الجمعة، 15 أبريل 2022

مجلد{31 و32 -}لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري

 

31

مجلد{31}لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري
 

( علجم ) العَلْجَمُ الغدير الكثير الماء والعُلْجومُ الماء الغَمْر الكثير قال ابن مقبل وأَظهَرَ في غُلاَّنِ رَقْدٍ وسَيْلُهُ عَلاجِيمُ لا ضَحْلٌ ولا مُتَضَحْضِح والعُلْجُومُ الضِّفدَع عامَّة وقيل هو الذَّكَرُ منها وأَنشد ابن بري لذي الرمة فما انجَلى الصُّبْحُ حتى بَيَّنَتْ غَلَلاً بَيْنَ الأَشاءِ جَرَتْ فيه العَلاجِيمُ وقيل العُلْجُوم البَطُّ الذَّكَر وعمَّ به بعضهم ذكَرَ البطّ وأُنثاه أَنشد الأزهري حتى إذا بَلَغَ الحَوْماتُ أَكْرُعَها وخالَطَتْ مُسْتَنِيماتِ العَلاجِيمِ والعُلْجُم والعُلْجوم جميعاً الشديد السواد والعُلْجُوم الظُّلْمة المتراكمة وخصصها الجوهري فقال ظلمة الليل أنشد ابن بري لذي الرمة أو مُزْنَة فارِق يَجْلُو غَوَارِبَها تَبَوُّجُ البَرْقِ والظَّلْماءُ عُلْجومُ والعُلْجُوم التَّامُّ المُسِنُّ من الوحش ومنه قيل للناقة المسنة عُلْجُوم والعُلْجُومُ موج البحر والعُلْجُومُ الأَجَمَةُ والعُلْجُومُ البستان الكثير النخل وهو الظُّلْمة الشديدة والعُلْجُومُ الظَّبْيُ الآدَمُ والعُلْجُومُ من الإبل الشديدةُ وقال الأزهري العُرْجُوم والعُلْجُومُ الناقة الشديدة وقال الكلابي العَلاجِيمُ شِدادُ الإبل وخِيارُها والعُلْجومُ الأَتانُ الكثيرة اللحم والعَلاجِيمُ من الظِّباء الوادِقَةُ المُرِيدة للسِّفاد واحدها عُلْجومٌ والعَلاجِيمُ الطِّوال قال أَبو ذؤيب إذا ما العَلاجِيمُ الخَلاجِيمُ نَكَّلوا وطالَ عَليهِمْ ضَرْسُها وسُعارُها وأَراد الخَلاجِمَ فأَشبع الكسرة فنشأَت بعدها ياء أَبو عمرو العَلاجِيمُ طِوالُ الإبل والحُمُرِ قال الراعي فَعُجْنَ عَلَيْنا مِن عَلاجيِمَ جلَّةٍ لِحَاجَتِنا مِنْها رَتُوكٌ وفاسِجُ يعني إبِلاً ضِخاماً والعُلْجُومُ الجماعة من الناس ورَمْلٌ مُعْلَنْجِمٌ متراكبٌ قال أَبو نُخَيلة كأَنَّ رَمْلاً غيرَ ذِي تَهَيُّمِ مِنْ عالِجٍ ورَمْلِها المُعْلَنْجِمِ بِمُلْتَقَى عَثاعِثٍ ومَأْكِمِ

( علذم ) العَلْذَمِيُّ من الرجال الحريصُ الذي يأْكل ما قَدَر عليه

( علقم ) العَلْقَمُ شجر الحَنْظَل والقطعة منه عَلْقَمَةٌ وكُلُّ مُرٍّ عَلْقَمٌ وقيل هو الحنظل بعينه أَعني ثمرته الواحدة منها عَلْقَمَةٌ وقال الأزهري هو شَحْمُ الحنظل ولذلك يقال لكل شيء فيه مرارة شديدة كأَنه العَلْقَم ابن الأَعرابي العَلْقَمَة النَّبِقة المُرَّةُ وهي الحَزْرة والعَلْقَمة المَرارة وعَلْقَمَ طعامَه أَمَرَّه كأَنه جعل فيه العَلْقَم وطعام فيه عَلْقَمَةٌ أي مرارة والْعَلْقَمُ أشدُّ الماء مرارة وقال ابن دريد العَلْقَمةُ اختلاط الماء وخُثُورَتُه الجوهري العَلْقَمُ شجر مر وعَلْقَمَةُ ابن عَبَدَة الشاعر وهو الفَحْلُ وعَلْقَمَةُ الخَصِيُّ وهما جميعاً من رَبيعةِ الجُوعِ وأَما عَلْقَمةُ بن عُلاثَة فهو من بني جعفر

( علكم ) العُلْكُمُ والعُلْكُوم والعُلاكِمُ والمُعَلْكَمُ الشديدُ الصُّلْبُ من الإبل وغيرها والأنثى عُلْكُومٌ قال لبيد بَكَرَتْ بها جُرَشِيَّةٌ مَقْطُورَةٌ تُرْوِي المَحاجِرَ بازِلٌ عُلْكُومُ قال ابن بري المَحاجرِ الحَدِيقة وأنشد ابن بري لمالك العُلَيْمي حَتَّى تَرى الْبُوَيْزِلَ الْعُلْكُوما مِنْها تُوَلِّي العِرَكَ الحَيْزُوما وقال العِرَك يريد العِرَاك ويقال ناقة عُلاكِمَةٌ قال أَبو الأَسود العجلي عُلاكِمَة مِثْل الفَنيقِ شِمِلَّة وحافِزَة في ذلك المِحْلَبِ الجَبْلِ والجَبْلُ الضَّخْمُ وفي قصيد كعب يصف الناقة غَلْباءُ وَجَنْاءُ عُلْكُومٌ مُذَكَّرَةٌ في دَفِّها سَعَةٌ قُدَّامَها مِيلُ العُلْكُومُ القويَّة الصُّلبة والعَلْكَمُ الرَّجُل الضَّخْم وقيل ناقة عُلْكُومٌ غليظة الخَلْقِ مُوَثَّفةِ وقيل الجسيمة السمينة وعَلْكَمَتُها عِظَمُ سَنامها أبو عبيد العَلاكِمُ العِظام من الإبل والعَلْكَمةُ عِظَمُ السَّنام ورجل مُعَلْكَمٌ كثير اللحم وعَلْكَمٌ اسم رجل عن ابن الأعرابي وأنشد عن ابن قَنان يُمْسِي بَنُو عَلْكَمٍ هَزْلى ونِسْوَتُه وعَلْكَمٌ مِثْل فَحْلِ الضأْن فُرْفُورُ
( * قوله « يمسي إلخ » كذا في الأصل وتقدم في مادة فرر يمشي بالشين المعجمة وعليكم بدل قوله وعلكم والصواب ما هنا )
وعَلْكَمٌ اسم ناقة قال الشاعر أَقُولُ والنَّاقَةُ بي تَقَحَّمُ وَيْحَكِ ما اسْمُ أُمِّها يا عَلْكَمُ الجوهري العُلْكُومُ الشديد من الإبل مثل العُلْجُوم الذكرُ والأُنثى فيه سواء

( علهم ) الأزهري الْعِلْهَمُّ الضَّخْم العظيم من الإبل وغيرها وأنشد لَقَدْ غَدَوْتُ طَارِداً وقانِصاً أَقُودُ عِلْهَمّاً أَشَقَّ شاخِصا أُمْرِجَ في مَرْجٍ وفي فَصافِصا ونَهَرٍ تَرى لَهُ بَصابِصا حَتَّى نَشا مُصامِصاً دُلامِصا قال ويجوز عِلَّهْمٌ بتشديد اللام

( عمم ) العَمُّ أَخو الأَب والجمع أَعْمام وعُمُوم وعُمُومة مثل بُعُولة قال سيبويه أَدخلوا فيه الهاء لتحقيق التأْنيث ونظيره الفُحُولة والبُعُولة وحكى ابن الأعرابي في أَدنى العدد أعمٌّ وأَعْمُمُونَ بإظهار التضعيف جمع الجمع وكان الحكم أَعُمُّونَ لكن هكذا حكاه وأَنشد تَرَوَّح بالعَشِيِّ بِكُلِّ خِرْقٍ كَرِيم الأَعْمُمِينَ وكُلِّ خالِ وقول أَبي ذؤيب وقُلْتُ تَجَنَّبَنْ سُخْطَ ابنِ عَمٍّ ومَطْلَبَ شُلَّةٍ وهي الطَّرُوحُ أراد ابن عمك يريد ابن عمه خالد بن زهير ونَكَّره لأَن خَبَرهما قد عُرِف ورواه الأَخفش ابن عمرو وقال يعني ابن عويمر الذي يقول فيه خالد ألم تَتَنَقَّذْها مِنِ ابنِ عُوَيْمِرٍ وأنْتَ صَفِيُّ نَفْسِهِ وسَجِيرُها والأُنثى عَمَّةٌ والمصدر العُمُومة وما كُنْتَ عَمّاً ولقد عَمَمْتَ عُمُومةً ورجل مُعِمٌّ ومُعَمٌّ كريم الأَعْمام واسْتَعَمَّ الرجلَ عَمّاً اتَّخذه عَمّاً وتَعَمَّمَه دَعاه عَمّاً ومثله تَخَوَّلَ خالاً والعرب تقول رَجُلٌ مُعَمٌّ مُخْوَلٌ
( * قوله « رجل معم مخول » كذا ضبط في الأصول بفتح العين والواو منهما وفي القاموس انهما كمحسن ومكرم أي بكسر السين وفتح الراء ) إذا كان كريم الأعْمام والأخْوال كثيرَهم قال امرؤ القيس بِجِيدٍ مُعَمٍّ في العَشِيرةِ مُخْوَلِ قال الليث ويقال فيه مِعَمٌّ مِخْوَلٌ قال الأَزهري ولم أسمعه لغير الليث ولكن يقال مِعَمٌّ مِلَمٌّ إذا كان يَعُمُّ الناسَ ببرِّه وفضله ويَلُمُّهم أي يصلح أمرهم ويجمعهم وتَعَمَّمَتْه النساءُ دَعَوْنَه عَمّاً كما تقول تَأَخَّاه وتَأَبَّاه وتَبَنَّاه أنشد ابن الأَعرابي عَلامَ بَنَتْ أُخْتُ اليَرابِيعِ بَيْتَها عَلَيَّ وقالَتْ لي بِلَيْلٍ تَعَمَّمِ ؟ معناه أنها لما رأَت الشيبَ قالت لا تَأْتِنا خِلْماً ولكن ائتنا عَمّاً وهما ابنا عَمٍّ تُفْرِدُ العَمَّ ولا تُثَنِّيه لأنك إنما تريد أن كل واحد منهما مضاف إلى هذه القرابة كما تقول في حد الكنية أبوَا زيد إنما تريد أَن كل واحد منهما مضاف إلى هذه الكنية هذا كلام سيبويه ويقال هما ابْنا عَمٍّ ولا يقال هما ابْنا خالٍ ويقال هما ابْنا خالة ولا يقال ابْنا عَمَّةٍ ويقال هما ابْنا عَمٍّ لَحٍّ وهما ابْنا خالة لَحّاً ولا يقال هما ابْنا عَمَّةٍ لَحّاً ولا ابْنا خالٍ لَحّاً لأَنهما مفترقان قال لأَنهما رجل وامرأَة وأَنشد فإنَّكُما ابْنا خالةٍ فاذْهَبا مَعاً وإنيَ مِنْ نَزْعٍ سِوى ذاك طَيِّب قال ابن بري يقال ابْنا عَمٍّ لأَن كل واحد منهما يقول لصاحبه يا ابنَ عَمِّي وكذلك ابْنا خالةٍ لأَن كل واحد منهما يقول لصاحبه يا ابْنَ خالتي ولا يصح أَن يقال هما ابْنا خالٍ لأَن أَحدهما يقول لصاحبه يا ابْنَ خالي والآخر يقول له يا ابْن عَمَّتي فاختلفا ولا يصح أَن يقال هما ابنا عَمَّةٍ لأَن أحدهما يقول لصاحبه يا ابن عَمَّتي والآخر يقول له يا اينَ خالي وبيني وبين فلان عُمُومة كما يقال أُبُوَّةٌ وخُؤُولةٌ وتقول يا ابْنَ عَمِّي ويا ابنَ عَمِّ ويا ابنَ عَمَّ ثلاث لغات ويا ابنَ عَمِ بالتخفيف وقول أَبي النجم يا ابْنَةَ عَمَّا لا تَلُومي واهْجَعِي لا تُسْمِعِيني مِنْكِ لَوْماً واسْمَعِي أَراد عَمّاهُ بهاء النُّدْبة وهكذا قال الجوهري عَمّاهُ قال ابن بري صوابه عَمَّاهُ بتسكين الهاء وأَما الذي ورد في حديث عائشة رضي الله عنها استأْذَنتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم في دخول أبي القُعَيْس عليها فقال ائْذَني له فإنَّه عَمُّجِ فإنه يريد عَمُّك من الرضاعة فأَبدل كاف الخطاب جيماً وهي لغة قوم من اليمن قال الخطابي إنما جاء هذا من بعض النَّقَلة فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يتكلم إلاَّ باللغة العالية قال ابن الأثير وليس كذلك فإنه قد تكلم بكثير من لغات العرب منها قوله لَيْسَ مِنَ امْبِرّ امْصِيامُ في امْسَفَرِ وغير ذلك والعِمامةُ من لباس الرأْس معروفة وربما كُنِيَ بها عن البَيْضة أَو المِغْفَر والجمع عَمائِمُ وعِمامٌ الأخيرة عن اللحياني قال والعرب تقول لَمّا وَضَعوا عِمامَهم عَرَفْناهم فإما أن يكون جَمْع عِمامَة جمع التكسير وإما أن يكون من باب طَلْحةٍ وطَلْحٍ وقد اعْتَمَّ بها وتَعَمَّمَ بمعنى وقوله أَنشده ثعلب إذا كَشَفَ اليَوْمُ العَماسُ عَنِ اسْتِهِ فلا يَرْتَدِي مِثْلي ولا يَتَعَمَّمُ قيل معناه أَلْبَسُ ثِيابَ الحرب ولا أَتجمل وقيل معناه ليس يَرْتَدي أَحد بالسيف كارتدائي ولا يَعْتَمُّ بالبيضة كاعْتِمامي وعَمَّمْتُه أَلبسته العِمامةَ وهو حَسَنُ العِمَّةِ أي التَّعَمُّمِ قال ذو الرمة واعْتَمَّ بالزَّبَدِ الجَعْدِ الخَراطِيمُ وأَرْخَى عِمامتَه أَمِنَ وتَرَفَّهَ لأن الرجل إنما يُرْخي عِمامَتَه عند الرخاء وأَنشد ثعلب أَلْقى عَصاهُ وأَرْخى من عِمامَته وقال ضَيْفٌ فَقُلْتُ الشَّيْبُ ؟ قال أَجَلْ قال أَراد وقلت الشيب هذا الذي حَلَّ وعُمِّمَ الرجلُ سُوِّدَ لأَن تيجان العرب العَمائم فكلما قيل في العجم تُوِّجَ من التاج قيل في العرب عُمِّمَ قال العجاج وَفيهمُ إذْ عُمِّمَ المُعَمَّمُ والعرب تقول للرجل إذا سُوِّد قد عُمِّمَ وكانوا إذا سَوَّدُوا رجلاً عَمَّمُوه عِمامةً حمراء ومنه قول الشاعر رَأَيْتُكَ هَرَّيْتَ العِمامةَ بَعْدَما رَأَيْتُكَ دَهْراً فاصِعاً لا تَعَصَّب
( * قوله « رأيتك » البيت قبله كما في الأساس أيا قوم هل أخبرتم أو سمعتم بما احتال مذ ضمّ المواريث مصعب )
وكانت الفُرْسُ تُتَوِّجُ ملوكها فيقال له مُتَوَّج وشاةٌ مُعَمَّمةٌ بيضاء الرأْس وفرَسٌ مُعَمَّمٌ أَبيض الهامَةِ دون العنق وقيل هو من الخيل الذي ابيضَّتْ ناصيتُه كلها ثم انحدر البياض إلى مَنْبِت الناصية وما حولها من القَوْنَس ومن شِياتِ الخيل أَدْرَعُ مُعَمَّم وهو الذي يكون بياضه في هامته دون عنقه والمُعَمَّمُ من الخيل وغيرها الذي ابيضَّ أُذناه ومنيت ناصيته وما حولها دون سائر جسده وكذلك شاةٌ مُعَمَّمة في هامَتِها بياض والعامَّةُ عِيدانٌ مشدودة تُرْكَبُ في البحر ويُعْبَرُ عليها وخَفَّفَ ابن الأعرابي الميم من هذا الحرف فقال عامَةٌ مثل هامَة الرأْس وقامةَ العَلَق وهو الصحيح والعَمِيمُ الطويل من الرجال والنبات ومنه حديث الرؤيا فأَتينا على رَوْضَةٍ مُعْتَمَّةٍ أي وافية النبات طويلته وكلُّ ما اجتمع وكَثُرَ عَمِيمٌ والجمع عُمُمٌ قال الجعدي يصف سفينة نوح على نبينا وعليه الصلاة والسلام يَرْفَعُ بالقارِ والحَديدِ مِنَ الْ جَوْزِ طِوالاً جُذُوعُها عُمُما والاسم من كل ذلك العَمَمُ والعَمِيمُ يَبِيسُ البُهْمى ويقال اعْتَمَّ النبتُ اعْتِماماً إذا التفَّ وطال ونبت عَمِيمٌ قال الأعشى مُؤَزَّرٌ بِعَمِيمِ النَّبْتِ مُكْتَهِلُ واعْتَمَّ النبتُ اكْتَهَلَ ويقال للنبات إذا طال قد اعْتَمَّ وشيء عَمِيمٌ أي تام والجمع عُمُمٌ مثل سَرير وسُرُر وجارية عَمِيمَةٌ وعَمَّاءُ طويلة تامةُ القَوامِ والخَلْقِ والذكر أَعَمُّ ونخلة عَمِيمةٌ طويلة والجمع عُمٌّ قال سيبويه أَلزموه التخفيف إذ كانوا يخففون غير المعتل ونظيرهُ بونٌ وكان يجب عُمُم كَسُرُر لأنه لا يشبه الفعل ونخلةٌ عُمٌّ عن اللحياني إما أَن يكون فُعْلاً وهي أَقل وإما أَن يكون فُعُلاً أصلها عُمُمٌ فسكنت الميم وأُدغمت ونظيرها على هذا ناقة عُلُطٌ وقوس فُرُجٌ وهو باب إلى السَّعَة ويقال نخلة عَمِيمٌ ونخل عُمٌّ إذا كانت طِوالاً قال عُمٌّ كَوارِعُ في خَلِيج مُحَلِّم وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه اختَصم إليه رجلان في نخل غَرَسَه أحدهما في غير حقه من الأَرض قال الراوي فلقد رأَيت النخل يُضرب في أُصولها بالفُؤُوس وإنَّها لَنَخْلٌ عُمٌّ قال أَبو عبيد العُمُّ التامة في طولها والتفافها وأَنشد للبيد يصف نخلاً سُحُقٌ يُمَتِّعُها الصَّفا وسَرِيُّهُ عُمٌّ نَواعِمُ بَيْنهنّ كُرُومُ وفي الحديث أَكْرِموا عَمَّتكَم النخلة سماها عَمَّة للمشاكلة في أنها إذا قطع رأْسها يَبِستْ كما إذا قطع رأْس الإنسان مات وقيل لأَن النخل خلق من فَضْلةِ طينة آدم عليه السلام ابن الأَعرابي عُمَّ إذا طُوِّلَ وعَمَّ إذا طال ونبْتٌ يَعْمومٌ طويل قال ولقَدْ رَعَيْتُ رِياضَهُنَّ يُوَيْفِعاً وعُصَيْرُ طَرَّ شُوَيرِبي يَعْمومُ والعَمَمُ عِظَم الخَلْق في الناس وغيرهم والعَمَم الجسم التامُّ يقال إن جِسمه لعَمَمٌ وإنه لعَممُ الجسم وجِسم عَمَم تامٌّ وأَمر عَمَم تامٌّ عامٌّ وهو من ذلك قال عمرو ذو الكلب الهذلي يا ليتَ شِعْري عَنْك والأمرُ عَمَمْ ما فَعَل اليومَ أُوَيْسٌ في الغَنَمْ ؟ ومَنْكِب عَمَمٌ طويل قال عمرو بن شاس فإنَّ عِراراً إنْ يَكُنْ غَيرَ واضِحٍ فإني أُحِبُّ الجَوْنَ ذا المَنْكِب العَمَمْ ويقال اسْتَوى فلان على عَمَمِه وعُمُمِه يريدون به تمام جسمه وشبابه وماله ومنه حديث عروة بن الزبير حين ذكر أُحَيحة بن الجُلاح وقول أَخواله فيه كُنَّا أَهلَ ثُمِّه ورُمِّه حتى إذا استوى على عُمُمِّه شدّد للازدواج أَراد على طوله واعتدال شبابه يقال للنبت إذا طال قد اعتَمَّ ويجوز عُمُمِه بالتخفيف وعَمَمِه بالفتح والتخفيف فأَما بالضم فهو صفة بمعنى العَمِيم أو جمع عَمِيم كسَرير وسُرُر والمعنى حتى إذا استوى على قَدّه التامّ أَو على عظامه وأَعضائه التامة وأما التشديدة فيه عند من شدّده فإنها التي تزاد في الوقف نحو قولهم هذا عمرّْ وفرجّْ فأُجري الوصل مجرى الوقف قال ابن الأَثير وفيه نظر وأما من رواه بالفتح والتخفيف فهو مصدر وصف به ومنه قولهم مَنْكِب عَمَمٌ ومنه حديث لقمان يَهَبُ البقرة العَمِيمة أي التامة الخَلق وعَمَّهُم الأَمرُ يَعُمُّهم عُموماً شَمِلهم يقال عَمَّهُمْ بالعطيَّة والعامّةُ خلاف الخاصَّة قال ثعلب سميت بذلك لأَنها تَعُمُّ بالشر والعَمَمُ العامَّةُ اسم للجمع قال رؤبة أنتَ رَبِيعُ الأَقرَبِينَ والعَمَمْ ويقال رجلٌ عُمِّيٌّ ورجل قُصْرِيٌّ فالعُمِّيٌّ العامُّ والقُصْرِيٌّ الخاصُّ وفي الحديث كان إذا أَوى إلى منزله جَزَّأَ دخوله ثلاثة أَجزاء جزءاً لله وجزءاً لأَهله وجزءاً لنفسه ثم جزءاً جزَّأَه بينه وبين الناس فيردّ ذلك على العامة بالخاصّة أَراد أَن العامة كانت لا تصل إليه في هذا الوقت فكانت الخاصَّة تخبر العامَّة بما سمعت منه فكأَنه أوصل الفوائد إلى العامّة بالخاصّة وقيل إن الباء بمعنى مِنْ أَي يجعل وقت العامّة بعد وقت الخاصّة وبدلاً منهم كقول الأَعشى على أَنها إذْ رَأَتْني أُقا دُ قالتْ بما قد أَراهُ بَصِيرا أَي هذا العَشا مكان ذاك الإبصار وبدل منه وفي حديث عطاء إذا توَضَّأْت ولم تَعْمُمْ فتَيَمَّمْ أَي إذا لم يكن في الماء وضوء تامٌّ فتَيمَّمْ وأَصله من العُموم ورجل مِعَمٌّ يَعُمُّ القوم بخيره وقال كراع رجل مُعِمٌّ يَعُمُّ الناس بمعروفه أَي يجمعهم وكذلك مُلِمٌّ يَلُمُّهم أَي يجمعهم ولا يكاد يوجد فَعَلَ فهو مُفْعِل غيرهما ويقال قد عَمَّمْناك أَمْرَنا أَي أَلزمناك قال والمُعَمَّم السيد الذي يُقلِّده القومُ أُمُورَهم ويلجأُ إليه العَوامُّ قال أَبو ذؤيب ومِنْ خَيرِ ما جَمَعَ النَّاشِئُ الْ مُعَمِّمُ خِيرٌ وزَنْدٌ وَرِي والعَمَمُ من الرجال الكافي الذي يَعُمُّهم بالخير قال الكميت بَحْرٌ جَريرُ بنُ شِقٍّ من أُرومَتهِ وخالدٌ من بَنِيهِ المِدْرَهُ العَمَمُ ابن الأَعرابي خَلْقٌ عَمَمٌ أَي تامٌّ والعَمَمُ في الطول والتمام قال أَبو النجم وقَصَب رُؤْد الشَّبابِ عَمَمه الأَصمعي في سِنِّ البقر إذا استَجْمَعَتْ أَسنانُه قيل قد اعتَمََّ عَمَمٌ فإذا أَسَنَّ فهو فارِضٌ قال وهو أَرْخٌ والجمع آراخ ثم جَذَعٌ ثم ثَنِيٌّ ثم رَباعٌ ثم سدَسٌ ثم التَّمَمُ والتَّمَمةُ وإذا أَحالَ وفُصِلَ فهو دَبَبٌ والأُنثى دَبَبةٌ ثم شَبَبٌ والأُنثى شَبَبةٌ وعَمْعَمَ الرجلُ إذا كَثُرَ جيشُه بعد قِلَّة ومن أَمثالهم عَمَّ ثُوَباءُ النَّاعِس يضرب مثلاً للحَدَث يَحْدُث ببلدة ثم يتعداها إلى سائر البلدان وفي الحديث سألت ربي أَن لا يُهْلِكَ أُمتي بسَنةٍ بِعامَّةٍ أَي بقحط عامٍّ يَعُمُّ جميعَهم والباء في بِعامَّةٍ زائدة في قوله تعالى ومن يُرِدْ فيه بإلحادٍ بظُلْمٍ ويجوز أَن لا تكون زائدة وقد أَبدل عامَّة من سنَةٍ بإعادة الجارِّ ومنه قوله تعالى قال الذين استكبروا للذين استضعفوا لمن آمن منهم وفي الحديث بادِرُوا بالأَعمال سِتّاً كذا وكذا وخُوَيْصَّة أَحدِكم وأَمرَ العامَّةِ أَراد بالعامّة القيامة لأَنها تَعُمُّ الناسَ بالموت أَي بادروا بالأَعمال مَوْتَ أَحدكم والقيامةَ والعَمُّ الجماعة وقيل الجماعة من الحَيّ قال مُرَقِّش لا يُبْعِدِ اللهُ التَّلَبُّبَ وال غاراتِ إذْ قال الخَميسُ نَعَمْ والعَدْوَ بَينَ المجْلِسَيْنِ إذا آدَ العَشِيُّ وتَنادَى العَمْ تَنادَوْا تَجالَسوا في النادي وهو المجلس أَنشد ابن الأَعرابي يُرِيغُ إليه العَمُّ حاجةَ واحِدٍ فَأُبْنا بحاجاتٍ ولَيْسَ بِذي مالِ قال العَمُ هنا الخَلق الكثير أَراد الحجرَ الأَسود في ركن البيت يقول الخلق إنما حاجتهم أَن يَحُجُّوا ثم إنهم آبوا مع ذلك بحاجات وذلك معنى قوله فأُبْنا بحاجات أَي بالحج هذا قول ابن الأعرابي والجمع العَماعِم قال الفارسي ليس بجمع له ولكنه من باب سِبَطْرٍ ولأآلٍ والأَعَمُّ الجماعة أَيضاً حكاه الفارسي عن أَبي زيد قال وليس في الكلام أَفْعَلُ يدل على الجمع غير هذا إلا أَن يكون اسم جنس كالأَرْوَى والأَمَرِّ الذي هو الأَمعاء وأَنشد ثُمَّ رَماني لا أَكُونَنْ ذَبِيحةً وَقَدْ كَثُرَتْ بَيْنَ الأَعَمّ المَضائِضُ قال أَبو الفتح لم يأْت في الجمع المُكَسَّر شيء على أَفْعلَ معتلاًّ ولا صحيحاً إلا الأَعَمّ فيما أَنشده أَبو زيد من قول الشاعر ثم رآني لا أكونن ذبيحة البيت بخط الأَرزني رآني قال ابن جني ورواه الفراء بَيْنَ الأَعُمِّ جمع عَمٍّ بمنزلة صَكٍّ وأصُكٍّ وضَبٍّ وأَضُبٍّ والعَمُّ العُشُبُ كُلُّهُ عن ثعلب وأَنشد يَرُوحُ في العَمِّ ويَجْني الأُبْلُما والعُمِّيَّةُ مثال العُبِّيَّةِ الكِبْرُ وهو من عَمِيمهم أي صَمِيمِهم والعَماعِمُ الجَماعات المتفرقون قال لبيد لِكَيْلا يَكُونَ السَّنْدَرِيُّ نَدِيدَتي وأََجْعَلَ أَقْواماً عُمُوماً عماعِما السَّندَرِيُّ شاعر كان مع عَلْقمة بن عُلاثة وكان لبيد مع عامر بن الطفيل فَدُعِي لبيد إلى مهاجاته فأَبى ومعنى قوله أي أََجعل أَقواماً مجتمعين فرقاً وهذا كما قال أَبو قيس بن الأَسلت ثُمَّ تَجَلَّتْ ولَنا غايةٌ مِنْ بَيْنِ جَمْعٍ غَيْرِ جُمَّاعِ وعَمَّمَ اللَّبنُ أَرْغَى كأَن رَغْوَتَه شُبِّهت بالعِمامة ويقال للبن إذا أَرْغَى حين يُحْلَب مُعَمِّمٌ ومُعْتَمٌّ وجاء بقَدَحٍ مُعَمِّمٍ ومُعْتَمٌّ اسم رجل قال عروة أَيَهْلِكُ مُعْتَمٌّ وزَيْدٌ ولَمْ أُقِمْ عَلى نَدَبٍ يَوْماً ولي نَفْسُ مُخْطِرِ ؟ قال ابن بري مُعْتَمٌّ وزيد قبيلتان والمُخْطِرُ المُعَرِّضُ نفسه للهلاك يقول أَتهلك هاتان القبيلتان ولم أُخاطر بنفسي للحرب وأَنا أَصلح لذلك ؟ وقوله تعالى عَمَّ يتساءلون أَصله عَنْ ما يتساءلون فأُدغمت النون في الميم لقرب مخرجيهما وشددت وحذفت الأَلف فرقاً بين الاستفهام والخبر في هذا الباب والخبرُ كقولك عما أَمرتك به المعنى عن الذي أمرتك به وفي حديث جابر فَعَمَّ ذلك أَي لِمَ فَعَلْتَه وعن أَيِّ شيء كان وأَصله عَنْ ما فسقطت أَلف ما وأُدغمت النون في الميم كقوله تعالى عَمَّ يتساءلون وأَما قول ذي الرمة بَرَاهُنَّ عمَّا هُنَّ إِمَّا بَوَادِئٌ لِحاجٍ وإمَّا راجِعاتٌ عَوَائِدُ قال الفراء ما صِلَةٌ والعين مبدلة من أَلف أَنْ المعنى بَرَاهُنَّ أَنْ هُنَّ إمَّا بوادئ وهي لغة تميم يقولون عَنْ هُنَّ وأَما قول الآخر يخاطب امرأة اسمها عَمَّى فَقِعْدَكِ عَمَّى اللهَ هَلاَّ نَعَيْتِهِ إلى أَهْلِ حَيٍّ بالقَنافِذِ أَوْرَدُوا ؟ عَمَّى اسم امرأة وأَراد يا عَمَّى وقِعْدَكِ واللهَ يمينان وقال المسيَّب بن عَلَس يصف ناقة وَلَها إذا لَحِقَتْ ثَمائِلُها جَوْزٌ أعَمُّ ومِشْفَرٌ خَفِقُ مِشْفَرٌ خفِقٌ أَهْدَلُ يضطرب والجَوْزُ الأَعَمُّ الغليظ التام والجَوْزُ الوَسَطُ والعَمُّ موضع عن ابن الأَعرابي وأَنشد أَقْسَمْتُ أُشْكِيك مِنْ أَيْنٍ وَمِنْ وَصَبٍ حَتَّى تَرَى مَعْشَراً بالعَمِّ أَزْوَالا
( * قوله « بالعم » كذا في الأصل تبعاً للمحكم وأورده ياقوت قرية في عين حلب وأنطاكية وضبطها بكسر العين وكذا في التكملة )
وكذلك عَمَّان قال مُلَيْح وَمِنْ دُونِ ذِكْرَاها الَّتي خَطَرَتْ لَنا بِشَرْقِيِّ عَمَّانَ الثَّرى فالمُعَرَّفُ وكذلك عُمَان بالتخفيف والعَمُّ مُرَّة بن مالك ابن حَنْظَلة وهم العَمِّيُّون وعَمٌّ اسم بلد يقال رجل عَمِّيٌّ قال رَبْعان إذا كُنْتَ عَمِّيّاً فَكُنْ فَقْعَ قَرْقَرٍ وإلاَّ فَكُنْ إنْ شِئْتَ أَيْرَ حِمارِ والنسبة إلى عَمٍّ عَمَوِيٌّ كأَنه منسوب إلى عَمىً قاله الأخفش

( عنم ) العَنَمُ شجر لَيِّنُ الأَغصانُ لَطِيفُها يُشَبَّهُ به البَنان كأَنه بَنان العَذارى واحدتها عَنَمةٌ وهو مما يستاك به وقيل العَنَمُ أَغصان تنبت في سُوق العِضاه رطبة لا تشبه سائر أَغصانها حُمْرُ اللون وقيل هو ضرب من الشجر له نَوْرٌ أَحمر تشبَّه به الأصابع المخضوبة قال النابغة بِمُخَضَّبٍ رَخْصٍ كأَنَّ بَنانَهُ عَنَمٌ على أَغصانه لم يَعْقِدِ قال الجوهري هذا يدل على أَنه نَبْتٌ لا دُودٌ وبَنَان مُعَنَّمٌ أَي مخضوب قال ابن بري وقيل العَنَم ثمر العَوْسَج يكون أََحمر ثم يسودّ إذا نَضِجَ وعَقَد ولهذا قال النابغة لم يَعْقِدْ يريد لم يُدْرِك بعد وقال أَبو عمرو العَنَم الزُّعْرُور وقد ورد في حديث خزيمة وأَخلَفَ الخُزَامَى وأَيْنَعَتِ العَنَمَةُ وقيل هو أَطراف الخَرُّوب الشامي قال فَلَمْ أَسْمَعْ بِمُرْضِعَةٍ أَمالَتْ لَهاةَ الطِّفْلِ بالعَنَمِ المَسُوكِ قال ابن الأَعرابي العَنَم شجرة حجازية لها ثمرة حمْراء يُشَبَّه بها البَنان المخضوب والعَنَم أَيضاً شَوْك الطَّلْح وقال أَبو حنيفة العَتَمُ شجرة صغيرة تنبت في جوف السَّمُرة لها ثمر أَحمر وعن الأَعْراب القُدُم العَنَمُ شجرة صغيرة خضراء لها زَهْر شديد الحمرة وقال مرَّة العَنَمُ الخيوط التي يتعلق بها الكَرْم في تَعارِيشه والواحدة من كل ذلك عَنَمةٌ وبَنانٌ مُعْنَمٌ مشبَّه بالعَنَم قال رؤبة وَهْيَ تُرِيكَ مِعْضَداً ومِعْصَما عَبْلاً وأَطرافَ بَنانٍ مُعْنَما وَضَعَ الجمعَ موضع الواحد أَراد وطَرَف بَنان مُعْنَمَا وبَنَانٌ مُعَنَّم مخضوب حكاه ابن جني وقال رؤبة يُبْدِينَ أَطْرافاً لِطافاً عَنَمُه والعَنَمُ والعَنَمةُ ضرب من الوَزَغ وقيل العَنَم كالعَظَايَةِ إلا أَنها أَشد بياضاً منها وأحسن قال الأَزهري الذي قيل في تفسير العَنَم إنه الوَزَغُ وشوك الطَّلْح غير صحيح ونَسَبَ ذلك إلى الليث وأَنه هو الذي فسر ذلك على هذه الصورة وقال ابن الأَعرابي في موضِع العَنَمُ يشبه العُنَّاب الواحدة عَنَمَة قال والعَنَم الشَّجَر الحُمْر وقال أَبو عمرو أَعْنَم إذا رعى العَنَم وهو شجر يحمل ثمراً أَحمر مثل العُنَّاب والعَنْمَةُ الشَّقَّة في شفة الإنسان والعَنْمِيُّ الحَسَنُ الوجه المُشْرَبُ حُمْرَةً وقال ابن دريد في كتاب النوادر العَنَمُ واحدتها عَنَمَة وهي أَغصان تنبت في سُوق العِضاه رطبة لا تشبه سائر أَغصانه أَحمر اللون يتفرق أَعالي نوره بأَربَعِ فرق كأَنه فَنَنٌ من أَراكة يخرجن في الشتاء والقيظ وعَيْنَمٌ موضع والعَيْنُوم الضِّفْدَعُ الذكر

( عندم ) العَنْدَمُ دَمُ الأَخَوَيْنِ وقيل هو الأَيْدَعُ وقال محارب العَنْدَم صِبْغ الداربرنيان
( * قوله « الداربرنيان » هو هكذا في التهذيب )
وقال أَبو عمرو العَنْدَمُ شجر أَحمر وقال بعضهم العَنْدَمُ دمُ الغَزال بِلِحاء الأَرْطى يطبخان جميعاً حتى ينعقدا فتختضب به الجواري وقال الأَصمعي في قول الأَعشى سُخامِيَّة حمراء تُحْسَبُ عَنْدَما قال هو صِبْغٌ زعم أَهل البحرين أَن جواريهم يختضبن به الجوهري العَنْدَمُ البَقَّمُ وقيل دم الأَخوين قال الشاعر أَما وَدِماءٍ مائراتٍ تَخالُها على قُنَّةِ العُزَّى وبالنَّسْرِ عَنْدَما

( عهم ) العَهَمانُ التحيُّر والتردّد عن كراع والعَيْهَمُ السُّرْعة قوله « والعيهم السرعة » كذا في الأصل والمحكم وناقة عَيْهَمٌ سريعة قال الأَعشى وكَوْرٍ عِلافيٍّ وقِطْعٍ ونُمْرُقٍ ووَجْناءَ مِرْقالِ الهَواجِرِ عَيْهَمِ وناقةٌ عَيْهامَةٌ ماضية وجَمَلٌ عَيْهَمٌ وعَيْهامٌ وعُياهِم ماض سريع وهو مثال لم يذكره سيبويه قال ابن جني أَما عُياهِم فحاكيه صاحب العين وهو مجهول قال وذاكرت أَبا علي رحمه الله يوماً بهذا الكتاب فأَساء ثناءه فقلت له إن تصنيفه أَصح وأَمثل من تصنيف الجمهرة فقال أَرأَيت الساعة لو صَنَّف إنسان لغة بالتركية تصنيفاً جيداً أَكانت تُعدُّ عربية ؟ وقال كراع ولا نظير لعُياهِم والأُنثى عَيْهَمٌَ وعَيْهَمَة وعَيْهَمة وعَيْهومٌ وعَيْهامةٌ وقد عَيْهَمَتْ وعَيْهَمَتُها سُرعَتُها وجمعها عَياهِيمُ قال ذو الرمة هَيْهاتَ خَرْقاءُ إلاَّ أَن يُقَرِّبَها ذو العَرْشِ والشَّعْشعاناتُ العَياهِيمُ وقيل العَيْهامةُ والعَيْهَمةُ الطويلةُ العنق الضَّخْمةُ الرأْس والعَياهِم نجائب الإبل والعَياهِمُ الشِّدادُ من الإبل الوحد عَيْهَمٌ وعَيْهُومٌ والعَيْهَمُ الشديد وجَمَلٌ عَيْهامٌ كذلك والعَيْهَمُ مِنَ النوق الشديدة والعَيْهَمِيُّ الضخم الطويل ويقال للفيل الذكر عَيْهَمٌ وعَيْهَمانُ اسم وعَيْهَمٌ اسم موضع وقيل عَيْهَمٌ اسم موضع بالغَوْرِ من تهامة قالت امرأَة من العرب ضربها أَهلها في هَوىً لها أَلا لَيْتَ يَحيى يَوْمَ عَيْهَمَ زارَنا وإنْ نَهِلَتْ مِنَّا السِّياطُ وعَلَّتِ وقال البُغَيْتُ الجُهَنِيُّ والبغيت بباء موحدة مضمومة وغين معجمة وتاء مثناة وَنَحْنُ وقَعْنا في مُزَيْنَةَ وَقْعَةً غَداةَ التَقَيْنا بَيْنَ غَيْقٍ فَعَيْهَما وقال العجاج وللشآمِينَ طَريقُ المُشْئِمِ وللْعِرافيِّ ثَنايا عَيْهَمِ كأنَّ عَيْهَماً اسم جبل بعينه والعَيْهَمانُ الرجل الذي لا يُدْلِجُ ينام على ظَهْرِ الطريق وقال وقد أُثيرُ العَيْهَمانَ الراقِدا والعَيْهُومُ الأَديمُ الأَملس وأَنشد لأَبي دُواد فَتَعَفَّتْ بَعْدَ الرَّبابِ زَماناً فَهْيَ قَفْرٌ كأَنها عَيْهُومُ وقيل شَبَّه الدار في دُرُوسها بالعَيْهَم من الإبل وهو الذي أَنضاه السير حتى بَلاَّه كما قال حميد بن ثور عَفَتْ مِثْلَ ما يَعْفُو الطَّلِيحُ وأَصْبَحَتْ بها كِبْرِياءُ الصَّعْبِ وهي رَكُوب ويقال للعين العَذْبة عَيْن عَيْهَم وللعين المالحة عَيْن زَيْغَم
( * قوله « زيغم » هكذا في الأصل والتهذيب )

( عوم ) العامُ الحَوْلُ يأْتي على شَتْوَة وصَيْفَة والجمع أَعْوامٌ لا يكسَّرُ على غير ذلك وعامٌ أَعْوَمُ على المبالغة قال ابن سيده وأُراه في الجدب كأَنه طال عليهم لجَدْبه وامتناع خِصْبه وكذلك أَعْوامٌعُوَّمٌ وكان قياسه عُومٌ لأَن جمع أَفْعَل فُعْل لا فُعَّل ولكن كذا يلفظون به كأن الواحد عامٌ عائمٌ وقيل أَعوامٌ عُوَّمٌ من باب شِعْر شاعر وشُغْل شاغل وشَيْبٌ شائبٌ وموْتٌ مائتٌ يذهبون في كل ذلك إلى المبالغة فواحدها على هذا عائمٌ قال العجاج من مَرِّ أَعوام السِّنينَ العُوَّم من الجوهري وهو في التقدير جمع عائم إلا أَنه لا يفرد بالذكر لأَنه ليس بإسم وإنما هو توكيد قال ابن بري صواب إنشاد هذا الشعر ومَرّ أََعوام وقبله كأَنَّها بَعْدَ رِياحِ الأَنجُمِ وبعده تُراجِعُ النَّفْسَ بِوَحْيٍ مُعْجَمِ وعامٌ مُعِيمٌ كأعْوَم عن اللحياني وقالوا ناقة بازِلُ عامٍ وبازِلُ عامِها قال أَبو محمد الحَذْلمي قامَ إلى حَمْراءَ مِنْ كِرامِها بازِلِ عامٍ أَو سَديسِ عامِها ابن السكيت يقال لقيته عاماً أَوّلَ ولا تقل عام الأَوّل وعاوَمَهُ مُعاوَمَةً وعِواماً استأْجره للعامِ عن اللحياني وعامله مُعاوَمَةً أَي للعام وقال اللحياني المُعَاوَمَةُ أن تبيع زرع عامِك بما يخرج من قابل قال اللحياني والمُعاومة أَن يَحِلَّ دَيْنُك على رجل فتزيده في الأَجل ويزيدك في الدَّين قال ويقال هو أَن تبيع زرعك بما يخرج من قابل في أعرض المشتري وحكى الأَزهري عن أَبي عبيد قال أَجَرْتُ فلاناً مُعاوَمَةً ومُسانَهَةً وعاملته مُعاوَمَةً كما تقول مشاهرةً ومُساناةً أَيضاً والمُعاوَمَةُ المنهيُّ عنها أَن تبيع زرع عامك أَو ثمر نخلك أَو شجرك لعامين أَو ثلاثة وفي الحديث نهى عن بيع النخل مُعاومةً وهو أَن تبيع ثمر النخل أَو الكرم أَو الشجر سنتين أَو ثلاثاً فما فوق ذلك ويقال عاوَمَتِ النخلةُ إذا حَمَلتْ سنة ولم تحْمِلْ أُخرى وهي مُفاعَلة من العام السَّنةِ وكذلك سانََهَتْ حَمَلتْ عاماً وعاماً لا ورَسَمٌ عامِيٌّ أَتى عليه عام قال مِنْ أَنْ شجاك طَلَلٌ عامِيُّ ولقِيتُه ذاتَ العُوَيمِ أَي لدُنْ ثلاث سنِين مضت أو أَربع قال الأَزهري قال أَبو زيد يقال جاورت بني فلان ذاتَ العُوَيمِ ومعناه العامَ الثالثَ مما مضى فصاعداً إلى ما بلغ العشر ثعلب عن ابن الأَعرابي أَتيته ذاتَ الزُّمَينِ وذاتَ العُوَيم أَي منذ ثلاثة أَزمان وأَعوام وقال في موضع آخر هو كقولك لَقِيتُه مُذْ سُنَيَّاتٍ وإنما أُنِّث فقيل ذات العُوَيم وذات الزُّمَين لأنهم ذهبوا به إلى المرّة والأَتْيَةِ الواحدة قال الجوهري وقولهم لقِيتُه ذات العُوَيم وذلك إذا لقيته بين الأَعوام كما يقال لقيته ذات الزُّمَين وذات مَرَّةٍ وعَوَّمَ الكَرْمُ تَعويماً كثر حَمْله عاماً وقَلَّ آخر وعاوَمتِ النخلةُ حَمَلتْ عاماً ولم تحْمِل آخر وحكى الأَزهري عن النضر عِنَبٌ مُعَوِّم إذا حَمَل عاماً ولم يحمل عاماً وشَحْمٌ مُعَوِّم أَي شحم عامٍ بعد عام قال الأَزهري وشَحْمٌ مُعَوِّم شحمُ عام بعد عام قال أَبو وجزة السعدي تَنادَوْا بِأَغباشِ السَّواد فقُرِّبَتْ عَلافِيفُ قد ظاهَرْنَ نَيّاً مُعَوِّما أَي شَحْماً مُعَوِّماً وقول العُجير السَّلولي رَأَتني تَحادبتُ الغَداةَ ومَنْ يَكُن فَتىً عامَ عامَ الماءِ فَهْوَ كَبِيرُ فسره ثعلب فقال العرب تكرّر الأَوقات فيقولون أَتيتك يومَ يومَ قُمْت ويومَ يومَ تقوم والعَوْمُ السِّباحة يقال العَوْمُ لا يُنْسى وفي الحديث عَلِّموا صِبْيانكم العَوْم هو السِّباحة وعامَ في الماء عَوْماً سَبَح ورجل عَوَّام ماهر بالسِّباحة وسَيرُ الإبل والسفينة عَوْمٌ أَيضاً قال الراجز وهُنَّ بالدَّو يَعُمْنَ عَوْما قال ابن سيده وعامَتِ الإبلُ في سيرها على المثل وفرَس عَوَّامٌ جَواد كما قيل سابح وسَفِينٌ عُوَّمٌ عائمة قال إذا اعْوَجَجْنَ قلتُ صاحِبْ قَوِّمِ بالدَّوِّ أَمثالَ السَّفِينِ العُوَّمِ
( * قوله صاحبْ قوم هكذا في الأَصل ولعلها صاحِ مرخم صاحب )
وعامَتِ النجومْ عَوْماً جرَتْ وأَصل ذلك في الماء والعُومةُ بالضم دُوَيبّة تَسبَح في الماء كأَنها فَصٌّ أَسود مُدَمْلكةٌ والجمع عُوَمٌ قال الراجز يصف ناقة قد تَرِدُ النِّهْيَ تَنَزَّى عُوَمُه فتَسْتَبِيحُ ماءَهُ فتَلْهَمُه حَتى يَعُودَ دَحَضاً تَشَمَّمُه والعَوّام بالتشديد الفرس السابح في جَرْيه قال الليث يسمى الفرس السابح عَوّاماً يعوم في جريه ويَسْبَح وحكى الأَزهري عن أَبي عمرو العامَةُ المِعْبَر الصغير يكون في الأَنهار وجمعه عاماتٌ قال ابن سيده والعامَةُ هَنَةٌ تتخذ من أَغصان الشجر ونحوه يَعْبَر عليها النهر وهي تموج فوق الماء والجمع عامٌ وعُومٌ الجوهري العامَةُ الطَّوْف الذي يُرْكَب في الماء والعامَةُ والعُوَّام هامةُ الراكب إذا بدا لك رأْسه في الصحراء وهو يسير وقيل لا يسمى رأْسه عامَةً حتى يكون عليه عِمامة ونبْتٌ عامِيٌّ أَي يابس أَتى عليه عام وفي حديث الاستسقاء سِوَى الحَنْظَلِ العامِيِّ والعِلهِزِ الفَسْلِ وهو منسوب إلى العام لأَنه يتخذ في عام الجَدْب كما قالوا للجدب السَّنَة والعامَةُ كَوْرُ العمامة وقال وعامةٍ عَوَّمَها في الهامه والتَّعْوِيمُ وضع الحَصَد قُبْضةً قُبضة فإذا اجتمع فهي عامةٌ والجمع عامٌ والعُومَةُ ضرب من الحيَّات بعُمان قال أُمية المُسْبِح الخُشْبَ فوقَ الماء سَخَّرَها في اليَمِّ جِرْيَتُها كأَنَّها عُوَمُ والعَوَّامُ بالتشديد رجلٌ وعُوَامٌ موضع وعائم صَنَم كان لهم

( عيم ) العَيْمةُ شَهُوة اللبَن عامَ الرجلُ إلى اللَّبَن يَعامُ ويَعِيمُ عَيْماً وعَيْمةً اشتهاه قال الليث يقال عِمْتُ عَيْمة وعَيَماً شديداً قال وكل شيء من نحو هذا مما يكون مصدراً لِفَعْلان وفَعْلى فإذا أَنَّثْتَ المصدر فخَفِّفْ وإذا حَذَفت الهاء فثَقِّل نحو الحَيْرة والحَيَر والرَّغْبة والرَّغَب والرَّهبة والرَّهَب وكذلك ما أَشبهه من ذواته وفي الدعاء على الإنسان ما له آمَ وعامَ فمعنى آمَ هَلَكَت امرأَتُه وعامَ هَلَكتْ ماشيتُه فاشتاق إلى اللبن وعامَ القومُ إذا قَلَّ لَبَنُهم وقال اللحياني عامَ فقَدَ اللبنَ فلم يزد على ذلك ورجل عَيمانُ أَيمانُ ذهبت إبلُه وماتت امرأته قال ابن بري وحكى أَبو زيد عن الطفيل بن يزيد امرأةٌ عَيْمى أَيْمَى وهذا يَقْضِي بأَن المرأة التي مات زوجها ولا مال لها عَيْمَى أَيمى وامرأَة عَيْمى وجمعها وعَيامٌ كعطشان وعطاش وأَنشد ابن بري للجعدي كذلك يُضرَبُ الثَّوْرُ المُعَنَّى ليَشْرَبَ وارِدُ البَقَر العِيام وأَعامَ القومُ هَلَكتْ إبلُهم فلم يجدوا لَبناً وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه كان يتعوَّذ من العَيْمة والغَيْمة والأَيمة العَيْمةُ شدّة الشَّهوة لِلَّبن حتى لا يُصْبَر عنه والأَيمة طول العُزْبة والعَيْمُ والغَيْمُ العَطش وقال أَبو المثلم الهذلي تَقول أَرى أُبَيْنِيك اشْرَهَفُّوا فَهُم شُعْثٌ رُؤُوسُهُم عِيامُ قال الأَزهري أَراد أَنهم عِيامٌ إلى شرب اللبن شديدة شهوتُهم له والعَيْمةُ أَيضاً شدّة العطش قال أَبو محمد الحَذْلَمي تُشْفى بها العَيْمةُ مِنْ سَقامِها والعِيمةُ من المَتاع خِيرَتُه قال الأَزهري عِيمةُ كلِّ شيء بالكسر خِيارُه وجمعها عِيَمٌ وقد اعْتامَ يَعْتامُ اعْتِياماً واعْتانَ يَعْتانُ اعْتِياناً إذا اختار وقال الطرماح يمدح رجلاً وصفه بالجود مَبْسوطة يَسْتَنُّ أَوراقُها عَلى مواليها ومُعْتامِها واعْتَامَ الرَّجلُ أَخَذَ العِيمةَ وفي حديث عمر إذا وقَفَ الرجلُ عَلَيك غَنَمَهُ فلا تَعْتَمْه أَي لا تَخْتَر غنمه ولا تأْخذ منه خِيارَها وفي الحديث في صدقة الغنم يَعْتَامُها صاحِبُها شاةً شاةً أَي يختارها ومنه حديث عليّ بَلَغني أَنك تُنْفِق مالَ الله فيمن تَعْتَامُ من عشيرتك وحديثه الآخر رسوله المُجْتَبَى من خلائقه والمُعْتَامُ لِشَرْع حقائقه والتاء في هذه الأَحاديث كلها تاء الافتعال واعْتَامَ الشيءَ اختاره قال طرفة أَرَى المَوْتَ يَعْتَامُ الكِرامَ ويَصْطَفِي عَقِيلَةَ مالِ الفاحشِ المُتَشَدِّدِ قال الجوهري أَعامَهُ اللهُ تَرَكَه بغير لبن وأَعامنا بَنُو فلان أَي أَخذوا حَلائِبَنا حتى بقينا عَيَامَى نشتهي اللبن وأَصابتنا سَنةٌ أَعامَتْنَا ومنه قالوا عامٌ مُعِيمٌ شديد العَيْمةِ وقال الكميت بِعامٍ يَقُولُ لَهُ المُؤْلِفُو ن هَذا المُعِيمُ لَنَا المُرْجِلُ وإذا اشتهى الرجل اللبن قيل قد اشتهى فلان اللبن فإذا أَفْرَطَتْ شهوتُه جدّاً قيل قد عَامَ إلى اللبن وكذلك القَرَمُ إلى اللَّحْم والوَحَمُ قال الأَزهري وروي عن المؤرج أَنه قد طاب العَيَامُ أَي طاب النهارُ وطاب الشَّرْق أَي الشمس وطاب الهَوِيمُ أَي الليل

( عيثم ) عَيْثَمٌ اسم

( غتم ) الغُتْمةُ عُجْمة في المنطق ورَجلٌ أَغْتَمُ وغَتْمِيٌّ لا يُفْصِح شيئاً وامرأَة غَتْماء وقومٌ غُتْمٌ وأََغْتام ولبنٌ غُتْمِيُّ ثخين لا يسمع له صوت إذا صُبَّ عن ابن الأَعرابي الغُتْمُ قِطَعُ اللَّبَنِ الثِّخانُ ومنه قيل للثقيل الروح غُتْمِيٌّ والغَتْمُ شدة الحَرِّ والأَخذِ بالنَّفس قال الراجز حَرَّقَها حَمْضُ بِلادٍ فِلِّ وغَتْمُ نَجْمٍِ غَيْرِ مُسْتَقَلِّ أَي غير مرتفع لِثَبات الحَرِّ المنسوب إليه وإنما يشتد الحر عند طلوع الشِّعْرَى التي في الجَوْزاء ويقال للذي يجد الحَرَّ وهو جائع مَغْتُومٌ وأَغْتَمَ فلان الزيارة أَكْثَرَها حتى يُمَلَّ وقالوا كان العَجَّاجُ يُغْتِمُ الشِّعْر أَي يُكْثر إغْبابَه وغَتَمَ الطعامُ تَجَمَّع عن الهَجَري ووقع فلان في أَحواض غُتَيْم أَي وقع في الموت لغة في غُثَيْمٍ عن ابن الأَعرابي وحكى اللحياني وَرَدَ حَوْضَ غُتَيمٍ أَي مات قال والغُتَيْمُ الموت فأَدخل عليه الأَلف واللام قال ابن سيده ولا أَعرفها عن غيره والله أَعلم

( غثم ) الغَثَمُ والغُثْمة شبيه بالوُرْقة والأَغْثَمُ الأَوْرَقُ والغُثْمة أَن يَغْلِب بياضُ الشَّعَر سوادَه غَثِمَ غَثَماً وهو أَغْثمُ قال رجل من فزارة إِمَّا تَرَيْ شَيْباً عَلاني أَغْثَمُه لَهْزَمَ خَدَّيَّ به مُلَهْزِمُه وغَثَمَ له من المال غَثْمةً إذا دفَع له دُفْعة ومثله قَثَمَ وغَذَمَ وغَثَمَ له من العَطِيَّة أََعطاه من المال قطعة جَيِّدة وزعم قوم أَن ثاءه بدل من ذال غَذَم الفراء هي الغَثِمَةُ والْقِبَةُ والفَحِثُ ابن الأعرابي الغُثْمُ القِبَاتُ التي تؤكل أَبو مالك إنَّه لَنَبْتٌ مَغْثُومٌ ومُغَثْمَرٌ أَي مُخَلَّطٌ ليس بجَيِّد وقد غَثَمْتُه وغَثْمَرْتُه إذاخلطت كل شيء والغَثِيمةُ طعام يطبخ ويُجْعل فيه جرادٌ وهي الغَبِيثَةُ وَوَقع في أَحواض غُثَيْمٍ أَي في الموت لغة في غُتَيْم وقد تقدم قال أَبو عمر الزاهد يقال للرجل إذا مات وَرَدَ حيَاضَ غُثَيْمٍ وقال ابن دريد غُتَيْم وقال ابن الأَعرابي قُتَيْم وغَثِيمٌ وغُثَيْمٌ إسمان

( غذم ) الغَذْمُ أَكل الرَّطْب اللَّيِّن والغَذْمُ أَيضاً الأَكل السَّهْلُ والغَذْمُ الأَكل بِجَفَاءِ وشدّة نَهَمٍ وقد غَذِمَه بالكسر وغَذِمَ وغَذَمَ يَغْذُمُ غَذْماً واغْتَذم أَكَلَ بنَهْمةٍ وقيل أَكل بِجفاء وفي حديث أَبي ذر أَنه قال عليكم معاشر قريش بِدُنْياكُمْ فاغْذَمُوها هو شدة الأَكل بِجَفاء وشدّة نَهَمٍ ورجل غُذَمٌ كثير الأَكل وبِئْرٌ غُذَمةٌ كثيرة الماء وذاتُ غَذِيمةً مثله وتَغَذَّمَ الشيءَ مَضَغَه قال أَبو ذؤيب يصف السحاب تَغَذَّمْنَ في جانِبَيْهِ الخَبي رَ لَمَّا وَهَى مُزْنُهُ واسْتُبيحا وهو يَتَغَذَّمُ كُلَّ شيء إذا كان كثير الأَكل واغْتَذَمَ الفصيلُ ما في ضَرْع أُمه أَي شَرِبَ جميعَ ما فيه ويقال للحُوَارِ إذا امْتَكَّ ما في الضَّرْع قد غَذمه واغْتَذَمَه وفي الحديث كان رجل يرائي فلا يمر بقوم إلا غَذَموه أَي أَخذوه بأَلسنتهم هكذا ذكره بعض المتأَخرين بالغين المعجمة والصحيح أَنه بالعين المهملة وأَصله العَضُّ وقد تقدم واتفق عليه أَرباب اللغة والغريب ولا شك أَنه وَهَمٌ منه وأَصابوا من معروفه غُذَماً وهو شيء بعد شيء والغُذْمَةُ الجُرْعة حكاه أَبو حنيفة وغَذَم له من ماله شيئاً أَعطاه منه شيئاً كثيراً مثل غَثَمَ قال شُقْران مولى سَلامان من قُضَاعة ثِقَال الجِفَانِ والحُلُوم رَحَاهُمُ رَحَى الماء يكْتالُونَ كَيلاً غَذَمْذما يعني جُزَافاً وتكريره يدل على التكثير الأَصمعي إذا أَكْثَرَ من العطية قيل غَذَمَ له وغَثَمَ له وقَذَمَ له والغُذَم الكثير من اللبن واحدته غُذْمةٌ وأَنشد أَبو عمرو الفقعسي قَدْ تَرَكَتْ فَصِيلَها مُكَرَّما ممَّا غَذَتْهُ غُذَماً فَغُذَما الجوهري والغُذَامةُ بالضم شيء من اللبن ووقعوا في غُذْمةٍ من الأَرض وغَذِيمَةٍ أي في واقعة مُنْكَرَة من البقل والعُشْب وغَذَموا بها غُذْمةً وغَذيمةً أَصابوها وكُلُّ ما أَمْكَن من المَرْتَع فهو غَذِيمةٌ وأَنشد وَجَعَلَتْ لا تَجِدُ الْغَذَائما إلا لَوِيّاً وَدَوِيلاً قاشِمَا قال النضر هو سَيِّدٌ مُتَغَذِّمٌ لا يُمْنَع من كل ما أَراد ولا يتعاظمه شيء والغَذائمُ البحور الواحدة غَذِيمةٌ والغذِيمة أَوَّل سِمَنِ الإِبل في المَرْعَى وأَلْقِ في غَذِيمةِ فلان ما شئت أَي في رُحْب صدره وما سَمِعَ له غَذْمةً أي كلمة وتَغَذَّم البعيرُ بزَبَده تَلَمَّظَ به وأَلقاه من فيه والغَذِيمةُ كُلُّ كَلإٍ وكل شيء يَرْكَبُ بعضُه بعضاً ويقال هي بَقْلة تنبت بعد سير الناس من الدار قال أَبو مالك الغَذَائم كل متراكِبٍ بعضُه على بعض والغَذَمُ بالتحريك نَبْت واحدته غَذَمةٌ قال القطامي كأَنَّها بَيْضَةٌ غَرَّاءُ خُدَّ لَها في عَثعَثٍ يُنْبتُ الحَوْذانَ والغَذَما والغَذِيمةُ الأَرض تُنْبِتُ الغَذَمَ يقال حَلُّوا في غَذيمةٍ مُنْكَرَة والغُذَّامُ ضرب من الحَمْض واحدته غُذَّامة ابن بري الغُذَّامُ لغة في الغَذَمِ قال رؤبة مِنْ زَغَف الغُذَّامِ والهَشِيما والغُذَّامُ أَشهر من الغَذَم

( غذرم ) تَغَذْرَم الشيءَ أَكله وتَغَذْرَمها حلف بها يعني اليمين فأَضمرها لمكان العلم بها ويقال تَغَذْرَمَ فلانٌ يَمِيناً إذا حلف بها ولم يَتَتَعْتَعْ وأَنشد تَغَذْرَمَها في ثَأْوَةٍ مِنْ شِياهِهِ فَلا بُورِكَتْ تِلْكَ الشِّياهُ القلائِلُ والثَّأْوَةُ المهزولة من الغنم وغَذْرَمْتُ الشيءَ وغَذْمَرْتُه إذا بعته جِزافاً وماءٌ غُذارِمٌ كثير والغَذْرَمَةُ كيلٌ فيه زيادة على الوفاء وكيل غُذارِمٌ أَي جُزافٌ قال أَبو جندب الهذلي فَلَهْفَ ابْنَةِ المَجْنُونِ أَنْ لا تُصِيبَهُ فَتُوفِيَهُ بالصَّاعِ كَيْلاً غُذارِما والغُذارِمُ الكثير من الماء قال ابن بري أَراد فيا لَهْفَ والهاء في تصيبه وتوفيه تعود على مذكور قبل البيت وهو فَرَّ زُهَيْرٌ خِيفَةً مِنْ عِقابِنا فَلَيْتَكَ لم تَغْدِرْ فَتُصْبِحَ نادِما والغُذارِمُ الكثير من الماء مثل الغُذامِر وفي الحديث أَن عليّاً رضي الله عنه لما طلب إليه أَهل الطائف أَن يكتب لهم الأَمان على تحليل الربا والخمر فامتنع قاموا ولَهُمْ تَغَذْمُرٌ وبَرْبَرَةٌ
( * التغذمر الغضب وسوء اللفظ والتخليط بالكلام وكذلك البربرة ( النهاية ) ) وقال الراعي تَبصَّرْتُهُمْ حَتَّى إذا حالَ بَيْنَهُمْ رُكامٌ وَحادٍ ذو غَذامِيرَ صَيْدَحُ وأَجاز بعض العرب غَمْذَرَ غَمْذَرَةً بمعنى غَذْرَمَ إذا كال فأَكثر أَبو زيد إنه لَنَبْتٌ مُغَثْمَرٌ ومُغَذْرَمٌ ومَغْثُومٌ أَي مُخَلَّط ليس بجيد

( غرم ) غَرِمَ يَغرَمُ غُرْماً وغَرامةً وأغرَمَه وغَرَّمَه والغُرْمُ الدَّيْنُ ورَجُلٌ غارمٌ عليه دَيْنٌ وفي الحديث لا تَحِلُّ المسأَلة إلاَّ لِذِي غُرمٍ مُفْظِعٍ أَي ذي حاجة لازمة من غَرامة مُثْقِلة وفي الحديث أعوذ بك من المَأْثَم والمَغْرَمِ وهو مصدر وضع موضع الاسم ويريد به مَغْرَمَ الذنوب والمعاصي وقيل المَغْرَم كالغُرْم وهو الدَّيْن ويريد به ما اسْتُدِين فيما يكرهه الله أَو فيما يجوز ثم عجز عن أَدائه فأَما دين إحتاج إليه وهو قادر على أَدائه فلا يستعاذ منه وقوله عز وجل والغارِمِين وفي سبيل الله قال الزجاج الغارمون هم الذين لَزِمَهم الدَّيْنُ في الحَمالة وقيل هم الذين لزمهم الدين في غير معصية والغَرامةُ ما يلزم أَداؤه وكذلك المَغْرَمُ والغُرْمُ وقد غَرِمَ الدِّيةَ وأَنشد ابن بري في الغَرامة للشاعر دار ابْنِ عَمِّكَ بِعْتَها تَقْضي بها عَنْكَ الغَرامه والغَرِيم الذي له الدِّيْن والذي عليه الدين جميعاً والجمع غُرَماء قال كثير قَضى كلُّ ذِي دَيْنٍ فَوَفَّى غَرِيمَه وعَزَّةُ مَمْطُولٌ مُعَنّىً غرِيمُها والغَرِيمان سَواءٌ المُغْرِمُ والغارِمُ ويقال خُذْ مِنْ غَرِيمِ السُّوء ما سَنَحَ وفي الحديث الدَّيْنُ مَقْضيٌّ والزَّعِيمُ غارِمٌ لأَنه لازم لما زَعَم أَي كَفَل أَو الكفيل لازم لأَداء ما كَفَّله مُغْرِمُه وفي حديث آخر الزَّعِيم غارِمٌ الزَّعِيم الكفيل والغارِم الذي يلتزم ما ضَمِنه وتكَفَّل به وفي الحديث في الثَّمر المُعَلَّق فمن خرج بشيء منه فعليه غَرامةُ مِثْلَيْه والعقوبة قال ابن الأثير قيل كان هذا في صدر الإسلام ثم نُسخ فإنه لا واجب على مُتْلِف الشيء أَكثر من مثله وقيل هو على سبيل الوعيد لينتهي عنه ومنه الحديث الآخر في ضالَّةِ الإبل المكتومة غَرامَتُها ومِثْلُها معها وفي حديث أشراط الساعة والزكاة مَغْرَماً أي يَرَى رَبُّ المال أن إخراج زكاته غَرامةٌ يَغرَمُها وأَما ما حكاه ثعلب في خبر من أَنه لما قعد بعض قريش لقضاء دينه أَتاه الغُرَّامُ فقضاهم دَيْنَه قال ابن سيده فالظاهر أَنه جمع غَرِيمٍ وهذا عزيز إن فَعِيلاً لا يجمع على فُعَّال إنما فُعَّال جمع فاعل قال وعندي أن غُرَّاماً جمع مُغَرِّم على طرح الزائد كأَنه جمع فاعل من قولك غَرَمَه أَي غَرَّمَه وإن لم يكن ذلك مقولاً قال وقد يجوز أن يكون غارمٌ على النسب أي ذو إغرام أو تَغْريم فيكون غُرَّامٌ جمعاً له قال ولم يقل ثعلب في ذلك شيئاً وفي حديث جابر فاشْتَدَّ عليه بَعْضُ غُرَّامِه في التَّقاضي قال ابن الأثير جمع غَرِيم كالغُرَماء وهم أصحاب الدين قال وهو جمع غريب وقد تكرر ذلك في الحديث مفرداً ومجموعاً وتصريفاً وغُرِّمَ السحابُ أَمطَرَ قال أَبو ذؤيب يصف سحاباً وَهَى خَرْجُهُ واسْتُجِيلَ الرَّبا بُ مِنْهُ وغُرِّمَ ماءً صَرِيحا والغَرامُ اللازم من العذاب والشرُّ الدائم والبَلاءُ والحُبُّ والعشق وما لا يستطاع أَن يُتَفَصَّى منه وقال الزجاج هو أَشدُّ العذاب في اللغة قال الله عز وجل إن عذابها كان غراماً وقال الطرماح وَيَوْمُ النِّسارِ وَيَوْمُ الجِفا رِ كانا عَذاباً وكانا غَراما وقوله عز وجل إن عذابها كان غراماً أي مُلِحّاً دائماً ملازماً وقال أبو عبيدة أي هلاكاً ولِزاماً لهم قال ومنه رَجُلٌ مُعْرَمٌ من الغُرْم أَو الدَّيْن والغَرام الوَلُوعُ وقد أُغْرِم بالشيء أي أُولِع به وقال الأَعشى إنْ يُعاقِبْ يَكُنْ غَراماً وإن يُعْ طِ جَزِيلاً فإنَّه لا يُبالي وفي حديث معاذ ضَرَبَهُمُ الله بِذُلٍّ مُغْرَمٍ أي لازم دائم يقال فلان مُغْرَمٌ بكذا أي لازم له مُولَعٌ به الليث الغُرْمُ أَداء شيء يلزم مثل كفالة يَغْرَمها والغَرِيمُ المُلْزَم ذلك وأَغْرَمْتُه وغَرَّمْته بمعنى ورجل مُغْرَمٌ مُولَعٌ بعشق النساء وغيرهن وفلان مُغْرَمٌ بكذا أي مُبتَلىً به وفي حديث عليّ رضي الله عنه فَمَنِ اللَّهِجُ باللذَّة السَّلِسُ القِياد للشهوة أَو المُغْرَمُ بالجَمْع والادِّخار ؟ والعرب تقول إن فلاناً لمُغْرَمٌ بالنساء إذا كان مُولَعاً بهنَّ وإني بك لَمُغْرَمٌ إذا لم يصبر عنه قال ونُرَى أن الغَرِيم إنما سمي غَرِيماً لأَنه يطلب حَقَّه ويُلِحُّ حتى يقبضه ويقال للذي له المال يطلبه ممن له عليه المال غَرِيمٌ وللذي عليه المال غَرِيمٌ وفي الحديث الرَّهْنُ لمن رَهَنَه له غُنْمُه وعليه غُرْمُه أي عليه أَداء ما رهن به وفَكاكُه ابن الأَعرابي الغَرْمى المرأَة المُغاضِبة وقال أَبو عمرو غَرْمى كلمة تقولها العرب في معنى اليمين يقال غَرْمى وجَدِّك كما يقال أَما وجَدّك وأَنشد غَرْمى وجَدِّكَ لَوْ وَجَدْتَ بِهِمْ كَعَداوَةٍ يَجِدُونها بَعْدِي

