَلُ اسم الصخر هذلية قال فارْمِ على أَقْفائهم بِمَنْكَل بصخرةٍ أَو عَرْض جَيشٍ جَحْفَل وأَنْكَلْت الحجَر عن مكانه إِذا دفعته عنه

( نلل ) التهذيب في الثنائي المضاعف ابن الأَعرابي النُّلْنُلُ الشيخ الضعيف

( نمل ) النَّمْلُ معروف واحدته نَمْلة ونَمُلة وقد قرئ به فَعَلَّله الفارسي بأَن أَصل نَمْلة نَمُلة ثم وقع التخفيف وغلب وقوله عز وجل قالت نَمْلة يا أَيُّها النَّمْلُ ادْخُلوا مَساكِنَكم جاء لفظ ادخلوا في النَّمْل وهي لا تعقِل كلفظ ما يعقِل لأَنه قال قالت والقول لا يكون إِلا للحيِّ الناطق فأُجريت مُجراه والجمع نِمَال قال الأَخطل دَبِيب نِمال في نَقاً يَتَهيَّل وأَرض نَمِلةٌ كثيرة النَّمْل وطعام مَنْمُول أَصابه النَّمْل وذكر الأَزهري في ترجمة نحل في حديث ابن عباس أَن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل النَّحْلة والنَّمْلة والصُّرَد والهُدْهُد وروي عن إِبراهيم الحربي قال إِنما نهى عن قتلهنَّ لأَنهنّ لا يؤذين الناسَ وهي أَقل الطيور والدوابِّ ضرراً على الناس ليس مثل ما يتأَذى الناسُ به من الطيور الغُرابِ وغيره قيل له فالنَّمْلة إِذا عضَّت تُقتَل ؟ قال النملة لا تَعَض إِنما يَعَضّ الذَّرُّ قيل له إِذا عَضَّت الذرَّة تُقتل ؟ قال إِذا آذتْك فاقْتُلْها قال والنَّمْلة هي التي لها قوائم تكون في البَراري والخَرابات وهذه التي يتأَذى الناس بها هي الذرُّ وهي الصغار ثم قال والنَّمْل ثلاثة أَصْناف النَّمْل وفازِر وعُقيفان قال والنمل يسكن البراري والخَرابات ولا يؤذي الناس والذرُّ يؤذي وقيل أَراد بالنهي نوعاً خاصّاً وهو الكبار ذوات الأَرْجُل الطوال وقال الحربي النَّمْل ما كان له قوائم فأَما الصغار فهو الذرُّ وروي عن قتادة في قوله عُلِّمْنا مَنْطِق الطير قال النَّمْلة من الطير وقال أَبو خيرة نملة حَمراء
( * قوله « وقال ابو خيرة نملة حمراء إلخ » هكذا في الأصل هنا وعبارته في مادة حوأ أبو خيرة الحوّ من النمل نمل حمر يقال لها نمل سليمان فلعل ما هنا فيه سقط ) يقال لها سُليمان يقال لهنّ الحوّ بالواو قال والذَّرُّ داخِل في النَّمْل ويشبَّه فِرِنْد السيف بالذرّ والنمل وقال ابن شميل النَّمْل الذي له رِيش يقال نَمْل ذو ريش والنَّمْل العُظَّام الفراء يقال نَمِّل ثوبَك والقُطْه أَي ارْفَأْهُ والنُّمْلةُ والنَّمْلةُ والنِّمْلةُ والنَّمِيلةُ كل ذلك النمِيمة رجل نَمِل ونامِل ومُنْمِل ومِنْمَل ونَمَّال كله نَمَّام وكذلك الإِنمال قال ابن بري شاهد النُّمْلة قول أَبي الورد الجعدي أَلا لَعَنَ اللهُ التي رَزَمَتْ به فقد ولَدت ذا نُمْلةٍ وغَوائِل وجمعها نُمْل وقد نَمِل ونَمَل يَنْمُل نَمْلاً وأَنْمَل قال الكميت ولا أُزْعِجُ الكَلِمَ المُحْفِظا ت للأَقْرَبِين ولا أُنْمِلُ وفيه نَمْلةٌ أَي كذب وامرأَة مُنَمَّلة ونَمْلى لا تستقر في مكان وفرس نَمِلٌ كذلك وهو أَيضاً من نعت الغلظ وفرس نَمِل القوائم لا يستقر وفرس ذو نُمْلة بالضم أَي كثير الحركة ورجل مُؤَنْمَلُ الأَصابع إِذا كان غليظ أَطرافِها في قِصَر ورجل نَمِل أَي حاذِق وغلام نَمِل أَي عَبِثٌ ونَمِلَ في الشجر يَنْمَل نَمَلاً إِذا صَعِد فيها الفراء نَمَل في الشجر يَنْمُل نُمولاً إِذا صَعِد فيها والنَّمِل الرجل الذي لا ينظر إِلى شيء إِلا عَمِله ورجل نَمِل الأَصابع إِذا كان كثير العَبَث بها أَو كان خفيفَ الأَصابع في العمل ابن سيده ورجل نَمِل خفيف الأَصابع لا يَرى شيئاً إِلا عمِله يقال رجل نَمِل الأَصابع أَي خفيفها في العمل وتَنَمَّلَ القومُ تحرَّكوا ودخل بعضُهم في بعض ونَمِلَتْ يدُه خُدِرت والنُّمْلة بالضم البقيَّة من الماء تبقى في الحوض حكاه كراع في باب النون والأَنْمُلة بالفتح
( * قوله « والانملة بالفتح إلخ » عبارة القاموس والانملة بتثليث الميم والهمزة تسع لغات التي فيها الظفر الجمع أنامل وأنملات ) المَفْصِل الأَعْلى الذي فيه الظفر من الإِصبع والجمع أَنامِل وأَنمُلات وهي رؤوس الأَصابع وهو أَحد ما كسِّر وسَلِم بالتاء قال ابن سيده وإِنما قلت هذا لأَنهم قد يستغنون بالتكسير عن جمع السلامة وبجمع السلامة عن التكسير وربما جمع الشيء بالوجهين جميعاً كنحو بُوَانٍ وبُون وبُونات هذا كله قول سيبويه والنَّمْلة شَقٌّ في حافِر الدابة والنَّمْلة عيب من عُيوب الخيل التهذيب والنَّمْلة في حافر الدابة شَقّ أَبو عبيدة النَّمْلة شَقٌّ في الحافر من الأَشعر إِلى طرف السُّنْبك وفي الصحاح إِلى المَقَطِّ قال ابن بري الأَشعَر ما أَحاط بالحافر من الشعر ومَقَطُّ الفرس مُنْقَطَع أَضلاعه والنَّمْلة شيء في الجسد كالقرْح وجمعها نَمْل وقيل النَّمْل والنَّمْلة قُروح في الجنب وغيره ودَواؤه أَن يُرْقى بريقِ ابن المَجوسيِّ من أُخته تقول المَجوس ذلك قال ولا عَيْبَ فينا غير نَسْل لِمَعْشرٍ كِرامٍ وأَنَّا لا نَخُطُّ على النَّمْل أَي لَسْنا بمَجُوس ننكِح الأَخوات قال أَبو العباس وأَنشدنا ابن الأَعرابي هذا البيت وأَنَّا لا نَحُطُّ على النَّمْل وفسره أَنَّا كِرام ولا نأْتي بُيوت النمْل في الجَدْب لنحفِر على ما جمَع لنأْكلُه وقيل النَّمْلة بَثْر يخرج بجسد الإِنسان الجوهري النمل بُثور صغار مع وَرَمٍ يسير ثم يتقَرَّح فيسعى ويتَّسع ويسميها الأَطباءُ الذُّباب وتقول المجوس إِن ولد الرجل إِذا كان من أُخته ثم خَطَّ على النَّمْلة شُفِيَ صاحبُها وفي الحديث لا رُقْية إِلا في ثلاث النَّمْلة والحُمَةِ والنَّفْس النَّمْلة قُروح تخرُج في الجنْب وقال أَبو عبيد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال لِلشَّفّاء عَلِّمِي حَفْصةَ رُقْية النَّمْلة قال ابن الأَثير شيء كانت تستعمِله النساء يَعْلَم كلُّ مَنْ سمِعه أَنه كلام لا يضرّ ولا ينفَع ورُقْية النَّملة التي كانت تُعْرَف بينهنّ أَن يُقال العَرُوس تحْتَفِل وتخْتضب وتَكْتَحِلْ وكلَّ شيء تَفْتَعِلْ غير أَن لا تَعْصِي الرجل قال ويروى عوض تحْتَفِل تنتعِل وعوض تَخْتَضِب تَقْتال فأَراد النبي صلى الله عليه وسلم بهذا المقال تأْنِيبَ حفصةَ لأَنه أَلقى إِليها سرًّا فأَفشَتْه وكتا مُنَمَّل مكتوب هذلية ابن سيده وكتابٌ مُنْمَل متقارِب الخطّ قال أَبو العيال الهذلي والمَرْءُ عمراً فأْتِهِ بنَصِيحةٍ مِنِّي يَلوح بها كتابٌ مُنْمَلُ ومُنَمَّل كمُنْمَل ونَمَلى موضع والنَّأْمَلةُ مِشية المقيد وهو يُنَأْمِل في قعيْده نَأْمَلةً وقول الشاعر فإِنِّي ولا كُفْران لله آيةً لِنَفْسي لقد طالَبْت غير مُنَمَّل قال أَبو نصر أَراد غير مَذْعور وقال غير مُرْهَق ولا مُعْجَل عما أُريد

( نهل ) النَّهْل أَوَّل الشُّرْب تقول أَنهَلْتُ الإِبلَ وهو أَول سقيها ونَهِلَتْ هي إِذا شربت في أَوَّل الوِرْد نَهِلَتِ الإبلُ نَهَلاً وإِبل نواهِل ونِهال ونَهَلٌ ونُهُول ونَهِلة ونَهْلى يقال إِبِل نَهْلى وعَلَّى لِلتي تشرَب النَّهَل والعَلَل قال عاهانُ بن كعب تَبُكُّ الحَوْضَ عَلاَّها ونَهْلى ودون ذِيادِها عَطَنٌ مُنِيمُ أَي ينام صاحبها إِذا حصلت إِبله في مكان أَمين واراد ونَهْلاها فاجتزأَ من ذلك بإِضافة عَلاَّها وأَراد ودون موضع ذِيادها فحذف المضاف قال ابن سيده وإِنما قلنا هذا لأَن الذِّياد الذي هو العَرَض لا يمنع منه العطَن إِذ العطَن جوهر والجواهر لا تحول دون الأَعراض فتفَّهمه وكذلك غيرها من الماشية والناس والنَّهَل الرِّيُّ والعَطَش ضِدُّ والفعل كالفعل والمَنْهَل المشرَب ثم كثر ذلك حتى سميت مَنازل السُّفَّار على المِياه مَناهِل وفي حديث الدجال أَنه يَرِد كلَّ مَنْهَل وقال ثعلب المَنْهَل الموضع الذي فيه المشرَب والمَنْهَل الشُّرْب قال وهذا الأَخير يتجه أَن يكون مصدر نَهِل وقد كان ينبغي أَن لا يذكره لأَنه مُطَّرد والناهِلة المختلِفة إِلى المَنْهَل وكذلك النازِلة وأَنشد ولم تُراقِب هناك ناهِلَةَ ال واشِينَ لَمَّا اجْرَهَدَّ ناهِلُها قال أَبو مالك المَنازِل والمَناهِل واحد وهي المَنازِل على الماء وأَنْهَل القومُ نَهِلَت إِبِلُهم ورجل مِنْهال كثير الإِنْهال قال خالد بن جنبة الغنوي وغيره المَنْهَل كل ما يَطَؤه الطريقُ مثل الرُّحَيل والحفِير قال وما بين المَناهِل مَراحِل والمَنْهَل من المياه كلُّ ما يَطَؤه الطريق وما كان على غير الطريق لا يُدْعَى مَنْهَلاً ولكن يضاف إِلى موضعه أَو إِلى من هو مختصٌّ به فيقال مَنْهَل بني فلان أَي مَشْرَبهم وموضع نَهَلهم وفي قصيد كعب بن زهير كأَنه مُنْهَلٌ بالرَّاحِ مَعْلول أَي مَسْقِيٌّ بالراحِ يقال أَنْهَلْته فهو مُنْهَل بضم الميم وفي حديث معاوية النُّهُل الشُّروع هو جمع ناهِل وشارع أَي الإِبل العِطاش الشارِعة في الماء ويقال من أَين نَهِلْت اليوم ؟ فتقول بماء بني فلان وبمَنْهَل بني فلان وقوله أَين نَهِلت أَي شَرِبت فَرَوِيت وأَنشد ما زال منها ناهِلٌ ونائِب قال الناهِلُ الذي روي فاعتزَل والنائبُ الذي يَنُوب عَوداً بعد شُرْبها لأَنها لم تُنْضَح رِيّاً الجوهري المَنْهَل المَوْرِد وهو عين ماءٍ تَرِدُه الإِبِل في المَراعي وتسمّى المَنازل التي في المَفاوِز على طريق السُّفَّار مَناهِل لأَن فيها ماءً الجوهري وغيره الناهِل في كلام العرب العَطْشان والناهِل الذي قد شرِب حتى روِي والأُنثى ناهِلة والناهِل العَطْشان والناهِل الرَّيَّان وهو من الأَضداد وقال النابغة الطاعِن الطَّعْنة يوم الوَغَى يَنْهَل منها الأَسَلُ الناهِلُ جعل الرِّماح كأَنها تعطَش إِلى الدَّمِ فإِذا شرعت فيه رَوِيتْ وقال أَبو عبيد هو ههنا الشارِب وإِن شئت العَطْشان أَي يروى منه العطشان وقال أَبو الوليد يَنْهَل يشرب منه الأَسَلُ الشارِب قال الأَزهري
( * قوله « قال الأزهري إلخ » نسب المؤلف الشطر الأخير في مادة جبى إلى الأخطل )
وقول جرير يدل على أَن العِطاش تسمَّى نِهالاً وهو قوله وأَخُوهُما السَّفَّاحُ ظَمَّأَ خَيْلَه حتى وَرَدْنَ جِبَا الكُلابِ نِهالا قال وقال عمرة
( * قوله « وقال عمرة » عبارة التهذيب عميرة ) بن طارق في مثله فما ذُقْت طَعْم النَّوْم حتى رأَيتُني أُعارِضُهم وِرْدَ الخماسِ النَّواهِل قال أَبو الهيثم ناهِل ونَهَل مثل خادِم وخَدَم وغائب وغَيَب وحارِس وحَرَس وقاعِد وقَعَد وفي حديث لقيط الا فيطَّلِعون عن حَوْض الرسول لا يَظْمأ والله ناهِلُه يقول من رَوِي منه لم يعطَش بعد ذلك أَبداً وجمع الناهِل نَهَل مثل طالِب وطَلَب وجمع النَّهَل نِهال مثل جَبَل وجِبال قال الراجز إِنَّك لن تُثَأْثِئَ النِّهالا بمِثْل أَنْ تُدارِك السِّجالا قال ابن بري وشاهد النِّهال بمعنى العِطاش قول ابن مقبل يذُودُ الأَوابِدَ فيها السَّمُوم ذِيادَ المُحِرِّ المَخاضَ النِّهالا وقال آخر منه تُرَوِّي الأَسَل النَّواهِلا والنَّهَل الشُّرْب الأَوّل وقد نَهِل بالكسر وأَنْهَلتْه أَنا لأَنَّ الإِبل تسقى في أَوّل الوِرْد فتردُّ إِلى العَطَن ثم تسقى الثانية وهي العَلَل فتردّ إِلى المرعَى وأَنشد ابن بري شاهداً على نَهِل قول الشاعر وقد نَهِلَتْ مِنَّا الرِّماحُ وعَلَّتِ وقال آخر في أَنْهَلَتْ أَعَلَلاً ونحن مُنْهِلونَهْ قال الأَصمعي إِذا أَوْرد إِبله الماء فالسقيةُ الأُولى النَّهَل والثانية العَلَل واستعمل بعض الأَغْفال النَّهَل في الدعاء فقال ثم انْثَنى من بعدِ ذا فصَلَّى على النبيِّ نَهَلاً وعَلاَّ والنَّهَلُ ما أُكِل من الطَّعامِ وأَنْهَل الرجلَ أَغضبه والمِنْهال أَرض والمِنْهال اسم رجل ومِنْهال اسم رجل
( * قوله « ومنهال اسم رجل » هذه عبارة المحكم وقد اقتصر على ما قبل هذا وذكر البيت بعده فلعلها زيادة من الناسخ ) قال لقد كَفَّنَ المِنْهالُ تحتَ رِدائِه فَتىً غيرَ مِبْطانِ العَشِيَّة أَرْوَعا ونُهَيْل اسم والمِنْهال القَبْر والمِنْهال الغاية في السخاء والمِنْهال الكَثِيب العالي الذي لا يَتماسَك انْهِياراً

( نهبل ) هَنْبَل الرجلُ ظَلَع ومَشَى مِشْية الضَّبُع العَرْجاء ونَهْبَل كذلك والنَّهْبَل الشَّيْخ ونَهْبَل أَسَنَّ وشيخٌ نَهْبَل وعجوز نَهْبَلة قال أَبو زُبيد مَأْوَى اليتيمِ ومَأْوى كلِّ نَهْبَلةٍ تَأْوي إِلى نَهْبَلٍ كالنَّسْرِ عُلْفُوفِ والنَّهْبَلة الناقة الضخمة

( نهشل ) النَّهْشَل المُسِنُّ المضطَرب من الكِبَر وقيل هو الذي أَسنَّ وفيه بقيَّة والأُنثى نَهْشَلة وقد نَهْشَل الأَزهري عن الأَصمعي نَهْشَل مشتقٌّ من النَّهْشَلة وهي الكِبَر والاضطرابُ وقد نَهْشَل الرجل إِذا كَبِر ونَهْشَل من أَسماء الذئب ونَهْشَل اسم رجل وهي أَيضاً قبيلة معروفة قال الأَخطل حَلا أَنّ حَيًّا مَنْ قُرَيْشٍ تَفاضَلوا على الناس أَو أَنَّ الأَكارِم نَهْشَلا
( * نصب نهشلا على انها بدل من الأكارم وخبر انّ محذوف )
نونها أَصليَّة لأَنها بإِزاء سِينِ سَلْهَب ونَهْشَل اسم رجل قال سيبويه هو ينصرف لأَنه فَعْلَل وإِذا كان في الكلام مثل جَعْفَر لم يمكن الحكم بزيادة النون وكان لَقِيطُ بنُ زُرارةَ التَّمِيمِيُّ يكنى أَبا نَهْشَل والنَّهْشَل الذئب والنَّهْشَل الصَّقْر الأَزهري نَهْشَل إِذا عضَّ إِنساناً تَجْميشاً ونَهْشَل إِذا أَكل أَكْل الجائع

( نهضل ) النَّهْضَل المُسِنُّ من الرجال مثَّل به سيبويه وفسَّره السيرافي والأُنثى بالهاء

( نول ) الليث النائِل ما نِلْت من معروف إِنسان وكذلك النَّوَال وأَنالَهُ معروفه ونَوَّلَه أَعطاه معروفه قال الشاعر إِنْ تُنَولْهُ فقد تَمْنَعُهُ وتُرِيهِ النَّجْمَ يَجْرِي بالظُّهُرْ والنّالُ والمَنالةُ والمَنالُ مصدر نِلْت أَنال ويقال نُلْت له بشيء أَي جُدْت وما نُلْتُه شيئاً أَي ما أَعطيته ويقال نالَني بالخير يَنُولُني نَوالاً ونَوْلاً ونَيْلاً وأَنالَني بخير إِنالةً ويقال في الأَمر من نِلْت أَنالُ للواحد نَلْ وللاثنين نالا وللجمع نالُوا ونُلْتُه معروفاً ونَوَّلْته الجوهري النَّوَال العَطاء والنائِل مثله ابن سيده النّالُ والنَّوالُ معروف ونُلْتُه ونُلْت له ونُلْتُه به أَنُولُه به نَوْلاً قال العُجير السَّلُولي فعَضَّ يَدَيْهِ أُصْبُعاً ثم أُصْبُعاً وقال لعلَّ الله سَوْفَ يَنِيل أَي يَنُول بخير فحذف وأَنَلْته به وأَنَلْته إِيّاه ونَوَّلْته ونَوَّلْت عليه بقليل كله أَعطيته الكسائي لقد تَنَوَّل علينا فلان بشيء يسير أَي أَعطانا شيئاً يسيراً وتَطَوَّل مثلها وقال أَبو محجن التَّنَوُّل لا يكون إِلا في الخير والتطوُّل قد يكون في الخير والشر جميعاً الجوهري يقال نُلْت له بالعطيَّة أَنُول نَوْلاً ونُلْتُه العطيَّة ونَوَّلْته أَعطينه نَوالاً قال وَضّاح اليَمن إِذا قلتُ يوماً نَوِِّّلِيني تبسَّمتْ وقالت مَعاذ الله من نَيْل ما حَرُمْ فما نَوَّلتْ حتى تضرَّعْت عندَها وأَنْبَأْتُها ما رَخَّص اللهُ في اللَّمَمْ يعني التقبيلَ قال ابن بري وشاهد نُلْت له بالعطيَّة قول الشاعر تَنُول بمعروف الحديثِ وإِن تُرِدْ سِوَى ذاكَ تُذْعَرْ منك وهي ذَعُورُ وقال الغنوي ومن لا يَنُلْ حتى تسدَّ خِلالُه يجِدْ شَهوات النفْس غير قليلِ وفي حديث موسى والخضر عليهما السلام حَمَلُوهما في السفينة بغير نَوْلٍ أَي بغير أَجْرٍ ولا جُعْل وهو مصدر ناله يَنُوله إِذا أَعطاه وإِنه لَيَتَنَوَّل بالخير وهو قبل ذلك لا خير فيه ورجل نالٌ بوزْن بالٍ جَوَاد وهي في الأَصل نائل قال ابن سيده يجوز أَن يكون فَعْلاً وأَن يكون فاعِلاً ذهبت عينه وقيل كثير النائِل ونالَ ينال نائلاً ونَيْلاً صار نالاً وما أَنْوَله أَي ما أَكثر نائله وما أَصَبْتُ منه نَوْلةً أَي نَيْلاً وشيء مُنَوَّل ومَنِيل عن سيبويه ابن السكيت رجل نالٌ كثير النَّوال ورجلان نالان وقوم أَنْوال وقول لبيد وقَفْتُ بهنَّ حتى قال صحْبي جَزِعْتَ وليس ذلك بالنَّوال أَي بالصواب ونالَتِ المرأَة بالحديث والحاجة نَوالاً سَمَحَتْ أَو هَمَّت قال الشاعر تَنُولُ بمعروف الحديث وإِن تُرِدْ سوى ذاك تُذْعَر منك وهي ذَعورُ وقيل النَّوْلة القُبْلة وناوَلْت فلاناً شيئاً مُناولة إِذا عاطَيْته وتناوَلْت من يده شيئاً إِذا تَعاطيته وناوَلْته الشيء فتناوله ابن سيده تناول الأَمرَ أَخذه قال سيبويه أَما نَوْل فتقول نَوْلُك أَن تفعل كذا أَي ينبغي لك فِعْل كذا وفي الصحاح أَي حقُّك أَن تفعل كذا وأَصله من التناوُل كأَنه يقول تناوُلك كذا وكذا قال العجاج هاجَتْ ومثلي نَوْلُه أَن يَرْبَعا حمامةٌ ناجت حماماً سُجَّعا أَي حقُّه أَين يكُفَّ وقيل الرجز لرؤبة وإِذا قال لا نَوْلُك فكأَنه يقول أَقْصِر ولكنه صار فيه معنى ينبغي لك وقال في موضع لا نَوْلُك أَن تفعل جعلوه بدلاً من ينبغي مُعاقِباً له قال أَبو الحسن ولذلك وقعت المعرفة هنا غير مكرَّرة وقالوا ما نَوْلُك أَن تفعل كذا أَي ما ينبغي لك أَن تَناله روى الأَزهري عن أَبي العباس أَنه قال في قولهم للرجل ما كان نَوْلُكَ أَن تفعل كذا قال النَّوْل من النَّوال يقول ما كان فعلُك هذا حظًّا لك الفراء يقال أَلمْ يَأْنِ وأَلم يَأْنِ لك وأَلم يَنَلْ لك وأَلم يُنِلْ لك قال وأَجْوَدُهنّ التي نزل بها القرآن العزيز يعني قوله أَلم يَأْنِ للذين آمنوا ويقال أَنَّى لك أَن تفعل كذا ونالَ لك وأَنال لك وأآن لك بمعنى واحد وفي الحديث ما نَوْل امرئٍ مسلم أَن يقول غير الصواب أَو أَن يقول ما لا يعلم أَي ما ينبغي له وما حظُّه أَن يقول ومنه قولهم ما نَوْلُك أَن تفعل كذا الأَزهري في قوله قولهم ولا يَنالون من عدوٍّ نَيْلاً قال النَّيْل من ذوات الواو صُيِّر واوها ياء لأَن أَصله نَيْوِل فأَدغموا الواو في الياء فقالوا نَيّل ثم خفَّفوا فقال نَيْل ومثله مَيِّت ومَيْت قال ولا ينالون من عدوٍّ نَيْلاً هو من نِلْت أَنالُ لا من نُلْت أَنُول والنَّوْل الوادي السائل خثعمية عن كراع والنَّوْل خشبةُ الحائك التي يلفُّ عليها الثوب والجمع أَنْوال والمِنْوَلُ والمِنْوال كالنَّوْل الليث المِنْوال الحائك الذي يَنْسُِج الوَسائد ونحوَها نفسُه ذهب
( * قوله « نفسه ذهب إلخ » عبارة الصاغاني بعد قوله ونحوها وقال ابن الاعرابي المنوال الحائك نفسه ذهب إلخ ) إِلى أَنه يَنْسِج بالنَّوْل وهو مِنْسَج يُنسَج به وأَداتُه المنصوبة تسمى أَيضاً مِنْوالاً وأَنشد كُمَيْتاً كأَنها هِراوَةُ مِنْوالِ وقال أَراد بالمِنْوال النَّسّاج وإِذا استوتْ أَخلاقُ القوم قيل هم على مِنْوالٍ واحد وكذلك رَمَوْا على مِنْوالٍ واحد أَي على رِشْقٍ واحد وكذلك ات ذا اسْتَووا في النِّضال ويقال لا أَدري على أَي مِنْوالٍ هو أَي على أَيِّ وجه هو والنّالةُ ما حول الحرَم قال ابن سيده وإِنما قضينا على أَلِفها أَنها واو لأَن انقلاب الأَلف عن الواو عيناً أَعرف من انقلابها عن الياء وقال ابن جني أَلِفها ياء لأَنها من النَّيْل أَي من كان فيها لم تَنَله اليد قال ولا يعجبني وأَنالَ بالله حلف بالله قال ساعدة بن جؤبة يُنِيلانِ بالله المجيدِ لقد ثَوَى لدى حيث لاقَى رينُها ونَصِيرُها
( * قوله « رينها ونصيرها » هكذا في الأصل )
ونَوَّال ومُنَوِّل اسمان

