مجلد كتاب: معجم الفروق اللغوية أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري (المتوفى: نحو 395هـ)
معجم الفروق اللغوية
الحاوي لكتاب أبي هلال العسكري وجزءا من كتاب السيد نور الدين الجزائري
تحقيق مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المقدسة
(1/1)
معجم الفروق اللغوية
تنظيم: الشيخ بيت الله بيات ومؤسسة النشر الإسلامي
الموضوع: اللغة
عدد الصفحات: 630
عدد الاجزاء: جزء واحد
الطبعة: الأولى
المطبوع: 2000 نسخة
التاريخ: شوال المكرم 1412
مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة
(1/2)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة على محمد المصطفى وعلى آله الطيبين الطاهرين واللعنة على اعدائهم أجمعين.
وبعد: فان من جملة علوم العربية المهمة التي اهتم بها اللغويون قديما وحديثا علم الفروق اللغوية المعني بتمييز المفردات المتقاربة المعاني والتي تبدوا مترادفة إذا نظر إليها من غير تدقيق الامر الذي دفع قدماء علماء اللغة إلى تصنيف كتب مستقلة في هذا المضمار، منها كتاب " الفروق اللغوية " لابي هلال الحسن بن عبد الله العسكري من أعلام القرن الرابع الهجري ولهذا الكتاب مكانته الخاصة في فهم النصوص العربية - قرآنا ورواية وشعرا وغيرها - باعتباره من الكتب المتقدمة.
ولما كان هذا الكتاب بشكل يصعب على المراجع له الوصول إلى مقصوده بسهولة قام فضيلة الشيخ بيت الله بيات - حفظه الله تعالى - بتبويبه وترتيبه بالترتيب الهجائي مراعيا فيه الأمور التالية:
1 - المحافظة على المتن ثابتا من دون تغيير الا المقدمة فقد رأينا حذفها.
2 - حذف موارد التكرار والاستغناء منها بالارجاع إلى أرقامها السابقة أو اللاحقة.
3 - عدم ملاحظة الحرورف الاصلية في ترتيب الكلمات.
4 - تخريج الآيات المذكورة في متن الكتاب.
5 - الاعتماد على النسخة المطبوعة من منشورات مكتبة بصيرتي والاستفادة من بعض هوامشها.
وامور اخرى لا يخفى حسنها على المتأمل.
(1/3)
واقترحت مؤسستنا - بعد تلقي عمل سماحة الشيخ البيات بالقبول والرضا - إضافة قسم من كتاب " فروق اللغات " للسيد نور الدين بن السيد نعمة الله الجزائري المتوفى سنة 1158 هـ، فقامت بإدراج الموارد التي اختلف فيها السيد الجزائري مع أبي هلال والموارد التي اختص بها السيد ولم يذكرها أبو هلال
وميزت تلك الاضافات بتذييلها بكلمة (اللغات) بين قوسين فلاحظ، مستفيدين من بعض ما جاء في النسخة المحققة وهي من منشورات " دفتر نشر " وسمينا هذا النتاج القيم الجامع بين هذين الكتابين ب " معجم الفروق اللغوية " وقامت لجنة التحقيق بترقيمه ترقيما جديدا شاملا لكل ما ورد في هذا الكتاب وتنظيم فهرس موسع له وإخراجه بهذه الصورة الأنيقة.
ولا يخفى أن أبا هلال العسكري قد أرجع بعض الفروق بعبارة " ما ذكر " أو أشار إلى بعضها بلفظ " ستذكر " ونحن وضعنا هما كما هي حفاظا للمتن.
وأخيرا لا يسعنا إلا أن نتقدم بجزيل الشكر لسماحة الشيخ البيات والاخوة في لجنة التحقيق السيد علي الطباطبائي والشيخ رياض الراوي وأبو حيدر الجواهري وغيرهم سائلين الله للجميع مزيدا من التوفيق إنه نعم المولى ونعم النصير.
مؤسسة النشر الاسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة
(1/4)
* (أ) *
1- الفرق بين الآثم والأثيم: (44) .
2 - الفرق بين آخر الشئ ونهايته: أن آخر الشئ خلاف أوله وهما اسمان، والنهاية مصدر مثل الحماية والكفاية إلا أنه سمي به منقطع الشئ فقيل هو نهايته أي منتهاه، وخلاف المنتهى المبتدأ فكما أن قولك المبتدأ يقتضي ابتداء فعل من جهة اللفظ وقد انتهى الشئ إذا بلغ مبلغا لا يزاد عليه وليس يقتضي النهاية منتهي إليه ولو اقتضى ذلك لم يصح أن يقال للعالم نهاية، وقيل الدار الآخرة لان الدنيا تؤدي إليها والدنيا بمعنى الاولى، وقيل
الدار الآخرة كما قيل مسجد الجامع والمراد مسجد اليوم الجامع ودار الساعة الآخرة، وأما حق اليقين فهو كقولك محض اليقين ومن اليقين وليس قول من يقول هذه إضافة الشئ إلى نعته بشئ لان الاضافة توجب دخول الأول في الثاني حتى يكون في ضمنه، والنعت تحلية وإنما يحلى بالشئ الذي هو بالحقيقة ويضاف إلى ما هو غيره في الحقيقة، تقول هذا زيد الطويل فالطويل هو زيد بعينه، ولو قلت زيد الطويل وجب أن يكون زيد غير الطويل ويكون في تلك الطويل، ولا يجوز إضافة الشئ إلا إلى غيره أو بعضه فغيره نحو عبد زيد وبعضه نحو ثوب حرير وخاتم ذهب أي من حرير ومن ذهب، وقال المازني: عام الاول إنما هو عام زمن الأول.
(1/5)
3 - الفرق بين الآخر والآخر: أن الآخر بمعنى ثان وكل شئ يجوز أن يكون له ثالث وما فوق ذلك يقال فيه آخر ويقال للمؤنث أخرى وما لم يكن له ثالث فما فوق ذلك قيل الاول والآخر، ومن هذا ربيع الاول وربيع الآخر.
4 - الفرق بين الآخر والاول والبعد والقبل: (343) .
5 - الفرق بين الآلاء والنعم: أن الالى واحد الآلاء وهي النعمة التي تتلو غيرها من قولك وليه يليه إذا قرب منه وأصله ولي، وقيل واحد الآلاء الي وقال بعضهم الالي مقلوب من إلى الشئ اذا عظم علي قال فهو اسم للنعمة العظيمة.
6 - الفرق بين الآلة والسبب: (1074) .
7 - الفرق بين الآل والاهل: (335) .
8 - الفرق بين الآل والذرية (1) : آل الرجل: ذو (2) قرابته، وذريته: نسله.
فكل ذرية آل، وليس كل آل بذرية.
وأيضا: الآل يخص بالاشراف، وذوي الاقدار، بحسب الدين، أو الدنيا.
فلا يقال: آل حجام، وآل حائك، بخلاف الذرية.
(اللغات)
__________
(1) الآل والذرية في الكليات 1: 268 و 2: 361.
والفرائد: 1.
(2) فيهما: ذو قرابته.
(*)
(1/6)
9 - الفرق بين الآنية والظرف (1) (*) : الآنية: تطلق على كل ما يستعمل في الاكل والشرب، وغيرهما كالقدر والمغرفة والصحن، والغضارة.
والظرف أعم منه ومن غيره إذ هو ما يشغل الشئ ويحيط به، فالصندوق والمخزن، وكذا الحوض والدار: ظروف، ولا تطلق عليها الآنية، فبينهما عموم وخصوص، فإن كل آنية ظرف، وليس كل ظرف آنية، وأهل اللغة لم يفرقوا بينهما.
(اللغات) .
10 - الفرق بين الآل والعترة: (1404) .
11 - الفرق بين الآل والشخص: أن الآل هو الشخص الذى يظهر لك من بعيد، شبه بالآل الذي يرتفع في الصحاري، وهو غير السراب وإنما السراب سبخة تطلع عليها الشمس فتبرق كأنها ماء، والآل شخوص ترتفع في الصحاري للناظر وليست بشئ، وقيل الآل من الشخوص ما لم يشتبه وقال بعضهم " الآل من الاجسام ما طال ولهذا سمي الخشب آلا ".
12 - الفرق بين آنست ببصري وأحسست ببصري: (75) .
13 - الفرق بين الآية والعلامة: (1477) .
__________
(1) الآنية والظرف: في الكليات 3: 166.
والتعريفات: 137.
(*) في ط: الاواني والظروف، وأوردها هناك بعد مادة: الاب والوالد.
وبين المادتين شئ من خلاف اللفظ.
قال في المطبوعة.
" الآنية: كل ما يستعمل في المهمات كالقدر والمغرفة والصحن ونحوه والظرف: ما كان شاغلا للشئ، فهو أعم من الآنية.
فإن الحوض والمخزن مثلا يصح عليه الظرفين، ولا يطلق عليهما الآنية.
فبينهما عموم، وخصوص.
وأهل اللغة لم يفرقوا بينهما ".
(*)
(1/7)
14 - الفرق بين الاباء والامتناع (1) : الاباء: شدة الامتناع، فكل اباء امتناع: وليس إباء (2) ، قاله الراغب.
قلت: ويدل عليه قوله تعالى: " ويأبى الله إلا أن يتم نوره " (3) .
وقوله تعالى: " إلا إبليس أبى واستكبر " (4) .
فإن المراد: شدة الامتناع في المقامين.
(اللغات) .
15 - الفرق بين الاباء والكراهة: أن الاباء هو أن يمتنع وقد يكره الشئ من لا يقدر على إبائه وقد رأينا هم يقولون للملك أبيت اللعن ولا يعنون أنك تكره اللعن لان اللعن يكرهه كل أحد وإنما يريدون أنك تمتنع من أن تلعن وتشتم لما تأتي من جميل الافعال، وقال الراجز " ولو أرادوا ظلمه أبينا " أي امتنعنا عليهم أن يظلموا ولم يرد أنا نكره ظلمهم إياه لان ذلك لا مدح فيه، وقال الله تعالى " ويأبى الله إلا أن يتم نوره " (5) أي يمتنع من ذلك ولو كان الله يأبى المعاصي كما يكرهها لم تكن معصية ولا عاص.
16 - الفرق بين الاباء والمضادة: أن الاباء يدل على النعمة، ألا ترى أن المتحرك ساهيا لا يخرجه ذلك من أن يكون أتى بضد السكون ولا يصح
أن يقال قد أبى السكون، والمضادة لا تدل على النعمة.
17 - الفرق بين الاباحة والاذن: أن الاباحة قد تكون بالعقل والسمع، والاذن
__________
(1) الاباء والامتناع في الكليات 1: 191.
والفرائد: 1.
(2) في ط: إباء امتناعا.
وهو خطأ.
(3) التوبة 9: 32.
(4) البقرة 2: - 34.
في خ التوحيد، والتصويب من: ط.
(5) التوبة 9: 32.
(*)
(1/8)
لا يكون إلا بالسمع وحده، وأما الاطلاق فهو إزالة المنع عمن يجوز عليه ذلك، ولهذا لا يجوز أن يقال ان الله تعالى مطلق وإن الاشياء مطلقة له.
18 - الفرق بين الاختراع والابتداع: أن الابتداع إيجاد ما لم يسبق إلى مثله يقال أبدع فلان إذا أتى بالشئ الغريب وأبدعه الله فهو مبدع وبديع ومنه قوله تعالى " بديع السموات والارض ".
(1) وفعيل من أفعل معروف في العربية يقال بصير من أبصر وحليم من أحلم، والبدعة في الدين مأخوذة من هذا وهو قول ما لم يعرف قبله ومنه قوله تعالى " ما كنت بدعا من الرسل " (2) وقال رؤبة: وليس وجه الحق أن يبدعا
19 - الفرق بين الابتداع والاختراع (3) : قال الجوهري (4) .
أبدعت الشئ: اخترعته.
وقال الزمخشري في الاساس (5) : اخترع الله الاشياء: ابتدعها من غير سبب.
انتهى.
وخص بعضهم الابتداع بالايجاد لا لعلة، والاختراع بالايجاد لا من شئ ويؤيده ما رواه الصدوق (*) - طاب ثراه - في كتاب التوحيد من باب أنه عزوجل ليس بجسم ولا صورة.
مسندا (6) عن محمد بن زيد قال:
__________
(1) البقرة 2: 117.
(2) الاحقاف 46: 9.
(3) الابداع والابتداع في تعريفات الجرجاني: 5.
والابداع والاختراع في كليات أبي البقاء 1: 21.
(4) الصحاح (بدع) وفيه: " ... اخترعته لا على مثال ".
(5) الاساس (خ ر ع) .
(*) الشيخ الصدوق أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي (المتوفى سنة 381) مفسر، فقيه، أصولي، محدث، حافظ، عارف بالرجال من أهل خراسان.
دخل بغداد.
وتوفى بالري.
له نحو ثلاث مائة مصنف.
(6) في خ: مسند، وفي ط: مسندا.
(*)
(1/9)
جئت إلى الرضا عليه السلام أسأله عن التوحيد فأملى علي: " الحمد لله فاطر الاشياء ومنشئها إنشاء، ومبتدعها (1) ابتداء بقدرته وحكمته، لا من شئ فيبطل الاختراع، ولا لعلة فلا يصح الابتداع "..الحديث.
فخص عليه السلام الاختراع بالايجاد لا من شئ، والابتداع بالايجاد لا لعلة.
(اللغات) .
20 - الفرق بين الابتلاء والابلاء: (29) .
21 - الفرق بين الابتلاء والاختبار: أن الابتلاء لا يكون إلا بتحميل المكاره والمشاق.
والاختبار يكون بذلك وبفعل المحبوب، ألا ترى انه يقال اختبره بالانعام عليه ولا يقال ابتلاه بذلك ولا هو مبتلى بالنعمة كما قد يقال اختبره بالانعام عليه ولا يقال ابتلاه بذلك ولا هو مبتلى بالنعمة كما قد يقال إنه مختبر بها، ويجوز أن يقال إن الابتلاء يقتضي استخراج ما عند المبتلي من الطاعة والمعصية، والاختبار يقتضي وقوع الخبر بحاله في ذلك
والخبر: العلم الذي يقع بكنه الشئ وحقيقته فالفرق بينهما بين.
22 - الفرق بين الابتلاء والتكليف: (538) .
23 - الفرق بين الابدال والتبديل: (447) .
24 - الفرق بين الابد والدهر: (924) .
__________
(1) في خ: مبتدعها، وفي ط: مبدعها.
(*)
(1/10)
25 - الفرق بين الأبدي والأزلي (1) : قد فرق بينهما بأن الابدي: هو المصاحب لجميع الازمنة، محققة كانت أو مقدرة في جانب المستقبل إلى غير النهاية.
والازلي: هو المصاحب لجميع الثابتات المستمرة الوجود في الزمان.
(اللغات) .
26 - الفرق بين إبرام الشئ وإحكامه: أن إبرامه تقويته وأصله في تقوية الحبل وهو في غيره مستعار.
27 - الفرق بين الابرام والتأريب: (436) .
28 - الفرق بين قولك أبطل وبين قولك أدحض: أن أصل الابطال الاهلاك ومنه سمي الشجاع بطلا لاهلاكه قرنه، وأصل الادحاض الاذلال فقولك ابطله يفيد أنه اهلكه وقولك ادحضه يفيد أنه أزاله ومنه مكان دحض إذا لم تثبت عليه الاقدام: وقد دحض إذا زل ومنه قوله تعالى " حجتهم داحضة عند ربهم " (2) .
29 - الفرق بين الابلاء والابتلاء (3) : هما بمعنى الامتحان: والاختبار.
__________
(1) الابدي والازلي في الكليات 2: 115 - 116.
وتعريفات الجرجاني: 16.
(2) الشورى 42: 16.
(3) الابلاء والابتلاء في الكليات 1: 29.
- وأدب الكاتب: 337.
- والمادة في (النهاية في غريب الحديث) لابن الاثير (ب ل و) 1: 155.
(*)
(1/11)
قال القتبي (1) :..يقال من الخير: أبليته أبليه، إبلاء ومن الشربلوته أبلوه بلاء.
وقال ابن الاثير: المعروف أن الابتلاء يكون في الخير والشر معا من غير فرق بين فعليهما، ومنه قوله تعالى: " ونبلوكم بالشر والخير فتنة " (2) .
(اللغات) .
30 - الفرق بين الابلاغ والاداء: (111) .
31 - الفرق بين الابلاغ والايصال: أن الابلاغ أشد اقتضاء للمنتهي إليه من الايصال لانه يقتضي بلوغ فهمه وعقله كالبلاغة التي تصل إلى القلب، وقيل الابلاغ اختصار الشئ على جهة الانتهاء ومنه قوله تعالى " ثم أبلغه مأمنه " (3) .
32 - الفرق بين الابناء والذرية: أن الابناء يختص به أولاد الرجل وأولاد بناته لان أولاد البنات منسوبون إلى آبائهم كما قال الشاعر: بنونا بنو أبنائنا وبناتنا * بنوهن أبناء الرجال الأباعد ثم قيل للحسن والحسين عليهما السلام ولدا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على التكريم ثم صار اسما لهما لكثرة الاستعمال، والذرية تنتظم الاولاد والذكور والاناث والشاهد قوله عزوجل " ومن ذريته داود وسليمان " (4) ثم أدخل عيسى في ذريته.
33 - الفرق بين الابن والولد: أن الابن يفيد الاختصاص ومداومة الصحبة
__________
(1) القتبي (أو القتبي) هو ابن قتيبة مؤلف أدب الكاتب وغيره.
(2) الانبياء 21: 35.
(3) التوبة 9: 6.
(4) الانعام 6: 84.
(*)
(1/12)
ولهذا يقال ابن الفلاد لمن يداوم سلوكها وابن السرى لمن يكثر منه، وتقول تبنيت ابنا إذا جعلته خاصا بك، ويجوز أن يقال إن قولنا هو ابن فلان يقتضي أنه منسوب إليه ولهذا يقال الناس بنو آدم لانهم منسوبون إليه وكذلك بنو إسرائيل، والابن في كل شئ صغير فيقول الشيخ للشاب يا بني ويسمي الملك رعيته الابناء وكذلك أنبياء من بني إسرائيل كانوا يسمون اممهم أبناءهم ولهذا كني الرجل بأبي فلان وإن لم يكن له ولد على التعظيم، والحكماء والعلماء يسمون المتعلمين أبناءهم ويقال لطالبي العلم أبناء العلم وقد يكنى بالابن كما يكنى بالاب كقولهم ابن عرس وابن نمرة وابن آوى وبنت طبق وبنات نعش وبنات وردان، وقيل أصل الابن التأليف والاتصال من قولك بنيته وهو مبني وأصله بني وقيل بنو ولهذا جمع على أبناء فكان بين الاب والابن تأليف، والولد يقتضي الولادة ولا يقتضيها الابن والابن يقتضي أبا والولد يقتضي والدا، ولا يسمى الانسان والدا إلا إذا صار له ولد وليس هو مثل الاب لانهم يقولون في التكنية أبو فلان وإن لم يلد فلانا ولا يقولون في هذا والد فلان إلا أنهم قالوا في الشاة والد في حملها قبل أن تلد وقد ولدت إذا ولدت إذا أخذ ولدها والابن للذكر والولد للذكر والانثى.
34 - الفرق بين الابن والولد (1) : الأول للذكر، والثاني يقع على الذكر
والانثى، والنسل والذرية يقع على الجميع.
(اللغات) .
35 - الفرق بين الاتخاذ والاخذ: (105) .
__________
(1) الابن والولد في الكليات 5: 50 وفي مجمع البيان 1: 92.
(*)
(1/13)
36 - الفرق بين الاتقاء والخشية: أن في الاتقاء معنى الاحتراس مما يخاف وليس ذلك في الخشية.
37 - الفرق بين الاتقان والإحكام: أن إتقان الشئ إصلاحه وأصله من التقن وهو الترنوق (1) الذي يكون في المسيل أو البئر وهو الطين المختلط بالحمأة يؤخذ فيصلح به التأسيس وغيره فيسد خلله ويصلحه فيقال أتقنه إذا (2) طلاه بالتقن ثم استعمل فيما يصح معرفته فيقال أتقنت كذا أي عرفته صحيحا كأنه لم يدع فيه خللا، والاحكام إيجاد الفعل محكما ولهذا قال الله تعالى " كتاب احكمت آياته " (3) أي خلقت محكمة ولم يقل اتقنت لانها لم تخلق وبها خلل ثم سد خللها.
وحكى بعضهم أتقنت الباب إذا أصلحته قال أبو هلال رحمه الله تعالى: ولا يقال أحكمته إلا إذا ابتدأته محكما.
38 - الفرق بين الاتمام والاكمال (4) : قد فرق بينهما بأن الاتمام: لازالة نقصان الاصل.
والاكمال: لازالة نقصان العوارض بعد تمام الاصل.
قيل: ولذا كان قوله تعالى: " تلك عشرة كاملة " (5) أحسن من (تامة) .
فإن التام من العدد قد علم، وإنما نفي احتمال نقص في صفاتها.
وقيل: تم: يشعر بحصول نقص (6) قبله.
وكمل: لا يشعر بذلك.
__________
(1) (الرنوق خ ل) .
(2) " أي خ ل ".
(3) هود 11: 1.
(4) الاتمام والاكمال في الكليات (الاكمال 1: 66) .
(التمام والكمال) .
والفرائد: 5.
(5) البقرة 2: 196.
(6) (نقص) سقطت من خ.
(*)
(1/14)
وقال العسكري: الكمال: اسم (1) لاجتماع أبعاض الموصوف به.
والتمام: (2) اسم للجزء الذي يتم به الموصوف.
ولهذا يقال: القافية تمام البيت، ولا يقال: كماله.
ويقولون: البيت بكماله، أو باجتماعه.
(اللغات) .
39 - الفرق بين الاتيان بغيره وتبديل الشئ: أن الاتيان بغيره لا يقتضي رفعه بل يجوز بقاؤه معه، وتبديله لا يكون إلا برفعه ووضع آخر مكانه ولو كان تبديله والاتيان بغيره سواء لم يكن لقوله تعالى " إئت بقرآن غير هذا أو بدله " (3) فائدة وفيه كلام كثير أوردناه في تفسير هذه السورة، وقال الفراء " يقال بدله إذا غيره وأبدله جاء ببدله ".
40 - الفرق بين قولك أتى فلان وجاء فلان: (594) .
41 - الفرق بين الاثر والعلامة: أن أثر الشئ يكون بعده، وعلامته تكون قبله تقول الغيوم والرياح علامات المطر ومدافع السيول آثار المطر.
42 - الفرق بين الاثم والخطيئة: (863) .
43 - الفرق بين الاثم والذنب: أن الاثم في أصل اللغة التقصير أثم يأثم إذا قصر ومنه قول الأعشى: جمالية تغتلي بالرداف * إذا كذب الآثمات الهجيرا الاغتلاء بعد الخطو، والرداف جمع رديف، وكذب قصر، وعنى بالآثمات
__________
(1) في ط: الكمال الاسم لاجتماع.
(2) في خ: " التمام للجزء الذي ... " (3) يونس 10: 15.
(*)
(1/15)
المقصرات ومن ثم سمي الخمر إثما لانها تقصر بشاربها لذهابها بعقله.
44 - الفرق بين الاثيم والآثم: أن الاثيم المتمادي في الاثم، والآثم فاعل الاثم.
45 - الفرق بين الاثم والعدوان (1) : الاثم: الجرم كائنا ما كان.
والعدوان: الظلم.
قاله الطبرسي رضي الله عنه، وعلى هذا فقوله تعالى " يسارعون في الاثم والعدوان " (2) .
من عطف الخاص على العام.
(اللغات) .
46 - الفرق بين الاجابة والاستجابة: (156) .
47 - الفرق بين الاجابة والطاعة: (1330) .
48 - الفرق بين الاجابة والقبول: (1680) .
49 - الفرق بين الاجازة والاذن: (122) .
50 - الفرق بين قولك اجتزأ به وقولك اكتفى به: أن قولك اجتزأ يقتضي أنه دون ما يحتاج إليه وأصله من الجزء وهو اجتزاء الابل بالرطب عن الماء وهي وإن اجتزأت به يقتضي أنه دون ما تحتاج إليه عنه فهي محتاجة إليه بعض الحاجة والاكتفاء يفيد أن ما يكتفي به قدر الحاجة من غير زيادة ولا نقصان تقول فلان في كفاية أي فيما هو وفق حاجته من العيش.
51 - الفرق بين الاجتماع واللقاء: (1881) .
__________
(1) الاثم والعدوان في الكليات 1: 41 و 3: 158.
والفرائد: 5.
(2) المائدة 5: 62.
ويراجع تفسير مجمع البيان للطبرسي 2: 216.
(*)
(1/16)
52 - الفرق بين الاجتماع والمجاورة: (1941) .
53 - الفرق بين الاجتهاد والقياس: (1765) .
54 - الفرق بين اجراء العلة في المعلول والمعارضة: أن المطالب بإجراء العلة في المعلول يبدأ بتقرير خصمه على جهة الاعتلال ثم يأتي بالموضع الذي رام أن يجري فيه، كما تقول لاصحاب الصفات إذا قلتم إن كل موجود لم يكن غير الله محدث فقولوا إن صفاته محدثة لانها ليست هي الله، وكذلك قولك للملحد إذا قلت إن الاجسام قديمة لان قدمها متصور في العقل فلا يتصور في العقل مالا حقيقة له.
55 - الفرق بين الأجر والثواب: أن الاجر يكون قبل الفعل المأجور عليه والشاهد أنك تقول ما أعمل حتى آخذ أجري ولا تقول لا أعمل حتى آخذ ثوابي لان الثواب لا يكون إلا بعد العمل على ما ذكرنا (1) هذا على أن الاجر لا يستحق له إلا بعد العمل كالثواب إلا أن الاستعمال يجري بما ذكرناه وأيضا فان الثواب قد شهر في الجزاء على الحسنات، والاجر يقال في هذا المعنى ويقال على معنى الاجرة التي هي من طريق المثامنة بأدني الاثمان وفيها معنى المعاوضة بالانتفاع.
56 - الفرق بين الاجر والثواب (2) : الثواب: وإن كان في اللغة الجزاء
__________
(1) في العدد 1531.
(2) الاجر والثواب.
في الكليات (الاجر 1: 55، والثواب 2: 130) .
وفي التعريفات: 76.
ومفردات الراغب: 112.
(*)
(1/17)
الذي يرجع إلى العامل بعلمه، ويكون في الخير والشر، إلا أنه قد اختص
في العرف بالنعيم على الاعمال الصالحة من العقائد الحقة، والاعمال البدنية والمالية، والصبر في مواطنه بحيث لا يتبادر منه عند الاطلاق إلا هذا المعنى.
والاجر: إنما يكون في الاعمال البدنية من الطاعات، ويدل عليه قول أمير المؤمنين (1) عليه السلام لبعض أصحابه في علة اعتلها: " جعل الله ما كان من شكواك حطا بسيئاتك " فإن المرض لا أجر فيه، لكنه يحط السيئات، ويحتها حت الاوراق، وإنما الاجر في القول باللسان، والعمل بالايدي والاقدام.
وإن الله يدخل - بصدق النية والسريرة الصالحة من يشاء من عباده الجنة.
(اللغات) .
57 - الفرق بين الأجل والعمر (2) : [الأجل: هو آخر مدة العمر المضروبة
__________
(1) في: ط: علي.
(2) الاجل والعمر: لم تردا في نسخة خ، والمثبت من نسخة ط.
ولهذا وضعت المادة المنقولة بين معقوفتين.
- وفي القاموس: العمر: الحياة.
والاجل: غاية الوقت في الموت.
- والمادة في: الكليات 1: 59 و 3: 259، و (الاجل) في مجمع البيان 2: 414 272، و (العمر) فيه في 4: 403.
- وفي كشاف اصطلاحات الفنون للتهانوي 1: 121.
- وفي مفردات الراغب (الاجل: 10 والعمر: 518) .
- وتحت كلام المصنف هنا نظر فإن تفرقته بين العمر والاجل على هذا الوجه لم أقف عليه، ولا سند قويا له من اللغة ولا من الاصطلاح.
ويراجع في ذلك كتب التفسير المعتمدة في قوله تعالى (الرعد: 39) : " يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب ".
ويراجع تفصيل الطبرسي في مجمع البيان (3، 297 - 299) فيما رواه من وجوه تفسير الآية
الكريمة، وهي ثمانية.
(*)
(1/18)
في علمه تعالى، فهو لا يتبدل.
والعمر: هو ما يتبدل ويحتمل الزيادة والنقصان.
وتوضيح المقام، وتقريب المرام يقتضي تقديم مقدمة في الكلام: وهي أن لله تعالى كتابين: كتاب مخزون محفوظ عنده، وهو المعبر عنه بأم الكتاب، وكتاب محو وإثبات وفيه البداء.
فإن الحكمة الالهية اقتضت أن يكون: يكتب عمر زيد مثلا: " ثلاثون سنة " إن لم يصل رحمه أو لم يدع، أو لم يتصدق مثلا، وستون: إن وصل، أو دعا، أو تصدق، فهو يطلع ملائكته أو رسله وأنبياءه على العمر الأول من غير إعلامهم بالشرط، فإذا حصل الشرط بغير علمهم فيقولون: بد الله، وهو سبحانه لا يتغير علمه، وهذا هو معنى البداء.
ويستأنس هذا الفرق بينهما في قوله تعالى (1) : " وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب ... " (2) .
__________
- وقال في تفسير قوله تعالى (آل عمران 3: 145) : " وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا " معناه: " كتب الله لكل حي أجلا وقتا لحياته ووقتا لموته لا يتقدم ولا يتأخر.
وقيل حتما مؤقتا وحكما لازما مبرما ".
مجمع البيان (1: 515) .
(1) فاطر 35: 11.
(2) قال في مجمع البيان 4: 404 نقلا عن الحسن البصري وغيره.
" قيل هو ما يعلمه الله أن فلانا لو أطاع لبقي إلى وقت كذا، وإذا عصى نقص عمره فلا يبقى.
فالنقصان على ثلاثة أوجه: إما يكون من عمر المعمر أو من عمر معمر آخر أو يكون بشرط " انتهي.
وفصل القرطبي في تفسير هذه الآية (الجامع لاحكام القرآن 14: 332 - 334) وفيما نقله ما روي عن
ابن عباس رضي الله عنهما (وما يعمر من معمر) إلا كتب عمره كم هو سنة، كم هو شهرا، كم هو يوما، كم هو ساعة.
ثم يكتب في كتاب آخر: نقص من عمره يوم، نقص شهر، نقص سنة حتى يستوفي أجله.
وقال سعيد بن جبير - وهو راوي الخبر عن ابن عباس -: فما مضى من أجله فهو النقصان وما يستقبل فهو الذي يعمره.
فالهاء على هذا للمعمر ".
وزاد في اثناء تفسير الآية: (*)
(1/19)
وقوله في غير موضع: " فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون " (1) ] .
(اللغات)
58 - الفرق بين المدة والأجل: أن الاجل الوقت المضروب لانقضاء الشئ ولا يكون أجلا بجعل جاعل وما علم أنه يكون في وقت فلا أجل له إلا أن يحكم بأنه يكون فيه وأجل الانسان هو الوقت لانقضاء عمره، وأجل الدين محله وذلك لانقضاء مدة الدين، وأجل الموت وقت حلوله وذلك لانقضاء مدة الحياة قبله فأجل الآخرة الوقت لانقضاء ما تقدم قبلها قبل ابتدائها ويجوز أن تكون المدة بين الشيئين بجعل جاعل وبغير جعل جاعل، وكل أجل مدة وليس كل مدة أجلا.
59 - الفرق بين الاجمال والاحسان: أن الاجمال هو الاحسان الظاهر من قولك
__________
" وقيل: إن الله كتب عمر الانسان مئة سنة إن أطاع، وتسعين إن عصى فأيهما بلغ فهو في كتاب.
وهذا مثل قوله عليه الصلاة والسلام: من أحب أن يبسط له في رزقه ويسأله في أثره فليصل رحمه أي أنه يكتب في اللوح المحفوظ عمر فلان كذا سنة فإن وصل رحمه زيد في عمره كذا سنة فبين ذلك في موضع آخر من اللوح المحفوظ أنه سيصل رحمه.
فمن اطلع على الاول دون الثاني ظن أنه زيادة أو نقصان ".
ونقل في مكان آخر من تفسيره (9: 330) .
وقد أورد الحديث السابق قيل لابن عباس كيف يزاد في
العمر والاجل فقال: قال الله عزوجل " هو الذي خلقكم من طين ثم قضي أجلا وأجل مسمى عنده " فالأجل الأول أجل العبد من حين ولادته إلى حين موته.
والاجل الثاني - يعني المسمى عنده - من حين وفاته إلى يوم يلقاه في البرزخ لا يعلمه إلا الله.
فإذا اتقى العبد ربه ووصل رحمه زاده الله في أجل عمره من أجل البرزخ ما شاء.
وإذا عصى وقطع رحمه نقصه الله من أجل عمره في الدنيا ما شاء.
فيزيده في أجل البرزخ.
فإذا تحتم الاجل في علمه السابق امتنع الزيادة والنقصان لقوله تعالى: " فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون " فتوافق الخبر والآية.
وهذه زيادة في نفس العمر وذات الاجل على ظاهر اللفظ في اختيار خبر الامة.
والله أعلم.
(1) النحل 16: 61.
(*)
(1/20)
رجل جميل كأنما يجري فيه السمن وأصل الجميل الودك (1) واجتمل الرجل إذا طبخ العظام ليخرج ودكها ويقال أحسن اليه فيعدى بإلى وأجمل في أمره لانه فعل الجميل في أمره ويقال أنعم عليه لانه دخله معنى علو نعمة عليه فهي غامرة له، ولذلك يقال هو غريق في النعمة ولا يقال غريق في الاحسان والاجمال ويقال أجمل الحساب فيعدي ذلك بنفسه لانه مضمن بمفعول ينبئ عنه من غير وسيلة، وقد يكون الاحسان مثل الاجمال في استحقاق الحمد به وكما يجوز أن يحسن الانسان إلى نفسه يجوز أن يجمل في فعله لنفسه.
60 - الفرق بين قولنا أجمع والجمع: أن أجمع اسم معرفة يؤكد به الاسم المعرفة نحو قولك المال لك أجمع وهذا مالك أجمع ولا ينصرف لانه أفعل معرفة والشاهد على أنه معرفة أنه لا يتبع نكرة أبدا ويجمع فيقال عندي إخوانك أجمعون ومررت بإخوانك أجمعين، ولا يكون إلا تابعا لا يجوز مررت بأجمعين وجاءني أجمعون، ومؤنثه جمعاء يقال طفت بدارك جمعاء ويجمع
فيقال مررت بجواريك جمع وجاءني جواريك جمع، وأجمع جمع جمع تقول جاءني القوم بأجمعهم كما تقول جاءني القوم بأفلسهم وأكلبهم وأعبدهم، وليس هذا الحرف من حروف التوكيد والشاهد دخول العامل عليه وإضافته، وأجمع الذي هو للتوكيد لا يضاف ولا يدخل عليه عامل ومن أجاز فتح الجيم في قولك جاءني القوم بأجمعهم فقد أخطأ.
61 - الفرق بين الاحباط والتكفير: أن الاحباط هو إبطال عمل البر من الحسنات بالسيئات وقد حبط هو ومنه قوله تعالى " وحبط ما صنعوا
__________
(1) أي الدسم.
(*)
(1/21)
فيها " (1) وهو من قولك حبط بطنه إذا فسد بالمأكل الردئ، والتكفير إبطال السيئات بالحسنات وقال تعالى " كفر عنهم سيئاتهم " (2) .
62 - الفرق بين الاحتجاج والاستدلال: (159) .
63 - الفرق بين الاحتراز والحذر: أن الاحتراز هو التحفظ من الشئ الموجود، والحذر هو التحفظ مما لم يكن إذا علم أنه يكون أو ظن ذلك.
64 - الفرق بين الاحتمال والصبر: أن الاحتمال للشئ يفيد كظم الغيظ فيه، والصبر على الشدة يفيد حبس النفس عن المقابلة عليه بالقول والفعل، والصبر عن الشئ يفيد حبس النفس عن فعله، وصبرت على خطوب الدهر أي حبست النفس عن الجزع عندها، ولا يستعمل الاحتمال في ذلك لانك لا تغتاظ منه.
65 - الفرق بين الاحجام والكف: أن الاحجام هو الكف عما يسبق فعله خاصة يقال أحجم عن القتال ولا يقال أحجم عن الاكل والشرب.
66 - الفرق بين الاحداث والحدوث: أن الاحداث والمحدث يقتضيان محدثا
من جهة اللفظ، وليس كذلك الحدوث والحادث، وليس الحدوث والاحداث شيئا غير المحدث والحادث وإنما يقال ذلك على التقدير، وشبه بعضهم ذلك بالسراب وقال " هو اسم لا مسمى له على الحقيقة " وليس الامر كذلك لان السراب سبخة تطلع عليه الشمس فتبرق فيحسب ماء فالسراب على الحقيقة شئ إلا أنه متصور بصورة غيره وليس الحدوث والاحداث كذلك.
__________
(1) هود 11: 16.
(2) محمد: 2.
(*)
(1/22)
67 - الفرق بين الأحد والواحد: أن الاحد يفيد أنه فارق غيره ممن شاركه في فن من الفنون ومعنى من المعاني، كقولك فارق فلان أوحد دهره في الجود والعلم تريد أنه فوق أهله في ذلك.
68 - الفرق بين الأحد والواحد: (67) و (2279) .
69 - الفرق بين الاحساس والادراك: على ما قال أبو أحمد أنه يجوز أن يدرك الانسان الشئ وإن لم يحس به، كالشئ يدركه ببصره ويغفل عنه فلا يعرفه فيقال إنه لم يحس به، ويقال إنه ليس يحس إذا كان بليدا لا يفطن، وقال أهل اللغة كل ما شعرت به فقد أحسسته ومعناه أدركته بحسك، وفي القرآن " فلما أحسوا بأسنا " (1) وفيه " فتحسسوا من يوسف وأخيه " (2) أي تعرفوا بإحساسكم.
وقال بعضهم: - إدامة الكلام في الفرق بين الحس والعلم في عدد (739) فراجع.
70 - الفرق بين الاحساس والاجمال: (59) .
71 - الفرق بين الاحسان والافضال: أن الاحسان النفع الحسن، والافضال
النفع الزائد على أقل المقدار وقد خص الاحسان (3) بالفضل ولم يجب مثل ذلك في الزيادة لانه جرى مجرى الصفة الغالبة كما اختص النجم بالسماك ولا يجب مثل ذلك في كل مرتفع.
72 - الفرق بين الاحسان والانعام: (320) .
__________
(1) الانبياء 21: 12.
(2) يوسف 12: 87.
(3) " الانسان خ ل ".
(*)
(1/23)
73 - الفرق بين الاحسان والفضل: أن الاحسان قد يكون واجبا وغير واجب، والفضل لا يكون واجبا على أحد وإنما هو ما يتفضل به من غير سبب يوجبه.
74 - الفرق بين الاحسان والنفع: (2212) .
75 - الفرق بين قولهم أحسست ببصري وقولهم آنست ببصري: أن الاحساس يفيد الرؤية وغيرها بالحاسة، والايناس يفيد الانس بما تراه، ولهذا لا يجوز أن يقال إن الله يؤنس ويحس إذ لا يجوز عليه الوصف بالحاسة والانس، ويكون الايناس في غير النظر.
76 - الفرق بين الاحصار والحصر: قالوا الاحصار في اللغة منع بغير حبس، والحصر المنع بالحبس قال الكسائي: ما كان من المرض قيل فيه احصر، وقال أبو عبيدة: ما كان من مرض أو ذهاب نفقة قيل فيه احصر وما كان من سجن أو حبس قيل فيه حصر فهو محصور، وقال المبرد: هذا صحيح وإذا حبس الرجل الرجل قيل حبسه وإذا فعل به فعلا عرضه به لان يحبس قيل أحبسه وإذا عرضه للقتل قيل أقتله وسقاه إذا أعطاه
إناء يشرب منه وأسقاه إذا جعل له سقيا، وقبره إذا تولى دفنه وأقبره جعل له قبرا.
فمعنى قوله تعالى " فإن احصرتم " (1) عرض لكم شئ يكون سببا لفوات الحج.
77 - الفرق بين الاحق والاصلح (2) : قيل: الفرق بينهما أن الاحق قد يكون
__________
(1) البقرة 2: 196.
(2) الاحق والاصلح.
في الكليات: الاحق 2: 237.
(*)
(1/24)
من غير صفات الفعل، كقولك: زيد أحق بالمال.
والاصلح: لا يقع هذا الموقع لانه من صفات الفعل [7 / أ] وتقول: الله أحق بأن يطاع، ولا تقول: أصلح.
قلت: ويؤيده قوله تعالى: " والله ورسوله أحق أن يرضوه " (1) .
(اللغات) .
78 - الفرق بين إحكام الشئ وإبرامه: (26) .
79 - الفرق بين الاحكام والاتقان: (37) .
80 - الفرق بين الاحكام والرصف: (1010) .
81 - الفرق بين إلا حماد والحمد: (795) .
82 - الفرق بين الاحمق والمائق: (1892) .
83 - الفرق بين الاخبات والخضوع: أن المخبت هو المطمئن بالايمان وقيل هو المجتهد بالعبادة وقيل الملازم للطاعة والسكون وهو من أسماء الممدوح مثل المؤمن والمتقي، وليس كذلك الخضوع لانه يكون مدحا وذما، وأصل الاخبات أن يصير ألى خبت تقول أخبت إذا صار إلى خبت وهو الارض المستوية الواسعة كما تقول أنجد إذا صار إلى نجد، فالاخبات على ما
يوجبه الاشتقاق هو الخضوع المستمر على استواء.
84 - الفرق بين الاخبار والاعلام: (229) .
__________
(1) التوبة 9: 62.
(*)
(1/25)
85 - الفرق بين الاخبار عن الشئ والعبارة عنه: أن الاخبار عنه يكون بالزيادة في صفته والنقصان منها ويجوز أن يخبر عنه بخلاف ما هو عليه فيكون ذلك كذبا، والعبارة عنه هي الخبر عنه بما هو عليه من غير زيادة ولا نقصان فالفرق بينهما بين.
86 - الفرق بين الاخبال والافقار: أن الاخبال أن يعطى الرجل فرسا ليغزو عليه وقيل هو أن يعطيه ماله ينتفع بصوفه ووبره وسمنه، قال زهير: * هنالك إن يستخبلوا المال يخبلوا *
87 - الفرق بين الاختبار والابتلاء: (21) .
88 - الفرق بين الاختبار والتجريب: (453) .
89 - الفرق بين الاختبار والفتنة: (1591) .
90 - الفرق بين الاختراع والابتداع: (19) .
91 - الفرق بين الاختراع والفعل: (1635) .
92 - الفرق بين الاختصار والاقتصار (1) : قيل: الاختصار: ما كان قليل اللفظ، كثير المعنى.
والاقتصار: ما كان قليل اللفظ والمعنى.
قلت: ويرشد إليه اشتقاقه (2) من القصور، وهو النقصان.
(اللغات) .
__________
(1) الاختصار والاقتصار في الكليات 1: 77 و 1: 257.
والفرائد: 8.
(2) في ط: استفادته.
ولا معنى لها.
(*)
(1/26)
93 - الفرق بين الاختصار والحذف: (711) .
94 - الفرق بين الاختصار والايجاز: أن الاختصار هو إلقاؤك فضول الالفاظ من الكلام المؤلف من غير إخلال بمعانيه ولهذا يقولون قد إختصر فلان كتب الكوفيين أو غيرها، إذا ألقى فضول ألفاظهم وأدى معانيهم في أقل مما أدوها فيه من الالفاظ فالاختصار يكون في كلام قد سبق حدوثه وتأليفه، والايجاز هو أن يبنى الكلام على قلة اللفظ وكثرة المعاني، يقال أوجز الرجل في كلامه إذا جعله على هذا السبيل، واختصر كلامه أو كلام غيره إذا قصره بعد إطالة، فان استعمل أحدهما موضع الآخر فلتقارب معنيهما.
95 - الفرق بين الاختصاص والانفراد: أن الاختصاص انفراد بعض الاشياء بمعنى دون غيره كالانفراد بالعلم والملك والانفراد تصحيح النفس وغير النفس، وليس كذلك الاختصاص لانه نقيض الاشتراك، والانفراد نقيض الازدواج، والخاصة تحتمل الاضافة وغير الاضافة لانها نقيض العامة فلا يكون الاختصاص إلا على الاضافة لانه اختصاص بكذا دون كذا.
96 - الفرق بين الاختلاس والاستلاب (1) .
قيل (2) المختلس: هو الذي يأخذ المال من غير الحرز.
والمستلب: هو الذي يأخذه جهرا، ويهرب مع كونه غير محارب.
(اللغات) .
__________
(1) الاختلاس والاستلاب في الفرائد: 233.
(2) كلمة (قيل) من: ط.
(*)
(1/27)
97 - الفرق بين الاختلاف في المذاهب والاختلاف في الأجناس: أن الاختلاف في المذاهب هو ذهاب أحد الخصمين إلى خلاف ما ذهب إليه الآخر، والاختلاف في الاجناس امتناع أحد الشيئين من أن يسد مسد الآخر ويجوز أن يقع الاختلاف بين فريقين وكلاهما مبطل كاختلاف اليهود والنصارى في المسيح.
98 - الفرق بين الاختلاف والاعوجاج: (236) .
99 - الفرق بين الاختلاف والتفاوت: (504) .
100 - الفرق بين الاختلاق والخلق: أن الاختلاق اسم خص (1) به الكذب وذلك إذا قدر تقديرا يوهم أنه صدق، ويقال خلق الكلام إذا قدره صدقا أو كذبا، واختلقه إذا جلعه كذبا لا غير، فلا يكون الاختلاق إلا كذبا والخلق يكون كذبا وصدقا كما أن الافتعال لا يكون إلا كذبا فالقول يكون صدقا وكذبا.
101 - الفرق بين اختلق وافترى: (239) .
102 - الفرق بين الاختيار والارادة: أن الاختيار إرادة الشئ بدلا من غيره ولا يكون مع خطور المختار وغيره بالبال ويكون إرادة للفعل لم يخطر بالبال غيره، وأصل الاختيار الخير، فالمختار هو المريد لخير الشيئين في الحقيقة أو خير الشيئين عند نفسه من غير إلجاء واضطرار ولو اضطر الانسان إلى إرادة شئ لم يسمى مختارا له لان الاختيار خلاف الاضطرار.
__________
(1) في السكندرية " قد خص ".
(*)
(1/28)
103 - الفرق بين الاختيار والاصطفاء: أن اختيارك الشئ أخذك خير ما فيه في الحقيقة أو خيره عندك، والاصطفاء أخذ ما يصفو منه ثم كثر حتى استعمل أحدهما موضع الآخر واستعمل الاصطفاء فيما لا صفو له على الحقيقة.
104 - الفرق بين الاختيار والايثار: (346) .
105 - الفرق بين الاخذ والاتخاذ: أن الاخذ مصدر أخذت بيدي ويستعار فيقال أخذه بلسانه إذا تكلم فيه بمكروه، وجاء بمعنى العذاب في قوله تعالى " وكذلك أخذ ربك " (1) وقوله تعالى " فأخذتهم الصيحة " (2) وأصله في العربية الجمع ومنه قيل للغدير وخذ وأخذ جعلت الهمزة واوا والجمع وخاذ واخاذ، والاتخاذ أخذ الشئ لامر يستمر فيه مثل الدار يتخذها مسكنا والدابة يتخذها قعدة، ويكون الاتخاذ التسمية والحكم ومنه قوله تعالى " واتخذوا من دونه آلهة " (3) أي سموها بذلك وحكموا لها به.
106 - الفرق بين الاخذ والتناول: (558) .
107 - الفرق بين الاخراج والسلخ: (1121) .
108 - الفرق بين الاخطاء والخطاء: (855) .
109 - الفرق بين الاخفاء والكتمان: (1795) .
110 - الفرق بين أخمدت النار وأطفأتها: أن الاخماد يستعمل في الكثير
__________
(1) هود 11: 102.
(2) المؤمنون 23: 41.
(3) الفرقان 25: 3.
(*)
(1/29)
والاطفاء في الكثير والقليل يقال أخمدت النار وأطفأت النار ويقال
أطفأت السراج ويقال أخمدت السراج، وطفئت النار يستعمل في الخمود مع ذكر النار فيقال خمدت نيران الظلم ويستعار الطفي في غير ذكر النار فيقال طفئ غضبه ولا يقال خمد غضبه وفي الحديث: " الصدقة تطفئ غضب الرب " (1) وقيل الخمود يكون بالغلبة والقهر والاطفاء بالمداراة والرفق، ولهذا يستعمل الاطفاء في الغضب لانه يكون بالمداراة والرفق، والاخماد يكون بالغلبة، ولهذا يقال خمدت نيران الظلم والفتنة.
وأما الخمود والهمود فالفرق بينهما أن خمود النار أن يسكن لهبها ويبقى جمرها، وهمودها ذهابها البتة.
وأما الوقود بضم الواو فاشتعال النار والوقود بالفتح ما يوقد به.
111 - الفرق بين الاداء والابلاغ: أن الاداء إيصال الشئ على ما يجب فيه، ومنه أداء الدين، فلان حسن الاداء لما يسمع وحسن الاداء للقراءة، والابلاغ إيصال ما فيه بيان للافهام ومنه البلاغة وهي إيصال المعنى إلى النفس في أحسن صورة.
112 - الفرق بين الاداء والابلاغ (2) : قد يفرق بينهما بأن الابلاغ: إيصال ما فيه بيان وإفهام ومنه البلاغة، وهو إيصال الشئ إلى النفس بأحسن صورة من اللفظ.
والاداء: إيصال الشئ على الوجه الذي يجب (3) فيه.
__________
(1) مسند أحمد بن حنبل ج 2، ص 507، مع اختلاف يسير.
(2) الابلاغ والاداء في الكليات 1: 8.
والتعريفات 14 (الاداء) .
ومفردات الراغب (الاداء 14 والابلاغ: 68 والفرائد: 4.
(3) في خ: يجيب وهو تحريف.
(*)
(1/30)
ومنه: فلان أدى الدين أداء.
(*) وقال بعض المحققين: الابلاغ: يستعمل في المعاني كما في قوله سبحانه: " ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم " (1) .
والاداء في الاعيان كما في قوله سبحانه: " إن الله يأمركم أن تؤدوا الامانات إلى أهلها " (2) (*) (3) .
(اللغات) .
113 - الفرق بين أدحض وأبطل: (28) .
114 - الفرق بين الأد والعجب: أن الأد العجب المنكر.
وأصله من قولك أد البعير كما تقول ند أي شرد فالاد العجب الذي خرج عما في العادة من أمثاله، والعجب استعظام الشئ لخفاء سببه والمعجب ما يستعظم لخفاء سببه.
115 - الفرق بين الادراك والاحساس: (69) .
116 - الفرق بين إدراك الطعم والذوق: (968) .
117 - الفرق بين الإدراك والعلم: أن الإدراك موقوف على أشياء مخصوصة، وليس العلم كذلك، والادراك يتناول الشئ على أخص أوصافه وعلى الجملة، والعلم يقع بالمعدوم ولا يدرك إلا الموجود، والادراك طريق من طرق العلم، ولهذا لم يجز أن يقوى العلم بغير المدرك قوته بالمدرك.
ألا ترى أن الانسان لا ينسى ما يراه في الحال كما ينسى ما رآه قبل.
118 - الفرق بين الادراك والوجدان: (2291) .
__________
(1) الجن 72: 28.
(2) النساء 4: 58.
(3) ما بين نجمتين لم يرد في ط.
(*)
(1/31)
119 - الفرق بين إذ والوقت: (2329) .
120 - الفرق بين الإذلال والإهانة: أن إذلال الرجل للرجل هنا أن يجعله منقادا على الكره أو في حكم المنقاد، والاهانة أن يجعله صغير الامر لا يبالي به والشاهد قولك استهان به أي لم يبال به ولم يلتفت إليه، والاذلال لا يكون إلا من الاعلى للادنى، والاستهانة تكون من النظير للنظير ونقيض الاذلال الاعزاز ونقيض الاهانة الاكرام فليس أحدهما من الآخر في شئ إلا أنه لما كان الذل يتبع الهوان سمي الهوان ذلا، وإذلال أحدنا لغيره غلبته له على وجه يظهر ويشتهر، ألا ترى أنه إذا غلبه في خلوة لم يقل أنه أذله، ويجوز أن يقال إن إهانة أحدنا صاحبه هو تعريف الغير أنه غير مستصعب غليه وإذلاله غلبته عليه لا غير، وقال بعضهم: لا يجوز أن يذل الله تعالى العبد ابتداء لان ذلك ظلم ولكن يذله عقوبة ألا ترى انه من قاد غيره على كره من غير استحقاب فقد ظلمه ويجوز أن يهينه ابتداء بأن يجعله فقيرا فلا يلتفت إليه ولا يبالي به، وعندنا أن نقيض الاهانة الاكرام على ما ذكرنا فكما لا يكون الاكرام من الله إلا ثوابا فكذلك لا تكون الاهانة إلا عقابا، والهوان نقيض الكرامة، والاهانة تدل على العداوة وكذلك العز يدل على العداوة والبراءة والهوان مأخوذ من تهوين القدر، والاستخفاف مأخوذ من خفة الوزن والالم يقع للعقوبة ويقع للمعاوضة، والاهانة لا تقع إلا عقوبة ويقال يستدل على نجابة الصبي بمحبته الكرامة، وقد قيل الذلة الضعف عن المقاومة ونقيضها العزة وهي القوة على الغلبة، ومنه الذلول وهو المقود من غير صعوبة لانه ينقاد انقياد الضعيف عن المقاومة، وأما الذليل فانه ينقاد على مشقة.
(1/32)
121 - الفرق بين الإذن والاباحة: (17) .
122 - الفرق بين الإذن والإجازة (1) : قد فرق بينهما بأن الاذن: هو الرخصة في الفعل قيل إيقاعه، ويدل عليه قوله تعالى: " فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم " (2) .
وقوله تعالى: " ليستاذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم " (3) .
والاجازة: الرخصة في الفعل بعد إيقاعه، وهو بمعنى الرضا بما وقع، ولذلك يسمون الفقهاء (4) رضا المالك بما فعله الغير: فضولا، وكذا يسمون رضا الوارث بما فعله الموصي من الوصية بما زاد على الثلث: إجازة.
(اللغات) .
123 - الفرق بين إلا ذهاب والمحق: (1964) .
124 - الفرق بين الإرادة والاختيار: (102) .
125 - الفرق بين الإرادة والإصابة: أن الارادة سميت إصابة على المجاز في قولهم أصاب الصواب وأخطأ الجواب أي أراد، قال الله تعالى " رخاء حيث أصاب " (5) .
وذلك أن أكثر الاصابة تكون مع الارادة.
126 - الفرق بين الارادة والتحري: (456) .
__________
(1) الاذن والاجازة في الكليات 1: 99.
والتعريفات للجرجاني: 15.
ومفردات الراغب: 15.
والفرائد: 10.
(2) النور 24: 62.
(3) النور 24: 58.
(4) هذه لغة: أكلوني البراغيث.
وكان في العرب من يقول بها.
(5) ص 38: 36.
(*)
(1/33)
127 - الفرق بين الإرادة والتمني: (551) .
128 - الفرق بين الإرادة والتوخي: (573) .
129 - الفرق بين الإرادة وتوطين النفس: (575) .
130 - الفرق بين الارادة والتيمم: (579) .
131 - الفرق بين الإرادة والرضا: أن إرادة الطاعة تكون قبلها والرضا بها يكون بعدها أو معها فليس الرضا من الارادة في شئ، وعند أبي هاشم رحمه الله: أن الرضا ليس بمعنى ونحن وجدنا المسلمين يرغبون في رضا الله تعالى ولا يجوز أن يرغب في لا شئ، والرضا أيضا نقيض السخط، والسخط من الله تعالى إرادة العقاب فينبغي أن يكون الرضا منه إرادة الثواب أو الحكم به.
132 - الفرق بين الإرادة والشهوة: أن الانسان قد يشتهي ما هو كاره له كالصائم يشتهي شرب الماء ويكرهه، وقد يريد الانسان مالا يشتهيه كشرب الدواء المر والحمية والحجامة وما بسبيل ذلك، وشهوة القبيح غير قبيحة وإرادة القبيح قبيحة فالفرق بينهما بين.
133 - الفرق بين الإرادة والشهوة (1) : قال الطبرسي (2) رضي الله عنه:
__________
(1) الارادة والشهوة في الكليات 2: 105.
والتعريفات: 135.
(2) الطبرسي هو أبو علي، أمين الدين، الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي.
مفسر لغوي.
وعالم جليل من علماء الامامية.
من كتبه مجمع البيان في تفسير القرآن وجوامع الجامع في التفسير أيضا.
كانت (*)
(1/34)
الشهوة: مطالبة النفس بفعل ما فيه اللذة وليست كالارادة، لانها قد تدعو إلى الفعل من الحكمة.
والشهوة ضرورية [6 / ب] فينا من فعل الله تعالى.
والارادة: من فعلنا.
(اللغات) .
134 - الفرق بين إرادة الانتقام والغضب: (1547) .
135 - الفرق بين الإرادة والقصد: (1726) .
136 - الفرق بين الإرادة والمحبة: (1953) .
137 - الفرق بين الإرادة والمشيئة: أن الارادة تكون لما يتراخى وقته ولما لا يتراخى، والمشيئة لما لم يتراخ وقته، والشاهد أنك تقول فعلت كذا شاء زيد أو أبى فيقابل بها إباه وذلك انما يكون عند محاولة الفعل وكذلك مشيئته إنما تكون بدلا من ذلك في حاله.
138 - الفرق بين الإرادة والمشيئة (1) : قيل: الارادة هي العزم (2) على الفعل، أو الترك بعد تصور الغاية، المترتبة عليه من خير، أو نفع، أو لذة ونحو ذلك.
وهي أخص من المشيئة، لان المشيئة ابتداء العزم على الفعل، فنسبتها إلى الارادة نسبة الضعف إلى القوة، والظن إلى الجزم، فإنك ربما شئت شيئا ولا تريده، لمانع عقلي أو شرعي.
وأما الارادة فمتى حصلت صدر الفعل لا محالة.
وقد يطلق كل منهما على الآخر توسعا.
وإرادته عز وجل للشئ نفس
__________
وفاته في أواسط القرن السادس.
قيل 548 وقيل سنة 560.
(1) الارادة والمشيئة في كليات أبي البقاء 1: 105.
وفي تعريفات الجرجاني: 230.
(2) في خ: عزم.
(*)
(1/35)
إيجاده (1) له.
ويشهد لذلك الاخبار.
منها ما روي عن صفوان قال: قلت (2) لابي الحسن أخبرني عن الارادة من الله، ومن الخلق، فقال: الارادة من الخلق: الضمير وما يبدو لهم بعد ذلك من الفعل.
وأما من الله تعالى فإرادته إحداثه لا غير ذلك، لانه لا يروي.
ولا يهم، ولا يتفكر.
فهذه الصفات منفية عنه تعالى.
وهي صفات الخلق.
فإرادة الله الفعل لا غير، يقول له: كن فيكون، بلا لفظ ولا قول: ولا نطق بلسان،
ولا همة ولا تفكر.
ولا كيف لذلك، كما أنه لا كيف له.
وقال بعض المحققين: الارادة في الحيوان شوق متأكد إلى حصول المراد.
وقيل: إنها مغايرة للشوق (3) ، فإن الارادة هي الاجماع وتصميم العزم.
وقد يشتهي الانسان ما لا يريده كالاطعمة اللذيذة بالنسبة إلى العاقل الذي يعلم ما في أكلها من الضرر.
وقد يريد: ما لا يشتهيه كالأدوية الشنيعة (4) النافعة التي يريد الانسان تناولها لما فيها من النفع.
وفرق بينهما بأن الارادة: ميل اختياري، والشوق: ميل جبلي طبيعي.
ولذا (5) يعاقب الانسان المكلف بإرادة المعاصي، ولا يعاقب باشتهائها.
وقيل: إرادة الله سبحانه توجب للحق حالا يقع منه الفعل على وجه دون وجه.
__________
(1) في خ: إيجاد.
(2) في ط: قلنا.
(3) الشوق في: الكليات 2: 250، وفيه: الشوق نزوع النفس إلى الشئ.
وفي القاموس المحيط (ش وق) : " ... نزاع النفس ... ".
والمادة في تعريفات الجرجاني: 135.
(4) في ط: البشعة.
(5) في ط: طبعي، ولهذا.
(*)
(1/36)
[3 / ب] وقيل: بل (1) هي علمه بنظام الكل على الوجه الاتم الاكمل، من حيث إنه كاف في وجود الممكنات، ومرجح لطرف وجودها على عدمها، فهي عين ذاته والمحبة فينا ميل النفس أو سكونها بالنسبة إلى ما يوافقها عند تصور كونه موافقا، وملائما لها، وهو مستلزم
لارادته إياه.
ولما كانت المحبة بهذا المعنى محالا في حقه تعالى، فالمراد بها ذلك اللازم، وهو الارادة.
وقال بعض الاعلام (2) : المشيئة والارادة قد يخالفان المحبة، كما قد نريد نحن شيئا لا يستلذ، كالحجامة، وشرب الدواء الكريه الطعم.
وكذلك ربما انفكت مشيئة الله تعالى وإرادته عن محبته (3) ورضاه.
انتهى.
وعلى هذا فالارادة أعم من المحبة، لان كل محبوب مراد، دون العكس.
وقال بعض المحدثين من المتأخرين، في جواب من سأل عن الفرق بين القضاء والقدر، والامضاء والمشيئة، والارادة والخلق: المستفاد من الاخبار أن هذه الاشياء متغايرة في المعنى، مترتبة في الوجود، إلا أن الظاهر أن الامضاء والخلق بمعنى واحد.
فالمشيئة قبل الارادة، والارادة قبل القدر، والقدر (4) قبل القضاء، والقضاء قبل الامضاء، وهو الخلق، وهو إبراز المعدوم في الوجود، وتأليفه، وتركيبه، فالمشيئة بالنسبة إلينا
__________
(1) (بل) لم ترد في ط.
(2) في ط: العلماء.
(3) في ط: وإرادته عن رضاه.
(4) (والقدر) : مستدركه من ط.
(*)
(1/37)
هي (1) الميل الاول بعد حصول العلم بالشئ.
والارادة: هي الميل الثاني القريب بعد أن تنشطت النفس إلى فعله (2) ، وصممت على
إيجاده.
والقدر: هو التقدير بالمقدار طولا وعرضا مثلا.
والقضاء: هو التقطيع والتأليف.
والامضاء: هو إبراز الصنعة في عالم (3) المصنوع، مثاله في المحسوس: هو أنك إذا أردت أن تخيط ثوبا، فلابد أن تكون عالما بالعلة (4) الغائية التي هي المرتبة الاولى، فيحصل لك ميل إلى لبس الثوب، وهذا هو المشيئة وهي المرتبة الثانية، فيدعوك ذلك الميل إلى لبسه إلى الميل إلى خياطته وتقطيعه، وهذا هو الارادة: وهي المرتبة الثالثة.
فتقدره أولا قبل تقطيعه، لئلا يحصل فيه الزيادة والنقصان، وهذا هو القدر: وهي المرتبة الرابعة، فتقطعه بعد ذلك على حسب وضع الثوب في كيفيته، فيحصل الغرض المقصود منه، وهذا هو القضاء: وهي المرتبة الخامسة، ثم تؤلف تلك الاجزاء، وتضعها في مواضعها.
وهذا هو الامضاء: وهو الخلق، وهو الصنع والتصوير.
ويدل على ذلك صريحا ما رواه الكلينى (5) قدس سره، قال: سئل العالم عليه السلام: كيف علم الله؟ قال: " علم وشاء وأراد وقدر وقضى وأمضى فأمضى ما قضى، وقضى ما قدر وقدر ما أراد، فبعلمه كانت المشيئة وبمشيئته
__________
(1) (هي) مستدركه من ط.
(2) في ط: فعل.
(3) في ط: العالم المصنوع، وفي خ: عالم المصنوع.
(4) سقطت الكلمة من ط.
(5) الكليني: محمد بن يعقوب بن إسحاق، أبو جعفر الكليني، من أهل كلين بالري.
فقيه إمامي، وكان شيخ الشيعة في بغداد.
من كتبه: (الكافي في علم الدين) .
وكانت وفاته سنة 329.
(*)
(1/38)
كانت الارادة، وبإرادته كان التقدير، وبتقديره كان القضاء، وبقضائه كان الامضاء.
والعلم متقدم على المشيئة، والمشيئة ثانية، والارادة ثالثة، والتقدير واقع على القضاء بالامضاء.
فلله تبارك وتعالى البداء فيما علم متى شاء، وفيما أراد من تقدير الاشياء، فإذا وقع القضاء بالامضاء، فلا بداء.
فالعلم بالمعلوم قبل كونه، والمشيئة في المشاء (1) قبل عينه، والارادة في المراد قبل قيامه.
والتقدير لهذه المعلومات قبل تفصيلها وتوصيلها عيانا ووقتا، والقضاء بالامضاء من المبرم من المفعولات، الحديث.
وبه ينحل قول مولانا أمير المؤمنين لما فر من حائط أشرف على الانهدام: " أفر من قضاء الله إلى قدره ".
إلا أن نسبة هذه المعاني إليه سبحانه على وجه المجاز لا الحقيقة، إذ المقصود من هذا الكلام: التقريب إلى الافهام.
إذا عرفت هذا فاعلم أن إرادته سبحانه على ضربين كمشيئته: أحدهما: حتم: وهي الارادة المتعلقة بالتكوين كالخلق، والرزق والاحياء، والاماتة، وتسخير الافلاك، وبالجملة فكل ما هو ليس من أفعال العباد الاختيارية فهذه لا تختلف عن إرادته، وإليه أشار سبحانه بقوله: " ولو شاء ربك لآمن من في الارض كلهم جميعا " (2) .
الثاني (3) : إرادة عزم: وهي (4) المتعلقة بأفعال العباد وأعمالهم الاختيارية من الامور التكليفية، وهذه قد تختلف إذ ليس معنى إرادته فيها إلا أمره بها، ومحبته لها، وهذا لا يلزم منه الوقوع، وإلا لزم الجبر،
__________
(1) في الاصلين: المنشأ.
وهو تصحيف.
(2) يونس 10: 99.
(3) في ط: وتانيهما.
(4) في ط: إرادة المتعلقة.
(*)
(1/39)
والالجاء، وبطل الثوب والعقاب.
وفي القول به خروج عن جادة الصواب.
انتهى كلامه، زيد إكرامه (1) .
هذا، وقد استدل بعض الافاضل على أن المشيئة من الله تقتضي وجود الشئ، بما ورد من قوله صلى الله عليه وآله: " ما شاء الله كان " (2) وعلى أن الارادة منه سبحانه لا تقتضي وجود المراد لا محالة بقوله تعالى: " يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر " (3) وبقوله سبحانه: " وما الله يريد ظلما للعباد " (4) .
ومعلوم أنه قد يحصل العسر والظلم فيما بين الناس (5) .
أقول: ويمكن المناقشة في الاستدلال بالآيتين بأن المراد بإرادة اليسر وعدم إرادة العسر في الآية الاولى: الرخصة للمريض، والمسافر في الافطار في شهر رمضان، والآية مسوقة لذلك، لقوله تعالى: " فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر " (6) والمراد: " يريد الله بكم اليسر " في جميع الامور، " ولا يريد بكم العسر " أي التضيق عليكم وتكليفكم ما لا تطيقونه، وعلى
__________
(1) ؟ بارة: " زيد إكرامه " من خ فقط.
(2) من حديث في سنن أبي داود 4: 319 رواه بإسناده عن عبد الحميد مولى بني هاشم حدث أن أمه حدثته - وكانت تخدم بنات النبي صلى الله عليه وآله - ان ابنة النبي صلى الله عليه وآله حدثتها أن النبى صلى الله عليه وآله كان يعلمها فيقول: " قولي حين تصبحين: سبحان الله وبحمده، لا قوة إلا بالله، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، اعلم ان الله على كل شئ قدير، وأن الله أحاط بكل شئ به علما.
فإنه من قالهن حين يصبح حفظ حتى يمسي، ومن قالهن حين يمسي حفظ حتى يصبح ".
(3) البقرة 3: 185.
(4) غافر 40: 31.
(5) كلمة (فيما) من ط.
(6) البقرة 2: 185.
(*)
(1/40)
التقديرين فإرادته سبحانه لم تتخلف (1) عن وجود المراد لا محالة في هذا الباب.
وأما الآية الثانية فالمعنى أنه سبحانه: لا يريد ظلم عباده بأن يحملهم من العقاب مالا يستحقونه (2) أو ينقصهم من الثواب عما استحقوه.
وهذا المراد أيضا لا يتخلف عن إرادته سبحانه.
(اللغات)
139 - الفرق بين الإرادة والمعنى: (2038) .
140 - الفرق بين الإرادة والهم: (2260) .
141 - الفرق بين الأرب والعقل: أن قولنا الارب يفيد وفور العقل من قولهم عظم مؤرب إذا كان عليه لحم كثير وافر، وقدح أريب وهو المعلى وذلك أنه يأخذ النصيب المؤرب (3) أي الوافر.
142 - الفرق بين الارتفاع والصعود: (1263) .
143 - الفرق بين الإرتياب والشك: أن الارتياب شك مع تهمة (4) والشاهد أنك تقول إني شاك اليوم في المطر، ولا يجوز أن تقول إني مرتاب بفلان إذا شككت في أمره واتهمته.
فأما: " تتمة الكلام في كلمتين الريبة والتهمة " (5) .
144 - الفرق بين الإرسال والإنفاذ: أن قولك أرسلت زيدا إلى عمرو يقتضي أنك حملته رسالة إليه أو خبرا وما أشبه ذلك، والانفاذ لا يقتضي هذا
__________
(1) في خ: تخلف.
والمثبت من ط.
(2) في خ: يستحقون.
والمثبت من ط.
(3) (مؤربا خ ل) .
(4) في التيمورية " شك معه تهمة ".
(5) ما بين المعقوفتين إضافة منا.
(*)
(1/41)
المعنى، ألا ترى انه ان طلب منك إنفاذ زيد إليه فأنفذته إليه قلت أنفذته ولا يحسن أن تقول أرسلته، وإنما يستعمل الارسال حيث يستعمل الرسول.
145 - الفرق بين الإرسال والبعث: (406) .
146 - الفرق بين الارشاد والهداية: أن الارشاد إلى الشئ هو التطريق إليه والتبيين له.
والهداية هي التمكن من الوصول إليه، وقد جاءت الهداية للمهتدي في قوله تعالى " إهدنا الصراط المستقيم " (1) فذكر انهم دعوا بالهداية وهم مهتدون لا محالة ولم يجئ مثل ذلك في الارشاد، ويقال أيضا هداه إلى المكروه كما قال الله تعالى " فاهدوهم إلى صراط الجحيم " (2) وقال تعالى " إنك لعلى هدى مستقيم " (3) والهدى الدلالة فإذا كان مستقيما فهو دلالة إلى الصواب والايمان هدى لانه دلالة إلى الجنة وقد يقال الطريق هدى ولا يقال أرشده إلا إلى المحبوب، والراشد هو القابل للارشاد والرشيد مبالغة من ذلك، ويجوز أن يقال الرشيد الذي صلح بما في نفسه مما يبعث عليه الخير، والراشد القابل لما دل عليه من طريق الرشد، والمرشد الهادي للخير والدال على طريق الرشد ومثل ذلك مثل من يقف بين طريقين لا يدري أيهما يؤدي إلى الغرض المطلوب فإذا دله عليه دال فقد أرشده وإذا قبل هو قول الدال فسلك قصد السبيل فهو راشد وإذا بعثته نفسه على سلوك الطريق القاصد فهو رشيد، والرشاد والسداد والصواب حق من يعمل عليه أن ينجو وحق من يعمل على خلافه أن يهلك.
__________
(1) الحمد 1: 6.
(2) الصافات 37: 23.
(3) الحج 22: 67.
(*)
(1/42)
147 - الفرق بين الإزالة والتنحية: أن الازالة تكون إلى الجهات الست، والتنحية الازالة إلى جانب اليمين أو الشمال أو خلف أو قدام، ولا يقال لما صعد به أو سفل به نحي وإنما التنحية في الاصل تحصيل الشئ في جانب ونحو الشئ جانبه.
148 - الفرق بين قولك أزاله عن موضعه وأزله: أن الازلال عن الموضع هو الازالة عنه دفعة واحدة من قولك زلت قدمه ومنه قيل أزل إليه النعمة إذا اصطنعها إليه بسرعة، ومنه قيل للذنب الذي يقع من الانسان على غير اعتماد زلة والصفاء الزلال بمعنى المزل.
149 - الفرق بين الازلي والابدي: (25) .
150 - الفرق بين الاساءة والمضرة: أن الاساءة قبيحة وقد تكون مضرة حسنة إذا قصد بها وجه يحسن نحو المضرة بالضرب للتأديب، وبالكد للتعلم والتعليم.
151 - الفرق بين الاساءة والسوء: أن الاساءة اسم للظلم يقال أساء إليه إذا ظلمه والسوء اسم الضرر والغم يقال ساءه يسوؤه إذا ضره وغمه وإن لم يكن ذلك ظلما.
152 - الفرق بين الاساءة والنقمة (1) : قد فرق بينهما بأن النقمة: قد تكون بحق جزاء على كفران النعمة.
والاساءة: لا تكون الا قبيحة.
ولذا لا يصح وصفه تعالى بالمسئ، وصح
__________
(1) الاساءة والنقمة في الكليات (الاساءة: 62) .
والفرائد: 11.
(*)
(1/43)
وصفه بالمنتقم.
قال سبحانه: " والله عزيز ذو انتقام " (1) وقال: " ومن عاد فينتقم الله منه " (2) (اللغات) .
153 - الفرق بين الاستبدال والشراء: (1191) .
154 - الفرق بين الاستبشار والسرور: أن الاستبشار هو السرور بالبشارة والاستفعال للطلب والمستبشر بمنزلة من طلب السرور في البشارة فوجده، وأصل البشرة من ذلك لظهور السرور في بشرة الوجه.
155 - الفرق بين الاستثناء والعطف: أنك إذا قلت ضربت القوم فقد أخبرت أن الضرب قد استوفى القوم ثم قلت وعمرا فعمرو غير القوم والفعل الواقع به غير الفعل الواقع بالقوم وإنما أشركته معهم في فعل ثان وصل إليه منك وليس هذا حكم الاستثناء لانك تمنع في الاستثناء أن يصل فعلك إلى جميع المذكور.