( غرطم ) الغُرْطُمانيُّ الفتيُّ الحَسَنُ وأَصله في الخيل

( غرقم ) أبو عمرو الغَرْقَمُ الحَشَفَةُ وأَنشد بِعَيْنَيْكَ وَغْفٌ إذ رَأَيتَ ابنَ مَرْثَدٍ يُقَسْبِرُها بِغَرْقَمٍ تَتَزَبَّدُ إذا انْتَشَرَتْ حَسِبتَها ذاتَ هَضْبَةٍ تَرَمَّزُ في أَلْغادِها وتَرَدَّدُ

( غسم ) الغَسَمُ السواد كالغَسفَ عن كراع وقال النضر الغَسَمُ اختلاط الظُّلْمة وأَنشد لساعدة ابن جؤية فظَلَّ يَرْقُبُه حَتَّى إذا دَمَسَتْ ذَاتُ العِشاء بأَسْدَافٍ مِنَ الغَسَمِ وقال رؤبة مُخْتَلِطاً غُبارُه وغَسَمُه وأَنشد ابن سيده بيت الهذلي
( * قوله « وأنشد ابن سيده » كذا في الأصل وليس في المحكم شيء من هذا البيت بل الذي أنشده كذلك هو الأزهري وانشاده الأول للجوهري )
فَظَلَّ يَرْقُبه حتى إذا دَمَسَتْ ذاتُ الأَصِيلِ بأَثْناءٍ من الغَسَمِ قال يعني ظُلْمة الليل وليل غاسِمٌ مُظْلِم وقال رؤبة أَيضاً عن أَيِّدٍ مِنْ عِزِّكم لا يَغْسِمُه والغَسَم والطَّسَم عند الإمساء وفي السماء غُسَمٌ من سحاب وأَغْسامٌ ومثله أَطْسامٌ من سحاب ودُسَمٌ وأَدْسام وطُلَسٌ من سحاب وقد أَغْسَمْنا في آخر العَشِيِّ

( غشم ) الْغَشْمُ الظُّلْم والغَصْبُ غَشَمَهُم يَغْشِمُهم غَشْماً ورجل غاشِمٌ وغَشَّامٌ وغَشُومٌ وكذلك الأُنثى قال لَلَوْلا قَاسِمٌ ويَدَا بَسِيلٍ لَقَدْ جَرَّتْ عَلَيْكَ يَدٌ غَشُومُ والحَرْبُ غَشُومٌ لأَنها تَنال غير الجاني والغَشَمْشَمُ الجريء الماضي وقيل الغَشَمْشَمُ والمِغْشَمُ من الرجال الذي يَرْكَبُ رأْسَه لا يَثْنيه شيء عما يريد ويَهْوَى من شجاعته قال أبو كبير وَلَقَدْ سَرَيْتُ على الظَّلام بِمِغْشَمٍ جَلْدٍ من الفِتْيانِ غَيْرِ مُثَقَّل وإنه لذو غَشَمْشَمَة ووِرْدٌ غَشَمْشَمٌ إذا ركِبت رؤُوسَها فلم تُثْنَ عن وجهها وقال ابن أَحمر في ذلك هُبارِيَّةٍ هَوْجاءَ مَوْعِدُها الضُّحى إذا أَرْزَمَتْ جاءت بِوِرْدٍ غَشَمْشَمِ قال موعدها الضحى لأن هبوب الريح يبتدئ من طلوع الشمس والغَشُوم الذي يَخْبِطُ الناس ويأْخذ كل ما قدر عليه والأصل فيه من غشم الحاطب وهو أن يحتطب ليلاً فيقطع كل ما قدر عليه بلا نظر ولا فكر وأَنشد وقُلْتُ تَجَهَّزْ فاغْشِمِ النَّاسَ سائلاً كما يَغْشِمُ الشَّجْراءَ باللَّيْلِ حاطِبُ ويقال ضَرْبٌ غَشَمْشَمٌ قال القُحَيف بن عمير لَقَدْ لَقِيَتْ أَفْتاءُ بَكْرِ بنِ وائِلٍ وَهِزَّانُ بالبَطْحاءِ ضَرْباً غَشَمْشَما إذا ما غَضِبْنا غَضْبَةً مُضَرِيَّةً هَتَكنْا حِجابَ الشَّمْسِ أَوْ مَطَرَتْ دما قال ابن بري هذا البيت الأخير سرقه بَشَّار وكذلك الغَشُوم قال الشاعر قَتَلْنا ناجِياً بِقَتيلِ عَمْرٍو وجَرَّ الطالب التِّرَةَ الغَشُومُ بنصب التِّرَة وكذلك أَنشده ابن جني وناقة غَشَمْشَمَةٌ عَزِيرة النَّفْس قال حُميد بن ثور جَهُول وكان الجَهْلُ مِنْها سَجِيَّةً غَشَمْشَمَة لِلْقائِدِينَ زَهُوق يقول تُزْهِقُ قائدَها أي تَسْبقه من نشاطها فَعُولٌ بمعنى مُفْعِل وهو نادر والأَغْشَمُ اليابس القديم من النَّبْت حكاه ابن الأَعرابي وأَنشد كأَنَّ صَوْتَ شُخْبِها إذا خَما صَوْتُ أَفَاعٍ في خَشِيٍّ أَغْشَما ويروي أَعشما وهو البالغ وقد ذكر في موضعه وغاشِمٌ وغُشَيْمٌ وغَيْشَمٌ وغَشَّامٌ أَسماء

( غشرم ) تَغَشْرَمَ البِيدَ رَكِبَها عن ابن الأَعرابي وأَنشد يُصافِحُ البِيدَ على التَّغَشْرُمِ وغِشارِمٌ جرِيٌ ماضٍ كَعُشارِم وقد تقدم في حرف العين المهملة

( غضرم ) الغِضْرِمُ ما تَشَقَّق من قُلاعِ الطين الأَحمر الحُرِّ ومكانٌ غَضْرَمٌ وغُضارِمٌ كثير النَّبْت والماء والغَضْرَم المكان الكثير التراب اللَّيِّن اللَّزِجُ الغليظُ والغَضْرَمُ المكانُ كالكَذَّانِ الرِّخْوِ والجَصِّ وأَنشد يَقْعَفْنَ قاعاً كَفَرَاشِ الغَضْرَم وقال رؤبة مِنَّا إذا اصْطَكَّ تَشَظَّى غَضْرَمُه قال فإذا يَبِسَ الغَضْرَمُ فهو القِلْفِع

( غطم ) الغِطَمُّ البحر العظيم الكثير الماء ورَجُلٌ غِطَمٌّ واسع الخُلُق وجَمْعٌ غِطَمٌّ وبَحْر غِطَمٌّ مثال هِجَفٍّ وغَطَمْطَمٌ غُطامِطٌ كثير الماء كثير الالتطام إذا تلاطمت أَمواجه والغَطَمْطَةُ الْتِطامُ الأَمواج وجمعه غَطامِطُ وغَطامِطُه كثيرةٌ أَصواتُ أَمواجه إذا تلاطمت وذلك أَنك تسمع نَغْمَةً شِبْه غَطْ ونَغْمَةً شِبْهَ مَطْ ولم يبلغ أَن يكون بَيّناً فصحياً كذلك غير أنه أَشبه به منه بغيره فلو ضاعَفْتَ واحدةً من النغمتين قلت غطغط أَو قلت مطمط لم يكون في ذلك دليل على حكاية الصوتين فلما أَلَّفْتَ بينهما فقلت غَطْمَط استوعب المعنى فصار بمعنى المضاعف فتمّ وحسن وقال رؤبة سَالَتْ نَواحِيهِ إلى الأَوْساطِ سَيْلاً كَسَيْلِ الزَّبَد الغَطْماطِ وأَنشد الفراء عَنَطْنَطٌ تَعْدُو بهِ عَنَطْنَطَه لِلْماءِ فَوْقَ مَتْنَتَيْهِ غَطْمَطَه ابن شميل غُطَامِطُ البحرِ لُجُّه حين يَزْخَرُ وهو مُعْظَمُه وعَدَدٌ غِطْيَمٌّ كثير قال رؤبة وسط مِنْ حَنْظَلنَةَ الأُسْطُمَّا والعَدَدَ الغُطامِطَ الغِطْيَمَّا
( * قوله « وسط » كذا في الأصل هنا كالتهذيب وتقدم في مادة وسط بلفظ وسطت وفي مادة سطم وصلت )
والغَطْمَطِيطُ الصوت وأَنشد بَطِيٌ ضِفَنٌّ إذا ما مَشَى سَمِعْتَ لأَعْفَاجِه غَطْمَطِيطا قال أَبو عبيد الهَزَجُ والتَّغَطْمُطُ الصوت

( غلم ) الغُلْمةُ بالضم شهوة الضِّرَاب غَلِمَ الرجلُ وغيرهُ بالكسر يَغْلَِمُ غَلْماً واغْتَلَمَ اغْتِلاماً إذا هاجَ وفي المحكم إذا غُلبَ شهوةَ وكذلك الجارية والغِلِّيمُ بالتشديد الشديد الغُلْمة ورجل غَلِيمٌ وغِلِّمٌ ومِغْلِيمٌ والأُنثى غَلِمة ومِغْلِيمةٌ ومِغْلِيمٌ وغِلِّيمةٌ وغِلِّيمٌ قال يا عَمْرُو لو كُنتَ فَتىً كَريما أَو كُنْتَ ممَّنْ يمنع الحَرِيما أو كان رُمْحُ اسْتِكَ مُسْتَقِيما نِكْتَ به جاريةً هَضِيما نَيْكَ أَخيها أُخْتَكَ الغِلِّيما وفي الحديث خَيْرُ النساء الغَلِمةُ على زوجها الغْلْمةُ هَيَجان شهوة النكاح من المرأَة والرجل وغيرهما يقال غَلِمَ غُلْمةً واغْتَلَمَ اغتلاماً وبَعِيرٌ غِلِّيمٌ كذلك التهذيب والمِغْلِيمُ سواء فيه الذكر والأُنثى وقد أَغْلَمهُ الشيءُ وقالوا أَغْلَمُ الأَلبان لَبَنُ الخَلِفةِ يريدون أَغْلم الأَلبان لمن شربه وقالوا شُرْبُ لبن الإيَّل مَغلَمةٌ أي أَنه تشتدُّ عنه الغْلْمة قال جرير أَجِعْثِنُ قَدْ لاقَيْتِ عِمرانَ شارِباً عَلى الحَبَّةِ الخَضْراءِ أَلْبانَ إيَّلِ وفي حديث تميم والجَسَّاسة فصادفنا البحر حين اغْتَلَم أي هاج واضطربت أَمواجه والاغُتِلام مجاوزة الحدّ وفي نسخة المحكم والاغْتِلامُ مجاوزة الإنسان حَدَّ ما أُمر به من خير أَو شر وهو من هذا لأن الاغتلام في الشهوة مجاوزة القدر فيها وفي حديث عليّ رضي الله عنه قال تَجَهِّزوا لقتال المارِقِين المُغْتَلمين وقال الكسائي الاغْتلام أن يتجاوز الإنسان حدّ ما أُمر به من الخير والمباح أي الذين جاوزوا الحد وفي حديث علي تَجَهَّزوا لقتال المارقين المُغْتَلمين أي الذين تجاوزوا حَدَّ ما أُمروا به من الدين وطاعة الإمام وبَغَوْا عليه وطَغَوْا ومنه قول عمر رضي الله عنه إذا اغْتَلَمَتْ عليكم هذه الأَشربة فاكْسِروها بالماء قال أَبو العباس يقول إذا جاوزت حَدَّها الذي لا يُسْكِرُ إلى حدها الذي يسكر وكذلك المغتلمون في حديث علي ابن الأعرابي الغُلُمُ المحبوسون قال ويقال فلان غُلامُ الناس وإن كان كَهْلاً كقولك فلان فَتى العَسْكَر وإن كان شيخاً وأَنشد سَيْراً ترى منه غُلامَ الناس مُقَنَّعاً وما بهِ مِنْ باس إلا بَقايا هَوْجَلِ النُّعاس والغُلامُ معروف ابن سيده الغُلامُ الطَّارُّ الشارب وقيل هو من حين يولد إلى أَن يشيب والجمع أَغْلِمَةٌ وغِلْمَةٌ وغِلْمانٌ ومنهم من استغنى بِغِلْمَةٍ عن أَغْلِمَةٍ وتصغير الغِلْمة أُغَيْلِمَةٌ على غير مُكَبَّره كأنهم صَغَّرُوا أَغْلِمَة وإن لم يقولوه كما قالوا أُصَيْبِيَة في تصغير صِبْيَة وبعضهم يقول غُلَيْمة على القياس قال ابن بري وبعضهم يقول صُبَيَّة أَيضاً قال رؤبة صُبَيَّة على الدُّخانِ رُمْكا وفي حديث ابن عباس بَعثَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أُغَيْلِمَة بني عبد المطلب من جَمْعٍ بلَيْلٍ هو تصغير أَغْلِمة جمع غُلام في القياس قال ابن الأثير ولم يرد في جمعه أَغْلِمة وإنما قالوا غِلْمَة ومثله أُصَيْبِيَة تصغير صِبْيَة ويريد بالأُغَيْلمة الصِّبْيان ولذلك صغرهم والأُنثى غُلامةٌ قال أَوس بن غَلْفاء الهُجَيمي يصف فرساً أَعانَ على مِراس الحَرْب زَغْفٌ مُضاعَفَةٌ لها حَلَقٌ تُؤَامُ ومُطَّرِدُ الكُعوب ومَشْرَفِيٌّ من الأُولى مَضَارِبُه حُسامُ ومُركضَةٌ صَرِيحِيٌّ أَبُوها يُهانُ لها الغُلامةُ والغُلامُ وهو بَيِّنُ الغُلُومة والغُلُوميَّة والغُلامِيَّة وتصغيره غُلَيِّم والعرب يقولون للكهل غُلامٌ نَجيبٌ وهو فاشٍ في كلاهم وقوله أَنشده ثعلب تَنَحَّ يا عَسيفُ عَنْ مَقامِها وطَرِّحِ الدَّلْوَ إلى غُلامِها قال غُلامُها صاحِبُها والغَيْلَمُ المرأَة الحَسْناء وقيل الغَيْلَمُ الجارية المُغْتَلِمةَ قال عياض الهذلي مَعِي صاحِبٌ مِثلُ حَدِّ السِّنان شَدِيدٌ عَلى قِرْنِهِ مِحْطَمُ وقال الشاعر من المُدَّعِينَ إذا نُوكِرُوا تُنِيفُ إلى صوته الغَيلَمُ الليث الغَيلَمُ والغَيْلَمِيُّ الشابُّ العظيم المَفْرِق الكثير الشعر المحكم والغَيْلَمُ والغَيلَمِيُّ الشاب الكثير الشعر العريض مَفْرِقِ الرأْس والغَيْلَمُ السُّلَحْفاة وقيل ذكَرُها والغَيْلَمُ أَيضاً الضِّفْدَع والغَيْلَمُ مَنْبَعُ الماء في البئر والغَيْلَمُ المِدْرى قال يُشَذِّبُ بالسِّيْفِ أَقْرانَهُ كما فَرَّقَ اللِّمَّةَ الغَيْلَمُ قال الأزهري قوله الغَيْلم المِدْرى ليس بصحيح ودل استشهاده بالبيت على تصحيفه قال وأَنشدني غير واحد بيت الهذلي ويَحْمِي المُضافَ إذا ما دَعا إذا فَرَّ ذو اللِّمِّةِ الغَيْلَمُ قال هكذا أنشدنيه الإيادي عن شمر عن أبي عبيد وقال الغَيْلَمُ العظيم قال وأَنشدنيه غيره كما فَرَّقَ اللِّمَّةَ الفَيْلَمُ بالفاء قال وهكذا أَنشده ابن الأَعرابي في رواية أَبي العباس عنه قال والفَيْلَمُ المُشْط والغَيْلَمُ موضعٌ في شعر عَنترة قال كيْفَ المَزارُ وقد تَرَبَّعَ أَهْلُها بعُنَيزَتَيْنِ وأَهْلُنا بالغَيْلَم ؟

( غلصم ) الغَلْصَمَةُ رأْس الحُلْقوم بشواربه وحَرْقدته وهو الموضع الناتئ في الحَلْق والجمع الغَلاصِمُ وقيل الغَلْصَمةُ اللَّحم الذي بين الرأْس والعُنُق وقيل مُتَّصَلُ الحلقوم بالحلق إذا ازْدَرَدَ الآكلُ لُقْمَته فَزَلَّتْ عن الحلقوم وقيل هي العُجرةُ التي على مُلْتَقَى اللَّهاةِ والمَرِيءِ وغَلْصَمَه أي قَطَع غَلْصَمَتَه ويقال غَلْصَمْتُ فلاناً إذا أخذت بحَلْقِه قال العجاج فالأُسْدُ مِنْ مُغَلْصَمٍ وخُرْسِ واستعار أبو نُخَيْلة الغَلاصِمَ للنَّخْل فقال أَنشده أَبو حنيفة صَفَا بُسْرُها واخْضَرَّتِ العُشْبُ بَعْدَما عَلاها اغْبِرارٌ لانْضِمامِ الغَلاصِمِ أدامَ لهَا العَصْرَيْنِ رِيّاً ولم يَكُنْ كَمَنْ ضَنَّ عَن عُمْرانِها بالدَّراهِمِ والغَلْصَمَةُ الجماعةُ وهم أَيضاً السادةُ قال وهِنْدٌ غادةٌ غَيْدا ءُفي ؟ ؟ غَلْصَمةٍ غُلْبِ يجوز أن يعني به الجماعة وأن يعني به السادة وقول الفرزدق فما أنتَ من قَيْسٍ فَتَنْبَح دُونَها ولا من تَمِيمٍ في اللَّها والغلاصِم عَنَى أَعاليَهم وجِلَّتَهم ابن السكيت إنه لفي غَلْصَمَةٍ من قومه أي في شَرَفٍ وعَدَدٍ قال أَبو النجم أَبي لُجَيْمٌ واسْمُهُ ملءُ الفَمِ في غَلْصَمِ الهامِ وهامِ الغَلْصَمِ وقال الأَصمعي أراد أَنه في مُعْظَم قومه وشرَفِهم والغَلْصَمةُ أَصلُ اللسان أخبر أَنه في قَومٍ عِظام الهامِ وهذا مما يوصف به الرجلُ الشديدُ الشريفُ وذكر المُنذري أَن أَبا الهيثم أَنشده للأغلب كانَتْ تَمِيمُ مَعْشَراً ذَوِي كَرَم غَلْصَمةً مِنَ الغَلاصِمِ العُظَم قال غَلْصَمَةً جماعة لأن الغَلْصمة مجتمعة بما حولها وقال غَداةَ عَهِدْتُهُنَّ مُغَلْصَماتٍ لَهُنَّ بِكُلِّ مَحْنِيَة نَحِيمُ مُغَلْصَماتٍ مشدودات الأعناق

( غمم ) الغمُّ واحد الغُمُومِ والغَمُّ والغُمَّةُ الكَرْبُ الأخيرة عن اللحياني قال العجاج بَلْ لَوْ شَهِدْتِ النَّاس إذ تُكُمُّوا بغُمَّةٍ لوْ لمْ تُفَرَّجْ غُمُّوا تُكُمُّوا أي غُطُّوا بالغَمِّ وقال الآخر لا تَحْسَبَنْ أن يَدِي في غُمَّه في قَعْرِ نِحْيٍّ أَسْتَثِيرُ حَمَّه والغَمْاءُ كالغَمِّ وقد غَمَّه الأمرُ يَغُمُّه غَمّاً فاغْتَمَّ وانْغَمَّ حكاها سيبويه بعد اغْتَمَّ قال وهي عربية ويقال ما أَغَمَّك إليَّ وما أَغَمَّكَ لي وما أَغَمَّك عليَّ وإنه لَفِي غُمَّةٍ من أمره أي لَبْسٍ ولم يَهْتَدِ له وأَمْرُهُ عليه غُمَّةٌ أي لَبْسٌ وفي التنزيل العزيز ثم لا يكن أمركم عليكم غُمَّةً قال أَبو عبيد مجازها ظُلْمة وضيقٌ وهَمٌّ وقيل أي مُغَطّىً مستوراً والغُمَّى الشديدة من شدائد الدهر قال ابن مقبل خَروج مِنَ الغُمَّى إذا صُكَّ صَكَّةً بَدا والعُيُونُ المُسْتَكِفَّةُ تَلْمَحُ وأمْرٌ غُمَّةٌ أي مُبْهَمٌ ملتبس قال طرفة لَعَمْري وما أَمْرِي عليَّ بِغُمَّةٍ نَهارِي وما لَيْلي عليَّ بِسَرْمَدِ ويقال إنهم لفي غُمَّى من أمرهم إذا كانوا في أمر ملتبس قال الشاعر وأَضْرِبُ في الغُمَّى إذا كَثُرَ الوَغَى وأََهْضِمُ إنْ أَضْحى المَراضِيعُ جُوَّعا قال ابن حمزة إذا قَصَرْتَ الغُمَّى ضَمَمْتَ أَولها وإذا فتحْت أَولها مددت قال والأَكثر على أَنه يجوز القصر والمدّ في الأَوَّل
( * قوله « في الأول » كذا في الأصل ولعله في الثاني إذ هو الذي يجوز فيه القصر والمد ) قال مغلس حُبِسْتُ بِغَمَّى غَمْرةٍ فَتَركْتُها وقد أَتْرُك الغَمّى إذا ضاق بابُها والغُمَّةُ قَعْرُ النِّحْي وغيره وغُمَّ علي الخَبَرُ على ما لم يسم فاعله أي اسْتَعجم مثال أُغْمِيَ وغُمَّ الهِلال على الناس غَمّاً سَترَه الغَيمُ وغيره فلم يُرَ وليلةُ غَمَّاءَ آخر ليلة من الشهر سميت بذلك لأنه غُمَّ عليهم أمرُها أي سُتِرَ فلم يُدْرَ أَمِن المقبل هي أم من الماضي قال
ليلةُ ُغُمَّى ... طامِسٌ هِلالُها
( * قوله « ليلة غمى إلخ » أورده الجوهري شاهداً على ما بعده وهو المناسب )
أَوْغَلتُها ومُكْرَةٌ إيغالُها
وهي ليلةُ الغُمَّى وصُمْنا للغُمَّى وللغَمَّى بالفتح والضم إذ غُمَّ عليهم الهلال في الليلة التي يرون أن فيها استهلاله وصُمْنا للغَمَّاء بالفتح والمد وصُمْنا للغُمِّيَّة وللغُمَّة كل ذلك إذا صاموا على غير رؤية وفي الحديث أنه قال صوموا لرؤيته وأَفطروا لرؤيته فإن غُمَّ عليكم فأَكملوا العدة قال شمر يقال غُمَّ علينا الهلال غَمّاً فهو مَغْموم إذا حال دون رؤية الهلال غَيْمٌ رَقِيق من غَمَمْت الشيء إذا غَطَّيته وفي غُمَّ ضمير الهلال قال ويجوز أن يكون غُمَّ مسنداً إلى الظرف أي فإن كنتم مَغْموماً عليكم فأَكملوا وترك ذكر الهلال للاستغناء عنه وفي حديث وائل ابن حجر ولا غُمَّةَ في فرائض الله أي لا تُسْتَرُ ولا تُخفَى فرائضه وإنما تُظْهَر وتُعْلن ويُجْهَر بها وقال أَبو دواد ولها قُرْحَةٌ تَلأْلأ كالشِّعْ رَى أَضاءَتْ وغُمَّ عنها النُّجومُ يقول غَطَّى السحابُ غيرَها من النجوم وقال جرير إذا نَجْمٌ تعَقَّبَ لاحَ نَجْمٌ ولَيْسَتْ بالمُحاقِ ولا الغُمومِ قال والغُمُومُ من النجوم صغارها الخفية قال الأَزهري وروي هذا الحديث فإن غُمِّيَ عليكم وأُغْمِيَ عليكم وسنذكرهما في المعتل أَبو عبيد ليلةٌ غَمَّى بالفتح مثال كَسْلى وليلةٌ غَمَّةٌ إذا كان على السماء غَمْيٌ مثال رَمْيٍ وغَمٌّ وهو أن يُغَمَّ عليهم الهلال قال الأزهري فمعنى غُمَّ وأُغْمِيَ وغُمِّيَ واحد والغَمُّ والغَمْيُ بمعنى واحد وفي حديث عائشة لما نُزِلَ برسول الله صلى الله عليه وسلم طَفِقَ يطرح خَمِيصةً على وجهه فإذا اغتَمَّ كشفها أي إذا احتبس نَفَسُه عن الخروج وهو افتعل من الغَمِّ التغطية والستر وغَمَّ القمرُ النجوم بَهَرَها وكاد يستر ضوءَها وغَمَّ يومُنا بالفتح يَغُمُّ غَمّاً وغُموماً من الغَمِّ ويومٌ غامٌ وغَمٌّ ومِغَمٌّ ذو غَمّ قال في أُخْرَياتِ الغَبَشِ المِغَمِّ وقيل هو إذا كان يأْخذ بالنَّفَس من شدة الحر وأَغَمَّ يومُنا مثله وليلة غَمَّة وليل غَمٌّ أي غامَّةٌ وصف بالمصدر كما تقول ماءٌ غَوْرٌ وأَمرٌ غامٌّ ورجل مَغْموم مُغْتَمٌّ من قولهم غُمَّ علينا الهلالُ فهو مَغْموم إذا التبس والغِمامةُ بالكسر خَريطةٌ يجعل فيها فم البعير يُمْنَعُ بها الطعام غَمَّهُ يَغُمُّه غَمّاً والجمع الغَمائم والغِمامة ما تُشَدُّ به عينا الناقة أو خَطْمُها أَبو عبيد الغِمامة ثوب يُشَدُّ به أَنف الناقة إذا ظُئِرَتْ على حُوار غيرها وجمعها غَمائم قال القطامي إذا رَأْسٌ رأَيْتُ به طِماحاً شَدَدْتُ له الغَمائِمَ والصِّقاعا الليث الغِمامةُ شِبْه فِدامٍ أو كِعامٍ ويقال غَمَمْتُ الحمار والدَّابة غَمّاً فهو مَغْمُومٌ إذا أَلقَمْتَ فاه ومنخريه الغِمامة بالكسر وهي كالكِعام وقال غيره إذا أَلقمت فاه مخْلاةً أو ما أشبهها يمنعه من الاعتلاف واسم ما يُغَمُّ به غِمامة التهذيب شمر الغِمَّةُ بكسر الغين اللِّبْسة تقول اللِّباسُ والزِّيُّ والقِشْرة والهَيْئة والغِمَّة واحد والغِمامةُ القُلْفة على التشبيه ورُطَبٌ مَغْمومٌ جعل في الجَرَّة وسُتِر ثم غُطِّي حتى أَرْطَب وغَمَّ الشيءَ يَغُمُّه علاه عن ابن الأعرابي قال النمر بن تولب أُنُفٌ يَغُمٌّ الضَّالَ نَبْتُ بِحارِها وبحرٌ مُغَنَّمٌ كثير الماء وكذلك الرَّكِيَّة قال ابن الأَعرابي هي التي تَمْلأُ كلَّ شيء وتُغَرِّقه وأَنشد قَرِيحةُ حِسيٍ من شُرَيْح مُغَمِّم وغَمَمْتُه غَطَّيته فانغَمَّ قال أَوس يرثي ابنه شريحاً وقدْ رامَ بَحْري قَبْلَ ذلك طامِياً مِنَ الشُّعَراءِ كُلٌّ عَوْدٍ ومُفْحِمِ على حِينَ أَنْ جَدَّ الذَّكاءُ وأَدْرَكتْ قَريحةُ حِسْيٍ مِن شُرَيْحٍ مُغَمَّم يريد رام الشعراء بحري بعدما ذَكِيتُ والذَّكاء انتهاء السنّ واستحكامه وقوله قَريحةُ حِسْيٍ من شريح يريد أَن ابنه شريحاً قد قال الشعر وقَريحةُ الماء أَول خروجه من البئر والذي في شعره مغمم بكسر الميم يريد الغامر المغطي شبه شعر ابنه شريح بماء غامر لا ينقطع ولم يَرْث ابنه في هذه القصة كما ذكر وإنما افتخر بنفسه وبولده ونصرة قومه في يوم السُّوبان وغَيم مُغَمِّم كثير الماء والغَمامة بالفتح السحابة والجمع غَمام وغَمائم وأَنشد ابن بري للحطيئة يمدح سعيد بن العاص إذا غِبْتَ عَنَّا غابَ عَنَّا رَبيعُنا ونُسْقى الغَمامَ الغُرَّ حِينَ تَؤُوبُ فوصف الغمام بالغُرّ وهو جمع غَرّاء وقد أَغَمَّتِ السماءُ أي تغيرت وحَبُّ الغَمام البَرَد وسحاب أَغَمُّ لا فُرْجة فيه وقال ابن عرفة في قوله تعالى وظللنا عليهم الغمام الغَمام الغَيْم الأبيض وإنما سمي غماماً لأنه يَغُمُّ السماء أي يسترها وسمي الغَمّ غَمّاً لاشتماله على القلب وقوله عز وجل فأَثابكم غَمّاً بغَمّ أَراد غمّاً متصلاً فالغم الأول الجِراح والقتل والثاني ما أُلقي إليهم من قبل النبي صلى الله عليه وسلم فأَنساهم الغم الأول وفي حديث عائشة عَتَبُوا على عثمان موضع الغَمامة المُحْماة هي السحابة وجمعها الغَمام وأرادت بها العُشب والكَلأَ الذي حماه فسمته بالغمامة كما يسمى بالسماء أرادت أَنه حَمى الكَلأَ وهو حق جميع الناس والغَمَمُ أَن يَسيل الشَّعر حتى يضيق الوجه والقفا ورجل أَغَمّ وجبهة غَمّاء قال هدبة بن الخشرم فلا تَنْكِحي إنْ فَرَّقَ الدهرُ بيننا أَغَمَّ القَفا والوَجْهِ ليس بأَنْزَعا ويقال رجل أَغَمّ الوجه وأَغَمّ القفا وفي حديث المعراج في رواية ابن مسعود كنا نسير في أَرض غُمَّة
( * قوله « في أرض غمة » ضبطت الغمة بضم الغين وشد الميم كما ترى في غير نسخة من النهاية ) الغُمّةُ الضيقة والغَمّاء من النواصي كالفاشِغة وتكره الغَمّاء من نواصي الخيل وهي المُفرطة في كثرة الشعَر والغَمِيم النبات الأخضر تحت اليابس وفي الصحاح الغَمِيم الغَمِيس وهو الكلأُ تحت اليَبِيس وفي النوادر اعتَمَّ الكلأُ واغْتَمَّ وأَرض مُعِمّة ومُغِمّة ومُعْلَوْلِىة ومُغْلَوْلِيَة وأَرض عَمْياء وكَمْهاءُ كل هذا في كثرة النبات والتفافه والغُمام الزُّكام ورجل مَغْموم مَزْكوم والغَمِيمُ اللبن يسخن حتى يغلظ والغَمِيم موضع بالحجاز ومنه كُراع الغَمِيم وبُرَق الغَميم قال حَوَّزَها مِن بُرَق الغَمِيمِ أَهْدَأُ يَمْشِي مِشْيةَ الظَّلِيمِ والغَمْغَمةُ والتَّغَمْغُم الكلام الذي الذي لا يُبَين وقيل هما أَصوات الثيران عند الذُّعْر وأَصوات الأَبطال في الوَغى عند القتال قال امرؤ القيس وظَلَّ لِثيرانِ الصَّرِيم غَماغِمٌ يُداعِسُها بالسَّمْهَريِّ المُعَلَّب وأورد الأَزهري هنا بيتاً نسبه لعلقمة وهو وظلَّ لثيرانِ الصَّريمِ غماغِمٌ إذا دَعَسُوها بالنَّضِيِّ المُعَلَّب وقال الراعي يَفْلِقْن كلَّ ساعِد وجُمْجُمه ضَرباً فلا تَسمع إلا غَمْغَمَه وفي صفة قريش ليس فيهم غَمْغمةُ قُضاعة الغَمغمة والتَّغَمْغم كلام غير بيِّن قاله رجل من العرب لمعاوية قال من هم ؟ قال قومك من قريش وجعله عبد مناف بن ربع الهذلي للقِسِيّ فقال وللقِسِيِّ أَزامِيلٌ وغَمْغمةٌ حِسَّ الجَنُوبِ تَسوقُ الماء والبَرَدا وقال عنترة في حَوْمةِ المَوْتِ التي لا تَشْتَكي غَمَراتِها الأبْطالُ غيرَ تَغَمْغُمِ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي إذا المُرْضِعاتُ بعد أَوّل هَجْعةٍ سَمِعْتَ على ثُدِيِّهنّ غَماغِما فسره فقال معناه أَن أَلبانهن قليلة فالرَّضيع يُغَمْغِم ويبكي على الثَّدي إذا رَضِعه طلباً للبن فإما أَن تكون الغمغمة في بكاء الأطفال وتَصويتهم أَصلاً وإما أَن تكون استعارة وتَغَمْغَمَ الغريقُ تحت الماء صوَّت وفي التهذيب إذا تداكَأَت فوقه الأمواج وأَنشد من خَرَّ في قَمْقامِنا تَقَمْقَما كما هَوَى فِرعونُ إذْ تَغَمْغَما تحتَ ظِلال المَوْجِ إذْ تَدَأّما أي صار في دَأْماء البحر

( غنم ) الغَنَم الشاء لا واحد له من لفظه وقد ثَنَّوْه فقالوا غنَمانِ قال الشاعر هُمَا سَيِّدانا يَزْعُمانِ وإنَّما يَسُودانِنا إن يَسَّرَتْ غَنماهُما قال ابن سيده وعندي أَنهم ثنوه على إرادة القَطِيعين أو السِّرْبين تقول العرب تَرُوح على فلان غَنمانِ أي قطيعان لكل قَطِيع راع على حدة ومنه حديث عمر أَعْطُوا من الصَّدقة من أَبْقت له السنة غَنماً ولا تُعطوها من أَبقت له غَنمَيْنِ أي من أَبقت له قِطعةً واحدة لا يُقَطَّعُ مثلها فتكون قِطْعتين لقلتها فلا تُعطوا من له قطعتان منها وأَراد بالسَّنة الجَدْب قال وكذلك تروح على فلان إبلان إبل ههنا وإبل ههنا والجمع أَغْنام وغُنوم وكسَّره أَبو جندب الهذلي أَخو خِراش على أَغانِم فقال من قصيدة يذكر فيها فِرار زُهير بن الأَغرّ اللحياني فَرَّ زُهَيْرٌ رَهْبةً مِن عِقابنا فَلَيْتَكَ لم تَغْدِرْ فتُصْبِح نَادما منها إلى صلح الفَيْفَا فَقُنَّةِ عَاذِبٍ أُجَمِّعُ منهم جامِلاً وأَغانِما قال ابن سيده وعندي أَنه أَراد وأَغانيم فاضطر فحذف كما قال والبَكَراتِ الفُسَّجَ العَطامِسَا وغَنَم مُغْنَمةٌ ومُغَنَّمَة كثيرة وفي التهذيب عن الكسائي غنم مُغَنِّمة ومُغَنَّمَة أي مُجتمعة وقال أَبو زيد غنم مُغَنَّمة وإبل مُؤبَّلة إذا أُفرد لكل منها راع وهو اسم مؤنث موضوع للجنس يقع على الذكور وعلى الإناث وعليهما جميعاً فإذا صغرتها أَدخلتها الهاء قلت غُنَيْمة لأَن أَسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها إذا كانت لغير الآدميين فالتأْنيث لها لازم يقال له خمس من الغنم ذكور فيؤنث العدد وإن عنيت الكِباش إذا كان يليه من الغنم لأَن العدد يجري في تذكيره وتأْنيثه على اللفظ لا على المعنى والإبل كالغنم في جميع ما ذكرنا وتقول هذه غنم لفظ الجماعة فإذا أَفردت الواحدة قلت شاة وتَغَنَّم غَنَماً اتخذها وفي الحديث السَّكِينةُ في أَهل الغَنَم قيل أراد بهم أَهل اليمن لأن أَكثرهم أَهل غنم بخلاف مُضر ورَبيعة لأَنهم أَصحاب إبل والعرب تقول لا آتيك غَنَمَ الفِزْرِ أَي حتى يجتمع غنم الفزر فأَقاموا الغنم مقام الدهر ونصبوه هو على الظرف وهذا اتساع والغُنْم الفَوْز بالشي من غير مشقة والاغتِنام انتهاز الغُنم والغُنم والغَنِيمة والمَغْنم الفيء يقال غَنِمَ القَوم غُنْماً بالضم وفي الحديث الرَّهْن لمن رَهَنه له غُنْمه وعليه غُرْمه غُنَّمه زيادته ونَماؤه وفاضل قيمته وقول ساعدة بن جُؤية وأَلزمَهَا من مَعْشَرٍ يُبْغِضُونها نَوافِلُ تأْتيها به وغُنومُ يجوز أَن يكون كسَّر غُنْماً على غُنوم وغَنِم الشيءَ غُنْماً فاز به وتَغَنَّمه واغْتَنَمه عدّه غَنِيمة وفي المحكم انتهز غُنْمه وأَغْنَمه الشيءَ جعله له غَنِيمة وغَنَّمته تَغْنِيماً إذا نفَّلته قال الأَزهري الغَنِيمة ما أَوجَف عليه المسلمون بخيلهم وركابهم من أَموال المشركين ويجب الخمس لمن قَسَمه الله له ويُقسَم أَربعةُ أخماسها بين المُوجِفين للفارس ثلاثة أَسهم وللراجل سهم واحد وأَما الفَيء فهو ما أَفاء الله من أَموال المشركين على المسلمين بلا حرب ولا إيجاف عليه مثل جِزية الرؤوس وما صُولحوا عليه فيجب فيه الخمس أَيضاً لمن قسمه الله والباقي يصرف فيما يَسُد الثغور من خيل وسلاح وعُدّة وفي أَرزاق أَهل الفيء وأَرزاق القضاة ومن غيرهم ومن يجري مَجراهم وقد تكرر في الحديث ذكر الغنيمة والمَغنم والغنائم وهو ما أُصيب من أَموال أهل الحرب وأَوجَف عليه المسلمون الخيل والركاب يقال غَنِمت أَغْنَم غُنماً وغَنيمة والغنائم جمعها والمَغانم جمع مَغْنم والغنم بالضم الاسم وبالفتح المصدر ويقال فلان يتغنم الأمر أي يَحرِص عليه كما يحرص على الغنيمة والغانم آخذ الغنيمة والجمع الغانمون وفي الحديث الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة سماه غنيمة لما فيه من الأَجر والثواب وغُناماك وغُنْمك أن تفعل كذا أي قُصاراك ومَبْلَغ جُهدك والذي تتغنمه كما يقال حُماداك ومعناه كله غايتك وآخر أَمرك وبنو غَنْم قبيلة من تَغْلِب وهو غَنم بن تغلب بن وائل ويَغْنَم أبو بطن وغنّام وغانم وغُنَيم أَسماءٌ وغَنَّمة اسم امرأَة وغَنّام اسم بعير وقال يا صاح ما أَصْبَرَ ظَهْرَ غَنَّام خَشِيتُ أَن تَظْهَرَ فيه أَوْرام مِن عَوْلَكَيْنِ غَلَبا بالإِبْلام

( غهم ) الغَيْهَمُ كالغَيْهَب عن اللحياني

( غيم ) الغَيْم السحاب وقيل هو أَن لا ترى شمساً من شدة الدَّجْن وجمعه غُيوم وغِيام قال أَبو حية النميري يَلُوحُ بها المُذَلَّقُ مِذْرَياه خُروجَ النجمِ من صَلَعِ الغِيام وقد غامَت السماء وأَغامَت وأَغْيَمت وتَغَيَّمَت وغَيَّمت كله بمعنى وأَغيَم القومُ إذا أصابهم غَيْم ويوم غَيُوم ذو غَيم حُكي عن ثعلب والغَيم العطش وحرّ الجوف وأَنشد ما زالتِ الدَّلْوُ لها تَعُودُ حتى أَفاقَ غَيْمُها المَجْهُودُ قال ابن بري الهاء في قوله لها تعود على بئر تقدم ذكرها قال ويجوز أَن تعود على الإبل أَي ما زالت تعود في البئر لأَجلها أَبو عبيد والغَيْمة العطش وهو الغَيْم أَبو عمرو الغيم والغَيْن العطش وقد غام يَغِيم وغان يَغِين وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من العَيْمة والغَيْمة والأَيْمة فالعَيْمة شدّة الشهوة للبن والغَيمة شدّة العطش والأَيمة العُزْبة وقد غام إلى الماء يَغِيم غَيْمة وغَيَماناً ومَغِيماً عن ابن الأَعرابي فهو غَيْمان والمرأَة غَيْمَى وقال رَبيعة ابن مقروم الضبي يصف أُتُناً فَظَلَّتْ صَوافِنَ خُزْرَ العُيون إلى الشمس مِن رَهْبةٍ أَن تَغِيما والذي في شعره فظلت صَواديَ أَي عطاشاً وشجر غَيْم أَشِبٌ مُلتفّ كغَين وغَيَّمَ الطائرُ إذا رفرف على رأْسك ولم يُبعد عن ثعلب بالغين والياء عن ابن الأَعرابي والغِيام اسم موضع قال لبيد بَكَتْنا أَرْضُنا لما ظَعَنّا وحَيَّيْنا سُفَيْرَةُ والغِيام وغَيَّمَ الليلُ تغييماً إذا جاء مِثْلَ الغَيم وروى الأزهري عن ابن السكيت قال قال عجرمة الأَسدي ما طَلعت الثريا ولا باءت إلا بعاهة فيُزكَم الناس ويُبْطَنُون ويُصيبهم مرض وأَكثر ما يكون ذلك في الإبل فإنها تُقْلَب ويأْخذها عَتَهٌ والغيم شُعبة من القُلاب يقال بعير مَغْيُوم ولا يكاد المغيوم يموت فأَما المَقْلوب فلا يكاد يُفْرِقُ وذلك يُعرف بمَنْخِره فإذا تنفس منخِره فهو مقلوب وإذا كان ساكن النَفَس فهو مغيوم

( فأم ) الفِئامُ وِطاء يكون للمَشاجر وقيل هو الهَوْدَج الذي قد وُسِّع أسفله بشيء زيد فيه وقيل هو عِكْم مثل الجُوالِق صغير الفم يُغَطَّى به مَرْكب المرأَة يجعل واحد من هذا الجانب وآخر من هذا الجانب قال لبيد وأَرْيَدُ فارِسُ الهَيْجا إذا ما تَقَعَّرتِ المَشاجِرُ بالفِئام
( * قوله « وأربد إلخ » تقدم في مادة شجر محرفاً وما هنا هو الصواب » )
والجمع فُؤُوم وفي التهذيب الجمع فُؤُمٌ على وزن فُعُم مثل خِمار وخُمُر وفَأّمَ الهَوْدجَ وأَفْأَمَه وسَّعَ أسفَلَه قال زهير على كُلِّ قَيْنيٍّ قَشِيبٍ مُفَأّم ويروى ومُفْأَم وهودج مُفَأّم على مُفَعَّل وُطِّئ بالفئِام والتفئيم توسيع الدًلو يقال أَفْأَمْتُ الدلو وأَفْعَمْتُه إذا ملأْته ومزادةٌ مُفَأّمة إذا وُسّعت بجلد ثالث بين الجلدين كالراوية والشَّعِيب وكذلك الدلو المُفَأّمَةُ الجوهري أفْأمت الرحلَ والقتب إذا وسَّعته وزدت فيه وفأّمه تفئيماً مثله ورَحْل مُفْأم ومُفَأّم وأنشد بيت زهير أيضاً ظَهَرْنَ من السُّوبانِ ثم جَزَعْنَه على كل قَينيٍّ قشيب ومُفْأَم وقال رؤبة عَبْلا تَرى في خَلْقه تفئيما ضِخَماً وسَعة أبو عمرو فَأَمْتُ وصَأَمْتُ إذا رَوِيتَ من الماء وقال أَبو عمرو التَّفاؤمُ أن تملأ الماشية أفواهها من العُشب ابن الأعرابي فَأَم البعيرُ إذا ملأ فاه من العشب وأنشد ظَلَّتْ برَمْلِ عالجٍ تَسَنَّمُهْ في صِلِّيانٍ ونَصِيٍّ تَفْأَمُهْ وقال أبو تراب سمعت أبا السَّمَيْدع يقول فَأَمت في الشراب وصَأَمت إذا كرعت فيه نَفَساً قال أبو منصور كأَنه من أَفْأَمْت الإناء إذا أَفْعَمْته وملأته والأفْآم فُروغُ الدلو الأربعة التي بين أطراف العَراقي حكاها ثعلب وأنشد في صفه دلو كأنَّ تَحتَ الكَيْلِ مِنْ أَفآمها شَقْراءَ خَيْلٍ شُدَّ مِن حِزامها وبعير مُفأَم ومُفَأّم سمين واسع الجوف ويقال للبعير إذا امتلأ شحماً قد فُئِم حاركه وهو مُفْأَم والفِئام الجماعة من الناس قال كأنَّ مَجامِعَ الرَّبَلاتِ منها فِئامٌ يَنْهَضُون إلى فِئام وفي التهذيب فئام مجلبون إلى فئام قال الجوهري لا واحد له من لفظه يقال عند فلان فِئام من الناس والعامة تقول فِيام بلا همز وهي الجماعة وفي الحديث يكون الرجل على الفِئام من الناس هو مهموز الجماعة الكثيرة وفي ترجمة فعم سقاء مُفْعَم ومُفْأَم أي مملوء

( فجم ) الفَجَم غِلَظ في الشدق رجل أفْجم يمانية وفَجْمة الوادي وفُجْمَته مُتَّسَعه وقد انْفَجَم وتَفَجَّم وفُجُومة حيّ من العرب وضُبَيْعةُ أفْجَم قبيلة

( فجرم ) الفِجْرِِمُ الجَوز الذي يؤكل وقد جاء في بعض كلام ذي الرمة

( فحم ) الفَحْم والفَحَم معروف مثل نَهْر ونَهَر الجمر الطافئ وفي المثل لو كنت أنْفُخ في فَحَم أي لو كنت أعمل في عائدة قال الأغلب العجلي هل غَيْرُ غارٍ هَدَّ غاراً فانْهَدَمْ ؟ قد قاتَلُوا لو يَنْفُخُون في فَحَمْ وصَبَروا لو صَبَرُوا على أَمَمْ يقول لو كان قتالهم يغني شيئاً ولكنه لا يغني فكان كالذي ينفخ نارً ولا فحم ولا حطب فلا تتقد النار يضرب هذا المثل للرجل يمارس أمراً لا يُجدي عليه واحدته فَحْمة وفَحَمة والفَحِيم كالفَحْم قال امرؤ القيس وإذْ هِيَ سَوْداءُ مثل الفَحِيم تُغَشِّي المَطانِبَ والمَنْكِبا وقد يجوز أن يكون الفَحِيم جمع فَحْم كعبْد وعَبِيد وإن قلّ ذلك في الأجناس ونظير مَعْز ومَعِيز وضَأْن وضَئِين وفَحْمة الليل أوّله وقيل أشدّ سواد في أوّله وقيل أشدّه سواداً وقيل فحمته ما بين غروب الشمس إلى نوم الناس سميت بذلك لحرّها لأن أوّل الليل أَحرّ من آخره ولا تكون الفحمة في الشتاء وجمعها فِحام وفُحوم مثل مَأْنة ومُؤون قال كثيِّر تُنازِعُ أشْرافَ الإكامِ مَطِيَّتي مِن الليل شَيحاناً شَدِيداً فُحومُها ويجوز أن يكون فُحومها سوادها كأنه مصدر فَحُم والفَحْمة الشراب في جميع هذه الأوقات المذكورة الأزهري ولا يقال للشراب فحمة كما يقال لِلجاشِرِيَّةِ والصَّبُوح والغَبُوق والقَيْل وأَفْحِمُوا عنكم من الليل وفَحِّمُوا أي لا تسيروا حتى تذهب فَحمته والتفحيم مثله وانطلقنا فَحْمةَ السَّحَر أي حينه وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ضُموا فَواشِيَكم حتى تذهب فحمة الشتاء والفَواشي ما انتشر من المال والإبل والغنم وغيرها وفَحْمة العِشاء شدة سواد الليل وظلمتِه وإنما يكون ذلك في أوّله حتى إذا سكن فَوْرُه قَلَّت ظُلمته قال ابن بري حكى حمزة بن الحسن الأصبهاني أن أبا المفضل قال أخبرنا أبو معمر عبد الوارث قال كنا بباب بكر بن حبيب فقال عيسى بن عمر في عرض كلام له قَحْمة العِشاء فقلنا لعله فحمة العشاء فقال هي قحمة بالقاف لا يختلف فيها فدخلنا على بكر بن حبيب فحكيناها له فقال هي فحمة العشاء بالفاء لا غير أي فَورته وفي الحديث اكْفِتوا صبيانكم حتى تذهب فحمة العشاء هي إقباله وأول سواده قال ويقال للظُّلمة التي بين صلاتي العشاء الفحمة والتي بين العتمة والغداة العَسْعَسَةُ ويقال فَحِّموا عن العشاء يقول لا تَسِيروا في أوله حين تَفُور الظُّلمة ولكن امْهَلوا حتى تَسْكن وتَعتدل الظلمة ثم سيروا وقال لَبيد واضْبِطِ الليلَ إذا طالَ السُّرى وتَدَجَّى بَعْدَ فَوْرٍ واعْتَدَلْ وجاءنا فَحْمةَ ابن جُمَيْرٍ إذا جاء نصف الليل أَنشد ابن الكلبي عِنْدَ دَيْجورِ فَحْمةِ ابن جُمَيْرٍ طَرَقَتْنا والليلُ داجٍ بَهِيمُ والفاحِمُ من كل شيء الأَسود بَيِّن الفُحومة ويُبالَغ فيه فيقال أَسود فاحم وشَعر فَحِيم أَسود وقد فَحُم فُحوماً وشعر فاحِم وقد فَحُم فُحُومة وهو الأَسود الحسن وأَنشد مُبَتَّلة هَيْفاء رُؤْد شَبابُها لَها مُقْلَتا رِيمٍ وأَسْودُ فاحِمُ وفَحَّم وجهه تفحيماً سوَّده والمُفْحَم العَييُّ والمفْحَم الذي لا يقول الشعر وأفْحَمه الهمُّ أو غيره منعه من قول الشعر وهاجاه فأَفْحَمه صادفه مُفْحَماً وكلَّمه فَفَحَم لم يُطق جواباً وكلمته حتى أَفْحَمْته إذا أَسكتَّه في خصومة أو غيرها وأَفْحَمْته أي وجدته مُفْحَماً لا يقول الشعر يقال هاجَيْناكم فما أَفْحَمْناكم قال ابن بري يقال هاجيته فأَفْحَمْته بمعنى أََسكتُّه قال ويجيء أَفحمته بمعنى صادفته مُفحَماً تقول هَجَوته فأَفحمته أي صادفته مفحماً قال ولا يجوز في هذا هاجيته لأن المهاجاة تكون من اثنين وإذا صادفه مُفْحَماً لم يكن منه هجاء فإذا قلت فما أَفحمناكم بمعنى ما أَسكتناكم جاز كقول عمرو بن معد يكرب وهاجيناكم فما أفحمناكم أي فما أَسكتناكم عن الجواب وفي حديث عائشة مع زينب بنت جحش فلم أَلبث أن أَفْحَمْتها أي أَسكتُّها وشاعر مُفْحَم لا يجيب مُهاجِيه وقول الأخطل وانزِعْ إلَيْكَ فإنَّني لا جاهلٌ بَكِمٌ ولا أنا إنْ نَطَقْتُ فَحُوم قال ابن سيده قيل في تفسيره فَحُوم مُفْحَم قال ولا أدري ما هذا إلاّ أن يكون توهّم حذف الزيادة فجعله كرَكُوب وحَلُوب أو يكون أراد به فاعلاً من فَحَم إذا لم يُطق جواباً قال ويقال للذي لا يتكلم أصلاً فاحِم وفَحَم الصبيُّ بالفتح يَفْحَم وفَحِمَ فَحْماً وفُحاماً وفُحوماً وفُحِمَ وأُفْحِمَ كل ذلك إذا بكى حتى ينقطع نفَسُه وصوته الليث كلمني فلان فأَفْحَمته إذا لم يُطق جوابك قال أبو منصور كأَنه شبه بالذي يبكي حتى ينقطع نفَسه وفَحَم الكبشُ وفَحِمَ فهو فاحِم وفَحِمٌ صاح وثَغا الكبْشُ حتى فَحِمَ أي صار في صوته بحُوحة

( فخم ) فَخُم الشيءُ يَفْخُم فَخامة وهو فَخْم عَبُلَ والأُنثى فَخْمة وفَخُم الرجل بالضم فَخامة أي ضَخُم ورجل فَخْم أي عظيم القدر وفَخَّمه وتَفَخَّمه أجَلَّه وعظَّمه قال كثير عزة فأنْتَ إذا عُدَّ المَكارم بَيْنَه وبَينَ ابنِ حَرْبٍ ذِي النُّهى المُتَفَخِّم والتَّفْخِيم التعظيم وفَخَّم الكلام عظَّمه ومنطق فَخْم جَزَل على المثل وكذلك حسَبٌ فَخْم قال دَعْ ذا وبَهِّجْ حَسَباً مُبَهَّجَا فَخْماً وسَنِّنْ مَنْطِقاً مُزَوَّجا وروي في حديث أبي هالة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان فَخْماً مُفَخَّماً أَي عظيماً مُعَظَّماً في الصدور والعيون ولم تكن خِلْقته في جسمه الضخامة وقيل الفَخامة في وجهه نُبْلُه وامْتِلاؤه مع الجمال والمهابة وأتيْنا فلاناً فَفَخَّمْناه أي عَظَّمْناه ورفعنا من شأْنه قال رؤبة نَحْمَدُ مَوْلانا الأجَلَّ الأفْخَما والفَيْخَمانُ الرئيس المُعظَّم الذي يُصدَر عن رأْيه ولا يُقطع أمرٌ دونه أبو عبيد الفَخامة في الوجه نُبله وامْتِلاؤه ورجل فَخْم كثير لحم الوَجْنَتين والتفخيم في الحروف ضد الإمالة وألف التفخيم هي التي تجدها بين الألف والواو كقولك سلام عليكم وقامَ زيد وعلى هذا كتبوا الصلوة والزكوة والحيوة كل ذلك بالواو لأن الألف مالت نحو الواو وهذا كما كتبوا إحديهما وسويهن بالياء لمكان إمالة الفتحة قبل الألف إلى الكسرة

( فدم ) الفَدْم من الناس العَيِيُّ عن الحجة والكلام مع ثقل ورخاوة وقلة فهم وهو أيضاً الغليظ السمين الأحمق الجافي والثاء لغة فيه وحكى يعقوب أن الثاءَ بدل من الفاء والجمع فِدام والأُنثى فَدْمَة وثَدْمة وقد فَدُمَ فَدامة وفُدومة قال الليث والجمع فُدْم
( * قوله والجمع فدم » كذا ضبط بالأصل ووقع في نسخة التهذيب مضبوطاً بشكل القلم أيضاً ككتب )
والمُفْدَم من الثياب المُشْبَع حمرة وقيل هو الذي ليست حُمرته شديدة وأَحْمر فَدْم مشبع قال شمر والمُفَدَّمة من الثياب المُشْبَعة حمرة قال أبو خراش الهذلي ولا بَطَلاً إذا الكُماةُ تَزَيَّنُوا لَدَى غَمَراتِ المَوْتِ بالحالِكِ الفَدْمِ يقول كأنَّما تزينوا في الحرب بالدّم الحالك والفَدْم الثقيلُ من الدم والمُفَدَّم مأْخوذ منه وثوب فَدْم إذا أُشبع صَبْغُه وثوب فَدْم ساكنة الدال إذا كان مصبوغاً بحمرة مشبعاً وصِبْغ مُفْدَم أي خاثِر مُشْبَع قال ابن بري والفَدم الدم قال الشاعر أَقولُ لكامِلٍ في الحَرْب لَمَّا جَرى بالحالِكِ الفَدْمِ البُحورُ وفي الحديث أنه نهى عن الثوب المُفْدَم هو المشبع حمرة كأنه الذي لا يُقدر على الزيادة عليه لتناهي حمرته فهو كالممتنع من قبول الصبغ ومنه حديث علي نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أَقرأَ وأنا راكع أو أَلبَسَ المُعَصْفَر المُفْدَم وفي حديث عروة أنه كره المُفْدَم للمُحرم ولم يرَ بالمُضَرَّج بأْساً المُضَرَّج دون المُفْدَم وبعده المُوَرَّد وفي حديث أبي ذرّ أن الله ضَرَبَ النصارى بِذلّ مُفْدَم أي شديد مشبع فاستعاره من الذوات للمعاني والفَدْم الدم ومنه قيل للثقيل فَدْم تشبيهاً به والفِدامُ شيء تشدُّه العجم على أفواهها عند السَّقْي الواحدة فِدامَة وأما الفِدام فإنه مِصْفاة الكوز والإبريق ونحوه وسُقاةُ الأَعاجم المجوس إذا سَقَوا الشِّرْبَ فَدَّمُوا أَفواههم فالساقي مُفَدَّم والإبريق الذي يُسقى منه الشِّرْب مُفَدَّم والفَدَّام شيء تمسح به الأعاجم عند السقي واحدته فَدَّامة قال العجاج كأَنَّ ذا فَدَّامةٍ مُنَطَّفا قَطَّفَ مِن أَعْنابه ما قَطَّفا يريد صاحب فَدَّامة تقول منه فَدَّمْت الآنية تَفدِيماً والمُفَدَّمات الأَباريق والدنان والفِدامُ والثِّدامُ المِصْفاة والفِدام ما يوضع في فم الإبريق والفَدَّم بالفتح والتشديد مثله قال وكذلك الخرقة التي يَشدّ بها المجوسي فمه وإبريق مُفْدَم ومَفدُوم ومُفَدَّم عليه فِدام الثاء عند يعقوب بدل من الفاء والفَدامُ لغة في الفِدام وفَدَّم الإبريقَ وضع على فمه الفِدَام قال عنترة بِزُجاجةٍ صَفْراءَ ذاتِ أسِرَّةٍ قُرِنَتْ بأَزْهَر في الشِّمال مُفَدَّمِ وقال أبو الهِندي مُفَدَّمة قَزّاً كأنَّ رِقابَها رِقابُ بَناتِ الماء أفْزَعَها الرَّعْدُ عدَّى مُفَدَّمة إلى مفعولين لأن المعنى ملبسة أو مكسوّة وفَدَم فاه وعلى فيه بالفِدام يَفْدِم فَدْماً وفَدَّم وضعه عليه وغطَّاه ومنه رجل فَدْمٌ أي عَييّ ثقيل بَيِّن الفَدامة والفُدومة وفي الحديث إنكم مَدْعُوُّون يوم القيامة مُفَدَّمة أفواهُكُم بالفِدام هو ما يشد على فم الإبريق والكوز من خرقة لتصفية الشَّراب الذي فيه أي أنهم يُمنعون الكلام بأَفواههم حتى تتكلم جوارحهم وجلودهم فشبه ذلك بالفدام وقيل كان سُقاة الأَعاجم إذا سَقَوْا فَدَّموا أفواههم أي غَطَّْوها وفي التهذيب حتى تكلم أفخاذهم قال أبو عبيد وبعضهم يقول الفَدَّام قال ووجه الكلام الجيد الفِدام وفي الحديث أيضاً يُحشر الناس يوم القيامة عليهم الفِدام والفِدام هنا يكون واحداً وجمعاً فإذا كان واحداً كان اسماً دالاً على الجنس وإذا كان جمعاً كان كَكِرام وظِراف وفي حديث عليّ كرم الله وجهه الحلم فِدام السفيه أي الحلم عنه يُغَطِّي فاه ويُسْكته عن سفهه والفِدام الغِمامة وفَدَّم البعيرَ شدَّد على فيه الفِدامة

( فدغم ) الفَدْغم بالغين معجمة اللَّحِيم الجسيم الطويل في عِظَم زاد التهذيب من الرجال قال ذو الرمة إلى كلِّ مَشْبوحِ الذِّهراعَيْنِ تُتَّقَى به الحَرْب شَعْشاعٍ وأبْيَضَ فَدْغَمِ قال ابن بري صواب إنشاده لها كلُّ مشبوحِ الذِّراعين أي لهذه الإبل كل عريض الذراعين يحميها ويمنعها من الإغارة عليها والأُنثى بالهاء والجمع فَداغِمة نادر لأنه ليس هنا سبب من الأسباب التي تلحق الهاء لها وخَدٌّ فَدْغَم أي حسن ممتلئ قال الكميت وأَدْنَيْنَ البُرُودَ على خُدودٍ يُزَيِّنّ الفَداغِمَ بالأَسِيلِ

( فرم ) الفَرْمُ والفِرامُ ما تَتَضَيَّقُ به المرأَة من دواء ومَرَةٌ فَرْماءُ ومُسْتَفْرِمة وهي التي تجعل الدواء في فرجها ليضيق التهذيب التفريب والتفريم بالباء والميم تَضْييق المرأَة فَلْهَمَها بعَجَمِ الزبيب يقال اسْتَفْرَمَت المرأَة إذا احتشَت فهي مستَفرمة وربما تتعالج بحب الزبيب تُضيِّق به متاعها وكتب عبد الملك بن مروان إلى الحجاج لما شكا منه أَنس ابن مالك يا ابن المُسْتَفْرِمة بعجَم الزبيب وهو مما يُسْتَفْرَم به يريد أنها تُعالج به فرجها ليَضيق ويَسْتَحْصِف وقيل إنما كتب إليه بذلك لأن في نساء ثَقِيف سَعةً فهنَّ يفعلن ذلك يَسْتَضِقن به وفي الحديث أن الحسين بن علي عليهما السلام قال لرجل عليك بِفِرام أُمك سئل عنه ثعلب فقال كانت أُمه ثقفية وفي أَحْراح نساء ثقيف سعة ولذلك يُعالِجن بالزبيب وغيره وفي حديث الحسن عليه السلام حتى لا تكونوا أَذَلَّ من فَرَم الأمة وهو بالتحريك ما تعالج به المرأَة فرجها ليَضِيق وقيل هي خرقة الحيض أبو زيد الفِرامة الخِرقة التي تحملها المرأة في فرجها واللجمة الخرقة التي تشدها من أَسفلها إلى سرتها وقيل الفِرام أن تحيض المرأَة وتحتشي بالخرقة وقد افترمت قال الشاعر وجَدْتُكَ فيها كأُمِّ الغُلام مَتى ما تَجِدْ فارِماً تَفْتَرِم الجوهري الفَرْمة بالتسكين والفَرْمُ ما تعالج به المرأَة قُبُلَها ليضيق وقول امرئ القيس يَحْمِلْنَنا والأَسَلَ النَّواهِلا مُسْتَفْرِمات بالحصَى حَوافِلا يقول من شدة جريها يدخل الحصى في فروجها وفي حديث أَنس أَيامُ التشريق أيامُ لَهْو وفِرام قال ابن الأَثير هو كناية عن المجامعة وأَصله من الفَرْم وهو تضييق المرأََة فرجها بالأشياء العَفِصة وقد اسْتَفْرمت أي احتشت بذلك والمَفارِم الخِرق تتخذ للحيض لا واحد لها والمُفْرَم المملوء بالماء وغيره هذلية قال البريق الهذلي وحَيٍّ حِلالٍ لهمْ سامرٌ شَهِدْتُ وشِعْبُهُمُ مُفْرَمُ أي مملوء بالناس أبو عبيد المُفْرَم من الحياض المملوء بالماء في لغة هذيل وأنشد حِياضُها مُفْرَمةٌ مُطَبَّعه يقال أفْرَمْت الحوض وأَفْعمته وأَفأَمْتُه إذا ملأْته الجوهري أَفْرَمْتُ الإناء ملأْته بلغة هذيل والفِرْمَى اسم موضع ليس بعربي صحيح الجوهري وفَرَما بالتحريك موضع قال سليك بن السُّلَكة يرثي فرساً له نَفَق في هذا الموضع كأَنَّ قَوائِمَ النَّحَّام لَمَّا تَحَمَّلَ صُحْبَتي أُصُلاً مَحارُ
( * قوله « تحمل » في التكملة تروح )
عَلا فَرَماءَ عَالِيةً شَواه كأَنَّ بَياضَ غُرَّتِهِ خِمارُ يقول عَلَتْ قَوائمُهُ فرَماء قال ابن بري من زعم أن الشاعر رثى فرسه في هذا البيت لم يروه إلا عاليةً شَواه لأنه إذا مات انتفخ وعلت قوائمه ومن زعم أنه لم يمت وإنما وصفه بارتفاع القوائم فإنه يرويه عاليةٌ شواه وعاليةً بالرفع والنصب قال وصواب إنشاده على قَرَماء بالقاف قال وكذلك هو في كتاب سيبويه وهو المعروف عند أهل اللغة قال ثعلب قَرَماء عَقَبة وصف أن فَرسه نَفَق وهو على ظهره قد رفع قوائمه ورواه عاليةً شواه لا غير والنحَّام اسم فرسه وهو من النُّحْمة وهي الصوت قال ابن بري يقال ليس في كلام العرب فَعَلاء إلا ثلاثة أَحرف وهي فَرَماء وجَنَفاء وجَسَداء وهي أَسماء مواضع فشاهد فَرَماء بيت سليك بن السلكة هذا وشاهد جَنَفاء قول الشاعر رَحَلْت إلَيْكَ من جَنَفاء حتَّى أَنَخْتُ فِناء بَيْتك بالمَطالي وشاهد جَسَداء قول لبيد فَبِتْنا حَيْثُ أَمْسَيْنا ثَلاثاً على جَسَداءَ تَنْبَحُنا الكِلابُ قال وزاد الفراء ثَأَداء وسَحَناء لغة في الثَّأْداء والسَّحْناء وزاد ابن القوطية نَفَساء لغة في النَّفْساء قال ومما جاء فيه فَعْلاء وفَعَلاء ثَأداء وثَأْداء وسَحَناء وسَحْناء وامرأَة نَفْساء ونَفَساء لغة في النُّفَساء قال ابن كيسان أما ثَأْداء والسَّحَناء فإنما حركتا لمكان حرف الحلق كما يسوغ التحريك في مثل النهر والشَعَر قال وفَرماء ليست فيه هذه العلة قال وأَحسبها مقصورة مدّها الشاعر ضرورة قال ونظيرها الجَمَزى في باب القصر وحكى علي بن حمزة عن ابن حبيب أنه قال لا أَعلم قَرَماء بالقاف ولا أَعلمه إلا فرَماء بالفاء وهي بمصر وأنشد قول الشاعر سَتُحْبِطُ حائِطَيْ فَرَماء منِّي قَصائدُ لا أُرِيدُ بها عِتابا وقال ابن خالويه الفَرَما بالفاء مقصور لا غير وهي مدينة بقرب مصر سميت بأَخي الإسكندر واسمه فرَما وكان الفرما كافراً وهي قرية إسمعيل ابن إبراهيم عليه السلام

( فرجم ) افْرَنْجَم الحَمَلُ كافرْنَبْج شُوِْى فَيبِست أَعاليه

( فرزم ) الفُرْزُم سِنْدان الحدّاد قال والفُرْزُوم خشبة الحذَّاء ومنهم من يقول قُرزوم بالقاف الجوهري الفُرْزُوم خشبة مدوَّرة يَحْذو عليها الحَذَّاء وأَهل المدينة يسمونها الجَبْأَة قال كذا قرأْته على أبي سعيد قال وحكاه أيضاً ابن كيسان عن ثعلب قال وهو في كتاب ابن دريد بالقاف قال وسأَلت عنه في البادية فلم يُعرف وحكى ابن بري قال قال ابن خالويه الفُرزوم بالفاء خشبة الحذَّاء وبالقاف سندان الحدَّاد

( فرصم ) الفِرْصِمُ من أَسماء الأَسد

( فرضم ) الفِرْضِم من الإبل الضخمة الثقيلة وفِرْضِم اسم قبيلة وإبل فِرْضِمِيَّة منسوبة إليه

( فرطم ) الفُرطُومة منقار
( * قوله « الفرطومة منقار » تبع في ذلك التهذيب والنهاية والذي في القاموس الفرطوم بلا هاء ) الخف إذا كان طويلاً محدد الرأْس وخف مُفَرْطم الجوهري الفُرْطوم طرَف الخُف كالمِنْقار وخِفاف مُفَرْطمة وفي الحديث إن شيعة الدجال شواربهم طويلة وخفافهم مفرطمة قال ابن الأَثير الفُرطومة حكاها ابن الأَعرابي بالقاف ابن الأَعرابي قال قال أَعرابي جاءنا فلان في نِخافَيْنِ مُقَرْطَمَيْنِ أي لهما مِنقاران والنِّخافُ الخف رواه بالقاف قال وهو أصح مما رواه الليث بالفاء