( نيل ) نِلت الشيء نَيْلاً ونالاً ونالةً وأَنَلْته إِيّاه وأَنَلْتُ له ونِلْته ابن الأَعرابي نِلْته معروفاً وأَنشد لجرير إِني سأَشكُر ما أُوليت من حَسَن وخيرُ مَنْ نِلْت معروفاً ذَوو الشكر ويقال أَنَلْتُك نائلاً ونِلْتكَ وتَنَوَّلْتُ لك ونَوَّلْتك وقال أَبو النجم يذكر نساء لا يَتَنَوَّلْنَ من النَّوَالِ لِمَنْ تعرَّضْنَ من الرِّجالِ إِنْ لم يكن من نائلٍ حَلالِ أَي لا يُعْطِين الرجال إِلا حلالاً بتزويج ويجوز أَن يقال نَوَّلَني فَتَوَّلْت أَي أَخذْت وعلى هذا التفسير لا يأْخُذْن إِلاَّ مهراً حلالاً ويقال ليس لك هذا بالنَّوَال قال أَبو سعيد النَّوَال ههنا الصواب وفي حديث أَبي جُحيفة فحرج بلالٌ بفَضْل وَضوء النبي صلى الله عليه وسلم فَبَيْن ناضِحٍ ونائلٍ أَي مصيبٍ منه وآخِذٍ وفي حديث ابن عباس في رَجُل له أَربعُ نِسوةٍ فطلَّق إِحداهنّ ولم يَدْر أَيَّتَهُنَّ طلَّق فقال يَنالُهُن من الطلاق ما يَنالهنّ من الميراث أَي أَن المِيراث يكون بينهن لا تسقط منهن واحدة حتى تُعرَف بعينها وكذلك إِذا طلَّقها وهو حيٌّ فإِنه يعتزلهنّ جميعاً إِذا كان الطلاق ثلاثاً يقول كما أُورِّثُهنَّ جميعاً آمرُ باعتزالهنَّ جميعاً وقوله عزَّ وجل وهَمُّوا بما لم يَنالوا قال ثعلب معناه هَمُّوا بما لم يُدْرِكوه والنَّيْل والنائِل ما نِلْته وما أَصاب منه نَيْلاً ولا نَيْلةً ولا نُولة وقوله تعالى لَن ينَالَ اللهَ لُحومُها ولا دِماؤها أَراد لن يَصِل إِليه لحومُها ولا دماؤها وإِنما يصِل إِليه التَّقْوَى وذكَّر لأَن معناه لن ينال الله شيءٌ من لُحومِها ولا دِمائِها ونظيره قوله عز وجل لا يَحِلُّ لك النساءُ من بعدُ أَي شيء من النساء وهو مذكور في موضعه وفي التنزيل العزيز ولا يَنالون من عدوٍّ نَيْلاً قال الأَزهري روى المنذري عن بعضهم أَنه قال النَّيْل من ذوات الواو وقد ذكرناه في نول وفلان يَنالُ من عِرْضِ فلان إِذا سَبَّه وهو يَنال من ماله ويَنال من عدوِّه إِذا وَتَرَه في مالٍ أَو شيء كل ذلك من نِلْت أَنالُ أَي أَصَبْت ويقال نالَني من فلان معروف يَنالُني أَي وَصَل إِليّ منه معروف ومنه قوله تعالى لن يَنال اللهَ لُحومُها ولا دِماؤها ولكن يَناله التَّقوَى منكم أَي لن يصِل إِليه ما يُعدُّ لكم به ثَوابه غير التقوَى دون اللُّحوم والدِّماء وفي الحديث أَن رجُلاً كان يَنال من الصحابة يعني الوقيعة فيهم يقال منه نال يَنال نَيْلاً إِذا أَصاب فهو نائل وفي حديث أَبي بكر قد نالَ الرحيلُ أَي حانَ ودَنا وفي حديث الحسن ما نالَ لهم أَن يَفْقَهوا أَي لم يقرُبْ ولم يَدْن الجوهري نالَ خيراً يَنال نَيْلاً قال وأَصله نَيِل يَنْيَل مثال تعِب يتعَب وأَناله غيره والأَمرُ منه نَلْ بفتح النون وإِذا أَخبرت عن نفسك كسرته ونالةُ الدار قاعَتُها لأَنها تُنال ابن الأَعرابي باحةُ الدار ونالَتُها وقاعَتُها واحد قال ابن مقبل يُسقَى بأَجْدادِ عادٍ هُمَّلاً رَغَداً مثل الظِّباء التي في نالَةِ الحَرَم قال الأَصمعي نالةُ الحرَم ساحتها وباحتُها والنِّيل نهر مصر حماها الله وصانها وفي الصحاح فيض مصر ونِيل نهر بالكوفة وحكى الأَزهري قال رأَيت في سواد الكوفة قرية يقال لها النِّيل يَخْرِقُها خَلِيج كبير يَتَخَلَّج من الفُرَات الكبير قال وقد نزلت بهذه القرية وقال لبيد ما جاوَزَ النِّيلُ يوماً أَهل إِبْلِيلاً وجعل أُمية بن أَبي عائذ السَّحاب نِيلاً فقال أَناخُ بأَعْجازٍ وجاشَتْ بِحارُه ومَدَّ له نِيلُ السماء المنزَّلُ ونُيَال موضع قال السُّلَيك بن السُّلَكة أَلَمَّ خَيالٌ من أُميَّة بالرَّكْبِ وهُنَّ عِجالٌ من نُيَالٍ وعن نَقْبِ ونائِلةُ امرأَة ونائلةُ صنم كانت لقريش والله أَعلم

( هبل ) : الهَبِلة : الثَّكِلة . و الهُبلة : القُبلة . و الهَبَل : الثُّكل هَبِلَته أُمُّه : ثكِلَتْه . الجوهري : الهَبَل بالتحريك مصدر قولك هَبِلَتْه أُمُّه . و الإِهْبال : الإِثْكال . و الهَبُول من النساء : الثَّكُول . قال أَبو الهيثم : فَعِل إِذا كان مجاوِزاً فمصدره فَعْل إِلاَّ ثلاثة أَحرف : هَبِلَتْه أُمُّه هَبَلاً وعَمِلْتُ الشيء عَمَلاً وزَكِنْت الخبرَ زَكَناً . و المُهَبَّل : الذي يقال له : هَبِلَتْك أُمُّك وامرأَة هابل و هَبُول . وفي الدعاء : هَبِلْتَ ولا يقال هُبِلْت عن ابن الأَعرابي قال ثعلب : القياس هُبِلْت بالضم لأَنه إِنما يدعو عليه بأَن تَهْبَله أُمُّه أَي تَثْكَله . وفي حديث عمر رضي الله عنه حين فَضَّل الوادِعِيُّ سُهْمان الخَيْل على المَقارِيف فأَعْجَبه فقال : هَبِلَتِ الوادِعِيَّ أُمُّه لقد أَذْكَرَتْ به هَبِلَتْه أُمُّه هَبَلاً بالتحريك : ثَكِلَتْه قال : هذا هو الأَصل ثم يستعمل في معنى المَدْح والإِعْجاب يعني ما أَعْلَمه وما أَصْوَب رأْيه كقوله عليه السلام : وَيْلُمِّهِ مِسْعَر حَرْب وقول الشاعر : هَوَتْ أُمُّه ما يَبْعَثُ الصُّبْحُ غادِياً وماذا يُرى في الليل حين يَؤوبُ وقوله أَذْكَرَتْ به أَي ولَدَت ذكراً من الرجال شَهْماً . وفي حديث آخر : لأُمِّك هَبَل أَي ثَكَل . وفي حديث الشعبي : فقيل لأُمِّك الهَبَل . وفي حديث أُمِّ حارثة بن سراقة : وَيْحَكِ أَو هَبِلْتِ هو بفتح الهاء وكسر الباء وقد استعاره ههنا لفَقْد المَيْز والعَقْل مما أَصابها من الثَّكَل بولدِها كأَنه قال : أَفَقدْت عَقْلك بفقد ابنك حتى جعلت الجِنان جنَّة واحدة وفي حديث عليَ : هَبِلَتهم الهَبُول أَي ثَكِلَتهم الثَّكُول وهي بفتح الهاء من النساء التي لا يبقى لها ولد . و المَهْبِل : الرَّحِمُ وقيل : هو أَقصى الرَّحِم وقيل : هو مَسْلكَ الذكَر من الرحِم وقيل : هو فَمُه وقيل : هو طريق الولد وهو ما بين الظَّبْية والرَّحِم قال الكميت : إِذا طَرَّق الأَمْرُ بالمُعْضِلا ت يَتْناً وضاق به المَهْبِلُ وقيل : هو موضع الولَد من الرحِم قال الهذلي : لا تَقِهِ المَوْتَ وقِيَّاتُه خُطَّ له ذلك في المَهبِلِ وقيل : هو موقِع الولد من الأَرض . وفي الحديث : الخير والشر خُطَّا لابن آدم وهو في المَهْبِل هو بكسر الباء موضع الولد في الرحِم وقيل : أَقصاه قيل : وهو البَهْوُ بَيْنَ الوَرِكَيْنِ حيث يَجْثُمُ الولد شبِّه بمَهْبِل الجَبل وهو الهوَّة الذاهبة في الأَرض . وقال بعضهم : المَهْبِل ما بين الغَلَفَيْن أَحدهما فَمُ الرَّحِم والآخر موضع العُذْرة . و المَهْبِل : الاسْت . و المَهْبِل : الهَواء من رأْس الجبل إِلى الشِّعْب . وفي حديث الدجال : فتحمِلهم فتطْرَحهم بالمَهْبل هو الهُوَّة الذاهبةُ في الأَرض وقال أَوس في مَهْبِل الجبل : فأَبْصَرَ أَلْهاباً من الطَّوْدِ دونه يرى بين رأْسَيْ كلِّ نِيقَيْنِ مَهْبِلا قال أَبو زياد : المَهْبِل حيث يَنْطُفُ فيه أَبو عُمَيْرٍ بِأَرونِه وأَنشد بيت الهُذلي . وقال الأَزهري في أَثناء كلامه في بهل : اهتبل الرجل إِذا كذَب و اهْتَبل إِذا غَنِم و اهْتَبَل إِذا ثَكِل . وسمع كلمةً فاهْتَبَلَها أَي اغْتَنَمها . و الاهْتِبال : الاغْتِنام والاحْتيال والاقْتِصاص . ويقال : اهْتَبَلْت غَفلته قال الكُميت : وعاثَ في غابر منها بعَثْعَثةٍ نَحْرَ المُكافىء والمَكْثُورُ يَهْتَبِلُ وفي الحديث : من اهْتَبَل جَوْعةَ مؤمنٍ كان له كَيْت وكَيْت أَي تَحَيَّنَها واغْتَنَمها من الهُبالة الغَنيمة . وفي حديث أَبي ذرَ في ليلة القدر : فاهْتَبَلْت غَفْلته وافْتَرَصْتها واحتلْت له حتى وجدتها كالرجُل يطلب الفُرْصة في الشيء قال الكميت : وقالت ليَ النَّفسُ : اشعَبِ الصَّدْعَ واهْتَبِلْ لإِحْدى الهَناتِ المُضْلِعاتِ اهْتِبالَها أَي استعدَّ لها واحْتَلْ . ورجل مُهْتَبِل و هَبَّال و هَبَّل لأَهله و تَهَبَّل و اهْتَبَل : تكسَّب . و اهْتَبَل الصيد : بَغاه وتكسَّبه . والصَّياد يَهْتَبِل الصيدَ أَي يَغْتَنِمُه ويغترُّه . و الهَبَّال : الكاسِب المُخْتال قال ذو الرمة : أَو مُطْعَمُ الصَّيْدِ هَبَّالُ لبُغْيَتِه أَلفى أَباهُ بذاك الكَسْب يكتسِبُ وما له هابِلٌ ولا آبل الهابل هنا : الكاسِب وقيل المُحْتال والآبِل : الذي يُحْسِن القيامَ على الإِبل والرِّعْيةَ لها وإِنما هو الأَبِل بالقصر فمدّه ليُطابِق الهابِل قال ابن سيده : هذا قول بعضهم قال : والصحيح أَنه فاعِل من قولهم أَبَل الإِبِلَ يأْبُلها ويأْبِلُها حذَق مصلحتها : وذئب هِبِلٌّ أَي مُحْتال . و الهَبَالةُ : اسم ناقةٍ لأَسماء بن خارجة وقال : فَلأَحْشَأَنَّكَ مِشْقَصاً أَوْساً أُوَيْسُ من الهَبالَهْ و الهِبِلُّ : الضَّخْم من الرجال والنَّعام والإِبل . و الهِبَلُّ مثال الهِجَفِّ : الثقيل المُسِنُّ الكبير من الناس والإِبل وأَنشد ابن بري لسُحَيم عبد بني الحَسحاس : هِبَلُّ كمِرِّيخِ المَغالِي هَجَنَّعٌ له عُنُق مثل السِّطاعِ قَوِيمُ وأَنشد ابن الأَعرابي : أَنا أَبو نَعامة الشيخُ الهِبَلّ أَنا الذي وُلِدْت في أُخْرى الإِبِلْ يعني أَنه لم يولد على تَنْعيم أَي أَنه أَخشنُ شديد غليظ لا يَهُوله شيء . و الهِبلُّ : الرجل العظيم وقيل : الطويل والأُنثى بالهاء . و المُهَبَّل : الكثير اللحم المُوَرَّم الوجْه . وقد هَبَّله اللحم إِذا كثُر عليه وركب بعضُه بعضاً و أَهْبَله قال أَبو كبير : مِمَّن حَمَلْنَ به وهُنَّ عواقِدٌ حُبُكَ النِّطاقِ فَشبَّ غير مُهَبَّلِ ويقال هو المُلَعَّن . وقالت عائشة في حديث الإِفْك : والنِّساء يومئذ لم يُهَبِّلْهنَّ اللحمُ معناه لم يكثر عليهن اللحم والشَّحمُ . و الهابِلُ : الكثير اللحم والشحْم . ويقال للمُهَبَّج المُرَبَّل : مُهَبَّل كأَنَّ به ورَماً من سِمَنه . يقال : أَصبح فلان مُهبَّلاً وهو المُهَبَّجُ الذي كأَنه تورَّم من انْتِفاخه . و هَبُلتِ المرأَة : عَبُلت . و اهْتَبِل هَبَلَك أَي اشتغِل بشأْنِك عن ابن الأَعرابي و المُهْتَبِل : الكذاب حكاه ابن الأَعرابي وأَنشد : يا قاتَل اللَّهُ هذا كيف يَهْتَبِلُ و المِهْبَل : الخفيف عن خالد وروى بيت تأَبَّط شرّاً : ولستُ بِراعي صِرْمةٍ كان عَبْدُها طويلَ العَصا مِئْناثةَ الصَّقْبِ مِهْبَلِ و الاهْتِبال من السير : مرفوعه عن الهجري وأَنشد : أَلا إِنَّ نَصَّ العِيسِ يُدْني من الهَوَى ويَجْمَع بين الهائمينَ اهْتِبالُها و الهَبال : شجر تُعمَل منه السِّهام واحدته هَبالة قال أَسماء بن خارجة : فَلأَحْشأَنَّك مِشْقَصاً أَوساً أُوَيْسُ من الهَبالهْ و ابنُ الهَبُولة و ابن هَبُولَة جميعاً : ملِك . و بَنُو هُبَل : بَطْن من كلْب يقال لهم الهُبَلات . و هُبَل : اسم صَنَم كان في الكعبة لقريش . وفي حديث أَبي سفيان : قال يوم أُحُد : اعْلُ هُبَل هو الصنَم الذي كانوا يعبدونه . و هُبَل : اسم رجل مَعْدول عن هابِل معرفة . وبنو هُبَل : بطْن من العرب من كلْب يقال لهم الهُبَلات . وبنو هَبِيل : بطن . و الهَيْبَلِيُّ والأَيْبُليُّ : الراهب

( هبركل ) التهذيب في الخماسي أَبو تراب غلام هَبَرْكَل قويّ وأَنشدت أُمُّ بُهْلول يا رُبَّ بَيْضاء بِوَعْثِ الأَرْمُلِ قد شُغِفَتْ بناشِئٍ هَبَرْكَلِ
( * قوله « يا رب بيضاء إلخ » سقط بين المشطورين ثلاثة مشاطير وهي شبيهة العين بعين المغزل فيها طماح عن خليل حنكل وهي تداري ذاك بالتجمل قد شغفت إلخ )

( هتل ) التَّهْتالُ مثل التَّهْتان وسحائبُ هُتَّل وهُتَّن هُطَّل وقيل مُتتابعة المطر قال العجاج عَزَّزَ منه وهو مُعْطِي الأَسْهالْ ضرْبُ السَّوارِي مَتْنَه بالتَّهْتال أَي عَزَّزَ مَتْنَ هذا الكثيب ومعنى عَزَّزه صلَّبه هَتَلَتِ السماءُ وهَتَنَت تَهْتِل هَتْلاً وهُتولاً وتَهْتالاً وهَتَلاناً هَطَلت وقيل هو فوق الهَطْل وهو الهَتَلان والهَتَنان وقيل الهَتَلان المطرُ الضعيف الدائم والهَتْلى ضرْب من النبت وليس بثبت والهَتِيلُ موضع

( هتمل ) الهَتْمَلةُ الكلام الخفيُّ والهَتْملة كالهَتْملة وقد هَتْمَل قال الكميت ولا أَشْهَدُ الهُجْرَ والقائِلِيهِ إِذا هُمْ بِهَيْنَمةٍ هَتْمَلوا وهَتْمل الرجلان تكلَّما بكلام يُسِرَّانه عن غيرهما وهي الهَتْمَلة وجمعها هَتامِل أَنشد ابن الأَعرابي تسمَعُ للجِنِّ به زِيْ زِيْ زَما هَتامِلاً من رِزِّها وهَيْنَما وقال ابن أَحمر فَسِرْ قصْدَ سَيري يا ابن سَمْراء إِنني صَبورٌ على تلك الرُّقَى والهَتامِل
( * قوله « يا ابن سمراء » في شرح القاموس يا ابن حمراء )
والمُهَتْمِل النَّمَّام
( * ومما يستدرك عليه ما ذكره في التهذيب ونصه وقال ابو زيد المتمهل المعتدل وقد اتمهل سنام البعير واتمأل إذا انتصب واستقام فهو متمهل ومتمئل )

( هثمل ) الهَثْملة الفساد والاختلاط هجل الهَجْل المطمئن من الأَرض نحو الغائط الأَزهري الهَجْل الغائط يكون منفرجاً بين الجبال مطمئنّاً مَوْطِئه صُلْب والجمع أَهْجال وهِجال وهُجول قال أَبو زُبيد تحنُّ للظِّمْءِ مما قد أَلَمَّ بها بالهَجْل منها كأَصْوات الزَّنابير قال ابن بري والذي في شعره الزَّنانِير بالنون وهي الحصى الصِّغار فأَما قوله لها هَجَلاتٌ سَهْلة ونِجادُها دَكادِكُ لا تُؤْبي بهنّ المَراتِعُ فزعم أَبو حنيفة أَنه جمع هَجْل قال ابن سيده وردّ عليه ذلك بعض اللغويين وقال إِنما هو جمع هَجْلة قال يقال هَجْل وهَجْلة كما يقال سَلّ وسَلَّة وكَوٌّ وكَوَّة وأَنا لا أَثِق بهَجْلة ولا أَتَيَقَّنها وإِنما هَجْل وهَجَلات عندي من باب سُرادِق وسُرادِقات وحَمَّام وحمَّامات وغير ذلك من المذكر المجموع بالتاء والهَجِيل من الأَرض كالهَجْل قال ابن الأَعرابي الهَجْل ما اتسع من الأَرض وغَمَضَ قال أَبو النجم والخيلُ يَرْدِين بهَجْل هاجِلِ فَوارِطاً قُدَّام زَحْفٍ رافِلِ والهَجْل والهَبْرُ مطمئن يُنْبِت وما حَوْله أَشدّ ارتفاعاً وجمعه هُجول وهُبور وأَهْجَل القومُ فهُم مُهْجِلون والهَجِيلُ الحوْض الذي لم يحكم عمَله والهَجُول البَغِيُّ من النساء والهَجُول من النساء الواسعة وقيل الفاجِرة وقوله أَنشده ثعلب عُيون زَهاها الكُحْل أَما ضَمِيرُها فعَفٌّ وأَما طَرْفُها فهَجُول قال ابن سيده عندي أَنه الفاجِر وقال ثعلب هنا إِنه المطمئن من الأَرض وهو منه خطأ والهَوْجَل من النساء
( * قوله « والهوجل من النساء إلخ » قال في شرح القاموس وشدده الشاعر للضرورة ) كالهَجُول قلت تعلَّق فَيْلَقاً هَوْجَلاَّ والهَوْجَل المفازة الذاهبة في سيرها والهَوْجَل المفازة البعيدة التي ليست بها أَعلام والهَوْجَل الأَرض التي لا مَعالم بها وقال يحيى بن نُجيم الهَوْجل الطريق الذي لا علم به وأَنشد إِليك أَميرَ المؤمنين رَمَتْ بنا هُمومُ المُنَى والهَوْجَل المُتَعَسِّف ويقال فَلاةٌ هَوْجَل إِذا لم يهتدوا بها وقال في ترجمة قسا وهَجْلٍ من قَساً ذَفِرِ الخُزامى تهادى الجِرْبِياءُ به الحَنِينا
( * قوله « وهجل من قساً إلخ » تقدم في مادة ذفر بلفظ
بهجل من قساً ذفر الخزامى ... تداعى الجربياء به حنينا )
وقال الهَجْل المطمئن من الأَرض والهَوْجَل الأَرض التي لا نبت فيها
وقال ابن مقبل وجَرْداءَ خَرْقاءِ المَسارِح هَوْجَلٍ بها لاسْتِداء الشَّعْشَعانات مَسْبَحُ والهَوْجَل الأَرض تأْخذ مرَّة هكذا ومرّة هكذا وفي المحكم أَرض هَوْجَل تأْخذ مرّة كذا ومرّة كذا والهَوْجَل الناقة السريعة الذاهبة في سيرها وقيل هي الناقة التي كأْنَّ بها هَوَجاً من سرعتها قال الكميت وبعد إِشارتهم بالسِّيا طِ هَوْجاء ليلتَها هَوْجَل
( * قوله « وبعد اشارتهم » في التكملة وقبل اشارتهم )
أَي في ليلتها وناقة هَوْجَل للسريعة الوَسْاع وأَرض هَوْجَل مشتق منه قال جندل والآلُ في كلِّ مُرادٍ هَوْجَلِ كأَنَّه بالصَّحْصَحان الأَنْجَلِ قُطْنٌ سُخام بأَيادِي غُزَّلِ والهَوْجَل الدليل الحاذِق والهَوْجَل البطيء المُتَواني الثقيلُ الوَخِم وقيل هو الأَحمق والهَوْجَل الرجل الذاهِب في حُمْقِه ومشيٌ هَوْجَل مُسْترخ قال العجاج في صَلَبٍ لَدْنٍ ومَشْيٍ هَوْجَلِ وهَجَّلْت بالرجل أَسمعته القبيحَ وشتَمْته أَبو زيد هَجَّلْت الرجلَ وبالرجل تَهْجِيلاً وسَمَّعْت به تسميعاً إِذا أَسمعته القبيح وشتمته ابن بُزُرْج لا تَهَجَّلنّ في أَعراض الناس أَي لا تَقَعَنّ فيهم والهَوْجَل الرجل الأَهْوَج وقال أَبو كبير فأَتَتْ به حُوشَ الفُؤادِ مُبَطَّناً سُهُداً إِذا ما نام لَيلُ الهَوجلِ والمُهْجَل المُهْمَل ومالٌ مُهْجَل ومُسْجَل إِذا كان مُضَيَّعاً مُخَلّى وهَجَلَتِ المرأَة بعينها ورَمَشَت وغَيَّقَت ورَأْرَأَتْ إِذا أَدارتها بغَمْزِ الرجل والهَوْجَل أَنْجَر السفينة والهَوْجَل بَقايا النُّعاس ابن الأَعرابي هَوْجَلَ الرجلُ إِذا نام نومة خفيفة وأَنشد إِلاَّ بقايا هَوْجَل النعاسِ والهاجِلُ النائم والهاجِلُ الكثير السفَر وهَجَل بالقَصَبَة وغيرها إِذا رمى بها وأَما الذي في الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم دخل المسجد وإِذا فِتْية من الأَنصار يَذْرَعون المسجد بقصَبة فأَخذ القَصَبَة فهَجَل بها أَي رمى بها قال أَبو منصور لا أَعرف هَجَل بمعنى رمى ولكن يقال نَجَل وزَجَل بالشيء رمى به وهَجْنْجَل اسم وقد كنوا بأَبي الهَجَنْجَل قال ظلَّت وظَلَّ يومُها حَوْبَ حَلِ وظَلَّ يومٌ لأَبي الهَجَنْجَلِ أَي وظلَّ يومُها مقولاً فيه حَوْبَ حَلِ قال ابن جني دخول لام التعريف في الهَجَنْجَل مع العلمية يدل أَنه في الأَصل صفة كالحرث والعباس
( * ومما يستدرك عليه ما في التهذيب ونصه وامرأَة مهجلة وهي التي افضى قبلها ودبرها وقال الشاعر
ما كان اهلاً اين يكذب منطقي ... سعد بن مهجلة
العجان فليق )

( هجل ) الهَجْل المطمئن من الأَرض نحو الغائط الأَزهري الهَجْل الغائط يكون منفرجاً بين الجبال مطمئنّاً مَوْطِئه صُلْب والجمع أَهْجال وهِجال وهُجول قال أَبو زُبيد تحنُّ للظِّمْءِ مما قد أَلَمَّ بها بالهَجْل منها كأَصْوات الزَّنابير قال ابن بري والذي في شعره الزَّنانِير بالنون وهي الحصى الصِّغار فأَما قوله لها هَجَلاتٌ سَهْلة ونِجادُها دَكادِكُ لا تُؤْبي بهنّ المَراتِعُ فزعم أَبو حنيفة أَنه جمع هَجْل قال ابن سيده وردّ عليه ذلك بعض اللغويين وقال إِنما هو جمع هَجْلة قال يقال هَجْل وهَجْلة كما يقال سَلّ وسَلَّة وكَوٌّ وكَوَّة وأَنا لا أَثِق بهَجْلة ولا أَتَيَقَّنها وإِنما هَجْل وهَجَلات عندي من باب سُرادِق وسُرادِقات وحَمَّام وحمَّامات وغير ذلك من المذكر المجموع بالتاء والهَجِيل من الأَرض كالهَجْل قال ابن الأَعرابي الهَجْل ما اتسع من الأَرض وغَمَضَ قال أَبو النجم والخيلُ يَرْدِين بهَجْل هاجِلِ فَوارِطاً قُدَّام زَحْفٍ رافِلِ والهَجْل والهَبْرُ مطمئن يُنْبِت وما حَوْله أَشدّ ارتفاعاً وجمعه هُجول وهُبور وأَهْجَل القومُ فهُم مُهْجِلون والهَجِيلُ الحوْض الذي لم يحكم عمَله والهَجُول البَغِيُّ من النساء والهَجُول من النساء الواسعة وقيل الفاجِرة وقوله أَنشده ثعلب عُيون زَهاها الكُحْل أَما ضَمِيرُها فعَفٌّ وأَما طَرْفُها فهَجُول قال ابن سيده عندي أَنه الفاجِر وقال ثعلب هنا إِنه المطمئن من الأَرض وهو منه خطأ والهَوْجَل من النساء
( * قوله « والهوجل من النساء إلخ » قال في شرح القاموس وشدده الشاعر للضرورة ) كالهَجُول قلت تعلَّق فَيْلَقاً هَوْجَلاَّ والهَوْجَل المفازة الذاهبة في سيرها والهَوْجَل المفازة البعيدة التي ليست بها أَعلام والهَوْجَل الأَرض التي لا مَعالم بها وقال يحيى بن نُجيم الهَوْجل الطريق الذي لا علم به وأَنشد إِليك أَميرَ المؤمنين رَمَتْ بنا هُمومُ المُنَى والهَوْجَل المُتَعَسِّف ويقال فَلاةٌ هَوْجَل إِذا لم يهتدوا بها وقال في ترجمة قسا وهَجْلٍ من قَساً ذَفِرِ الخُزامى تهادى الجِرْبِياءُ به الحَنِينا
( * قوله « وهجل من قساً إلخ » تقدم في مادة ذفر بلفظ
بهجل من قساً ذفر الخزامى ... تداعى الجربياء به حنينا )
وقال الهَجْل المطمئن من الأَرض والهَوْجَل الأَرض التي لا نبت فيها
وقال ابن مقبل وجَرْداءَ خَرْقاءِ المَسارِح هَوْجَلٍ بها لاسْتِداء الشَّعْشَعانات مَسْبَحُ والهَوْجَل الأَرض تأْخذ مرَّة هكذا ومرّة هكذا وفي المحكم أَرض هَوْجَل تأْخذ مرّة كذا ومرّة كذا والهَوْجَل الناقة السريعة الذاهبة في سيرها وقيل هي الناقة التي كأْنَّ بها هَوَجاً من سرعتها قال الكميت وبعد إِشارتهم بالسِّيا طِ هَوْجاء ليلتَها هَوْجَل
( * قوله « وبعد اشارتهم » في التكملة وقبل اشارتهم )
أَي في ليلتها وناقة هَوْجَل للسريعة الوَسْاع وأَرض هَوْجَل مشتق منه قال جندل والآلُ في كلِّ مُرادٍ هَوْجَلِ كأَنَّه بالصَّحْصَحان الأَنْجَلِ قُطْنٌ سُخام بأَيادِي غُزَّلِ والهَوْجَل الدليل الحاذِق والهَوْجَل البطيء المُتَواني الثقيلُ الوَخِم وقيل هو الأَحمق والهَوْجَل الرجل الذاهِب في حُمْقِه ومشيٌ هَوْجَل مُسْترخ قال العجاج في صَلَبٍ لَدْنٍ ومَشْيٍ هَوْجَلِ وهَجَّلْت بالرجل أَسمعته القبيحَ وشتَمْته أَبو زيد هَجَّلْت الرجلَ وبالرجل تَهْجِيلاً وسَمَّعْت به تسميعاً إِذا أَسمعته القبيح وشتمته ابن بُزُرْج لا تَهَجَّلنّ في أَعراض الناس أَي لا تَقَعَنّ فيهم والهَوْجَل الرجل الأَهْوَج وقال أَبو كبير فأَتَتْ به حُوشَ الفُؤادِ مُبَطَّناً سُهُداً إِذا ما نام لَيلُ الهَوجلِ والمُهْجَل المُهْمَل ومالٌ مُهْجَل ومُسْجَل إِذا كان مُضَيَّعاً مُخَلّى وهَجَلَتِ المرأَة بعينها ورَمَشَت وغَيَّقَت ورَأْرَأَتْ إِذا أَدارتها بغَمْزِ الرجل والهَوْجَل أَنْجَر السفينة والهَوْجَل بَقايا النُّعاس ابن الأَعرابي هَوْجَلَ الرجلُ إِذا نام نومة خفيفة وأَنشد إِلاَّ بقايا هَوْجَل النعاسِ والهاجِلُ النائم والهاجِلُ الكثير السفَر وهَجَل بالقَصَبَة وغيرها إِذا رمى بها وأَما الذي في الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم دخل المسجد وإِذا فِتْية من الأَنصار يَذْرَعون المسجد بقصَبة فأَخذ القَصَبَة فهَجَل بها أَي رمى بها قال أَبو منصور لا أَعرف هَجَل بمعنى رمى ولكن يقال نَجَل وزَجَل بالشيء رمى به وهَجْنْجَل اسم وقد كنوا بأَبي الهَجَنْجَل قال ظلَّت وظَلَّ يومُها حَوْبَ حَلِ وظَلَّ يومٌ لأَبي الهَجَنْجَلِ أَي وظلَّ يومُها مقولاً فيه حَوْبَ حَلِ قال ابن جني دخول لام التعريف في الهَجَنْجَل مع العلمية يدل أَنه في الأَصل صفة كالحرث والعباس
( * ومما يستدرك عليه ما في التهذيب ونصه وامرأَة مهجلة وهي التي افضى قبلها ودبرها وقال الشاعر
ما كان اهلاً اين يكذب منطقي ... سعد بن مهجلة
العجان فليق )