156 - الفرق بين الإستجابة والإجابة (3) : قيل: الاستجابة فيه: قبول لما دعا إليه (4) ، ولذا وعد سبحانه الداعين بالاستجابة في قوله سبحانه: " ادعوني أستجب لكم " (5) والمستجيبين بالحسنى في قوله.
" للذين استجابوا لربهم الحسنى " (6) .
__________
(1) آل عمران 3: 4.
وترددت في المائدة.
(2) المائدة 5: 95.
(3) الاستجابة والاجابة في الكليات 1: 60.
وفي مفردات الراغب الاصفهاني: 144.
(4) أي دعا الله تعالى.
والكلمة في ط: ادعى.
ولا معنى لها.
(5) غافر 40: 60.
(6) الرعد 13: 18.
(*)
(1/44)
وأما قوله سبحانه: " ويوم يقول نادوا شركائي الذين زعمتم
فدعوهم فلم يستجيبوا لهم " (1) مع أن الظاهر نفي مطلق الجواب.
فلان الغرض بيان خيبتهم، وعدم حصول مأمولهم ومتوقعهم من قبول الشركاء دعاءهم وشفاعتهم عند الله.
على أن كون الظاهر نفي مطلق الجواب غير ظاهر بدليل أنه سبحانه حكى عن الشركاء في موضع آخر بقوله تعالى: " وقال شركاؤهم ما كنتم إيانا تعبدون " (2) .
فالمنفي: هو قبول الدعوة فقط، وليست (3) كذلك الاجابة، لانه يجوز (4) أن يجيب بالمخالفة كما يقول السائل: أتوافق في هذا المذهب (5) أم تخالف؟ فيقول المجيب: اخالف.
وقيل: إن: أجاب و: استجاب بمعنى.
(اللغات) .
157 - الفرق بين الاستخبار والسؤال: أن الاستخبار طلب الخبر فقط، والسؤال يكون طلب الخبر وطلب الامر والنهي وهو أن يسأل السائل غيره أن يأمره بالشئ أو ينهاه عنه، والسؤال والامر سواء في الصيغة وإنما يختلفان في الرتبة فالسؤال من الادنى في الرتبة والامر من الا رفع فيها.
158 - الفرق بين الاستدراج والاملاء: (290) .
159 - الفرق بين الاستدلال والاحتجاج: أن الاستدلال طلب الشئ من جهة غيره، والاحتجاج هي الاستقامة في النظر على ما ذكرنا سواء كان من جهة ما يطلب معرفته أو من جهة غيره.
__________
(1) الكهف 18: 52.
(2) يونس 10: 28.
(3) في ط: وليس.
(4) في ط: بأنه لا يجوز.
(5) في ط: أتوافق هذا المذهب.
(*)
(1/45)
160 - الفرق بين الاستدلال والدلالة: (907) .
161 - الفرق بين الاستدلال والنظر: أن الاستدلال طلب معرفة الشئ من جهة غيره، والنظر طلب معرفته من جهته ومن جهة غيره، ولهذا كان النظر في معرفة القادر قادرا من جهة فعله استدلالا، والنظر في حدوث الحركة ليس باستدلال، وحد النظر طلب إدراك الشئ من جهة البصر أو الفكر ويحتاج في إدراك المعنى إلى الامرين جميعا كالتأمل للخط الدقيق بالبصر أولا ثم بالكفر لان إدراك الخط الدقيق التي بها يقرأ طريق إلى إدراك المعنى وكذلك طريق الدلالة المؤدية إلى العلم بالمعنى، وأصل النظر المقابلة، فالنظر بالبصر الاقبال به نحو المبصر، والنظر بالقلب الاقبال بالفكر نحو المفكر فيه، ويكون النظر باللمس ليدري اللين من الخشونة، والنظر إلى الانسان بالرحمة هو الاقبال عليه بالرحمة، والنظر نحو ما يتوقع والانظار إلى مدة هو الاقبال بالنظر نحو المتوقع، والنظر بالامل هو الاقبال به نحو المأمول، والنظر من الملك لرعيته هو إقباله نحوهم بحسن السياسة، والنظر في الكتاب بالعين والفكر هو الاقبال نحوه بهما، ونظر الدهر اليهم أي أهلكهم وهو إقباله نحوهم بشدائده، والنظير المثيل، فإنك إذا نظرت إلى أحدهما فقد نظرت إلى الآخر، وإذا قرن النظر بالقلب فهو الفكر في أحوال ما ينظر فيه، وإذا قرن بالبصر كان المراد به تقليب الحدقة نحو ما يلتمس رؤيته مع سلامة الحاسة.
162 - الفرق بين قولنا استشرفه ببصره ومد إليه بصره: أن قولنا استشرفه ببصره معناه أنه مد إليه بصره من أعلاه.
* * *
(1/46)
163 - الفرق بين الاستطاعة والقدرة: أن الاستطاعة في قولك طاعت جوارحه
للفعل أي انقادت له ولهذا لا يوصف الله بها ويقال أطاعة وهو مطيع وطاع له وهو طائع له إذا انقاد له، وجاءت الاستطاعة بمعنى الاجابة وهو قوله تعالى " هل يستطيع ربك " (1) أي هل يجيبك إلى ما تشأله وأما قوله تعالى " لا يستطيعون سمعا " (2) فمعناه أنه يثقل عليهم استماع القرآن ليس أنهم لا يقدرون على ذلك، وأنت تقول لا أستطيع أن أبصر فلانا تريد أن رؤيته تثقل عليك.
164 - الفرق بين الاستطاعة والقدرة (3) : قيل الفرق بينهما أن الاستطاعة: انطباع الجوارح للفعل.
والقدرة: هي ما أوجب كون القادر عليه قادرا.
ولذلك لا يوصف الله تعالى بأنه مستطيع، ويوصف بأنه قادر (اللغات) .
165 - الفرق بين الاستطاعة والقدرة (4) : قيل: الاستطاعة أخص من القدرة، فكل مستطيع قادر وليس كل قادر بمستطيع، لان الاستطاعة: اسم لمعان يتمكن بها الفاعل مما يريده من أحداث الفعل وهي (5) أربعة أشياء: إرادته للفعل، وقدرته على الفعل بحيث لا يكون له مانع منه، وعلمه بالفعل، وتهيؤ ما يتوقف عليه الفعل.
ألا ترى أنه يقال: فلان قادر
__________
(1) المائدة 5: 112.
(2) الكهف 18: 101.
(3) الاستطاعة والقدرة: في التعريفات 18 - 19.
والفرائد: 41.
(4) الاستطاعة والقدرة.
في الكليات (الاستطاعة 1: 161 والقدرة 2: 47) .
والمفردات 461، و 595.
والتعريفات.
80.
(5) في ط: وهي وفي خ: وهو.
(*)
(1/47)
على كذا لكنه لا يريده، أو يمنعه منه مانع، أو لا علم له به أن يعوزه كذا.
فظهر أن القدرة أعم من الاستطاعة، والاستطاعة أخص من القدرة.
(اللغات) .
166 - الفرق بين الاستعارة والتشبيه: (490) .
167 - الفرق بين الاستغفار والتوبة: أن الاستغفار طلب المغفرة بالدعاء والتوبة أو غيرهما من الطاعة، والتوبة الندم على الخطيئة مع العزم على ترك المعاودة فلا يجوز الاستغفار مع الاصرار لانه مسلبة لله ما ليس من حكمه ومشيئته مالا تفعله مما قد نصب الدليل فيه وهو تحكم عليه كما يتحكم المتأمر المتعظم على غيره بأن يأمره بفعل ما أخبر أنه لا يفعله.
168 - الفرق بين الاستفهام والسؤال: أن الاستفهام لا يكون إلا لما يجهله المستفهم أو يشك فيه وذلم أن المستفهم طالب لان يفهم ويجوز أن يكون السائل يسأل عما يعلم وعن ما لا يعلم فالفرق بينهما ظاهر، وأدوات السؤال هل والالف وأم وما ومن وأي وكيف وكم وأين ومتى، والسؤال هو طلب الاخبار بأداته في الافهام فان قال ما مذهبك في حدث العالم فهو سؤال لانه قد أتى بصيغة السؤال، وإن قال أخبرني عن مذهبك في حدث العالم فمعناه معنى السؤال ولفظه لفظ الامر.
169 - الفرق بين الاستقامة والاستواء: (178) .
170 - الفرق بين الاستقامة والاصابة: (193) .
171 - الفرق بين الاستكبار والاستنكاف: (175) .
(1/48)
172 - الفرق بين الاستكبار والتكبر (1) : الاول: طلب الكبر من غير استحقاق.
والثاني: قد يكون باستحقاق.
ولذلك جاز في صفة الله تعالى:
المتكبر.
ولا يجوز: المستكبر.
(اللغات) .
173 - الفرق بين الاستماع والسماع (2) : قال الفيومي: " يقال " استمع " لما كان بقصد، لانه لا يكون إلا بالاصغاء - وهو الميل -.
و" سمع " يكون بقصد، وبدونه " (3) .
انتهى.
قلت: ويؤيده قوله تعالى: " وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له " (4) .
إشارة إلى قصدهم إلى ذلك، وميلهم إلى السماع الخالي عن القصد.
(اللغات) .
174 - الفرق بين الاستماع والسمع: أن الاستماع هو استفادة المسموع بالاصغاء إليه ليفهم ولهذا لا يقال إن الله يستمع، وأما السماع فيكون اسما للمسموع يقال لما سمعته من الحديث هو سماعي ويقال للغناء سماع، ويكون بمعنى السمع تقول سمعت سماعا كما تقول سمعت سمعا،
__________
(1) الاستكبار والتكبر: في الكليات 1: 2.
(الكبر ومعان اخر) .
ونقلها في الفرائد: 12.
(2) نقل المؤلف عن المصباح المنير للفيومي (س م ع) : 341.
- والفيومي هو أبو العباس أحمد بن محمد بن علي الفيومي، ثم الحموي.
لغوي أديب نفسه.
اشتهر بكتابه: المصباح المنير، وهو معجم لطيف.
توفى نحو سنة 770 هـ.
(3) في المصباح المنير (341) : في مادة " س م ع ": " سمعت له سمعا، وتسمعت واستمعت كلها يتعدى بنفسه، وبالحرف بمعنى.
و (استمع) لما كان بقصد: لانه لا يكون إلا بالاصغاء.
و (سمع) يكون بقصد وبدونه.
(4) الاعراف 7: 204.
(*)
(1/49)
والتسمع طلب السمع مثل التعلم طلب العلم.
175 - الفرق بين الاستنكاف والاستكبار: أن في الاستنكاف معنى الانفة وقد
يكون الاستكبار طلب من غير أنفة وقال تعالى: " ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر " (1) أي يستنكف عن الاقرار بالعبودية ويستكبر عن الاذعان بالطاعة.
176 - الفرق بين الاستهزاء والسخرية: أن الانسان يستهزأ به من غير أن يسبق منه فعل يستهزأ به من أجله، والسخر يدل على فعل يسبق من المسخور منه والعباة من اللفظين تدل عن صحة ما قلناه وذلك أنك تقول استهزأت به فتعدى الفعل منك بالباء والباء للالصاق كأنك ألصقت به استهزاء من غير أن يدل على شئ وقع الاستهزاء من أجله، وتقول سخرت منه فيقتضي ذلك من وقع السخر من أجله كما تقول تعجبت منه فيدل ذلك على فعل وقع التعجب من أجله، ويجوز أن يقال أصل سخرت منه التسخير وهو تذليل الشئ وجعلك إياه منقادا فكأنك إذا سخرت منه جعلته كالمنقاد لك، ودخلت من للتبعيض لانك لم تسخره كما تسخر الدابة وغيرها وإنما خدعته عن بعض عقله، وبني الفعل منه على فعلت لانه بمعنى عنيت وهو أيضا كالمطاوعة والمصدر السخرية كأنها منسوبة إلى السخرة مثل العبودية واللصوصية، وأما قوله تعالى " ليتخذ بعضهم بعضا سخريا " (2) فإنما هو بعث الشئ المسخر ولو وضع موضع المصدر جاز، والهزء يجري مجرى العبث ولهذا جاز هزأت مثل عبثت فلا يقتضي معنى التسخير فالفرق بينهما بين.
__________
(1) النساء 4: 172.
(2) الزخرف 43: 32.
(*)
(1/50)
177 - الفرق بين الاستهزاء والمزاح: (1993) .
178 - الفرق بين الاستواء والاستقامة: أن الاستواء هو تماثل أبعاض الشئ
واشتقاقه من السي وهو المثل كأن بعضه سي بعض أي مثله، ونقيضه التفاوت وهو أن يكون بعض الشئ طويلا وبعضه قصيرا وبعضه تاما وبعضه ناقصا.
والاستقامة الاستمرار على سنن واحد ونقيضها الاعوجاج وطريق مستقيم لا اعوجاج فيه.
179 - الفرق بين الاستواء والانتصاب: أن الاستواء يكون في الجهات كلها والانتصاب لا يكون إلا علوا.
180 - الفرق بين الأس والأصل: أن الاس لا يكون إلا أصلا وليس كل أصل أسا وذلك أن اس الشئ لا يكون فرعا لغيره مع كونه أصلا، مثال ذلك ان أصل الحائط يسمى اس الحائط وفرع الحائط لا يسمى اسا لعرفه.
181 - الفرق بين الاسراف والتبذير: (499) .
182 - الفرق بين الاسف والحسرة والغم: (737) .
183 - الفرق بين الاسقاء والسقي: (1110) .
184 - الفرق بين الاسلام والايمان والصلاح: (1283) .
185 - الفرق بين الاسم والتسمية والاسم واللقب: أن الاسم فيما قال ابن السراج: ما دل على معنى مفرد شخصا كان أو غير شخص.
وفيما قال أبو الحسن علي بن عيسى رحمه الله: كلمة تدل على معنى دلالة الاشارة واشتقاقه من السمو وذلك أنه كالعلم ينصب ليدل على صاحبه.
وقال
(1/51)
أبو العلاء المازني رحمه الله: الاسم قول دال على المسمى غير مقتض لزمان من حيث هو اسم.
والفعل ما اقتضى زمانا أو تقديره من حيث هو فعل.
قال والاسم اسمان اسم محض وهو قول دال دلالة الاشارة واسم صفة وهو قول دال دلالة الافادة.
وقال علي بن عيسى: التسمية تعليق الاسم بالمعنى على جهة الابتداء.
وقال أبو العلاء: اللقب ما غلب على المسمى من اسم علم بعد اسمه الاول فقولنا زيد ليس بلقب لانه أصل فلا لقب إلا علم وقد يكون علم ليس بلقب.
وقال النحويون: الاسم الاول هو الاسم المستحق بالصورة مثل رجل وظبي وحائط وحمار، وزيد هو اسم ثان.
واللقب ما غلب على المسمى من اسم ثالث.
واما النبز فإن المبرد قال: هو اللقب الثابت قال: والمنابزة الاشاعة باللقب يقال لبني فلان نبز يعرفون به إذا كان لهم لقب ذائع (1) شائع ومنه قوله تعالى " ولا تنابزوا بالالقاب " (2) وكان هذا من أمر الجاهلية فنهى الله تعالى عنه.
وقيل النبز ذكر اللقب يقال نبز ونزب كما يقال جذب وجبذ، وقالوا في تفسير الآية هو أن يقول للمسلم يا يهودي أو يا نصراني فينسبه إلى ما تاب منه.
186 - الفرق بين الاسم والحد: (699) .
187 - الفرق بين الاسم الشرعي والاسم العرفي: أن الاسم الشرعي ما نقل عن أصله في اللغة فسمي به فعل أو حكم حدث في الشرع نحو الصلاة والزكاة والصوم والكفر والايمان والاسلام وما يقرب من ذلك.
وكانت هذه أسماء تجري قبل الشرع على أشياء ثم جرت في الشرع
__________
(1) " واقع خ ل ".
(2) الحجرات 49: 11.
(*)
(1/52)
على أشياء اخر وكثر استعمالها حتى صارت حقيقة فيها وصار استعمالها على الاصل مجازا، ألا ترى أن استعمال الصلاة اليوم في الدعاء مجاز وكان هو الاصل، والاسم العرفي ما نقل عن بابه بعرف الاستعمال نحو قولنا دابة وذلك أنه قد صار في العرف اسما لبعض ما يدب وكان في الاصل
اسما لجميعه، وكذلك الغائط كان اسما للمطمئن من الارض ثم صار في العرف اسما لقضاء الحاجة حتى ليس يعقل عند الاطلاق سواه، وعند الفقهاء أنه إذا ورد عن الله خطاب قد وقع في اللغة لشئ واستعمل في العرف لغيره ووضع في الشرع لآخر، فالواجب حمله على ما وضع في الشرع لان ما وضع له في اللغة قد انتقل عنه وهو الاصل فما استعمل فيه بالعرف أولى بذلك، وإذا كان الخطاب في العرف لشئ وفي اللغة بخلافه وجب حمله على العرف لانه أولى كما أن اللفظ الشرعي يحمله على ما عدل عنه، وإذا حصل الكلام مستعملا في الشريعة أولى على ما ذكر قبل، وجميع أسماء الشرع تحتاج إلى بيان نحو قوله تعالى " وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة " (1) إذ قد عرف بدليل أنه اريد بها غير ما وضعت له في اللغة وذلك على ضربين: أحدهما يراد به ما لم يوضع له البتة نحو الصلاة والزكاة، والثاني يراد به ما وضع له في اللغة لكنه قد جعل اسما في الشرع لما يقع منه على وجه مخصوص أو يبلغ حدا مخصوصا فصار كأنه مستعمل في غير ما وضع له وذلك نحو الصيام والوضوء وما شاكله.
188 - الفرق بين الاسم والصفة: (1269) .
189 - الفرق بين الاسم العرفي والاسم الشرعي: (187) .
__________
(1) البقرة 2: 43.
(*)
(1/53)
190 - الفرق بين الاسهاب والاطناب: (208) .
191 - الفرق بين الاشتياط والغضب: أن الاشتياط خفة تلحق الانسان عند الغضب وهو في الغضب كالطرب في الفرح، وقد يستعمل الطرب في الخفة التي تعتري من الحزن، والاشتياط لا يستعمل إلا في الغضب ويجوز
أن يقال الاشتياط سرعة الغضب.
قال الأصمعي: يقال ناقة مشياط إذا كانت سريعة السمن، ويقال استشاط الرجل إذا التهب من الغضب كأن الغضب قد طار فيه.
192 - الفرق بين الاصابة والارادة: (125) .
193 - الفرق بين الاصابة والاستقامة: أن الاصابة مضمنة بملابسة الغرض وليس كذلك الاستقامة لانه قد يمر على الاستقامة ثم ينقطع عن الغرض الذي هو المقصد في الطلب.
194 - الفرق بين الاصلح والاحق: (77) .
195 - الفرق بين الاصطفاء والاختيار: (103) .
196 - الفرق بين الاصعاد والصعود: أن الاصعاد في مستوى الارض، والصعود في الارتفاع يقال أصعدنا من الكوفة إلى خراسان وصعدنا في الدرجة والسلم والجبل.
197 - الفرق بين الاصعاد والصعود (1) : قد فرق بينهما: بأن الاصعاد يكون
__________
(1) الاصعاد والصعود في الكليات 1: 204.
(*)
(1/54)
في مستو من الارض، والصعود: في ارتفاع.
يقال: أصعدنا من مكة: إذا ابتدأ السفر (1) ومثله قول الشاعر (2) : هواي مع الركب اليمانين مصعد * جنيب وجثماني بمكة موثق قلت: ويدل عليه قوله تعالى: " إذ تصعدون ولا تلوون على أحد " (3) إشارة إلى ذهابهم (4) في وادي أحد، للإنهزام فرارا من العدو.
(اللغات) .
198 - الفرق بين الاصغاء والسمع: (1130) .
199 - الفرق بين الاصل والاس: (180) .
200 - الفرق بين الاصل والجذم: (616) .
201 - الفرق بين الاصل والسنخ: (1138) .
202 - الفرق بين الاصيل والبكرة والعشاء والعشي والغداة والمساء: (1537) .
203 - الفرق بين الاضطراب والحركة: أن الاضطراب حركات متوالية في جهتين مختلفتين وهو افتعال من ضرب، يقال اضطرب الشئ كأن بعضه يضرب بعضا فيتمحص.
ولا يكون الاضطراب إلا مكروها فيما هو حقيقة
__________
(1) في ط: ابتدأنا السفر.
(2) هو جعفر بن علبة الحارثي.
والبيت من حماسية له (الحماسة بشرح المرزوقي 1: 51) .
و (اليمانون جمع يمان: يقول: هواي راحل ومبعد مع ركبان الابل القاصدين نحو اليمن.
ومعنى أصعد في الارض: أبعد.
وجنيب: أي مجنوب مستتبع) .
(3) آل عمران 3: 153.
(4) في خ: إذهابهم.
- وخبر غزوة احد في السيرة، والتواريخ، وكتب التفسير، وفي تفسير القرطبي (4: 239) " كان من المنهزمين يومئذ: مصعد وصاعد والله أعلم ".
(*)
(1/55)
فيه أو غير حقيقة، ألا ترى أنه يقال اضطربت السفينة واضطرب حال زيد واضطرب الثوب، وكل ذلك مكروه وليس الحركة كذلك.
204 - الفرق بين الاضطرار والالجاء: (262) و (263) .
205 - الفرق بين الاطراء والمدح: أن الاطراء هو المدح في الوجه ومنه قولهم الاطراء يورث الغفلة يريدون المدح في الوجه، والمح يكون مواجهة وغير مواجهة.
206 - الفرق بين أطفأت النار وأخمدتها: (110) .
207 - الفرق بين الاطلاق والتخلية: أن الاطلاق عند الفقهاء كالاذن إلا أن أصل الاذن أن يكون ابتداء والاطلاق لا يكون إلا بعد نهي، ثم كثر حتى استعمل أحدهما في موضع الآخر، والاطلاق مأخوذ من الطلق وهو القيد أطلقه إذا فك طلقه أي قيده كما تقول أنشط إذا حل الانشوطة، ومنه طلق المرأة وذلك أنهم يقولون للزوجة: إنها في حبال الزوج فإذا فارقها قيل طلقها كأنه قطع حبلها وإنما قيل في الناقة: أطلق وفي المرأة طلق للفرق بين المعنيين والاصل واحد.
208 - الفرق بين الاطناب والاسهاب: أن الاطناب هو بسط الكلام لتكثير الفائدة، والاسهاب بسطه مع قلة الفائدة فالاطناب بلاغة والاسهاب عي، والاطناب بمنزلة سلوك طريق بعيدة تحتوي على زيادة فائدة، والاسهاب بمنزلة سلوك ما يبعد جهلا بما يقرب، وقال الخليل: يختصر الكلام ليحفظ ويبسط ليفهم، وقال أهل البلاغة: الاطناب إذا لم يكن منه بد فهو إيجاز، وفي هذا الباب كلام كثير استقصيناه في كتاب صنعة الكلام.
(1/56)
209 - الفرق بين الاظفار والافشاء: (238) .
210 - الفرق بين الاظهار والجهر: (664) .
211 - الفرق بين الاعادة والتكرار: (536) .
212 - الفرق بين الاعانة والتقوية: (530) .
213 - الفرق بين الاعانة والنصرة: (2173) .
214 - الفرق بين الاعتذار والتوبة: (569) .
215 - الفرق بين الاعتراف والاقرار: (256) .
216 - الفرق بين الاعتقاد والعلم: أن الاعتقاد هو اسم لجنس الفعل على أي
وجه وقع اعتقاده، والاصل فيه أنه مشبه بعقد الحبل والخيط فالعالم بالشئ على ما هو به كالعاقد المحكم لما عقده ومثل ذلك تسميتهم العلم بالشئ حفظا له ولا يوجب ذلك أن يكون كل عالم معتقدا لان اسم الاعتقاد اجري على العلم مجازا وحقيقة العالم هو من يصح منه فعل ما علمه متيقنا (1) إذا كان قادار عليه.
217 - الفرق بين الاعتماد والسكون: أنه قد يجوز أن يسكن الرجل يده ببسطه إياها في الهواء أو على شئ من غير أن يعتمد عليه، ولذلك قد يحرك يده مباشرة من غير أن يعتمد على شئ.
__________
(1) في السكندرية " متسقا ".
(*)
(1/57)
218 - الفرق بين الاعتماد والكون: أن الاعتماد يحل في غير جهة مكانه ولا يجوز أن يحل الكون في غير جهة مكانه.
219 - الفرق بين الاعتماد والمصاكة: (2012) .
220 - الفرق بين الاعتماد والمماسة: (2072) .
221 - الفرق بين الأعجمي والعجمي (1) : الاعجمي: الذي يمتنع لسانه من العربية، ولا يفصح، وإن كان نازلا بالبادية، والعجمي: منسوب إلى العجم، وإن كان فصيحا.
قاله صاحب أدب الكاتب، قلت: ويدل عليه قوله تعالى " ولو نزلناه على بعض الاعجمين " (2) .
أي من لا يفصح القراءة.
(اللغات) .
222 - الفرق بين الإعدام والاهلاك: (334) .
223 - الفرق بين الإعدام والفقر: أن الاعدام أبلغ في الفقر: وقال أهل اللغة: المعدم الذي لا يجد شيئا، وأصله من العدم خلاف الوجود وقد أعدم
كأنه صار ذا عدم، وقيل في خلاف الوجود عدم للفرق بين المعنيين ولم يقل عدمه الله وإنما قيل أعدمه الله، وقيل في خلافه قد وجد ولم يقل وجده الله وإنما قيل أوجده الله، وقال بعضهم: الاعدام فقر (3) بعد غنى.
224 - الفرق بين الأعرابي والعربي (4) : الاعرابي: البدوي، وإن كان بالحضر،
__________
(1) الاعجمي والعجمي الفرائد: 15.
(2) الشعراء 26: 198.
(3) " يكون فقرا خ ل ".
(4) الاعرابي والعربي في الكليات 3: 256.
والاعرابي في التعريفات: 31.
والفرائد: 15.
(*)
(1/58)
والعربي: منسوب إلى العرب، وإن لم يكن بدويا فبينهما عموم من وجه.
(اللغات) .
225 - الفرق بين الاعضاء والجوارح: (671) .
226 - الفرق بين الإعطاء والانفاق: (325) .
227 - الفرق بين الإعطاء والايتاء: (344) .
228 - الفرق بين الإعطاء والهبة: أن الاعطاء هو اتصال الشئ إلى الآخذ له ألا ترى انك تعطي زيدا المال ليرده إلى عمرو وتعطيه ليتجر لك به، والهبة تقتضي التمليك فإذا وهبته له فقد ملكته إياه، ثم كثر إستعمال الاعطاء حتى صار لا يطلق إلا على التمليك فيقال أعطاه مالا إذا ملكه إياه والاصل ما تقدم.
229 - الفرق بين الأعلام والأخبار (1) : قال الطبرسي: الفرق بينهما أن الاعلام قد يكون بخلق العلم الضروري في القلب، كما خلق الله - سبحانه - من كمال العقل والعلم بالمشاهدات، وقد يكون بنصب الأدلة على الشئ.
والاخبار: هو إظهار الخبر، علم به أو لم [8 / ب] يعلم، ولا يكون مخبرا بما يحدثه من العلم في القلب كما يكون معلما بذلك.
(اللغات)
230 - الفرق بين الأعلام والانذار: (310) .
231 - الفرق بين الأعلام والإخبار: أن الاعلام التعريض لان يعلم الشئ وقد يكون ذلك بوضع العلم في القلب لان الله تعالى قد علمنا ما اضطررنا
__________
(1) الاعلام والاخبار.
في الكليات 1: 84.
ومفردات الراغب: 513.
(*)
(1/59)
إليه، ويكون الاعلام بنصب الدلالة والاخبار والاظهار للخبر علم به أو لم يعلم، ولا يكون الله مخبرا بما يحدثه من العلم في القلب.
232 - الفرق بين الاعلام والتعلم (1) : قيل: هما بمعنى.
كما تقول: علمت، وأعلمت، وفهمت وأفهمت.
وقال بعضهم: بينهما فرق.
فمعنى تعلم: تسبب إلى ما به يعلم من النظر في الادلة، وليس في (أعلم) هذا المعنى.
فقد يقال ذلك لما يعلم بلا تأمل، كقولك: اعلم أن الفعل يدل على الفاعل، وتقول في الاول: تعلم النحو والفقه.
انتهى.
قلت: ويمكن أن يعتبر الفرق بوجه آخر، ولعله الانسب وهو أن التعلم يعتبر في مفهومه التكرار حتى يصير ذلك الشئ ملكة بخلاف الاعلام، إذ يعتبر في مفهومه ذلك، فإنه قريب من معنى الاخبار أو بما معناه، كما مر من قريب (2) (اللغات) .
233 - الفرق بين الاعلان والجهر: أن الاعلان خلاف الكتمان وهو إظهار المعنى للنفس ولا يقتضي رفع الصوت به، والجهر يقتضي رفع الصوت به ومنه يقال رجل جهير وجهوري إذا كان رفيع الصوت.
234 - الفرق بين الاعلى وفوق: أن أعلى الشئ منه يقال هو في أعلى النخلة يراد أنه في نهاية قامتها، وتقول السماء فوق الارض فلا يقتضي ذلك أن تكون السماء من الارض، وأعلى يقتضي أسفل، وفوق يقتضي تحت وأسفل
__________
(1) الاعلام والتعليم في مفردات الراغب 514.
(2) عبارة (كما مر من قريب) ليست في: ط.
(*)
(1/60)
الشئ منه وتحته ليس منه ألا ترى انه يقال وضعته تحت الكوز ولا يقال وضعته أسفل الكوز بهذا المعنى ويقال أسفل البئر ولا يقال تحت البئر.
235 - الفرق بين قولنا الله أعلم بذاته ولذاته: إن قولنا هو عالم بذاته يحتمل أن يراد أنه يعلم ذاته كما إذا قلنا إنه عالم بذاته لما فيه من الاشكال، ونقول هو عالم لذاته لانه لا إشكال فيه، ويقال هو إله بذاته ولا يقال هو إله لذاته احترازا من الاشكال لانه يحتمل أن يكون قولنا إله لذاته أنه إله ذاته كما يقال إنه إله لخلقه أي إله خلقه، ويجوز أن يقال قادر لذاته وبذاته لان ذلك لا يشكل لكون القادر لا يتعدى بالباء واللام وإنما يعدى بعلى.
236 - الفرق بين الاعوجاج والاختلاف: أن الاعوجاج من الاختلاف ما كان يميل إلى جهة ثم يميل ألى اخرى وما كان في الارض والدين والطريقة فهو عوج مكسور الاول تقول في الارض عوج وفي الدين عوج مثله والعوج بالفتح ما كان في العود والحائط وكل شئ منصوب.
237 - الفرق بين الاغماء والسهو: أن الاغماء سهو يكون من مرض فقط والنوم سهو يحدث مع فتور جسم الموصوف به.
238 - الفرق بين الافشاء والاظهار: أن الافشاء كثرة الاظهار ومنه أفشى القوم
إذا كثر ما لهم مثل أمشوا والفشاء كثرة المال ومثله المشاء (1) وقريب منه النماء والضياء وقد أنمى القوم وأصبوا وأمشوا وأفشوا إذا كثر ما لهم، ولهذا يقال فشى الخير في القوم أو الشر إذا ظهر بكثرة وفشى فيها الحرب
__________
(1) " المساء خ ل ".
(*)
(1/61)
إذا ظهر وكثر، والاظهار يستعمل في كل شئ والافشاء لا يصح إلا فيما لا تصح فيه الكثرة ولا يصح في ذلك ألا ترى انك تقول هو ظاهر المروءة ولا تقول كثير المروءة.
239 - الفرق بين قولك افترى وقولك اختلق: أن افترى قطع على كذب وأخبر به، واختلق قدر كذبا وأخبر به لان أصل افترى قطع وأصل اختلق قدر على ما ذكرنا (1) .
240 - الفرق بين الافتراء والبهتان والكذب: (1801) .
241 - الفرق بين الافضال والاحسان: (71) .
242 - الفرق بين الافضال والتفضل: أن الافضال من الله تعالى نفع تدعو إليه الحكمة وهو تعالى يفضل لا محالة لان الحكيم لا يخالف ما تدعو إليه الحكمة وهو كالانعام في وجوب الشكر عليه، وأصله الزيادة في الاحسان والتفضل التخصص بالنفع الذي يوليه القادر عليه وله أن لا يوليه والله تعالى متفضل بكل نفع يعطيه إياه من ثواب وغيره، فان قلت: الثواب واجب من جهة أنه جزاء على الطاعة فكيف يجوز أن لا يفعله، قلنا: لا يفعله بان لا يفعل سببه المؤدي إليه.
243 - الفرق بين الافقار والاخبال: (86) .
244 - الفرق بين الافقار والعرى: أن الافقار مصدر فقر الرجل ظهر بعيره ليركبه
ثم يرده، مأخوذ من الفقار وهو عظم الظهر يقال أفقرته البعير أي أمكنته من فقاره.
__________
(1) لم نعثر في مظانه ولعل المصنف اشار إلى ذلك في آخر.
(*)
(1/62)
245 - الفرق بين الافك والكذب: (1802) .
246 - الفرق بين الافول والغيوب: أن الافول هو غيوب الشئ وراء الشئ ولهذا يقال أفل النجم لانه يغيب وراء جهة الارض، والغيوب يكون في ذلك وفي غيره، ألا ترى أنك تقول غاب الرجل إذا ذهب عن البصر وإن لم يستعمل إلا في الشمس والقمر والنجوم، والغيوب يستعمل في كل شئ وهذا أيضا فرق بين.
247 - الفرق بين أقام بالمكان وغني بالمكان: أن معنى قولك غني بالمكان يغني غنيا أنه أقام به إقامة مستغني به عن غيره وليس في الاقامة هذا المعنى.
248 - الفرق بين الاقامة والعكوف: (1475) .
249 - الفرق بين الإقبال والمضي والمجئ: أن الاقبال الاتيان من قبل الوجه والمجئ إتيان من أي وجه كان " بقية المطلب في كلمة: المضي ".
250 - الفرق بين الاقتصار والاختصار: (92) .
251 - الفرق بين الاقتصار والحذف: (711) .
252 - الفرق بين الاقتضاء والطلب: أن الاقتضاء على وجهين: أحدهما اقتضاء الدين وهو طلب أدائه والآخر مطالبة المعني لغيره كأنه ناطق بأنه لابد منه، وهو على وجوه منها الاقتضاء لوجود المعني كاقتضاء الشكر من حكيم لوجود النعمة وكاقتضاء وجود النعمة لصحة الشكر وكاقتضاء وجود مثل آخر وليس كالضد الذي لا يحتمل ذلك وكاقتضاء القادر
(1/63)
المقدور والمقدور القادر وكاقتضاء وجود الحركة للمحل من غير أن يقتضي وجود المحل وجود الحركة لانه قد يكون فيه السكون واقتضاء الشئ لغيره قد يكون بجعل جاعل وبغير جعل جاعل وذلك نحو ضرب يقتضي ذكر الضارب بعده بوضع واضع اللغة له على هذه الجهة، وضرب لا يقتضي ذلك وكلاهما يدل عليه.
253 - الفرق بين الاقدام والتقحم: (518) .
254 - الفرق بين الاقدار والتمكين: (548) .
255 - الفرق بين الاقرار والاعتراف: أن الاقرار فيما قاله أبو جعفر الدامغاني: حاصله إخبار عن شئ ماض.
وهو في الشريعة جهة ملزمة للحكم والدليل على أنه جهة ملزمة قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين " إلى قوله " وليملل الذي عليه الحق " (1) فأمر بالاصغاء إلى قول من عليه الحق في حال الاستيثاق والاشهاد ليثبت عليه ذلك فلولا أنه جهة ملزمة لم يكن لاثباته فائدة، وقال بعضهم: الاعتراف مثل الاقرار إلا أنه يقتضي تعريف صاحبه الغير أنه قد التزم ما اعترف به، وأصله من المعرفة، وأصل الاقرار من التقرير وهو تحصيل ما لم يصرح به القول، ولهذا اختار أصحاب الشروط أقربه ولم يختاروا اعترف به، قال الشيخ أبو هلال أيده الله تعالى: يجوز أن يقر بالشئ وهو لا يعرف أنه أقربه ويجوز أن يقر بالباطل الذي لا أصل له ولا يقال لذلك اعتراف إنما الاعتراف هو الاقرار الذي صحبته المعرفة بما أقر به مع الالتزام له، ولهذا يقال: الشكر اعتراف بالنعمة ولا يقال إقرار بها لانه لا يجوز أن يكون شكرا إلا إذا
__________
(1) البقرة 2: 282.
(*)
(1/64)
قارنت المعرفة موقع المشكور وبالمشكور له في أكثر الحال فكل اعتراف إقرار وليس كل إقرار اعتراف، ولهذا اختار أصحاب الشروط ذكر الاقرار لانه أعم، ونقيض الاعتراف الجحد ونقيض الاقرار الانكار.
256 - الفرق بين الاقرار والاعتراف (1) : الاقرار: هو التكلم بالحق، اللازم على النفس، مع توطين النفس على الانقياد والاذعان.
ويشهد له قوله تعالى: " ثم أقررتم وأنتم تشهدون " (2) .
والاعتراف: هو التكلم بذلك وإن لم يكن معه توطين، أو إن الاعتراف هو ما كان باللسان، والاقرار قد يكون به، وبغيره، بل بالقرائن، كما في حق الاخرس.
وينطبق على الوجهين تسمية الشهادة بالتوحيد: إقرارا، لا اعترافا، كما لا يخفى.
وأهل اللغة لم يفرقوا بينهما.
(اللغات) .
257 - الفرق بين الاكتساب والكسب: (1816) .
258 - الفرق بين قولك اكتفى به وقولك اجتزأ به: (50) .
259 - الفرق بين الاكمال والاتمام: (38) .
260 - الفرق بين اولئك واولاء: (341) .
261 - الفرق بين الالتماس والطلب: أن الالتماس طلب باللمس ثم سمي كل طلب التماسا مجازا.
__________
(1) الاقرار والاعتراف في الكليات 1: 141 و 2: 65.
ومفردات الراغب: 497 و 600.
(2) البقرة 2: 84.
(*)
(1/65)
262 - الفرق بين الالجاء والاضطرار: أن الالجاء يكون فيما لا يجد الانسان منه
بدا من أفعال نفسه مثل أكل الميتة عند شدة الجوع ومثل العدو على الشوك عند مخافة السبع فيقال إنه ملجأ إلى ذلك، وقد يقال إنه مضطر إليه أيضا، فأما الفعل الذي يفعل في الانسان وهو يقصد الامتاع منه مثل حركة المرتعش فإنه يقال هو مضطر إليه ولا يقال ملجأ إليه، وإذا لم يقصد الامتناع منه لم يسم اضطرارا كتحريك الطفل يد الرجل القوي، ونحو هذا قول علي بن عيسى: إن الالجاء هو أن يحمل الانسان على أن يفعل، والضرورة أن يفعل فيه ما لا يمكنه الانصراف عنه من الضر والضر ما فيه ألم قال والاضطرار خلاف الاكتساب ألا ترى أنه يقال له باضطرار عرفت هذا أم باكتساب؟ ولا يقع الالجاء هذا الموقع، وقيل هذا الاصطلاح من المتكلمين قالوا فأما أهل اللغة فإن الالجاء والاضطرار عندهم سواء، وليس كذلك لان كل واحد منهما على صيغة ومن أصل وإذا اختلفت الصيغ والاصول اختلفت المعاني لا محالة، والاجبار يستعمل في الاكراه، والالجاء يستعمل في فعل العبد على وجه لا يمكنه أن ينفك منه، والمكره من فعل ما ليس له إليه داع وإنما يفعله خوف الضرر، والالجاء ما تشتد دواعي الانسان إليه على وجه لا يجوز أن يقع مع حصول تلك الدواعي.
263 - الفرق بين الاضطرار والالجاء (1) : قال بعض المحققين في الفرق بينهما إن الاضطرار: كون الشئ بحيث لا يقدر الانسان على الامتناع منه بسبب موجب لذلك، وإن كان بحسب ذاته قادرا على الامتناع.
كقوله
__________
(1) الاضطرار والالجاء في الكليات الاضطرار 1: 214.
الاضطرار في المفردات: 436.
(*)
(1/66)
سبحانه: " ثم اضطره إلى عذاب النار " (1) فإن أهل جهنم - وإن كانوا
في أنفسهم قادرين على الامتناع من دخولها - إلا أنهم مكرهون على ذلك.
والالجاء: قد يكون بالاختيار لبقاء القدرة على الامتناع، كما لو انحصر علاج المريض بالعضد مثلا، فإنه يقال: هو ملجأ إلى العضد، مع أن قدرته على الامتناع عنه غير مسلوبة.
والحاصل: أن الاضطرار أخص من الالجاء لاشتراط زوال الاختيار في الاول دون الثاني.
(اللغات) .
264 - الفرق بين الالحاد والكفر: (1822) .
265 - الفرق بين الالزام والايجاب: أن الالزام يكون في الحق والباطل يقال ألزمته الحق وألزمته الباطل، والايجاب لا يستعمل إلا فيما هو حق فان استعمل في غيره فهو مجاز والمراد به الالزام.
266 - الفرق بين الالزام واللزوم: (1862) .
267 - الفرق بين الالزام والمعارضة: (2026) .
268 - الفرق بين إلا ولكن: أن الاستثناء هو تخصيص صيغة عامة فأما لكن فهي تحقيق إثبات بعد نفي أو نفي بعد إثبات تقول ما جاءني زيد لكن عمرو جاءني.
وأتى عمرو لكن زيد لم يأت فهذا أصل لكن، وليس باستثناء في التحقيق، وقال ابن السراج: الاستثناء هو إخراج بعض من كل.
__________
(1) البقرة 2: 126.
(*)
(1/67)
269 - الفرق بين الاله والمعبود بحق: أن الاله هو الذي يحق له العبادة فلا إله إلا الله وليس كل معبود يحق له العبادة، ألا ترى أن الاصنام معبودة والمسيح معبود ولا يحق له ولها العبادة.
270 - الفرق بين إله والله: (271) .
271 - الفرق بين قولنا الله وبين قولنا إله: أن قولنا الله اسم لم يسم به غير الله وسمي غير الله إلها على وجه الخطأ وهي تسمية العرب الاصنام آلهة، وأما قول الناس لا معبود إلا الله فمعناه أن لا يستحق العبادة إلا الله تعالى.
272 - الفرق بين قولنا اللهم وقولنا الله: (273) .
273 - الفرق بين قولنا الله وقولنا اللهم: أن قولنا الله اسم واللهم نداء والمراد به يا الله فحذف حرف النداء وعوض الميم في آخره.
274 - الفرق بين الالم والعذاب: (1427) .
275 - الفرق بين الالم والوجع: (2292) .
276 - الفرق بين الالم والوصب: (2313) .
277 - الفرق بين الالمعي واللوذعي: (1888) .
278 - الفرق بين الالهام والمعرفة الضرورية: أن الالهام ما يبدو في القلب من المعارف بطريق الخير ليفعل وبطريق الشر ليترك، والمعارف الضرورية على أربعة أوجه: أحدها يحدث عند المشاهدة والثاني عند التجربة
(1/68)
والثالث عند الاخبار المتواترة والرابع أوائل العقل.
279 - الفرق بين الالهام والوحي (1) : قيل: الالهام يحصل من الحق تعالى من غير واسطة الملك.
والوحي: من خواص الرسالة، والالهام من خواص الولاية.
وأيضا الوحي مشروط بالتبليغ، كما قال تعالى: " يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك " (2) دون الالهام.
ومنهم من جعل الالهام نوعا من الوحي، وقال في الغريب: " يقال لما يقع في النفس من عمل الخير: إلهام.
ولها يقع من الشر،
وما لا خير فيه: وسواس.
ولما يقع من الخوف: إيحاش، ولما يقع من تقدير نيل الخير: أمل.
ولما يقع من التقدير الذي لا على الانسان ولا له: خاطر ".
انتهى.
وقال بعض المحققين: " الوحي فيضان العلم من الله إلى النبي بواسطة الملك.
والالهام: الالقاء، في قلبه ابتداء.
والاول يختص بالانبياء عليهم السلام، وبينه قوله سبحانه " قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي " (3) .
فإن الجملة الاخيرة إنما سيقت لبيان المايز، وأن المماثلة التي دلت عليها الجملة الاولى ليست في الصفات الجسمانية والنفسانية معا بل في الاولى خاصة " انتهى.
أقول: وقد يطلق الوحي على الالهام كما في قوله تعالى: " وإذا أوحيت إلى الحواريين " (4) .
فإنهم لم يكونوا أنبياء.
__________
(1) الالهام والوحي في الكليات 1: 286 ومفردات الراغب: 810 (2) المائدة 5: 67.
(3) الكهف 18: 110.
(4) المائدة 5: 111.
(*)
(1/69)
وقوله تعالى: " وأوحينا إلى ام موسى " (1) .
وقوله: " وأوحى ربك إلى النحل " (2) .
وهذا الاطلاق إما بحسب اللغة أو على سبيل التجوز (3) .
(اللغات)
280 - الفرق بين الامارة والدلالة: (909) .
281 - الفرق بين الامارة والعلامة: أن الامارة هي العلامة الظاهرة، ويدل على ذلك أصل الكلمة وهو الظهور، ومنه قيل أمر الشئ إذا كثر ومع الكثرة
ظهور الشأن، ومن ثم قيل الامارة لظهور الشأن، وسميت المشورة أمارا لان الرأي يظهر بها وائتمر القوم إذا تشاوروا قال الشاعر: * ففيم الامار فيكم والامار *
282 - الفرق بين الامامة والخلافة: (864) .
283 - الفرق بين الامتراء والشك: أن الامتراء هو استخراج الشبه المشكلة، ثم كثر حتى سمي الشك مرية وامتراء، وأصله المري وهو استخراج اللبن من الضرع، مري الناقة يمريها مريا، ومنه ما راه مما راة ومراء إذا استخرج ما عنده بالمناظرة، وامترئ امتراء إذا استخرج الشبه المشكلة من غير حل لها.
284 - الفرق بين الامتناع والاباء: (14) .
285 - الفرق بين الامداد والمد (4) : قال المفضل: ما كان منه بطريق التقوية، والاعانة يقال فيه: أمده، يمده، إمدادا.
__________
(1) القصص 28: 7.
(2) النحل 16: 68.
(3) في ط: أو على سبيل المجاز والفصيح ان يقال: وإما على سبيل التجوز.
(4) الامداد والمد في الكليات 1: 312.
وفرائد: 19.
(*)
(1/70)
وما كان بطريق الزيادة يقال فيه: يمده، مدا، ومنه قوله تعالى: " ويمدهم في طغيانهم يعمهون " (1) وقوله سبحانه: " ونمد له من العذاب مدا " (2) .
والامداد في الخير، كما في قوله تعالى: " وأمددناكم بأموال وبنين " (3) .
وقيل: المد: إعانة الرجل القوم بنفسه.
والامداد إعانته إياهم (4)
بغيره.
يقال: مد زيد القوم أي صار لهم مددا (5) .
وأمدهم: أعانهم بمدد.
وإلى هذا القول مال صاحب القاموس كما يظهر من تضاعيف كلامه (6) .
(اللغات) .
286 - الفرق بين الامد والغاية: أن الامد حقيقة والغاية مستعارة على ما ذكرنا (7) ويكون الامد ظرفا من الزمان والمكان، فالزمان قوله تعالى " فطال عليهم الامد " (8) والمكان قوله تعالى " تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا " (9) .
287 - الفرق بين الامر والخبر: أن الامر لا يتناول الآمر لانه لا يصح أن يأمر الانسان نفسه ولا أن يكون فوق نفسه في الرتبة فلا يدخل الآمر مع غيره في الامر ويدخل مع غيره في الخبر لانه لا يمتنع أن يخبر عن نفسه كإخباره عن غيره ولذلك قال الفقهاء: إن أوامر النبي صلى الله عليه [وآله]
__________
(1) البقرة 2: 15.
(2) مريم 19: 79.
(3) الاسراء 17: 6.
(4) في خ: إعانتهم إياه.
والمثبت من ط (5) في ط: مدا.
(6) القاموس: (م د د) .
(7) في العدد 1535.
(8) الحديد 57: 16.
(9) آل عمران 3: 30.
(*)
(1/71)
وسلم تتعداه إلى غيره من حيث كان لا يجوز أن يختص بها، وفصلوا بينها وبين أفعاله بذلك فقالوا أفعاله لا تتعداه إلا بدليل، وقال بعضهم: بل حكمنا وحكمه في فعله سواء فإذا فعل شيئا فقد صار كأنه قال لنا إنه مباح، قال ويختص العام بفعله كما يختص بقوله.
ويفرق بينهما أيضا من وجه آخر وهو أن النسخ يصح في الامر ولا يصح في الخبر عند أبي علي
وأبي هاشم رحمهما الله تعالى: وذهب أبو عبد الله البصري رحمه الله إلى أن النسخ يكون في الخبر كما يكون في الامر قال وذلك مثل أن يقول الصلاة تلزم المكلف في المستقبل ثم يقول بعد مدة إن ذلك لا يلزمه، وهذا أيضا عند القائلين بالقول الاول أمر وإن كان لفطه لفظ الخبر.
وأما الخبر عند حال الشئ الواحد المعلوم أنه لا يجوز خروجه عن تلك الحال فان النسخ لا يصح في ذلك عند الجميع نحو الخبر عن صفات الله بأنه عالم وقادر.
288 - الفرق بين الامر والعجب: أن الامر العجب الظاهر المكشوف، والشاهد أن أصل الكلمة الظهور ومنه قيل للعلامة الامارة لظهورها والامرة والامارة ظاهر الحال، وفي القرآن " لقد جئت شيئا إمرا " (1) .
289 - الفرق بين أم وأو: أن أم استفهام وفيها ادعاء إذا عادلت الالف نحو أزيد في الدار، وليس ذلك في أو، ولهذا اختف الجواب فيهما فكان في أم بالتعبير وأو بنعم أو لا.
290 - الفرق بين الاملاء والاستدراج (2) : الاملاء: هو الامهال والتأخير.
__________
(1) الكهف 18: 71.
(2) الاملاء والاستدراج في الكليات 1: 172.
والفرائد: 72.
(*)
(1/72)
قال تعالى: " وأملي لهم إن كيدي متين " (1) .
والاستدراج: هو أنه كلما جدد العبد خطيئة جدد الله له نعمة، وأنساه (2) الاستغفار إلى أن يأخذه قليلا قليلا (3) ولا يباغته.
وروي عن أبي عبد الله عليه السلام في تفسير، حيث سئل في قوله تعالى: " سنستدرجهم من حيث لا يعلمون " (4) .
فقال: " هو العبد يذنب الذنب فيجدد له النعمة معه، تلهية تلك النعمة عن الاستغفار من ذلك الذنب ".
وعلى هذا هما (5) عموم وخصوص، إذ كل استدراج إملاء وليس كل إملاء استدراجا.
(اللغات) .
291 - الفرق بين الامل والطمع (6) : قيل: أكثر ما يستعمل الامل فيما يستبعد حصوله، فإن من عزم على سفر إلى بلد بعيد يقول: " أملت الوصول إليه " ولا يقول: " طمعت " إلا إذا قرب منه، فإن الطمع لا يكون إلا فيما قرب حصوله.
وقد يكون الامل بمعنى الطمع.
وأما الرجاء: فهو بين الامل والطمع، فإن الراجي قد يخاف أن لا يحصل مأموله.
ولهذا يستعمل بمعنى الخوف (7) .
__________
(1) الاعراف 7: 183.
(2) في خ: وإنشاء، وهو تحريف.
(3) أسقط في (خ) قليلا، ولم يثبت غير واحدة من الاثنتين.
(4) الاعراف 7: 182.
(5) في خ: فيهما، والمثبت من ط.
(6) الامل والطمع: انقله في فرائد اللغة: 20.
(7) قال في مجمع البيان (4: 273) في شرح قوله تعالى " من كان يرجو لقاء الله ": أي من كان يأمل لقاء: ثواب الله.
وقيل: معناه: " من كان يخاف عقاب الله ".
قال: " والرجاء قد يكون بمعنى الخوف كما في قول الشاعر: إذا لسعته النحل لم يرج لسعها * وحالفها في بيت نوب عواسل (*)
(1/73)
ومنه قوله تعالى: " من كان يرجوا لقاء الله فإن أجل الله لآت " (1) .
أي يخافه.
وقال بعضهم: الامل يكون في الممكن والمستحيل.
والرجاء يختص
بالممكن.
قلت: الصحيح أن هذا الفرق بين التمني والرجاء.
وأما الامل فلا يكون في المستحيل.
(اللغات) .
292 - الفرق بين الاقل والوجل: أن الامل رجاء يستمر فلاجل هذا قيل للنظر في الشئ إذا استمر وطال تأمل، وأصله من الاميل وهو الرمل المستطيل.
293 - الفرق بين الامهال والانتظار: (303) .
294 - الفرق بين الامهال والانظار: (318) .
295 - الفرق بين الامهال والحلم: (786) .
296 - الفرق بين الامين والمأمون: أن الامين الثقة في نفسه، والمأمون الذي يأمنه غيره.
297 - الفرق بين الانابة والتوبة: (570) .
298 - الفرق بين الاناة والحلم: أن الاناة هي البطء في الحركة وفي مقاربة الخطو في المشي ولهذا يقال للمرأة البدينة أناة قال الشاعر:
__________
والمعني: من كان يخشى البعث، ويخاف الجزاء والحساب أو يأمل الثواب فليبادر بالطاعة قبل أن يلحقه الاجل ".
(1) العنكبوت 29: 5.
(*)
(1/74)
رمته أناة من ربيعة عامر * نؤم الضحى في مأتم أي مأثم ويكون المراد بها في صفات الرجال المتمهل في تدبير الامور ومفارقة التعجل (1) فيها كأنه يقاربها مقاربة لطيفة من قولك أنى الشئ إذا قرب وتأنى أي تمهل ليأخذ الامر من قرب، وقال بعضهم الاناة السكون عند الحالة المزعجة.
299 - الفرق بين الاناة والتؤدة: أن التؤدة مفارقة الخفة في الامور وأصلها من قولك وأده يئده إذا أثقله بالتراب ومنه الموؤدة وأصل التاء فيها واو ومثلها التخمة وأصلها من الوخامة والتهمة وأصلها من وهمت والترة وأصله من ترت، فالتؤدة تفيد من هذا خلاف ما تفيد الاناة وذلك أن الاناة تفيد مقاربة الامر والتسبب إليه بسهولة، والتؤدة تفيد مفارقة الخفة ولولا أنا رجعنا إلى الاشتقاق لم نجد بينهما فرقا ويجوز أن يقال ان الاناة هي المبالغة في الرفق بالامور والتسبب إليها من قولك آن الشئ إذا انتهى ومنه " حميم آن " (2) وقوله " غير ناظرين إنيه " (3) أي نهايته من النضج.
300 - الفرق بين الانابة والرجوع: أن الانابة الرجوع إلى الطاعة فلا يقال لمن رجع إلى معصية أنه أناب، والمنيب اسم مدح كالمؤمن والمتقي.
301 - الفرق بين الانام والناس: أن الانام على ما قال بعض العلماء: يقتضي تعظيم شأن المسمى من الناس قال الله عزوجل " الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم " (4) وإنما قال لهم جماعة وقيل رجل واحد وإن
__________
(1) في السكندرية " العجلة ".
(2) الرحمن 55: 44.
(3) الاحزاب 33: 53.
(4) آل عمران 3: 173.
(*)
(1/75)
أهل مكة قد جمعوا لكم، ولا تقول جاءني الانام تريد بعض الانام وجمع الانام آنام، قال عدي بن زيد: إن الانسي قلنا جمع نعلمه فيما من الانام والامم جمع امة وهي النعمة.
302 - الفرق بين الانتصاب والاستواء: (179) .
303 - الفرق بين الانتظار والامهال: أن الانتظار مقرون بما يقع فيه النظر
والامهال مبهم.
304 - الفرق بين الانتظار والتربص: (477) .
305 - الفرق بين الانتظار والترجي والتوقع: (479) .
306 - الفرق بين الانتظار والنظر: الانتظار طلب ما يقدر النظر إليه ويكون في الخير والشر ويكون مع شك ويقين وذلك أن الانسان ينتظر طعاما يعمل في داره وهو لا يشك أنه يحضر له، وينتظر قدوم زيد غدا وهو شاك فيه.
307 - الفرق بين الانتقال والزوال: أن الانتقال فيما ذكر علي بن عيسى: يكون في الجهات كلها، والزوال يكون في بعض الجهات دون بعض، ألا ترى أنه لا يقال زال من سفل إلى علو كما يقال انتقل من سفل إلى علو، قلنا ويعبر عن العدم بالزوال فنقول زالت علة زيد، والانتقال يقتضي منتقلا إليه والشاهد أنك تعديه بإلى والزوال لا يقتضي ذلك، والزوال أيضا لا يكون إلا بعد استقرار وثبات صحيح أو مقدر تقول: زال ملك فلان ولا تقول ذلك إلا بعد ثبات الملك له وتقول: زالت الشمس، وهذا وقت الزوال وذلك أنهم كانوا يقدرون أن الشمس تستقر في كبد السماء ثم
(1/76)
تزول وذلك لما يظن من بطء حركتها إذا حصلت هناك، ولهذا قال شاعرهم: وزالت زوال الشمس عن مستقرها * فمن مخبري في أي أرض غروبها وليس كذلك الانتقال.
308 - الفرق بين الانتقام والعقاب: أن الانتقام سلب النعمة بالعذاب، والعقاب جزاء على الجرم بالعذاب لان العقاب نقيض الثواب والانتقام نقيض الانعام.
309 - الفرق بين الانجاء والتنجية (1) : كلاهما بمعنى التخليص من المهلكة.
(*) وفرق بعضهم بينهما فقال: الانجاء في الخلاص قبل الوقوع في المهلكة * (2) .
والتنجية يستعمل في الخلاص بعد الوقوع في المهلكة.
قلت: ويؤيد الاول قوله تعالى: " ثم صدقناهم الوعد فأنجيناهم ومن نشاء وأهلكنا المسرفين " (3) .
فإن المراد بالمنجين: الانبياء، وقد أنجاهم الله من العذاب قبل وقوعه على الامم.
ويؤيد الثاني قوله تعالى: " وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب " (4) .
فإن إنجاء بني إسرائيل من آل فرعون وذبح أبنائهم، وتحميلهم الاعمال الشاقة كان بعد مدة من الزمان.
__________
(1) الانجاء والتنجية.
في الكليات 1: 338.
والمفردات 736.
(2) ما بين النجمتين سقط من: خ.
(3) الانبياء 21: 9.
(4) البقرة 2: 49.
(*)
(1/77)
هذا وقد يستعمل كل منهما في موضع الآخر إما مجازا أو بحسب اللغة.
(اللغات) .
310 - الفرق بين الانذار والاعلام (1) : الانذار: إعلام معه تخويف، فكل منذر معلم، وليس بالعكس.
ويوصف القديم سبحانه بأنه منذر، لان الاعلام يجوز وصفه به، والتخويف أيضا كذلك لقوله تعالى: " ذلك يخوف الله به عباده " (2) فإذا جاز وصفه بالمعنيين، جاز وصفه بما يشتمل
عليهما، قاله الطبرسي.
(اللغات) .
311 - الفرق بين الانذار والتخويف: أن الانذار تخويف مع إعلام موضع المخافة من قولك نذرت بالشئ إذا علمته فاستعددت له فإذا خوف الانسان غيره وأعلمه حال ما يخوفه به فقد أنذره، وإن لم يعلمه ذلك لم يقل أنذره، والنذر ما يجعله الانسان على نفسه إذا سلم مما يخافه، والانذار إحسان من المنذر، وكلما كانت المخافة أشد كانت النعمة بالانذار أعظم ولهذا كان النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم أعظم الناس منة بانذاره لهم عقاب الله تعالى.
312 - الفرق بين الانذار والوصية: أن الانذار لا يكون إلا منك لغيرك وتكون الوصية منك لنفسك ولغيرك تقول أوصيت نفسي كما تقول أوصيت غيري ولا تقول أنذرت نفسي، والانذار لا يكون إلا بالزجر عن القبيح وما يعتقد المنذر قبحه.
والوصية تكون بالحسن والقبيح لانه يجوز أن يوصي الرجل الرجل بفعل القبيح كما يوصي بفعل الحسن ولا يجوز أن
__________
(1) الانذار والاعلام.
في الكليات (الانذار 1: 338 الاعلام 1: 84.
و: 236) .
وفي المفردات 742، 513.
(2) الزمر 39: 16.
(*)
(1/78)
ينذره إلا فيما هو قبيح، وقيل النذارة نقيضة البشارة وليست الوصية نقيضة البشارة.
313 - الفرق بين الانزال والتنزيل (1) : قال بعض المفسرين: الانزال: دفعي، والتنزيل: للتدريج.
قلت: ويدلك عليه قوله تعالى: " نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والانجيل " (2) .
حيث خص القرآن بالتنزيل،
لنزوله منجما، والكتابين بالانزال لنزولهما دفقة.
وأما قوله تعالى: " الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب " (3) فالمراد هناك (4) مطلقا من غير اعتبار التنجيم، وكذا قوله تعالى: " إنا أنزلناه في ليلة القدر " (5) .
فإن المراد إنزاله إلى سماء الدنيا (6) ، تم تنزيله منجما على النبي صلى الله عليه وآله في ثلاث وعشرين كما وردت به الروايات.
(اللغات) .
314 - الفرق بين الانسان والانسي: (315) .
315 - الفرق بين الانسي والانسان: أن الانسي يقتضي مخالفة الوحشي ويدل على هذا أصل الكلمة وهو الانس والانس خلاف الوحشة، والناس يقولون إنسي ووحشي، وأما قولهم إنسي ووحشي والانس والجن أجري في هذا مجرى الوحش فاستعمل في مضادة الإنس، والإنسان يقتضي
__________
(1) الانزال والتنزيل.
في الكليات 1: 328.
ومفردات الراغب: 744.
(2) آل عمران 3: 3، والآية بعدها " من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله ذو انتقام ".
(3) الكهف 18: 1.
(4) في خ: فالمراد له مطلقا.
(5) القدر 97: 1.
(6) في ط: السماء الدنيا.
(*)
(1/79)
مخالفته البهيمة فيذكرون أحدهما في مضادة الآخر ويدل على ذلك أن اشتقاق الإنسان من النسيان وأصله إنسيان فلهذا يصغر فيقال انيسان، والنسيان لا يكون إلا بعد العلم فسمي الانسان إنسانا لانه ينسى ما علمه، وسميت البهيمة بهيمة لانها أبهمت على العلم والفهم ولا تعلم ولا تفهم فهي خلاف الانسان، والانسانية خلاف البهيمية في الحقيقة
وذلك أن الانسان يصح أن يعلم إلا أنه ينسى ما علمه والبهيمة لا يصح أن تعلم.
316 - الفرق بين الانشاء والفعل: أن الانشاء هو الاحداث حالا بعد حال من غير احتذاء على مثال ومنه يقال نشأ الغلام وهى ناشئ إذا نما وزاد شيئا فشيئا والاسم النشوء، وقال بعضهم الانشاء إبتداء الايجاد من غير سبب، والفعل يكون عن سبب كذلك الاحداث وهو إيجاد الشئ بعد أن لم يكن ويكون بسبب وبغير سبب، والانشاء ما يكون من غير سبب والوجه الاول أجود.
317 - الفرق بين الانصاف والعدل: أن الانصاف إعطاء النصف، والعدل يكون في ذلك وفي غيره ألا ترى أن السارق إذا قطع قيل إنه عدل عليه ولا يقال إنه أنصف، وأصل الانصاف أن تعطيه نصف الشئ وتأخذ نصفه من غير زيادة ولا نقصان، وربما قيل أطلب منك النصف كما يقال أطلب منك الانصاف ثم استعمل في غير ذلك مما ذكرناه، ويقال أنصف الشئ إذا بلغ نصف نفسه، ونصف غيره إذا بلغ نصفه.
318 - الفرق بين الانظار والامهال: أن الانظار مقرون بمقدار ما يقع فيه النظر، والامهال مبهم، وقيل الانظار تأخير العبد لينظر في امره، والامهال تأخيره ليسه ما يتكلفه من عمله.
(1/80)
319 - الفرق بين الانظار والتأخير (1) : قد فرق بينهما بأن الانظار: إمهال لينظر صاحبه في أمره، خلاف التقديم.
ويرشد إليه قوله تعالى حاكيا عن هود عليه السلام مخاطبا لقومه: " فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون " (2) .
(اللغات) .
320 - الفرق بين الانعام والاحسان: أن الانعام لا يكون إلا من المنعم على غيره لانه متضمن بالشكر الذي يجب وجوب الدين، ويجوز إحسان الانسان إلى نفسه تقول لمن يتعلم العلم أنه يحسن (3) إلى نفسه ولا تقول منعم على نفسه، والاحسان متضمن بالحمد ويجوز الحامد لنفسه، والنعمة متضمنة بالشكر ولا يجوز شكر الشاكر لنفسه لانه يجري مجرى الدين ولا يجوز أن يؤدي الانسان الدين إلى نفسه، والحمد يقتضي تبقية الاحسان إذا كان للغير، والشكر يقتضي تبقية النعمة، ويكون من الاحسان ما هو ضرر مثل تعذيب الله تعالى أهل النار، وكل من جاء بفعل حسن فقد أحسن، ألا ترى أن من أقام حدا فقد أحسن وان أنزل بالمحدود ضررا، ثم استعمل في النفع والخير خاصة فيقال أحسن إلى فلان إذا نفعه ولا يقال أحسن إليه إذا حده ويقولون للنفع كله إحسانا ولا يقولون للضرر كله إساءة، فلو كان معنى الاحسان هو النفع على الحقيقة لكان معنى الاساءة الضرر على الحقيقة لانه ضده، والاب يحسن إلى ولده بسقيه الدواء المر، وبالفصد والحجامة، ولا يقال ينعم عليه بذلك ويقال أحسن إذا أتى بفعل حسن ولا يقال أقبح إذا أتى بفعل قبيح اكتفوا بقولهم أساء، وقد يكون
__________
(1) الانظار والتأخير.
الفرائد: 23.
(2) هود 11: 55.
(3) " محسن خ ل " (*)
(1/81)
أيضا من النعمة ما هو ضرر مثل التكليف نسميه نعمة لما يؤدي إليه من اللذة والسرور.
321 - الفرق بين الانعام والتمتع: أن الانعام يوجب الشكر، والتمتع كالذي يمتع الانسان بالطعام والشراب ليستنيم إليه فيتمكن من اغتصاب ماله
والاتيان على نفسه.
322 - الفرق بين الانعام والنعم: (1) قال الحريرى في " درة الغواص ": قد فرقت بينهما العرب، فجعلت النعم اسما للابل خاصة، والماشية التي فيها الابل، وجعلت الانعام: اسما لانواع المواشي من الابل، والبقر، والغنم، حتى إن بعضهم أدخل فيها الظباء، وحمر الوحشي، متعلقا بقوله تعالى: " أحلت لكم بهيمة الانعام " (2) .
(اللغات) .
323 - الفرق بين الانفاذ والارسال: (144) .
324 - الفرق بين الانفاذ والبعث: أن الانفاذ يكون حملا وغير حمل، والبعث لا يكون حملا ويستعمل فيما يعقل دون ما لا يعقل فتقول بعثت فلانا بكتابي ولا يجوز أن تقول بعثت كتابي إليك كما تقول أنفذت كتابي إليك، وتقول أنفذت إليك جميع ما تحتاج إليه ولا تقول في ذلك بعثت ولكن تقول بعثت إليك بجميع ما تحتاج إليه فيكون المعنى بعثت فلانا بذلك.
325 - الفرق بين الانفاق والاعطاء: أن الانفاق هو إخراج المال من الملك،
__________
(1) الانعام والنعم في الكليات 4: 376 - 377.
ومفردات الراغب 760.
(2) المائدة 5: 1.
(*)
(1/82)
ولهذا لا يقال الله تعالى ينفق على العباد، وأما قوله تعالى " ينفق كيف يشاء " (1) فإنه مجاز لا يجوز استعماله في كل موضع وحقيقته أنه يرزق العباد على قدر المصالح، والاعطاء لا يقتضي إخراج المعطي من الملك، وذلك أنك تعطي زيدا المال ليشتري لك الشئ وتعطيه الثوب ليخيطه لك ولا يخرج عن ملكك بذلك فلا يقال لهذا إنفاق.
326 - الفرق بين الانفراد والاختصاص: (95) .
327 - الفرق بين الانقلاب والرجوع: (983) .
328 - الفرق بين الانكار والجحد: (606) .
329 - الفرق بين الانكماش والجد: أن الانكماش سرعة السير يقال انكمش سيره إذا أسرع فيه ثم استعمل في كل شئ تصح فيه السرعة فتقول انكمش على النسخ والكتابة وما يجري مع ذلك، والجد صدق القيام في كل شئ تقول جد في السير وجد في إغاثة زيد وفي نصرته، ولا يقال انكمش في إغاثة زيد ونصرته إذ ليس مما تصح فيه السرعة.
330 - الفرق بين قولك أنكر وبين قولك نقم: أن قولك نقم أبلغ من قولك أنكر ومعنى نقم أنكر إنكار المعاقب ومن ثم سمي العقاب نقمة.
331 - الفرق بين قولك أنكر منه كذا وبين قولك نقم منه كذا: أن قولك أنكر منه كذا يفيد أنه لم يجوز فعله، وقولك أنكره عليه يفيد أنه بين أن ذلك ليس بصلاح له، وقوله نقم منه يفيد أنه أنكر عليه إنكار من يريد عقابه
__________
(1) المائدة 5: 64.
(*)
(1/83)
ومنه قوله تعالى " وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله " (1) وذلك أنهم أنكروا منهم التوحيد وعذبوهم عليه في الاخدود المقدم ذكره في السورة وقال تعالى " وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله " (2) أي ما أنكروا من الرسول حين أرادوا إخراجه من المدينة وقتله إلا أنهم استغنوا وحسنت أحوالهم منذ قدم بلدهم والدليل على ذلك قوله تعالى " وهموا بما لم ينالوا " (3) أي هموا بقتله أو اخراجه ولم ينالوا ذلك، ولهذا المعنى سمي العقاب انتقاما والعقوبة نقمة.
332 - الفرق بين الاهانة والاذلال: (120) .
333 - الفرق بين قولك أهدر دمه وطل دمه: (1352) .
334 - الفرق بين الاهلاك والاعدام: أن الاهلاك أعم من الاعدام لانه قد يكون ينقض البنية وإبطال الحاسة وما يجوز أن يصل معه اللذة والمنفعة، والاعدام نقيض الايجاد فهو أخص فكل إعدام إهلاك وليس كل إهلاك إعداما.
335 - الفرق بين الاهل والآل: أن الاهل يكون من جهة النسب والاختصاص فمن جهة النسب قولك أهل الرجل لقرابته الادنين، ومن جهة الاختصاص قولك أهل البصرة وأهل العلم، والآل خاصة الرجل من جهة القرابة أو الصحبة تقول آل الرجل لاهله وأصحابه ولا تقول آل البصرة وآل العلم وقالوا آل فرعون أتباعه وكذلك آل لوط، وقال المبرد: إذا صغرت العرب الآل قالت أهل، فيدل على أن أصل الآل الاهل،
__________
(1) البروج 85: 8.
(2 و 3) التوبة 9: 74.
(*)
(1/84)
وقال بعضهم: الآل عيدان الخيمة وأعمدتها وآل الرجل مشبهون بذلك لانهم معتمده، والذي يرفع في الصحارى آل لانه يرتفع كما ترفع عيدان الخيمة، والشخص آل لانه كذلك.
336 - الفرق بين أو وأم: (289) .
337 - الفرق بين الاوان والوقت: (2330) .
338 - الفرق بين الاواب والرجوع (1) : قال الراغب: الاوب ضرب من الرجوع، وذلك لان الاواب لا يقال إلا في الحيوان الذي له إرادة،
والرجوع يقال فيه، وفي غيره.
والاواب، كتواب: الراجع إلى الله تعالى بترك المعاصي، وفعل الطاعات، ومنه قيل: التوبة أوبة (2) .
انتهى ملخصا.
(اللغات) .
339 - الفرق بين الاوحد والواحد والمتوحد: (2279) .
340 - الفرق بين اوحى ووحي: (2301) .
341 - الفرق بين أولاء واولئك: أن أولاء لما قرب وأولئك لما بعد كما أن ذا لما قرب وذلك لما بعد وإنما الكاف للخطاب ودخلها معنى البعد لان ما بعد عن المخاطب يحتاج من إعلامه وإنه مخاطب بذكره لما لا يحتاج إليه ما قرب منه لوضوح أمره.
342 - الفرق بين الاول والسابق: (1068) .
__________
(1) الاواب والرجوع: النص ملخص من مفردات الراغب الاصفهاني: 36.
وينظر الفرائد لذي نقل الكلام.
(2) في المفردات: قيل للتوبة أوبة.
(*)
(1/85)
343 - الفرق بين قولنا الاول وبين قولنا قبل وبين قولنا آخر وقولنا بعد: أن الاول هو من جملة ما هو أوله وكذلك الآخر من جملة ما هو آخره وليس كذلك ما يتعلق بقبل وبعد، وذلك أنك إذا قلت زيد أول من جاءني من بني تميم وآخره أوجب ذلك أن يكون زيد من بني تميم وإذا قلت جاءني زيد قبل بني تميم أو بعدهم لم يجب أن يكون زيد منهم، فعلى هذا يجب أن يكون قولنا الله أول الاشياء في الوجود وآخرها أن يكون الله من الاشياء، وقولنا إنه قبلها أو بعدها لم يوجب أنه منها ولا أنه شئ، إلا أنه لا يجوز أن يطلق ذلك دون أن يقال إنه قبل الاشياء الموجودة سواه أو بعدها فيكون استثناؤه من الاشياء لا يخرجه من أن يكون شيئا، وقبل
وبعد لا يقتضيان زمانا ولو اقتضيا زمانا لم يصح أن يستعملا في الازمنة والاوقات بأن يقال بعضها قبل بعض أو بعده لان ذلك يوجب للزمان زمانا، وغير مستنكر وجود زمان لا في زمان ووقت لا في وقت، وقبل مضمنة بالاضافة في المعنى واللفظ وربما حذفت الاضافة اجتزاء بما في الكلام من الدلالة عليها، وأصل قبل المقابلة فكأن الحادث المتقدم قد قابل الوقت الاول والحادث المتأخر قد بعد عن الوقت الاول ما يستقبل والآخر يجئ على تفصيل الاثنين تقول أحدهما كذا والآخر كذا، والاول والآخر يقال بالاضافة يقال أوله كذا وآخره إلا في أسماء الله تعالى والاول الموجود قبل والآخر الموجود بعد.
344 - الفرق بين الايتاء والاعطاء (1) : قال الفاضل النيسابوري: في الاعطاء دليل التملك دون الايتاء.