( فرقم ) أبو عمرو الفَرْقَمُ حَشَفة الرجل وأَنشد مَشْعُوفةٍ بِرَهْزِ حَكِّ الفَرْقَم
( * قوله « مشعوفة إلخ » قبله كما في التكملة وأمه أكالة للقمقم ) قال ورواه بعضهم القِرْقِم قال وأنا لا أعرفها

( فسحم ) الجوهري الفُسْحُم بالضم الواسع الصدر والميم زائدة

( فصم ) الفَصْم الكسر من غير بينونة فَصَمه يَفْصِمُه فَصْماً فانْفَصَم كسره من غير أن يبين وتَفَصَّم مثله وفَصَّمه فَتَفَصَّم وخَلْخال أفْصَمُ مُتَفَصِّم عن الهجري وأنشد لعمارة بن راشد وأمَّا الألى يَسْكُنَّ غَوْرَ تِهامةٍ فَكُلُّ كَعابٍ تَتْرُكُ الحِجلَ أَفْصَما وفُصِم جانبُ البيتِ انهدمَ والانفِصامُ الانقطاع وفي التنزيل العزيز لا انْفِصام لها أي لا انقطاع لها وقيل لا انكسار لها وفي الحديث في صفة الجنة دُرَّةٌ بَيْضاءُ ليس فيها فَصْم ولا وَصْم قال أبو عبيد الفَصم بالفاء أن ينصدع الشيء من غير أن يَبِين من فَصَمت الشيء أَفْصِمه فَصْماً إذا فعلت ذلك به فهو مَفصُوم قال ذو الرمة يذكر غزالاً شبهه بدُمْلُج فضة كأنَّه دُمْلُجٌ مِن فِضَّةٍ نَبَهٌ في مَلْعَبٍ مِن جواري الحَيِّ مَفْصُومُ شبه الغزال وهو نائم بدملج فضة قد طُرح ونُسِي وكل شيء سقط من إنسان فنسيه ولم يهتد له فهو نَبَهٌ وهو الخُرت والخُرات
( * قوله « وهو الخرت والخرات إلى قوله وإنما جعله إلخ » كذا بالأصل ولينظر ما مناسبته هنا )
والناس كلهم يقولون خُرت وهو خَرق النصاب وإنما جعله مفصوماً لتثنيه وانحنائه إذا نام ولم يقل مقصوم بالقاف فيكون بائناً باثنين قال ابن بري قيل في نبه إنه المشهور وقيل النفيس الضالّ الموجود عن غفلة لا عن طلب وقيل هو المنسي الفراء فأْس فَصيم
( * قوله « فأس فصيم » كذا في الأصل والقاموس والذي في التهذيب والتكملة فيصم أي كصيقل ) وهي الضخمة وفأْس فِنْدَأْيةٌ لها خُرت وهو خرق النصاب قال وأما القصم بالقاف فأَن ينكسر الشيء فيبين وفي حديث أبي بكر إني وجدت في ظهري انْفِصاماً أي انصداعاً ويروى بالقاف وهو قريب منه وفي الحديث استَغْنُوا عن الناس ولو عن فِصْمة السواك أي ما انكسر منه ويروى بالقاف وأَفْصَم الفحلُ إذا جَفر ومنه قيل كل فحل يُفْصِم إلا الإنسان أي ينقطع عن الضراب وانفصم المطر انقطع وأَقْلَع وأَفصم المطرُ وأَفْصى إذا أَقلَع وانكشف وأَفْصَمَت عنه الحُمَّى وفي حديث عائشة رضوان الله عليها أنها قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَنْزِل عليه في اليوم الشديد البرْدِ فَيُفْصِم الوَحْيُ عنه وإِنَّ جَبِينَه ليَتَفصَّد عرَقًا فيُفْصِم أي يُقلِع عنه وفي بعض الحديث فيُفصم عني وقد وَعَيْت يعني الوَحْي أي يُقلع

( فطم ) فَطَم العُودَ فَطْماً قطعه وفَطَمَ الصبيِّ يَفْطِمه فَطْماً فهو فطيم فصَلَه من الرضاع وغلام فَطِيم ومَفْطُوم وفطَمَتْه أُمه تَفْطِمه فصَلته عن رضاعها الجوهري فِطام الصبي فِصاله عن أُمه فطَمَت الأُم ولدها وفُطِم الصبي وهو فَطِيم وكذلك غير الصبي من المَراضِع والأُنثى فَطِيم وفَطِيمة وفي حديث امرأَة رافع لما أَسلم ولم تُسْلِم فقال ابنتي وهي فَطِيم أي مَفْطُومة وفعيل يقع على الذكر والأُنثى فلهذا لم تلحقه الهاء وجمع الفَطِيم فُطُم مثل سَرِير وسُرُر قال وإن أَغارَ فلم يَحْلو بِطائِلةٍ في لَيْلةٍ من حَمِير ساوَرَ الفُطُما وفي حديث ابن سيرين بلغه أن ابن عبد العزيز أَقْرَعَ بين الفُطُم فقال ما أَرى هذا إلا من الاسْتِقْسام بالأَزْلام جمع فَطِيم من اللبن أي مَفْطُوم قال ابن الأثير وجمع فَعِيل في الصفات على فُعُل قليل في العربية وما جاء منه شُبِّه بالأسماء كنَذِير ونُذُر فأما فعيل بمعنى مفعول فلم يرد إلا قليلاً نحو عَقِيم وعُقُم وفَطِيم وفُطُم وأراد بالحديث الإقْراع بين ذَرارِيِّ المسلمين في العَطاء وإنما أَنكره لأن الإقراع لتفضيل بعضهم على بعض في الفرض والاسم الفِطام وكل دابة تُفْطَم قال اللحياني فَطَمَتْه أُمه تَفْطِمه فلم يَخُص من أي نوع هو وفَطَمْت فلاناً عن عادته وأُصل الفَطْم القطع وفَطَم الصبيَّ فصله عن ثدي أُمه ورَضاعها والفَطِيمة الشاة إذا فُطِمت وأَفْطَمَت السَّخلة حان أن تُفْطَم عن ابن الأعرابي فإذا فُطِمت فهي فاطِمٌ ومَفْطُومة وفَطِيمةً عنه أيضاً قال وذلك لشهرين من يوم ولادها وتَفاطَم الناس إذا لَهِجَ بَهْمُهم بأُمهاته بعد الفِطام فدفع هذا بَهْمَه إلى هذا وهذا بهْمَه إلى هذا وإذا كانت الشاة تُرْضِع كل بَهْمة فهي المُشْفِع ابن الأعرابي قال إذا تناولت أولاد الشياه العيدان قيل رَمَّت وارتَمَّت فإذا أَكلت قيل بَهْمة سامع
( * قوله « بهمة سامع » كذا في الأصل على هذه الصورة ) حتى يدنو فطامها فإذا دنا فطامها قيل أَفْطَمَت البَهمة فإذا فُطمت فهي فاطم ومَفْطومة وفطيم وذلك لشهرين من يوم فطامها فلا يزال عليها اسم الفطام حتى تَسْتَجْفِر والفاطم من الإبل التي يُفْطَم ولدها عنها وناقة فاطِم إذا بلَغ حُوارها سنة فَفُطِم قال الشاعر مِنْ كُلِّ كَوْماءِ السَّنام فاطِمِ تَشْحَى بمُسْتَنِّ الذَّنُوب الراذِمِ شِدْقَيْنِ في رأْسٍ لها صُلادِمِ ولأَفطِمَنَّك عن هذا الشيء أي لأَقطَعنَّ عنه طَمَعَكَ وفاطِمةُ من أسماء النساء التهذيب وتسمى المرأَة فاطِمة وفِطاماً وفَطِيمة وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أَعطَى عليّاً حُلّةً سِيَراء وقال شَقِّقها خُمُراً بين الفواطِم قال القتيبي إحداهن سيّدة النساء فاطِمةُ بنت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليها زَوْجُ علي عليه السلام والثانية فاطِمةُ بنت أَسد بن هاشم أُم علي بن أبي طالب عليه السلام وكانت أَسلمت وهي أوّل هاشمية وعلَدت لهاشميّ قال ولا أَعرف الثالثة قال ابن الأَثير هي فاطمة بنت حمزة عمِّه سيد الشهداء رضي الله عنهما وقال الأزهري الثالثة فاطمة بنتُ عُتْبة بن ربيعة وكانت هاجرت وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم قال وأَراه أَراد فاطمة بنت حمزة لأنها من أهل البيت قال ابن بري والفواطم اللاتي وَلَدن النبي صلى الله عليه وسلم قُرشية وقَيْسِيَّتان ويَمانِيَتانِ وأَزْدِيَّة وخُزاعِيَّةٌ وقيل للحسن والحسين ابنا الفواطم فاطمةُ أُمهما وفاطمة بنت أَسَد جدّتهما وفاطمةُ بنت عبد الله بن عمرو بن عِمْران بن مَخْزُوم جدَّةُ النبي صلى الله عليه وسلم لأبيه وفَطَمْتُ الحبل قَطَعْته وفُطَيْمةُ موضع

( فعم ) : الفَعْمُ و الأَفْعَمُ : الممْتلىء وقيل : الفائض امتلاء . وساعدٌ فَعْمٌ فَعُمَ يَفْعُمُ فَعامة و فُعومة فهو فَعْم : ممتلىء ووَجْه فَعْم وجارية فَعْمة و افْعَوْعَمَ قال كعب يصف نهراً : مُفْعَوْعِمٌ صَخِبُ الآذِيِّ مُنْبَعِقٌ كأَنَّ فيه أَكُفَّ القَوْمِ تَصْطَفِقُ وفي صفته : كان فَعْمَ الأَوصال أَي ممتلىء الأَعْضاء وفي قصيد كعب : ضَخْمٌ مُقَلَّدُها فَعْمٌ مُقَيَّدُها أَي ممتلئة الساق . وفي حديث أُسامة : وانَّهم أَحاطوا ليلاً بحاضِرِ فَعْمٍ أَي حَيّ مُمْتَلِىءٍ بأَهله . و فَعَمَه يَفْعَمُه و أَفْعَمَه : ملأَه وبالغ في مَلْئِه وأَنشد : فَصَبَّحَتْ والطيرُ لم تَكَلَّم جابيةٌ طُمَّتْ بِسَيْلٍ مُفْعَمِ و أَفْعَمْتِ البيت برائحة العُود فافْعَوْعَم و أَفعم المِسْكُ البيتَ : ملأَه بريحه . و أَفعم البيت طِيباً : مَلأَه على المثل . و افْعَوْعَم هو : امتلأَ . وفي الحديث : لو أَنَّ امرأَة من الحُور العِين أَشْرَفَتْ لأَفْعَمَت ما بين السماء والأَرض رِيحَ المِسكِ أَي ملأَت ويروى بالغين . و فَعَمَتْه رائحتهُ الطيب و أَفْعَمَتْه : ملأَت أَنفَه والأَعرف فَغَمتْه بالغين المعجمة فأَما قوله أَنشده ابن الأَعرابي لكثير : أَتِيٌّ ومَفْعُومٌ حَثِيثٌ كأَنه غُرُوبُ السَّواني أَتْرَعَتها النَّواضِحُ فإِنه زعم أَنه لم يسمع مَفْعُوم إِلا في هذا البيت قال : وهو من أَفْعَمت ونظيره قول لبيد : الناطِق المَبرُوز والمَخْتُوم وهو من أَبرزت ومثله المَضْعُوف من أَضْعَفْت . الأَزهري : ونَهَر مَفْعُوم أَي ممتلىء . ويقال : سِقاء مُفْعَم ومُفْأَم أَي مملوء وأَنشد أَبو سهل في أَشعار الفصيح في باب المشدّد بيتاً آخر جاء به شاهداً على الضِّحِّ وهو : أَبْيَض أَبرَزَه للضِّحِّ راقبهُ مُقَلَّد قُضُبَ الرَّيْحانِ مَفْعومُ أَي ممتلىء لَحْماً . و فَعُمَت المرأَة فَعامة و فُعُومة وهي فَعْمة اسْتَوى خَلْقها وغَلُظَ ساقها وساعدٌ فَعْمٌ قال : بساعدٍ فَعْمٍ وكَفَ خاضِب ومُخَلْخَل فَعْمٌ قال : فَعْمٌ مُخَلْخَلُها وَعْثٌ مُؤزَّرُها عَذْبٌ مُقَبَّلُها طَعْمُ السَّدَا فُوها السَّدا ههنا : البلح الأَخضر واحدته سَداة وقيل : هو العَسَل من قولهم سَدَتِ النحل تَسْدُو سَداً . الجوهري : أَفْعَمْت الرجلَ مَلأْته غضباً وحكى الأَزهري عن أَبي تراب قال : سمعت واقعاً السَّلمِيَّ يقول أَفْعَمْت الرجل وأَفْغَمْته إِذا ملأْته غضباً أَو فَرحاً

( فغم ) فَغَم الوَرْدُ يَفْغَم فُغُوماً انفتح وكذلك تَفَغَّم أي تفتح وفَغَمت الرَّائحةُ السُّدَّة فتَحتْها وانْفَغَمَ الزُّكام وافْتَغَم انفرج وفَغَمةُ الطيب رائحتُه فَغمَتْه تَفْغَمُه فَغْماً وفُغُوماً سدَّت خَياشِيمه وفي الحديث لو أنَّ امرأة من الحور العين أشْرَفَتْ لأفْغَمَتْ ما بين السماء والأرض بريح المسك أي لملأَتْ قال الأَزهري الرواية لأَفعمت بالعين قال وهو الصواب يقال فَعَمْت الإناءَ فهو مفعوم إذا ملأته وقد مرَّ تفسيره والريحُ الطَّيبة تَفْغَمُ المزكوم قال الشاعر نَفْحةُ مِسْكٍ تَفْغَم المَفْغُوما ووجدت فَغْمة الطيب وفَغْوَته أي ريحه والفَغَم بفتح الغين الأنف عن كراع كأنه إنما سمي بذلك لأن الريح تَفْغَمه أبو زيد بَهَظْته أَخذت بفُقْمه وبفُغْمِه قال شمر أَراد بفُقْمه فمَه وبفُغْمِه أَنفه والفَغَم بالتحريك الحِرص وفَغِمَ بالشيء فَغَماً فهو فَغِم لَهِجَ به وأُولِعَ به وحَرَص عليه قال الأعشى تَؤُمُّ دِيارَ بني عامِرٍ وأَنْتَ بآلِ عقِيل فَغِم قال ابن حبيب يريد عامر بن صَعْصَعة وعَقِيل بن كعب بن عامر بن صعصعة وكلْبٌ فَغِمٌ حريصٌ على الصيد قال امرؤ القيس فيُدْرِكُنا فَغِمٌ داجِنٌ سَمِيعٌ بَصِيرٌ طَلوبٌ نَكِرْ ابن السكيت يقال ما أشدَّ فَغَمَ هذا الكلب بالصيد وهو ضراوته ودُرْبَته والفُغْمُ الفَم أَجمع ويحرك فيقال فُغُمٌ وفَغَمه أي قَبَّله قال الأَغلب العجلي بَعْدَ شَمِيمِ شاغِفٍ وفَغْمِ وكذا المُفاغَمة قال هُدْبة بن خَشْرَم متى تقولُ القُلُصَ الرَّواسِما يُدْنِينَ أُمَّ قاسِمٍِ وقاسِما ألا تَرَيْنَ الدَّمْعَ مِني ساجما حِذارَ دارٍ مِنْكِ أن تُلائِما ؟ والله لا يَشْفِي الفُؤادَ الهائما تَماحُكُ اللَّبَّاتِ والمآكِما وفي رواية نَفْثُ الرُّقَى وعَقْدُك التَّمائِما ولا اللِّزامُ دُون أن تُفاغِما ولا الفِغامُ دون أن تُفاقِما وتَرْكَبَ القَوائمُ القوائما وفَغِمَ بالمكان فَغَماً أَقام به ولزِمَه وأَخذ بفُغْم الرجل أي بذقنه ولحيته كفُقْمه وفي الحديث كلوا الوَغْم واطرحوا الفَغْم قال ابن الأثير الوَغْم ما تساقط من الطعام والفَغْم ما يَعْلَقُ بين الأسنان أي كلوا فُتات الطعام وارموا ما يخرجه الخِلال قال وقيل هو بالعكس

( فقم ) الفَقَمُ في الفم أن تدخل الأسنان العليا إلى الفم وقيل الفَقَم اختلافه وهو أن يخرج أسفل اللَّحْي ويدخل أعلاه فَقِمَ يَفْقَم فَقَماً وهو أَفْقَم ثم كثر حتى صار كلُّ مُعْوَجٍّ أَفقم وقيل الفَقَم في الفَم أن تتقدم الثنايا السفلى فلا تقع عليها العليا إذا ضم الرجل فاه وقال أبو عمرو الفَقَمُ أن يطول اللحي الأَسفل ويَقْصُر الأَعلى ويقال للرجل إذا أَخذ بِلِحْية صاحبه وذَقَنه أخذ بفُقْمه وفَقَمْت الرجل فَقْماً وهو مَفْقُوم إذا أخدت بفُقْمه أبو زيد بهظته أَخذت بفُقْمه وبفُغْمه قال شمر أراد بفُقمه فمه وبفُغْمه أنفه قال والفُقْمانِ هما اللَّحْيان وفي الحديث من حفظ ما بين فُقْمَيْهِ دخل الجنة أي ما بين لَحييه والفُقم بالضم اللحي وفي رواية من حفظ ما بين فُقْمَيْه ورجليه دخل الجنة يريد من حفظ لسانه وفرجه الليث الفَقَمُ رَدَّة في الذقن والنعت أفْقَمُ وفي حديث موسى عليه السلام لما صارت عصاه حية وضعت فُقماً لها أَسفل وفُقْماً لها فوق وفي حديث الملاعنة فأَخذت بفُقْمَيْه أي بلحييه وفَقِمَ الرجلُ فَقَماً رجع ذقَنُه إلى فمه وفَقِمَ أَيضاً كثر ماله وفَقِمَ الإناءُ امتلأَ ماء ويقال فَقِمَ الشيء اتسع والفَقَمُ الامتلاء يقال أَصاب من الماء حتى فَقِم عن أبي زيد والأَمر الأفْقَمُ الأعوج المخالف وأمرٌ مُتَفاقِم وتَفاقَمَ الأمر أي عَظُم وفَقُمَ الأمرُ فُقوماً عظم وفَقِمَ أيضاً فَقَماً وفَقِمَ الأمرُ يَفحقَمُ فَقَماً وفُقُوماً وتَفاقَم لم يَجْره على استواء مشتق من ذلك وفَقِمَ الرجلُ فَقَماً بَطِرَ وهو من ذلك لأن البَطَر خروج عن الاستقامة والاستواء قال رؤبة فلَم تَزَلْ تَرْأَمُه وتَحْسِمُهْ من دائِه حتى اسْتَقامَ فَقَمُهْ
( * قوله « ترأمه » كذا بالأصل بميم وفي المحكم ترأبه بالباء والمعنى واحد )
التهذيب وإن قيل فَقَم الأَمرُ كان صواباً وأنشد فإنْ تَسْمَعْ بلأْمِهما فإنّ الأَمرَ قد فَقَما أبو تراب سمعت عَرّاماً يقول رجل فَقِمٌ فَهِمٌ إذا كان يعلو الخصوم ورجل لَقِمٌ لَهِمٌ مثله وفي حديث المغيرة يصف امرأَة فَقْماءَ سَلْفَعٍ الفَقْماءُ المائلةُ الحَنَك وقيل هو تقدم الثنايا السُّفلى حتى لا تقع عليها العُليا والفَقْم والفُقْم طَرَف خَطْم الكلب ونحوه وقيل ذقن الإنسان ولَحْييه وقيل هما فمه التهذيب وربما سَمَّوْا ذقن الإنسان فَقْماً وفُقْماً والمُفاقمة البُضْع وفي الصحاح البِضاعُ قال الشاعر ولا الفِغامُ دُونَ أن تُفاقِما وهذا الرجز للأَغلب العجلي وقد تقدم في فَغَم وفَقَم المرأَةَ نكحها وفَقِمَ مالُهُ فَقَماً نَفِدَ ونَفِقَ وفُقَيْم بطن في كنانة النسب إليه فُقَمِيٌّ نادِرٌ حكاه سيبويه وفي الصحاح والنسبة إليهم فُقَمِيٌّ مثل هُذَليٍّ وهم نَسَأَةُ الشهور وفُقَيْمٌ أيضاً في بني دارم النسب إليه فُقَيْمِيّ على القياس وأَفْقَمُ اسم

( فلم ) الفَيْلَمُ العَظيم الضخْمُ الجُثَّة من الرجال ومنه تَفَيْلَقَ الغلام وتَفَيْلَم بمعنى واحد يقال رأَيت رجلاً فَيْلَماً أي عظيماً ورأَيت فَيْلَماً من الأَمر أي عظيماً والفَيْلم الأَمر العظيم والياء زائدة والفَيْلَماني منسوب إليه بزيادة الألف والنون للمبالغة وفي الحديث عن ابن عباس قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال فقال أَقْمَرُ فَيْلَمٌ هِجان وفي رواية رأَيته فَيْلَمانِيّاً والفَيْلَمُ المُشط الكبير وقيل المشط قال الشاعر كما فَرَّقَ اللِّمَّةَ الفَيْلَمُ والفَيْلم الجُمّة العَظِيمة والفَيْلَمُ الجبان ويقال فَيْلَمانيٌّ كما يقال دُحْسُمانيٌّ والفَيْلم العظيم وقال البريق الهذلي ويَحْمِي المُضافَ إذا ما دَعا إذا فَرَّ ذو اللِّمّةِ الفَيْلَمُ ويقال الفَيلم الرجل العظيم الجُمَّة وقال يُفَرِّقُ بالسيفِ أَقْرانَه كما فَرَّقَ اللِّمّةَ الفيلم قال ابن بري وهذا البيت الذي أنشده لبريق الهذلي يروى على روايتين قال وهو لعياض بن خويلد الهذلي ورواه الأَصمعي يُشَذِّبُ بالسيف أَقرانه إذا فر ذو اللمة الفيلم قال وليس الفيلم في البيت الثاني شاهداً على الرجل العظيم الجمة كما ذكر إنما ذلك على من رواه كما فَرَّ ذو اللمة الفيلم قال وقد قيل إن الفيلم من الرجال الضخم وأما الفيلم في البيت على من رواه كما فرَّق اللمة الفيلم فهو المشط قال ابن خالويه يقال رأيت فَيْلماً يُسرِّح فَيْلَمه بِفَيْلَمٍ أي رأَيت رجلاً ضَخماً يسرح جُمة كبيرة بالمشط قال ابن بري وأَنشد الأَصمعي لسيف بن ذي يزن في صفة الفُرْس الذين جاء بهم معه إلى اليمن قَد صَبَّحَتْهُم مِن فارِسٍ عُصَبٌ هِرْبِذُها مُعْلَمٌ وزِمْزُمها بِيضٌ طِوالُ الأَيْدِي مَرازبةٌ كُلُّ عَظيمِ الرُّؤُوسِ فَيْلَمُها هَزُّوا بناتِ الرِّياحِ نَحْوَهُم أَعْوَجُها طَامِحٌ وأَقْوَمُها بناتُ الرياح النّشاب والفَيْلَم المشط بلغة أهل اليمن وكل هؤلاء يُعَظِّمُ مُشْطَه والفَيْلَمُ المرأَة الواسعة الجَهاز وبِئرٌ فَيْلَمٌ واسِعة عن كراع وقيل واسعة الفم وكل واسع فَيْلم عن ابن الأعرابي

( فلقم ) الجوهري الفَلْقَم الواسع

( فلهم ) الفَلْهَم فرج المرأَة الضخْم الطويل الإسْكَتَيْنِ القبيح الأصمعي الفَلهم من جهاز النساء ما كان منفرجاً أبو عمرو الفلهم الفرج وأنشد با ابنَ التي فَلْهَمُها مِثْلُ فَمِه كالحَفْر قام وِرْدُه بأَسْلُمِه الحَفْر هنا البئر التي لم تُطو وأَسْلُم جمع سَلْم الدلو وأراد أن فلهمها أَبخر مثل فمه وفي الحديث أن قوماً افتقدوا سِخابَ فتاتهم فاتَّهموا امرأَة فجاءت عجوز ففتشت فلهمها أي فرجها قال ابن الأثير وذكره بعضهم في القاف وبِئر فَلْهم واسعة الجَوْفِ

( فمم ) فُمَّ لغة في ثُمَّ وقيل فاء فمّ بدل من ثاء ثمّ يقال رأَيت عَمراً فُمَّ زيداً وثم زيداً بمعنى واحد التهذيب الفراء قبَّلها في فُمّها وثُمِّها الفراء يقال هذا فَمٌ مفتوح الفاء مخفف الميم وكذلك في النصب والخفض رأَيت فَماً ومررتُ بفَمٍ ومنهم من يقول هذا فُمٌ ومررت بفُمٍ ورأَيت فُماً فيضم الفاء في كل حال كما يفتحها في كل حال وأما بتشديد الميم فإنه يجوز في الشعر كما قال محمد بن ذؤيب العُماني الفُقَيْمي يا لَيْتَها قد خَرَجَتْ مِن فُمِّه حتَّى يَعُودَ المُلْكُ في أُسْطُمِّه قال ولو قال من فَمِّه بفتح الفاء لجاز وأما فُو وفي وفا فإنما يقال في الإضافة إلا أن العجاج قال خالَط مِن سَلْمَى خَياشِيمَ وفا قال وربما قالوا ذلك في غير الإضافة وهو قليل قال الليث أما فو وفا وفي فإن أَصل بنائها الفَوْه حذفت الهاء من آخرها وحملت الواو على الرفع والنصب والجر فاجترّت الواو صروف النحو إلى نفسها فصارت كأنها مدة تتبع الفاء وإنما يستحسنون هذا اللفظ في الإضافة فأما إذا لم تُضَف فإن الميم تجعل عماداً للفاء لأن الياء والواو والألف يسقطن مع التنوين فكرهوا أن يكون اسم بحرف مغلق فعمدت الفاء بالميم إلا أن الشاعر قد يضطر إلى إفراد ذلك بلا ميم فيجوز له في القافية كقولك خالط من سلمى خياشيم وفا الجوهري الفم أَصله فَوْه نقصت منه الهاء فلم تحتمل الواو الإعراب لسكونها فعوض منها الميم فإذا صغَّرت أو جمَعْت رددته إلى أَصله وقلت فُوَيْه وأَفْواه ولا تقل أَفماء فإذا نسبت إليه قلت فَمِيٌّ وإن شئت فَمَوِيٌّ يجمع بين العوض وبين الحرف الذي عوّض منه كما قالوا في التثنية فَمَوانِ قال وإنما أَجازوا ذلك لأن هناك حرفاً آخر محذوفاً وهو الهاء كأَنهم جعلوا الميم في هذه الحال عوضاً عنها لا عن الواو وأنشد الأخفش للفرزدق هُما نَفَثا في فيَّ مِن فَمَوَيْهما على النابِحِ العاوي أَشَدَّ رِجامِ قوله أَشد رجام أي أَشدَّ نَفْث قال وحق هذا أن يكون جماعة لأن كل شيئين من شيئين جماعة في كلام العرب كقوله تعالى فقد صغَتْ قلُوبكما إلا أنه يجيء في الشعر ما لا يجيء في الكلام قال وفيه لغات يقال هذا فَمٌ ورأَيت فَماً ومررت بِفَمٍ بفتح الفاء على كل حال ومنهم من يضم الفاء على كل حال ومنهم من يكسر الفاء على كل حال ومنهم من يعربه في مكانين يقول رأَيت فَماً وهذا فُمٌ ومررت بِفِمٍ قال الفراء فُمَّ وثُمَّ من حروف النسق التهذيب الفراء أَلقَيْتُ على الأَديم دَبْغةً والدَّبْغة أن تُلقي عليه فَماً من دباغ خفيفة أي فَماً من دِباغ أي نَفْساً ودَبَغْتُه نَفْساً ويجمع أَنْفُساً كأَنْفُس الناس وهي المرة

( فهم ) الفَهْمُ معرفتك الشيء بالقلب فَهِمَه فَهْماً وفَهَماً وفَهامة عَلِمَه الأخيرة عن سيبويه وفَهِمْت الشيء عَقَلتُه وعرَفْته وفَهَّمْت فلاناً وأَفْهَمْته وتَفَهَّم الكلام فَهِمه شيئاً بعد شيء ورجل فَهِمٌ سريع الفَهْم ويقال فَهْمٌ وفَهَمٌ وأَفْهَمه الأَمرَ وفَهَّمه إياه جعله يَفْهَمُه واسْتَفْهَمه سأَله أن يُفَهِّمَه وقد اسْتعفْهَمَني الشيءَ فأَفْهَمْته وفَهَّمْته تفهيماً وفَهْم قبيلة أبو حي وهو فَهْم بن عَمرو بن قَيْسِ ابن عَيْلان

( فوم ) الفُومُ الزَّرع أو الحِنْطة وأََزْدُ الشَّراة يُسمون السُّنْبُل فُوماً الواحدة فُومة قال وقالَ رَبِيئُهم لَمّا أَتانا بِكَفِّه فُومةٌ أوْ فُومَتانِ والهاء في قوله بكفه غير مشبعة وقال بعضهم الفُومُ الحِمَّص لغة شامية وبائِعُه فامِيٌّ مُغَيَّر عن فُومِيّ لأنَهم قد يُغيِّرون في النسب كما قالوا في السَّهْل والدَّهْر سُهْليٌّ ودُهْرِيٌّ والفُوم الخبز أيضاً يقال فَوِّموا لنا أي اخْتَبِزُوا وقال الفراء هي لغة قديمة وقيل الفُوم لغة في الثُّوم قال ابن سيده أُراه على البدل قال ابن جني ذهب بعض أَهل التفسير في قوله عز وجل وفُومِها وعَدَسِها إلى أنه أراد الثُّوم فالفاء على هذا عنده بدل من الثاء قال والصواب عندنا أن الفُوم الحِنطة وما يُخْتَبَز من الحبُوب يقال فَوَّمْت الخبز واختبزته وليست الفاء على هذا بدلاً من الثاء وجمعوا الجمع فقالوا فُومانٌ حكاه ابن جني قال والضمة في فُوم غير الضمة في فُومان كما أن الكسرة التي في دِلاصٍ وهِجانٍ غير الكسرة التي فيها للواحد والألف غير الألف التهذيب قال الفراء في قوله تعالى وفُومِها قال الفُوم مما يذكرون لغة قديمة وهي الحنطة والخبز جميعاً وقال بعضهم سمعنا العرب من أهل هذه اللغة يقولون فَوّمُوا لنا بالتشديد يريدون اختبزوا قال وهي في قراءة عبد الله وثُومها بالثاء قال وكأنه أَشبه المعنيين بالصواب لأنه مع ما يشاكله من العدس والبصل والعرب تبدل الفاء ثاء فيقولونَ جَدَفٌ وجَدَثٌ للقبر ووقع في عافُور شَرٍّ وعاثُورِ شر وقال الزجاج الفوم الحنْطة ويقال الحبوب لا اختلاف بين أهل اللغة أن الفُوم الحِنطة وسائرُ الحبوب التي تختبز يلحقها اسم الفُوم قال ومن قال الفُوم ههنا الثُّوم فإن هذا لا يعرف ومحال أن يطلب القوم طعاماً لا بُرَّ فيه وهو أصل الغذاء وهذا يقطع هذا القول وقال اللحياني هو الثُّوم والفُوم للحنطة قال أبو منصور فإن قرأَها ابن مسعود بالثاء فمعناه الفوم وهو الحنطة الجوهري يقال هو الحنطة وأَنشد الأَخفش لأبي مِحْجَن الثَّقَفي قَدْ كُنْتُ أَحْسِبُني كأَغْنى واحِدٍ نَزَلَ المَدِينةَ عن زِراعةِ فُومِ وقال أُميّة في جمع الفُوم كانت لهم جَنّةٌ إذ ذاك ظاهِرةٌ فيها الفَرادِيسُ والفُومانُ والبَصَلُ ويروى الفَرارِيسُ قال أبو الإصبع الفَرارِيسُ البصل وقال ابن دريد الفُومة السُّنبلة قال والفامِيُّ السُّكري
( * قوله « السكري » كذا في شرح القاموس والذي في الأصل السين عليها ضمة وما بعد الكاف غير واضح )
قال أبو منصور ما أُراه عربيّاً محضاً وقَطَّعُوا الشاة فُوماً فُوماً أي قِطَعاً قِطَعاً والفَيُّوم من أَرض مصر قتل بها مروان بن محمد آخر ملوك بني أُمية

( فيم ) الفَيامُ والفِيامُ الجماعة من الناس وغيرهم قال ولولا الفَيام لقلت إن الفِيام مخفف من الفِئام

( قأم ) قَئِمَ من الشراب قَأَماً ارْتوى عن أبي حنيفة

( قتم ) القُتْمة سواد ليس بشديد قَتَمَ يَقْتِم قَتامةً فهو قاتِمٌ وقَتِم قَتَماً وهو أَقتَمُ أنشد سيبويه

( قثم ) قَثَمَ الشيء يَقْثِمه قَثْماً واقتَثَمه جَمَعه واجترفه ويقال قَثام أي اقْثِم مطرد عند سيبويه وموقوف عند أبي العباس ورجل قَثُومٌ جَمّاع لعياله والقُثَمُ والقَثوم الجَموع للخير ويقال في الشر أَيضاً قَثَم واقْتَثَم ويقال إنه لقَثُوم للطعام وغيره وأنشد لأَصْبَحَ بَطْنُ مَكةَ مُقْشَعِرًّا كأَنَّ الأَرضَ ليس بها هِشامُ يَظَلُّ كأَنه أَثناءَ سَرْطٍ وفَوْقَ جِفانِه شَحْمٌ رُكامُ
( * قوله « كأنه أثناء إلخ » كذا بالأصل ولينظر خبر كأنّ )
فللكُبَراء أَكْلٌ حيثُ شاؤوا وللصُّغَراء أَكْلٌ واقْتِثامُ قال ابن بري يعني هشام بن المغيرة قال والاقتِثام التَّزْلِيلُ وقَثَم له من العطاء قَثْماً أكثَر وقيل قَثَم له أعطاه دُفعة من المال جيِّدة مثل قَذَمَ وغَذَمَ وغَثَمَ وقُثَم اسم رجل مشتق منه وهو معدول عن قاثِم وهو المُعطي ويقال للرجل إذا كان كثير العَطاء مائحٌ قُثَمُ وقال ماحَ البِلادَ لنا في أوَّلِيَّتِنا على حَسودِ الأَعادِي مائحٌ قُثَمُ ورجل قُثَم وقُذَم إذا كان مِعطاء وقَثَم مالاً إذا كَسبَه وقُثامِ اسم للغنيمة إذا كانت كثيرة وقد اقْتَثَم مالاً كثيراً إذا أَخذه وفي حديث المبعث أَنت قُثَم أَنت المُقَفَّى أَنت الحاشر هذه أَسماء النبي سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي الحديث أَتاني ملَك فقال أَنت قُثَم وخَلْقُك قَيِّم القُثَمُ المجتمع الخلق وقيل الجامع الكامل وقيل الجَموع للخير وبه سمي الرجل قُثَم وقيل قُثم معدول عن قاثم وهو الكثير العطاء ويقال للذِّيخ قُثُمُ واسم فِعله القُثْمة وقد قَثَم يَقْثم قَثْماً وقُثْمة والقَثم لَطْخُ الجَعْر ونحوه وقَثامِ من أَسماء الضّبُع سميت به لالتطاخها بالجعر قال سيبويه سميت به لأنها تَقْثِم أي تُقطِّع وقُثَمُ الذكَر من الضِّباع وكلاهما معدول عن فاعل وفاعلة والأُنثى قَثامِ مثل حَذامِ سميت الضَّبُع بذلك لتلطخها بجَعْرها والقُثْمة الغُبرة وقَثُم قَثْماً وقَثامة اغْبَرّ ويقال للأَمة يا قَثامِ كما يقال لها يا ذَفارِ قال ابن بري سمي الذكر من الضِّبْعان قُثَم لبُطئه في مشيه وكذلك الأُنثى يقال هو يَقْثُم في مشيه ويقال هو يَقْثِمُ أي يَكْسِب ولذلك سمي أبا كاسب وهذا هو الصحيح

( قحم ) القَحْم الكبير المُسنّ وقيل القَحْم فوق المسنّ مثل القَحْر قال رؤبة رأَينَ قَحْماً شابَ واقْلَحَمّا طالَ عليه الدَّهْرُ فاسْلَهَمّا والأُنثى قَحْمة وزعم يعقوب أن ميمها بدل من باء قَحْبٍ والقَحومُ كالقَحْم والقَحْمة المسنة من الغنم وغيرها كالقَحْبة والاسم القَحامة والقُحومة وهي من المصادر التي ليست لها أَفعال قال أبو عمرو القَحْم الكبير من الإبل ولو شبه به الرجل كان جائزاً والقَحْرُ مثله وقال أبو العميثل القَحْمُ الذي قد أَقحَمَتْه السِّنُّ تراه قد هَرِمَ من غير أوان الهَرَم قال الراجز إني وإنْ قالوا كَبيرٌ قَحْمُ عِندي حُداءٌ زَجَلٌ ونَهْمُ والنَّهْم زَجر الإبل الجوهري شيخ قَحْمٌ أي هِمٌّ مثل قَحْل وفي حديث ابن عُمر ابْغِني خادماً لا يكون قَحْماً فانِياً ولا صغيراً ضَرَعاً القَحْم الشيخُ الهِمُّ الكبير وقَحَمَ الرَّجُلُ في الأَمرِ يَقْحُم قُحوماً واقتَحَمَ وانْقَحَم وهما أَفصح رَمَى بنفسه فيه من غير رَوِيَّةٍ وقيل رَمى بنفسه في نهر أو وَهْدةٍ أو في أَمر من غير دُرْبةٍ وقيل إنما جاءت قَحَمَ في الشِّعر وحده وفي الحديث أَقْحِمْ يا ابنَ سيفِ الله قال الأزهري وفي الكلام العام اقْتَحَم وتَقْحِيمُ النفْسِ في الشيء إدخالها فيه من غير رَويَّة وفي حديث عائشة أَقبلت زَيْنبُ تَقَحَّمُ لها أي تَتَعرَّضُ لشتمها وتدخل عليها فيه كأنها أَقبلت تشتُمها من غير رويّة ولا تثَبُّت وفي الحديث أنا آخِذٌ بحُجَزِكم عن النار وأَنتم تقْتَحِمُون فيها أي تقَعُونَ فيها يقال اقْتَحَم الإنسانُ الأمرَ العظيم وتقَحَّمَه ومنه حديث عليّ رضي الله عنه مَنْ سَرَّه أن يتَقَحَّم جرَاثِيمَ جهنم فلْيَقْضِ في الجَدِّ أي يرمي بنفسه في مَعاظِم عذابها وفي حديث ابن مسعود مَنْ لَقِيَ الله لا يُشرك به شيئاً غَفر له المُقْحِماتِ أي الذنوبَ العِظامِ التي تُقْحِمُ أَصحابها في النار أي تُلقيهم فيها وفي التنزيل فلا اقْتَحَم العقبةَ ثم فسر اقْتِحامَها فقال فَكَّ رقَبةً أَو أَطْعَمَ وقرئ فَكُّ رقبةٍ أَو إطْعامٌ ومعنى فلا اقتحمَ العقبة أي فلا هو اقتحم العقبة والعرب إذا نفت بلا فِعْلاً كررتها كقوله فلا صَدَّق ولا صَلَّى ولم يكررها ههنا لأَنه أَضمر لها فعلاً دل عليه سياق الكلام كأَنه قال فلا أَمن ولا اقْتَحَمَ العقبة والدليل عليه قوله ثم كان من الذين آمنوا واقتحمَ النجمُ إذا غاب وسَقط قال ابن أَحمر أُراقِبُ النجمَ كأَني مُولَع بحيْثُ يَجْْري النجمُ حتى يقْتَحِم أي يسقط وقال جرير في التقدم همُ الحامِلونَ الخَيلَ حتى تقَحَّمَت قَرابِيسُها وازدادَ مَوجاً لُبُودها والقُحَمُ الأُمور العِظام التي لا يَركبها كل أَحد وللخصومة قُحَم أَي أَنها تَقْحَمُ بصاحبها على ما لا يريده وفي حديث عليّ كرم الله وجهه أَنه وكَّلَ عبدَالله بن جعفر بالخُصومة وقال إن للخُصومةِ قُحَماً وهي الأُمور العظام الشاقة واحدتها قُحْمةٌ قال أَبو زيد الكلابي القُحَم المَهالك قال أَبو عبيد وأَصله من التَّقَحُّم ومنه قُحْمة الأَعْراب وهو كله مذكور في هذا الفصل وقال ذو الرمة يصف الإبل وشدة ما تلقى من السير حتى تُجْهِض أَولادها يُطَرِّحْنَ بالأَوْلادِ أَو يَلْتَزمْنها على قُحَمٍ بينَ الفَلا والمَناهِل وقال شمر كل شاقّ صَعْب من الأُمور المُعضِلة والحروب والديون فهي قُحَم وأَنشد لرؤْبة مِنْ قُحَمِ الدَّيْنِ وزُهْدِ الأَرْفاد قال قُحَمُ الدين كثرته ومَشقَّته قال ساعدة بن جؤية والشَّيْبُ داءٌ نَحِيسٌ لا دواءَ له للمَرءِ كان صََحيحاً صائِبَ القُحَمِ يقول إذا تقَحَّمَ في أَمر لم يَطِش ولم يُخْطِئ قال وقال ابن الأَعرابي في قوله قومٌ إذا حارَبوا في حَرْبِهم قُحَمُ قال إقدام وجُرأَة وتقَحُّم وقال في قوله مَن سرَّه أَن يتَقَحَّم جَراثِيمَ جهنم قال شمر التَّقحُّم التقدُّم والوُقوعُ في أُهْوِيّة وشدّة بغير روية ولا تثبت وقال العجاج إذا كُلِي واقْتُحِمَ المَكْلِيُّ يقول صُرِعَ الذي أُصِيبت كُلْيَتُه وقُحَمُ الطريق ما صَعُبَ منها واقْتَحَم المنزل هَجَمه واقْتَحم الفَحْلُ الشَّوْلَ اهْتَجَمها من غير أَن يُرْسَلَ فيها الأَزهري المَقاحِيمُ من الإبل التي تَقْتَحِم فتَضْرب الشول من غير إرسال فيها والواحد مِقْحام قال الأزهري هذا من نعت الفُحول والإقْحامُ الإرْسال في عجلة وبعير مُقْحَم يذهب في المفازة من غير مُسِيم ولا سائق قال ذو الرمة أو مُقْحَم أَضْعفَ الإبْطانَ حادِجُه بالأَمْسِ فاسْتَأْخَرَ العِدْلان والقتَبُ قال شبَّه به جَناحَي الظليم وأَعْرابي مُقْحَم نشأَ في البَدْو والفَلوَات لم يُزايِلها وقَحَم المنازل طَواها وقول عائذ بن منقذ العَنْبري أَنشده ابن الأَعرابي تُقَحِّم الرَّاعي إذا الراعي أَكَبُّ فسره فقال تُقَحِّمُ لا تَنزِل المَنازل ولكن تَطوي فتُقَحِّمُه منزلاً منزلاً يصف إبلاً وقوله مُقَحِّم الرَّاعي ظَنُونَ الشِّرْبِ يعني أَنه يقتحم منزلاً بعد منزل يَطْوِيه فلا ينزل فيه وقوله ظَنونَ الشِّرب أي لا يدري أَبه ماء أم لا والقُحْمة الانْقِحام في السير قال لمَّا رأَيتُ العامَ عاماً أَسْحَما كَلَّفْتُ نفْسي وصِحابي قُحَما والمُقْحَم بفتح الحاء البعير الذي يُرْبِعُ ويُثْني في سنة واحدة فيَقتحِم سناً على سن قبل وقتها ولا يكون ذلك إلا لابن الهَرِمَيْن أَو السَّيِّءِ الغذاء الأَزهري البعير إذا أَلقَى سِنَّيْه في عام واحد فهو مُقْحَم قال وذلك لا يكون إلاَّ لابن الهَرِمَين وأَنشد ابن بري لعمرو بن لجإٍ وكنتُ قد أَعْدَدْتُ قَبْلَ مَقْدَمي كَبْداء فَوْهاء كجَوْزِ المُقْحَمِ وعنى بالكَبداء مَحالة عظيمة الوَسَط وأُقْحِمَ البعير قُدِّم إلى سن لم يبلغها كأَن يكون في جِرْم رَباعٍ وهو ثَنِيٌّ فيقال رَباعٌ لعِظَمِه أَو يكون في جرم ثنيّ وهو جَذَعٌ فيقال ثني لذلك أَيضاً وقيل المُقْحَم الحِقُّ وفوق الحِقِّ مما لم يَبْزُل وقُحْمة الأَعراب أن تصيبهم السنة فتُهْلِكَهم فذلك تقَحُّمها عليهم أو تقَحُّمُهم بلاد الريف وقَحَمَتهم سنة جدبة تقْتحِم عليهم وقد أَقْحَموا وأُقْحِموا الأُولى عن ثعلب وقُحِّموا فانْقَحَمُوا أُدْخِلوا بلاد الريف هرباً من الجدب وأَقْحَمَتْهم السنةُ الحَضَرَ وفي الحَضر أَدْخَلَتْهم إياه وكلُّ ما أَدْخلتَه شيئاً فقد أَقْحَمْتَه إياه وأَقْحَمْتَه فيه قال في كلِّ حَمْدٍ أَفادَ الحَمْد يُقْحِمُها ما يُشْتَرَى الحَمْدُ إلا دُونَه قُحَمُ الجوهري القُحْمة السنة الشديدة يقال أَصابت الأَعرابَ القُحْمةُ إذا أَصابهم قَحْط وفي الحديث أَقحَمَتِ السنةُ نابِغةَ بني جَعْدة أي أَخرجَته من البادية وأَدخَلتْه الحضََر والقُحمة ركوب الإثْم عن ثعلب والقُحمة بالضم المهلكة وأَسودُ قاحِمٌ شديد السواد كفاحم والتَّقْحِيمُ رَميُ الفرسِ فارسَه على وجهه قال يُقَحِّمُ الفارِسَ لولا قَبْقَبُهْ ويقال تقَحَّمَتْ بفلان دابته وذلك إذا ندَّت به فلم يَضْبِطْ رأْسَها وربما طَوَّحت به في وَهْدة أَو وَقَصَتْ به قال الراجز أَقولُ والناقةُ بي تقَحَّمُ وأَنا منها مُكْلَئِزُّ مُعْصِمُ ويْحَكِ ما اسْمُ أُمِّها يا عَلْكَمُ ؟ يقال إن الناقة إذا تقَحَّمت براكبها نادَّةً لا يَضْبِطُ رأْسها إنها إذا سَمَّى أُمِّها وقفت وعَلْكَم اسم ناقة وأَقْحَمَ فرسَه النهرَ فانْقَحَم واقْتَحم النهر أَيضاً دخَله وفي حديث عمر أَنه دخلَ عليه وعنده غُلَيِّمٌ أَسْودُ يَغْمِزُ ظَهرَه فقال ما هذا الغلام ؟ قال إنه تقَحَّمَتْ بي الناقةُ الليلةَ أَي أَلَقَتْني والقُحْمةُ الوَرْطةُ والمَهْلكة وقَحَمَ إليه يَقْحَم دَنا والقُحَمُ ثلاث ليال من آخر الشهر لأَن القمر قحَمَ في دُنُوِّه إلى الشمس واقْتَحمَتْه عيني ازْدَرَتْه قال وقد يكون الذي تَقْحَمُه عينُك فترفعه فوق سنِّه لعِظَمه وحُسنه نحو أَن يكون ابن لَبُون فتظنه حِقّاً أو جَذَعاً وفي حديث أُم معبد في صفة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تَقْتَحِمهُ عَين من قِصَر أي لا تتجاوَزُه إلى غيره احتقاراً له وكل شيء ازْذَرَيْتَه فقد اقتحَمْتَه أَراد الواصفُ أَنه لا تَسْتَصْغِرُه العينُ ولا تَزْدَرِيه لقِصَرِه وفلان مُقْحَمٌ أي ضعيف وكلُّ شيء نُسِبَ إلى الضعف فهو مُقْحَم ومنه قول النابغة الجَعْدي عَلَوْنا وسُدنا سُودَداً غيرَ مُقْحَمِ قال وأَصل هذا وشبهه من المُقحم الذي يتحوَّل من سنّ إلى سنّ في سنة واحدة وقوله أَنشده ابن الأعرابي من الناسِ أَقْوامٌ إذا صادَفوا الغِنى توَلَّوْا وقالوا للصَّديقِ وقَحَّمُوا فسره فقال أَغْلَظُوا عليه وجَفَوه

( قحدم ) القَحْدَمةُ والقَمَحْدُوةُ والقَحْدُوةُ
( * قوله « والقحدوة » كذا بالأصل مضبوطاً وفي شرح القاموس والمقحدوة بزيادة ميم قبل القاف )
الهَنةُ الناشزة فوق القفا وهي بين الذُّؤابة والقفا مُنحدة عن الهامة إذا استلقى الرجل أَصابت الأَرض من رأْسه قال فإن يُقْبِلُوا نَطْعُنْ ثُغُورَ نُحورِهم وإنْي يُدْبِرُوا نَضْرِبْ أَعالي القَماحِدِ
( * قوله « فان يقبلوا إلخ » تقدم في قمحد أتى به هنا شاهداً على التفسير ) الأَزهري أَبو عمرو تقَحْْدَمَ الرجلُ في أَمره تقَحْدُماً إذا تشدد فهو مُتَقَحْدِمٌ وقَحْدَم اسم رجل مأْخوذ منه

( قحذم ) تقَحْذَم الرجل وقع مُنْصَرِعاً وتقَحْذَم البيتَ دخَله والقَحْذَمةُ والتَّقَحْذُم الهُوِيّ على الرأْس قال كَمْ مِن عدوّ زالَ أو تَدَحْلَما كأَنَّه في هُوَّةٍ تقَحْذَما تَدَحْلَم إذا تَدَهْوَرَ في بئر أَو من جبَلٍ

( قحزم ) قَحْزَمَ الرجلَ صرَفَه عن الشيء

( قخم ) القَيْخَمُ الضِّخم العظيم قال العجاج وشَرَفاً ضَخْماً وعِزّاً قَيْخَما والقَيْخمان كبير القَرية ورأْسُها قال العجاج أَو قَيْخَمانِ القَرْيةِ الكبير

( قدم ) : في أَسماء الله تعالى المُقَدِّم : هو الذي يُقَدِّم الأَشياءَ ويضعها في مواضعها فمن استحق التَّقديم قدَّمه . و القَدِيم على الإِطلاق : الله عزوجل . و القِدَمُ : العِتْقُ مصدر القَدِيم . و القِدَمُ : نَقِيضُ الحُدوث قَدُمَ يَقْدُم قِدَماً و قَدامةً و تَقادَمَ وهو قدِيم والجمع قُدماء و قُدامى . وشيء قُدامٌ : كقَدِيم . وفي حديث ابن مسعود : فسَلَّم عليه وهو يُصلِّي فلم يَرُدَّ عليه قال : فأخذني ما قَدُم وما حَدُثَ أي الحزن والكآبةَ يريد أنه عاوَدَتْه أحْزانه القديمة واتَّصَلَت بالحَدِيثة وقيل : معناه غَلَب عليّ التفَكُّر في أحوالي القديمة والحديثة أيُّها كان سبباً لترك ردِّه السلام عليّ . و القَدَمُ و القُدْمةُ : السبقة في الأمر . يقال : لفلان قَدَمُ صِدْقٍ أَي أَثرَةٌ حَسَنة . قال ابن بري : القَدَمُ التَّقَدُّم قال الشاعر : وإِنْ يَكُ قَوْمٌ قد أُصِيبُوا فإِنهم بَنَوا لكم خَيرَ البَنِيَّة والقَدَمْ وقال أُمية بن أَبي الصلت : عَرَفْتُ أَنْ لا يَفُوتَ الله ذُو قَدَمٍ وأَنَّه من أَمِيرِ السُّوءِ مُنْتَقِمُ وقال عبدا بن هَمّام السَّلُولي : ونسْتَعِينُ إِذا اصْطَكَّتْ حُدُودُهمُ عِندَ اللِّقاءِ بِحَدَ ثابتِ القَدَمِ وقال جرير : أَبَنِي أُسَيْدٍ قَدْ وَجَدْتُ لِمازِنٍ قَدَماً وليس لكمْ قُدَيْمٌ يُعْلَمُ وفي حديث عمر : إِنَّا على مَنازِلنا مِن كتاب الله وقِسمةِ رَسوله والرَّجلُ و قَدَمهُ والرجل وبَلاؤه أَي أَفْعاله و تقَدُّمُه في الإِسلام وسَبْقُه . وفي التنزيل العزيز : { وبَشِّر الذين آمنوا أَنَّ لهم قَدَمَ صِدْق عند ربهم } أَي سابِقَ خير وأَثراً حسناً قال الأَخفش : هو التقديم كأَنه قدم خيراً وكان له فيه تقديم وكذلك القُدْمة بالضم والتسكين قال سيبويه : رجل قدَمٌ وامرأَة قَدَمةٌ يعني أَن لهما قدَم صدق في الخير قيل : وقَدَمُ الصدقِ المنزلة الرفيعةُ والسابقة والمعنى أنه قد سبق لهم عند الله خير قال : وللكافر قَدم شر قال ذو الرمة : وأَنتَ امْرُؤٌ من أَهلِ بَيْتِ ذُؤابةٍ لهمْ قَدَمٌ مَعْرُوفةٌ ومَفاخِرُ قالوا : القَدَمُ والسابقة ما تقَدَّموا فيه غيرهم . وروي عن أحمد بن يحيى . قَدَمَ صدق عند ربهم القدَم كل ما قَدَّمْت من خير . و تقَدَّمَتْ فيه لفلان قَدَمٌ أَي تقدُّمٌ في الخير . ابن قتيبة : { أَن لهم قَدَمَ صدق } يعني عملاً صالحاً قدّموه . أَبو زيد : رجل قَدَمٌ وامرأَة قَدَمٌ من رجال ونساء قَدَمٍ وهم ذوو القَدَم . وجاء في تفسير { قَدَمَ صدق } : شفاعةَ النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة . و قُدّام : نقيض وراء وهما يؤنثان ويصغران بالهاء : قَدَيْدِمةٌ وقُدَيْدِيمة وَوُرَيِّئة وهما شاذان لأَن الهاء لا تلحق الرباعي في الصغير قال القطامي : قُدَيْدِمةُ التَّجرِيبِ والحِلْمِ أَنَّني أُرَى غَفَلاتِ العَيْشِ قبْلَ التَّجارِبِ قال ابن بري : من كسر أَن استأْنف ومن فتح فعلى المفعول له . وتقول : لقيته قُدَيْدِيمةَ ذلك ووُرَيِّئةَ ذلك . قال اللحياني : قال الكسائي قُدّام مؤنثة وإِن ذكرت جاز وقد قيل في تصغيره قُدَيْديم وهذا يقوي ما حكاه الكسائي من تذكيرها وهي أَيضاً القُدّامُ و القَيْدامُ و القَيْدُوم عن كراع . والقُدُم : المُضي أَمَام أَمامَ وهو يمشي القُدُمَ و القُدَمِيَّة واليَقْدُمِيَّة و التَّقْدُمِيَّةَ إِذا مَضى في الحرب . ومضى القومُ التَّقْدُمِيَّةَ إِذا تَقَدّموا قال سيبويه : التاء زائدة وقال : ماذا بِبَدْرٍ فالعَقَنْ مِن مَرازِبةٍ جَحاجِحْ الضَّارِبينَ التَّقْدُمِيْ بالمُهَنَّدةِ الصَّفائِحْ التهذيب : يقال مشى فلان القُدَمِيَّةَ و التَّقْدُمِيّةَ إِذا تقدّم في الشرف والفضل ولم يتأَخر عن غيره في الإِفْضال على الناس . وروي عن ابن عباس أَنه قال : إِن ابن أَبي العاص مشى القُدَمية وإِن الزبير لَوَى ذَنَبه أَراد أَحدهما سَما إِلى مَعالي الأُمور فحازها وأَن الآخر قَصَّر عما سما له منها قال أَبو عبيد في قوله مشى القُدَمِيّة : قال أَبو عمرو معناه التبَخْتر قال أَبو عبيد : إِنما هو مثل ولم يُرد المشي بعينه ولكنه أَراد به ركب معالي الأُمور قال ابن الأَثير : وفي رواية اليقدمية قال : والذي جاء في رواية البخاري القُدَمِيّة ومعناها أَنه تَقدّم في الشرف والفضل على أَصحابه قال : والذي جاء في كتب الغريب اليَقْدُمِيّة و التَّقَدُمِيّة بالياء والتاء وهما زائدتان ومعناهما التقدّم ورواه الأَزهري بالياء المعجمة من تحت والجوهري بالتاء المعجمة من فوق قال : وقيل إِن اليقدمية بالياء من تحت هو التَّقَدُّم بهمته وأَفعاله . و التُّقْدُمُة و التُّقْدُمِيّةُ : أَول تقدم الخيل عن السيرافي . وَقَدَمَهم يَقْدُمُهم قَدْماً و قُدُوماً و قَدِمهم كلاهما : صار أَمامهم . و أَقْدَمَه و قَدَّمه بمعنى قال لبيد : فَمَضَى وقَدَّمَها وكانت عادةً مِنه إِذا هِيَ عَرَّدَتْ إِقْدامُها أَي يُقدِّمُها قالوا : أَنث الإِقْدام لأَنه في معنى التقْدِمة وقيل : لأَنه في معنى العادة وهي خبر كان وخبر كان هو اسمها في المعنى ومثله قولهم : ما جاءت حاجتُك فأَنث ما حيث كانت في المعنى الحاجة . و تَقَدّم : كَقَدَّم . و قدَّمَ و اسْتَقْدَم : تَقدَّم . التهذيب : ويقال قَدَمَ فلان فلاناً إِذا تَقدَّمه . الجوهري : قَدَم بالفتح يَقْدُم قُدوماً أَي تقدّم ومنه قوله تعالى : { يَقْدُم قومَه يوم القيامة فأَوردَهم النار } أَي يَتقدَّمُهم إِلى النار ومصدره القَدْمُ . يقال : قَدَمَ يَقْدُم و تَقَدَّمَ يَتَقَدَّمُ و أَقدَمَ يُقْدِم و اسْتَقْدَم يَسْتَقدِم بمعنى واحد . وفي التنزيل العزيز : { يا أَيها الذين آمنوا لا تُقدِّمُوا بين يدي الله ورسوله } وقرىء لا تَقَدَّمُوا قال الزجاج : معناه إِذا أُمرتم بأَمر فلا تفعلوه قبل الوقت الذي أُمرتم أَن تفعلوه فيه وجاء في التفسير : أَن رجلاً ذَبح يوم النحر قبل الصلاة فتقدّم قبل الوقت فأَنزل الله الآية وأَعْلَمَ أَن ذلك غير جائز . وقال الزجاج في قوله عز وجل : { ولقد علمنا المُستقدمين منكم } في طاعة ا والمُستأْخرين : فيها . و القَدَمةُ من الغنم : التي تكون أَمام الغنم في الرعي . وقوله تعالى : { ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأْخرين } يعني من يتقدم من الناس على صاحبه في الموت ومن يتأَخر منهم فيه وقيل : علمنا المستقدمين من الأُمم وعلمنا المستأْخرِين وقال ثعلب : معناه من يأْتي منكم أَولاً إِلى المسجد ومن يأْتي متأَخراً . و قَدَّمَ بين يديه أَي تَقدَّم وقوله عز وجل : { لا تُقَدِّموا بين يدي الله ورسوله } ولا تَقَدَّموا فسره ثعلب فقال : من قرأ تُقَدّموا فمعناه لا تُقدّموا كلاماً قبل كلامه ومن قرأَ لا تَقَدَّموا فمعناه لا تَقَدَّموا قبله وقال الزجاج : تُقَدِّموا و تَقَدَّموا بمعنى . و أَقْدِمْ و أَقْدُمْ : زجر للفرس وأَمر له بالتقَدُّم . وفي حديث بدر : إِقْدُمْ حَيْزُوم بالكسر والصواب فتح الهمزة كأَنه يُؤمر بالإِقدام وهو التقدم في الحرب . و الإِقْدام : الشجاعة . قال : وقد تكسر الهمزة من إِقْدم ويكون أَمراً بالتقدُّم لا غير والصحيح الفتح من أَقْدَم . و قَيْدُوم كلِّ شيء و قَيْدامُه : أَوله قال تميم بن مقبل : مُسامِيةٌ خَوْصاء ذاتُ نَثيلةٍ إِذا كان قَيْدامُ المَجَرَّةِ أَقْوَدا و قيْدُومُ الجبلِ و قُدَيْديمَتُه : أَنف يتقدَّم منه قال الشاعر : بمُسْتَهْطِعٍ رَسْلٍ كأَن جَدِيلَه بقَيْدُومِ رَعْنٍ مِن صَوامٍ مُمَنَّع وصَوام : اسم جبل وقول رؤبة بن العجاج : أَحْقَبَ يَحْذُو رَهَقَى قَيْدُوما أَي أَتاناً يمشي قُدُماً . و قَيْدُوم كل شيء : مقدَّمه وصدره . و قيدوم كُل شيءٍ : ما تقدم منه قال أَبو حية : تَحجَّرَ الطيرَ مِن قَيْدُومِها البَرَدُ أَي من قَيْدُوم هذه السحابة . و قيدوم كُل شيء : مقدمه وصدره . و قُدُم : نقيض أُخُر بمنزلة قُبُلُ ودُبُر . ورجل قُدُم : يقتحم الأُمور والأَشياء يتقدم الناس ويمشي في الحروب قُدُماً . ورجل قُدُمٌ و قَدَمٌ : شجاع والأُنثى قَدَمة . ابن شميل : رجل قَدَمٌ وامرأة قَدَمٌ إِذا كانا جريئين . وفي حديث علي رضي الله عنه : غير نَكِلٍ في قَدَم ولا واهِناً في عَزْم أَي في تقدم وقد يكون القَدَم بمعنى التقدم . وفي الحديث : طُوبَى لعبد مُغْبَرَ قُدُمٍ في سبيل الله رجل قُدُم بضمتين أَي شجاع ومعنى قُدُم أَي لم يُعَرِّج . وفي حديث علي : نظر قُدماً أَمامه أَي لم يُعرِّج ولم ينثن وقد تسكن الدال . يقال : قَدَم بالفتح يَقْدَمُ قُدْماً أَي تَقدّم . وفي حديث شيبة بن عثمان : فقال النبي صلى الله عليه وسلم : قُدْماً هَا أَي تقدموا وها تنبيه يحرضهم على القتال . و القَدْمُ : الشرف القديم عى مقال فَعْل . ابن شميل : لفلان عند فلان قَدَمٌ أَي يد ومعروف وصنيعة وقد قَدَم و قَدِمَ و أَقْدَمَ و تَقَدَّم و استقدم بمعنى كما يقال استجاب وأَجاب . ورجل مِقْدام و مِقْدامةٌ : مُقْدِم كثير الإِقْدام على العدوّ جريء في الحرب الأَخيرة عن اللحياني . ورجال مَقادِيمُ والاسم منه القُدْمة أَنشد ابن الأَعرابي : تراه على الخَيلِ ذا قُدْمةٍ إِذا سَرْبَلَ الدمُ أَكْفالَها ورجل قَدِمٌ بكسر الدال أَي مُتقَدِّم أَنشد أَبو عمرو لجرير : أَسُراقَ قد عَلِمَتْ مَعَدٌّ أَنَّني قَدِمٌ إِذا كُرِه الخِياضُ جَسُورُ ويقال : ضُرِب فَركِبَ مَقادِيمَه إِذا وقَع على وجهه واحدها مُقْدِم . وفي المثل : اسْتَقْدَمَتْ رِحالَتُك يعني سَرْجَكَ أَي سبقَ ما كان غيرهُ أَحَقَّ به . ويقال : هو جَريء المُقْدَم بضم الميم وفتح الدال أَي هو جريء عند الإِقدام . و القُدْمُ : المُضِيءُ وهو الإِقْدام . يقال : أَقْدَم فلان على قِرْنه إِقْداماً و قُدْماً و مَقْدَماً إِذا تَقَدَّم عليه بجراءة صدره . و أَقْدَمَ على الأمر إِقْداماً و الإِقْدامُ : ضدّ الإِحجام . و مُقَدِّمة العسكر و قادِمَتُهم و قُداماهُم : مُتَقَدِّموهم . التهذيب : مُقَدِّمة الجيش بكسر الدال أَوله الذين يتقدمون الجيش وأَنشد ابن بري للأَعشى : هُمُ ضَرَبُوا بالحِنْو حِنْوِ قُرَاقِر مُقَدِّمةَ الهامَرْزِ حتَّى تَولَّتِ وقيل : إِنه يجوز مُقدَّمة بفتح الدال . و مُقدِّمة الجيش : هي من قَدَّم بمعنى تَقدَّم ومنه قولهم : المُقدِّمة والنَّتيجة قال البطليوسي : ولو فتحت الدال لم يكن لحناً لأَن غيره قدَّمه وقال لبيد في قَدَّم بمعنى تَقدَّم : قَدَّمُوا إِذْ قيلَ : قَيْسٌ قَدِّمُوا وارْفَعُوا المَجْدَ بأَطرافِ الأَسَلْ أَراد : يا قيس ويروى : قَدَّمُوا إِذ قال قَيْسٌ قَدِّموا وقال آخر : إِن نَطق القوم فأَنت خَيَّاب أَو سَكَتَ القَومُ فأَنتَ قَبْقاب أَو قَدَّموا يَوْماً فأَنتَ وَجَّاب وقال الأَحوص : فَلَوْ ماتَ إِنسانٌ من الحُبِّ مُقْدِما لَمُتُّ . ولكِنّي سَأَمْضِي مُقَدِّما وفي كتاب معاوية إِلي مَلك الروم : لأَكونَن مُقَدِّمتَه إِليك أَي الجماعة التي تتقَدَّمُ الجيش من قدَّم بمعنى تَقَدَّمَ وقد استعير لكل شيء فقيل : مُقَدِّمة الكتاب و مُقدِّمة الكلام بكسر الدال قال : وقد تفتح . و مُقَدِّمةُ الإِبل والخيل و مُقَدَّمتهما الأَخيرة عن ثعلب : أَول ما يُنْتَج منهما ويَلْقَح وقيل : مُقدِّمةُ كل شيء أَوله و مُقَدَّم كل شيء نقيض مؤخره . ويقال : ضَرب مُقدَّم وجهه . و مُقْدِم العين : ما وَلِيَ الأَنف بكسر الدال كمُؤْخِرها ما يلي الصدغ وقال أَبو عبيد : هو مُقدَّم العين وقال بعض المحررين : لم يسمع المُقدَّمُ إِلا في مُقدَّم العين وكذلك لم يسمع في نقيضه المؤخَّر إِلا مؤخَّر العين وهو ما يلي الصدغ . ويقال : ضرب مُقدَّم رأْسه ومؤخَّره . و المُقَدِّمة : ما استقبلك من الجبهة والجبين . و المُقَدِّمة : الناصية والجَبهة . و مقَاديِم وجهه : ما استقبلت منه واحدها مُقْدِم و مُقَدِّم الأَخيرة عن اللحياني . قال ابن سيده : فإِذا كان مَقادِيم جمع مُقْدِم فهو شاذ وإِذا كان جمع مُقَدِّم فالياء عوض وامْتَشَطت المرأَةُ المُقدِمةَ بكسر الدال لا غير : وهو ضرب من الامتشاط قال أَراه من قُدّام رأْسها . و قادِمةُ الرحل و قادِمُه و مُقْدِمُه و مُقْدِمَتُه بكسر الدال مخففة و مُقَدَّمُه و مُقَدَّمَتُه بفتح الدال المشددة : أَمام الواسط وكذلك هذه اللغات كلها في آخرة الرحل وقال : كأَنَّ مِن آخِرها إِلقادِمِ مَخْرِمَ فَخْذٍ فارغِ المَخارِمِأَراد من آخرها إِلى القادم فحذف إِحدى اللامين الأُولى . قال أَبو منصور : العرب تقول آخِرة الرحل وواسِطُه ولا تقول قادِمته . وفي الحديث : إِن ذِفْراها لتكاد تُصيب قادِمةَ الرَّحل هي الخشبة التي في مُقَدِّمة كَوْر البعير بمنزلة قَرَبوس السرج . و قَيْدُوم الرحل : قادِمتُه . و قادِم الإِنسان : رأْسه والجمع القَوادِمُ وهي المَقادِم وأَكثر ما يتكلم به جمعاً وقيل : لا يكاد يتكلم بالواحد منه . و القادِمتانِ و القادِمان : الخِلْفانِ المُتقدِّمان من أَخلاف الناقة . و قادِم الأَطْباء والضُّروع : الخلفان المتقدمان من أُخلاف البقرة والناقة وإِنما يقال قادِمانِ لكل ما كان له آخِران إِلا أَن طرفة استعاره للشاة فقال : مِنَ الزَّمِراتِ أَسْبَلَ قادِماها وضَرَّتُها مُرَكَّنةٌ دَرُورُ وليس لهما آخِران وللناقة قادِمان وآخران الواحد قادم وآخر وكذلك البقرة و قادِماها خِلْفاها اللذان يليان السرة وآخراها الخلفان اللذان يليان مؤخرها . و قَوادِمُ ريش الطائر : ضد خَوافِيها الواحدة قادِمة وخافِية . ابن سيده : و القَوادِمُ أَربع رِيشات في مُقَدَّم الجناح الواحدة قادِمة وهي القُدامَى والمناكب اللواتي بعدهن إِلى أَسفل الجناح والخَوافي ما بعد المناكب والأَباهر من بعد الخوافي وقيل : قَوادِم الطير مَقادِيم ريشه وهي عشر في كل جناح . ابن الأَنباري : قُدامَى الريش المُقَدَّم قال رؤبة : خُلِقْتُ مِنْ جَناحِك الغُدافي مِن القُدامَى لا مِن الخَوافي ومن أَمثالهم : ما جَعل القَوادِم كالخَوافي قال ابن بري : القُدامَى تكون واحداً كشُكاعَى وتكون جمعاً كسُكارَى قال القطامي : وقد عَلمت شُيوخُهمُ القُدامى وهذا البيت أَورده الأَزهري مستشهداً به على القدامى بمعنى القدماء وسيأْتي . و المِقْدام : ضرب من النخل قال أَبو حنيفة : هو أَبكر نخل عُمان سميت بذلك لتقدمها النخل بالبلوغ . و القَدَمُ : الرِّجل أُنثى والجمع أَقدام لم يجاوزوا به هذا البناء . ابن السكيت : القَدَمُ والرِّجل أُنثيان وتصغيرهما قُدَيمة ورُجَيلة ويجمعان أَرْجُلاً و أَقداماً . الليث : القَدَم من لدن الرُّسْغ ما يطأُ عليه الإِنسان قال ابن بري : وقد يجمع قَدَم على قُدام قال جرير : وأُمَّاتُكُمْ فُتْخُ القُدامِ وخَيْضَفُوخيضف : فيعل من الخَضْف وهو الضُّراط . وقوله تعالى : { ربنا أَرِنا اللَّذَيْن أَضلاَّنا من الجن والإِنس نَجْعلْهما تحت أَقْدامِنا } جاء في التفسير : أَنه يعني ابن آدم قابيل الذي قتل أَخاه وإِبليس ومعنى { نجعلهما تحت أَقدامنا } أَي يكونان في الدرك الأَسفل من النار . وقوله صلى الله عليه وسلم : كلُّ دم ومالٍ ومَأْثُرة كانت في الجاهلية فهي تحت قَدَمَيَّ هاتين أَراد أَني قد أَهدرت ذلك كله قال ابن الأَثير : أَراد إُخفاءها وإِعدامها وإِذلال أَمر الجاهلية ونقض سُنَّتها ومنه الحديث : ثلاثة في المَنْسَى تحت قَدَمِ الرحمن أَي أَنهم مَنسيون متروكون غير مذكورين بخير . وفي أَسمائه صلى الله عليه وسلم : أَنا الحاشر الذي يُحشَر الناسُ على قَدَمِي أَي على أَثَرِي . وفي حديث مواقيت الصلاة : كان قَدْرُ صلاته الظهر في الصيف ثلاثة أَقدام إِلى خمسة أَقدام قال ابن الأَثير أَقدامُ الظل التي تُعرف بها أَوقات الصلاة هي قَدَمُ كل إِنسان على قدر قامته وهذا أَمر يختلف باختلاف الأَقاليم والبلاد لأَن سبب طول الظل وقصره هو انحطاط الشمس وارتفاعها إِلى سمت الرؤوس فكلما كانت أَعلى وإِلى محاذاة الرؤوس في مجراها أَقرب كان الظل أَقصر وينعكس الأَمر بالعكس ولذلك ترى ظل الشتاء في البلاد الشمالية أَبداً أَطول من ظل الصيف في كل موضع منها وكانت صلاته صلى الله عليه وسلم بمكة والمدينة وهما من الإِقليم الثاني ويذكر أَن الظل فيهما عند الاعتدال في آذار وأَيلول ثلاثة أَقدام وبعض قدم فيشبه أَن تكون صلاته إِذا اشتد الحر متأَخرة عن الوقت المعهود قبله إِلى أَن يصير الظل خمسة أَقدام أَو خمسة وشيئاً ويكون في الشتاء أَول الوقت خمسة أَقدام وآخره سبعة أَو سبعة وشيئاً فينزل هذا الحديث على هذا التقدير في ذلك الإِقليم دون سائر الأَقاليم . قال ابن سيده : وأَما ما جاء في حديث صفة النار من أَنه صلى الله عليه وسلم قال : لا تسكن جهنم حتى يضع الله فيها قَدَمه فإِنه روي عن الحسن وأَصحابه أَنه قال : حتى يجعل الله فيها الذين قَدَّمهم لها من شرار خلقه فهم قَدَمُ الله للنار كما أَن المسلمين قَدَمُه إِلى الجنة . و القَدَمُ : كل ما قَدَّمت من خير أَو شر و تَقَدَّمتْ لفلان فيه قَدَمٌ أَي تَقَدُّمٌ من خير أَو شر وقيل : وضع القَدَم على الشيء مثل للرَّدْع والقَمْع فكأَنه قال يأْتيها أَمر الله فيكفها عن طلب المزيد وقيل : أَراد به تسكين فَوْرَتها كما يقال للأَمر تريد إِبطاله : وَضَعْتُه تحت قَدَمِي وقيل : حتى يضع الله فيها قدمه إِنه متروك على ظاهره ويُؤمَن به ولا يُفسر ولا يُكيَّف . ابن بري : يقال هو يضع قدماً على قدم إِذا تتبع السهل من الأَرض قال الراجز : قد كان عَهْدِي ببَني قَيْس وهُمْ لا يَضَعُون قَدَماً على قَدَمْ ولا يَحُلُّونَ بِإِلَ في الحَرَمْ يقول : عهدي بهم أَعزاء لا يَتَوَقَّوْن ولا يَطلبون السَّهْل وقيل : لا يكونون تِباعاً لقوم قال : وهذا أَحسن القولين وقوله : ولا يحلون بإِلَ أَي لا ينزلون بجوار أَحد يأْخذون منه إِلاَّ وذمَّة . و القُدوم : الرجوع من السفر قَدِمَ من سفره يَقْدَم قُدوماً و مَقْدَماً بفتح الدال فهو قادم : آب والجمع قُدُمٌ و قُدَّام تقول : وردت مَقْدَم الحاج تجعله ظرفاً وهو مصدر أَي وقت مَقْدَم الحاج . ويقال : قَدِمَ فلان من سفره يقْدَم قُدُوماً . و قَدِم فلان على الأَمر إِذا أَقْدَم عليه ومنه قول الأَعشى : فكَمْ ما تَرَينَ امْرءاً راشِداً تَبَيَّنَ ثم انتهى إِذْ قَدِم و قَدِمَ فلان إِلى أَمر كذا وكذا أَي قصد له ومنه قوله تعالى : { وقَدِمْنا إِلى ما عَمِلوا من عَمَلٍ } قال الزجاج والفراء : معنى قَدمنا عَمَدنا وقصَدنا كما تقول قام فلان يفعل كذا تريد قصد إِلى كذا ولا تريد قام من القيام على الرِّجلين . و القُدائِمُ : القَدِيم من الأَشياء همزته زائدة . ويقال : قِدْماً كان كذا وكذا وهو اسم من القِدَم جعل اسماً من أَسماء الزمان . و القُدامَى : القُدَماء قال القطامي : وقد عَلِمَتْ شُيُوخُهُمُ القُدَامى إِذا قَعَدوا كأَنَّهمُ النِّسارُ جمع النَّسْر . ومضى قُدُماً بضم الدال : لم يُعرّج ولم يَنثن وقال يصف امرأَة فاجرة : تَمضِي إذا زُجِرَتْ عن سَوْأَةٍ قُدُما كأنَّها هَدَمٌ في الجَفْرِ مُنْقاضُ يقول : إِذا زُجِرَت عن قبيح أسرعت إِليه ووقعت فيه كما يقع الهَدَمُ في البئر بإِسراع وهذا البيت أَنشده ابن السيرافي عن ابن دريد مع أَبيات وهي : قد رابَني مِنْكِ يا أَسماء إِعْراضُ فَدامَ مِنَّا لكمْ مَقْتٌ وإِبْغاضُ إِن تُبْغِضيني فما أَحْبَبْتُ غانِيةً يرُوضُها من لِئام الناسِ رَوَّاضُ تمضي إذا زُجِرَت عن سوأَة قُدُماً كأنها هَدَمٌ في الجفر منقاضُ قُل لِلغَواني : أَمَا فِيكُنَّ فاتكةٌ تَعْلُو اللَّئِيمَ بِضَرْبٍ فيه إِمحاضُ و القُدَّام : القادمون من سفر . و القُدَّام : المِلك قال مهلهل : إِنا لنَضْرِبُ بالصَّوارِمِ هامَهُمْ ضَرْبَ القُدارِ نَقِيعَةَ القُدَّامِ وقيل : القُدَّام ههنا جمع قادم من سفر . وقال ابن القطاع : القِدِّيمُ الملِك وفي حديث الطُّفَيْل بن عمرو : فَفينا الشِّعر والمَلِكُ القُدامُ أَي القَدِيمُ المُتَقَدِّم مثل طويل وطُوالٍ . أَبو عمرو : القُدَّامُ و القِدِّيم الذي يتَقدَّم الناس بشرف . ويقال : القُدَّام رئيس الجيش . و القَدُوم : التي يُنحَت بها مخفف أُنثى قال ابن السكيت : ولا تقل قَدُّوم بالتشديد قال مرقش : يا بِنْتَ عَجْلانَ ما أصْبَرني على خُطوبٍ كنَحْتٍ بالقَدومِ وأَنشد الفراء : فقُلتُ : أَعِيراني القدُومَ لعَلَّني أَخُطُّ بها قَبْراً لأَبيَضَ ماجِدِ والجمع قَدائِمُ و قُدُمٌ قال الأَعشى : أَقامَ به شاهَبُورُ الجُنو دَحَوْلَين تَضرب فيه القُدُم وقيل : قَدائِم جمع القُدُم مثل قُلُصٍ وقَلائِصَ قال ابن بري : من نصب الجنود جعله مفعولاً لأَقام أَي أَقام الجنود بهذا البلد حولين ومن خفضه فعلى الإِضافة على معنى ملكُ الجنودِ وقائد الجنود قال : و قَدائمُ جمع قَدُوم لا قُدُم قال : وكذلك قلائصُ جمع قَلوص لا قُلُص قال : وهذا مذهب سيبويه وجميع النحويين . و قَدُوم : ثنية بالسَّراة وقيل : قَدُوم قرية بالشام قال : وقد يقال بالأَلف واللام . وقوله : اخْتَتن إِبراهيمُ ب أَي هنالك . ابن شميل في قوله صلى الله عليه وسلم : أَوّل من اختتن إبراهيم ب قال : قطعه بها فقيل له : يقولن قَدوم قرية بالشام فلم يعرفه وثبت على قوله ويروى بغير أَلف ولام وقيل : القدوم بالتخفيف والتشديد قدوم النجار . وفي الحديث : أَن زوج فُرَيْعة قتل بطرَف القدوم هو بالتخفيف وبالتشديد موضع على ستة أَميال من المدينة . الصحاح : القدوم اسم موضع . وفي حديث أَبي هريرة : قال له أَبان بن سعيد وَبْرٌ تَدَلى من قَدومِ ضَأْنٍ قيل : هي ثنية أَو جبل بالسَّراة من أَرض دَوْس وقيل : القَدُوم ما تقدَّم من الشاة وهو رأْسُها وإِنما أَراد احتِقاره وصِغَر قَدْره . قال ابن بري : وفي هذا الفصل أَبو قُدامة وهو جبل يُشرف على المُعَرَّف . ابن سيده : و قَدُومى مقصور موضع بالجزيرة أَو ببابل . وبنو قَدَم : حيّ . و قُدَم : حيّ منهم . و قُدَم : موضع باليمن سمي باسم أَبي هذه القبيلة والثياب القُدَمية منسوبة إِليه . شمر عن ابن الأَعرابي : القَدْم بالقاف ضرب من الثياب حُمر قال : وأَقرأَني بيت عنترة : وبِكُلِّ مُرْهَفةٍ لها نَفَثٌ تحْتَ الضُّلوعِ كَطُرَّة القَدْمِ لا يرويه إِلا القَدْم قال : والفَدْم بالفاء هذا على ما جاء وذاك على ما جاء . و قادِم و قُدامة و مُقَدَّم و مِقْدام و مُقْدِم : أَسماء . و قَدَمُ : اسم امرأَة . و قَدامِ : اسم فرس عُروة بن سِنان . و قَدامِ : اسم كلبة وقال : وتَرَمَّلَتْ بِدَمٍ قَدامِ وقدْ أَوْفى اللَّحاقَ وحانَ مَصْرَعُهُ و يقْدُم بالياء : اسم رجل وهو يَقْدُم بن عَنَزَةبن أَسد بن رَبيعة بن نِزار . ابن شميل : ويقال قَدِمة من الحَرّة و قَدِمٌ وصَدِمةٌ وصَدِمٌ ما غَلُظ من الحرّة والله أَعلم