( هدل ) الأَزهري هَدَر الغلامُ وهَدَل إِذا صوَّت قال ذو الرمة طَوى البَطْنَ زَيَّامٌ كأَنَّ سَحِيلَه عليهنَّ إِذْ وَلَّى هَدِيلُ غُلام أَي غِناءُ غُلام ابن سيده الهَدِيل صوتُ الحمام وخصَّ بعضهم به وحْشِيَّتها كالدَّباسِيِّ والقَمارِيِّ ونحوها هَدَل القُمْرِيُّ وفي المحكم هَدَل يَهْدِل هَدِيلاً قال ذو الرمة إِذا ناقَتي عند المُحَصَّب شاقَها رَواحُ اليَماني والهَدِيلُ المُرَجَّعُ
( * قوله « إذا ناقتي » في الصحاح ارى ناقتي )
وأَنشد ابن بري ما هاجَ شَوْقَك من هَدِيلِ حمامةٍ تَدْعُو على فَنَنِ الغُصُون حَماما قال ابن بري وقد جاء الهَدِيل في صوت الهُدْهُد قال الراعي كَهُداهِدٍ كسَرَ الرُّماةُ جَناحَهُ يَدْعُو بِقارِعِه الطريقِ هَدِيلا قال وهذا تصغير هُدْهُد أُبْدِلت من يائه أَلف قال ومثله دُوابَّةٌ حكاهما أَبو عمرو ولم يُعْرَف لهما ثالث وهَدَلت الحمامة تَهْدِل هَدِيلاً وقيل الهَدِيل ذكَرُ الحمام وقيل هو فَرْخها قال جِرانُ العَوْد كأَنّ الهَدِيل الظَّالِعَ الرِّجْل وَسْطَها من البَغْي شِرِّيبٌ يُغَرِّد مُنْزَفُ وقال بعضهم تزعم الأَعراب في الهَدِيل أَنه فرْخ كانَ غلى عهد نوح عليه السلام فمات ضَيْعةً وعطَشاً فيقولون إِنه ليس من حمامة إِلاَّ وهي تبكي عليه قال نُصيب
( * قوله « قال نصيب إلخ » في المحكم قال نصيب ولم يذكر خلافاً وفي التهذيب قال الاموي وأنشدني ابن أبي وجزة السعدي لنصيب ) وقيل هو لأَبي وجزة فقلت أَتبكي ذاتُ طَوْقٍ تذكَّرتْ هَدِيلاً وقد أَوْدى وما كان تُبَّعُ ؟ يقول ولم يخلق تُبَّع بعدُ قال ويقال صادَ الهَدِيلَ جارِحٌ من جَوارِح الطير وأَنشد الكميت الأَسدي وما مَنْ تَهْتِفِينَ به لِنَصْرٍ بأَسْرَعَ جابةً لكِ من هَدِيلِ فمرّة يجعلونه الطائرَ نفسَه ومرَّة يجعلونه الصَّوْت والهَدِيلُ أَيضاً الرجل الكثير الشعَر وقيل هو الأَشْعَث الذي لا يسرِّح رأْسه ولا يدهنه أَنشد أَبو زيد هِدانٌ أَخُو وَطْبٍ وصاحِبُ عُلْبة هَدِيلٌ لِرَثَّاثِ النِّقالِ جَرُورُ النِّقال النِّعالُ الخُلْقان ورجل هَدِيل ثقيل وتَهَدَّلتِ الثِّمارُ وأَغصان الشجرة أَي تدلَّت فهي مُتَهَدِّلة وفي حديث قُسّ وروضةٍ قد تَهَدَّلت أَغصانها أَي تدلَّت واسترختْ لثِقَلها بالثمر وفي حديث الأَحْنف من ثِمارٍ مُتَهَدِّلةٍ وهَدَل الشيءَ يَهْدِله هَدْلاً أَرسله إِلى أَسفل وأَرخاه والهَدَل استرخاه المِشْفَر الأَسفل هَدِل هَدَلاً ومِشْفَر هادِلٌ وأَهْدَل وشَفة هَدْلاء مُنْقَلِبة عن الذَّقَن وهدِل البعير يَهْدَل هَدَلاً فهو أَهْدَل أَخذته القرحة فهَدِل مِشْفَره وطال وهَدِل يَهْدَل هَدلاً فهو هَدِل طال مِشْفره وبعير هَدِل منه وبعير أَهْدَل وذلك مما يمدح به قال أَبو محمد الحَذْلَمي يُبادِر الحَوْضَ إِذا الحَوْضُ شُغِلْ بكلِّ شَعشاعٍ صُهابيٍّ هَدِلْ
( * قوله « يبادر الحوض إلخ » هكذا في الأصل وانشده للعجاج في شعشع بلفظ
تبادر الحوض إذا الحوض شغل ... بشعشعانيّ صهابيّ
هدل والشطر الثاني في المحكم والتهذيب مثل ما هنا )
وقد تَهَدَّلتْ شَفَته أَي استرختْ وقيل الهَدَل في الشفة عِظَمُها واسترخاؤها وذلك للبعير وإِنما يقال رجل أَهْدَل وامرأَة هَدْلاء مستعاراً من البعير وفي حديث ابن عباس أَعْطِهم صَدَقَتك وإِن أَتاك أَهْدَل الشفتين الأَهْدَلُ المسترخي الشفة السفلى الغليظها أَي وإِن كان الآخذ أَسود حَبَشيّاً أَو زِنْجيّاً والضمير في أَعْطِهم للوُلاة وأُولي الأَمْرِ وفي حديث زياد أَهْدَبُ أَهْدَلُ والسحاب إِذا تدلَّى هَيْدَبُه فهو أَهدَل قال الكميت بِتَهْتانِ دِيمَتِهِ الأَهْدَلِ ويقال شِدْق أَهدَل قال الراجز يُلْقِيه في طُرْقٍ أَتتها من عَلِ قُذْف لها جُوفٍ وشِدْقٍ أَهْدَلِ
( * قوله « يلقيه في طرق إلخ » هكذا في الأصل مضبوطاً )
والتَّهَدُّل استرخاء جلدة الخُصْية ونحو ذلك قال كأَنَّ خُصْيَيْهِ من التَّهَدُّلِ ظَرْفُ عَجُوز فيه ثِنْتا حَنْظَلِ ويروى من التَّدَلْدُل والهَدال ما تَهَدَّل من الأَغصان قال الأَعشى ظَبْيَةٌ من ظِباء وَجْرَة أَدْما ءُ تَسُفُّ الكَباثَ تحت الهَدالِ الجوهري والهَدالُ ما تَدَلَّى من الغصن وقال يَدْعُو الهَدِيلُ وساقُ حُرٍّ فَوْقَه أُصُلاً بأَوديةٍ ذَواتِ هدالِ وأَنشد ابن بري طامٍ عليه وَرَقُ الهَدالِ والهَدالةُ شجرة تنبت في السَّمُر ليست منه وتنبت في اللَّوْز والرمّان وفي كل شجرة
( * قوله « وفي كل شجرة » كذا في الأصل والمحكم وفي الصاغاني وفي كل الشجر ) وثمرتها بيضاء وقيل الهَدالة كلُّ غصن نبت مستقيماً في طَلْحة أَو أَراكة وهو مما يُشْفَى به المَطْبوب والجمع هَدَالٌ ويقال كل غصن ينبت في أَراكة أَو طَلْحة مستقيمة فهي هَدالةٌ كأَنها مخالفة لسائرها من الأَغصان وربما دَاوَوْا به من السِّحْر والجُنون والهَدَال ضرْب من الشجر والهَدَال شجر بالحجاز له ورَق عِراض أَمثال الدَّراهِم الضِّخام لا ينبت إِلاَّ مع أَشجار السَّلَع والسَّمُر يَسْحَقه أَهلُ اليمن ويطبُخُونه وقال أَبو حنيفة لَبَن هِدْلٌ لغة في إِدْلٍ لا يُطاق حَمَضاً قال ابن سيده وأُراه على البدَل

( هدمل ) الهِدْمِل بالكسر الثوب الخلَق قال تأَبَّط شرّاً ومَرْقَبةٍ يا أُمَّ عَمْروٍ طِمِرَّةٍ مُذَبْذَبةٍ فَوقَ المَراقِب عَيْطَل نَهَضَت إِليها من جُثُومٍ كأَنها عَجُوز عليها هِدْمِلٌ ذاتُ خَيْعَل من جُثوم أَي من نصف الليل قال ابن بري جُثوم جمع جاثِم أَي نهضت من بين جماعة جُثوم والهِدَمْلة على وزن السِّبَحْلة الرَّمْلة المُشْرِفةُ الكثيرة الشجر قال الشاعر جرير حَيِّ الهِدَمْلة مِن ذاتِ المَواعِيس وجمعها الهِدَمْلات قال ذو الرمة ودِمْنة هَيَّجَتْ شَوْقي مَعالِمُها كأَنها بالهِدَمْلاتِ الرَّوَاسِيمُ والهِدَمْلةُ موضع مَثَّلَ به سيبويه وفسره السيرافي والهِدَمْلةُ الدهر الذي لا يوقف عليه لطول التَّقادُم ويضرب مثلاً للذي فات يقول بعضُهم لبعض كان هذا أَيام الهِدَمْلة قال كثيِّر كأَنْ لم يُدَمِّنها أَنِيسٌ ولم يكنْ لها بعد أَيّام الهِدَمْلةِ عامِرُ

( هذل ) هَوْذَلَ في مَشْيهِ هَوْذَلةً أَسرع وقيل الهَوْذلة أَن يضْطَرِب في عَدْوِه وهَوْذَل السقاءُ تَمَخَّضَ من ذلك وهَوْذَل السقاءُ إِذا أَخرج زُبْدَتهُ وهَوْذَل الرجلُ اضطرب في عَدْوه وكذلك الدَّلْوُ قال هَوْذَلَةَ المِشْآةِ في الطَّوِيِّ وفي نسخة في قَعْرِ الطَّوِيِّ قال ابن بري المِشْآة الزَّبِيلُ الذي يُخرج به تراب البئر قال ومثله لابن هَرْمة إِمَّا يَزالُ قائِلٌ أَبِنْ أَبِنْ هَوْذَلَة المِشْآةِ عن ضِرسِ اللَّبِنْ الليث الهَوْذَلة القَذْف بالبَوْلِ وهَوْذَل إِذا قاء وهَوْذَل إِذا رمَى بالعُرْبُونِ وهو الغائط والعَذِرة وذهب بَوْلُه هَذَالِيلَ إِذا انقطع وهَوْذَل البعير ببوله إِذا اختزَّ بَوْلُه وتحرَّك وهَوْذَل ببَوْله نَزَّاه وقَذَفه ورمى به قال لَوْ لمْ يُهَوْذِلْ طَرَفاهُ لَنَجَمْ في صَدْره مثل قَفَا الكَبْشِ الأَجَمّْ وهَوْذَلَ الفحلُ من الإِبل ببوْلِه إِذا اهتزَّ وتحرَّك والهاذِلُ بالذال وسَط الليل وأَهْذَبَ في مشيه وأَهْذَل إِذا أَسرع وجاء مُهْذِباً مُهْذِلاً والهُذْلول الرجلُ الخفيف والسهمُ الخفيف ابن بري والهَوْذلُ ولد القِرد قال الشاعر يُدِيرُ النَّهارَ بِحَشْرٍ له كما دارَ بالمَنَّةِ الهَوْذَلُ المَنَّة القِرْدة والهَوْذَل ابنها والنَّهار فَرْخ الحُبارَى يصف صبيّاً يُديرُ نهاراً في يده بحَشْرٍ وهو سهم خفيف والهُذْلولُ التلُّ الصغير المرتفع من الأَرض والجمع الهَذالِيل قال الراجز يَعْلو الهَذالِيلَ ويَعْلو القَرْدَدا وقيل الهُذْلول الرَّمْلة الطويلة المُسْتَدِقَّة المشرِفة وكذلك السَّحابة المُسْتَدِقَّة وهَذالِيلُ الخيل خِفافُها وقال الليث الهُذْلولُ ما ارتفع من الأَرض من تِلال صغار قال ابن شميل الهُذْلول المكان الوطيءُ في الصحراء لا يشعُر به الإِنسان حتى يُشرِف عليه قال جرير كأَنَّ دِياراً بين أَسْنِمةِ النَّقا وبين هَذالِيلِ البُحَيْرة مُصْحَفُ قال وبُعْده نحو القامةِ يَنْقاد ليلة أَو يوماً وعُرْضُهُ قِيدُ رُمْحٍ أَو أَنْفس له سَنَدٌ ولا حروف له قال أَبو نصر الهَذالِيلُ رِمال دِقاق صِغار وقال غيره الهُذْلولُ ما سَفَتِ الريحُ من أَعالي الأَنْقاء إِلى أَسافِلها وهو مثل الخَنْدَق في الأَرض وقال أَبو عمرو الهَذالِيلُ مَسايِل صِغار من الماء وهي الثُّعْبان وذهب ثوبُه هَذالِيلَ أَي قِطعاً ابن سيده الهُذْلولُ السريع الخفيف وربما سمي الذئب هُذْلولاً وهُذْلول فَرَس عَجْلان بن بَكْرة
( * قوله « ابن بكرة » كذا في الأصل والمحكم بالباء وفي القاموس والتكملة بالنون بدلها وكتب عليه فيها علامة التصحيح ) التيميّ وهُذْلول أَيضاً فرس جابر بن عُقَيل ابن الكلبيّ الهُذْلول اسم سيف كان لبعض بني مَخْزوم وهو القائل فيه وكم من كَمِيٍّ قد سَلَبْت سِلاحَه وغادَرَهُ الهُذْلولُ يكْبُو مُجَدَّلا وقوله أَنشده ابن الأَعرابي قلتُ لِقَوْمٍ خرجوا هَذالِيلْ نَوْكَى ولا يُقَطِّع النَّوْكَى القِيلْ
( * قوله « ولا يقطع النوكى » في التهذيب ولا ينفع للنوكى )
فسره فقال الهَذالِيل المتقطِّعون وقيل هم المسرِعون يتبع بعضُهم بعضاً وهُذَيْل اسم رجل وهُذَيْل قبيلة النسبة إِليها هُذَيْلِيّ وهُذَلِيٌّ قياس ونادر والنادر فيه أَكثر على أَلسِنتهم وهُذَيْل حيّ من مُضَر وهو هُذيْل ابن مُدْرِكَة بنِ إِلياسَ بنِ مُضَرَ وقيل هُذَيْل قبيلة من خِنْدِف أَعْرَقَتْ في الشِّعْر

( هذمل ) الهَذْمَلةُ كالهَذْلَمةِ وهي مِشْية فيها قَرْمَطة وفي الصحاح الهَذْمَلة ضرْب من المشي

( هرجل ) الهَرْجَلة الاختلاط في المشي وقد هَرْجَل وهَرْجَلت الناقة كذلك ابن الفرَج الهَراجِيبُ والهَراجِيلُ من الإِبل الضِّخام قال جِرَان العَوْد حتى إِذا مُنِعَتْ والشمسُ حامِيةٌ مَدَّتْ سَوالِفَها الصُّهْبُ الهَراجِيلُ

( هردل ) النهاية
( * قوله « ( هردل ) النهاية إلخ » هكذا في الأصل بالدال المهملة وفي نسخ النهاية التي بأَيدينا بالذال المعجمة ) في الحديث فأَقْبَلَتْ تُهَرْدِلُ أَي تسترخي في مَشْيها

( هرطل ) الجوهري الهِرْطالُ الطويلُ وأَنشد ابن بري للبولاني قد مُنِيَتْ بِناشِيءٍ هِرْطالِ فازْدالَها وأَيَّما ازْدِيالِ ويقال للرجل الطويل العظيم الجسيم هِرْطالٌ وهِرْدَبَّةٌ وهَقَوَّرٌ وقَنَوَّرٌ

( هرقل ) هِرْقِلُ من ملوك الروم وهِرْقِلُ على وزن خِنْدِف ملك الروم ويقال هِرَقْل على وزن دِمَشق وهو أَول من ضرَب الدنانيرَ وأَول من أَحدث البَيعَة قال لبيد غَلَب اللَّيالي خَلْفَ آلِ محرِّقٍ وكما فَعَلْنَ بِتُبَّعٍ وبِهِرْقَلِ أَراد هِرَقْلاً فاضطرَّ فغيَّر وأَنشد ابن بري لجرير وأَرْضَ هِرَقْلٍ قد قَهَرْت وداهِراً ويَسْعَى لكم من آلِ كسْرَى النَّواصِفُ وأَنشد لِمُزاحِم العقيليّ يراتب جما في أَسِيلٍ ومُقْلةٍ كما شافَ دِينارَ الهِرَقْليِّ شائفُ
( * قوله « يراتب » هكذا في الأصل من غير نقط )
وفي حديث عبد الرحمن بن أَبي بكر لما أُريد على بَيْعة يزيدَ بنِ مُعاوية في حياة أَبيه قال جئتم بها هِرَقْلِيَّةً وقُوقِيَّة أَراد أَن البَيعة لأَولاد الملوك سُنَّة ملوك الرُّوم والعَجم والهِرْقِلُ المُنْخُل وأَما دَيْرُ الهِزْقِل فهو بالزاي

( هركل ) الهَرْكَلةُ والهُرَكِلةُ والهِرْكَوْلةُ والهِرَّكْلة الحسَنة الجسم والخلْق والمِشْية قال هِرَّكْلةٌ فُنُقٌ نِيافٌ طَلَّةٌ لم تعدُ عن عَشْرٍ وحَوْلٍ خَرْعَبُ والهَرْكَلةُ ضرْب من المشي فيه اخْتيالٌ وبُطْءٌ وأَنشد قامَتْ تَهادَى مَشْيَها الهِرْكَلاَّ بين فِناءِ البَيْتِ والمُصَلَّى
( * قوله « وأنشد قامت تهادى إلخ » عبارة شرح القاموس ومما يستدرك عليه الهركلّ مثال قثولّ نوع من المشي قال قامت تهادى إلخ )
وحكى ابن بري عن قطرب الهَرْكلةُ المشي الحسن وحكى بعضهم أَنه رأَى أَبا عبيدة محموماً يَهْذِي يقول دينار كذا وكذا فقلنا للطبيب سَلْه عن الهِرْكَوْلةِ فقال يا أَبا عبيدة فقال ما لك ؟ قال ما الهِرْكَوْلة ؟ قال الضَّخْمة الأَوْراك وقد قيل إِن الهاء في هِرْكَوْلة زائدة وليس بقويٍّ امرأَة هِرْكَولة ذات فخذين وجسم وعَجُز الأَصمعي الهِرْكَولة من النساء العظيمة الوَرِكين وجمل هُرَاكِل جسيم ضخم ورجل هُراكِل كذلك والهِرْكَوْلة على وزن البِرْذَونة الجارية الضخمة المُرْتَجَّة الأَرْداف والهَراكِلةُ من ماء البحر حيث تكثر فيه الأَمْواج قال ابن أَحمر يصف دُرَّة رأَى من دونها الغَوَّاصُ هَوْلاً هَراكِلةً وحِيتاناً ونُونا التهذيب الهَراكِلة كِلابُ الماء أَنشد أَبو عبيدة
( * قوله « أنشد أبو عبيدة إلخ » عبارة القاموس وشرحه والهركلة مشي في اختيال وبطء حكاه ابو عبيدة وأنشد ولا تزال ورش إلخ )
فلا تَزالُ وُرَّشٌ تأْتِينا مُهَرْكِلاتٌ ومُهَرْكِلِينا وُرَّش جمع وارِش وهو الطفيليّ

( هرمل ) هَرْمَلَت العجوزُ بَلِيَتْ من الكِبَر والهُرْمُولةُ مثل الرُّعْبُولة تَنْشَقُّ من أَسفل القميص ودَنادِنِ القميص والهُرْمُولُ قطعة من الشَّعَر تبقى في نواحي الرأْس وكذلك من الرِّيش والوَبَر قال الشماخ هَيْق هِزَفّ وزَفَّانِيَّة مَرَطَى زَعْراء ريش ذُناباها هَراميلُ وشَعر هَراميل إِذا سقط وهَرْمَل الشعرَ وغيرَه قطعه ونتَفه قال ذو الرمة رَدُّوا لأَحْداجِهِمْ بُزْلاً مُخَيَّسةً قد هَرْمَل الصيفُ عن أَعْناقها الوَبَرا وهَرْمَل عمله أَفسده وهَرْمَلَهُ أَي نتف شَعرَه وهَرْمَل شعره إِذا زَبَقَه

( هرول ) الهَرْولة بين العَدْوِ والمشي وقيل الهَرْولة بعد العَنَق وقيل الهَرْولة الإِسراع الجوهري الهرولة ضرْب من العَدْو وهو بين المشي والعَدْو وفي الحديث مَن أَتاني يمشي أَتَيْته هَرْوَلة وهو كناية عن سرعة إِجابة الله عز وجل وقبول توبة العبد ولُطْفه ورحمته هَرْوَل الرجل هَرْولة بين المشي والعَدْو وقيل الهَرْولة فوق المشي ودون الخبب والخَبَبُ دون العَدْو

( هزل ) الهَزْل نقيض الجِدّ هَزَل يَهْزِلُ هَزْلاً قال الكميت أَرانا على حُبِّ الحياةِ وطُولِها تَجِدُّ بنا في كل يوم ونَهْزِلُ قال ابن بري الذي في شعره يُجَدُّ بنا قال وهو الصحيح وهَزِل في اللعب هَزَلاً الأَخيرة عن اللحياني وهَزَل الرجلُ في الأَمر إِذا لم يجدَّ وهازَلني قال ذو الجِدِّ إِنْ جدَّ الرجال به ومُهازِلٌ إِن كان في هَزْل ورجل هِزِّيلٌ كثير الهَزْل وأَهْزلهُ وجَدَه لَعَّاباً حكى ابن بري عن ابن خالويه قال كلُّ الناس يقولون هَزَل يَهْزِل مثل ضرَب يضرِب إِلا أَن أَبا الجراح العقيلي قال هَزِل يَهْزَل من الهَزْل ضدّ الجِدّ وفي الحديث كان تحت الهَيْزَلةِ قيل هي الرَّايةُ لأَن الريحَ تَلْعَب بها كأَنها تَهْزِل معها والهَزْل واللَّعِب من وادٍ واحِد والياء زائدة وفي حديث عُمر وأَهل خيبر إِنما كانت هُزَيْلة من أَبي القاسم تصغير هَزْلة وهي المرَّة الواحدة من الهَزْل ضد الجِدّ وقولٌ هَزْل هُذاءٌ وفي التنزيل وما هو بالهَزْل قال ثعلب أَي ليس بِهَذَيان وفي التهذيب أَي ما هو باللَّعِب وفلان يَهْزِل في كلامه إِذا لم يكن جادًّا تقول أَجادٌّ أَنت أَم هازِل ؟ والمُشَعْوِذُ إِذا خفَّت يداه بالتَّخاييل الكاذبة ففِعْله يقال له الهُزَيْلى
( * قوله « يقال له الهزيلى » هكذا ضبط في الأصل وفي التهذيب ضبط بتشديد الزاي كقبيطي ) لأَنها هَزْل لا جِدَّ فيها والهُزَالة الفُكاهة ابن الأَعرابي الهَزْل استرخاء الكلام وتَفْنينه والهُزال نقيض السِّمَن وقد هُزِل الرجل والدابَّة هزالاً على ما لم يُسمَّ فاعله وهَزَل هو هَزْلاً وهُزْلاً وقوله أَنشده أَبو إِسحق واللهِ لولا حَنَفٌ بِرِجْلِه ودِقَّةٌ في ساقِه من هُزْلِه ما كان في فِتْيانِكم مِنْ مِثْله وهَزَلَتْه أَنا أَهْزِلُه هَزْلاً فهو مَهْزُول قال ابن بري كل ضُرٍّ هُزال قال الشاعر أَمِنْ حَذَرِ الهُزال نَكَحْتِ عبداً ؟ وعَبْدُ السَّوْءِ أَدْنى لِلهُزال ابن الأَعرابي قال والهَزْل يكون لازماً ومتعدياً يقال هَزَل الفرسُ وهَزَله صاحبه وأَهْزَله وهَزَّله وهَزَل الرجلُ يَهْزِل هَزْلاً مَوَّتَتْ ماشِيَتُه وأَهْزَل يُهْزِل إِذا هُزِلت ماشيته زاد ابن سيده ولم تَمُت قال يا أُمَّ عبدِ الله لا تَسْتَعْجِلي ورَفِّعِي ذَلاذِلَ المُرَجَّلِ إِنِّي إِذا مُرُّ زَمانٍ مُعْضِلِ يُهْزِلْ ومَنْ يُهْزِل ومن لا يُهْزَلِ يَعِهْ وكلٌّ يَبْتَلِيهِ مُبْتَلي يُهْزِل موضعه رَفْعٌ ولكنه أُسكن للضرورة وهو فعل للزمان ويَعِهْ كان في الأَصل يَعِيه فلما سقطت الياء انجزمت الهاء ويَعِه تُصِبْ ماشِيَتَه العاهةُ وأَهزَل القومُ أَصابتْ مَواشيهم سَنة فهُزِلتْ وأَهزَل الرجلُ إِذا هُزلتْ دابَّته وتقول هَزَلْتها فعَجِفَت وفي حديث مازِن فأَذهَبْنا الأَموالَ وأَهزَلْنا الذَّراريّ والعِيالَ أَي أَضعفناهم وهي لغة في هَزَل وليست بالعالية والهَزْل موت مواشي الرجل وإِذا ماتت قيل هَزَل الرجلُ يَهْزِل هَزْلاً فهو هازِل أَي افتقر وفي الهُزال يقال هُزِل الرجل يُهْزَل فهو مَهْزول وقال اللحياني يقال هَزَلْت الدابة أَهْزُلُها هَزْلاً وهُزالاً وهَزَلهم الزمان يَهْزِلهم وقال بعضهم هَزَل القومُ وأَهزَلوا هُزِلت أَموالهم والهَزيلة اسم مشتق من الهُزال كالشَّتِيمة من الشتْم ثم فَشَتِ الهَزيلة في الإِبل قال حتى إِذا نَوَّرَ الجَرْجارُ وارْتَفَعَتْ عنها هَزيلَتُها والفحلُ قد ضَرَبا والجمع هَزائِل وهَزْلى والهَزْل الفَقْر والمَهازل الجُدُوب وأَهزَل القومُ حبَسوا أَموالهم عن شدة وتضييق واستعمل أَبو حنيفة الهَزْل في الجَراد فقال يجيء في الشتاء أَحمر هَزْلاً لا يَدَع رطْباً ولا يابساً إِلاَّ أَكله وأَرض مَهْزولة رقيقة عنه أَيضاً واستعمل الأَخفش المَهْزول في الشعر فقال الرَّمَل كل شِعر مَهْزُول ليس بمؤتلف البناء كقوله أَقْفَرَ من أَهْلِه مَلْحُوبُ فالقُطَبِيَّات فالذَّنُوبُ
( * قوله « فالقطبيات » هكذا ضبط في الأصل والمحكم ويوافقه ما في القاموس في مادة قطب وضبطه ياقوت بتشديد الطاء والياء في عدة مواضع واستشهد بالبيت على المشدد )
وهذا نادر الأَزهري العرب تقول للحيَّات الهَزْلى على فَعْلى جاء في أَشعارهم ولا يعرَف لها واحد قال وأَرْسال شِبْثانٍ وهَزْلى تَسَرَّبُ وهَزَّال وهُزَيْل اسمان

( هزبل ) ما في النِّحْيِ هَزْبَلِيلةٌ أَي شيء لا يتكلَّم به إِلاَّ في الجَحْد وفي بعض النسخ ما فيه هَزْبَليّة إِذا لم يكن فيه شيء الأَزهري الهَزْبلِيلُ الشيء التافِه اليسير وهَزْبَل إِذا افتقر فقراً مُدْقِعاً

( هزقل ) قال في ترجمة هرقل وأَما دَيْرُ الهِزْقِل فهو بالزاي

( هشل ) ابن سيده الهَشِيلةُ مثل فَعِيلة عن كراع كلُّ ما ركِبْت من غير إِذن صاحبه الجوهري الهَشِيلة من الإِبل وغيرها الذي يأْخذه الرجل من غير إِذن صاحبه يبلغ عليه حيث يريد ثم يردّه وقال وكلُّ هَشِيلةٍ ما دُمْتُ حَيّاً عَلَيَّ محرَّم إِلاَّ الجِمال والهَيْشَلة من الإِبل وغيرها ما اعْتَصَب قال أَبو منصور هذا حرف وقع فيه الخطأ من جهتين إِحداهما في نفس الكلمة والأُخرى في تفسيرها والصواب الهَشِيلة من الإِبل وغيرها ما اغتُصِب لا ما اعْتَصب قال وأُثبت لنا عن ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه قال يقول مُفاخِر العرب منَّا من يُهْشِل أَي منا من يعطي الهَشِيلة وهو أَن يأْتي الرجل ذو الحاجة إِلى مُراح الإِبل فيأْخذ بعيراً فيركبه فإِذا قضى حاجته ردَّه وأَما الهَيْشَلة على فَيْعَلة فإِن شمراً وغيره قالوا هي الناقة المُسِنَّة السمينة والله أَعلم