انتهى.
__________
(1) الايتاء والاعطاء في الكليات 1: 360.
والمفردات: 507.
(*)
(1/86)
قلت: ويؤيده قوله تعالى: " إنا أعطيناك الكوثر " (1) فإنه كان له منع من شاء [9 / أ] منه كالمالك للملك.
وأما القرآن فحيث (2) أن امته مشاركون له في فوائده، ولم يكن له منعهم منه، قال: " ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم " (3) .
(اللغات) .
345 - الفرق بين الاياب والرجوع: أن الاياب هو الرجوع إلى منتهى المقصد، والرجوع يكون لذلك ولغيره، ألا ترى انه يقال رجع إلى بعض الطريق ولا يقال آب إلى بعض الطريق ولكن يقال أن حصل في المنزل، ولهذا قال أهل اللغة التأويب أن يمضي الرجل في حاجته ثم يعود فيثبت في منزله، وقال أبو حاتم رحمه الله: التأويب أن يسير النهار أجمع ليكون عند
الليل في منزله وأنشد: البايتون قريبا من بيوتهم * ولو يشاؤون آبو الحي أو طرقوا وهذا يدل على أن الاياب الرجوع إلى منتهى القصد ولهذا قال تعالى (إن إلينا إيابهم) (4) كأن القيامة منتهى قصدهم لانها لا منزلة بعدها.
346 - الفرق بين الايثار والاختيار: أن الايثار على ما قيل هو الاختيار المقدم والشاهد قوله تعالى " قالوا تالله لقد آثرك الله علينا " (5) أي قدم اختيارك علينا وذلك أنهم كلهم كانوا مختارين عند الله تعالى لانهم كانوا أنبياء: واتسع في الاختيار فقيل لافعال الجوارح اختيارية تفرقة بين حركة البطش وحركة المجس وحركة المرتعش وتقول اخترت المروي
__________
(1) الكوثر 108: 1.
(2) هذا استخدام ل (حيث) فيه معنى التعليل.
وهو مولد غير فصيح.
(3) الحجر 15: 87.
(4) الغاشية 88: 25.
(5) يوسف 12: 91.
(*)
(1/87)
على الكتان أي اخترت لبس هذا على لبس هذا وقال تعالى " ولقد اخترناهم على علم على العالمين " (1) أي اخترنا إرسالهم، وتقول في الفاعل مختار لكذا وفي المفعول مختار من كذا، وعندنا أن قوله تعالى " آثرك الله علينا " معناه أنه فضلك الله علينا، وأنت من أهل الاثرة عندي أي ممن افضله على غيره بتأثير الخير والنفع عنده، واخترتك أخذتك للخير الذي فيك في نفسك ولهذا يقال آثرتك بهذا الثوب وهذا الدينار ولا يقال اخترتك به وإنما يقال اخترتك لهذا الامر، فالفرق بين الايثار والاختيار بين من هذا الوجه.
347 - الفرق بين الايجاب والالزام: (265) .
348 - الفرق بين الايجاز والاختصار: (94) .
349 - الفرق بين الايصال والابلاغ: (31) .
350 - الفرق بين الايلام والعذاب (2) : قال الطبرسي: الفرق بينهما أن الايلام قد يكون بجزء من الالم في الوقت الواحد مقدار ما يتألم به.
والعذاب: الالم الذي له استمرار في أوقات، ومنه العذاب: الاستمرار في الخلق.
(اللغات) .
351 - الفرق بين الايمان والاسلام والصلاح: (1283) .
__________
(1) الدخان 44: 32.
(2) الايلام والعذاب.
في الكليات 3: 181.
ومفردات الراغب: 490.
(*)
(1/88)
* (ب) *
352 - الفرق بين الباب والفصل والكتاب: (1787) .
353 - الفرق بين البأس والخوف: أن البأس يجري على العدة من السلاح وغيرها ونحوه قوله تعالى " وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد " (1) ويستعمل في موضع الخوف مجازا فيقال لا بأس عليك ولا بأس في هذا الفعل أي لا كراهة فيه.
354 - الفرق بين البأساء والضراء: أن البأساء ضراء معها خوف وأصلها البأس وهو الخوف يقال لا بأس عليك أي لا خوف عليك، وسميت الحرب بأسا لما فيها من الخوف والبأس الرجل إذا لحقه بأس وإذا لحقه بؤس أيضا وقال تعالى " فلا تبتئس بما كانوا يفعلون " (2) أي لا يلحقك بؤس، ويجوز أن يكون من البأس أي لا يلحقك خوف بما فعلوا، وجاء البأس بمعنى الاثم
في قولهم لا بأس بكذا أي لا إثم فيه ويقال أيضا لا بأس فيه أي هو جائز شائع.
355 - الفرق بين البأساء والضراء (3) : قيل: الاول إشارة إلى الضرر
__________
(1) الحديد 57: 25.
(2) هود 11: 36.
(3) البأساء والضراء.
في الكليات 1: 433.
في المفردات: 85.
- في الفرائد: 26.
(*)
(1/89)
الحاصل، والثاني إلى الضرر المتوقع أو: الاول: الضرر الشديد، والثاني: الضعيف.
وقيل: يحتمل أن يكون الاول: الجهل البسيط، والثاني المركت.
(اللغات) .
356 - الفرق بين البائس والفقير: قال مجاهد وغيره: البائس الذي يسأل بيده، قلنا وإنما سمي من هذه حاله بائسا لظهور أثر البؤس عليه بمد يده للمسألة وهو على جهة المبالغة في الوصف له بالفقر، وقال بعضهم هو بمعنى المسكين لان المسكين هو الذي يكون في نهاية الفقر قد ظهر عليه السكون للحاجة وسوء الحال وهو الذي لا يجد شيئا.
357 - الفرق بين الباطل والفاسد (*) (1) : الاول: ما لم يشرع بالكلية كبيع ما في بطون الامهات.
والثاني: ما يشرع أصله، ولكن امتنع لاشتماله على وصف كالربا (2) كذا قال الشهيد في تمهيد القواعد (3) .
(اللغات) .
358 - الفرق بين الباقي والقديم والمتقدم: أن الباقي هو الموجود لا عن حدوث في حال وصفه بذلك، والقديم ما لم يزل كائنا موجودا على ما ذكرنا وأنت
تقول سابقي هذا المتاع لنفسي ولا تقول ساقدمه واستبقيت الشئ
__________
(*) هذه المادة من نسخة خ فقط، وسقطت من: ط.
(1) الباطل والفاسد.
في الكليات (الباطل 3: 348 - 422 والفاسد 3: 348) .
المفردات (الباطل: 66 والفاسد: 571) .
(2) في الاصل: " على وصل كالربو ".
وقوله: " على وصف " كذا بالاصل.
(3) هو الشيخ زين الدين بن نور الدين علي بن أحمد بن محمد العاملي الشامي الطلوسي الجبعي المعروف بابن الحجة النحاريري الشهير بالشهيد الثاني (ولد سنة 911 وتوفي في سنة 964) .
وكتابه المذكور هو: تمهيد القواعد الاصولية والعربية لتفريع فوائد الاحكام الشرعية.
(*)
(1/90)
ولا تقول استقدمته، وقال قوم: القديم في اللغة مبالغة في الوصف بالتقدم في الوجود وكلما تقدم وجوده حتى سمي قديما فذلك حقيقة فيه، وقال من يرد ذلك لو كان القدم يستفاد لجاز أن تقول لما علمته سيبقى طويلا أنه سيقدم كما تقول أنه سيبقى، وفي بطلان ذلك دلالة على أنه في المحدث توسع والمتقدم خلاف المتأخر، والتقدم حصول الشئ قدام الشئ ومنه القدوم لتقدمها في العمل وقيل لمضيها في العمل لا تنثني فتوبع لها في الصفة كالتقدم في الامر، ومنه القدم لانك تتقدم بها في المكان في المشي، والسابقة في الخير والشر قدم وفي القرآن " قدم صدق عند ربهم " (1) وقوادم الريش العشر المتقدمات، ويقال قدم العهد وقدم البلى أي طال وكل ما يقدم فهو قديم وقدم، وفي الحديث " حتى يضع الجبار فيها قدمه " أي في النار يريد من سلف في علمه أنه عاص، ويجوز أن يكون من سلف بعصيانه، والقديم على الحقيقة هو الذي لا أول لحدوثه.
359 - الفرق بين البال والحال: (682) .
360 - الفرق بين البال والقلب: (1741) .
361 - الفرق بين البث والحزن: (730) .
362 - الفرق بين قولك بثه وقولك فرقه: (1607) .
363 - الفرق بين البحث والطلب: أن البحث هو طلب الشئ مما يخالطه فأصله أن يبحث التراب عن شئ يطلبه فالطلب يكون لذلك ولغيره،
__________
(1) يونس 57: 25.
(*)
(1/91)
وقيل فلان يبحث عن الامور تشبيها بمن يبحث التراب لاستخراج الشئ.
364 - الفرق بين البخس والنقصان: أن البخس النقص بالظلم قال تعالى " ولا تبخسوا الناس أشياءهم " (1) أي لا تنقصوهم ظلما، والنقصان يكون بالظلم وغيره.
365 - الفرق بين البخل والشح: (1180) .
366 - الفرق بين البخل والضن: (1323) .
367 - الفرق بين البخيل واللئيم: (1852) .
368 - الفرق بين البداء والنسخ: (2165) .
369 - الفرق بين البدل والعوض: (1528) .
370 - الفرق بين البدن والجسد: أن البدن هو ما علا من جسد الانسان ولهذا يقال للزرع القصير الذي يلبس الصدر إلى السرة بدن لانها تقع على البدن وجسم الانسان كله جسد، والشاهد أنه يقال لمن قطع بعض أطرافه إنه قطع شئ من جسده ولا يقال شئ من بدنه وإن قيل فعلى بعد، وقد يتداخل الاسمان إذا تقاربا في المعنى، ولما كان البدن هو
أعلى الجسد وأغلظة قيل لمن غلظ من السمن قد بدن وهو بدين، والبدن الابل المسمنة للنحر ثم كثر ذلك حتى سمي ما يتخذ للنحر بدنة سمينة كانت أو مهزولة.
__________
(1) الاعراف 7: 85.
(*)
(1/92)
371 - الفرق بين البدن والجسد (1) : قال في البارع (2) : (لا يقال الجسد إلا للحيوان العاقل - وهو الانسان والملائكة والجن - ولا يقال لغيره جسد) (3) ، وقيل (*) البدن: الجسد ما سوى الرأس (*) (4) ويظهر (*) من كلام الجوهري الترادف (*) (5) (6) .
(اللغات) .
372 - الفرق بين البدنة والهدي: أن البدن ما تبدن من الابل أي تسمن يقال بدنت الناقة إذا سمنتها وبدن الرجل سمن، ثم كثر ذلك حتى سميت الابل بدنا مهزولة كانت أو سمينة فالبدنة إسم يختص به البعير إلا أن البقرة لما صارت في الشريعة في حكم البدنة قامت مقامها وذلك أن النبى صلى الله عليه [وآله] وسلم قال " البدنة عن سبعة والبقرة عن سبعة " فصار البقر في حكم البدن ولذلك كان يقلد البقرة كتقليد البدنة في حال وقوع الاحرام بها لسايقاها ولا يقلد غيرها، والهدي يكون من الابل والبقر والغنم ولا تكون البدنة من الغنم والبدنة لا يقتضي إهداؤها إلى موضع والهدي يقتضي إهداؤه إلى موضع لقوله تعالى " هديا بالغ الكعبة " (7) فجعل بلوغ الكعبة من صفة الهدي فمن قال علي بدنة جاز له
__________
(1) البدن والجسد في الكليات 1: 427 والمفردات: 51 وفي كشافات اصطلاحات الفنون 1: 278 والفرائد: 28.
(2) يعني معجم أبي علي القالي نزيل الاندلس (ت 356) المسمى بالبارع.
طبع الباقي منه مرتين والطبعة
الثانية مستوفية القطع الموجودة (صنعتها هاشم الطعان، وطبعت في بيروت 1975) والنص في ملحقات الكتاب ص 714 نقلا عن المصباح المنير.
وكأن المصنف ينقل عنه (المصباح: ج س د) .
(3) وزاد أبو علي بعده - كما نقل الفيومي -: " ولا يقال لغيره جسد الا للزعفران والدم إذا يبس ".
(4) ما بين نجمتين من خ فقط.
(5) ما بين نجمتين في ط فقط.
(6) قال الجوهري في الصحاح (ج س د) : الجسد هو البدن.
(7) المائدة 5: 95.
(*)
(1/93)
نحرها بغير مكة وهو كقوله علي جزور ومن قال علي هدي لم يجز أن يذبحه إلا بمكة، وهذا قول جماعة من التابعين وبه قال أبو حنيفة ومحمد رحمهم الله، وقال غيرهم إذا قال علي بدنه أو هدي فبمكة وإذا قال جزور فحيث يرى وهو قول أبي يوسف.
373 - الفرق بين البدو والظهور: (1378) .
374 - الفرق بين البديع والمبدع (1) : كلاهما بمعنى في اللغة.
وهو منشئ الاشياء على غير مثال سبق.
غير أن الفرق بينهما: أن في البديع مبالغة ليست في المبدع، إذ هو يستحق [10 / ب] الوصف به في غير حال الفعل على الحقيقة، بمعنى أن من شأنه إنشاء الاشياء على غير مثال (اللغات) .
375 - الفرق بين البديهة والروية: (1035) .
376 - الفرق بين البديهة والنظر: أن البديهة أول النظر يقال عرفته على البديهة أي في أول أحوال النظر، وله في الكلام بديهة حسنة إذا كان يرتجله من غير فكر فيه.
377 - الفرق بين البذر والبزر (2) : قد يفرق بينهما بأن البذر - بالذال المعجمة -
في الحبوب، كالحنطة والشعير.
- والبزر بالزاء (3) للرياحين والبقول.
(اللغات) .
__________
(1) البديع والمبدع في كشاف اصطلاحات الفنون 1: 194 وفي المفردات: 50 وفي الفرائد: 28.
(2) البذر والبزر في الكليات: البذر 1: 390 وفي المفردات: البذر 52 والمادة في الفرائد: 29.
(3) يقال بالزاء وبالزاي.
(*)
(1/94)
378 - الفرق بين البذل والهبة: (2237) .
379 - الفرق بين البرء والخلق: أن البرء هو تمييز الصورة وقولهم برأ الله الخلق أي ميز صورهم، وأصله القطع ومنه البراءة وهي قطع العلقة وبرئت من المرض كأنه انقطعت أسبابه عنك وبرئت من الدين وبرأ اللحم من العظم قطعه وتبرأ من الرجل إذا انقطعت عصمته منه.
380 - الفرق بين قولنا الجسم لا يبرح من كذا ولا ينفك ولا يزال ولا يخلو ولا يعرى: (877) .
381 - الفرق بين قولنا لم يبرح ولم يزل ولم ينفك: (1652) .
382 - الفرق بين البر والخير: أن البر مضمن بجعل عاجل قد قصد وجه النفع به فأما الخير فمطلق حتى لو وقع عن سهو لم يخرج عن استحقاق الصفة به، ونقيض الخير الشر ونقيض البر العقوق.
383 - الفرق بين البر والخير (1) : قيل: الفرق بينهما أن البر هو الخير الواصل إلى الغير مع القصد إلى ذلك والخير يكون خيرا، وإن وقع عن سهو.
وضد البر: العقوق، وضد الخير: الشر.
(اللغات)
384 - الفرق بين البر والصدقة: (1255) .
385 - الفرق بين البر والصلة: أن البر سعة الفضل المقصود إليه، والبر ايضا
__________
(1) البر والخير في الكليات (البر 1: 387 والخير 2: 292) وفي المفردات (البر 53 والخير 231) وفي الفرائد: 29.
(*)
(1/95)
يكون بلين الكلام، وبر والده إذا لقيه بجميل القول والفعل قال الراجز: بني ان البر شئ هين * وجه طليق وكلام لين والصلة البر المتأصل، وأصل الصلة وصلة على فعله وهي للنوع والهيئة يقال بار وصول أي يصل بره فلا يقطعه، وتواصل القوم تعاملوا بوصول بر كل واحد منهم إلى صاحبه وواصله عامله بوصول البر وفي القرآن " ولقد وصلنا لهم القول " (1) أي كثرنا وصول بعضه ببعض بالحكم الدالة على الرشد.
386 - الفرق بين البر والقربان: (1710) .
387 - الفرق بين البركة والزيادة (2) : البركة: هي الزيادة والنماء من حيث لا يوجد بالحس ظاهرا، فإذا عهد من الشئ هذا المعنى خافيا عن الحس، قيل هذه بركة قيل: اشتقاقها من البروك، وهو اللزوم والثبوت، لثبوتها في الشئ.
ويوصف بها كل شئ لزمه وثبت فيه خير إلهي.
وليس لضدها اسم معروف، فلذلك يقال فيه: قليل البركة، ولا يسند فعل البركة إلا إلى الله، فلا يقال: بارك زيد في الشئ، وإنما يقال: بارك الله فيه.
وإلى هذه الزيادة أشير بما روي أنه (3) : لا ينقص مال من صدقة، لا إلى النقصان المحسوس.
__________
(1) القصص 28: 51.
(2) البركة والزيادة في الكليات (البركة 1: 431 والزيادة 2: 406) والمفردات (البركة: 57 والزيادة 317) والفرائد: 30.
(3) أخرجه الامام أحمد في مسنده (1: 193) من حيث عبد الرحمن بن عوف وفيه ( ... ولا ينقص مال من صدقة فتصدقوا ... " من جملة كلام له صلى الله عليه [وآله] وسلم.
(*)
(1/96)
فإذن كل بركة زيادة، وليس كل زيادة بركة.
(اللغات)
388 - الفرق بين البرهان والدلالة: أن البرهان لا يكون إلا قولا يشهد بصحة الشئ، والدلالة تكون قولا تقول العالم دلالة على القديم وليس العالم قولا، وتقول دلالتي على صحة مذهبي كذا فتأتي بقول تحتج به على صحت مذهبك، وقال بعض العلماء البرهان بيان يشهد بمعنى آخر حق في نفسه وشهادته مثال ذلك أن الاخبار بأن الجسم محدث هو بيان بأن له محدثا والمعنى الاول حق في نفسه، والدليل ما ينبئ عن معنى من غير أن يشهد بمعنى آخر وقد ينبئ عن معنى يشهد بمعنى آخر فالدليل أعم، وسمعت من يقول البرهان ما يقصد به قطع حجة الخصم فارسي معرب وأصله بران أي اقطع ذلك ومنه البرهة وهي القطعة من الدلالة ولا يعرف صحة ذلك، وقال علي بن الحسين: الدليل يكون وضعيا قد يمكن أن يجعل على خلاف ما جعل عليه نحو دلالة الاسم على المسمى، وأما دلالة البرهان فلا يمكن أن توضع دلالة على خلاف ما هي دلالة عليه نحو دلالة الفعل على الفاعل لا يمكن أن تجعل دلالة على أنه ليس بفاعل.
389 - الفرق بين البرهان والدليل (1) : البرهان: الحجة القاطعة المفيده للعلم.
وأما ما يفيد الظن فهو الدليل.
ويقرب منه: الامارة.
ولذا أفحم سبحانه الكفار بطلب البرهان منهم فقال، وهو أصدق القائلين: " قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين " (2) .
(اللغات)
__________
(1) البرهان والدليل في الكليات (البرهان 1: 432 والدليل: 320) وفي التعريفات (البرهان 35، والدليل 109) وفي الفرائد: 34.
(2) البقرة 2: 111.
(*)
(1/97)
390 - الفرق بين البرية والناس: أن قولنا برية يقتضي تميز الصورة وقولنا الناس لا يقتضي ذلك لان البرية فعليه من برأ الله الخلق أي ميز صورهم، وترك همزة لكثرة الاستعمال كما تقول هم الحابية والذرية وهي من ذرء الخلق، وقيل أصل البرية البري وهو القطع وسمي برية لان الله عز وجل قطعهم من جملة الحيوان فأفردهم بصفات ليست لغيرهم، وذكر أن أصلها من البري وهو التراب، وقال بعض المتكلمين: البرية إسم إسلامى لم يعرف في الجاهلية، وليس كما قال لانه جاء في شعر النابغة وهو قوله: قم في البرية فاحذرها عن الفند والنابغة جاهلي الابيات.
391 - الفرق بين البزاق والريق (1) : قيل: البزاق: ماء الفم إذا خرج منه، وما دام فيه ريق.
(اللغات)
392 - الفرق بين البزر والبذر: (377) .
393 - الفرق بين البزوغ والطلوع والشروق: أن البزوغ أول الطلوع ولهذا قال تعالى " فلما رأى الشمس بازغة " (2) أي لما رآها في أول أحوال طلوعها تفكر فيها فوقع له أنها ليست بإله ولهذا سمي الشرط تبزيغا لانه شق خفي كأنه أول الشق يقال بزغ قوائم الدابة إذا شرطها وإسم ما يبزغ به المبزغ وقيل البزوغ نحو البروز وبزغ قوائم الدابة إذا شرطها ليبرز الدم، والشروق
الطلوع تقول طلعت ولا يقال شرق الرجل كما يقال طلع الرجل فالطلوع أعم.
__________
(1) البزاغ والريق في الكليات: 433 وفي الفرائد 31.
(2) الانعام 6: 78.
(*)
(1/98)
394 - الفرق بين البسالة والشجاعة: أن أصل البسل الحرام فكأن الباسل حرام أن يصاب في الحرب بمكروه لشدته فيها وقوته، والشجاعة الجرأة والشجاع الجرئ المقدام في الحرب ضعيفا كان أو قويا، والجرأة قوة القلب الداعي إلى الاقدام على المكاره فاشجاعة تنبئ عن الجرأة والبسالة تنبئ عن الشدة والقوة يجوز أن يكون الباسل من البسول وهي تكره الوجه مثل البثور وهما لغتان، وسمي باسلا لتكرهه ولا تجوز الصفة بذلك على الله تعالى.
395 - الفرق بين البسلة (1) والحلوان والرشوة: أن البسلة أجر الراقي وجاء النهي عنها وذلك إذا كانت الرقية بغير ذكر الله تعالى فأما إذا كانت بذكر الله تعالى وبالقرآن فليس بها بأس ويؤخذ الاجر عليها، والشاهد أن قوما من الصحابة رقوا من العقرب فدفعت إليهم ثلاثون شاة فسألوا رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم عن ذلك فقال فهم اقتسموها واضربوا لي معكم بسهم، والحلوان أجر الكاهن وقد نهي عنه يقال حلوته حلوانا ثم كثر ذلك حتى سمي كل عطية حلوانا قال الشاعر: فمن راكب أحلوه رحلي وناقتي * يبلغ عن الشعر إذ مات قائله والحلوان أيضا أن يأخذ الرجل مهر إبنته وذلك عار عندهم قال الراجز: * لا نأخذ الحلوان من بناتنا * والرشوة ما يعطاه الحاكم وقد نهي عنها قال النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم " لعن الله الراشي
والمرتشي " وكانت العرب تسميها الاتاوة وقال أبو زيد: أتوت الرجل أتوا وهي الرشوة قال زهير:
__________
(1) كغرفة.
(*)
(1/99)
أفي كل أسواق العراق إتاوة * وفي كل ما باع امرؤ مكس درهم قال المكس الخيانة وهو هاهنا الضريبة التي تؤخذ في الاسواق ويقال مكسه مكسا إذا خانه ويقال المكس العشر وجاء في الحديث " لا يدخل الجنة صاحب مكس " وقال بعضهم: الاسلال الرشوة وفي الحديث " لا إغلال ولا إسلال " والاغلال الخيانة، وقال أبو عبيدة: الاسلال السرقة، وقال بعضهم الاتاوة الخراج.
396 - الفرق بين البشارة والخبر (1) : البشارة: الاخبار بما يسر به المخبر به إذا كان سابقا لكل خبر سواه.
وبنى العلماء عليه مسألة فقهية بأن الانسان إذا قال لعبيده أيكم بشرني بقدوم زيد فهو حر، فبشروه فرادى، عتق أولهم، لانه هو الذي سره بخبره سابقا، ولو قال: مكان بشرني: (أخبرني) عتقوا جميعا.
واشتقاقه قيل من البشر، وهو السرور، فيختص بالخبر الذي يسر، [9 / ب] وأما قوله تعالى: " فبشرهم بعذاب أليم " (2) و " إذا بشر أحدهم بالانثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم " (3) .
فهو من باب التهكم والاستهزاء.
وقيل: اشتقاقه (4) من البشرة وهو ظاهر الجلد لتأثيره في تغيير بشرة الوجه، فيكون فيما يسر ويغم، لان السرور كما يوجب تغيير البشرة، فكذلك (5) الحزن يوجبه.
فوجب أن يكون لفظ التبشير حقيقة في
__________
(1) البشارة والخبر في الكليات (البشارة 1: 413 والخبر 2: 203، 278) وفي التعريفات (البشارة 36 والخبر 102) وفي المفردات (البشارة 62 والخبر 203) .
(الخبر في مواضع متفرقة 28 - 30، 74) .
(2) آل عمران: 3: 21.
(3) النحل 16: 58.
(4) كلمة (اشتقاقه) سقطت من ط: (5) في ط: فكل الحزن.
(*)
(1/100)
القسمين، لكنه عند الاطلاق يختص في العرف بما يسر، وإن اريد خلافه قيد.
قال تعالى: " فبشر عباد " (1) .
وفي الثاني: " فبشرهم بعذاب أليم " (2) (اللغات) .
397 - الفرق بين البشاشة والبشر: (399) .
398 - الفرق بين البشاشة وطلاقة الوجه: (1345) .
399 - الفرق بين البشر والبشاشة: أن البشر أول ما يظهر من السرور بلقي من يلقاك، ومنه البشارة وهي أول ما يصل إليك من الخبر السار فاذا وصل إليك ثانيا لم يسم بشارة ولهذا قالت الفقهاء إن من قال من بشرني بمولود من عبيدي فهو حر أنه يعتق أول من يخبره بذلك والنغية هي الخبر السار وصل أولا أو أخيرا وفي المثل البشر علم من أعلام النجح.
والهشاشة هي الخفة للمعروف وقد هششت يا هذا بكسر الشين وهو من قولك شئ هش إذا كان سهل المتناول فإذا كان الرجل سهل العطاء قيل هو هش بين الهشاشة.
والبشاشة إظهار السرور بمن تلقاه وسواء كان أولا أو أخيرا.
400 - الفرق بين البشر والناس: أن قولنا البشر يقتضي حسن الهيئة وذلك أنه مشتق من البشارة وهي حسن الهيئة يقال رجل بشير وامرأة بشيرة إذا
كان حسن الهيئة فسمي الناس بشرا لانهم أحسن الحيوان هيئة، ويجوز أن يقال إن قولنا بشر يقتضي الظهور وسموا بشرا لظهور شأنهم، ومنه قيل لظاهر الجلد بشرة، وقولنا الناس يقتضي النوس وهو الحركة، والناس
__________
(1) الزمر 39: 17.
(2) آل عمران 3: 21.
(*)
(1/101)
جمع والبشر واحد وجمع وفي القرآن " ما هذا إلا بشر مثلكم " (1) وتقول محمد خير البشر يعنون الناس كلهم ويثنى البشر فيقال بشران وفي القرآن " لبشرين مثلنا " (2) ولم يسمع أنه يجمع.
401 - الفرق بين البصر والعين: (1533) .
402 - الفرق بين البصيرة والعلم: أن البصيرة هي تكامل العلم والمعرفة بالشئ ولهذا لا يجوز أن يسمى الباري تعالى بصيرة إذ لا يتكامل علم أحد بعظمته وسلطانه.
403 - الفرق بين البصير والمستبصر: أن البصير على وجهين أحدهما المختص بأنه يدرك المبصر إذا وجد، وأصله البصر وهو صحة الرؤية، ويؤخذ منه صفة مبصر بمعنى رأي والرأي هو المدرك للمرئي والقديم رأي بنفسه، والآخر البصير بمعنى العالم تقول منه هو بصير وله به بصر وبصيرة أي علم، والمستبصر هو العالم بالشئ بعد تطلب العلم كأنه طلب الابصار مثل المستفهم والمستخبر المتطلب للفهم والخبر، ولهذا يقال ان الله بصير ولا يقال مستبصر، ويجوز أن يقال إن الاستبصار هو أن يتضح له الامر حتى كأنه يبصره ولا يوصف الله تعالى به لان الاتضاح لا يكون إلا بعد الخفاء.
404 - الفرق بين البضع والنيف: (2235) .
405 - الفرق بين قولك بطر النعمة وقولك كفر النعمة: أن قولك بطرها يفيد أنه عظمها وبغى فيها.
وكفرها يفيد أنه عظمها فقط، وأصل البطر الشق
__________
(1) المؤمنون 23: 47.
(2) المؤمنون 23: 47.
(*)
(1/102)
ومنه قيل للبيطار بيطار وقد بطرت الشئ أي شققته وأهل اللغة يقولون البطر سوء إستعمال النعمة وكذلك جاء في تفسير قوله تعالى " بطرت معيشتها " (1) " ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس " (2) .
406 - الفرق بين البعث والارسال: أنه يجوز أن يبعث الرجل إلى الآخر الحاجة يخصه دونك ودون المبعوث إليه كالصبي تبعثه إلى المكتب فتقول بعثته ولا تقول أرسلته لان الارسال لا يكون إلا برسالة وما يجري مجراها.
407 - الفرق بين البعث والانفاذ: (324) .
408 - الفرق بين البعث والنشور: أن بعث الخلق إسم لاخراجهم من قبورهم إلى الموقف ومنه قوله تعالى " من بعثنا من مرقدنا " (3) والنشور إسم لظهور المبعوثين وظهور أعمالهم للخلائق ومنه قولك نشرت إسمك ونشرت فضيلة فلان إلا أنه قيل أنشر الله الموتى بالالف ونشرت الفضيلة والثوب للفرق بين المعنيين.
409 - الفرق بين البعد والقبل والاول والآخر: (343) .
410 - الفرق بين البعض والجزء: أن البعض ينقسم والجزء لا ينقسم والجزء يقتضي جمعا والبعض يقتضي كلا، وقال بعضهم يدخل الكل على أعم العام ولا يدخل البعض على أخص الخاص والعموم ما يعبر به الكل والخصوص ما يعبر عنه البعض أو الجزء وقد يجئ الكل للخصوص
__________
(1) القصص 28: 58.
(2) الانفال 8: 47.
(3) يس 36: 52.
(*)
(1/103)
بقرينة تقوم مقام الاستثناء كقولك: لزيد في كل شئ يد ويجئ البعض بمعنى الكل كقوله تعالى " إن الانسان لفي خسر " (1) وحد البعض ما يشمله وغيره إسم واحد ويكون في المتفق والمختلف كقولك الرجل بعض الناس وقولك السواد بعض الالوان ولا يقال الله تعالى بعض الاشياء، وإن كان شيئا واحدا يجب إفراده بالذكر لما يلزم من تعظيمه وفي القرآن " والله ورسوله أحق أن يرضوه " (2) ولم يقل يرضوهما، وقيل حد البعض التناقص عن الجملة، وقال البلخي رحمه الله: البعض أقل من النصف، وحد الجزء الواحد من ذا الجنس، ولهذا لا يسمى القديم جزءا كما يسمى واحدا.
411 - الفرق بين البعل والزوج: أن الرجل لا يكون بعلا للمرأة حتى يدخل بها وذلك أن البعال النكاح والملاعبة ومنه قوله عليه السلام " أيام أكل وشرب وبعال " وقال الشاعر: وكم من حصان ذات بعل تركتها * إذا الليل أدجى لم تجد من تباعله وأصل الكلمة القيام بالامر ومنه يقال للنخل إذا شرب بعروقه ولم يحتج إلى سقي بعل كأنه يقوم بمصالح نفسه.
412 - الفرق بين البغض والحب لا يبغضه ولا يحبه: (685) .
413 - الفرق بين البغض والكراهة: أنه قد إتسع بالبغض ما لم يتسع بالكراهة فقيل أبغض زيدا أي أبغض إكرامه ونفعه، ولا يقال أكرهه بهذا المعنى كما إتسع بلفظ المحبة فقيل أحب زيدا بمعنى أحب إكرامه ونفعه ولا يقال
__________
(1) العصر 103: 2.
(2) التوبة 9: 62.
(*)
(1/104)
أريده في هذا المعنى، ومع هذا فإن الكراهة تستعمل فيما لا يستعمل فيه البغض فيقال أكره هذا الطعام ولا يقال أبغضه كما تقول احبه والمراد إني أكره أكله أن المراد بقولك اريد هذا الطعام أنك تريد أكله أو شراءه.
414 - الفرق بين البغضة والعداوة: (1415) .
415 - الفرق بين البغي والظلم: (1368) .
416 - الفرق بين البقاء والخلود: (878) .
417 - الفرق بين البكرة والاصيل والغداة والمساء والعشاء والعشي: (1537) .
418 - الفرق بين البلاء والنقمة: أن البلاء يكون ضررا ويكون نفعا وإذا أردت النفع قلت أبليته وفي القرآن " وليبلى المؤمنين منه بلاء حسنا " (1) ومن الضر بلوته، وأصله أن تختبره بالمكروه وتستخرج ما عنده من الصبر به ويكون ذلك إبتداء والنقمة لا تكون الا جزاء وعقوبة وأصلها شدة الانكار تقول نقمت عليه الامر إذا أنكرته عليه وقد تسمى النقمة بلاء والبلاء لا يسمى نقمة إذا كان إبتداء والبلاء أيضا إسم للنعمة وفي كلام الاحنف: البلاء ثم الثناء أي النعمة ثم الشكر.
419 - الفرق بين بلى ونعم: أن بلى لا تكون إلا جوابا لما كان فيه حرف جحد كقوله تعالى " ألست بربكم قالوا بلى " (2) وقوله عزوجل " ألم يأتكم
__________
(1) الانفال 8: 17.
(2) الاعراف 7: 172.
(*)
(1/105)
رسل منكم " (1) ثم قال في الجواب " قالوا بلى " (2) ونعم لا تكون للاستفهام بلا جحد كقوله تعالى " فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم " (3) وكذلك جواب الخبر إذا قال قد فعلت ذلك قلت نعم لعمري قد فعلته، وقال الفراء وإنما امتنعوا أن يقولوا في جواب الجحود نعم لانه إذا قال الرجل مالك علي شئ فلو قال الآخر نعم كان صدقه كأنه قال نعم ليس لي عليك شئ وإذا قال بلى فانما هو رد لكلام صاحبه أي بلى لي عليك شئ فلذلك إختلف بلى ونعم.
420 - الفرق بين البنية والتأليف: أن البنية من التأليف يجري في إستعمال المتكلمين على ما كان حيوانا يقولون القتل نقض البنية والتأليف عندهم عام، وأهل اللغة يجرونها على البناء يقولون بنية وبنية وقال بعضهم بنى بنية من البناء وبنية من المجد وأنشد قول الحطيئة: أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنا * وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدوا
421 - الفرق بين البهاء والجمال: أن البهاء جهارة المنظر يقال رجل بهئ إذا كان مجهر المنظر وليس هو في شئ من الحسن والجمال قال إبن دريد: بهى يبهى بهاء من النبل، وقال الزجاج: من الحسن، والذي قال إبن دريد ألا ترى انه يقال شيخ بهي ولا يقال غلام بهي ويقال بهاؤه بالتمر إذا أنست به وناقة بهاء إذا أنست بالحالب.
422 - الفرق بين البهتان والزور والكذب: (1063) .
423 - الفرق بين البهتان والافتراء والكذب: (1801) .
__________
(1 و 2) الزمر 39: 72.
(3) الاعراف 7: 44.
(*)
(1/106)
424 - الفرق بين البهجة والحسن: أن البهجة حسن يفرح به القلب، وأصل
البهجة السرور ورجل بهج وبهيج مسرور وإبتهج إذا سر ثم سمي الحسن الذي يهج القلب بهجة، وقد يسمى الشئ بإسم سببه، والبهجة عند الخليل حسن لون الشئ ونضارته قال ويقال رجل بهج أي مبتهج بأمر يسره فأشار إلى ما قلناه.
425 - الفرق بين البهل واللعن: (1871) .
426 - الفرق بين البوش والجماعة: أن البوش هم الجماعة الكثيرة من أخلاط الناس ولا يقال لبني الاب الواحد بوش ويقال أيضا جماعة من الحمير ولا يقال بوش من الحمير لان الحمير كلها جنس واحد وأما العصبة فالعشرة وما فوقها قليلا ومنه قوله عزوجل " ونحن عصبة " (1) وقيل هي من العشرة إلى الاربعين وهي في العربية الجماعة من الفرسان والركب ركبان الابل خاصة ولا يقال للفرسان ركب، والعدي رجال يعدون في الغزو والرجل جمع راجل والنقيضة هي الطليعة وهم قوم يتقدمون الجيش فينقون الارض أي ينظرون ما فيها من قولك نقضت المكان إذا نظرت، والمقنب نحو الثلاثين يغزى بهم، والحظيرة نحو الخمسة إلى العشرة يغزى بهم، والكتيبة العسكر المجتمع فيه آلات الحرب من قولك كتبت الشئ إذا جمعته، وأسماء الجماعات كثيرة ليس هذا موضع ذكرها وإنما نذكر المشهور منها فمن ذلك (2) .
__________
(1) يوسف 12: 8 و 14.
(2) ادامة المطلب في الفرق بين الجماعة والطائفة، الجماعة والفريق، الجماعة والفئة والجماعة والشيعة.
(*)
(1/107)
427 - الفرق بين البيان والبرهان والسلطان (1) : هي نظائر، وتختلف حدودها.
فالبيان: إظهار المعنى للنفس كإظهار نقيضه.
والبرهان: إظهار صحة المعنى وإفساد نقيضه.
والسلطان: إظهار ما يتسلط به على نقيض المعنى بالابطال كذا قيل.
(اللغات)
428 - الفرق بين البيان والفائدة: قال علي بن عيسى: ما ذكر ليعرف به غيره فهو البيان كقولك غلام زيد وإنما ذكر ليعرف به الغلام فهو للبيان وقولك ضربت زيدا إنما ذكر زيد لبعرف أن الضرب وقع به فذكر ليعرف به غيره، والفائدة ما ذكر ليعرف في نفسه نحو قولك قام زيد إنما ذكر قام ليعرف أنه وقع القيام، وأما معتمد البيان فهو الذي لا يصح الكلام إلا به نحو قولك ذهب زيد فذهب معتمد الفائدة ومعتمد البيان، وأما الزيادة في البيان فهو البيان الذي يصح الكلام دونه وكذلك الزيادة في الفائدة هي التي يصح الكلام دونها نحو الحال في قولك مر زيد ضاحكا والبيان قولك أعطيت زيدا درهما فعلى هذا يجري البيان والفائدة ومعتمد الفائدة والحال أبدا للزيادة في الفائدة فالمفعول الذي ذكر فاعله للزيادة في البيان فأما الفاعل فهو معتمد البيان وكذلك ما لم يسم فاعله وقولك قام زيد معتمد الفائدة فإذا كان صفة فهو للزيادة في
__________
(1) البيان والبرهان والسلطان في الكليات (البيان 1: 295 والبرهان 1: 432، والسلطان 3: 3) .
وفي المفردات (البيان: 88، والبرهان 58، والسلطان 348) والتعريفات (البرهان: 35) والفرائد: 34.
(*)
(1/108)
البيان نحو قولك مررت برجل قام فهو هاهنا صفة مذكورة للزيادة في البيان.
429 - الفرق بين البيان والهدى: أن البيان في الحقيقة إظهار المعنى للنفس كائنا ما كان فهو في الحقيقة من قبيل القول.
والهدى بيان طريق الرشد ليسلك (1) دون طريق الغي هذا إذا أطلق فإذا قيد استعمل في غيره فقيل هدي إلى النار وغيرها.
430 - الفرق بين البيتوتة والنوم (2) : قال الحريرى في درة الغواص: " ومن ذلك توهمهم أن معنى بات فلان أي نام، وليس كذلك، بل معنى بات: أظله المبيت وأجنه الليل، سواء نام أم لم ينم، يدل على ذلك قوله تعالى: " والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما " (3) .
ويشهد له أيضا قول ابن رميض (4) : باتوا نياما وابن هند لم ينم * بات يساقيها غلام كالزلم (اللغات)
431 - الفرق بين البين والوسط: (2310) .
__________
(1) ليسلك، زائدة في السكندرية.
(2) أخد المصنف عن الحريرى في درة الغواص: 267.
- وينظر في الكليات 4: 368.
- والتعريفات: 318.
- والمفردات: 787.
- والفرائد: 34.
(3) الفرقان 25: 64.
(4) نقله عن الحريري أيضا.
(*)
(1/109)
* (ت) *
432 - الفرق بين التابع والتالي: (434) .
433 - الفرق بين قولك تابعت زيدا وقولك وافقته: أن قولك تابعته يفيد أنه قد
تقدم منه شئ افتديت به فيه، ووافقته يفيد أنكما إتفقتما معا في شئ من الاشياء ومنه سمي التوفيق توفيقا، ويقول أبو علي رحمة الله عليه.
ومن تابعه يريد به أصحابه ومنه سمي التابعون التابعين، وقال أبو علي رحمة الله: ومن وافقه يريد من قال بقوله وإن لم يكن من أصحابه، وأيضا فإن النظير لا يقال إنه تابع لنظيره لان التابع دون المتبوع ويجوز أن يوافق النظير النظير.
434 - الفرق بين التالي والتابع: أن التالي فيما قال علي بن عيسى: ثان وإن لم يكن يتدبر بتدبر الاول.
والتابع إنما هو المتدبر بتدبر الاول، وقد يكون التابع قبل المتبوع في المكان كتقدم المدلول وتأخر الدليل وهو مع ذلك يأمر بالعدول تارة إلى الشمال وتارة إلى اليمين كذا قال.
435 - الفرق بين التأخير الانظار: (319) .
436 - الفرق بين التأريب والابرام: أن التأريب شدة العقد يقال أرب العقد إذا جعل عقدا فوق عقد وهو خلاف النشط يقال نشطه إذا عقده بانشوطة
(1/110)
وهو عقد ضعيف وأربه إذا أحكم عقده وأنشطه إذا حل الانشوطة.
437 - الفرق بين التأسف والتلهف (1) : ذهب كثير من أهل اللغة إلى ترادفهما، وانهما بمعنى الحزن.
وفرق بعضهم بأن التلهف: (2) التحزن على ما فات، والتأسف: مطلق الحزن والاصح أن يقال: إن التأسف: على ما فات، والتلهف: على ما يأتي.
ويؤيده قول الشاعر: وبعد غد يا لهف نفسي من غد * إذا راح أصحابي ولست برائح! قال الجوهري: الاسف: أشد الحزن، والتلهف: الحزن.
(اللغات) .
438 - الفرق بين التأسف والندم: أن التأسف يكون على الفائت من فعلك
وفعل غيرك والندم جنس من أفعال القلوب لا يتعلق إلا بواقع من فعل النادم دون غيره فهو مباين لافعال القلوب وذلك أن الارادة والعلم والتمني والغبط قد يقع على فعل الغير كما يقع على فعل الموصوف به، والغضب يتعلق بفعل الغير فقط.
439 - الفرق بين التأليف والبنية: (420) .
440 - الفرق بين الترتيب والتأليف والتركيب والتصنيف (3) : الترتيب: هو جمع الاشياء المختلفة، بحيث يطلق عليها اسم: الواحد، ويكون لبعضها نسبة إلى بعض بالتقديم والتأخير في النسبة العقلية، وإن لم تكن مؤلفة فهو أعم من التأليف من وجه، لان التأليف: ضم الاشياء مؤتلفة
__________
(1) التأسف والتلهف.
في الكليات: 100.
والفرائد: 36.
(2) الصحاح (ل هـ ف) .
ونقل المصنف على طريقته مختصرا المقصد.
(3) المادة في: الكليات (الترتيب 2: 62 والتأليف 62) .
وفي كشاف اصطلاحات الفنون (التأليف 1: 114، والتصنيف 3: 12) .
والفرائد: 40.
(*)
(1/111)
يرشدك إليه اشتقاقه من الالفة سواء كانت مرتبة الوضع أو لا، وهما أخص من التركيب مطلقا لانه: ضم الاشياء مؤتلفة كانت أم لا، مرتبة الوضع كانت أم لا.
وقد يستعمل الترتيب أخص مطلقا من التأليف، وقد يجعلان مترادفين، كذا حققه الشهيد الثاني طاب ثراه.
وأما التصنيف فالمشهور أنه: ما كان من كلام المصنف.
قال شيخنا البهاء (1) - قدس سره - في الكشكول: قد يقال: إن جمع القرآن لا يسمى تصنيفا إذ الظاهر أن التصنيف ما كان من كلام
المصنف، والجواب إن جمع القرآن إذا لم يكن تصنيفا لما ذكرت من العلة، فجمع الحديث أيضا ليس تصنيفا مع أن إطلاق التصنيف على كتب الحديث شائع ذائع.
انتهى.
(اللغات) .
441 - الفرق بين التأليف والترتيب والتنظيم: أن التأليف يستعمل فيما يؤلف على إستقامة أو على إعوجاج، والتنظيم والترتيب لا يستعملان إلا فيما يؤلف على إستقامة، ومع ذلك فان بين الترتيب والتنظيم فرقا وهو أن الترتيب هو وضع الشئ مع شكله، والتنظيم هو وضعه مع ما يظهر به، ولهذا استعمل النظم في العقود والقلائد لان خرزها ألوان يوضع كل شئ منها مع ما يظهر به لونه.
442 - الفرق بين التأليف والتصنيف: أن التأليف أعم من التصنيف وذلك أن
__________
(1) ورد بصورة (البهائي) ، كما عرف ثمة، حين سافر إلى أصفهان وغيرها.
وهو محمد بن حسين عبد الصمد العاملي الهمداني، بهاء الدين.
عالم أديب، شاعر.
ولد في بعلبك 953 وتوفي بأصفهان ودفن بطوس.
أشهر كتبه الكشكول، والمخلاة.
وله مؤلفات أخر.
(*)
(1/112)
التصنيف تأليف صنف من العلم ولا يقال للكتاب إذا تضمن نقض شئ من الكلام مصنف لانه جمع الشئ وضده والقول ونقيضه، والتأليف يجمع ذلك كله وذلك أن تأليف الكتاب هو جمع لفظ إلى لفظ ومعنى إلى معنى فيه حتى يكون كالجملة الكافية فيما يحتاج إليه سواء (1) كان متفقا أو مختلفا والتصنيف مأخوذ من الصنف ولا يدخل في الصنف غيره.
443 - الفرق بين التأليف والجمع: (651) .
444 - الفرق بين التأمل والنظر: (2187) .
445 - الفرق بين التأويل والتفسير: (511) .
446 - الفرق بين التبديل والابدال: قال الفراء: التبديل تغيير الشئ عن حاله، والابدال جعل الشئ مكان الشئ.
447 - الفرق بين الابدال والتبديل (2) : قيل: هما بمعنى، وقيل: (3) التبديل: تغيير حال إلى حال آخر [4 / ب] يقال: بدل صورته.
والابدال: رفع الشئ بأن يجعل (4) غيره مكانه.
وقال بعضهم: التبديل هو التغيير، يقال: أبدلت الشئ بالشئ إذا بدلت (5) عينا بعين، قال الشاعر (6) :
__________
(1) (وسواء خ ل) .
(2) الابدال والتبديل في تعريفات الجرجاني: 5.
(3) في ط: إن التبديل.
(4) في ط: يحصل.
(5) في ط: إذا أزلت.
(6) هو الراجز أبو النجم العجلي.
والبيت في اللسان (ب د ل) .
(*)
(1/113)
* عزل الأمير بالأمير المبدل * وبدلت، بالتشديد: إذا غيرت هيئته، والعين واحد، يقولون: بدلت جبتي قميصا: أي: جعلتها قميصا ذكره المغربي.
وقد يكون التبديل بأن يوضع غيره موضعه.
قال تعالى: " يوم تبدل الارض " (1) .
وقال سبحانه: " وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشئ من سدر قليل " (2) ، ويحتمل الوجهين قوله سبحانه: " ما يبدل القول لدى " (3) .
(اللغات) .
448 - الفرق بين تبديل الشئ والاتيان بغيره: (39) .
449 - الفرق بين التبذير والاسراف (4) : قيل: التبذير: إنفاق المال فيما
لا ينبغي.
والاسراف: صرفه زيادة على ما ينبغي.
وبعبارة اخرى: الاسراف: تجاوز الحد في صرف المال، والتبذير:
__________
(*) في ط: المغربي.
وفي خ: المغرلي.
(1) إبراهيم 14: 48.
(2) سبأ 34: 17.
وقرئ: " أكل خمط ": بغير تنوين، مضافا.
والخمط: قال أهل التفسير، والخليل بن أحمد: الخمط: الاراك.
وقال الجوهري: هو نوع من الاراك له حمل يؤكل.
وقال أبو عبيدة: هو كل شجر ذي شوك فيه مرارة.
والاثل شجر يقال له شجر النضار.
وله أصول غليظة يتخذ منه الابواب.
والسدر شجر ينتفع بثمره وورقه، ومنه نوع اسمه الضال لا ينتفع به.
وقوله تعالى: " وبدلناهم بجنتيهم " أي اللتين فيهما أنواع الفواكه والخيرات (جنتين) اخروين وأشجار البوادي لا تسمى جنات وبساتين ولكن لما وقعت الثانية في مقابلة الاولى أطلق لفظ الجنة، لازدواج الكلام كما قال تعالى: " ومكروا ومكر الله ".
- من تفسير القرطبي 14: 288 ومجمع البيان 4: 386.
(3) سورة ق 50: 29.
(4) الاسراف والتبذير في الكليات 1: 172.
والتعريفات 23 - 24.
(*)
(1/114)
اتلافه في غير موضعه، هو (1) أعظم من الاسراف، ولذا قال تعالى: " إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين " (2) .
قيل: وليس الاسراف متعلقا بالمال فقط، بل بكل شئ وضع في غير (3) موضعه اللائق به.
ألا ترى أن الله سبحانه وصف قوم لوط بالاسراف لوضعهم البذر في غير المحرث، فقال: " إنكم لتاتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم
مسرفون " (4) .
ووصف فرعون بالاسراف بقوله: " إنه كان عاليا من المسرفين " (5) .
أقول: ويستفاد (6) من بعض الاخبار أن الاسراف على ضربين: حرام، ومكروه.
فالاول: مثل إتلاف مال ونحوه فيما فوق المتعارف.
والثاني: إتلاف شئ ذي نفع بلا غرض (7) ، ومنه إهراق ما بقي من شرب ماء الفرات ونحوها خارج الماء (8) .
وقد روي ذلك عن أمير المؤمنين عليه السلام.
(اللغات) .
__________
(1) في: خ: فهو.
(2) الاسراء 17: 27.
(3) في ط: بغير.
(4) الاعراف 7: 81.
(5) الدخان 44: 31.
(6) في ط: ويفهم.
(7) في خ: إتلاف الشئ ومنه إهراق ... الخ.
ورجحت اثبات ما في نسخة: ط.
(8) في ط: المال.
وهو تحريف ظاهر.
(*)
(1/115)
450 - الفرق بين التبيين والعلم: (1490) .
451 - الفرق بين التتابع والتواتر (1) : قال الحريرى في درة الغواص: تقول جاءتنا الخيل متتابعة إذا جاء بعضها في إثر بعض، بلا فصل.
وجاءت متواترة: إذا تلاحقت، وبينها فصل، ويؤيده قوله تعالى: " ثم أرسلنا رسلنا تترا " (2) .
ومعلوم أنه كان بين كل فترة وتراخي مدة.
وعن بعض الصحابة أنه قال لعلي عليه السلام: إن علي أياما من شهر رمضان أيجوز إن أقضيها متفرقة؟.
قال: اقضها إن شئت متتابعة، وإن شئت متواترة تترى، فقلت: إن بعضهم قال لا تجزئ عنك إلا متتابعة.
فقال: بل (3) تجزئ تترى لانه عزوجل قال: " فعدة من أيام أخر " (4) .
ولو أراد متتابعة لبين التتابع كما قال عزوجل: " فصيام شهرين متتابعين " (5) .
انتهى ملخصا.
(اللغات) .
452 - الفرق بين التثريب والتفنيد واللوم: أن التثريب شبيه بالتقريع والتوبيخ تقول وبخه وقرعه وثربه بما كان منه، واللوم قد يكون لما يفعله الانسان
__________
(1) التتابع والتواتر في درة الغواص: 7 - 9.
وقد نقل المؤلف، ولخص، وتصرف.
والمادة في الكليات 2: 95 - 96.
والمفردات (التتابع: 96، والتواتر: 804) .
والفرائد: 38.
(2) المؤمنون 23: 44.
(3) في ط: فقال بل.
في خ: قال بلى.
(4) البقرة 2: 184.
(5) النساء 4: 92.
(*)
(1/116)
في الحال ولا يقال لذلك تقريع وتثريب وتوبيخ، واللوم يكون على الفعل الحسن ولا يكون التثريب إلا على قبيح، والتفنيد تعجيز الرأي يقال فنده إذا عجز رأيه وضعفه والاسم الفند، وأصل الكلمة الغلظ ومنه قيل
للقطعة من الجبل فند، ويجوز أن يقال التثريب الاستقصاء في اللوم والتعنيف، وأصله من الثرب وهو شحم الجوف لان البلوغ إليه هو البلوغ إلى المواضع الاقصى من البدن.
453 - الفرق بين التجريب والاختبار: أن التجريب هو تكرير الاختبار والاكثار منه ويدل على هذا أن التفعيل هو للمبالغة والتكرير، وأصله من قولك جربه إذا داواه من الجرب فنظر أصلح حاله أم لا ومثله قرد البعير إذا نزع عنه القردان وقرع الفصيل إذا داواه من القرع وهو داء معروف ولا يقال ان الله تعالى يجرب قياسا على قولهم يختبر ويبتلي لان ذلك مجاز والمجاز لا يقاس عليه.
454 - الفرق بين التجسس والتحسس: (455)
455 - الفرق بين التحسس والتجسس (1) (*) : التحسس - بالحاء المهملة -: طلب الشئ بالحاسة.
والتجسس - بالجيم - مثله.
__________
(1) التحسس والتجسس: في الكليات 2: 105.
والمفردات: 166.
- والفرائد: 38.
(*) وعبارة المصنف مقتبسة، اقتباسا حرفيا تقريبا، من مجمع البيان للطبرسي 3: 256، إلى قوله: " في الشر ".
(*)
(1/117)
وفي الحديث: " لا تحسسوا، ولا تجسسوا " (1) .
قيل: معناهما واحد، وعطف أحدهما على الآخر لاختلاف اللفظين كقول الشاعر: * متى أدن منه ينأ عني ويبعد *
وقيل: التجسس - بالجيم - البحث عن عورات النساء.
- وبالحاء - الاستماع لحديث القوم، ويروى أن ابن عباس سئل عن الفرق بينهما فقال: لا يبعد أحدهما عن الآخر: التحسس في الخير، والتجسس في الشر.
قلت: ويؤيده قوله تعالى حكاية عن يعقوب: " يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف " (2) - بالحاء -.
على القراءة المشهورة، فإنه كان متوقعا لان يأتيه الخبر بسلامة يوسف.
وقوله سبحانه: " ولا تجسسوا " (3) - بالجيم - فإن المنهي عنه البحث عن معائب الناس وأسرارهم التي لا يرضون بإفشائها واطلاع الغير عليها.
(اللغات) .
456 - الفرق بين التحري والارادة: أن التحري هو طلب مكان الشئ مأخوذ من الحرا وهو المأوى وقيل لمأوى الطير حراها ولموضع بيضها حرا أيضا ومنه تحري القبلة ولا يكون مع الشك في الاصابة ولهذا لا يوصف الله تعالى به فليس هو من الارادة في شئ.
457 - الفرق بين التحلية والصفة: أن التحلية في الاصل فعل المحلي وهو تركيب
__________
(1) الحديث في النهاية لابن الاثير (ح س س) و (ج س س) .
وفيه: التجسس بالجيم التفتيش عن بواطن الامور، وأكثر ما يقال في الشر.
وقيل التجسس بالجيم البحث عن العورات وبالحاء الاستماع.
وقيل بالجيم أن يطلبه لغيره وبالحاء أن يطلبه لنفسه.
(2) يوسف 12: 87.
(3) الحجرات 49: 12.
(*)
(1/118)
الحلية على الشئ مثل السيف وغيره.
وليس هي من قبيل القول.
واستعمالها في غير القول مجاز وهو أنه قد جعل ما يعبر عنه بالصفة صفة كما أن الحقيقة من قبيل القول.
ثم جعل ما يعبر عنه بالحقيقة حقيقة وهو الذات
إلا أنه كثر به الاستعمال حتى صار كالحقيقة.
458 - الفرق بين التحميل والتكليف: أن التحميل لا يكون إلا لما يستثقل ولهذا قال تعالى " ولا تحمل علينا إصرا " (1) والاصر الثقل.
والتكليف قد يكون لما لا ثقل له نحو الاستغفار تقول كلفه الله الاستغفار ولا تقول حمله ذلك.
459 - الفرق بين التحيت والتقليد: أن التحيت هو الاعتقاد الذي يعتد به الانسان من غير أن يرجحه على خلافه أو يخظر بباله أنه بخلاف ما اعتقده، وهو مفارق للتقليد لان التقليد ما يقلد فيه الغير والتحيت لا يقلد فيه أحد.
460 - الفرق بين التحية والسلام: أن التحية أعم من السلام، وقال المبرد: يدخل في التحية حياك الله ولك البشرى ولقيت الخير، وقال أبو هلال أيده الله تعالى: ولا يقال لذلك سلام إنما السلام قولك سلام عليك، ويكون السلام في غير هذا الوجه السلامة مثل الضلال والضلالة والجلال والجلالة، ومنه دار السلام أي دار السلامة وقيل دار السلام أي دار الله، والسلام إسم من أسماء الله، والتحية أيضا الملك ومنه قولهم التحيات لله.
461 - الفرق بين التخصيص والنسخ: أن التخصيص هو ما دل على أن المراد
__________
(1) البقرة 2: 286.
(*)
(1/119)
بالكلمة بعض ما تناولته دون بعض، والنسخ ما دل على أن مثل الحكم الثابت بالخطاب زائل في المستقبل على وجه لولاه لكان ثابتا، ومن حق التخصيص أن لا يدخل إلا فيما يتناوله اللفظ، والنسخ يدخل في النص على عين والتخصيص ما لا يدخل فيه، والتخصيص يؤذن بأن المراد
بالعموم عند الخطاب ما عداه، والنسخ يحقق أن كل ما يتناوله اللفظ مراد في حال الخطاب وإن كان غيره مرادا فيما بعد، والنسخ في الشريعة لا يقع بأشياء يقع بها التخصيص، والتخصيص لا يقع ببعض ما يقع به النسخ فقد بان لك مخالفة أحدهما للآخر في الحد والحكم جميعا، وتساويهما في بعض الوجوه لا يوجب كون النسخ تخصيصا.
462 - الفرق بين التخفيف والنقص: (2217) .
463 - الفرق بين التخلص والنجاة: أن التخلص يكون من تعقيد وإن لم يكن أذى والنجاة لا تكون إلا من أذى ولا يقال لمن لا خوف عليه نجا لانه لا يكون ناجيا إلا مما يخاف.
464 - الفرق بين التخلية والاطلاق: (207) .
465 - الفرق بين التخلية والترك: (481) .
466 - الفرق بين التخويف والانذار: (311) .
467 - الفرق بين التخويل والتمويل: أن التخويل إعطاء الخول يقال خوله إذا جعل له خولا كما يقال موله إذا جعل له مالا وسوده إذا جعل له سوددا، وسنذكر (1) الخول في موضعه، وقيل أصل التخويل الارعاء يقال أخوله
__________
(1) قوله (سنذكر) اشارة إلى الفرق بين الخول والعبيد في العدد: 889.
(*)
(1/120)
إبله إذا إسترعاه إياها فكثر حتى جعل كل هبة وعطية تخويلا كأنه جعل له من ذلك ما يرعاه.
468 - الفرق بين التخيل والتصور: (492) .
469 - الفرق بين التدبر والتفكر: أن التدبر تصرف القلب بالنظر في العواقب والتفكر تصرف القلب بالنظر في الدلائل.
وسنبين إشتقاق التدبر وأصله
فيما بعد.
470 - الفرق بين التدبر والتفكر (1) : قد فرق بينهما [11 / ب] بأن التدبر: تصرف القلب بالنظر في عواقب الامور.
والتفكر: تصرف القلب بالنظر في الدلائل.
(اللغات) .
471 - الفرق بين التدبير والتقدير: أن التدبير هو تقويم الامر على ما يكون فيه صلاح عاقبته، وأصله من الدبر وأدبار الامور عواقبها وآخر كل شئ دبره وفلان يتدبر أمره أي ينظر في أعقابه ليصلحه على ما يصلحها، والتقدير تقويم الامر على مقدار يقع معه الصلاح ولا يتضمن معنى العاقبة.
472 - الفرق بين التدبير والحيلة: (813) .
473 - الفرق بين التدبير والسياسة: (1155) .
474 - الفرق بين التذكير والتنبيه: أن قولك ذكر الشئ يقتضي أنه كان عالما به ثم نسيه فرده إلى ذكره ببعض الاسباب وذلك أن الذكر هو العلم
__________
(1) التفكر والتدبر.
في الكليات (التدبر 2: 60) .
والمفردات (التفكر: 578 والتدبر 237) .
والفرائد: 44.
(*)
(1/121)
الحادث بعد النسيان على ما ذكرنا (1) ويجوز أن ينبه الرجل على الشئ لم يعرفه قط ألا ترى أن الله ينبه على معرفته بالزلازل والصواعق وفهم من لم يعرفه البتة فيكون ذلك تنبيها له كما يكون تنبيها لغيره، ولا يجوز أن يذكره ما لم يعلمه قط.
475 - الفرق بين التذلل والذل: أن التذلل فعل الموصوف به وهو إدخال النفس في الذل كالتحلم إدخال النفس في الحلم والذليل المفعول به الذل من قبل غيره في الحقيقة وإن كان من جهة اللفظ فاعلا، ولهذا
يمدح الرجل بأنه متذلل ولا يمدح بأنه ذليل لان تذلله لغيره إعترافه له والاعتراف حسن ويقال العلماء متذللون لله تعالى ولا يقال أذلاء له سبحانه.
476 - الفرق بين التذلل والتواضع: أن التذلل إظهار العجز عن مقاومة من يتذلل له.
والتواضع إظهار قدرة من يتواضع له سواء كان ذا قدرة على المتواضع أو لا ألا ترى انه يقال العبد متواضع لخدمة أي يعاملهم معاملة من لهم عليه قدرة ولا يقال يتذلل لهم لان التذلل إظهار العجز عن مقاومة المتذلل له وإنه قاهر وليست هذه صفة الملك مع خدمه.
477 - الفرق بين التربص والانتظار: أن التربص طول الانتظار يكون قصير المدة وطويلها ومن ثم يسمى المتربص بالطعام وغيره متربصا لانه يطيل الانتظار لزيادة الربح ومنه قوله تعالى " فتربصوا به حتى حين " (2) وأصله من الربصة وهي التلبث يقال مالي على هذا الامر ربصة أي تلبث في الانتظار حتى طال.
__________
(1) في العدد 946.
(2) المؤمنون 23: 25.
(*)
(1/122)
478 - الفرق بين الترتيب والتأليف والتنظيم: (441) .
479 - الفرق بين الترجي والانتظار والتوقع: أن الترجي إنتظار الخير خاصة ولا يكون إلا مع الشك، وأما الانتظار والتوقع فهو طلب ما يقدر أن يقع.
480 - الفرق بين الترجي والانتظار (1) : الفرق بينهما أن الترجي للخير خاصة.
والانتظار قد يكون في الخير، والشر.
ويدل عليه قوله تعالى: " قل انتظروا إنا منتظرون " (2) وقوله سبحانه: " يرجون تجارة لن تبور " (3) و " يرجوا رحمة ربه " (4) ونحوهما
مما استعمل فيه الرجاء في الخير خاصة.
(اللغات) .
481 - الفرق بين الترك والتخلية: أن الترك هو ما ذكرنا (5) والتخلية للشئ نقيض التوكيل به يقال خلاه إذا أزال التوكيل عنه كأنه جعله خاليا لا أحد معه، ثم صارت التخلية عند المتكلمين ترك الامر بالشئ والرغبة فيه والنهي عن خلافه، ويقولون القادر مخلى بينه وبين مقدوره أي لا مانع له منه شبه بمن ليس معه موكل يمنعه من تصرفاته.
482 - الفرق بين الترك والضد: (1303) .
483 - الفرق بين الترك والكف: أن الترك عند المتكلمين فعل أحد الضدين اللذين يقدر عليهما المباشر وقال بعضهم كل شيئين تضادا وقدر عليهما
__________
(1) الانتظار والترجي في الكليات 2: 373.
والفرائد: 22.
(2) الانعام 6: 158.
(3) فاطر 35: 29.
(4) الزمر 39: 9.
(5) في العدد 483.
(*)
(1/123)
بقدرة واحدة مع كون وقت وجودهما وقتا واحدا وكانا يحلان محل القدرة وانصرف القادر بفعل أحدهما عن الآخر سمى الموجود منهما تركا وما لم يوجد متروكا، والترك عند العرب تخليف الشئ في المكان الذي هو فيه والانصراف عنه، ولهذا يسمون بيضة النعامة إذا خرج فرخها تريكة لان النعامة تنصرف عنها، والتريكة الروضة يغفلها الناس ولا يرعونها.
484 - الفرق بين تركت الشئ ولهيت عنه: (1887) .
485 - الفرق بين التركيب والتأليف والترتيب والتصنيف: (440) .
486 - الفرق بين التسبيح والتقديس (1) : هما يرجعان إلى معنى واحد، وهو تبعيد الله عن السوء.
وقال بعض الافاضل: بين التسبيح والتقديس فرق، وهو أن التسبيح هو التنزيه عن الشرك والعجز والنقص، والتقديس هو التنزيه عما ذكروه عن التعلق بالجسم، وقبول الانفعال، وشوائب الامكان، وإمكان (2) التعدد في ذاته وصفاته، وكون الشئ من كمالاته بالقوة.
والتقديس أعم، إذ كل مقدس مسبح من غير عكس، وذلك لان الابعاد من الذهاب في الارض أكثر من الابعاد في الماء، فالملائكة المقربون الذين هم أرواح مجردة بتجردهم وامتناع تعلقهم، وعدم احتجابهم عن نور ربهم، وقهرهم لما تحتهم بإضافة النور عليهم، وتأثيرهم في غيرهم، وكون كل كمالاتهم بالفعل مسبحون ومقدسون، وغيرهم من الملائكة السماوية والارضية ببساطة ذواتهم وخواص أفعالهم وكمالاتهم،
__________
(1) التسبيح والتقديس.
في الكليات 2: 77.
المفردات (التسبيح: 224، والتقديس: 598) .
(2) كلمة (إمكان) سقطت من خ.
(*)
(1/124)
مسبحون بل كل شئ مسبح وليس بمقدس.
ويقال: سبوح قدوس.
ولا يعكس.
* وقال بعض المحققين: التسبيح هو تنزيه الله عما لا يليق بجاهه من صفات النقص.
والتقديس: تنزيه الشئ عن النقوص (1) .
والحاصل أن التقديس لا يختص به سبحانه بل يستعمل في حق الآدميين.
يقال: فلان رجل مقدس: إذا اريد تبعيده عن مسقطات العدالة ووصفه بالخبر، ولا يقال: رجل مسبح، بل ربما يستعمل في غير ذوي العقول أيضا، فيقال: قدس الله روح فلان، ولا يقال: سبحه.
ومن
ذلك قوله تعالى: " ادخلوا الارض المقدسة " (2) يعني أرض المقدسة، يعني أرض الشام.
وأما قول الملائكة: (سبوح، قدوس) مع أن المناسب تقديم القدوس ليكون ذكره بعده ترقيا من الادنى إلى الاعلى، فلعله للايذان من أول الامر بأن المراد وصفه سبحانه دون غيره.
انتهى.
وهو تحقيق أنيق * (3) .
(اللغات) .
487 - الفرق بين التسديد والتقويم: أن التسديد هو التوجيه للصواب فيقال سدد السهم إذا وجهه وجه الصواب، والتقويم إزالة الاعوجاج كتقويم الرمح والقدح ثم يستعار فيقال قوم العمل فالمسدد المقوم لسبب الصلاح، والتسديد يكون في السبب المولد كتسديد السهم للاصابة، ويكون في
__________
(1) جمع نقص.
(2) المائدة 5: 21.
(3) ما بين النجمتين لم يرد في: ط.
(*)
(1/125)
السبب المؤدي كاللطف الذي يؤدي إلى الطاعة، والسبب على وجهين مولد ومؤد فالمولد هو الذي لا يتسع المسبب إلا به لنقص القادر عن فعله دونه والمؤدي هو الداعي إلى الفعل دعاء الترغيب والترهيب والتسديد من أكبر الاسباب لانه يكون في المولد والمؤدي والتسديد للحق لا يكون إلا مع طلب الحق فأما مع الاعراض عنه والتشاغل بغيره فلا يصح والاصلاح تقويم الامر على ما تدعو إليه الحكمة.
488 - الفرق بين التسليم والرضا: (1012) .
489 - الفرق بين التسمية والاسم واللقب: (185) .
490 - الفرق بين التشبيه والاستعارة: أن التشبيه صيغة لم يعبر عنها واللفظ
المستعار قد نقل من أصل إلى فرع فهو مغير عما كان عليه فالفرق بينهما بين.
491 - الفرق بين التصديق والتقليد: (526) .
492 - الفرق بين التصور والتخليل: أن التصور تخيل لا يثبت على حال وإذا ثبت على حال لم يكن تخيلا فإذا تصور الشئ في الوقت الاول ولم يتصور في الوقت الثاني قيل إنه تخيل، وقيل التخيل تصور الشئ على بعض أوصافه دون بعض فلهذا لا يتحقق، والتخيل والتوهم ينافيان العلم كما أن الظن والشك ينافيانه.
493 - الفرق بين التصور والتوهم: أن تصور الشئ يكون مع العلم به، وتوهمه لا يكون مع العلم به لان التوهم من قبيل التجويز والتجويز ينافي العلم، وقال بعضهم: التوهم يجري مجري الظنون يتناول المدرك وغير المدرك وذلك مثل أن يخبرك من لا تعرف صدقه عما لا يخيل العقل فيتخيل
(1/126)
كونه فإذا عرفت صدقه وقع العلم بمخبره وزال التوهم، وقال آخر: التوهم هو تجويز ما لا يمتنع من الجائز والواجب ولا يجوز أن يتوهم الانسان ما يمتنع كونه ألا ترى أنه لا يجوز أن يتوهم الشئ متحركا ساكنا في حال واحدة.
494 - الفرق بين التصور والظن: (1372) .
495 - الفرق بين التصنيف والتأليف: (442) .
496 - الفرق بين التضاد والتناقض: (556) .
497 - الفرق بين التضاد والتنافي: (557) .
498 - الفرق بين تضمين الآية ودلالة الآية: (908) .
499 - الفرق بين التطوع والطاعة: (1331) .
500 - الفرق بين التعريض والكناية (1) : الفرق بينهما أن التعريض ضد التصريح: وهو إبهام المقصود بما لم يوضع له لفظ حقيقة ولا مجازا، وهو أن نضمن كلامك ما يصلح للدلالة على المقصود وغير المقصود، إلا أن إشعاره بجانب المقصود أتم وأرجح كقول السائل للغني، جئتك لاسلم عليك، يريد به الاشارة إلى طلب شئ منه، وكقول القائل للبخيل: ما أقبح البخل! يعرض أن المخاطب بخيل.
قيل: وأصله من العرض للشئ الذي هو جانبه وناحية منه.
كأن
__________
(1) التعريض والكناية.
في الكليات (التعريض 4: 110 والكناية 3: 118، 186، 188) .
والمفردات: 495.
والفرائد: 42.
(*)
(1/127)
المتكلم أمال الكلام إلى جانب يدل على الغرض.
ويسمى: التلويخ أيضا، لانه يلوح منه ما يريده.
والكناية: الدلالة.
على الشئ بغير لفظه الموضوع له، بل لوازمه، كطويل النجاد: لطويل القامة، وكثير الرماد: للمضياف.
(اللغات)
501 - الفرق بين التعلم والاعلام: (232) .
502 - الفرق بين التعليم والتلقين: (543) .
503 - الفرق بين التغيير والخلق والفعل: (874) .
504 - الفرق بين التفاوت والاختلاف: أن التفاوت كله مذموم ولهذا نفاه الله تعالى عن فعله فقال " ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت " (1) ومن الاختلاف ما ليس بمذموم ألا ترى قوله تعالى " وله إختلاف الليل والنهار " (2) فهذا الضرب من الاختلاف يكون على سنن واحد وهو دال
على علم فاعله، والتفاوت هو الاختلاف الواقع على غير سنن وهو دال على جهل فاعله.
505 - الفرق بين قولنا تفرد وبين قولنا توحد: أنه يقال تفرد بالفضل والنبل.
وتوحد تخلى.
506 - الفرق بين التفريق والتفكيك: أن كل تفكيك تفريق وليس كل تفريق تفكيكا وإنما التفكيك ما يصعب من التفريق وهو تفريق الملتزقات من المؤلفات والتفريق يكون فيها وفي غيرها ولهذا لا يقال فككت النخالة
__________
(1) الملك 67: 3.
(2) مؤمنون 23: 80.
(*)
(1/128)
بعضها من بعض كما يقل فرقتها، وقيل التفريق تفكيك ما جمع وألف تقريبا، وهذا يقوله من لا يثبت للالتزاق معنى غير التأليف.
507 - الفرق بين التفريق والشعب: (1202) .
508 - الفرق بين التفريق والفرق: (1608) .
509 - الفرق بين التفريق والتقسيم (1) : التقسيم جعل الشئ أقساما، وذلك يستدعي تقدم ما يتناول الاقسام نحو: الكلمة: اسم وفعل وحرف.
والتفريق: قطع الاتصال بين شيئين أو أكثر لما عرفت وذلك لا يستدعي تقدم ما يتناول.
قاله الشمني (2) في حواشي المغني (3) .
(اللغات) .
510 - الفرق بين التفسير والتأويل: أن التفسير هو الاخبار عن أفراد آحاد الجملة، والتأويل الاخبار بمعنى الكلام، وقيل التفسير أفراد ما انتظمه ظاهر التنزيل، والتأويل الاخبار بغرض المتكلم بكلام، وقيل التأويل إستخراج معنى الكلام لا على ظاهره بل على وجه يحتمل مجازا أو حقيقة
ومنه يقال تأويل المتشابه، وتفسير الكلام إفراد آحاد الجملة ووضع كل شئ منها موضعه ومنه أخذ تفسير الامتعة بالماء، والمفسر عند الفقهاء ما فهم معناه بنفسه والمجمل ما لا يفهم المراد به إلا بغيره، والمجمل في اللغة ما يتناول الجملة، وقيل المجمل ما يتناول جملة الاشياء أو ينبئ عن الشئ
__________
(1) التقسيم والتفريق.