( قذم ) قَذِمَ من الماء قُذْمةً أَي جَرِعَ جُرْعة قال أَبو النجم يَقْذَمْنَ جَرْعاً يَقْصَعُ الغَلائِلا وقَذَمَ له من العطاء يَقْذِمُ قَذْماً أَكثر مثل قَثَم وغَذَمَ وغَثَمَ إِذا أَكثر ورجل قُذَمٌ مثل قُثَمٍ ومُنْقَذِم كثير العطاء حكاه ابن الأَعرابي ورجل قِذَمٌّ مثل خِضَمٍّ إِذا كان سيِّداً يعطي الكثير من المال ويأْخذ الكثير النضر القِذَمُّ السيد الرغيب الخُلُق الواسع البلدة والقُذُم والقُثُم الأَسخِياءُ والقَذِيمةُ قِطعة من المال يعطيها الرجل وجمعها قَذائم والقِذَمُّ على وزن الهِجَفِّ الرجل الشديد وقيل الشديد السريع وقد انقَذَم أَي أَسرع وبئر قِذَمٌّ عن كراع وقُذامٌ وقَذُوم كثيرة الماء قال قد صَبَّحَتْ قَلَيْذَماً قَذُوما وكذلك فرج المرأَة قال ابن خالويه القُذام هَنُ المرأَة قال جرير إِذا ما الفَعْلُ نادََمَهُنَّ يوماً على الفِعِّيل وانفَتَحَ القُذامُ ويروى وافتخَّ القُذام ويقال القُذام الواسع يقال جَفْر قُذام أَي واسع الفم كثير الماء يَقْذِم بالماء أَي يدفعه وقالوا امرأَة قُذُم فوصفوا به الجملة قال جرير وأَنتُم بنو الخَوَّارِ يُعرفُ ضَربُكم وأُمُّكُمُ فُجٌّ قُذامٌ وخَيْضَفُ ابن الأَعرابي القُذُم الآبار الخُسُف واحدها قَذوم

( قذحم ) النضر ذهبوا قِذَّحْرةً وقِذَّحْمةً بالراء والميم إِذا ذهبوا في كل وجه

( قرم ) القَرَمُ بالتحريك شدّة الشهوة إِلى اللحم قَرِمَ إِلى اللحم وفي المحكم قَرِمَ يَقْرَم قَرَماً فهو قَرِمٌ اشتهاه ثم كثر حتى قالوا مثلاً بذلك قَرِمْتُ إِلى لقائك وفي الحديث كان يتعوّذ من القَرَم وهو شدة شهوة اللحم حتى لا يُصبَر عنه يقال قَرِمت إِلى اللحم وحكى بعضهم فيه قَرِمْتُه وفي حديث الضحية هذا يومٌ اللحمُ فيه مَقْروم قال هكذا جاء في رواية وقيل تقديره مَقْرومٌ إِليه فحذف الجارّ وفي حديث جابر قَرِمنا إِلى اللحم فاشتريت بدرهم لحماً والقَرْمُ الفحل الذي يترك من الركوب والعمل ويُودَع للفِحْلة والجمع قُروم قال يا ابْن قُروم لَسْنَ بالأَحْفاضِ وقيل هو الذي لم يمسه الحَبْل والأَقْرَمُ كالقَرْم وأَقْرَمه جَعله قَرْماً وأَكرمه عن المهْنة فهو مُقْرَم ومنه قيل للسيد قَرْمٌ مُقْرَم تشبيهاً بذلك قال الجوهري وأَما الذي في الحديث كالبعير الأَقْرَم فلغة مجهولة واسْتَقرم البَكرُ قبل أَناه وفي المحكم واستقرم البكر صار قَرْماً والقَرْمُ من الرجال السيد المعظم على المثل بذلك وفي حديث علي عليه السلام أَنا أَبو حسن القَرْم أَي المُقْرَم في الرأْي والقَرْم فحل الإِبل أَي أَنا فيهم بمنزلة الفحل في الإِبل قال ابن الأَثير قال الخطابي وأَكثر الروايات القوم بالواو قال ولا معنى له وإِنما هو بالراء أَي المقدَّم في المعرفة وتَجارِب الأُمور ابن السكيت أَقْرَمْتُ الفحل فهو مُقْرَم وهو أَن يُودَع للفحلة من الحمل والركوب وهو القَرْم أَيضاً وفي حديث رواه دُكَين بن سعيد قال أَمر النبي صلى الله عليه وسلم عمر أَن يُزوِّد النُّعمان بن مُقرِّن المُزَني وأَصحابه ففتح غُرفة له فيها تمر كالبعير الأَقْرَمِ قال أَبو عبيد قال أَبو عمرو لا أَعرف الأَقرم ولكني أَعرف المُقْرَم وهو البعير المُكْرَم الذي لا يحمل عليه ولا يذلل ولكن يكون للفحلة والضراب قال وإِنما سمي السيد الرئيس من الرجال المُقْرَم لأَنه شبه بالمُقْرَم من الإِبل لعِظَم شأْنه وكَرَمه عندهم قال أَوس إِذا مُقْرَمٌ مِنَّا ذرا حَدُّ نابِه تَخَمَّطَ فِينا نابُ آخَرَ مُقْرَم أَراد إِذا هلَك منا سيد خلفه آخر قال الزمخشري قَرِمَ البعير فهو قَرِمٌ إِذا اسْتَقْرَمَ أَي صار قَرْماً وقد أَقرَمَه صاحبه فهو مُقْرَم إِذا تركه للفِحْلة وفَعِلَ وأَفْعَلَ يلتقيان كوَجِلَ وأَوْجَلَ وتَبِعَ وأَتْبَع في الفعل وخَشِنٍ وأَخْشَنَ وكَدِرٍ وأَكْدَرَ في الاسم قال وأَما المَقْرُوم من الإِبل فهو الذي به قُرْمةٌ وهي سِمةٌ تكون فوق الأَنف تُسلخ منها جِلدة ثم تُجمع فوق أَنفه فتلك القُرمة يقال منه قَرَمْتُ البعير أَقْرِمُه ويقال للقُرْمة أَيضاً القِرام ومثله في الجسد الجُرْفة الليث هي القُرْمة والقَرْمة لغتان وتلك الجلدة التي قطعْتَها هي القُرامة وربما قَرَمُوا من كِرْكِرَته وأُذنه قُرامات يُتَبَلَّغ بها في القحط المحكم وقَرَمَ البعيرَ يَقْرِمه قَرْماً قطع من أَنفه جلدة لا تبين وجَمعَها عليه للسِّمة واسم ذلك الموضع القِرام والقُرْمة وقيل القُرْمة اسم ذلك الفعل والقَرْمة والقُرامة الجلدة المقطوعة منه فإِن كان مثلُ ذلك الوسْم في الجسم بعد الأُذن والعنق فهي الجُرْفة وناقة قَرْماء بها قَرْم في أَنفها عن ابن الأَعرابي ابن الأَعرابي في السِّمات القَرْمة وهي سِمة على الأَنف ليست بحَزٍّ ولكنها جَرْفة للجلد ثم يترك كالبعرة فإِذا حُزَّ الأَنف حَزّاً فذلك الفَقْر يقال بعير مَفْقُور ومَقْرُوم ومَجْرُوف ومنه ابن مَقْرُومٍ الشاعر وقَرَمَ الشيءَ قَرْماً قَشَره والقُرامة من الخبز ما تقشَّر منه وقيل ما يَلتزِق منه في التنور وكل ما قَشَرْته عن الخبز فهو القُرامة وما في حَسَبِه قُرامة أَي وَصْم وهما العيب وقَرَمَه قَرْماً عابَه والقَرْمُ الأَكل ما كان ابن السكيت قَرَم يَقْرِم قَرْماً إِذا أَكل أَكلاً ضعيفاً ويقال هو يَتَقَرَّمُ تَقَرُّم البَهْمة وقَرَمَتِ البَهمة تَقْرِم قَرْماً وقُروماً وقَرَماناً وتَقرَّمت وذلك في أَول ما تأْكل وهو أدنى التناوُل وكذلك الفَصيل والصبي في أَول أَكله وقَرَّمه هو علَّمه ذلك ومنه قول الأَعرابية ليعقوب تذكر له تَرْبِية البَهْم ونحن في كل ذلك نُقَرِّمه ونعلمه أَبو زيد يقال للصبي أَوّل ما يأْكل قد قَرَم يَقْرِم قَرْماً وقُروماً الفراء السخلة تَقْرِم قَرْماً إِذا تعلمت الأَكل قال عدي فَظِباءُ الرَّوْضِ يَقْرِمْنَ الثَّمَرْ ويقال قرَم الصبيُّ والبَهْمُ قَرْماً وقُروماً وهو أَكل ضعيف في أَول ما يأْكل وتَقَرَّم مثله وقَرَّمَ القِدْحَ عَجَمَه قال خَرَجْنَ حَرِيراتٍ وأَبْدَيْنَ ِمجْلَداً ودارَتْ عليهن المُقَرَّمةُ الصُّفْر يعني أَنهن سُبِين واقْتُسمن بالقِداح التي هي صفتها وأَراد مَجالِد فَوضع الواحد موضع الجمع والقِرامُ ثوب من صوف ملوّن فيه أَلوان من العِهن وهو صفيق يتخذ سِتراً وقيل هو الستر الرقيق والجمع قُرُم وهو المِقْرَمة وقيل المِقْرمةُ مَحْبِس الفِراش وقَرَّمَه بالمِقْرمة حبسَه بها والقِرام ستر فيه رَقْم ونقُوش وكذلك المِقْرَمُ والمِقْرَمة وقال يصف داراً على ظَهْرِ جَرْعاء العَجُوز كأَنهَّا دَوائِرُ رَقْمٍ في سَراةِ قِرامِ وفي حديث عائشة أَن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعلى الباب قِرامٌ فيه تَماثِيلُ وفي رواية وعلى الباب قِرامٌ سِترٍ هو الستر الرقيق فإِذا خيط فصار كالبيت فهو كِلَّةٌ وأَنشد بيت لبيد يصف الهودج مِنْ كلِّ مَحْفُوفٍ يُظِلُّ عِصِيَّه زَوْجٌ عليه كِلَّةٌ وقِرامُها وقيل القِرام ثوب من صوف غليظ جدّاً يُفرش في الهودج ثم يجعل في قواعد الهودج أَو الغَبِيط وقيل هو الصَّفِيق من صوف ذي أَلوان والإِضافة فيه كقولك ثوبُ قميصٍ وقيل القِرام الستر الرقِيقُ وراء الستر الغليظ ولذلك أَضاف وقوله في حديث الأَحنف بلغه أَن رجلاً يغتابه فقال عُثَيْثةٌ تَقْرِمُ جِلْداً أَمْلَسا أَي تَقْرِض وقد ذكرته في موضعه والقَرْمُ ضرب من الشجر حكاه ابن دريد قال ولا أَدري أَعربي هو أَم دخيل وقال أَبو حنيفة القُرْم بالضم شجر ينبت في جَوف ماء البحر وهو يشبه شجر الدُّلْب في غِلَظِ سُوقه وبياض قشره وورقه مثل ورق اللوز والأَراك وثمرُه مثل ثمر الصَّوْمَر وماء البحر عدوّ كل شيء من الشجر إِلاَّ القُرْم والكَنْدَلى فإِنهما ينبتان به وقارِمٌ ومَقْرُومٌ وقُرَيْمٌ أَسماء وبنو قُرَيْمٍ حي وقَرْمانُ موضع وكذلك قَرَماء أَنشد سيبويه علا قَرَماءَ عالِيةً شَواه كأَنَّ بَياضَ غُرَّتِه خِمارُ قيل هي عَقَبة وقد ذكر ذلك في فرم مستوفى وقال ابن الأَعرابي هي قَرْماء بسكون الراء وكذلك أَنشد البيت على قرْماء ساكنة وقال هي أَكَمة معروفة قال وقيل قَرْماء هنا ناقة بها قَرْمٌ في أَنفها أَي وَسْم قال ولا أَدري وجهه ولا يعطيه معنى البيت ابن الأَنباري في كتاب المقصور والممدود جاء على فَعَلاء يقال له سَحَناء أَي هَيئة وله ثَأَداءُ أَي أَمَة وقَرَماء اسم أَرض وأَنشد البيت وقال كتبت عنه بالقاف وكان عندنا فَرَماء لأَرض بمصر قال فلا أَدري قَرَماء أَرض بنجد وفَرَماء بمصر ومَقْرُوم اسم جبل وروي بيت رؤبة ورَعْنِ مَقْرُومٍ تَسامى أَرَمُهْ والقَرَمُ الجِداء الصغار والقَرَمُ صِغار الإِبل والقَزَمُ بالزاي صغار الغنم وهي الحَذَف

( قردم ) القُرْدُمانيُّ والقُرْدُمانِيّة سِلاح مُعدّ كانت الفُرس والأَكاسرة تدّخره في خزائنها أَصله بالفارسية كَرْدَمانِدْ معناه عُمِلَ وبَقِي قال الأَزهري هكذا حكاه أَبو عبيد عن الأَصمعي وقال ابن الأَعرابي أَراه فارسيّاً وأَنشد للبيد فَخْمةً ذَفْراءَ تُرْتى بالعُرى قُرْدُمانِيّاً وتَرْكاً كالبَصَلْ قال القُرْدُمانِيّة الدُّروع الغليظة مثل الثوب الكُرْدُواني ويقال القُرْدُمانيُّ ضرب من الدروع الجوهري القُرْدُماني مقصور دواء وهو كَرَوْياء رومي قال ابن بري كَرَوْيا مثل زكريا وقال ابن منصور الجَواليقي هو ممدود كروياء بفتح الراء وسكون الواو وتخفيف الياء قال أَبو عبيدة القُرْْدُمانيّ قباء محشوّ يتخذ للحرب فارسي معرب يقال له كَبْر بالرومية أَو بالنبطية وأَنشد بيت لبيد ويقال القُردمانيّ ضرب من الدروع ويقال هو المِغْفَر وقال بعضهم إِذا كان للبيضة مِغفر فهي قُرْدمانية قال وهذا هو الصحيح لأَنه قال بعد البيت أَحْكَمَ الجِنْثِيُّ مِن عَوْراتِها كُلَّ حِرْباءٍ إِذا أُكْرِه صَلّْ قال فدل على أَنها الدرع وقيل القُرْدُمان أَصل للحديد وما يعمل منه بالفارسية وقيل بل هو بلد يعمل فيه الحديد عن السيرافي

( قردحم ) قِرْدَحْمة موضع الفراء ذهبوا شَعالِيل بِقِرْدَحْمةٍ أَي تفرقوا قال ابن بري وفي الغريب المصنف بِقِرْدَحْمةَ غير مصروف وحكى اللحياني في نوادره ذهب القوم بِقِنْدَحْرةٍ وقِنْدَحْرةٍ وقِدَّحْرة وقِذَّحْرةٍ إِذا تفرقوا

( قرزم ) القُرْزُومُ سِندان الحدّاد والفاء أَعلى قال ابن بري قال ابن القطاع وهو أَيضاً الإِزْمِيل ويسمي عبدُ القيس المِرْطَ والمِئزر قُرْزُوماً قال ابن دريد وأَحسبه معرباً ورجل مُقَرْزَم قصير مجتمع والمُقَرْزَم القصير النسب قال الطرماح إِلى الأَبطالِ من سَبَإٍ تَنَمَّتْ مَناسِبُ منه غَيْرُ مُقَرْزَمات أَي غير لَئيمات من القُرْزُوم والقِرْزام الشاعر الدُّون يقال هو يُقَرْزِم الشِّعر وأَنشد ابن بري للقطامي إِنَّ رِزاماً عَرَّها قِرْزامُها قُلْفٌ على زِبابِها كِمامُها ابن الأَعرابي القُرْزُوم بالقاف الخشبة التي يحذو عليها الحَذّاء وجمعها القَرازِيم قال ابن السكيت القُرْزُوم والفُرْزُوم كأَنهما لغتان قال الجوهري ذكر ابن دريد أَن القُرْزُوم بالقاف مضمومة لوح الإِسكاف المدوّر وتشبه به كِرْكِرة البعير قال وهو بالفاء أَعلى

( قرسم ) قَرْسَمَ الرجلُ سكت عن ثعلب قال ولستُ منه على ثقة

( قرشم ) قَرْشَم الشيءَ جمعه والقُرْشُوم شجرة زعمت العرب أَنها تنبت القِرْدان لأَنها مأْوى القِرْدان وفي المحكم شجرة يأْوي إِِليها القِردان ويقال لها أُم قُراشِماء بالمد وقُراشِمَى مقصور اسم بلد والقِرْشامُ والقُرْشومُ والقُراشِم القُراد العظيم وفي المحكم القُراد الضخم قال الطرماح وقد لوى أَنْفَه بِمِشْفَرِها طِلْحُ قَِراشِيمَ شاحِبٌ جسَدُه والقُراشِم الخَشن المَسِّ والقُرْشوم الصغير الجسم والقِرْشَمُّ الصُّلْب الشديد

( قرصم ) قَرْصَم الشيءَ كسرَه

( قرضم ) هو يُقَرْضِم كل شيء أَي يأْخذه ورجل قُراضِمٌ وقِرْضِم يُقَرضمُ كل شيء والقِرْضمُ قشر الرمَّان وهو يدبغ به وقَرْضَمْت الشيء قَطَعْته والأَصل قَرَضْتُه وقِرْضِمٌ أَبو قبيلة من مهرة بن حيدان وقِرْضِمٌ اسم قال ذو الرمة يصف إِبلاً مَهارِيسَ مِثْلَ الهَضْبِ يَنْمي فُحولُها إِلى السِّرِّ من أذْوادِ رَهْطِ بنِ قِرْضِم قال أَبو منصور والميم فيه زائدة قال ابن بري القِرْضِم السمينة من الإِبل

( قرطم ) القُرْطُمُ والقِرْطِمُ والقُرْطُمُّ والقِرْطِمُّ حب العُصْفُر وفي التهذيب ثَمَر العصفر وفي الحديث فتَلْتَقِطُ المنافقين لَقْطَ الحَمامةِ القِرْطِمَ هو بالكسر والضم حب العصفر وقد جعله ابن جني ثلاثيّاً وجعل الميم زائدة كما ذكرناه في حرف الطاء في ترجمة قرط الأَزهري قُرْمُوطُ الغَضَى زهره الأَحمر يحكي لونُه لونَ نَوْر الرمان أَوَّل ما يخرج والقُِرُطْم شجر يشبه الراء يكون بجبلي جهينة الأَشْعَرِ والأَجْرَدِ وتكون عنه الصَّرَبةُ وكل ما في القرطم عن الهجري والقِرْطِمَتانِ الهُنَيَّتانِ اللتان عن جانبي أَنف الحمامة عن أَبي حاتم قال أُراه على التشبيه وقَرْطَمَ الشيء قطَعه ابن السكيت القُرْطُمانّي الفتى الحسن الوجه من الرجال وأَنشد ابن الأَعرابي قال قال أَعرابي جاءنا فلان في نِخافَيْن مُقَرْطَمَيْنِ أَي لهما مِنقاران والنِّخافُ الخُفّ رواه بالقاف ورواه الليث خُفٌّ مُفَرْطَمٌ بالفاء قال وهو أَصح مما رواه الليث بالفاء

( قرعم ) قال ابن بري القِرْعِم التمر

( قرقم ) القَرْقَمةُ ثيابُ كتانٍ بيض والمُقَرْقَم البطيء الشباب الذي لا يَشِبُّ وتسميه الفرس شِيرَزْدَهْ وقيل السيِّء الغِذاء وقد قَرْقَمَه قال الراجز أَشْكُو إِلى اللهِ عِيالاً دَرْدَقا مُقَرْقَمِينَ وعَجُوزاً سَمْلَقا وقُرْقِمَ الصبي إِذا أُسِيء غِذاؤه قال ابن بري قال ابن الأَعرابي هو بالسين غير المعجمة أَحب إِلي من الشين معجمة قال ورواه أَبو عبيد وكراع شملقا بالشين المعجمة قال وردّه علي بن حمزة وقال هو بالسين المهملة وفسره بأَن قال العجوز السَّمْلَق هي التي لا خير عندها مأْخوذ من السَّمْلَق وهي الأَرض التي لا نبات بها قال وأَما أَبوعبيد فإِنه فسره بأَنها السيئة الخُلُق وذلك بالشين المعجمة وحكى عمرو عن أَبيه شَمْلق وسَمْلق بالشين والسين وحكى عنه أَيضاً شَمَلَّق وسَمَلَّق وفي بعض الخبر ما قَرْقَمَني إِلا الكَرَمُ أَي إِنما جئت ضاوِياً لكَرَم آبائي وسَخائهم بطعامهم عن بطونهم وفي المحكم القِرْقِم الحَشَفة قال الأَزهري ولا أَعرفه أَنشد أَبو عمرو لابن سعد المعني بِعَيْنَيْكَ وَغْفٌ إِذْ رَأَيتَ ابن مَرْثَدٍ يُقَسْبِرُها بِفِرْقِمٍ يَتَرَبَّدُ ويروى يَتَزَبَّدُ

( قرهم ) القَرْهَمُ من الثّيران كالقَرْهَب وهو المسنُّ الضَّخم قال كراع القَرْهَم المسن قال ابن سيده فلا أَدري أَعمّ به أَم أَراد الخصوص وقال مرة القَرْهَمُ أَيضاً من المعَز ذاتُ الشعر وزعم أَن الميم في كل ذلك بدل من الباء والقَرْهَمُ من الإِبل الضخم الشديد والقَرْهم السيد كالقَرْهَب عن اللحياني وزعم أَن الميم بدل من باء قرهب وليس بشيء الأَزهري في أَثناء كلامه على القَهْرَمان أَبو زيد يقال قَهْرَمان وقَرْهَمان مقلوب

( قزم ) القَزَمُ بالتحريك الدَّناءَة والقَماءةُ وفي الحديث أَنه كان يتعَوَّذ من القَزَم هو اللُّؤم والشحُّ ويروى بالراء وقد تقدم والقَزَمُ اللئيم الدَّنيء الصغير الجُثة الذي لا غناء عنده الواحد والجمع والمذكر والمؤنث في ذلك سواء لأَنه في الأَصل مصدر تقول العرب رجل قَزَمٌ وامرأَة قَزَمٌ وهو ذو قَزَم ولغة أُخرى رجل قَزَم ورجُلان قَزَمان ورجال أَقْزامٌ وامرأَة قَزَمةٌ وامرأَتان قَزَمتانِ ونِساء قَزَمات وقيل الجمع أَقْزام وقَزامَى وقُزُمٌ وفي الحديث عن علي عليه السلام في ذمّ أهل الشام جُفاة طَغامٌ عَبيدٌ أَقْزامٌ هو جمع قَزَمٍ والقِزامُ اللِّئام وقال أَحْصَنُوا أُمَّهُمُ مِن عَبْدِهِمْ تِلْكَ أَفْعالُ القِزامِ الوَكَعَهْ وقد قَزِمَ قَزَماً فهو قَزِمٌ وقُزُمٌ والأُنثى قَزِمة وقُزُمة وشاة قَزَمة رديئة صغيرة وغنم قَزَم أَي رُذال لا خير فيها وإِن شئت غنم أَقْزام وكذلك رُذالُ الإِبل وغيرها والقَزَمُ أَردأُ المال وقَزَمُ المالِ صغاره ورديئه قال بعضهم القَزَمُ في الناس صِغر الأخلاق وفي المال صغر الجسم ورجل قَزَمة قصير وكذلك الأُنثى والاسم القَزَم والقَزَمُ رذال الناس وسَفِلَتُهم قال زياد بن منقذ وهُمْ إِذا الخَيْلُ جالُوا في كَواثِبِها فَوارِسُ الخيلِ لا مِيلٌ ولا قَزَمُ ويقال للرذال من الأَشياء قَزَم والجمع قُزُمٌ وأَنشد لا بَخَلٌ خالَطَه ولا قَزَم والقَزَمُ صِغار الغنم وهي الحَذَف وسُودَدٌ أَقْزَمُ ليس بقديم قال العجاج والسُّودَدُ العاديُّ غَيرُ الأَقْزَم وقَزَمَه قَزْماً عابه كَقَرَمَه والتَّقَزُّمُ اقتحام الأُمور بِشدَّة والقُزامُ الموت عن كراع وقُزْمانُ اسم رجل وقُزْمانُ موضع

( قسم ) القَسْمُ مصدر قَسَمَ الشيءَ يَقْسِمُه قَسْماً فانْقَسَم والموضع مَقْسِم مثال مجلس وقَسَّمَه جزَّأَه وهي القِسمةُ والقِسْم بالكسر النصيب والحَظُّ والجمع أَقْسام وهو القَسِيم والجمع أَقْسِماء وأَقاسِيمُ الأَخيرة جمع الجمع يقال هذا قِسْمُك وهذا قِسْمِي والأَقاسِيمُ الحُظُوظ المقسومة بين العباد والواحدة أُقْسُومة مثل أُظفُور
( * قوله « مقل أظفور » في التكملة مثل أُظفورة بزيادة هاء التأنيث )
وأَظافِير وقيل الأَقاسِيمُ جمع الأَقسام والأَقسام جمع القِسْم الجوهري القِسم بالكسر الحظ والنصيب من الخير مثل طَحَنْت طِحْناً والطِّحْنُ الدَّقيق وقوله عز وجل فالمُقَسِّماتِ أَمراً هي الملائكة تُقَسِّم ما وُكِّلت به والمِقْسَمُ والمَقْسَم كالقِسْم التهذيب كتب عن أَبي الهيثم أَنه أَنشد فَما لكَ إِلاَّ مِقْسَمٌ ليس فائِتاً به أَحدٌ فاسْتَأْخِرَنْ أَو تقَدَّما
( * قوله « فاستأخرن أو تقدما » في الاساس بدله فاعجل به أو تأخرا )
قال القِسْم والمِقْسَم والقَسِيم نصيب الإِنسان من الشيء يقال قَسَمْت الشيء بين الشركاء وأَعطيت كل شريك مِقْسَمه وقِسْمه وقَسِيمه وسمي مِقْسم بهذا وهو اسم رجل وحصاة القَسْم حصاة تلقى في إِناء ثم يصب فيها من الماء قدر ما يَغمر الحصاة ثم يتعاطونها وذلك إِذا كانوا في سفَر ولا ماء معهم إِلا شيء يسير فيقسمونه هكذا الليث كانوا إِذا قَلَّ عليهم الماء في الفلَوات عَمدوا إِلى قَعْب فأَلقوا حصاة في أَسفله ثم صَبُّوا عليه من الماء قدر ما يغمرها وقُسِمَ الماء بينهم على ذلك وتسمى تلك الحصاةُ المَقْلَةَ وتَقَسَّموا الشيء واقْتَسَموه وتَقاسَموه قَسَمُوه بينهم واسْتَقسَمُوا بالقِداح قَسَمُوا الجَزُور على مِقدار حُظوظهم منها الزجاج في قوله تعالى وأَن تَسْتَقْسِمُوا بالأَزلام قال موضع أَن رفع المعنى وحُرّم عليكم الاسْتِقْسام بالأَزلام والأَزْلام سِهام كانت لأَهل الجاهلية مكتوب على بعضها أَمَرَني ربِّي وعلى بعضها نَهاني ربي فإِذا أَراد الرجل سفَراً أَو أَمراً ضرب تلك القِداح فإِن خَرج السهم الذي عليه أَمرني ربي مضى لحاجته وإِن خرج الذي عليه نهاني ربي لم يمض في أَمره فأَعلم الله عز وجل أَن ذلك حَرام قال الأَزهري ومعنى قوله عز وجل وأَن تستقسموا بالأَزلام أَي تطلبوا من جهة الأَزلام ما قُسِم لكم من أَحد الأَمرين ومما يبين ذلك أَنَّ الأَزلام التي كانوا يستقسمون بها غير قداح الميسر ما روي عن عبد الرحمن بن مالك المُدْلجِي وهو ابن أَخي سُراقة بن جُعْشُم أَن أَباه أَخبره أَنه سمع سراقة يقول جاءتنا رُسُل كفار قريش يجعلون لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأَبي بكرٍ دية كل واحد منهما لمن قتلهما أَو أَسَرَهما قال فبينا أَنا جالس في مجلس قومي بني مُدْلج أَقبل منهم رجل فقام على رؤوسنا فقال يا سراقة إِني رأَيت آنفاً أَسْوِدةً بالساحل لا أُراها إِلا محمداً وأَصحابه قال فعرفت أَنهم هم فقلت إِنهم ليسوا بهم ولكنك رأَيت فلاناً وفلاناً انطلقوا بُغاة قال ثم لَبِثْت في المجلس ساعة ثم قمتُ فدخلت بيتي وأَمرت جاريتي أَن تخرج لي فرسي وتحبِسها من وراء أَكَمَة قال ثم أَخذت رمحي فخرجت به من ظهر البيت فخفَضْت عالِيةَ الرُّمح وخَطَطْت برمحي في الأَرض حتى أَتيت فرسي فركبتها ورفَعْتها تُقَرِّب بي حتى رأَيت أَسودتهما فلما دنوت منهم حيث أُسْمِعُهم الصوت عَثَرَت بي فرسي فخَرَرت عنها أَهويت بيدي إِلى كِنانتي فأَخرجت منها الأَزْلامَ فاستقسمت بها أَضِيرُهم أَم لا فخرج الذي أَكره أَن لا أَضِيرَهم فعَصَيْت الأَزلام وركبت فرسي فرَفَعتها تُقَرِّب بي حتى إِذا دنوت منهم عَثَرت بي فرسي وخَرَرْت عنها قال ففعلت ذلك ثلاث مرات إِلى أَن ساخت يدا فرسي في الأَرض فلما بلغتا الركبتين خَرَرت عنها ثم زجرتها فنهضت فلم تَكد تَخْرج يداها فلما استوت قائمة إِذا لأَثرِ يَدَيها عُثان ساطع في السماء مثل الدُّخان قال معمر أَحد رواة الحديث قلت لأَبي عمرو بن العلاء ما العُثان ؟ فسكت ساعة ثم قال لي هو الدخان من غيرنا وقال ثم ركبت فرسي حتى أَتيتهم ووقع في نفسي حين لَقِيت ما لقيت من الحبس عنهم أَن سيظهر أَمرُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال فقلت له إِن قومك جعلوا لي الدية وأَخبرتهم بأَخبار سفرهم وما يريد الناس منهم وعَرَضت عليهم الزاد والمتاع فلم يَرْزَؤُوني شيئاً ولم يسأَلوني إِلا قالوا أَخْفِ عنا قال فسأَلت أَن يكتب كتاب مُوادَعة آمَنُ به قال فأَمرَ عامرَ بن فُهَيْرَةَ مولى أَبي بكر فكتبه لي في رُقعة من أَديم ثم مضى قال الأَزهري فهذا الحديث يبين لك أَن الأَزرم قِداحُ الأَمر والنهي لا قِداح المَيْسر قال وقد قال المؤَرّج وجماعة من أَهل اللغة إِن الأَزلام قداح الميسر قال وهو وهَم واسْتَقْسم أَي طلب القَسْم بالأَزلام وفي حديث الفتح دخل البيت فرأَى إِبراهيم وإِسمعيلَ بأَيديهما الأَزلام فقال قاتَلَهم الله والله لقد علِموا أَنهما لم يَسْتَقْسما بها قطُّ الاسْتِقْسام طلب القِسم الذي قُسِم له وقُدِّر مما لم يُقَسم ولم يُقَدَّر وهو استِفعال منه وكانوا إِذا أَراد أَحدهم سفَراً أَو تزويجاً أَو نحو ذلك من المَهامِّ ضرب بالأَزلام وهي القداح وكان على بعضها مكتوب أَمَرَني ربِّي وعلى الآخر نهاني ربي وعلى الآخر غُفْل فإِن خرج أَمرني مَضى لشأْنه وإِن خرج نهاني أَمسك وإِن خرج الغُفْل عادَ فأَجالَها وضرب بها أُخرى إِلى أَن يخرج الأَمر أَو النهي وقد تكرّر في الحديث وقاسَمْتُه المال أَخذت منه قِسْمَك وأَخذ قِسْمه وقَسِيمُك الذي يُقاسِمك أَرضاً أَو داراً أَو مالاً بينك وبينه والجمع أَقسِماء وقُسَماء وهذا قَسِيم هذا أَي شَطْرُه ويقال هذه الأَرض قَسيمة هذه الأرض أَي عُزِلت عنها وفي حديث علي عليه السلام أَنا قَسِيم النار قال القتيبي أَراد أَن الناس فريقان فريق معي وهم على هُدى وفريق عليّ وهم على ضَلال كالخوارج فأنا قسيم النار نصف في الجنة معي ونصف عليّ في النار وقَسِيم فعيل في معنى مُقاسِم مُفاعِل كالسَّمير والجليس والزَّميل قيل أَراد بهم الخوارج وقيل كل من قاتله وتَقاسَما المال واقتَسَماه والاسم القِسْمة مؤَنثة وإِنما قال تعالى فارزقوهم منه بعد قوله تعالى وإِذا حضَر القِسْمة لأَنها في معنى الميراث والمال فذكَّر على ذلك والقَسَّام الذي يَقْسِم الدور والأَرض بين الشركاء فيها وفي المحكم الذي يَقسِم الأَشياء بين الناس قال لبيد فارْضَوْا بما قَسَمَ المَلِيكُ فإِنما قَسَمَ المَعِيشةَ بيننا قَسَّامُها
( * رواية المعلقة فاقنع بما قسم المليكُ فإنما قسم الخلائقَ بيننا عَلامُها )
عنى بالمليك الله عز وجل الليث يقال قَسَمْت الشيء بينهم قَسْماً وقِسْمة والقِسْمة مصدر الاقْتِسام وفي حديث قراءة الفاتحة قَسَمْت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين أَراد بالصلاة ههنا القراءة تسمية للشيء ببعضه وقد جاءت مفسرة في الحديث وهذه القِسْمة في المعنى لا اللفظ لأَن نصف الفاتحة ثناء ونصفها مَسْأَلة ودُعاء وانتهاء الثناء عند قوله إِياك نعبد وكذلك قال في إِياك نستعين هذه الآية بيني وبين عبدي والقُسامة ما يَعْزِله القاسم لنفسه من رأْس المال ليكون أَجْراً له وفي الحديث إِياكم والقُسامة بالضم هي ما يأْخذه القَسَّام من رأْس المال عن أُجرته لنفسه كما يأْخذ السماسرة رَسماً مرسُوماً لا أَجراً معلوماً كتواضُعهم أَن يأْخذوا من كل أَلف شيئاً معيناً وذلك حرام قال الخطابي ليس في هذا تحريم إِذا أَخذ القَسّام أُجرته بإِذن المقسوم لهم وإِنما هو فيمن وَلِيَ أَمر قوم فإِذا قسم بين أَصحابه شيئاً أَمسك منه لنفسه نصيباً يستأْثر به عليهم وقد جاء في رواية أُخرى الرجل يكون على الفِئام من الناس فيأْخذ من حَظّ هذا وحظ هذا وأَما القِسامةُ بالكسر فهي صنعة القَسَّام كالجُزارة والجِزارة والبُشارة والبِشارة والقُسامةُ الصَّدقة لأَنها تُقسم على الضعفاء وفي الحديث عن وابِصة مثَلُ الذي يأْكل القُسامة كمثل جَدْيٍ بَطنُه مملوء رَضْفاً قال ابن الأَثير جاء تفسيرها في الحديث أَنها الصدقة قال والأَصل الأَوَّل ابن سيده وعنده قَسْمٌ يَقْسِمه أَي عَطاء ولا يجمع وهو من القِسْمة وقسَمَهم الدَّهر يَقْسِمهم فتَقَسَّموا أَي فَرَّقهم فتَفَرَّقوا وقَسَّمَهم فرَّقهم قِسْماً هنا وقِسماً هنا ونَوىً قَسُومٌ مُفَرِّقة مُبَعَّدة أَنشد ابن الأَعرابي نَأَتْ عن بَناتِ العَمِّ وانقَلَبَتْ بها نَوىً يَوْم سُلاَّنِ البَتِيلِ قَسوم
( * قوله « وانقلبت » كذا في الأصل والذي في المحكم وانفلتت )
أَي مُقَسِّمة للشَّمْل مُفَرِّقة له والتقْسِيم التفريق وقول الشاعر يذكر قِدْراً تُقَسِّم ما فيها فإِنْ هِي قَسَّمَتْ فَذاكَ وإِن أَكْرَتْ فعن أَهلِها تُكْري قال أَبو عمرو قَسَّمت عَمَّت في القَسْم وأَكْرَتْ نَقَصَتْ ابن الأََعرابي القَسامةُ الهُِدنة بين العدو والمسلِمين وجمعها قَسامات والقَسم الرَّأْي وقيل الشكُّ وقيل القَدَرُ وأَنشد ابن بري في القَسْم الشَّكِّ لعدي بن زيد ظِنّة شُبِّهتْ فأَمْكَنَها القَسْ مُ فأَعدَتْه والخَبِيرُ خبِيرُ وقَسَم أَمرَه قَسْماً قَدَّره ونَظَر فيه كيف يفعل وقيل قَسَمَ أَمرَه لم يدر كيف يَصنع فيه يقال هو يَقْسِم أَمره قَسْماً أَي يُقَدِّره ويُدَبِّره ينظر كيف يعمل فيه قال لبيد فَقُولا له إِن كان يَقْسِمُ أَمْرَه أَلَمَّا يَعِظْكَ الدَّهْرُ ؟ أُمُّكَ هابِلُ ويقال قَسَمَ فلان أَمره إِذا مَيَّل فيه أَن يفعله أَو لا يفعله أَبو سعيد يقال تركت فلاناً يَقْتَسِم أَي يفكر ويُرَوِّي بين أَمرين وفي موضع آخر تركت فلاناً يَسْتَقْسِم بمعناه ويقال فلان جَيِّد القَسْمِ أَي جيِّد الرأْي ورجل مُقَسَّمٌ مُشتَرك الخواطِر بالهُموم والقَسَمُ بالتحريك اليمين وكذلك المُقْسَمُ وهو المصدر مثل المُخْرَج والجمع أَقْسام وقد أَقْسَم بالله واسْتَقْسَمه به وقاسَمَه حلَف له وتَقاسمَ القومُ تحالفوا وفي التنزيل قالوا تَقاسَمُوا بالله وأَقْسَمْت حلفت وأَصله من القَسامة ابن عرفة في قوله تعالى كما أَنزلنا على المُقْتَسِمين هم الذين تَقاسَمُوا وتَحالَفُوا على كَيْدِ الرسول صلى الله عليه وسلم قال ابن عباس هم اليهود والنصارى الذين جعلوا القرآن عِضِينَ آمنوا ببعضه وكفروا ببعضه وقاسَمَهما أَي حلَفَ لهما والقَسامة الذين يحلفون على حَقِّهم ويأْخذون وفي الحديث نحن نازِلُون بخَيْفِ بني كِنانة حيث تَقاسَمُوا على الكفر تقاسموا من القَسَم اليمين أَي تحالفوا يريد لمَّا تعاهدت قريش على مُقاطعة بني هاشم وترك مُخالطتهم ابن سيده والقَسامة الجماعة يُقْسِمُون على الشيء أَو يُشهدون ويَمِينُ القَسامةِ منسوبة إِليهم وفي حديثٍ الأَيْمانُ تُقْسَمُ على أَوْلياء الدمِ أَبو زيد جاءت قَسامةُ الرجلِ سمي بالمصدر وقَتل فلان فلاناً بالقَسامة أَي باليمين وجاءت قَسامة من بني فلان وأَصله اليمين ثم جُعِل قَوْماً والمُقْسَمُ القَسَمُ والمُقْسَمُ المَوْضِع الذي حلف فيه والمُقْسِم الرجل الحالف أَقْسَم يُقْسِمُ إِقْساماً قال الأَزهري وتفسير القَسامة في الدم أَن يُقْتل رجل فلا تشهد على قتل القاتل إِياه بينة عادلة كاملة فيجيء أَولياء المقتول فيدّعون قِبَل رجل أَنه قتله ويُدْلُون بِلَوْث من البينة غير كاملة وذلك أَن يُوجد المُدَّعى عليه مُتلَطِّخاً بدم القتيل في الحال التي وُجد فيها ولم يشهد رجل عدل أَو امرأَة ثقة أَن فلاناً قتله أَو يوجد القتيل في دار القاتل وقد كان بينهما عداوة ظاهرة قبل ذلك فإِذا قامت دلالة من هذه الدلالات سَبَق إِلى قلب من سمعه أَن دعوى الأَولياء صحيحة فَيُستَحْلَفُ أَولياءُ القتيل خمسين يميناً أَن فلاناً الذي ادعوا قتله انفرد بقتل صاحبهم ما شَرَكه في دمه أَحد فإِذا حلفوا خمسين يميناً استحقوا دية قتيلهم فإِن أَبَوْا أَن يحلفوا مع اللوث الذي أَدلوا به حلف المُدَّعى عليه وبَرِئ وإِن نكل المدّعى عليه عن اليمين خير ورثة القتيل بين قتله أَو أَخذ الدية من مال المدّعى عليه وهذا جميعه قول الشافعي والقَسامةُ اسم من الإِقْسام وُضِع مَوْضِع المصدر ثم يقال للذين يُقْسِمونَ قَسَامة وإِن لم يكن لوث من بينة حلف المدَّعى عليه خمسين يميناً وبرئ وقيل يحلف يميناً واحدة وفي الحديث أَنه اسْتَحْلَف خمسةَ نفَر في قسامة معهم رجل من غيرهم فقال رُدُّوا الأَيمان على أَجالدِهم قال ابن الأَثير القَسامة بالفتح اليمين كالقسَم وحقيقتها أَن يُقْسِم من أَولياء الدم خمسون نفراً على استحقاقِهم دمَ صاحبِهم إِذا وجدوه قتيلاً بين قوم ولم يُعرف قاتله فإِن لم يكونوا خمسين أَقسم الموجودون خمسين يميناً ولا يكون فيهم صبي ولا امرأَة ولا مجنون ولا عبد أَو يُقسم بها المتهمون على نفي القتل عنهم فإِن حلف المدعون استحقوا الدية وإِن حلف المتهَمون لم تلزمهم الدية وقد أَقْسَم يُقْسِم قَسَماً وقَسامة وقد جاءت على بِناء الغَرامة والحَمالة لأَنها تلزم أَهل الموضع الذي يوجد فيه القتيل ومنه حديث عمر رضي الله عنه القَسامة توجب العَقْل أَي تُوجب الدّية لا القَوَد وفي حديث الحسن القَسامةُ جاهِلِيّة أَي كان أَهل الجاهلية يَديِنُون بها وقد قرّرها الإِسلام وفي رواية القَتْلُ بالقسامة جاهِليةٌ أَي أَن أَهل الجاهلية كانوا يقتُلُون بها أَو أَن القتل بها من أَعمال الجاهلية كأَنه إِنكار لذلك واسْتِعْظام والقَسامُ الجَمال والحُسن قال بشر بن أَبي خازم يُسَنُّ على مَراغِمِها القَسامُ وفلان قَسِيمُ الوَجْهِ ومُقَسَّمُ الوجهِ وقال باعث ابن صُرَيْم اليَشْكُري ويقال هو كعب بن أَرْقَمَ اليشكري قاله في امرأَته وهو الصحيح ويَوْمًا تُوافِينا بَوجْهً مُقسَّمٍ كأَنْ ظَبْية تَعْطُو إِلى وارِق السَّلَمْ ويَوْماً تُرِيدُ مالَنا مع مالها فإِنْ لم نُنِلْها لم تُنِمْنا ولم تَنَمْ نَظَلُّ كأَنَّا في خُصومِ غَرامةٍ تُسَمِّعُ جِيراني التَّأَلِّيَ والقَسَمْ فَقُلْتُ لها إِنْ لا تَناهَي فإِنَّني أَخو النُّكْر حتى تَقْرَعي السِّنَّ من نَدَمْ وهذا البيت في التهذيب أَنشده أَبو زيد كأَنْ ظبية تعطو إِلى ناضِرِ السَّلم وقال قال أَبو زيد سمعت بعض العرب ينشده كأَنْ ظبيةٌ يريد كأَنها ظبية فأَضمر الكناية وقول الربيع بن أَبي الحُقَيْق بأَحْسَنَ منها وقامَتْ تري ك وجَهاً كأَنَّ عَلَيْه قَساما أَي حُسْناً وفي حديث أُم معبد قَسِيمٌ وَسِيم القَسامةُ الحسن ورجل مُقَسَّم الوجهِ أَي جميل كله كأَن كل موضع منه أَخذ قِسْماً من الجمال ويقال لحُرِّ الوجه قَسِمة بكسر السين وجمعها قَسِماتٌ ورجل مُقَسَّمٌ وقَسِيم والأُنثى قَسِيمة وقد قَسُم أَبو عبيد القَسام والقَسامة الحُسْن وقال الليث القَسِيمة المرأَة الجميلة وأَما قول الشاعر
( * قوله « الشاعر » هو عنترة )
وكأَنَّ فارةَ تاجِرٍ بِقَسِمةٍ سَبَقَتْ عَوارِضَها إِليكَ مِن الفَمِ فقيل هي طلوع الفجر وقيل هو وقت تَغَير الأَفواه وذلك في وقت السحر قال وسمي السحر قَسِمة لأَنه يَقْسِم بين الليل والنهار وقد قيل في هذا البيت إِنه اليمين وقيل امرأَة حسَنة الوجه وقيل موضع وقيل هو جُؤْنة العَطَّار قال ابن سيده والمعروف عن ابن الأَعرابي في جُؤْنة العطار قَسِمة فإِن كان ذلك فإِن الشاعر إِنما أَُشبع للضرورة قال والقَسِيمة السُّوقُ عن ابن الأَعرابي ولم يُفسِّر به قول عنترة قال ابن سيده وهو عندي مما يجوز أَن يُفسَّر به وقول العجاج الحمدُ للهِ العَلِيّ الأَعْظَمِ باري السَّمواتِ بِغَيْرِ سُلَّمِ ورَبِّ هذا الأَثَرِ المُقَسَّمِ مِن عَهْد إِبراهيمَ لَمَّا يُطْسَمِ أَراد المُحَسَّن يعني مَقام إِبراهيم عليه السلام كأَنه قُسِّم أَي حُسِّن وقال أَبو ميمون يصف فرساً كلِّ طَوِيلِ السّاقِ حُرِّ الخدّيْن مُقَسَّمِ الوجهِ هَرِيتِ الشِّدْقَيْن ووَشْيٌ مُقَسَّمٌ أَي مُحَسَّنٌ وشيء قَسامِيٌّ منسوب إِلى القَسام وخفف القطامي ياء النسبة منه فأَخرجه مُخرج تِهامٍ وشآمٍ فقال إِنَّ الأُبُوَّةَ والدَيْنِ تَراهُما مُتَقابلينِ قَسامِياً وهِجانا أَراد أُبوّة والدين والقَسِمةُ الحُسن والقَسِمةُ الوجهُ وقيل ما أَقبل عليك منه وقيل قَسِمةُ الوجه ما خَرج من الشعر وقيل الأَنفُ وناحِيتاه وقيل وسَطه وقيل أَعلى الوَجْنة وقيل ما بين الوَجْنتين والأَنف تكسر سينها وتفتح وقيل القَسِمة أَعالي الوجه وقيل القَسِمات مَجارِي الدموع والوجوه واحدتها قَسِمةٌ ويقال من هذا رجل قَسِيم ومُقَسَّم إِذا كان جميلاً ابن سيده والمُقْسَم موضع القَسَم قال زهير فتُجْمَعُ أَيْمُنٌ مِنَّا ومِنْكُم بمُقْسَمةٍ تَمُورُ بها الدِّماء وقيل القَسِماتُ مجاري الدموع قال مُحْرِز بن مُكَعْبَرٍ الضبي وإِنِّي أُراخيكم على مَطِّ سَعْيِكم كما في بُطونِ الحامِلاتِ رِخاءُ فَهلاَّ سَعَيْتُمْ سَعْيَ عُصْبةِ مازِنٍ وما لعَلائي في الخُطوب سَواءُ كأَنَّ دَنانِيراً على قَسِماتِهِمِ وإِنْ كان قَدْ شَفَّ الوُجُوهَ لِقاءُ لَهُمْ أَذْرُعٌ بادٍ نواشِزُ لَحْمِها وبَعضُ الرِّجالِ في الحُروب غُثاءُ وقيل القَسِمةُ ما بين العينين روي ذلك عن ابن الأَعرابي وبه فسر قوله دنانيراً على قَسِماتهم وقال أَيضاً القَسِمةُ والقَسَمةُ ما فوق الحاجب وفتح السين لغة في ذلك كله أَبو الهيثم القَسامِيُّ الذي يكون بين شيئين والقَسامِيّ الحَسَن من القسامة والقَسامِيُّ الذي يَطوي الثياب أَول طَيّها حتى تتكسر على طيه قال رؤبة طاوِينَ مَجْدُولَ الخُروقِ الأَحداب طَيَّ القَسامِيِّ بُرودَ العَصّاب ورأَيت في حاشية القَسَّامُ المِيزان وقيل الخَيّاطُ وفرس قَسامِيٌّ أَي إِذا قَرَحَ من جانب واحد وهو من آخرَ رَباعٍ وأَنشد الجَعْدي يصف فرساً أَشَقَّ قَسامِيّاً رَباعِيَ جانِبٍ وقارِحَ جَنْبٍ سُلَّ أَقْرَحَ أَشْقَرا وفرس قَسامِيٌّ منسوب إِلى قَسام فرس لبني جَعْدة وفيه يقول الجعدي أَغَرّ قَسامِيّ كُمَيْت مُحَجَّل خَلا يده اليُمْنى فتَحْجِيلُه خَسا أَي فَرْدٌ وقال ابن خالويه اسم الفرس قَسامة بالهاء وأَما قول النابغة يصف ظبية تَسَفُّ برِيرَه وتَرُودُ فيه إِلي دُبُر النهارِ من القَسامِ قيل القَسامة شدّة الحرّ وقيل إِن القسام أَول وقت الهاجرة قال الأَزهري ولا أَدري ما صحته وقيل القسام وقت ذُرور الشمس وهي تكون حينئذ أَحسن ما تكون وأَتمّ ما تكون مَرْآةً وأَصل القَسام الحُسن قال الأَزهري وهذا هو الصواب عندي وقول ذي الرمة لا أَحْسَبُ الدَّهْرَ يُبْلي جِدّةً أَبداً ولا تُقَسَّم شَعْباً واحِداً شُعَبُ يقول إِني ظننت أَن لا تنقسم حالاتٌ كثيرة يعني حالاتِ شبابه حالاً واحداً وأَمراً واحداً يعني الكِبَر والشيب قال ابن بري يقول كنت لغِرّتي أَحسب أَن الإِنسان لا يَهرم وأَن الثوبَ الجديد لا يَخْلُق وأَن الشَّعْب الواحد الممتنع لا يَتفرَّق الشُّعَبَ المتفرِّقةَ فيتفرق بعد اجتماع ويحصل متفرقاً في تلك الشُّعَبِ
( * قوله وأن الشعب إلخ هكذا في الأصل )
والقَسُومِيَّات مواضع قال زهير ضَحَّوْا قَليلاً قَفا كُثْبانِ أَسْنِمةٍ ومِنْهُمُ بالقَسُومِيّاتِ مُعْتَرَكُ
( * قوله « ضحوا قليلاً إلخ » أنشده في التكملة ومعجم ياقوت وعرسوا ساعة في كثب اسنمة )
وقاسِمٌ وقَسِيمٌ وقُسَيْمٌ وقَسّام ومِقْسَم ومُقَسِّم أَسماء والقَسْم موضع معروف والمُقْسِم أَرض قال الأَخطل مُنْقَضِبِين انْقِضابَ الخيل سَعْيُهُم بَين الشقيق وعَيْن المُقْسِمِ البَصِر وأَما قول القُلاخ بن حَزْن السعدي القُلاخُ في بُغائي مِقْسَما أَقْسَمْتُ لا أَسْأَمُ حتَّى تَسْأَما فهو اسم غلام له كان قد فرّ منه

( قشم ) القَشْم الأَكل وقيل شِدة الأَكل وخَلْطُه قَشَمَ يَقْشِمُ قَشْماً والقُشامُ اسم لما يؤْكل مشتق من القشْمِ والقُشامة رديء التمر عن أَبي حنيفة والقُشام والقُشامةُ ما وقع على المائدة ونحوها مما لا خير فيه أَو ما بقي فيها من ذلك ابن الأَعرابي القُشامةُ ما يَبْقَى من الطعام على الخِوان وقَشَمْت أَقْشِمُ قَشْماً نفَيته وقَشَمْت الطعام قَشْماً إِذا نفَيتَ الرَّديء منه وما أَصابت الإِبلُ مَقْشَماً أَي شيئاً ترعاه وقَشَم الرجلُ قَشْماً مات قال أَبو وجزة قَشَمَتْ فجَرَّ برِجلها أَصحابُها وحَثَوْا على حَفْصٍ لها وعِماد أَي ماتت فدفنوها مع مَتاع بيتها وقَشَمَ في بيته قشُماً دخل والقِشْمُ والقَشْمُ اللحم المحمرُّ من شدة النُّضج والقَشْمُ بالكسر الجسم عن يعقوب في بعض نسخه من الإِصلاح وأَنشد ابن الأَعرابي طَبيخُ نُحازٍ أَو طَبيخُ أمِيهةٍ دَقِيقُ العِظامِ سَيِّءُ القِشْمِ أَمْلَطُ يقول كانت أُمه به حاملاً وبها نُحاز أَي سعال أَو جُدَرِيٌّ فجاءت به ضاوِياً ويقال أَرى صبيكم مُخْتَلاًّ قد ذهب قِشْمه أَي لحمه وشَحْمه والقَشَمُ والقَشْمُ البُسْر الأَبيض الذي يؤْكل قبل أَن يُدرك وهو حُلو والقُشامُ أَن يَنتَقِض البلح قبل أَن يصير بُسْراً وقال الأَصمعيفإِذا انْتقض البُسر قبل أَن يصير بلحاً قيل قد أَصابه القُشامُ ابن الأَعرابي يقال للبسرة إِذا ابيضَّت فأُكلت طيبة هي القَشِيمة ويقال أَصاب الثمرَ القُشامُ هو بالضم أَن ينتقض ثمر النخل قبل أَن يصير بلحاً وقَشَم الخُوصَ يَقْشِمُه قَشْماً شقه لِيَسُفَّه وإِنه لقبيح القِشْمِ أَي الهيئة وقالوا الكرَم من قِشْمِه أَي من طَبعه وأَصله ووالقِشْمُ المَسِيل الضيِّقُ في الوادي وقال أَبو حنيفة القَشْمُ بالفتح مسيل الماء في الروض وجمعه قُشوم وقُشام موضع عن ابن الأَعرابي وأَنشد كأَنَّ قَلُوصِي تَحْمِلُ الأَجْوَلَ الذي بشَرْقِيِّ سَلْمَى يَوْمَ جَنْبِ قُشامِ وقُشامٌ في قول الراجز يا لَيْتَ أَنَّي وقُشاماً نَلْتَقي وَهْو على ظَهْر البعير الأَوْرقِ اسم رجل راعٍ أَبو تراب عن مُدرك يقال لفلان قوم يَقْمشون له ويَهْمِشون له بمعنى يجمعون له والله أَعلم

( قشعم ) القُشْعُوم الصغيرة الجسم وبه سمي القُراد وهو القُرْشوم والقِرْشامُ والقَشْعَمُ والقِشْعامُ المُسِنُّ من الرجال والنُّسور والرخَم لطول عمره وهو صفة والأُنثى قَشْعم قال الشاعر ترَكْتُ أَباكَ قد أَطْلَى ومالَتْ عليه القَشْعَمانِ من النُّسور وقيل هو الضخم المسن من كل شيء قال أَبو زيد كل شيء يكون ضخماً فهو قَشْعمٌ وأَنشد وقِصَعٌ تُكْسَى ثُمالاً قَشْعما والثُّمال الرَّغْوة وأُمُّ قَشْعَم الحَرب وقيل المنيَّة وقيل الضبع وقيل العنكبوت وقيل الذِّلة وبكل فسر قول زهير فشَدّ ولم يُفْزِعْ بُيوتاً كثِيرةً لدَى حيثُ أَلقَتْ رَحْلَها أُمُّ قَشْعَمِ الأَزهري الشيخ الكبير يقال له قَشْعم القاف مفتوحة والميم خفيفة فإِذا ثقلت الميم كسرت القاف وكذلك بناء الرباعي المنبسط إهذا ثُقل آخره كُسِر أَوله وأَنشد للعجاج إِذْ زَعَمَتْ رَبِيعةُ القِشْعَمُّ قال ابن سيده القِشْعَمُّ مثل القَشْعم وقَشْعَم من أَسماء الأَسد وكان ربيعة بن نزار يسمى القَشْعم قال طرفة والجَوْزُ مِن رَبيعةُ القَشَعَم أَراد القَشْعم فوقف وأَلقى حركة الميم على العين كما قالوا البَكِرْ ثم أَوقعوا القَشْعم على القبيلة قال كِذ زعمت ربيعةٍ القَشْعَمُّ شدَّد ضرورة وأَجرى الوصل مجرى الوقف