( هضل ) الهَضْل الكثير قال المرَّار الفقعسي أُصُلاً قُبَيْلَ الليلِ أَو غادَيْتُها بَكراً غُدَيَّةَ في النَّدى الهَضْلِ وامرأَة هَضْلاء طويلة الثَّدْيَين وهي أَيضاً التي ارتفع حَيْضها الجوهري الهَيْضَلة من النساء الضَّخْمة النَّصَفُ ومن النوق الغَزيرة والهَيْضَل والهَيْضَلةُ جماعة متسلِّحة أَمْرُهم في الحرب واحد قال أَبو كبير أَزُهَيرُ إِنْ يَشِبِ القَذالُ فإِنَّني رُبْ هَيْضَلٍ لَجِبٍ لفَفْت بِهَيْضَلِ قال الليث الهَيْضَل جماعة فإِذا جعل اسماً قيل هَيْضَلة وقيل الهَيْضَلة الجماعة يُغْزى بهم ليسوا بالكثير والهَيْضَل الرَّجَّالة وقيل الجَيْش وقيل الجماعة من الناس وجمل هَيْضَل ضخم طويل عظيم وناقة هَيْضَلة كذلك والهَيْضَلة من الإِبل الغريزة وهي من النساء الضَّخْمة النَّصَف وقيل الهَيْضَلة من النساء والإِبل والشاء هي المسِنَّة ولا يقال بعير هَيْضَل والهَيْضَلة أَصوات الناس قال وهَيْضَلُها الخَشْخاش إِذ نزَلوا والهَيْضَل الجيش الكثير واحدهم هَيْضلة قال الكميت وحَوْلَ سَرِيرِكَ من غالِبٍ ثُبى العِزِّ والعَرَبُ الهَيْضَلُ وقال آخر فيوْماً بِهَضَّاءٍ ويوماً بِسُرْنة ويوماً بخَشْخاش من الرَّجْل هَيْضل وقال الكميت في حَوْمَةِ الفَيْلَقِ الجأْواءِ إِذ نَزَلَتْ قَيس وهَيْضَلُها الخَشخاش إِذ نَزلُوا وقال حاجز السَّرَوي ولا رَعِشاً إِنْ جَرى ساقُه إِذا بادَر الحَمْلَة الهَيْضَلا قال ابن بري ويقال عَنْز هَيْضلة عريضة الخاصِرتين قال الشاعر بِهَيْضَلةٍ إِذا دُعِيَتْ أَجابَتْ مَصُورٌ قَرْنُها نَقَدٌ قَديمُ وقال ابن الفرج هو يَهْضِل بالكلام وبالشعْر ويَهْضِب به إِذا كان يَسُحُّ سَحّاً وأَنشد كأَنهنّ بِجِمادِ الأَجْبالْ وقد سَمِعْنَ صوتَ حادٍ جَلْجالْ من آخِر الليل عليها هَضَّالْ عِقْبانُ دَجْنٍ ومَراريخُ الغالْ قيل له هَضَّال لأَنه يَهْضل عليها بالشعْر إِذا حَدا

( هطل ) الهَطل والهَطَلان المطَر المتفرِّق
( * قوله « المطر المتفرق » عبارة المحكم تتابع المطر المتفرق وقوله « وهو مطر » عبارة المحكم وقيل هو مطر ) العظيم القطْر وهو مطَر دائم مع سكون وضعف وفي التهذيب الهَطَلان تتابع القطر المتفرِّق العِظام والهَطْل تَتابع المطر والدَّمْع وسيلانُه وهَطَلَت السماء تَهْطِل هَطْلاً وهَطَلاناً وتهْطالاً وهَطَل المطر يَهْطِل هَطْلاً وهَطَلاناً وتَهْطالاً ودِيمةٌ هُطْلٌ وهَطْلاء فَعْلاء لا أَفْعَلَ لها ومَطر هَطِل وهَطَّال قال أَلَحَّ عليها كلُّ أَسْحَم هَطَّالِ والهَطْل المطر الضعيف الدائم وقيل هو الدائم ما كان الأَصمعي الديمةُ مَطر يَدُوم مع سكون والضَّرْب فوق ذلك والهَطْل فوقه أَو مثل ذلك قال امرؤ القيس دِيمةٌ هَطْلاءُ فيها وَطَفٌ طَبَقُ الأَرضِ تَحَرَّى وتَدُرُّ قال أَبو الهيثم في قول الأَعشى مُسْبِل هَطِل هذا نادر وإِنما يقال هَطَلت السماء تَهْطِل هَطْلاً فهي هاطِلة فقال الأَعشى هَطِل بغير أَلف الجوهري وغيره سَحاب هَطِل ومطر هَطِل كثير الهَطَلان وسحائب هُطَّل جمع هاطِل وديمة هَطْلاء قال النحويون ولا يقال سحاب أَهْطَل ولا مطر أَهْطَل وقولهم هَطْلاء جاء على غير قياس وهذا كقولهم فرس رَوْعاء وهي الذَّكِيَّة ولا يقال للذكر أَرْوَع وامرأَة حَسْناء ولم يقولوا رجل أَحْسَن والسحاب يَهْطِل بالدموع
( * قوله « والسحاب يهطل بالدموع » هكذا في الأصل وعبارة التهذيب والسحاب يهطل والعين تهطل بالدموع ) وهَطَل الدَّمْعُ ودمعٌ هاطِل وهَطَلت العين بالدمع تَهُْطِل وفي الحديث اللهم ارْزُقْني عَيْنَيْنِ هَطَّالتين ذَرَّافَتَيْن للدموع من هَطَل المطر يَهْطِل إِذا تتابع وهَطَل يَهْطِل هَطَلاناً مضى لوجهه مشياً وناقة هَطْلى تمشي رُوَيْداً وأَنشد أَبو النجم يصف فرساً يَهْطِلُها الرَّكْضُ بطَيْسٍ تَهْطِلُهْ
( * قوله « يهطلها الركض » في الصاغاني يعصرها الركض وقوله « بطيس » في التكملة والتهذيب بطشّ )
أَبو عبيد هَطَل الجريُ الفرسَ هَطْلاً إِذا أَخرج عَرَقه شيئاً بعد شيء قال ويَهْطِلها الركضُ يُخرج عَرَقها والهَطَّال اسم فرس زيد الخيل قال أُقَرِّبُ مَرْبَط الهَطَّالِ إِني أَرى حَرْباً تَلَقَّحُ عن حِيالِ والهَطَّال اسم جبل وقال على هَطَّالهم منهم بُيوتٌ كأَنَّ العَنْكَبوت هو ابْتَناها والهَطْلى من الإِبل التي تمشي رُوَيْداً قال أَبابيل هَطْلى من مُراحٍ ومُهْمَلِ ومشت الظِّباء هَطْلى أَي رُوَيْداً وأَنشد تَمَشَّى بها الأَرْآمُ هَطْلى كأَنها كَواعِبُ ما صِيغتْ لهنّ عُقودُ والهَطْلى المهملة وجاءت الإِبل هَطْلى وهَطَلى أَي متقطعة وقيل هَطْلى مطلَقة ليس معها سائق أَبو عبيدة جاءت الخيل هَطْلى أَي خَناطِيل جماعات في تفرقة ليس لها واحد وهَطَلَت الناقة تَهْطِل هَطْلاً إِذا سارت سيراً ضعيفاً وقال ذو الرمة جَعَلْت له من ذِكْرِ مَيٍّ تَعِلَّةً وخَرْقاءَ فوق الناعِجاتِ الهَواطِل
( * قوله « فوق الناعجات » هكذا في الأصل والتهذيب وفي التكملة للصاغاني فوق الواسجات )
والهِطْل المُعْيي وخص بعضهم به البعير المُعْيي والهَطْل الإِعياء ابن الأَعرابي الهِطْل الذئب والهِطْل اللصُّ والهِطْل الرجل الأَحمق والهَيْطَل والهَياطِل والهَياطِلة جنس من التُّرْك أَو الهِنْد قال حَمَلْتُهم فيها مع الهَياطِلَهْ أَثْقِلْ بهم من تِسْعَةٍ في قافِلَهْ والهَيْطَل الجماعة يغزى بهم لَيْسُوا بالكثير ويقال الهَياطِلة جِيلٌ من الناس كانت لهم شَوْكة وكانت لهم بلاد
( * قوله « وكانت لهم بلاد إلخ » هكذا في الأصل والذي في الصحاح واتراك خلخ إلخ وفي شرح القاموس طخارستان واتراك خلج والخنجية من بقاياهم اه وفي ياقوت ان طخارستان وطخيرستان لغتان في اسم البلدة وفيه خلج آخره جيم اسم بلد وأما خلخ وخزلخ آخره خاء وخنجينة فلم يذكرهما ) طَخَيْرِسْتان وأَتراك خزلخ وخنجينة من بقاياهم وفي حديث الأَحنف أَن الهَياطِلة لما نزلت به بَعِلَ بهم قال هم قوم من الهِنْد والياء زائدة كأَنه جمع هَيْطَل والهاء لتأْكيد الجمع والهَيْطَل يقال هو الثعْلب الأَزهري قال الليث الهَيْطَلة آنية من صُفْر يطبخ فيها قال الأَزهري هو معرب ليس بعربي صحيح أَصله باتِيلَهْ التهذيب وتَهَطْلأْتُ وتَطَهْلأْتُ أَي وقَعْتُ
( * قوله « اي وقعت » في التكملة برأت من المرض )
الأَزهري في ترجمة هلط عن ابن الأَعرابي الهالِطُ المسترخي البطن والهاطِل الزرع الملتفُّ

( هطمل ) التهذيب في الرباعي الهَطمْليّ
( * قوله « الهطملي إلخ » هكذا في الأصل والذي في التهذيب والقاموس الطهملي بتقديم الطاء ) الأَسود القصير

( هقل ) الهِقْلُ الفتيُّ من النَّعام وأَنشد ابن بري وإِنْ ضُرِبَتْ على العِلاَّت أَجَّتْ أَجِيجَ الهَقْلِ من خَيْطِ النَّعامِ وقال بعضهم الهِقْل الظليم ولم يعيّن الفتيَّ والأُنثى هِقْلة والهَيْقَل كالهِقْل وقال مالك بن خالد والله ما هِقْلةٌ حَصَّاد عَنَّ لها جَوْن السَّراةِ هِزَفٌّ لحمُه زِيَمُ

( هكل ) تَهاكلَ القومُ تنازعوا في الأَمر والهَيْكَلُ الضخمُ من كل شيء والهَيْكَلَةُ من النساء العظيمة عن اللحياني والهَيْكَلُ من الخيل الكثيف العَبْلُ اللِّينُ قال امرؤ القيس بِمُنْجَردٍ قَيْدِ الأَوابِدِ هَيْكَلِ
( * قوله « بمنجرد قيد الأوابد إلخ » هكذا في الأصل وعبارة المحكم بعد الشطر وقيل هو الطويل عُلُوّاً وعداء وقيل هو التام قال أبو النجم فاستعاره للنبات في حبة جرف وحمض هيكل والنبت لا يوصف الى آخر ما هنا )
والنبت لا يوصف بالضَّخَم لكنه أَراد الكثرة فأَقام الضِّخَم مقامها الليث الهَيْكَلُ الفرس الطويل عُلُوًّا وعدْواً ابن شميل الهَيْكَلُ الضخم من كل الحيوان الأَزهري الهَيْكل البِناء المرتفع يشبه به الفرس الطويل والهَيْكَلُ الفرس الطويل الضَّخْم قال ابن بري كانت الدَّهْناء بنت مِسحل زوجة العجاج رفعته إِلى الوالي وكانت رمته بالتَّعْنين فقال أَظَنَّت الدَّهْنا وظنَّ مِسْحَلُ أَنَّ الأَمِيرَ بالقَضاء يَعْجَلُ عن كَسِلاتي والحصانُ يُكْسِلُ عن السِّفاد وهو طِرْفٌ هَيْكَلُ ؟ أَبو حنيفة الهَيْكَل النبت الذي طال وعظُم وبلَغ وكذلك الشجر واحدته هَيْكَله وهَيْكَل الزرع نَما وطال والهَيْكَل بيت للنصارى فيه صنم على خلْقة مريم فيما يزعمون وأَنشد مَشْيَ النَّصارى حَوْلَ بَيتِ الهَيْكَلِ وفي المحكم الهَيْكَل بيت للنصارى فيه صورة مريم وعيسى عليهما السلام قال الأَعشى وما أَيْبُلِيٌّ على هَيْكَلٍ بَناه وصَلَّب فيه وصارا وربما سمي به دَيْرُهم الهَيْكَلُ البناء المُشرف والهَيْكَلُ بيت الأَصنام