في الكليات (التقسيم 2: 21 والتفريق 3: 353) .
والمفردات: 568.
والفرائد: 43.
(2) الشمني أبو العباس أحمد بن محمد بن محمد الشمني القسنطيني الاصل، الاسكندري محدث، مفسر، نحوي.
ولد بالاسكندرية 801 وتوفي في القاهرة 872.
من كتبه شرح المغني لابن هشام، وغيره.
(3) هو (مغني اللبيب عن كتب الاعاريب) لابن هشام.
وله طبعات كثيرة.
وعليه حواش وتعليقات.
(*)
(1/129)
على وجه الجملة دون التفصيل، والاول هو العموم وما شاكله لان ذلك قد سمي مجملا من حيث يتناول جملة مسميات، ومن ذلك قيل أجملت الحساب، والثاني هو ما لا يمكن أن يعرف المراد به خلاف المفسر والمفسر ما تقدم له تفسير، وغرض الفقهاء غير هذا وإنما سموا ما يفهم المراد منه بنفسه مفسرا لما كان يتبين كما يتبين ماله تفسير، وأصل التأويل في العربية من ألت إلى الشئ أؤول إليه إذا صرت إليه، وقال تعالى " وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم " (1) ولم يقل تفسيره لانه أراد ما يؤول من المتشابه إلى المحكم.
511 - الفرق بين التفسير والتأويل (2) : قد اختلف العلماء في تفسيرهما.
فقال أبو عبيدة، والمبرد: هما بمعنى.
وقال الراغب: التفسير من التأويل، وأكثر استعماله في الالفاظ، ومفرداتها.
وأكثر التأويل في المعاني والجمل، وأكثر ما يستعمل في الكتب
الالهية، والتفسير يستعمل فيها وفي غيرها.
وقال غيره: التفسير بيان لفظ لا يحتمل إلا وجها واحدا.
والتأويل: توجيه لفظ متوجه إلى معان مختلفة بما ظهر من الادلة.
وقال الماتريدي (3) : التفسير: القطع على أن المراد من اللفظ هذا،
__________
(1) آل عمران 3: 7.
(2) التفسير والتأويل.
في الكليات 2: 14.
وكشاف اصطلاحات الفنون: 128.
والمفردات (التفسير 571 والتأويل: 38) .
والفرائد: 37.
(3) الماتريدي: أبو منصور محمد بن محمد بن محمود الماتريدي، من ائمة علماء الكلام نسبة إلى " ما تريد " وهي مجلة بسمرقند.
من كتبه: أوهام المعتزلة، والتوحيد، والرد على القرامطة.
توفي سنة 333.
(*)
(1/130)
والشهادة على الله أنه عنى باللفظ هذا، فإن قام دليل مقطوع به فصحيح، وإلا فتفسير بالرأي.
وهو المنهي عنه (1) .
والتأويل بترجيح أحد المحتملات بدون (2) القطع، والشهادة على الله سبحانه وتعالى.
وقال الثعلبي (3) : التفسير بيان وضع اللفظة حقيقة أو مجازا كتفسير الصراط بالطريق، والصيب بالمطر.
والتأويل: تفسير باطن اللفظ مأخوذ من الاول وهو الرجوع لعاقبة الامر.
فالتأويل: إخبار عن حقيقة المراد، والتفسير إخبار عن دليل المراد؟ لان اللفظ يكشف عن المراد، والكاشف دليل.
مثاله قوله تعالى: " إن ربك لبالمرصاد " (4) .
وتفسيره: إنه من الرصد، يقال رصدته أي رقبته، والمرصاد: مفعال منه.
وتأويله: التحذير من التهاون بأمر الله سبحانه،
والغفلة عن الاهبة، والاستعداد للعرض عليه.
وقواطع الادلة تقتضي بيان المراد منه على خلاف وضع اللفظ في اللغة.
وقال الاصبهاني في (5) تفسيره: اعلم أن التفسير في عرف العلماء
__________
(1) كذا عند المؤلف.
(2) أدخل الباء على (دون) وهو استعمال مولد، غير فصيح.
(3) الثعلبي: إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي، مفسر من أهل نيسابور، له أشتغال بالتاريخ.
- من كتبه: الكشف والبيان في تفسير القرآن.
ويعرف بتفسير الثعلبي.
وعرائس المجالس.
- توفي سنة 427.
(4) الفجر 89: 14.
(5) هو اسماعيل بن محمد بن الفضل القرشي الطليحي الاصبهاني، أبو القاسم، الملقب بقوام السنة، من أعلام الحفاظ، ومن أئمة التفسير والحديث واللغة من كتبه: (الجامع) في التفسير، و (الايضاح) في التفسير.
وله تفسيران آخران وتفسير بالفارسية.
ولد سنة 457 وتوفي سنة 535.
(*)
(1/131)
كشف معاني القرآن، وبيان المراد أعم من أن يكون بحسب اللفظ المشكل وغيره.
والتأويل: أكثره في الجمل، والتفسير إما أن يستعمل في غريب الالفاظ، نحو البحيرة (1) والسائبة (2) والوصيلة (3) ، أو في وجيز يتبين بشرح نحو " واقيموا الصلاة واتوا الزكاة " (4) .
أو في كلام متضمن لقصة لا يمكن تصويره إلا بمعرفتها كقوله تعالى: " إنما النسئ زيادة في الكفر " (5) .
وأما التأويل فإنه يستعمل تارة عاما، وتارة خاصا نحو الكفر المستعمل في الجحود المطلق، وتارة في جحود الباري خاصة، والايمان
__________
(1) البحيرة: كانوا إذا نتجت الشاة عشرة أبطن بحروها وتركوها ترعى، وحرموا لحمها إذا ماتت على نسائهم، وأكلها الرجال، أو هي التي خليت بلا راع، أو التي إذا نتجت خمسة أبطن والخامس ذكر نحروه فأكله الرجال والنساء، وإن كانت أنثى بحروا أذنها فكان حراما عليهم لحمها ولبنها.
وركوبها، فإذا ماتت حلت للنساء، أو هي ابنة السائبة وحكمها حكم أمها، أو هي في الشاة خاصة، إذا نتجت خمسة أبطن بحرت.
ويقال فيها الغزيرة.
ومعنى البحر من بحر الاذن أي شقها.
(2) والسائبة: الناقة كانت تسيب في الجاهلية لنذر أو نحوه، أو كانت إذا ولدت عشرة أبطن كلهن إناث سيبت.
أو كان الرجل إذا قدم من سفر بعيد أو نجت دابته من مشقة أو حرب قال هي سائبة.
أو كان ينزع من ظهرها فقارة أو عظما، وكانت لا تمنع عن ماء ولا كلاء ولا تركب.
(3) والوصيلة: الناقة التي وصلت بين عشرة أبطن، ومن الشياه التي وصلت سبعة أبطن عناقين عناقين، فإن ولدت في السابقة عناقا وجديا قيل وصلت أخاها، فلا يشرب لبن الام إلا الرجال دون النساء وتجري مجرى السائبة.
أو هي الشاة خاصة كانت إذا ولدت الانثى فهي لهم، وإذا ولدت ذكرا جعلوه لالهتهم وإن ولدت ذكرا أو أنثى قالوا: وصلت أخاها فلم يذبحوا الذكر لالهتهم.
أو هي شاة تلد ذكرا ثم أنثى فتصل أخاها فلا يذبحون أخاها من أجلها.
وإذا ولدت ذكرا قالوا: هذا قربان لآلهتنا.
(4) النور 24: 56.
(5) التوبة 9: 37.
(*)
(1/132)
المستعمل في التصديق المطلق تارة وفي تصديق الحق في (1) أخرى، وإما في لفظ مشترك بين معان مختلفة، نحو لفظ (وجد) المستعمل في الجدة والوجود.
وقال غيره: التفسير يتعلق بالرواية، والتأويل يتعلق بالدراية.
وقال قوم: ما وقع مبينا في الكتاب، ومعينا في صحيح السنة سمي
تفسير، لان معناه قد ظهر ووضح، وليس لاحد أن يتعرض له باجتهاد (2) ولا غيره، بل بحمله على المعنى الذي ورد ولا يتعداه.
والتأويل: ما استنبطه العلماء العاملون بمعاني الخطاب، الماهرون في آيات العلوم.
وقال الطبرسي (3) : التفسير كشف المراد عن اللفظ المشكل.
والتأويل: رد أحد المحتملين إلى ما يطابق الظاهر.
وقال بعض المحققين: التفسير كشف الغطاء، ودفع الابهام بما لا يخالف الظاهر.
ومثله ما ورد في قوله سبحانه: " وأقيموا الصلاة " (4) من بيان أعدادها، وأوقاتها، وشرائطها، ونحو ذلك.
ومثل ما ورد في تفسير الاستطاعة في قوله سبحانه: " من استطاع إليه سبيلا " (5) .
في ذكر ماهية الاستطاعة، وشروطها، وما يتركب فيها، فإن شيئا من ذلك لا يخالف الظاهر.
والتأويل: صرف اللفظ عن ظاهره، لوجود ما يقتضي ذلك، مثل
__________
(1) في ط: (في تصديق الحق أخرى) .
سقطت " في " من العبارة.
(2) في ط.
بالاجتهاد.
(3) قاله الطبرسي في الفن الثالث من مقدمة مجمع البيان (1: 13) .
(4) البقرة 2: 143.
(5) آل عمران 3: 97.
(*)
(1/133)
قوله سبحانه: " وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة " (1) .
على أن المراد نظرها إلى رحمة ربها، أو انتظارها لنعمته وجنته.
وحمل قوله سبحانه: " وجاء ربك والملك صفا " (2) على أن المراد
والمجئ أمر الرب أو جنوده وملائكته الفعالة لقيام الادلة القاطعة على امتناع الرؤية (3) ، والمجئ والذهاب وأمثالهما عليه سبحانه انتهى.
أقول: لا يخفى أن غاية ما يتحصل من هذه الاقاويل يتخلص من هذه التفاصيل أن: التأويل له مزية زائدة على التفسير، ويرشد إليه قوله تعالى: " وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم " (4) حيث حصر سبحانه علم التأويل في جنابه تعالى ومن رسخ في العلم قدمه واستضاء في طريق التحقيق علمه، ووقع على عجائب ما أودع فيه من الاسرار، وأطلع على تفاصيل ما اشتمل عليه من الاحكام والآثار.
وقد دعا النبي صلى الله عليه وآله لابن عباس وقال (5) : " اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل ".
فلو لم يكن للتأويل مزيد فضل لم يكن لتخصيص ابن عباس بذلك مع جلالة قدره، وعظيم شأنه (6) ، مزيد فائدة (7) .
(اللغات)
512 - الفرق بين التفصيل والتقسيم: أن في التفصيل معنى البيان عن كل قسم بما يزيد على ذكره فقط والتقسيم يحتمل الامرين، والتقسيم يفتح المعنى
__________
(1) القيامة 75: 22 - 23.
(2) الفجر 89: 22.
(3) هذا ما اختاره المصنف من الاقوال.
وللعلماء والمفسرين أقوال اخرى في رؤية الباري عزوجل يوم القيامة بين مثبت لرؤيته تعالى ومنكر والادلة مفصلة في مظانها الكثيرة.
(4) آل عمران 3: 7.
(5) روى الامام أحمد في مسنده (1: 266) من حديث سعيد بن جبير.
ابن عباس " أن رسول الله وضع يده على كتفي أو على منكبي - شك سيد - ثم قال: اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل ".
(6) (وعظيم شأنه) في خ فقط.
(7) في ط: مزيد فضل.
(*)
(1/134)
والتفصيل يتم بيانه.
513 - الفرق بين التفصيل والشرح: (1192) .
514 - الفرق بين التفضل والافضال: (242) .
515 - الفرق بين التفكر والتدبر: (470) .
516 - الفرق بين التفكيك والتفريق: (506) .
517 - الفرق بين التفنيد والتثريب واللوم: (452) .
518 - الفرق بين التقحم والاقدام: أن التقحم الاقدام في المضيق بشدة يقال تقحم في الغار وتقحم بين الاقران ولا يقال أقدم في الغار، وأصل التقحم الاقدام على القحم وهي الامور الشديدة واحدها قحمة، والاقدام هو حمل النفس على المكروه من قدام، ويخالف التقدم في المعنى لان التقدم يكون في المكروه والمحبوب، والاقدام لا يكون إلا على المكروه.
519 - الفرق بين التقدير والتدبير: (471) .
520 - الفرق بين التقدير والقدر: أن التقدير يستعمل في أفعال الله تعالى وأفعال العباد، ولا يستعمل القدر إلا في أفعال الله عزوجل وقد يكون التقدير حسنا وقبيحا كتقدير المنجم موت زيد وإفتقاره وإستغناءه، ولا يكون القدر إلا حسنا.
521 - الفرق بين التقديس والتسبيح: (486) .
522 - الفرق بين التقريط والمدح: (1978) .
(1/135)
523 - الفرق بين التقسيم والتفصيل: (512) .
524 - الفرق بين التقسيم والتفريق: (509) .
525 - الفرق بين التقليد والتحيت: (459) .
526 - الفرق بين التصديق والتقليد: (1) الفرق بينهما أن التصديق لا يكون فيما
يبرهن عند صاحبه.
والتقليد يكون فيما لم يبرهن.
ولهذا لا نكون مقلدين للنبي صلى الله عليه وآله، وإن كنا مصدقين له.
قاله الطبرسي.
(اللغات) .
527 - الفرق بين التقليد والظن: أن المقلد وإن كان محسنا للظن بالمقلد لما عرفه من أحواله فهو سيظن أن الامر على خلاف ما قلده فيه، ومن اعتقد فيمن قلده أنه لا يجوز أن يخطئ فذاك لا يجوز كون ما قلده فيه على خلافه فلذلك لا يكون ظانا، وكذلك المقلد الذي تقوى عنده حال ما قلده فيه يفارق الظان لانه كالسابق إلى إعتقاد الشئ على صفة لا ترجيح لكونه عليها عنده على كونه على غيرها، والظن يكون له حكم إذا كان عن إمارة صحيحة ولم يكن الظان قادرا على العلم فأما إذا كان قادرا عليه فليس له حكم، ولذلك لا يعمل بخبر الواحد إذا كان بخلاف القياس وعند وجود النص.
528 - الفرق بين التقليد والعلم: (1491) .
529 - الفرق بين التقويم والتسديد: (487) .
__________
(1) التصديق والتقليد.
في الكليات (التصديق 1: 392 و 3: 110 والتقليد 2: 90) .
والمفردات (التصديق 410، والتقليد 621) .
والفرائد: 40.
(*)
(1/136)
530 - الفرق بين التقوية والاعانة: أن التقوية من الله تعالى للعبد هي إقداره على كثرة المقدور ومن العبد للعبد إعطاؤه المال وإمداده بالرجال وهي أبلغ من الاعانة ألا ترى انه يقال أعانه بدرهم ولا يقال قواه بدراهم وإنما يقال قواه بالاموال والرجال على ما ذكرنا (1) ، وقال علي بن عيسى: التقوية تكون على صناعة والنصرة لا تكون إلا في منازعة.
531 - الفرق بين التقوى والتقى (2) : قيل: التقوى خصلة من الطاعة يحترز بها من العقوبة.
والتقى: صفة مدح لا تطلق إلا [11 / أ] على من يستحق الثواب.
(اللغات) .
532 - الفرق بين التقوى (*) والطاعة (3) : المستفاد من الروايات هو أن الطاعة: الانقياد لمطلوب الشارع بما أمر به واجبا كان أم مستحبا.
والتقوى: كف النفس عما نهى الشارع عنه حراما كان أم مكروها.
أقول: وهو المناسب لمعناهما عند اللغويين أيضا.
(اللغات) .
533 - الفرق بين التقي والمتقي والمؤمن: أن الصفة بالتقي أمدح من الصفة بالمتقي لانه عدل عن الصفة الجارية على الفعل للمبالغة والمتقي أمدح من المؤمن لان المؤمن يطلق بظاهر الحال والمتقي لا يطلق إلا بعد الخبرة وهذا من جهة الشريعة والاول من جهة دلالة اللغة، والايمان نقيض الكفر والفسق جميعا لانه لا يجوز أن يكون الفعل إيمانا فسقا كما لا يجوز أن يكون إيمانا كفرا إلا أن يقابل النقيض في اللفظ بين الايمان والكفر أظهر.
__________
(1) لعل جملة قوله " على ما ذكرنا " كانت اشارة إلى كتب أخر للمؤلف.
(2) التقي والتقوى.
في الكليات 2: 80، والمفردات 833.
(*) هذا المادة (التقوى) من نسخة خ فقط.
(3) التقوى والطاعة: في الكليات (التقوى 2: 80 والطاعة 3: 155) .
والمفردات (التقوى: 838 والطاعة 461) .
والتعريفات: 135.
والفرائد: 45.
(*)
(1/137)
534 - الفرق بين التقية والمداهنة: (1971) .
535 - الفرق بين التكبر والاستكبار: (172) .
536 - الفرق بين التكرار والاعادة: أن التكرار يقع على إعادة الشئ مرة وعلى إعادته مرات، والاعادة للمرة الواحدة ألا ترى أن قول القائل أعاد فلان
كذا لا يفيد إلا إعادته مرة واحدة وإذا قال كرر كذا كان كلامه مبهما لم يدر أعاده مرتين أو مرات، وأيضا فإنه يقال أعاده مرات ولا يقال كرره مرات إلا أن يقول ذلك عامي لا يعرف الكلام، ولهذا قال الفقهاء الامر لا يقتضي التكرار والنهي يقتضي التكرار ولم يقولوا الاعادة، وإستدلوا على ذلك بأن النهي الكف عن المنهي ولا ضيق في الكف عنه ولا حرج فاقتضى الدوام والتكرار ولو إقتضى الامر التكرار للحق المأمور به الضيق والتشاغل به عن اموره فاقتضى فعله مرة ولو كان ظاهرا لامر يقتضي التكرار ما قال سراقة للنبي صلى الله عليه [وآله] وسلم ألعامنا هذا أم للابد فقال للنبي صلى الله عليه [وآله] وسلم للابد قال لو قلت نعم لوجبت، فأخبر أن الظاهر لا يوجبه وإنه يصير واجبا بقوله.
والمنهي عن الشئ إذا عاد إلى فعله لم يقل إنه قد إنتهى عنه وإذا أمر بالشئ ففعله مرة واحدة لم يقل إنه لم يفعله.
فالفرق بين الامر والنهي في ذلك ظاهر، ومعلوم أن من يوكل غيره بطلاق إمرأته كان له أن يطلق مرة واحدة، وما كان من أوامر القرآن مقتضيا للتكرار فإن ذلك قد عرف من حاله بدليل لا يظاهره، ولا يتكرر (1) الامر مع الشرط أيضا ألا ترى إن من قال لغلامه إشتر اللحم إذا دخلت السوق لم يعقل ذلك التكرار.
__________
(1) " بتكرار خ ل " (*)
(1/138)
537 - الفرق بين التكفير والاحباط: (61) .
538 - الفرق بين التكليف والابتلاء: أن التكليف إلزام ما يشق إرادة الانسانية عليه، وأصله في العربية اللزوم ومن ثم قيل كلف بفلانة يكلف بها كلفا إذا لزم حبها ومنه قيل الكلف في الوجه للزومه إياه والمتكلف للشئ
الملزم به على مشقة وهو الذي يلتزم ما لا يلزمه أيضا ومنه قوله تعالى " وما أنا من المتكلفين " (1) ومثله المكلف.
والابتلاء هو إستخراج ما عند المبتلي وتعرف حاله في الطاعة والمعصية بتحميله المشقة وليس هو من التكليف في شئ فإن سمي التكليف إبتلاء في بعض المواضع فقد يجري على الشئ إسم ما يقاربه في المعنى، وإستعمال الابتلاء في صفات الله تعالى مجاز معناه أنه يعامل العبد معاملة المبتلى المستخرج لما عنده ويقال للنعمة بلاء لانه يستخرج بها الشكر والبلى يستخرج قوة الشئ بإذهابه إلى حال البال فهذا كله أصل واحد.
539 - الفرق بين التكليف والتحميل: (458) .
540 - الفرق بين التكليم والكلام: أن التكليم تعليق الكلام بالمخاطب فهو أخص من الكلام وذلك أنه ليس كل كلام خطابا للغير فاذا جعلت الكلام في موضع المصدر فلا فرق بينه وبين التكليم وذلك أن قولك كلمته كلاما وكلمته تكليما سواء وأما قولنا فلان يخاطب نفسه ويكلم نفسه فمجاز وتشبيه بمن يكلم غيره ولهذا قلنا إن القديم لو كان متكلما فيما لم يزل لكان ذلك صفة نقص لانه كان تكلم ولا مكلم وكان كلامه أيضا يكون إخبارا عما لم يوجد فيكون كذبا.
__________
(1) ص 38: 86 (*)
(1/139)
541 - الفرق بين التلاوة والقراءة: أن التلاوة لا تكون إلا لكلمتين فصاعدا، والقراءة تكون للكلمة الواحدة يقال قرأ فلان إسمه ولا يقال تلا اسمه وذلك أن أصل التلاوة إتباع الشئ الشئ يقال تلاه إذا تبعه فتكون التلاوة في الكلمات يتبع بعضها بعضا ولا تكون في الكلمة الواحدة إذ
لا يصح فيه التلو.
542 - الفرق بين التلاوة والقراءة (1) : قال الراغب: التلاوة تختص باتباع كتب الله المنزلة تارة بالقراءة وتارة بالارتسام، لما فيها من أمر ونهي وترغيب وترهيب، أو ما يتوهم فيه ذلك، وهي أخص من القراءة، فكل تلاوة قراءة، وليس كل قراءة (2) تلاوة، فقوله تعالى: " وإذا تتلى عليهم آياتنا " (3) ، فهذا بالقراءة [11 / ب] وقوله تعالى: " يتلونه حق تلاوته " (4) .
المراد به الاتباع له بالعلم والعمل، وإنما استعمل التلاوة في قوله تعالى (5) : " واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان " (6) .
لما كان يزعم الشياطين أن ما يتلونه من كتب الله.
انتهى.
وقيل: إن معنى تتلو: تكذب.
قال أبو مسلم: تلا عليه إذا كذب.
فاليهود لما ادعوا أن سليمان إنما وجد تلك المملكة بسبب ذلك العلم كان (7) ذلك الادعاء كالافتراء على ملك سليمان.
__________
(1) التلاوة والقراءة: نقل المؤلف على طريقته من مفردات الراغب الاصفهاني: 100.
والمادة في الكليات 2: 95.
والفرائد: 46.
(2) (وليس كل قراءة) سقطت من خ.
(3) الانفال 8: 31.
(4) البقرة 2: 121.
(5) ما بين الآيتين من الكلام سقط من نسخة خ.
(6) البقرة 2: 102.
(7) في خ: كان في ذلك.
(*)
(1/140)
قال الطبرسي: الفرق بين القراءة والتلاوة أن أصل القراءة جمع الحروف (1) .
(اللغات) .
543 - الفرق بين التلقين والتعليم: أن التلقين يكون في الكلام فقط، والتعليم
يكون في الكلام وغيره تقول لقنه الشعر وغيره ولا يقال لقنه التجارة والنجارة والخياطة كما يقال علمه في جميع ذلك، واخرى فإن التعليم يكون في المرة الواحدة، والتلقين لا يكون إلا في المرات، واخرى فإن التلقين هو مشافهتك الغير بالتعليم وإلقاء القول إليه ليأخذه عنك ووضع الحروف مواضعها والتعليم لا يقتضي ذلك.
ولهذا لا يقال إن الله يلقن العبد كما يقال إن الله يعلمه.
544 - الفرق بين التلهف والتاسف: (437) .
545 - الفرق بين قولك تماما له وتماما عليه في قوله تعالى " تماما على الذي أحسن " (2) : أن تماما له يدل على نقصانه قبل تكميله وتماما عليه يدل على نقصانه فقط لانه يقتضي مضاعفة عليه.
546 - الفرق بين التمام والكمال: (1838) .
__________
(1) فرق الطبرسي بين التلاوة والقراءة في مجمع البيان 2: 382 في تفسير قوله تعالى (الانعام: 151) : " قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم " وقال في مجمع البيان أيضا (5: 396) في تفسير قوله تعالى (القيامة: 17) : " فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ": " والقرآن أصله الضم والجمع، وهو مصدر كالرجحان والنقصان ... ".
- وقول الطبرسي هذا سقط من نسخة: ط.
(2) الانعام 6: 154.
(*)
(1/141)
547 - الفرق بين التمتع والانعام: (321) .
548 - الفرق بين التمكين والاقدار: أن التمكين إعطاء ما يصح به الفعل كائنا ما كان من الآلات والعدد والقوى، والاقدار إعطاء القدرة وذلك أن الذي له قدرة على الكتابة تتعذر عليه إذا لم يكن له آلة للكتابة ويتمكن
منها إذا حضرت الآلة، والقدرة ضد العجز، والتمكن ضد التعذر.
549 - الفرق بين التمكين والتملك: أن تمكين الحائز يجوز ولا يجوز تمليكه لانه إن ملكه الحوز فقد جعل له أن يحوز وليس كذلك التمكين لانه مكن مع الزجر ودل على أنه ليس له أن يجوز وليس كل من مكن من الغصب قد ملكه.
550 - الفرق بين التمليك والتمكين: (549) .
551 - الفرق بين التمني والارادة: أن التمني معنى في النفس يقع عند فوت فعل كان للمتمني في وقوعه نفع أو في زواله ضرر مستقبلا كان ذلك الفعل أو ماضيا، والارادة لا تتعلق إلا بالمستقبل، ويجوز أن يتعلق التمني بما لا يصح تعلق الارادة به أصلا وهو أن يتمنى الانسان أن الله لم يخلقه وأنه لم يفعل ما فعل أمس ولا يصح أن يريد ذلك، وقال أبو علي رحمه الله: التمني هو قول القائل ليت الامر كذا فجعله قولا وقال في موضع آخر التمني هو هذا القول وإضمار معناه في القلب، وإلى هذا ذهب أبو بكر بن الاخشاد، والتمني أيضا التلاوة قال الله تعالى " إذا تمنى ألقى الشيطان في امنيته " (1) وقال إبن الانباري: التمني التقدير قال ومنه
__________
(1) الحج 22: 52.
(*)
(1/142)
قوله تعالى " من نطفة إذا تمنى " (1) ، وتمنى كذب وروي إن بعضهم قال للشعبي: أهذا مما رويته أو مما تمنيته أي كذبت في روايته، وأما التمني في قوله تعالى " فتمنوا الموت إن كنتم صادقين " (2) فلا يكون إلا قولا وهو أن يقول أحدهم ليته مات، ومتى قال الانسان ليت الآن كذا فهو عند أهل اللسان متمن غير اعتبارهم لضميره ويستحيل أن يتحداهم
بأن يتمنوا ذلك بقلوبهم مع علم الجميع بأن التحدي بالضمير لا يعجز أحدا ولا يدل على صحة مقالته ولا فسادها لان المتحدي بذلك يمكنه أن يقول تمنيت بقلبي فلا يمكن خصمه إقامة الدليل على كذبه، ولو إنصرف ذلك إلى تمني القلب دون العبارة باللسان لقالوا قد تمنينا ذلك بقلوبنا فكانوا مساوين له فيه وسقط بذلك دلالته على كذبهم وعلى صحة ثبوته فلما لم يقولوا ذلك علم أن التحدي وقع بالتمني لفظا.
552 - الفرق بين التمني والشهوة: (1227) و (1228) .
553 - الفرق بين التمني والمحبة (3) : قد فرق بينهما بأن التمني قد يقع على الماضي والمستقبل.
ألا ترى أنه يصح أن يتمنى أن كان له ولد، ويصح أن يتمنى أن يكون له ولد.
والمحبة لا تقع إلا على المستقبل، وبه يظهر الفرق بين المحبة والمودة، لان المودة قد تكون بمعنى التمني كقولك: أو دلو قدم زيد، بمعنى: أتمنى قدومه، ولا يجوز أحب لو قدم زيد.
(اللغات) .
__________
(1) النجم 53: 46.
(2) البقرة 2: 94.
(3) التمنى والمحبة.
في الكليات (التمني 2: 107 والمحبة 1: 106 و 2: 389) .
والمفردات (التمني: 722 والمحبة: 151) .
والفرائد: 48.
(*)
(1/143)
554 - الفرق بين التمويل والتخويل: (467) .
555 - الفرق بين التمويه والسحر: أن التمويه هو تغطية الصواب وتصوير الخطأ بغير صورته، وأصله طلاء الحديد والصفر (1) بالذهب والفضة ليوهم أنه ذهب وفضة، ويكون التمويه في الكلام وغيره تقول كلام مموه إذا لم تبين حقائقه، وحلي مموه إذا لم يعين (2) جنسه.
والسحر إسم لما دق من الحيلة
حتى لا تفطن الطريقة، وقال بعضهم التمويه إسم لكل حيلة لا تأثير لها قال ولا يقال تمويه إلا وقد عرف معناه والمقصد منه، ويقال سحر وإن لم يعرف المقصد منه ولهذا قيل: التمويه ما لا يثبت، وقيل التمويه أن ترى شيئا مجوزا بغيره كما يفعل مموه الحديد فيجوزه بالذهب.
وسمى النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم البيان سحرا وذلك، أن البليغ يبلغ ببلاغته ما لا يبلغ الساحر بلطافة حيلته.
556 - الفرق بين التناقض والتضاد: أن التناقض يكون في الاقوال والتضاد يكون في الافعال يقال الفعلان متضادان ولا يقال متناقضان فإذا جعل الفعل مع القول استعمل فيه التضاد فقيل فعل زيد يضاد قوله وقد يوجد النقيضان من القول ولا يوجد الضدان من الفعل ألا ترى أن الرجل إذا قال بلسانه زيد في الدار في حال قوله في الضد إنه ليس في الدار فقد أوجد نقيضين معا وكذلك لو قال أحد القولين بلسانه وكتب الآخر بيده أو أحدهما بيمينه والآخر بشماله ولا يصح ذلك في الضدين، وحد الضدين هو ما تنافيا في الوجود، وحد النقيضين القولان المتنافيان في
__________
(1) (الصقل خ ل) (2) يبين خ ل.
(*)
(1/144)
المعنى دون الوجود، وكل متضادين متنافيان وليس كل متنافيين ضدين عند أبي علي كالموت والارادة وقال أبو بكر: هما ضدان لتمانعهما وتدافعهما قال ولهذا سمي القرنان المتقاومان ضدين.
ومما يجري مع هذا وإن لم يكن قولا التنافي والتضاد والفرق بينهما أن التنافي لا يكون إلا بين شيئين يجوز عليهما البقاء، والتضاد يكون بين ما يبقى وما لا يبقى.
557 - الفرق بين التنافي والتضاد: أن التنافي لا يكون إلا بين شيئين يجوز عليهما البقاء، والتضاد يكون بين ما يبقى وبين ما لا يبقى.
558 - الفرق بين التناول والاخذ: أن التناول أخذ الشئ للنفس خاصة ألا ترى أنك لا تقول تناولت الشئ لزيد كما تقول أخذته لزيد فالاخذ أعم ويجوز أن يقال إن التناول يقتضي اخذ شئ يستعمل في أمر من الامور ولهذا لا يستعمل في الله تعالى فيقال تناول زيدا كما تقول أخذ زيدا وقال الله تعالى " وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم " (1) ولم يقل تناولنا وقيل التناول أخذ القليل المقصود إليه ولهذا لا يقال تناولت كذا من غير قصد إليه ويقال اخذته من غير قصد.
559 - الفرق بين التنبيه والتذكير: (474) .
560 - الفرق بين التنجية والانجاء: (309) .
561 - الفرق بين التنحية والازالة: (147) .
562 - الفرق بين التنزيل والانزال: (313) .
__________
(1) الاحزاب 33: 1.
(*)
(1/145)
563 - الفرق بين التنظيم والتأليف والترتيب: (441) .
564 - الفرق بين التهمة والريبة: (1039) .
565 - الفرق بين التواتر والتتابع: (451) .
566 - الفرق بين التواضع والتذلل: (476) .
567 - الفرق بين التواضع والخشوع: (843) .
568 - الفرق بين التوبة والاستغفار: (167) .
569 - الفرق بين التوبة والاعتذار: أن التائب مقر بالذنب الذي يتوب منه
معترف بعدم عذره فيه والمعتذر يذكر أن له فيما أتاه من المكروه عذرا ولو كان الاعتذار التوبة لجاز أن يقال إعتذر إلى الله كما يقال تاب إليه وأصل العذر إزالة الشئ عن جهته إعتذر إلى فلان فعذره أي أزال ما كان في نفسه عليه في الحقيقة أو في الظاهر ويقال عذرته عذيرا، ولهذ يقال من عذيري من فلان وتأويله من يأتيني بعذر منه ومنه قوله تعالى " عذرا أو نذرا " (1) والنذر جمع نذير.
570 - الفرق بين التوبة والانابة (2) : قيل: التوبة هي الندم على فعل ما سبق.
والانابة: ترك المعاصي في المستقبل.
قلت: ويشهد لذلك قول سيد الساجدين - عليه السلام - في الصحيفة
__________
(1) المرسلات 77: 6.
(2) الانابة والتوبة في الكليات 2: 96.
والتعريفات (الانابة: 39، والتوبة: 74) .
والتوبة في كشاف اصطلاحات الفنون 1: 232.
ونقلها في الفرائد: 14.
(*)
(1/146)
الشريفة: " اللهم إن يكن الندم توبة إليك فأنا أندم النادمين، وإن يكن الترك لمعصيتك إنابة فأنا أول المنيبين " (1) (اللغات) .
571 - الفرق بين التوبة والندم: أن التوبة أخص من الندم وذلك أنك قد تندم على الشئ ولا تعتقد قبحه، ولا تكون التوبة من غير قبح فكل توبة ندم وليس كل ندم توبة.
572 - الفرق بين التوحد والتفرد: (505) .
573 - الفرق بين التوخي والارادة: أن التوخي مأخوذ من الوخي وهو الطريق القاصد المستقيم وتوخيت الشئ مثل تطرقته جعلته طريقي ثم استعمل في ذا الطلب والارادة توسعا، والاصل ما قلناه.
574 - الفرق بين التؤدة والاناة: (299) .
575 - الفرق بين توطين النفس والارادة: أن توطين النفس على الشئ يقع بعد الارادة له ولا يستعمل إلا فيما يكون فيه مشقة ألا ترى انك لا تقول وطن فلان نفسه على ما يشتهيه.
576 - الفرق بين التوفيق واللطف: (1864) .
577 - الفرق بين التوقير والوقار: أن التوقير يستعمل في معنى التعظيم يقال وقرته إذا عظمته وقد أقيم الوقار موضع التوقير في قوله تعالى " مالكم لا ترجون لله وقارا " (2) أي تعظيما وقال تعالى " وتعزروه وتوقروه " (3) وقال أبو أحمد
__________
(1) الصحيفة السجادية الكاملة: 128.
(2) نوح 71: 13.
(3) الفتح 48: 9.
(*)
(1/147)
ابن أبي سلمة رحمه الله: الله جل إسمه لا يوصف بالوقار ويوصف العباد بأنهم يوقرونه أي يعظمونه ولا يقال إنه وقور بمعنى عظيم كما يقال إنه يوقر بمعنى يعظم لان الصفة بالوقور ترجع إليه إذا وصف بها، قال أبو هلال: وهي غير لائقة به لان الوقار مما تتغير به الهيبة، قال أبو أحمد: والصفة بالتوقير ترجع إلى من توقره، قال أبو هلال أيده الله تعالى: عندنا أنه يوصف بالتوقير إن وصف به على معنى التعظيم لا لغير ذلك.
578 - الفرق بين التوهم والتصور: (493) .
579 - الفرق بين التيمم والارادة: أن أصل التيمم التأمم وهو قصد الشئ من أمام ولهذا لا يوصف الله به لانه لا يجوز أن يوصف بأنه يقصد الشئ من أمامه أو ورائه والمتيمم القاصد ما في أمامه ثم كثر حتى استعمل في غير ذلك.
580 - الفرق بين التيه والكبر: (1777) .
(1/148)
* (ث) *
581 - الفرق بين الثابت والكائن: (1768) .
582 - الفرق بين الثبات والرسوخ: (1005) .
583 - الفرق بين الثبة والناس: أن الثبة الجماعة المجتمعة على أمر يمدحون به وأصلها ثبت الرجل تثبته إذا أثنيت عليه في حياته خلاف أبنته إذا أثنيت عليه بعد وفاته قال الله عزوجل " فانفروا ثبات " (1) وذلك لاجتماعهم على الاسلام ونصرة الدين.
584 - الفرق بين الثرد والثريد (2) : في الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله قال: " بورك لامتي في الثرد والثريد ".
قيل: الثرد ما صغر، والثريد.
ما كبر.
وفي الحديث: " أول من ثرد الثريد إبراهيم عليه السلام وأول من هشم الثريد هاشم " (3) .
وكأن الفرق بينهما أن الثرد في غير اليابس، والهشيم في اليابس.
__________
(1) النساء 4: 79.
(2) الثرد والثريد في..والفرائد: 51.
(3) هاشم - واسمه - عمرو بن مناف بن قصي، وفيه يقول الشاعر (وهو مطرود بن كعب الخزاعي) : عمرو الذي هشم الثريد لقومه * ورجال مكة مسنتون عجاف (انظر المنمق لابن حبيب 27، والسيرة لابن هشام 87، والمحبر ص 164) .
(*)
(1/149)
قال الجوهري: الهشم كسر اليابس، يقال هشم الثريد، وبه سمي هاشم.
(اللغات) .
585 - الفرق بين الثلة والجماعة والحزب والزمرة والفوج: (1660) .
586 - الفرق بين الثمن والعوض: أن الثمن يستعمل فيما كان عينا أو ورقا، والعوض يكون من ذلك ومن غيره تقول أعطيت ثمن السلعة عينا أو ورقا وأعطيت عوضها من ذلك أو من العوض وإذا قيل الثمن من غير العين والورق فهو على التشبيه.
587 - الفرق بين الثمين (1) والمثمن (2) : قال الحريري في درة الغواص: الثمين يقال لما كثر ثمنه، كما يقال: رجل لحيم، إذا كثر لحمه، وكبش شحيم، إذا كثر شحمه.
والمثمن: هو الذي صار له ثمن - وإن قل - كما يقال: غصن مورق، إذا بدا فيه الورق - وإن قل - وشجر مثمر، إذا أخرج الثمرة.
(اللغات) .
588 - الفرق بين الثمن والقيمة: (1766) .
589 - الفرق بين الثناء والمدح: أن الثناء مدح مكرر من قولك ثنيت الخيط إذا جعلته طاقين وثنيته بالتشديد إذا أضفت إليه خيطا آخر ومنه قوله تعالى " سبعا من المثاني " (3) يعني سورة الحمد لانها تكرر في كل ركعة.
590 - الفرق بين الثناء والنثاء على ما قال أبو أحمد بن عبد الله بن سعيد رحمه
__________
(1) الثمين والمثمن في درة الغواص: 72.
وقد تصرف المصنف في النقل.
ومفردات الراغب: 110.
- والفرائد: 52.
(2) في: خ الثمين والثمن.
وهو خطأ من التحريف.
(3) الحجر 15: 87.
(*)
(1/150)
الله: (1) أن الثناء يكون في الخير والشر يقال أثنى عليه بخير وأثنى عليه بشر والنثا مقصور لا يكون إلا في الشر ونحن سمعناه في الخير والشر، والصحيح عندنا أن النثاء هو بسط القول في مدح الرجل أو ذمه وهو مثل النث نث الحديث نثا إذا نشره ويقولون جاءني نثا خبر ساءني يريدون
إنتشاره وإستفاضته، وقال أبو بكر: الثناء بالمد لا يكون إلا في الخير وربما أستعمل في الشر والنثا يكون في الخير والشر، وهذا خلاف ما حكاه أبو أحمد والثناء عندنا هو بسط القول مدحا أو ذما والنثا تكريره فالفرق بينهما بين.
591 - الفرق بين ثنيته ومنعته: (2088) .
592 - الفرق بين الثواب والآجر: (55) .
593 - الفرق بين الثواب والعوض: (1531) .
__________
(1) هو شيخ المصنف وسميه ونسيبه.
(*)
(1/151)
* (ج) *
594 - الفرق بين قولك جاء فلان وأتى فلان: أن قولك جاء فلان كلام تام لا يحتاج إلى صلة وقولك أتى فلان يقتضي مجيئه بشئ ولهذا يقال جاء فلان نفسه ولا يقال أتى فلان نفسه ثم كثر ذلك حتى أستعمل أحد اللفظين في موضع الآخر.
595 - الفرق بين الجانب والكنف: (1840) .
596 - الفرق بين الجانب والناحية والجهة قال المتكلمون (1) : أن جانب الشئ غيره وجهته ليست غيره ألا ترى أن الله تعالى لو خلق الجزء الذي لا يتجزأ منفردا لكانت له جهات ست بدلالة أنه يجوز أن تجاوره ستة أجزاء من كل جهة جزء ولا يجوز أن يقال إن له جوانب لان جانب الشئ ما قرب من بعض جهاته ألا ترى أنك تقول للرجل خذ على جانبك اليمين تريد ما يقرب من هذه الجهة لو كان جانبك اليمين أو الشمال منك لم يمكنك الاخذ فيه، وقال بعضهم ناحية الشئ كله
وجهته بعضه أو ما هو في حكم البعض.
يقال ناحية العراق أي العراق كلها وجهة العراق يراد بها بعض أطرافها.
وعند أهل العربية أن الوجه مستقبل كل شئ، والجهة النحو يقال كذا على جهة كذا قاله الخليل:
__________
(1) (بعض المتكلمين خ ل) .
(*)
(1/152)
قال ويقال رجل احمر من جهة الحمرة وأسود من جهة السواد، والوجهة القبلة قال تعالى " ولكل وجهة " (1) أي في كل وجه استقبلته وأخذت فيه، وتجاه الشئ ما إستقبلته يقال توجهوا إليك ووجهوا إليك كل يقال غير ان قولك وجهوا إليك على معنى ولوا وجوههم والتوجه الفعل اللازم والناحية فاعلة بمعنى مفعولة وذلك أنها منحوة أي مقصودة كما تقول راحلة وإنما هي مرحولة وعيشة راضية أي مرضية.
597 - الفرق بين الجائزة والعطية: أن الجائزة ما يعطاه المادح وغيره على سبيل الاكرام ولا يكون إلا ممن هو أعلى من المعطى، والعطية عامة في جميع ذلك وسميت الجائزة جائزة لان بعض الامراء في أيام عثمان وأظنه عبد الله بن عامر قصد عدوا من المشركين بينه وبينهم حسر فقال لاصحابه من جاز إليهم فله كذا فجازه قوم منهم فقسم فيهم مالا فسميت العطية على هذا الوجه جائزة.
598 - الفرق بين قولك جئته وجئت إليه: أن في قولك جئت إليه معنى الغاية من أجل دخول إلى، وجئته قصدته بمجئ وإذا لم تعده لم يكن فيه دلالة على القصد كقولك جاء المطر.
599 - الفرق بين الجبار والقهار (2) : الجبار في صفة الله عزوجل صفة تعظيم، لانه يفيد الاقتدار، وهو - سبحانه - لم يزل جبارا، بمعنى: أن ذاته تدعو
العوارف بها إلى تعظيمها.
__________
(1) البقرة 2: 148.
(2) الجبار والقهار في الكليات (الجبار 2: 173) .
والمفردات (الجبار: 127، والقهار: 625) والفرائد: 53.
(*)
(1/153)
والقهار: هو الغالب لمن ناوأه، أو كان في حكم المناوى، بمعصيته إياه.
ولا يوصف - سبحانه - فيما لم يزل بأنه قهار.
والجبار في صفة المخلوقين صفة ذم لانه يتعظم لما ليس له، فإن العظمة لله سبحانه.
قال تعالى: " وإذا بطشتم بطشتم جبارين " (1) .
وقال تعالى حكاية عن عيسى عليه السلام " ولم يجعلني جبارا شقيا " (2) .
(اللغات) .
600 - الفرق بين الجبت والطاغوت (3) : قيل: هما صنمان كانا لقريش.
وقيل: الجبت، الاصنام.
والطاغوت، تراجمة الاصنام الذين كانوا يتكلمون بالكذب عنها.
وقيل: الجبت، الساحر، والطاغوت: * (4) الكاهن.
وقيل: الجبت: إبليس، والطاغوت (5) : أولياؤه.
وقيل: هما كل ما عبد من دون الله من حجر أو صورة أو شيطان.
وهو الاولى لشموله كل ما ذكر.
* (6) ويؤيده قوله - سبحانه " فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله " (7) .
(اللغات) .
601 - الفرق بين الجبروت والجبرية والكبر: (602) .
__________
(1) الشعراء 26: 130.
(2) مريم 19: 32.
(3) الجبت والطاغوت.
في مجمع البيان للطبرسي 1: 363.
والفرائد: 306.
(4) و (5) من ط فقط، ولم يرد في: خ.
المفردات (الجبت: 117، الطاغوت: 454) .
* (6) من هنا إلى آخر المادة لم يرد في ط.
(7) البقرة 2 (*)
(1/154)
602 - الفرق بين الجبرية والجبروت والكبر: أن الجبرية أبلغ من الكبر وكذلك الجبروت ويدل على هذا فخامة لفظها وفخامة اللفظ تدل على فخامة المعنى فيما يجري هذا المجرى، ولهذا قال أهل العربية الملكوت أبلغ من الملك لفخامة لفظه وكذلك الطاغوت أبلغ من الطاغي لفخامة لفظه ولكن كثر إستعمال الطاغوت حتى سمي كل ما عبد من دون الله طاغوتا وسمي الشيطان به لشدة طغيانه، وكل من جاوز الحد في ضرب أو معصية من الشر والمكروه فقد طغى، وتجبر أبلغ من تكبر، وقال بعض العلماء تجبر الرجل إذا تعظم بالقهر وهذا يؤيد ما قلناه من أنه أبلغ من تكبر لان التكبر لا يتضمن معنى القهر، والجبار القهار والجبار العظيم في قوله تعالى " إن فيها قوما جبارين " (1) والجبار المتسلط في قوله تعالى " وما أنت عليهم بجبار " (2) وقال الجبار القتال في قوله تعالى " وإذا بطشتم بطشتم جبارين " (3) قالوا قتالين، والاجبار الاكراه وجبر النقص إتمامه وجبر المصيبة رفعها بالنعمة والجبارة خشب الجبر وإجتبر وتجبر تعظم بالقهر والجبار الذي لا أرش فيه وقيل الجبار في صفات الله تعالى بمعنى أنه لا يبالي بالاذى وأصله في النخلة التي فاتت اليد، ويقال تجبر الرجل مالا إذا أصاب مالا وتجبر النبت إذا نبت في يبسه الرطب، وقال إبن عطاء: الجبار في أسماء الله تعالى جل إسمه بمعنى أنه يجبر الكسر، والجبرية مصدر منسوب إلى الجبروت بحذف الواو والتاء والجبروت أيضا يجري مجرى المصادر ومعناه المبالغة في التجبر.
__________
(1) المائدة 5: 22.
(2) ق 50: 45.
(3) الشعراء 26: 130.
(*)
(1/155)
603 - الفرق بين الجبلة والناس: أن الجبلة إسم يقع على الجماعات المجتمعة من الناس حتى يكون لهم معظم وسواد وذلك أن أصل الكلمة الغلظ والعظم ومنه قيل الجبل لغلظه وعظمه ورجل جبل وإمرأة جبلة غليظة الخلق وفي القرآن " واتقوا الذي خلقكم والجبلة الاولين " (1) وقال تعالى " ولقد أضل منكم جبلا كثيرا " (2) أي جماعات مختلفة مجتمعة أمثالكم والجبل أول الخلق جبله إذا خلقه الخلق الاول وهو أن يخلقه قطعة واحدة قبل أن يميز صورته ولهذا قال النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم " جبلت القلوب على حب من أحسن إليها " وذلك أن القلب قطعة من اللحم وذلك يرجع إلى معنى الغلظ.
604 - الفرق بين الجبهة والجبين (3) : الجهة: مسجد الرجل الذي يصيبه ندب السجود، والجبينان يكتنفانها: من كل جانب جبين.
قاله صاحب أدب الكتاب.
(اللغات) .
605 - الفرق بين الجثة والشخص: أن الجثة أكثر ما تستعمل في الناس وهو شخص الانسان إذا كان قاعدا أو مضطجعا وأصله الجث وهو القطع، ومنه قوله تعالى " اجتثت من فوق الارض " (4) والمجثاث (5) الحديدة التي يقلع بها الفسيل ويقال للفسيل الجثيث فيسمى شخص القاعد جثة لقصره كأنه مقطوع.
__________
(1) الشعراء 26: 184.
(2) يس 36: 62.
(3) الجبهة والجبين: في أدب الكاتب: 34.
الكليات (الجبهة 2: 177) .
والمفردات (الجبهة: 120.
الجبين: 119) .
(4) إبراهيم 14: 26.
(5) الجثاث خ ل.
(*)
(1/156)
606 - الفرق بين الجحد والانكار: أن الجحد أخص من الانكار وذلك أن الجحد انكار الشئ الظاهر، والشاهد قوله تعالى " باياتنا يجحدون " (1) فجعل الجحد مما تدل عليه الآيات ولا يكون ذلك إلا ظاهرا وقال تعالى " يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها " (2) فجعل الانكار للنعمة لان النعمة قد تكون خافية، ويجوز أن يقال الجحد هو انكار الشئ مع العلم به والشاهد قوله " وجحدوا بها وإستيقنتها أنفسهم " (3) فجعل الجحد مع اليقين، والانكار يكون مع العلم وغير العلم.
607 - الفرق بين قولك جحده وجحد به: أن قولك جحده يفيد أنه أنكره مع علمه به، وجحد به يفيد أنه جحد ما دل عليه وعلى هذا فسر قوله تعالى " وجحدوا بها وإستيقنتها أنفسهم " (4) أي جحدوا ما دلت عليه من تصديق الرسل ونظير هذا قولك إذا تحدث الرجل بحديث كذبته وسميته كاذبا فالمقصود المحدث وإذا قلت كذبت به فمعناه كذبت بما جاء به فالمقصود هاهنا الحديث، وقال المبرد لا يكون الجحود إلا بما يعلمه الجاحد كما قال الله تعالى " فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون " (5) .
608 - الفرق بين الجحد والكذب: (1803) .
609 - الفرق بين الجحيم والحريق والسعير والنار: (1105) .
__________
(1) الاعراف 7: 51.
(2) النحل 16: 83.
(3) النمل 27: 14.
(4) النمل 27: 14.
(5) الانعام 6: 33.
(*)
(1/157)
610 - الفرق بين الجدال والحجاج (1) : الفرق بينهما أن المطلوب بالحجاج هو (2) ظهور الحجة.
والمطلوب بالجدال: الرجوع عن المذهب، فإن أصله من الجدل، وهو شدة القتل، ومنه الاجدل لشدة قوته من بين الجوارح، ويؤيده قوله تعالى: " قالوا يا نوح قد جادلتنا فاكثرت جدالنا " (3) .
وقوله تعالى: " وجادلهم بالتي هي أحسن " (4) .
وذلك أن دأب الانبياء عليهم السلام (5) كان ردع القوم عن المذاهب الباطلة، وإدخالهم في دين الله ببذل القوة والاجتهاد في إيراد الادلة والحجج.
هذا وقد يراد بالجدال مطلق المخاصمة، ومنه قوله تعالى: " فما أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة " (6) .
وقوله تعالى: " يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم " (7) .
وأما قوله تعالى: " فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط " (8) ... الآية.
فقيل إنه قال للملائكة: بأي شئ استحقوا عذاب الاستئصال وهل ذلك واقع لا محالة أم هو تخويف لهم (9) ليرجعوا إلى الطاعة؟ وبأي شئ يهلكون؟ وكيف ينجي الله المؤمنين؟ فسمي ذلك السؤال المستقصي جدالا.
فالمراد: يجادل رسلنا وتلك المجادلة إنما كان
__________
(1) الجدال والحجاج في مفردات الراغب: (الجدال: 123 والحاجة: 155) - والتعريفات (الجدال: 78) .
والفرائد: 54.
(والمجادلة) في كشاف اصطلاحات الفنون 1: 345 والحجة 2: 23.
(2) كلمة (هو) سقطت من خ.
(3) هود 11: 32.
(4) النحل 16: 125.
(5) في ط: لان دأبي ... عليهم السلام، من خ فقط.
(6) النساء 4: 109.
(7) غافر 40: 35.
(8) هود 11: 74.
(9) كلمة (لهم) سقطت من: ط.
(*)
(1/158)
من رقة قلبه * رحمته وشدة رأفت عليه السلام * (1) .
وفي قوله تعالى: " إن ابراهيم لحليم أواه منيب " (2) .
إشارة إلى هذا (3) .
(اللغات) .
611 - الفرق بين الجدال والمراء (4) : قيل: هما بمعنى.
غير أن المراء مذموم، لانه مخاصمة في الحق بعد ظهوره وليس كذلك الجدال.
(اللغات) .
612 - الفرق بين الجد والانكماش: (329) .
613 - الفرق بين الجدة واليسار والغنى: أن الجدة كثرة المال فقط يقال رجل واجد أي كثير المال، والغنى يكون بالمال وغيره من القوة والمعونة وكل ما ينافي الحاجة، وقد غنى يغني غنى، وإستغنى طلب الغنى، ثم كثر حتى أستعمل بمعنى غنى، والغناء ممدودا من الصوت لامتاعه النفس كإمتاع الغنى، والمغاني المنازل للاستغناء بها في نزولها، والغانية الجارية لاستغنائها بجمالها عن الزينة، وأما اليسار فهو المقدار الذي تيسر معه المطلوب من المعاش فليس ينبئ عن الكثرة ألا ترى أنك تقول فلان تاجر موسر ولا تقول ملك موسر لان أكثر ما يمكله التاجر قليل في جنب ما يملكه الملك.
614 - الفرق بين جدير به وحري به وخليق به وقمين به: (1746) .
__________
(1) ما بين نجمتين سقط من خ وثبت في ط.
(2) هود 11: 75.
(3) في خ: إلى هذه.
(4) الجدال والمراء: هذه المادة من: ط فقط.
وهي في التعريفات (الجدال: 78، والمراء 221) .
(والمجادلة) في الكليات 4: 263.
والفرائد: 54.
المفردات (الجدال: 123.
المراء: 708) .
(*)
(1/159)
615 - الفرق بين الجذل والسرور: أن الجذل هو السرور الثابت مأخوذ من قولك جاذل أي منتصب ثابت لا يبرح مكانه، وجذل كل شئ أصله، ورجل جذلان ولا يقال جاذل إلا ضرورة.
616 - الفرق بين الجذم والاصل: أن جذم الشجرة حيث تقطع من أصلها، وأصله من الجذم وهو القطع فلا يستعمل الجذم فيما لا يصلح قطعه ألا ترى انه لا يقال جذم الكوز وما أشبه ذلك فان استعمل في بعض المواضع مكان الاصل فعلى التشبيه.
617 - الفرق بين الجرح والكسب: أن الجرح يفيد من جهة اللفظ أنه فعل بجارحة كما أن قولك عنته يفيد أنه من جهة اللفظ للاصابة بالعين، والكسب لا يفيد ذلك من جهة اللفظ.
618 - الفرق بين الجرم والجسم: أن جرم الشئ هو خلقته التي خلق عليها يقال فلان صغير الجرم أي صغير من أصل الخلقة، أصل الجرم في العربية القطع كأنه قطع على الصغر أو الكبر، وقيل الجرم أيضا الكون والجرم الصوت أورد ذلك بعضهم وقال بعضهم الجرم إسم لجنس الاجسام وقيل الجرم الجسم المحدود والجسم هو الطويل العريض العميق وذلك أنه إذا زاد في طوله وعرضه وعمقه قيل إنه جسم وأجسم من غيره فلا تجئ المبالغة من لفظ إسم عند زيادة معنى إلا وذلك الاسم موضوع لما جاءت المبالغة من لفظ إسمه ألا ترى أنه لا يقال هو أقدر من غيره إلا والمعلومات له أجلى، وأما قولهم أمر جسيم فمجاز ولو كان حقيقة لجاز في
غير المبالغة فقيل أمر جسيم وكل ما لا يطلق إلا في موضع مخصوص فهو مجاز.
(1/160)
619 - الفرق بين الجرم والذنب: (958) .
620 - الفرق بين الجزاء والشكر: (1209) .
621 - الفرق بين الجزاء والمقابلة: (2048) .
622 - الفرق بين الجزالة والشهامة: أن الجزالة أصلها شدة القطع تقول جزلت الشئ إذا قطعته بشدة وقيل حطب جزل إذا كان شديد القطع صلبا وإذا كان كذلك كان أبقى على النار فشبه به الرجل الذي تبقى قوته في الامور فسمي جزلا ولا يوصف الله به.
623 - الفرق بين الجزء والبعض: (410) .
624 - الفرق بين الجزء من الجملة والسهم من الجملة: أن الجزء منها ما انقسمت عليه فالاثنان جزء من العشرة لانهما ينقسمان عليها والثلاثة ليست بجزء منها لانها لا تنقسم عليها وكل ذلك يسمى سهما منها كذا حكى بعضهم، والسهم في اللغة السدس كذا حكي عن ابن مسعود ولذلك قسمت عليه الدوانيق لانه هو العدد التام المساوي لجميع أجزائه، والجزء هو مقدار من مقدار كالقليل من الكثير إذا كان يستوعب فدرهم ودرهمان وثلاثة اجزاء الستة والستة تتم بأجزائها ولو قلت هذا من الثمانية لنقض لان أجزاء الثمانية هو واحد وإثنان وأربعة وليست ثلاثة بجزء من الثمانية لان الجزء ما يتم به العدد والثلاثة لا تتم بها الثمانية فلما كانت الستة هي العدد التام لجميع أجزائه وعليه قسمت الدوانيق فالسهم منه هو السدس لانه جزء العدد التام قالوا فإذا أوصى له بسهم من ماله فإن
(1/161)
السهم يقع على السدس ويقع على سهام الورثة وما يدخل في قسمة الميراث فأنصباء الورثة تسمى سهاما فتعطيه مثل أحسن سهام الورثة إذا كان أقل من السدس لانا لا نعطيه الزيادة على الاخس إلا بدلالة وإن كان أنقص من السدس نقصناه من السدس لانه يسمى سهما ولا تزيده على السدس لان السدس يعبر عنه بالسهم فلا نزيده عليه إلا بدلالة.
625 - الفرق بين الجزء والسهم (1) : الفرق بينهما أن السهم من الجملة ما ينقسم عليه، نحو الاثنين من العشرة.
وقد يقال: الجزء لما لا ينقسم عليه، نحو الثلاثة من العشرة، ولا تنقسم العشرة عليها وإن كانت الثلاثة جزء من العشرة.
قاله الطبرسي.
وربما يخص الجزء بالعشر، وفرع عليه الفقهاء أنه لو أوصى بجزء من ماله انصرف إلى العشر، وقد وردت بذلك رواية عن طريق الاصحاب رضوان الله عليهم - أجمعين (2) استئناسا بقوله تعالى: " ثم اجعل على كل جبل منهم جزء " (3) وكانت الجبال يومئذ عشرة.
(اللغات)
626 - الفرق بين الجسد والبدن: (371) .
627 - الفرق بين الجسد والطلل: أن الجسد يفيد الكثافة ولا يفيد الطلل والشخص ذلك وهو من قولك دم جاسد أي جامد، والجسد أيضا الدم بعينه قال النابغة: * دم أهريق على الأنصاب من جسد *
__________
(1) الجزء والسهم: النص من مجمع البيان 1: 372.
(2) كلمة (أجمعين) من خ.
(3) البقرة 2: 260.
المفردات: (الجزء: 130، السهم: 358) .
(*)
(1/162)
فيجوز أن يقال إنه سمي جسدا لما فيه من الدم فلهذا خص به الحيوان فيقال جسد الانسان وجسد الحمار ولا يقال جسد الخشبة كما يقال جرم الخشبة وإن قيل ذلك فعلى التقريب والاستعارة ويقال ثوب مجسد إذا - كان يقوم من كثافة صبغه وقيل للزعفران جساد تشبيها.
بحمرة الدم.
628 - الفرق بين الجسر والقنطرة (1) : القنطرة ما بينى على الماء، للعبور عليه، والجسر أعم منه، لانه يكون بناء وغير بناء.
(اللغات)
629 - الفرق بين الجسم والجرم: (618) .
630 - الفرق بين الجسم والشخص: (1185) .
631 - الفرق بين الجسم والشئ: (1233) .
632 - الفرق بين الجعل والعمل: (1517) .
633 - الفرق بين الجلالة والهيبة: أن الجلالة ما ذكرناه (2) ، والهيبة خوف الاقدام على الشئ فلا يوصف الله بأنه يهاب كما لا يوصف بأنه لا يقدم عليه لان الاقدام هو الهجوم (3) من قدام فلا يوصف الله تعالى بأن له قداما ووراء، والهيبة هو أن يعظم في الصدور فيترك الهجوم عليه.
__________
(1) هذه المادة في (ط) فقط، وسقطت من خ.
الجسر والقنطرة.
في الكليات: (2: 177) .
- والتعريفات: 187.
- والفرائد: 56.
(2) في العدد 1454.
(3) (العزم خ ل) .
(*)
(1/163)
634 - الفرق بين الجلالة والجلال (1) : قال الراغب: الجلالة - بالهاء - عظم القدر والجلال - بغير الهاء - التناهي في ذلك، وخص بوصف الله تعالى، فقيل: ذو الجلال والاكرام، ولم يستعمل في غيره.
(اللغات)
635 - الفرق بين الجلادة والنفاذ: أن أصل الجلادة صلابة البدن ولهذا سمي الجلد جلدا لانه أصلب من اللحم وقيل الجليد لصلابته وقيل للرجل الصلب على الحوادث جلد وجليد من ذلك، وقد جالد قرنه وهما يجالدان إذا اشتد أحدهما على صاحبه، ويقال للارض الصلبة الجلد بتحريك اللام (2) .
636 - الفرق بين الجلد والشدة: أن الجلد صلابة البدن ومنه الجلد لانه أصلب من اللحم، والجلد الصلب من الارض وقيل يتضمن وقيل يتضمن الجلد معنى القوة والصبر ولا يقال لله جليد لذلك.
637 - الفرق بين الجلوس والقعود (3) : قد فرق بينهما بأن الجلوس: هو الانتقال من سفل إلى علو.
والقعود: هو الانتقال من علو إلى أسفل.
فعلى الاول يقال لمن هو نائم: اجلس، وعلى الثاني لمن هو قائم: اقعد.
__________
(1) الجلالة والجلال في مفردات الراغب الاصفهاني: 133.
والتعريفات: 387.
(2) تتمة المطلب في الفرق بين النفاذ والفطنة في العدد 2207.
(3) الجلوس والقعود في الكليات 4: 48.
والمفردات (الجلوس: 134، والقعود: 616) .
والفرائد: 57.
(*)
(1/164)
قيل: وقد يستعمل جلس بمعنى قعد، كما يقال [13 / ب] جلس
متربعا، قد متربعا (1) ، وفي حديث القبر: (2) إذا وضع الميت في القبر يقعدانه، ويجوز أن يراد به الايقاظ تجوزا واتساعا.
(اللغات) .
638 - الفرق بين الجماعة والبوش: (426) .
639 - الفرق بين الجماعة والثلة والحزب والزمرة والفوج: (1660) .
640 - الفرق بين الجماعة والشرذمة: (1193) .
641 - الفرق بين الجماعة والشيعة: (1236) .
642 - الفرق بين الجماعة والطائفة: (1328) .
643 - الفرق بين الجماعة والفئة: (1587) .
644 - الفرق بين الجماعة والفريق: أن الجماعة الثانية من جماعة أكثر منها تقول جاءني فريق من القوم، وفريق الخيل ما يفارق جمهورها في الحلبة فيخرج منها وفي مثل أسرع من فريق الخيل، والجماعة تقع على جميع ذلك.
645 - الفرق بين الجماعة والملا: (2059) .
646 - الفرق بين الجمال والبهاء: (421) .
647 - الفرق بين الجمال والحسن: أن الجمال هو ما يشتهر ويرتفع به الانسان من
__________
(1) عبارة: قعد متربعا، لم ترد في خ.
(2) ينظر فيه كتاب: التذكرة في أحوال الموتى والآخرة للقرطبي الاندلسي: باب في سؤال الملكين للعبد، ص 143.
(*)
(1/165)
الافعال والاخلاق ومن كثرة المال والجسم وليس هو من الحسن في شئ ألا ترى انه يقال لك في هذا الامر جمال ولا يقال لك فيه حسن، وفي القرآن " ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون " (1) يعني الخيل والابل.
والحسن في الاصل الصورة ثم استعمل في الافعال
والاخلاق: والجمال في الاصل للافعال والاخلاق والاحوال الظاهرة ثم استعمل في الصور، وأصل الجمال في العربية العظم ومنه قيل الجملة لانها أعظم من التفاريق والجمل الحبل الغليظ والجمل سمي جملا لعظم خلقته، ومنه قيل للشحم جميل لعظم نفعه.
648 - الفرق بين الجمال والسرور: (1101) .
649 - الفرق بين الجمال والنبل: (2136) .
650 - الفرق بين الجمع وأجمع: (60) .
651 - الفرق بين الجمع والتأليف: أن بعضهم قال لفظ التأليف في العربية يدل على الالصاق ولفظ الجمع لا يدل على ذلك ألا ترى أنك تقول جمعت بين القوم في المجلس فلا يدل ذلك على أنك ألصقت أحدهم بصاحبه ولا تقول ألفتهم بهذا المعنى وتقول فلان يؤلف بين الزانيين لما يكون من التزاق أحدهما بالآخر عند النكاح ولذلك لا يستعمل التأليف إلا في الاجسام، والجمع يستعمل في الاجسام والاعراض فيقال تجتمع في الجسم أعراض، ولا يقال تتألف فيه أعراض، ولهذا يستعار في القلوب لانها أجسام فيقال ألف بين القلوب كما قال الله تعالى " وألف بين
__________
(1) النحل 16: 6.
(*)
(1/166)
قلوبهم " (1) ويقال جمع بين الاهواء ولا يقال ألف بين الاهواء لانها أعراض، وعندنا أن التأليف والالفة في العربية تفيد الموافقة، والجمع لا يفيد ذلك ألا ترى أن قولك تألف الشئ وألفته يفيد موافقة بعضه لبعض وقولك إجتمع الشئ وجمعته لا يفيد ذلك ولهذا قال تعالى " وألف بين قلوبهم " لانها اتفقت على المودة والمصافاة، ومنه قيل
الالفان والاليفان لموافقة أحدهما صاحبه على المودة والتواصل والانسة، والتأليف عند المتكلمين ما يجب حلوله في محلين فإنما قيل يجب ليدخل فيه المعدوم، والاجتماع عندهم ما صار به الجوهر أن يحب لا قرب قريب منه، وقد يسمون التأليف مماسة وإجتماعا، وقال بعضهم الخشونة واللين والصقال يرجع إلى التأليف، وقال آخرون يرجع إلى ذهاب الجسم في جهات.
652 - الفرق بين الجمع والحشر: (751) .
653 - الفرق بين الجمع والضم: (1321) .
654 - الفرق بين الجمع والكل: (1834) .
655 - الفرق بين الجم والكثير: أن الجم الكثير المجتمع ومنه قيل جمة البئر لاجتماعها وقال أهل اللغة جمة البئر الماء المجتمع فيها والجمة من الشعر سميت جمة لاجتماعها وأجممت الفرس إذا أرحته يتجمع قوته، وأجم الشئ إذا قرب كأنه قصد الاجتماع معك ويجوز أن يكون كثيرا غير مجتمع.
__________
(1) الانفال 8: 63.
(*)
(1/167)
656 - الفرق بين الجنس والصنف: (1291) .
657 - الفرق بين الجنس والضرب: (1308) .
658 - الفرق بين الجنس والقبيل: أن الجنس يقتضي الاتفاق، والقبيل لا يقتضيه ألا ترى أنك تقول اللون قبيل والطعم قبيل ولا يقال لذلك جنس ويقال السواد جنس والبياض جنس، ومن الكلام ما يبين قبيلا من قبيل وهو قولنا لون ومنه ما يبين جنسا من جنس وهو قولنا سواد.
659 - الفرق بين الجنس والنوع: أن الجنس على قول بعض المتكلمين أعم من النوع قال لان الجنس هو الجملة المتفقة سواء كان مما يعقل أو من غير ما يعقل قال والنوع الجملة المتفقة من جنس ما لا يعقل قال ألا ترى أنه يقال الفاكهة نوع كما يقال جنس ولا يقال للانسان نوع، وقال غيره النوع ما يقع تحته أجناس بخلاف ما يقوله الفلاسفة أن الجنس أعم من النوع، وذلك أن العرب لا تفرق الاشياء كلها فتسميها بذلك وأصحابنا يقولون السواد جنس واللون نوع ويستعملون الجنس في نفس الذات فيقولون التأليف جنس واحد وهذا الشئ جنس الفعل والحركة ليست بجنس الفعل يريدون أنها كون على وجه ويقولون الكون جنس الفعل وإن كان متضادا لما كان لا يوجد إلا وهو كون ولا يقولون في العلم ذلك لانه قد يوجد وهو غير علم ويقولون في الاشياء المتماثلة أنها جنس واحد وهذا هو الصحيح.
660 - الفرق بين الجنس والوجه: أن الجنس يقع على الذوات، والوجه يتناول الصفات يقال الجواهر جنس من الاشياء ولا يقال وجه منها وإنما يقال
(1/168)
الشئ على وجوه أي على صفات.
661 - الفرق بين الجن والشيطان: (1234) .
662 - الفرق بين الجهاد والغزو: (1544) .
663 - الفرق بين الجهة والجانب والناحية: (596) .
664 - الفرق بين الجهر والاظهار: أن الجهر عموم الاظهار والمبالغة فيه ألا ترى أنك إذا كشفت الامر للرجل والرجلين قلت أظهرته لهما ولا تقول جهرت به إلا إذا أظهرته للجماعة الكثيرة فيزول الشك ولهذا قالوا " أرنا الله
جهرة " (1) أي عيانا لا شك معه، وأصله رفع الصوت يقال جهر بالقراءة إذا رفع صوته بها وفي القرآن " ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها " (2) أي بقراءتك في صلاتك، وصوت جهير رفيع الصوت ولهذا يتعدى بالباء فيقال جهرت به كما تقول رفع صوته به لانه في معناه وهو في غير ذلك إستعارة، وأصل الجهر إظهار المعنى للنفس وإذا أخرج الشئ من وعاء أو بيت لم يكن ذلك جهرا وكان إظهارا، وقد يحصل الجهر نقيض الهمس لان المعنى يظهر للنفس بظهور الصوت.
665 - الفرق بين الجهر والاعلان: (233) .
666 - الفرق بين الجهر والكشف: (1820) .
__________
(1) النساء 4: 153.
(2) الاسراء 17: 110.
(*)
(1/169)
667 - الفرق بين الجهل والحمق: (799) .
668 - الفرق بين الجهل والظن: أن الجاهل يتصور نفسه بصورة العالم ولا يجوز خلاف ما يعتقده وإن كان قد يضطرب حاله فيه لانه غير ساكن النفس إليه، وليس كذلك الظان.
669 - الفرق بين الجواد والندى: (2158) .
670 - الفرق بين الجواد والواسع: (2285) .
671 - الفرق بين الجوارح والاعضاء (1) : الجوارح: أعضاء الانسان التي يكتسب بها، كيديه ورجليه.
قال تعالى: " ويعلم ما جرحتم " (2) .
أي كسبتم.
والجوارح: الصوائد من السباع والطير، سميت بذلك لانها كواسب
[14 / أ] بأنفسها.
قال تعالى: " وما علمتم من الجوارح " (3) .
فكل جارحة عضو ولا ينعكس.
(اللغات)
672 - الفرق بين الجود والسخاء: (1088) .
673 - الفرق بين الجود والكرم: أن الجود هو الذي ذكرناه (4) ، والكرم يتصرف على وجوه فيقال لله تعالى كريم ومعناه أنه عزيز وهو من صفات ذاته ومنه قوله تعالى " ما غرك بربك الكريم " (5) أي العزيز الذي لا يغلب،
__________
(1) الجوارح والاعضاء.
نقلها في الفرائد: 59.
المفردات (الجوارح: 126.
الاعضاء: 506) .
(2) الانعام 6: 60.
(3) المائدة 5: 4.
(4) في العدد: 1088.
(5) الانفطار 82: 6.
(*)
(1/170)
ويكون بمعنى الجواد المفضال فيكون من صفات فعله، ويقال رزق كريم إذا لم يكن فيه إمتهان أي كرم صاحبه، والكريم الحسن في قوله تعالى " من كل زوج كريم " (1) ومثله " وقل لهما قولا كريما " (2) أي حسنا والكريم بمعنى المفضل في قوله تعالى " إن أكرمكم عند الله أتقاكم " (3) أي أفضلكم ومنه قوله تعالى " ولقد كرمنا بني آدم " (4) أي فضلناهم، والكريم أيضا السيد في قوله صلى الله عليه [وآله] وسلم " إذا أتاكم كريم قوم فاكرموه " أي سيد قوم، ويجوز أن يقال الكرم هو إعطاء الشئ عن طيب نفس قليلا كان أو كثيرا، والجود سعة العطاء ومنه سمي المطر الغزير الواسع جودا سواء كان عن طيب نفس أو لا، ويجوز أن يقال الكريم هو إعطاء من يريد إكرامه وإعزازه، والجواد قد يكون كذلك وقد لا يكون.
674 - الفرق بين الجود والكرم (5) : قيل في الفرق بينهما أن الجواد هو الذي يعطي مع السؤال.
والكريم: الذي يعطي من غير سؤال.
وقيل بالعكس.
والحق: الاول، لما ورد في أدعية الصحيفة الشريفة: (6) " وأنت الجواد الكريم " ترقيا في الصفات العلية من الادنى إلى الاعلى.
وقيل: الجود إفادة ما ينبغي لا لغرض (7) .
__________
(1) الشعراء 26: 7.
(2) الاسراء 17: 23.
(3) الحجرات 49: 13.
(4) الاسراء 17: 70.
(5) الجود والكرم: في الكليات 2: 172.
والتعريفات: (الجود 84، والكرم: 193) .
والفرائد: 6 (الجود) .
وفي المفردات الجود: 144 والكرم: 646) .