( قصم ) القَصْمُ دَقُّ الشيء يقال للظالم قَصَمَ الله ظهره ابن سيده القَصْمُ كسر الشيء الشديد حتى يَبين قَصمه يَقْصِمه قَصْماً فانْقَصَمَ وتقَصَّمَ كسَره كسْراً فيه بَيْنونة ورجل قَصِمٌ أَي سريع الانْقِصام هَيَّابٌ ضعيف وقُصَمُ مثل قُثَم يَحْطِم ما لقي قال ابن بري صوابه قُصَمٌ مثل قُثَمٍ تَصْرِفُهما لأَنهما صِفتانِ وإِنما العدل يكون في الأَسماء لا غير وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال في أَهل الجنة يُرْفَعُ أَهلُ الغُرَفِ إِلى غُرَفِهم في دُرَّة بَيْضاء ليس فيها قَصْمٌ ولا فَصْمٌ أَبو عبيدة القَصْمُ بالقاف هو أَن ينكسر الشيء فيبَين يقال منه قَصَمْت الشيء إِذا كسرتَه حتى يبين ومنه قيل فلان أَقْصَمُ الثَّنِيَّة إذا كان منكسرها وأَما الفَصْمُ بالفاء فهو أَن يَنْصَدِعَ الشيء من غير أَن يَبِين وفي الحديث الفاجرُ كالأَرْزَةِ صمَّاءُ مُعْتدِلة حتى يَقْصِمها الله وفي حديث عائشة تصف أَباها رضي الله عنهما ولا قَصَمُوا له قَناة ويروى بالفاء وفي حديث كعب وجدت انْقِصاماً في ظهري ويروى بالفاء وقد تقدما ورمح قَصِمٌ منكسر وقناة قَصِمةٌ كذلك وقد قَصِمَ وقَصِمَتْ سِنُّه قَصَماً وهي قَصْماء انشقت عَرْضاً ورجل أَقصمُ الثنية إِذا كان منكسرها من النصف بيّن القَصَمِ والأَقْصَمُ أَعمُّ وأََعرف من الأَقصف وهو الذي انقصمت ثنيته من النصف يقال جاءتكمُ القَصْماء تذهب به إِلى تأْنيث الثنية قال بعض الأَعراب لرجل أَقصَمِ الثنيةِ جاءتكم القَصْماء ذهب إِلى سِنِّه فأَنثها والقَصْماء من المعز التي انكسر قرناها من طرفيهما إِلى المُشاشة وقال ابن دريد القَصْماء من المعز المكسورة القرنِ الخارجِ والعَضْباء المكسورة القرن الداخل وهو المُشاش والقَصْمُ في عَروض الوافر حذف الأَول وإِسكان الخامس فيبقى الجزء فاعِيلٌ فينقل في التقطيع إِلى مَفْعولن وذلك على التشبيه بقَصْم السن أَو القَرْن وقَصْمُ السواكِ وقَصْمَتُه وقِصْمَتُه الكسرة منه وفي الحديث اسْتَغْنُوا عن الناس ولو عن قِصْمةِ السواكِ والقصمة بكسر القاف أَي الكسرة منه إِذا استيك به ويروى بالفاء وقَصَمه يَقْصِمه قَصْماً أَهلكه وقال الزجاج في قوله تعالى وكم قَصَمْنا من قرية كم في موضع نصب بقَصَمنا ومعنى قَصمنا أَهلكنا وأَذهبنا ويقال قَصَمَ الله عُمُر الكافر أَي أَذهبه والقاصِمةُ اسم مدينة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابن سيده أَرى ذلك لأَنها قَصَمت الكفر أَي أَذْهَبته والقَصْمة بالفتح مَرْقاة الدرجة مثل القَصْفة وفي الحديث إِن الشمس لتَطْلُعُ من جهنم بين قَرْنَيْ شيطان فما ترتفع في السماء من قَصْمة إِلا فُتحَ لها باب من النار فإِذا اشتدَّت الظهيرة فُتحت الأَبواب كلها وسميت المرقاة قَصْمة لأَنها كسرة من القصم الكسر وكلُّ شيء كَسَرْته فقد قَصَمْته وأَقْصامُ المَرْعى أُصُوله ولا يكون إِلا من الطَّريفة الواحد قِصْمٌ والقَصْمُ العتيق من القطن عن أَبي حنيفة والقَصِيمة ما سهل من الأَرض وكثر شجره والقَصِيمةُ مَنْبِت الغَضى والأَرْطَى والسَّلَم وهي رملة قال لبيد وكتِيبة الأَحْلافِ قد لاقَيْتُهمْ حيثُ اسْتَفاضَ دَكادِكٌ وقَصِيمُ وقال بشر في مفرده وباكَرَه عِندَ الشُّروقِ مُكَلَّبٌ أَزَلُّ كسِرْحانِ القَصِيمةِ أَغْبَرُ قال وقال أُنَيْف بن جَبَلة ولقدْ شَهِدْتُ الخَيْلَ يَحْمِلُ شِكَّتي عَتِدٌ كسِرْحانِ القَصِيمة مُنْهِب الليث القَصِيمةُ من الرمل ما أَنبت الغَضَى وهي القَصائِمُ أَبو عبيد القصائمُ من الرمال ما أَنبت العِضاه قال أَبو منصور وقول الليث في القَصِيمة ما يُنبت الغضى هو الصواب والقَصِيمُ موضع معروف يَشُقُّه طَرِيقُ بَطْن فَلْجٍ وأَنشد ابن السكيت يا رِيَّها اليومَ على مُبِينِ على مُبينٍ جَرِدِ القَصِيمِ مُبِين اسم بئر والقَصِيم نَبْت والأَجارِدُ من الأَرض ما لا يُنبت وقال أَفْرِغْ لِشَوْلٍ وعِشارٍ كُومِ باتَتْ تُعَشَّى اللَّيلَ بالقَصِيم لبَابة من هَمِقٍ عَيْشُوم الرياشي أَنشدني الأَصمعي في النون مع الميم يَطْْعُنُها بخَنْجَرٍ مِنْ لَحْمِ تحْتَ الذُّنابَى في مكانٍ سُخْنِ قال ويسمى هذا السناد قال الفراء سمي الدال والجيم الإِجادة رواه عن الخليل وقال الشاعر يصف صَيّاداً وأَشْعَثَ أَعْلى ماله كِفَفٌ له بفَرْشِ فَلاة بَيْنَهُنَّ قَصِيمُ الفَرْش مَنابت العُرْفُط ابن الأَعرابي فَرْشٌ من عُرفط وقَصِيمةٌ من غَضىً وأَيْكَةٌ من أَثْل وغالٌّ من سَلَم وسَلِيلٌ من سَمُرٍ للجماعة منها وقال أَبو حنيفة القَصِيمُ بغير هاء أَجَمة الغضى وجمعها قَصائم وقُصْم والقَصِيمةُ الغَيْضة والقَيْصوم ما طال من العشب وهو كالقَيْعُون عن كراع والقَيْصُوم من نبات السهل قال أَبو حنيفة القَيْصُوم من الذكور ومن الأَمْرار وهو طيب الرائحة من رَياحين البر وورقه هَدَب وله نَوْرَة صفراء وهي تَنْهض على ساق وتطول قال جرير نَبتَتْ بمَنْبِتِه فطابَ لشمِّها ونَأَتْ عن الجَثْجاثِ والقَيْصُوم وقال الشاعر بلادٌ بها القَيْصُومُ والشِّيحُ والغَضَى أَبو زيد قَصَم راجعاً وكصَمَ راجعاً إذا رجع من حيث جاء ولم يُتِمَّ إلى حيث قصَد

( قصلم ) التهذيب فَحل قِصْلامٌ عَضُوضٌ وأَنشد شمر سوى زِجاجاتِ مُعِيدٍ قِصْلام قال والمُعِيد الفحل الذي أَعاد الضِّراب في الإِبل مرّة بعد أُخرى

( قضم ) قَضِمَ الفرسُ يَقْضَم وخَضِمَ الإنسانُ يَخْضَم وهو كقَضْم الفرس والقَضْمُ بأَطراف الأَسنان والخَضْمُ بأَقصَى الأَضراس وأَنشد لأَيمن بن خُرَيْم الأسدي يذكر أهل العراق حين ظهر عبد الملك على مصعب رَجَوْا بالشِّقاقِ الأَكْلَ خَضْماً وقد رَضُوا أَخيراً مِنَ اكْلِ الخَضْمِ أَن يأْكلوا القَضْما ويدل على هذا قول أَبي ذر اخْضَمُوا فإنا سنَقْضَمُ ابن سيده القَضْمُ أَكل بأَطراف الأَسنان والأَضراس وقيل هو أَكل الشيء اليابس قَضِمَ يَقْضَم قَضْماً والخَضْم الأكل بجميع الفم وقيل هو أَكل الشيء الرَّطْب والقَضْمُ دون ذلك وقولهم يُبْلَغُ الخَضْم بالقَضْم أَي أَن الشَّبْعة قد تُبْلَغ بالأَكل بأَطراف الفم ومعناه أن الغايةَ قد تُدْرَك بالرِّفق قال الشاعر تَبَلَّغْ بأَخْلاقِ الثياب جَدِيدَها وبالقَضْمِ حتى تُدْرِكَ الخَضْمَ بالقَضْمِ وفي حديث أَبي هريرة رضي الله عنه ابْنُوا شَدِيداً وأَمِّلُوا بعيداً واخْضَمُوا فإنا سنَقْضَم القَضْمُ الأَكل بأطراف الأَسنان وفي حديث أَبي ذرّ تأْكلون خَضْماً ونأْكل قَضْماً وفي حديث عائشة رضي الله عنها فأَخَذتِ السواكَ فقَضِمَتْه وطَيَّبَتْه أي مَضَغَتْه بأَسنانها ولَيَّنَتْه والقَضِيم شعير الدابة وقَضِمت الدابة شعيرها بالكسر تقضَمه قَضْماً أكلته وأَقْضَمْته أنا إياه أي علفتها القَِضيم وقال الليث القَضْم أَكل دونٌ كما تَقْضَمُ الدابةُ الشعير واسمه القضيم وقد أقضَمْته قَضيماً قال ابن بري يقال قَضِم الرجل الدابةَ شعيرَها فيعدِّيه إلى مفعولين كما تقول كسا زيد ثوباً وكسوته ثوباً واستعار عديّ بن زيد القَضْمَ للنار فقال رُبَّ نارٍ بِتُّ أَرْمُقها تَقْضَمُ الهِنْدِيَّ والغارا والقَضِيمُ ما قَضِمتْه وما للقوم قَضِيمٌ وقَضامٌ وقُضْمة ومَقْضَمٌ أي ما يُقْضَمُ عليه ومنه قول بعض العرب وقد قدم عليه بان عم له بمكة فقال إن هذه بلادَ مَقْضم وليست ببلاد مَخْضَم وما ذقت قَضاماً أَي شيئاً وأَتتهم قَضِيمة أي مِيرة قليلة والقِضْمُ ما ادَّرَعَتْه الإبل والغنم من بقية الحلْي والقَضَمُ انصداع في السن وقيل تَثَلُّمٌ وتَكسُّر في أَطراف الأَسنان وتفَلُّلٌ واسوداد قَضِمَ قَضَماً فهو قَضِمٌ وأَقضَم والأُنثى قَضْماء وقد قَضِم فوه إذا انكسر ونَقِدَ مثله والقَضِم بكسر الضاد السيف الذي طال عليه الدهر فتكسر حدُّه وفي المحكم وسيف قَضِمٌ طال عليه الدهر فتكسر حَدُّه وفي مضاربه قَضَم بالتحريك أي تكسر والفعل كالفعل قال راشد بن شهاب اليشكري فلا تُوعِدَنِّي إنَّني إنْ تُلاقِني مَعِي مَشْرَفِيٌّ في مَضارِبهِ قَضَمْ قال ابن بري ورواه ابن قتيبة قَصَم بصاد غير معجمة ويروى صدره مَتى تَلْقَني تَلْقَ امْرأً ذا شَكِيمةٍ والقَضِيم الجلد الأَبيض يكتب فيه وقيل هي الصحيفة البيضاء وقيل النِّطع وقيل هو العَيبة وقيل هو الأَديم ما كان وقيل هو حصير منسوج خيوطه سيُور بلغة أهل الحجاز قال النابغة كأَنَّ مَجَرَّ الرَّامِساتِ ذُيولَها عليه قَضِيمٌ نَمَّقَتْه الصَّوانِعُ والجمع من كل ذلك أَقضِمةٌ وقُضُم فأَما القَضَمُ فاسم للجمع عند سيبويه وفي حديث الزهري قُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم والقرآن في العُسُب والقُضُم هي الجلود البيض واحدها قَضِيم ويجمع أَيضاً على قَضَم بفتحتين كأَدَمٍ وأَدِيمٍ ومنه الحديث أنه دخل على عائشة رضي الله عنها وهي تلعب ببنت مُقَضِّمة هي لُعبة تتخذ من جلود بيض ويقال لها بنت قُضّامة بالضم والتشديد قال ابن بري ولعبة أهل المدينة اسمها بنت قُضّامة بضم القاف غير مصروف تعمل من جلود بيض والقَضيم النطع الأَبيض وقيل من صحف بيض من القَضيمة وهي الصحيفة البيضاء ابن سيده والقَضيمة الصحيفة البيضاء كالقَضِيم عن اللحياني قال وجمعها قُضُم كصحيفة وصحف وقَضَمٌ أَيضاً قال وعندي أَن قَضَماً اسم لجمع قَضِيمة كما كان اسماً لجمع قضيم وقال أَبو عبيد في القَضيم بمعنى الجلد الأَبيض كأَنَّ ما أبْقَتِ الرَّوامِسُ منه والسِّنُونَ الذَّواهِبُ الأُوَلُ قَرْعُ قَضِيمٍ غَلا صَوانِعُه في يَمَنِيِّ العَيَّاب أَو كِلَلُ غلا أي تأَنَّق في صنعه الليث والقَضيم الفضة وأَنشد وثُدِيٌّ ناهِداتٌ وبَياضٌ كالقَضِيمِ قال الأَزهري القَضِيم ههنا الرَّق الأَبيض الذي يكتب فيه قال ولا أَعرف القضيم بمعنى الافضة فلا أَدري ما قول الليث هذا والقُضامُ والقَضاضِيمُ النخل التي تطول حتى يَخِفّ ثمرها واحدتها قُضّامة وقُضامةٌ والقُضّام من نجيل السباخ قال أَبو حنيفة هو من الحمض وقال مرة هو نبت يشبه الخِذْراف فإذا جفّ أَبيضَّ وله وريقة صغيرة وفي حديث علي كانت قريش إذا رأَته قالت احذروا الحُطَمَ احذروا القُضَمَ أي الذي يَقْضَمُ الناس فيُهْلِكُهم

( قضعم ) القَضْعَم والقَعْضَم هو الشيخ المسن الذاهب الأَسنان ابن بري القَضْعَم الأدْرد قال خليد اليشكري دِرْحاية البطنِ يُناغي القَضْعَما الأَزهري قال للناقة الهرمة قِضْعم وجِلْعِم

( قطم ) القَطَمُ بالتحريك شهوة اللحم والضِّراب والنكاح قَطِمَ يَقْطَم قَطَماً فهو قَطِمٌ بيِّن القَطَم أي اهتاجَ وأَراد الضراب وهو شدة اغتلامه ورجل قَطِم شَهْوان للحم وقَطِمَ الصقْر إلى اللحم اشتهاه وقيل كل مُشتهٍ شيئاً قَطِمٌ والجمع قُطُمٌ والقَطِمُ الغضبان وفحل قَطِمٌ وقِطَمٌّ وقِطْيَمٌّ ضَؤُولٌ وأَنشد يَسوقُ قَرْماً قَطِماً قِطْيَمّا
( * قوله « قرماً » كذا في النسخة المنقولة مما في وقف السلطان الأشرف والذي في التهذيب قطعاً )
والقُطامِيُّ الصِّقْر ويفتح وصَقر قَطام وقَطامِيٌّ وقُطامِيٌّ لَحِمٌ قيس يفتحون وسائر العرب يضمون وقد غلب عليه اسماً وهو مأْخوذ من القَطِم وهو المشتهي اللحْم وغيره الليث القطامي من أَسماء الشاهين وقوله أَنشده ثعلب تأَمَّلُ ما تقولُ وكُنتَ قِدْماً قَطامِيّاً تَأَمُّلُه قَلِيلُ فسره فقال معناه كنت مرّة
( * قوله « كنت مرة » كذا في الأصل والمحكم بالراء ) تركب رأْس في الأُمور في حداثتك فاليوم قد كَبِرت وشِخت وتركت ذلك وقول أُم خالد الخثعمية في جَحْوش العُقَيلي فَلَيْتَ سِماكِيّاً يَحارُ رَبابُه يُقادُ إلى أَهلِ الغَضى بزِمامِ لِيَشْرَبَ منه جَحْوشٌ ويَشيمُه بِعَيْنَيْ قَطامِيٍّ أَغَرَّ شآمِي إنما أَرادت بعيني رجل كأَنهما عينا قطامي وإنما وجهناه على هذا لأَن الرجل نوع والقطامي نوع آخر سواه فمحال أن ينظر نوع بعين نوع ألا ترى أَن الرجل لا ينظر بعيني حمار وكذلك الحمار لا ينظر بعيني رجل ؟ هذا ممتنع في الأَنواع فافهم ومِقْطَمُ البازي مِخْلبه وقَطَم الشيء يَقطِمُه قَطْماً عَضَّه بأَطراف أَسنانه أو ذاقه الفراء قَطَمْتُ الشيء بأَطراف أَسناني أَقطِمه إذا تناولته وقال غيره قطَمَ يَقطِم إذا عضَّ بمقدَّم الأَسنان قال أَبو وجزة وخائفٍ لَحِمٍ شاكاً بَراثنُه كأَنه قاطِمٌ وَقْفَينِ مِن عاجِ ابن السكيت القَطْم العض بأََطراف الأََسنان يقال اقْطِمْ هذا العود فانظر ما طعمه والخمر قُطاميّ بالضم لا غير أي طريّ
( * قوله أي طري لعله يعود إلى العود لا إلى الخمر ) وقطم الشيء يقطمه قطماً عضه بأطراف أسنانه أو ذاقه قال أَبو وجزة وإذا قَطَمْتَهمُ قَطَمْتَ عَلاقِماً وقَواضِيَ الذِّيفانِ فيما تَقْطِمُ والذِّيفان السم بكسر الذال والقَطْمُ تناول الحشيش بأَدنى الفم والقُطامة ما قُطم بالفم ثم أُلقي وقَطَمَ الفَصِيلُ النبتَ أخذه بمقدّم فيه قبل أن يستحكم أكله وقَطَم الشيءَ قطماً قطَعَه وقَطَّمَ الشاربُ ذاق الشراب فكَرِهه وزَوَى وجهَه وقَطَّبَ والقُطامي بالضم من شعرائهم من تَغْلِب واسمه عُمير بن شُيَيْم وقطام من أسماء النساء ابن سيده وقَطامِ وقَطامُ اسم امرأة وأَهل الحجاز يبنونه على الكسر في كل حال وأَهل نجد يُجرونه مُجرى ما لا ينصرف وقد ذكرناه في رَقاشِ أَيضاً وابن أُمّ قَطامِ من ملوك كندة وقُطامةُ اسم والقُطَمِيّاتُ مواضع قال عبيد أَقْفَرَ من أَهْلِه مَلْحُوبُ فالقُطَمِيَّاتُ فالذَّنُوبُ وقُطْان اسم جبل قال المخبل السعدي ولَما رأَتْ قُطْمانَ منْ عَن شِمالِها رأَت بَعْضَ ما تَهْوَى وقَرَّتْ عُيونُها والمُقَطَّم جبل بمصر صانها الله تعالى

( قعم ) قُعِمَ الرجل وأُقْعِمَ أَصابه طاعون أَو داء فمات من ساعته وأَقْعَمتْه الحيةُ لدغته فمات من ساعته والقَعَمُ ردّة مَيَلٍ في الأَنف وطمأْنينة في وسطه وقيل هو ضِخَم الأَرنبة ونُتوءُها وانخفاض القصبة في الوجه وهوأَحسن من الخَنَس والفَطَس قَعِم قَعَماً فهو أَقْعم والأُنثى قَعْماء وحكى ابن بري عن ابن الأَعرابي القَعَمُ كالخَنَس أَو أَحسن منه ويقال في فمه قَعَمٌ أي عَوَجٌ وفي أَسنانه قَعَم وهو دخول أَعلاها إلى فمه وخُفٌّ أََقْعمُ ومُقْعَمٌ ومُقَعَّمٌ متطامن الوسط مرتفع الأنف قال عَلَيَّ خُفّانِ مُهَدَّمانِ مُشْتَبها الآنُفِ مُقْعَمانِ والقَيْعَمُ السِّنَّور والقَعْمُ صُياح السنور الأَصمعي لك قُعْمةُ هذا المال وقُمْعَتُه أي خِياره وأَجْوَدُه

( قعضم ) العَعْضَمُ والقِعْضِمُ الشيخ المسنّ الذاهب الأَسنان

( ققم ) رجل قَيْقَمٌ واسع الخُلُق عن كراع

( قلم ) القَلَم الذي يُكتب به والجمع أقلام وقِلام قال ابن بري وجمع أَقلام أَقاليم وأَنشد ابن الأَعرابي كأَنَّني حِينَ آتِيها لتُخْبِرَني وما تُبَيّنُ لي شَيْئاً بِتَكْلِيمِ صَحِيفةٌ كُتِبَتْ سِرّاً إلى رَجُلٍ لم يَدْرِ ما خُطَّ فيها بالأَقالِيم والمِقْلَمة وعاء الأَقْلام قال ابن سيده والقَلَمُ الذي في التنزيل لا أعرف كَيفيته قال أَبو زيد سمعت أعرابيّاً مُحرِماً يقول سَبَقَ القَضاءُ وجَفَّتِ الأَقْلامُ والقَلَمُ الزَّلَمُ والقَلَم السَّهْم الذي يُجال بين القوم في القِمار وجمعهما أقلام وفي التنزيل العزيز وما كنتَ لديهم إذ يُلقون أقلامهم أَيُّهم يَكفل مريم قيل معناه سهامهم وقيل أَقلامهم التي كانوا يكتبون بها التوراة قال الزجاج الأَقلام ههنا القِداح وهي قِداح جعلوا عليها علامات يعرفون بها من يكفل مريم على جهة القرعة وإنما قيل للسهم القلم لأَنه يُقْلم أي يُبْرى وكلُّ ما قطَعت منه شيئاً بعد شيء فقد قَلَمْته من ذلك القلم الذي يكتب به وإنما سمي قَلَماً لأَنه قلِمَ مرة بعد مرة ومن هذا قيل قَلَمت أَظفاري وقَلَمت الشيء بَرَيْته وفيه عالَ قلمُ زكريا هو ههنا القِدْح والسهم الذي يُتقارَع به سمي بذلك لأَنه يُبرى كبَرْي القلم ويقال للمِقْراض المِقْلامُ والقَلَمُ الجَلَمُ والقَلَمانِ الجَلَمانِ لا يفرد له واحد وأَنشد ابن بري لعَمْرِيَ لو يُعْطِي الأَميرُ على اللِّحَى لأُلْفِيتُ قد أَيْسَرْتُ مُنْذُ زَمانِ إذا كشَفَتْني لِحْيَتي من عِصابةٍ لهُمُ عندَه ألفٌ ولي مائتانِ لهَا دِرْهَمُ الرحمنِ في كلِّ جُمعةٍ وآخَرُ للِخَناء يَبْتَدِرانِ إذا نُشِرتْ في يَوْمِ عِيدٍ رأَيْتَِها على النَّحْرِ مِرْماتيْنِ كالقَفَدانِ ولوْلا أَيادٍ مِنْ يَزِيدَ تتابَعتْ لَصَبَّحَ في حافاتِها القَلمانِ والمِقْلَم قَضِيب الجمل والتيس والثور وقيل هو طرَفه شمر المِقْلم طَرف قضيب البعير وفي طرفه حَجَنةٌ فتلك الحَجَنة المِقْلم وجمعه مَقالِمُ والمِقْلَمة وعاء قضيب البعير ومقالِم الرمح كُعوبه قال وعادِلاً مارِناً صُمّاً مَقالِمُه فيه سِنانٌ حَلِيفُ الحَدِّ مَطْرُورُ ويروى وعاملاً وقَلَم الظُّفُر والحافر والعُود يَقْلِمُه قَلْماً وقَلَّمه قطَعه بالقَلَمَيْن واسم ما قُطِع منه القُلامة الليث القَلْم قطع الظفر بالقلمين وهو واحد كله والقُلامة هي المَقْلومة عن طرف الظفر وأَنشد لَمَّا أَتَيْتُم فلم تَنْجُوا بِمَظْلِمةٍ قِيسَ القُلامةِ مما جَزَّه القَلَمُ قال الجوهري قَلَمْت ظُفري وقَلَّمت أظفاري شدد للكثرة ويقال للضعيف مَقْلُوم الظفر وكَلِيل الظفر والقَلَمُ طول أَيْمةِ المرأَة وامرأَة مُقَلَّمة أي أَيّم وفي الحديث اجتاز النبي صلى الله عليه وسلم بنسوة فقال أَظنُّكُنَّ مُقَلَّماتٍ أي ليس عليكن حافظ قال ابن الأثير كذا قال ابن الأَعرابي في نوادره قال ابن الأَعرابي وخَطَب رجل إلى نسوة فلم يُزَوِّجنَه فقال أَظنكنّ مُقَلَّماتٍ أي ليس لكنّ رجل ولا أحد يدفع عنكن ابن الأَعرابي القَلَمة العُزّاب من الرجال الواحد قالِمٌ ونساء مُقَلَّمات بغير أَزواج وأَلفٌ مُقَلَّمةٌ يعني الكَتِيبة الشاكَّة في السلاح والقُلاَّم بالتشديد ضرب من الحَمْض يذكر ويؤنث وقيل هي القاقُلَّى التهذيب القُلاَّم القاقُلى قال لبيد مَسْجُورةً متجاوِراً قُلاَّمها وقال أَبو حنيفة قال شُبَيل بن عَزْرة القُلاَّم مثل الأَشنان إلا أَن القلام أَعظم قال وقال غيره ورقه كورق الحُرْف وأَنشد أَتوْني بِقُلاَّمٍ فَقالوا تَعَشّهُ وهل يأْكُلُ القُلاَّمَ إلا الأَباعِرُ ؟ والإقْلِيمُ واحد أقالِيم الأَرض السبعة وأَقاليمُ الأرضِ أَقْسامها واحدها إقلِيم قال ابن دريد لا أَحسب الإقْلِيم عربيّاً قال الأَزهري وأَحسبه عربيّاً وأَهل الحِساب يزعمون أَن الدُّنيا سبعة أقاليم كل إقْليم معلوم كأَنه سمي إِقْلِيماً لأَنه مَقْلوم من الإقلِيم الذي يُتاخِمه أي مقطوع وإقْلِيم موضع بمصر عن اللحياني وأَبو قَلَمُون ضرب من ثِياب الروم يتلوّن ألواناً للعيون قال ابن بري قَلَمُون فَعَلُول مثل قَرَبُوسٍ وقال الأَزهري قَلَمون ثوب يُتراءى إذا طلعت الشمس عليه بأَلوان شتى وقال بعضهم أَبو قلمون طائر يُتراءى بأَلوان شتى يشبَّه الثوب به

( قلحم ) القِلْحَمُّ المُسِنُّ الضَّخْم من كل شيء وقيل هو من الرجال الكبير المسن مثل القِلْعَمِّ وهو ملحق بجِرْدَحْلٍ بزيادة ميم قال رؤبة بن العجاج قد كنتُ قَبْلَ الكِبَر القِلْحَمِّ وقَبْلَ نَخْصِ العَضَل الزِّيَمِّ وقال آخر أَنا ابنُ أَوْسٍ حَيَّةً أَصَمّا لا ضَرَعَ السِّنِّ ولا قِلْحَمَّا والقِلْحََمُّ الذي يَتَضَعْضَعُ لحمه والقِلَحْمُ على مثال سِبَطْرٍ اليابس الجلد عن كراع وقِلْحَمٌّ ذكره الجوهري في هذا الباب مختصراً ثم قال وقد ذكرنا في باب الحاء لأَن الميم زائدة قال ابن بري صواب قِلْحَمّ أَن يذكر في باب قلحم لأَن في آخره ميمين إحدهما أَصلية والأُخرى زائدة للإلحاق لأَنه يقال للمسن قِلْحَمٌّ فالميم الأَخيرة في قلحم زائدة للإلحاق كما كانت الباء الثانية في جَلْبَبَ زائدة للإلحاق بدَحْرَجَ وأُتي باللام في قِلحمّ لأَنه يقال رجل قَحْل وقَحْم للمسن فركب اللفظ منهما وكذلك في الفعل قالوا اقْلَحَمَّ وأَنشد ابن بري رأَيْنَ قَحْماً شابَ واقْلَحَمَّا طالَ عليهِ الدَّهْرُ فاسْلَهَمَّا

( قلحذم ) الأَزهري القَلَحْذَم الخفيف السريع

( قلخم ) ابن شميل القِلَّخْمُ والدِّلَّخْم اللام منهما شديدة وهما الجليل من الجمال الضخْم العظيم

( قلدم ) ماء قَلَيْدَمٌ كثير

( قلذم ) القَلَيْذَمُ البئر الغزيرة الكثيرة الماء وقد تقدَّم بالدال المهملة قال إنَّ لنا قَلَيْذَماً قَذُوما يَزِيدُهُ مَخْجُ الدِّلا جُمُوما ويروى قَدْ صَبَّحَتْ قَلَيْذَماً قَذُوما ويروى قُلَيْزِماً اشْتَقَّه من بحر القُلْزُم فصغره على جهة المدح وهو مذكور في موضعه

( قلزم ) القَلْزَمَةُ ابْتِلاع الشيء وفي المحكم الابتلاع أَنشد ابن الأعرابي ولا ذِي قَلازِمَ عِندَ الحِياض إذاما الشَّريبُ أَرادَ الشَّريبا فأَما اشتقاقه من القَلْز الذي هو الشرب الشديد فبعيد يقال تَقَلْزمَه إذا ابتلعه والْتَهَمَه وبحر القُلْزُم مشتق منه وبه سمي القلزم لالتهامه من ركبه وهو المكان الذي غرق فيه فرعون وآلُه قال ابن خالويه القُلْزُم مقلوب من الزُّلقُم وهو البحر والزَّلْقمةُ الاتساع وقوله قد صَبَّحَتْ قُلَيْزِماً قذوما إنما أَخذه من بحر القلزم شبه البئر في غُزرها به وصغرها على جهة المدح كقول أَوس فُوَيْقَ جُبَيْلٍ شامِخِ الرأسِ لم يكن لِيُدْرِكَه حتَّى يَكِلَّ ويَعْملا
( * قوله « فويق جبيل إلى آخر البيت » ما بعده موجود في النسخة التي كانت في قف السلطان الأشرف وهي العمدة وتقدم في مادة ق ص م
باتت تعشى الليل بالقصيم ... لبابة من همق عيشوم
وفي المحكم والتهذيب لباية بلام مضمومة ومثناة تحتية وفسرها في التهذيب فقال اللباية شجر الأمطى وفيه عيشوم بالعين وفي المحكم هيشوم بالهاء بدل العين )

( قلعم ) القِلْعَمُّ الشيخ الكبير المسن الهَرِم مثل القلْحَمِّ ابن الأَعرابي القَلْعَمُ العجوز المسنة الأَزهري القَلْعَمَةُ المُسِنة من الإبل قال والحاء أصوب اللغتين واقْلَعَمَّ الرجل أَسنَّ وكذلك البعير القِلْعَمُّ والقِلْعَمُ الطويل والتخفيف عن كراع وقِلْعَمٌ من أَسماء الرجال مثَّل به سيبويه وفسره السيرافي والقَلْعَمُ والقُمْعُلُ القَدَحُ الضخم قال ابن بري وهو أيضاً اسم جبل

( قلقم ) القَلْقَمُ الواسِعُ من الفُروج

( قلهم ) القَلْهَم الفَرج الواسِع وفي الحديث أَن قوماً افتَقَدُوا سِخابَ فَتاتِهم فاتهموا امرأَة فجاءت عجوز ففتشَت قَلْهَمَها أي فرجها التفسير للهروي في الغريبين وروايته قَلْهَمها بالقاف والمعروف فَلْهَمَها بالفاء وقد تقدّم قال ابن الأَثير والصحيح أنه بالفاء وقد تقدَّم

( قلهذم ) القَلَهْذَم القصير والقَلَهْذَم البحر الكثير الماء وبحر قَلَهْذَمٌ كثير الماء الجوهري القَلَهذم الخفيف

( قلهزم ) التهذيب القَلَهْزَم الرجل المُرتَبِعُ الجسم الذي ليس بفَرِجِ الرَّأْي ولا طَرير في المَنطق وليس من عِظَم رأْسه ولا صِغره ويقال بل هو ضَخْم الرأْس واللِّهْزِمَتَينِ ابن سيده القَلَهْزم الضَّيِّق الخُلُق المِلْحاح وقيل هو القصير قال عياض بن درّة وما يَجْعَلُ السَّاطِي السَّبُوحَ عِنانَه إلى المُجْنَحِ الجاذِي الأَنُوحِ القَلَهْزَمِ المُجْنَحُ المائل الخِلقة والجاذِي الخَلْقِ الذي لم يَطل خَلْقُه والأَنُوحُ القصير من الخيل قال ابن بري في مختصر العين القَلَهْزَم الضيِّق الخُلُق وقال حميد بن ثور جِلادَ تخاطَتْها الرِّعاء فأُهْمِلَتْ وآلَفْنَ رَجَّافاً جُرازاً قَلَهزَما جِلادٌ غِلاظ من الإبل وجُرازٌ شديد الأَكل ورَجَّافٌ يَرْجُف رأْسه وقَلَهْزَمٌ قصير غليظ وامرأة قَلَهْزَمة قصيرة جدّاً والقَلَهْزَمُ من الخيل الجَعْدُ الخَلْق الأَصمعي إذا صَغُر خَلقه وجَعُد قيل له قَلَهْزم ونحو ذلك قال الليث

( قمم ) قَمَّ الشيءَ قَمّاً كنسه حجازية وفي حديث عمر رضي الله عنه أنه قدم مكة فكان يطوف في سِكَكِها فيمر بالقوم فيقول قُمُّوا فِناءكم حتى مرّ بدار أَبي سفيان فقال قُمُّوا فِناءكم فقال نعم يا أَمير المؤمنين حتى يجيء مُهَّانُنا الآن ثم مرَّ به فلم يَصنع شيئاً ثم مرَّ ثالثاً فلم يصنع شيئاً فوضع الدِّرَّة بين أُذنيه ضرباً فجاءت هند فقالت واللهِ لَرُبَّ يومٍ لو ضربته لاقْشَعَرَّ بطن مكة فقال أَجل والمِقَمَّة المِكْنَسة والقُمامة الكُناسة والجمع قُمام وقال اللحياني قُمامَة البيت ما كُسِح منه فأُلقي بعضه على بعض الليث القَمُّ مايُقَمُّ من قُمامات القُماش ويكنس يقال قَمَّ بيته يقُمُّه قَمّاً إذا كنسه وفي حديث فاطمة عليها السلام أَنها قَمَّتِ البيت حتى اغبرّت ثيابها أي كنسته وفي حديث ابن سيرين أَنه كتب يسأَلهم عن المُحاقَلة فقيل إنهم كانوا يشترطون لرب الماء قُمامة الجُرُن أي الكُساحة والجُرُن جمع جَرِين وهو البَيْدَر ويقال أَلقِ قُمامة بيتك على الطريق أي كُناسة بيتك وتَقَمَّمَ أي تتبع القُمامَ في الكُناسات قال ابن بري والقُمَّةُ بالضم المَزْبَلة قال أَوْس ابن مَغْراء قالوا فما حالُ مِسْكِينٍ ؟ فَقُلْت لهم أَضحى كَقُمَّةِ دارٍ بَيْنَ أَنْداء وقَمَّ ما على المائدة يَقُمُّه قَمّاً أَكله فلم يَدَع منه شيئاً وفي الحديث أَن جماعة من الصحابة كانوا يَقُمُّون شواربهم أي يَسْتأْصِلونها قَصّاً تشبيهاً بقَمِّ البيت وكنسه وفي مثل لهم أَدْرِكي القُوَيْمَّة لا تأْكله الهوَيْمَّة يعني الصبي الذي يأكل البعر والقَصَب وهو لا يعرفه يقول لأُمه أَدركيه لا تأْكُلُه الهامَّةُ أَي الحية وفي التهذيب أَراد بالقُوَيْمَّة الصبي الصغير يلقُط ما تقع عليه يده فربما وقعت يده على هامَّة من الهَوامِّ فتَلْسَعُه وقَمَّت الشاةُ تَقُمُّ قَمّاً إذا ارْتَمَّت من الأرض واقْتَمَّت الشيء طلبَتْه لتأْكله وفي الصحاح إذا أَكلت من المِقَمَّة ثم يستعار فيقال اقْتَمَّ الرجل ما على الخِوان إذا أكله كله وقَمَّه فهو رجل مِقَمّ ْوالمِقَمَّةُ مِرَمَّة الشاة تَلُفُّ بها ما أَصابت على وجه الأَرض وتأكله ابن الأَعرابي للغَنم مَقامُّ واحدتها مِقَمَّةٌ وللخيل الجَحافِلُ وهي الشفة للإنسان الأَصمعي يقال مِقَمَّة ومِرَمَّة لفم الشاة قال ومن العرب من يقول مَقمَّة ومَرَمَّة قال وهي من الكلب الزُّلْقُوم ومن السباع الخَطْمُ والمِقَمّةُ مِقَمَّةُ الثور ابن سيده والمِقَمَّة والمَقَمَّةُ الشَّفة وقيل هي من ذوات الظِّلف خاصة سميت بذلك لأنها تَقْتَمُّ به ما تأْكله أي تَطلبه والقَمِيمُ ما بقي من نبات عام أَوّل عن اللحياني ويقال ليبيس البقل القَمِيم وقيل القَمِيم حُطام الطَّرِيفة وما جَمعتْه الريح من يَبيسها والجمع أَقِمَّة والقَميم السويق عن اللحياني وأَنشد تُعَلَّلُ بالنَّبيذةِ حين تُمْسي وبالمَعْوِ المُكَمَّمِ والقَمِيم
( * قوله « بالنبيذة » كذا في الأصل والمحكم هنا والذي في المحكم في كمم وفي معو بالنهيدة وفسر النهيدة بالزبدة )
وقَمَّ الفحلُ الإبل يَقُمُّها قَمًّا وأَقَمَّها إقْماماً اشتمل عليها وضرَبها كلها فأَلقحها وكذلك تَقَمَّمها واقْتَمَّها حتى قَمَّتْ تَقِمُّ وتَقُمُّ قُموماً وإنه لَمِقَمُّ ضِرابٍ قال إذا كَثُرَتْ رَجْعاً تَقَمَّمَ حَوْلَها مِقَمُّ ضِرابٍ للطَّرُوقة مِغْسَلُ وتَقَمَّم الفحلُ الناقةَ إذا علاها وهي باركة ليضْرِبها وكذلك الرجل يعلو قِِرْنَه قال العجاج يَقْتَسِرُ الأَقْرانَ بالتَّقَمُّمِ ويقال شد الفرسُ على الحِجْر فَتَقَمَّمها أَي تَسَنَّمها وجاء القَومُ القِمَّة أي جميعاً دخلت الأَلف واللام فيه كما دخلت في الجَمَّاء الغَفير والقِمّةُ أعلى الرأْسِ وأَعلى كلِّ شيء وقِمَّةُ النخلة رأْسها وتَقَمَّمها ارتقى فيها حتى يبلغ رأسَها وقِمَّةُ كل شيء أَعلاه ووسطه وتَقْمِيم النجم أَن يتوسط السماء فتراه على قِمَّة الرأس والقِمَّة بالكسر القامةُ عن اللحياني وهو حَسن القِمَّة أَي اللِّبْسةِ والشخص والهيئة وقيل القِمّة شَخْص الإنسان ما دام قائماً وقيل ما دام راكباً يقال أَلقى عليه قِمّتَه أي بدنه ويقال فلان حَسَنُ القامةِ والقِمّةِ والقُومِيّةِ بمعنى يقال إنه لحسن القِمّةِ على الرَّحْل وفي الحديث أَنه حَضّ على الصدقة فقام رجل صغير القِمَّة القِمَّةُ بالكسر شخص الإنسان إذا كان قائماً وهي القامةُ والقِمَّةُ أيضاً وسط الرأْس والقِمّة رأْس الإنسان وأَنشد ضَخْم الفَرِيسةِ لو أَبْصَرْت قِمَّتَه بَيْنَ الرِّجالِ إذاً شَبَّهْتَه الجَبَلا الأصمعي القِمّةُ قمَّة الرأْس وهو أَعلاه يقال صار القَمر على قِمَّة الرأْس إذا صار على حِيال وسط الرأْس وأَنشد على قِمَّةِ الرأس ابنُ ماءٍ مُحَلِّقُ والقِمّة والقُمامةُ جماعة القَوْم وتَقَمَّمَ الفرَسُ الحِجْرَ علاها والقَمْقامُ والقُماقِمُ من الرجال السيّد الكثير الخير الواسع الفضل ويقال سيد قُماقِمٌ بالضم لكثرة خيره وأَنشد ابن بري أَوْرَثَها القُماقِمُ القُماقِما ووقع في قَمْقام من الأَمر أي وقع في أَمر عظيم كبير والقَمْقامُ الماء الكثير وقَمْقام البحر مُعْظَم لاجتماع مائه وقيل هو البحر كله والبحر القَمْقام أَيضاً قال الفرزدق وغَرِقْت حينَ وَقَعْت في القَمْقام والقَمْقام البحر وفي حديث علي عليه السلام يَحملها الأَخْضَرُ المُثْعَنْجَرُ والقَمْقامُ المُسَخَّر هو البحر
( * في النهاية المثعنجر بكسر الجيم والمسجِر بدل المسخر ) والقَمْقامُ العدد الكثير والقُمْقُمانُ مثله وعدد قَمْقامٌ وقُماقِمٌ وقُمْقُمانٌ الأَخيرة عن ثعلب كثير وأَنشد للعجاج له نَواحٍ وله أُسْطُمُّ وقُمْقُمانُ عَدَدٍ قُمْقُمُّ هو من قَمْقامٍ العدَدِ الكثير قال رَكَّاضُ ابن أَبَّاقٍ من نَوْفَلٍ في الحَسَبِ القَمْقامِ وقال رؤبة من خَرَّ في قَمْقامِنا تَقَمْقَما أَي من خَرَّ في عددنا غُمِر وغُلِب كما يُغْمر الواقع في البحر الغَمْر والقَمْقام صِغار القِرْدانِ وضرب من القمل شديد التشبُّث بأُصول الشعر واحدتها قَمْقامة وقيل هي القُداد أوَّل ما يكون صغيراً لا يكاد يرى من صغره وقوله وعَطَّنَ الذِّبَّانُ في قَمْقامِها لم يفسره ثعلب قال ابن سيده وقد يجوز أَن يعني الكثير أَو يعني القِرْدان ابن الأَعرابي قَمَّ إذا جَمع وقَمَّ إذا جَفَّ وقَمْقَم الله عَصَبَه أَي جَفَّفَ عصَبه وقَمْقَمَ الله عصبه أَي سلَّط الله عليه القَمْقام وقيل قَمْقَم الله عصَبه أي جَمعه وقَبَضه وقال ثعلب شدَّده ويقال ذلك في الشتم والقُمْقُمُ الجَرَّة عن كراع والقُمْقُم ضرب من الأَواني قال عنترة وكأَنَّ رُبّاً أَو كحِيلاً مُعْقَداً حَشَّ القيانُ به جوانِبَ قُمْقُمِ
( * قوله « القيان » هذا ما في الأصل وابن سيده والذي في المعلقات الوقود )
والقُمْقُمُ ما يُسْتَقى به من نحاس وقال أَبو عبيد القُمْقُم بالرُّومية وفي حديث عمر رضي الله عنه لأَن أَشْربَ قُمْقُماً أَحْرَقَ ما أَحرَقَ أَحبُّ إليّ من أن أَشرب نبيذَ جَرٍّ القُمقم ما يسخن فيه الماء من نحاس وغيره ويكون ضيّق الرأْس أَراد شرب ما يكون فيه من الماء الحارّ ومنه الحديث كما يَغْلي المِرْجَلُ بالقُمْقم قال ابن الأَثير هكذا رُوي ورواه بعضهم كما يَغْلي المِرْجَلُ القُمْقُم قال وهو أَبين إن ساعدته صحة الرواية والقُمْقُم الحُلْقوم وقُمَيْقِمٌ ماء ينزله من خرج من عانةَ يريد سِنْجارَ قال القطامي حَلَّتْ جَنُوبُ قُمَيْقِماً بِرِهانِها فَمَتى الخَلاصُ بِذِي الرِّهانِ المُغْلَق ؟ وفي المثل على هذا دارَ القُمْقُم أي إلى هذا صار معنى الخبر يُضرب للرجل إذا كان خبيراً بالأَمر وكذلك قولهم على يَديَّ دارَ الحديثُ والجمع قَماقِمُ والقِمْقِم البُسْر اليابس بالكسر وقيل هو ما يبس من البُسر إذا سقط اخضرّ ولانَ قال مَعدان ابن عبيد وأَمةٍ أَكَّالةٍ للقِمْقِم

( قنم ) قَنِمَ الطَّعامُ واللحمُ والثَّرِيد والدُّهن والرُّطب يَقْنَم قَنَماً فهو قَنِمٌ وأقْنَمُ فَسَد وتغيرت رائحته وأَنشد وقد قَنِمَتْ من صَرِّها واحْتِلابها أَنامِلُ كَفَّيْها ولَلْوَطْبُ أَقْنَمُ والاسم القَنَمةُ قال سيبوية جعلوه اسماً للرائحة التهذيب ويقال فيه قَنَمةٌ ونَمَقَةٌ إذا أَرْوَح وأَنْتَن الجوهري القَنَمة بالتحريك خُبْث ريح الأَدهان والزيت ونحو ذلك وقَنِمت يدي من الزيت قَنَماً فهي قَنِمة اتَّسخت والقَنَمُ في الخيل والإبل أَن يُصيب الشعرَ النَّدى ثم يصيبه الغُبار فيركبه لذلك وَسَخ وبقرة قَنِمة متغيرة الرائحة حكاه ثعلب وقد قَنِمَ سِقاؤه بالكسر قَنَماً أي تَمِهَ وقَنِمَ الجَوْزُ فهو قانم أي فاسد والأَقانِيمُ الأُصول واحدها أُقْنُوم قال الجوهري وأَحسبها رومية

( قهم ) القَهِمُ القليل الأَكل من مرض أَو غيره وقد أَقْهَمَ عن الطعام وأَقْهى أي أَمْسَكَ وصارلا يشتهيه وقَهِيَ لبعض بني أَسد وحكى ابن الأَعرابي أَقْهَمَ عن الشراب والماء تركه ويقال للقليل الطُّعْم قد أَقْهَى وأَقْهَمَ وقال أَبو زيد في نوادره المُقْهِمُ الذي لا يَطْعَمُ من مرض أَو غيره وقيل الذي لا يشتهي الطعام من مرض أَو غيره وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي أَقْهَمَ فلان إلى الطعام إقْهاماً إذا اشتهاه وأَقْهَمَ عن الطعام إذا لم يَشتَهه وأَنشد في الشهوة وهْو إلى الزّادِ شَدِيدُ الإقْهامُ وأَقْهَمتِ الإبل عن الماء إذا لم تُرده وأَنشد لجَهْم ابن سَبَل ولو أَنّ لُؤْمَ ابْنَيْ سُلَيمانَ في الغَضى أَو الصِّلِّيانِ لم تَذُقْه الأَباعِرُ أَو الحَمْضِ لاقْوَرَّتْ أَو الماءِ أَقْهَمَتْ عن الماء حِمْضِيَّاتُهُنَّ الكَناعِرُ قال الأَزهري من جعل الإقْهام شهوة ذهب به إلى الهَقِمِ وهو الجائع ثم قلبه فقال قَهِم ثم بَنى الإقْهام منه وقال أَبو حنيفة أَقْهَمَت الحُمُر عن اليبيس إذا تركته بعد فِقدان الرَّطْب وأَقهَمَ الرجلُ عنك إذا كَرِهَك وأقهَمَت السماءُ إذا انقَشَعَ الغَيمُ عنها

( قهرم ) القَهْرَمان هو المُسَيْطِرُ الحَفِيظ على من تحت يديه قال مَجْداً وعِزّاً قَهْرَماناً قَهْقَبا قال سيبويه هو فارسي والقُهْرمان لغة في القَهْرمان عن اللحياني وتُرْجُمان وتَرْجُمان لغتان قال أَبو زيد يقال قَهْرمانٌ وقَرْهَمانٌمقلوب ابن بري القَهرمان من أُمناء الملك وخاصته فارسي معرب وفي الحديث كتَب إلى قَهرمانِه هو كالخازِن والوكيل الحافظ لا تحت يده والقائم بأُمور الرجل بلغة الفرس

( قهقم ) القِهْقَمُّ الذي يبتلع كل شيء الأَزهري القَهْقَم الفحل الضخم المغتلم أَبو عمرو القَهْقَبُّ والقَهْقَمُّ الجمل الضخم