( هلل ) هَلَّ السحابُ بالمطر وهَلَّ المطر هَلاًّ وانْهَلَّ بالمطر انْهِلالاً واسْتَهَلَّ وهو شدَّة انصبابه وفي حديث الاستسقاء فأَلَّف الله السحاب وهَلَّتنا قال ابن الأَثير كذا جاء في رواية لمسلم يقال هَلَّ السحاب إِذا أَمطر بشدَّة والهِلالُ الدفعة منه وقيل هو أَوَّل ما يصيبك منه والجمع أَهِلَّة على القياس وأَهاليلُ نادرة وانْهَلَّ المطر انْهِلالاً سال بشدَّة واستهلَّت السماءُ في أَوَّل المطر والاسم الهِلالُ وقال غيره هَلَّ السحاب إِذا قَطَر قَطْراً له صوْت وأَهَلَّه الله ومنه انْهِلالُ الدَّمْع وانْهِلالُ المطر قال أَبو نصر الأَهالِيل الأَمْطار ولا واحد لها في قول ابن مقبل وغَيْثٍ مَرِيع لم يُجدَّع نَباتُهُ ولتْه أَهالِيلُ السِّماكَيْنِ مُعْشِب وقال ابن بُزُرْج هِلال وهَلالُهُ
( * قوله « هلال وهلاله إلخ » عبارة الصاغاني والتهذيب وقال ابن بزرج هلال المطر وهلاله إلخ ) وما أَصابنا هِلالٌ ولا بِلالٌ ولا طِلالٌ قال وقالوا الهِلَلُ الأَمطار واحدها هِلَّة وأَنشد من مَنْعِجٍ جادت رَوابِيهِ الهِلَلْ وانهلَّت السماءُ إِذا صبَّت واستهلَّت إِذا ارتفع صوتُ وقعها وكأَنَّ استِهْلالَ الصبيّ منه وفي حديث النابغة الجعديّ قال فنَيَّف على المائة وكأَنَّ فاهُ البَرَدُ المُنْهَلُّ كل شيء انصبَّ فقد انْهَلَّ يقال انهلَّ السماء بالمطر ينهلُّ انْهِلالاً وهو شدة انْصِبابه قال ويقال هلَّ السماء بالمطر هَلَلاً ويقال للمطر هَلَلٌ وأُهْلول والهَلَلُ أَول المطر يقال استهلَّت السماء وذلك في أَول مطرها ويقال هو صوت وَقْعِه واستهلَّ الصبيُّ بالبُكاء رفع صوتَه وصاح عند الوِلادة وكل شيء ارتفع صوتُه فقد استهلَّ والإِهْلالُ بالحج رفعُ الصوت بالتَّلْبية وكلُّ متكلم رفع صوته أَو خفضه فقد أَهَلَّ واستهلَّ وفي الحديث الصبيُّ إِذا وُلِد لم يُورَث ولم يَرِثْ حتى يَسْتَهِلَّ صارخاً وفي حديث الجَنِين كيف نَدِي مَن لا أَكَل ولا شَرِبَ ولا اسْتَهَلَّ ؟ وقال الراجز يُهِلُّ بالفَرْقَدِ رُكْبانُها كما يُهِلُّ الرَّاكِبُ المُعْتَمِرْ وأَصله رَفْعُ الصوَّت وأَهَلَّ الرجل واستهلَّ إِذا رفع صوتَه وأَهَلَّ المُعْتَمِرُ إِذا رفع صوتَه بالتَّلْبية وتكرر في الحديث ذكر الإِهْلال وهو رفعُ الصوت بالتَّلْبِية أَهَلَّ المحرِمُ بالحج يُهِلُّ إِهْلالاً إِذا لَبَّى ورفَع صوتَه والمُهَلُّ بضم الميم موضعُ الإِهْلال وهو الميقات الذي يُحْرِمون منه ويقع على الزمان والمصدر الليث المُحرِمُ يُهِلُّ بالإِحْرام إِذا أَوجب الحُرْم على نفسه تقول أَهَلَّ بحجَّة أَو بعُمْرة في معنى أَحْرَم بها وإِنما قيل للإِحرامِ إِهْلال لرفع المحرِم صوته بالتَّلْبية والإِهْلال التلبية وأَصل الإِهْلال رفعُ الصوتِ وكل رافِعٍ صوتَه فهو مُهِلّ وكذلك قوله عز وجل وما أُهِلَّ لغير الله به هو ما ذُبِحَ للآلهة وذلك لأَن الذابح كان يسمِّيها عند الذبح فذلك هو الإِهْلال قال النابغة يذكر دُرَّةً أَخرجها غَوَّاصُها من البحر أَو دُرَّة صَدَفِيَّة غَوَّاصُها بَهِجٌ متى يَره يُهِلَّ ويَسْجُدِ يعني بإِهْلالِه رفعَه صوتَه بالدعاء والحمد لله إِذا رآها قال أَبو عبيد وكذلك الحديث في اسْتِهْلال الصبيِّ أَنه إِذا وُلد لم يَرِثْ ولم يُورَثْ حتى يَسْتَهِلَّ صارخاً وذلك أَنه يُستدَل على أَنه وُلد حيًّا بصوته وقال أَبو الخطاب كلّ متكلم رافعِ الصوت أَو خافضِه فهو مُهلّ ومُسْتَهِلّ وأَنشد وأَلْفَيْت الخُصوم وهُمْ لَدَيْهِ مُبَرْسمَة أَهلُّوا ينظُرونا وقال غير يَعفور أَهَلَّ به جاب دَفَّيْه عن القلب
( * قوله « غير يعفور إلخ » هو هكذا في الأصل والتهذيب )
قيل في الإِهْلال إِنه شيء يعتريه في ذلك الوقت يخرج من جوفه شبيه بالعُواء الخفيف وهو بين العُواء والأَنين وذلك من حاقِّ الحِرْص وشدّة الطلب وخوف الفَوْت وانهلَّت السماء منه يعني كلب الصيد إِذا أُرسل على الظَّبْي فأَخذه قال الأَزهري ومما يدل على صحة ما قاله أَبو عبيد وحكاه عن أَصحابه قول الساجع عند سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قَضى في الجَنين ( قوله « حين قضى في الجنين إلخ » عبارة التهذيب حين قضى في الجنين الذي أسقطته أمه ميتاً بغرة إلخ ) إِذا سقَط ميتاً بغُرَّة فقال أَرأَيت مَن لا شرب ولا أَكَلْ ولا صاح فاسْتَهَلّْ ومثل دَمِه يُطَلُّ فجعله مُسْتَهِلاًّ برفعِه صوته عند الوِلادة وانهلَّت عينُه وتَهَلَّلتْ سالت بالدمع وتَهَلَّلتْ دموعُه سالت واستهلَّت العين دمَعت قال أَوس لا تَسْتَهِلُّ من الفِراق شُؤوني وكذلك انْهَلَّتِ العَيْن قال أَو سُنْبُلاً كُحِلَتْ به فانْهَلَّتِ والهَليلةُ الأَرض التي استهلَّ بها المطر وقيل الهَلِيلةُ الأَرض المَمْطورة وما حَوالَيْها غيرُ مَمطور وتَهَلَّل السحابُ بالبَرْق تَلأْلأَ وتهلَّل وجهه فَرَحاً أَشْرَق واستهلَّ وفي حديث فاطمة عليها السلام فلما رآها استبشَر وتهلَّل وجهُه أَي استنار وظهرت عليه أَمارات السرور الأَزهري تَهَلَّل الرجل فرحاً وأَنشد
( * هذا البيت لزهير بن ابي سلمى من قصيدة له )
تَراه إِذا ما جئتَه مُتَهَلِّلاً كأَنك تُعطيه الذي أَنت سائلُهْ واهْتَلَّ كتَهلَّل قال ولنا أَسامٍ ما تَليقُ بغيرِنا ومَشاهِدٌ تَهْتَلُّ حين تَرانا وما جاء بِهِلَّة ولا بِلَّة الهِلَّة من الفرح والاستهلال والبِلَّة أَدنى بَللٍ من الخير وحكاهما كراع جميعاً بالفتح ويقال ما أَصاب عنده هِلَّة ولا بِلَّة أَي شيئاً ابن الأَعرابي هَلَّ يَهِلُّ إِذا فرح وهَلَّ يَهِلُّ إِذا صاح والهِلالُ غرة القمر حين يُهِلُّه الناسُ في غرة الشهر وقيل يسمى هِلالاً لليلتين من الشهر ثم لا يسمَّى به إِلى أَن يعود في الشهر الثاني وقيل يسمى به ثلاث ليال ثم يسمى قمراً وقيل يسماه حتى يُحَجِّر وقيل يسمى هِلالاً إِلى أَن يَبْهَرَ ضوءُه سواد الليل وهذا لا يكون إِلا في الليلة السابعة قال أَبو إِسحق والذي عندي وما عليه الأَكثر أَن يسمَّى هِلالاً ابنَ ليلتين فإِنه في الثالثة يتبين ضوءُه والجمع أَهِلَّة قال يُسيلُ الرُّبى واهِي الكُلَى عَرِضُ الذُّرَى أَهِلَّةُ نضّاخِ النَّدَى سابِغ القَطْرِ أَهلَّة نضّاخ النَّدَى كقوله تلقّى نَوْءُهُنّ سِرَارَ شَهْرٍ وخيرُ النَّوْءِ ما لَقِيَ السِّرَارا التهذيب عن أَبي الهيثم يسمَّى القمر لليلتين من أَول الشهر هِلالاً ولليلتين من آخر الشهر ستٍّ وعشرين وسبعٍ وعشرين هِلالاً ويسمى ما بين ذلك قمراً وأَهَلَّ الرجلُ نظر إِلى الهِلال وأَهْلَلْنا هِلال شهر كذا واسْتَهْللناه رأَيناه وأَهْلَلْنا الشهر واسْتَهْللناه رأَينا هِلالَه المحكم وأَهَلَّ الشهر واستَهلَّ ظهر هِلالُه وتبيَّن وفي الصحاح ولا يقال أَهَلَّ قال ابن بري وقد قاله غيره المحكم أَيضاً وهَلَّ الشهر ولا يقال أَهَلَّ وهَلَّ الهِلالُ وأَهَلَّ وأُهِلَّ واستُهِلَّ على ما لم يسم فاعله ظهَر والعرب تقول عند ذلك الحمدُلله إِهْلالَك إِلى سِرارِك ينصبون إِهْلالَك على الظرف وهي من المصادر التي تكون أَحياناً لسعة الكلام كخُفوق النجم الليث تقول أُهِلَّ القمر ولا يقال أُهِلَّ الهِلالُ قال الأَزهري هذا غلط وكلام العرب أُهِلَّ الهِلالُ روى أَبو عبيد عن أَبي عمرو أُهِلَّ الهلالُ واستُهِلَّ لا غير وروي عن ابن الأَعرابي أُهِلَّ الهلالُ واستُهِلَّ قال واسْتَهَلَّ أَيضاً وشهر مُسْتَهل وأَنشد وشهر مُسْتَهل بعد شهرٍ ويومٌ بعده يومٌ جَدِيدُ قال أَبو العباس وسمي الهلالُ هِلالاً لأَن الناس يرفعون أَصواتهم بالإِخبار عنه وفي حديث عمر رضي الله عنه أَن ناساً قالوا له إِنَّا بين الجِبال لا نُهِلُّ هِلالاً إِذا أَهَلَّه الناس أَي لا نُبْصِره إِذا أَبصره الناس لأَجل الجبال ابن شميل انطَلِقْ بنا حتى نُهِلَّ الهِلال أَي نَنْظُر أَنَراه وأَتَيْتُك عند هِلَّةِ الشهر وهِلِّه وإِهْلاله أَي اسْتِهلاله وهالَّ الأَجيرَ مُهالّةً وهِلالاً استأْجره كل شهر من الهِلال إِلى الهِلال بشيء عن اللحياني وهالِلْ أَجيرَك كذا حكاه اللحياني عن العرب قال ابن سيده فلا أَدري أَهكذا سمعه منهم أَم هو الذي اختار التضعيف فأَما ما أَنشده أَبو زيد من قوله تَخُطُّ لامَ أَلِفٍ مَوْصُولِ والزايَ والرَّا أَيَّما تَهْلِيلِ فإِنه أَراد تَضَعُها على شكْلِ الهِلال وذلك لأَن معنى قوله تَخُطُّ تُهَلِّلُ فكأَنه قال تُهَلِّل لام أَلِفٍ مَوْصولٍ تَهْلِيلاً أَيَّما تَهْليل والمُهَلِّلةُ بكسر اللام من الإِبل التي قد ضَمَرت وتقوَّست وحاجِبٌ مُهَلَّلٌ مشبَّه بالهلال وبعير مُهَلَّل بفتح اللام مقوَّس والهِلالُ الجمَل الذي قد ضرَب حتى أَدَّاه ذلك إِلى الهُزال والتقوُّس الليث يقال للبعير إِذا اسْتَقْوَس وحَنا ظهرُه والتزق بطنه هُزالاً وإِحْناقاً قد هُلِّل البعير تهليلاً قال ذو الرمة إِذا ارْفَضَّ أَطرافُ السِّياطِ وهُلِّلتْ جُرُومُ المَطايا عَذَّبَتْهُنّ صَيْدَحُ ومعنى هُلِّلتْ أَي انحنتْ كأَنه الأَهلَّة دِقَّةً وضُمْراً وهِلالُ البعير ما استقوس منه عند ضُمْره قال ابن هرمة وطارِقِ هَمٍّ قد قَرَيْتُ هِلالَهُ يَخُبُّ إِذا اعْتَلَّ المَطِيُّ ويَرْسُِمُ أَراد أَنه قَرَى الهَمَّ الطارقَ سيْر هذا البعير والهلالُ الجمل المهزول من ضِراب أَو سير والهِلال حديدة يُعَرْقَب بها الصيد والهِلالُ الحديدة التي تضمُّ ما بين حِنْوَيِ الرَّحْل من حديد أَو خشب والجمع الأُهِلَّة أَبو زيد يقال للحدائد التي تضمُّ ما بين أَحْناءِ الرِّحال أَهِلَّة وقال غيره هلالُ النُّؤْي ما استقْوَس منه والهِلالُ الحيَّة ما كان وقيل هو الذكَر من الحيّات ومنه قول ذي الرمة إِلَيك ابْتَذَلْنا كلَّ وَهْمٍ كأَنه هِلالٌ بدَا في رَمْضةٍ يَتَقَلَّب يعني حيَّة والهِلال الحيَّة إِذا سُلِخَت قال الشاعر تَرَى الوَشْيَ لَمَّاعاً عليها كأَنه قَشيبُ هِلال لم تقطَّع شَبَارِقُهْ وأَنشد ابن الأَعرابي يصف درعاً شبهها في صَفائها بسَلْخ الحيَّة في نَثْلةٍ تَهْزَأُ بالنِّصالِ كأَنها من خِلَعِ الهِلالِ وهُزْؤُها بالنِّصال ردُّها إِياها والهِلالُ الحجارة المَرْصوف بعضُها إِلى بعضٍ والهِلالُ نِصْف الرَّحَى والهلالُ الرَّحَى ومنه قول الراجز ويَطْحَنُ الأَبْطالَ والقَتِيرا طَحْنَ الهِلالِ البُرَّ والشَّعِيرَا والهِلالُ طرف الرَّحَى إِذا انكسر منه والهِلالُ البياض الذي يظهر في أُصول الأَظْفار والهِلالُ الغُبار وقيل الهِلالُ قطعة من الغُبار وهِلالُ الإِصبعِ المُطيفُ بالظفر والهِلالُ بقيَّة الماء في الحوض ابن الأَعرابي والهِلالُ ما يبقى في الحوض من الماء الصافي قال الأَزهري وقيل له هِلالٌ لأَن الغدير عند امتلائه من الماء يستدير وإِذا قلَّ ماؤه ذهبت الاستدارةُ وصار الماء في ناحية منه الليث الهُلاهِلُ من وصف الماء الكثير الصافي والهِلالُ الغلام الحسَن الوجه قال ويقال للرَّحى هِلال إِذا انكسرت والهِلالُ شيء تُعرقَبُ به الحميرُ وهِلالُ النعل ذُؤابَتُها والهَلَلُ الفَزَع والفَرَقُ قال ومُتَّ مِنِّي هَلَلاً إِنما مَوْتُك لو وارَدْت وُرَّادِيَهْ يقال هَلَكَ فلان هَلَلاً وهَلاًّ أَي فَرَقاً وحَمل عليه فما كذَّب ولا هَلَّلَ أَي ما فَزِع وما جبُن يقال حَمَل فما هَلَّل أَي ضرب قِرْنه ويقال أَحجم عنَّا هَلَلاً وهَلاًّ قاله أَبو زيد والتَّهْليل الفِرارُ والنُّكوصُ قال كعب بن زهير لا يقَعُ الطَّعْنُ إِلا في نُحورِهِمُ وما لهمْ عن حِياضِ المَوْتِ تَهْليلُ أَي نُكوصٌ وتأَخُّرٌ يقال هَلَّل عن الأَمر إِذا ولَّى عنه ونَكَص وهَلَّل عن الشيء نَكَل وما هَلَّل عن شتمي أَي ما تأَخر قال أَبو الهيثم ليس شيء أَجْرأَ من النمر ويقال إِنّ الأَسد يُهَلِّل ويُكَلِّل وإِنَّ النَّمِر يُكَلِّل ولا يُهَلِّل قال والمُهَلِّل الذي يحمل على قِرْنه ثم يجبُن فَيَنْثَني ويرجع ويقال حَمَل ثم هَلَّل والمُكَلِّل الذي يحمل فلا يرجع حتى يقع بقِرْنه وقال قَوْمي على الإِسْلام لمَّا يَمْنَعُوا ماعُونَهُمْ ويُضَيِّعُوا التَّهْلِيلا
( * قوله « ويضيعوا التهليلا » وروي ويهللوا التهليلا كما في التهذيب )
أَي لمَّا يرجعوا عمَّا هم عليه من الإِسلام من قولهم هَلَّل عن قِرْنه وكَلَّس قال الأَزهري أَراد ولمَّا يُضَيِّعوا شهادة أَن لا إِله إِلا الله وهو رفع الصوت بالشهادة وهذا على رواية من رواه ويُضَيِّعوا التَّهْليلا وقال الليث التَّهْليل قول لا إِله إِلا الله قال الأَزهري ولا أَراه مأْخوذاً إِلا من رفع قائله به صوته وقوله أَنشده ثعلب وليس بها رِيحٌ ولكن وَدِيقَةٌ يَظَلُّ بها السَّامي يُهِلُّ ويَنْقَعُ فسره فقال مرَّة يذهب رِيقُه يعني يُهِلُّ ومرة يَجيء يعني يَنْقَع والسامي الذي يصطاد ويكون في رجله جَوْرَبان وفي التهذيب في تفسير هذا البيت السامي الذي يطلب الصيد في الرَّمْضاء يلبس مِسْمَاتَيْه ويُثير الظِّباء من مَكانِسِها فإِذا رَمِضت تشقَّقت أَظْلافها ويُدْرِكها السامي فيأْخذها بيده وجمعه السُّمَاة وقال الباهلي في قوله يُهِلُّ هو أَن يرفع العطشان لسانه إِلى لَهاته فيجمع الريق يقال جاء فلان يُهِلُّ من العطش والنَّقْعُ جمع الريق تحت اللسان وتَهْلَلُ من أَسماء الباطل كَثَهْلَل جعلوه اسماً له علماً وهو نادر وقال بعض النحويين ذهبوا في تَهْلَل إِلى أَنه تَفْعَل لمَّا لم يجدوا في الكلام « ت ه ل » معروفة ووجدوا « ه ل ل » وجاز التضعيف فيه لأَنه علم والأَعلام تغير كثيراً ومثله عندهم تَحْبَب وذهب في هِلِيَّانٍ وبذي هِلِيَّانٍ أَي حيث لا يدرَى أَيْنَ هو وامرأَة هِلٌّ متفصِّلة في ثوب واحدٍ قال أَناةٌ تَزِينُ البَيْتَ إِمَّا تلَبَّسَتْ وإِن قَعَدَتْ هِلاًّ فأَحْسنْ بها هِلاَّ والهَلَلُ نَسْجُ العنكبوت ويقال لنسج العنكبوت الهَلَل والهَلْهَلُ وهَلَّلَ الرجلُ أَي قال لا إِله إِلا الله وقد هَيْلَلَ الرجلُ إِذا قال لا إِله إِلا الله وقد أَخذنا في الهَيْلَلَة إِذا أَخذنا في التَّهْليل وهو مثل قولهم حَوْلَقَ الرجل وحَوْقَلَ إِذا قال لا حول ولا قوة إِلا بالله وأَنشد فِداكَ من الأَقْوام كُلُّ مُبَخَّل يُحَوْلِقُ إِمَّا سالهُ العُرْفَ سائلُ الخليل حَيْعَل الرجل إِذا قال حيّ على الصلاة قال والعرب تفعل هذا إِذا كثر استعمالهم للكلمتين ضموا بعض حروف إِحداهما إِلى بعض حروف الأُخرى منه قولهم لا تُبَرْقِل علينا والبَرْقَلة كلام لا يَتْبَعه فعل مأْخوذ من البَرْق الذي لا مطر معه قال أَبو العباس الحَوْلَقة والبَسْملة والسَّبْحَلة والهَيْلَلة قال هذه الأَربعة أَحرف جاءت هكذا قيل له فالْحَمدلة ؟ قال ولا أنكره
( * قوله « قال ولا أنكره » عبارة الازهري فقال لا وأنكره )
وأَهَلَّ بالتسمية على الذبيحة وقوله تعلى وما أُهِلَّ به لغير الله أَي نودِيَ عليه بغير اسم الله ويقال أَهْلَلْنا عن ليلة كذا ولا يقال أَهْلَلْناه فهَلَّ كما يقال أَدخلناه فدَخَل وهو قياسه وثوب هَلٌّ وهَلْهَلٌ وهَلْهالٌ وهُلاهِل ومُهَلْهَل رقيق سَخيفُ النَّسْج وقد هَلْهَل النَّسَّاج الثوبَ إِذا أَرقّ نَسْجه وخفَّفه والهَلْهَلةُ سُخْفُ النسْج وقال ابن الأَعرابي هَلْهَله بالنَّسْج خاصة وثوب هَلْهَل رَديء النسْج وفيه من اللغات جميع ما تقدم في الرقيق قال النابغة أَتاك بقولٍ هَلْهَلِ النَّسْجِ كاذبٍ ولم يأْتِ بالحقّ الذي هو ناصِعُ ويروى لَهْلَه ويقال أَنْهَجَ الثوبُ هَلْهالاً والمُهَلْهَلة من الدُّروع أَرْدَؤها نسْجاً شمر يقال ثوب مُلَهْلَةٌ ومُهَلْهَل ومُنَهْنَةٌ وأَنشد ومَدَّ قُصَيٌّ وأَبْناؤه عليك الظِّلالَ فما هَلْهَلُوا وقال شمر في كتاب السلاح المُهَلْهَلة من الدُّروع قال بعضهم هي الحَسنة النسْج ليست بصفيقة قال ويقال هي الواسعة الحَلَق قال ابن الأَعرابي ثوب لَهْلَهُ النسج أَي رقيق ليس بكثيف ويقال هَلْهَلْت الطحين أَي نخلته بشيء سَخيف وأَنشد لأُمية
( * قوله « وأنشد لامية إلخ » عبارة التكملة لامية بن ابي الصلت يصف
الرياح أذعن به جوافل معصفات ... كما تذري المهلهلة
الطحينابه اي بذي قضين وهو موضع )
كما تَذْرِي المُهَلْهِلةُ الطَّحِينا وشعر هَلْهل رقيقٌ ومُهَلْهِل اسم شاعر سمي بذلك لِرَداءة شعْره وقيل لأَنه أَوَّل من أَرقَّ الشعْر وهو امرؤ القيس ابن ربيعة
( * قوله وهو امرؤ القيس بن ربيعة هكذا في الأصل والمشهور أنه ابو ليلى عَدِيّ بن ربيعة ) أَخو كُليب وائل وقيل سمي مهلهِلاً بقوله لزهير بن جَناب لمَّا تَوَعَّرَ في الكُراعِ هَجِينُهُمْ هَلْهَلْتُ أَثْأَرُ جابراً أَو صِنْبِلا ويقال هَلهَلْت أُدرِكه كما يقال كِدْت أُدْرِكُه وهَلْهَلَ يُدْركه أَي كان يُدركه وهذا البيت أَنشده الجوهري لما تَوَغَّلَ في الكُراع هَجِينُهم قال ابن بري والذي في شعره لما توعَّر كما أَوردْناه عن غيره وقوله لما توَعَّر أَي أَخذ في مكان وعْر ويقال هَلْهَل فلان شعْره إِذا لم ينَقِّحه وأَرسله كما حضَره ولذلك سمي الشاعر مُهَلهِلاً والهَلْهَل السَّمُّ القاتِل وهو معرَّب قال الأَزهري ليس كل سَمّ قاتل يسمَّى هَلهَلاً ولكن الهَلهَلُ سَمٌّ من السُّموم بعينه قاتِلٌ قال وليس بعربيّ وأَراه هنْدِيّاً وهَلهَلَ الصوْتَ رجَّعه وماءٌ هُلاهِلٌ صافٍ كثير وهَلْهَل عن الشيء رجَع والهُلاهِلُ الماء الكثير الصافي والهَلْهَلةُ الانتظار والتأَني وقال الأَصمعي في قول حَرملة بن حَكيم هَلهِلْ بكَعْبٍ بعدما وَقَعَتْ فوق الجَبِين بساعِدٍ فَعْمِ ويروى هَلِّلْ ومعناهما جميعاً انتظر به ما يكون من حاله من هذه الضرْبة وقال الأَصمعي هَلْهِلْ بكَعْب أَي أَمْهِله بعدما وقعت به شَجَّة على جبينه وقال شمر هَلْهَلْت تَلَبَّثت وتنظَّرت التهذيب ويقال أَهَلَّ السيفُ بفلان إِذا قطع فيه ومنه قول ابن أَحمر وَيْلُ آمِّ خِرْقٍ أَهَلَّ المَشْرَفِيُّ به على الهَباءَة لا نِكْسٌ ولا وَرَع وذو هُلاهِلٍ قَيْلٌ من أَقْيال حِمْير وهَلْ حرف استفهام فإِذا جعلته اسماً شددته قال ابن سيده هل كلمة استفهام هذا هو المعروف قال وتكون بمنزلة أَم للاستفهام وتكون بمنزلة بَلْ وتكون بمنزلة قَدْ كقوله عز وجل يَوْمَ نقولُ لجهنَّم هَلِ امْتَلأْتِ وتقولُ هَلْ مِنْ مزيدٍ ؟ قالوا معناه قد امْتَلأْت قال ابن جني هذا تفسير على المعنى دون اللفظ وهل مُبقاة على استفهامها وقولها هَلْ مِن مزيد أَي أَتعلم يا ربَّنا أَن عندي مزيداً فجواب هذا منه عزَّ اسمه لا أَي فكَما تعلم أَن لا مَزيدَ فحسبي ما عندي وتكون بمعنى الجزاء وتكون بمعنى الجَحْد وتكون بمعنى الأَمر قال الفراء سمعت أَعرابيّاً يقول هل أَنت ساكت ؟ بمعنى اسكت قال ابن سيده هذا كله قول ثعلب وروايته الأَزهري قال الفراء هَلْ قد تكون جَحْداً وتكون خبَراً قال وقول الله عز وجل هَلْ أَتى على الإِنسان حينٌ من الدهر قال معناه قد أَتى على الإِنسان معناه الخبر قال والجَحْدُ أَن تقول وهل يقدِر أَحد على مثل هذا قال ومن الخبَر قولك للرجل هل وعَظْتك هل أَعْطَيتك تقرَّره بأَنك قد وعَظْته وأَعطيته قال الفراء وقال الكسائي هل تأْتي استفهاماً وهو بابُها وتأْتي جَحْداً مثل قوله أَلا هَلْ أَخو عَيْشٍ لذيذٍ بدائم معناه أَلا ما أَخو عيشٍ قال وتأْتي شرْطاً وتأْتي بمعنى قد وتأْتي تَوْبيخاً وتأْتي أَمراً وتأْتي تنبيهاً قال فإِذا زدت فيها أَلِفاً كانت بمعنى التسكين وهو معنى قوله إِذا ذُكِر الصالحون فحَيَّهَلاً بعُمَر قال معنى حَيّ أَسرِعْ بذكره ومعنى هَلاً أَي اسْكُن عند ذكره حتى تنقضي فضائله وأَنشد وأَيّ حَصانٍ لا يُقال لَها هَلاً أَي اسْكُني للزوج قال فإِن شَدَّدْت لامَها صارت بمعنى اللوْم والحضِّ اللومُ على ما مضى من الزمان والحَضُّ على ما يأْتي من الزمان قال ومن الأَمر قوله فهَلْ أَنتُم مُنْتَهون وهَلاً زجْر للخيل وهالٍ مثله أَي اقرُبي وقولهم هَلاً استعجال وحث وفي حديث جابر هَلاَّ بكْراً تُلاعِبُها وتُلاعِبُك هَلاَّ بالتشديد حرف معناه الحثُّ والتحضيضُ يقال حيّ هَلا الثريدَ ومعناه هَلُمَّ إِلى الثريد فُتحت ياؤه لاجتماع الساكنين وبُنِيَت حَيّ وهَلْ اسماً واحداً مثل خمسة عشر وسمِّي به الفعل ويستوي فيه الواحد والجمع والمؤنث وإِذا وقفت عليه قلت حَيَّهَلا والأَلف لبيان الحركة كالهاء في قوله كِتابِيَهْ وحِسابِيَهْ لأَنَّ الأَلِف من مخرج الهاء وفي الحديث إِذا ذكِرَ الصالحون فحَيَّهَلَ بعُمَرَ بفتح اللام مثل خمسة عشر أَي فأَقْبِلْ به وأَسرِع وهي كلمتان جعلتا كلمة واحدة فحَيَّ بمعنى أَقبِلْ وهَلا بمعنى أَسرِعْ وقيل معناه عليك بعُمَر أَي أَنه من هذه الصفة ويجوز فحَيَّهَلاً بالتنوين يجعل نكرة وأَما حَيَّهَلا بلا تنوين فإِنما يجوز في الوقف فأَما في الإِدراج فهي لغة رديئة قال ابن بري قد عرَّفت العرب حَيَّهَلْ وأَنشد فيه ثعلب وقد غَدَوْت قبل رَفْعِ الحَيَّهَلْ أَسوقُ نابَيْنِ وناباً مِلإِبِلْ وقال الحَيَّهَل الأَذان والنابانِ عَجُوزان وقد عُرِّف بالإِضافة أَيضاً في قول الآخر وهَيَّجَ الحَيَّ من دارٍ فظلَّ لهم يومٌ كثير تَنادِيه وحَيَّهَلُهْ قال وأَنشد الجوهري عجزه في آخر الفصل هَيْهاؤُه وحَيْهَلُهْ وقال أَبو حنيفة الحَيْهَل نبت من دِقّ الحَمْض واحدته حَيْهَلة سميت بذلك لسُرعة نباتها كما يقال في السرعة والحَثّ حَيَّهَل وأَنشد لحميد بن ثور بِمِيثٍ بَثاءٍ نَصِيفِيَّةٍ دَمِيثٍ بها الرِّمْثُ والحَيْهَلُ
( * قوله « بها الرمث والحيهل » هكذا ضبط في الأصل وضبط في القاموس في مادة حيهل بتشديد الياء وضم الهاء وسكون اللام وقال بعد ان ذكر الشطر الثاني نقل حركة اللام الى الهاء )
وأَما قول لبيد يذكر صاحِباً له في السفر كان أَمَرَه بالرَّحِيل يَتمارَى في الذي قلتُ له ولقد يَسْمَعُ قَوْلي حَيَّهَلْ فإِنما سكنه للقافية وقد يقولون حَيَّ من غير أَن يقولو هَلْ من ذلك قولهم في الأَذان حَيَّ على الصلاة حَيَّ على الفَلاح إِنما هو دعاء إِلى الصَّلاةِ والفَلاحِ قال ابن أَحمر أَنْشَأْتُ أَسأَلهُ ما بالُ رُفْقَتِهِ حَيَّ الحُمولَ فإِنَّ الركْبَ قد ذهَبا قال أَنْشَأَ يسأَل غلامه كيف أَخذ الركب وحكى سيبويه عن أَبي الخطاب أَن بعض العرب يقول حَيَّهَلا الصلاة يصل بهَلا كما يوصل بعَلَى فيقال حَيَّهَلا الصلاة ومعناه ائتوا الصلاة واقربُوا من الصلاة وهَلُمُّوا إِلى الصلاة قال ابن بري الذي حكاه سيبويه عن أَبي الخطاب حَيَّهَلَ الصلاةَ بنصب الصلاة لا غير قال ومثله قولهم حَيَّهَلَ الثريدَ بالنصب لا غير وقد حَيْعَلَ المؤَذن كما يقال حَوْلَقَ وتَعَبْشَمَ مُرَكَّباً من كلمتين قال الشاعر أَلا رُبَّ طَيْفٍ منكِ باتَ مُعانِقي إِلى أَن دَعَا داعي الصَّباح فَحَيْعَلا وقال آخر أَقولُ لها ودمعُ العينِ جارٍ أَلمْ تُحْزِنْك حَيْعَلةُ المُنادِي ؟ وربما أَلحقوا به الكاف فقالوا حَيَّهَلَك كما يقال رُوَيْدَك والكاف للخطاب فقط ولا موضع لها من الإِعراب لأَنها ليست باسم قال أَبو عبيدة سمع أَبو مَهْدِيَّة الأَعرابي رجلاً يدعو بالفارسية رجلاً يقول له زُوذْ فقال ما يقول ؟ قلنا يقول عَجِّل فقال أَلا يقول حَيَّهَلك أَي هَلُمَّ وتَعَال وقول الشاعر هَيْهاؤه وحَيْهَلُهْ فإِنما جعله اسماً ولم يأْمر به أَحداً الأَزهري عن ثعلب أَنه قال حيهل أَي أَقبل إِليَّ وربما حذف فقيل هَلا إِليَّ وجعل أَبو الدقيش هَل التي للاستفهام اسماً فأَعربه وأَدخل عليه الأَلف واللام وذلك أَنه قال له الخليل هَلْ لك في زُبدٍ وتمر ؟ فقال أَبو الدقيش أَشَدُّ الهَلِّ وأَوْحاهُ فجعله اسماً كما ترى وعرَّفه بالأَلف واللام وزاد في الاحتياط بأَن شدَّده غير مضطر لتتكمَّل له عدّةُ حروف الأُصول وهي الثلاثة وسمعه أَبو نُوَاس فتلاه فقال للفضل بن الربيع هَلْ لكَ والهَلُّ خِيَرْ فيمَنْ إِذا غِبْتَ حَضَرْ ؟ ويقال كلُّ حرف أَداة إِذا جعلت فيه أَلِفاً ولاماً صار اسمً فقوِّي وثقِّل كقوله إِنَّ لَيْتاً وإِنَّ لَوًّا عَناءُ قال الخليل إِذا جاءت الحروف الليِّنة في كلمة نحو لَوْ وأَشباهها ثقِّلت لأَن الحرف الليِّن خَوَّار أَجْوَف لا بدَّ له من حَشْوٍ يقوَّى به إِذا جُعل اسماً قال والحروف الصِّحاح القويَّة مستغنية بجُرُوسِها لا تحتاج إِلى حَشْو فنترك على حاله والذي حكاه الجوهري في حكاية أَبي الدقيش عن الخليل قال قلت لأَبي الدُّقيْش هل لك في ثريدةٍ كأَنَّ ودَكَها عُيُونُ الضَّيَاوِن ؟ فقال أَشدُّ الهَلِّ قال ابن بري قال ابن حمزة روى أَهل الضبط عن الخليل أَنه قال لأَبي الدقيش أَو غيره هل لك في تَمْرٍ وزُبْدٍ ؟ فقال أَشَدُّ الهَلِّ وأَوْحاه وفي رواية أَنه قال له هل لك في الرُّطَب ؟ قال أَسْرعُ هَلٍّ وأَوْحاه وأَنشد هَلْ لك والهَلُّ خِيَرْ في ماجدٍ ثبْتِ الغَدَرْ ؟ وقال شَبيب بن عمرو الطائي هَلْ لك أَن تدخُل في جَهَنَّمِ ؟ قلتُ لها لا والجليلِ الأَعْظَمِ ما ليَ هَلٍّ ولا تكلُّمِ قال ابن سلامة سأَلت سيبويه عن قوله عز وجل فلولا كانت قريةٌ آمَنَتْ فنفَعها إِيمانُها إِلاَّ قَوْمَ يونُسَ على أَي شيء نصب ؟ قال إِذا كان معنى إِلاَّ لكنّ نصب وقال الفراء في قراءة أُبيّ فهَلاَّ وفي مصحفنا فلولا قال ومعناها أَنهم لم يؤمنوا ثم استثنى قوم يونس بالنصب على الانقطاع مما قبله كأَنَّ قوم يونس كانوا منقطِعين من قوم غيره وقال الفراء أَيضاً لولا إِذا كانت مع الأَسماء فهي شرط وإِذا كانت مع الأَفعال فهي بمعنى هَلاَّ لَوْمٌ على ما مضى وتحضيضٌ على ما يأْتي وقال الزجاج في قوله تعالى لولا أَخَّرْتَني إِلى أَجلٍ قريب معناه هَلاَّ وهَلْ قد تكون بمعنى ما قالت ابنة الحُمارِس هَلْ هي إِلاَّ حِظَةٌ أَو تَطْلِيقْ أَو صَلَفٌ من بين ذاك تَعْلِيقْ أَي ما هي ولهذا أُدخلت لها إِلا وحكي عن الكسائي أَنه قال هَلْ زِلْت تقوله بمعنى ما زِلْتَ تقوله قال فيستعملون هَلْ بمعنى ما ويقال متى زِلْت تقول ذلك وكيف زِلْت وأَنشد وهَلْ زِلْتُمُ تأْوِي العَشِيرةُ فيكُم وتنبتُ في أَكناف أَبلَجَ خِضْرِمِ ؟ وقوله وإِنَّ شِفائي عَبْرَةٌ مُهَرَاقَة فهَل عند رَسْمٍ دارسٍ من مُعَوَّل ؟ قال ابن جني هذا ظاهره استفهام لنفسه ومعناه التحضيض لها على البكاء كما تقول أَحسنت إِليّ فهل أَشْكُرك أَي فَلأَشْكُرَنَّك وقد زُرْتَني فهل أُكافِئَنَّك أَي فَلأُكافِئَنَّك وقوله هل أَتَى على الإِنسان ؟ قال أَبو عبيدة معناه قد أَتَى قال ابن جني يمكن عندي أَن تكون مُبْقاةً في هذا الموضع على ما بها من الاستفهام فكأَنه قال والله أَعلم وهل أَتَى على الإِنسان هذا فلا بدّ في جَوابهم من نَعَمْ ملفوظاً بها أَو مقدرة أَي فكما أَن ذلك كذلك فينبغي للإِنسان أَن يحتقر نفسه ولا يُباهي بما فتح له وكما تقول لمن تريد الاحتجاج عليه بالله هل سأَلتني فأَعطيتك أَم هل زُرْتَني فأَكرمتك أَي فكما أَن ذلك كذلك فيجب أَن تعرِف حقي عليك وإِحْساني إِليك قال الزجاج إِذا جعلنا معنى هل أَتى قد أَتى فهو بمعنى أَلَمْ يأْتِ على الإِنسان حينٌ من الدَّهْر قال ابن جني ورَوَيْنا عن قطرب عن أَبي عبيدة أَنهم يقولون أَلْفَعَلْت يريدون هَلْ فَعَلْت الأَزهري ابن السكيت إِذا قيل هل لك في كذا وكذا ؟ قلت لي فيه وإِن لي فيه وما لي فيه ولا تقل إِن لي فيه هَلاًّ والتأْويل هَلْ لك فيه حاجة فحذفت الحاجة لمَّا عُرف المعنى وحذف الرادُّ ذِكْر الحاجة كما حذفها السائل وقال الليث هَلْ حقيقة استفهام تقول هل كان كذا وكذا وهَلْ لك في كذا وكذا قال وقول زهير أَهل أَنت واصله اضطرار لأَن هَلْ حرف استفهام وكذلك الأَلف ولا يستفهم بحَرْفي استفهام ابن سيده هَلاَّ كلمة تحضيض مركبة من هَلْ ولا وبنو هلال قبيلة من العرب وهِلال حيٌّ من هَوازن والهلالُ الماء القليل في أَسفل الرُّكيّ والهِلال السِّنانُ الذي له شُعْبتان يصاد به الوَحْش

( همل ) الهَمْل بالتسكين مصدر قولك هَمَلتْ عينُه تَهْمُل وتَهْمِل هَمْلاً وهُمُولاً وهَمَلاناً وانْهَمَلتْ فاضت وسالت وهَمَلتِ السماءُ هَمْلاً وهَمَلاناً وانْهَمَلَتْ دام مطرُها مع سكونٍ وضعفٍ وهَمَل دمعُه فهو مُنْهَمِل والهَمَل السُّدى المتروك ليلاً أَو نهاراً وما ترك الله الناس هَمَلاً أَي سُدىً بلا ثوابٍ ولا عِقاب وقيل لم يتركهم سُدى بلا أَمر ولا نهي ولا بيان لما يحتاجون إِليه وهَمَلتِ الإِبل تَهْمُل وبعيرٌ هامِل من إِبل هَوامِل وهُمَّل وهَمَل وهو اسم الجمع كرائح ورَوَح لأَن فاعلاً ليس مما يكسَّر على فَعَلٍ وقد أَهْمَلها ولا يكون ذلك في الغنم ابن الأَعرابي إِبِل هَمْلى مُهْمَلة وإِبِل هَوامِل مُسَيَّبة لا راعي لها وأَمر مُهْمَل متروك قال إِنَّا وجَدْنا طَرَدَ الهَوامِلِ خيراً من التَّأْنانِ والمَسائلِ أَراد إِنَّا وجدنا طَرَدَ الإِبل المُهْملة وسَوْقَها سلاَّ وسَرِقة أَهْون علينا من مسألة الناس والتَّباكي إِليهم وفي حديث الحوض فلا يَخْلُص منهم إِلاَّ مثل هَمَل النَّعَم الهَمَل ضَوالُّ الإِبلِ واحدها هامِلٌ أَي أَنَّ الناجي منهم قليل في قلَّة النَّعَم الضالَّة وفي حديث طهفة ولنا نَعَم هَمَل أَي مهمَلة لا رِعاءَ لها ولا فيها من يُصلحها ويَهديها فهي كالضَّالة ومنه حديثُ سراقة أَتيته يوم حُنَين فسأَلته عن الهَمَل وفي حديث قَطَن بن حارثة عليهم في الهَمُولة الراعية في كل خمسين ناقةٌ هي التي أُهْمِلت ترعى بأَنفسها ولا يستعمل فَعولة بمعنى مَفْعولة وأَهْمَل أَمرَه لم يُحْكِمْه والهَمَل بالتحريك الإِبلُ بلا راعٍ مثل النَّفَش إِلاَّ أَن الهَمَل بالنهار
( * قوله « الا ان الهمل بالنهار إلخ » مثله في التهذيب وعبارة الصحاح الا أن النفش لا يكون الا ليلاً والهمل يكون ليلاً ونهاراً اه ويوافقه ما يأتي للمؤلف بعد )
والنَّفَش لا يكون إِلاَّ ليلاً يقال إِبِل هَمَل وهامِلة وهُمَّال وهَوامِل وتركْتها هَمَلاً أَي سُدىً إِذا أَرسلتها ترعى ليلاً بلا راعٍ وفي المثل اختلطَ المَرْعيُّ بالهَمَل والمَرْعيُّ الذي له راعٍ وفي الحديث فسأَلته عن الهَمَل يعني الضَّوالَّ من النَّعَم واحدها هامِل مثل حارِس وحَرَس وطالب وَطَلَب وفي الحديث في الهَمُولة الراعِية كذا من الصدَقة يعني التي قد أُهْمِلت ترعى والهَمَل أَيضاً الماء الذي لا مانع له وأَهْمَلْت الشيء خلَّيت بينه وبين نفسه والمُهْمَل من الكلام خلاف المستعمَل والهَمَلُّ البيت الصغير عن أَبي عمرو وأَنشد لأَبي حبيب الشيباني دخلتُ عليها في الهَمَلّ فأَسْمَحَتْ باَّقْمَرَ في الحِقْوَيْن جَأْبٍ مُدَوَّرِ والأَقْمرُ الأَبيض وثوب هَمالِيل مخرَّق وكِساءٌ هِمِلٌّ خَلَق والهِمِلُّ الكبير السِّنِّ والهَمَل اللِّيف المتنزع واحدته هَمَلة حكاه أَبو حنيفة وهُمَيل وهَمَّال اسمان وأَرض هُمَّال بين الناس قد تَحامَتْها الحُروب فلا يَعْمُرها أَحد وشيء هُمَّال رِخْوٌ واهْتَمَل الرجلُ إِذا دَمْدَمَ بكلام لا يُفُهم قال الأَزهري والمعروف بهذا المعنى هَتْمَل وهو رباعي

( همرجل ) الهَمَرْجَلُ الجَواد السريع وعَمَّ به السيرافي كل خفيف سريع قال الجوهري والميم زائدة وناقة هَمَرْجلة سريعة وتكون من نعت السير أَيضاً والهَمَرْجَلة من النوق النَّجيبة وتجمع الهَمَرْجَلةُ هَمَرْجَلات والهَمَرْجَل من الإِبل السريع وجمل هَمَرْجَل سريع وأَنشد يَسُفْن عِطْفَيْ سَنِمٍ هَمَرْجَل ونَجَاء هَمَرْجَل قال ذو الرمة إِذا جَدَّ فيهنَّ النَّجَاءُ الهَمَرْجَلُ ابن الأَعرابي الهَمَرْجَل الجمل الضخم ومثله الشَّمرْذل

( هنبل ) الهَنْبَلة بزيادة النون مشْية الضَّبُع العَرْجاء وقيل هي من مَشْي الضباع وهَنْبَل الرجل ظَلَع ومشى مِشْية الضَّبُع العَرْجاء ونَهْبَل كذلك وجاء مُهَنْبلاً وأَنشد مثل الضِّباع إِذا راحت مُهَنْبِلةً أَدنى مآوِبِها الغِيرانُ واللَّجَفُ وأَنشد ابن بري خَزْعَلة الضِّبْعان راحَ الهَنْبَلَهْ

( هنتل ) هَنْتَلٌ موضع

( هنجل ) الهُنْجُل الثقيل

( هندل ) الهَنْدَويلُ الضخم مثَّل به سيبويه وفسره السيرافي التهذيب أَبو عمرو الهَنْدَويل الضعيف الذي فيه استرخاء ونُوكٌ