(6) الصحيفة السجادية الكاملة: 122.
(7) في كالغرض: تحريف.
(*)
(1/171)
والكرم: إيثار الغير بالخير (1) .
(اللغات)
675 - الفرق بين الجور والظلم: أن الجور خلاف الاستقامة في الحكم، وفي السيرة السلطانية تقول جار الحاكم في حكمه والسلطان في سيرته إذا فارق الاستقامة في ذلك، والظلم ضرر لا يستحق ولا يعقب عوضا سواء كان من سلطان أو حاكم أو غيرهما ألا ترى أن خيانة الدانق والدرهم تسمى ظلما ولا تسمى جورا فإن أخذ ذلك على وجه القهر أو الميل سمي جورا وهذا واضح، وأصل الظلم نقصان الحق، والجور العدول عن الحق من قولنا جار عن الطريق إذا عدل عنه وخلف بين النقيضين فقيل في نقيض الظلم الانصاف وهو إعطاء الحق على التمام، وفي نقيض الجور العدل وهو العدول بالفعل إلى الحق.
__________
(1) في ط: الخير بالغير.
تبديل لمواقع الكلام.
(*)
(1/172)
* (ح) *
676 - الفرق بين الحاجة والفقر: أن الحاجة هي النقصان ولهذا يقال الثوب يحتاج إلى خزمة وفلان يحتاج إلى عقل وذلك إذا كان ناقصا ولهذا قال المتكلمون الظلم لا يكون إلا من جهل أو حاجة أي من جهل بقبحه أو نقصان زاد جبره بظلم الغير، والفقر خلاف الغنى فأما قولهم فلان مفتقر إلى عقل فهو إستعارة ومحتاج إلى عقل حقيقة.
677 - الفرق بين الحاجة والنقص: (2218) .
678 - الفرق بين الحاذر والحذر (1) : قيل: الحاذر: الفاعل للحذر.
والحذر: المطبوع على الحذر، فهو أبلغ.
وقرئ بهما قوله تعالى: " وإنا لجميع حاذرون " (2) .
(اللغات) .
679 - الفرق بين الحاضر والشاهد: (1164) .
680 - الفرق بين حاق ونزل: (2161) .
681 - الفرق بين الحاكم والحكم: (779) .
__________
(1) الحاذر والحذر.
في الكليات 2: 269.
والمفردات 2: 269.
والفرائد: 61.
(2) الشعراء 26: 56.
(*)
(1/173)
682 - الفرق بين الحال والبال: أن قولنا للقلب بال يفيد أنه موضع الذكر والقلب يفيد التقلب بالافكار والعزوم على ما ذكرنا (1) .
683 - الفرق بين الحال والشان: (1163) .
684 - الفرق بين الحال والصفة: (1272) .
685 - الفرق بين قولك لا يحبه وقولك يبغضه: أن قولك لا يحبه أبلغ من حيث
يتوهم إذا قال يبغضه إنه يبغضه من وجه ويحبه من وجه كما إذا قلت يجهله جاز أن يجهله من وجه ويعلمه من وجه وإذا قلت لا يعلمه لم يحتمل الوجهين.
686 - الفرق بين الحب والود: أن الحب يكون فيما يوجبه ميل الطباع والحكمة جميعا والود من جهة ميل الطباع فقط ألا ترى انك تقول أحب فلانا وأوده وتقول أحب الصلاة ولا تقول أود الصلاة وتقول أود أن ذاك كان لي إذا تمنيت وداده وأود الرجل ودا ومودة والود والوديد مثل الحب وهو الحبيب.
687 - الفرق بين الحبس والحصر: (754) .
688 - الفرق بين الحبور والسرور: أن الحبور هي النعمة الحسنة من قولك حبرت الثوب إذا حسنته وفسر قوله تعالى " في روضة يحبرون " (2) أي تنعمون وإنما يسمى السرور حبورا لانه يكون مع النعمة الحسنة، وقيل في المثل: ما من دار ملئت حبرة إلا ستملا عبرة قالوا الحبرة هاهنا السرور والعبرة
__________
(1) في العدد 1741.
(2) الروم 30: 15.
(*)
(1/174)
الحزن، وقال العجاج: الحمد لله الذي أعطى الحبر * هو إلى الحق أن المولى شكر وقال الفراء: الحبور الكرامة، وعندنا أن هذا على جهة الاستعارة، والاصل فيه النعمة الحسنة ومنه قولهم للعالم حبر لانه حبر بأحسن الاخلاق، والمداد حبر لانه يحسن الكتب.
689 - الفرق بين الحبور والسرور (1) : قيل: السرور: انبساط القلب لنيل محبوب أو توقعه.
والحبور: السرور الذي يظهر في الوجه أثره، فهو أشد السرور، ولذا خاطب - سبحانه - أهل الجنة بقوله: " ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون " (2) .
(اللغات)
690 - الفرق بين الحتم والفرض: أن الحتم إمضاء الحكم على التوكيد والاحكام يقال حتم الله كذا وكذا وقضاه قضاء حتما أي حكم به حكما مؤكدا وليس هو من الفرض والايجاب في شئ لان الفرض والايجاب يكونان في الاوامر والحتم يكون في الاحكام والاقضية وإنما قيل للفرض فرض حتم على جهة الاستعارة والمراد أنه لا يرد كما أن الحكم الحتم لا يرد والشاهد أن العرب تسمي الغراب حاتما لانه يحتم عندهم بالفراق أي يقضي به وليس يريدون أنه يفرض ذلك أو يوجبه.
691 - الفرق بين الحث والحض (3) : قال الخليل: الحث يكون في السير
__________
(1) الحبور والسرور.
في المفردات (الحبور: 152) .
الفرائد: 63.
(2) الزخرف 43: 70.
(3) الحث والحض.
في الكليات 2: 267.
والمفردات: 174.
والفرائد: 63.
(*)
(1/175)
والسوق، والحض يكون فبما عداهما نحو قوله تعالى: " ولا يحض على طعام المسكين " (1) .
(اللغات) .
692 - الفرق بين الحجاج والجدال: (610) .
693 - الفرق بين الحجا والعقل: أن الحجا هو ثبات العقل من قولهم تحجي بالمكان إذا قام به.
694 - الفرق بين الحجاب والستر والغطاء: أنك تقول حجبني فلان عن كذا ولا تقول سترني عنه ولا غطاني، وتقول إحتجبت بشئ كما تقول تسترت
به فالحجاب هو المانع والممنوع به والستر هو المستور به، ويجوز أن يقال حجاب الشئ ما قصد ستره ألا ترى انك لا تقول لمن منع غيره من الدخول إلى الرئيس داره من غير قصد المنع له أنه حجبه، وإنما يقال حجبه إذا قصد منعه ولا تقول إحتجبت بالبيت إلا إذا قصدت منع غيرك عن مشاهدتك ألا ترى أنك إذا جلست في البيت ولم تقصد ذلك لم تقل إنك قد إحتجبت.
وفرق آخر أن الستر لا يمنع من الدخول على المستور والحجاب يمنع.
695 - الفرق بين الحجة والدلالة: (911) .
696 - الفرق بين الحجة والسنة: أن الحجة تفيد أنها يحج فيها والحجة المرة الواحدة من حج يحج والحجة فعلة مثل الجلسة والقعدة ثم سميت بها السنة كما يسمى الشئ بإسم ما يكون فيه.
__________
(1) الحاقة 69: 34.
(*)
(1/176)
697 - الفرق بين الحج والقصد: أن الحج هو القصد على إستقامة ومن ثم سمي قصد البيت حجا لان من يقصد زيارة البيت لا يعدل عنه إلى غيره ومنه قيل للطريق المستقيم محجة والحجة فعلة من ذلك لانه قصد إلى إستقامة رد الفرع إلى الاصل.
698 - الفرق بين الحدث والخبث (1) : الحدث: هو الاثر الحاصل للمكلف، وشبهه عند عروض أحد أسباب الوضوء، والغسل المانع من الصلاة، المتوقف رفعه على النية.
والخبث: هو النجس.
وفرق بينهما بأن الحدث ما افتقر إلى النية، والخبث ما لا يفتقر إليها،
وأن الاول ما لا يدرك بالحس، والثاني ما يدرك به.
(اللغات) .
699 - الفرق بين الحد والاسم: أن الحد يوجب المعرفة بالمحدود من غير الوجه المذكور في المسألة عنه فيجمع للسائل المعرفة من وجهين.
وفرق آخر وهو أنه قد يكون في الاسماء مشترك وغير مشترك مما يقع الالتباس فيه بين المتجادلين فإذا توافقا على الحد زال ذلك.
وفرق آخر وهو أنه قد يكون مما يقع عليه الاسم ما هو مشكل فإذا جاء الحد زال ذلك.
مثاله قول النحويين الاسم والفعل والحرف.
وفي ذلك إشكال فإذا جاء الحد أبان.
وفرق آخر وهو أن الاسم يستعمل على وجه الاستعارة والحقيقة فإذا جاء الحد بين ذلك وميزه.
700 - الفرق بين الحد والحقيقة: أن الحد ما أبان الشئ وفصله من أقرب
__________
(1) الحدث والخبث.
في المفردات (الخبث 203) .
في التعريفات (الحدث: 86) .
والفرائد: 64.
(*)
(1/177)
الاشياء بحيث منع من مخالطة غيره له وأصله في العربية المنع.
والحقيقة ما وضع من القول موضعه في أصله اللغة والشاهد أنها مقتضية المجاز وليس المجاز إلا قولا فلا يجوز أن يكون ما يناقضه إلا قولا.
ومثل ذلك الصدق لما كان قولا كان نقيضه وهو الكذب قولا ثم يسمى ما يعبر عنه بالحقيقة وهو الذات حقيقة مجازا فهي على الوجهين مفارقة للحد مفارقة بينة.
والفرق بينهما أيضا أن الحد لا يكون إلا لما له غير يجمعه واياه جنس قد فصل بالحد بينه وبينه.
والحقيقة تكون كذلك ولما ليس له غير كقولنا شئ والشئ لا حد له من حيث هو شئ وذلك أن الحد هو المانع للمحدود من الاختلاط بغيره والشئ لا غير له ولو كان له غير لما كان شيئا كما أن غير اللون ليس بلون فتقول ما حقيقة الشئ ولا تقول ما حد
الشئ.
وفرق آخر وهو أن العلم بالحد هو علم به وبما يميزه والعلم بالحقيقة علم بذاتها.
701 - الفرق بين الحد والرسم: أن الحد اتم ما يكون من البيان عن المحدود.
والرسم مثل السمة يخبر به حيث يعسر التحديد.
ولابد للحد من الاشعار بالاصل إذا أمكن ذلك فيه والرسم غير محتاج إلى ذلك.
وأصل الرسم في اللغة العلامة ومنه رسوم الديار.
وفرق المنطقيون بين الرسم والحد فقالوا الحد مأخوذ من طبيعة الشئ والرسم من أعراضه.
702 - الفرق بين ما حده وما هو: (2269) .
703 - الفرق بين الحد والعاقبة والنهاية: (2229) .
704 - الفرق بين الحدوث والاحداث: (66) .
705 - الفرق بين الحديث والخبر: (828) .
(1/178)
706 - الفرق بين الحديث والقصص: (1732) .
707 - الفرق بين الحذر والاحتراز: (63) .
708 - الفرق بين الحذر والحاذر: (678) .
709 - الفرق بين الحذر والخشية والخوف والفزع: (883) .
710 - الفرق بين الحذف والاقتصار: أن الحذف لابد فيه من خلف ليستغني به عن المحذوف، والاقتصار تعليق القول بما يحتاج إليه من المعنى دون غيره مما يستغني عنه، والحذف إسقاط شئ من الكلام وليس كذلك الاقتصار.
711 - الفرق بين الحذف والاختصار (1) : الحذف يتعلق بالالفاظ: وهو أن يأتي بلفظ تقضى غيره، ويتعلق به ولا يستقل (2) بنفسه، ويكون في
الموجود دلالة المحذوف، فيقتصر عليه طلب لاختصار، كقوله تعالى: " واسأل القرية " (3) أي: أهل القرية.
فإن السؤال يتعلق بأهلها، والقرية تدل على المحذوف.
وأما الاختصار: فيرجع إلى المعاني، وهو أن يؤتى بلفظ مفيد لمعان كثيرة لو غير بغيره، لاحتاج إلى أكثر من ذلك اللفظ، كقوله تعالى في
__________
(1) الاختصار والحذف.
في الكليات (الاختصار) 1: 77 و 258 والحذف 2: 236 و 4: 188.
- وكشاف اصطلاحات الفنون: 56.
والتعريفات: 88.
(2) في الاصل: " ولا يستقبل " وهو تحريف، وصوبته كما ترى.
(3) يوسف 12: 82.
(*)
(1/179)
قصة يوسف: " أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون " (1) فأرسلوه، فأبى يوسف، فقال: أيها الصديق! وكقوله تعالى: " اضرب بعصاك الحجر فانفجرت " (2) .
المعنى: فضربها، فانفجرت.
وعلى هذا فبين الحذف والاختصار عموم وخصوص، فكل حذف اختصار، وليس كل اختصار حذفا.
(اللغات) .
712 - الفرق بين الحذق والفطنة والكيس: (1849) .
713 - الفرق بين الحراسة والحفظ: أن الحراسة حفظ مستمر، ولهذا سمي الحارس حارسا لانه يحرس في الليل كله أو لان ذلك صناعته فهو يديم فعله، وإشتقاقه من الحرس وهو الدهر والحراسة هو أن يصرف الآفات عن الشئ قبل أن تصيبه صرفا مستمرا فاذا أصابته فصرفها عنه سمي ذلك تخليصا وهو مصدر والاسم الخلاص ويقال حرس الله عليك
النعمة أي صرف عنها الآفة صرفا مستمرا والحفظ لا يتضمن معنى الاستمرار وقد حفظ الشئ وهو حافظ والحفيظ مبالغة وقالوا الحفيظ في أسماء الله بمعنى العليم والشهيد فتأويله الذي لا يعزب عنه الشئ، وأصله أن الحافظ للشئ عالم به في أكثر الاحوال إذا كان من خفيت عليه أحواله لا يتأتى له حفظه، قال أبو هلال أيده الله تعالى: والحفيظ بمعنى عليم توسع ألا ترى أنه لا يقال إن الله حافظ لقولنا وقدامنا على
__________
(1) يوسف 12: 45.
وسياق الآية الكريمة في سورة يوسف: " وقال الذي نجا منهما وادكر بعد أمة أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون.
يوسف أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات ... ".
(2) البقرة 2: 60.
(*)
(1/180)
معنى قولنا فلان يحفظ القرآن ولو كان حقيقة لجري في باب العلم كله.
714 - الفرق بين الحرام والسحت: أن السحت مبالغة في صفة الحرام، ولهذا يقال حرام سحت ولا يقال سحت حرام، وقيل السحت يفيد أنه حرام ظاهر فقولنا حرام لا يفيد أنه سحت وقولنا سحت يفيد أنه حرام ويجوز أن يقال إن السحت الحرام الذي يستأصل الطاعات من قولنا سحته إذا إستأصلته، ويجوز أن يكون السحت الحرام الذي لا بركة له فكأنه مستأصل، ويجوز أن يكون المراد به أنه يستأصل صاحبه.
715 - الفرق بين الحرام والمحظور: (1962) .
716 - الفرق بين الحرث والزرع (1) : الفرق بينهما أن الحرث: بذر الحب من الطعام في الارض.
والزرع: نبته نباتا إلى أن يبلغ.
ويؤيده قوله تعالى: " أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن
الزارعون " (2) .
حيث أسند الحرث إلى العباد، والزرع إلى نفسه - سبحانه - وروي عنه - صلى الله عليه وآله - أنه قال: " لا يقولن أحدكم زرعت، وليقل حرثت ".
وهو يرشد إلى ما ذكرناه (3) .
وأهل اللغة لم يفرقوا بينهما.
(اللغات) .
717 - الفرق بين الحرج والضيق: أن الحرج ضيق لا منفذ فيه مأخوذ من الحرجة وهي الشجر الملتف حتى لا يمكن الدخول فيه ولا الخروج منه
__________
(1) الحرث والزرع.
في الكليات (الزرع 2: 415) .
المفردات (الحرث: 161، الزرع: 311) ، في الفرائد: 65.
(2) الواقعة 56: 63.
(3) في ط: وهو إشارة إليه.
(*)
(1/181)
ولهذا جاء بمعنى الشك في قوله تعالى " ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت " (1) أي شكا لان الشاك في الامر لا ينفذ فيه ومثله " فلا يكن في صدرك حرج منه " (2) وليس كل ما خاطب به النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم والمؤمنين أرادهم به ألا ترى إلى قوله " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى " (3) والقصاص في العمد فكأنه أثبت لهم الايمان مع قتل العمد وقتل العمد يبطل الايمان وإنما أراد أن يعلمهم الحكم فيمن يستوجب ذلك ونحوه قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة " (4) وقد تكلمنا في هذا الحرف في كتاب تصحيح الوجوه والنظائر بأكثر من هذا ومما قلنا قال بعض المفسرين في قوله تعالى " وما جعل عليكم في الدين من حرج " (5) أنه أراد ضيقا لا مخرج منه وذلك أنه يتخلص من الذنب بالتوبة فالتوبة مخرج وترك ما يصعب فعله على الانسان بالرخص ويحتج به فيما أختلف فيه من الحوادث فقيل إن ما أدى إلى الضيق فهو منفي وما أوجب
التوسعة فهو أولى.
718 - الفرق بين الحرد والغضب: أن الحرد هو أن يغضب الانسان فيبعد عن من غضب عليه وهو من قولك كوكب حريد أي بعيد عن الكواكب وحي حريد أي بعيد المحل، ولهذا لا يوصف الله تعالى بالحرد وهو الحرد بالاسكان ولا يقال حرد بالتحريك وإنما الحرد إسترخاء يكون في أيدي الابل جمل أحرد وناقة حرداء، ويجوز أن يقال أن الحرد هو القصد وهو
__________
(1) النساء 4: 65.
(2) الاعراف 7: 2.
(3) البقرة 2: 178.
(4) آل عمران 3: 130.
(5) الحج 22: 78.
(*)
(1/182)
أن يبلغ في الغضب أبعد غاية.
719 - الفرق بين الحرد والقصد: أن الحرد قصد الشئ من بعد، وأصله من قولك رجل حريد المحل إذا لم يخالط الناس ولم يزل معهم وكوكب حريد منتح عن الكواكب وفي القرآن " وغدوا على حرد قادرين " (1) والمراد أنهم قصدوا أمرا بعيدا وذلك أن الله أهلك ثمرتهم بعد الانتفاع بها.
720 - الفرق بين الحرص والطمع (2) : قيل: الحرص أشد الطمع، وعليه جرى قوله تعالى: " أفتطمعون أن يؤمنوا لكم " (3) .
لان الخطاب فيه للمؤمنين.
وقوله - سبحانه -: " إن تحرص على هداهم " (4) .
فإن الخطاب فيه مقصور على النبي صلى الله عليه وآله.
ولا شك أن رغبته صلى الله عليه وآله في إسلامهم وهدايتهم كان أشد (5)
واكثر من رغبة المؤمنين المشاركين له في الخطاب الاول في ذلك.
(اللغات)
721 - الفرق بين الحرف والحرمان: (725) .
722 - الفرق بين الحركة والاضطراب: (203) .
723 - الفرق بين الحركة والسكون: (113) .
__________
(1) القلم 68: 25.
(2) الحرص والطمع.
في مفردات الراغب (الحرص: 163، والطمع 458) .
والتعريفات (الحرص: 90) .
والفرائد: 66.
(3) البقرة 2: 75.
(4) النحل 16: 37.
(5) العبارة في ط: " في: في اسلامهم كان اكبر من رغبة المؤمنين ... ".
(*)
(1/183)
724 - الفرق بين الحركة والنقلة: (2219) .
725 - الفرق بين الحرمان والحرف: أن الحرمان عدم الظفر بالمطلوب عند السؤال يقال سأله فحرمه، والحرف عدم الوصول إلى المنافع من جهة الصنائع يقال للرجل إذا لم يصل إلى إحراز المنافع في صناعته إنه محارف وقد يجعل المحروم خلاف المرزوق في الجملة فيقال هذا محروم وهذا مرزوق.
726 - الفرق بين الحزم والعزم: (1436) .
727 - الفرق بين قولك حري به وجدير به خليق به وقمين به: (1746) .
728 - الفرق بين الحريق والجحيم والسعير والنار: (1105) .
729 - الفرق بين الحزب والثلة والجماعة والزمرة والفوج: (1660) .
730 - الفرق بين الحزن والبث: أن قولنا الحزن يفيد غلظ الهم، وقولنا البث يفيد أنه ينبث ولا ينكتم من قولك أبثثته ما عندي وبثثته إذا أعلمته
إياه، وأصل الكلمة كثرة التفريق ومنه قوله تعالى " كالفراش المبثوث " (1) وقال تعالى " إنما أشكو بثي وحزني إلى الله " (2) فعطف البث على الحزن لما بينهما من الفرق في المعنى وهو ما ذكرناه.
" اشارة بهذا العدد.
731 - الفرق بين الحزن والبث (3) : قيل: البث أشد الحزن، الذي لا يصبر عليه
__________
(1) القارعة 101: 4.
(2) يوسف 12: 86.
(3) البث والحزن.
في الكليات (البث 1: 428، الحزن، 2: 174) .
في المفردات (البث: 48، والحزن: 166) .
(*)
(1/184)
صاحبه، حتى يبثه أو يشكوه.
والحزن: أشد الهم.
وقيل: البث: ما أبداه الانسان، والحزن: ما أخفاه، لان الحزن مستكن في القلب، والبث: ما بث وأظهر وكل شئ فرقته فقد بثثته.
ومنه قوله تعالى: " وبث فيها من كل دابة " (1) .
فالبث غير الحزن.
وقيل: هما بمعنى، وقوله تعالى: " إنما أشكوا بثي وحزني إلى الله " (2) من عطف الشئ على رديفه.
(اللغات) .
732 - الفرق بين الحزن والكآبة: (1772) .
733 - الفرق بين الحزن والكرب: أن الحزن تكاثف الغم وغلظه مأخوذ من الارض الحزن وهو الغليظ الصلب، والكرب تكاثف الغم مع ضيق الصدر ولهذا يقال لليوم الحار يوم كرب أي كرب من فيه وقد كرب الرجل وهو مكروب وقد كربه إذا غمه وضيق صدره.
734 - الفرق بين الحسبان والظن: (1375) .
735 - الفرق بين الحسبان والزعم (3) : الفرق بينهما أن الحسبان لا يكون إلا باطلا.
قال تعالى: " أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا
لا ترجعون " (4) .
والزعم قد يكون حقا، وقد يكون باطلا، قال الشاعر: [14 / ب]
__________
والمادة في الفرائد ص: 46.
(1) البقرة 2: 164.
(2) يوسف 12: 86.
(3) الحسبان والزعم.
في الكليات (الحسبان 2: 248، والزعم 2: 409) .
والتعريفات (الزعم: 119) .
الفرائد: 662.
المفردات (الحسبان: 167، الزعم: 312) .
(4) المؤمنون 23: 115.
(*)
(1/185)
يقول هلكنا إن هلكت وإنما * على الله أرزاق العباد كما زعم! فإن هذا الزعم حق.
(اللغات) .
736 - الفرق بين الحسد والغبط: (1536) .
737 - الفرق بين الحسرة والاسف والغم: أن الحسرة غم يتجدد لفوت فائدة فليس كل غم حسرة.
والاسف حسرة معها غضب أو غيظ والآسف الغضبان المتلهف على الشئ ثم كثر ذلك حتى جاء في معنى الغضب وحده في قوله تعالى " فلما آسفونا إنتقمنا منهم " (1) أي أغضبونا، وإستعمال الغضب في صفات الله تعالى مجاز وحقيقته إيجاب العقاب للمغضوب عليه.
738 - الفرق بين قولنا حس يحس وبين قولنا درك يدرك: أن الصفة بحس مضمنة بالحاسة والصفة تدرك مطلقة، والحاسة إسم لما يقع به إدراك شئ مخصوص ولذلك قلنا الحواس أربع السمع والبصر والذوق والشم، وإدراك الحرارة والبرودة لا تختص بآلة والله تعالى لم يزل مدركا بمعنى أنه لم يزل عالما وهو مدرك للطعم والرائحة لانه مبين لذلك من
وجه يصح أن يتبين منه لنفسه، ولا يصح أن يقال إنه يشم ويذوق لان الشم ملابسة المشموم للانف، والذوق ملابسة المذوق للفم، ودليل ذلك قولك شممته فلم أجد له رائحة وذقته فلم أجد له طعما، ولا يقال إن الله يحس بمعنى أنه يرى ويسمع إذ قولنا يحس يقتضي حاسة.
739 - الفرق بين الحس والعلم: أن الحس هو أول العلم ومنه قوله تعالى " فلما
__________
(1) الزخرف 43: 55.
(*)
(1/186)
أحس عيسى منهم الكفر " (1) أي علمه في أول وهلة، ولهذا لا يجوز أن يقال ان الانسان يحس بوجود نفسه، قلنا وتسمية العلم حسا وإحساسا مجاز ويسمى بذلك لانه يقع مع الاحساس والاحساس من قبيل الادراك، والآلات التي يدرك بها حواس كالعين والاذن والانف والفم، والقلب ليس من الحواس لان العلم الذي يختص به ليس بإدراك وإذا لم يكن العلم إدراكا لم يكن محله حاسة، وسميت الحاسة حاسة على النسب لا على الفعل لانه لا يقال منه حسست وإنما يقال أحسستهم إذا أبدتهم قتلا مستأصلا، وحقيقته أنك تأتي على إحساسهم فلا تبقي لهم حسا.
740 - الفرق بين الحسن والبهجة: (424) .
741 - الفرق بين الحسن والجمال: (647) .
742 - الفرق بين الحسنة والحسن: أن الحسنة هي الاعلى في الحسن لان الهاء داخلة للمبالغة فلذلك قلنا إن الحسنة تدخل فيها الفروض والنوافل ولا يدخل فيها المباح وإن كان حسنا لان المباح لا يستحق عليه الثواب ولا الحمد ولذلك رغب في الحسنة وكانت طاعة فيه المباح لان كل
مباح حسن ولكنه لا ثواب فيه ولا حمد فليس هو بحسنة.
743 - الفرق بين الحسن والحسنة: (742) .
744 - الفرق بين الحسن والصباحة: (1239) .
__________
(1) آل عمران 3: 52.
(*)
(1/187)
745 - الفرق بين الحسن والعدل: أن الحسن ما كان القادر عليه فعله ولا يتعلق بنفع واحد أو ضره والعدل حسن يتعلق بنفع زيد أو ضر غيره ألا ترى انه يقال إن أكل الحلال حسن وشرب المباح حسن وليس ذلك بعدل.
746 - الفرق بين قولنا يحسن وبين قولنا يعلم: أن قولنا فلان يحسن كذا بمعنى يعلمه مجازا، وأصله فيما يأتي الفعل الحسن ألا ترى انه لا يجئ له مصدر إذا كان بمعنى العلم البتة فقولنا فلان يحسن الكتابة معناه أنه يأتي بها حسنة من غير توقف وإحتباس، ثم كثر ذلك حتى صار كأنه العلم وليس به.
747 - الفرق بين الحسن والقسامة: (1719) .
748 - الفرق بين الحسن والمباح: (1907) .
749 - الفرق بين الحسن والوسامة: (2308) .
750 - الفرق بين الحسن والوضاءة: (2317) .
751 - الفرق بين الحشر والجمع: أن الحشر هو الجمع مع السوق، والشاهد قوله تعالى " وابعث في المدائن حاشرين " (1) أي إبعث من يجمع السحرة ويسوقهم إليك، ومنه يوم الحشر لان الخلق يجمعون فيه ويساقون إلى الموقف، وقال صاحب المفصل: لا يكون الحشر إلا في المكروه، وليس كما قال لان الله تعالى يقول " يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا " (2)
__________
(1) الشعراء 26: 36.
(2) مريم 19: 85.
(*)
(1/188)
وتقول القياس جمع بين مشتبهين يدل الاول على صحة الثاني ولا يقال في ذلك حشر وإنما يقال الحشر فيما يصح فيه السوق على ما ذكرنا وأقل الجمع عند شيوخنا ثلاثة، وكذلك هو عند الفقهاء، وقال بعضهم إثنان وإحتج بأنه مشتق من أجتماع شئ إلى شئ وهذا وإن كان صحيحا فإنه قد خص به شئ بعينه، كما أن قولنا دابة وإن كان يوجب إشتقاقه إن جرى على كل مادب فإنه قد خص به شئ بعينه فاما قوله عليه الصلاة والسلام " الاثنان فما فوقهما جماعة " فان ذلك ورد في الحكم لا في تعليم الاسم لان كلامه صلى الله عليه [وآله] وسلم يجب أن يحمل على ما يستفاد من جهته دون ما يصح أن يعلم من جهته، وأما قوله تعالى " هذان خصمان إختصموا " (1) وقوله تعالى " وكنا لحكمهم شاهدين " (2) يعني داود وسليمان عليهما السلام فإن ذلك مجاز كقوله تعالى " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " (3) ولو كان لفظ الجمع حقيقة في الاثنين لعقل منه الاثنان كما يعقل منه الثلاثون، وإذا كان قول الرجل رأيت الرجال لا يفهم منه إلا ثلاثة علمنا أن قول الخصم باطل.
752 - الفرق بين الحشر والنشر (4) : الحشر لغة: إخراج الجماعة عن مقرهم، وإزعاجهم، وسوقهم إلى الحرب، ونحوها.
ثم خص في عرف الشرع عند الاطلاق بإخراج الموتى عن قبورهم، وسوقهم إلى الموقف للحساب والجزاء.
__________
(1) الحج 22: 19.
(2) الانبياء 21: 78.
(3) الحجر 15: 9.
(4) الحشر والنشر.
في المفردات (الحشر 171، والنشر 750) .
والفرائد: 69.
(*)
(1/189)
قال الراغب: لا يقال: الحشر إلا للجماعة (1) .
قلت: هذا في أصل اللغة وإلا فقد يستعمل في الواحد والاثنين.
ومنه دعاء الصحيفة الشريفة (2) : " وارحمني في حشري ونشري ".
والنشر إحياء الميت بعد موته.
ومنه قوله تعالى: " ثم إذا شاء أنشره " (3) أي أحياه.
(اللغات) .
753 - الفرق بين الحصر والاحصار: (76) .
754 - الفرق بين الحصر والحبس: أن الحصر هو الحبس مع التضييق يقال حصرهم في البلد لانه إذا فعل ذلك فقد منعهم عن الانفساح في الرعي والتصرف في الامور ويقال حبس الرجل عن حاجته وفي الحبس إذا منعه عن التصرف فيها، ولا يقال حصر في هذا المعنى دون أن يضيق عليه وهو في حصار أي ضيق، والحصر إحتباس النجو كأنه من ضيق المخرج كذا قال أهل اللغة ويجوز أن يقال إن الحبس يكون لمن تمكنت منه والحصر لمن لم تتمكن منه وذلك أنك إذا حاصرت أهل بلد في البلد فإنك لم تتمكن منهم وإنما تتوصل بالحصر إلى التمكن منهم والحصر في هذا سبب التمكن والحبس يكون بعد التمكن.
755 - الفرق بين الحصر والصد (4) : هما بمعنى المنع، لكن اصطلح الفقهاء بتسميته: الممنوع عن الحج بالمرض محصورا، والممنوع بالعدو مصدودا.
(اللغات) .
__________
(1) في مفردات الراغب: إلا في الجماعة.
(2) الصحيفة السجادية الكاملة: 226.
(3) عبس 80: 22.
(4) الحصر والصد.
في المفردات (الحصر: 172، والصد: 406) .
والتعريفات (الحصر 92) .
والفرائد: 69.
(*)
(1/190)
756 - الفرق بين الحصة والنصيب: أن بعضهم قال إن الحصة هي النصيب الذي بين وكشفت وجوهه وزالت الشبهة عنه وأصلها من الحصص وهو أن يحص الشعر عن مقدم الرأس حتى ينكشف، ومنه قول ابن الاسكت: قد حصت البيضة رأسي فما * أطعم نوما غير تهجاع وفي القرآن " الآن حصحص الحق " (1) ولهذا يكتب أصحاب الشروط حصته من الدار كذا ولا يكتبون نصيبه لان ما تتضمنه الحصة من معنى التبيين والكشف لا يتضمنه النصيب، وعندنا إن الحصة هي ما ثبت للانسان وكل شئ حركته لتثبته فقد حصحصته وهذه حصتي أي ما ثبت لي وحصته من الدار ما ثبت له منها وليس يقتضي أن يكون عن مقاسمة كما يقتضي ذلك النصيب.
757 - الفرق بين الحض والحث: (691) .
758 - الفرق بين الحظ والرزق: (999) .
759 - الفرق بين الحظ والقسم: (1722) .
760 - الفرق بين الحظ والنصيب: (2177) .
761 - الفرق بين الحفظ والحراسة: (713) .
762 - الفرق بين الحفظ والحماية: (794) .
__________
(1) يوسف 12: 51.
(*)
(1/191)
763 - الفرق بين الحفظ والرعاية: أن نقيض الحفظ الاضاعة ونقيض الرعاية الاهمال ولهذا يقال للماشية إذا لم يكن لها راع همل، والاهمال هو ما يؤدي إلى الضياع فعلى هذا يكون الحفظ صرف المكاره عن الشئ لئلا يهلك، والرعاية فعل السبب الذي يصرف المكاره عنه ومن ثم يقال فلان يرعى العهود بينه وبين فلان أي يحفظ الاسباب التي تبقى معها تلك العهود ومنه راعي المواشي لتفقده امورها ونفي الاسباب التي يخشى عليها الضياع منها.
فأما قولهم للساهر أنه يرعى النجوم فهو تشبيه براعي المواشي لانه يراقبها كما يراقب الراعي مواشيه.
764 - الفرق بين الحفظ والضبط: (1302) .
765 - الفرق بين الحفظ والعلم: أن الحفظ هو العلم بالمسموعات دون غيره من المعلومات ألا ترى أن أحدا لا يقول حفظت أن زيدا في البيت وإنما استعمل ذلك في الكلام ولا يقال للعلم بالمشاهدات حفظ، ويجوز أن يقال إن الحفظ هو العلم بالشئ حالا بعد حال من غير أن يخلله جهل أو نسيان، ولهذا سمي حفاظ القرآن حفاظا ولا يوصف الله بالحفظ لذلك.
766 - الفرق بين الحفظ والكلاءة: (1828) .
767 - الفرق بين الحفيظ والرقيب: (1025) .
768 - الفرق بين الحقبة والزمان: أن الحقبة إسم للسنة إلا أنها تفيد غير ما تفيده السنة وذلك أن السنة تفيد أنها جمع شهور والحقبة تفيد أنها
(1/192)
ظرف لاعمال ولامور تجري فيها مأخوذة من الحقيبة وهي ضرب من الظروف تتخذ من الادم يجعل الراكب فيها متاعه وتشد خلف رحله أو
سرجه.
وأما البرهة فبعض الدهر ألا ترى أنه يقال برهة من الدهر كما يقال قطعة من الدهر وقال بعضهم هي فارسية معربة.
769 - الفرق بين الحق والحقيقة: (776) .
770 - الفرق بين قولنا يحق له العبادة وقولنا يستحق العبادة: أن قولنا يحق له العبادة يفيد أنه على صفة يصح أنه منعم، وقولنا يستحق يفيد أنه قد أنعم واستحق وذلك أن الاستحقاق مضمن بما يستحق لاجله.
771 - الفرق بين قولنا يستحق العبادة وقولنا يحق له العبادة: (770) .
772 - الفرق بين الحق والصدق: أن الحق أعم لانه وقوع الشئ في موقعه الذي هو أولى به، والصدق الاخبار عن الشئ على ما هو به، والحق يكون إخبارا وغير إخبار.
773 - الفرق بين الحق والصدق (1) : الحق في اللغة: هو الثابت الذي لا يسوغ إنكاره من حق الشئ، يحق، إذا ثبت ووجب (2) .
وفي اصطلاح أهل المعاني: الحكم المطابق للواقع، يطلق على الاقوال والعقائد، والاديان، والمذاهب باعتبار اشتمالها على ذلك، ويقابله الباطل.
__________
(1) الحق والصدق.
في الكليات (الحق 3: 110 والصدق 2: 237) .
والتعريفات: 94.
والمفردات: 69 - 70.
(2) كلمة: " وجب " سقطت من خ.
(*)
(1/193)
وأما الصدق، فقد شاع في الاقوال خاصة، ويقابله الكذب.
وقد يفرق بينهما بأن المطابقة تعتبر في الحق من جانب الواقع وفي الصدق من جانب الحكم، فمعنى صدق الحكم مطابقته للواقع.
ومعنى حقيته: مطابقة الواقع إياه، وقد يطلق الحق على الموجد للشئ (1) ، وعلى
الحكمة، ولما يوجد عليه، كما يقال: الله: حق (2) ، وكلمته: حق.
وقد يراد به الاقبال على الله تعالى بلزوم الاعمال الصالحة المطابقة للعقائد المطابقة للواقع، وبالباطل: الالتفات عنه إلى غير ذلك مما لا يجدي نفعا في الآخرة.
(اللغات) .
774 - الفرق بين الحقير والصغير: أن الحقير من كل شئ ما نقص عن المقدار المعهود لجنسه يقال هذه دجاجة حقيرة إذا كانت ناقصة الخلق عن مقادير الدجاج ويكون الصغر في السن وفي الحجم تقول طفل صغير وحجر صغير ولا يقال حجر حقير لان الحجارة ليس لها قدر معلوم فإذا نقص شئ منها عنه سمي حقيرا كما أن الدجاج والحجل وما أشبهها لها أقدار معلومة فإذا نقص شئ من جملتها عنه سمي حقيرا، والصغير يكون صغيرا بالاصافة إلى ما هو أكبر منه وسواء كان من جنسه أو لا فالكوز صغير بالاضافة إلى الجرة والجمل صغير بالاضافة إلى الفيل ولا يقال للجمل صغير على الاطلاق وإنما يقال هو صغير بجنب الفيل.
775 - الفرق بين الحقيقة والحد: (700) .
776 - الفرق بين الحقيقة والحق: أن الحقيقة ما وضع من القول موضعه في أصل
__________
(1) الواو سقطت من ط.
(2) (حق) لم ترد في ط.
(*)
(1/194)
اللغة حسنا كان أو قبيحا والحق ما وضع موضعه من الحكمة فلا يكون إلا حسنا وإنما شملهما إسم التحقيق لاشتراكهما في وضع الشئ منهما موضعه من اللغة والحكمة.
777 - الفرق بين الحقيقة والذات: (935) .
778 - الفرق بين الحقيقة والمعنى: (2039) .
779 - الفرق بين الحكم والحاكم: أن الحكم يقتضي أنه أهل أن يتحاكم إليه، والحاكم الذي من شأنه أن يحكم.
فالصفة بالحكم أمدح وذلك أن صفة حاكم جار على الفعل فقد يحكم الحاكم بغير الصواب فأما من يستحق الصفة بحكم فلا يحكم إلا بالصواب لانه صفة تعظيم ومدح.
780 - الفرق بين الحكم والقضاء: (1734) .
781 - الفرق بين الحكيم والعالم: أن الحكيم على ثلاثة أوجه أحدهما بمعنى المحكم مثل البديع بمعنى المبدع والسميع بمعنى المسمع، والاخر بمعنى محكم وفي القرآن " فيها يفرق كل أمر حكيم " (1) أي محكم، وإذا وصف الله تعالى بالحكمة من هذا الوجه كان ذلك من صفات فعله، والثالث الحكيم بمعنى العالم بأحكام الامور فالصفة به أخص من الصفة بعالم، وإذا وصف الله به على هذا الوجه فهو من صفات ذاته.
782 - الفرق بين الحلال والطيب (2) : قال بعض أصحابنا: الحلال والطيب
__________
(1) الدخان 44: 4.
(2) الحلال والطيب.
في الكليات: 2: 253.
(*)
(1/195)
- وإن كانا (1) متقاربين، بل متساويين في اللغة، إلا أن المستفاد من الاخبار أن بينهما فرقا في عرف الائمة - عليهم السلام -.
انتهى.
وكان الفرق هو أن الطيب: ما هو طيب في ظاهر الشرع سواء كان طيبا في الواقع أم لا.
والحلال: ما هو حلال وطيب (2) في الواقع لم تعرضه النجاسة والخباثة قطعا، ولم تتناوله أيدي المتغلبة أصلا.
وقد ورد أنه قوت الانبياء عليهم السلام، وأنه نادر جدا، وأما ما وقع
من طلبه في بعض الادعية فالمراد به ما هو بمعنى الطيب.
* وهذا ولا يخفى أن الغالب استعمال الطيب بمعنى المستحسن المرغوب فيه، ويقابله الخبيث، وقد حكي في شأن نزول قوله تعالى: " أنفقوا من طيبات ما كسبتم " (3) .
أنهم كانوا يأتون أخبث الثمر وأرداه فيخرجونه في زكواتهم وصدقاتهم، فنهوا عنه.
* (4) (اللغات) .
783 - الفرق بين الحلال والمباح: أن الحلال هو المباح الذي علم إباحته بالشرع، والمباح لا يعتبر فيه ذلك تقول المشي في السوق مباح ولا تقول حلال، والحلال خلاف الحرام والمباح خلاف المحظور وهو الجنس الذي لم يرغب فيه، ويجوز أن يقال هو ما كان لفاعله أن يفعله ولا ينبئ عن مدح ولا ذم وقيل هو ما أعلم المكلف أو دل على حسنه وإنه لا ضرر عليه في فعله ولا تركه، ولذلك لا توصف أفعال الله تعالى بأنها مباحة
__________
والتعريفات (الحلال: 98) .
والمفردات (الحلال: 183 أو الطيب: 464) .
والفرائد: 189.
(1) في خ: وإن كان.
(2) في خ: والطيب في الواقع.
(3) البقرة 2: 267.
(4) ما بين نجمتين من خ فقط ولم يرد في: ط.
(*)
(1/196)
ولا توصف أفعال البهائم بذلك فمعنى قولنا أنه على الاباحة أن للمكلف أن ينتفع به ولا ضرر عليه في ذلك وإرادة المباح والامر به قبيح لانه لا فائدة فيه إذ فعله وتركه سواء في أنه لا يستحق عليه ثواب وليس كذلك الحلال.
784 - الفرق بين الحلال والمباح (1) : (2) * الحلال من حل العقد في التحريم.
والمباح: من التوسعة في الفعل.
كذا قيل.
والمراد أن (3) * الحلال ما نص الشارع على حله، فكأنه انحل من عقد التحريم.
والمباح: ما لم ينص على تحريمه في حكم خاص أو عام.
فالانسان في توسعه (4) من حكمه، بمعنى أنه يجوز له تناول ذلك واستعماله، كبعض الاطعمة والالبسة التي لم ينص الشارع على تحريمها عموما أو خصوصا.
(اللغات) .
785 - الفرق بين الحلف والقسم: (1723) .
786 - الفرق بين الحلم والامهال: أن كل حلم إمهال وليس كل إمهال حلما لان الله تعالى لو أمهل من أخذه لم يكن هذا الامهال حلما لان الحلم صفة مدح والامهال على هذا الوجه مذموم وإذا كان الاخذ والامهال سواء في الاستصلاح فالامهال تفضل والانتقام عدل وعلى هذا يجب
__________
(1) الحلال والمباح.
في الكليات 2: 253.
المفردات (الحلال: 182) .
- والفرائد: 70.
(2) - (3) ما بين نجمتين من نسخة ط فقط ولم يرد في خ.
(4) سقط من ط عبارة: في توسعة.
(*)
(1/197)
أن يكون ضد الحلم السفه إذا كان الحلم واجبا لان ضده استفساد فلو فعله لم يكن ظلما إلا أنه لم يكن حكمة ألا ترى أنه قد يكون الشئ سفها وإن لم يكن ضده حلما وهذا نحو صرف الثواب عن المستحق إلى غيره لان ذلك يكون ظلما من حيث حرمة من استحقه ويكون سفها من حيث وضع في غير موضعه ولو أعطي مثل ثواب المطيعين من لم يطع لم يكن ذلك ظلما لاحد ولكن كان سفها لانه وضع الشئ في غير
موضعه، وليس يجب أن تكون إثابة المستحقين حلما وإن كان خلاف ذلك سفها فثبت بذلك أن الحلم يقتضي بعض الحكمة وأن السفه يضاد ما كان من الحلم واجبا لا ما كان منه تفضلا وأن السفه نقيض الحكمة في كل وجه، وقولنا الله حليم من صفات الفعل، ويكون من صفات الذات بمعنى أهل لان يحلم إذا عصي، ويفرق بين الحلم والامهال من وجه آخر وهو أن الحلم لا يكون إلا عن المستحق للانتقام وليس كذلك الامهال ألا ترى أنك تمهل غريمك إلى مدة ولا يكون ذلك منك حلما، وقال بعضهم لا يجوز أن يمهل أحد غيره في وقت إلا ليأخذه في وقت آخر.
787 - الفرق بين الحلم والاناة: (298) .
788 - الفرق بين الحلم والرؤيا (1) : كلاهما ما يراه الانسان في المنام، لكن غلبت الرؤيا على ما يراه من الخير، والشئ الحسن، والحلم: ما يراه من الشر والشئ القبيح، ويؤيده الحديث: " الرؤيا من الله والحلم من
__________
(1) الحلم والرؤيا.
في الكليات: (2: 260) .
في المفردات (الحلم: 185، والرؤيا: 304) .
- والفرائد: 70.
(*)
(1/198)
الشيطان " (1) (اللغات) .
789 - الفرق بين الحلم والصبر: أن الحلم هو الامهال بتأخير العقاب المستحق، والحلم من الله تعالى عن العصاة في الدنيا فعل ينافي تعجيل العقوبة من النعمة والعافية، ولا يجوز الحلم إذا كان فيه فساد على أحد من المكلفين وليس هو الترك لتعجيل العقاب لان الترك لا يجوز على الله تعالى لانه فعل يقع في محل القدرة يضاد المتروك ولا يصح الحلم إلا ممن يقدر على
العقوبة وما يجري مجراها من التأديب بالضرب وهو ممن لا يقدر على ذلك ولهذا قال الشاعر: * لا صفح ذل ولكن (2) * صفح أحلام * ولا يقال لتارك الظلم حليم إنما يقال حلم عنه إذا أخر عقابه أو عفا عنه ولو عاقبه كان عادلا، وقال بعضهم ضد الحلم السفه، وهو جيد لان السفه خفة وعجلة وفي الحلم أناة وإمهال، وقال المفضل السفه في الاصل قلة المعرفة بوضع الامور مواضعها وهو ضعف الرأي، قال أبو هلال: وهذا يوجب أنه ضد الحلم لان الحلم من الحكمة والحكمة وجود الفعل على جهة الصواب، قال المفضل: ثم أجري السفه على كل جهل وخفة يقال سفه رأيه سفها، وقال الفراء: سفه غير متعد وإنما ينصبب رأيه على التفسير، وفيه لغة أخرى سفه يسفه سفاهة، وقيل السفيه في قوله تعالى " فإن كان الذي عليه الحق سفيها " (3) هو الصغير وهذا يرجع إلى أنه القليل المعرفة، والدليل على أن الحلم أجري مجرى الحكمة نقيضا للسفه قول المتلمس:
__________
(1) مختصر صحيح مسلم: 160.
(2) " ولا خ ل ".
(3) البقرة 2: 282.
(*)
(1/199)
لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا * وما علم الانسان إلا ليعلما أي لذي المعرفة والتمييز، وأصل السفه الخفة ثوب سفيه أي خفيف، وأصل الحلم في العربية اللين ورجل حليم أي لين في معاملته في الجزاء على السيئة بالاناة، وحلم في النوم لان حال النوم حال سكون وهدوء واحتلم الغلام وهو محتلم وحالم يرجع إلى قولهم حلم في النوم، وحلمة
الثدي الناتئ في طرفه لما يخرج منها من اللبن الذي يحلم الصبي وحلم الاديم ثقل بالحلم وهو قردان عظيمة لينة الملمس وتحلم الرجل تكلف الحلم.
والصبر حبس النفس لمصادفة المكروه، وصبر الرجل حبس نفسه عن إظهار الجزع، والجزع إظهار ما يلحق المصاب من المضض (1) والغم وفي الحديث " يصبر الصابر ويقتل القاتل " (2) والصابر هاهنا هو الذي يصبر النفس عن القتل، ولا تجوز الصفة على الله تعالى بالصبر لان المضار لا تلحقه وتجوز الصفة عليه بالحلم لانه صفة مدح وتعظيم وإذا قال قائل اللهم حلمك عن العصاة أي إمهالك فذلك جائز على شرائط الحكمة من غير أن يكون فيه مفسدة وإمهال الله تعالى إياهم مظاهرة عليهم.
790 - الفرق بين الحلم والوقار: (2325) .
791 - الفرق بين الحلوان والبسلة والرشوة: (395) .
792 - الفرق بين الحلية والهيئة: أن الحلية هيئة زائدة على الهيئة التي لابد منها كحلية السكين والسيف إنما هي هيئة زائدة على هيئة السكين والسيف وتقول حليته إذا هيأته هيئة لم تشمله بل تكون كالعلامة فيه ومن ثم
__________
(1) (المضرة خ ل) .
(2) لم نعثر عليه.
(*)
(1/200)
سمي الحلي الملبوس حليا.
793 - الفرق بين الحماقة والرقاعة: (1021) .
794 - الفرق بين الحماية والحفظ: أن الحماية تكون لما لا يمكن إحرازه وحصره مثل الارض والبلد تقول هو يحمي البلد والارض وإليه حماية البلد، والحفظ يكون لما يحرز ويحصر وتقول هو يحفظ دراهمه ومتاعه ولا تقول يحمي دراهمه ومتاعه ولا يحفظ الارض والبلد إلا أن يقول ذلك عامي
لا يعرف الكلام.
795 - الفرق بين الحمد والاحماد: أن الحمد من قبيل الكلام على ما ذكرناه، والاحماد معرفة تضمرها ولذلك دخلته الالف فقلت أحمدته لانه بمعنى أصبته ووجدته فليس هو من الحمد في شئ.
796 - الفرق بين الحمد والشكر: (1211) .
797 - الفرق بين الحمد والشكر والمدح (1) : الحمد: هو الثناء باللسان على الجميل، سواء تعلق بالفضائل كالعلم، أم (2) بالفواضل كالبر.
والشكر: فعل ينبئ عن تعظيم المنعم لاجل النعمة، سواء أكان نعتا باللسان، أو اعتقادا، أو محبة بالجنان، أو عملا وخدمة بالاركان.
وقد جمعها الشاعر في قوله (3) :
__________
(1) الحمد والشكر والمدح.
نقل من مادة الحمد والشكر: في أدب الكاتب: 36.
والمادة في التعريفات (الحمد 98، والشكر 133 والمدح 129) .
والفرائد: 71.
المفردات (الحمد: 186.
الشكر.
389) .
(2) أم: سقطت من ح.
(3) " في قوله " لم ترد في ط.
(*)
(1/201)
أفادتكم النعماء مني ثلاثة * يدي ولساني والضمير المحجب فالحمد أعم مطلقا، لانه يعم النعمة وغيرها، وأخص موردا إذ هو باللسان فقط، والشكر بالعكس، إذ متعلقه النعمة فقط، ومورده اللسان وغيره.
فبينهما عموم وخصوص من وجه، فهما يتصادقان في الثناء باللسان على الاحسان، ويتفارقان في صدق (1) الحمد فقط على النعت بالعلم مثلا، وصدق الشكر فقط على المحبة بالجنان، لاجل الاحسان.
وأما الفرق بين الحمد والمدح فمن وجوه: منها: أن المدح للحي ولغير
الحي كاللؤلؤ واليواقيت الثمينة.
والحمد للحي فقط.
ومنها: أن المدح قد يكون قبل الاحسان وقد يكون بعده، والحمد إنما يكون بعد الاحسان.
ومنها: أن المدح قد يكون منهيا عنه.
قال - صلى الله عليه وآله - " احثوا التراب على وجوه المداحين " (2) .
والحمد مأمور به مطلقا.
قال صلى الله عليه وآله: " من لم يحمد الناس لم يحمد الله "؟ ومنها أن المدح عبارة عن القول الدال على أنه مختص بنوع من أنواع الفضائل باختياره، وبغير اختياره (3) .
والحمد قول دال على أنه مختص بفضيلة من الفضائل معينة وهي فضيلة الانعام إليك، وإلى غيرك، ولابد أن يكون على جهة التفضيل لا على التهكم والاستهزاء.
__________
(1) في ط: في الصدق الحمد.
(2) في النهاية في غريب الحديث 1: 339.
(3) قوله " وبغير اختياره " سقطت من ط.
(*)
(1/202)
ومنها أن الحمد نقيضه الذم، ولهذا قيل: (1) " الشعير يؤكل ويذم ".
والمدح نقيضه الهجاء.
هذا والزمخشري لم يفرق بينهما.
قال في الكشاف (2) : " الحمد والمدح أخوان ".
بمعنى واحد.
(اللغات) .
798 - الفرق بين الحمد والمدح: أن الحمد لا يكون إلا على إحسان والله حامد لنفسه على إحسانه إلى خلقه فالحمد مضمن بالفعل، والمدح يكون بالفعل
والصفة وذلك مثل أن يمدح الرجل باحسانه إلى نفسه وإلى غيره وان يمدحه بحسن وجهه وطول قامته ويمدحه بصفات التعظيم من نحو قادر وعالم وحكيم ولا يجوز أن يحمده على ذلك وإنما يحمده على إحسان يقع منه فقط.
799 - الفرق بين الحمق والجهل: أن الحمق هو الجهل بالامور الجارية في العادة، ولهذا قالت العرب: أحمق من دغة، وهي إمرأة ولدت فظنت أنها أحدثت فحمقتها العرب بجهلها بما جرت به العادة من الولادة، وكذلك قولهم أحمق من الممهورة إحدى خدمتيها وهي إمرأة راودها رجل عن نفسها فقالت لا تنكحني بغير مهر فقال لها مهرتك إحدى خدمتيك أي خلخاليك فرضيت فحمقها العرب بجهلها بما جرت به العادة في المهور، والجهل يكون بذلك وبغيره ولا يسمى الجهل بالله حمقا، وأصل الحمق الضعف ومن ثم قيل البقلة الحمقاء لضعفها، وأحمق الرجل إذا ضعف فقيل للاحمق أحمق لضعف عقله.
__________
(1) وما يزال في الامثال الدارجة المستعملة.
(2) قاله في تفسير سورة فاتحة الكتاب 1: 46.
وقول المصنف: بمعنى واحد، إضافة منه.
(*)
(1/203)
800 - الفرق بين الحميل والضمين: أن الحمالة ضمان الدية خاصة تقول حملت حمالة وأنا حميل وقال بعض العرب: حملت دماء عولت فيها على مالي وآمالي فقدمت مالي وكنت من أكبر آمالي فإن حملتها فكم من غم شفيت وهم كفيت وان حال دون ذلك حائل لم أذم يومك ولم أيأس من غدك.
والضمان يكون في ذلك وفي غيره.
801 - الفرق بين الحنان والمنان (1) : الحنان: الذي يقبل على من أعرض
عنه.
والمنان: الذي يبدأ بالنوال قبل السؤال.
روي ذلك عن أمير المؤمنين عليه السلام (اللغات) .
802 - الفرق بين الحنف والحيف: أن الحنف هو العدول عن الحق والحيف الحمل على الشئ حتى ينقصه، وأصله من قولك تحيفت الشئ إذا تنقصته من حافاته.
803 - الفرق بين الحوب والذنب: أن الحوب يفيد أنه مزجور عنه وذلك أن أصله في العربية الزجر ومنه يقال في زجر الابل حوب حوب وقد سمي الجمل به لانه يزجر وحاب الرجل يحوب وقيل للنفس حوباء لانها تزجر وتدعي.
804 - الفرق بين الحول والقوة (2) : قيل: الحول: القدرة على التصرف
__________
(1) الحنان والمنان.
في الكليات (الحنان 2: 266 والمنان 4: 303) .
المفردات (الحنان: 189، المنان: 720) .
(2) الحول والقوة: في الكليات (الحول 2: 209 والقوة 4: 30) .
والمفردات (الحول: 192 والقوة: 631) .
(*)
(1/204)
والقوة: مبدأ الافعال الشاقة، وروي عن مولانا أمير المؤمنين في تفسير.
لا حول ولا قوة إلا بالله، أن المعنى لا حائل عن المعاصي، ولا قوة على الطاعات إلا بالله، أي باستعانته وتوفيقه (اللغات) .
805 - الفرق بين الحياء والخجل: (834) .
806 - الفرق بين الحياة والروح: (1030) .
807 - الفرق بين الحياة والقدرة: (1692) .
808 - الفرق بين الحياة والنماء: أن الحياة هي ما تصير به الجملة كالشئ الواحد في جواز تعلق الصفات بها فأما قوله تعالى " فأحيينا به الارض بعد
موتها " (1) فمعناه أنا جعلنا حالها كحال الحي في الانتفاع بها، والصفة لله بأنه حي مأخوذة من الحياة على التقدير لا على الحقيقة كما أن صفته بأنه موجود مأخوذة من الوجود على التقدير وقد دل الدليل على أن الحي بعد أن لم يكن حيا حي من أجل الحياة فالذي لم يزل حيا ينبغي أن يكون حيا لنفسه، والنماء يزيد الشئ حالا بعد حال من نفسه لا بإضافة إليه فالنبات ينمي ويزيد وليس بحي والله تعالى حي ولا ينام، ولا يقال لمن أصاب ميراثا أو أعطي عطية أنه قد نما ماله وإنما يقال نما ماله إذا زاد في نفسه، والنماء في الماشية حقيقة لانها تزيد بتوالدها قليلا قليلا، وفي الورق والذهب مجاز فهذا هو الفرق بين الزيادة والنماء، ويقال للاشجار والنبات نوام لانها تزيد في كل يوم إلى أن تنتهي إلى حد التمام.
809 - الفرق بين الحياة والعيش: (1532) .
__________
(1) فاطر 35: 9.
(*)
(1/205)
810 - الفرق بين الحياكة والنساجة: (2164) .
811 - الفرق بين الحيرة والدهش: (928) .
812 - الفرق بين الحيف والحنف: (802) .
813 - الفرق بين الحيلة والتدبير: أن الحيلة ما أحيل به عن وجهه فيجلب به نفع أو يدفع به ضر، فالحيلة بقدر النفع والضر من غير وجه وهي في قول الفقهاء: على ضربين محظور ومباح فالمباح أن تقول لمن يحلف على وطئ جاريته في حال شرائه لها قبل أن يستبرئها أعتقها وتزوجها ثم وطأها وأن تقول لمن يحلف على وطئ امرأته في شهر رمضان أخرج في سفر وطأها.
والمحظور أن تقول لمن ترك صلاته ارتد ثم أسلم يسقط عنك قضاؤها،
وإنما سمي ذلك حيلة لانه شئ أحيل من جهة إلى جهة أخرى ويسمى تدبيرا أيضا.
ومن التدبير ما لا يكون حيلة وهو تدبير الرجل لاصلاح ماله وإصلاح أمر ولده وأصحابه، وقد ذكرنا (1) إشتقاق التدبير قبل.
814 - الفرق بين الحيلة والمكر: أن من الحيلة ما ليس بمكر وهو أن يقدر نفع الغير لا من وجهه فيسمى ذلك حيلة مع كونه نفعا، والمكر لا يكون نفعا.
وفرق آخر وهو أن المكر بقدر ضرر الغير من غير أن يعلم به وسواء كان من وجهه أو لا، والحيلة لا تكون إلا من غير وجهه، وسمى الله تعالى ما توعد به الكفار مكرا في قوله تعالى " فلا يأمن مكر الله إلا القوم
__________
(1) في العدد 471.
(*)
(1/206)
الخاسرون " (1) وذلك أن الماكر ينزل المكروه بالممكور به من حيث لا يعلم فلما كان هذا سبيل ما توعدهم به من العذاب سماه مكرا، ويجوز أن يقال سماه مكرا لانه دبره وأرسله في وقته، والمكر في اللغة التدبير على العدو فلما كان أصلهما واحدا قام أحدهما مقام الآخر، وأصل المكر في اللغة الفتل ومنه قيل جارية ممكورة أي ملتفة البدن وإنما سميت الحيلة مكرا لانها قيلت على خلاف الرشد.
815 - الفرق بين الحيلة والمكر (2) : قال الطبرسي رضي الله عنه: الحيلة قد تكون لاظهار ما يعسر من الفعل من غير قصد إلى الاضرار بالعبد (3) .
والمكر: حيلة على العبد توقعه في مثل الوهق (4) .
انتهى.
ولا يخفى أن مكر الله عباده كما قال تعالى: " ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين " (5) عبارة عن إيصال الجزاء إلى الماكر، واستدراجه
العبد من حيث لا يعلم، ومعاملته معاملة الماكر للممكور (6) .
816 - الفرق بين الحين والسنة: أن قولنا حين إسم جمع أوقاتا متناهية سواء كان سنة أو شهورا أو أياما أو ساعات ولهذا جاء في القرآن لمعان مختلفة،
__________
(1) الاعراف 7: 99.
(2) الحيلة والمكر: نقل المصنف عن مجمع البيان 1: 447.
- والمادة في الكليات (المكر 4: 182 و 4: 125 في أثناء الحديث عن الكيد) .
- والتعريفات (الحيلة: 100 والمكر 345) .
والمفردات (الحيلة 192 المكر: 715) .
(3) في الاصلين: بالغير.
وصوابه من مجمع البيان.
(4) الوهق: الحبل يرمى في أنشوطة فتؤخذ به الدابة والانسان.
(5) آل عمران 3: 54.
(6) في تفسير الطبرسي (1: 449) : " أي أنصف الماكرين وأعدلهم لان مكرهم ظلم ومكره عدل وإنصاف.
وإنما أضاف الله تعالى المكر إلى نفسه على مزاوجة الكلام ... ".
(*)
(1/207)
وبينه وبين الدهر فرق وهو أن الدهر يقتضي أنه أوقات متوالية مختلفة على ما ذكرنا (1) ولهذا قال الله عزوجل حاكيا عن الدهريين " وما يهلكنا إلا الدهر " (2) أي يهلكنا الدهر بإختلاف أحواله، والدهر أيضا لا يكون إلا ساعات قليلة ويكون الحين كذلك.
817 - الفرق بين الحيوان والحي: أن الحيوان هو الحي ذو الجنس ويقع على الواحد والجمع، وأما قوله تعالى " وان الدار الآخرة لهي الحيوان " (3) فقد قال بعضهم يعني البقاء يريد أنها باقية، ولا يوصف الله تعالى بأنه حيوان لانه ليس بذي جنس.
818 - الفرق بين الحي والحيوان: (817) .
__________
(1) في العدد 927.
(2) الجاثية 45: 24.
(3) العنكبوت 29: 64.
(*)
(1/208)
* (خ) *
819 - الفرق بين الخاص والخصوص: (851) .
820 - الفرق بين الخاطر والذكر: أن الخاطر يكون ابتداء ويكون عن عزوب، والذكر لا يكون إلا عن عزوب لانه إنما يذكر ما عزب (1) عنه وهو عرض ينافي النسيان.
821 - وأما الفرق بين الخاطر والذكر: فإن الخاطر مرور المعنى على القلب، والذكر حضور المعنى في النفس.
822 - الفرق بين الخاطر والنظر: أن الخاطر مرور معنى بالقلب بمنزلة خطاب مخاطب يحدث بضروب الاحاديث، والخواطر تنقسم بحب المعاني إذ كل معنى فله خاطر يختصه يخالف جنس ما يختص غيره ومن كمال العقل تصرف القلب بالخواطر ولا يصح التكليف إلا مع ذلك، وعند أبي علي: أن الخاطر جنس من الاعراض لا يوجد إلا في قلب حيوان وأنه شئ بين الفكر والذكر لان الذكر علم والفكر جنس من النظر الذي هو سبب العلم، والخواطر تنبه على الاشياء وتكون ابتداء ولا تولد علما، ومنزلة الخاطر في ذلك منزلة التخيل في أنه بين العلم والطن لانه تمثل
__________
(1) أي بعد.
(*)
(1/209)
شئ من غير حقيقة، وعند البلخي رحمه الله أنه كلام يحدثه الله تعالى في سمع الانسان أو يحدثه الملك أو الشيطان فإذا كان من الشيطان سمي
وسواسا، وإلى هذا ذهب أبو هاشم رحمه الله، والذي يدل علي أن الخاطر ليس بكلام ما يدل من أفعال الاخرس خطور الخواطر بقلبه وهو لا يعرف الكلام أصلا ولا يعرف معانيه، وعن إبراهيم: أنه لابد من خاطرين أحدهما يأمر بالاقدام والآخر بالكف ليصح الاختيار، وعن إبن الراوندي: أن خاطر المعصية من الله تعالى وأن ذلك كالعقل والشهوة لان الشهوة ميل الطبع المشتهي، والعقل التمييز بين الحسن والقبيح.
823 - الفرق بين الخالص والمحض: (1961) .
824 - الفرق بين الخالي والماضي: أن الخالي يقتضي خلو المكان منه وسواء خلا منه بالغيبة أو بالعدم ومنه لا يخلو الجسم من حركة أو سكون لامتناع خلو المكان منهما وأما لا يخلو الشئ من أن يكون موجودا أو معدوما فمعناه أنه لا يخلو من أن يصح له معنى إحدى الصفتين.
825 - الفرق بين الخبث والحدث: (698) .
826 - الفرق بين الخبر والامر: (287) .
827 - الفرق بين الخبر والبشارة: (396) .
828 - الفرق بين الخبر وبن الحديث: أن الخبر هو القول الذي يصح وصفه بالصدق والكذب ويكون الاخبار به عن نفسك وعن غيرك واصله ان يكون الاخبار به عن غيرك وما به (1) صار الخبر خبرا هو معنى غير
__________
(1) " له خ ل ".
(*)
(1/210)
صيغته لانه يكون على صيغة ما ليس بخبر كقولك رحم الله زيدا والمعنى اللهم إرحم زيدا.
والحديث في الاصل هو ما تخبر به عن
نفسك من غير أن تسنده إلى غيرك وسمي حديثا لانه لا تقدم له وإنما هو شئ حدث لك فحدثت به ثم كثر إستعمال اللفظين حتى سمي كل واحد منهما بإسم الآخر فقيل للحديث خبر وللخبر حديث، ويدل على صحة ما قلنا أنه يقال فلان يحدث عن نفسه بكذا وهو حديث النفس ولا يقال يخبر عن نفسه ولا هو خبر النفس، وإختار مشايخنا قولهم إن سأل سائل فقال أخبروني ولم يختاروا حدثوني لان السؤال إستخبار والمجيب مخبر، ويجوز أن يقال إن الحديث ما كان خبرين فصاعدا إذا كان كل واحد منهما متعلقا بالآخر فقولنا رأيت زيدا خبر، ورأيت زيدا منطلقا حديث، وكذلك قولك رأيت زيدا وعمرا حديث مع كونه خبرا.
829 - الفرق بين الخبر والشهادة: (1222) .
830 - الفرق بين الخبر والعلم: أن الخبر هو العلم بكنه المعلومات على حقائقها ففيه معنى زائد على العلم، قال أبو أحمد بن أبي سلمة رحمه الله: لا يقال منه خابر لانه من باب فعلت مثل طرقت وكرمت وهذا غلط لان فعلت لا يتعدى وهذه الكلمة تتعدى به وإنما هو من قولك خبرت الشئ إذا عرفت حقيقة خبره وأنا خابر وخبير من قولك خبرت الشئ إذا عرفت حقيقة خبره وأنا خابر وخبير من قولك خبرت الشئ إذا عرفته مبالغة مثل عليم وقدير ثم كثر حتى استعمل في معرفة كنهه وحقيقته قال كعب الاشقري (1) :
__________
(1) " الاسقري خ ل ".
(*)
(1/211)
وما جاءنا من نحو أرضك خابر * ولا جاهل إلا يذمك يا عمرو
831 - الفرق بين الخبر والنبأ (2133) .
832 - الفرق بين الختم والرسم: أن الختم ينبئ عن إتمام الشئ وقطع فعله وعمله تقول ختمت القرآن أي أتممت حفظه وقرأته وقطعت قراءته وختمت الكبر لانه آخر ما يفعل به لحفظه ولا ينبئ الرسم عن ذلك وإنما الرسم إظهار الاثر بالشئ ليكون علامة فيه وليس يدل على تمامه ألا ترى أنك تقول ختمت القرآن ولا تقول رسمته فإن أستعمل الرسم في موضع الختم في بعض المواضع فلقرب معناه من معناه، والاصل في الختم ختم الكتاب لانه يقع بعد الفراغ منه ومنه قوله تعالى " اليوم نختم على أفواههم " (1) .
منع وقوله تعالى " ختم الله على قلوبهم " (2) ليس بمنع ولكنه ذم بأنها كالممنوعة من قبول الحق على أن الرسم فارسي معرب لا أصل له في العربية فيجوز أن يكون بمعنى الختم لا فرق بينهما لانهما لغتان.
833 - الفرق بين الختم والطبع: (1339) .
834 - الفرق بين الخجل والحياء: أن الخجل معنى يظهر في الوجه لغم يلحق القلب عند ذهاب حجة أو ظهور على ريبة وما أشبه ذلك فهو شئ تتغير به الهيبة، والحياء هو الارتداع بقوة الحياء ولهذا يقال فلان يستحي في هذا الحال أن يفعل كذا، ولا يقال يخجل أن يفعله في هذه الحال لان هيئته لا تتغير منه قبل أن يفعله فالخجل مما كان والحياء مما يكون،
__________
(1) يس 36: 65.
(2) البقرة 2: 7.
(*)
(1/212)
وقد يستعمل الحياء موضع الخجل توسعا، وقال الانباري: أصل الخجل في اللغة الكسل والتواني وقلة الحركة في طلب الرزق ثم كثر إستعمال العرب له حتى أخرجوه على معنى الانقطاع في الكلام، وفي الحديث
" إذا جعتن وقعتن وإذا شبعتن خجلتن " وقعتن أي ذللتن وخجلتن كسلتن، وقال أبو عبيدة: الخجل هاهنا الاشر وقيل هو سوء إحتمال العناء وقد جاء عن العرب الخجل بمعنى الدهش قال الكميت: فلم يدفعوا عندنا ما لهم * لوقع الحروب ولم يخجلوا أي لم يقوا دهشين مبهوتين.
835 - الفرق بين الخدع والغرور: (1541) .
836 - الفرق بين الخدع والكيد: أن الخدع هو إظهار ما ينطق خلافه أراد إجتلاب نفع أو دفع ضر، ولا يقتضي أن يكون بعد تدبر ونظر وفكر ألا ترى أنه يقال خدعه في البيع إذا غشه من جشاء وهمه الانصاف وإن كان ذلك بديهة من غير فكر ونظر، والكيد لا يكون إلا بعد تدبر وفكر ونظر، ولهذا قال أهل العربية: الكيد التدبير على العدو وإرادة إهلاكه، وسميت الحيل التي يفعلها أصحاب الحروب بقصد إهلاك أعدائهم مكايد لانها تكون بعد تدبر ونظر، ويجئ الكيد بمعنى الارادة وهو قوله تعالى " كذلك كدنا ليوسف " (1) أي أردنا، ودل على ذلك بقوله " إلا أن يشاء الله " (2) وإن شاء الله بمعنى المشيئة، ويجوز أن يقال الكيد الحيلة التي تقرب وقوع المقصود به من المكروه وهو من قولهم كاد يفعل كذا أي قرب إلا أنه قيل في هذا يكاد وفي الاولى يكيد للتصرف في
__________
(1) يوسف 12: 76.
(2) الانسان 76: 30.
(*)
(1/213)
الكلام والتفرقة بين المعنيين، ويجوز أن يقال إن الفرق بين الخدع والكيد أن الكيد إسم لفعل المكروه بالغير قهرا تقول كايدني فلان أي ضرني قهرا، والخديعة إسم لفعل المكروه بالغير من غير قهر بل بأن يريد بأنه
ينفعه، ومنه الخديعة في المعاملة وسمى الله تعالى قصد أصحاب الفيل مكة كيدا في قوله تعالى " ألم يجعل كيدهم في تضليل " (1) وذلك أنه كان على وجه القهر.
837 - الفرق بين الخدمة والطاعة: أن الخادم هو الذي يطوف على الانسان متحققا في حوائجه ولهذا لا يجوز أن يقال إن العبد يخدم الله تعالى، وأصل الكلمة إلاطافة بالشئ ومنه سمي الخلخال خدمة ثم كثر ذلك حتى سمي الاشتغال بما يصلح به شأن المخدوم خدمة وليس ذلك من الطاعة والعبادة في شئ ألا ترى انه يقال فلان يخدم المسجد إذا كان يتعهده بتنظيف وغيره، وأما الحفد فهو السرعة في الطاعة ومنه قوله تعالى " بنين وحفدة " (2) وقولنا في القنوت وإليك نسعى ونحفد.
838 - الفرق بين الخرص والكذب: أن الخرص هو الحزر وليس من الكذب في شئ والخرص ما يحزر من الشئ يقال كم خرص نخلك أي كم يجئ من ثمرته وإنما أستعمل الخرص في موضع الكذب لان الخرص يجري على غير تحقيق فشبه بالكذب وأستعمل في موضعه، وأما التكذيب فالتصميم على أن الخبر كذب بالقطع عليه ونقيضه التصديق ولا تطلق صفة المكذب إلا لمن كذب بالحق لانها صفة ذم ولكن إذا قيدت فقيل مكذب بالباطل كان ذلك مستقيما وإنما صار المكذب صفة ذم وإن
__________
(1) الفيل 105: 2.
(2) النحل 16: 72.
(*)
(1/214)
قيل كذب بالباطل لانه من أصل فاسد وهو الكذب فصار الذم أغلب عليه كما أن الكافر صفة ذم وإن قيل كفر بالطاغوت لانه من أصل فاسد وهو الكفر.
839 - الفرق بين الخروج والفسق: (1620) .
840 - الفرق بين الخزي والذل: أن الخزي ذل مع إفتضاح وقيل هو الانقماع لقبح الفعل، والخزاية الاستحياء، لانه إنقماع عن الشئ لما فيه من العيب قال إبن درستويه: الخزي الاقامة على السوء خزي يخزي خزيا وإذا إستحيا من سوء فعله أو فعل به قيل خزي يخزي خزاية لانهما في معنى واحد وليس ذلك بشئ لان الاقامة على السوء والاستحياء من السوء ليسا بمعنى واحد.
841 - الفرق بين الخسران والوضيعة: (2318) .
842 - الفرق بين الخسوب والكسوف (1) : الغالب نسبة الكسوف إلى الشمس والخسوف إلى القمر، وعليه جرى قول جرير (2) .