( قوم ) القيامُ نقيض الجلوس قام يَقُومُ قَوْماً وقِياماً وقَوْمة وقامةً والقَوْمةُ المرة الواحدة قال ابن الأَعرابي قال عبد لرجل أَراد أن يشتريه لا تشترني فإني إذا جعت أَبغضت قَوْماً وإذا شبِعت أَحببت نَوْماً أي أَبغضت قياماً من موضعي قال قد صُمْتُ رَبِّي فَتَقَبَّلْ صامتي وقُمْتُ لَيْلي فتقَبَّل قامَتي أَدْعُوك يا ربِّ من النارِ التي أَعْدَدْتَ للكُفَّارِ في القِيامةِ وقال بعضهم إنما أَراد قَوْمَتي وصَوْمَتي فأَبدل من الواو أَلفاً وجاء بهذه الأبيات مؤسَّسة وغير مؤسسة وأَراد من خوف النار التي أَعددت وأَورد ابن بري هذا الرجز شاهداً على القَوْمة فقال قد قمت ليلي فتقبَّل قَوْمَتي وصمت يومي فتقبَّل صَوْمَتي ورجل قائم من رجال قُوَّمٍ وقُيَّمٍ وقِيَّمٍ وقُيَّامٍ وقِيَّامٍ وقَوْمٌ قيل هو اسم للجمع وقيل جمع التهذيب ونساء قُيَّمٌ وقائمات أَعرف والقامةُ جمع قائم عن كراع قال ابن بري رحمه الله قد ترتجل العرب لفظة قام بين يدي الجمل فيصير كاللغو ومعنى القِيام العَزْمُ كقول العماني الراجز للرشيد عندما همَّ بأَن يعهد إلى ابنه قاسم قُل للإمامِ المُقْتَدَى بأَمِّه ما قاسِمٌ دُونَ مَدَى ابنِ أُمِّه فَقَدْ رَضِيناهُ فَقُمْ فسَمِّه أي فاعْزِمْ ونُصَّ عليه وكقول النابغة الذبياني نُبِّئتُ حِصْناً وحَيّاً مِن بَني أَسَدٍ قامُوا فقالُوا حِمانا غيرُ مَقْروبِ أَي عَزَموا فقالوا وكقول حسان بن ثابت علاما قامَ يَشْتُمُني لَئِيمٌ كخِنْزِيرٍ تَمَرَّغَ في رَمادِ
( * قوله « علاما » ثبتت ألف ما في الإستفهام مجرورة بعلى في الأصل وعليها فالجزء موفور وإن كان الأكثر حذفها حينئذ )
معناه علام يعزم على شتمي وكقول الآخر لَدَى بابِ هِنْدٍ إذْ تَجَرَّدَ قائما ومنه قوله تعالى وإنه لما قامَ عبد الله يدعوه أي لما عزم وقوله تعالى إذ قاموا فقالوا ربُّنا ربُّ السموات والأرض أي عزَموا فقالوا قال وقد يجيء القيام بمعنى المحافظة والإصلاح ومنه قوله تعالى الرجال قوّامون على النساء وقوله تعالى إلا ما دمت عليه قائماً أي ملازماً محافظاً ويجيء القيام بمعنى الوقوف والثبات يقال للماشي قف لي أي تحبَّس مكانَك حتى آتيك وكذلك قُم لي بمعنى قف لي وعليه فسروا قوله سبحانه وإذا أَظلم عليهم قاموا قال أهل اللغة والتفسير قاموا هنا بمعنى وقَفُوا وثبتوا في مكانهم غير متقدّمين ولا متأَخرين ومنه التَّوَقُّف في الأَمر وهو الوقُوف عنده من غير مُجاوَزة له ومنه الحديث المؤمن وَقَّافٌ متَأَنٍّ وعلى ذلك قول الأَعشى كانت وَصاةٌ وحاجاتٌ لها كَفَفُ لَوْ أَنَّ صْحْبَكَ إذْ نادَيْتَهم وقَفُوا أي ثبتوا ولم يتقدَّموا ومنه قول هُدبة يصف فلاة لا يُهتدى فيها يَظَلُّ بها الهادي يُقلِّبُ طَرْفَه يَعَضُّ على إبْهامِه وهو واقِفُ أَي ثابت بمكانه لا يتقدَّم ولا يتأَخر قال ومنه قول مزاحم أَتَعْرِفُ بالغَرَّيْنِ داراً تَأبَّدَتْ منَ الحَيِّ واستَنَّتْ عَليها العَواصِفُ وقَفْتُ بها لا قاضِياً لي لُبانةً ولا أَنا عنْها مُسْتَمِرٌّ فَصارِفُ قال فثبت بهذا ما تقدم في تفسير الآية قال ومنه قامت الدابة إذا وقفت عن السير وقام عندهم الحق أي ثبت ولم يبرح ومنه قولهم أقام بالمكان هو بمعنى الثبات ويقال قام الماء إذا ثبت متحيراً لا يجد مَنْفَذاً وإذا جَمد أيضاً قال وعليه فسر بيت أبي الطيب وكذا الكَريمُ إذا أَقام بِبَلدةٍ سالَ النُّضارُ بها وقام الماء أي ثبت متحيراً جامداً وقامَت السُّوق إذا نفَقت ونامت إذا كسدت وسُوق قائِمة نافِقة وسُوق نائِمة كاسِدة وقاوَمْتُه قِواماً قُمْت معه صحَّت الواو في قِوام لصحتها في قاوَم والقَوْمةُ ما بين الركعتين من القِيام قال أَبو الدُّقَيْش أُصلي الغَداة قَوْمَتَيْنِ والمغرب ثلاث قَوْمات وكذلك قال في الصلاة والمقام موضع القدمين قال هذا مَقامُ قَدَمَي رَباحِ غُدْوَةَ حتَّى دَلَكَتْ بَراحِ ويروى بِراحِ والمُقامُ والمُقامةُ الموضع الذي تُقيم فيه والمُقامة بالضم الإقامة والمَقامة بالفتح المجلس والجماعة من الناس قال وأما المَقامُ والمُقامُ فقد يكون كل واحد منهما بمعنى الإقامة وقد يكون بمعنى موضع القِيام لأَنك إذا جعلته من قام يَقُوم فمفتوح وإن جعلته من قام يُقِيمُ فَمضْموم فإن الفعل إذا جاوز الثلاثة فالموضع مضموم الميم لأَنه مُشَبَّه ببنات الأَربعة نحو دَحْرَجَ وهذا مُدَحْرَجُنا وقوله تعالى لا مقَامَ لكم أي لا موضع لكم وقُرئ لا مُقام لكم بالضم أي لا إقامة لكم وحَسُنت مُستقَرّاً ومُقاماً أَي موضعاً وقول لبيد عَفَتِ الدِّيارُ مَحلُّها فَمُقامُها بِمنىً تأَبَّدَ غَوْلُها فَرِجامُها يعني الإقامة وقوله عزَّ وجل كم تركوا من جنات وعيون وزُروع ومَقام كَريم قيل المَقامُ الكريم هو المِنْبَر وقيل المنزلة الحسَنة وقامت المرأَة تَنُوح أَي جعَلت تنوح وقد يُعْنى به ضدّ القُعود لأَن أكثر نوائح العرب قِيامٌ قال لبيد قُوما تَجُوبانِ مَعَ الأَنْواح وقوله يَوْمُ أَدِيمِ بَقَّةَ الشَّرِيمِ أَفضَلُ من يومِ احْلِقِي وقُومي إنما أَراد الشدّة فكنى عنه باحْلِقي وقومي لأَن المرأَة إذا مات حَمِيمها أو زوجها أو قُتل حلَقَت رأْسها وقامَت تَنُوح عليه وقولهم ضَرَبه ضَرْبَ ابنةِ اقْعُدي وقُومي أي ضَرْبَ أمة سميت بذلك لقُعودها وقِيامه في خدمة مواليها وكأنَّ هذا جعل اسماً وإن كان فِعْلاً لكونه من عادتها كما قال إن الله ينهاكم عن قِيلٍ وقالٍ وأَقامَ بالمكان إقاماً وإقامةً ومُقاماً وقامةً الأخيرة عن كراع لَبِثَ قال ابن سيده وعندي أن قامة اسم كالطّاعةِ والطّاقَةِ التهذيب أَقَمْتُ إقامةً فإذا أَضَفْت حَذَفْت الهاء كقوله تعالى وإقام الصلاةِ وإيتاء الزكاةِ الجوهري وأَقامَ بالمكان إقامةً والهاء عوض عن عين الفعل لأَن أصلَه إقْواماً وأَقامَه من موضعه وأقامَ الشيء أَدامَه من قوله تعالى ويُقِيمون الصلاةَ وقوله تعالى وإنَّها لبِسَبيل مُقِيم أراد إن مدينة قوم لوط لبطريق بيِّن واضح هذا قول الزجاج والاسْتِقامةُ الاعْتدالُ يقال اسْتَقامَ له الأمر وقوله تعالى فاسْتَقِيمُوا إليه أي في التَّوَجُّه إليه دون الآلهةِ وقامَ الشيءُ واسْتقامَ اعْتدَل واستوى وقوله تعالى إن الذين قالوا ربُّنا الله ثم اسْتَقاموا معنى قوله اسْتَقامُوا عملوا بطاعته ولَزِموا سُنة نبيه صلى الله عليه وسلم وقال الأَسود بن مالك ثم استقاموا لم يشركوا به شيئاً وقال قتادة استقاموا على طاعة الله قال كعب بن زهير فَهُمْ صَرفُوكم حينَ جُزْتُمْ عنِ الهُدَى بأَسْيافِهِِمْ حَتَّى اسْتَقَمْتُمْ على القِيَمْ قال القِيَمُ الاسْتِقامةُ وفي الحديث قل آمَنتُ بالله ثم اسْتَقِمْ فسر على وجهين قيل هو الاسْتقامة على الطاعة وقيل هو ترك الشِّرك أَبو زيد أَقمْتُ الشيء وقَوَّمْته فَقامَ بمعنى اسْتقام قال والاسْتِقامة اعتدال الشيء واسْتِواؤه واسْتَقامَ فلان بفلان أي مدَحه وأَثنى عليه وقامَ مِيزانُ النهار إذا انْتَصفَ وقام قائمٌ الظَّهِيرة قال الراجز وقامَ مِيزانُ النَّهارِ فاعْتَدَلْ والقَوامُ العَدْل قال تعالى وكان بين ذلك قَواماً وقوله تعالى إنّ هذا القرآن يَهْدِي للتي هي أَقْومُ قال الزجاج معناه للحالة التي هي أَقْوَمُ الحالاتِ وهي تَوْحِيدُ الله وشهادةُ أن لا إله إلا الله والإيمانُ برُسُله والعمل بطاعته وقَوَّمَه هو واستعمل أبو إسحق ذلك في الشِّعر فقال استقامَ الشِّعر اتَّزَنَ وقَوّمَََ دَرْأَه أَزال عِوَجَه عن اللحياني وكذلك أَقامَه قال أَقِيمُوا بَني النُّعْمانِ عَنَّا صُدُورَكُم وإلا تُقِيموا صاغِرِينَ الرُّؤوسا عدَّى أَقِيمُوا بعن لأَن فيه معنى نَحُّوا أَو أَزيلُوا وأَما قوله وإلاَّ تُقِيموا صاغرين الرُّؤوسا فقد يجوز أَن يُعْنى به عُني بأَقِيموا أي وإلا تُقيموا رؤوسكم عنا صاغرين فالرُّؤوسُ على هذا مفعول بتُقيموا وإن شئت جعلت أَقيموا هنا غير متعدّ بعن فلم يكن هنالك حرف ولاحذف والرُّؤوسا حينئذ منصوب على التشبيه بالمفعول أَبو الهيثم القامةُ جماعة الناس والقامةُ أيضاً قامةُ الرجل وقامةُ الإنسان وقَيْمَتُه وقَوْمَتُه وقُومِيَّتُه وقَوامُه شَطاطُه قال العجاج أَما تَرَيني اليَوْمَ ذا رَثِيَّهْ فَقَدْ أَرُوحُ غيرَ ذي رَذِيَّهْ صُلْبَ القَناةِ سَلْهَبَ القُومِيَّهْ وصَرَعَه من قَيْمَتِه وقَوْمَتِه وقامَته بمعنى واحد حكان اللحياني عن الكسائي ورجل قَوِيمٌ وقَوَّامٌ حَسَنُ القامة وجمعهما قِوامٌ وقَوام الرجل قامته وحُسْنُ طُوله والقُومِيَّةُ مثله وأنشد ابن بري رجز العجاج أَيامَ كنتَ حسَنَ القُومِيَّهْ صلبَ القناة سَلهبَ القَوْسِيَّهْ والقَوامُ حُسْنُ الطُّول يقال هو حسن القامةِ والقُومِيَّة والقِمّةِ الجوهري وقامةُ الإنسان قد تُجمَع على قاماتٍ وقِيَمٍ مِثْل تاراتٍ وتِيَر قال وهو مقصور قيام ولحقه التغيير لأَجل حرف العلة وفارق رَحَبة ورِحاباً حيث لم يقولوا رِحَبٌ كما قالوا قِيَمٌ وتِيَرٌ والقُومِيَّةُ القَوام أَو القامةُ الأَصمعي فلان حسن القامةِ والقِمّة والقُوميَّة بمعنى واحد وأَنشد فَتَمَّ مِنْ قَوامِها قُومِيّ ويقال فلان ذُو قُومِيَّةٍ على ماله وأَمْره وتقول هذا الأَمر لا قُومِيَّة له أي لا قِوامَ له والقُومُ القصدُ قال رؤبة واتَّخَذَ الشَّد لهنَّ قُوما وقاوَمَه في المُصارَعة وغيرها وتقاوموا في الحرب أي قام بعضهم لبعض وقِوامُ الأمر بالكسر نِظامُه وعِماده أَبو عبيدة هو قِوامُ أهل بيته وقِيامُ أهل بيته وهو الذي يُقيم شأْنهم من قوله تعالى ولا تُؤتوا السُّفهاء أَموالكم التي جَعل الله لكم قِياماً وقال الزجاج قرئت جعل الله لكم قِياماً وقِيَماً ويقال هذا قِوامُ الأَمر ومِلاكُه الذي يَقوم به قال لبيد أَفَتِلْكَ أمْ وَحْشِيّةٌ مَسْبُوعَةٌ خُذِلَتْ وهادِيةُ الصِّوارِ قوامُها ؟ قال وقد يفتح ومعنى الآية أي التي جعلَها الله لكم قِياماً تُقِيمكم فتَقُومون بها قِياماً ومن قرأَ قِيَماً فهو راجع إلى هذا والمعنى جعلها الله قِيمةَ الأَشياء فبها تَقُوم أُمورُكم وقال الفراء التي جعل الله لكم قِياماً يعني التي بها تَقُومون قياماً وقِواماً وقرأَ نافع المدني قيَماً قال والمعنى واحد ودِينارٌ قائم إذا كان مثقالاً سَواء لا يَرْجح وهو عند الصيارفة ناقص حتى يَرْجَح بشيء فيسمى مَيّالاً والجمع قُوَّمٌ وقِيَّمٌ وقَوَّمَ السِّلْعة واسْتَقامها قَدَّرها وفي حديث عبد الله بن عباس إذا اسْتَقَمْت بنَقْد فبِعْتَ بنقد فلا بأْس به وإذا اسْتَقَمْت بنقد فبعته بِنَسيئة فلا خير فيه فهو مكروه قال أَبو عبيد قوله إذا استقمت يعني قوَّمت وهذا كلام أهل مكة يقولون اسَتَقَمْتُ المَتاع أي قَوَّمْته وهما بمعنى قال ومعنى الحديث أن يدفَعَ الرجلُ إلى الرجل الثوب فيقوّمه مثلاً بثلاثين درهماً ثم يقول بعه فما زاد عليها فلك فإن باعه بأكثر من ثلاثين بالنقد فهو جائز ويأْخذ ما زاد على الثلاثين وإن باعه بالنسيئة بأَكثر مما يبيعه بالنقد فالبيع مردود ولا يجوز قال أَبو عبيد وهذا عند من يقول بالرأْي لا يجوز لأَنها إجارة مجهولة وهي عندنا معلومة جائزة لأَنه إذا وَقَّت له وَقْتاً فما كان وراء ذلك من قليل أو كثير فالوقت يأْتي عليه قال وقال سفيان بن عيينة بعدما روى هذا الحديث يَسْتَقِيمه بعشرة نقداً فيبيعه بخمسة عشر نسيئة فيقول أُعْطِي صاحب الثوب من عندي عشرة فتكون الخمسة عشر لي فهذا الذي كره قال إسحق قلت لأَحمد قول ابن عباس إذا استقمت بنقد فبعت بنقد الحديث قال لأنه يتعجل شيئاً ويذهب عَناؤه باطلاً قال إسحق كما قال قلت فما المستقيم ؟ قال الرجل يدفع إلى الرجل الثوب فيقول بعه بكذا فما ازْدَدْتَ فهو لك قلت فمن يدفع الثوب إلى الرجل فيقول بعه بكذا فما زاد فهو لك ؟ قال لا بأْس قال إسحق كما قال والقِيمةُ واحدة القِيَم وأَصله الواو لأَنه يقوم مقام الشيء والقيمة ثمن الشيء بالتَّقْوِيم تقول تَقاوَمُوه فيما بينهم وإذا انْقادَ الشيء واستمرّت طريقته فقد استقام لوجه ويقال كم قامت ناقتُك أي كم بلغت وقد قامَتِ الأمةُ مائة دينار أي بلغ قيمتها مائة دينار وكم قامَتْ أَمَتُك أي بلغت والاستقامة التقويم لقول أهل مكة استقَمْتُ المتاع أي قوَّمته وفي الحديث قالوا يا رسول الله لو قوَّمْتَ لنا فقال الله هو المُقَوِّم أي لو سَعَّرْت لنا وهو من قيمة الشيء أي حَدَّدْت لنا قيمتها ويقال قامت بفلان دابته إذا كلَّتْ وأَعْيَتْ فلم تَسِر وقامت الدابة وَقَفَت وفي الحديث حين قام قائمُ الظهيرة أي قيام الشمس وقت الزوال من قولهم قامت به دابته أي وقفت والمعنى أن الشمس إذا بلغت وسَط السماء أَبْطأَت حركةُ الظل إلى أن تزول فيحسب الناظر المتأَمل أنها قد وقفت وهي سائرة لكن سيراً لا يظهر له أثر سريع كما يظهر قبل الزوال وبعده ويقال لذلك الوقوف المشاهد قام قائم الظهيرة والقائمُ قائمُ الظهيرة ويقال قام ميزان النهار فهو قائم أي اعْتَدَل ابن سيده وقام قائم الظهيرة إذا قامت الشمس وعقَلَ الظلُّ وهو من القيام وعَيْنٌ قائمة ذهب بصرها وحدَقَتها صحيحة سالمة والقائم بالدِّين المُسْتَمْسِك به الثابت عليه وفي الحديث إنَّ حكيم بن حِزام قال بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا أخِرَّ إلا قائماً قال له النبي صلى الله عليه وسلم أمّا من قِبَلِنا فلا تَخِرُّ إلا قائماً أي لسنا ندعوك ولا نبايعك إلا قائماً أي على الحق قال أبو عبيد معناه بايعت أن لا أموت إلا ثابتاً على الإسلام والتمسُّك به وكلُّ من ثبت على شيء وتمسك به فهو قائم عليه وقال تعالى ليْسُوا سَواء من أهل الكتاب أُمَّةٌ قائمةٌ إنما هو من المُواظبة على الدين والقيام به الفراء القائم المتمسك بدينه ثم ذكر هذا الحديث وقال الفراء أُمَّة قائمة أي متمسكة بدينها وقوله عز وجل لا يُؤَدِّه إليك إلا ما دُمت عليه قائماً أي مُواظِباً مُلازِماً ومنه قيل في الكلام للخليفة هو القائِمُ بالأمر وكذلك فلان قائِمٌ بكذا إذا كان حافظاً له متمسكاً به قال ابن بري والقائِمُ على الشيء الثابت عليه وعليه قوله تعالى من أهل الكتاب أُمةٌ قائمةٌ أي مواظِبة على الدين ثابتة يقال قام فلان على الشيء إذا ثبت عليه وتمسك به ومنه الحديث اسْتَقِيموا لقُريش ما اسْتَقامُوا لكم فإنْ لم يَفْعَلوا فضَعُوا سيُوفَكم على عَواتِقكم فأَبِيدُوا خضْراءهم أي دُوموا لهم في الطاعة واثْبُتوا عليها ما داموا على الدين وثبتوا على الإسلام يقال قامَ واسْتَقامَ كما يقال أَجابَ واسْتجابَ قال الخطابي الخَوارِج ومن يَرى رأْيهم يتأَوَّلونه على الخُروج على الأَئمة ويحملون قوله ما اسْتقاموا لكم على العدل في السِّيرة وإنما الاستقامة ههنا الإقامة على الإسلام ودليله في حديث آخر سيَلِيكم أُمَراءُ تَقْشَعِرُّ منهم الجلود وتَشْمَئِزُّ منهم القلوب قالوا يا رسول الله أَفلا تُقاتلهم ؟ قال لا ما أَقاموا الصلاة وحديثه الآخر الأَئمة من قريش أَبرارُها أُمَراءُ أَبرارِها وفُجَّارُها أُمَراءُ فُجَّارِها ومنه الحديث لو لم تَكِلْه لقامَ لكم أي دام وثبت والحديث الآخر لو تَرَكَتْه ما زال قائماً والحديث الآخر ما زال يُقِيمُ لها أُدْمَها وقائِمُ السيف مَقْبِضُه وما سوى ذلك فهو قائمة نحو قائمةِ الخِوان والسرير والدابة وقَوائِم الخِوان ونحوها ما قامت عليه الجوهري قائمُ السيف وقائمتُه مَقْبِضه والقائمةُ واحدة قوائم الدَّوابّ وقوائم الدابة أربَعُها وقد يستعار ذلك في الإنسان وقول الفرزدق يصف السيوف إذا هِيَ شِيمتْ فالقوائِمُ تَحْتها وإنْ لمْ تُشَمْ يَوْماً علَتْها القَوائِمُ أَراد سُلَّت والقوائم مقَابِض السيوف والقُوام داءٌ يأْخذ الغنم في قوائمها تقوم منه ابن السكيت ما فَعل قُوام كان يَعتري هذه الدابة بالضم إذا كان يقوم فلا يَنْبَعث الكسائي القُوام داءٌ يأْخذ الشاة في قوائمها تقوم منه وقَوَّمت الغنم أَصابها ذلك فقامت وقامُوا بهم جاؤوهم بأَعْدادهم وأَقرانِهم وأَطاقوهم وفلان لا يقوم بهذا الأمر أي لا يُطِيق عليه وإذا لم يُطِق الإنسان شيئاً قيل ما قام به الليث القامةُ مِقدار كهيئة رجل يبني على شَفِير البئر يوضع عليه عود البَكْرة والجمع القِيم وكذلك كل شيء فوق سطح ونحوه فهو قامة قال الأَزهري الذي قاله الليث في تفسير القامة غير صحيح والقامة عند العرب البكرة التي يستقى بها الماء من البئر وروي عن أبي زيد أنه قال النَّعامة الخشبة المعترضة على زُرْنُوقي البئر ثم تعلق القامة وهي البَكْرة من النعامة ابن سيده والقامةُ البكرة يُستقَى عليها وقيل البكرة وما عليها بأَداتِها وقيل هي جُملة أَعْوادها قال الشاعر لَمّا رأَيْتُ أَنَّها لا قامهْ وأَنَّني مُوفٍ على السَّآمَهْ نزَعْتُ نَزْعاً زَعْزَعَ الدِّعامهْ والجمع قِيَمٌ مثل تارةٍ وتِيَرٍ وقامٌ قال الطِّرِمّاح ومشَى تُشْبِهُ أَقْرابُه ثَوْبَ سْحْلٍ فوقَ أَعوادِ قامِ وقال الراجز يا سَعْدُ غَمَّ الماءَ وِرْدٌ يَدْهَمُه يَوْمَ تَلاقى شاؤُه ونَعَمُهْ واخْتَلَفَتْ أَمْراسُه وقِيَمُهْ وقال ابن بري في قول الشاعر لَمّا رأَيت أَنها لا قامه قال قال أَبو عليّ ذهب ثعلب إلى أَن قامة في البيت جمع قائِم مثل بائِع وباعةٍ كأَنه أَراد لا قائمين على هذا الحوض يَسْقُون منه قال ومثله فيما ذهب إليه الأَصمعي وقامَتي رَبِيعةُ بنُ كَعْبِ حَسبُكَ أَخلاقُهمُ وحَسْبي أي رَبِيعة قائمون بأَمري قال وقال عديّ بن زيد وإنِّي لابنُ ساداتٍ كِرامٍ عنهمُ سُدْتُ وإنِّي لابنُ قاماتٍ كِرامٍ عنهمُ قُمْتُ أَراد بالقاماتِ الذين يقومون بالأُمور والأَحداث ومما يشهد بصحة قول ثعلب أن القامة جمع قائم لا البكرة قوله نزعت نزعاً زعزع الدِّعامه والدِّعامة إنما تكون للبكرة فإن لم تكن بكْرَةٌ فلا دعامة ولا زعزعةَ لها قال ابن بري وشاهد القامة للبكرة قول الراجز إنْ تَسْلَمِ القامةُ والمَنِينُ تُمْسِ وكلُّ حائِمٍ عَطُونُ وقال قيس بن ثُمامة الأرْحبي في قامٍ جمع قامةِ البئر قَوْداءَ تَرْمَدُّ مِنْ غَمْزي لها مَرَطَى كأَن هادَيها قامٌ على بِيرِ والمِقْوَم الخَشَبة التي يُمْسكها الحرّاث وقوله في الحديث إنه أَذِنَ في قَطْع المسَدِ والقائمَتينِ من شجر الحَرَم يريد قائمتي الرَّحْل اللتين تكون في مُقَدَّمِه ومُؤَخَّره وقَيِّمُ الأمر مُقِيمهُ وأمرٌ قَيِّمٌ مُسْتقِيم وفي الحديث أتاني مَلَك فقال أَنت قُثَمٌ وخُلُقُكَ قَيِّم أي مُسْتَقِيم حسَن وفي الحديث ذلك الدين القَيِّمُ أي المستقيم الذي لا زَيْغ فيه ولا مَيْل عن الحق وقوله تعالى فيها كُتب قيِّمة أَي مستقيمة تُبيّن الحقّ من الباطل على اسْتِواء وبُرْهان عن الزجاج وقوله تعالى وذلك دِين القَيِّمة أَي دين الأُمةِ القيّمة بالحق ويجوز أَن يكن دين المِلة المستقيمة قال الجوهري إنما أَنثه لأَنه أَراد المِلة الحنيفية والقَيِّمُ السيّد وسائسُ الأَمر وقَيِّمُ القَوْم الذي يُقَوِّمُهم ويَسُوس أَمرهم وفي الحديث ما أَفْلَحَ قَوْمٌ قَيِّمَتُهُم امرأة وقَيِّمُ المرأَةِ زوجها في بعض اللغات وقال أَبو الفتح ابن جني في كتابه الموسوم بالمُغْرِب يروى أَن جاريتين من بني جعفر بن كلاب تزوجتا أَخوين من بني أَبي بكر ابن كلاب فلم تَرْضَياهما فقالت إحداهما أَلا يا ابْنَةَ الأَخْيار مِن آلِ جَعْفَرٍ لقد ساقَنا منْ حَيِّنا هَجْمَتاهُما أُسَيْوِدُ مِثْلُ الهِرِّ لا دَرَّ دَرُّه وآخَرُ مِثْلُ القِرْدِ لا حَبَّذا هُما يَشِينانِ وجْهَ الأَرْضِ إنْ يَمْشِيا بِها ونَخْزَى إذَا ما قِيلَ مَنْ قَيِّماهُما ؟ قَيِّماهما بَعْلاهُما ثنت الهَجّمتين لأَنها أَرادت القِطْعَتَين أَو القَطيعَيْنِ وفي الحديث حتى يكون لخمسين امرأَة قَيِّمٌ واحد قَيِّمُ المرأَةِ زوجها لأَنه يَقُوم بأَمرها وما تحتاج إليه وقام بأَمر كذا وقام الرجلُ على المرأَة مانَها وإنه لَقَوّام علهيا مائنٌ لها وفي التنزيل العزيز الرجالُ قَوَّامون على النساء وليس يراد ههنا والله أَعلم القِيام الذي هو المُثُولُ والتَّنَصُّب وضدّ القُعود إنما هو من قولهم قمت بأَمرك فكأنه والله أَعلم الرجال مُتكفِّلون بأُمور النساء مَعْنِيُّون بشؤونهن وكذلك قوله تعالى يا أَيها الذين آمنوا إذا قُمتم إلى الصلاة أَي إذا هَمَمْتم بالصلاة وتَوَجّهْتم إليها بالعِناية وكنتم غير متطهرين فافعلوا كذا لا بدّ من هذا الشرط لأَن كل من كان على طُهر وأَراد الصلاة لم يلزمه غَسْل شيء من أعضائه لا مرتَّباً ولا مُخيراً فيه فيصير هذا كقوله وإن كنتم جُنُباً فاطَّهروا وقال هذا أَعني قوله إذا قمتم إلى الصلاة فافعلوا كذا وهو يريد إذا قمتم ولستم على طهارة فحذف ذلك للدلالة عليه وهو أَحد الاختصارات التي في القرآن وهو كثير جدّاً ومنه قول طرفة إذا مُتُّ فانْعِينِي بما أَنا أَهْلُه وشُقِّي عَلَيَّ الجَيْبَ يا ابنةَ مَعْبَدِ تأْويله فإن مت قبلك لا بدّ أَن يكون الكلام مَعْقوداً على هذا لأَنه معلوم أَنه لا يكلفها نَعْيَه والبُكاء عليه بعد موتها إذ التكليفُ لا يصح إلا مع القدرة والميت لا قدرة فيه بل لا حَياة عنده وهذا واضح وأَقامَ الصلاة إقامةً وإقاماً فإقامةً على العوض وإقاماً بغير عوض وفي التنزيل وإقامَ الصلاة ومن كلام العرب ما أَدري أَأَذَّنَ أَو أَقامَ يعنون أَنهم لم يَعْتَدّوا أَذانَه أَذانَاً ولا إقامَته إقامةً لأَنه لم يُوفِّ ذلك حقَّه فلما وَنَى فيه لم يُثبت له شيئاً منه إذ قالوها بأَو ولو قالوها بأَم لأَثبتوا أَحدهما لا محالة وقالوا قَيِّم المسجد وقَيِّمُ الحَمَّام قال ثعلب قال ابن ماسَوَيْهِ ينبغي للرجل أَن يكون في الشتاء كقَيِّم الحَمَّام وأَما الصيف فهو حَمَّام كله وجمع قَيِّم عند كراع قامة قال ابن سيده وعندي أَن قامة إنما هو جمع قائم على ما يكثر في هذا الضرب والمِلَّة القَيِّمة المُعتدلة والأُمّة القَيِّمة كذلك وفي التنزيل وذلك دين القَيّمة أي الأُمَّة القيمة وقال أَبو العباس والمبرد ههنا مضمرٍ أَراد ذلك دِينُ الملَّةِ القيمة فهو نعت مضمرٍ محذوفٌ محذوقٌ وقال الفراء هذا مما أُضيف إلى نفسه لاختلاف لفظيه قال الأَزهري والقول ما قالا وقيل أباء في القَيِّمة للمبالغة ودين قَيِّمٌ كذلك وفي التنزيل العزيز ديناً قِيَماً مِلَّةَ إبراهيم وقال اللحياني وقد قُرئ ديناً قَيِّماً أي مستقيماً قال أَبو إسحق القَيِّمُ هو المُسْتَقيم والقِيَمُ مصدر كالصِّغَر والكِبَر إلا أَنه لم يُقل قِوَمٌ مثل قوله لا يبغون عنها حِوَلاً لأَن قِيَماً من قولك قام قِيَماً وقامَ كان في الأصل قَوَمَ أَو قَوُمَ فصار قام فاعتل قِيَم وأَما حِوَلٌ فهو على أَنه جار على غير فِعْل وقال الزجاج قِيَماً مصدر كالصغر والكبر وكذلك دين قَوِيم وقِوامٌ ويقال رمح قَوِيمٌ وقَوامٌ قَوِيمٌ أَى مستقيم وأَنشد ابن بري لكعب بن زهير فَهُمْ ضَرَبُوكُم حِينَ جُرْتم عن الهُدَى بأَسْيافهم حتَّى اسْتَقَمْتُمْ على القِيَمْ
( * قوله « ضربوكم حين جرتم » تقدم في هذه المادة تبعاً للأصل صرفوكم حين جزتم ولعله مروي بهما )
وقال حسان وأَشْهَدُ أَنَّكَ عِنْد المَلِي كِ أُرْسلْتَ حَقّاً بِدِينٍ قِيَمْ قال إلا أنّ القِيَمَ مصدر بمعنى الإستقامة والله تعالى القَيُّوم والقَيَّامُ ابن الأَعرابي القَيُّوم والقيّام والمُدبِّر واحد وقال الزجاج القيُّوم والقيَّام في صفة الله تعالى وأَسمائه الحسنى القائم بتدبير أَمر خَلقه في إنشائهم ورَزْقهم وعلمه بأَمْكِنتهم قال الله تعالى وما من دابّة في الأَرض إلا على الله رِزْقُها ويَعلَم مُسْتَقَرَّها ومُسْتَوْدَعها وقال الفراء صورة القَيُّوم من الفِعل الفَيْعُول وصورة القَيَّام الفَيْعال وهما جميعاً مدح قال وأَهل الحجاز أَكثر شيء قولاً للفَيْعال من ذوات الثلاثة مثل الصَّوَّاغ يقولون الصَّيَّاغ وقال الفراء في القَيِّم هو من الفعل فَعِيل أَصله قَوِيم وكذلك سَيّد سَوِيد وجَيِّد جَوِيد بوزن ظَرِيف وكَرِيم وكان يلزمهم أَن يجعلوا الواو أَلفاً لانفتاح ما قبلها ثم يسقطوها لسكونها وسكون التي بعدها فلما فعلوا ذلك صارت سَيْد على فَعْل فزادوا ياء على الياء ليكمل بناء الحرف وقال سيبويه قَيِّم وزنه فَيْعِل وأَصله قَيْوِم فلما اجتمعت الياء والواو والسابق ساكن أَبدلوا من الواو ياء وأَدغموا فيها الياء التي قبلها فصارتا ياء مشدّدة وكذلك قال في سيّد وجيّد وميّت وهيّن وليّن قال الفراء ليس في أَبنية العرب فَيْعِل والحَيّ كان في الأَصل حَيْواً فلما إجتمعت الياء والواو والسابق ساكن جعلتا ياء مشدّدة وقال مجاهد القَيُّوم القائم على كل شيء وقال قتادة القيوم القائم على خلقه بآجالهم وأَعمالهم وأَرزاقهم وقال الكلبي القَيُّومُ الذي لا بَدِيء له وقال أَبو عبيدة القيوم القائم على الأشياء الجوهري وقرأَ عمر الحيُّ القَيّام وهو لغة والحيّ القيوم أَي القائم بأَمر خلقه في إنشائهم ورزقهم وعلمه بمُسْتَقرِّهم ومستودعهم وفي حديث الدعاء ولكَ الحمد أَنت قَيّام السمواتِ والأَرض وفي رواية قَيِّم وفي أُخرى قَيُّوم وهي من أبنية المبالغة ومعناها القَيّام بأُمور الخلق وتدبير العالم في جميع أَحواله وأَصلها من الواو قَيْوامٌ وقَيْوَمٌ وقَيْوُومٌ بوزن فَيْعالٍ وفَيْعَلٍ وفَيْعُول والقَيُّومُ من أَسماء الله المعدودة وهو القائم بنفسه مطلقاً لا بغيره وهو مع ذلك يقوم به كل موجود حتى لا يُتَصوَّر وجود شيء ولا دوام وجوده إلا به والقِوامُ من العيش
( * قوله « والقوام من العيش » ضبط القوام في الأصل بالكسر واقتصر عليه في المصباح ونصه والقوام بالكسر ما يقيم الإنسان من القوت وقال أيضاً في عماد الأمر وملاكه أنه بالفتح والكسر وقال صاحب القاموس القوام كسحاب ما يعايش به وبالكسر نظام الأمر وعماده ) ما يُقيمك وفي حديث المسألة أَو لذي فَقْرٍ مُدْقِع حتى يُصِيب قِواماً من عيش أَي ما يقوم بحاجته الضرورية وقِوامُ العيش عماده الذي يقوم به وقِوامُ الجِسم تمامه وقِوام كل شيء ما استقام به قال العجاج رأْسُ قِوامِ الدِّينِ وابنُ رَأْس وإِذا أَصاب البردُ شجراً أَو نبتاً فأَهلك بعضاً وبقي بعض قيل منها هامِد ومنها قائم الجوهري وقَوَّمت الشيء فهو قَويم أي مستقيم وقولهم ما أَقوَمه شاذ قال ابن بري يعني كان قياسه أَن يقال فيه ما أَشدَّ تَقْويمه لأَن تقويمه زائد على الثلاثة وإنما جاز ذلك لقولهم قَويم كما قالوا ما أَشدَّه وما أَفقَره وهو من اشتدّ وافتقر لقولهم شديد وفقير قال ويقال ما زِلت أُقاوِمُ فلاناً في هذا الأَمر أي أُنازِله وفي الحديث مَن جالَسه أَو قاوَمه في حاجة صابَره قال ابن الأَثير قاوَمَه فاعَله من القِيام أَي إذا قامَ معه ليقضي حاجتَه صبَر عليه إلى أن يقضِيها وفي الحديث تَسْويةُ الصفّ من إقامة الصلاة أي من تمامها وكمالها قال فأَمّا قوله قد قامت الصلاة فمعناه قامَ أَهلُها أَو حان قِيامهم وفي حديث عمر في العين القائمة ثُلُث الدية هي الباقية في موضعها صحيحة وإنما ذهب نظرُها وإبصارُها وفي حديث أَبي الدرداء رُبَّ قائمٍ مَشكورٌ له ونائمٍ مَغْفورٌ له أَي رُبَّ مُتَجَهِّد يَستغفر لأَخيه النائم فيُشكر له فِعله ويُغفر للنائم بدعائه وفلان أَقوَمُ كلاماً من فلان أَي أَعدَلُ كلاماً والقَوْمُ الجماعة من الرجال والنساء جميعاً وقيل هو للرجال خاصة دون النساء ويُقوِّي ذلك قوله تعالى لا يَسْخَر قَوم من قوم عسى أَن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أَن يَكُنَّ خيراً منهن أَي رجال من رجال ولا نساء من نِساء فلو كانت النساء من القوم لم يقل ولا نساء من نساء وكذلك قول زهير وما أَدرِي وسوفَ إخالُ أَدري أَقَوْمٌ آلُ حِصْنٍ أَمْ نِساء ؟ وقَوْمُ كل رجل شِيعته وعشيرته وروي عن أَبي العباس النَّفَرُ والقَوْم والرَّهط هؤُلاء معناهم الجمع لا واحد لهم من لفظهم للرجال دون النساء وفي الحديث إن نَسَّاني الشيطان شيئاً من هلاتي فليُسبِّح القومُ وليُصَفِّقِ النساء قال ابن الأَثير القوم في الأصل مصدر قام ثم غلب على الرجال دون النساء ولذلك قابلن به وسموا بذلك لأَنهم قوّامون على النساء بالأُمور التي ليس للنساء أَن يقمن بها الجوهري القوم الرجال دون النساء لا واحد له من لفظه قال وربما دخل النساء فيه على سبيل التبع لأَن قوم كل نبي رجال ونساء والقوم يذكر ويؤَنث لأَن أَسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها إذا كانت للآدميين تذكر وتؤنث مثل رهط ونفر وقوم قال تعالى وكذَّبَ به قومك فذكَّر وقال تعالى كذَّبتْ قومُ نوح فأَنَّث قال فإن صَغَّرْتَ لم تدخل فيها الهاء وقلت قُوَيْم ورُهَيْط ونُفَير وإنما يلحَقُ التأْنيثُ فعله ويدخل الهاء فيما يكون لغير الآدميين مثل الإبل والغنم لأَن التأنيث لازم له وأَما جمع التكسير مثل جمال ومساجد وإن ذكر وأُنث فإنما تريد الجمع إذا ذكرت وتريد الجماعة إذا أَنثت ابن سيده وقوله تعالى كذَّبت قوم نوح المرسلين إِنما أَنت على معنى كذبت جماعة قوم نوح وقال المرسلين وإن كانوا كذبوا نوحاً وحده لأَن من كذب رسولاً واحداً من رسل الله فقد كذب الجماعة وخالفها لأَن كل رسول يأْمر بتصديق جميع الرسل وجائز أَن يكون كذبت جماعة الرسل وحكى ثعلب أَن العرب تقول يا أَيها القوم كفُّوا عنا وكُفّ عنا على اللفظ وعلى المعنى وقال مرة المخاطب واحد والمعنى الجمع والجمع أَقْوام وأََقاوِم وأقايِم كلاهما على الحذف قال أَبو صخر الهذلي أَنشده يعقوب فإنْ يَعْذِرِ القَلبُ العَشِيَّةَ في الصِّبا فُؤادَكَ لا يَعْذِرْكَ فيه الأَقاوِمُ ويروى الأقايِمُ وعنى بالقلب العقل وأَنشد ابن بري لخُزَز بن لَوْذان مَنْ مُبْلغٌ عَمْرَو بنَ لأ يٍ حَيْثُ كانَ مِن الأَقاوِمْ وقوله تعالى فقد وكلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين قال الزجاج قيل عنى بالقوم هنا الأَنبياء عليهم السلام الذين جرى ذكرهم آمنوا بما أَتى به النبي صلى الله عليه وسلم في وقت مَبْعثهم وقيل عنى به من آمن من أَصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأَتباعه وقيل يُعنى به الملائكة فجعل القوم من الملائكة كما جعل النفر من الجن حين قال عز وجل قل أُوحي إليّ أَنه استمع نفر من الجن وقوله تعالى يَسْتَبْدِلْ قوماً غيركم قال الزجاج جاء في التفسير إن تولى العِبادُ استبدل الله بهم الملائكة وجاء إن تَوَلَّى أهلُ مكة استبدل الله بهم أهل المدينة وجاء أيضاً يَسْتَبْدِل قوماً غيركم من أهل فارس وقيل المعنى إن تتولوا يستبدل قوماً أَطْوَعَ له منكم قال ابن بري ويقال قوم من الجنّ وناسٌ من الجنّ وقَوْمٌمن الملائكة قال أُمية وفيها مِنْ عبادِ اللهِ قَوْمٌ مَلائِكُ ذُلُِّلوا وهُمُ صِعابُ والمَقامُ والمَقامة المجلس ومَقامات الناس مَجالِسُهم قال العباس بن مرداس أَنشده ابن بري فأَيِّي ما وأَيُّكَ كان شَرّاً فَقِيدَ إلى المَقامةِ لا يَراها ويقال للجماعة يجتمعون في مَجْلِسٍ مَقامة ومنه قول لبيد ومَقامةٍ غُلْبِ الرِّقابِ كأَنَّهم جِنٌّ لدَى بابِ الحَصِيرِ قِيامُ الحَصِير المَلِك ههنا والجمع مَقامات أَنشد ابن بري لزهير وفيهِمْ مَقاماتٌ حِسانٌ وجُوهُهُمْ وأَنْدِيةٌ يَنْتابُها القَوْلُ والفِعْلُ ومَقاماتُ الناسِ مَجالِسهم أيضاً والمَقامة والمَقام الموضع الذي تَقُوم فيه والمَقامةُ السّادةُ وكل ما أَوْجَعَك من جسَدِك فقد قامَ بك أَبو زيد في نوادره قامَ بي ظَهْري أَي أَوْجَعَني وقامَت بي عيناي ويومُ القِيامة يومُ البَعْث وفي التهذيب القِيامة يوم البعث يَقُوم فيه الخَلْق بين يدي الحيّ القيوم وفي الحديث ذكر يوم القِيامة في غير موضع قيل أَصله مصدر قام الخَلق من قُبورهم قِيامة وقيل هو تعريب قِيَمْثَا
( * قوله « تعريب قيمثا » كذا ضبط في نسخة صحيحة من النهاية وفي أخرى بفتح القاف والميم وسكون المثناة بينهما ووقع في التهذيب بدل المثلثة ياء مثناة ولم يضبط ) وهو بالسريانية بهذا المعنى ابن سيده ويوم القِيامة يوم الجمعة ومنه قول كعب أَتَظْلِم رجُلاً يوم القيامة ؟ ومَضَتْ قُِوَيْمةٌ من الليلِ أَي ساعةٌ أَو قِطْعة ولم يَجِدْه أَبو عبيد وكذلك مضَى قُوَيْمٌ من الليلِ بغير هاء أَي وَقْت غيرُ محدود

( كتم ) الكِتْمانُ نَقِيض الإعْلانِ كَتَمَ الشيءَ يَكْتُمُه كَتْماً وكِتْماناً واكْتَتَمه وكَتَّمه قال أَبو النجم وكانَ في المَجْلِسِ جَمّ الهَذْرَمَهْ لَيْثاً على الدَّاهِية المُكَتَّمهْ وكَتَمه إياه قال النابغة كَتَمْتُكَ لَيْلاً بالجَمُومَينِ ساهِراً وهمَّيْن هَمّاً مُسْتَكِنّاً وظاهرا أَحادِيثَ نَفْسٍ تشْتَكي ما يَرِيبُها ووِرْدَ هُمُومٍ لا يَجِدْنَ مَصادِرا وكاتَمه إياه ككَتَمه قال تَعَلََّمْ ولوْ كاتَمْتُه الناسَ أَنَّني عليْكَ ولم أَظْلِمْ بذلكَ عاتِبُ وقوله ولم أَظلم بذلك اعتراض بين أَنّ وخبرِها والاسم الكِتْمةُ وحكى اللحياني إنه لحَسن الكِتْمةِ ورجل كُتَمة مثال هُمَزة إذا كان يَكْتُمُ سِرَّه وكاتَمَني سِرَّه كتَمه عني ويقال للفرَس إذا ضاق مَنْخِرهُ عن نفَسِه قد كَتَمَ الرَّبْوَ قال بشر كأَنَّ حَفِيفَ مَنْخِرِه إذا ما كتَمْنَ الرَّبْوَ كِيرٌ مُسْتَعارُ يقول مَنْخِره واسع لا يَكْتُم الرَّبو إذا كتمَ غيره من الدَّوابِّ نفَسَه من ضِيق مَخْرَجه وكتَمه عنه وكتَمه إياه أَنشد ثعلب مُرَّةٌ كالذُّعافِ أَكْتُمها النَّا سَ على حَرِّ مَلَّةٍ كالشِّهابِ ورجل كاتِمٌ للسر وكَتُومٌ وسِرٌّ كاتمٌ أَي مَكْتُومٌ عن كراع ومُكَتَّمٌ بالتشديد بُولِغ في كِتْمانه واسْتَكْتَمه الخَبَر والسِّرَّ سأَله كَتْمَه وناقة كَتُوم ومِكتامٌ لا تَشُول بذنبها عند اللَّقاح ولا يُعلَم بحملها كتَمَتْ تَكْتُم كُتوماً قال الشاعر في وصف فحل فَهْوَ لجَولانِ القِلاصِ شَمّامْ إذا سَما فوْقَ جَمُوحٍ مِكْتامْ ابن الأَعرابي الكَتِيمُ الجَمل الذي لا يَرغو والكَتِيمُ القَوْسُ التي لا تَنشَقُّ وسحاب مَكْتُومٌ
( * قوله « وسحاب مكتوم » كذا في الأصل وقد استدركها شارح القاموس على المجد والذي في الصحاح والأساس مكتتم ) لا رَعْد فيه والكَتُوم أَيضاً الناقة التي لا تَرْغُو إذا ركبها صاحبها والجمع كُتُمٌ قال الأَعشى كَتُومُ الرُّغاءِ إذا هَجَّرَتْ وكانتْ بَقِيَّةَ ذَوْدٍ كُتُمْ وقال آخر كَتُومُ الهَواجِرِ ما تَنْبِسُ وقال الطِّرِمّاح قد تجاوَزْتُ بِهِلْواعةٍ عبْرِ أَسْفارٍ كَتُومِ البُغامِ
( * قوله « عبر أسفار » هو بالعين المهملة ووقع في هلع بالمعجمة كما وقع هنا في الأصل وهو تصحيف )
وناقة كَتُوم لا تَرْغُو إذا رُكِبت والكَتُومُ والكاتِمُ من القِسِيَِّ التي لا تُرِنُّ إذا أُنْبِضَتْ وربما جاءت في الشعر كاتمةً وقيل هي التي لا شَق فيها وقيل هي التي لا صَدْعَ في نَبْعِها وقيل هي التي لا صدع فيها كانت من نَبْع أو غيره وقال أَوس بن حجر كَتُومٌ طِلاعُ الكفِّ لا دُونَ مِلْئِها ولا عَجْسُها عَنْ مَوْضِعِ الكفِّ أَفْضَلا قوله طِلاعُ الكَفِّ أي مِلْءٌ الكف قال ومثله قول الحسن أَحَبُّ إليَّ من طِلاع الأرض ذهباً وفي الحديث أَنه كان اسم قَوْسِ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الكَتُومَ سميت به لانْخِفاضِ صوتِها إذا رُمي عنها وقد كتَمت كُتوماً أَبو عمرو كتَمَت المَزادةُ تَكْتُم كُتوماً إذا ذهب مَرَحُها وسَيَلانُ الماءِ من مَخارِزها أَوّل ما تُسرَّب وهي مَزادة كَتُوم وسِقاءٌ كَتِيم وكتَمَ السِّقاءُ يَكْتُمُ كِتْماناً وكُتوماً أَمسك ما فيه من اللبن والشراب وذلك حين تذهب عيِنته ثم يدهن السقاءُ بعد ذلك فإذا أَرادوا أن يستقوا فيه سرَّبوه والتسريب أن يصُبُّوا فيه الماءَ بعد الدهن حتى يَكْتُمَ خَرْزُه ويسكن الماء ثم يستقى فيه وخَرْز كَتِيم لا يَنْضَح الماء ولا يخرج ما فيه والكاتِم الخارِز من الجامع لابن القَزاز وأَنشد فيه وسالَتْ دُموعُ العَينِ ثم تَحَدَّرَتْ وللهِ دَمْعٌ ساكِبٌ ونَمُومُ فما شَبَّهَتْ إلاَّ مَزادة كاتِمٍ وَهَتْ أَو وَهَى مِنْ بَيْنِهنَّ كَتُومُ وهو كله من الكَتم لأن إخفاء الخارز للمخروز بمنزلة الكتم لها وحكى كراع لا تسأَلوني عن كَتْمةٍ بسكون التاء أي كلمة ورجل أَكْتمُ عظيم البطن وقيل شعبان والكَتَمُ بالتحريك نبات يخلط مع الوسْمة للخضاب الأَسود الأَزهري الكَتَم نبت فيه حُمرة وروي عن أَبي بكر رضي الله عنه أَنه كان يَخْتَضِب بالحِنَّاء والكَتَم وفي رواية يصبُغ بالحِنَاء والكَتَم قال أُمية بن أَبي الصلت وشَوَّذَتْ شَمْسُهمْ إذا طَلَعَتْ بالجِلْب هِفّاً كأَنه كَتَمُ قال ابن الأَ ثير في تفسير الحديث يشبه أَن يراد به استعمال الكَتَم مفرداً عن الحناء فإن الحِناء إذا خُضِب به مع الكتم جاء أَسود وقد صح النهي عن السواد قال ولعل الحديث بالحناء أَو الكَتم على التخيير ولكن الروايات على اختلافها بالحناء والكتم وقال أَبو عبيد الكَتَّم مشدد التاء والمشهور التخفيف وقال أبَو حنيفة يُشَبَّب الحناء بالكتم ليشتدّ لونه قال ولا ينبت الكتم إلاَّ في الشواهق ولذلك يَقِلُّ وقال مرة الكتم نبات لا يَسْمُو صُعُداً وينبت في أَصعب الصخر فيَتَدلَّى تَدَلِّياً خِيطاناً لِطافاً وهو أَخضر وورقه كورق الآس أَو أصغر قال الهذلي ووصف وعلاً ثم يَنُوش إذا آدَ النَّهارُ له بَعْدَ التَّرَقُّبِ مِن نِيمٍ ومِن كَتَمِ وفي حديث فاطمة بنت المنذر كنا نَمتشط مع أَسماء قبل الإحرام ونَدَّهِنُ بالمَكْتومة قال ابن الأَثير هي دُهن من أَدْهان العرب أَحمر يجعل فيه الزعفران وقيل يجعل فيه الكَتَم وهو نبت يخلط مع الوسْمة ويصبغ به الشعر أَسود وقيل هو الوَسْمة والأَكْثَم العظيم البطن والأَكثم الشبعان بالثاء المثلثة ويقال ذلك فيهما بالتاء المثناة أَيضاً وسيأْتي ذكره ومكتوم وكَتِيمٌ وكُتَيْمة أَسماء قال وأَيَّمْتَ مِنَّا التي لم تَلِدْ كُتَيْمَ بَنِيك وكنتَ الحليلا
( * قوله « وأيمت » هذا ما في الأصل ووقع في نسخة المحكم التي بأيدينا وأَيتمت من اليتم )
أَراد كتيمة فرخم في غير النداء اضطراراً وابنُ أُم مَكْتُوم مؤذن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤذن بعد بلال لأنه كان أَعمى فكان يقتدي ببلال وفي حديث زمزم أَن عبد المطلب رأَى في المنام قيل احْفِر تُكْتَمَ بين الفَرْث والدم تُكْتَمُ اسم بئر زمزم سميت بذلك لأنها كانت اندفنت بعد جُرْهُم فصارت مكتومة حتى أَظهرها عبد المطلب وبنو كُتامة حي من حِمْيَر صاروا إلى بَرْبَر حين افتتحها افريقس الملك وقيل كُتام قبيلة من البربر وكُتمان بالضم موضع وقيل اسم جبل قال ابن مقبل قد صَرَّحَ السَّيرُ عن كُتْمانَ وابتُذِلَت وَقعُ المَحاجِنِ بالمَهْرِيّةِ الذُّقُنِ وكُتُمانُ اسم ناقة

( كثم ) : الكَثَمة : المرأَة الرَّيَّا من شراب أَو غيره . وَوَطْبٌ أَكْثَم أَي مملوء وأَنشد : مُذَمَّمةٌ يُمْسِي ويُصْبِحُ وَطْبُها حَراماً على مُعتَرِّها وهو أَكْثَمُ و كَثَم آثارَهُم يَكْثِمها كَثْماً : اقتَصَّها . و الكَثْم : أَكل القِثَّاء ونحوه ممّا تدخله في فيك ثم تكسره كَثَمه يَكْثِمُه كَثْماً . و أَكْثَمَ الرجلُ في منزله : توارَى فيه وتَغَيَّب عن ابن الأَعرابي . و الأَكْثَمُ : العظيم البطن وفي الصحاح : الواسع البطن : والأَكثم الشبعان ويقال ذلك فيهما بالتاء أيضاً وقد تقدم عن ثعلب . ويقال : إِنَّه لأَيْهَمُ أَكْثَمُ الأَيهم : الأَعمى . ابن بري : يقال رجل أَكثم إِذا امتلأَ بطنه من الشبع وأَنشد ابن الأَعرابي : فَبات يُسَوِّي بَرْكَها وسَنامَها كأَنْ لم يَجُعْ منْ قَبْلِها وهو أَكْثَمُ وطريق أَكْثَمُ : واسع . و كَثَمُ الطريق : وجْهُه . وظاهِره . ويقال : انْكَثَمُوا عن وجه كذا أَي انصرَفوا عنه . و الكَثَم : القرب كالكَثَب وقيل : الميم بدل من الباء . يقال : هو يرمي من كَثَمٍ وكَثَبٍ أَي قُرْب وتَمَكُّن . و أَكْثَمَ قربته : مَلأَها . و كَثَمَه عن الأَمر : صَرَفه عنه . وحمأَةٌ كاثِمةٌ و كَثِمةٌ : غليظة . و أَكْثَمُ : من أَسماء الرجال . و أَكْثَمُ بن صَيْفِيَ : أَحد حكام العرب

( كثحم ) رجل كُثْحُمُ اللِّحْيَةِ ولحية كُثْحُمةٌ وهي التي كَثُفَت وقَصُرَت وجَعُدت ومثلها الكَثَّة

( كثعم ) الكَعْثَمُ والكَثْعَم الرَّكَبُ الناتئ الضَّخم كالكَعْثَبِ وامرأَة كَعْثَمِ وكَثْعَمٌ إذا عظُم إذا عظُم ذلك منها كَكَعْثَبٍ وكَثْعَبٍ وكَثْعَمٌ الأَسد أَو النَّمر أَو الفَهْد

( كحم ) الكَحْمُ لغة في الكَحْب وهو الحِصْرِم واحدته كَحْمة يمانية

( كحثم ) رجل كُحْثُمُ اللِّحْيَةِ كثيفها ولحية كُحْثُمة قَصُرت وكثُفت وجعدت وقد تقدم في كثحم

( كخم ) الإكْخام لغة في الإكْماخ ومُلْكٌ كَيْخَمٌ عظيم عريض وكذلك سُلطان كَيْخَم قال الليث الكَيْخَم يوصف به المُلك والسلطان وأَنشد قُبَّةَ إسْلامٍ ومُلْكاً كَيْخَما والكَخْمُ المَنع والدَّفع وقال أَبو عمرو الكَخْمُ دفعك إنساناً عن موضعه تقول كخَمْته كَخْماً إذا دفعته وقال المَرَّار إني أَنا المَرَّارُ غَيْرُ الوَخْمِ وقد كَخَمْتُ القومَ أَيَّ كَخْمِ أي دفَعْتهم ومنَعْتُهم ومنه قيل للملك كَيْخم

( كدم ) الكَدْم تَمَشْمُشُ العَظم وتَعَرُّقُه وقيل هو العَض بأَدنى الفم كما يَكْدُمُ الحِمار وقيل هو العَض عامة كدَمه يَكْدُمُه ويَكْدِمُه كَدْماً وكذلك إذا أَثَّرْت فيه بجديدة وقال طرفة سَقَتْهُ إياةُ الشمسِ إلاَّ لِثاتِه أُسِفَّ وَلَمْ تَكْدِمْ عليه بإثْمِدِ وإنه لَكَدَّامٌ وكَدُوم أي عَضُوض والكَدْم والكَدَمُ الأُولى عن اللحياني أَثَرُ العض وجمعه كُدُوم والكَدْم اسم أَثر الكَدْم يقال به كُدُومٌ والمُكَدَّمُ بالتشديد المُعضَّض وحمار مُكَدَّم معضض وتَكادَم الفرسانِ كَدَم أَحدهما صاحبه والكُدامةُ ما يُكْدَم من الشيء أي يُعض فيُكْسَر وقيل هو بقية كل شيء أُكِل والعرب تقول بَقِي من مَرْعانا كُدامة أي بقية تَكْدمها المالُ بأَسنانها ولا تَشبع منه وفي حديث العرنيين فلقد رأَيتهم يَكْدِمُون الأَرض بأَفواههم أي يقبضون عليها ويَعَضُّونها والدواب تُكادِمُ الحشيشَ بأَفواهها إذا لم تَسْتَمْكِنْ منه والكُدَم الكثير الكَدْم وقد يستعمل في عَض الجَراد وأَكلها للنبات والكُدَمُ من أَحْناش الأَرض قال ابن سيده أُراه سمي بذلك لعضه والكُدَم والمِكْدَم الشديد القِتال ورجل مُكَدَّمٌ إذا لقي قِتالاً فأَثَّرت فيه الجراح وكدَمَ الصيْدَ كَدْماً إذا جدَّ في طلبه حتى يغلبه وكَدَمْتُ الصيدَ أَي طرَدْته ويقال للرجل إذا طلب حاجة لا يُطلب مثلها لقد كَدَمْتَ في غير مَكْدَِمٍ والكُدْمة بضم الكاف الشديد الأَكل وأَنشد أَبو عمرو يا أَيُّها الحَرْشَف ذُو الأَكْلِ الكُدَمْ والحَرْشفُ الجراد وكَدَمْتَ غير مَكْدم أي طلبت غير مَطْلَب وما بالبعير كَدْمة أي أُثْرة ولا وَسْمٌ والأُثرة أن يُسْحَى باطن الخفّ بحديدة وفَنِيقٌ مُكْدَمٌ أي فحل غليظ وقيل صُلْب قال بشر لَوْلا تُسَلِّي الهَمَّ عَنْكَ بِجَسْرةٍ عَيْرانةٍ مثلِ الفَنِيقِ المُكْدَم ابن الأَعرابي نعجة كَدِمةٌ غليظة كثيرة اللحم وقول رؤبة كأَنَّه شَلاَّلُ عاناتٍ كُدُمْ قال حمار كَدِمٌ غليظ شديد والجمع كُدُم وعَير مُكْدَم غليظ شديد وقَدَحٌ مُكْدَم زُجاجه غليظ وأَسِير مُكْدَم مصفود مشدود بالصِّفاد هذه الثلاثة عن اللحياني وفحل مُكَدَّم ومُكْدَم إذا كان قويّاً قد نُيِّب فيه وأُكْدِم الأَسير إذا اسْتُوثِق منه وكِساء مُكْدَم شديد الفتل وكذلك الحبْ والكَدَمة بفتح الدال الحركة عن كراع وليست بصحيحة وأَنشد ابن بري في ذلك لَمَّا تَمَشَّيْتُ بُعَيْدَ العَتَمَهْ سَمعتُ مِن فَوْق البُيوتِ كَدَمَهْ وقد ذكر ذلك في حذم والكُدام ريح يأْخذ الإنسان في بعض جسده فيسخنون خِرقة ثم يضعونها على المكان الذي يشتكي وكَدَمُ السَّمُرِ ضرب من الجَنادب وكِدامٌ ومُكَدَّمٌ وكُدَيْمٌ أَسماء

( كرم ) الكَريم من صفات الله وأَسمائه وهو الكثير الخير الجَوادُ المُعطِي الذي لا يَنْفَدُ عَطاؤه وهو الكريم المطلق والكَريم الجامع لأَنواع الخير والشرَف والفضائل والكَريم اسم جامع لكل ما يُحْمَد فالله عز وجل كريم حميد الفِعال ورب العرش الكريم العظيم ابن سيده الكَرَم نقيض اللُّؤْم يكون في الرجل بنفسه وإن لم يكن له آباء ويستعمل في الخيل والإبل والشجر وغيرها من الجواهر إذا عنوا العِتْق وأَصله في الناس قال ابن الأَعرابي كَرَمُ الفرَس أن يَرِقَّ جلده ويَلِين شعره وتَطِيب رائحته وقد كَرُمَ الرجل وغيره بالضم كَرَماً وكَرامة فهو كَرِيم وكَرِيمةٌ وكِرْمةٌ ومَكْرَم ومَكْرَمة
( * قوله « ومكرم ومكرمة » ضبط في الأصل والمحكم بفتح أولهما وهو مقتضى إطلاق المجد وقال السيد مرتضى فيهما بالضم )
وكُرامٌ وكُرَّامٌ وكُرَّامةٌ وجمع الكَريم كُرَماء وكِرام وجمع الكُرَّام كُرَّامون قال سيبويه لا يُكَسَّر كُرَّام استغنوا عن تكسيره بالواو والنون وإنه لكَرِيم من كَرائم قومه على غير قياس حكى ذلك أَبو زيد وإنه لَكَرِيمة من كَرائم قومه وهذا على القياس الليث يقال رجل كريم وقوم كَرَمٌ كما قالوا أَديمٌ وأَدَمٌ وعَمُود وعَمَدٌ ونسوة كَرائم ابن سيده وغيره ورجل كَرَمٌ كريم وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث تقول امرأَة كَرمٌ ونسوة كَرَم لأَنه وصف بالمصدر قال سعيد بن مسحوح
( * قوله « مسحوح » كذا في الأصل بمهملات وفي شرح القاموس بمعجمات ) الشيباني كذا ذكره السيرافي وذكر أَيضاً أنه لرجل من تَيْم اللاّت بن ثعلبة اسمه عيسى وكان يُلَوَّمُ في نُصرة أَبي بلال مرداس بن أُدَيَّةَ وأَنه منعته الشفقة على بناته وذكر المبرد في أَخبار الخوارج أَنه لأَبي خالد القَناني فقال ومن طَريف أَخبار الخوارج قول قَطَرِيِّ بن الفُجاءة المازِني لأَبي خالد القَناني أَبا خالدٍ إنْفِرْ فلَسْتَ بِخالدٍ وَما جَعَلَ الرحمنُ عُذْراً لقاعِدِ أَتَزْعُم أَنَّ الخارِجيَّ على الهُدَى وأنتَ مُقِيمٌ بَينَ راضٍ وجاحِدِ ؟ فكتب إليه أَبو خالد لَقدْ زادَ الحَياةَ إليَّ حُبّاً بَناتي أَنَّهُنَّ من الضِّعافِ مخافةَ أنْ يَرَيْنَ البُؤسَ بَعْدِي وأنْ يَشْرَبْنَ رَنْقاً بعدَ صافِ وأنْ يَعْرَيْنَ إنْ كُسِيَ الجَوارِي فَتَنْبُو العينُ عَن كَرَمٍ عِجافِ ولَوْلا ذاكَ قد سَوَّمْتُ مُهْري وفي الرَّحمن للضُّعفاءِ كافِ أَبانا مَنْ لَنا إنْ غِبْتَ عَنَّا وصارَ الحيُّ بَعدَك في اخْتِلافِ ؟ قال أَبو منصور والنحويون ينكرون ما قال الليث إنما يقال رجل كَرِيم وقوم كِرام كما يقال صغير وصغار وكبير وكِبار ولكن يقال رجل كَرَم ورجال كَرَم أي ذوو كَرَم ونساء كَرَم أي ذوات كرَم كما يقال رجل عَدْل وقوم عدل ورجل دَنَفٌ وحَرَضٌ وقوم حَرَضٌ ودَنَفٌ وقال أَبو عبيد رجل كَرِيم وكُرَامٌ وكُرَّامٌ بمعنى واحد قال وكُرام بالتخفيف أبلغ في الوصف وأكثر من كريم وكُرّام بالتشديد أَبلغ من كُرَام ومثله ظَرِيف وظُراف وظُرَّاف والجمع الكُرَّامون وقال الجوهري الكُرام بالضم مثل الكَرِيم فإذا أفرط في الكرم قلت كُرّام بالتشديد والتَّكْرِيمُ والإكْرامُ بمعنى والاسم منه الكَرامة قال ابن بري وقال أَبو المُثَلم ومَنْ لا يُكَرِّمْ نفْسَه لا يُكَرَّم
( * هذا الشطر لزهير من معلقته )
ابن سيده قال سيبويه ومما جاء من المصادر على إضمار الفعل المتروك إظهاره ولكنه في معنى التعجب قولك كَرَماً وصَلَفاً كأَنه يقول أَكرمك الله وأَدام لك كَرَماً ولكنهم خزلوا الفعل هنا لأَنه صار بدلاً من قولك أَكْرِمْ به وأَصْلِف ومما يخص به النداء قولهم يا مَكْرَمان حكاه الزجاجي وقد حكي في غير النداء فقيل رجل مَكْرَمان عن أَبي العميثل الأَعرابي قال ابن سيده وقد حكاها أَيضاً أَبو حاتم ويقال للرجل يا مَكرمان بفتح الراء نقيض قولك يا مَلأَمان من اللُّؤْم والكَرَم وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَن رجلاً أَهدى إليه راوية خمر فقال إن الله حَرَّمها فقال الرجل أَفلا أُكارِمُ بها يَهودَ ؟ فقال إن الذي حرَّمها حرَّم أن يُكارَم بها المُكارَمةُ أَن تُهْدِيَ لإنسانٍ شيئاً ليكافِئَك عليه وهي مُفاعَلة من الكَرَم وأَراد بقوله أُكارِمُ بها يهود أي أُهْديها إليهم ليُثِيبوني عليها ومنه قول دكين يا عُمَرَ الخَيراتِ والمَكارِمِ إنِّي امْرُؤٌ من قَطَنِ بن دارِمِ أَطْلُبُ دَيْني من أَخٍ مُكارِمِ أراد من أَخٍ يُكافِئني على مَدْحي إياه يقول لا أَطلب جائزته بغير وَسِيلة وكارَمْتُ الرجل إذا فاخَرْته في الكرم فكَرَمْته أَكْرُمه بالضم إذا غلبته فيه والكَريم الصَّفُوح وكارَمنى فكَرَمْته أَكْرُمه كنت أَكْرَمَ منه وأَكْرَمَ الرجلَ وكَرَّمه أَعْظَمه ونزَّهه ورجل مِكْرام مُكْرِمٌ وهذا بناء يخص الكثير الجوهري أَكْرَمْتُ الرجل أُكْرِمُه وأَصله أُأَكْرمه مثل أُدَحْرِجُه فاستثفلوا اجتماع الهمزتين فحذفوا الثانية ثم أَتبعوا باقي حروف المضارعة الهمزة وكذلك يفعلون ألا تراهم حذفوا الواو من يَعِد استثقالاً لوقوعها بين ياء وكسرة ثم أَسقطوا مع الأَلف والتاء والنون ؟ فإن اضطر الشاعر جاز له أَن يرده إلى أَصله كما قال فإنه أَهل لأَن يُؤَكْرَما فأَخرجه على الأصل ويقال في التعجب ما أَكْرَمَه لي وهو شاذ لا يطرد في الرباعي قال الأخفش وقرأَ بعضهم ومَن يُهِن اللهُ فما له من مُكْرَم بفتح الراء أي إكْرام وهو مصدر مثل مُخْرَج ومُدْخَل وله عليَّ كَرامةٌ أَي عَزازة واستَكْرم الشيءَ طلَبه كَرِيماً أَو وجده كذلك ولا أَفْعلُ ذلك ولا حُبّاً ولا كُرْماً ولا كُرْمةً ولا كَرامةً كل ذلك لا تُظهر له فعلاً وقال اللحياني أَفْعَلُ ذلك وكرامةً لك وكُرْمَى لك وكُرْمةً لك وكُرْماً لك وكُرْمةَ عَيْن ونَعِيمَ عين ونَعْمَةَ عَينٍ ونُعامَى عَينٍ
( * قوله « ونعامى عين » زاد في التهذيب قبلها ونعم عين أي بالضم وبعدها نعام عين أي بالفتح ) ويقال نَعَمْ وحُبّاً وكَرْامةً قال ابن السكيت نَعَمْ وحُبّاً وكُرْماناً بالضم وحُبّاً وكُرْمة وحكي عن زياد بن أَبي زياد ليس ذلك لهم ولا كُرْمة وتَكَرَّمَ عن الشيء وتكارم تَنزَّه الليث تكَرَّمَ فلان عما يَشِينه إذا تَنزَّه وأَكْرَمَ نفْسَه عن الشائنات والكَرامةُ اسم يوضع للإكرام
( * قوله « يوضع للإكرام » كذا بالأصل والذي في التهذيب يوضع موضع الإكرام ) كما وضعت الطَّاعةُُ موضع الإطاعة والغارةُ موضع الإغارة والمُكَرَّمُ الرجل الكَرِيم على كل أَحد ويقال كَرُم الشيءُ الكَريمُ كَرَماً وكَرُمَ فلان علينا كَرامةً والتَّكَرُّمُ تكلف الكَرَم وقال المتلمس تكَرَّمْ لتَعْتادَ الجَمِيلَ ولنْ تَرَى أَخَا كَرَمٍ إلا بأَنْ يتَكَرَّما والمَكْرُمةُ والمَكْرُمُ فعلُ الكَرَمِ وفي الصحاح واحدة المَكارمِ ولا نظير له إلاَّ مَعُونٌ من العَوْنِ لأَنَّ كل مَفْعُلة فالهاء لها لازمة إلا هذين قال أَبو الأَخْزَرِ الحِمّاني مَرْوانُ مَرْوانُ أَخُو اليَوْم اليَمِي ليَوْمِ رَوْعٍ أو فَعالِ مَكْرُمِ ويروي نَعَمْ أَخُو الهَيْجاء في اليوم اليمي وقال جميل بُثَيْنَ الْزَمي لا إنَّ لا إنْ لَزِمْتِه على كَثرةِ الواشِينَ أَيُّ مَعُونِ قال الفراء مَكْرُمٌ جمع مَكْرُمةٍ ومَعُونٌ جمع مَعُونةٍ والأُكْرُومة المَكْرُمةُ والأُكْرُومةُ من الكَرَم كالأُعْجُوبة من العَجَب وأَكْرَمَ الرجل أَتى بأَولاد كِرام واستَكْرَمَ استَحْدَث عِلْقاً كريماً وفي المثل استَكْرَمْتَ فارْبِطْ وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال إنَّ اللهَ يقولُ إذا أَنا أَخَذْتُ من عبدي كَرِيمته وهو بها ضَنِين فصَبرَ لي لم أَرْض له بها ثواباً دون الجنة وبعضهم رواه إذا أَخذت من عبدي كَرِيمتَيْه قال شمر قال إسحق بن منصور قال بعضهم يريد أهله قال وبعضهم يقول يريد عينه قال ومن رواه كريمتيه فهما العينان يريد جارحتيه أي الكريمتين عليه وكل شيء يَكْرُمُ عليك فهو كَريمُكَ وكَريمتُك قال شمر وكلُّ شيء يَكْرُمُ عليك فهو كريمُك وكريمتُك والكَرِيمةُ الرجل الحَسِيب يقال هو كريمة قومه وأَنشد وأَرَى كريمَكَ لا كريمةَ دُونَه وأَرى بِلادَكَ مَنْقَعَ الأَجْوادِ
( * قوله « منقع الاجواد » كذا بالأصل والتهذيب والذي في التكملة منقعاً لجوادي وضبط الجواد فيها بالضم وهو العطش )
أَراد من يَكْرمُ عليك لا تدَّخر عنه شيئاً يَكْرُم عليك وأَما قوله صلى الله عليه وسلم خير الناس يومئذ مُؤمن بين كَرِيمين فقال قائل هما الجهاد والحج وقيل بين فرسين يغزو عليهما وقيل بين أَبوين مؤَمنين كريمين وقيل بين أَب مُؤْمن هو أَصله وابن مؤْمن هو فرعه فهو بين مؤمنين هما طَرَفاه وهو مؤْمن والكريم الذي كَرَّم نفْسَه عن التَّدَنُّس بشيءٍ من مخالفة ربه ويقال هذا رجل كَرَمٌ أَبوه وكَرَمٌ آباؤُه وفي حديث آخر أَنه أكْرَم جرير بن عبد الله لمّا ورد عليه فبَسط له رداءَه وعممه بيده وقال أَتاكم كَريمةُ قوم فأَكْرموه أي كريمُ قوم وشَريفُهم والهاء للمبالغة قال صخر أَبى الفَخْرَ أَنِّي قد أَصابُوا كَريمتي وأنْ ليسَ إهْداء الخَنَى مِنْ شِمالِيا يعني بقوله كريمتي أَخاه معاوية بن عمرو وأَرض مَكْرَمةٌ
( * قوله « وأرض مكرمة » ضطت الراء في الأصل والصحاح بالفتح وفي القاموس بالضم وقال شارحه هي بالضم والفتح ) وكَرَمٌ كريمة طيبة وقيل هي المَعْدُونة المُثارة وأَرْضان كَرَم وأَرَضُون كَرَم والكَرَمُ أَرض مثارة مُنَقَّاةٌ من الحجارة قال وسمعت العرب تقول للبقعة الطيبة التُّربةِ العَذاة المنبِت هذه بُقْعَة مَكْرَمة الجوهري أَرض مَكْرَمة للنبات إذا كانت جيدة للنبات قال الكسائي المَكْرُمُ المَكْرُمة قال ولم يجئ مَفْعُل للمذكر إلا حرفان نادران لا يُقاس عليهما مَكْرُمٌ ومَعُون وقال الفراء هو جمع مَكْرُمة ومَعُونة قال وعنده أَنَّ مفْعُلاً ليس من أَبنية الكلام ويقولون للرجل الكَريم مَكْرَمان إذا وصفوه بالسخاء وسعة الصدر وفي التنزيل العزيز إنِّي أُلْقِيَ إليَّ كتاب كَريم قال بعضهم معناه حسن ما فيه ثم بينت ما فيه فقالت إنَّه من سُليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم أَلاَّ تعلوا عليَّ وأْتُوني مُسلمين وقيل أُلقي إليّ كتاب كريم عَنَتْ أَنه جاء من عند رجل كريم وقيل كتاب كَريم أي مَخْتُوم وقوله تعالى لا بارِدٍ ولا كَريم قال الفراء العرب تجعل الكريم تابعاً لكل شيء نَفَتْ عنه فعلاً تَنْوِي به الذَّم يقال أَسَمِين هذا ؟ فيقال ما هو بسَمِين ولا كَرِيم وما هذه الدار بواسعة ولا كريمة وقال إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون أَي قرآن يُحمد ما فيه من الهُدى والبيان والعلم والحِكمة وقوله تعالى وقل لهما قولاً كَريماً أَي سهلاً ليِّناً وقوله تعالى وأَعْتَدْنا لها رِزْقاً كريماً أي كثيراً وقوله تعالى ونُدْخِلْكم مُدْخَلاً كريماً قالوا حسَناً وهو الجنة وقوله أَهذا الذي كَرَّمْت عليّ أي فضَّلْت وقوله رَبُّ العرشِ الكريم أَي العظيم وقوله إنَّ ربي غنيٌّ كريم أي عظيم مُفْضِل والكَرْمُ شجرة العنب واحدتها كَرْمة قال إذا مُتُّ فادْفِنِّي إلى جَنْبِ كَرْمةٍ تُرَوِّي عِظامي بَعْدَ مَوْتي عُرُوقُها وقيل الكَرْمة الطاقة الواحدة من الكَرْم وجمعها كُروُم ويقال هذه البلدة إنما هي كَرْمة ونخلة يُعنَى بذلك الكثرة وتقول العرب هي أَكثر الأرض سَمْنة وعَسَلة قال وإذا جادَت السماءُ بالقَطْر قيل كَرَّمَت وفي حديث أَبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا تُسَمُّوا العِنب الكَرْم فإنما الكَرْمُ الرجل المسلم قال الأَزهري وتفسير هذا والله أَعلم أن الكَرَمَ الحقيقي هو من صفة الله تعالى ثم هو من صفة مَنْ آمن به وأَسلم لأَمره وهو مصدر يُقام مُقام الموصوف فيقال رجل كَرَمٌ ورجلان كرَم ورجال كرَم وامرأَة كرَم لا يثنى ولا يجمع ولا يؤَنث لأنه مصدر أُقيمَ مُقام المنعوت فخففت العرب الكَرْم وهم يريدون كَرَمَ شجرة العنب لما ذُلِّل من قُطوفه عند اليَنْع وكَثُرَ من خيره في كل حال وأَنه لا شوك فيه يُؤْذي القاطف فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تسميته بهذا الاسم لأَنه يعتصر منه المسكر المنهي عن شربه وأَنه يغير عقل شاربه ويورث شربُه العدواة والبَغْضاء وتبذير المال في غير حقه وقال الرجل المسلم أَحق بهذه الصفة من هذه الشجرة قال أَبو بكر يسمى الكَرْمُ كَرْماً لأَن الخمر المتخذة منه تَحُثُّ على السخاء والكَرَم وتأْمر بمَكارِم الأَخلاق فاشتقوا له اسماً من الكَرَم للكرم الذي يتولد منه فكره النبي صلى الله عليه وسلم أن يسمى أَصل الخمر باسم مأْخوذ من الكَرَم وجعل المؤْمن أَوْلى بهذا الاسم الحَسن وأَنشد والخَمْرُ مُشتَقَّةُ المَعْنَى من الكَرَمِ وكذلك سميت الخمر راحاً لأَنَّ شاربها يَرْتاح للعَطاء أَي يَخِفُّ وقال الزمخشري أَراد أن يقرّر ويسدِّد ما في قوله عز وجل إن أَكْرَمَكم عند الله أَتْقاكم بطريقة أَنِيقة ومَسْلَكٍ لَطِيف وليس الغرض حقيقة النهي عن تسمية العنب كَرْماً ولكن الإشارة إلى أَن المسلم التقي جدير بأَن لا يُشارَك فيما سماه الله به وقوله فإنما الكَرْمُ الرجل المسلم أَي إنما المستحق للاسم المشتقِّ من الكَرَمِ الرَّجلُ المسلم وفي الحديث إنَّ الكَريمَ ابنَ الكريمِ ابنِ الكريم يُوسُفُ بن يعقوب بن إسحق لأَنه اجتمع له شَرَف النبوة والعِلم والجَمال والعِفَّة وكَرَم الأَخلاق والعَدل ورِياسة الدنيا والدين فهو نبيٌّ ابن نبيٍّ ابن نبيٍّ ابن نبي رابع أربعة في النبوة ويقال للكَرْم الجَفْنةُ والحَبَلةُ والزَّرَجُون وقوله في حديث الزكاة واتَّقِ كَرائمَ أَموالهم أي نَفائِسها التي تتعلَّق بها نفْسُ مالكها ويَخْتَصُّها لها حيث هي جامعة للكمال المُمكِن في حقّها وواحدتها كَرِيمة ومنه الحديث وغَزْوٌ تُنْفَقُ فيه الكَريمةُ أي العزيزة على صاحبها والكَرْمُ القِلادة من الذهب والفضة وقيل الكَرْم نوع من الصِّياغة التي تُصاغُ في المَخانِق وجمعه كُروُم قال تُباهِي بصَوْغ من كُرُوم وفضَّة يقال رأَيت في عُنُقها كَرْماً حسناً من لؤلؤٍ قال الشاعر ونَحْراً عَليْه الدُّر تُزْهِي كُرُومُه تَرائبَ لا شُقْراً يُعَبْنَ ولا كُهْبا وأَنشد ابن بري لجرير لقَدْ وَلَدَتْ غَسّانَ ثالِبةُ الشَّوَى عَدُوسُ السُّرَى لا يَقْبَلُ الكَرْمَ جِيدُها ثالبة الشوء مشققة القدمين وأَنشد أَيضاً له في أُم البَعِيث إذا هَبَطَتْ جَوَّ المَراغِ فعَرَّسَتْ طُرُوقاً وأَطرافُ التَّوادي كُروُمُها والكَرْمُ ضَرْب من الحُلِيِّ وهو قِلادة من فِضة تَلْبَسها نساء العرب وقال ابن السكيت الكَرْم شيء يُصاغ من فضة يُلبس في القلائد وأَنشد غيره تقوية لهذا فيا أَيُّها الظَّبْيُ المُحَلَّى لَبانُه بكَرْمَيْنِ كَرْمَيْ فِضّةٍ وفَرِيدِ وقال آخر تُباهِي بِصَوغٍ منْ كُرُومٍ وفِضّةٍ مُعَطَّفَة يَكْسونَها قَصَباً خَدْلا وفي حديث أُم زرع كَرِيم الخِلِّ لا تُخادِنُ أَحداً في السِّرِّ أَطْلَقَت كرِيماً على المرأَة ولم تقُل كرِيمة الخلّ ذهاباً به إلى الشخص وفي الحديث ولا يُجلس على تَكْرِمتِه إلا بإذنه التَّكْرِمةُ الموضع الخاصُّ لجلوس الرجل من فراش أو سَرِير مما يُعدّ لإكرامه وهي تَفْعِلة من الكرامة والكَرْمةُ رأْس الفخذ المستدير كأَنه جَوْزة وموضعها الذي تدور فيه من الوَرِك القَلْتُ وقال في صفة فرس أُمِرَّتْ عُزَيْزاه ونِيطَتْ كُرُومُه إلى كَفَلٍ رابٍ وصُلْبٍ مُوَثَّقِ وكَرَّمَ المَطَرُ وكُرِّم كَثُرَ ماؤه قال أَبو ذؤَيب يصف سحاباً وَهَى خَرْجُه واسْتُجِيلَ الرَّبا بُ مِنْه وكُرِّم ماءً صَرِيحا ورواه بعضهم وغُرِّم ماء صَرِيحا قال أَبو حنيفة زعم بعض الرواة أن غُرِّم خطأ وإنما هو وكُرِّم ماء صَريحا وقال أَيضاً يقال للسحاب إذا جاد بمائه كُرِّم والناس على غُرِّم وهو أشبه بقوله وَهَى خَرْجُه الجوهري كَرُمَ السَّحابُ إذا جاء بالغيث والكَرامةُ الطَّبَق الذي يوضع على رأْس الحُبّ والقِدْر ويقال حَمَلَ إليه الكرامةَ وهو مثل النُّزُل قال وسأَلت عنه في البادية فلم يُعرف وكَرْمان وكِرْمان موضع بفارس قال ابن بري وكَرْمانُ اسم بلد بفتح الكاف وقد أُولِعت العامة بكسرها قال وقد كسرها الجوهري في فصل رحب فقال يَحكي قول نَصر بن سَيَّار أَرَحُبَكُمُ الدُّخولُ في طاعة الكِرْمانيّ ؟ والكَرْمةُ موضع أيضاً قال ابن سيده فأَما قول أَبي خِراش وأَيْقَنْتُ أَنَّ الجُودَ مِنْكَ سَجِيَّةٌ وما عِشْتُ عَيْشاً مثْلَ عَيْشِكَ بالكَرْمِ قيل أَراد الكَرْمة فجمعها بما حولها قال ابن جني وهذا بعيد لأَن مثل هذا إنما يسوغ في الأجناس المخلوقات نحو بُسْرَة وبُسْر لا في الأَعلام ولكنه حذف الهاء للضرورة وأَجْراه مُجْرى ما لا هاء فيه التهذيب قال أَبو ذؤيب
( * قوله « أبو ذؤيب إلخ » انفرد الازهري بنسبة البيت لابي ذؤيب إذ الذي في معجم ياقوت والمحكم والتكملة إنه لابي خراش ) في الكُرْم وأَيقنتُ أَن الجود منك سجية وما عشتُ عيشاً مثل عيشكَ بالكُرْم قال أَراد بالكُرْمِ الكَرامة ابن شميل يقال كَرُمَتْ أَرضُ فلان العامَ وذلك إذا سَرْقَنَها فزكا نبتها قال ولا يَكْرُم الحَب حتى يكون كثير العَصْف يعني التِّبْن والورق والكُرْمةُ مُنْقَطَع اليمامة في الدَّهناء عن ابن الأعرابي

( كرتم ) الكِرْتِيمُ الفَأْس العَظيمة لها رأُْس واحد وقيل هي نحو المِطْرقة والكُرْتُوم الصَّفا من الحجارة وحَرَّةُ بني عُذرة تُدعَى كُرْتُوم وأَنشد أَسْقاكِ كلُّ رائِحٍ هَزِيمِ يَتْرُكُ سَيْلاً جارِحَ الكُلُومِ وناقِعاً بالصَّفْصَفِ الكُرْتُومِ

( كردم ) الكَرْدَمُ والكُرْدُوم الرجل القصير الضَّخم والكَرْدَمَةُ عَدْوُ القَصير وكَرْدَمَ الحِمارُ وكَرْدَحَ إذا عَدا على جنب واحد والكَرْدَمة الشدّ المتثاقل وقيل هو دُوَيْن الكَرْدَحَة وهي الإسراع وتَكَرْدم في مِشْيته عدا مِن فَزَع والكَرْدمة عَدْوُ البغل وقيل الإسراع الأزهري الكَرْمحة والكرْبَحة في العَدْو دون الكَرْدمة ولا يُكَرْدِم إلا الحمار والبغل ابن الأَعرابي الكَرْدَم الشجاع وأَنشد ولو رَآهُ كَرْدَمٌ لكَرْدَما أي لهرب ويقال كَرْدَمْتُ القَومَ إذا جمعتَهم وعَبَّأْتَهم فهم مُكَرْدَمون قال إذا فَزِعُوا يَسْعَى إلى الرَّوْعِ مِنْهُمُ بِجُرْدِ القَنا سَبْعون أَلفاً مُكَرْدَما قال وقول ابن عتاب تسعون ألفاً مُكردما أي مُجْتمِعاً وكَرْدَم الرجلُ إذا عَدا فأَمْعَن وهي الكَرْدَمة والمُكَرْدِمُ النَّفُور والمُكَرْدِم أَىضاً المُتَذَلِّل المُتَصاغر وقال المبرد كَرْدَم ضَرط وأَنشد ولَو رَآنا كردمٌ لكردما َكَرْدَمةَ العَيْرِ أَحَسَّ ضَيْغَما وكَرْدَم اسم رجل وأَنشد ابن بري لشاعر ولما رأَيْنا أَنه عاتِمُ القِرَى بَخيلٌ ذَكَرْنا لَيْلَة الهَضْب كَرْدَما

( كرزم ) رجل مُكَرْزَم قصير مُجْتَمِع قال ابن بري الكَرْزَمُ القَصير الأَنف قال خليد اليشكري فتِلْكَ لا تُشبِه أُخْرَى صِلْقِما صَهْصَلِقَ الصَّوْتِ دَرُوجاً كَرْزَما والكَرْزَم فأْس مَفْلُولة الحدّ وقيل التي لها حدّ كالكَرْزَنِ وهي الكِرْزِيمُ أَيضاً عن أَبي حنيفة وأَنشد ماذا يَرِيبُكَ من خِلٍّ عَلِقْتُ به ؟ إنَّ الدُّهُورَ عَلَينا ذاتُ كِرْزِيمِ
( * قوله « من خل » في التكملة والازهري من خلم أي بالكسر أَيضاً وهو الصديق )
أي تَنْحَتُنا بالنَّوائب والهُموم كما يُنْحت الخشب بهذه القَدُوم والجمع الكَرازِم وقيل هو الكَرْزَن وقال جرير في الكَرازِم الفُؤوس يهجو الفرزدق عَنِيفٌ بِهَزِّ السيفِ قَيْنُ مُجاشِعٍ رفِيقٌ بِأخْراتِ الفُؤوس الكَرازِم وأنشد الجوهري لجرير وأَوْرَثَكَ القَيْنُ العَلاةَ ومِرْجَلاً وتَقْوِيمَ إصْلاحِ الفُؤوس الكَرازِمِ
( * قوله « وتقويم إصلاح الفؤوس » كذا بالأصل والذي في ديوان جرير وفي الصحاح للجوهري وإصلاح أخرات الفؤوس )
والكَرْزَمُ والكَرْزَنُ الفأْس والكِرْزِم الشدّة من شدائد الدهر وهي الكرازِم على القياس ويحتمل أن يكون قوله إن الدهور علينا ذات كرزيم أَراد به الشدة فكَرازِيمُ إذاً جمع على القياس والكَرْزَمةُ أَكل نِصف النهار قال ابن الأَعرابي لم أَسمعه لغير الليث وكَرْزَمٌ اسم قال الأَزهري وسمعت العرب تقول للرجل القصير كَرْزَم يصغر كُرَيْزِماً ابن الأَعرابي الكَرْزَمُ الكثير
( * قوله « الكرزم الكثير إلخ » هكذا ضبط في التكملة والتهذيب وضبطه المجد بالضم ) الأكل