( هول ) الهَوْلُ المخافة من الأَمر لا يَدْرى ما يَهْجِم عليه منه كَهَوْل الليل وهَوْل البحر والجمع أَهْوال وهُؤُول والهُؤُول جمع هَوْل وأَنشد أَبو زيد رَحَلْنا من بلاد بني تميم إِليك ولم تَكَاءَدْنا الهُؤُولُ يهمزون الواو لانضمامها والهِيلَة الهَوْلُ وهالَنِي الأَمرُ يَهُولُني هَوْلاً أَفزَعَني وقوله وَيْهاً فِدَاءً لك يا فَضالَهْ أَجِرَّهُ الرُّمْحَ ولا تُهالَهْ فتح اللام لسكون الهاء وسكون الأَلف قبلها واختاروا الفتحة لأَنها من جنس الأَلف التي قبلها فلما تحرَّكت اللام لم يلتق ساكنان فتحذف الأَلف لالتقائهما قال ابن سيده فأَما قول الآخر إِضْرِبَ عنكَ الهُمُومَ طارِقَها ضَرْبَك بالسَّوْطِ قَوْنَسَ الفَرَس فإِنَّ ابن جني قال هو مَدْفوع مصنوع عند عامة أَصحابنا ولا رواية تثبُت به وأَيضاً فإِنه ضعيف ساقط في القياس وذلك لأَن التأْكيد من مواضع الإِطْناب والإِسْهاب فلا يَليق به الحَذْف والاختصار فإِذا كان السماعُ والقياسُ يدفعان هذا التأْويل وَجَب إِلغاؤه والعُدول إِلى غيره مما كثر استعماله وصحَّ قياسه وهَوْلٌ هائلٌ ومَهُول وكَرِهَها بعضهم وقد جاء في الشعر الفصيح والتَّهْوِيل التفريع الأَزهري أَمر هائل ولا يقال مَهُول إِلا أَن الشاعر قد قال ومَهُولٍ منَ المَناهِل وَحْشٍ ذي عَراقيبَ آجِنٍ مِدْفانِ وتفسير المَهُول أَي فيه هَوْل والعرب إِذا كان الشيء هُوَ لَهُ أَخرجوه على فاعِل مثل دارِع لذي الدِّرْع وإِن كان فيه أَو عليه أَخرجوه على مَفْعول كقولك مَجْنون فيه ذاك ومَدْيون عليه ذاك ومكان مَهِيل أَي مَخُوف قال رؤبة مَهِيلُ أَفْيافٍ لها فُيُوفُ
( * قوله « قال رؤبة إلخ » نقل الصاغاني مثله عن الجوهري ثم قال هذا تصحيف وصوابه مهبل بسكون الهاء وكسر الباء المعجمة بواحدة والمهبل المنقطع بين أرضين )
وكذلك مكان مَهالٌ قال أُمية بن أَبي عائذ الهذلي أَلا يا لَقَوْمي لِطَيفِ الخَيا لِ أَرَّقَ من نازِحٍ ذي دَلالِ أَجازَ إِلينا على بُعْده مَهاوِيَ خَرْقٍ مَهابٍ مَهالِ ويقال اسْتَهال فلان كذا يَسْتَهِيله ويقال يَسْتَهْوِله والجيِّد يَسْتَهِيله وهُلْته فاهْتال أَفزعته ففزع وقد هَوَّل عليه والتَّهْوِيل والتَّهاوِيلُ ما هُوِّلَ به قال على تَهاوِيلَ لها تَهْوِيلُ التهذيب التَّهاوِيلُ جماعة التَّهْوِيل وهو ما هالك من شيء وهَوَّل القومُ على الرجل وفي حديث أَبي سفيان أَن محمداً لم يُناكِرْ أَحداً قطُّ إِلا كانت معه الأَهْوال هي جمع هَوْل وهو الخوف والأَمرُ الشديد وفي حديث أَبي ذرٍّ لا أَهُولَنَّك أَي لا أُخِيفُك فلا تَخَفْ مني وفي حديث الوحْيِ فهُلْت أَي خِفْت ورُعِبْت كقُلْتُ من القَوْل وهَوَّل الأَمرَ شنَّعه والهُولةُ من النساء التي تَهُول الناظرَ من حسنها قال أُمية بن أَبي عائذ الهذلي بَيْضاءُ صافِيةُ المَدامِعَ هُولةٌ للناظرين كدُرَّة الغَوَّاصِ ووَجْهُه هُولةٌ من الهُوَلِ أَي عَجَب أَبو عمرو يقال ما هو إِلاَّ هُولةٌ من الهُوَل إِذا كان كَرِيهَ المنظَر والهُولةُ ما يفزَّع به الصبي وكل ما هالك يسمَّى هُولةً قال الكميت كَهُولَة ما أَوْقَدَ المُحْلِفُون لَدى الحالِفِينَ وما هَوَّلُوا وهَوَّل على الرجل حَمل وناقة خِولُ الجَنان حديدةٌ وتَهَوَّل للناقة تَهَوُّلاً تشبَّه لها بالسبُع ليكون أَرْأَمَ لها على الذي تُرْأَم عليه وهو مثل تَذَأَّبت لها تَذَؤُّباً إِذا لبست لها لباساً تَتَشبَّه بالذئب قال وهو أَن تستخْفي لها إِذا ظَأَرْتها على ولد غيرها فتَشَبَّهت لها بالسبع فيكون أَرْأَم لها عليه والتَّهاوِيل زينة التَّصاوِير والنُّقوش والوَشْي والسلاح والثياب والحَلْي واحدها تَهْويل والتَّهاوِيل الأَلوان المختلفة من الأَصْفر والأَحْمر وهَوَّلت المرأَة تزينت بزينة اللِّباس والحَلْيِ قال وهَوَّلتْ من رَيْطِها تَهاوِلا والتَّهاويل ما على الهَوادِج من الصوف الأَحمر والأَخضر والأَصفر ويقال للرِّياض إِذا تزيَّنَت بِنَوْرها وأَزاهِيرها من بين أَصفر وأَحمر وأَبيض وأَخضر قد علاها تَهْوِيلُها وقال عبد المسيح بن عَسَلة فيما أَخرجه الزرعُ من الأَلوان وفي المحكم يصِف نباتاً وعازِبٍ قد عَلا التَّهْويلُ جَنْبَتَهُ لا تنفعُ النَّعْل في رَقْراقِهِ الحافِي ومثله لعدي حتى تَعاوَنَ مُسْتَكٌّ له زَهَرٌ من التَّهاوِيل شَكْل العِهْن في التُّوَمِ وروى الأَزهري بإِسناده عن ابن مسعود في قوله عز وجل ولقد رآه نَزْلةً أُخرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأَيت لجبريل عليه الصلاة والسلام سِتَّمائة جَناح ينتَشِرُ من ريشه التَّهاوِيلُ والدرُّ والياقوتُ أَي الأَشياء المختلفة الأَلْوان أَراد بالتَّهاوِيل تَزايينَ ريشه وما فيه من صفرة وحمرة وبياض وخضرة مثل تَهاوِيلِ الرياض ويقال لما يخرج من أَلوان الزَّهْر في الرياض التَّهاوِيل واحدها تَهْوال وأَصلها ما يَهُول الإِنسانَ ويحيره والتَّهْوِيلُ شيء كان يفعل في الجاهليَّة كانوا إِذا أَرادوا أَن يستحلِفوا الرجل أَوْقَدُوا ناراً وأَلْقَوْا فيها مِلْحاً والمُهَوِّل المحلِّف وكان في الجاهلية لكل قوم نار وعليها سَدَنةٌ فكان إِذا وقع بين الرجلين خُصومة جاءَا إِلى النار فيحلَّف عندها
( * قوله يحلِّف عندها أي الخصم ) وكان السَّدَنة يطرَحون فيها مِلْحاً من حيث لا يشعُر يُهَوِّلون بها عليه واسم تلك النار الهُولَةُ بالضم التهذيب كانت الهُولَةُ ناراً يُوقِدونها عند الحَلِف ويُلْقون فيها مِلْحاً فيَتَفَقَّع يُهَوِّلون بها وكذلك إِذا استحلفوا رجلاً قال أَوس بن حجر يصف حمار وحش إِذا اسْتَقْبَلَتْه الشمسُ صَدَّ بِوَجْهِه كما صَدَّ عن نارِ المُهَوِّل حالِفُ وهِيلَ السكران يُهالُ إِذا رأَى تَهاوِيل في سكره فيفزع لها وقال ابن أَحمر يصف خمراً وشاربها تَمَشَّى في مَفاصِلِه وتَغْشى سَناسِنَ صُلْبِه حتى يُهالا ورجل هَوَلْوَلٌ خفيف حكاه ابن الأَعرابي وهو فَعَلْعَل وأَنشد هَوَلْوَلٌ إِذا ونَى القومُ نَزَلْ والمعروف حَوَلْوَل والهَالُ فُوهٌ من أَفْواهِ الطِّيبِ والهَالةُ دارةُ القمر وهَالةُ الشمْسُ معرفة أَنشد ابن الأَعرابي ومُنْتَخَبٍ كأَنَّ هالةَ أُمُّهُ سَبَاهِي الفُؤادِ ما يَعِيش بمَعْقُول ويروى أُمَّه يريد أَنه فَرس كريم كأَنما نُتِجَته الشمسُ ومُنْتَخَب حذِر كأَنه من ذَكاء قلْبه وشُهومته فزِعٌ وسَباهِي الفُؤاد مُدَلَّهه غافِلهُ إِلا من المَرَح وهو مدكور في موضعه وهَالةُ اسم امرأَة عبد المطلب وهَالٌ من زجر الخيل

( هيل ) هَالَ عليه التُّرابَ هَيْلاً وأَهالَه فانْهالَ وهَيَّله فتَهَيَّل ويذمّ الرجل فيقال جُرْفٌ مُنْهالٌ
( * قوله « فيقال جرف منهال إلخ » عبارة المحكم فيقال جرف منهال وسحاب منجال أَما جرف منهال فانما يعني إلى آخر ما هنا ) فإِنما يعني أَنه ليس له حَزْم ولا عَقْل وأَما قولهم سحاب مُنْجال فمعناه أَنه لا يُطْمَع في خيره كأَنه مقلوب من مُنْجَلٍ والهَيْل ما لم ترفع به يدك والحَثْيُ ما رفعت به يَدَك وهالَ الرملَ دفعه فانْهال وكذلك هَيَّلَه فَتَهَيَّل والهَيْل والهَائل من الرمل الذي لا يثبت مكانَه حتى يَنْهال فيسقط وهِلْتُه أَنا وأَنشد هَيْلٌ مَهِيلٌ من مَهِيلِ الأَهْيَلِ وفي حديث الخندَق فعادت كثيباً أَهْيَلَ أَي رَمْلاً سائلاً والهَيْل والهَيَال والهَيْلانُ ما انْهال منه قال مزاحم بكل نَقاً وَعْثٍ إِذا ما عَلَوْتَه جرى نَصَفاً هَيْلانُه المُتَساوِقُ ورمل أَهْيَل مُنْهال لا يثبت وجاء بالهَيْل والهَيْلَمَان والهَيْلُمان أَي جاء بالمال الكثير الأَخيرة عن ثعلب وضعوا الهَيْل الذي هو المصدر موضع الاسم أَي بالمَهِيل شبه بالرّمل في كثرته فالميم على هذا في الهَيْلَمان زائدة كزيادتها في زُرْقُم قال أَبو عبيد أَي بالرمل والريح فالهَيْل من قوله تعالى وكانت الجبالُ كَثيباً مَهِيلاً وقال ساعدة بن جُؤيَّة الهذلي يصف ضبُعاً نَبَشت قبراً فذَاحَتْ بالوَتائر ثم بَدَّت يدَيْها عند جانِبِه تَهيلُ والهَيْلَمان فَيْعَلان والياء زائدة بدليل قولهم هَلْمان فسقطت الياء وضعوا الهَيْل الذي هو المصدر موضع الاسم أَي بالمَهِيل شبه بالرمل في كثرته فالميم على هذا في الهَيْلَمان زائدة كزيادتها في زُرْقُم الأَلف والنون زائدتان فالوزن على هذا فعْلَمان وانْهال عليه القوم تتابعوا عليه وعَلَوْه بالشتم والضرب والقَهر والأَهْيل موضع قال المتنخل الهذلي هل تَعرِف المنزلَ بالأَهْيَل كالوَشْمِ في المِعْصَمِ لم يَخْمُل والهَيُول الهَبارُ المنبتُّ وهو ما تراه في البيت من ضَوْء الشمس يدخل في الكُوَّةِ عبرانية أَو رومية معرَّبة والهالةُ دارة القمر قال في هالَةٍ هِلالُها كالإِكْليلْ قال ابن سيده وإِنما قضينا على عينها أَنها ياء لأَن فيه معنى الهَيُول الذي هو ضوء الشمس فإِن قلت إِن الهَيُول رومية والهَالة عربية كانت الواو أَولى به لأَنّ انقلاب الأَلف عن الواو وهي عين أَكثر من انقلابها عن الياء كما ذهب إِليه سيبويه والجمع هالاتٌ الجوهري هِلْتُ الدقيق في الجِراب صَبَبْته من غير كَيْل وكل شيء أَرسلته إِرْسالاً من رمل أَو تراب أَو طعام أَو نحوه قلت هِلْتُه أَهِيلهُ هَيْلاً فانْهال أَي جرى وانصبَّ وهو طعام مَهِيلٌ وفي الحديث أَن قوماً شكَوْا إِليه سرعة فَناء طعامهم فقال أَتَكِيلون أَم تَهِيلون ؟ فقالوا نَهِيلُ فقال كِيلو ولا تَهِيلوا فإِنَّ البركة في الكَيْل وفي المثل أَراكِ مُحْسنَةً فَهِيلي قال ابن بري يُضرب مثلاً للرجل يُسيء في فعله فيؤمر بذلك على الهُزْء به وفي حديث العَلاء أَوْصَى عند موته هِيلُوا عليَّ هذا الكثيبَ ولا تحفِروا لي وتَهَيَّل تصبَّب وأَهَلْتُ الدقيق لغة في هِلْت فهو مُهَال ومَهِيل وهَيْلانُ في شعر الجعدي حي من اليمن ويقال هو مكان قال ابن بري بيت الجعدي هو قوله كأَنَّ فاهَا إِذا تَوَسَّنُ من طِيبِ مِشَمٍّ وحُسْن مُبْتَسَم يُسَنُّ بالضَّرْوِ من بَرَاقِش أَو هَيْلانَ أَو ناضِرٍ من العُتُم والضرْوُ شجر طيب الرائحة والعُتُم الزيتون وقيل نبت يشبهه وقال أَبو عمرو بَراقِش وهَيْلان واديان باليمن وهَالةُ أُم حمزة بن عبد المطلب

( وأل ) وَأَلَ إِليه وَأْلاً ووُؤُولاً وَوَئيلاً ووَاءَلَ مُواءَلَةً ووِئالاً لجأَ والْوَأْلُ والمَوْئِلُ الملجأُ وكذلك المَوْأَلَةُ مثال المَهْلَكة وقد وأَلَ إِليه يَئِلُ وَأْلاً ووُؤُولاً على فُعول أَي لجأَ ووَاءل منه على فاعَل أَي طلب النجاة ووَاءَلَ إِلى المكان مُوَاءَلَةً ووِئالاً بادر وفي حديث عليّ عليه السلام أَن دِرْعَه كانت صَدْراً بلا ظَهْر فقيل له لو احترزتَ من ظَهْرِك فقال إِذا أَمْكَنْت من ظهري فلا وَأَلْتُ أَي لا نجوْت وقد وَأَلَ يَئِلُ فهو وائِلٌ إذا التجأَ إِلى موضع ونَجا ومنه حديث البَراء بن مالك فكأَنَّ نفسي جاشَتْ فقلت لا وَأَلْتِ أَفِراراً أَوَّل النهار وجُبْناً آخره ؟ وفي حديث قَيْلة فوَأَلْنا إِلى حِواءٍ أَي لجَأْنا إِليه والحِواء البيوتُ المجتمِعة الليث المَآلُ والمَوْئلُ المَلْجأُ يقال من المَوْئل وأَلْتُ مثل وَعَلْت ومن المآل أُلْتُ مثل عُلْت مآلاً بوزن مَعَالاً وأَنشد لا يَسْتَطيعُ مآلاً من حَبائِلهِ طيرُ السماء ولا عُصْم الذُّرَى الوَدِقِ وقال الله تعالى لن يَجِدوا من دونه مَوْئلاً قال الفراء الموْئل المَنْجَى وهو المَلْجأُ والعرب تقول إِنه لَيُوائل إِلى موضعه يريدون يذهب إِلى موضعه وحرزه وأَنشد لا واءَلَتْ نفسُك خلَّيتها للعامِرِيَّيْن ولم تُكْلَم يريد لا نَجَتْ نفسُك وقال أَبو الهيثم يقال وَأَلَ يَئلُ وأْلاً ووَأْلةً وواءَل يُوائل مُواءلةً ووِئالاً قال ذو الرمة حتى إِذا لم يَجِدْ وَأْلاً ونَجْنَجَها مَخافةَ الرَّمْي حتى كلُّها هِيمُ يروى وَعْلاً ويروى وَغْلاً فالوَأْل المَوْئل والوَغْل المَلْجَأُ يَغِل فيه أَي يدخل فيه يقال وغَل يَغِل فهو واغِل وكل ملجاءٍ يُلجأ إِليه وَغْل ومَوْغِل ومَن رواه وَغْلاً فهو مثل الوَأْل سواءً قُلبت الهمزة عيناً ونَجْنَجَها أَي حَرَّكها وردَّدها مخافة صائد أَن يرميها الليث الوَأْلُ والوَعْل الملجأ التهذيب شمر قال أَبو عدنان قال لي مَن لا أُحْصِي من أَعْراب قيسٍ وتميم أَيلةُ الرجل بنو عمه الأَدْنون وقال بعضهم مَن أَطاف بالرجل وحلَّ معه من قَرابته وعشيرته فهو إِيلَتُه وقال العكلي هو من إِيلَتِنا أَي من عشيرتِنا ابن بُزُرْج إِلَةُ فلان الذين يَئِلُ إِليهم وهم أَهله دِنْياً وهؤلاء إِلَتُك وهم إِلَتي الذين وأَلْت إِليهم وقالوا رَدَدْته إِلى إِيلَته أَي إِلى أَصله وأَنشد ولم يكن في إِلَتي غوالي يريد أَهلَ بيته وهذا من نوادره قال أَبو منصور أَمّا إِلَةُ الرجل فهم أَهلُ بيتِه الذين يَئِلُ إِليهم أَي يَلجَأُ إِليهم من وَأَلَ يئل وإِلَةُ حرف ناقص أَصله وِئْلةٌ مثل صِلةٍ وزِنةٍ أَصلهما وِصْلة ووِزْنة وأَما إِيلةُ الرجل فهم أَصله الذين يَؤُولُ إِليهم وكان أَصلُه إِوْلةٌ فقلبت الواو ياء التهذيب وأَيْلة قرية عربيَّة كأَنها سميت أَيلة لأَن أَهلها يَؤُولون إِليها وأَمَّا إِلْيةُ الرجل فقَراباته وكذلك لِيَتُه والمَوْئل الموضع الذي يستقِرُّ فيه السَّيْل والأَوَّل المتقدّم وهو نقيض الآخِر وقول أَبي ذؤيب أَدانَ وأَنْبَأَهُ الأَوَّلونَ بأَنَّ المُدَانَ مَلِيٌّ وفِيّ الأَوَّلون الناس الأَوَّلون والمَشْيخة يقول قالوا له إِنَّ الذي بايعته مَلِيٌّ وفِيٌّ فاطمئِن والأُنثى الأُولى والجمع الأُوَل مثل أُخْرى وأُخَر قال وكذلك لجماعة الرجال من حيث التأْنيث قال بَشير ابن النِّكْث عَوْدٌ على عَوْدٍ لأَقوامٍ أُوَلْ يَموتُ بالتَّرْكِ ويَحْيا بالعَمَلْ يعني ناقة مسنَّة على طريق قَديم وإِن شئت قلت الأَوَّلون وفي حديث الإِفك وأَمْرُنا أَمْرُ العرب الأُوَل يروى بضم الهمزة وفتح الواو جمع الأُولى ويكون صفة للعَرب ويروى أَيضاً بفتح الهمزة وتشديد الواو صفة للأَمر وقيل هو الوجه وفي حديث أَبي بكر رضي الله عنه وأَضيافِهِ بسم الله الأُولى للشيطان يعني الحالة التي غضب فيها وحلَف أَن لا يأْكل وقيل أَراد اللُّقْمة الأُولى التي أَحنثَ بها نفسَه وأَكَلَ ومنه الصلاةُ الأُولى فمن قال صلاة الأُولى فهو من إِضافة الشيء إِلى نفسه أَو على أَنه أَراد صلاةَ الساعةِ الأُولى من الزَّوال وقوله عز وجل تَبَرُّجَ الجاهِلِيّة الأُولى قال الزجاج قيل الجاهلية الأُولى مَن كان من لَدُن آدم إِلى زمن نوح عليهما السلام وقيل مُنْذ زمن نوح عليه السلام إِلى زمن إِدريس عليه السلام وقيل مُنْذ زمن عيسى إِلى زمن سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهذا أَجود الأَقوال لأَنهم الجاهلية المعروفون وهم أَوَّل من أُمة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا يتَّخِذون البَغايا يُغْلِلْن لهم قال وأَما قول عَبيد بن الأَبرص فاتَّبَعْنا ذاتَ أُولانا الأُولى الْ مُوقِدِي الحرْب ومُوفٍ بالحِبال فإِنه أَراد الأُوَل فقلَب وأَراد ومنهم مُوفٍ بالحِبال أَي العهود فأَما ما أَنشده ابن جني من قول الأَسْود ابن يَعْفُرَ فأَلْحَقْتُ أُخْراهُمْ طَريقَ أُلاهُمُ فإِنه أَراد أُولاهم فحذف استخفافاً كما تحذف الحركة لذلك في قوله وقَدْ بَدا هَنْكِ من المِئْزَرِ ونحوه وهم الأَوائل أَجْرَوْه مُجْرى الأَسماء قال بعض النحويين أَما قولهم أَوائل بالهمز فأَصله أَواوِل ولكن لما اكتنفت الأَلفَ واوانِ ووَلِيَت الأَخيرةُ منهما الطرَفَ فضعفت وكانت الكلمة جمعاً والجمع مستثقل قلبت الأَخيرة منهما همزة وقلبوه فقالوا الأَوالي أَنشد يعقوب لذي الرمة تَكادُ أَوالِيها تُفَرِّي جُلودَها ويَكْتَحِل التالي بِمُورٍ وحاصِبِ أَراد أَوائلَها والجمع الأُوَل التهذيب الليث الأَوائل من الأُول فمنهم من يقول أَوَّلُ تأسيسِ بِنائِه من همزة وواوٍ ولامٍ ومنهم مَن يقول تأْسيسُه من واوين بعدهما لامٌ ولكلٍّ حجة وقال في قوله جَهام تَحُثُّ الوائلاتِ أَواخِرُهْ قال ورواه أَبو الدُّقَيش الأَوَّلاتِ قال والأَول والأُولى بمنزلة أَفعَل وفُعْلى قال وجمع أَوَّل أَوَّلون وجمع أُولى أُولَيات قال أَبو منصور وقد جمع أَوَّل على أُوَل مثل أَكْبَر وكُبَر وكذلك الأُولى ومنهم من شدَّد الواوَ من أَوَّل مجموعاً الليث من قال تأْليف أَوَّل من همزة وواو ولام فينبغي أَن يكون أَفعَل منه أَأْوَل بهمزتين لأَنك تقول من آبَ يَؤُوب أَأْوَب واحتج قائل هذا القول أَنَّ الأَصل كان أَأْوَل فقلبت إِحدى الهمزتين واواً ثم أُدغمت في الواو الأُخرى فقيل أَوَّل ومَن قال إِنَّ أَصلَ تأْسيسِه واوانِ ولام جعل الهمزة أَلف أَفْعَل وأَدغم إِحدى الواوين في الأُخرى وشدَّدهما قال الجوهري أَصل أَوَّل أَوْأَل على أَفعَل مهموزَ الأَوْسط قلبت الهمزة واواً وأُدغم يدلُّ على ذلك قولهم هذا أَوَّل منك والجمع الأَوائل والأَوالي أَيضاً على القَلْب قال وقال قومٌ أَصله وَوَّل على فَوْعَل فقلبت الواو الأُولى همزة قال الشيخ أَبو محمد بن بري رحمه الله قوله أَصْل أَوَّل أَوْأَل هو قول مَرْغوبٌ عنه لأَنه كان يجِب على هذا إِذا خفِّفت همزته أَن يقال فيه أَوَل لأَن تخفيف الهمزة إِذ سكَن ما قبلها أَن تحذَف وتلقى حركتُها على ما قبلها قال ولا يصح أَيضاً أَن يكون أَصله وَوْأَل على فَوْعَل لأَنه يجب على هذا صَرْفه إِذْ فَوْعَل مصروف وأَوَّل غير مصروف في قولك مررت برجل أَوَّلَ ولا يصح قلب الهمزة واواً في وَوْأَل على ما قدَّمت ذكرَه في الوجه الأَوَّل فثبت أَن الصحيح فيها أَنها أَفْعَل من وَوَل فهي من باب دَوْدَن
( * قوله « انها أفعل من وول فهي من باب دودن إلخ » هكذا في الأصل ) وكَوْكَب مما جاء فاؤه وعينُه من موضع واحد قال وهذا مذهب سيبويه وأَصحابه قال الجوهري وإِنما لم يُجمع على أَواوِل لاستثقالهم اجتماعَ الواوين بينهما أَلفُ الجمع قال وهو إِذا جعلته صفةً لم تصرفه تقول لَقِيتُه عاماً أَوَّلَ وإِذا لم تجعله صفة صرفته تقول لقيتُه عاماً أَوَّلاً قال ابن بري هذا غلط في التمثيل لأَنه صفة لعام في هذا الوجه أَيضاً وصوابه أَن يمثِّله غير صفة في اللفظ كما مثَّله غيره وذلك كقولهم ما رأَيت له أَوَّلاً ولا آخِراً أَي قديماً ولا حديثاً قال الجوهري قال ابن السكيت ولا تَقُلْ عامَ الأَوَّلِ وتقول ما رأَيته مُذْ عامٌ أَوَّلُ ومُذْ عامٍ أَوَّلَ فمَنْ رفع الأَوَّل جعله صفةً لعامٍ كأَنه قال أَوَّلُ من عامِنا ومنْ نصبه جعله كالظرْف كأَنه قال مذ عامٍ قبل عامِنا وإِذا قلت ابْدَأْ بهذا أَوَّلُ ضَمَمْته على الغاية كقولك افْعَلْه قبلُ وإِن أَظهرت المحذوف نصَبت قلت ابْدَأْ به أَوَّلَ فِعْلك كما تقول قبلَ فِعْلِك وتقول ما رأَيته مُذْ أَمْسِ فإِنْ لم تَره يوماً قبل أَمْس قلت ما رأَيته مُذْ أَوَّلُ من أَمْس فإِنْ لم تَره مُذْ يومين قبلَ أَمْس قلت ما رأَيته مُذْ أَوَّلَ من أَوَّلَ من أَمْس ولم تُجاوِز ذلك قال ابن سيده ولقيته عاماً أَوَّلَ جرى مَجْرى الاسم فجاء بغير أَلف ولام وحكى ابن الأَعرابي لقيته عامٍ الأَوَّلِ بإِضافة العامِ إِلى الأَوَّلِ ومنه قول أَبي العارم الكلابي يذكر بنتَه وامرأَته فأَبْكل لهم بَكِيلةً فأَكلوا ورَمَوْا بأَنفسهم فكأَنما ماتوا عامَ الأَوَّلِ وحكى اللحياني أَتيْتُك عامَ الأَوَّلِ والعامَ الأَوَّلَ ومضى عامُ الأَوَّلِ على إِضافة الشيء إِلى نفسه والعامُ الأَوَّلُ وعامٌ أَوَّلٌ مصروف وعامُ أَوَّلَ وهو من إِضافة الشيء إِلى نفسه أَيضاً وحكى سيبويه ما لقيته مُذْ عامٌ أَوَّلَ نصبه على الظرْف أَراد مُذْ عامٌ وقَع أَوَّل وقوله يا لَيْتَها كانت لأَهْلي إِبِلا أَو هُزِلَتْ في جَدْب عامٍ أَوَّلا يكون على الوصف وعلى الظرفِ كما قال تعالى والرَّكْبُ أَسْفَلَ منكم قال سيبويه وإِذا قلت عامٌ أَوَّلُ فإِنما جاز هذا الكلام لأَنك تعلم أَنك تعني العامَ الذي يَلِيه عامُك كما أَنك إِذا قلت أَوَّل من أَمْس وبعد غد فإِنما تعني به الذي يليه أَمْس والذي يَلِيه غَد التهذيب يقال رأَيته عاماً أَوَّل لأَن أَوَّل على بناء أَفْعَل قال الليث ومَنْ نَوَّن حمله على النكرة ومَنْ لم ينوِّن فهو بابه ابن السكيت لَقِيته أَوَّل ذي يَدَيْنِ أَي ساعة غَدَوْت واعْمَل كذا أَوَّل ذات يَدَيْنِ أَي أَوَّل كل شيء تعمَله وقال ابن دريد أَوَّل فَوْعَل قال وكان في الأَصل ووَّل فقلبت الواوُ الأُولى همزة وأُدغمت إِحدى الواوين في الأُخْرى فقيل أَوَّل أَبو زيد لقيته عامَ الأَوَّل ويومَ الأَوَّل جَرَّ آخِرَه قال وهو كقولك أَتيت مسجدَ الجامِعِ من إِضافة الشيء إِلى نعتِه أَبو زيد يقال جاء في أَوَّلِيَّة الناس إِذا جاء في أَولهم التهذيب قال المبرّد في كتاب المقتضب أَوَّل يكون على ضَرْبين يكون اسماً ويكون نعتاً موصولاً به من كذا فأَما كونه نعتاً فقولك هذا رجل أَوَّلُ منك وجاءني زيد أَوَّلَ من مجيئك وجئتك أَوَّلَ من أَمس وأَما كونه اسماً فقولك ما تركت أَوَّلاً ولا آخِراً كما تقول ما تركت له قديماً ولا حديثاً وعلى أَيِّ الوجهين سميْت به رجلاً انصرف في النكرة لأَنه في باب الأَسماء بمنزلة أَفْكل وفي باب النعوت بمنزلة أَحْمَر وقال أَبو الهيثم تقول العرب أَوَّلُ ما أَطْلَع ضَبٌّ ذنَبَه يقال ذلك للرجل يصنع الخير ولم يكن صنعه قبل ذلك قال والعرب ترفع أَوَّل وتنصب ذنَبَه على معنى أَوَّل ما أَطْلَع ذنبَه ومنهم من يرفع أَوَّل ويرفع ذنبَه على معنى أَوّلُ شيء أَطلعه ذنَبُه قال ومنهم مَنْ ينصب أَوَّل وينصب ذَنَبَه على أَن يجعل أَوّل صفة ومنهم مَنْ ينصب أَوّل ويرفع ذنَبَه على معنى في أَول ما أَطلع ضَبٌّ ذنَبُهُ أَي ذنبُهُ في أَوّل ذلك وقال الزجاج في قول الله عز وجل إِن أَوّل بيت وُضِعَ للناس لَلَّذي بِبَكَّة قال أَوَّل في اللغة على الحقيقة ابتداءُ الشيء قال وجائز أَن يكون المبتدأ له آخِر وجائز أَن لا يكون له آخر فالواحدُ أَوَّل العَدَدِ والعَدد غير متناهٍ ونعيمُ الجنة له أَوَّل وهو غير منقطع وقولك هذا أَوَّلُ مال كسَبته جائز أَن لا يكون بعده كَسْب ولكن أَراد بل هذا ابتداء كَسْبي قال فلو قال قائل أَوَّلُ عبدٍ أَملكهُ حُرٌّ فملك عبداً لَعَتَقَ ذلك العبدُ لأَنه قد ابتدأَ الملك فجائز أَن يكون قول الله تعالى إِنَّ أَوَّلَ بيتٍ وُضِعَ للناس هو البيت الذي لم يكن الحجُّ إِلى غيره قال أَبو منصور ولم يبيّن أَصْل أَوَّل واشتقاقه من اللغة قال وقيل تفسير الأَوَّل في صفة الله عز وجل أَنه الأَوَّل ليس قبله شيء والآخِر ليس بعده شيء قال وجاء هذا في الخبر عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يجوز أَن نَعْدُوَ في تفسير هذين الاسْمين ما رُوي عنه صلى الله عليه وسلم قال وأَقرب ما يَحْضُرني في اشتقاقِ الأَوَّل أَنه أَفْعَل من آل يؤول وأُولى فُعْلى منه قال وكان أَوَّل في الأَصل أَأْوَل فقلبت الهمزة الثانية واواً وأُدغمت في الواو الأُخرى فقيل أَوَّل قال وأُراه قول سيبويه وكأَنه من قولهم آل يَؤُولُ إِذا نجا وسبق ومثله وأَلَ يَئِل بمعناه قال ابن سيده وأَما قولهم ابْدَأْ بهذا أَوَّلُ فإِنما يريدون أَوَّلَ من كذا ولكنه حذف لكثرته في كلامهم وبُنِيَ على الحركة لأَنه من المتمكِّن الذي جعل في موضع بمنزلة غير المتمكِّن قال وقالوا ادخُلُوا الأَوَّلَ فالأَوَّلَ وهي من المَعارف الموضوعة موضع الحال وهو شاذ والرفع جائز على المعنى أَي ليَدْخُل الأَوَّلُ فالأَوَّلُ وحكي عن الخليل ما ترَك أَوَّلاً ولا آخِراً أَي قديماً ولا حديثاً جعله اسماً فنكَّر وصرَف وحكى ثعلب هنَّ الأَوَّلاتُ دُخولاً والآخِراتُ خروجاً واحدتها الأَوَّلة والآخرة ثم قال ليس هذا أَصل الباب وإِنما أَصل الباب الأَوَّل والأُولى كالأَطْوَل والطُّولى وحكى اللحياني أَما أُولَى بأُولى فإِنِّي أَحمَد الله لم يزدْ على ذلك وتقول هذا أَوَّلُ بَيّنُ الأَوَّلِيَّة قال الشاعر ماحَ البِلادَ لنا في أَوْلِيَّتِنا على حَسُود الأَعادي مائحٌ قُثَمُ وقول ذي الرمة وما فَخْرُ مَن لَيْسَتْ له أَوَّلِيَّةٌ تُعَدُّ إِذا عُدَّ القَديمُ ولا ذِكْرُ يعني مَفاخِر آبائه وأَوَّلُ معرفةً الأَحَدُ في التَّسمية الأُولى قال أُؤَمِّلُ أَنْ أَعِيشَ وأَنَّ يَوْمي بأَوَّلَ أَو بأَهْوَنَ أَو جُبَارِ وأَهْوَن وجُبَار الاثنين والثلاثاء وكل منهما مذكور في موضعه وقوله في الحديث الرُّؤْيا لأَوَّلِ عابِرٍ أَي إِذا عَبَرها بَرٌّ صادقٌ عالم بأُصولها وفُروعها واجتهدَ فيها وقعتْ له دون غيره ممن فَسَّره بعدَه والوَأْلَةُ مثل الوَعْلة الدِّمْنةُ والسِّرْجِينُ وفي المحكم أَبْعارُ الغنم والإِبلِ جميعاً تجتمع وتَتَلَبَّد وقيل هي أَبوالُ الإِبل وأَبْعارُها فقط يقال إِن بَني فلان وَقُودُهم الوَأْلة الأَصمعي أَوْأَلَتِ الماشيةُ في المكان على أَفْعَلَتْ أَثَّرت فيه بأَبْوالها وأَبْعارها واسْتَوْأَلَتِ الإِبلُ اجتمعت وفي حديث عليّ عليه السلام قال لرجل أَنت من بَني فلان ؟ قال نَعَم قال فأَنت من وَأْلةَ إِذاً قُمْ فلا تقرَبَنِّي قيل هي قبيلة خسيسةٌ سميت بالوَأْلةِ وهي البعرة لخسَّتها وقد أَوْأَل المكانُ فهو مُوئِل وهو الوَأْلُ والوَأْلةُ وأَوْأَلَهُ هو قال في صفة ماء أَجْنٍ ومُصْفَرِّ الجِمامِ مُوئِل وهذا البيت أَنشده الجوهري أَجْنٌ ومُصْفَرُّ الجِمامِ مُوأَلُ قال ابن بري صواب إِنشاده كما أَنشده أَبو عبيد في الغريب المصنَّف أَجْنٍ وقبله بأَبيات بمَنْهَلٍ تَجْبِينه عن مَنْهَلِ ووَائل اسم رجل غلَب على حيٍّ معروف وقد يُجْعَل اسماً للقبيلة فلا يُصرف وهو وائل بنُ قاسِط بن هِنْب بنِ أَفْصَى بنِ دُعْمِيٍّ ومَوْأَلةُ اسم أَيضاً قال سيبويه جاء على مَفْعَل لأَنه ليس على الفعل إِذ لو كان على الفعل لكان مَفْعِلاً وأَيضاً فإِن الأَسماءَ الأَعْلامَ قد يكون فيها ما لا يكون في غيرها وقال ابن جني إِنما ذلك فيمن أَخذه من وَأَلَ فأَما من أَخذه من قولهم ما مأَلْت مَأْلَةً فإِنما هو حينئذ فَوْعَلة وقد تقدم ومَوْأَلةُ بن مالك من هذا الفصل ابن سيده وبنُو مَوْأَلةَ بطْن قال خالد ابنُ قَيْس بنِ مُنْقِذ بن طريف لمالك بن بُحَبره
( * قوله « لمالك بن بحبره » هكذا في الأصل من غير نقط ) ورَهَنَته بَنُو مَوْأَلَة بن مالك في دِيةٍ ورَجَوْا أَن يقتلوه فلم يَفْعَلوا وكان مالك يحمَّق فقال خالد لَيْتَك إِذ رُهِنْتَ آلَ مَوْأَلَهْ حَزُّوا بنَصلِ السيفِ عند السَّبَلهْ وحَلَّقت بك العُقابُ القَيْعَلهْ قال ابن جني إِن كان مَوْأَلَة من وَأَل فهو مُغَيَّر عن مَوْئلة للعلميَّة لأَن ما فاؤه واوٌ إِنما يجيء أَبداً على مَفْعِل بكسر العين نحو مَوْضِع ومَوْقِع وقد ذكر بعض ذلك في مأَل