والشمس كاسفة ليست بطالعة * تبكي عليك نجوم الليل والقمر وقد يطلق الكسوف عليهما معا.
وكذا الخسوف.
(اللغات) .
843 - الفرق بين الخشوع والتواضع (3) : قال الراغب في الفرق بينهما: إن التواضع يعتبر بالاخلاق والافعال الظاهرة والباطنة.
__________
(1) الخسوف والكسوف.
في الكليات 4: 125.
والمفردات: 212.
والفرائد: 79.
(2) ديوان جرير 2: 736.
والبيت في رثاء عمر بن عبد العزيز.
(3) التواضع والخشوع في مفردات الراغب: 213.
والكليات 2: 305.
والفرائد: 49.
(*)
(1/215)
والخشوع: يقال باعتبار الجوارح، ولذلك قيل: إذا تواضع القلب خشعت الجوارح.
(اللغات) .
844 - الفرق بين الخشوع والخضوع: أن الخشوع على ما قيل فعل يرى فاعليه أن من يخضع له فوقه وأنه أعظم منه، والخشوع في الكلام خاصة والشاهد
قوله تعالى " وخشعت الاصوات للرحمن " (1) وقيل هما من أفعال القلوب وقال إبن دريد: يقال خضع الرجل للمرأة وأخضع إذا ألان كلامه لها قال والخاضع المطأطئ رأسه وعنقه وفي التنزيل " فظلت أعناقهم لها خاضعين " (2) وعند بعضهم أن الخشوع لا يكون إلا مع خوف الخاشع المخشوع له ولا يكون تكلفا ولهذا يضاف إلى القلب فيقال خشع قلبه وأصله البس ومنه يقال قف خاشع للذي تغلب عليه السهولة، والخضوع هو التطامن والتطأطوء ولا يقتضي أن يكون معه خوف، ولهذا لا يجوز إضافته إلى القلب فيقال خضع قلبه وقد يجوز أن يخضع الانسان تكلفا من غير أن يعتقد أن المخضوع له فوقه ولا يكون الخشوع كذلك، وقال بعضهم الخضوع قريب المعنى من الخشوع إلا أن الخضوع في البدن والاقرار بالاستجداء والخشوع في الصوت.
845 - الفرق بين الخشوع والخضوع (3) : قال الفيروز آبادي (4) : الخشوع: الخضوع أو قريب من الخضوع أو هو في البدن.
والخشوع في الصوت والبصر.
__________
(1) طه 20: 108.
(2) الشعراء 26: 4.
(3) الخضوع والخشوع.
في الكليات 2: 35.
المفردات (الخشوع: 213 والخضوع: 215) .
والفرائد: 79.
(4) في القاموس (خ ش ع) .
(*)
(1/216)
وقال صاحب المحكم (1) : خشع يخشع خشوعا، [16 / أ] وتخشع رمى ببصره نحو الارض، وخفض صوته (2) .
وقيل: الخشوع قريب من الخضوع إلا أن الخضوع في البدن والخشوع في الصوت والبصر، لقوله تعالى: " خاشعة أبصارهم " (3) وقوله:
" وخشعت الاصوات للرحمن " (4) .
انتهى.
قلت: ويناسب التفسير (5) الاول عبارة الدعاء في طلب التوبة في الصحيفة الشريفة: " فمثل بين يديك متضرعا، وغمض بصره إلى الارض متخشعا " (6) .
وقال البيضاوي: الخشوع: الاخبات، والخضوع: اللين والانقياد ولذلك يقال: الخشوع بالجوارح والخضوع بالقلب.
(اللغات) .
846 - الفرق بين الخشية والاتقاء: (36) .
847 - الفرق بين الخشية والشفقة: (1204) .
848 - الفرق بين الخشية والحذر والفزع والخوف: (883) .
849 - الفرق بين الخوف والخشية: أن الخوف يتعلق بالمكروه وبترك المكروه
__________
(1) هو ابن سيدة الاندلسي (ت 456 هـ) صاحب كتاب (المحكم والمحيط الاعظم) وهو معجم نهج فيه نهج الخليل في العين.
طبع منه سبعة أجزاء كبار في القاهرة بمطبعة مصطفى الحلبي، الازهر الشريف (2) النص في المحكم 1: 68.
(3) القلم 68: 43.
(4) طه 20: 108.
(5) في خ: تفسيره الاول.
(6) الصحيفة السجادية الكاملة: 124.
(7) البيضاوي: أبو سعيد أو أبو الخير، ناصر الدين البيضاوي.
قاض، مفسر، ولد بالمدينة البيضاء بفارس قرب شيراز، وعمل بالقضاء مدة.
ونزل تبريز، وفها مات سنة 685.
من مؤلفاته: أنوار التنزيل وأسرار التأويل، ويعرف بتفسير البيضاوي وله كتب اخرى.
(*)
(1/217)
تقول خفت زيدا كما قال تعالى " يخافون ربهم من فوقهم " (1) وتقول خفت المرض كما قال سبحانه " ويخافون سوء الحساب " (2) والخشية تتعلق بمنزل المكروه ولا يسمى الخوف من نفس المكروه خشية ولهذا قال
" ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب " (3) فإن قيل أليس قد قال " إني خشيت أن تقول فرقت بين بني اسرائيل " (4) قلنا إنه خشي القول المؤدي إلى الفرقة والمؤدي إلى الشئ بمنزلة من يفعله وقال بعض العلماء يقال خشيت زيدا ولا يقال خشيت ذهاب زيد فإن قيل ذلك فليس على الاصل ولكن على وضع الخشية مكان الخوف، وقد يوضع الشئ مكان الشئ إذا قرب منه.
850 - الفرق بين الخوف والخشية (5) : ذكر المحقق الطوسي في بعض مؤلفاته ما حاصله: أن الخوف والخشية وإن كانا في اللغة بمعنى واحد إلا أن بين خوف الله وخشيته وفي عرف أرباب القلوب فرقا وهو أن [15 / ب] الخوف تألم النفس من العقاب المتوقع بسبب ارتكاب المنهيات، والتقصير في الطاعات.
وهو يحصل لاكثر الخلق وإن كانت مراتبه متفاوتة جدا، والمرتبة العليا منه لا تحصل إلا للقليل.
والخشية: حالة تحصل عند الشعور بعظمة الخالق وهيبته وخوف الحجب عنه، وهذه حالة لا تحصل إلا لمن اطلع على حال الكبرياء وذاق لذة القرب، ولذا قال تعالى: " إنما يخشى الله من عباده العلماء " (6) .
__________
(1) النحل 16: 50.
(2) الرعد 13: 21.
(3) الرعد 13: 21.
(4) طه 20: 94.
(5) الخوف والخشية.
في الكليات 2: 301 - 302.
والمفردات (الخوف 209، والخشية 213) .
- والتعريفات (الخوف 107، والخشية 294) .
والفرائد: 85.
(6) فاطر 35 (*)
(1/218)
فالخشية: خوف خاص، وقد يطلقون عليها الخوف.
انتهى كلامه.
قلت: ويؤيد هذا الفرق أيضا قوله تعالى يصف المؤمنين " ويخشون
ربهم ويخافون سوء الحساب " (1) حيث ذكر الخشية في جانبه سبحانه والخوف في جانب الحساب (2) .
هذا وقد يراد بالخشية: الاكرام والاعظام، وعليه حمل قراءة من قرأ: " إنما يخشى الله من عباده العلماء " (3) برفع (الله) ونصب العلماء (4) .
(اللغات) .
851 - الفرق بين الخصوص والخاص: أن الخصوص يكون فيما يراد به بعض ما ينطوي عليه لفظه بالوضع، والخاص ما إختص بالوضع لا بإرادة، وقال بعضهم الخصوص ما يتناول بعض ما يتضمنه العموم أو جرى مجرى العموم من المعاني، وأما العموم فما إستغرق ما يصلح أن يستغرقه وهو عام، والعموم لفظ مشترك يقع على المعاني والكلام، وقال بعضهم الخاص ما يتناول أمرا واحدا بنفس الوضع، والخصوص أن يتناول شيئا دون غيره وكان يصح أن يتناوله وذلك الغير.
852 - الفرق بين الخضوع والاخبات: (83) .
__________
(1) الرعد 13: 21.
(2) في النسختين هنا: في آخر الآية: (العذاب) .
ورددت رسم الآية الكريمة إلى الاصل.
وورد في القرآن كثيرا (سوء العذاب) ولكن في غير هذه الآية المحتج بها.
(3) فاطر 35: 28.
(4) قال الزمخشري في الكشاف.
" فإن قلت: فما وجه قراءة من قرأ " إنما يخشى الله " بالرفع.
" من عباده العلماء " بالنصب، وهو عمر بن عبد العزيز، وتحكى عن أبي حنيفة.
قلت: الخشية في هذه القراءة استعارة.
والمعنى: إنما يجلهم ويعظمهم كما يجل المهيب المخشي من الرجال بين الناس من بين جميع عباده ".
(*)
(1/219)
853 - الفرق بين الخضوع والخشوع: (844) .
854 - الفرق بين الخضوع والذل: أن الخضوع ما ذكرناه والذل الانقياد كرها ونقيضه العز وهو الاباء والامتناع والانقياد على كره وفاعله ذليل، والذلال الانقياد طوعا وفاعله ذلول.
855 - الفرق بين الخطأ والاخطاء (1) : قال أبو عبيدة: خطأ، وأخطأ: بمعنى واحد: لمن يذنب على غير عمد.
وقال غيره: (خطأ) في الدين، و (أخطأ) في كل شئ عامدا كان أو غير عامد.
وقيل: خطأ: إذا تعمد ما نهي عنه، فهو خاطئ.
وأخطأ: إذا أراد الصواب فصار إلى غيره.
قلت: ويناسب المعنى الاخير عبارة الدعاء في الصحيفة الشريفة: " أنا المسئ المعترف الخاطئ " (2) .
فإنه عليه السلام أراد الاقرار على نفسه بالمعاصي متعمدا بقرينة ما بعده، وهو قوله عليه السلام: " أنا الذي عصاك متعمدا " (3) .
وقوله تعالى حكاية عن المؤمنين: " ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا " (4) .
[6 / أ] فإن المراد: المعاصي الواقعة عن عمد، لان الصادر عن غير عمد لا (5) مؤاخذة عليه، فلا يناسبه استدعاء المغفرة مع أنه قد سبق سؤال عدم المؤاخذة عليه في قولهم: " ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو
__________
(1) الاخطاء والخطأ في الكليات 3: 295.
والفرائد: 9.
(2) الصحيحة السجادية الكاملة: 194.
(3) الصحيفة السجادية الكاملة: 194.
(4) آل عمران 3: 147.
(5) في خ: ما لا مؤاخذة.
(*)
(1/220)
أخطأنا " (1) (اللغات) .
856 - الفرق بين الخطأ والخطاء: أن الخطأ هو أن يقصد الشئ فيصيب غيره ولا يطلق إلا في القبيح فإذا قيد جاز أن يكون حسنا مثل أن يقصد القبيح فيصيب الحسن فيقال أخطأ ما أراد وإن لم يأت قبيحا، والخطاء تعمد الخطأ فلا يكون إلا قبيحا والمصيب مثل المخطئ إذا أطلق لم يكن إلا ممدوحا وإذا قيد جاز أن يكون مذموما كقولك مصيب في رميه وإن كان رميه قبيحا فالصواب لا يكون إلا حسنا والاصابة تكون حسنة وقبيحة والخاطئ في الدين لا يكون إلا عاصيا لانه قد زل عنه لقصده غيره، والمخطئ يخالفه لانه قد زل عما قصد منه وكذلك يكون المخطئ من طريق الاجتهاد مطيعا لانه قصد الحق وإجتهد في إصابته.
857 - الفرق بين الخطاء والخطأ: (856) .
858 - الفرق بين الخطأ والذنب (2) : الفرق بينهما أن الذنب يطلق على ما يقصد بالذات، وكذا السيئة والخطيئة تغلب على ما يقصد بالعرض، لانها من الخطأ، كمن رمى صيدا فأصاب إنسانا، أو شرب مسكرا فجنى جناية في سكره.
(3) * وقيل: الخطيئة: السيئة الكبيرة، لان الخطأ بالصغيرة أنسب والسوء بالكبيرة ألصق *.
وقيل الخطيئة ما كان بين الانسان وبين الله تعالى، والسيئة ما كان
__________
(1) البقرة 2: 286.
(2) الخطأ والذنب.
في الكليات (الخطأ 2: 295، والذنب 1: 42) .
والمفردات (الذنب 262 والخطأ 216) .
(3) ما بين نجمتين من خ فقط، وسقط من ط.
(*)
(1/221)
بينه وبين العباد (اللغات) .
859 - الفرق بين الخطأ والغلط: (1565) .
860 - الفرق بين الخطأ واللحن: (1855) .
861 - الفرق بين الخطر والغرر: (1540) .
862 - الفرق بين خطل اللسان وزلق اللسان: أنه يقال فلان خطل اللسان إذا كان سفيها لا يبالي ما يقول وما يقال له قال أبو النجم: * أخطل والدهر كثير خطله * أي لا يبالي ما أتى به من المصائب وأصله من إسترخاء الاذن ثم أستعمل فيما ذكرناه (1) ، والزلق اللسان الذي لا يزال يسقط السقطة ولا يريدها ولكن تجري على لسانه.
863 - الفرق بين الخطيئة والاثم: أن الخطيئة قد تكون من غير تعمد ولا يكون الاثم إلا تعمدا، ثم كثر ذلك حتى سميت الذنوب كلها خطايا كما سميت إسرافا، وأصل الاسراف مجاوزة الحد في الشئ.
864 - الفرق بين الخلافة والامامة (2) : قال الطبرسي: الخليفة والامام واحد، إلا أن بينهما فرقا، فالخليفة من استخلف في الامر مكان من كان (3) قبله، فهو مأخوذ من أنه خلف غيره، وقام مقامه.
والامام: مأخوذ من التقدم، فهو المتقدم فيما يقتضي (4) وجوب الاقتداء بغيره، وفرض طاعته فيما تقدم فيه.
(اللغات) .
__________
(1) مذاكرة.
(2) الامامة والخلافة في الكليات (الامامة 1: 310 والخلافة 2: 229) .
ومجمع البيان للطبرسي 1: 73.
(3) كلمة (كان) سقطت من خ.
(4) في مجمع البيان: يقضي.
(*)
(1/222)
865 - الفرق بين الخلاق والنصيب: أن الخلاق النصيب الوافر من الخير خاصة بالتقدير لصاحبه أن يكون نصيبا له لان إشتقاقه من الخلق وهو التقدير
ويجوز أن يكون من الخلق لانه مما يوجبه الخلق الحسن.
866 - الفرق بين الخلة والصداقة: (1250) .
867 - الفرق بين الخلة والفقر: أن الخلة الحاجة والمختل المحتاج وسميت الحاجة خلة لاختلال الحال بها كأنما صار بها خلل يحتاج إلى سده والخلة أيضا الخصلة التي يختل إليها أي يحتاج، والخلة المودة التي تتخلل الاسرار معها بين الخليلين، وسمي الطريق في الرمل خلا لانه يتخلل لانعراجه، والخل الذي يصطبغ به لانه يتخلل ما عين فيه بلطفه وحدته وخللت الثوب خلا وخللا وجمع الخلل خلال وفي القرآن " فترى الودق يخرج من خلاله " (1) والخلال ما يخل به الثوب وما يخرج به الشئ من خلل الاسنان فالفقر أبلغ من الخلة لان الفقر ذهاب المال والخلة الخلل في المال.
868 - الفرق بين الخلط واللبس: (1854) .
869 - الفرق بين الخلف والخلف: أنه يقال لمن جاء بعد الاول خلف شرا كان أو خيرا والدليل على الشر قول لبيد: * وبقيت في خلف كجلد الأجرب * وعلى الخير قول حسان: لنا القدم الاعلى عليك وخلفنا * لاولنا في طاعة الله تابع
__________
(1) النور 24: 43 - الروم 30: 48.
(*)
(1/223)
والخلف بالتحريك ما أخلف عليك بدلا مما أخذ منك.
870 - الفرق بين الخلف والكذب (1) : قال في أدب الكاتب: الكذب فيما مضى، وهو أن تقول فعلت كذا، ولم تفعله! والخلف لما (2) يستقبل: وهو
أن تقول: سأفعل كذا - ولا نفعله - انتهى.
قلت: ويرشد إليه قوله تعالى: " والله يشهد إن المنافقين لكاذبون " (3) .
أي فيما أخبروا به من إيمانهم فيما مضى.
وقوله تعالى: " فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله " (4) .
أي فيما وعدهم بالنصر وإهلاك أعدائهم في المستقبل.
(اللغات) .
871 - الفرق بين الخلق والاختلاق: (100) .
872 - الفرق بين الخلق والبرء: (379) .
873 - الفرق بين الخلق والذرء: (939) .
874 - الفرق بين الخلق والتغيير والفعل: أن الخلق في اللغة التقدير يقال خلقت الاديم إذا قدرته خفا أو غيره وخلق الثوب وأخلق لم يبق منه إلا تقديره، والخلقاء الصخرة الملساء لاستواء أجزائها في التقدير واخلولق السحاب استوى وانه لخليق بكذا أي شبيه به كأن ذلك مقدر فيه، والخلق العادة التي يعتادها الانسان ويأخذ نفسه بها على مقدار بعينه، فإن
__________
(1) الخلف والكذب.
في أدب الكاتب: 33، ونقل المصنف عنه.
والمادة في الكليات (الخلف 2: 300 والكذب 3: 109) .
والمفردات (الخلف: 222، والكذب 643) .
(2) في ط: والخلف فيما يستقبل.
(3) المنافقون 63: 1.
(4) إبراهيم 14: 47.
(*)
(1/224)
زال عنه إلى غيره قيل تخلق بغير خلقه، وفي القرآن " إن هذا إلا خلق الاولين " (1) قال الفراء يريد عادتهم: والمخلق التام الحسن لانه قدر تقديرا حسنا، والمتخلق المعتدل في طباعه، وسمع بعض الفصحاء كلاما حسنا فقال هذا كلام مخلوق، وجميع ذلك يرجع إلى التقدير، والخلوق من
الطيب أجزاء خلطت على تقدير، والناس يقولون لا خالق إلا الله والمراد أن هذا اللفظ لا يطلق إلا لله إذ ليس أحد إلا وفي فعله سهو أو غلط يجري منه على غير تقدير غير الله تعالى كما تقول لا قديم إلا الله وإن كنا نقول هذا قديم لانه ليس يصح قول لم يزل موجودا إلا الله.
875 - الفرق بين الخلق والكسب: (1817) .
876 - الفرق بين الخلق والناس: (2128) .
877 - الفرق بين قولنا الجسم لا يخلو من كذا ولا ينفك من كذا وقولنا لا ببرح ولا يزال ولا يعرى: أن قولنا لا يخلو يستعمل فيما لا يكون هيئة يشاهد عليها كالطعوم والروائح وما جرى مجراها لان الشئ يخلو من الشئ إذا كان كالطرف له ولهذا يقال خلا البيت من فلان ومن كذا ولا يقال عري منه لان العري إنما هو مما يكون هيئة يشاهد عليها كالالوان ونحوها، وأصله من قولك عري زيد من ثيابه لان الثياب كالهيئة له ولا يقال خلا منها، والانفكاك إنما يستعمل في المتجاوزين أو ما في حكمهما لان أصله من التفكك وهو انما يكون بين الاشياء الصلبة المؤلفة، ولهذا يستعمل المتكلمون الانفكاك في الاجتماع والالوان لان ذلك في حكم المجاورة
__________
(1) الشعراء 26: 137.
(*)
(1/225)
ويستعمل في الافتراق أيضا لان الافتراق يقع مع الاجتماع في اللفظ كثيرا وإذا قرب اللفظ من اللفظ في الخطاب اجري مجراه في أكثر الاحوال.
878 - الفرق بين الخلود والبقاء: أن الخلود إستمرار البقاء من وقت مبتدأ على ما وصفنا (1) ، والبقاء يكون وقتين فصاعدا، وأصل الخلود اللزوم ومنه
أخلد إلى الارض وأخلد إلى قوله أي لزم معنى ما أتى به فالخلود اللزوم المستمر ولهذا يستعمل في الصخور وما يجري مجراه ومنه قول لبيد: * حمر خوالد ما يبين كلامها * وقال علي بن عيسى: الخلود مضمر بمعنى في كذا ولهذا يقال خلده في الحبس وفي الديوان، ومن أجله قيل للاثافي خوالد فإذا زالت لم تكن خوالد، ويقال لله تعالى دائم الوجود ولا يقال خالد الوجود.
879 - الفرق بين الخلود والدوام: (929) .
880 - الفرق بين قولك خليق به جدير به وحري به وقمين به: (1746) .
881 - الفرق بين الخنزوانة والنخوة: أن الخنزوانة هو أن يشمخ أنفه من الكبر ويفتح منخره، ولهذا يقال في أنفه خنزوانة ولا يقال في أنفه نخوة ويقال أيضا في رأسه خنزواتة إذا مال رأسه من الكبر شبهها بإمالة أنفه.
882 - الفرق بين الخوف والبأس: (353) .
883 - الفرق بين الخوف والحذر والخشية والفزع: أن الخوف توقع الضرر
__________
(1) في العدد 929.
(*)
(1/226)
المشكوك في وقوعه ومن يتيقن الضرر لم يكن خائفا له وكذلك الرجاء لا يكون إلا مع الشك ومن تيقن النفع لم يكن راجيا له، والحذر توقي الضرر وسواء كان مظنونا أو متيقنا، والحذر يدفع الضرر، والخوف لا يدفعه ولهذا يقال خذ حذرك ولا يقال خذ خوفك.
884 - الفرق بين الخوف والرهبة: (1028) .
885 - الفرق بين الخوف والخشية: (849) .
886 - الفرق بين الخوف والفزع والهلع: (1615) .
887 - الفرق بين الخوف والهول: (2272) .
888 - الفرق بين الخوف والوجل: أن الخوف خلاف الطمائنينة وجل الرجل يوجل وجلا إذا قلق ولم يطمئن ويقال انا من هذا على وجل ومن ذلك (1) على طمأنينة ولا يقال على خوف في هذا الموضع، وفي القرآن " الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم " (2) أي إذا ذكرت عظمة الله وقدرته لم تطمئن قلوبهم إلى ما قدموه من الطاعة وظنوا أنهم مقصرون فاضطربوا من ذلك وقلقوا فليس الوجل من الخوف في شئ، وخاف متعد ووجل غير متعد وصيغتاهما مختلفتان أيضا وذلك يدل على فرق بينهما في المعنى.
889 - الفرق بين الخول والعبيد: أن الخول هم الذين يختصون بالانسان من جهة الخدمة والمهنة ولا تقتضي الملك كما تقتضيه العبيد (3) ولهذا لا يقال
__________
(1) " ومن هذا خ ل ".
(2) الانفال 8: 2.
(3) " كما يقتضي العبد خ ل ".
(*)
(1/227)
الخلق خول الله كما يقال عبيده (1) .
890 - الفرق بين الخيانة والسرقة (2) : قال ابن قتيبة: لا يكاد الناس يفرقون بين الخائن والسارق.
والخائن الذي ائتمن فأخذ (3) ، قال النمر بن تولب (4) : وإن بني ربيعة بعد وهب * كراعي البيت يحفظه فخانا! والسارق من سرقك (5) سرا بأي وجه كان، يقال: كل خائن سارق، وليس كل سارق خائنا.
والغاصب: الذي جاهرك ولم يستتر، والقطع في السرقة (6) دون الخيانة والغصب.
إنتهى.
(اللغات) .
891 - الفرق بين الخيبة والقنوط واليأس: (1749) .
892 - الفرق بين الخيبة واليأس: (1750) .
893 - الفرق بين الخير والبر: (383) .
894 - الفرق بين الخير والصلاح: (1285) .
895 - الفرق بين الخير والمنفعة: (2093) .
__________
(1) " هم عبيده خ ل ".
(2) الخيانة والسرقة.
أدب الكاتب: 34، وعنه أخذ المصنف.
- والمادة في المفردات (الخيانة 230، والسرقة 338) .
والتعريفات: 123.
(3) في أدب الكاتب: الذي ائتمن فأخذ فخان.
(4) ديوان النمر بن تولب: 122.
(5) في ط: من سرق سرا.
(6) في أدب الكاتب: في السرق.
(*)
(1/228)
896 - الفرق بين الخير والنعمة: أن الانسان يجوز أن يفعل بنفسه الخير كما يجوز أن ينفعها ولا يجوز أن ينعم عليها فالخير والنفع من هذا الوجه متساويان، والنفع هو إيجاب اللذة بفعلها أو السبب إليها ونقيضه الضر وهو إيجاب الالم بفعله أو التسبب إليه.
(*)
(1/229)
* (د) *
897 - الفرق بين الدائم والسرمد: (1099) .
898 - الفرق بين الدأب والعادة: (10381) .
899 - الفرق بين الدراية والعلم: أن الدراية فيما قال أبو بكر الزبيري (1) : بمعنى الفهم قال وهو لنفي السهو عما يرد على الانسان فيدريه أي يفهمه،
وحكي عن بعض أهل العربية: أنها مأخوذة من دريت إذا اختلت وأنشد: * يصيب فما يدري ويخطي فما درى * أي ما اختل فيه يفوته وما طلبه من الصيد بغير ختل يناله، فإن كانت مأخوذة من ذاك فهو يجري مجرى ما يفطن الانسان له من المعرفة التي تنال غيره فصار ذلك كالختل منه للاشياء، وهذا لا يجوز على الله سبحانه وتعالى، وجعل أبو علي رحمة الله: الدارية مثل العلم وأجازها على الله واحتج بقول الشاعر: * لاهم لا أدري وأنت الداري * وهذا صحيح لان الانسان إذا سئل عما لا يدري فقال لا أدري فقد أفاد هذا القول منه معنى قوله لا أعلم لانه لا يستقيم أن يسأل عما لا يعلم فيقول لا أفهم لان معنى قوله لا أفهم أي لا أفهم سؤالك وقوله لا أدري إنما هو لا أعلم ما جواب مسألتك، وعلى هذا يكون العلم
__________
(1) " الزهري خ ل ".
(*)
(1/230)
والدراية سواء لان الدراية علم يشتمل على المعلوم من جميع وجوهه وذلك أن الفعالة للاشتمال مثل العصابة والعمامة والقلادة، ولذلك جاء أكثر أسماء الصناعات على فعالة نحو القصارة والخياطة ومثل ذلك العباة لاشتمالها على ما فيها، فالدراية تفيد ما لا يفيده العلم من هذه الوجه والفعالة أيضا تكون للاستيلاء مثل الخلافة والامارة فيجوز أن تكون بمعنى الاستيلاء فتفارق العلم من هذه الجهة.
900 - الفرق بين الدرك والحس (يدرك ويحس) : (739) .
901 - الفرق بين الدعاء والمسألة: (1998) .
902 - الفرق بين الدعاء والامر (1) : قال الطبرسي (2) : الفرق بين الدعاء والامر أن في الامر ترغيبا في الفعل، وزجرا عن تركه، وله صيغة تنبئ
عنه، وليس كذلك الدعاء، وكلاهما طلب.
وأيضا فإن الامر يقتضي أن يكون المأمور دون الامر في الرتبة.
والدعاء يقتضي أن يكون فوقه.
(اللغات) .
903 - الفرق بين الدعاء والنداء: (2150) .
904 - الفرق بين الدفتر والصحيفة: أن الدفتر لا يكون إلا أوراقا مجموعة والصحيفة تكون ورقة واحدة تقول عندي صحيفة بيضاء فاذا قلت صحف أفدت أنها مكتوبة، وقال بعضهم يقال صحائف بيض ولا
__________
(1) الامر والدعاء في الكليات (الامر 1: 292، والدعاء 2: 333) .
والتعريفات: 38.
والفرائد: 20.
(2) مجمع البيان 1: 122.
(*)
(1/231)
يقال صحف بيض وانما يقال من صحائف إلى صحف ليفيد أنها مكتوبة، وفي القرآن (وإذا الصحف نشرت) (1) وقال أبو بكر: الصحيفة قطعة من أدم أبيض أو ورق يكتب فيه.
905 - الفرق بين الدفتر والكتاب: (1788) .
906 - الفرق بين الدفع والرد: (995) .
907 - الفرق بين الدلالة والاستدلال: أن الدلالة ما يمكن الاستدلال به، والاستدلال فعل المستدل ولو كان الاستدلال والدلالة سواء لكان يجب أن لو صنع جميع المكلفين للاستدلال على حدث العالم أن لا يكون في العالم دلالة على ذلك.
908 - الفرق بين دلالة الآية وتضمين الآية: أن دلالة الآية على الشئ هو ما يمكن الاستدلال به على ذلك الشئ كقوله الحمد لله يدل على معرفة الله إذا قلنا إن معنى قوله الحمد لله أمرا لانه لا يجوز أن يحمد من لا يعرف،
ولهذا قال أصحابنا: إن معرفة الله واجبة لان شكره واجب لانه لا يجوز أن يشكر من لا يعرف، وتضمين الآية هو إحتمالها للشئ بلا مانع ألا ترى أنه لو إحتملته لكن منع منه القياس أو سنة أو آية أخرى لم تتضمنه، ولهذا نقول إن قوله " السارق والسارقة فاقطعوا أيديهما " (2) لا يتضمن وجوب القطع على من سرق دانقا وإن كان محتملا لذلك لمنع السنة منه، وهذا واضح والحمد لله تعالى.
909 - الفرق بين الدلالة والامارة: أن الدلالة عند شيوخنا ما يؤدي النظر فيه إلى
__________
(1) التكوير 81: 10.
(2) المائدة 5: 38.
(*)
(1/232)
العلم، والامارة ما يؤدي النظر فيه إلى غلبة الظن لنحو ما يطلب به من جهة القبلة ويعرف به جزاء الصيد وقيم المتلفات، والظن في الحقيقة ليس يجب عن النظر في الامارة لوجوب النظر عن العلم في الدلالة وإنما يختار ذلك عنده فالامارة في الحقيقة ما يختار عنده الظن، ولهذا جاز إختلاف المجتهدين مع علم كل واحد منهم بالوجه الذي منه خالفه صاحبه كاختلاف الصحابة في مسائل الجد واختلاف آراء ذوي الرأي في الحروب وغيرها مع تقاربهم في معرفة الامور المتعلقة بذلك، ولهذا تستعمل الامارة فيما كان عقليا وشرعيا.
910 - الفرق بين الدلالة والبرهان: (388) .
911 - الفرق بين الدلالة والحجة: قال بعض المتكلمين الادلة تنقسم أقساما وهي دلالة العقل ودلالة الكتاب ودلالة السنة ودلالة الاجماع ودلالة القياس، فدلالة العقل ضربان أحدهما ما أدى النظر فيه إلى العلم بسوى المنظور فيه أو بصفة لغيره، والآخر ما يستدل به على صفة له اخرى
وتسمى طريقة النظر ولا تسمى دلالة لانه يبعد أن يكون الشئ دلالة على نفسه أو على بعض صفات نفسه فلا يبعد أن يكون يدل على غيره وكل ذلك يسم حجة فافترقت الحجة والدلالة من هذا الوجه، وقال قوم لا يسميان حجة ودلالة إلا بعد النظر فيهما وإذا قلنا حجة الله ودلالة الله فالمراد أن الله نصبهما وإذا قلنا حجة العقل ودلالة العقل فالمراد أن النظر فيهما يفضي إلى العلم من غير افتقار إلى أن ينصبهما ناصب، وقال غيره: الحجة هي الاستقامة في النظر والمضي فيه على سنن مستقيم من رد الفرع إلى الاصل وهي مأخوذة من الحجة وهي الطريق المستقيم وهذا هو فعله المستدل وليس من الدلالة في شئ، وتأثير الحجة في النفس كتأثير
(1/233)
البرهان فيها وإنما تنقصل الحجة من البرهان لان الحجة مشتقة من معنى الاستقامة في القصد حج يحج إذا استقام في قصده، والبرهان لا يعرف له إشتقاق وينبغي أن يكون لغة مفردة.
912 - الفرق بين الدلالة والشبهة: فيما قال بعض المتكلمين: أن النظر في الدلالة يوجب العلم، والشبهة يعتقد عندها أنها دلالة فيختار الجهل لا لمكان الشبهة ولا للنظر فيها، والاعتقاد هو الشبهة في الحقيقة لا المنظور فيه.
913 - الفرق بين الدلالة والعلامة: أن الدلالة على الشئ ما يمكن كل ناظر فيها أن يستدل بها عليه كالعالم لما كان دلالة على الخالق كان دالا عليه لكل مستدل به، وعلامة الشئ ما يعرف به المعلم له ومن شاركه في معرفته دون كل واحد كالحجر تجعله علامة لدفين تدفنه فيكون دلالة لك دون غيرك ولا يمكن غيرك أن يستدل به عليه إلا إذا وافقته على ذلك كالتصفيق تجعله علامة لمجئ زيد فلا يكون ذلك دلالة إلا لمن
يوافقك عليه، ثم يجوز أن تزيل علامة الشئ بينك وبين صاحبك فتخرج من أن تكون علامة له ولا يجوز أن تخرج الدلالة على الشئ من أن تكون دلالة عليه، فالعلامة تكون بالوضع والدلالة بالاقتضاء.
914 - الفرق بين الدلالة والعلة: (1484) .
915 - الفرق بين دلالة البرهان ودلالة الكلام: (916) .
916 - الفرق بين دلالة الكلام ودلالة البرهان: أن دلالة البرهان هي الشهادة للمقالة بالصحة، ودلالة الكلام إحضاره المعنى النفس من غير شهادة له بالصحة إلا أن يتضمن بعض الكلام دلالة البرهان فيشهد بصحة
(1/234)
المقالة، ومن الكلام ما يتضمن دلالة البرهان ومنه ما لا يتضمن ذلك إذ كل برهان فإنه يمكن أن يظهر بالكلام كما أن كل معنى يمكن ذلك فيه، والاسم دلالة على معناه، وليس برهانا على معناه وكذلك هداية الطريق دلالة عليه وليس برهانا عليه فتأثير دلالة الكلام خلاف تأثير دلالة البرهان.
917 - الفرق بين الدلالة والدليل: أن الدلالة تكون على أربعة أوجه أحدها ما يمكن أن يستدل به قصد فاعله ذلك أو لم يقصد، والشاهد أن أفعال البهائم تدل على حدثها وليس لها قصد إلى ذلك والافعال المحكمة دلالة على علم فاعلها وإن لم يقصد فاعلها أن تكون دلالة على ذلك، ومن جعل قصد فاعل الدلالة شرطا فيها احتج بأن اللص يستدل بأثره عليه ولا يكون أثره دلالة لانه لم يقصد ذلك فلو وصف بأنه دلالة لوصف هو بأنه دال على نفسه وليس هذا بشئ لانه ليس بمنكر في اللغة أن يسمى أثره دلالة عليه ولا أن يوصف هو بأنه دال على نفسه بل ذلك جائز في
اللغة معروف يقال قد دل الحارب على نفسه بركوبه الرمل ويقال أسلك الحزن لانه لا يدل على نفسك ويقولون إستدللنا عليه بأثره وليس له أن يحمل هذا على المجاز دون الحقيقة إلا بدليل ولا دليل، والثاني العبارة عن الدلالة يقال للمسؤول اعد دلالتك، والثالث الشبهة يقال دلالة المخالف كذا أي شبهته، والرافع الامارات يقول الفقهاء الدلالة من القياس كذا والدليل فاعل الدلالة ولهذا يقال لمن يتقدم القوم في الطريق دليل إذ كان يفعل من التقدم ما يستدلون به، وقد تسمى الدلالة دليلا مجازا، والدليل أيضا فاعل الدلالة مشتق من فعله، ويستعمل الدليل في العبارة والامارة ولا يستعمل في الشبه، والشبهة هي الاعتقاد الذي يختار صاحبه
(1/235)
الجهل أو يمنع من إختيار العلم وتسمى العبارة عن كيفية ذلك الاعتقاد شبهة أيضا وقد سمي المعنى الذي يعتقد عنده ذلك الاعتقاد شبهة فيقال هذه الحيلة شبهة لقوم إعتقدوها معجزة.
918 - الفرق بين الدلو والذنوب: أن الدلو تكون فارغة وملاى، والذنوب لا تكون إلا ملاى ولهذا سمي النصيب ذنوبا قال الشاعر: إنا إذا ساجلنا شريب * لنا ذنوب وله ذنوب فان أبى كان له القليب فلولا أنها مملؤة ما كان لقوله * لنا ذنوب وله ذنوب * معنى وكذا قوله علقمة: * فحق لساس من نداك ذنوب * ساجلنا شاركنا في الاستقاء بالسجال والذنوب تذكر وتؤنث وهكذا.
919 - الفرق بين الدليل والبرهان: (389) .
920 - الفرق بين الخطاب وفحوى الخطاب: (1595) .
921 - الفرق بين الدليل والدلالة: (917) .
922 - الفرق بين الدنو والقرب: أن الدنو لا يكون إلا في المسافة بين شيئين تقول داره دانية ومزاره دان، والقرب عام في ذلك وفي غيره تقول قلوبنا تتقارب ولا تقول تتدانى وتقول هو قريب بقلبه ولا يقال دان بقلبه إلا على بعد.
923 - الفرق بين الدنيا والعالم: أن الدنيا صفة والعالم إسم تقول العالم السفلي والعالم العلوي فتجعل العالم إسما وتجعل العلوي والسفلي صفة وليس في هذا إشكال فأما قوله تعالى " وللدار الآخرة خير " (1) ففيه حذف أي دار
__________
(1) الانعام 6: 32.
(*)
(1/236)
الساعة الآخرة وما أشبه ذلك.
924 - الفرق بين الدهر والأبد: أن الدهر أوقات متوالية مختلفة غير متناهية وهو في المستقبل خلاف قط في الماضي وقوله عزوجل " خالدين فيها أبدا " (1) حقيقة وقولك إفعل هذا مجاز والمراد المبالغة في إيصال هذا الفعل.
925 - الفرق بين الدهر والزمان (2) : هما في اللغة مترادفان.
وقيل: الدهر طائفة من الزمان غير محدودة، والزمان مرور الليالي والايام.
وقال الازهري (3) : الدهر عند العرب يطلق على الزمان، وعلى الفصل من فصول السنة، وعلى أقل من ذلك، ويقع على مدة الدنيا كلها.
قال: وسمعت غير واحد من العرب يقول: " أقمنا على ماء كذا دهرا، وهذا المرعى يكفينا دهرا ".
انتهى.
ولا يخفى أن إطلاق الدهر على الزمن القليل من باب المجاز والاتساع.
__________
(1) البينة 98: 8.
(2) الدهر والزمان.
في الكليات (الدهر 2: 330، والزمان 2: 331) .
والتعريفات (الدهر 111، والزمان 119) .
وفصل الازهري في تهذيب اللغة في الدهر والزمان (6: 191 - 195) .
والفرائد: 90.
المفردات (الدهر: 249) .
(3) الازهري هو أبو منصور محمد بن أحمد بن طلحة بن نوح بن الازهر.
ولد سنة 282 في هراة.
وقصد إلى الحج سنة 312 فأسره جماعة من الاعراب في فتنة القرمطي (وهو أبو طاهر سعيد الجنابي) ثم تخلص من الاسر ودخل بغداد، ورجع إلى هراة.
وتوفي سنة 370 أو 371.
- والازهري لغوي، أديب، مفسر.
من مؤلفاته (تهذيب اللغة) طبع في خمسة عشر جزء.
(*)
(1/237)
وقالت الحكماء: الدهر هو الآن الدائم الذي هو امتداد الحضرة الآلهية، وهو باطن الزمان، وبه يتجدد الازل والابد.
والزمان مقدار حركة الفلك (1) الاطلس.
وعند المتكلمين: الزمان عبارة عن متجدد معلوم يقدر به متجدد آخر موهوم، كما يقال: آتيك عند طلوع الشمس.
أن طلوع الشمس (2) معلوم: ومجيئه موهوم، فإذا قرن ذلك الموهوم بذلك المعلوم زال الابهام.
وقال ابن السيد (3) : الدهر مدة الاشياء الساكنة، والزمان: مدة الاشياء المتحركة، يقال: الزمان مدة الاشياء المحسوسة، والدهر: مدة الاشياء (4) المعقولة.
(اللغات) .
926 - الفرق بين الدهر والعصر: أن الدهر هو ما ذكرناه والعصر لكل مختلفين معناهما واحد مثل الشتاء والصيف والليلة واليوم والغداة والسحر يقال
لذلك كله العصر، وقال المبرد: في تأويل قوله عزوجل " والعصر إن الانسان لفي خسر " (5) قال العصر هاهنا الوقت قال ويقولون أهل هذا العصر كما يقولون أهل هذا الزمان، والعصر إسم للسنين الكثيرة قال الشاعر: أصبح مني الشباب قد نكرا * إن بان مني فقد ثوى عصرا
__________
(1) في خ: القلب.
وهو تحريف.
(2) عبارة (أن طلوع الشمس) لم ترد في خ وسقطت منه سهوا، بنقلة عين من الناسخ.
(3) ابن السيد البطليوسي، نسبته إلى مدينة بطليوس في غرب الاندلس.
وهو أبو محمد عبد الله بن محمد بن السيد، لغوي، أديب، أصولي، نحوي، مشتغل بالفقه، وله كتب كثيرة، أكثرها متداول، في أيدي الناس إلى اليوم.
منها كتاب شرح سقط الزند، والفرق بين الحروف الخمسة، والمثلث في اللغة، والانصاف (في أسباب الخلاف في فروع الفقه) .
ولد سنة 444 وتوفي سنة 521.
(4) في ط: الزمان.
والمثبت من: ط.
(5) العصر 103: 1 و 2.
(*)
(1/238)
وتقول عاصرت فلانا أي كنت في عصره أي زمن حياته.
927 - الفرق بين الدهر والمدة: أن الدهر جمع أوقات متوالية مختلفة كانت أو غير مختلفة ولهذا يقال الشتاء مدة ولا يقال دهر لتساوي أوقاته في برد الهواء وغير ذلك من صفاته، ويقال للسنين دهر لان أوقاتها مختلفة في الحر والبرد وغير ذلك، وأيضا من المدة ما يكون أطول من الدهر ألا تراهم يقولون هذه الدنيا دهور ولا يقال الدنيا مدد، والمدة والاجل متقاربان فكما أن من الاجل ما يكون دهورا فكذلك المدة.
928 - الفرق بين الدهش والحيرة: أن الدهش حيرة مع تردد واضطراب ولا يكون إلا ظاهرا ويجوز أن تكون الحيرة خافية كحيرة الانسان بين
أمرين تروى فيهما ولا يدري على أيهما يقدم ولا يظهر حيرته ولا يجوز أن يدهش ولا يظهر دهشته.
929 - الفرق بين الدوام والخلود: أن الدوام هو إستمرار البقاء في جميع الاوقات ولا يقتضي أن يكون في وقت دون وقت ألا ترى انه يقال ان الله لم يزل دائما ولا يزال، دائما والخلود هو إستمرار البقاء من وقت مبتدأ ولهذا لا يقال إنه خالد كما إنه دائم.
930 - الفرق بين الدولة والملك: (2068) .
931 - الفرق بين الدين والشريعة: (1201) .
932 - الفرق بين الدين والقرض: (1713) .
933 - الفرق بين الدين والملة: (2061) .
(*)
(1/239)
934 - الفرق بين الخلود والدوام (1) : قيل: الفرق بينهما أن الخلود يقتضي طول المكث في قولك فلان في الحبس، ولا يقتضي ذلك دوامه فيه، ولذلك وصف سبحانه بالدوام دون الخلود، إلا أن خلود الكفار في النار المراد به التأييد بلا خلاف بين الامة.
(اللغات) .
__________
(1) الخلود والدوام.
في الكليات 2: 277.
والمفردات (خلود: 220) .
والفرائد: 82.
(*)
(1/240)
* (ذ) *
935 - الفرق بين الذات والحقيقة: أنه لم يرف الشئ من لم يعرف ذاته.
وقد يعرف ذاته من لم يعرف حقيقته.
والحقيقة أيضا من قبيل القول على ما ذكرنا (1) وليست الذات كذلك والحقيقة عند العرب ما يجب على الانسان حفظه يقولون هو حامي الحقيقة وفلان لا يحمي حقيقته.
936 - الفرق بين الذات والروح والمهجة والنفس: (2101) .
937 - الفرق بين الذبح والقتل: أن الذبح عمل معلوم، والقتل ضروب مختلفة ولهذا منع الفقهاء عن الاجارة على قتل رجل قصاصا ولم يمنعوا من الاجارة على ذبح شاة لان القتل منه لا يدري أيقتله بضربة أو بضربتين أو أكثر وليس كذلك الذبح.
938 - الفرق بين الذبح والذبح (2) : الذبح بكسر الذال: المهيأ لان يذبح، وبفتح الذال: المصدر.
قاله الطبرسي: (اللغات) .
939 - الفرق بين الذرء والخلق: أن أصل الذرء الاظهار ومعنى ذرأ الله الخلق أظهرهم بالايجاد بعد العدم، ومنه قيل للبياض الذرأة لظهوره وشهرته وملح ذرآني لبياضه والذرو بلا همزة التفرقة بين الشيئين، ومنه قوله تعالى
__________
(1) في العدد: 700.
(2) الذبح والذبح.
في المفردات: 257.
(*)
(1/241)
" تذروه الرياح " (1) وليس من هذا ذريت الحنطة فرقت عنها التبن.
940 - الفرق بين الذرية والابناء: (32) .
941 - الفرق بين الذرية والآل: (8) .
942 - الفرق بين الذريعة والوسيلة: (2311) .
943 - الفرق بين الذكاء والفطنة: أن الذكاء تمام الفطنة من قولك ذكت النار إذا تم إشتعالها، وسميت الشمس ذكاء لتمام نورها، والتذكية تمام الذبح ففي الذكاء معنى زائد على الفطنة.
944 - الفرق بين الذكر والخاطر: (820) .
945 - الفرق بين الذكر والخاطر: (821) .
946 - الفرق بين الذكر والعلم: أن الذكر وإن كان ضربا من العلم (2) فإنه
لا يسمى ذكرا إلا إذا وقع بعد النسيان، وأكثر ما يكون في العلوم الضرورية ولا يوصف الله به لانه لا يوصف بالنسيان، وقال علي بن عيسى: الذكر يضاد السهو، والعلم يضاد الجهل، وقد يجمع الذكر للشئ والجهل به من وجه واحد.
947 - الفرق بين الذل والتذلل: (475) .
948 - الفرق بين الذل والخزي: (840) .
__________
(1) الكهف 18: 45.
(2) " العلوم خ ل ".
(*)
(1/242)
949 - الفرق بين الذل والخضوع: (854) .
950 - الفرق بين الذل والصغار: (1266) .
951 - الفرق بين الذل والضراعة: (1307) .
952 - الفرق بين الذل والضعة: (1315) .
953 - الفرق بين الذليل والذلول (1) : قيل: يقال لكل مطبوع من الناس ذليل: ومن غير الناس ذلول.
قال تعالى: " لا ذلول تثير الأرض " (2) أي غير مذللة للحرث، أو لا تمنع على طالب.
وقال بعض المفسرين: الذل - بالكسر - ضد الصعوبة، وبضمها ضد العز، يقال: ذلول من الذل من قوم أذلة، وذليل من الذل من قوم أذلاء، والاول من اللين والانقياد، والثاني من الهون والاستخفاف.
(اللغات) .
954 - الفرق بين الذليل والمذعن والمهين: (2106) .
955 - الفرق بين الذم واللوم: (1891) .
956 - الفرق بين الذم والهجو: أن الذم نقيض الحمد وهما يدلان على الفعل
وحمد المكلف يدل على إستحقاقه للثواب بفعله، وذمه يدل على إستحقاقه للعقاب بفعله، والهجو نقيض المدح وهما يدلان على الفعل والصفة كهجوك الانسان بالبخل وقبح الوجه، وفرق آخر أن الذم يستعمل في
__________
(1) الذليل والذلول.
في الكليات 2: 362.
والمفردات: 261.
والفرائد: 96.
(2) البقرة 2: 71.
(*)
(1/243)
الفعل والفاعل فتقول ذممته بفعله وذممت فعله، والهجو يتناول الفاعل والموصوف دون الفعل والصفة فتقول هجوته بالبخل وقبح الوجه ولا تقول هجوت قبحه وبخله، وأصل الهجو في العربية الهدم تقول هجوت البيت إذا هدمته وكان الاصل في الهجو أن يكون بعد المدح كما أن الهدم يكون بعد البناء إلا أنه كثر استعماله فجرى في الوجهين.
957 - الفرق بين الذنب والاثم: (43) .
958 - الفرق بين الذنب والجرم: أن الذنب ما يتبعه الذم أو ما يتتبع عليه العبد من قبيح فعله، وذلك أن أصل الكلمة الاتباع على ما ذكرنا فأما قولهم للصبي قد أذنب فإنه مجاز، ويجوز أن يقال الاثم هو القبيح الذي عليه تبعة، والذنب هو القبيح من الفعل ولا يفيد معنى التبعة، ولهذا قيل للصبي قد أذنب ولم نقل قد أثم، والاصل في الذنب الرذل من الفعل كالذنب الذي هو أرذل ما في صاحبه، والجرم ما ينقطع به عن الواجب وذلك أن أصله في اللغة القطع ومنه قيل للصرام الجرام وهو قطع التمر.
959 - الفرق بين الذنب والجرم (1) : قيل: هما بمعنى.
إلا (2) أن الفرق بينهما أن أصل الذنب الاتباع، فهو ما يتبع عليه العبد من قبيح عمله، كالتبعة.
والجرم أصله: القطع، فهو القبيح الذي ينقطع به عن الواجب.
(اللغات) .
__________
(1) الجرم والذنب: في الكليات (: 42) والتعريفات (الذنب: 112) والمفردات (الجرم: 128، والذنب: 262) .
الفرائد: 96.
(2) في: ط: غير أن الفرق.
(*)
(1/244)
960 - الفرق بين الذنب والحوب: (803) .
961 - الفرق بين الذنب والخطأ: (858) .
962 - الفرق بين الذنب والقبيح: أن الذنب عند المتكلمين ينبئ عن كون المقدور مستحقا عليه العقاب وقد يكون قبيحا لا عقاب عليه كالقبح يقع من الطفل قالوا ولا يسمى ذلك ذنبا وإنما يسمى الذنب ذنبا لما يتبعه من الذم، وأصل الكلمة على قولهم الاتباع ومنه قيل ذنب الدابة لانه كالتابع لها والذنوب الدلو التي لها ذنب، ويجوز أن يقال إن الذنب يفيد أنه الرذل من الفعل الدنئ وسمي الذنب ذنبا لانه أرذل ما في صاحبه وعلى هذا إستعماله في الطفل حقيقة.
963 - الفرق بين الذنب والمعصية: (2036) .
964 - الفرق بين الذنب والوزر: (2307) .
965 - الفرق بين الذنوب والدلو: (918) .
966 - الفرق بين الذهاب والمضي: (2020) .
967 - الفرق بين الذهن والعقل: أن الذهن هو نقيض سوء الفهم وهو عبارة عن وجود الحفظ لما يتعلمه الانسان ولا يوصف الله به لانه لا يوصف بالتعلم.
968 - الفرق بين الذوق وإدراك الطعم: أن الذوق ملابسة يحس بها الطعم
وإدراك الطعم يتبين به من ذلك الوجه وغير تضمين ملابسة الحبل وكذلك يقال ذقته فلم أجد له طعما.
(1/245)
* (ر) *
969 - الفرق بين الراحة واللذة: أن الراحة من اللذة ما تقدمت الشهوة له وذلك أن العطشان إذا إشتهى الشرب ولم يشرب مليا ثم شرب سميت لذته بالشرب راحة وإذا شرب في أول أوقات العطش لم يسم بذلك، وكذلك الماشي إذا أطال المشي ثم قعد وقد تقدمت شهوته للقعود سميت لذته بالقعود راحة وليس ذلك من إرادت ولكنه يجري معها ويشكل بها، وعند أبي هاشم رحمه الله: أن اللذة ليست بمعنى، وفي تعيين الملتذ بها وبضروبها الدالة على إختلاف أجناسها دليل على أنها معنى ولو لم تكن معنى مع هذه الحال لوجب أن تكون الارادة كذلك.
970 - الفرق بين الرأفة والرحمة: أن الرأفة أبلغ من الرحمة ولهذا قال أبو عبيدة: إن في قوله تعالى (رؤوف رحيم) (1) تقديما وتأخيرا أراد أن التوكيد يكون في الابلغ في المعنى فإذا تقدم الابلغ في اللفظ كان المعنى مؤخرا.
971 - الفرق بين الرأفة والرحمة (2) : قيل: الرأفة أشد الرحمة، وقيل: الرحمة أكثر من الرأفة، والرأفة أقوى منها في الكيفية، لانها عبارة عن إيصال النعم صافية عن الالم.
__________
(1) التوبة 9: 117.
(2) الرأفة والرحمة.
في الكليات 2: 378.
التعريفات: 115.
الفرائد: 98.
المفردات (الرأفة: 303، الرحمة: 279) .
(*)
(1/246)
والرحمة: إيصال النعم مطلقا.
وقد يكون مع الكراهة والالم
للمصلحة كقطع العضو المجذوم.
وإطلاق الرأفة عليه تعالى كإطلاق الرحمة: (اللغات) .
972 - الفرق بين الرئيس والزعيم: (1048) .
973 - الفرق بين الرب والسيد: (1156) .
974 - الفرق بين الرب والقادر: (1667) .
975 - الفرق بين الصفة برب والصفة بمالك: أن الصفة برب أفخم من الصفة بمالك لانها من تحقيق القدرة على تدبير ما ملك فقولنا رب يتضمن معنى الملك والتدبير فلا يكون إلا مطاعا أيضا والشاهد قول الله تعالى " اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله " (1) أي سادة يطيعونهم، والصفة بمالك تقتضي القوة على تصريف ما ملك وهو من قولك ملكت العجين إذا أجدت عجنه (2) فقول ومنه قول الشاعر: ملكت بها كفي فأنهرت فتقها * يرى قائم من دونها ما وراءها أي قويت بها كفي، ثم كثر حتى جرى على معنى مالك في الحكم كالصبي المالك لما لا يقدر على تصريفه إلا في الحكم أي حكمه حكم القادر على تصريف ماله، ولذلك لم يحسن إطلاق الصفة برب إلا على الله تعالى، والصفة برب أيضا تقتضي معنى المصلح ومنه ربيت النعمة إذا أصلحتها بإتمامها وأديم مربوب مصلح ويجوز أن يقال ان قولنا رب يقتضي معنى ولاية الامر حتى يتم ومن ثم قيل رب الولد ورب السمسم
__________
(1) التوبة 9: 31.
(2) (اخذت عجوة خ ل) (*)
(1/247)
وشاة ربى وهي مثل النفساء من النساء وقيل لها ذلك لانها تربي ولدها فالباء في التربية أصلها ياء نقلت إلى حرف العلة كما قيل في الظن
التظني.
976 - الفرق بين الرجاء والطمع: أن الرجاء هو الظن بوقوع الخير الذي يعتري صاحبه الشك فيه إلا أن ظنه فيه أغلب وليس هو من قبيل العلم، والشاهد أنه لا يقال أرجو أن يدخل النبي الجنة لكون ذلك متيقنا.
ويقال أرجو أن يدخل الجنة إذا لم يعلم ذلك.
والرجاء الامل في الخير والخشية والخوف في الشر لانهما يكونان مع الشك في المرجو والمخوف ولا يكون الرجاء إلا عن سبب يدعو إليه من كرم المرجو أو ما به إليه، ويتعدى بنفسه تقول رجوت زيدا والمراد رجوت الخير من زيد لان الرجاء لا يتعدى إلى أعيان الرجال.
والطمع ما يكون من غير سبب يدعو إليه فإذا طمعت في الشئ فكأنك حدثت نفسك به من غير أن يكون هناك سبب يدعو إليه، ولهذا ذم الطمع ولم يذم الرجاء، والطمع يتعدى إلى المفعول بحرف فتقول طمعت فيه كما تقول فرقت منه وحذرت منه وإسم الفاعل طمع مثل حذر وفرق ودئب إذا جعلته كالنسبة وإذا بنيته على الفعل قلت طامع.
977 - الفرق بين الرجاح والرزانة: أن الرجاح أصله الميل ومنه رجحت كفة الميزان إذا مالت لثقل ما فيها ومنه زن وأرجح، يوصف الرجل بالرجاح على وجه التشبيه كأنه وزن مع غيره فصار أثقل منه وليس هو صفة تختص الانسان على الحقيقة ألا ترى أنه لا يجوز أن يقال للانسان ترجح أي كن راجحا ولكن يقال له ترجح أي تمايل، ويجوز أن يقال له ترزن أي كن رزينا وهي أيضا تستعمل في التثبيت والسكون، والرجاح في
(1/248)
زيادة الفضل فالفرق بينهما بين.
978 - الفرق بين الرجع والرد: أنه يجوز أن ترجعه من غير كراهة له قال الله تعالى " فإن رجعك الله إلى طائفة منهم " (1) ولا يجوز أن ترده إلا إذا كرهت حاله، ولهذا يسمى البهرج ردا ولم يسم رجعا، هذا أصله ثم ربما استعملت إحدى الكلمتين موضع الاخرى لقرب معناهما.
979 - الفرق بين الرجفة والزلزلة: أن الرجفة الزلزلة العظيمة ولهذا يقال زلزلت الارض زلزلة خفيفة ولا يقال رجفت إلا إذا زلزلت زلزلة شديدة وسميت زلزلة الساعة رجفة لذلك، ومنه الارجاف وهو الاخبار باضطراب أمر الرجل ورجف الشئ إذا اضطرب يقال رجفت منه إذا تقلقلت.
980 - الفرق بين الرجل والمرء: أن قولنا رجل يفيد القوة على الاعمال ولهذا يقال في مدح الانسان إنه رجل، والمرء يفيد أنه أدب النفس ولهذا يقال المروءة أدب مخصوص.
981 - الفرق بين الرجوع والاياب: (345) .
982 - الفرق بين الرجوع والانابة: (300) .
983 - الفرق بين الرجوع والانقلاب: أن الرجوع هو المصير إلى الموضع الذي قد كان فيه قبل، والانقلاب المصير إلى نقيض ما كان فيه قبل ويوضح ذلك قولك إنقلب الطين خزفا فأما رجوعه خزفا فلا يصح لانه لم يكن قبل خزفا.
__________
(1) التوبة 9: 83.
(*)
(1/249)
984 - الفرق بين الرجوع والاوب: (338) .
985 - الفرق بين الرجوع والفئ: (1664) .
986 - الفرق بين الرجوع والعود (1) : الرجوع: فعل الشئ ثانية، ومصيره
إلى حال كان عليها، والعود: يستعمل في هذا المعنى على الحقيقة، ويسعمل في الابتداء مجازا، قال الزجاج: يقال قد عاد إلي (2) من فلان مكروه، وإن لم يكن قد سبقه مكروه قبل ذلك.
وتأويله أنه لحقني منه مكروه.
انتهى.
قلت: ومنه قوله تعالى: " قال الملا الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين امنوا معك من قريتنا أو لتعودون في ملتنا " (3) والمعنى: أو لتدخلن في ديننا.
فإنه عليه السلام لم يكن على دينهم قط.
وقال الشاعر (4) : تلك المكارم لاقعبان من لبن * شيبا بماء فعادا بعد أبوالا! أي صار أبوالا.
(اللغات) .
987 - الفرق بين الرحل والظعن: (1364) .
988 - الفرق بين الرحمن والرحيم: أن الرحمن على ما قال إبن عباس: أرق من
__________
(1) الرجوع والعود.
في الكليات 2: 390.
التعريفات (الرجوع 114، العود 164) .
المفردات (الرجوع: 275، العود: 524) .
الفرائد: 100.
(2) في ط: علي.
(3) الاعراف 88: 7.
(4) هو أبو الصلت بن أبي ربيعة (طبقات فحول الشعراء: 262) وينسب للتابعة الجعدي.
(*)
(1/250)
الرحيم يريد أنه أبلغ في المعنى لان الرقة والغلظة لا يوصف الله تعالى بهما والرحمة من الله تعالى على عباده ونعمته عليهم في باب الدين والدنيا، وأجمع المسلمون أن الغيث رحمة من الله تعالى، وقيل معنى قوله رحيم أن من شأنه الرحمة وهو على تقدير يديم، والرحمن في تقدير بزمان وهو اسم
خص به الباري عزوجل، ومثله في التخصيص قولنا فهذا النجم سماك وهو مأخوذ من السمك الذي هن الارتفاع وليس كل مرتفع سماكا وقولنا للنجم الآخر دبران لانه يدبر الثريا، وليس كل ما دبر شيئا يسمى دبرانا فأما قولهم لمسيلمة رحمان اليمامة فشئ وضعه له أصحابه على وجه الخطأ كما وضع غيرهم إسم الالهية لغير الله وعندنا أن الرحيم مبالغة لعدو له وأن الرحمن أشد مبالغة لانه أشد عدولا وإذا كان العدول على المبالغة كلما كان أشد عدولا كان أشد مبالغة.
989 - الفرق بين الرحمن والرحيم (1) : هما مشتقان من الرحمة، وهي لغة: رقة القلب وعطفه.
والمراد هنا التفضل والاحسان.
فإن أسماءه - سبحانه - تؤخذ باعتبار الغايات دون المبادئ.
وقيل: (الرحمن) أبلغ من (الرحيم) ، لكثرة حروفه، مختص بالله تعالى، لا بطريق العلية لجريانه وصفا، وإطلاقه على غير تعالى كفر.
ومبالغته إما بالكمية لكثرة أفراد الرحمة، وأفراد المرحوم، أو بالكيفية لتخصيصه بجلائل النعم وأصولها المستمرة وتقديمه على الرحيم في البسملة، لاختصاصه به تعالى.
وروى عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: " الرحمن اسم خاص
__________
(1) الرحمن والرحيم.
في الكليات: 370 - 371.
والمفردات: 279.
(*)
(1/251)
بصفة عامة " (1) والرحيم بالعكس.
وذلك أن لفظ (الرحمن) لا يطلق على غيره تعالى، كما سبق.
وأما صفة عمومه، فلان رحمته في الدنيا واسعة شاملة للمؤمن والكافر.
وأما (الرحيم) فيطلق على غيره تعالى.
وأما صفة خصوصه فلان رحمته في الآخرة لا تشمل إلا المؤمن.
فإن قلت: قد ورد في بعض الادعية: (يا رحمن الدنيا ورحيم الآخرة) ، وفي بعضها: (يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيم الدنيا) ، وورد في الصحيفة الشريفة: " يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما " (2) ، فما وجه الاختلاف؟ قلت: قد أجبت عنه بأن اختلاف العبارات باختلاف الاعتبارات فعند اعتبار أن (الرحمن) أبلغ من (الرحيم) لدلالة زيادة المباني على زيادة المعاني، واعتبار الاغلبية فيه باعتبار الكمية نظرا إلى كثرة أفراد المرحومين عبر برحمن الدنيا ورحيم الآخرة لشمول رحمته في الدنيا: للمؤمن والكافر، واختصاص رحمة الآخرة بالمؤمن.
وعند اعتبار الاغلبية باعتبار الكيفية، وهي جلالة الرحمة ودقتها بالنسبة إلى مجموع كل من الرحمتين عبر برحمن الدنيا والآخرة، ورحيم الدنيا لجلالة رحمة الآخرة بأسرها بخلاف رحمة الدنيا، وباعتبار نسبة بعض أفراد كل من رحمة الدنيا والآخرة إلى بعض عبر برحمن الدنيا والآخرة ورحميهما، لان بعض من كل منهما أجل من البعض، وبعضا من كل منهما أدق.
(اللغات) .
__________
(1) في ط: اسم خاص، صفة عام.
(2) الصحيفة السجادية الكاملة: 227.
(*)
(1/252)
990 - الفرق بين الرحمة والرأفة: (971) .
991 - الفرق بين الرحمة والرقة: (1023) .
992 - الفرق بين الرحمة والنعمة: أن الرحمة الانعام على المحتاج إليه وليس
كذلك النعمة لانك إذا أنعمت بمال تعطيه إياه فقد أنعمت عليه ولا تقول إنك رحمته.
993 - الفرق بين الرحيم والرحمن: (988) .
994 - الفرق بين الرد والرجع: (978) .
995 - الفرق بين الرد والرفع: أن الرد لا يكون إلا إلى خلف، والرفع يكون إلى قدام وإلى خلف جميعا.
996 - الفرق بين الرد والدفع (1) : هما بمعنى.
وفرق بعضهم بينهما بأن الدفع قد يكون إلى جهة القدام والخلف والرد لا يكون إلا إلى جهة الخلف.
ويدل عليه قوله تعالى: " وإنهم آتيهم عذاب غير مردود " (2) .
فإنه لا معقب لحكمه.
(اللغات) .
997 - الفرق بين الرزانة والرجاح: (977) .
998 - الفرق بين الرزانة والوقار: أن الرزانة تستعمل في الانسان وغيره فهي أعم
__________
(1) الرد والدفع.
في الكليات (الرد: 339، والدفع 2: 387) .
والتعريفات: 115.
الفرائد: 101.
(2) هود 11: 76.
المفردات: (الرد: 280) .
(*)
(1/253)
يقال رجل رزين أي ثقيل ولا يقال حجر وقور.
999 - الفرق بين الرزق والحظ: أن الرزق هو العطاء الجاري في الحكم على الادرار ولهذا يقال أرزاق الجند لانها تجري على إدرار، والحظ لا يفيد هذا المعنى وإنما إرتفاع صاحبه به على ما ذكرنا (1) ، قال بعضهم يجوز أن يجعل الله للعبد حظا في شئ ثم يقطعه عنه ويزيله مع حياته وبقائه، ولا يجوز أن يقطع رزقه مع إحيائه، وبين العلماء في ذلك خلاف ليس
هذا موضع ذكره، وكل ما خلقه الله تعالى في الارض مما يملك فهو رزق للعباد في الجملة بدلالة قوله تعالى " خلق لكم ما في الارض جميعا " (2) وإن كان رزقا لهم في الجملة فتفصيل قسمته على ما يصح ويجوز من الاملاك، ولا يكون الحرام رزقا لان الرزق هو العطاء الجاري في الحكم وليس الحرام مما حكم به، وما يفترسه الاسد رزق له بشرط غلبته عليه كما أن غنيمة المشركين رزق لنا لشرط غلبتنا عليه والمشرك يملك ما في يده أما إذا غلبناه عليه بطل ملكه له وصار رزقا لنا، ولا يكون الرزق إلا حلالا فأما قولهم رزق حلال فهو توكيد كما يقال بلاغة حسنة ولا تكون البلاغة إلا حسنة.
1000 - الفرق بين الرزق والغذاء: أن الرزق إسم لما يملك صاحبه الانتفاع به فلا يجوز منازعته فيه لكونه حلالا له، ويجوز أن يكون ما يغتذيه الانسان حلالا وحراما إذ ليس كل ما يغتذيه الانسان رزقا له ألا ترى أنه يجوز أن يغتذي بالسرقة وليس السرقة رزقا للسارق، ولو كانت رزقا له لم يذم عليها وعلى النفقة منها، بل كان يحمد على ذلك والله تعالى مدج المؤمنين
__________
(1) في العدد: 2177.
(2) البقرة 2: 29.
(*)
(1/254)
بإنفاقهم في قوله تعالى " ومما رزقناهم ينفقون " (1) .
1001 - الفرق بين الرسخ والعلم: أن الرسخ هو أن يعلم الشئ بدلائل كثيرة أو بضرورة لا يمكن إزالتها، وأصله الثبات على أصل يتعلق به، وسنبين ذلك (2) في آخر الكتاب إن شاء الله، وإذا علم الشئ بدليل لم يقل إن ذلك رسخ.
1002 - الفرق بين الرسم والحد: (701) .
1003 - الفرق بين الرسم والختم: (832) .
1004 - الفرق بين الرسم والعلامة: أن الرسم هو إظهار الاثر في الشئ ليكون علامة فيه، والعلامة تكون ذلك وغيره ألا ترى انك تقول علامة مجئ زيد تصفيق عمرو وليس ذلك بأثر.
1005 - الفرق بين الرسوخ والثبات: أن الرسوخ كمال الثبات والشاهد أنه يقال للشئ المستقر على الارض ثابت وإن لم يتعلق بها تعلقا شديدا، ولا يقال راسخ ولا يقال حائط راسخ لان الجبل أكمل ثباتا من الحائط وقال الله تعالى " والراسخون في العلم " (3) أي الثابتون فيه، وقد تكلمنا في ذلك قبل ويقولون هو أرسخهم في المكرمات أي أكملهم ثباتا فيها، وأما الرسو فلا يستعمل إلا في الشئ الثقيل نحو الجبل وما شاكله من الاجسام الكبيرة يقال جبل راس ولا يقال حائط راس ولا عود راس وفي القرآن " بسم الله مجريها ومرسيها " (4) شبهها بالجبل لعظمها فالرسو هو
__________
(1) البقرة 2: 3.
(2) لم نتحققه.
(3) آل عمران 3: 7.
(4) هود 11: 41.
(*)
(1/255)
الثبات مع العظم والثقل والعلو فإن استعمل في غير ذلك فعلى التشبيه والمقاربة نحو قولهم ارست العود في الارض.
1006 - الفرق بين الرسول والمرسل: (1991) .
1007 - الفرق بين الرسول والنبي: (2138) .
1008 - الفرق بين الرشد والرشد: قال أبو عمرو بن العلاء: الرشد الصلاح قال الله تعالى " فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم " (1) والرشد الاستقامة في الدين ومنه قوله تعالى " أن تعلمن مما علمت رشدا " (2)
وقيل هما لغتان مثل العدم والعدم.
1009 - الفرق بين الرشوة والبسلة والحلوان: (395) .
1010 - الفرق بين الرصف والاحكام: أن الرصف هو جمع شئ إلى شئ يشاكله، وإحكام الشئ خلقه محكما ولا يستعمل الرصف إلا في الاجسام، والاحكام والاتقان يستعملان فيها وفي الاعراض فيقال فعل متقن ومحكم ولا يقال فعل مرصوف إلا أنهم قالوا رصف هذا الكلام حسن وهو مجاز لا يتعدى هذا الموضع.
1011 - الفرق بين الرضا والارادة: (131) .
1012 - الفرق بين الرضا والتسليم (3) : التسليم: هو الانقياد لاوامر الله تعالى
__________
(1) النساء 4: 6.
(2) الكهف 18: 66.
(3) التسليم والرضا.
في الكليات (التسليم 2: 73 والرضا 1: 106) .
في المفردات (التسليم 351 والرضا: 286) .
والفرائد: 40.
(*)
(1/256)
وأحكامه، والاذعان لما يصدر من الحكمة (1) الالهية، وما يصيبه من الحوادث والنوائب (2) ظاهرا وباطنا وقبول كل (3) ذلك من غير إنكار بالقلب واللسان، وهو مرتبة فوق الرضا، لان الراضي قد يرى لنفسه وجودا وإرادة، إلا أنه يرضى بما صدر من جنابه سبحانه، وبما نطقت به الشريعة الغراء - وإن خالف طبعه - والمسلم برئ من ذلك، وإنما نظره إلى ما يصدر من الحكم ويرد من جانب الشرع، فإن التسليم لذلك أصل من الاصول، وإن كان لا يظهر وجه حكمته للناس، فإن لله تعالى أسرارا ومصالح يخفى بعضها، ولا يعلمها إلا الله وأنبياؤه وحججه (4) .
(اللغات) .
1013 - الفرق بين الرضا والرضوان (5) : هما بمعنى في اللغة.
وقيل: الرضوان: الكثير من الرضا، ولذلك خص في التنزيل بما كان من الله من حيث إن رضاه إعظم الرضا.
قال تعالى: " ورضوان من الله أكبر " (6) .
(اللغات) .
1014 - الفرق بين الرضا والمحبة (7) : قيل: هما نظيران، وإنما يظهر الفرق بضديهما، فالمحبة ضدها البغض، والرضا: ضده السخط.
__________
(1) في: ط: الحكم.
(2) في ط: النوائب والحوادث.
(3) (كل) سقطت من نسخة خ.
(4) في ط: وأنبياؤه والراسخون في العلم.
(5) الرضا والرضوان.
في الكليات 2: 389 - 390.
المفردات: 287.
الفرائد: 104.
(6) التوبة 9: 72.
(7) الرضا والمحبة.
في المفردات: (الرضا 286 والمحبة 151) .
في التعريفات (الرضا: 116) .
(*)
(1/257)
قيل: وهو يرجع إلى الارادة.
فإذا قيل (رضي عنه) ، فكأنه أراد تعظيمه وثوابه.
وإذا قيل (رضي عليه) فكأنه أراد ذلك.
والسخط إرادة الانتقام.
(اللغات) .
1015 - الفرق بين الرعاية والحفظ: (763) .
1016 - الفرق بين الرفع والرد: (995) .
1017 - الفرق بين الرفعة والعلو (1) : هما بمعنى في اللغة، وهو الفوقية.
وقد يخصص العلو في حقه - سبحانه - بعلوه على الخلق بالقدرة عليهم.
والرفعة بارتفاعه عن الاشياء، والاتصاف بصفاتها (2) وبالعكس.
وقال الطبرسي: الفرق بينهما أن العلو قد يكون بمعنى الاقتدار وبمعنى العلو في المكان، والرفيع من رفع المكان لا غير.
ولذلك لا يوصف الله - سبحانه - بأنه رفيع.
وأما " رفيع الدرجات " (3) فإنه وصف الدرجات بالرفعة (4) .
انتهى.
وفيه نظر (5) .
فإن الرفيع من جملة أسماء الله سبحانه، ذكره الصدوق في التوحيد، وغيره في غيره.
فمنعه من وصفه - سبحانه - بالرفيع ممنوع! (اللغات) .
__________
(1) الرفعة والعلو.
في الكليات.
العلو 3: 233.
المفردات (الرفعة 291 العلو 515) .
الفرائد: 105.
(2) في ط: بصفتهم.
(3) غافر 40: 15.
قال في مجمع البيان (4: 517) .
" رفيع الدرجات: الرفيع بمعنى الرافع أي هو رافع درجات الانبياء والاولياء في الجنة.
عن عطاء عن ابن عباس.
وقيل معناه رافع السماوات السبع عن سعيد بن جبير.
وقيل معناه إنه عالي الصفات ".
(4) فرق الطبرسي بين العلو والرفعة في مجمع البيان (1: 361) .
(5) في ط: وهو عجيب.
(*)
(1/258)
1018 - الفرق بين الرفيع والمجيد: (1943) .