( كرشم ) الكَرْشَمةُ الأرض الغليظة وقَبَّحَ اللهُ كَرْشَمَتَه أَي وجهه والكُرْشُوم القَبِيح الوجه وكِرْشِم اسم رجل وهو مذكور في موضعه لأن يعقوب زعم أن ميمه زائدة اشتقه من الكَرِش

( كركم ) الكُرْكُمُ نَبْت وثَوب مُكَرْكَمٌ مَصبوغ بالكُرْكُم وهو شبيه بالوَرْس قال والكركم تسمية العرب الزَّعْفَران وأَنشد قامَ على المَركُوِّ ساقٍ يُفْعِمُهْ يَرُدُّ فيه سُؤْرَه ويَثْلِمُهْ مُخْتَلِطاً عِشْرِقُه وكُرْكمُهْ فَرِيحُه يَدْعُو على مَنْ يَظْلِمُهْ يصف عروساً ضعُف عن السقي فاستعان بعِرْسِه وفي الحديث فعادَ لَوْنُه كأَنه كُرْكُمة قال الليث هو الزعفران قال والكُرْكُمانيُّ دواء منسوب إلى الكُرْكُم وهو نَبْت شبيه بالكَمُّون يُخْلَط بالأَدْوِية وتوهَّم الشاعر أَنه الكمون فقال غَيْباً أُرَجِّيهِ ظُنونَ الأَظْننِ أَمانيَ الكُرْكُمِ إذْ قال اسْقِني وهذا كما تقول أَماني الكمون ابن سيده والكركم الزعفران القطعة منه كُرْكُمة بالضم وبه سمي دَواء الكركم وقيل هو فارسي أَنشد أَبو حنيفة للبَعِيث يصف قَطاً سَماوِيّةٌ كدْرٌ كأَنَّ عُيونها يُذافُ بِه وَرْسٌ حَدِيثٌ وكُرْكُمُ قال ابن بري وقال ابن حمزة الكُرْكُم عُروق صفر معروفة وليس من أَسماء الزعفران وقال الأغلب فبَصُرَتْ بِعَزَبٍ مُلَوَّمِ فأَخَذَتْ من رادِنٍ وكُرْكُمِ وفي الحديث بينا هو وجبريل يَتَحادثانِ تغَيَّر وجه جبريل حتى عاد كأَنه كُرْكُمة قال ابن الأَثير هي واحدة الكُرْكم وهو الزعفران وقيل العصفر وقيل شيء كالورس وهو فارسي معرب قال الزمخشري الميم مزيدة لقولهم للأحمر كُرْكٌ في الحديث حين ذكر سعد بن معاذ فَعادَ ولونُه كالكُرْكُمة وزعم السيرافي أَن الكُرْكُم والكُرْكُمان الرِّزْقُ بالفارسية وأَنشد كُلُّ امرِئٍ مُشَمِّرٌ لِشانِه لِرِزْقِه الغادِي وكُرْكُمانِه وبيت الاستشهاد في التهذيب رَيْحانه الغادي وكركمانه قال الأَزهري ورأَيت في نسخة الكُرْكُم اسم العِلْك

( كزم ) كَزِمَ الرجُل كَزَماً فهو كَزِمٌ هاب التقَدُّمَ على الشيء ما كان وفي النوادر أَكْزَمْتُ عن الطعام وأَقْهَمْتُ وأَزْهَمْت إذا أكثر منه حتى لا يشتهي أَن يعود فيه ورجل كَزْمان وزَهْمان وقَهْمان ودَقْيان والكَزَمُ قِصَر في الأَنف قبيح وقصر في الأَصابع شديد والكَزَمُ في الأُذن والأَنف والشفة واللَّحْي واليد والفم والقدم القِصَرُ والتَّقَلُّص والاجتماع تقول أَنْفٌ أَكْزَمُ ويد كَزْماء والعرب تقول للرجل البخيل أَكْزَمُ اليدِ وقد كَزَّم العَملُ والقُرُّ بنانَه قال أَبو المُثَلَّمِ بها يَدَعُ القُرُّ البنَانَ مُكَزَّماً وكان أَسِيلاً قَبْلَها لم يُكَزَّمِ مُكزَّم مُقَفَّع ورجل أَكزم الأَنف قصيره وقيل لا يكون الكَزَمُ قِصَر الأُذن إلا من الخيل وقيل الكَزَمُ قصر الأَنف كله وانفتاح المَنْخِرَيْنِ والكزَمُ خروج الذقن مع الشفة السفلى ودخول الشفة العليا كَزِمَ كَزَماً وهو أكزم ويقال كَزَم فلان يَكْزِمُ كَزْماً إذا ضم فاه وسكت فإن ضم فاه عن الطعام قيل أَزَمَ يأْزِمُ ووصف عون بن عبد الله رجلاً يُذَمّ فقال إن أُفِيضَ في الخير كَزَم وضَعُف واسْتَسْلَم أي إن تكلم الناس في خير سكت فلم يُفِض معهم فيه كأَنه ضم فاه فلم يَنطِق ويقال كَزم الشيءَ الصُّلْبَ كَزْماً إذا عضه عضّاً شديداً وكَزَم الشيءَ يَكْزِمه كَزْماً كسره بمقدّم فيه الجوهري كَزَم شيئاً بمقدم فيه أي كسره واستخرج ما فيه ليأْكله والكَزَمُ غِلَظُ الجَحْفلة وقصرها يقال فرس أَكْزَمُ بيِّن الكَزَم والعَيْرُ يَكْزِم من الحَدَج يكسر فيأْكل وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتعوذ من الكَزَم والقَزَمِ فالكَزَمُ بالتحريك شدة الأَكل والمصدر ساكن من قولك كَزَم فلان الشيء بفيه كَزْماً إذا كسره والاسم الكَزَمُ وقد كزَم الشيء بفيه يَكْزِمه كَزْماً إذا كسره وضمّ فمه عليه وقيل الكَزَمُ البخل يقال هو أكزمُ البنانِ أي قصيرها كما يقال جَعْدُ الكَفِّ ابن الأَعرابي الكَزَمُ أن يريد الرجل الصدقة والمعروف فلا يَقْدِر على دينار ولا درهم وفي حديث علي في صفة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن بالكَزِّ ولا المُنكَزِم فالكَزُّ المُعَبِّس في وجوه السائلين والمُنكَزِم الصغيرُ الكفّ الصغير القَدَم وقولُ ساعِدةَ بن جُؤيَّةَ أُتِيحَ لها شَثْنُ البَنانِ مُكَزَّمٌ أَخُو حُزَنٍ قد وقَّرَتْه كُلُومُها عنى بالمُكَزَّم الذي أَكلت أَظفارهَ الصخْرُ والكَزُوم من الإبل الهَرِمة من النوق التي لم يبق في فيها ناب وقيل ولا سن من الهَرَم نعت لها خاصة دون البعير ويقال من يشتري ناقة كَزوُماً وقيل هي المسنَّة فقط قال الشاعر لا قَرَّبَ اللهُ محَلَّ الفَيْلَمِ والدِّلقِمِ النابِ الكَزُومِ الضِّرْزِم وكُزَيْم وكُزْمان اسمان

( كسم ) ابن الأَعرابي الكَسْمُ الكَدُّ على العيال من حرام أَو حلال وقال كَسَمَ وكَسَبَ واحد والكَسْم البَقية تَبْقى في يدك من الشيء اليابس والكَسْمُ فَتُّك الشيء بيدك ولا يكون إلا من شيء يابس كَسَمه يَكْسِمه كَسْماً وقول الشاعر وحامِل القِدْر أَبو يَكْسُوم يقال جاء يَحْمِل القِدْر إذا جاء بالشر والكَيْسُوم الكثير من الحشيش ولُمْعة أُكْسُوم وكَيْسُوم أَنشد أبو حنيفة باتَتْ تُعَشَّى الحَمْضَ بالقَصِيمِ ومِنْ حَليٍّ وَسْطَه كَيْسُومِ الأَصمعي الأَكاسِمُ اللُّمَعُ من النبت المتراكبة يقال لُمْعةٌ أُكْسُومٌ أَي مُتراكِمة وأَنشد أَكاسِماً للِطَّرْفِ فيها مُتَّسَعْ ولِلأَيُولِ الآيلِ الصَّبّ فَنَعْ وقال غيره روضة أُكْسُومٌ ويَكْسُوم أَي نَدِيَّة كثيرة وأَبو يَكْسُوم من ذلك صاحب الفيل قال لبيد لو كان حَيٌّ في الحياة مُخَلَّداً في الدَّهْر أَلْفاه أَبو يَكْسُوم وكَيْسوم فَيْعُول منه وخَيْل أَكاسِمُ أَي كثيرة يكاد يركب بعضها بعضاً وَكَيْسَمٌ أَبو بطن من العرب مشتق من ذلك وكَيْسُومٌ اسم وهو أَيضاً موضع مُعَرَّب ويَكْسُوم اسم أَعجمي ويَكْسُوم موضع

( كسعم ) الكُعْسُوم الحِمار بالحِمْيرية ويقال بل الكُسْعُوم والأَصل فيه الكُسْعة والميم زائدة وجمع الكُسْعُوم كَساعِيم سميت كُسْعوماً لأَنها تُكْسَع مِن خَلْفِها

( كشم ) كَشَم أَنفَه دَقَّه عن اللحياني وكَشَم أَنفَه يَكْشِمه كَشْماً جَدَعه والكَشْم قَطْع الأَنف باستئصال وأَنْفٌ أَكْشَم وكَشِمٌ مقطوع من أصله وقد كَشِمَ كَشَماً وحَنَكٌ أَكْشَم كالأكَسِّ وأُذُنٌ كَشْماء لم يُبِنِ القطعُ منها شيئاً وهي كالصَّلْماء والاسم الكَشْمة
( * قوله « والاسم الكشمة » كذا ضبط في الأصل وبالتحريك ضبط في المحكم )
والكَشَم نقصان الخَلْق والحَسَب والأَكْشَم الناقص الخَلْق ورجل أَكْشَم بَيِّن الكَشَم وقد يكون ذلك النقصان أَيضاً في الحَسَب ابن سيده الأَكْشَم الناقص في جسمه وحَسَبه قال حسان بن ثابت يهجو ابنه الذي كان من الأَسلمية غلامٌ أتاه اللُّؤم مِنْ نَحْوِ خاله له جانبٌ وافٍ وآخَرُ أَكْشَمُ أي أَبوه حُرٌّ وأُمُّه أَمَة فقالت امرأَته تناقضه غلام أَتاه اللُّؤمُ من نَحْو عَمِّه وأَفضَلُ أَعْراقِ ابْنِ حَسَّانَ أَسْلَمُ وكَشَم القِثَّاءَ والجَزَر أَكله أَكلاً عنيفاً والكَشْمُ اسم الفَهْد وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه قال الأََكْشَم الفَهْد والأُنثى كَشْماء والجمع كُشْمٌ وكَيْشَم اسم

( كصم ) الكَصْمُ العَضُّ وكَصَمه كَصْماً دفَعه بشدّة أَو ضربه بيده وكَصَم يَكْصِمُ
( * قوله « وكصم يكصم » ضبط في الأصل كما ترى فهو من باب ضرب وأطلق في القاموس ) كَصْماً نَكَص وولَّى مدبراً وأَنشد بعض الرواة لعَدِيّ وأَمَرْناهُ به من بَيْنِها بَعْدَما انْصاعَ مُصِرّاً أو كَصَمْ أي دَفَع بشدّة وقيل عَضَّ وقيل نكص قال أبو نصر كَصَمَ كُصُوماً إذا وَلَّى وأَدبرَ وروى أَبو تراب عن أبي سعيد قَصَم راجعاً وكَصَم راجعاً إذا رجع من حيث شاء ولم يتِمَّ إلى حيث قَصَد وأَنشد بيت عديّ والمُكاصَمة كناية عن النكاح والله أَعلم

( كظم ) الليث كَظَم الرجلُ غيظَه إذا اجترعه كَظَمه يَكْظِمه كَظْماً ردَّه وحبَسَه فهو رجل كَظِيمٌ والغيظ مكظوم وفي التنزيل العزيز والكاظمين الغيظ فسره ثعلب فقال يعني الخابسين الغيظ لا يُجازُون عليه وقال الزجاج معناه أُعِدَّتِ الجنة للذين جرى ذكرهم وللذي يَكْظِمون الغيظ وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ما من جُرْعة يَتَجَرَّعُها الإنسان أَعظم أَجراً من جُرْعة غيظ في الله عز وجل ويقال كَظَمْت الغيظ أَكْظِمه كَظْماً إذا أَمسكت على ما في نفسك منه وفي الحديث من كَظَم غيظاً فله كذا وكذا كَظْمُ الغيظ تجرُّعُه واحتمال سببه والصبر عليه وفي الحديث إذا تثاءب أَحدكم فليَكْظِمْ ما استطاع أي ليحبسْه مهما أَمكنه ومنه حديث عبد المطلب له فَخْرٌ يَكْظِم عليه أي لا يُبْديه ويظهره وهو حَسَبُه ويقال كَظَم البعيرُ على جِرَّته إذا ردَّدها في حلقه وكَظَم البعيرُ يَكْظِم كُظوماً إذا أَمسك عن الجِرّة فهو كاظِمٌ وكَظَم البعيرُ إذا لم يَجْتَرَّ قال الراعي فأَفَضْنَ بعد كُظومِهنَّ بِجِرَّةٍ مِنْ ذي الأَبارِقِ إذ رَعَيْنَ حَقِيلا ابن الأنباري في قوله فأَفضن بعد كظومهن بجِرّة أي دفعت الإبل بجرتّها بعد كظومها قال والكاظم منها العطشان اليابس الجوف قال والأصل في الكَظْم الإمساك على غيظ وغمٍّ والجِرَّة ما تخرجه من كروشها فتَجْتَرُّ وقوله من ذي الأَبارق معناه أن هذه الجِرّة أَصلها ما رعت بهذا الموضع وحَقِيل اسم موضع ابن سيده كظَم البعير جِرَّته ازْذَرَدَها وكفّ عن الاجترار وناقة كَظُوم ونوق كُظوم لا تجتَرُّ كَظَمت تَكْظِم كُظوماً وإبل كُظوم تقول أرى الإبل كُظوماً لا تجترّ قال ابن بري شاهد الكُظوم جمع كاظم قول المِلْقَطي فهُنَّ كظُومٌ ما يُفِضْنَ بجِرَّةٍ لَهُنَّ بمُسْتَنِ اللُّغام صَرِيف والكظم مَخْرَج النفس يقال كَظَمني فلان وأَخذ بكَظَمي أَبو زيد يقال أَخذت بكِظام الأمر أي بالثقة وأَخذ بكَظَمه أي بحلقه عن ابن الأَعرابي ويقال أَخذت بكَظَمه أي بمَخْرجَ نَفَسه والجمع كِظام وفي الحديث لعلَّ الله يصلح أَمر هذه الأُمة ولا يؤخذ بأَكْظامها هي جمع كَظَم بالتحريك وهو مخرج النفَس من الحلق ومنه حديث النخعي له التوبة ما لم يؤخذ بكَظَمه أي عند خروج نفْسه وانقطاع نَفَسه وأَخَذَ الأَمرُ بكَظَمه إذا غمَّه وقول أَبي خِراش وكلُّ امرئ يوماً إلى الله صائر قضاءً إذا ما كان يؤخذ بالكَظْم أَراد الكَظَم فاضطرّ وقد دفع ذلك سيبويه فقال ألا ترى أَن الذين يقولون في فَخِذ فَخْذ وفي كَبِد كَبْد لا يقولون في جَمَل جَمْل ؟ ورجل مكظوم وكَظِيم مكروب قد أَخذ الغمُّ بكَظَمه وفي التنزيل العزيز ظَلَّ وجهُه مُسْوَدّاً وهو كَظِيم والكُظوم السُّكوت وقوم كُظَّم أي ساكنون قال العجاج ورَبِّ أَسرابِ حَجِيجٍ كُظَّمِ عنِ اللَّغا ورَفَثِ التَّكَلُّمِ وقد كُظِمَ وكَظَمَ على غيظه يَكْظِم كَظْماً فهو كاظِمٌ وكَظيم سكت وفلان لا يَكْظِم على جِرَّتِه أي لا يسكت على ما في جوفه حتى يتكلم به وقول زياد بن عُلْبة الهذلي كَظِيمَ الحَجْلِ واضِحةَ المُحَيَّا عَديلةَ حُسْنِ خَلْقٍ في تَمامِ عَنى أَنَّ خَلخاها لا يُسْمع له صوت لامتلائه والكَظيمُ غَلَق الباب وكَظَمَ البابَ يَكْظِمه كَظْماً قام عليه فأَغلقَه بنفسه أو بغير نفسه وفي التهذيب كَظَمْتُ البابَ أَكْظِمهُ إذا قُمت عليه فسددته بنفسك أو سددته بشيء غيرك وكلُّ ما سُدَّ من مَجْرى ماء أو باب أو طَريق كَظْمٌ كأَنه سمي بالمصدر والكِظامةُ والسِّدادةُ ما سُدَّ به والكِظامةُ القَناة التي تكون في حوائط الأَعناب وقيل الكِظامة رَكايا الكَرْم وقد أَفضى بعضُها إلى بعض وتَناسقَت كأنها نهر وكَظَمُوا الكِظامة جَدَروها بجَدْرَين والجَدْر طِين حافَتِها وقيل الكِظامة بئر إلى جنبها بئر وبينهما مجرى في بطن الوادي وفي المحكم بطن الأرض أينما كانت وهي الكَظِيمة غيره والكِظامة قَناة في باطن الأَرض يجري فيها الماء وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أَتى كِظامةَ قوم فتوضَّأَ منها ومسَح على خُفَّيْه الكِظامةُ كالقَناة وجمعها كَظائم قال أَبو عبيدة سأَلت الأَصمعي عنها وأهل العلم من أَهل الحجاز فقالوا هي آبار متناسقة تُحْفَر ويُباعَد ما بينها ثم يُخْرق ما بين كل بئرين بقناة تؤَدِّي الماء من الأُولى إلى التي تليها تحت الأَرض فتجتمع مياهها جارية ثم تخرج عند منتهاها فتَسِحُّ على وجه الأَرض وفي التهذيب حتى يجتمع الماء إلى آخرهن وإنما ذلك من عَوَزِ الماء ليبقى في كل بئر ما يحتاج إليه أَهلُها للشرب وسَقْيِ الأَرض ثم يخرج فضلها إلى التي تليها فهذا معروف عند أهل الحجاز وقيل الكِظامةُ السَِّقاية وفي حديث عبد الله بن عَمْرو إذا رأَيت مكة قد بُعِجَتْ كَظائَم وساوى بِناؤُها رؤوسَ الجبال فاعلم أن الأمر قد أَظَلَّك وقال أَبو إسحق هي الكَظيمة والكِظامةُ معناه أي حُفِرت قَنَوات وفي حديث آخر أنه أَتى كِظامةَ قوم فبال قال ابن الأَثير وقيل أَراد بالكِظامة في هذا الحديث الكُناسة والكِظامةُ من المرأة مخرج البول والكِظامةُ فَمُ الوادي الذي يخرج منه الماء حكاه ثعلب والكِظامةُ أَعلى الوادي بحيث ينقطع والكِظامةُ سير يُوصَل بطرَف القَوْس العربية ثم يُدار بطرَف السِّيةِ العُليا والكِظامة سير مَضفْور موصول بوتر القوس العربية ثم يدار بطرف السية والكِظامة حبل يَكْظِمون به خَطْمَ البعير والكِظامةُ العَقَب الذي على رؤُُوس القُذَذ العليا من السهم ويل ما يلي حَقْو السَّهم وهو مُسْتَدَقُّه مما يلي الرِّيش وقيل هو موضع الريش وأَنشد ابن بري لشاعر تَشُدُّ على حَزّ الكِظامة بالكُظْر
( * قوله « بالكظر » كذا ضبط في الأصل والذي في القاموس الكظر بالضم محز القوس تقع فيه حلقة الوتر والكظر بالكسر عقبة تشد في أصل فوق السهم )
وقال أَبو حنيفة الكِظامة العَقَبُ الذي يُدْرَج على أَذناب الريش يَضْبِطها على أَيْ نَحوٍ ما كان التركيب كلاهما عبر فيه بلفظ الواحد عن الجمع والكِظامةُ حبْل يُشدُّ به أَنف البعير وقد كظَمُوه بها وكِظامةُ المِيزان مسمارُه الذي يدور فيه اللسان وقيل هي الحلقة التي يجتمع فيها خيوط الميزان في طَرَفي الحديدة من الميزان وكاظِمةُ مَعرفة موضع قال امرؤُ القيس إذْ هُنَّ أَقساطٌ كَرِجْلِ الدَّبى أَو كَقَطا كاظِمةَ النّاهِلِ وقول الفرزدق فَيا لَيْتَ دارِي بالمدِينة أَصْبَحَتْ بأَعفارِ فَلْجٍ أو بسِيفِ الكَواظِمِ فإنه أَراد كاظِمةَ وما حَولها فجمع لذلك الأَزهري وكاظِمةُ جَوٌّ على سِيفِ البحر من البصرة على مرحلتين وفيها رَكايا كثيرة وماؤُها شَرُوب قال وأَنشدني أَعرابي من بني كُلَيْب بن يَرْبوع ضَمنْت لَكُنَّ أَن تَهْجُرْن نَجْداً وأَن تَسْكُنَّ كاظِمةَ البُحورِ وفي بعض الحديث ذكر كاظِمة وهو اسم موضع وقيل بئر عُرِف الموضع بها

( كعم ) الكِعامُ شيء يُجعل على فم البعير كَعَمَ البعير يَكْعَمُه كَعْماً فهو مَكْعوم وكَعيم شدَّ فاه وقيل شدَّ فاه في هِياجه لئلا يَعَضَّ أَو يأْكل والكِعامُ ما كَعَمَه به والجمع كُعُمٌ وفي الحديث دخل إخوةُ يوسف عليهم السلام مصر وقد كَعَمُوا أَفواهَ إبلهم وفي حديث علي رضي الله عنه فهم بين خائفٍ مَقْمُوع وساكت مَكْعوم قال ابن بري وقد يجعل على فم الكلب لئلا ينبح وأَنشد ابن الأَعرابي مَرَرْنا عليه وهْوَ يَكْعَمُ كَلْبَه دَعِ الكَلبَ يَنبَحْ إنما الكلبُ نابحُ وقال آخر وتَكْعَمُ كلبَ الحيِّ مَِن خَشْيةِ القِرى ونارُكَ كالعَذْراء مِن دونها سِتْرُ وكَعَمه الخوفُ أمسك فاه على المثَل قال ذو الرمة بَيْنَ الرَّجا والرجا مِن جَنْبِ واصِيةٍ يَهْماءُ خابِطُها بالخَوْفِ مَكْعُومُ وهذا على المثل يقول قد سَدّ الخوف فمَه فمنعه من الكلام والمُكاعَمةُ التقْبيل وكَعَمَ المرأَةَ يَكْعَمُها كَعْماً وكُعُوماً قَبَّلها وكذلك كاعَمها وفي الحديث أنه صلى الله عليه وسلم نَهى عن المِكاعَمة والمُكامَعةِ والمُكاعَمة هو أن يَلْثِمَ الرجلُ صاحَبَه ويَضَع فمَه على فَمِه كالتقبيل أُخِذَ من كَعْمِ البعير فجعل النبي صلى الله عليه وسلم لَثْمه إياه بمنزلة الكِعام والمُكاعَمة مُفاعلة منه والكِعْمُ وِعاء تُوعى فيه السلاح وغيرها والجمع كِعام والمُكاعَمه مُضاجعةُ الرجل صاحبه في الثوب وهو منه وقد نهي عنه وكَعَمْت الوعاء سددت رأْسه وكُعُوم الطريق أَفواهُه وأَنشد ألا نامَ الخَلِيُّ وبِتُّ حِلْساً بظَهْرِ الغَيْبِ سُدَّ به الكُعُومُ قال باتَ هذا الشاعرُ حِلْساً لما يحفظ ويرعى كأَنه حِلْس قد سُدَّ به كُعُوم الطريق وهي أَفواهه وكَيْعُومٌ اسم

( كعثم ) الكَعْثَمُ والكَثْعَمُ الرَّكَب الناتئ الضخم كالكَعْثَب وامرأَة كَعْثَمٌ وكَثْعمٌ إذا عَظُمَ ذلك منها ككَعْثَب وكَثْعَبٍ

( كعسم ) الكَعْسَم والكُعْسُوم الحِمار حميرية كلاهما كالعُكْسوم وكَعْسَم الرجلُ وكَعْسَبَ أَدْبَرَ هارباً

( كلم ) القرآنُ كلامُ الله وكَلِمُ الله وكَلِماتُه وكِلِمته وكلامُ الله لا يُحدّ ولا يُعدّ وهو غير مخلوق تعالى الله عما يقول المُفْتَرُون علُوّاً كبيراً وفي الحديث أَعوذ بِكلماتِ الله التامّاتِ قيل هي القرآن قال ابن الأَثير إنما وَصَف كلامه بالتَّمام لأَنه لا يجوز أَن يكون في شيء من كلامه نَقْص أَو عَيْب كما يكون في كلام الناس وقيل معنى التمام ههنا أَنها تنفع المُتَعَوِّذ بها وتحفظه من الآفات وتَكْفِيه وفي الحديث سبحان الله عَدَد كلِماتِه كِلماتُ الله أي كلامُه وهو صِفتُه وصِفاتُه لا تنحصر بالعَدَد فذِكر العدد ههنا مجاز بمعنى المبالغة في الكثرة وقيل يحتمل أَن يريد عدد الأَذْكار أَو عدد الأُجُور على ذلك ونَصْبُ عدد على المصدر وفي حديث النساء اسْتَحْلَلْتم فُرُوجَهن بكلمة الله قيل هي قوله تعالى فإمساك بمعروف أو تسريح بإحْسان وقيل هي إباحةُ الله الزواج وإذنه فيه ابن سيده الكلام القَوْل معروف وقيل الكلام ما كان مُكْتَفِياً بنفسه وهو الجملة والقول ما لم يكن مكتفياً بنفسه وهو الجُزْء من الجملة قال سيبويه اعلم أَنّ قُلْت إنما وقعت في الكلام على أَن يُحكى بها ما كان كلاماً لا قولاً ومِن أَدلّ الدليل على الفرق بين الكلام والقول إجماعُ الناس على أَن يقولوا القُرآن كلام الله ولا يقولوا القرآن قول الله وذلك أَنّ هذا موضع ضيِّق متحجر لا يمكن تحريفه ولا يسوغ تبديل شيء من حروفه فَعُبِّر لذلك عنه بالكلام الذي لا يكون إلا أَصواتاً تامة مفيدة قال أَبو الحسن ثم إنهم قد يتوسعون فيضعون كل واحد منهما موضع الآخر ومما يدل على أَن الكلام هو الجمل المتركبة في الحقيقة قول كثيِّر لَوْ يَسْمَعُونَ كما سمِعتُ كلامَها خَرُّوا لِعَزَّةَ رُكَّعاً وسُجُودا فمعلوم أَن الكلمة الواحدة لا تُشجِي ولا تُحْزِنُ ولا تَتملَّك قلب السامع وإنما ذلك فيما طال من الكلام وأَمْتَع سامِعِيه لعُذوبة مُسْتَمَعِه ورِقَّة حواشيه وقد قال سيبويه هذا باب أَقل ما يكون عليه الكلم فدكر هناك حرف العطف وفاءه ولام الابتداء وهمزة الاستفهام وغير ذلك مما هو على حرف واحد وسمى كل واحدة من ذلك كلمة الجوهري الكلام اسم جنس يقع على القليل والكثير والكَلِمُ لا يكون أقل من ثلاث كلمات لأَنه جمع كلمة مثل نَبِقة ونَبِق ولهذا قال سيبويه هذا باب علم ما الكلِمُ من العربية ولم يقل ما الكلام لأنه أَراد نفس ثلاثة أَشياء الاسم والفِعْل والحَرف فجاء بما لا يكون إلا جمعاً وترك ما يمكن أن يقع على الواحد والجماعة وتميم تقول هي كِلْمة بكسر الكاف وحكى الفراء فيها ثلاث لُغات كَلِمة وكِلْمة وكَلْمة مثل كَبِدٍ وكِبْدٍ وكَبْدٍ ووَرِقٍ ووِرْقٍ ووَرْقٍ وقد يستعمل الكلام في غير الإنسان قال فَصَبَّحَتْ والطَّيْرُ لَمْ تَكَلَّمِ جابِيةً حُفَّتْ بِسَيْلٍ مُفْعَمِ
( * قوله « مفعم » ضبط في الأصل والمحكم هنا بصيغة اسم المفعول وبه أيضاً ضبط في مادة فعم من الصحاح )
وكأَنّ الكلام في هذا الاتساع إنما هو محمول على القول أَلا ترى إلى قلة الكلام هنا وكثرة القول ؟ والكِلْمَة لغةٌ تَميمِيَّةٌ والكَلِمة اللفظة حجازيةٌ وجمعها كَلِمٌ تذكر وتؤنث يقال هو الكَلِمُ وهي الكَلِمُ التهذيب والجمع في لغة تميم الكِلَمُ قال رؤبة لا يَسْمَعُ الرَّكْبُ به رَجْعَ الكِلَمْ وقالل سيبويه هذا باب الوقف في أَواخر الكلم المتحركة في الوصل يجوز أن تكون المتحركة من نعت الكَلِم فتكون الكلم حينئذ مؤنثة ويجوز أن تكون من نعت الأَواخر فإذا كان ذلك فليس في كلام سيبويه هنا دليل على تأْنيث الكلم بل يحتمل الأَمرين جميعاً فأَما قول مزاحم العُقَيليّ لَظَلّ رَهِيناً خاشِعَ الطَّرْفِ حَطَّه تَحَلُّبُ جَدْوَى والكَلام الطَّرائِف فوصفه بالجمع فإنما ذلك وصف على المعنى كما حكى أَبو الحسن عنهم من قولهم ذهب به الدِّينار الحُمْرُ والدِّرْهَمُ البِيضُ وكما قال تَراها الضَّبْع أَعْظَمهُنَّ رَأْسا فأَعادَ الضمير على معنى الجنسية لا على لفظ الواحد لما كانت الضبع هنا جنساً وهي الكِلْمة تميمية وجمعها كِلْم ولم يقولوا كِلَماً على اطراد فِعَلٍ في جمع فِعْلة وأما ابن جني فقال بنو تميم يقولون كِلْمَة وكِلَم كَكِسْرَة وكِسَر وقوله تعالى وإذ ابْتَلى إبراهيمَ رَبُّه بكَلِمات قال ثعلب هي الخِصال العشر التي في البدن والرأْس وقوله تعالى فتَلَقَّى آدمُ من ربه كَلِماتٍ قال أَبو إسحق الكَلِمات والله أَعلم اعْتِراف آدم وحواء بالذَّنب لأَنهما قالا رَبَّنا ظَلَمنا أَنْفُسَنا قال أَبو منصور والكلمة تقع على الحرف الواحد من حروف الهجاء وتقع على لفظة مؤلفة من جماعة حروفٍ ذَاتِ مَعْنىً وتقع على قصيدة بكمالها وخطبة بأَسْرها يقال قال الشاعر في كَلِمته أَي في قصيدته قال الجوهري الكلمة القصيدة بطُولها وتَكلَّم الرجل تَكلُّماً وتِكِلاَّماً وكَلَّمه كِلاَّماً جاؤوا به على مُوازَنَة الأَفْعال وكالمَه ناطَقَه وكَلِيمُك الذي يُكالِمُك وفي التهذيب الذي تُكَلِّمه ويُكَلِّمُك يقال كلَّمْتُه تَكلِيماً وكِلاَّماً مثل كَذَّبْته تَكْذيباً وكِذَّاباً وتَكلَّمْت كَلِمة وبكَلِمة وما أَجد مُتكَلَّماً بفتح اللام أي موضع كلام وكالَمْته إذا حادثته وتَكالَمْنا بعد التَّهاجُر ويقال كانا مُتَصارِمَيْن فأَصبحا يَتَكالَمانِ ولا تقل يَتَكَلَّمانِ ابن سيده تَكالَمَ المُتَقاطِعانِ كَلَّمَ كل واحد منهما صاحِبَه ولا يقال تَكَلَّما وقال أَحمد بن يحيى في قوله تعالى وكَلَّم الله موسى تَكْلِيماً لو جاءت كَلَّمَ الله مُوسَى مجردة لاحتمل ما قلنا وما قالوا يعني المعتزلة فلما جاء تكليماً خرج الشك الذي كان يدخل في الكلام وخرج الاحتمال للشَّيْئين والعرب تقول إذا وُكِّد الكلامُ لم يجز أن يكون التوكيد لغواً والتوكيدُ بالمصدر دخل لإخراج الشك وقوله تعالى وجعلها كَلِمة باقِيةً في عَقِبه قال الزجاج عنى بالكلمة هنا كلمة التوحيد وهي لا إله إلا الله جَعلَها باقِيةً في عَقِب إبراهيم لا يزال من ولده من يوحِّد الله عز وجل ورجل تِكْلامٌ وتِكْلامة وتِكِلاَّمةٌ وكِلِّمانيٌّ جَيِّدُ الكلام فَصِيح حَسن الكلامِ مِنْطِيقٌٌ وقال ثعلب رجل كِلِّمانيٌّ كثير الكلام فعبر عنه بالكثرة قال والأُنثى كِلِّمانيَّةٌ قال ولا نظير لِكِلِّمانيٍّ ولا لِتِكِلاَّمةٍ قال أَبو الحسن وله عندي نظير وهو قولهم رجل تِلِقَّاعةٌ كثير الكلام والكَلْمُ الجُرْح والجمع كُلُوم وكِلامٌ أَنشد ابن الأَعرابي يَشْكُو إذا شُدَّ له حِزامُه شَكْوَى سَلِيم ذَرِبَتْ كِلامُه سمى موضع نَهْشة الحية من السليم كَلْماً وإنما حقيقته الجُرْحُ وقد يكون السَّلِيم هنا الجَرِيحَ فإذا كان كذلك فالكلم هنا أَصل لا مستعار وكَلَمَه يَكْلِمُه
( * قوله « وكلمه يكلمه » قال في المصباح وكلمه يكلمه من باب قتل ومن باب ضرب لغة ا ه وعلى الأخيرة اقتصر المجد وقوله « وكلمة كلماً جرحه » كذا في الأصل وأصل العبارة للمحكم وليس فيها كلماً ) كَلْماً وكَلَّمه كَلْماً جرحه وأَنا كالِمٌ ورجل مَكْلُوم وكَلِيم قال عليها الشَّيخُ كالأَسَد الكَلِيمِ والكَلِيمُ فالجر على قولك عليها الشيخ كالأَسدِ الكليم إذا جُرِح فَحَمِي أَنْفاً والرفع على قولك عليها الشيخُ الكلِيمُ كالأَسد والجمع كَلْمى وقوله تعالى أَخرجنا لهم دابّة من الأَرض تُكَلِّمهم قرئت تَكْلِمُهم وتُكَلِّمُهم فتَكْلِمُهم تجرحهم وتَسِمهُم وتُكَلِّمُهم من الكلام وقيل تَكْلِمهم وتُكَلِّمهم سواء كما تقول تَجْرحهُم وتُجَرِّحهم قال الفراء اجتمع القراء على تشديد تُكَلِّمهم وهو من الكلام وقال أَبو حاتم قرأَ بعضهم تَكْلِمهُم وفسر تَجْرحهُم والكِلام الجراح وكذلك إن شدد تُكلِّمهم فذلك المعنى تُجَرِّحهم وفسر فقيل تَسِمهُم في وجوههم تَسِمُ المؤمن بنقطة بيضاء فيبيضُّ وجهه وتَسِم الكافر بنقطة سوداء فيسودّ وجهه والتَّكْلِيمُ التَّجْرِيح قال عنترة إذ لا أَزال على رِحالةِ سابِحٍ نَهْدٍ تَعاوَرَه الكُماة مُكَلَّمِ وفي الحديث ذهَب الأَوَّلون لم تَكْلِمهم الدنيا من حسناتهم شيئاً أي لم تؤثِّر فيهم ولم تَقْدح في أَديانهم وأَصل الكَلْم الجُرْح وفي الحديث إنا نَقُوم على المَرْضى ونُداوي الكَلْمَى جمع كَلِيم وهو الجَريح فعيل بمعنى مفعول وقد تكرر ذكره اسماً وفعلاً مفرداً ومجموعاً وفي التهذيب في ترجمة مسح في قوله عز وجل بِكَلِمةٍ منه اسمه المَسِيح قال أَبو منصور سمى الله ابتداء أَمره كَلِمة لأَنه أَلْقَى إليها الكَلِمة ثم كَوَّن الكلمة بشَراً ومعنى الكَلِمة معنى الولد والمعنى يُبَشِّرُك بولد اسمه المسيح وقال الجوهري وعيسى عليه السلام كلمة الله لأَنه لما انتُفع به في الدّين كما انتُفع بكلامه سمي به كما يقال فلان سَيْفُ الله وأَسَدُ الله والكُلام أَرض غَليظة صَليبة أو طين يابس قال ابن دريد ولا أَدري ما صحته والله أَعلم

( كلثم ) الكُلْثُوم الفِيلُ وهو الزَّنْدَبِيل والكُلْثُوم الكثير لحم الخدّين والوجه والكَلْثمة اجتماع لحم الوجه وجارية مُكَلْثَمة حسنَة دوائر الوجه ذات وجنتين فاتَتْهما سُهولة الخدَّين ولم تلزمهما جُهومة القُبْح ووجه مُكَلْثَمٌ مُستدير كثير اللحم وفيه كالجَوْز من اللحم وقيل هو المُتقارب الجَعْدُ المُدَوَّر وقيل هو نحو الجَهْم غير أَنه أَضيق منه وأَملَح والمصدر الكَلْثَمة قال شمر قال أَبو عبيد في صفة النبي صلى الله عليه وسلم إنه لم يكن بالمُكَلْثَم قال معناه أَنه لم يكن مستدير الوجه ولكنه كان أَسِيلاً صلى الله عليه وسلم وقال شمر المُكَلْثَمُ من الوجوه القَصِيرُ الحنكِ الدّاني الجَبهة المستدير الوجه وفي النهاية لابن الأَثير مستدير الوجهِ مع خفة اللحم قال ولا تكون الكَلْثَمة إلاَّ مع كثرة اللحم وقال شَبِيب بن البَرْصاء يَصِف أَخلاف ناقة وأَخْلافٌ مُكَلْثَمةٌ وثَجْرُ صيَّر أَخْلافَها مُكَلْثَمة لغلَظها وعِظَمها وكُلْثُوم رجل وأُمّ كُلْثُوم امرأَة

( كلحم ) الكِلْحِمُ والكِلْمِحُ التراب كلاهما عن كراع والليحاني وحكى اللحياني بفيه الكِلْحِمُ والكِلْمِحُ فاستعمل في الدعاء كقولك وأَنت تدعو عليه التُّرْب له

( كلدم ) الكُلْدُوم كالكُرْدُوم

( كلذم ) الكَلْذَمُ الصُّلْب

( كلسم ) الكَلْسَمةُ الذَّهاب في سُرْعة وهي الكَلْمسة أَيضاً تقول كَلْمَسَ الرجلُ وكَلْسَم إذا ذهب ابن الأَعرابي يقال كَلْسَمَ فلان إذا تمادى كَسَلاً عن قضاء الحُقوق

( كلشم ) الكَلْشَمة الذهاب في سرعة والسين المهملة أَعلى وقد ذكر

( كلصم ) التهذيب ابن السكيت بَلْصَمَ الرجُلُ وكَلْصَمَ إذا فرّ

( كمم ) الكُمُّ كمُّ القَمِيص ابن سيده الكُمُّ من الثوب مَدْخَل اليد ومَخْرَجُها والجمع أَكْمام لا يكسَّر على غير ذلك وزاد الجوهري في جمعه كِمَمة مثل حُبٍّ وحِبَبةٍ وأَكَمَّ القَميص جعل له كُمَّين وكُمُّ السبُع غِشاء مَخالِبه وقال أَبو حنيفة كَمَّ الكَبائس يَكُمُّها كَمّاً وكَمَّمها جعلها في أَغْطِية ثتُكِنُّها كما تُجعل العَناقيد في الأَغْطِية إلى حين صِرامها واسم ذلك الغِطاء الكِمام والكُمُّ للطَّلْعِ
( * قوله « والكم للطلع » ضبط في الأصل والمحكم والتهذيب بالضم ككم القميص وقال في المصباح والقاموس والنهاية كم الطلع وكل نور بالكسر ) وقد كُمِّتِ النَّخلة على صيغة ما لم يسم فاعله كَمّاً وكُمُوماً وكُمُّ كل نَوْر وِعاؤه والجمع أَكْمام وأَكامِيم وهو الكِمام وجمعه أَكِمَّةٌ التهذيب الكُمُّ كُمُّ الطلع ولكل شجرة مُثمرة كُمٌّ وهو بُرْعُومته وكِمامُ العُذوق التي تجعل عليها واحدها كُمٌّ وأَما قول الله تعالى والنخلُ ذاتُ الأَكْمام فإن الحسن قال أَراد سَبائبَ من لِيف تزينت بها والكُمَّةُ كلُّ ظَرْف غطيَّت به شيئاً وأَلْبسته إياه فصار له كالغِلاف ومن ذلك أَكمام الزرع غُلُفها التي يَخرج منها وقال الزجاج في قوله ذاتُ الأَكمام قال عنى بالأَكمام ما غَطَّى وكل شجرة تخرج ما هو مُكَمَّم فهي ذات أَكمام وأَكمامُ النخلة ما غَطى جُمّارَها من السَّعَف والليف والجِذْع وكلُّ ما أَخرجته النخلة فهو ذو أَكمام فالطَّلْعة كُمُّها قشرها ومن هذا قيل للقَلَنْسُوة كُمَّة لأنها تُغَطِّي الرأْس ومن هذا كُمّا القميص لأنهما يغطيان اليدين وقال شمر في قول الفرزدق يُعَلِّقُ لَمّا أَعْجَبَتْه أَتانُه بأَرْآدِ لَحْيَيْها جِيادَ الكَمائِمِ يريد جمع الكِمامة التي يجعلها على مَنْخِرها لئلا يُؤْذيها الذُّباب الجوهري والكِمّ بالكسر والكِمامة وِعاءُ الطلع وغِطاءُ النَّور والجمع كِمام وأَكِمَّة وأَكمام قال الشماخ قَضَيْتَ أُموراً ثم غادرتَ بَعدها بَوائِجَ في أَكمامِها لم تُفَتَّقِ وقال الطرماح تَظَلُّ بالأَكمامِ مَحْفُوفةً تَرْمُقُها أَعْيُنُ حُرّاسِها والأكامِيمُ أَيضاً قال ذو الرمة لما تَعالَتْ من البُهْمَى ذوائِبُها بالصَّيْفِ وانضَرَجَتْ عنه الأَكامِيمُ
( * قوله « لما تعالت » تقدم في مادة ضرج مما )
وكُمَّتِ النخلة فهي مَكْمومة قال لبيد يصف نخيلاً عُصَبٌ كَوارِعُ في خليجِ مُحَلِّمٍ حَمَلَت فمنها مُوقَرٌ مَكْمُومُ وفي الحديث حتى يَيْبَس في أَكمامه جمع كِمٍّ وهو غِلافُ الثمر والحب قبل أَن يظهر وكُمَّ الفَصِىل
( * قوله « وكم الفصيل » كذا بالصاد في الأصل وفي بيت ابن مقبل الآتي والذي في الصحاح والقاموس بالسين وبها في المحكم أيضاً في بيت طفيل الآتي وياقوت في بيت ابن مقبل كالفسيل المكمم ) إذا أُشْفِقَ عليه فسُتِر حتى يَقْوَى قال العجاج بَل لو شَهِدْتَ الناسَ إذْ تُكُمُّوا بِغُمَّةٍ لو لم تُفَرَّج غُمُّوا وتُكُمُّوا أَي أُغمِيَ عليهم وغُطُّوا وأَكَمَّتْ وكَمَّمَت أَي أَخرجت كِمامها قال ابن بري ويقال كُمِّمَ الفَصِيل أَيضاً قال ابن مقبل أَمِنْ ظُعُنٍ هَبَّتْ بِلَيْل فأَصْبَحَتْ بِصَوْعةَ تُحْدَى كالفَصِيل المُكَمَّمِ والمِكَمُّ الشَّوْفُ الذي تُسَوَّى به الأَرض من بعد الحرث والكُمُّ القِشرة أَسفل السَّفاة يكون فيها الحَبة والكُمَّة القُلْفة والكُمَّة القَلَنسوة وفي الصحاح الكمة القلنسوة المدوَّرة لأَنها تغطي الرأْس ويروى عن عمر رضي الله عنه أَنه رأَى جارية مُتَكَمْكِمة فسأَل عنها فقالوا أَمةُ آل فلان فضرَبها بالدِّرّة وقال يا لَكْعاء أَتَشَبَّهِين بالحَرائر ؟ أَرادوا مُتَكَمِّمة فضاعَفوا وأَصله من الكُمَّة وهي القَلَنْسُوة فشبه قِناعها بها قال ابن الأَثير كَمْكَمْت الشيء إِذا أَخفيته وتكَمْكَم في ثوبه تلَفَّف فيه وقيل أَراد مُتَكَمِّمة من الكُمَّة القلنسوة وفي الحديث كانت كِمامُ أَصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بُطْحاً وفي رواية أَكِمَّةُ قال هما جمع كثرة وقِلة للكُمَّة القلنسوة يعني أَنها كانت مُنْبطحة غير منتصبة وإِنه لحَسن الكِمَّةِ أَي التكمُّم كما تقول إِنه لحسن الجِِلسة وكَمَّ الشيءَ يَكُمُّه كمّاً طيَّنه وسَدَّه قال الأَخطل يصف خمراً كُمَّتْ ثَلاثةَ أَحْوالٍ بِطِينَتِها حتى اشْتَراها عِبادِيٌّ بدِينارِ وهذا البيت أَورده الجوهري وأَورد عجزَه حتى إِذا صَرَّحتْ مِن بَعْدِ تَهْدارِ وكذلك كَمَّمَه قال طُفيل أَشاقَتْكَ أَظْعانٌ بِحَفْرِ أبَنْبَمِ أَجَلْ بَكَراً مثْلَ الفَسِيلِ المُكَمَّمِ وتَكَمَّمَه وتَكَمّاه ككَمَّه الأَخيرة على تحويل التضعيف قال الراجز بل لو رأَيتَ الناسَ إِذ تُكُمُّوا بِغُمَّةٍ لو لم تُفَرَّجْ غُمُّوا
( * قوله « بل لو رأيت الناس إلخ » عبارة المحكم بعد البيت تكموا من الثلاثي المعتل وزنه تفعلوا من تكميته إذا قصدته وعمدته وليس من هذا الباب وقيل أراد تكمموا إلخ )
قيل أَراد تُكُمِّمُوا من كَمَّمْت الشيء إِذا سَترْته فأَبدل الميم الأَخيرة ياء فصار في التقدير تُكُمِّيُوا ابن شميل عن اليمامي كَممْتُ الأَرض كَمّاً وذلك إِذا أَثارُوها ثم عَفَّوا آثارَ السِّنِّ في الأَرض بالخشبة العريضة التي تُزَلِّقها فيقال أَرض مَكْمُومة الأَصمعي كمَمْتُ رأْسَ الدَّنِّ أَي سَدَدْته والمِغَمَّة والمِكَمَّة شيءٌ يُوضع على أَنفِ الحِمار كالكِيس وكذلك الغِمامةُ والكِمامةُ والكِمامُ ما سُدَّ به والكِمام بالكسر والكِمامة شيءٌ يُسدُّ به فم البعير والفرس لئلا يَعَض وكَمَّه جعل على فيه الكِمام تقول منه بعير مَكْموم أَي مَحْجُوم وفي حديث النُّعمان بن مُقَرِّن أَنه قال يوم نهاوَنْدَ أَلا إِني هازٌّ لكم الرَّاية فإِذا هزَزْتُها فلْيَثِب الرِّجالُ إِلى أَكِمَّةِ خُيولها ويُقَرِّطُوها أَعِنَّتها أَراد بأَكِمَّة الخيول مَخالِيَها المعلقة على رؤوسها وفيها عَلَفُها يأْمرهم بأَن يَنزِعوها من رؤوسها ويُلْجِموها بلُجُمِها وذلك تَقْرِيطها واحدها كِمام وهو من كمام البعير الذي يُكَمُّ به فمُه لئلا يعض وكمَمْت الشيء غَطَّيته يقال كمَمْت الحُبَّ إِذا سدَدْت رأْسه وكَمَّمَ النخلة غطَّاها لتُرْطِب قال تَُعَلَّلُ بالنَّهِيدة حينَ تُمْسي وبالمَعْوِ المُكَمَّمِ والقَمِيمِ القَمِيمُ السويق والمَكْمُوم من العُذُوق ما غُطِّي بالزُّبْلانِ عند الإِرطاب ليبقى ثمرها عضّاً ولا يفسدها الطير والحُرور ومنه قول لبيد حَمَلتْ فمِنْها مُوقَرٌ مَكْمُومُ ابن الأَعرابي كُمَّ إِذا غُطِّي وكُمَّ إِذا قَتَل
( * قوله « وكم إذا قتل » كذا ضبط في نسخة التهذيب ) الشُّجْعان أَنشد الفراء بل لو شهدتَ الناسَ إِذ تُكُمُّوا قوله تُكموا أَي أُلبِسوا غُمَّةً كُمُّوا بها والكَمُّ قَمْعُ الشيء وستره ومنه كَمَمت الشهادة إِذا قمَعْتَها وسَترْتها والغُمَّة ما غَطَّاك من شيء المعنى بل لو
( * قوله « المعنى بل لو إلخ » كذا بالأصل وفيه سقط ظاهر ولعل الأصل المعنى بل لو شهدت الناس إذ تكميوا أي غطوا وستروا الأصل تكممت إلخ كما يؤخذ من سابق الكلام ) شهدت الأَصل تكَمَّمْت مثل تَقَمَّيْتُ الأَصل تَقَمَّمْتُ والكَمْكَمةُ التَّغَطي بالثياب وتَكَمْكَم في ثيابه تغَطَّى بها ورجل كَمْكام غليظ كثير اللحم وامرأَة كَمْكامةٌ ومُتَكمكِمة غليظة كثيرة اللحم والكَمكامُ فِرْفُ شجر الضِّرْو وقيل لِحاؤُها وهو من أَفواه الطيب والكَمكام المجتمع الخَلق وكَمْ اسم وهو سؤَال عن عدد وهي تَعمل في الخبر عَملَ رُبَّ إِلاَّ أَن معنى كم التكثير ومعنى ربّ التقليل والتكثير وهي مغنية عن الكلام الكثير المتناهي في البُعد والطول وذلك أَنك إِذا قلت كمْ مالُك ؟ أَغناك ذلك عن قولك أَعَشَرة مالُك أَم عِشرون أَم ثلاثون أَم مائة أَم أَلف ؟ فلو ذهبت تَسْتَوعب الأَعداد لم تبلغ ذلك أَبداً لأَنه غير مُتَناهٍ فلما قلت كَمْ أَغنتك هذه اللفظة الواحدة عن الإِطالة غير المُحاط بآخرها ولا المُسْتَدْركة التهذيب كَمْ حرف مسأَلة عن عدد وخبر وتكون خبراً بمعنى رُب فإِن عُِني بها رُب جَرَّت ما بعدها وإِن عُني بها ربّما رفَعَت وإِن تبعها فعل رْافع ما بعدها انتصبت قال ويقال إِنها في الأَصل من تأْليف كاف التشبيه ضُمت إِلى ما ثم قُصِرت ما فأُسكنت الميم فإِذا عنيت بكم غير المسأَلة عن العدد قلت كمْ هذا الشيءُ الذي معك ؟ فهو مجيبك كذا وكذا وقال الفراء كَمْ وكأَيِّن لغتان وتصحبها مِن فإِذا أَلقيت من كان في الاسم النكرة النصب والخفض من ذلك قول العرب كما رجلٍ كريمٍ قد رأَيتَ وكم جَيْشاً جَرَّاراً قد هَزَمْتَ فهذان وجهان يُنصبان ويُخفضان والفعل في المعنى واقع فإِن كان الفعل ليس بواقع وكان للاسم جاز النصب أَيضاً والخفض وجاز أَن تُعمل الفعل فترفع في النكرة فتقول كم رجلٌ كريم قد أَتاني ترفعه بفعله وتُعمل فيه الفعل إِن كان واقعاً عليه فتقول كم جيشاً جراراً قد هَزَمْت فتنصبه بهَزمْت وأَنشدونا كَمْ عَمَّة لكَ يا جَريرُ وخالة فَدْعاء قد حَلَبَتْ عَليَّ عِشاري رفعاً ونصباً وخفضاً فمن نصب قال كان أَصل كم الاستفهام وما بعدها من النكرة مُفَسِّر كتفسير العدد فتركناها في الخبر على ما كانت عليه في الاستفهام فنصبنا ما بعد كَمْ من النكرات كما تقول عندي كذا وكذا درهماً ومن خفض قال طالت صحبة من النكرة في كم فلما حذفناها أَعملنا إِرادَتَها وأَما من رفع فأَعمَل الفعل الآخر ونوى تقديم الفعل كأَنه قال كم قد أَتاني رجل كريم الجوهري كم اسم ناقص مبهم مبنيّ على السكون وله موضعان الاستفهام والخبر تقول إِذا استفهمت كم رجلاً عندك ؟ نصبت ما بعده على التمييز وتقول إِذا أَخبرت كم درهمٍ أنفقت تريد التكثير وخفضت ما بعده كما تخفض برب لأَنه في التكثير نقيض رب في التقليل وإِن شئت نصبت وإِن جعلته اسماً تامّاً شددت آخره وصرفته فقلت أَكثرت من الكَمِّ وهو الكَمِّيَّةُ

( كنم ) التهذيب أَهمل الليث نكم وكنم واستعملهما ابن الأَعرابي فيما رواه ثعلب عنه قال النَّكْمةُ المُصيبة الفادِحة والكَنْمةُ الجِراحة

( كهم ) كَهُمَ الرجل وكَهَمَ يَكْهَم كَهامةً فهو كَهامٌ وكَهِيمٌ وتكَهَّمَ بَطُؤَ عن النُّصرة والحرب قال مِلْحة الجرمي إِذا ما رَمى أَصْحابَه بِجَنيبِه سُرى اللَّيلةِ الظلماء لم يَتَكَهَّمِ
( * قوله « بجنيبه » كذا بالأصل مضبوطاً والذي في نسخة المحكم بحنيبه بالحاء المهملة بدل الجيم )
وفَرَس كَهام بِطيء عن الغاية ورجل كَهام وكَهِيم ثقيل مُسِنٌّ دَثور لا غَناء عنده وقوم كَهامٌ أَيضاً وسيف كَهام وكَهِيم لا يقطع كَلِيل عن الضربة وفي مَقتل أَبي جهل إِن سيفك كَهامٌ أَي كَليل لا يقطع ولسان كَهيمٌ كَليل عن البلاغة وفي التهذيب لسان كَهامٌ الجوهري لسان كَهام عَيِيٌّ ويقال أَكْهَمَ بَصَرُه إِذا كَلَّ ورَقَّ وكهَّمَتْه الشدائدُ نكَّصَتْه عن الإِقدام وجبَّنَتْه وكَيْهمٌ اسم وقوله في حديث أُسامة فجعل يتَكهَّمُ بهم التَّكَهُّم التعرُّض للشر والاقتحام به وربما يَجْري مِجرى السُّخرية ولعله إِن كان محفوظاً مقلوب من التَّهَكُّم وهو الاستهزاء الأَزهري في ترجمة كهكه الكَهْكاهةُ المُتَهَيِّب قال وكَهْكامة بالميم مثل كَهْكاهةٍ المُتَهيِّبُ وكذلك كَهْكَمٌ قال وأَصله كَهامٌ فزيدت الكاف وأَنشد يا رُبَّ شَيْخٍ مِن عَدِيٍّ كَهْكَمِ
( * قوله « من عديّ » كذا في الأصل والتهذيب والذي في التكملة على اصلاح بدل علي لكيز بصيغة التصغير )
وأَنشد الليث قول أَبي العيال الهذلي ولا كَهْكامةٌ بَرَمٌ إِذا ما اشتَدَّتِ الحِقَبُ ورواه أَبو عبيد ولا كَهكاهةٌ برم بالهاء وسيأْتي ذكره ابن الأَعرابي الكَهْكمُ والكَهْكَبُ الباذِنجان

( كوم ) الكَوَمُ العِظَم في كل شيء وقد غلَب على السَّنام سَنام أَكْوَمُ عَظيم أَنشد ابن الأَعرابي وعَجُزٌ خَلْفَ السَّنامِ الأَكْوَمِ وبَعير أَكْوَمُ والجمع كُوم قال الشاعر رِقابٌ كالمَواجهن خاطِياتٌ وأَسْتاهٌ على الأَكْوارِ كُومُ والكُومُ القِطعة من الإِبل وناقة كَوْماء عَظيمة السَّنام طويلته والكَوَمُ عِظَم في السنام وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم رأَى في نَعَم الصَّدَقة ناقةٌ كَوْماء وهي الضخمة السنام أَي مُشْرِفةَ السَّنام عالِيتَه ومنه الحديث فيأْتي منه بناقَتَينِ كَوْماوَينِ قلب الهمزة في التثنية واواً وجبَل أَكْوَمُ مُرتفِع قال ذو الرمة وما زالَ فَوْقَ الأَكْوَمِ الفَرْدِ واقِفاً عَلَيْهِنَّ حتى فارَقَ الأَر ضَ نُورُها ومنه الحديث أَنّ قوماً من المُوَحِّدين يُحْبَسُون يوم القِيامة على الكَوْمِ إِلى أَن يُهَذَّبُوا هي بالفتح المَواضع المشرفة واحدتها كَوْمة ويُهَذَّبوا أَي يُنَقَّوا من المَآثم ومنه الحديث يَجِيء يومَ القيامة على كَوْمٍ فوقَ الناسِ ومنه حديث الحث على الصدقة حتى رأَيتُ كَوْمَيْنِ مِن طَعام وثِياب وفي حديث علي كرم الله وجهه أَنه أُتيَ بالمال فَكَوَّمَ كَوْمةً من ذهب وكَوْمة من فِضة وقال يا حَمْراء احْمَرِّي ويا بَيْضاء ابْيَضِّي غُرِّي غيري هذا جَنايَ وخِيارُه فيه إِذْ كلُّ جانٍ يَدُه إِلى فيه أَي جَمَعَ من كل واحد منهما صُبرة ورَفَعها وعَلاَّها وبعضهم يضم الكاف وقيل هو بالضم اسم لما كُوِّم وبالفتح اسم الفَعْلة الواحدة والكَوْم الفَرْج الكبير وكامها كَوْماً نَكَحها وقيل الكَوْم يكون للإِنسان والفَرس ويقال للفرس في السِّفاد كامَ يَكُوم كَوْماً يقال كامَ الفرَسُ أُنثاه يكُومُها كَوْماً إِذا نَزا عليها وفي الحديث أَفضل الصدَقَةِ رِباطٌ في سبيل الله لا يُمْنَعُ كَوْمُه الكوم بالفتح الضراب وأَصل الكَوْم من الارتفاع والعلو وكذلك كل ذي حافر من بغل أَو حمار الأَصمعي يقال للحمار باكَها وللفرس كامَها وقال ابن الأَعرابي كامَ الحِمارُ أَيضاً وامرأَة مُكامة منكوحة على غير قياس وقد استعمله بعضهم في العُقْربان يقال كامَ كَوْماً قال إِياس ابن الارت كأَنَّ مَرْعى أُمِّكُمْ إِذْْ غَدَتْ عَقْرَبةٌ يَكُومُها عُقْربان يكُومها يَنْكِحها وكَوَّمَ الشيء جمعه ورفعه وكَوَّمَ المَتاع أَلقى بعضه فوق بعض وقد كَوَّم الرجل ثيابه في ثوب واحد إِذا جمعها فيه يقال كَوَّمْت كُومة بالضم إِذا جمعت قِطعة من تراب ورفعت رأْسها وهو في الكلام بمنزلة قولك صُبْرة من طعام والكُومة الصُّبرة من الطعام وغيره ابن شميل الكُومة تراب مجتمع طوله في السماء ذراعان وثلث ويكون من الحجارة والرمل والجمع الكُومُ والأَكْومانِ ما تحت الثُّنْدُوَتَيْنِ والكِيمِياءُ معروف مثل السِّيمِياء وفي الحديث ذكر كُوم عَلْقام وفي رواية كُوم عَلْقَماء هو بضم الكاف موضع بأَسفل ديار مصر صانها الله تعالى وكُومةُ اسم امرأَة التهذيب هنا الاكْتيام القُعود على أَطْراف الأَصابع تقول اكتَمْتُ له وتَطالَلْتُ له ورأَيته مُكْتاماً على أَطراف أَصابع رجليه

( لأم ) اللُّؤْم ضد العِتْقِ والكَرَمِ واللَّئِيمُ الدَّنيءُ الأَصلِ الشحيحُ النفس وقد لَؤُم الرجلُ بالضم يَلْؤُم لُؤْماً على فُعْلٍ ومَلأَمةً على مَفْعَلةٍ ولآمةً على فَعالةَ فهو لَئِيمٌ من قوم لِئامٍ ولُؤَماءَ ومَلأَمانُ وقد جاء في الشعر أَلائمُ على غير قياس قال إِذا زالَ عنكمْ أَسْودُ العينِ كنتُمُ كِراماً وأَنتم ما أَقامَ أَلائِمُ وأَسْودُ العين جبل معروف والأُنثى مَلأَمانةٌ وقالوا في النِّداء يا مَلأَمانُ خلاف قولك يا مَكْرَمانُ ويقال للرجل إِذا سُبَّ يا لُؤْمانُ ويا مَلأمانُ ويا مَلأمُ وأَلأَمَ أَظْهَرَ خصالَ اللُّؤْم ويقال قد أَلأمَ الرجل إِلآماً إِذا صنع ما يدعوه الناس عليه لَئيماً فهو مُلْئِمٌ وأَلأمَ ولَدَ اللِّئامَ هذه عن ابن الأَعرابي واسْتَلأمَ أَصْهاراً
( * قوله « واستلأم اصهاراً لئاماً » هكذا في الأصل وعبارة القاموس واستلأم أصهاراً اتخذهم لئاماً ) لِئاماً واسْتلأمَ أَباً إِذا كان له أَبٌ سوءٌ لئيمٌ ولأَّمَه نسبَه
( * قوله « ولأمه نسبه إلخ » عبارة شرح القاموس ورجل ملأم كمعظم منسوب إلى اللؤم وكذا ملآم وأنشد ابن الأَعرابي يروم أذى الأحرار كلّ ملأم ) إِلى اللُّؤْمِ وأَنشد ابن الأَعرابي يرومُ أَذَى الأَحرارِ كلُّ مُلأَّمٍ ويَنْطِقُ بالعَوْراء مَن كانَ مُعْوِرا والمِلأمُ والمِلآمُ الذي يُعْذِرُ اللِّئامَ والمُلْئِمُ الذي يأْتي اللِّئام والمُلْئِمُ الذي يأْتي اللِّئام والمُلْئِمُ الرجل اللَّئيم والمِلأمُ والمِلآمُ على مِفْعَل ومِفْعال الذي يقوم يُعْذِرُ اللئام والَّلأْم الاتفاقُ وقد تلاءمَ القومُ والْتأَمُوا اجتمعوا واتَّفقوا وتَلاءَمَ الشيئان إِذا اجتمعا واتصلا ويقال الْتأَم الفَرِيقان والرجلان إِذا تَصالحا واجتمعا ومنه قول الأَعشى يَظُنُّ الناسُ بالمَلِكي ن أَنَّهما قد الْتَأَما فإِنْ تَسْمَعْ بِلأْمِهما فإِنَّ الأَمْرَ قد فَقِما وهذا طعامٌ يُلائُمني أَي يوافقني ولا تقل يُلاوِمني وفي حديث ابن أُمّ مكتوم لي قائدٌ لا يُلائُمني أَي يُوافِقني ويُساعدني وقد تخفف الهمزة فتصير ياء ويروى يُلاوِمني بالواو ولا أَصل له وهو تحريف من الرُّواة لأَن المُلاوَمة مُفاعَلة من اللَّوْم وفي حديث أَبي ذر مَن لايَمَسكم من مملوكِيكم فأَطْعِموه مما تأْكلون قال ابن الأَثير هكذا يروى بالياء منقلبة عن الهمزة والأَصل لاءَمكم ولأَم الشيءَ لأْماً ولاءَمَه ولأَّمَه وأَلأَمَه أَصلحه فالْتَأَمَ وتَلأَّمَ واللِّئْمُ الصلح مهموز ولاءَمْت بين الفريقين إِذا أَصلحت بينهما وشيء لأْمٌ أَي مُلْتئِم ولاءمْت بين القوم مُلاءمة إِذا أَصلحتَ وجمعت وإِذا اتَّفق الشيئان فقد التَأَما ومنه قولهم هذا طعامٌ لا يُلائمُني ولا تقل يُلاوِمُني فإِنما هذا من اللَّوْم واللِّئْم الصُّلح والاتفاقُ بين الناس وأَنشد ثعلب إِذا دُعِيَتْ يَوْماً نُمَيْرُ بنُ غالب رأَيت وُجوهاً قد تَبَيَّنَ لِيمُها وليَّن الهمز كما يُلَيَّنُ في اللِّيام جمع اللَّئيم واللِّئْم فِعْلٌ من الملاءَمة ومعناه الصلح ولاءَمَني الأَمرُ وافقني وريشٌ لُؤَامٌ يُلائم بعضُه بعضاً وهو ما كان بَطْنُ القُذَّة منه يلي ظَهْرَ الأُخرى وهو أَجود ما يكون فإِذا التقى بَطْنان أَو ظَهْران فهو لُغاب ولَغْب وقال أَوْس بن حَجَر يُقَلِّبُ سَهْماً راشَه بمَناكبٍ ظُهارٍ لُؤامٍ فهو أَعْجَفُ شاسِفُ وسهم لأْمٌ عليه ريشٌ لُؤامٌ ومنه قول امرئ القيس نَطْعَنهم سُلْكَى ومُخْلوجةً لَفْتَكَ لأْمَيْنِ على نابِل ويروى كَرَّكَ لأْمَيْنِ ولأَمْتُ السهم مثل فَعَلْت جعلت له لُؤاماً واللُّؤامُ القُذَذُ الملتَئِمة وهي التي يلي بطنُ القُذّة منها ظهرَ الأُخرى وهو أَجود ما يكون ولأَم السهمَ لأْماً جعل عليه ريشاً لُؤاماً والْتَأَمَ الجرحُ التِئاماً إِذا بَرَأَ والتَحَمَ الليث أَلأَمْتُ الجُرحَ بالدَّواء وألأَمْتُ القُمْقُم إِذا سدَدْت صُدوعَه ولأَمْت الجرحَ والصَّدْعَ إِذا سددته فالتأَم وفي حديث جابر أَنه أَمر الشَّجَرَتَين فجاءتا فلما كانتا بالمَنْصَفِ لأم بينهما يقال لأَمَ ولاءَمَ بين الشيئين إِذا جمع بينهما ووافق وتلاءَمَ الشيئان والْتَأَما بمعنى وفلانٌ لَِئْمُ فلانٍ ولِئامُه أَي مثلُه وشِبهه والجمع أَلآمٌ ولِئامٌ عن ابن الأَعرابي وأَنشد أَنَقْعُد العامَ لا نَجْني على أَحدٍ مُجَنَّدِينَ وهذا الناسُ أَلآمُ ؟ وقالوا لولا الوِئام هلك اللِّئام قيل معناه الأَمثال وقيل المتلائمون وفي حديث عمر أَن شابَة زُوِّجت شيخاً فقتلته فقال أَيها الناس ليَنْكِح الرجلُ لُمَتَه من النساء ولتَنْكِح المرأَةُ لُمَتها من الرجال أَي شكله وتِرْبَه ومثلَه والهاء عوض من الهمزة الذاهبة من وسطه وأَنشد ابن بري فإِن نَعْبُرْ فإِنَّ لنا لُماتٍ وإِن نَغْبُرْ فنحنُ على نُدورِ أَي سنموت لا محالة وقوله لُمات أَي أَشباهاً واللُّمَة أَيضاً الجماعة من الرجال ما بين الثلاثة إِلى العشرة واللِّئْمُ السيْف قال ولِئْمُك ذُو زِرَّيْنِ مَصْقولُ والَّلأْمُ الشديد من كل شيء والَّلأْمةُ واللُّؤْمةُ متاع الرجل من الأَشِلّةِ والوَلايا قال عديّ بن زيد حتى تَعاوَنَ مُسْتَكٌّ له زَهَرٌ من التَناويرِ شَكْل العِهْنِ في اللُّؤَمِ والَّلأْمةُ الدرع وجمعها لُؤَم مِثل فُعَل وهذا على غير قياس وفي حديث عليّ كرم الله وجهه كان يُحرِّضُ أَصحابَه يقول تَجَلْبَبُوا السكِينةَ وأَكمِلُوا اللُّؤَمَ هو جمع لأْمة على غير قياس فكأَنَّ واحدَته لُؤْمة واسْتَلأَم لأْمَتَه وتلأَّمَها الأَخيرة عن أَبي عبيدة لَبِسَها وجاء مُلأَّماً عليه لأْمَةٌ قال وعَنْتَرة الفَلْحاء جاء مُلأَّماً كأَنَّكَ فِنْدٌ مِن عَمايةَ أَسْودُ
( * قوله « كأنك » تقدم له في مادة فلح كأنه )
قال الفَلْحاء فأَنَّث حملاً له على لفظ عنترة لمكان الهاء أَلا ترى أَنه لما استغنى عن ذلك ردّه إِلى التذكير فقال كأَنَّك ؟ والَّلأْمةُ السّلاح كلها عن ابن الأَعرابي وقد اسْتَلأَم الرجلُ إِذا لبِس ما عنده من عُدّةٍ رُمْحٍ وبيضة ومِغْفَر وسيف ونَبْل قال عنترة إِن تُغْدِفي دُوني القِناعَ فإِنَّني طَبٌّ بأَخْذِ الفارِسِ المُسْتَلْئِمِ الجوهري اللأْم جمع لأْمة وهي الدرع ويجمع أَيضاً على لُؤَم مثل نُغَر على غير قياس أَنه جمع لُؤْمة غيره اسْتَلأَم الرجلُ لبِس اللأْمة والمُلأَّم بالتشديد المُدَرَّع وفي الحديث لما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم من الخَنْدقِ ووضَع لأْمته أَتاه جبريلُ عليه السلام فأَمره بالخروج إِلى بني قُرَيْظة اللأْمة مهموزةً الدرعُ وقيل السلاح ولأْمةُ الحرب أَداتها وقد يترك الهمز تخفيفاً ويقال للسيف لأْمة وللرمح لأْمة وإِنما سمّي لأْمةً لأَنها تُلائم الجسد وتلازمه وقال بعضهم الَّلأْمة الدرع الحصِينة سميت لأْمة لإِحْكامِها وجودة حلَقِها قال ابن أَبي الحُقَيق فجعل اللأْمة البَيْضَ بفَيْلَقٍ تُسْقِطُ الأحْبالَ رؤيتُها مُسْتَلْئِمِي البَيْضِ من فوق السَّرابِيل وقال الأَعشى فجعل اللأْمة السلام كله وقُوفاً بما كان من لأْمَةٍ وهنَّ صِيامٌ يَلُكْنَ اللُّجُم وقال غيره فجعل الَّلأْمة الدرع وفروجها بين يديها ومن خلفها كأَنَّ فُروجَ الَّلأمةِ السَّرْد شَكَّها على نفسِه عَبْلُ الذِّراعَيْن مُخْدِرُ واسْتَلأَم الحَجَر من المُلاءَمة عنه أَيضاً وأَما يعقوب فقال هو من السِّلام وهو مذكور في موضعه واللُّؤْمة جماعة أَداةِ الفدَّان قاله أَبو حنيفة وقال مرة هي جماع آلة الفدّان حديدها وعيدانها الجوهري اللُّؤْمة جماعةُ أَداة الفدّان وكل ما يبخل به الإنسان لحسنه من متاع البيت ابن الأَعرابي اللُّؤْمة السِّنَّة التي تحرث بها الأَرض فإِذا كانت على الفدّان فهي العِيانُ وجمعها عُيُنٌ قال ابن بري اللُّؤْمة السِّكَّة قال كالثَّوْرِ تحت اللُّؤْمةِ المُكَبِّس أَي المُطأْطئ الرأْس وَلأْم اسم رجل قال إِلى أَوْسِ بنِ حارِثَةَ بنِ لأْم ليَقْضِيَ حاجَتي فِيمنْ قَضاها فما وَطِئَ الحصى مثلُ ابن سُعْدى ولا لَبس النِّعالَ ولا احْتَذاها