( وبل ) الوَبْلُ والوابِلُ المطر الشديد الضَّخْم القطْرِ قال جرير يَضْرِبْنَ بالأَكْبادِ وَبْلاً وابِلا وقد وَبَلَتِ السماءُ تَبِل وَبْلاً ووَبَلتِ السماءُ الأَرضَ وَبْلاً فأَما قوله وأَصْبَحَتِ المَذاهِبُ قد أَذاعَتْ بها الإِعْصار بعدَ الوابِلِينا فإِن شئت جعلت الوَابِلِين الرجالَ المَمْدُوحينَ يصفهم بالوَبْل لسَعةِ عَطاياهم وإِن شئت جعلته وَبْلاً بعدَ وَبْل فكان جمعاً لم يقصد به قصد كَثْرةٍ ولا قِلَّة وأَرض مَوْبُولةٌ من الوابِل الليث سَحاب وابِل والمطر هو الوَبْلُ كما يقال وَدْقٌ وادِق وفي حديث الاستسقاء فأَلَّفَ اللهُ بين السحابِ فأُبِلْنا أَي مُطِرْنا وَبْلاً وهو المطر الكثير القطر والهمزة فيه بدَل من الواو مثل أَكَّد ووَكَّدَ وجاء في بعض الروايات فَوُبِلْنا جاء به على الأَصل والوَبِيلُ من المَرعَى الوخيم وَبُلَ المَرْتَع وَبالةً ووَبالاً ووَبَلاً وأَرض وَبِيلةٌ وَخيمةُ المَرتَع وجمعها وُبُلٌ قال ابن سيده وهذا نادر لأَن حكمه أَن يكون وَبائل يقال رعينا كلأً وَبِيلاً ووَبُلَت عليهم الأَرضُ وُبُولاً صارت وَبِيلةً واسْتَوْبَل الأَرضَ إِذا لم تُوَافِقْه في بدَنه وإِن كان مُحِبّاً لها واسْتَوْبَلْت الأَرضَ والبلدَ اسْتَوْخَمْتها وقال أَبو زيد اسْتَوْبَلْت الأَرض إِذا لم يسْتَمْرِئْ بها الطعامَ ولم تُوافِقْه في مَطْعَمه وإِن كان مُحِبًّا لها قال واجْتَوَيْتُها إِذا كره المُقامَ بها وإِن كان في نِعمة وفي حديث العُرَنِيِّين فاسْتَوْبَلوا المدينة أَي استوخَموها ولم توافق أَبدانَهم يقال هذه أَرض وَبِلَةٌ أَي وبِئة وخِمة وفي الحديث أَنَّ بني قُرَيظة نزلوا أَرضاً غَمِلةً وَبِلةً والوَبِيلُ الذي لا يُسْتَمْرَأُ وماءٌ وَبِيلٌ ووبيءٌ وَخِيم إِذا كان غير مَرِيءٍ وقيل هو الثقيلُ الغليظُ جدًّا ومن هذا قيل للمطر الغليظ وابِل ووَبَلةُ الطعامِ تُخَمَتُه وكذلك أَبَلَتُه على الإِبْدال وفي حديث يحيى
( * قوله « وفي حديث يحيى إلخ » هكذا في الأصل وعبارة النهاية وفي حديث يحيى بن يعمر كل مال أديت زكاته فقد ذهبت وبلته أي ذهبت مضرته وإثمه وهو من الوبال ويروى بالهمز على القلب وقد تقدم ) بن يَعْمَر أَيُّما مالٍ أَدَّيْتَ زَكاتَه فقد ذهبتْ أَبَلَتُه أَي وَبَلَتُه فقلبت الواو همزة أَي ذهبت مَضَرَّتُه وإِثْمُه وهو من الوَبال ويروى بالهمز على القلب ويروى وَبَلَتُه والوَبالُ الفسادُ اشتقاقه من الوَبِيل قال شمر معناه شَرُّه ومَضَرَّته الجوهري الوَبَلةُ بالتحريك الثَّقَل والوَخَامة مثل الأَبَلةِ والوَبالُ الشدة والثِّقَل وفي الحديث كل بِناءٍ وبَالٌ على صاحِبه الوَبالُ في الأَصل الثِّقَل والمكروه ويريد به في الحديث العذاب في الآخرة وفي التنزيل العزيز فَذاقَتْ وَبالَ أَمرِها وأَخَذْناه أَخْذاً وَبِيلاً أَي شديداً وضَرْبٌ وَبِيلٌ أَي شديد ووَبَلَ الصيدَ وَبْلاً وهو الغَتُّ وشدَّةُ الطَّرْد وعَذابٌ وَبِيلٌ كذلك والوَبِيلةُ العَصَا ما كانت عن ابن الأَعرابي والوَبِيلُ والمَوْبِلُ بكسر الباء العصا الغليظةُ الضخمةُ قال الشاعر أَما والذي مَسَّحْتُ أَرْكانَ بَيْتِه طَماعِيةً أَن يَغْفِر الذنبَ غافِرُه لو آصْبَحَ في يُمْنَى يَدَيَّ زِمامُها وفي كَفِّيَ الأُخْرى وَبيلٌ تُحاذِرُهْ لجاءتْ على مَشْي التي قد تُنُصِّيت وذَلَّتْ وأَعْطتْ حَبْلها لا تُعاسِرُهْ يقول لو تشدَّدْت عليها وأَعْدَدْت لها ما تكْرَه لَجاءَتْ كأَنها ناقة قد تُنُضِّيتْ أَي أُتْعِبت بالسير وركبت حتى هُزِلت وصارت نِضْوةً والنِّضْوُ البعيرُ المهزول وأَعْطَت حَبْلها أَي انقادَت لمن يَسوقُها ولم تُتْعبه لذُلِّها والمعنى في ذلك أَنه جعل ما ذكره كناية عن امرأَة واللفظ للناقة وأَنشد الجوهري في المَوْبِلِ العَصَا الضخمة زَعَمَتْ جُؤَيَّةُ أَنَّني عَبْدٌ لها أَسْعَى بمَوْبِلِها وأُكْسِبُها الخَنا وقال أَبو خراش يَظَلُّ على البَوْرِ اليَفَاعِ كأَنه من الغارِ والخَوْفِ المُحِمِّ وَبيلُ يقول ضَمَر من الغَيْرة والخوفِ حتى صار كالعَصا وقال ساعدة بن جُؤَيَّة فقام تُرْعَدُ كَفَّاهُ بِمِيبَلِه قد عادَ رَهْباً رَذيّاً طائشَ القَدَمِ قال ابن سيده قال ابن جني مِيبل مِفْعَل من الوَبيل تقول العرب رأَيت وَبِيلاً على وبِيلٍ
( * قوله « رأيت وبيلاً على وبيل » عبارة القاموس وأبيل على وبيل شيخ على عصاً ) أَي شيخاً على عَصاً وجمع المِيبَل مَوابِل عادت الواوُ لِزَوالِ الكسرة والوَبِيلُ القضيب الذي فيه لِينٌ وبه فسر ثعلب قول الراجز إِمّا تَرَيْني كالوَبِيلِ الأَعْصَلِ والوَبِيلُ خشَبة القصَّار التي يدقُّ بها الثياب بعد الغسل والوَبِيلُ خشبة يضرب بها الناقوسُ ووَبَله بالعَصا والسَّوْط وَبْلاً ضرَبه وقيل تابع عليه الضرْب ووَبَلْتُ الفرسَ بالسَّوْطِ أَبِلُه وَبْلاً قال طرَفة فَمَرَّتْ كَهَاةٌ ذاتُ خَيْفٍ جُلالةٌ عَقِيلةُ شَيْخٍ كالوَبِيلِ يَلَنْدَدِ والوَبِيلُ والوَبِيلةُ والإِبَالةُ الحزْمة من الحطب التهذيب والمَوْبِلة أَيضاً الحُزْمة
( * قول « والموبلة أيضاً الحزمة إلخ » وقوله « أسعى بموبلها إلخ » هكذا في الأصل ) من الحطب وأَنشد أَسعَى بمَوْبِلِها وأُكسِبُها الخَنا ويقال بالشّاةِ وَبَلةٌ شديدة أَي شهوة للفَحْل وقد اسْتَوْبَلَتِ الغنم والوابِلةُ طرَف رأْس العَضُدِ والفَخِذ وقيل هو طرف الكَتِف وقيل هي لحمة الكتف وقيل هو عظم في مَفْصِل الرُّكْبة وقيل الوابِلتان ما الْتَفَّ من لحم الفَخِذين في الوَرِكَيْن وقال أَبو الهيثم هي الحَسَنُ وهو طرَف عظْم العَضُدِ الذي يَلي المَنْكِب سمي حَسَناً لكثرة لحمه وأَنشد كأَنه جَيْأَلٌ عَرْفاءُ عارَضَها كَلْبٌ ووَابِلَةٌ دَسْماءُ في فِيها وقال شمر الوَابِلةُ رأْس العضُد في حُقِّ الكتِف وفي حديث عليّ عليه السلام أَهْدَى رجل للحسن والحُسين عليهما السلام ولم يُهْد لابن الحَنفيَّة فأَوْمَأَ عليٌّ عليه السلام إِلى وابِلَةِ محمدٍ ثم تَمَثَّل وما شَرُّ الثلاثةِ أُمَّ عَمْرو بصاحِبك الذي لا تُصْبِحِينا الوَابِلةُ طرفُ العضُد في الكتِف وطرف الفَخِذ في الوَرِك وجمعها أَوابِل والوَابِلة نَسْل الإِبل والغنم ووَبَال فرَس ضَمْرةَ بنِ جابر ووَبَال اسم ماءٍ لبني أَسَد قال ابن بري ومنه قول جرير تِلْك المَكارم يا فَرَزْدَقُ فاعْترف لا سَوْق بَكْرِك يَوْمَ جُرفِ وَبالِ

( وتل ) التهذيب ابن الأَعربي الوُتُلُ
( * قوله « الوتل » قال في القاموس بضمتين وضبط في التكملة كقفل وهو القياس ) من الرجال الذين مَلَؤُوا بطونهم من الشراب الواحد أَوْتَل والكُتَّام بالتاء المالئوها من الطعام

( وثل ) وَثَّل الشيءَ أَصَّله ومكَّنه لغة في أَثَّله وبه سمي الرجل وَثَّالاً ووَثَّل مالاً جمعه لغة في أَثَّل والوَثِيلُ الضعيف والوَثِيلُ كل خَلَق من الشجر والوَثْلُ اللِّيفُ نفسه والوَثِيل الخَلَق من حِبال اللِّيف والوَثِيل اللِّيف والوَثيل الحبل منه وقيل الوَثَلُ بالتحريك والوَثِيلُ جميعاً الحبل من اللِّيف وقيل الوَثِيل الحبل من القِنَّب ابن الأَعرابي الوَثَل وسَخ الأَديم الذي يلقى منه وهو الحَمُّ والتِّحْلِئ وواثِلةُ من الأَسماء مأْخوذ من الوَثِيل ووَثْل ووثالَة ووثَّال أَسماء وواثلة والوَثِيل موضعان وسُحَيم بن وَثِيل

( وجل ) : الوَجَل : الفزع والخوف وَجِلَ وَجَلاً بالفتح . وفي الحديث : وَعَظَنا مَوْعِظة وَجِلَتْ منها القلوب و وَجِلْتَ تَوْجَل وفي لغة تَيْجَل ويقال : تَاجَل قال سيبويه : وَجِلَ يَاجَلُ و يِيجَل أَبدلوا الواو أَلفاً كراهية الواو مع الياء وقلبوها في يِيجَل ياءً لقربها من الياء وكسروا الياء إِشْعاراً بوجل وهو شاذ الجوهري : في المستقبَل منه أَربع لغات يَوْجَل و ياجَل و يَيْجل و يِيجَل بكسر الياء قال : وكذلك فيما أَشبهه من باب المثال إِذا كان لازماً فمن قال ياجَل جعل الواو أَلفاً لفتحة ما قبلها ومن قال يِيجَل بكسر الياء فهي على لغة بني أَسد فإِنهم يقولون أَنا إِيجَل ونحن نِيجَل وأَنت تِيجَل كلها بالكسر وهم لا يكسرون الياء في يَعْلَم لاستثقالهم الكسر على الياء وإِنما يكسرون في يِيجَل لتقوَّى إِحدى الياءين بالأُخرى ومن قال يَيْجَل بناه على هذه اللغة ولكنه فتح الياء كما فتحوها في يَعْلم والأَمر منه إِيْجَلْ صارت الواو ياء لكسرة ما قبلها . قال ابن بري : إِنما كسرت الياء من يِيجَلُ ليكون قلب الواو ياءً بوجه صحيح فأَما يَيْجَل بفتح الياء فإِنَّ قلب الواو فيه على غير قياس صحيحٍ وتقول منه : إِنِّي لأَوْجَل ورجلٌ أَوْجَلُ و وَجِلٌ قال الشاعر مَعْن بنُ أَوْس المُزَني : لعَمْرُكَ ما أَدرِي وإِنِّي لأَوْجَلُ على أَيِّنا تَغْدُو المَنِيَّةُ أَوَّلُ وكان لها جارَانِ لا يَخْفُرانِها أَبو جَعْدة العادِي وعَرْفاءُ جَيْأَلُ أَبو جَعْدة : الذئب وعَرْفاء : الضبُع وإِذا وقع الذئب والضبعُ في غنم مَنَعَ كلُّ واحد منهما صاحبَه . وقال سيبويه في قوله : اللهمَّ ضَبُعاً وذِئباً أَي اجْمَعْهُما وإِذا اجتمعا سَلِمَت الغنم وجمعه وِجَالٌ قالت جنوب أُخت عَمْرو ذي الكَلْب تَرْثِيه : وكُلُّ قَتِيلٍ وإِن لم تكن أَرَدْتَهُمُ منك باتوا وِجالا والأُنثى وَجِلة ولا يقال وَجْلاء وقومٌ وَجِلون و وِجالٌ . و واجَلَهُ فوَجَلَه : كان أَشدَّ وَجَلاً منه . وهذا مَوْجِله بالكسر : للموضع . و الوَجِيل و المَوْجِل : حفرة يستنقع فيها الماء يمانية

( وحل ) الوَحَل بالتحريك الطينُ الرَّقيق الذي ترتَطِمُ فيه الدوابّ والوَحْل بالتسكين لغة رديَّة والجمع أَوْحالٌ ووُحُولٌ والمَوْحَل بالفتح المصدر وبالكسر المكان واسْتَوْحَل المكان صار فيه الوَحَل ووَحِل بالكسر يَوْحَل وَحَلاً فهو وَحِلٌ وقع في الوَحَل قال لبيد فَتَوَلَّوْا فاتِراً مَشْيُهُمُ كَرَوايا الطِّبْعِ هَمَّتْ بالوَحَلْ وأَوْحَله غيرُه إِذا أَوقعَه فيه وفي حديث سُراقة فوَحِل بي فَرَسي وإِنني لَفي جَلَدٍ من الأَرض أَي أَوقعني في الوَحَل يريد كأَنه يسِير بي في طِينٍ وأَنا في صُلْب من الأَرض وفي حديث أَسْرِ عُقْبة بن أَبي مُعَيْط فوَحِل به فرسُه في جَدَدٍ من الأَرض والجَدَدُ ما استوى من الأَرض وواحَلَني فوحَلته أَحِلُه كنتُ أَخْوَضَ للوَحَل منه وواحَلَه فوَحَلَه والمَوْحِل الموضع الذي فيه الوَحَل قال المتنخل الهُذلي فأَصْبَحَ العِينُ رُكوداً على ال أَوْشاذِ أَن يَرْسَخْنَ في المَوْحَلِ يروى بالفتح والكسر من المصدر والمكان يقول وقفتْ بقَرُ الوَحْش على الرَّوابي مَخافة الوَحَل لكثرة الأَمطار وأَوْحَل فلانٌ فلاناً شرّاً أَثقله به ومَوْحَل موضع
( * قوله « وموحل موضع » كذا في الأصل مضبوطاً )
قال من قُلَلِ الشِّحْرِ فجَنْبَيْ مَوْحَل

( ودل ) وَدَل السِّقاءَ وَدْلاً مخَضه

( وذل ) الوَذِيلةُ والوَذِلةُ والوَذَلةُ من النساء النشيطة الرَّشيقة ابن بُزرْج الوَذلةُ الخفيفة من الناس والإِبل وغيرها يقال خادِم وَذَلةٌ ورجل وَذَل ووَذِل خفيف سريع فيما أَخَذ فيه والوَذِيلةُ المِرآة طائية قال أَبو عمرو قال الهذلي الوذِيلة المِرآة في لغتِنا والوَذيلة السَّبيكة من الفِضَّة عن أَبي عمرو والوَذِيلةُ القطعة من الفضّة وقيل من الفضّة المَجْلُوَّة خاصّة والجمع وَذِيلٌ ووَذائِل قال ابن بري وقول الطرِمَّاح بِخُدودٍ كالوَذائِلِ لم يُخْتَزَنْ عنها وَرِيُّ السَّنامِ الوَرِيُّ السمين والوَذائِل جمع وَذِيلة المرآة وقيل صَفيحة الفضة وقال أَبو كبير الهذلي وبَياض وَجْهٍ لم تَحُلْ أَسْرارُهُ مِثْل الوَذِيلَة أَو كَشَنْفِ الأَنضُرِ الأَنضُر جمع نَضْر وهو الذهب وفي حديث عمرو قال لمعاوية ما زِلْت أَرُمُّ أَمرَك بوَذائِله قال هي جمع وَذِيلة وهي السَّبيكة من الفضة يريد أَنه زَيَّنه وحسَّنه قال الزمخشري أَراد بالوَذائل جمع وَذِيلة وهي المِرآة بلغة هذيل مثّل بها آراءه التي كان يَراها لمعاوية وأَنها أَشباه المَرايا يرى فيها وُجوه صَلاح أَمره واستقامة مُلْكه أَي ما زِلت أَرُمُّ أَمرك بالآراء الصائبة والتدابير التي يستصلح المُلْك بمثلها والوَذِيلةُ القطعة من شحم السَّنام والأَلْية على التشبيه بصفيحة الفضة قال هَلْ في دَجُبِ الحُرَّة المَخِيطِ وَذِيلةٌ تَشْفِي من الأَطِيطِ ؟ الدَّجُوبُ الغِرارة والوَذالةُ ما يقطَع الجزَّار من اللحم بغير قَسْم يقال لقد توَذَّلوا منه

( ورل ) الوَرَلُ دابَّةٌ على خِلقة الضَّبِّ إِلاّ أَنه أَعظم منه يكون في الرِّمال والصَّحارِي والجمع أَوْرالٌ في العدد ووِرْلانٌ وأَرْؤُل بالهمز قال ابن بري أَرْؤُل مقلوب من أَوْرُل وقلبت الواو همزة لانضمامها وقال امرؤ القيس في الجمع على أَوْرال تُطْعِم فَرْخاً لها قَرْقَمَهُ الجوعُ والإِحْثالُ قُلوبَ خِزَّانٍ ذَوِي أَورال كما تُرزَقُ العِيال
( * قوله « تطعم فرخاً إلخ » هكذا في الأصل بهذا الضبط وبصورة بيتين وعبارة الأصل في حثل وأحثلت الصبي إذا أسأت غذاءه ثم قال قال امرؤ
القيس تطعم فرخاً لها ساغباً ... أزرى به الجوع
والاحثالوفي التكملة وشرح القاموس في ورل أورال موضع قال امرؤ القيس يصف عقاباً
تخطف خزان الانيعم بالضحى ... وقد جحرت منه ثعالب اورال )
وقال ابن الرقاع في الواحد
عن لِسانٍ كجُثَّة الوَرَلِ الأَصفر مَجَّ النَّدَى عليه العَرارُ والأُنثى وَرْلةٌ قال أَبو منصور الوَرَلُ سَبِط الخلْق طويل الذنَب كأَنَّ ذنَبه ذنبُ حيَّة قال ورُبَّ وَرَل
( * قوله « ورب ورل إلخ » لعله ورب ذنب ورل إلخ ) يَرْبو طولُه على ذِراعين قال وأَما ذنب الضَّبِّ فهو عَقِد وأَطول ما يكون قدْر شِبر والعرب تستخبِث الوَرَل وتستقذِره فلا تأْكله وأَما الضبُّ فإِنهم يحرِصون على صيده وأَكله والضبُّ أَحْرَشُ لذنب خَشِنه مُفَقَّره ولونه إِلى الصُّحْمة وهي غُبْرة مُشْرَبة سَواداً وإِذا سَمِن اصْفَرَّ صدره ولا يأْكل إِلاَّ الجَنادِب والدُّبَّاء والعُشْب ولا يأْكل الهوامَّ وأَما الوَرَل فإِنه يأْكل العَقارب والحيَّات والحَرابي والخَنافس ولحمه دِرْياق والنساء يتسمَّنَّ بلحمه وأُرُلٌ موضع يجوز أَن تكون همزته مبدلة من واو وأَن تكون وضعاً قال ابن سيده وأَن تكون وضعاً أَولى لأَنا لم نسمع وُرُلاً البتَّة

( ورنتل ) وَرَنْتَلٌ الشرُّ والأَمرُ العظيم مثَّل به سيبويه وفسره السيرافي قال وإِنما قضينا على الواو أَنها أَصل لأَنها لا تزاد أَولاً البتة والنون ثالثة وهو موضع زيادتها إِلاَّ أَن يجيء ثبت بخلاف ذلك وقال بعض النحويين النون في وَرَنْتَلٍ زائدة كنون جَحَنْفَل ولا تكون الواو هنا زائدة لأَنها أَول والواو لا تزاد أَولاً البتة