1019 - الفرق بين الرفق واللطف: أن الرفق هو اليسر في الامور والسهولة في التوصل إليها وخلافه العنف وهو التشديد في التوصل إلى المطلوب، وأصل الرفق في اللغة النفع ومنه يقال أرفق فلان فلانا إذا مكنه مما يرتفق به، ومرافق البيت المواضع التي ينتفع بها زيادة على ما لابد منه.
ورفيق الرجل في السفر يسمى بذلك لانتفاعه بصحبته وليس هو على معنى الرفق واللطف ويجوز أن يقال سمي رفيقا لانه يرافقه في السير أي
يسير إلى جانبه فيلي مرفقه.
1020 - الفرق بين الرفيق والشفيق: (1206) .
1021 - الفرق بين الرقاعة والحماقة: أن الرقاعة على ما قال الجاحظ: حمق مع رفعة وعلو رتبة ولا يقال للاحمق إذا كان وضيعا رقيعا وإنما يقال ذلك للاحمق إذا كان سيدا أو رئيسا أو ذا مال وجاه.
1022 - الفرق بين الرقبى والعمرى: (1516) .
1023 - الفرق بين الرقة والرحمة: أن الرقة والغلظة يكونان في القلب وغيره خلقة والرحمة فعل الراحم والناس يقولون رق عليه فرحمه يجعلون (1) الرقة سبب الرحمة.
1024 - الفرق بين الرقي والصعود: أن الرقي أعم من الصعود ألا ترى انه يقال رقى
__________
(1) " فيجعلون ".
(*)
(1/259)
في الدرجة والسلم كما يقال صعد فيهما ويقال رقيت في العلم والشرف إلى أبعد غاية ورقي في الفضل ولا يقال في ذلك صعد والصعود على ما ذكرنا (1) مقصور على المكان، والرقي يستعمل فيه وفي غيره فهو أعم وهو أيضا يفيد التدرج في المعنى شيئا بعد شئ، ولهذ سمي الدرج مراقي وتقول مازلت اراقيه حتى بلغت به الغاية أي أعلو به شيئا شيئا.
1025 - الفرق بين الرقيب والحفيظ: أن الرقيب هو الذي يرقبك لئلا يخفى عليه فعلك وأنت تقول لصاحبك إذا فتش عن امورك أرقيب علي أنت؟ وتقول راقب الله أي إعلم أنه يراك فلا يخفى عليه فعلك، والحفيظ لا يتضمن معنى التفتيش عن الامور والبحث عنها.
1026 - الفرق بين الرقيب والمهيمن: أن الرقيب هو الذي يرقبك مفتشا عن
امورك على ما ذكرنا (2) وهو من صفات الله تعالى بمعنى الحفيظ وبمعنى العالم لان الصفة بالتفتيش لا تجوز عليه تعالى.
والمهيمن هو القائم على الشئ بالتدبير ومنه قول الشاعر: ألا إن خير الناس بعد نبيهم * مهيمنه التأليه في العرف والنكر يريد القائم على الناس بعده، وقال الاصمعي: " ومهيمنا عليه " (3) أي قفانا والقفان فارسي معرب وقال عمر رضي الله عنه: إني لاستعين بالرجل فيه عيب ثم أكون على قفانه أي على تحفظ أخباره والقفان بمعنى المشرف.
__________
(1) في العدد: 1263.
(2) في العدد: 1025.
(3) المائدة 5: 48.
(*)
(1/260)
1027 - الفرق بين الركون والسكون: أن الركون السكون إلى الشئ بالحب له والانصاف اليه ونقيضه النفور عنه والسكون خلاف الحركة وإنما يستعمل في غيره مجازا.
1028 - الفرق بين الرهبة والخوف: أن الرهبة طول الخوف وإستمراره ومن ثم قيل للراهب راهب لانه يديم الخوف، والخوف أصله من قولهم جمل رهب إذا كان طويل العظام مشبوح الخلق والرهابة العظم الذي على رأس المعدة يرجع إلى هذا، وقال علي بن عيسى: الرهبة خوف يقع على شريطة لا مخافة والشاهد أن نقيضها الرغبة وهي السلامة من المخاوف مع حصول فائدة والخوف مع الشك بوقوع الضرر والرهبة مع العلم به يقع على شريطة كذا وإن لم تكن تلك الشريطة لم تقع.
1029 - الفرق بين الرهط والنفر: (2210) .
1030 - الفرق بين الروح والحياة: أن الروح من قرائن الحياة، والحياة عرض والروح جسم رقيق من جنس الريح، وقيل هو جسم رقيق حساس، وتزعم الاطباء أن موضعها في الصدر من الحجاب والقلب، وذهب بعضهم إلى أنها مبسوطة في جميع البدن وفيه خلاف كثير ليس هذا موضع ذكره، والروح والريح في العربية من أصل واحد ولهذا يستعمل فيه النفخ فيقال نفخ فيه الروح وسمي جبريل عليه السلام روحا لان الناس ينتفعون به في دينهم كإنتفاعهم بالروح ولهذا المعنى سمي القرآن روحا.
1031 - الفرق بين الروح والذات والمهجة والنفس: (2101) .
(1/261)
1032 - الفرق بين الرهبة والخوف (1) : هما مترادفان في اللغة، وفرق بعض العارفين بينهما فقال: الخوف: هو توقع الوعيد، وهو سوط الله يقوم به الشاردين من بابه (2) ويسير بهم إلى صراطه حتى يستقيم به أمر من كان مغلوبا على رشده، ومن علامته: قصر الامل وطول البكاء.
وأما الرهبة (3) فهي انصباب إلى وجهة الهرب، رهب وهرب مثل جبذ وجذب، فصاحبها يهرب أبدا لتوقع العقوبة، ومن علاماتها: حركة القلب إلى الانقباض من داخل، وهربه وإزعاجه عن انبساطه حتى إنه يكاد أن يبلغ الرهابة في الباطن مع ظهور الكمد والكآبة على الظاهر.
(اللغات) .
1033 - الفرق بين الروم والطلب: أن الروم على ما قال علي بن عيسى: طلب الشئ إبتداء، ولا يقال رمت إلا لما تجده قبل ويقال طلبت في الامرين،
ولهذا لا يقال رمت الطعام والماء وقيل لا يستعمل الروم في الحيوان أصلا لا يقال رمت زيدا ولا رمت فرسا وإنما يقال رمت أن يفعل زيد كذا فيرجع الروم إلى فعله وهو الروم والمرام.
1034 - الفرق بين الرؤيا والحلم: (788) .
1035 - الفرق بين الروية والبديهة: أن الروية فيما قال بعضهم آخر النظر، والبديهة أوله، ولهذا يقال للرجل إذا وصف بسرعة الاصابة في الرأي بديهته
__________
(1) الخوف والرهبة.
في الكليات 2: 30.
والتعريفات (الخوف: 107 والرهبة: 292) .
المفردات: (الخوف: 209.
الرهبة: 296) .
الفرائد: 84.
(2) في ط: عن بابه.
(3) في ط: والرهبة هي.
(*)
(1/262)
كروية غيره، وقال بعضهم الروية طول التفكر في الشئ وهو خلاف البديهة، وبديهة القول ما يكون من غير فكر، والروية إشباع الرأي والاستقصاء في تأمله تقول روأت في الامر بالتشديد وفعلت بالتشديد للتكثير والمبالغة، وتركت همزة الروية لكثرة الاستعمال.
1036 - الفرق بين الرؤية والعلم: أن الرؤية لا تكون الا لموجود، والعلم يتناول الموجود والمعدوم، وكل رؤية لم يعرض معها آفة فالمرئي بها معلوم ضرورة، وكل رؤية فهي لمحدود أو قائم في محدود كما أن كل إحساس من طريق اللمس فإنه يقتضي أن يكون لمحدود أو قائم في محدود.
والرؤية في اللغة على ثلاثة أوجه أحدها العلم وهو قوله تعالى " ونراه قريبا " (1) أي نعلمه يوم القيامة وذلك أن كل آت قريب، والآخر بمعنى الظن وهو قوله تعالى " إنهم يرونه بعيدا " (2) أي يظنونه، ولا يكون ذلك بمعنى العلم لانه لا يجوز أن يكونوا عالمين بأنها بعيدة وهي قريبة في علم الله، واستعمال
الرؤية في هذين الوجهين مجاز، والثالث رؤية العين وهي حقيقة.
1037 - الفرق بين الرؤية والنظر: (2190) .
1038 - الفرق بين الرياء والنفاق: (2209) .
1039 - الفرق بين الريبة والتهمة: فان الريبة هي الخصلة من المكروه تظن بالانسان فيشك معها في صلاحه، والتهمة الخصلة من المكروه تظن بالانسان أو تقال فيه، ألا ترى أنه يقال وقعت على فلان تهمة إذا ذكر بخصلة مكروهة ويقال أيضا إتهمته في نفسي إذا ظننت به ذلك من غير
__________
(1) المعارج 70: 7.
(2) المعارج 70: 6.
(*)
(1/263)
أن تسمعه فيه فالمتهم هو المقول فيه التهمة والمظنون به ذلك، والمريب المظنون به ذلك فقط، وكل مريب متهم ويجوز أن يكون متهم ليس بمريب.
1040 - الفرق بين الريب والشك (1) : الشك: هو تردد الذهن بين أمرين على حد سواء.
وأما الريب فهو شك مع تهمة.
ودل عليه قوله تعالى: " ذلك الكتاب لا ريب فيه " (2) .
وقوله تعالى: " وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا " (3) .
فإن المشركين - مع شكهم في القرآن - كانوا يتهمون النبي بأنه هو الذي افتراه وأعانه عليه قوم آخرون! ويقرب منه (المرية) (4) وهو [17 / ب] بمعناه.
وأما قوله تعالى: " إن كنتم في شك من ديني " (5) فيمكن أن يكون الخطاب مع أهل الكتاب أو غيرهم ممن كان يعرف النبي صلى الله عليه وآله بالصدق والامانة ولا ينسبه إلى الكذب والخيانة.
(اللغات) .
1041 - الفرق بين الريق والبزاق: (391) .
__________
(1) الريب والشك.
الكليات (الشك 3: 62 الريب 2: 366 و 3: 63) .
المفردات (الشك 388) .
- التعريفات: 134.
والفرائد: 147.
(2) البقرة 2: 2.
(3) البقرة 2: 23.
(4) المرية: في الكليات 3: 63.
(5) يونس 10: 104.
(*)
(1/264)
* (ز) *
1042 - الفرق بين (زال) لا يزال لا يخلو لا يعرى لا ينفك لا يبرح: (877) .
1043 - الفرق بين (زال) لم يزل ولم يبرح ولم ينفك: (1652) .
1044 - الفرق بين الزبر والكتب: أن الزبر الكتابة في الحجر نقرا ثم كثر ذلك حتى سمي كل كتابة زبرا، وقال أبو بكر: أكثر ما يقال الزبر وأعرفه الكتابة في الحجر قال وأهل اليمن يسمون كل كتابة زبرا، وأصل الكلمة الفخامة والغلظ ومنه سميت القطعة من الحديد زبرة والشعر المجتمع على كتف الاسد زبرة، وزبرت البئر إذا طويتها بالحجارة وذلك لغلظ الحجارة وإنما قيل للكتابة في الحجر زبر لانها كتابة غليظة ليس كما يكتب في الرقوق والكواغد وفي الحديث " الفقير الذي لا زبر له " قالوا لا معتمد له وهو مثل قولهم رقيق الحال كأن الزبر فخامة الحال، ويجوز أن يقال الزبور كتاب يتضمن الزجر عن خلاف الحق من قولك زبره إذا زجره وسمي زبور داود لكثرة مزاجره، وقال الزجاج الزبور كل كتاب ذي حكمة.
1045 - الفرق بين الزرع والحرث: (716) .
(1/265)
1046 - الفرق بين الزرع والشجر والنبات (1) : الزرع: ما ينبت على غير ساق، والشجر ما له ساق وأغصان، يبقى صيفا وشتاء، والنبات يعم الجميع، لانه ما ينبت من الارض أي يخرج منها.
(اللغات) .
1047 - الفرق بين الزعم والحسبان: (735) .
1048 - الفرق بين الزعيم والرئيس: أن الزعامة تفيد القوة على الشئ ومنه قوله تعالى " وأنا به زعيم " (2) أي أنا قادر على أداء ذلك يعنى أن يوسف زعيم به لان المنادي بهذا الكلام كان يؤدي عن يوسف عليه السلام وإنما قال أنا قادر على أداء ذلك لانهم كانوا في زمن قحط لا يقدر فيه على الطعام ومن ثم قيل للرئاسة الزعامة وزعيم القوم رئيسهم لانه أقواهم وأقدرهم على ما يريده فإن سمي الكفيل زعيما فعلى جهة المجاز والاصل ما قلناه والزعامة إسم للسلاح كله وسمي بذلك لانه يتقوى به على العدو والله أعلم.
1049 - الفرق بين الزكام والنزلة (3) : قد فرق بينهما بأن السيلان المنحدر من الرأس إن نزل من المنخرين سمي زكاما، وإن انصب إلى الصدر والرئة سمي نزلة.
(اللغات) .
1050 - الفرق بين الزكاة والصدقة (4) : الفرق بينهما أن الزكاة لا تكون إلا
__________
(1) الزرع والشجر والنبات.
في الكليات (الزرع 2: 415، والشجر 3: 54، والنبات 4: 371) .
- في المفردات (الزرع: 311، والشجر 375، والنبات 731) .
والفرائد: 112 (2) يوسف 12: 73.
(3) الزكام والنزلة.
في الكليات 4: 370.
المفردات (النزلة: 744) .
والفرائد: 113.
(4) الزكاة والصدقة.
في الكليات (الزكاة 2: 104 والصدقة 3: 111) .
والتعريفات (الزكاة: 119 والصدقة: 138) .
والمفردات (الزكاة 312 والصدقة 409) .
(*)
(1/266)
فرضا، والصدقة قد تكون [18 / أ] فرضا، وقد تكون نفلا.
وقوله تعالى: " إن تبدوا الصدقات فنعما هى " (1) يحتملهما.
(اللغات) .
1051 - الفرق بين الزلزلة والرجفة: (979) .
1052 - الفرق بين زلق اللسان وخطل اللسان: (862) .
1053 - الفرق بين الزماع والعزم: (1437) .
1054 - الفرق بين الزمان والحقبة: (768) .
1055 - الفرق بين الزمان والدهر: (925) .
1056 - الفرق بين الزمان والمدة: أن إسم الزمان يقع على كل جمع من الاوقات وكذلك المدة إلا أن أقصر المدة أطول من أقصر الزمان ولهذا كان معنى قول القائل لآخر إذا سأله أن يمهله أمهلني زمانا آخر غير معنى قوله مدة اخرى لانه لا خلاف بين أهل اللغة أن معنى قوله مدة اخرى أجل أطول من زمن، ومما يوضح الفرق بينهما أن المدة اصلها المد وهو الطول ويقال مدة إذا طوله إلا أن بينها وبين الطول فرقا وهو أن المدة لا تقع على أقصر الطول ولهذا يقال مد الله في عمرك، ولا يقال لوقتين مدة كما لا يقال لجوهرين إذا ألفا أنهما خط ممدود ويقال لذلك طول فإذا صح هذا وجب أن يكون قولنا الزمان مدة يراد به أنه أطول الازمنة كما إذا قلنا للطويل إنه ممدود كان مرادنا أنه أطول من غيره فأما قول القائل آخر الزمان فمعناه أنه آخر الازمنة لان الزمان يقع على الواحد والجمع
__________
(1) البقرة 2: 271.
(*)
(1/267)
فاستثقلوا أن يقولوا آخر الازمنة والازمان فاكتفوا بزمان.
1057 - الفرق بين الزمان والوقت: أن الزمان أوقات متوالية مختلفة أو غير مختلفة
فالوقت واحد وهو المقدر بالحركة الواحدة من حركات الفلك وهو يجري من الزمان مجرى الجزء من الجسم والشاهد أيضا أنه يقال زمان قصير وزمان طويل ولا يقال وقت قصير.
1058 - الفرق بين الزمرة والثلة والحزب والجماعة والفوج: (1660) .
1059 - الفرق بين الزنا ووطئ الحرام (1) : الزنا: هو وطئ المرأة في الفرج من غير عقد شرعي، ولا شبهة عقد، مع العلم بذلك، أو غلبة الظن.
وليس كل وطئ حرام زنا، لان الوطئ في الحيض والنفاس حرام وليس بزنا.
(اللغات) .
1060 - الفرق بين الزهو والكبر: (1779) .
1061 - الفرق بن الزهو والنخوة: (2149) .
1062 - الفرق بين الزوال والانتقال: (307) .
1063 - الفرق بين الزور والكذب والبهتان: أن الزور هو الكذب الذي قد سوي وحسن في الظاهر ليحسب أنه صدق وهو من قولك زورت الشئ إذا سويته وحسنته، وفي كلام عمر: زورت يوم السقيفة كلاما، وقيل أصله فارسي من قولهم زور وهو القوة وزورته قويته، وأما البهتان فهو مواجهة الانسان بما لم يحبه وقد بهته.
__________
(1) الزنا ووطئ الحرام.
في الكليات 2: 41.
والتعريفات: 120.
والمفردات: 315.
(*)
(1/268)
1064 - الفرق بين الزوج والبعل: (411) .
1065 - الفرق بين الزيادة والبركة: (387) .
1066 - الفرق بين الزيادة والنماء: (2226) .
1067 - الفرق بين الزيغ والميل: أن الزيغ مطلقا لا يكون إلا الميل عن الحق يقال
فلان من أهل الزيغ ويقال أيضا زاغ عن الحق ولا أعرف زاغ عن الباطل لان الزيغ إسم لميل مكروه ولهذا قال أهل اللغة الفرغ زيغ في الرسغ، والميل عام في المحبوب والمكروه.
(1/269)
* (س) *
1068 - الفرق بين السابق والاول: أن السابق في أصل اللغة يقتضي مسبوقا، والاول لا يقتضي ثانيا ألا ترى انك تقول هذا أول مولود ولد لفلان وإن لم يولد له غيره، وتقول أول عبد يملكه حر وإن لم يملك غيره ولا يخرج العبد والابن من معنى الابتداء، وبهذا يبطل قول الملحدين أن الاول لا يسمى أولا إلا بالاضافة إلى ثان، وأما تسمية الله تعالى بأنه سابق يفيد أنه موجود قبل كل موجود، وقال بعضهم لا يطلق ذلك في الله تعالى إلا مع البيان لانه يوهم أن معه أشياء موجودة قد سبقها ولذلك لا يقال إن الله تعالى أسبق من غيره لانه يقتضي الزيادة في السبق، وزيادة أحد الموصوفين على الآخر في الصفة يوجب إشتراكهما فيها من وجه أو من وجوه.
1069 - الفرق بين الساعة والوقت: أن الساعة هي الوقت المنقطع من غيره، والوقت إسم الجنس ولهذا تقول إن الساعة عندي ولا تقول الوقت عندي.
1070 - الفرق بين السامع والسميع: (1131) .
1071 - الفرق بين الصفة بسامع والصفة بعالم: أنه يصح عالم بالمسموع بعد نقضه
(1/270)
ولا يصح سامع له بعد نقضه.
1072 - الفرق بين قولنا سال وفاض: (1585) .
1073 - الفرق بين السب والشتم: (1174) .
1074 - الفرق بين السبب والآلة: أن السبب يوجب الفعل والآلة لا توجبه، والآلة هي التي يحتاج إليها بعض الفاعلين دون بعض فلا ترجع إلى حسن الفعل وهي كاليد والرجل.
1075 - الفرق بين السبب والشرط: أن السبب يحتاج إليه في حدوث المسبب ولا يحتاج إليه في بقائه ألا ترى أنه قد يوجب المسبب والسبب معدوم وذلك نحو ذهاب السهم يوجد مع عدم الرمي، والشرط يحتاج إليه في حال وجود المشروط وبقائه جميعا نحو الحياة لما كانت شرطا في وجود القدرة لم يجز أن تبقى القدرة مع عدم الحياة.
1076 - الفرق بين السبب والعلة: (1486) .
1077 - الفرق بين السبط والولد: أن أكثر ما يستعمل السبط في ولد البنت ومنه قيل للحسن والحسين رضي الله عنهما سبطا رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم، وقد يقال للولد سبط إلا أنه يفيد خلاف ما يفيده لان قولنا سبط يفيد أنه يمتد ويطول، وأصل الكلمة من السبوط وهو الطول والامتداد ومنه قيل السباط لامتداده بين الدارين والسبطانة ما يرمى فيها البندق من ذلك، والسبط شجر سمي بذلك لامتداده وطوله.
1078 - الفرق بين السبق والقدم: (1704) .
(1/271)
1079 - الفرق بين السبيل والصراط والطريق: (1260) .
1080 - الفرق بين الستر والحجاب والغطاء: (694) .
1081 - الفرق بين الستر والغطاء: أن الستر ما يسترك عن غيرك وإن لم يكن
ملاصقا لك مثل الحائط والجبل، والغطاء لا يكون إلا ملاصقا ألا ترى انك تقول تسترت بالحيطان ولا تقول تغطيت بالحيطان وإنما تغطيت بالثياب لانها ملاصقة لك، والغشاء أيضا لا يكون إلا ملاصقا.
1082 - الفرق بين الستر والغفران: (1556) .
1083 - الفرق بين سترته وكننته: (1841) .
1084 - الفرق بين السحت والحرام: (714) .
1085 - الفرق بين السحر والشعبذة: أن السحر هو التمويه وتخيل الشئ بخلاف حقيقته مع إرادة تجوزه على من يقصده به وسواء كان ذلك في سرعة أو بطء، وفي القرآن " يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى " (1) والشعبذة ما يكون من ذلك في سرعة فكل شعبذة سحر وليس كل سحر شعبذة.
1086 - الفرق بين السحر والتمويه: (555) .
1087 - الفرق بين السحر والكهانة (2) : قال المحقق كمال الدين ميثم
__________
(1) طه 20: 66.
(2) السحر والكهانة.
في الكليات 3: 32.
وفي المفردات (السحر 330، والكهانة 665) .
(*)
(1/272)
البحراني * في شرح الحديث المروي عن مولانا أمير المؤمنين: المنجم كالكاهن، والكاهن كالساحر، والساحر كالكافر، والكافر في النار.
اعلم أن الكاهن يتميز عن المنجم بكون ما يخبر به من الامور الكائنة إنما هو عن قوة نفسانية له.
وظاهر أن ذلك أدعى إلى فساد أذهان الخلق وإغوائهم إلى زيادة اعتقادهم فيه على المنجم.
وأما الساحر فيتميز عن الكاهن بأن له قوة على التأثير في أمر خارج عن بدنه آثارا خارجة عن الشريعة مؤذية للخلق، كالتفريق
بين الزوجين ونحوه، وتلك زيادة شر آخر على الكاهن أدعى إلى فساد أذهان الناس وزيادة اعتقادهم [18 / ب] فيه، وانفعالهم (1) عنه خوفا ورغبة.
وأما الكافر فيتميز عن الساحر بالعبد الاكبر عن الله تعالى وعن دينه، وإن شاركه في أصل الانحراف عن سبيل الله.
وحينئذ صار الضلال والفساد في الارض مشتركا بين الاربعة، إلا أنه مقول عليهم بالاشد والاضعف.
فالكاهن أقوى في ذلك من المنجم، والساحر أقوى من الكاهن والكافر أقوى من الساحر، ولذلك التفاوت جعل الكاهن أصلا في التشبيه للمنجم لزيادة فساده عليه، ثم ألحق به.
وجعل الساحر أصلا للكاهن والكافر أصلا للساحر، لان التشبيه يستدعي كون المشبه به أقوى في الاصل الذي فيه التشبيه، وأحق به.
__________
* ميثم بن علي بن ميثم البحراني المتوفي سنة 679.
عدد من المؤلفات منها شروح على نهج البلاغة أشهرها وأحسنها الشرح الكبير.
(ترجمته في أعيان الشيعة 10: 197) .
(1) في الاصلين: انفعالهم عنه.
(*)
(1/273)
وقد لاح من ذلك أن وجه التشبيه في الكل ما يشتركون فيه من العدول والانحراف من طريق الله بالتنجيم، والكهانة، والسحر وما يلزم من ذلك من صد كثير من الخلق عن سبيل الله، وإن اختلفت (1) جهات هذا العدول بالشدة والضعف كما بيناه.
انتهى.
وهو تحقيق أنيق، وبه يظهر الفرق بين هؤلاء الاربعة المتناسبة (2) : المنجم، والكاهن، والساحر، والكافر.
(اللغات) .
1088 - الفرق بين السخاء والجود: أن السخاء هو أن يلين الانسان عند السؤال ويسهل مهره للطالب من قولهم سخوت النار أسخوها سخوا إذا الينتها وسخوت الاديم لينته وأرض سخاوية لينة ولهذا لا يقال لله تعالى سخي، والجود كثرة العطاء من غير سؤال من قولك جادت السماء إذا جادت بمطر عزيز، والفرس الجواد الكثير الاعطاء للجري والله تعالى جواد لكثرة عطائه فيما تقتضيه الحكمة، فإن قيل فلم لا يجوز على الله تعالى الصفة بسخي وجاز عليه الصفة بكبير وأصل الكبير كبر الجثة أي كبير الشأن، والسخي مصرف من السخاوة كتصريف الحكيم من الحكمة وكل مصرف من أصله فمعناه فيه، وأما المنقول فليس كذلك لانه بمنزلة الاسم العلم في أنه لا يكون فيه معنى ما نقل عنه وإنما يوافقه في اللفظ فقط، ويجوز أن يكون أصل الجواد إعطاء الخير ومنه فرس جواد وشئ جيد كأنه يعطي الخير لظهوره فيه وأجاد في أمره إذا أحكمه لاعطاء الخير الذي ظهر فيه.
1089 - الفرق بين السخاء والجود (3) : يظهر من كلام بعضهم: الترادف.
__________
(1) في ط: اختلف.
(2) في خ: المناسبة.
(3) الجود والسخاء.
في الكليات 2: 172.
والمفردات (الجود: 144) .
الفرائد: 60.
(*)
(1/274)
وفرق بعضهم بينهما: بأن من أعطى البعض وأبقى لنفسه البعض فهو صاحب سخاء.
ومن بذل الاكثر وأبقى لنفسه شيئا، فهو صاحب جود.
(اللغات) .
1090 - الفرق بين السخرية والاستهزاء: (176) .
1091 - الفرق بين السخرية واللعب (1) : قيل: الفرق بينهما أن في السخرية خديعة واستنقاصا لمن يسخر به، ولا يكون إلا بذي حياة.
وأما اللعب فقد يكون بجماد، ولذلك أسند - سبحانه - السخرية إلى الكفار بالنسبة إلى الانبياء كقوله سبحانه: " وكلما مر عليه ملا من قومه سخروا منه " (2) .
(اللغات) .
1092 - الفرق بين السخرية والهزء (3) : قد يفرق بينهما بأن في السخرية معنى طلب الذلة كما مر، لان التسخير في الاصل التذليل.
وأما الهزء: فيقتضي (4) طلب صغر القدر بما يظهر في القول.
(اللغات) .
1093 - الفرق بين السخط والغضب: (1550) .
__________
(1) السخرية واللعب.
في الكليات (السخرية 2: 87 واللعب 4: 174) .
والمفردات (السخرية 333 واللعب 680) .
والتعريفات (اللعب 202) .
والفرائد: 122.
(2) هود 11: 38.
(3) السخرية والهزء.
في الكليات 2: 87 السخرية.
في المفردات السخرية 333، الهزء: 790.
(4) في ط: فيقضي.
(*)
(1/275)
1094 - الفرق بين الكسر والكتمان: (1796) .
1095 - الفرق بين السر والنجوى: (2145) .
1096 - الفرق بين السرعة والعجلة (1) : العجلة: التقدم بالشئ قبل وقته - وهو مذموم - والسرعة: تقديم الشئ في أقرب أوقاته - وهو محمود - ويشهد للاول قوله تعالى: " ولا تعجل بالقران من قبل أن يقضى إليك
وحيه " (2) .
وقوله تعالى: " أتى أمر الله فلا تستعجلوه " (3) .
وللثاني في قوله تعالى: " وسارعوا إلى مغفرة من ربكم " (4) .
(اللغات) .
1097 - الفرق بين السرعة والعجلة: أن السرعة التقدم فيما ينبغي أن يتقدم فيه وهي محمودة ونقيضها مذمون وهو الابطاء، والعجلة التقدم فيما لا ينبغي أن يتقدم فيه وهي مذمومة، ونقيضها محمود وهو الاناة، فأما قوله تعالى " وعجلت إليك رب لترضى " (5) فإن ذلك بمعنى أسرعت.
1098 - الفرق بين السرقة والخيانة: (890) .
1099 - الفرق بين السرمد والدائم: أن السرمد هو الذي لا فصل يقع فيه وهو اتباع الشئ الشئ والميم فيه زائدة، والعرب تقول شربته سرمدا مبردا كأنه إتباع.
1100 - الفرق بين السرور والاستبشار: (154) .
__________
(1) السرعة والعجلة.
المفردات (السرعة 337، والعجلة 484) .
والفرائد: 124.
(2) طه 20: 114.
(3) النحل 16: 1.
(4) آل عمران 3: 133.
(5) طه 20: 84.
(*)
(1/276)
1101 - الفرق بين السرو والجمال: أن السرو هو الجودة، والسري من كل شئ الجيد منه يقال طعام سري وفرس سري وكل ما فضل جنسه فهو سري وسراء القوم وجوههم لفضلهم عليهم ولا يوصف الله تعالى بالسر وكما لا يوصف بالجودة والفضل.
1102 - الفرق بين السرور والجذل: (615) .
1103 - الفرق بين السرور والحبور: (689) .
1104 - الفرق بين السرور والفرح: أن السرور لا يكون إلا بما هو نفع أو لذة على
الحقيقة، وقد يكون الفرح بما ليس بنفع ولا لذة كفرح الصبي بالرقص والعدو والسباحة وغير ذلك مما يتعبه ويؤذيه ولا يسمى ذلك سرورا ألا ترى أنك تقول الصبيان يفرحون بالسباحة والرقص ولا تقول يسرون بذلك، ونقيض السرور الحزن ومعلوم أن الحزن يكون بالمرازي فينبغي أن يكون السرور بالفوائد وما يجري مجراها من الملاذ، ونقيض الفرح الغم وقد يغتم الانسان بضرر يتوهمه من غير أن يكون له حقيقة وكذلك يفرح بما لا حقيقة له كفرح الحالم بالمنى وغيره، ولا يجوز أن يحزن ويسر بما لا حقيقة له، وصيغة الفرح والسرور في العربية تنبئ عما قلناه فيهما وهو أن الفرح فعل مصدر فعل فعلا وفعل المطاوعة والانفعال فكأنه شئ يحدث في النفس من غير سبب يوجبه، والسرور إسم وضع موضع المصدر في قولك سر سرورا وأصله سرا وهو فعل يتعدى ويقتضي فاعلا فهو مخالف للفرح من كل وجه، ويقال فرح إذا جعلته كالنسبة وفارح إذا بنيته على الفعل، وقال الفراء: الفرح الذي يفرح في وقته والفارح الذي
(1/277)
يفرح فيما يستقبل مثل طمع وطامع.
1105 - الفرق بين السعير والجحيم والحريق والنار: أن السعير هو النار الملتهبة الحراقة أعني أنها تسمى حريقا في حال إحراقها للاحراق يقال في العود نار وفي الحجر نار ولا يقال فيه سعير، والحريق النار الملتهبة شيئا وإهلاكها له، ولهذا يقال وقع الحريق في موضع كذا ولا يقال وقع السعير فلا يقتضي قولك السعير ما يقتضيه الحريق ولهذا يقال فلان مسعر حرب كأنه يشعلها ويلهبها ولا يقال محرق، والجحيم نار على نار وجمر على جمر، وجاحمة شدة تلهبه وجاحم الحرب أشد موضع فيها ويقال لعين الاسد
جحمة لشدة توقدها.
وأما جهنم فيفيد بعد القعر من قولك جهنام إذا كانت بعيدة القعر.
1106 - الفرق بين السفر والكتاب: أن السفر الكتاب الكبير، وقال الزجاج: الاسفار الكتب الكبار وقال بعضهم السفر الكتاب يتضمن علوم الديانات خاصة والذي يوجبه الاشتقاق أن يكون السفر الواضح الكاشف للمعاني من قولك أسفر الصبح إذا أضاء، وسفرت المرأة نقابها إذا ألقته فانكشف وجهها وسفرت البيت كنسته وذلك لازالتك التراب عنه حتى تنكشف أرضه وسفرت الريح التراب أو السحاب إذا قشعته فانكشفت السماء.
1107 - الفرق بين السفه والشتم: (1175) .
1108 - الفرق بين السفه والطيش: أن السفه نقيض الحكمة على ما وصفنا ويستعار في الكلام القبيح فيقال سفه عليه إذا أسمعه القبيح ويقال للجاهل سفيه، والطيش خفة معها خطأ في الفعل وهو من قولك طاش
(1/278)
السهم إذا خف فمضى فوق الهدف فشبه به الخفيف المفارق لصواب الفعل.
1109 - الفرق بين السفوح والسكب والصب والهطل والهمول: (1111) .
1110 - الفرق بين السقي والاسقاء (1) : قيل: السقي لما لا كلفة فيه.
ولهذا ذكر في شراب أهل الجنة.
قال سبحانه: " وسقاهم ربهم شرابا طهورا " (2) .
وأما قوله تعالى في وصف أهل النار: " وسقوا ماء حميما " (3) .
فمجاز أو للتهكم (4) .
والاستسقاء: لما فيه كلفة، ولهذا ذكر في ماء الدنيا نحو:
" لاسقيناهم ماء غدقا " (5) .
(اللغات) .
1111 - الفرق بين السكب والسفوح والصب والهطل والهمول: أن السكب هو الصب المتتابع، ولهذا يقال فرس سكب إذا كان يتابع الحري ولا يقطعه ومنه قوله تعالى " وماء مسكوب " (6) لانه دائم لا ينقطع، والصب يكون دفعة واحدة، ولهذا يقال صبه في القالب ولا يقال سكبه فيه لان ما يصب في القالب يصب دفعة واحدة، والسفوح إندفاع الشئ السائل وسرعة جريانه، ولهذا قيل دم مسفوح لان الدم يخرج من العرق خروجا سريعا، ومنه سفح الجبل لان سيله يندفع إليه بسرعة، والهمول يفدى أن الهامل يذهب كل مذهب من غير مانع ولهذا قيل أهملت المواشي إذا تركتها بلا راع فهي تذهب حيث تشاء بلا مانع، وأما الهمر فكثرة السيلان في
__________
(1) الاسقاء والسقي في الكليات 1: 172.
ونقلها في فرائد اللغة: 13.
(2) الانسان 76: 21.
(3) سورة محمد 47: 15.
(4) في خ: وللتهكم.
(5) الجن: 72: 16.
(6) الواقعة 56: 31.
(*)
(1/279)
سهولة ومنه يقال همر في كلامه إذا أكثر منه ورجل مهمار كثير الكلام وظبية همير بسيطة الجسم، والهطل دوام السيلان في سكون كذا حكى السكري وقال: الهطلان مطر إلى اللين ما هو، وأما السح فهو عموم الانصباب ومنه يقال شاة ساح كأن جسمها أجمع يصب ودكا أي شحما.
1112 - الفرق بين السكون والاعتماد: (217) .
1113 - الفرق بين السكون والحركة: أن السكون يوجد في الجوهر في كل وقت ولا يجوز خلوه منه وليس كذلك الحركة لان الجسم يخلو منها إلى السكون.
1114 - الفرق بين السكون والركون: (1027) .
1115 - الفرق بين السكون والكون: (1845) .
1116 - الفرق بين السكينة والوقار: أن السكينة مفارقة الاضطراب عند الغضب والخوف وأكثر ما جاء في الخوف ألا ترى قوله تعالى " فأنزل الله سكينته عليه " (1) وقال " فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين " (2) ويضاف إلى القلب كما قال تعالى " هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين " (3) فيكون هيبة وغير هيبة، والوقار لا يكون إلا هيبة.
1117 - الفرق يبن السكينة والوقار (4) : المشهور في الفرق بينهما أن السكينة: هيئة بدنية تنشأ من اطمئنان الاعظاء.
__________
(1) التوبة 9: 40.
(2) الفتح 48: 26.
(3) الفتح 48: 4.
(4) السكينة والوقار.
في الكليات 3: 4.
والتعريفات: 125.
والمفردات: (السكينة 346 والوقار 832) .
والفرائد: 127.
(*)
(1/280)
والوقار: هيئة نفسانية تنشأ من ثبات القلب، ذكر ذلك صاحب التنقيح.
ونقله صاحب مجمع البحرين عن بعض المحققين.
ولا يخفى أنه لو عكس الفرق، لكان أصوب وأحق بأن تكون السكينة هيئة نفسانية، والوقار: هيئة بدنية.
أما الأول فلقوله تعالى: " هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين " (1) .
حيث جعل القلوب ظرفا للسكينة، ومحطا لها (2) ، وهو عبارة [19 / أ] عما فعل بهم اللطف (3) الذي يحصل لهم عنده من البصيرة بالحق ما تسكن إليه نفوسهم، ويثبتوا في القتال.
وأما الثاني فلقوله عزوجل مخاطبا لازواج النبي صلى الله عليه وآله: " وقرن في بيوتكن " (4) .
على أنه أمر من الوقار، فإن سكونهن في
البيوت، وعدم خروجهن وتبرجهن هيئة بنبتة تنشأ من اطمئنان الاعضاء وثباتها.
(اللغات) .
1118 - الفرق بين السلام والتحية: (460) .
1119 - الفرق بين السلامة والصحة: أن السلامة نقيضة الهلاك ونقيض الصحة الآفة من المرض والكسر وما بسبيل ذلك ألا ترى انه يقال سلم الرجل من علته إذا كان يخاف عليه الهلاك منها أو على شئ من جسده، وإذا لم يكن يخاف عليه ذلك منها لم يقل سلم منها وقيل صح منها، هذا على أن السلامة نقيضة الهلاك وليست الصحة كذلك وفي هذا وقوع الفرق بينهما، ثم كثر استعمال السلامة حتى قيل للمتبرئ من العيب سالم من
__________
(1) الفتح 48: 4.
(2) قوله " ومحطا لها " سقط من ط.
(3) في ط: ما من فعل بهم من اللطف.
(4) الاحزاب 33: 33.
(*)
(1/281)
العيب، والسلامة عند المتكلمين زوال الموانع والآفات عن من يجوز عليه ذلك ولا يقال لله سالم لان الآفات غير جائزة عليه ولا يقال له صحيح لان الصحة تقتضي منافاة المرض والكسر ولا يجوزان على الله تعالى.
1120 - الفرق بين السلامة والصحة (1) : قيل: الصحة البرء من المرض، والبراءة من كل عيب.
والسلامة: الخلوص من الآفات.
(اللغات) .
1121 - الفرق بين السلخ والاخراج: أن السلخ هو إخراج ظرف أو ما يكون بمنزلة الظرف له، والاخراج عام في كل شئ وهو الازالة من محيط أو ما يجري مجرى المحيط.
1122 - الفرق بين السلطان والبرهان والبيان: (427) .
1123 - الفرق بين السلطان والملك: أن السلطان قوة اليد في القهر للجمهور الاعظم وللجماعة اليسيرة أيضا ألا ترى انه يقال الخليفة سلطان الدنيا وملك الدنيا وتقول لامير البلد سلطان البلد ولا يقال له ملك البلد لان الملك هو من اتسعت مقدرته على ما ذكرنا فالملك هو القدرة على أشياء كثيرة، وللسلطان القدرة سواء كان على أشياء كثيرة أو قليلة ولهذا يقال له في داره سلطان ولا يقال له في داره ملك ولهذا يقال هو مسلط علينا وإن لم يملكنا، وقيل السلطان المانع المسلط على غيره من أن يتصرف عن مراده ولهذا يقال ليس لك على فلان سلطان فتمنعه من كذا.
__________
(1) السلامة والصحة.
في المفردات: (السلامة 350، والصحة 137) .
والتعريفات: (السلامة 350) .
الفرائد: 129.
(*)
(1/282)
1124 - الفرق بين السماء والفلك (1) : قال ابن قتيبة: السماء كل ما علاك، فأظلك، ومنه لسقف البيت " سماء " وللسحاب " سماء ".
قال عزوجل: " ونزلنا من السماء ماء مباركا " (2) .
يريد السحاب.
والفلك: مدار النجوم الذي يضمها.
قال عزوجل: " كل في فلك يسبحون " (3) .
سماه تعالى فلكا لاستدارته.
ومنه قيل: فلك المغزل.
والفلك قطبان: قطب في الشمال وقطب في الجنوب، متقابلان.
انتهى.
(اللغات) .
1125 - الفرق بين السماجة والقبح: أن السماجة فعل العيب والشاهد قول الهذلي: فمنهم صالح وسمج، وجعل السماجة نقيض الصلاح، والصلاح
فعل فكذلك ينبغي أن تكون السماجة فلو كانت السماجة قبح الوجه لم يحسن أن يقول ذلك ألا ترى أنه لا يحسن أن تقول فمنهم صالح وقبيح الوجه، وقال إبن دريد: ربما قيل لمن جاء بعيب سمجا، ثم اتسع في السماجة فاستعمل مكان قبح الصورة فقيل وجه سميج وسمج كما قيل قبيح كأنه جاء بعيب لان القبيح عيب.
1126 - الفرق بين السماع والاستماع: (173) .
1127 - الفرق بين السمة والعلامة: أن السمة ضرب من العلامات مخصوص وهو
__________
(1) السماء والفلك: أخذ المصنف عن أدب الكاتب: 85.
والمادة في: - في الكليات 3: 27.
والمفردات: (السماء 355 والفلك: 580) .
والتعريفات: (الفلك 176) .
والفرائد: 130.
(2) سورة ق 50: 9.
(3) الانبياء 21: 33.
(*)
(1/283)
ما يكون بالنار في جسد حيوان مثل سمات الابل وما يجري مجراها وفي القرآن " سنسمه على الخرطوم " (1) وأصلها التأثير في الشئ ومنه الوسمي (2) لانه يؤثر في الارض أثرا، ومنه الموسم لما فيه من آثار أهله والوسمة (3) معروفة سميت بذلك لتأثيرها فيما يخضب بها.
1128 - الفرق بين السمت والوقار: أن السمت هو حسن السكون وقالوا هو كالصمت فأبدل الصاد سينا كما يقال خطيب مسقع ومصقع، ويجوز أن يكون السمت حسن الطريقة واستواؤها من قولك هو على سمت البلد، وليس السمت من الوقار في شئ.
1129 - الفرق بين السمع والاستماع: (174) .
1130 - الفرق بين السمع والاصغاء: أن السمع هو إدراك المسموع والسمع أيضا إسم الآلة التي يسمع بها، والاصغاء هو طلب إدراك المسموع بإمالة
السمع إليه يقال صغا يصغو إذا مال وأصغى غيره وفي القرآن " فقد صغت قلوبكما " (4) أي مالت، وصغوك مع فلان أي ميلك.
1131 - الفرق بين السميع والسامع (5) : قيل: السميع من كان على صفة يجب لاجلها أن يدرك المسموعات إذا وجدت، فهي ترجع إلى كونه حيا لا آفة به.
والسامع: المدرك ويوصف القديم - سبحانه - في الارض بأنه سميع ولا يوصف في الازل بأنه سامع وإنما يوصف به إذا وجدت المسموعات.
(اللغات) .
__________
(1) القلم 68: 16.
(2) هو أول المطر.
(3) نبت يخضب به الشعر.
(4) التحريم 66: 4.
(5) السميع والسامع.
في الكليات 3: 7.
المفردات: 353.
(*)
(1/284)
1132 - الفرق بين السن والضرس (1) : يظهر من كلام اللغويين أنهما مترادفان - ويظهر من إطلاقات الاخبار الاخبار وغيرها اختصاص السن بالمقاديم الحداد، والضرس بالمآخير العراض.
ففي كتاب (العلل والخصال) عن الصادق عليه السلام في احتجاجه على الطبيب الهندي قال: وجعل السن حادا (2) *، لان به يقع الفرض، وجعل الضرس عريضا (3) * لان به يقع الطحن والمضغ، وكان الناب طويلا، ليشد الاضراس والاسنان كالاسطوانة في البناء.
(اللغات) .
1133 - الفرق بين السنة والحين: (816) .
1134 - الفرق بين السنة والعام: (1394) .
1135 - الفرق بين السنة والحجة: (696) .
1136 - الفرق بين السنة والعادة: (1382) .
1137 - الفرق بين السنة والنافلة: أن السنة على وجوه أحدها أنا إذا قلنا فرض وسنة فالمراد به المندوب إليه وإذا قلنا الدليل على هذا الكتاب والسنة فالمراد بها قول رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم وإذا قلنا سنة رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم فالمراد بها طريقته وعادته التي دام عليها وأمر بها فهي في الواجب والنفل وجميع ذلك ينبئ عن رسم تقدم وسبب فرد والنفل والنافلة ما تبد به من غير سبب.
__________
(1) السن والضرس.
في الكليات 2: 130.
والمفردات (السن: 356) .
(2) (3) ما بين نجمتين سقط من خ.
(*)
(1/285)
1138 - الفرق بين السنخ والاصل: أن السنخ هو أصل الشئ الداخل في غيره مثل سنخ السكين والسيف وهو الداخل في النصاب وسنوخ الانسان ما يدخل منها في عظم الفك فلا يقال سنخ كما يقال أصل ذلك، والاصل إسم مشترك يقال أصل الحائط وأصل الجبل وأصل الانسان وأصل العداوة بينك وبين فلان كذا والاصل في هذه المسألة كذا وهو في ذلك مجاز وفي الجبل والحائط حقيقة، وحقيقة أصل الشئ ما كان عليه معتمده ومن ثم سمي العقل أصالة لان معتمد صاحبه عليه ورجل أصيل أي عاقل، وحقيقة أصل الشئ عندي ما بدئ منه ومن ثم يقال إن أصل الانسان التراب وأصل هذا الحائط حجر واحد لانه بدئ في بنيانه بالحجر والآجر.
1139 - الفرق بين السهم من الجملة والجزء من الجملة: (624) .
1140 - الفرق بين السهو والاغماء: (237) .
1141 - الفرق بين السهو والغفلة: (1561) .
1142 - الفرق بين السهو والنسيان: (2168) .
1143 - الفرق بين السؤال والاستخبار: (157) .
1144 - الفرق بين السؤال والاستفهام: (168) .
1145 - الفرق بين السؤال والطلب: أن السؤال لا يكون إلا كلاما ويكون الطلب السعي وغيره، وفي مثل: عليك الهرب وعلي الطلب.
(1/286)
1146 - الفرق بين السؤال والطلب (1) : قد فرق بينهما بأن السؤال يكون بالفعل والقول.
والسؤال يستدعي جوابا إما باللسان أو باليد.
والطلب: قد يفتقر إلى جواب، وقد لا، وكل سؤال طلب، وليس كل طلب سؤالا.
(اللغات) .
1147 - الفرق بين السؤال والقنوع: (1752) .
1148 - الفرق بين السوء والاساءة: (151) .
1149 - الفرق بين السوء والسوء: أن السوء مصدر اضيف المنعوت إليه تقول هو رجل سوء ورجل السوء بالفتح وليس هو من قولك سؤته وفي المثل لا يعجز مسك السوء عن عرق السوء أي لا يعجز الجلد الردئ عن الريح الرديئة، والسوء بالضم المكروه يقال ساءه يسوؤه سوء إذا لقي منه مكروها، وأصل الكلمتين الكراهة إلا أن إستعمالهما يكون على ما وصفنا.
1150 - الفرق بين السوء والضر: (1312) .
1151 - الفرق بين السوء والقبيح: أن السوء مأخوذ من أنه يسوء النفس بما قربه لها وقد يلتذ بالقبيح صاحبه كالزنا وشرب الخمر والغصب.
1152 - الفرق بين قولك يسودهم ويسوسهم: (1153) .
__________
(1) السؤال والطلب.
في الكليات (السؤال: 3: 16.
والطلب 3: 153) .
والتعريفات: 128.
والمفردات (السؤال 364 والطلب: 456) .
والفرائد: 134.
(*)
(1/287)
1153 - الفرق بين قولك يسوسهم وبين قولك يسودهم: أن معنى قولك يسودهم أنه يلي تدبيرهم ومعنى قولك يسوسهم أنه ينظر في دقيق امورهم مأخوذ من السوس، ولا تجوز الصفة به على الله تعالى لان الامور لا تدق عنه وقد ذكرنا ذلك قبل.
1154 - الفرق بين سوف والسين في سيفعل: أن سوف إطماع كقولهم سوفته أي أطمعته فيما يكون وليس كذلك السين.
1155 - الفرق بين السياسة والتدبير: أن السياسة في التدبير المستمر ولا يقال للتدبير الواحد سياسة فكل سياسة تدبير وليس كل تدبير سياسة، والسياسة أيضا في الدقيق من امور المسوس على ما ذكرنا قبل (1) فلا يوصف الله تعالى بها لذلك.
1156 - الفرق بين السيد والرب الصفة برب والصفة بسيد: أن السيد مالك من يجب عليه طاعته نحو سيد الامة والغلام، ولا يجوز سيد الثوب كما يجوز رب الثوب، ويجوز رب بمعنى سيد في الاضافة، وفي القرآن " فيسقي ربه خمرا " (2) وليس ذلك في كل موضع ألا ترى أن العبد يقول لسيده يا سيدي ولا يجوز ان يقول يا ربي فأما قول عدي بن زيد: إن ربي لولا تداركه الم * - لك بأهل العراق ساء العذير يعني النعمان بن المنذر، والعذير الحال فإن ذلك كان مستعملا ثم ترك استعماله كما ترك أبيت اللعن وعم صباحا وما أشبه ذلك.
__________
(1) في العدد: 1153.
(2) يوسف 12: 41.
(*)
(1/288)
1157 - الفرق بين السيد والصمد: أن السيد المالك لتدبير السواد وهو الجمع وسمي سوادا لان مجتمعه سواد إذا رؤي من بعيد، ومنه يقال للسواد الاعظم ويقال لهم الدهماء لذلك والدهمة السواد، وقولنا الصمد يقتضي القوة على الامور وأصله من الصمد وهو الارض الصلبة والجمع صماد والصمدة صخرة شديدة التمكن في الارض، ويجوز أن يقال إنه يقتضي قصد الناس إليه في الحوائج من قولك صمدت صمدة أي قصدت قصدة، وكيفما كان فإنه أبلغ من السيد ألا ترى انه يقال لمن يسود عشيرته سيد ولا يقال له صمد حتى يعظم شأنه فيكون المقصود دون غيره، ولهذا يقال سيد صمد ولم يسمع صمد سيد.
1158 - الفرق بين السيد وعلي: (1514) .
1159 - الفرق بين سيد القوم وكبيرهم: أن سيدهم هو الذي يلي تدبيرهم، وكبيرهم هو الذي يفضلهم في العلم أو السن أو الشرف وقد قال تعالى " فعله كبيرهم " (1) فيجوز أن يكون الكبير في السن، ويجوز أن يكون الكبير في الفضل ويقال لسيد القوم كبيرهم ولا يقال لكبيرهم سيدهم إلا إذا ولي تدبيرهم، والكبير في أسماء الله تعالى هو الكبير الشأن الممتنع من مساواة الاصغر له بالتضعيف (2) والكبير الشخص الذي يمكن من مساواته الاصغر له بالتضعيف (2) والكبير الشخص الذي يمكن مساواته للاصغر بالتجزئة (3) ويمكن مساواة الاصغر له بالتضعيف، والصفة بهذا لا تجوز على الله تعالى، وقال بعضهم: الكبير في أسماء الله
__________
(1) الانبياء 21: 63.
(2) من قوله " التضعيف " إلى " التضعيف " الاتية ساقط من نسخة.
(3) في السكندرية " بالتجربة " وساقط من غيرها.
(*)
(1/289)
تعالى بمعنى أنه كبير في أنفس العارفين غير أن يكون له نظير.
1160 - الفرق بين السيد والمالك: أن السيد في المالكين كالعبد في المملوكات فكما لا يكون العبد إلا ممن يعقل، فكذلك لا يكون السيد إلا ممن يعقل، والمالك يكون كذلك ولغيره فيقال هذا سيد العبد ومالك العبد ويقال هو مالك الدار ولا يقال سيد الدار ويقال للقادر مالك فعله ولا يقال سيد فعله والله تعالى سيد لانه مالك لجنس من يعقل.
1161 - الفرق بين السيد والهمام: (2255) .
1162 - الفرق بين السين وسوف: (1154) .
(1/290)
* (ش) *
1163 - الفرق بين الشأن والحال (1) : الشأن لا يقال إلا فيما يعظم من الاحوال والامور، فكل حال شأن، ولا ينعكس.
قاله الراغب.
ويؤيده (2) [15 / أ] قوله تعالى شأنه " كل يوم هو في شأن " (3) (اللغات) .
1164 - الفرق بين الشاهد والحاضر: أن الشاهد للشئ يقتضي أنه عالم به ولهذا قيل الشهادة على الحقوق لانها لا تصح إلا مع العلم بها وذلك أن أصل الشهادة الرؤية وقد شاهدت الشئ رأيته، والشهد العسل على ما شوهد في موضعه، وقال بعضهم الشهادة في الاصل إدراك الشئ من جهة سمع أو رؤية فالشهادة تقتضي العلم بالمشهود على ما بينا، والحضور
لا يتقضي العلم بالمحضور ألا ترى انه يقال حضره الموت ولا يقال شهده الموت إذ لا يصح وصف الموت بالعلم، وأما الاحضار فإنه يدل على سخط وغضب، والشاهد قوله تعالى " ثم هو يوم القيامة من المحضرين " (4) .
__________
(1) الحال والشأن.
في المفردات (الحال 193.
والشأن: 397) .
والفرائد: 62.
(2) في ط: ويدل عليه ... (3) الرحمن 55: 29.
(4) القصص 28: 61.
(*)
(1/291)
1165 - الفرق بين الشاهد والشهيد (1) : قيل: الشاهد بمعنى الحدوث.
والشهيد بمعنى الثبوت.
فإنه إذا تحمل الشهادة فهو شاهد باعتبار حدوث تحمله.
فإذا ثبت تحمله لها زمانين أو أكثر فهو شهيد.
ثم يطلق الشاهد عليه مجازا، كما في قوله تعالى: " واستشهدوا شهيدين من رجالكم " (2) .
فإن الطلب إنما يكون قبل حصول المطلوب.
(اللغات) .
1166 - الفرق بين الشاهد والمشاهد: (2007) .
1167 - الفرق بين الشاكر والشكور: (1212) .
1168 - الفرق بين الشبح والشخص: أن الشبح ما طال من الاجسام ومن ثم قيل هو مشبوح الذراعين أي طويلهما، وهو الشبح والشبح لغتان.
1169 - الفرق بين الشبهة والدلالة: (912) .
1170 - الفرق بين الشبه والشبيه: أن الشبه أعم من الشبيه ألا تراهم يستعملون الشبه في كل شئ، وقلما يستعمل الشبية إلا في المتجانسين تقول زيد يشبه الاسد أو شبه الكلب، ولا يكادون يقولون شبيه الاسد وشبيه الكلب ويقولون زيد شبيه عمرو لان باب فعيل حكمه أن يكون إسم الفاعل
الذي يأتي فعله على فعل ولا يأتي ذلك في الصفات فإذا قلت زيد شبيه عمرو فقد بالغت في تشبيهه به وأجريته مجرى ما ثبت لنفسه وإضافته إليه إضافة صحيحة، وإذا قلت زيد شبه عمرو وعمرو شبه الاسد فهو على
__________
(1) - في الكليات 3: 54، 61.
والتعريفات 129، 135.
والفرائد: 139.
والمفردات: 392.
(2) البقرة 2: 282.
(*)
(1/292)
الانفصال أي شبه لعمرو وشبه للاسد لانه نكرة وكذلك المثل، ولهذا تدخل عليه رب وإن أضيف إلى الكاف قال الشاعر: يا رب مثلك في النساء غريزة * بيضاء قد مت
معجم الفروق اللغوية
الحاوي لكتاب أبي هلال العسكري وجزءا من كتاب السيد نور الدين الجزائري
تحقيق مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المقدسة
(1/1)
معجم الفروق اللغوية
تنظيم: الشيخ بيت الله بيات ومؤسسة النشر الإسلامي
الموضوع: اللغة
عدد الصفحات: 630
عدد الاجزاء: جزء واحد
الطبعة: الأولى
المطبوع: 2000 نسخة
التاريخ: شوال المكرم 1412
مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة
(1/2)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة على محمد المصطفى وعلى آله الطيبين الطاهرين واللعنة على اعدائهم أجمعين.
وبعد: فان من جملة علوم العربية المهمة التي اهتم بها اللغويون قديما وحديثا علم الفروق اللغوية المعني بتمييز المفردات المتقاربة المعاني والتي تبدوا مترادفة إذا نظر إليها من غير تدقيق الامر الذي دفع قدماء علماء اللغة إلى تصنيف كتب مستقلة في هذا المضمار، منها كتاب " الفروق اللغوية " لابي هلال الحسن بن عبد الله العسكري من أعلام القرن الرابع الهجري ولهذا الكتاب مكانته الخاصة في فهم النصوص العربية - قرآنا ورواية وشعرا وغيرها - باعتباره من الكتب المتقدمة.
ولما كان هذا الكتاب بشكل يصعب على المراجع له الوصول إلى مقصوده بسهولة قام فضيلة الشيخ بيت الله بيات - حفظه الله تعالى - بتبويبه وترتيبه بالترتيب الهجائي مراعيا فيه الأمور التالية:
1 - المحافظة على المتن ثابتا من دون تغيير الا المقدمة فقد رأينا حذفها.
2 - حذف موارد التكرار والاستغناء منها بالارجاع إلى أرقامها السابقة أو اللاحقة.
3 - عدم ملاحظة الحرورف الاصلية في ترتيب الكلمات.
4 - تخريج الآيات المذكورة في متن الكتاب.
5 - الاعتماد على النسخة المطبوعة من منشورات مكتبة بصيرتي والاستفادة من بعض هوامشها.
وامور اخرى لا يخفى حسنها على المتأمل.
(1/3)
واقترحت مؤسستنا - بعد تلقي عمل سماحة الشيخ البيات بالقبول والرضا - إضافة قسم من كتاب " فروق اللغات " للسيد نور الدين بن السيد نعمة الله الجزائري المتوفى سنة 1158 هـ، فقامت بإدراج الموارد التي اختلف فيها السيد الجزائري مع أبي هلال والموارد التي اختص بها السيد ولم يذكرها أبو هلال
وميزت تلك الاضافات بتذييلها بكلمة (اللغات) بين قوسين فلاحظ، مستفيدين من بعض ما جاء في النسخة المحققة وهي من منشورات " دفتر نشر " وسمينا هذا النتاج القيم الجامع بين هذين الكتابين ب " معجم الفروق اللغوية " وقامت لجنة التحقيق بترقيمه ترقيما جديدا شاملا لكل ما ورد في هذا الكتاب وتنظيم فهرس موسع له وإخراجه بهذه الصورة الأنيقة.
ولا يخفى أن أبا هلال العسكري قد أرجع بعض الفروق بعبارة " ما ذكر " أو أشار إلى بعضها بلفظ " ستذكر " ونحن وضعنا هما كما هي حفاظا للمتن.
وأخيرا لا يسعنا إلا أن نتقدم بجزيل الشكر لسماحة الشيخ البيات والاخوة في لجنة التحقيق السيد علي الطباطبائي والشيخ رياض الراوي وأبو حيدر الجواهري وغيرهم سائلين الله للجميع مزيدا من التوفيق إنه نعم المولى ونعم النصير.
مؤسسة النشر الاسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة
(1/4)
* (أ) *
1- الفرق بين الآثم والأثيم: (44) .
2 - الفرق بين آخر الشئ ونهايته: أن آخر الشئ خلاف أوله وهما اسمان، والنهاية مصدر مثل الحماية والكفاية إلا أنه سمي به منقطع الشئ فقيل هو نهايته أي منتهاه، وخلاف المنتهى المبتدأ فكما أن قولك المبتدأ يقتضي ابتداء فعل من جهة اللفظ وقد انتهى الشئ إذا بلغ مبلغا لا يزاد عليه وليس يقتضي النهاية منتهي إليه ولو اقتضى ذلك لم يصح أن يقال للعالم نهاية، وقيل الدار الآخرة لان الدنيا تؤدي إليها والدنيا بمعنى الاولى، وقيل
الدار الآخرة كما قيل مسجد الجامع والمراد مسجد اليوم الجامع ودار الساعة الآخرة، وأما حق اليقين فهو كقولك محض اليقين ومن اليقين وليس قول من يقول هذه إضافة الشئ إلى نعته بشئ لان الاضافة توجب دخول الأول في الثاني حتى يكون في ضمنه، والنعت تحلية وإنما يحلى بالشئ الذي هو بالحقيقة ويضاف إلى ما هو غيره في الحقيقة، تقول هذا زيد الطويل فالطويل هو زيد بعينه، ولو قلت زيد الطويل وجب أن يكون زيد غير الطويل ويكون في تلك الطويل، ولا يجوز إضافة الشئ إلا إلى غيره أو بعضه فغيره نحو عبد زيد وبعضه نحو ثوب حرير وخاتم ذهب أي من حرير ومن ذهب، وقال المازني: عام الاول إنما هو عام زمن الأول.
(1/5)
3 - الفرق بين الآخر والآخر: أن الآخر بمعنى ثان وكل شئ يجوز أن يكون له ثالث وما فوق ذلك يقال فيه آخر ويقال للمؤنث أخرى وما لم يكن له ثالث فما فوق ذلك قيل الاول والآخر، ومن هذا ربيع الاول وربيع الآخر.
4 - الفرق بين الآخر والاول والبعد والقبل: (343) .
5 - الفرق بين الآلاء والنعم: أن الالى واحد الآلاء وهي النعمة التي تتلو غيرها من قولك وليه يليه إذا قرب منه وأصله ولي، وقيل واحد الآلاء الي وقال بعضهم الالي مقلوب من إلى الشئ اذا عظم علي قال فهو اسم للنعمة العظيمة.
6 - الفرق بين الآلة والسبب: (1074) .
7 - الفرق بين الآل والاهل: (335) .
8 - الفرق بين الآل والذرية (1) : آل الرجل: ذو (2) قرابته، وذريته: نسله.
فكل ذرية آل، وليس كل آل بذرية.
وأيضا: الآل يخص بالاشراف، وذوي الاقدار، بحسب الدين، أو الدنيا.
فلا يقال: آل حجام، وآل حائك، بخلاف الذرية.
(اللغات)
__________
(1) الآل والذرية في الكليات 1: 268 و 2: 361.
والفرائد: 1.
(2) فيهما: ذو قرابته.
(*)
(1/6)
9 - الفرق بين الآنية والظرف (1) (*) : الآنية: تطلق على كل ما يستعمل في الاكل والشرب، وغيرهما كالقدر والمغرفة والصحن، والغضارة.
والظرف أعم منه ومن غيره إذ هو ما يشغل الشئ ويحيط به، فالصندوق والمخزن، وكذا الحوض والدار: ظروف، ولا تطلق عليها الآنية، فبينهما عموم وخصوص، فإن كل آنية ظرف، وليس كل ظرف آنية، وأهل اللغة لم يفرقوا بينهما.
(اللغات) .
10 - الفرق بين الآل والعترة: (1404) .
11 - الفرق بين الآل والشخص: أن الآل هو الشخص الذى يظهر لك من بعيد، شبه بالآل الذي يرتفع في الصحاري، وهو غير السراب وإنما السراب سبخة تطلع عليها الشمس فتبرق كأنها ماء، والآل شخوص ترتفع في الصحاري للناظر وليست بشئ، وقيل الآل من الشخوص ما لم يشتبه وقال بعضهم " الآل من الاجسام ما طال ولهذا سمي الخشب آلا ".
12 - الفرق بين آنست ببصري وأحسست ببصري: (75) .
13 - الفرق بين الآية والعلامة: (1477) .
__________
(1) الآنية والظرف: في الكليات 3: 166.
والتعريفات: 137.
(*) في ط: الاواني والظروف، وأوردها هناك بعد مادة: الاب والوالد.
وبين المادتين شئ من خلاف اللفظ.
قال في المطبوعة.
" الآنية: كل ما يستعمل في المهمات كالقدر والمغرفة والصحن ونحوه والظرف: ما كان شاغلا للشئ، فهو أعم من الآنية.
فإن الحوض والمخزن مثلا يصح عليه الظرفين، ولا يطلق عليهما الآنية.
فبينهما عموم، وخصوص.
وأهل اللغة لم يفرقوا بينهما ".
(*)
(1/7)
14 - الفرق بين الاباء والامتناع (1) : الاباء: شدة الامتناع، فكل اباء امتناع: وليس إباء (2) ، قاله الراغب.
قلت: ويدل عليه قوله تعالى: " ويأبى الله إلا أن يتم نوره " (3) .
وقوله تعالى: " إلا إبليس أبى واستكبر " (4) .
فإن المراد: شدة الامتناع في المقامين.
(اللغات) .
15 - الفرق بين الاباء والكراهة: أن الاباء هو أن يمتنع وقد يكره الشئ من لا يقدر على إبائه وقد رأينا هم يقولون للملك أبيت اللعن ولا يعنون أنك تكره اللعن لان اللعن يكرهه كل أحد وإنما يريدون أنك تمتنع من أن تلعن وتشتم لما تأتي من جميل الافعال، وقال الراجز " ولو أرادوا ظلمه أبينا " أي امتنعنا عليهم أن يظلموا ولم يرد أنا نكره ظلمهم إياه لان ذلك لا مدح فيه، وقال الله تعالى " ويأبى الله إلا أن يتم نوره " (5) أي يمتنع من ذلك ولو كان الله يأبى المعاصي كما يكرهها لم تكن معصية ولا عاص.
16 - الفرق بين الاباء والمضادة: أن الاباء يدل على النعمة، ألا ترى أن المتحرك ساهيا لا يخرجه ذلك من أن يكون أتى بضد السكون ولا يصح
أن يقال قد أبى السكون، والمضادة لا تدل على النعمة.
17 - الفرق بين الاباحة والاذن: أن الاباحة قد تكون بالعقل والسمع، والاذن
__________
(1) الاباء والامتناع في الكليات 1: 191.
والفرائد: 1.
(2) في ط: إباء امتناعا.
وهو خطأ.
(3) التوبة 9: 32.
(4) البقرة 2: - 34.
في خ التوحيد، والتصويب من: ط.
(5) التوبة 9: 32.
(*)
(1/8)
لا يكون إلا بالسمع وحده، وأما الاطلاق فهو إزالة المنع عمن يجوز عليه ذلك، ولهذا لا يجوز أن يقال ان الله تعالى مطلق وإن الاشياء مطلقة له.
18 - الفرق بين الاختراع والابتداع: أن الابتداع إيجاد ما لم يسبق إلى مثله يقال أبدع فلان إذا أتى بالشئ الغريب وأبدعه الله فهو مبدع وبديع ومنه قوله تعالى " بديع السموات والارض ".
(1) وفعيل من أفعل معروف في العربية يقال بصير من أبصر وحليم من أحلم، والبدعة في الدين مأخوذة من هذا وهو قول ما لم يعرف قبله ومنه قوله تعالى " ما كنت بدعا من الرسل " (2) وقال رؤبة: وليس وجه الحق أن يبدعا
19 - الفرق بين الابتداع والاختراع (3) : قال الجوهري (4) .
أبدعت الشئ: اخترعته.
وقال الزمخشري في الاساس (5) : اخترع الله الاشياء: ابتدعها من غير سبب.
انتهى.
وخص بعضهم الابتداع بالايجاد لا لعلة، والاختراع بالايجاد لا من شئ ويؤيده ما رواه الصدوق (*) - طاب ثراه - في كتاب التوحيد من باب أنه عزوجل ليس بجسم ولا صورة.
مسندا (6) عن محمد بن زيد قال:
__________
(1) البقرة 2: 117.
(2) الاحقاف 46: 9.
(3) الابداع والابتداع في تعريفات الجرجاني: 5.
والابداع والاختراع في كليات أبي البقاء 1: 21.
(4) الصحاح (بدع) وفيه: " ... اخترعته لا على مثال ".
(5) الاساس (خ ر ع) .
(*) الشيخ الصدوق أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي (المتوفى سنة 381) مفسر، فقيه، أصولي، محدث، حافظ، عارف بالرجال من أهل خراسان.
دخل بغداد.
وتوفى بالري.
له نحو ثلاث مائة مصنف.
(6) في خ: مسند، وفي ط: مسندا.
(*)
(1/9)
جئت إلى الرضا عليه السلام أسأله عن التوحيد فأملى علي: " الحمد لله فاطر الاشياء ومنشئها إنشاء، ومبتدعها (1) ابتداء بقدرته وحكمته، لا من شئ فيبطل الاختراع، ولا لعلة فلا يصح الابتداع "..الحديث.
فخص عليه السلام الاختراع بالايجاد لا من شئ، والابتداع بالايجاد لا لعلة.
(اللغات) .
20 - الفرق بين الابتلاء والابلاء: (29) .
21 - الفرق بين الابتلاء والاختبار: أن الابتلاء لا يكون إلا بتحميل المكاره والمشاق.
والاختبار يكون بذلك وبفعل المحبوب، ألا ترى انه يقال اختبره بالانعام عليه ولا يقال ابتلاه بذلك ولا هو مبتلى بالنعمة كما قد يقال اختبره بالانعام عليه ولا يقال ابتلاه بذلك ولا هو مبتلى بالنعمة كما قد يقال إنه مختبر بها، ويجوز أن يقال إن الابتلاء يقتضي استخراج ما عند المبتلي من الطاعة والمعصية، والاختبار يقتضي وقوع الخبر بحاله في ذلك
والخبر: العلم الذي يقع بكنه الشئ وحقيقته فالفرق بينهما بين.
22 - الفرق بين الابتلاء والتكليف: (538) .
23 - الفرق بين الابدال والتبديل: (447) .
24 - الفرق بين الابد والدهر: (924) .
__________
(1) في خ: مبتدعها، وفي ط: مبدعها.
(*)
(1/10)
25 - الفرق بين الأبدي والأزلي (1) : قد فرق بينهما بأن الابدي: هو المصاحب لجميع الازمنة، محققة كانت أو مقدرة في جانب المستقبل إلى غير النهاية.
والازلي: هو المصاحب لجميع الثابتات المستمرة الوجود في الزمان.
(اللغات) .
26 - الفرق بين إبرام الشئ وإحكامه: أن إبرامه تقويته وأصله في تقوية الحبل وهو في غيره مستعار.
27 - الفرق بين الابرام والتأريب: (436) .
28 - الفرق بين قولك أبطل وبين قولك أدحض: أن أصل الابطال الاهلاك ومنه سمي الشجاع بطلا لاهلاكه قرنه، وأصل الادحاض الاذلال فقولك ابطله يفيد أنه اهلكه وقولك ادحضه يفيد أنه أزاله ومنه مكان دحض إذا لم تثبت عليه الاقدام: وقد دحض إذا زل ومنه قوله تعالى " حجتهم داحضة عند ربهم " (2) .
29 - الفرق بين الابلاء والابتلاء (3) : هما بمعنى الامتحان: والاختبار.
__________
(1) الابدي والازلي في الكليات 2: 115 - 116.
وتعريفات الجرجاني: 16.
(2) الشورى 42: 16.
(3) الابلاء والابتلاء في الكليات 1: 29.
- وأدب الكاتب: 337.
- والمادة في (النهاية في غريب الحديث) لابن الاثير (ب ل و) 1: 155.
(*)
(1/11)
قال القتبي (1) :..يقال من الخير: أبليته أبليه، إبلاء ومن الشربلوته أبلوه بلاء.
وقال ابن الاثير: المعروف أن الابتلاء يكون في الخير والشر معا من غير فرق بين فعليهما، ومنه قوله تعالى: " ونبلوكم بالشر والخير فتنة " (2) .
(اللغات) .
30 - الفرق بين الابلاغ والاداء: (111) .
31 - الفرق بين الابلاغ والايصال: أن الابلاغ أشد اقتضاء للمنتهي إليه من الايصال لانه يقتضي بلوغ فهمه وعقله كالبلاغة التي تصل إلى القلب، وقيل الابلاغ اختصار الشئ على جهة الانتهاء ومنه قوله تعالى " ثم أبلغه مأمنه " (3) .
32 - الفرق بين الابناء والذرية: أن الابناء يختص به أولاد الرجل وأولاد بناته لان أولاد البنات منسوبون إلى آبائهم كما قال الشاعر: بنونا بنو أبنائنا وبناتنا * بنوهن أبناء الرجال الأباعد ثم قيل للحسن والحسين عليهما السلام ولدا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على التكريم ثم صار اسما لهما لكثرة الاستعمال، والذرية تنتظم الاولاد والذكور والاناث والشاهد قوله عزوجل " ومن ذريته داود وسليمان " (4) ثم أدخل عيسى في ذريته.
33 - الفرق بين الابن والولد: أن الابن يفيد الاختصاص ومداومة الصحبة
__________
(1) القتبي (أو القتبي) هو ابن قتيبة مؤلف أدب الكاتب وغيره.
(2) الانبياء 21: 35.
(3) التوبة 9: 6.
(4) الانعام 6: 84.
(*)
(1/12)
ولهذا يقال ابن الفلاد لمن يداوم سلوكها وابن السرى لمن يكثر منه، وتقول تبنيت ابنا إذا جعلته خاصا بك، ويجوز أن يقال إن قولنا هو ابن فلان يقتضي أنه منسوب إليه ولهذا يقال الناس بنو آدم لانهم منسوبون إليه وكذلك بنو إسرائيل، والابن في كل شئ صغير فيقول الشيخ للشاب يا بني ويسمي الملك رعيته الابناء وكذلك أنبياء من بني إسرائيل كانوا يسمون اممهم أبناءهم ولهذا كني الرجل بأبي فلان وإن لم يكن له ولد على التعظيم، والحكماء والعلماء يسمون المتعلمين أبناءهم ويقال لطالبي العلم أبناء العلم وقد يكنى بالابن كما يكنى بالاب كقولهم ابن عرس وابن نمرة وابن آوى وبنت طبق وبنات نعش وبنات وردان، وقيل أصل الابن التأليف والاتصال من قولك بنيته وهو مبني وأصله بني وقيل بنو ولهذا جمع على أبناء فكان بين الاب والابن تأليف، والولد يقتضي الولادة ولا يقتضيها الابن والابن يقتضي أبا والولد يقتضي والدا، ولا يسمى الانسان والدا إلا إذا صار له ولد وليس هو مثل الاب لانهم يقولون في التكنية أبو فلان وإن لم يلد فلانا ولا يقولون في هذا والد فلان إلا أنهم قالوا في الشاة والد في حملها قبل أن تلد وقد ولدت إذا ولدت إذا أخذ ولدها والابن للذكر والولد للذكر والانثى.