( لبم ) ابن الأَعرابي قال اللَّبْمُ
( * قوله « اللبم » ضبط في الأصل بالفتح وهو الذي في نوادر ابن الاعرابي وضبطه المجد بالتحريك ) اختلاج الكتف

( لتم ) اللَّتْم الطَّعْن في النحر مثل اللَّتْب لَتَمَ مَنْحر البعير بالشَّفْرة وفي مَنْحرِه لَتْماً طَعَنه ولَتَمَ نحره كلطَمَ خَدَّه الأَزهري سمعت غير واحد من الأَعراب يقول لَتَمَ فلان بشَفْرَتِه في لَبَّة بعيره إِذا طعن فيها بها قال أَبو تراب قال ابن شميل يقال خُذ الشَّفْرة فالْتُب بها في لَبَّة الجزور والْتُم بها بمعنى واحد وقد لَتَمَ في لَبَّتها ولَتَبَ بالشفرة إِذا طعن بها فيها ولَتَم الشيءَ بيده ضَرَبه ولَتَمت الحجارةُ رِجْلَ الماشي عَقَرتْها ولاتِمٌ ومِلْتَم ولُتَيْم أَسماء ومُلاتِمات اسم أَبي قبيلة من الأَزد فإِذا سئلوا عن نَسبِهم قالوا نحن بنو مُلاتَم بفتح التاء

( لثم ) اللِّثامُ رَدُّ المرأَة قِناعَها على أَنفها وردُّ الرجل عمامَته على أَنفه وقد لَثَمَتْ تَلْثِمُ
( * قوله « وقد لثمت تلثم » هكذا ضبط في الصحاح والمحكم أيضاً ومقتضى اطلاق القاموس انه من باب قتل وفي المصباح ولثمت المرأة من باب تعب لثماً مثل فلس وتلثمت والتثمت شدت اللثام ) وقيل اللِّثامُ على الأَنف واللِّفامُ على الأَرْنبة أَبو زيد قال تميم تقول تَلَثَّمَت على الفم وغيرهم يقول تَلَفَّمَت قال الفراء إِذا كان على الفم فهو اللِّثام وإِذا كان على الأَنف فهو اللِّفام ويقال من اللِّثام لثَمْت أَلْثِمُ فإِذا أَراد التقبيل قلت لثِمْتُ أَلْثَم قال الشاعر فلَثِمْتُ فاها آخِذاً بِقُرونِها ولَثِمْتُ من شَفَتَيْهِ أَطْيَبَ مَلْثَم ولَثِمْتُ فاها بالكسر إِذا قبَّلتها وربما جاء بالفتح قال ابن كيسان سمعت المبرد ينشد قول جَمِيل فلَثَمْتُ فاها آخِذاً بقرونِها شُرْبَ النَّزِيف ببَرْدِ ماءِ الحَشْرَج بالفتح ويروى البيت لعمر بن أَبي ربيعة أَبو زيد تميم تقول تَلَثَّمَت على الفم وغيرهم يقول تلفَّمت فإِذا كان على طرف الأَنف فهو اللِّفام وإِذا كان على الفم فهو اللِّثام قال الفراء اللِّثام ما كان على الفم من النقاب واللِّفام ما كان على الأَرْنبة وفي حديث مكحول أَنه كَرِهَ التَّلَثُّم من الغبار في الغَزْوِ وهو شدُّ الفم باللثام وإِنما كرهه رغبة في زيادة الثواب بما يناله من الغبار في سبيل الله والملثَم الأَنف وما حوله وإِنها لحسنَةُ اللِّثْمةِ من اللِّثام وقول الحَذْلميّ وتَكْشِف النُّقْبةَ عن لِثامِها لم يفسر ثعلب اللِّثام قال
( * قوله « قال » أي ابن سيده ) وعندي أَنه جلدها وقول الأَخطل آلَت إِلى النِّصف من كَلْفاء أَتْأَقَها عِلْجٌ ولَثَّمها بالجَفْنِ والغارِ إِنما أَراد أَنه صيّر الجفنَ والغارَ لهذه الخابية كاللِّثام ولَثِمَها ولَثَمَها يَلْثِمُها ويَلْثَمُها لَثْماً قبّلها الجوهري واللُّثْم بالضم جمع لاثِمٍ واللَّثْم القُبْلة يقال لَثَمَت المرأَةُ ثَلْثِمُ لَثْماً والْتَثَمَت وتَلَثَّمَت إِذا شدَّت اللِّثامَ وهي حسنَة اللِّثْمة وخُفٌّ مَلْثُوم ومُلَثَّم جرحته الحجارة وأَنشد ابن الأَعرابي يَرْمِي الصُّوَى بمُجْمَراتٍ سُمْرِ مُلَعثَّماتٍ كمَرادِي الصَّخْرِ الجوهري لَثَمَ البعير الحجارة بخُفِّه يَلْثِمُها إِذا كسرَها وخفٌّ مِلْثَم يَصُكّ الحجارة ويقال أَيضاً لَثَمت الحجارةُ خُفَّ البعير إِذا أَصابته وأَدْمته

( لجم ) لِجامُ الدابة معروف وقال سيبويه هو فارسي معرب والجمع أَلْجِمة ولُجُم ولُجْم وقد أَلَجم الفرس وفي الحديث من سُئل عما يَعْلَمُه فكَتَمَه أَلْجَمَه اللهُ بِلجامٍ من نار يوم القيامة قال المُمْسِك عن الكلام مُمَثَّل بمن أَلجَم نَفْسَه بلِجام والمراد بالعلم ما يلزمه تعليمه ويتعيّن عليه كمن يرى رجلاً حديثَ عَهْدٍ بالإِسلام ولا يُحْسِن الصلاةَ وقد حضر وقتُها فيقول عَلِّمُوني كيف أُصَلِّي وكم جاء مُسْتَفْتِياً في حلال أَو حرام فإِنه يلزم في هذا وأَمثاله تعريف الجواب ومَن مَنَعَه استحق الوعيد ومنه الحديث يَبْلُغ العَرَقُ منهم ما يُلْجِمُهم أَي يَصِل إِلى أَفواههم فيصير لهم بمنزلة اللِّجام يمنعهم عن الكلام يعني في المحشر يوم القيامة والمُلَجَّم موضع اللِّجام وإِن لم يقولوا لَجَّمْتُه كأَنهم توهموا ذلك واستأْنفوا هذه الصيغة أَنشد ثعلب وقد خاضَ أَعْدائي من الإِثْمِ حَوْمةً يغِيبون فيها أَو تَنال المحزّما
( * قوله « حومة » هكذا في الأصل وفي المحكم خوضة وقوله « المحزما » هكذا في الأصل أيضاً ولا شاهد فيه وفي المحكم الملحما وفيه الشاهد )
ولَجَمةُ الدابةِ موقع اللِّجام من وجهها واللِّجام حبْلٌ أَو عصاً تُدْخَل في فم الدابة وتُلْزق إِلى قفاه وجاء وقد لفَظ لِجامَه أَي جاء وهو مجهود من العطش والإِعْياء كما يقال جاء وقد قَرَضَ رِباطَه واللِّجامُ ضربٌ من سِمات الإِبل يكون من الخدين إِلى صَفْقَي العنق والجمع كالجمع يقال أَلْجَمتُ الدابةَ والقياس على الآخر مَلجوم قال ولم يسمع وأحسن منه أَن يقال بهِ سمَةُ لِجام وتَلَجَّمت المرأَةُ إِذا استثْفَرت لمحيضها والِّجامُ ما تشدُّه الحائض وفي حديث المُسْتحاضة تلَِجَّمي أَي شُدِّي لجاماً وهو شبيه بقوله اسْتثْفِري أَي اجعلي موضع خروج الدم عِصابةً تمنع الدم تشبيهاً بوضع اللجام في فم الدابة ولجَمَةُ الوادي فُوَّهَتُه واللُّجْمة العلَمُ من أَعلام الأَرض واللَّجَم الصمْدُ المرتفع أَبو عمرو اللُّجْمةُ الجَبل المسطَّح ليس بالضخم واللُّجَم دُوَيْبَّة قال عدي بن زيد له مَنْخِرٌ مثْلُ جُحْر اللُّجَمْ
( * قوله « له منخر إلخ » هذه رواية المحكم والذي في التكملة
له ذنب مثل ذيل العروس ... إلى سبة مثل جحر اللجنم
وسبة بالفتح في خط المؤلف وكذا في التهذيب )
يصف فرساً وقيل هي دويبة أََصغر من العَظاية وقال ابن بري اللُّجَم دابة أَكبر من شحمة الأَرض ودون الحِرْباء قال أَدهم بن أَبي الزعراء لا يَهْتدِي الغرابُ فيها واللُّجَم وقيل هو الوَزَغ التهذيب ومنه قول الأَخطل ومَرَّت على الأَلْجامِ أَلْجامِ حامرٍ يُثِرْن قَطاً لولا سُراهن هُجَّدا
( * قوله « ومرت إلخ » في التكملة بخط المؤلف
عوامد للألجام ألجام حامر ... يثرن قطاً لولا سارهن هجدا )
أَراد جمع لُجْمةِ الوادي وهي ناحية منه وقال رؤبة
إِذا ارتمت أَصحانه ولُجَمُهْ قال ابن الأَعرابي واحدتها لُجْمة وهي نواحيه ابن بري قال ابن خالويه اللُّجَم العاطوسُ وهي سمكة في البحر والعرب تتشاءم بها وأَنشد لرؤبة ولا أُحِبُّ اللُّجَمَ العاطوسا واللَّجَمُ الشُِّؤْم واللَّجَم ما يُتَطَيَّرُ منه واحدته لَجَمة ومُلْجَم اسم رجل وبنو لُجَيم بطن

( لحم ) اللَّحْم واللَّحَم مخفف ومثقل لغتان معروف يجوز أَن يكون اللحَمُ لغة فيه ويجوز أَن يكون فُتح لمكان حرف الحلق وقول العجاج ولم يَضِعْ جارُكم لحمَ الوَضَم إِنما أَراد ضَياعَ لحم الوَضم فنصب لحمَ الوضم على المصدر والجمع أَلْحُمٌ ولُحوم ولِحامٌ ولُحْمان واللَّحْمة أَخصُّ منه واللَّحْمة الطائفة منه وقال أَبو الغول الطُّهَوي يهجو قوماً رَأَيْتُكمُ بني الخَذْوَاء لَمّا دَنا الأَضْحَى وصَلَّلتِ اللِّحامُ توَلَّيْتُمْ بِوُدِّكُمُ وقُلْتم لَعَكٌّ منك أَقْرَبُ أَو جُذامُ يقول لما أَنتَنت اللحومُ من كثرتها عندكم أَعْرَضْتم عني ولَحْمُ الشيء لُبُّه حتى قالوا لحمُ الثَّمرِ للُبِّه وأَلْحَمَ الزرعُ صار فيه القمحُ كأَنّ ذلك لَحْمُه ابن الأَعرابي اسْتَلْحَم الزرعُ واستَكَّ وازدَجَّ أَي الْتَفَّ وهو الطِّهْلئ قال أَبو منصور معناه التفَّ الأَزهري ابن السكيت رجلٌ شَحِيمٌ لَحِيمٌ أَي سَمِين ورجلٌ شَحِمٌ لَحِمٌ إِذا كان قَرِماً إِلى اللحْم والشَّحْمِ يَشْتهِيهما ولحِمَ بالكسر اشتهى اللَّحْم ورجل شَحَّامٌ لَحَّامٌ إِذا كان يبيع الشحمَ واللحم ولَحُمَ الرجلُ وشَحُمَ في بدنه وإِذا أَكل كثيراً فلَحُم عليه قيل لَحُم وشَحُم ورجل لحِيمٌ ولَحِمٌ كثير لَحْم الجسد وقد لَحُم لَحامةً ولَحِمَ الأَخيرة عن اللحياني كُثرَ لحم بدنهِ وقول عائشة رضي الله عنها فلما عَلِقْت اللحمَ سَبَقني أَي سَمِنْت فثقُلت ورجل لَحِمٌ أَكول للَّحم وقَرِمٌ إِليه وقيل هو الذي أَكل منه كثيراً فشكا منه والفعل كالفعل واللَّحّامُ الذي يبيع اللحم ورجل مُلْحِمٌ إِذا كثر عنده اللحم وكذلك مُشْحِم وفي قول عمر اتَّقوا هذه المَجازِرَ فإِن لها ضَراوةً كضراوةِ الخَمْر وفي رواية إِن لِلَّحم ضَراوةً كضراوةِ الخَمْر يقال رجل لَحِمٌ ومُلْحِمٌ ولاحِمٌ ولَحِيمٌ فاللَّحِمُ الذي يُكْثِر أَكلَه والمُلْحِم الذي يكثر عنده اللحم أَو يُطْعِمه واللاَّحِمُ الذي يكون عنده لحمٌ واللّحِيمُ الكثيرُ لحمِ الجسد الأَصمعي أَلْحَمْتُ القومَ بالأَلف أَطعمتهم اللحمَ وقال مالك بن نُوَيْرة يصف ضبعاً وتَظَلُّ تَنْشِطُني وتُلْحِم أَجْرِياً وسْطَ العَرِينِ وليسَ حَيٌّ يَمنعُ قال جعل مأْواها لها عَرِيناً وقال غير الأَصمعي لَحَمْتُ القومَ بغير أَلف قال شمر وهو القياس وبيْتٌ لَحِمٌ كثير اللحْم وقال الأَصمعي في قول الراجز يصف الخيل نُطْعِمُها اللحْمَ إِذا عَزَّ الشَّجَرْ والخيْلُ في إِطْعامِها اللحْمَ ضَرَرْ قال أَراد نُطْعمها اللبنَ فسمى اللبن لَحْماً لأَنها تسمَنُ على اللبن وقال ابن الأَعرابي كانوا إِذا أَجْدَبوا وقلَّ اللبنُ يَبَّسُوا اللحمَ وحمَلوه في أَسفارهم وأَطعَموه الخيلَ وأََنكر ما قال الأَصمعي وقال إِذا لم يكن الشجرُ لم يكن اللبنُ وأَما قوله عليه السلام إِن اللهَ يُبْغِضُ البيتِ اللحِمَ وأَهلَه فإِنه أَراد الذي تؤْكل فيه لُحومُ الناس أَخْذاً وفي حديث آخر يُبْغِضُ أَهلَ البيت اللحِمِين وسأَل رجل سفيان الثوريّ أَرأَيت هذا الحديث إِن الله تبارك وتعالى لَيُبْغِضُ أَهلَ البيت اللحِمِين ؟ أَهُم الذين يُكِثرون أَكل اللحْم ؟ فقال سفيان هم الذين يكثرون أَكلَ لحومِ الناس وأَما قوله ليُبْغِضُ البيتَ اللحِمَ وأَهلَه قيل هم الذين يأْكلون لحوم الناس بالغِيبة وقيل هم الذين يكثرون أَكل اللحم ويُدْمِنُونه قال وهو أَشبَهُ وفلانٌ يأْكل لُحومَ الناس أَي يغتابهم ومنه قوله وإِذا أَمْكَنَه لَحْمِي رَتَعْ وفي الحديث إِنَّ أَرْبَى الربا استِطالةُ الرجل في عِرْضِ أَخيه ولَحِمَ الصقرُ ونحوُه لَحَماً اشتهى اللحْم وبازٍ لَحِمٌ يأْكل اللحمَأَو يشتهيه وكذلك لاحِمٌ والجمع لَواحِمُ ومُلْحِمٌ مُطْعِم للَّحم ومُلْحَمٌ يُطْعَم اللحمَ ورجل مُلْحَمٌ أَي مُطْعَم للصيد مَرزوق منه ولَحْمةُ البازي ولُحْمته ما يُطْعَمُه مما يَصِيده يضم ويفتح وقيل لَحْمةُ الصقرِ الطائرُ يُطْرَح إِليه أَو يصيده أَنشد ثعلب مِن صَقْع بازٍ لا تُبِلُّ لُحَمُه وأَلحَمْتُ الطيرَ إِلحاماً وبازٍ لَحِمٌ يأْكل اللحم لأََن أَكله لَحْمٌ قال الأَعشى تدَلَّى حَثيثاً كأَنَّ الصِّوا رَ يَتْبَعُه أَزرَقِيٌّ لَحِمْ ولُحْمةُ الأَسد ما يُلْحَمُه والفتح لغة ولحَمَ القومَ يَلحَمُهم لَحْماً بالفتح وأَلحَمهم أَطعمهم اللحمَ فهو لاحِمٌ قال الجوهري ولا تقل أَلحَمْتُ والأَصمعي يقوله وأَلحَمَ الرجلُ كثُر في بيته اللحم وأَلحَمُوا كثُر عندهم اللحم ولَحَم العَظمَ يَلحُمه ويَلحَمُه لَحْماً نزع عنه اللحم قال وعامُنا أَعْجَبَنا مُقَدَّمُهْ يُدعى أَبا السَّمْحِ وقِرْضابٌ سُمُهْ مُبْتَرِكاً لكل عَظْمٍ يَلحُمُهْ ورجل لاحِمٌ ولَحِيمٌ ذو لحمٍ على النسب مثل تامر ولابن ولَحَّام بائع اللحم ولَحِمَت الناقة ولَحُمتْ لَحامةً ولُحوماً فيهما فهي لَحِيمةٌ كثر لحمُها ولُحْمة جلدة الرأْس وغيرها ما بَطَن مما يلي اللحم وشجَّة مُتلاحِمة أَخذت في اللحم ولم تبلُغ السِّمْحاق ولا فعل لها الأَزهري شجّة متلاحمة إِذا بلغت اللحم ويقال تَلاحمَتِ الشجّةُ إِذا أَخذت في اللحم وتَلاحمت أَيضاً إِذا بَرأَتْ والتَحمتْ وقال شمر قال عبد الوهاب المُتلاحِمة من الشِّجاج التي تَُشُقُّ اللحمَ كلَّه دون العظم ثم تَتَلاحُمِ بعد شَقِّها فلا يجوز فيها المِسْبارُ بعد تَلاحُمِ اللحم قال وتَتَلاحَمُ من يومِها ومن غَدٍ قال ابن الأَثير في حديث الشِّجاج المتلاحِمة هي التي أَخذتْ في اللحم قال وقد تكون التي برأَتْ والتحَمتْ وامرأَة مُتلاحِمة ضيِّقةُ مَلاقي لحم الفَرْج وهي مآزِم الفَرج والمُتلاحِمة من النساء الرَّتقاء قال أَبو سعيد إِنما يقال لها لاحِمةٌ كأَنَّ هناك لحماً يمنع من الجماع قال ولا يصح مُتلاحِمة وفي حديث عمر قال لرجل لِمَ طَلَّقْتَ امرأَتَك ؟ قال إِنها كانت مُتلاحمة قال إِنّ ذلك منهن لمُسْتَرادٌ قيل هي الضيِّقة المَلاقي وقيل هي التي بها رَتَقٌ والتحَم الجرحُ للبُرْء وأَلحَمه عِرْضَ فلان سَبَعهُ إِيّاه وهو على المثل ويقال أَلحَمْتُك عِرْضَ فلان إِذا أَمكنْتك منه تَشْتُمه وأَلحَمْتُه سَيفي ولُحِمَ الرجلُ فهو لَحِيمٌ وأُلحِمَ قُتِل وفي حديث أُسامة أَنه لَحَم رجلاً من العَدُوِّ أَي قتَله وقيل قَرُب منه حتى لَزِق به من الْتَحَمَ الجرحُ إِذا الْتَزَق وقيل لَحَمَه أَي ضربه مِن أَصابَ لَحْمَه واللَّحِيمُ القَتيلُ قال ساعدة بن جؤية أَورده ابن سيده ولكنْ تَرَكتُ القومَ قد عَصَبوا به فلا شَكَّ أَن قد كان ثَمَّ لَحِيمُ وأَورده الجوهري فقالوا تَرَكْنا القومَ قد حَضَروا به ولا غَرْوَ أَن قد كان ثَمَّ لَحيمُ قال ابن بري صواب إِنشاده فقال
( * قوله « فقال إلخ » كذا بالأصل ولعله فقالا كما يدل عليه قوله وجاء خليلاه ) تركناه وقبله وجاء خَلِيلاه إِليها كِلاهُما يُفِيض دُموعاً غَرْبُهُنّ سَجُومُ واستُلحِمَ رُوهِقَ في القتال واستُلحِمَ الرجلُ إِذا احْتَوَشه العدوُّ في القتال أَنشد ابن بري للعُجَير السَّلولي ومُسْتَلْحَمٍ قد صَكَّه القومُ صَكَّة بَعِيد المَوالي نِيلَ ما كان يَجْمَعُ والمُلْحَم الذي أُسِر وظَفِر به أَعداؤُه قال العجاج إِنَّا لَعَطَّافون خَلْف المُلْحَمِ والمَلْحَمة الوَقْعةُ العظيمة القتل وقيل موضع القتال وأَلحَمْتُ القومَ إِذا قتلتَهم حتى صاروا لحماً وأُلحِمَ الرجلُ إِلحاماً واستُلحِمَ اسْتِلحاماً إِذا نَشِب في الحرب فلم يَجِدْ مَخْلَصاً وأَلحَمَه غيرُه فيها وأَلحمَه القتالُ وفي حديث جعفر الطيّار عليه السلام يوم مُؤْتةَ أَنه أَخذ الراية بعد قتْل زيدٍ فقاتَلَ بها حتى أَلحمَه القتالُ فنزَلَ وعَقَرَ فرَسَه ومنه حديث عمر رضي الله عنه في صفة الغُزاة ومنهم مَن أَلحمَه القتالُ ومنه حديث سُهيل لا يُرَدُّ الدعاءُ عند البأْس حين يُلْحِم بعضُهم بعضاً أَي تشتَبكُ الحرب بينهم ويلزم بعضهم بعضاً وفي الحديث اليوم يومُ المَلْحَمة وفي حديث آخر ويُجْمَعون للمَلْحَمة هي الحرب وموضعُ القتال والجمع المَلاحِمُ مأْخوذ من اشتباك الناس واختلاطِهم فيها كاشتِباك لُحْمةِ الثوب بالسَّدى وقيل هو من اللحْم لكثرة لُحوم القتلى فيها وأَلْحَمْتُ الحربَ فالْتَحَمت والمَلْحَمة القتالُ في الفتنة ابن الأَعرابي المَلْحَمة حيث يُقاطِعون لُحومَهم بالسيوف قال ابن بري شاهد المَلحَمة قول الشاعر بمَلْحَمةٍ لا يَسْتَقِلُّ غُرابُها دَفِيفاً ويمْشي الذئبُ فيها مع النَّسْر والمَلْحَمة الحربُ ذات القتل الشديد والمَلْحمة الوَقعة العظيمة في الفتنة وفي قولهم نَبيُّ المَلْحمة قولان أَحدهما نبيُّ القتال وهو كقوله في الحديث الآخر بُعِثْت بالسيف والثاني نبيُّ الصلاح وتأْليفِ الناس كان يُؤَلِّف أَمرَ الأُمَّة وقد لحَمَ الأَمرَ إِذا أَحكمه وأَصلحَه قال ذلك الأَزهري عن شمر ولَحِمَ بالمكان
( * قوله « ولحم بالمكان » قال في التكملة بالكسر وفي القاموس كعلم ولم يتعرضا للمصدر وضبط في المحكم بالتحريك ) يَلْحَم لَحْماً نَشِب بالمكان وأَلْحَم بالمكان أَقامَ عن ابن الأَعرابي وقيل لَزِم الأَرض وأَنشد إِذا افْتَقَرا لم يُلْحِما خَشْيةَ الرَّدى ولم يَخْشَ رُزءاً منهما مَوْلَياهُما وأَلحَم الدابةُ إِذا وقف فلم يَبرح واحتاج إِلى الضرب وفي الحديث أَنه قال لرجل صُمْ يوماً في الشهر قال إِني أَجد قوَّةً قال فصُمْ يومين قال إِني أَجد قوَّة قال فصُم ثلاثة أَيام في الشهر وأَلحَم عند الثالثة أَي وقَف عندها فلم يَزِدْه عليها من أَلحَم بالمكان إِذا أَقام فلم يبرح وأَلحَم الرجلَ غَمَّه ولَحَم الشيءَ يَلحُمه لَحْماً وأَلْحَمَه فالْتَحم لأَمَه واللِّحامُ ما يُلأَم به ويُلْحَم به الصَّدْعُ ولاحَمَ الشيءَ بالشيء أَلْزَقَه به والْتَحم الصَّدْعُ والْتَأَم بمعنى واحد والمُلْحَم الدَّعِيُّ المُلْزَقُ بالقوم ليس منهم قال الشاعر حتى إِذا ما فَرَّ كلُّ مُلْحَم ولَحْمةُ النَّسَبِ الشابِكُ منه الأَزهري لَحْمةُ النسب بالفتح ولُحْمةُ الصيد ما يُصاد به بالضم واللُّحْمَةُ بالضم القرابة ولحْمةُ الثوب ولُحْمتُه ما سُدِّي بين السَّدَيَيْن يضم ويفتح وقد لَحَم الثوب يَلْحَمُه وأَلْحَمه ابن الأَعرابي لَحْمَة الثوب ولَحْمة النَّسب بالفتح قال الأَزهري ولُحْمةُ الثوب الأَعْلى
( * أي الأعلى من الثوب )
ولَحْمتهُ والسَّدَى الأَسفل من الثوب وأَنشد ابن بري سَتاهُ قَزٌّ وحَرِيرٌ لَحْمتُهْ وأَلْحَمَ الناسجُ الثوبَ وفي المثل أَلْحِمْ ما أَسْدَيْتَ أَي تَمِّمْ ما ابْتَدَأْتَه من الإِحسان وفي الحديث الوَلاءُ لُحْمةٌ كلُحْمةِ النسب وفي رواية كلُحْمةِ الثوب قال ابن الأَثير قد اختلف في ضم اللّحمة وفتحها فقيل هي في النسب بالضم وفي الثوب بالضم والفتح وقيل الثوب بالفتح وحده وقيل النسب والثوب بالفتح فأَما بالضم فهو ما يُصاد به الصيدُ قال ومعنى الحديث المُخالَطةُ في الوَلاءِ وأَنها تَجْرِي مَجْرَى النسب في المِيراث كما تُخالِطُ اللُّحمةُ سَدَى الثوب حتى يَصِيرا كالشيء الواحد لما بينهما من المُداخَلة الشديدة وفي حديث الحجاج والمطر صار الصِّغار لُحْمةَ الكِبار أَي أَن القَطْرَ انتسَج لتتَابُعه فدخل بعضه في بعض واتَّصل قال أَبو سعيد ويقال هذا الكلام لَحِيمُ هذا الكلامِ وطَريدُه أَي وَفْقُه وشَكْلُه واستَلْحَمَ الطريقُ اتَّسَعَ واسْتَلْحَم الرجلُ الطريقَ رَكِبَ أَوْسَعَه واتَّبَعَه قال رؤبة ومَن أَرَيْناهُ الطريقَ استَلْحَما وقال امرؤ القيس اسْتَلْحَمَ الوَحْشَ على أَكْسائِها أَهْوَجُ مِحْضِيرٌ إِذا النَّقْعُ دَخَنْ استَلْحَمَ اتَّبَعَ وفي حديث أُسامة فاسْتَلْحَمَنا رجلٌ من العدُوّ أَي تَبِعَنا يقال استَلْحَمَ الطَّريدةَ والطريقَ أَي تَبع وأَلْحَم بَيْنَ بني فلان شرّاً جناه لهم وأَلْحَمه بصَرَه حَدَّدَه نحوَه ورَماه به وحَبْلٌ مُلاحَمٌ شديدُ الفتل عن أَبي حنيفة وأَنشد مُلاحَمُ الغارةِ لم يُغْتَلَبْ والمُلْحَم جنس من الثياب وأَبو اللَّحَّام كنية أَحد فُرْسان العرب

( لحجم ) طريقٌ لَحْجَم واسعٌ واضح حكاه اللحياني قال ابن سيده وأَرى حاءَه بدلاً من هاء لَهْجَم

( لحسم ) التهذيب في النوادر اللَّهاسِمُ واللَّحاسِمُ مَجارِي الأَوْدِية الضيّقةُ واحدها لُهْسُم ولُحْسُم وهي اللَّخافيقُ

( لخم ) اللَّخْم القَطْعُ وقد لَخَم الشيءَ لَخْماً قطَعه ولَخُمَ الرجلُ كثُر لَحْمُ وجهه وغلُظ وبالرجل لخْمةٌ أَي ثِقَلُ نَفْسٍ وفَتْرةٌ واللَّخَمةُ العَقَبة التي من المَتْن واللُّخَمة كلُّ ما يُتطيَّرُ منه واللِّخامُ اللِّطامُ يقال لاخَمَه ولامَخَه أَي لطَمَه واللُّخْمُ بالضم
( * قوله « واللخم بالضمّ إلخ » عبارة الصحاح واللخم واللخم بالضم ضرب إلخ والأولى بضمتين ) ضَرْبٌ من سمك البحر قال رؤبة كَثيرة حيتانُه ولُخُمهْ قال والجَمَل سمكة تكون في البحر ورواه ابن الأَعرابي واعْتَلَجَتْ جِمالُه ولُخُمهْ قال ولا يكون الجَمَل في العَذْب وقيل هو سمك ضخم قيل لا يمرّ بشيء إِلا قطعه وهو يأْكل الناس ويقال له الكَوْسَج وفي حديث عكرمة اللُّخُمُ حَلالٌ هو ضَرْبٌ من سمك البحر ويقال له القِرْشُ وقال المُخبَّل يصف دُرّة وغوَّاصاً بِلَبانهِ زَيْتٌ وأَخْرَجها منْ ذي غَوارِبَ وَسْطَه اللُّخُم ولَخْمٌ حَيٌّ من جُذام قال ابن سيده لَخْم حيٌّ من اليمن ومنهم كانت ملوك العرب في الجاهلية وهم آلُ عمرو بن عَديّ بن نصر اللَّخْمِيّ قال أَبو منصور مُلوك لَخْمٍ كانوا نزلوا الحيرة وهم آل المُنْذِر

( لخجم ) اللَّخْجَمُ البعيرُ المُجْفَر الجنبين وفي التهذيب اللَّخْجَم البعيرُ الواسع الجوف

( لدم ) اللَّدْمُ ضرْبُ المرأَةِ صَدْرَها لَدَمَت المرأَة وجهَها ضربته ولَدَمَتْ خُبْزَ المَلَّة إِذا ضربته وفي حديث الزبير يوم أُحُد فخرجْتُ أَسْعَى إِليها يعني أُمَّه فأَدْرَكْتُها قبل أَنْ تَنْتَهيَ إِلى القَتْلى فلَدَمَتْ في صَدْري وكانت امرأَة جَلْدةً أَي ضربَتْ ودفعت ابن سيده لَدَمَت المرأَةُ صدْرَها تَلْدِمُه لَدْماً ضربته والْتَدَمَتْ هي واللَّدْمُ ضرْبُ خُبْزِ الملّة إِذا أَخرجته منها وضَرْبُ غيرهِ أَيضاً واللَّدْمُ صوتُ الشيء يَقعُ في الأَرض من الحَجر ونحوه وليس بالشديد قال ابن مقبل وللفُؤادِ وَجِيبٌ تَحْتَ أَبْهَرِه لَدْمَ الغُلامِ وراءَ الغَيْبِ بالحَجَرِ وقيل اللَّدْمُ اللَّطْم والضربُ بشيء ثقيل يُسْمَعُ وَقْعُه والتَدَمَ النساءُ إِذا ضربْنَ وُجوهَهنّ في المآتم واللَّدْمُ الضرْبُ والتِدامُ النساء من هذا واللَّدْمُ واللّطْمُ واحدٌ والالْتِدامُ الاضْطراب والْتِدامُ النساء ضَرْبهُنّ صُدورَهنّ ووجوهَهن في النِّياحة ورجل مِلْدَمٌ أَحمقُ ضخم ثقيل كثير اللحم وفَدْمٌ لَدْمٌ إِتباع ويقال فلان فَدْمٌ ثَدْمٌ لَدْمٌ بمعنى واحد وروي عن عليّ عليه السلام أَن الحسن قال له في مَخْرجِه إِلى العراق إِنه غير صواب فقال والله لا أَكون مثلَ الضَّبُع تسمع اللَّدْمَ فتخرُجُ فتُصاد وذلك أَن الصَّيّاد يجيء إِلى جحرها فيضرب بحجَر أَو بيدِه فتخرج وتَحْسبه شيئاً تَصِيده لتأْخذَه فيأْخذها وهي من أَحمق الدَّوابّ أَراد أَني لا أُخْدَع كما تُخْدعُ الضبع باللَّدْم ويُسمَّى الضرْبُ لَدْماً ولَدَمْتُ أَلْدِمُ لَدْماً فأَنا لادِمٌ وقوم لَدَمٌ مثل خادِمٍ وخَدَمٍ وأُمُّ مِلْدَم الحُمَّى الليث أُمّ مِلدَم كنية الحُمَّى والعرب تقول قالت الحمى أَنا أُمُّ مِلْدَم آكُل اللحم وأَمَصُّ الدمَ قال ويقال لها أُمّ الهِبْرِزِيّ وأَلْدَمَت عليه الحُمّى أَي دامَتْ وفي الحديث جاءت أُمُّ مِلْدَمٍ تستأْذن هي الحُمَّى والميم الأُولى مكسورة زائدة وبعضهم يقولها بالذال المعجمة واللَّدِيمُ الثوب الخلَق وثوب لَدِيم ومُلَدَّم خَلَقٌ ولَدَمَه رَقَعَه الأَصمعي المُلَدَّم والمُرَدَّمُ من الثياب المُرقَّعُ وهو اللَّديم ولَدَمْت الثوب لدْماً ولَدَّمتُه تَلْديماً أَي رَقَّعْتُه فهو مُلَدَّم ولَدِيمٌ أَي مُرَقَّع مُصْلَح واللِّدامُ مثل الرِّقاع يُلْدَمُ به الخفّ وغيره وتَلَدَّم الثوبُ أَي أَخْلَق واسْتَرْقَع وتَلَدَّم الرجلُ ثوبَه أَي رَقعَه يتعدَّى ولا يتعدى مثل تَرَدَّم واللَّدَمُ بالتحريك الحُرَمُ في القَرابات ويقال إِنما سميت الحُرْمَةُ اللَّدَمَ لأَنها تَلْدِم القَرابةَ أَي تُصْلِح وتَصِل تقول العرب اللَّدَمُ اللَّدَمُ إِذا أَرادت توكيد المُحالفة أَي حُرْمَتُنا حُرْمَتُكم وبيتنا بيتُكم لا فرق بيننا وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَن الأَنصار لما أَرادوا أَن يُبايعوه في بَيْعَةِ العَقَبة بمكة قال أَبو الهيثم بن التَّيِّهان يا رسول الله إن بينَنا وبينَ القَوم حِبالاً ونحنُ قاطِعوها فنخشى إنِ اللهُ أَعَزَّك وأَظْهَرَكَ أَن ترجع إِلى قومك فتبسَّم النبي صلى الله عليه وسلم وقال بل الدَّمُ الدَّمُ والهَدَمُ الهَدَمُ أُحارِبُ مَنْ حارَبْتُم وأُسالمُ مَنْ سالَمْتُم ورواه بعضهم بل اللَّدَمُ اللَّدَمُ والهَدَمُ الهَدَمُ قال فمن رواه بل الدَّم الدّم والهَدَم الهَدَم فإِن ابن الأَعرابي قال العرب تقول دَمِي دَمُك وهَدَمِي هَدَمُك في النُّصْرة أَي إِن ظُلِمْتَ فقد ظُلِمْتُ قال وأَنشد العقيليّ دَماً طَيِّباً يا حَبَّذا أَنتَ من دَمِ قال أَبو منصور وقال الفراء العرب تدخل الأَلف واللام اللتين للتعريف على الاسم فتقومان مقام الإضافة كقول الله عز وجل فأَمَّا مَنْ طَغَى وآثر الحياةَ الدنيا فإِنَّ الجَحيم هي المأْوى أَي الجحيم مأْواه وكذلك قوله وأَمَّا مَن خاف مَقامَ رَبِّه ونهَى النفس عن الهوى فإِن الجنة هي المأْوى المعنى فإِن الجنة مأْواه وقال الزجاج معناه فإِن الجنة هي المأْوى له قال وكذلك هذا في كل اسم يدلان على مثل هذا الإِضمار فعلى قول الفراء قوله الدَّمُ الدَّمُ أَي دمكم دمي وهَدَمكم هَدَمي وقال ابن الأَثير في رواية الدَّمُ الدَّمُ قال هو أَن يهدر دَم القتيل المعنى إِن طلِب دمُكم فقد طُلب دمي فدمي ودمُكم شيء واحد وأَما من رواه بل اللَّدَم اللَّدَم والهَدَم الهَدَم فإِن ابن الأَعرابي أَيضاً قال اللَّدَم الحُرَم جمع لادِمٍ والهدَم القَبر فالمعنى حُرَمكم حُرَمي وأُقْبَرُ حيث تُقْبَرون وهذا كقوله المَحْيا مَحْياكم والمَمات مماتُكم لا أُفارقكم وذكر القتيبي أَن أَبا عبيدة قال في معنى هذا الكلام حُرْمَتي مع حُرْمَتِكم وبَيْتي مع بيتكم وأَنشد ثم الْحَقي بهَدَمِي ولَدَمِي أَي بأَصْلي وموضعي واللَّدَمُ الحُرَمُ جمع لادِم سُمِّي نساءُ الرجل وحُرَمُه لَدَماً لأَنهن يَلْتَدِمْنَ عليه إِذا مات وفي حديث عائشة قُبِض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في حَجْري ثم وضَعْت رأْسَه على وِسادَةٍ وقُمْتُ أَلْتَدِمُ مع النِّساء وأَضْرِب وَجْهي والمِلْدَمُ والمِلْدامُ حَجَرٌ يُرْضَخُ به النوى وهو المِرْضاخُ أَيضاً قال ابن بري عند قول الجوهري سُمِّيَت الحُرْمة اللَّدَمَ قال صوابه أَن يقول سميت الحُرَمُ اللَّدَم لأن اللَّدَم جمعُ لادِمٍ ولَدْمانُ ماء معروف ومُلادِمٌ اسم وفي ترجمة دعع في التهذيب قال قرأْت بخط شمر للطِّرمَّاح لم تُعالِجْ دَمْحَقاً بائتاً شُجَّ بالطَّخْفِ لِلَدْمِ الدَّعاعْ قال اللَّدْمُ اللَّعْقُ

( لذم ) لَذِمَ بالمكان بالكسر لَذْماً وأَلْذَمَ ثَبَت ولَزِمَه وأَقام وأَلذَمْتُ فلاناً بفلان إِلذاماً ورجلٌ لُذَمَةٌ لازمٌ للبيت يطرد على هذا بابٌ فيما زعم ابن دريد في كتابه الموسوم بالجمهرة قال ابن سيده وهو عندي موقوف ويقال للأَرْنب حُذَمةٌ لُذَمة تَسبق الجَمْع بالأَكَمةِ فحُذَمةٌ حديدة وقيل حُذَمة إِذا عَدَتْ أَسرعت ولُذَمة ثابتةُ العَدْو ولازمة له وقيل إِتباع واللُّذَمةُ اللازم للشيء لا يفارقه واللُّذُومُ لُزُومُ الخير أَو الشر ولَذِمَه الشيءُ أَعجَبه وهو في شعر الهذلي ولَذِمَ بالشيء لذَماً لَهِجَ به وأَلذَمَه إِيَّاه وبه وأَلهَجَه به وأَنشد ثَبْت اللِّقاء في الحروبِ مُلْذَما وأَنشد أَبو عمرو لأَبي الوَرْد الجعْديّ لَذِمْتَ أَبا حَسَّانَ أَنْبارَ مَعْشَرٍ جَنافَى عليكم يَطْلُبون الغَوائلا وأُلْذِمَ به أَي أُولِعَ به فهو مُلْذَم به ورجل لَذُومٌ ولَذِمٌ ومِلْذَمٌ مُولَع بالشيء قال قَصْرَ عَزِيز بالأَكالِ مِلْذَمِ الليث اللَّذِمُ المُولَع بالشيء وقد لَذِمَ لذَماً ويقال للشجاعِ مِلْذَمٌ لعَلَثِه بالقتال وللذّئب مِلْذَم لعَلَثِه بالفَرْسِ ولذِمَ به لَذَماً عَلِقَه وأَما ما أَنشده من قول الشاعر زعم ابن سيِّئةِ البنان بأَنَّني لَذِمٌ لآخُذَ أَرْبَعاً بالأَشْقَرِ فقد يكون العَلِقَ وعلى العَلِق استشهد به ابن الأَعرابي وقد يكون اللَّهِجَ الحَرِيص والمعنيان مُقتربان ويقال أَلْذِمْ لفلانٍ كَرامتَك أَي أَدِمْها له وأُمُّ مِلْذم كنية الحُمَّى قال ابن الأَثير بعضهم يقولها بالذال المعجمة

( لزم ) اللُّزومُ معروف والفِعل لَزِمَ يَلْزَمُ والفاعل لازمٌ والمفعول به ملزومٌ لزِمَ الشيءَ يَلْزَمُه لَزْماً ولُزوماً ولازَمه مُلازَمَةً ولِزاماً والتزَمَه وأَلزمَه إِيَّاه فالتزَمَه ورجل لُزَمَةٌ يَلْزَم الشيء فلا يفارِقه واللِّزامُ الفَيْصل جدّاً وقوله عز وجل قل ما يَعْبَأُ بِكُم ربِّي لولا دُعاؤكم أَي ما يصنع بكم ربي لولا دعاؤه إِيَّاكم إِلى الإِسلام فقد كذَّبتم فسوف يكون لِزاماً أَي عذاباً لازماً لكم قال الزجاج قال أَبو عبيدة فَيْصلاً قال وجاء في التفسير عن الجماعة أَنه يعني يومَ بدر وما نزل بهم فيه فإِنه لُوزِم بين القَتْلى لِزاماً أَي فُصل وأَنشد أَبو عبيدة لصخر الغَيّ فإِمَّا يَنْجُوَا من حَتْفِ أَرْضٍ فقد لَقِيا حُتوفَهما لِزاماً وتأْويل هذا أَن الحَتْف إِذا كان مُقَدَّراً فهو لازمٌ إِن نجا من حَتْفِ مكانٍ لقيه الحَتْفُ في مكان آخر لِزاماً وأَنشد ابن بري لا زِلْتَ مُحْتَمِلاً عليَّ ضَغِينَةً حتى المَماتِ يكون منك لِزاماً وقرئَ لَزاماً وتأْويله فسوف يَلْزمُكم تكذيبكم لَزاماً وتَلْزمُكم به العقوبة ولا تُعْطَوْن التوبة ويدخل في هذا يومُ بدر وغيره مما يَلْزَمُهم من العذاب واللِّزام مصدر لازَم واللَّزام بفتح اللام مصدر لَزِمَ كالسَّلام بمعنى سَلِمَ وقد قرئ بهما جميعاً فمن كسر أَوقعه مُوقَع مُلازِم ومن فتح أَوقعه موقع لازِم وفي حديث أَشراط الساعة ذكرُ اللِّزام وفسِّر بأَنه يوم بدر وهو في اللغة المُلازَمة للشيء والدوامُ عليه وهو أَيضاً الفَصْل في القضية قال فكأَنه من الأَضداد واللِّزامُ الموتُ والحسابُ وقوله تعالى ولولا كلِمةٌ سبَقَتْ من ربِّك لكان لِزاماً معناه لكان العذاب لازِماً لهم فأَخّرَهم إِلى يوم القيامة واللَّزَمُ فَصْلُ الشيء من قوله كان لِزاماً فَيْصَلاً وقال غيره هو من اللُّزومِ الجوهري لَزِمْت به ولازَمْتُه واللِّزامُ المُلازِمُ قال أَبو ذؤيب فلم يرَ غيرَ عاديةٍ لِزاماً كما يَتَفَجَّر الحوضُ اللَّقِيفُ والعاديةُ القوم يَعْدُون على أَرجلهم أَي فحَمْلَتُهم لِزامٌ كأَنهم لَزِمُوه لا يفارقون ما هم فيه واللَّقيفُ المُتهوِّر من أَسفله والالتِزامُ الاعتِناقُ قال الكسائي تقول سَبَبْتُه سُبَّةً تكون لَزامِ مثل قَطامِ أَي لازمة وحكى ثعلب لأَضْرِبَنَّك ضَرْبةً تكون لَزامِ كما يقال دَراكِ ونَظارِ أَي ضربة يُذكر بها فتكون له لِزاماً أَي لازِمةً والمِلْزَم بالكسر خشبتان مشدودٌ أَوساطُهما بحديدة تُجْعَل في طرفها قُنّاحة فتَلْزَم ما فيها لُزوماً شديداً تكون مع الصَّياقِلة والأَبَّارِين وصار الشيءُ ضربةَ لازِمٍ كلازِبٍ والباء أَعلى قال كُثيّر في محمد بن الحنفية وهو في حبس ابن الزبير سَمِيُّ النبيِّ المُصْطَفى وابنُ عَمِّه وفَكّاك أَغْلالٍ ونَفّاع غارِمِ أَبى فهو لا يَشْرِي هُدىً بضَلالةٍ ولا يَتَّقي في الله لَوْمةَ لائمِ ونحنُ بحَمْدِ اللهِ نَتْلُو كِتابَه حُلولاً بهذا الخَيْفِ خَيْفِ المَحارِم بحيثُ الحمامُ آمِنُ الرَّوْعِ ساكِنٌ وحيثُ العَدُوُّ كالصَّديقِ المُلازِم فما وَرِقُ الدُّنْيا بِباقٍ لأَهْلهِ وما شِدَّةُ البَلْوَى بضَرْبةِ لازِم تُحَدِّثُ مَن لاقَيْت أَنك عائذٌ بَل العائذُ المظلوم في سِجْنِ عادِم والمُلازِمُ المُغالِقُ ولازِم فرس وُثَيل بن عوف

( لسم ) أَلسَمَه حُجَّته أَلزَمَه كما يُلْسَم ولَدُ المنتوجة ضرْعَها وقال ابن شميل الإِلْسامُ إِلْقامُ الفصيلِ الضرعَ أَوَّلَ ما يُولد ويقال أَلسَمْته إِلْساماً فهو مُلْسَمٌ ويقال أَلسَمْتُه حُجَّتَه إِلْساماً أَي لَقَّنْتُه إِياها وأَنشد لا يُلْسَمَنَّ أَبا عِمْرانَ حُجَّتَه فلا تكونَنْ له عَوْناً على عُمرا ابن الأَعرابي اللَّسْم السكوتُ حياءً لا عَقْلاً

( لضم ) التهذيب اللَّضْمُ العُنْفُ والإِلْحاحُ على الرجل يقال لَضَمْتُه أَلْضِمُه لَضْماً أَي عَنُفْتُ عليه وأَلْحَحْت وأَنشد مَنَنْتَ بِنائلٍ ولَضَمْتَ أُخْرى بِرَدٍّ ما كذا فِعْلُ الكِرام قال أَبو منصور ولم أَسمع لضم لغير الليث

( لطم ) اللَّطْمُ ضَرْبُك الخدَّ وصَفْحةَ الجسد ببَسْط اليد وفي المحكم بالكفّ مفتوحة لَطَمَه يَلْطِمُه لَطْماً ولاطَمَه مُلاطَمةً ولِطاماً والمَلْطِمانِ الخدّان قال نابي المَعَدَّيْنِ أَسِيل مَلْطِمُه
( * قوله « نابي » كذا في الأصل وشرح القاموس بالباء والذي في المحكم نائي )
وهما المَلْطَمانِ نادر ابن حبيب المَلاطِمُ الخدود واحدها مَلْطَمٌ وأَنشد خَصِمُون نَفّاعُون بِيضُ المَلاطِم ابن الأَعرابي اللَّطْمُ إِيضاحُ الحمرة واللَّطْمُ الضرب على الوجه بباطن الراحة وفي المثل لو ذاتُ سِوارٍ لَطَمَتْني قالته امرأَة لَطَمَتْها مَن ليست بكفءٍ لها الليث اللَّطِيمُ بلا فِعْلٍ من الخيل الذي يأْخذ خدَّيه بياضٌ وقال أَبو عبيدة إِذا رجعت غُرّةُ الفرس من أَحد شِقّي وجهه إِلى أَحد الخدّين فهو لَطِيمٌ وقيل اللَّطِيمُ من الخيل الذي سالت غُرّتُه في أَحد شِقّي وجهه يقال منه لُطِمَ الفرس على ما لم يسمّ فاعله فهو لَطِيمٌ عن الأَصمعي واللَّطِيمُ من الخيل الأَبيضُ موضِع اللَّطْمةِ من الخدّ والجمع لُطُمٌ والأُنثى لَطِيمٌ أَيضاً وهو من باب مُدَرْهم أَي لا فِعْل له وقيل اللَّطيمُ الذي غُرّته في أَحد شِقّي وجهه إِلى أَحد الخدّين في موضع اللَّطْمة وقيل لا يكون لَطيماً إِلا أَن تكون غُرّتُه أَعظمَ الغُررِ وأَفشاها حتى تُصِيبَ عينيه أَو إِحداهما أَو تُصِيبَ خَدّيه أَو أَحدَهما وخَدٌّ مُلَطَّمٌ شُدِّد للكثرة واللَّطيمُ من خَيْلِ الحَلْبة هو التاسع من سوابق الخيل وذلك أَنه يُلْطَم وجهُه فلا يدخل السُّرادِق واللَّطِيمُ الصغيرُ من الإِبل الذي يُفْصَل عند طلوع سُهَيْل وذلك أَن صاحبه يأْخذ بأُذُنِه ثم يَلْطِمه عند طلوع سهيل ويستقبله به ويَحْلِف أَن لا يذوق قطرة لَبَن بعد يومه ذلك ثم يَصُرُّ أَخلافَ أُمِّه كلَّها ويَفْصِله منها ولهذا قالت العرب إِذا طلع سُهيلْ بَرَدَ الليلْ وامتنع القَيْلْ وللفصيل الوَيْلْ وذلك لأَنه يُفْصَل عند طلوعه الجوهري اللَّطيمُ فَصيلٌ إِذا طلع سهيل أَخذه الراعي وقال له أَتَرى سهيلاً ؟ والله لا تذوق عندي قطرة ثم لَطَمه ونَحّاه ابن الأَعرابي اللَّطِيمُ الفصيل إِذا قَوِي على الركوب لُطِمَ خَدُّه عند عَيْنِ الشمس ثم يقال اغْرُبْ فيصير ذلك الفصيلُ مؤدَّباً ويسمى لَطِيماً واللَّطِيمُ الذي يموت أَبواه والعَجِيُّ الذي تموت أُمُّه واليتيمُ الذي يموت أَبوه واللَّطِيم واللَّطِيمةُ المِسْكُ الأُولى عن كراع قال الفارسي قال ابن دريد هي كل ضربٍ من الطيِّب يُحمل على الصُّدْغ من المَلْطِم الذي هو الخدّ وكان يستحسنها وقال ما قالها إِلاَّ بطالع سعد واللَّطِيمةُ وِعاءُ المِسْك وقيل هي العير تحمله وقيل سُوقُه وقيل كلُّ سُوقٍ يُجْلب إِليها غيرُ ما يؤكل من حُرِّ الطيِّب والمتاعِ غير المِيرة لَطِيمةٌ والميرة لما يؤكل ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه أَنشده لِعاهانَ بن كَعْب بن عمرو بن سعد إِذا اصْطَكَّتْ بضَيْقٍ حُجْرتاها تَلاقِي العَسْجَدِيَّةِ واللَّطِيمِ قال العَسْجَدِيّة إِبل منسوبة إِلى سُوق يكون فيها العَسْجد وهو الذهب وقال ابن بري العسجدية التي تَحْمِل الذهب واللَّطِيمُ منسوب إِلى سُوق يكون أَكثرُ بَزِّها اللَّطِيمَ وهو جمع اللَّطيمة وهي العيرُ التي تحمل المسك ابن السكيت اللَّطيمة عِيرٌ فيها طِيبٌ والعسجديةِ ركابُ المُلوكِ التي تحمل الدِّقَّ والدِّقُّ الكثير الثمن الذي ليس بجافٍ الجوهري اللَّطِيمةُ العيرُ تحمل الطِّيبَ وبَزَّ التِّجار وربما قيل لسُوقِ العَطَّارِين لَطِيمةٌ قال ذو الرمة يَصف أَرطأة تَكنَّسَ فيها الثور الوحشي كأَنَّها بيتُ عَطَّارٍ يُضَمِّنُه لَطائمَ المِسْكِ يَحْويها وتُنْتَهَبُ قال أَبو عمرو اللَّطِيمةُ قِطْعةُ مِسْك ويقال فارة مِسْك قال الشاعر في اللَّطيمة المسك فقتلُ أَعَطَّاراً نَرى في رِحالِنا ؟ وما إِنْ بمَوْماةٍ تُباعُ اللَّطائمُ وقال آخر في مثله عَرُفْتَ كإِتْبٍ عَرَّفَتْه اللَّطائمُ وفي حديث بدر قال أَبو جهل يا قومِ اللَّطيمَة اللَّطيمةَ أَي أَدْرِكوها وهي منصوبة بإِضمار هذا الفعل واللَّطيمة الجِمالُ التي تحمل العِطْرَ والبَزَّ غير المِيرة ولَطائمُ المِسْك أَوْعِيتُه ابن الأَعرابي اللَّطيمةُ سُوقُ الإِبل واللَّطيمة والزَّوْمَلةُ من العِير التي عليها أَحمالها قال ويقال اللَّطيمةُ والعِيرُ والزَّوْملة وهي العير التي كان عليها
( * قوله « وهي العير التي كان عليها إلخ » كذا في الأصل وعبارة التهذيب وهي العير كان عليها حمل أو لم يكن ) حِمْل أَو لم يكن ولا تسمى لَطيمةً ولا زَوْملة حتى تكون عليها أَحمالها وقول أَبي ذؤيب فجاءَ بها ما شِئتَ من لَطَمِيَّةٍ تَدُورُ البحارُ فوقَها وتَمُوجُ إِنما عنى دُرَّة وقوله ما شئت من لَطَمِيّة في موضع الحال وتَلَطَّم وجهُه ارْبَدّ والمُلَطَّم اللئيم ولَطَّم الكتاب ختَمه وقوله لا يُلْطَمُ المصْبُورُ وَسْطَ بُيوتِنا ونَحُجُّ أَهلَ الحقِّ بالتَّحْكِيم يقول لا يُظْلَم فينا فيُلْطَم ولكن نأْخذ الحق منه بالعدل عليه الليث اللَّطِيمة سُوق فيها أَوْعيةٌ من العِطْر ونحوه من البِياعات وأَنشد يَطُوفُ بها وَسْطَ اللَّطِيمة بائعُ وقال في قول ذي الرمة لطائِم المِسْكِ يَحْوِيها وتُنْتَهَبُ يعني أَوْعِيَة المسك أَبو سعيد اللَّطيمة العَنْبَرةُ التي لُطِمَت بالمسك فتَفَتَّقت به حتى نَشِبَت رائحتها وهي اللَّطَمِيّة ويقال بالةٌ لَطَمِيّةٌ ومنه قول أَبي ذؤيب كأَنَّ عليها بالةً لَطَمِيَّةً لها من خِلالِ الدَّأْيَتينِ أَرِيجُ أَراد بالبالة الرائحة والشَّمّة مأْخوذ من بَلْوته أَي شَمَمْته وأَصلها بَلوة فقدَّم الواو وصيرها أَلفاً كقولهم قاعَ وقَعا ويقال أَعْطِني لَطِيمةً من مِسك أَي قطعة واللَّطِيمة في قول النابغة
( * قوله « واللطيمة في قول النابغة إلخ » عبارة التهذيب واللطيمة في قول النابغة السوق سميت لطيمة لتصافق الأيدي فيها قال وأما لطائم المسك في قول ذي الرمة فهي الغوالي إلخ ) هي الغوالي المُعَنْبَرة ولا تسمى لَطِيمة حتى تكون مخلوطة بغيرها الفراء اللَّطِيمة سُوق العطّارين واللَّطيمة العِيرُ تحمل البُرَّ والطِّيبَ أَبو عمرو اللَّطيمةُ سُوقٌ فيها بَزٌّ وطِيب ولاطَمَه فتَلاطما والتطَمَت الأَمْواجُ ضرب بعضها بعضاً وفي حديث حسّان يُلَطِّمُهنّ بالخُمُرِ النساءُ أَي يَنْفُضْن ما عليها من الغُبار فاستعار له اللَّطْم وروي يُطَلِّمُهنّ وهو الضرب بالكف

( لعم ) انفرد بها الأَزهري وقال لم أَسمع فيه شيئاً غير حرف واحد وجدته لابن الأَعرابي قال اللَّعَمُ اللُّعابُ بالعين قال ويقال لم يتَلعْثَمْ في كذا ولم يتَلَعْلَمْ في كذا أَي لم يتمكَّث ولم ينتظر

( لعثم ) تَلَعْثَم عن الأَمر نَكَل وتمكَّث وتأَنَّى وتبصَّر وقيل التَّلَعْثُم الانتظار وما تَلَعْثَم عن شيء أَي ما تأَخَّر ولا كذَّب وقرأَ فما تَلعْثَم وما تَلَعْذَمَ أَي ما توقَّف ولا تمكَّث ولا تردّد وقيل ما تَلَعْثَم أَي لم يُبْطِئ بالجواب وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال ما عرَضْتُ الإِسْلامَ على أَحَدٍ إِلا كانت فيه كَبْوةٌ إِلا أَن أَبا بكر ما تَلَعْثَم أَي أَجاب من ساعتِه أَوَّلَ ما دعوته ولم ينتظر ولم يتمكَّث وصدَّق بالإِسلام ولم يتوقَّف وفي حديث لقمان بن عاد أَنه قال في أَحدِ إِخْوتِه فليسَت فيه لَعْثَمَةٌ إِلا أَنه ابن أَمَةٍ أَراد أَنه لا توقُّفَ عن ذِكْرِ مَناقبه إِلا عند ذكر صَراحةِ نَسبِه فإِنه يُعاب بهُجْنته ويقال سأَلته عن شيء فلم يتَلعْثَمْ ولم يتَلَعْذَمْ ولم يَتَتَمْتَمْ ولم يتمرَّغ ولم يتفكَّر أَي لم يتوقف حتى أَجابني

( لعذم ) قرأَ فما تَلَعْذَمَ أَي ما تردَّد كتلَعْثَم وزعم يعقوب أَن الذال بدل من التاء وقد تقدم

( لعظم ) الجوهري يقال لَعْمَظْتُ اللحمَ أَي انتهَسْته عن العظم قال وربما قالوا لَعْظَمْتُه على القلب

( لغم ) لَغِمَ لَغَماً ولَغْماً وهو استِخْبارُه عن الشيء لا يستيقنه وإِخبارُه عنه غير مستيقن أَيضاً ولَغَمْتُ أَلغَمُ لَغْماً إِذا أَخبَرْت صاحبك بشيء لا تستيقنه وَلَغَم لَغْماً كنَغَم نَغْماً وقال ابن الأَعرابي قلت لأَعرابي مَتى المَسِير ؟ فقال تَلَغَّموا بيومِ السبْت يعني ذكَروه واشتقاقه من أَنهم حرَّكوا مَلاغِمَهم به واللَّغِيمُ السِّرّ واللُّغامُ والمَرْغُ اللُّعاب للإِنسان ولُغام البعير زَبَدُه واللُّغامُ زَبَدُ أَفواهِ الإِبل والرُّوالُ للفرس ابن سيده واللُّغام من البعير بمنزلة البُزاقِ أَو اللُّعاب من الإِنسان ولَغَم البعيرُ يَلْغَم لُغامه لَغْماً إِذا رمى به وفي حديث ابن عُمر وأَنا تحت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصِيبُني لُغامُها لُغامُ الدابة لُعابُها وزبدُها الذي يخرج من فيها معه وقيل هو الزَّبَدُ وحده سمي بالمَلاغِم وهي ما حَوْلَ الفَم مما يَبْلُغه اللسان ويَصِل إِليه ومنه الحديث يَستعمِل مَلاغِمَهُ هو جمع مُلْغَم ومنه حديث عمرو بن خارجة وناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم تَقْصَع بِجِرّتها ويَسِيل لُغامُها بين كَتِفَيَّ والمَلْغَمُ الفمُ والأَنْف وما حولهما وقال الكلابي المَلاغِمُ من كل شيء الفم والأَنف والأَشْداق وذلك أَنها تُلَغَّم بالطيب ومن الإِبل بالزَّبَدِ واللُّغامِ والمَلْغَمُ والمَلاغِم ما حول الفم الذي يبلغه اللسان ويشبه أَن يكون مَفْعَلاً من لُغامِ البعير سمي بذلك لأَنه موضع اللُّغامِ الأَصمعي مَلاغِمُ المرأَة ما حول فمها الكسائي لَغَمْت أَلْغَم لَغْماً ويقال لَغَمْتُ المرأَة أَلْغَمُها إِذا قبَّلْت مَلْغَمها وقال خَشَّمَ منها مَلْغَمُ المَلْغومِ بشَمَّةٍ من شارِفٍ مَزْكومِ قدْ خَمَّ أَو قد هَمَّ بالخُمومِ ليسَ بمَعْشوقٍ ولا مَرْؤُومِ خَشَّم منها أَي نتُن منها مَلْغُومُها بشَمَّة شارف وتلَغَّمْت بالطِّيب إِذا جعلته في المَلاغِم وأَنشد ابن بري لرؤبة تَزْدَج بالجادِيّ أَو تَلَغَّمُهْ
( * قوله « تزدج إلخ » هكذا في الأصل )
وقد تلَغَّمَت المرأَةُ بالزعفران والطِّيب وأَنشد مُلَغَّم بالزعفرانِ مُشْبَع ولُغِمَ فلانٌ بالطِّيب فهو مَلْغوم إِذا جعل الطِّيب على مَلاغِمه والمَلْغَم طرف أَنفه وتلَغَّمَت المرأَة بالطيب تلَغُّماً وضَعَتْه على مَلاغمها وكلُّ جوهر ذوّاب كالذهب ونحوه خُلِط بالزَّاوُوق مُلْغَمٌ وقد أُلْغِمَ فالْتَغَمَ والغنَمُ تتَلَغَّم بالعُشْب وبالشِّرْب تَبُلُّ مَشافِرَها واللَّغَم الإِرْجافُ الحادُّ

( لغذم ) تلَغْذَم الرجل اشتدَّ كلامه الليث المُتَلَغْذِم الشديد الأَكل

( لفم ) اللِّفام النقاب على طرف الأَنف وقد لَفَمَ وتلَفَّم ولفَمَت المرأَة فاها بِلِفامِها نَقَّبَته ولَفَمتْ وتلَفَّمت والْتَفَمت إِذا شدَّت اللِّفام أَبو زيد تميم تقول تلَثَّمت على الفم وغيرهم يقول تلَفَّمت قال الفراء يقال من اللِّفام لَفَمْت أَلْفِم فإِذا كان على طرف الأَنف فهو اللِّفام وإِذا كان على الفم فهو اللِّثام الجوهري قال الأَصمعي إِذا كان النِّقاب على الفم فهو اللِّثام واللِّفام كما قالوا الدَّفَئِيُّ والدَّثَئِيُّ قال الشاعر يُضِيءُ لنا كالبَدْر تحت غَمامةٍ وقد زلَّ عن غُرّ الثَّنايا لِفامُها وقال أَبو زيد تلَفَّمْت تلَفُّماً إِذا أَخذت عمامة فجعلتها على فيك شِبْه النقاب ولم تبلغ بها أَرنبة الأَنف ولا مارِنَه قال وبنو تميم تقول في هذا المعنى تلَثَّمت تلَثُّماً قال وإِذا انتهى إِلى الأَنف فغشِيَه أَو بعضه فهو النقاب

( لقم ) اللَّقْمُ سُرعة الأَكل والمُبادرةُ إِليه لَقِمَه لَقْماً والْتَقَمه وأَلْقَمه إِياه ولَقِمْت اللُّقْمةَ أَلْقَمُها لَقْماً إِذا أَخَذْتَها بِفِيك وأَلْقَمْتُ غيري لُقْمةً فلَقِمَها والْتَقَمْت اللُّقْمةَ أَلْتَقِمُها الْتِقاماً إِذا ابْتَلَعْتها في مُهْلة ولَقَّمْتها غيري تَلْقِيماً وفي المثل سَبَّه فكأَنما أَلْقَم فاه حَجَراً وفي الحديث أَن رجلاً أَلْقَمَ عينَه خَصاصةَ الباب أَي جعل الشَّقَّ الذي في الباب يُحاذي عينَه فكأَنه جعله للعين كاللُّقمة للفم وفي حديث عمر رضي الله عنه فهو كالأَرْقم إِن يُتْرك يَلْقَم أَي إِن تَتْرُكه يأْكلك يقال لَقِمْت الطعامَ أَلقَمُه وتلَقَّمْتُه والْتَقَمْتُه ورجُل تِلْقام وتِلْقامة كبير اللُّقَم وفي المحكم عظيم اللُّقَم وتِلْقامة من المُثُل التي لم يذكرها صاحب الكتاب واللَّقْمة واللُّقْمة ما تُهيِّئه لِلّقم الأُولى عن اللحياني التهذيب واللُّقْمة اسم لما يُهيِّئه الإِنسان للالتقام واللَّقْمةُ أَكلُها بمرّة تقول أَكلت لُقْمة بلَقْمَتينِ وأَكلت لُقْمَتين بلَقْمة وأَلْقَمْت فلاناً حجَراً ولَقَّم البعيرَ إِذا لم يأْكل حتى يُناوِلَه بيده ابن شميل أَلقَمَ البعيرُ عَدْواً بينا هو يمشي إِذْ عَدا فذلك الإِلْقام وقد أَلْقَمَ عَدْواً وأَلْقَمْتُ عَدْواً واللَّقَمُ بالتحريك وسط الطريق وأَنشد ابن بري للكميت وعبدُ الرحِيمِ جماعُ الأُمور إِليه انتَهى اللَّقَمُ المُعْمَلُ ولَقَمُ الطريق ولُقَمُه الأَخيرة عن كراع مَتْنُه ووسطه وقال الشاعر يصف الأَسد غابَتْ حَلِيلتُه وأَخْطأَ صَيْده فله على لَقَمِ الطريقِ زَئِير
( * هذا البيت لبشار بن بُرد )
واللَّقْمُ بالتسكين مصدر قولك لَقَمَ الطريقَ وغير الطريق بالفتح يَلْقُمه بالضم لَقْماً سدَّ فمه ولَقَمَ الطريقَ وغيرَ الطريق يَلْقُمه لَقْماً سدَّ فمه واللَّقَمُ محرَّك مُعْظم الطريق الليث لَقَمُ الطريق مُنْفَرَجُه تقول عليك بلَقَمِ الطريق فالْزَمْه ولُقْمانُ صاحب النُّسور تنسبه الشعراءُ إلى عاد وقال تَراه يُطوِّفُ الآفاقَ حِرْصاً ليأْكل رأْسَ لُقْمانَ بنِ عادِ قال ابن بري قيل إن هذا البيت لأَبي المهوش الأَسَديّ وقيل ليزيد بن عمرو بن الصَّعِق وهو الصحيح وقبله إذا ما ماتَ مَيْتٌ من تَميمٍ فسَرَّك أَن يَعِيش فجِئْ بِزادِ بخُبْزٍ أَو