( وسل ) الوَسِيلةُ المَنْزِلة عند المَلِك والوَسِيلة الدَّرَجة والوَسِيلة القُرْبة ووَسَّل فلانٌ إِلى الله وسِيلةً إِذا عَمِل عملاً تقرَّب به إِليه والواسِل الراغِبُ إِلى الله قال لبيد أَرى الناسَ لا يَدْرونَ ما قَدْرُ أَمرِهم بَلى كلُّ ذي رَأْيٍ إِلى الله واسِلُ وتوَسَّل إِليه بوَسيلةٍ إِذ تقرَّب إِليه بعَمَل وتوَسَّل إِليه بكذا تقرَّب إِليه بحُرْمَةِ آصِرةٍ تُعْطفه عليه والوَسِيلةُ الوُصْلة والقُرْبى وجمعها الوسائل قال الله تعالى أُولئك الذين يَدْعون يَبْتَغون إِلى رَبِّهِمُ الوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ الجوهري الوَسِيلةُ ما يُتَقَرَّبُ به إِلى الغَيْر والجمع الوُسُلُ والوسائلُ والتَّوْسيلُ والتَّوسُّلُ واحد وفي حديث الأَذان اللهمَّ آتِ محمداً الوَسِيلَة هي في الأَصل ما يُتَوَصَّل به إِلى الشيء ويُتَقَرَّب به والمراد به في الحديث القُرْبُ من الله تعالى وقيل هي الشفاعةُ يوم القيامة وقيل هي منزلة من مَنازِل الجنة كما جاء في الحديث وشيء واسِلٌ واجبٌ قال رؤبة وأَنت لا تَنْهَرُ حَظًّا واسِلا والتَّوَسُّل أَيضاً السَّرِقة يقال أَخذ فلان إِبِلي تَوَسُّلاً أَي سَرقة ومُوَيْسِلٌ ماءٌ لِطَيّءٍ قال واقِدُ بن الغِطْرِيف الطائي وكان قد مَرِضَ فَحُمِيَ الماء واللبن لَئنْ لَبَنُ المِعْزَى بِماءِ مُوَيْسِل بَغانِيَ داءً إِنَّني لَسَقيمُ

( وشل ) الوَشَل بالتحريك الماءُ القليل يَتَحَلَّب من جبل أَو صخْرة يقطُر منه قليلاً قليلاً لا يَتَّصِلُ قطْره وقيل لا يكون ذلك إِلا من أَعلى الجَبل وقيل هو ماء يخرُج من بين الصخْر قليلاً قليلاً والجمع أَوْشال ووَشَل يَشِل وَشْلاً ووَشْلاناً سال أَو قَطَر وجَبَلٌ واشِلٌ يقطُر منه الماء وفي المحكم لا يَزال يتحلَّب منه الماءُ قد قيل الوَشَلُ الماء الكثير فهو على هذا من الأَضداد التهذيب ماءٌ واشِلٌ يَشِلُ منه وَشْلاً أَبو عبيد الوَشَلُ ما قطَر من الماء وقد وَشَل يَشِل قال أَبو منصور ورأَيت في البادية جبَلاً يقطُر في لَجَفٍ منه من سَقْفه ماء فيجتَمِع في أَسفله يقال له الوَشَل ابن الأَعرابي عن الدُّبَيْرية يسمى الماء الذي يقطُر من الجبل المَذْعَ والفَزِيرَ والوَشَلَ وناقة وَشُول كثيرة اللبن يَشِل لبنُها من كثرته أَي يَسيل ويقطُر من الوَشَلان وناقة وَشُول دائمة على مَحْلَبها عن ابن الأَعرابي وكذلك الوَشَل من الدمع يكون القليلَ والكثيرَ وبالكثير فسر بعضهم قوله إِنَّ الذين غَدَوْا بِلُبِّك غادَرُوا وَشَلاً بِعَيْنِك ما يَزال مَعِينا والأَوْشالُ مياهٌ تَسيلُ من أَعْراض الجِبال فتجتَمع ثم تُساق إِلى المَزارع رواه أَبو حنيفة وفي المثل وهَلْ بالرِّمَالِ أَوْشال ؟ وفي حديث علي عليه السلام رِمالٌ دَمِثَة وعُيون وَشِلَة الوَشَل الماء القليل وفي حديث الحجاج قال لِحَفَّار حَفَر له بئراً أَخَسَفْتَ أَمْ أَوْشَلْت ؟ أَي أَنْبَطْت ماءً كثيراً أَم قليلاً وأَوْشَلَ حظَّه أَقَلَّه وأَخَسَّه أَنشد ابن جني لبعض الرُّجَّاز وحُسَّدٍ أَوْشَلْتُ من حِظاظِها على أَحاسِي الغَيْظِ واكْتِظاظِها وقوله أَنشده ابن الأَعرابي أَلْقَتْ إِليه على جَهْدٍ كَلاكِلها سعدُ بن بكْر ومن عثمان مَنْ وَشَلا فسره فقال وَشَل وُشُولاً احتاج وضعُف وافتقَر وقَلَّ غَناؤه ابن السكيت سمعت أَبا عمرو يقول الوُشُول قِلَّة الغَناء والضَّعْفُ والنُّقْصان وأَنشده إِذا ضَمَّ قَوْمَكُمُ مَأْزِقٌ وَشَلْتُمْ وُشُولَ يَدَ الأَجْذم ويقال وَشَل فلان إِلى فلان إِذا ضَرَع إِليه فهو واشِلٌ إِليه ورأْيٌ واشِلٌ ورجل واشِلُ الرأْيِ ضعيفُه وفلان واشِلُ الحظِّ أَي ناقصُه لا جِدَّ له وأَوْشَلْت حظَّ فلان أَي أَقْلَلْته والوُشُولُ قِلَّة الغَناء والضَّعْفُ وأَنشد ابن بري لأَبي صُحَار يمدح عُبيد الله بن العباس وَدَّعَ منها ابن عباس وشَيَّعَه مَجْدٌ يُصاحِبُه إِنْ سارَ أَو نزَلا أَلْقَتِ إِليه على جَهْدٍ كَلاكِلَها سَعْدُ بن بكر ومِنْ عثمان مَنْ وَشَلا أَي احتاج والوَشَل موضع قال أَبو القَمْقام الأَسَدي إِقْرَأْ على الوَشَلِ السَّلامَ وقُلْ لَهُ كلُّ المَشارِبِ مُذْ هُجِرْتَ ذَمِيمُ وقيل هو اسم جبل عظيم بناحية تهامة وفيه مِياهٌ عَذْبة وجاء القومُ أَوْشالاً أَي يَتْبع بعضُهم بعضاً والمَواشِلُ معروفة
( * قوله « والمواشل معروفة » عبارة المحكم والمواشل مواضع معروفة ) من اليمامة قال ابن دريد لا أَدري ما حقيقته

( وصل ) وَصَلْت الشيء وَصْلاً وَصِلةً والوَصْلُ ضِدُّ الهِجْران ابن سيده الوَصْل خلاف الفَصْل وَصَل الشيء بالشيء يَصِلُه وَصْلاً وَصِلةً وصُلَةً الأَخيرة عن ابن جني قال لا أَدري أَمُطَّرِدٌ هو أَم غير مطَّرد قال وأَظنه مُطَّرِداً كأَنهم يجعلون الضمة مُشْعِرة بأَن المحذوف إِنما هي الفاء التي هي الواو وقال أَبو علي الضمَّة في الصُّلَة ضمة الواو المحذوفة من الوُصْلة والحذف والنقل في الضمة شاذ كشذوذ حذف الواو في يَجُدُ ووَصَّلَهُ كلاهما لأَمَهُ وفي التنزيل العزيز ولقد وَصَّلْنا لَهُمُ القَوْلَ أَي وَصَّلْنا ذِكْرَ الأَنْبياء وأَقاصِيصَ من مَضَى بعضها ببعض لعلهم يَعْتَبرون واتَّصَلَ الشيءُ بالشيء لم ينقطع وقوله أَنشده ابن جني قامَ بها يُنْشِدُ كلّ مُنْشِدِ وايتَصَلَتْ بمِثْلِ ضَوْءِ الفَرْقَدِ إِنما أَراد اتَّصَلَتْ فأَبدل من التاء الأُولى ياء كراهة للتشديد وقوله أَنشده ابن الأَعرابي سُحَيْراً وأَعْناقُ المَطِيِّ كأَنَّها مَدافِعُ ثِغْبانٍ أَضَرَّ بها الوصْلُ معناه أَضَرَّ بها فِقْدان الوَصْل وذلك أَن ينقطِع الثَّغَب فلا يَجْري ولا يَتَّصِل والثَّغَبُ مَسِيلٌ دَقيقٌ شَبَّه الإِبِل في مَدِّها أَعناقها إِذا جَهَدَها السير بالثَّغَب الذي يَخُدُّه السَّيْلُ في الوادي ووَصَلَ الشيءُ إِلى الشيء وُصُولاً وتَوَصَّل إِليه انتهى إِليه وبَلَغه قال أَبو ذؤيب تَوَصَلُ بالرُّكْبان حيناً وتُؤْلِفُ ال جِوارَ ويُغْشِيها الأَمانَ رِبابُها ووَصَّله إِليه وأَوْصَله أَنهاهُ إِليه وأَبْلَغَهُ إِياه وفي حديث النعمان بن مُقَرِّن أَنه لما حمَل على العدُوِّ ما وَصَلْنا كَتِفَيْه حتى ضرَب في القوم أَي لم نَتَّصِل به ولم نَقْرُب منه حتى حمَل عليهم من السُّرْعة وفي الحديث رأَيت سَبَباً واصِلاً من السماء إِلى الأَرض أَي مَوْصولاً فاعل بمعنى مفعول كماءٍ دافِقٍ قال ابن الأَثير كذا شرح قال ولو جعل على بابه لم يَبْعُد وفي حديث عليّ عليه السلام صِلوا السيوفَ بالخُطى والرِّماحَ بالنَّبْل قال ابن الأَثير أَي إِذا قَصُرت السيوف عن الضَّريبة فتقدَّموا تَلْحَقوا وإِذا لم تَلحَقْهم الرماحُ فارْمُوهم بالنَّبْل قال ومن أَحسن وأَبلغ ما قيل في هذا المعنى قول زهير يَطعَنُهُمْ ما ارْتَمَوْا حتى إِذا طَعَنُوا ضارَبَهُمْ فإِذا ما ضارَبُوا اعْتَنَقا وفي الحديث كان اسمُ نَبْلِه عليه السلام المُوتَصِلة سميت بها تفاؤلاً بوُصولها إِلى العدوِّ والمُوتَصِلة لغة قريش فإِنها لا تُدْغم هذه الواو وأَشباهها في التاء فتقول مُوتَصِل ومُوتَفِق ومُوتَعِد ونحو ذلك وغيرهم يُدْغم فيقول مُتَّصِل ومُتَّفِق ومُتَّعِد وأَوْصَله غيرُه ووَصَلَ بمعنى اتَّصَل أَي دَعا دعْوى الجاهلية وهو أَن يقول يالَ فلان وفي التنزيل العزيز إِلاَّ الذين يَصِلون إِلى قوم بينكم وبينهم ميثاقٌ أَي يَتَّصِلون المعنى اقتُلوهم ولا تَتَّخِذوا منهم أَولياء إِلاَّ مَنِ اتَّصَل بقوم بينكم وبينهم مِيثاق واعْتَزَوْا إِليهم واتَّصَلَ الرجلُ انتسَب وهو من ذلك قال الأَعشى إِذا اتَّصَلَتْ قالتْ لِبَكْرِ بنِ وائِلٍ وبَكْرٌ سَبَتْها والأُنُوفُ رَواغِمُ
( * قوله « قالت لبكر » في المحكم والتهذيب قالت أَبكر إلخ )
أَي إِذا انتَسَبَتْ وقال ابن الأَعرابي في قوله إِلا الذين يَصِلون إِلى قوم أَي يَنتَسِبون قال الأَزهري والاتِّصال أَيضاً الاعْتزاءُ المنهيّ عنه إِذا قال يالَ بني فلان ابن السكيت الاتِّصال أَن يقول يا لَفُلان والاعتزاءُ أَن يقول أَنا ابنُ فلان وقال أَبو عمرو الاتصالُ دُعاء الرجل رَهْطه دِنْياً والاعْتزاءُ عند شيء يعجبُه فيقول أَنا ابن فلان وفي الحديث مَنِ اتَّصَلَ فأَعِضُّوه أَي مَنِ ادَّعى دَعْوى الجاهلية وهي قولهم يالَ فلان فأَعِضُّوه أَي قولوا له اعْضَضْ أَيْرَ أَبيك يقال وَصَل إِليه واتَّصَل إِذا انتَمى وفي حديث أُبَيٍّ أَنه أَعَضَّ إِنساناً اتَّصَل والواصِلة من النساء التي تَصِل شعَرَها بشعَر غيرها والمُسْتَوْصِلة الطالِبة لذلك وهي التي يُفْعَل بها ذلك وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم لعَنَ الواصِلةَ والمُسْتَوْصِلة قال أَبو عبيد هذا في الشعَر وذلك أَن تَصِل المرأَة شعَرها بشَعَرٍ آخر زُوراً وروي في حديث آخر أَيُّما امرأَةٍ وَصَلت شعَرها بشعر آخر كان زُوراً قال وقد رَخَّصَت الفقهاء في القَرامِل وكلِّ شيء وُصِل به الشعر وما لم يكن الوَصْل
( * قوله « وما لم يكن الوصل » أي الموصول به شعراً إلخ ) شعراً فلا بأْس به وروي عن عائشة أَنها قالت ليست الواصِلةُ بالتي تَعْنون ولا بأْسَ أَنْ تَعْرَى المرأَةُ عن الشعَر فتَصُِل قَرْناً من قرُونها بصُوفٍ أَسوَد وإِنما الواصِلة التي تكون بغيّاً في شَبيبَتِها فإِذا أَسَنَّتْ وصَلَتْها بالقِيادة قال ابن الأَثير قال أَحمد بن حنبل لمَّا ذُكِر ذلك له ما سمعت بأَعْجَب من ذلك ووَصَله وَصْلاً وصِلة وواصَلَهُ مُواصَلةً ووِصالاً كلاهما يكون في عَفاف الحبّ ودَعارَتِه وكذلك وَصَل حَبْله وَصْلاً وصِلةً قال أَبو ذؤيب فإِن وَصَلَتْ حَبْلَ الصَّفاء فَدُمْ لها وإِن صَرَمَتْه فانْصَرِف عن تَجامُل وواصَلَ حَبْله كوَصَله والوُصْلة الاتِّصال والوُصْلة ما اتَّصل بالشيء قال الليث كلُّ شيء اتَّصَل بشيء فما بينهما وُصْلة والجمع وُصَل ويقال وَصَل فلان رَحِمَه يَصِلها صِلةً وبينهما وُصْلة أَي اتِّصال وذَرِيعة ووَصَل كتابُه إِليّ وبِرُّه يَصِل وُصولاً وهذا غير واقع ووَصَّله تَوْصيلاً إِذا أَكثر من الوَصْل وواصَله مُواصَلةً ووِصالاً ومنه المُواصَلةُ بالصوم وغيره وواصَلْت الصِّيام وِصالاً إِذا لم تُفْطِر أَياماً تِباعاً وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الوِصال في الصوم وهو أَن لا يُفْطِر يومين أَو أَياماً وفيه النهي عن المُواصَلة في الصَّلاة وقال إِنَّ امْرَأً واصَلَ في الصلاة خرج منها صِفْراً قال عبد الله بن أَحمد بن حنبل ما كُنَّا نَدْري ما المُواصَلة في الصلاة حتى قَدِم علينا الشافعيُّ فمضى إِليه أَبي فسأَله عن أَشياء وكان فيما سأَله عن المُواصَلة في الصلاة فقال الشافعي هي في مواضع منها أَن يقول الإِمامُ ولا الضّالِّين فيقول مَن خلفه آمين معاً أَي يقولها بعد أَن يسكُت الإِمام ومنها أَن يَصِل القراءة بالتكبير ومنها السلامُ عليكم ورحمةُ الله فيَصِلها بالتسليمة الثانية الأُولى فرض والثانية سُنَّة فلا يُجْمَع بينهما ومنها إِذا كبَّر الإِمام فلا يُكَبِّر معه حتى يسبقه ولو بواو وتَوَصَّلْت إِلى فلان بوُصْلة وسبب توَصُّلاً إِذا تسبَّبت إِليه بحُرْمة وتوصَّل إِليه أَي تلطَّف في الوُصول إِليه وفي حديث عُتْبة والمقدام أَنهما كانا أَسْلَما فَتَوَصَّلا بالمشركين حتى خَرجا إِلى عُبيدة بن الحرث أَي أَرَياهم أَنهما مَعَهم حتى خرجا إِلى المسلمين وتوصَّلا بمعنى توسَّلا وتقرَّبا والوَصْل ضد الهجران والتَّواصُل ضد التَّصارُم وفي الحديث مَن أَراد أَن يَطول عُمْره فَلْيَصِلْ رَحِمَه تكرّر في الحديث ذكر صِلة الرَّحِم قال ابن الأَثير وهي كِناية عن الإِحسان إِلى الأَقرَبين من ذوي النسَب والأَصْهار والعَطف عليهم والرِّفْق بهم والرِّعاية لأَحْوالهم وكذلك إِن بَعُدُوا أَو أَساؤوا وقَطْع الرَّحِم ضدُّ ذلك كلِّه يقال وَصَل رَحِمَه يَصِلُها وَصْلاً وصِلةً والهاء فيها عِوَض من الواو المحذوفة فكأَنه بالإِحسان إِليهم قد وَصَل ما بينه وبينهم من عَلاقة القَرابة والصِّهْر وفي حديث جابرٍ إِنه اشترى مِنِّي بَعيراً وأَعطاني وَصْلاً من ذهَب أَي صِلةً وهِبةً كأَنه ما يَتَّصِل به أَو يَتَوَصَّل في مَعاشه ووَصَله إِذا أَعطاه مالاً والصِّلة الجائزة والعطيَّة والوَصْل وَصْل الثوب والخُفّ ويقال هذا وَصْل هذا أَي مثله والمَوْصِل ما يُوصَل من الحبل ابن سيده والمَوْصِل مَعْقِد الحبْل في الحَبْل ويقال للرجُلين يُذكران بِفِعال وقد مات أَحدهما فَعَل كذا ولا يُوصَل حَيٌّ بميت وليس له بِوَصِيل أَي لا يَتْبَعُه قال الغَنَوِي كمَلْقَى عِقالٍ أَو كمَهْلِك سالِمٍ ولسْتَ لِمَيْتٍ هالك بِوَصِيلِ ويروى وليس لِحَيٍّ هالِك بِوَصِيل وهو معنى قول المتنَخِّل الهذلي ليسَ لِمَيْتٍ بِوَصِيلٍ وقد عُلِّقَ فيه طَرَفُ المَوْصِلِ دُعاء لرجل أَي لا وُصِل هذا الحيّ بهذا المَيت أَي لا ماتَ معه ولا وُصِل بالميت ثم قال وقد عُلِّقَ فيه طَرَفٌ من الموت أَي سيَمُوت ويَتَّصِل به قال هذا قول ابن السكيت قال ابن سيده والمعنى فيه عندي على غير الدُّعاء إِنما يُريد ليس هو ما دام حَيًّا بِوَصِيلٍ للميت على أَنه قد عُلِّق فيه طَرَف المَوْصِل أَي أَنه سيَمُوت لا محالة فيَتَّصِل به وإِن كان الآن حَيًّا وقال الباهلي يقول بان الميت فلا يُواصِله الحيُّ وقد عُلِّق في الحي السَّبَب الذي يُوَصِّله إِلى ما وَصَل إِليه الميت وأَنشد ابن الأَعرابي إِنْ وَصَلْت الكِتابَ صِرْتَ إِلى اللهِ ومَن يُلْفَ واصِلاً فهو مُودِي قال أَبو العباس يعني لَوْح المَقابر يُنْقر ويُتْرَك فيه موضع للميت
( * قوله « موضع للميت » لعله موضع لاسم الميت ) بَياضاً فإِذا مات الإِنسانُ وُصِل ذلك الموضع باسمه والأَوْصال المَفاصِل وفي صِفته صلى الله عليه وسلم أَنه كان فَعْمَ الأَوْصالِ أَي ممْتَلئَ الأَعضاء الواحدُ وِصْل والمَوْصِل المَفْصِل ومَوْصِل البعير ما بين العَجُز والفَخِذ قال أَبو النجم ترى يَبِيسَ الماءِ دون المَوْصِلِ منه بِعجْزٍ كصَفاةِ الجَيْحَلِ الجَيْحَل الصُّلْب الضَّخْم والوِصْلانِ العَجُز والفَخِذ وقيل طَبَق الظهر والوِصْل والوُصْل كلُّ عظم على حِدَة لا يكسَر ولا يُخْلط بغيره ولا يُوصَل به غيره وهو الكَِسْرُ والجَِدْلُ بالدال والجمع أَوْصال وجُدُول وقيل الأَوْصال مجتَمَع العظام وكلّه من الوَصْل ويقال هذا رجل وَصِيلُ هذا أَي مثله والوَصِيل بُرود اليمن الواحدة وَصِيلة وفي الحديث أَن أَوَّل من كَسَا الكعبة كسْوةً كامِلةً تُبَّعٌ كَسَاها الأَنْطاعَ ثم كساها الوَصائل أَي حِبَر اليَمَن وفي حديث عمرو قال لمعاوية ما زلت أَرُمُّ أَمْرَك بِوَذائله وأَصِلُهُ بوَصائله القتيبي الوَصائل ثياب يمانية وقيل ثياب حُمْرُ مُخَطَّطة يمانية ضَرَبَ هذا مثلاً لإِحكامه إِياه ويجوز أَن يكون أَراد بالوَصائل الصِّلاب والوَذِيلة قطعة من الفضة ويقال للمِرآة الوَذيلةُ والعِنَاسُ والمَذِيَّةُ قال ابن الأَثير أَراد بالوَصائل ما يُوصَل به الشيء يقول ما زِلْت أُدَبِّر أَمْرك بما يَجِب أَن يُوصَل به من الأُمور التي لا غِنَى به عنها أَو أَراد أَنه زَيَّن أَمْرَه وحَسَّنه كأَنه أَلْبَسَه الوَصائل وقوله عز وجل ما جَعَل اللهُ من بَحِيرةٍ ولا سائبةٍ ولا وَصِيلةٍ قال المفسرون الوَصِيلةُ كانت في الشاء خاصة كانت الشاة إِذا وَلَدَتْ أُنثى فهي لهم وإِذا وَلَدَتْ ذكَراً جعلوه لآلهتهم فإِذا وَلَدَتْ ذكَراً وأُنثى قالوا وَصَلَتْ أَخاها فلم يَذْبَحوا الذكَر لآلهتهم والوَصِيلة التي كانت في الجاهلية الناقةُ التي وَصَلَتْ بين عشرة أَبْطُن وهي من الشاء التي وَلَدَتْ سبعة أَبْطُن عَناقَيْن عَناقَيْن فإِن وَلَدَت في السابع عَناقاً قيل وَصَلتْ أَخاها فلا يشرَب لَبَنَ الأُمِّ إِلاَّ الرِّجال دون النساء وتَجْري مَجْرَى السائبة وقال أَبو عرفة وغيره الوَصِيلة من الغنم كانوا إِذا وَلَدَتِ الشاةُ ستة أَبْطُن نَظَرُوا فإِن كان السابعُ ذكَراً ذُبِحَ وأَكَل منه الرجال والنساء وإِن كانت أُنثى تُرِكتْ في الغنم وإِن كانت أُنثى وذكَراً قالوا وَصَلتْ أَخاها فلم يُذْبَح وكان لَحْمُها
( * قوله « وكان لحمها » في نسخة لبنها ) حَراماً على النساء وفي الصحاح الوَصِيلةُ التي كانت في الجاهلية هي الشاة تَلِدُ سبعة أَبْطُن عَناقَيْن عَناقَيْن فإِن وَلَدَتْ في الثامنة جَدْياً وعَناقاً قالوا وَصَلَتْ أَخاها فلا يذبَحُون أَخاها من أَجلها ولا يشرَب لبَنها النساء وكان للرجال وجرَتْ مَجْرَى السائبة وروي عن الشافعي قال الوَصِيلة الشاة تُنْتَجُ الأَبْطُن فإِذا وَلَدَتْ آخَرَ بعد الأَبْطُن التي وَقَّتوا لها قيل وَصَلتْ أَخاها وزاد بعضهم تُنْتَجُ الأَبْطُن الخمسة عَناقَيْن عَناقَيْن في بَطْن فيقال هذه وُصْلةٌ تَصِلُ كلَّ ذي بطن بأَخٍ له معه وزاد بعضهم فقال قد يَصِلونها في ثلاثة أَبْطُن ويُوصِلونها في خمسة وفي سبعة والوَصِيلةُ الأَرض الواسعة البعيدة كأَنها وُصِلَتْ بأُخْرى ويقال قطعنا وَصِيلة بعيدة وروي عن ابن مسعود أَنه قال إِذا كنت في الوَصِيلة فأَعْطِ راحِلتَكَ حَظَّها قال لم يُرِد بالوَصِيلة ههنا الأَرض البعيدة ولكنه أَراد أَرضاً مُكْلِئة تَتَّصل بأُخرى ذاتِ كَلأٍ قال وفي الأُولى يقول لبيد ولقد قَطَعْت وَصِيلةً مَجْرُودةً يَبْكي الصَّدَى فيها لِشَجْوِ البُومِ والوَصِيلة العِمَارة والخِصْب سمِّيت بذلك
( * قوله « سميت بذلك إلخ » عبارة المحكم سميت بذلك لاتصالها واتصال الناس فيها والوصائل ثياب يمانية مخططة بيض وحمر على التشبيه بذلك واحدتها وصيلة ) واحدتها وَصِيلة وحَرْفُ الوَصْل هو الذي بعد الرَّوِيِّ وهو على ضربين أَحدهما ما كان بعده خروج كقوله عفَتِ الدِّيارُ مَحَلُّها فَمُقامُها والثاني أَن لا يكون بعده خروجٌ كقوله أَلا طالَ هذا الليلُ وازْوَرَّ جانِبُهْ وأَرَّقَني أَن لا حَليلٌ أُلاعِبُهْ قال الأَخفش يلزم بعد الرَّوِيِّ الوَصْل ولا يكون إِلا ياءً أَو واواً أَو أَلِفاً كل واحدة منهنّ ساكنة في الشعر المُطْلَق قال ويكون الوَصْل أَيضاً هاءً الإِضْمار وذلك هاءُ التأْنيث التي في حَمْزة ونحوها وهاءُ للمُذكَّر والمؤَنث متحرِّكة كانت أَو ساكنة نحو غُلامِه وغُلامِها والهاء التي تُبَيَّن بها الحركة نحو عَلَيَّهْ وعَمَّهْ واقْضِهِ وادْعُهُ يريد عَلَيَّ وعَمَّ واقضِ وادعُ فأُدخلت الهاء لتُبَيَّن بها حركة الحروف قال ابن جني فقول الأَخفش يلزم بعد الرَّوِيِّ الوَصْل لا يريد به أَنه لا بُدَّ مع كل رَويّ أَن يَتْبَعه الوَصْل أَلا ترى أَن قول العجاج قد جَبَر الدِّينَ الإِلَهُ فجَبَرْ لا وَصْل معه وأَن قول الآخر يا صاحِبَيَّ فَدَتْ نفْسي نُفوسَكما وحيْثُما كُنْتُما لاقَيْتُما رَشَدَا إِنما فيه وَصْل لا غير ولكن الأَخفش إِنما يريد أَنه مما يجوز أَن يأْتي بعد الرَّوِيٍّ فإِذا أَتَى لَزِم فلم يكن منه بُدٌّ فأَجْمَل القَوْلَ وهو يعتقد تفصِيله وجمعه ابن جني على وُصُول وقياسُه أَن لا يُجْمَع والصِّلةُ كالوَصْل الذي هو الحرف الذي بعد الرَّوِيّ وقد وَصَل به وليلة الوَصْل آخر ليلة من الشهر لاتِّصالها بالشهر الآخَرَ والمَوْصِل أَرض بين العِراق والجزيرة وفي التهذيب ومَوْصِل كُورة معروفة وقول الشاعر وبَصْرَة الأَزْدِ مِنَّا والعِراقُ لنا والمَوْصِلانِ ومِنَّا المِصْرُ والحَرَمُ يريد المَوْصِل والجزيرة والمَوْصولُ دابَّة على شكل الدَّبْرِ أَسْوَد وأَحْمَر تَلْسَع الناسَ والمَوْصول من الدوابّ الذي لم يَنْزُ على أُمِّه غيرُ أَبيه عن ابن الأَعرابي وأَنشد هذا فَصِيلٌ ليس بالمَوْصولِ لكِنْ لِفَحْلٍ طرقة فَحِيلِ ووَاصِل اسم رجل والجمع أَواصِل بقلْب الواو همزة كراهة اجتماع الواوين ومَوْصول اسم رجل أَنشد ابن الأَعرابي أَغَرَّكَ يا مَوْصولُ منها ثُمالةٌ وبَقْلٌ بأَكْنافِ الغَرِيفِ تُؤانُ ؟ أَراد تُؤام فأَبدل واليَأْصُول الأَصْلُ قال أَبو وجزة يَهُزُّ رَوْقَيْ رِماليٍّ كأَنَّهما عُودَا مَدَاوِسَ يَأْصولٌ ويأْصولُ يريد أَصْلٌ وأَصْلٌ==

 

============

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجلد{1 و2.} كتاب: أساس البلاغة أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد، الزمخشري جار الله (المتوفى: 538هـ)

  1 مجلد{1}   كتاب: أساس البلاغة أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد، الزمخشري جار الله (المتوفى: 538هـ) مقدمة المؤلف بسم الله الرحمن...