34 - الفرق بين الابن والولد (1) : الأول للذكر، والثاني يقع على الذكر
والانثى، والنسل والذرية يقع على الجميع.
(اللغات) .
35 - الفرق بين الاتخاذ والاخذ: (105) .
__________
(1) الابن والولد في الكليات 5: 50 وفي مجمع البيان 1: 92.
(*)
(1/13)
36 - الفرق بين الاتقاء والخشية: أن في الاتقاء معنى الاحتراس مما يخاف وليس ذلك في الخشية.
37 - الفرق بين الاتقان والإحكام: أن إتقان الشئ إصلاحه وأصله من التقن وهو الترنوق (1) الذي يكون في المسيل أو البئر وهو الطين المختلط بالحمأة يؤخذ فيصلح به التأسيس وغيره فيسد خلله ويصلحه فيقال أتقنه إذا (2) طلاه بالتقن ثم استعمل فيما يصح معرفته فيقال أتقنت كذا أي عرفته صحيحا كأنه لم يدع فيه خللا، والاحكام إيجاد الفعل محكما ولهذا قال الله تعالى " كتاب احكمت آياته " (3) أي خلقت محكمة ولم يقل اتقنت لانها لم تخلق وبها خلل ثم سد خللها.
وحكى بعضهم أتقنت الباب إذا أصلحته قال أبو هلال رحمه الله تعالى: ولا يقال أحكمته إلا إذا ابتدأته محكما.
38 - الفرق بين الاتمام والاكمال (4) : قد فرق بينهما بأن الاتمام: لازالة نقصان الاصل.
والاكمال: لازالة نقصان العوارض بعد تمام الاصل.
قيل: ولذا كان قوله تعالى: " تلك عشرة كاملة " (5) أحسن من (تامة) .
فإن التام من العدد قد علم، وإنما نفي احتمال نقص في صفاتها.
وقيل: تم: يشعر بحصول نقص (6) قبله.
وكمل: لا يشعر بذلك.
__________
(1) (الرنوق خ ل) .
(2) " أي خ ل ".
(3) هود 11: 1.
(4) الاتمام والاكمال في الكليات (الاكمال 1: 66) .
(التمام والكمال) .
والفرائد: 5.
(5) البقرة 2: 196.
(6) (نقص) سقطت من خ.
(*)
(1/14)
وقال العسكري: الكمال: اسم (1) لاجتماع أبعاض الموصوف به.
والتمام: (2) اسم للجزء الذي يتم به الموصوف.
ولهذا يقال: القافية تمام البيت، ولا يقال: كماله.
ويقولون: البيت بكماله، أو باجتماعه.
(اللغات) .
39 - الفرق بين الاتيان بغيره وتبديل الشئ: أن الاتيان بغيره لا يقتضي رفعه بل يجوز بقاؤه معه، وتبديله لا يكون إلا برفعه ووضع آخر مكانه ولو كان تبديله والاتيان بغيره سواء لم يكن لقوله تعالى " إئت بقرآن غير هذا أو بدله " (3) فائدة وفيه كلام كثير أوردناه في تفسير هذه السورة، وقال الفراء " يقال بدله إذا غيره وأبدله جاء ببدله ".
40 - الفرق بين قولك أتى فلان وجاء فلان: (594) .
41 - الفرق بين الاثر والعلامة: أن أثر الشئ يكون بعده، وعلامته تكون قبله تقول الغيوم والرياح علامات المطر ومدافع السيول آثار المطر.
42 - الفرق بين الاثم والخطيئة: (863) .
43 - الفرق بين الاثم والذنب: أن الاثم في أصل اللغة التقصير أثم يأثم إذا قصر ومنه قول الأعشى: جمالية تغتلي بالرداف * إذا كذب الآثمات الهجيرا الاغتلاء بعد الخطو، والرداف جمع رديف، وكذب قصر، وعنى بالآثمات
__________
(1) في ط: الكمال الاسم لاجتماع.
(2) في خ: " التمام للجزء الذي ... " (3) يونس 10: 15.
(*)
(1/15)
المقصرات ومن ثم سمي الخمر إثما لانها تقصر بشاربها لذهابها بعقله.
44 - الفرق بين الاثيم والآثم: أن الاثيم المتمادي في الاثم، والآثم فاعل الاثم.
45 - الفرق بين الاثم والعدوان (1) : الاثم: الجرم كائنا ما كان.
والعدوان: الظلم.
قاله الطبرسي رضي الله عنه، وعلى هذا فقوله تعالى " يسارعون في الاثم والعدوان " (2) .
من عطف الخاص على العام.
(اللغات) .
46 - الفرق بين الاجابة والاستجابة: (156) .
47 - الفرق بين الاجابة والطاعة: (1330) .
48 - الفرق بين الاجابة والقبول: (1680) .
49 - الفرق بين الاجازة والاذن: (122) .
50 - الفرق بين قولك اجتزأ به وقولك اكتفى به: أن قولك اجتزأ يقتضي أنه دون ما يحتاج إليه وأصله من الجزء وهو اجتزاء الابل بالرطب عن الماء وهي وإن اجتزأت به يقتضي أنه دون ما تحتاج إليه عنه فهي محتاجة إليه بعض الحاجة والاكتفاء يفيد أن ما يكتفي به قدر الحاجة من غير زيادة ولا نقصان تقول فلان في كفاية أي فيما هو وفق حاجته من العيش.
51 - الفرق بين الاجتماع واللقاء: (1881) .
__________
(1) الاثم والعدوان في الكليات 1: 41 و 3: 158.
والفرائد: 5.
(2) المائدة 5: 62.
ويراجع تفسير مجمع البيان للطبرسي 2: 216.
(*)
(1/16)
52 - الفرق بين الاجتماع والمجاورة: (1941) .
53 - الفرق بين الاجتهاد والقياس: (1765) .
54 - الفرق بين اجراء العلة في المعلول والمعارضة: أن المطالب بإجراء العلة في المعلول يبدأ بتقرير خصمه على جهة الاعتلال ثم يأتي بالموضع الذي رام أن يجري فيه، كما تقول لاصحاب الصفات إذا قلتم إن كل موجود لم يكن غير الله محدث فقولوا إن صفاته محدثة لانها ليست هي الله، وكذلك قولك للملحد إذا قلت إن الاجسام قديمة لان قدمها متصور في العقل فلا يتصور في العقل مالا حقيقة له.
55 - الفرق بين الأجر والثواب: أن الاجر يكون قبل الفعل المأجور عليه والشاهد أنك تقول ما أعمل حتى آخذ أجري ولا تقول لا أعمل حتى آخذ ثوابي لان الثواب لا يكون إلا بعد العمل على ما ذكرنا (1) هذا على أن الاجر لا يستحق له إلا بعد العمل كالثواب إلا أن الاستعمال يجري بما ذكرناه وأيضا فان الثواب قد شهر في الجزاء على الحسنات، والاجر يقال في هذا المعنى ويقال على معنى الاجرة التي هي من طريق المثامنة بأدني الاثمان وفيها معنى المعاوضة بالانتفاع.
56 - الفرق بين الاجر والثواب (2) : الثواب: وإن كان في اللغة الجزاء
__________
(1) في العدد 1531.
(2) الاجر والثواب.
في الكليات (الاجر 1: 55، والثواب 2: 130) .
وفي التعريفات: 76.
ومفردات الراغب: 112.
(*)
(1/17)
الذي يرجع إلى العامل بعلمه، ويكون في الخير والشر، إلا أنه قد اختص
في العرف بالنعيم على الاعمال الصالحة من العقائد الحقة، والاعمال البدنية والمالية، والصبر في مواطنه بحيث لا يتبادر منه عند الاطلاق إلا هذا المعنى.
والاجر: إنما يكون في الاعمال البدنية من الطاعات، ويدل عليه قول أمير المؤمنين (1) عليه السلام لبعض أصحابه في علة اعتلها: " جعل الله ما كان من شكواك حطا بسيئاتك " فإن المرض لا أجر فيه، لكنه يحط السيئات، ويحتها حت الاوراق، وإنما الاجر في القول باللسان، والعمل بالايدي والاقدام.
وإن الله يدخل - بصدق النية والسريرة الصالحة من يشاء من عباده الجنة.
(اللغات) .
57 - الفرق بين الأجل والعمر (2) : [الأجل: هو آخر مدة العمر المضروبة
__________
(1) في: ط: علي.
(2) الاجل والعمر: لم تردا في نسخة خ، والمثبت من نسخة ط.
ولهذا وضعت المادة المنقولة بين معقوفتين.
- وفي القاموس: العمر: الحياة.
والاجل: غاية الوقت في الموت.
- والمادة في: الكليات 1: 59 و 3: 259، و (الاجل) في مجمع البيان 2: 414 272، و (العمر) فيه في 4: 403.
- وفي كشاف اصطلاحات الفنون للتهانوي 1: 121.
- وفي مفردات الراغب (الاجل: 10 والعمر: 518) .
- وتحت كلام المصنف هنا نظر فإن تفرقته بين العمر والاجل على هذا الوجه لم أقف عليه، ولا سند قويا له من اللغة ولا من الاصطلاح.
ويراجع في ذلك كتب التفسير المعتمدة في قوله تعالى (الرعد: 39) : " يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب ".
ويراجع تفصيل الطبرسي في مجمع البيان (3، 297 - 299) فيما رواه من وجوه تفسير الآية
الكريمة، وهي ثمانية.
(*)
(1/18)
في علمه تعالى، فهو لا يتبدل.
والعمر: هو ما يتبدل ويحتمل الزيادة والنقصان.
وتوضيح المقام، وتقريب المرام يقتضي تقديم مقدمة في الكلام: وهي أن لله تعالى كتابين: كتاب مخزون محفوظ عنده، وهو المعبر عنه بأم الكتاب، وكتاب محو وإثبات وفيه البداء.
فإن الحكمة الالهية اقتضت أن يكون: يكتب عمر زيد مثلا: " ثلاثون سنة " إن لم يصل رحمه أو لم يدع، أو لم يتصدق مثلا، وستون: إن وصل، أو دعا، أو تصدق، فهو يطلع ملائكته أو رسله وأنبياءه على العمر الأول من غير إعلامهم بالشرط، فإذا حصل الشرط بغير علمهم فيقولون: بد الله، وهو سبحانه لا يتغير علمه، وهذا هو معنى البداء.
ويستأنس هذا الفرق بينهما في قوله تعالى (1) : " وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب ... " (2) .
__________
- وقال في تفسير قوله تعالى (آل عمران 3: 145) : " وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا " معناه: " كتب الله لكل حي أجلا وقتا لحياته ووقتا لموته لا يتقدم ولا يتأخر.
وقيل حتما مؤقتا وحكما لازما مبرما ".
مجمع البيان (1: 515) .
(1) فاطر 35: 11.
(2) قال في مجمع البيان 4: 404 نقلا عن الحسن البصري وغيره.
" قيل هو ما يعلمه الله أن فلانا لو أطاع لبقي إلى وقت كذا، وإذا عصى نقص عمره فلا يبقى.
فالنقصان على ثلاثة أوجه: إما يكون من عمر المعمر أو من عمر معمر آخر أو يكون بشرط " انتهي.
وفصل القرطبي في تفسير هذه الآية (الجامع لاحكام القرآن 14: 332 - 334) وفيما نقله ما روي عن
ابن عباس رضي الله عنهما (وما يعمر من معمر) إلا كتب عمره كم هو سنة، كم هو شهرا، كم هو يوما، كم هو ساعة.
ثم يكتب في كتاب آخر: نقص من عمره يوم، نقص شهر، نقص سنة حتى يستوفي أجله.
وقال سعيد بن جبير - وهو راوي الخبر عن ابن عباس -: فما مضى من أجله فهو النقصان وما يستقبل فهو الذي يعمره.
فالهاء على هذا للمعمر ".
وزاد في اثناء تفسير الآية: (*)
(1/19)
وقوله في غير موضع: " فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون " (1) ] .
(اللغات)
58 - الفرق بين المدة والأجل: أن الاجل الوقت المضروب لانقضاء الشئ ولا يكون أجلا بجعل جاعل وما علم أنه يكون في وقت فلا أجل له إلا أن يحكم بأنه يكون فيه وأجل الانسان هو الوقت لانقضاء عمره، وأجل الدين محله وذلك لانقضاء مدة الدين، وأجل الموت وقت حلوله وذلك لانقضاء مدة الحياة قبله فأجل الآخرة الوقت لانقضاء ما تقدم قبلها قبل ابتدائها ويجوز أن تكون المدة بين الشيئين بجعل جاعل وبغير جعل جاعل، وكل أجل مدة وليس كل مدة أجلا.
59 - الفرق بين الاجمال والاحسان: أن الاجمال هو الاحسان الظاهر من قولك
__________
" وقيل: إن الله كتب عمر الانسان مئة سنة إن أطاع، وتسعين إن عصى فأيهما بلغ فهو في كتاب.
وهذا مثل قوله عليه الصلاة والسلام: من أحب أن يبسط له في رزقه ويسأله في أثره فليصل رحمه أي أنه يكتب في اللوح المحفوظ عمر فلان كذا سنة فإن وصل رحمه زيد في عمره كذا سنة فبين ذلك في موضع آخر من اللوح المحفوظ أنه سيصل رحمه.
فمن اطلع على الاول دون الثاني ظن أنه زيادة أو نقصان ".
ونقل في مكان آخر من تفسيره (9: 330) .
وقد أورد الحديث السابق قيل لابن عباس كيف يزاد في
العمر والاجل فقال: قال الله عزوجل " هو الذي خلقكم من طين ثم قضي أجلا وأجل مسمى عنده " فالأجل الأول أجل العبد من حين ولادته إلى حين موته.
والاجل الثاني - يعني المسمى عنده - من حين وفاته إلى يوم يلقاه في البرزخ لا يعلمه إلا الله.
فإذا اتقى العبد ربه ووصل رحمه زاده الله في أجل عمره من أجل البرزخ ما شاء.
وإذا عصى وقطع رحمه نقصه الله من أجل عمره في الدنيا ما شاء.
فيزيده في أجل البرزخ.
فإذا تحتم الاجل في علمه السابق امتنع الزيادة والنقصان لقوله تعالى: " فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون " فتوافق الخبر والآية.
وهذه زيادة في نفس العمر وذات الاجل على ظاهر اللفظ في اختيار خبر الامة.
والله أعلم.
(1) النحل 16: 61.
(*)
(1/20)
رجل جميل كأنما يجري فيه السمن وأصل الجميل الودك (1) واجتمل الرجل إذا طبخ العظام ليخرج ودكها ويقال أحسن اليه فيعدى بإلى وأجمل في أمره لانه فعل الجميل في أمره ويقال أنعم عليه لانه دخله معنى علو نعمة عليه فهي غامرة له، ولذلك يقال هو غريق في النعمة ولا يقال غريق في الاحسان والاجمال ويقال أجمل الحساب فيعدي ذلك بنفسه لانه مضمن بمفعول ينبئ عنه من غير وسيلة، وقد يكون الاحسان مثل الاجمال في استحقاق الحمد به وكما يجوز أن يحسن الانسان إلى نفسه يجوز أن يجمل في فعله لنفسه.
60 - الفرق بين قولنا أجمع والجمع: أن أجمع اسم معرفة يؤكد به الاسم المعرفة نحو قولك المال لك أجمع وهذا مالك أجمع ولا ينصرف لانه أفعل معرفة والشاهد على أنه معرفة أنه لا يتبع نكرة أبدا ويجمع فيقال عندي إخوانك أجمعون ومررت بإخوانك أجمعين، ولا يكون إلا تابعا لا يجوز مررت بأجمعين وجاءني أجمعون، ومؤنثه جمعاء يقال طفت بدارك جمعاء ويجمع
فيقال مررت بجواريك جمع وجاءني جواريك جمع، وأجمع جمع جمع تقول جاءني القوم بأجمعهم كما تقول جاءني القوم بأفلسهم وأكلبهم وأعبدهم، وليس هذا الحرف من حروف التوكيد والشاهد دخول العامل عليه وإضافته، وأجمع الذي هو للتوكيد لا يضاف ولا يدخل عليه عامل ومن أجاز فتح الجيم في قولك جاءني القوم بأجمعهم فقد أخطأ.
61 - الفرق بين الاحباط والتكفير: أن الاحباط هو إبطال عمل البر من الحسنات بالسيئات وقد حبط هو ومنه قوله تعالى " وحبط ما صنعوا
__________
(1) أي الدسم.
(*)
(1/21)
فيها " (1) وهو من قولك حبط بطنه إذا فسد بالمأكل الردئ، والتكفير إبطال السيئات بالحسنات وقال تعالى " كفر عنهم سيئاتهم " (2) .
62 - الفرق بين الاحتجاج والاستدلال: (159) .
63 - الفرق بين الاحتراز والحذر: أن الاحتراز هو التحفظ من الشئ الموجود، والحذر هو التحفظ مما لم يكن إذا علم أنه يكون أو ظن ذلك.
64 - الفرق بين الاحتمال والصبر: أن الاحتمال للشئ يفيد كظم الغيظ فيه، والصبر على الشدة يفيد حبس النفس عن المقابلة عليه بالقول والفعل، والصبر عن الشئ يفيد حبس النفس عن فعله، وصبرت على خطوب الدهر أي حبست النفس عن الجزع عندها، ولا يستعمل الاحتمال في ذلك لانك لا تغتاظ منه.
65 - الفرق بين الاحجام والكف: أن الاحجام هو الكف عما يسبق فعله خاصة يقال أحجم عن القتال ولا يقال أحجم عن الاكل والشرب.
66 - الفرق بين الاحداث والحدوث: أن الاحداث والمحدث يقتضيان محدثا
من جهة اللفظ، وليس كذلك الحدوث والحادث، وليس الحدوث والاحداث شيئا غير المحدث والحادث وإنما يقال ذلك على التقدير، وشبه بعضهم ذلك بالسراب وقال " هو اسم لا مسمى له على الحقيقة " وليس الامر كذلك لان السراب سبخة تطلع عليه الشمس فتبرق فيحسب ماء فالسراب على الحقيقة شئ إلا أنه متصور بصورة غيره وليس الحدوث والاحداث كذلك.
__________
(1) هود 11: 16.
(2) محمد: 2.
(*)
(1/22)
67 - الفرق بين الأحد والواحد: أن الاحد يفيد أنه فارق غيره ممن شاركه في فن من الفنون ومعنى من المعاني، كقولك فارق فلان أوحد دهره في الجود والعلم تريد أنه فوق أهله في ذلك.
68 - الفرق بين الأحد والواحد: (67) و (2279) .
69 - الفرق بين الاحساس والادراك: على ما قال أبو أحمد أنه يجوز أن يدرك الانسان الشئ وإن لم يحس به، كالشئ يدركه ببصره ويغفل عنه فلا يعرفه فيقال إنه لم يحس به، ويقال إنه ليس يحس إذا كان بليدا لا يفطن، وقال أهل اللغة كل ما شعرت به فقد أحسسته ومعناه أدركته بحسك، وفي القرآن " فلما أحسوا بأسنا " (1) وفيه " فتحسسوا من يوسف وأخيه " (2) أي تعرفوا بإحساسكم.
وقال بعضهم: - إدامة الكلام في الفرق بين الحس والعلم في عدد (739) فراجع.
70 - الفرق بين الاحساس والاجمال: (59) .
71 - الفرق بين الاحسان والافضال: أن الاحسان النفع الحسن، والافضال
النفع الزائد على أقل المقدار وقد خص الاحسان (3) بالفضل ولم يجب مثل ذلك في الزيادة لانه جرى مجرى الصفة الغالبة كما اختص النجم بالسماك ولا يجب مثل ذلك في كل مرتفع.
72 - الفرق بين الاحسان والانعام: (320) .
__________
(1) الانبياء 21: 12.
(2) يوسف 12: 87.
(3) " الانسان خ ل ".
(*)
(1/23)
73 - الفرق بين الاحسان والفضل: أن الاحسان قد يكون واجبا وغير واجب، والفضل لا يكون واجبا على أحد وإنما هو ما يتفضل به من غير سبب يوجبه.
74 - الفرق بين الاحسان والنفع: (2212) .
75 - الفرق بين قولهم أحسست ببصري وقولهم آنست ببصري: أن الاحساس يفيد الرؤية وغيرها بالحاسة، والايناس يفيد الانس بما تراه، ولهذا لا يجوز أن يقال إن الله يؤنس ويحس إذ لا يجوز عليه الوصف بالحاسة والانس، ويكون الايناس في غير النظر.
76 - الفرق بين الاحصار والحصر: قالوا الاحصار في اللغة منع بغير حبس، والحصر المنع بالحبس قال الكسائي: ما كان من المرض قيل فيه احصر، وقال أبو عبيدة: ما كان من مرض أو ذهاب نفقة قيل فيه احصر وما كان من سجن أو حبس قيل فيه حصر فهو محصور، وقال المبرد: هذا صحيح وإذا حبس الرجل الرجل قيل حبسه وإذا فعل به فعلا عرضه به لان يحبس قيل أحبسه وإذا عرضه للقتل قيل أقتله وسقاه إذا أعطاه
إناء يشرب منه وأسقاه إذا جعل له سقيا، وقبره إذا تولى دفنه وأقبره جعل له قبرا.
فمعنى قوله تعالى " فإن احصرتم " (1) عرض لكم شئ يكون سببا لفوات الحج.
77 - الفرق بين الاحق والاصلح (2) : قيل: الفرق بينهما أن الاحق قد يكون
__________
(1) البقرة 2: 196.
(2) الاحق والاصلح.
في الكليات: الاحق 2: 237.
(*)
(1/24)
من غير صفات الفعل، كقولك: زيد أحق بالمال.
والاصلح: لا يقع هذا الموقع لانه من صفات الفعل [7 / أ] وتقول: الله أحق بأن يطاع، ولا تقول: أصلح.
قلت: ويؤيده قوله تعالى: " والله ورسوله أحق أن يرضوه " (1) .
(اللغات) .
78 - الفرق بين إحكام الشئ وإبرامه: (26) .
79 - الفرق بين الاحكام والاتقان: (37) .
80 - الفرق بين الاحكام والرصف: (1010) .
81 - الفرق بين إلا حماد والحمد: (795) .
82 - الفرق بين الاحمق والمائق: (1892) .
83 - الفرق بين الاخبات والخضوع: أن المخبت هو المطمئن بالايمان وقيل هو المجتهد بالعبادة وقيل الملازم للطاعة والسكون وهو من أسماء الممدوح مثل المؤمن والمتقي، وليس كذلك الخضوع لانه يكون مدحا وذما، وأصل الاخبات أن يصير ألى خبت تقول أخبت إذا صار إلى خبت وهو الارض المستوية الواسعة كما تقول أنجد إذا صار إلى نجد، فالاخبات على ما
يوجبه الاشتقاق هو الخضوع المستمر على استواء.
84 - الفرق بين الاخبار والاعلام: (229) .
__________
(1) التوبة 9: 62.
(*)
(1/25)
85 - الفرق بين الاخبار عن الشئ والعبارة عنه: أن الاخبار عنه يكون بالزيادة في صفته والنقصان منها ويجوز أن يخبر عنه بخلاف ما هو عليه فيكون ذلك كذبا، والعبارة عنه هي الخبر عنه بما هو عليه من غير زيادة ولا نقصان فالفرق بينهما بين.
86 - الفرق بين الاخبال والافقار: أن الاخبال أن يعطى الرجل فرسا ليغزو عليه وقيل هو أن يعطيه ماله ينتفع بصوفه ووبره وسمنه، قال زهير: * هنالك إن يستخبلوا المال يخبلوا *
87 - الفرق بين الاختبار والابتلاء: (21) .
88 - الفرق بين الاختبار والتجريب: (453) .
89 - الفرق بين الاختبار والفتنة: (1591) .
90 - الفرق بين الاختراع والابتداع: (19) .
91 - الفرق بين الاختراع والفعل: (1635) .
92 - الفرق بين الاختصار والاقتصار (1) : قيل: الاختصار: ما كان قليل اللفظ، كثير المعنى.
والاقتصار: ما كان قليل اللفظ والمعنى.
قلت: ويرشد إليه اشتقاقه (2) من القصور، وهو النقصان.
(اللغات) .
__________
(1) الاختصار والاقتصار في الكليات 1: 77 و 1: 257.
والفرائد: 8.
(2) في ط: استفادته.
ولا معنى لها.
(*)
(1/26)
93 - الفرق بين الاختصار والحذف: (711) .
94 - الفرق بين الاختصار والايجاز: أن الاختصار هو إلقاؤك فضول الالفاظ من الكلام المؤلف من غير إخلال بمعانيه ولهذا يقولون قد إختصر فلان كتب الكوفيين أو غيرها، إذا ألقى فضول ألفاظهم وأدى معانيهم في أقل مما أدوها فيه من الالفاظ فالاختصار يكون في كلام قد سبق حدوثه وتأليفه، والايجاز هو أن يبنى الكلام على قلة اللفظ وكثرة المعاني، يقال أوجز الرجل في كلامه إذا جعله على هذا السبيل، واختصر كلامه أو كلام غيره إذا قصره بعد إطالة، فان استعمل أحدهما موضع الآخر فلتقارب معنيهما.
95 - الفرق بين الاختصاص والانفراد: أن الاختصاص انفراد بعض الاشياء بمعنى دون غيره كالانفراد بالعلم والملك والانفراد تصحيح النفس وغير النفس، وليس كذلك الاختصاص لانه نقيض الاشتراك، والانفراد نقيض الازدواج، والخاصة تحتمل الاضافة وغير الاضافة لانها نقيض العامة فلا يكون الاختصاص إلا على الاضافة لانه اختصاص بكذا دون كذا.
96 - الفرق بين الاختلاس والاستلاب (1) .
قيل (2) المختلس: هو الذي يأخذ المال من غير الحرز.
والمستلب: هو الذي يأخذه جهرا، ويهرب مع كونه غير محارب.
(اللغات) .
__________
(1) الاختلاس والاستلاب في الفرائد: 233.
(2) كلمة (قيل) من: ط.
(*)
(1/27)
97 - الفرق بين الاختلاف في المذاهب والاختلاف في الأجناس: أن الاختلاف في المذاهب هو ذهاب أحد الخصمين إلى خلاف ما ذهب إليه الآخر، والاختلاف في الاجناس امتناع أحد الشيئين من أن يسد مسد الآخر ويجوز أن يقع الاختلاف بين فريقين وكلاهما مبطل كاختلاف اليهود والنصارى في المسيح.
98 - الفرق بين الاختلاف والاعوجاج: (236) .
99 - الفرق بين الاختلاف والتفاوت: (504) .
100 - الفرق بين الاختلاق والخلق: أن الاختلاق اسم خص (1) به الكذب وذلك إذا قدر تقديرا يوهم أنه صدق، ويقال خلق الكلام إذا قدره صدقا أو كذبا، واختلقه إذا جلعه كذبا لا غير، فلا يكون الاختلاق إلا كذبا والخلق يكون كذبا وصدقا كما أن الافتعال لا يكون إلا كذبا فالقول يكون صدقا وكذبا.
101 - الفرق بين اختلق وافترى: (239) .
102 - الفرق بين الاختيار والارادة: أن الاختيار إرادة الشئ بدلا من غيره ولا يكون مع خطور المختار وغيره بالبال ويكون إرادة للفعل لم يخطر بالبال غيره، وأصل الاختيار الخير، فالمختار هو المريد لخير الشيئين في الحقيقة أو خير الشيئين عند نفسه من غير إلجاء واضطرار ولو اضطر الانسان إلى إرادة شئ لم يسمى مختارا له لان الاختيار خلاف الاضطرار.
__________
(1) في السكندرية " قد خص ".
(*)
(1/28)
103 - الفرق بين الاختيار والاصطفاء: أن اختيارك الشئ أخذك خير ما فيه في الحقيقة أو خيره عندك، والاصطفاء أخذ ما يصفو منه ثم كثر حتى استعمل أحدهما موضع الآخر واستعمل الاصطفاء فيما لا صفو له على الحقيقة.
104 - الفرق بين الاختيار والايثار: (346) .
105 - الفرق بين الاخذ والاتخاذ: أن الاخذ مصدر أخذت بيدي ويستعار فيقال أخذه بلسانه إذا تكلم فيه بمكروه، وجاء بمعنى العذاب في قوله تعالى " وكذلك أخذ ربك " (1) وقوله تعالى " فأخذتهم الصيحة " (2) وأصله في العربية الجمع ومنه قيل للغدير وخذ وأخذ جعلت الهمزة واوا والجمع وخاذ واخاذ، والاتخاذ أخذ الشئ لامر يستمر فيه مثل الدار يتخذها مسكنا والدابة يتخذها قعدة، ويكون الاتخاذ التسمية والحكم ومنه قوله تعالى " واتخذوا من دونه آلهة " (3) أي سموها بذلك وحكموا لها به.
106 - الفرق بين الاخذ والتناول: (558) .
107 - الفرق بين الاخراج والسلخ: (1121) .
108 - الفرق بين الاخطاء والخطاء: (855) .
109 - الفرق بين الاخفاء والكتمان: (1795) .
110 - الفرق بين أخمدت النار وأطفأتها: أن الاخماد يستعمل في الكثير
__________
(1) هود 11: 102.
(2) المؤمنون 23: 41.
(3) الفرقان 25: 3.
(*)
(1/29)
والاطفاء في الكثير والقليل يقال أخمدت النار وأطفأت النار ويقال
أطفأت السراج ويقال أخمدت السراج، وطفئت النار يستعمل في الخمود مع ذكر النار فيقال خمدت نيران الظلم ويستعار الطفي في غير ذكر النار فيقال طفئ غضبه ولا يقال خمد غضبه وفي الحديث: " الصدقة تطفئ غضب الرب " (1) وقيل الخمود يكون بالغلبة والقهر والاطفاء بالمداراة والرفق، ولهذا يستعمل الاطفاء في الغضب لانه يكون بالمداراة والرفق، والاخماد يكون بالغلبة، ولهذا يقال خمدت نيران الظلم والفتنة.
وأما الخمود والهمود فالفرق بينهما أن خمود النار أن يسكن لهبها ويبقى جمرها، وهمودها ذهابها البتة.
وأما الوقود بضم الواو فاشتعال النار والوقود بالفتح ما يوقد به.
111 - الفرق بين الاداء والابلاغ: أن الاداء إيصال الشئ على ما يجب فيه، ومنه أداء الدين، فلان حسن الاداء لما يسمع وحسن الاداء للقراءة، والابلاغ إيصال ما فيه بيان للافهام ومنه البلاغة وهي إيصال المعنى إلى النفس في أحسن صورة.
112 - الفرق بين الاداء والابلاغ (2) : قد يفرق بينهما بأن الابلاغ: إيصال ما فيه بيان وإفهام ومنه البلاغة، وهو إيصال الشئ إلى النفس بأحسن صورة من اللفظ.
والاداء: إيصال الشئ على الوجه الذي يجب (3) فيه.
__________
(1) مسند أحمد بن حنبل ج 2، ص 507، مع اختلاف يسير.
(2) الابلاغ والاداء في الكليات 1: 8.
والتعريفات 14 (الاداء) .
ومفردات الراغب (الاداء 14 والابلاغ: 68 والفرائد: 4.
(3) في خ: يجيب وهو تحريف.
(*)
(1/30)
ومنه: فلان أدى الدين أداء.
(*) وقال بعض المحققين: الابلاغ: يستعمل في المعاني كما في قوله سبحانه: " ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم " (1) .
والاداء في الاعيان كما في قوله سبحانه: " إن الله يأمركم أن تؤدوا الامانات إلى أهلها " (2) (*) (3) .
(اللغات) .
113 - الفرق بين أدحض وأبطل: (28) .
114 - الفرق بين الأد والعجب: أن الأد العجب المنكر.
وأصله من قولك أد البعير كما تقول ند أي شرد فالاد العجب الذي خرج عما في العادة من أمثاله، والعجب استعظام الشئ لخفاء سببه والمعجب ما يستعظم لخفاء سببه.
115 - الفرق بين الادراك والاحساس: (69) .
116 - الفرق بين إدراك الطعم والذوق: (968) .
117 - الفرق بين الإدراك والعلم: أن الإدراك موقوف على أشياء مخصوصة، وليس العلم كذلك، والادراك يتناول الشئ على أخص أوصافه وعلى الجملة، والعلم يقع بالمعدوم ولا يدرك إلا الموجود، والادراك طريق من طرق العلم، ولهذا لم يجز أن يقوى العلم بغير المدرك قوته بالمدرك.
ألا ترى أن الانسان لا ينسى ما يراه في الحال كما ينسى ما رآه قبل.
118 - الفرق بين الادراك والوجدان: (2291) .
__________
(1) الجن 72: 28.
(2) النساء 4: 58.
(3) ما بين نجمتين لم يرد في ط.
(*)
(1/31)
119 - الفرق بين إذ والوقت: (2329) .
120 - الفرق بين الإذلال والإهانة: أن إذلال الرجل للرجل هنا أن يجعله منقادا على الكره أو في حكم المنقاد، والاهانة أن يجعله صغير الامر لا يبالي به والشاهد قولك استهان به أي لم يبال به ولم يلتفت إليه، والاذلال لا يكون إلا من الاعلى للادنى، والاستهانة تكون من النظير للنظير ونقيض الاذلال الاعزاز ونقيض الاهانة الاكرام فليس أحدهما من الآخر في شئ إلا أنه لما كان الذل يتبع الهوان سمي الهوان ذلا، وإذلال أحدنا لغيره غلبته له على وجه يظهر ويشتهر، ألا ترى أنه إذا غلبه في خلوة لم يقل أنه أذله، ويجوز أن يقال إن إهانة أحدنا صاحبه هو تعريف الغير أنه غير مستصعب غليه وإذلاله غلبته عليه لا غير، وقال بعضهم: لا يجوز أن يذل الله تعالى العبد ابتداء لان ذلك ظلم ولكن يذله عقوبة ألا ترى انه من قاد غيره على كره من غير استحقاب فقد ظلمه ويجوز أن يهينه ابتداء بأن يجعله فقيرا فلا يلتفت إليه ولا يبالي به، وعندنا أن نقيض الاهانة الاكرام على ما ذكرنا فكما لا يكون الاكرام من الله إلا ثوابا فكذلك لا تكون الاهانة إلا عقابا، والهوان نقيض الكرامة، والاهانة تدل على العداوة وكذلك العز يدل على العداوة والبراءة والهوان مأخوذ من تهوين القدر، والاستخفاف مأخوذ من خفة الوزن والالم يقع للعقوبة ويقع للمعاوضة، والاهانة لا تقع إلا عقوبة ويقال يستدل على نجابة الصبي بمحبته الكرامة، وقد قيل الذلة الضعف عن المقاومة ونقيضها العزة وهي القوة على الغلبة، ومنه الذلول وهو المقود من غير صعوبة لانه ينقاد انقياد الضعيف عن المقاومة، وأما الذليل فانه ينقاد على مشقة.
(1/32)
121 - الفرق بين الإذن والاباحة: (17) .
122 - الفرق بين الإذن والإجازة (1) : قد فرق بينهما بأن الاذن: هو الرخصة في الفعل قيل إيقاعه، ويدل عليه قوله تعالى: " فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم " (2) .
وقوله تعالى: " ليستاذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم " (3) .
والاجازة: الرخصة في الفعل بعد إيقاعه، وهو بمعنى الرضا بما وقع، ولذلك يسمون الفقهاء (4) رضا المالك بما فعله الغير: فضولا، وكذا يسمون رضا الوارث بما فعله الموصي من الوصية بما زاد على الثلث: إجازة.
(اللغات) .
123 - الفرق بين إلا ذهاب والمحق: (1964) .
124 - الفرق بين الإرادة والاختيار: (102) .
125 - الفرق بين الإرادة والإصابة: أن الارادة سميت إصابة على المجاز في قولهم أصاب الصواب وأخطأ الجواب أي أراد، قال الله تعالى " رخاء حيث أصاب " (5) .
وذلك أن أكثر الاصابة تكون مع الارادة.
126 - الفرق بين الارادة والتحري: (456) .
__________
(1) الاذن والاجازة في الكليات 1: 99.
والتعريفات للجرجاني: 15.
ومفردات الراغب: 15.
والفرائد: 10.
(2) النور 24: 62.
(3) النور 24: 58.
(4) هذه لغة: أكلوني البراغيث.
وكان في العرب من يقول بها.
(5) ص 38: 36.
(*)
(1/33)
127 - الفرق بين الإرادة والتمني: (551) .
128 - الفرق بين الإرادة والتوخي: (573) .
129 - الفرق بين الإرادة وتوطين النفس: (575) .
130 - الفرق بين الارادة والتيمم: (579) .
131 - الفرق بين الإرادة والرضا: أن إرادة الطاعة تكون قبلها والرضا بها يكون بعدها أو معها فليس الرضا من الارادة في شئ، وعند أبي هاشم رحمه الله: أن الرضا ليس بمعنى ونحن وجدنا المسلمين يرغبون في رضا الله تعالى ولا يجوز أن يرغب في لا شئ، والرضا أيضا نقيض السخط، والسخط من الله تعالى إرادة العقاب فينبغي أن يكون الرضا منه إرادة الثواب أو الحكم به.
132 - الفرق بين الإرادة والشهوة: أن الانسان قد يشتهي ما هو كاره له كالصائم يشتهي شرب الماء ويكرهه، وقد يريد الانسان مالا يشتهيه كشرب الدواء المر والحمية والحجامة وما بسبيل ذلك، وشهوة القبيح غير قبيحة وإرادة القبيح قبيحة فالفرق بينهما بين.
133 - الفرق بين الإرادة والشهوة (1) : قال الطبرسي (2) رضي الله عنه:
__________
(1) الارادة والشهوة في الكليات 2: 105.
والتعريفات: 135.
(2) الطبرسي هو أبو علي، أمين الدين، الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي.
مفسر لغوي.
وعالم جليل من علماء الامامية.
من كتبه مجمع البيان في تفسير القرآن وجوامع الجامع في التفسير أيضا.
كانت (*)
(1/34)
الشهوة: مطالبة النفس بفعل ما فيه اللذة وليست كالارادة، لانها قد تدعو إلى الفعل من الحكمة.
والشهوة ضرورية [6 / ب] فينا من فعل الله تعالى.
والارادة: من فعلنا.
(اللغات) .
134 - الفرق بين إرادة الانتقام والغضب: (1547) .
135 - الفرق بين الإرادة والقصد: (1726) .
136 - الفرق بين الإرادة والمحبة: (1953) .
137 - الفرق بين الإرادة والمشيئة: أن الارادة تكون لما يتراخى وقته ولما لا يتراخى، والمشيئة لما لم يتراخ وقته، والشاهد أنك تقول فعلت كذا شاء زيد أو أبى فيقابل بها إباه وذلك انما يكون عند محاولة الفعل وكذلك مشيئته إنما تكون بدلا من ذلك في حاله.
138 - الفرق بين الإرادة والمشيئة (1) : قيل: الارادة هي العزم (2) على الفعل، أو الترك بعد تصور الغاية، المترتبة عليه من خير، أو نفع، أو لذة ونحو ذلك.
وهي أخص من المشيئة، لان المشيئة ابتداء العزم على الفعل، فنسبتها إلى الارادة نسبة الضعف إلى القوة، والظن إلى الجزم، فإنك ربما شئت شيئا ولا تريده، لمانع عقلي أو شرعي.
وأما الارادة فمتى حصلت صدر الفعل لا محالة.
وقد يطلق كل منهما على الآخر توسعا.
وإرادته عز وجل للشئ نفس
__________
وفاته في أواسط القرن السادس.
قيل 548 وقيل سنة 560.
(1) الارادة والمشيئة في كليات أبي البقاء 1: 105.
وفي تعريفات الجرجاني: 230.
(2) في خ: عزم.
(*)
(1/35)
إيجاده (1) له.
ويشهد لذلك الاخبار.
منها ما روي عن صفوان قال: قلت (2) لابي الحسن أخبرني عن الارادة من الله، ومن الخلق، فقال: الارادة من الخلق: الضمير وما يبدو لهم بعد ذلك من الفعل.
وأما من الله تعالى فإرادته إحداثه لا غير ذلك، لانه لا يروي.
ولا يهم، ولا يتفكر.
فهذه الصفات منفية عنه تعالى.
وهي صفات الخلق.
فإرادة الله الفعل لا غير، يقول له: كن فيكون، بلا لفظ ولا قول: ولا نطق بلسان،
ولا همة ولا تفكر.
ولا كيف لذلك، كما أنه لا كيف له.
وقال بعض المحققين: الارادة في الحيوان شوق متأكد إلى حصول المراد.
وقيل: إنها مغايرة للشوق (3) ، فإن الارادة هي الاجماع وتصميم العزم.
وقد يشتهي الانسان ما لا يريده كالاطعمة اللذيذة بالنسبة إلى العاقل الذي يعلم ما في أكلها من الضرر.
وقد يريد: ما لا يشتهيه كالأدوية الشنيعة (4) النافعة التي يريد الانسان تناولها لما فيها من النفع.
وفرق بينهما بأن الارادة: ميل اختياري، والشوق: ميل جبلي طبيعي.
ولذا (5) يعاقب الانسان المكلف بإرادة المعاصي، ولا يعاقب باشتهائها.
وقيل: إرادة الله سبحانه توجب للحق حالا يقع منه الفعل على وجه دون وجه.
__________
(1) في خ: إيجاد.
(2) في ط: قلنا.
(3) الشوق في: الكليات 2: 250، وفيه: الشوق نزوع النفس إلى الشئ.
وفي القاموس المحيط (ش وق) : " ... نزاع النفس ... ".
والمادة في تعريفات الجرجاني: 135.
(4) في ط: البشعة.
(5) في ط: طبعي، ولهذا.
(*)
(1/36)
[3 / ب] وقيل: بل (1) هي علمه بنظام الكل على الوجه الاتم الاكمل، من حيث إنه كاف في وجود الممكنات، ومرجح لطرف وجودها على عدمها، فهي عين ذاته والمحبة فينا ميل النفس أو سكونها بالنسبة إلى ما يوافقها عند تصور كونه موافقا، وملائما لها، وهو مستلزم
لارادته إياه.
ولما كانت المحبة بهذا المعنى محالا في حقه تعالى، فالمراد بها ذلك اللازم، وهو الارادة.
وقال بعض الاعلام (2) : المشيئة والارادة قد يخالفان المحبة، كما قد نريد نحن شيئا لا يستلذ، كالحجامة، وشرب الدواء الكريه الطعم.
وكذلك ربما انفكت مشيئة الله تعالى وإرادته عن محبته (3) ورضاه.
انتهى.
وعلى هذا فالارادة أعم من المحبة، لان كل محبوب مراد، دون العكس.
وقال بعض المحدثين من المتأخرين، في جواب من سأل عن الفرق بين القضاء والقدر، والامضاء والمشيئة، والارادة والخلق: المستفاد من الاخبار أن هذه الاشياء متغايرة في المعنى، مترتبة في الوجود، إلا أن الظاهر أن الامضاء والخلق بمعنى واحد.
فالمشيئة قبل الارادة، والارادة قبل القدر، والقدر (4) قبل القضاء، والقضاء قبل الامضاء، وهو الخلق، وهو إبراز المعدوم في الوجود، وتأليفه، وتركيبه، فالمشيئة بالنسبة إلينا
__________
(1) (بل) لم ترد في ط.
(2) في ط: العلماء.
(3) في ط: وإرادته عن رضاه.
(4) (والقدر) : مستدركه من ط.
(*)
(1/37)
هي (1) الميل الاول بعد حصول العلم بالشئ.
والارادة: هي الميل الثاني القريب بعد أن تنشطت النفس إلى فعله (2) ، وصممت على
إيجاده.
والقدر: هو التقدير بالمقدار طولا وعرضا مثلا.
والقضاء: هو التقطيع والتأليف.
والامضاء: هو إبراز الصنعة في عالم (3) المصنوع، مثاله في المحسوس: هو أنك إذا أردت أن تخيط ثوبا، فلابد أن تكون عالما بالعلة (4) الغائية التي هي المرتبة الاولى، فيحصل لك ميل إلى لبس الثوب، وهذا هو المشيئة وهي المرتبة الثانية، فيدعوك ذلك الميل إلى لبسه إلى الميل إلى خياطته وتقطيعه، وهذا هو الارادة: وهي المرتبة الثالثة.
فتقدره أولا قبل تقطيعه، لئلا يحصل فيه الزيادة والنقصان، وهذا هو القدر: وهي المرتبة الرابعة، فتقطعه بعد ذلك على حسب وضع الثوب في كيفيته، فيحصل الغرض المقصود منه، وهذا هو القضاء: وهي المرتبة الخامسة، ثم تؤلف تلك الاجزاء، وتضعها في مواضعها.
وهذا هو الامضاء: وهو الخلق، وهو الصنع والتصوير.
ويدل على ذلك صريحا ما رواه الكلينى (5) قدس سره، قال: سئل العالم عليه السلام: كيف علم الله؟ قال: " علم وشاء وأراد وقدر وقضى وأمضى فأمضى ما قضى، وقضى ما قدر وقدر ما أراد، فبعلمه كانت المشيئة وبمشيئته
__________
(1) (هي) مستدركه من ط.
(2) في ط: فعل.
(3) في ط: العالم المصنوع، وفي خ: عالم المصنوع.
(4) سقطت الكلمة من ط.
(5) الكليني: محمد بن يعقوب بن إسحاق، أبو جعفر الكليني، من أهل كلين بالري.
فقيه إمامي، وكان شيخ الشيعة في بغداد.
من كتبه: (الكافي في علم الدين) .
وكانت وفاته سنة 329.
(*)
(1/38)
كانت الارادة، وبإرادته كان التقدير، وبتقديره كان القضاء، وبقضائه كان الامضاء.
والعلم متقدم على المشيئة، والمشيئة ثانية، والارادة ثالثة، والتقدير واقع على القضاء بالامضاء.
فلله تبارك وتعالى البداء فيما علم متى شاء، وفيما أراد من تقدير الاشياء، فإذا وقع القضاء بالامضاء، فلا بداء.
فالعلم بالمعلوم قبل كونه، والمشيئة في المشاء (1) قبل عينه، والارادة في المراد قبل قيامه.
والتقدير لهذه المعلومات قبل تفصيلها وتوصيلها عيانا ووقتا، والقضاء بالامضاء من المبرم من المفعولات، الحديث.
وبه ينحل قول مولانا أمير المؤمنين لما فر من حائط أشرف على الانهدام: " أفر من قضاء الله إلى قدره ".
إلا أن نسبة هذه المعاني إليه سبحانه على وجه المجاز لا الحقيقة، إذ المقصود من هذا الكلام: التقريب إلى الافهام.
إذا عرفت هذا فاعلم أن إرادته سبحانه على ضربين كمشيئته: أحدهما: حتم: وهي الارادة المتعلقة بالتكوين كالخلق، والرزق والاحياء، والاماتة، وتسخير الافلاك، وبالجملة فكل ما هو ليس من أفعال العباد الاختيارية فهذه لا تختلف عن إرادته، وإليه أشار سبحانه بقوله: " ولو شاء ربك لآمن من في الارض كلهم جميعا " (2) .
الثاني (3) : إرادة عزم: وهي (4) المتعلقة بأفعال العباد وأعمالهم الاختيارية من الامور التكليفية، وهذه قد تختلف إذ ليس معنى إرادته فيها إلا أمره بها، ومحبته لها، وهذا لا يلزم منه الوقوع، وإلا لزم الجبر،
__________
(1) في الاصلين: المنشأ.
وهو تصحيف.
(2) يونس 10: 99.
(3) في ط: وتانيهما.
(4) في ط: إرادة المتعلقة.
(*)
(1/39)
والالجاء، وبطل الثوب والعقاب.
وفي القول به خروج عن جادة الصواب.
انتهى كلامه، زيد إكرامه (1) .
هذا، وقد استدل بعض الافاضل على أن المشيئة من الله تقتضي وجود الشئ، بما ورد من قوله صلى الله عليه وآله: " ما شاء الله كان " (2) وعلى أن الارادة منه سبحانه لا تقتضي وجود المراد لا محالة بقوله تعالى: " يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر " (3) وبقوله سبحانه: " وما الله يريد ظلما للعباد " (4) .
ومعلوم أنه قد يحصل العسر والظلم فيما بين الناس (5) .
أقول: ويمكن المناقشة في الاستدلال بالآيتين بأن المراد بإرادة اليسر وعدم إرادة العسر في الآية الاولى: الرخصة للمريض، والمسافر في الافطار في شهر رمضان، والآية مسوقة لذلك، لقوله تعالى: " فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر " (6) والمراد: " يريد الله بكم اليسر " في جميع الامور، " ولا يريد بكم العسر " أي التضيق عليكم وتكليفكم ما لا تطيقونه، وعلى
__________
(1) ؟ بارة: " زيد إكرامه " من خ فقط.
(2) من حديث في سنن أبي داود 4: 319 رواه بإسناده عن عبد الحميد مولى بني هاشم حدث أن أمه حدثته - وكانت تخدم بنات النبي صلى الله عليه وآله - ان ابنة النبي صلى الله عليه وآله حدثتها أن النبى صلى الله عليه وآله كان يعلمها فيقول: " قولي حين تصبحين: سبحان الله وبحمده، لا قوة إلا بالله، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، اعلم ان الله على كل شئ قدير، وأن الله أحاط بكل شئ به علما.
فإنه من قالهن حين يصبح حفظ حتى يمسي، ومن قالهن حين يمسي حفظ حتى يصبح ".
(3) البقرة 3: 185.
(4) غافر 40: 31.
(5) كلمة (فيما) من ط.
(6) البقرة 2: 185.
(*)
(1/40)
التقديرين فإرادته سبحانه لم تتخلف (1) عن وجود المراد لا محالة في هذا الباب.
وأما الآية الثانية فالمعنى أنه سبحانه: لا يريد ظلم عباده بأن يحملهم من العقاب مالا يستحقونه (2) أو ينقصهم من الثواب عما استحقوه.
وهذا المراد أيضا لا يتخلف عن إرادته سبحانه.
(اللغات)
139 - الفرق بين الإرادة والمعنى: (2038) .
140 - الفرق بين الإرادة والهم: (2260) .
141 - الفرق بين الأرب والعقل: أن قولنا الارب يفيد وفور العقل من قولهم عظم مؤرب إذا كان عليه لحم كثير وافر، وقدح أريب وهو المعلى وذلك أنه يأخذ النصيب المؤرب (3) أي الوافر.
142 - الفرق بين الارتفاع والصعود: (1263) .
143 - الفرق بين الإرتياب والشك: أن الارتياب شك مع تهمة (4) والشاهد أنك تقول إني شاك اليوم في المطر، ولا يجوز أن تقول إني مرتاب بفلان إذا شككت في أمره واتهمته.
فأما: " تتمة الكلام في كلمتين الريبة والتهمة " (5) .
144 - الفرق بين الإرسال والإنفاذ: أن قولك أرسلت زيدا إلى عمرو يقتضي أنك حملته رسالة إليه أو خبرا وما أشبه ذلك، والانفاذ لا يقتضي هذا
__________
(1) في خ: تخلف.
والمثبت من ط.
(2) في خ: يستحقون.
والمثبت من ط.
(3) (مؤربا خ ل) .
(4) في التيمورية " شك معه تهمة ".
(5) ما بين المعقوفتين إضافة منا.
(*)
(1/41)
المعنى، ألا ترى انه ان طلب منك إنفاذ زيد إليه فأنفذته إليه قلت أنفذته ولا يحسن أن تقول أرسلته، وإنما يستعمل الارسال حيث يستعمل الرسول.
145 - الفرق بين الإرسال والبعث: (406) .
146 - الفرق بين الارشاد والهداية: أن الارشاد إلى الشئ هو التطريق إليه والتبيين له.
والهداية هي التمكن من الوصول إليه، وقد جاءت الهداية للمهتدي في قوله تعالى " إهدنا الصراط المستقيم " (1) فذكر انهم دعوا بالهداية وهم مهتدون لا محالة ولم يجئ مثل ذلك في الارشاد، ويقال أيضا هداه إلى المكروه كما قال الله تعالى " فاهدوهم إلى صراط الجحيم " (2) وقال تعالى " إنك لعلى هدى مستقيم " (3) والهدى الدلالة فإذا كان مستقيما فهو دلالة إلى الصواب والايمان هدى لانه دلالة إلى الجنة وقد يقال الطريق هدى ولا يقال أرشده إلا إلى المحبوب، والراشد هو القابل للارشاد والرشيد مبالغة من ذلك، ويجوز أن يقال الرشيد الذي صلح بما في نفسه مما يبعث عليه الخير، والراشد القابل لما دل عليه من طريق الرشد، والمرشد الهادي للخير والدال على طريق الرشد ومثل ذلك مثل من يقف بين طريقين لا يدري أيهما يؤدي إلى الغرض المطلوب فإذا دله عليه دال فقد أرشده وإذا قبل هو قول الدال فسلك قصد السبيل فهو راشد وإذا بعثته نفسه على سلوك الطريق القاصد فهو رشيد، والرشاد والسداد والصواب حق من يعمل عليه أن ينجو وحق من يعمل على خلافه أن يهلك.
__________
(1) الحمد 1: 6.
(2) الصافات 37: 23.
(3) الحج 22: 67.
(*)
(1/42)
147 - الفرق بين الإزالة والتنحية: أن الازالة تكون إلى الجهات الست، والتنحية الازالة إلى جانب اليمين أو الشمال أو خلف أو قدام، ولا يقال لما صعد به أو سفل به نحي وإنما التنحية في الاصل تحصيل الشئ في جانب ونحو الشئ جانبه.
148 - الفرق بين قولك أزاله عن موضعه وأزله: أن الازلال عن الموضع هو الازالة عنه دفعة واحدة من قولك زلت قدمه ومنه قيل أزل إليه النعمة إذا اصطنعها إليه بسرعة، ومنه قيل للذنب الذي يقع من الانسان على غير اعتماد زلة والصفاء الزلال بمعنى المزل.
149 - الفرق بين الازلي والابدي: (25) .
150 - الفرق بين الاساءة والمضرة: أن الاساءة قبيحة وقد تكون مضرة حسنة إذا قصد بها وجه يحسن نحو المضرة بالضرب للتأديب، وبالكد للتعلم والتعليم.
151 - الفرق بين الاساءة والسوء: أن الاساءة اسم للظلم يقال أساء إليه إذا ظلمه والسوء اسم الضرر والغم يقال ساءه يسوؤه إذا ضره وغمه وإن لم يكن ذلك ظلما.
152 - الفرق بين الاساءة والنقمة (1) : قد فرق بينهما بأن النقمة: قد تكون بحق جزاء على كفران النعمة.
والاساءة: لا تكون الا قبيحة.
ولذا لا يصح وصفه تعالى بالمسئ، وصح
__________
(1) الاساءة والنقمة في الكليات (الاساءة: 62) .
والفرائد: 11.
(*)
(1/43)
وصفه بالمنتقم.
قال سبحانه: " والله عزيز ذو انتقام " (1) وقال: " ومن عاد فينتقم الله منه " (2) (اللغات) .
153 - الفرق بين الاستبدال والشراء: (1191) .
154 - الفرق بين الاستبشار والسرور: أن الاستبشار هو السرور بالبشارة والاستفعال للطلب والمستبشر بمنزلة من طلب السرور في البشارة فوجده، وأصل البشرة من ذلك لظهور السرور في بشرة الوجه.
155 - الفرق بين الاستثناء والعطف: أنك إذا قلت ضربت القوم فقد أخبرت أن الضرب قد استوفى القوم ثم قلت وعمرا فعمرو غير القوم والفعل الواقع به غير الفعل الواقع بالقوم وإنما أشركته معهم في فعل ثان وصل إليه منك وليس هذا حكم الاستثناء لانك تمنع في الاستثناء أن يصل فعلك إلى جميع المذكور.
156 - الفرق بين الإستجابة والإجابة (3) : قيل: الاستجابة فيه: قبول لما دعا إليه (4) ، ولذا وعد سبحانه الداعين بالاستجابة في قوله سبحانه: " ادعوني أستجب لكم " (5) والمستجيبين بالحسنى في قوله.
" للذين استجابوا لربهم الحسنى " (6) .
__________
(1) آل عمران 3: 4.
وترددت في المائدة.
(2) المائدة 5: 95.
(3) الاستجابة والاجابة في الكليات 1: 60.
وفي مفردات الراغب الاصفهاني: 144.
(4) أي دعا الله تعالى.
والكلمة في ط: ادعى.
ولا معنى لها.
(5) غافر 40: 60.
(6) الرعد 13: 18.
(*)
(1/44)
وأما قوله سبحانه: " ويوم يقول نادوا شركائي الذين زعمتم
فدعوهم فلم يستجيبوا لهم " (1) مع أن الظاهر نفي مطلق الجواب.
فلان الغرض بيان خيبتهم، وعدم حصول مأمولهم ومتوقعهم من قبول الشركاء دعاءهم وشفاعتهم عند الله.
على أن كون الظاهر نفي مطلق الجواب غير ظاهر بدليل أنه سبحانه حكى عن الشركاء في موضع آخر بقوله تعالى: " وقال شركاؤهم ما كنتم إيانا تعبدون " (2) .
فالمنفي: هو قبول الدعوة فقط، وليست (3) كذلك الاجابة، لانه يجوز (4) أن يجيب بالمخالفة كما يقول السائل: أتوافق في هذا المذهب (5) أم تخالف؟ فيقول المجيب: اخالف.
وقيل: إن: أجاب و: استجاب بمعنى.
(اللغات) .
157 - الفرق بين الاستخبار والسؤال: أن الاستخبار طلب الخبر فقط، والسؤال يكون طلب الخبر وطلب الامر والنهي وهو أن يسأل السائل غيره أن يأمره بالشئ أو ينهاه عنه، والسؤال والامر سواء في الصيغة وإنما يختلفان في الرتبة فالسؤال من الادنى في الرتبة والامر من الا رفع فيها.
158 - الفرق بين الاستدراج والاملاء: (290) .
159 - الفرق بين الاستدلال والاحتجاج: أن الاستدلال طلب الشئ من جهة غيره، والاحتجاج هي الاستقامة في النظر على ما ذكرنا سواء كان من جهة ما يطلب معرفته أو من جهة غيره.
__________
(1) الكهف 18: 52.
(2) يونس 10: 28.
(3) في ط: وليس.
(4) في ط: بأنه لا يجوز.
(5) في ط: أتوافق هذا المذهب.
(*)
(1/45)
160 - الفرق بين الاستدلال والدلالة: (907) .
161 - الفرق بين الاستدلال والنظر: أن الاستدلال طلب معرفة الشئ من جهة غيره، والنظر طلب معرفته من جهته ومن جهة غيره، ولهذا كان النظر في معرفة القادر قادرا من جهة فعله استدلالا، والنظر في حدوث الحركة ليس باستدلال، وحد النظر طلب إدراك الشئ من جهة البصر أو الفكر ويحتاج في إدراك المعنى إلى الامرين جميعا كالتأمل للخط الدقيق بالبصر أولا ثم بالكفر لان إدراك الخط الدقيق التي بها يقرأ طريق إلى إدراك المعنى وكذلك طريق الدلالة المؤدية إلى العلم بالمعنى، وأصل النظر المقابلة، فالنظر بالبصر الاقبال به نحو المبصر، والنظر بالقلب الاقبال بالفكر نحو المفكر فيه، ويكون النظر باللمس ليدري اللين من الخشونة، والنظر إلى الانسان بالرحمة هو الاقبال عليه بالرحمة، والنظر نحو ما يتوقع والانظار إلى مدة هو الاقبال بالنظر نحو المتوقع، والنظر بالامل هو الاقبال به نحو المأمول، والنظر من الملك لرعيته هو إقباله نحوهم بحسن السياسة، والنظر في الكتاب بالعين والفكر هو الاقبال نحوه بهما، ونظر الدهر اليهم أي أهلكهم وهو إقباله نحوهم بشدائده، والنظير المثيل، فإنك إذا نظرت إلى أحدهما فقد نظرت إلى الآخر، وإذا قرن النظر بالقلب فهو الفكر في أحوال ما ينظر فيه، وإذا قرن بالبصر كان المراد به تقليب الحدقة نحو ما يلتمس رؤيته مع سلامة الحاسة.
162 - الفرق بين قولنا استشرفه ببصره ومد إليه بصره: أن قولنا استشرفه ببصره معناه أنه مد إليه بصره من أعلاه.
* * *
(1/46)
163 - الفرق بين الاستطاعة والقدرة: أن الاستطاعة في قولك طاعت جوارحه
للفعل أي انقادت له ولهذا لا يوصف الله بها ويقال أطاعة وهو مطيع وطاع له وهو طائع له إذا انقاد له، وجاءت الاستطاعة بمعنى الاجابة وهو قوله تعالى " هل يستطيع ربك " (1) أي هل يجيبك إلى ما تشأله وأما قوله تعالى " لا يستطيعون سمعا " (2) فمعناه أنه يثقل عليهم استماع القرآن ليس أنهم لا يقدرون على ذلك، وأنت تقول لا أستطيع أن أبصر فلانا تريد أن رؤيته تثقل عليك.
164 - الفرق بين الاستطاعة والقدرة (3) : قيل الفرق بينهما أن الاستطاعة: انطباع الجوارح للفعل.
والقدرة: هي ما أوجب كون القادر عليه قادرا.
ولذلك لا يوصف الله تعالى بأنه مستطيع، ويوصف بأنه قادر (اللغات) .
165 - الفرق بين الاستطاعة والقدرة (4) : قيل: الاستطاعة أخص من القدرة، فكل مستطيع قادر وليس كل قادر بمستطيع، لان الاستطاعة: اسم لمعان يتمكن بها الفاعل مما يريده من أحداث الفعل وهي (5) أربعة أشياء: إرادته للفعل، وقدرته على الفعل بحيث لا يكون له مانع منه، وعلمه بالفعل، وتهيؤ ما يتوقف عليه الفعل.
ألا ترى أنه يقال: فلان قادر
__________
(1) المائدة 5: 112.
(2) الكهف 18: 101.
(3) الاستطاعة والقدرة: في التعريفات 18 - 19.
والفرائد: 41.
(4) الاستطاعة والقدرة.
في الكليات (الاستطاعة 1: 161 والقدرة 2: 47) .
والمفردات 461، و 595.
والتعريفات.
80.
(5) في ط: وهي وفي خ: وهو.
(*)
(1/47)
على كذا لكنه لا يريده، أو يمنعه منه مانع، أو لا علم له به أن يعوزه كذا.
فظهر أن القدرة أعم من الاستطاعة، والاستطاعة أخص من القدرة.
(اللغات) .
166 - الفرق بين الاستعارة والتشبيه: (490) .
167 - الفرق بين الاستغفار والتوبة: أن الاستغفار طلب المغفرة بالدعاء والتوبة أو غيرهما من الطاعة، والتوبة الندم على الخطيئة مع العزم على ترك المعاودة فلا يجوز الاستغفار مع الاصرار لانه مسلبة لله ما ليس من حكمه ومشيئته مالا تفعله مما قد نصب الدليل فيه وهو تحكم عليه كما يتحكم المتأمر المتعظم على غيره بأن يأمره بفعل ما أخبر أنه لا يفعله.
168 - الفرق بين الاستفهام والسؤال: أن الاستفهام لا يكون إلا لما يجهله المستفهم أو يشك فيه وذلم أن المستفهم طالب لان يفهم ويجوز أن يكون السائل يسأل عما يعلم وعن ما لا يعلم فالفرق بينهما ظاهر، وأدوات السؤال هل والالف وأم وما ومن وأي وكيف وكم وأين ومتى، والسؤال هو طلب الاخبار بأداته في الافهام فان قال ما مذهبك في حدث العالم فهو سؤال لانه قد أتى بصيغة السؤال، وإن قال أخبرني عن مذهبك في حدث العالم فمعناه معنى السؤال ولفظه لفظ الامر.
169 - الفرق بين الاستقامة والاستواء: (178) .
170 - الفرق بين الاستقامة والاصابة: (193) .
171 - الفرق بين الاستكبار والاستنكاف: (175) .
(1/48)
172 - الفرق بين الاستكبار والتكبر (1) : الاول: طلب الكبر من غير استحقاق.
والثاني: قد يكون باستحقاق.
ولذلك جاز في صفة الله تعالى:
المتكبر.
ولا يجوز: المستكبر.
(اللغات) .
173 - الفرق بين الاستماع والسماع (2) : قال الفيومي: " يقال " استمع " لما كان بقصد، لانه لا يكون إلا بالاصغاء - وهو الميل -.
و" سمع " يكون بقصد، وبدونه " (3) .
انتهى.
قلت: ويؤيده قوله تعالى: " وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له " (4) .
إشارة إلى قصدهم إلى ذلك، وميلهم إلى السماع الخالي عن القصد.
(اللغات) .
174 - الفرق بين الاستماع والسمع: أن الاستماع هو استفادة المسموع بالاصغاء إليه ليفهم ولهذا لا يقال إن الله يستمع، وأما السماع فيكون اسما للمسموع يقال لما سمعته من الحديث هو سماعي ويقال للغناء سماع، ويكون بمعنى السمع تقول سمعت سماعا كما تقول سمعت سمعا،
__________
(1) الاستكبار والتكبر: في الكليات 1: 2.
(الكبر ومعان اخر) .
ونقلها في الفرائد: 12.
(2) نقل المؤلف عن المصباح المنير للفيومي (س م ع) : 341.
- والفيومي هو أبو العباس أحمد بن محمد بن علي الفيومي، ثم الحموي.
لغوي أديب نفسه.
اشتهر بكتابه: المصباح المنير، وهو معجم لطيف.
توفى نحو سنة 770 هـ.
(3) في المصباح المنير (341) : في مادة " س م ع ": " سمعت له سمعا، وتسمعت واستمعت كلها يتعدى بنفسه، وبالحرف بمعنى.
و (استمع) لما كان بقصد: لانه لا يكون إلا بالاصغاء.
و (سمع) يكون بقصد وبدونه.
(4) الاعراف 7: 204.
(*)
(1/49)
والتسمع طلب السمع مثل التعلم طلب العلم.
175 - الفرق بين الاستنكاف والاستكبار: أن في الاستنكاف معنى الانفة وقد
يكون الاستكبار طلب من غير أنفة وقال تعالى: " ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر " (1) أي يستنكف عن الاقرار بالعبودية ويستكبر عن الاذعان بالطاعة.
176 - الفرق بين الاستهزاء والسخرية: أن الانسان يستهزأ به من غير أن يسبق منه فعل يستهزأ به من أجله، والسخر يدل على فعل يسبق من المسخور منه والعباة من اللفظين تدل عن صحة ما قلناه وذلك أنك تقول استهزأت به فتعدى الفعل منك بالباء والباء للالصاق كأنك ألصقت به استهزاء من غير أن يدل على شئ وقع الاستهزاء من أجله، وتقول سخرت منه فيقتضي ذلك من وقع السخر من أجله كما تقول تعجبت منه فيدل ذلك على فعل وقع التعجب من أجله، ويجوز أن يقال أصل سخرت منه التسخير وهو تذليل الشئ وجعلك إياه منقادا فكأنك إذا سخرت منه جعلته كالمنقاد لك، ودخلت من للتبعيض لانك لم تسخره كما تسخر الدابة وغيرها وإنما خدعته عن بعض عقله، وبني الفعل منه على فعلت لانه بمعنى عنيت وهو أيضا كالمطاوعة والمصدر السخرية كأنها منسوبة إلى السخرة مثل العبودية واللصوصية، وأما قوله تعالى " ليتخذ بعضهم بعضا سخريا " (2) فإنما هو بعث الشئ المسخر ولو وضع موضع المصدر جاز، والهزء يجري مجرى العبث ولهذا جاز هزأت مثل عبثت فلا يقتضي معنى التسخير فالفرق بينهما بين.
__________
(1) النساء 4: 172.
(2) الزخرف 43: 32.
(*)
(1/50)
177 - الفرق بين الاستهزاء والمزاح: (1993) .
178 - الفرق بين الاستواء والاستقامة: أن الاستواء هو تماثل أبعاض الشئ
واشتقاقه من السي وهو المثل كأن بعضه سي بعض أي مثله، ونقيضه التفاوت وهو أن يكون بعض الشئ طويلا وبعضه قصيرا وبعضه تاما وبعضه ناقصا.
والاستقامة الاستمرار على سنن واحد ونقيضها الاعوجاج وطريق مستقيم لا اعوجاج فيه.
179 - الفرق بين الاستواء والانتصاب: أن الاستواء يكون في الجهات كلها والانتصاب لا يكون إلا علوا.
180 - الفرق بين الأس والأصل: أن الاس لا يكون إلا أصلا وليس كل أصل أسا وذلك أن اس الشئ لا يكون فرعا لغيره مع كونه أصلا، مثال ذلك ان أصل الحائط يسمى اس الحائط وفرع الحائط لا يسمى اسا لعرفه.
181 - الفرق بين الاسراف والتبذير: (499) .
182 - الفرق بين الاسف والحسرة والغم: (737) .
183 - الفرق بين الاسقاء والسقي: (1110) .
184 - الفرق بين الاسلام والايمان والصلاح: (1283) .
185 - الفرق بين الاسم والتسمية والاسم واللقب: أن الاسم فيما قال ابن السراج: ما دل على معنى مفرد شخصا كان أو غير شخص.
وفيما قال أبو الحسن علي بن عيسى رحمه الله: كلمة تدل على معنى دلالة الاشارة واشتقاقه من السمو وذلك أنه كالعلم ينصب ليدل على صاحبه.
وقال
(1/51)
أبو العلاء المازني رحمه الله: الاسم قول دال على المسمى غير مقتض لزمان من حيث هو اسم.
والفعل ما اقتضى زمانا أو تقديره من حيث هو فعل.
قال والاسم اسمان اسم محض وهو قول دال دلالة الاشارة واسم صفة وهو قول دال دلالة الافادة.
وقال علي بن عيسى: التسمية تعليق الاسم بالمعنى على جهة الابتداء.
وقال أبو العلاء: اللقب ما غلب على المسمى من اسم علم بعد اسمه الاول فقولنا زيد ليس بلقب لانه أصل فلا لقب إلا علم وقد يكون علم ليس بلقب.
وقال النحويون: الاسم الاول هو الاسم المستحق بالصورة مثل رجل وظبي وحائط وحمار، وزيد هو اسم ثان.
واللقب ما غلب على المسمى من اسم ثالث.
واما النبز فإن المبرد قال: هو اللقب الثابت قال: والمنابزة الاشاعة باللقب يقال لبني فلان نبز يعرفون به إذا كان لهم لقب ذائع (1) شائع ومنه قوله تعالى " ولا تنابزوا بالالقاب " (2) وكان هذا من أمر الجاهلية فنهى الله تعالى عنه.
وقيل النبز ذكر اللقب يقال نبز ونزب كما يقال جذب وجبذ، وقالوا في تفسير الآية هو أن يقول للمسلم يا يهودي أو يا نصراني فينسبه إلى ما تاب منه.
186 - الفرق بين الاسم والحد: (699) .
187 - الفرق بين الاسم الشرعي والاسم العرفي: أن الاسم الشرعي ما نقل عن أصله في اللغة فسمي به فعل أو حكم حدث في الشرع نحو الصلاة والزكاة والصوم والكفر والايمان والاسلام وما يقرب من ذلك.
وكانت هذه أسماء تجري قبل الشرع على أشياء ثم جرت في الشرع
__________
(1) " واقع خ ل ".
(2) الحجرات 49: 11.
(*)
(1/52)
على أشياء اخر وكثر استعمالها حتى صارت حقيقة فيها وصار استعمالها على الاصل مجازا، ألا ترى أن استعمال الصلاة اليوم في الدعاء مجاز وكان هو الاصل، والاسم العرفي ما نقل عن بابه بعرف الاستعمال نحو قولنا دابة وذلك أنه قد صار في العرف اسما لبعض ما يدب وكان في الاصل
اسما لجميعه، وكذلك الغائط كان اسما للمطمئن من الارض ثم صار في العرف اسما لقضاء الحاجة حتى ليس يعقل عند الاطلاق سواه، وعند الفقهاء أنه إذا ورد عن الله خطاب قد وقع في اللغة لشئ واستعمل في العرف لغيره ووضع في الشرع لآخر، فالواجب حمله على ما وضع في الشرع لان ما وضع له في اللغة قد انتقل عنه وهو الاصل فما استعمل فيه بالعرف أولى بذلك، وإذا كان الخطاب في العرف لشئ وفي اللغة بخلافه وجب حمله على العرف لانه أولى كما أن اللفظ الشرعي يحمله على ما عدل عنه، وإذا حصل الكلام مستعملا في الشريعة أولى على ما ذكر قبل، وجميع أسماء الشرع تحتاج إلى بيان نحو قوله تعالى " وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة " (1) إذ قد عرف بدليل أنه اريد بها غير ما وضعت له في اللغة وذلك على ضربين: أحدهما يراد به ما لم يوضع له البتة نحو الصلاة والزكاة، والثاني يراد به ما وضع له في اللغة لكنه قد جعل اسما في الشرع لما يقع منه على وجه مخصوص أو يبلغ حدا مخصوصا فصار كأنه مستعمل في غير ما وضع له وذلك نحو الصيام والوضوء وما شاكله.
188 - الفرق بين الاسم والصفة: (1269) .
189 - الفرق بين الاسم العرفي والاسم الشرعي: (187) .
__________
(1) البقرة 2: 43.
(*)
(1/53)
190 - الفرق بين الاسهاب والاطناب: (208) .
191 - الفرق بين الاشتياط والغضب: أن الاشتياط خفة تلحق الانسان عند الغضب وهو في الغضب كالطرب في الفرح، وقد يستعمل الطرب في الخفة التي تعتري من الحزن، والاشتياط لا يستعمل إلا في الغضب ويجوز
أن يقال الاشتياط سرعة الغضب.
قال الأصمعي: يقال ناقة مشياط إذا كانت سريعة السمن، ويقال استشاط الرجل إذا التهب من الغضب كأن الغضب قد طار فيه.
192 - الفرق بين الاصابة والارادة: (125) .
193 - الفرق بين الاصابة والاستقامة: أن الاصابة مضمنة بملابسة الغرض وليس كذلك الاستقامة لانه قد يمر على الاستقامة ثم ينقطع عن الغرض الذي هو المقصد في الطلب.
194 - الفرق بين الاصلح والاحق: (77) .
195 - الفرق بين الاصطفاء والاختيار: (103) .
196 - الفرق بين الاصعاد والصعود: أن الاصعاد في مستوى الارض، والصعود في الارتفاع يقال أصعدنا من الكوفة إلى خراسان وصعدنا في الدرجة والسلم والجبل.
197 - الفرق بين الاصعاد والصعود (1) : قد فرق بينهما: بأن الاصعاد يكون
__________
(1) الاصعاد والصعود في الكليات 1: 204.
(*)
(1/54)
في مستو من الارض، والصعود: في ارتفاع.
يقال: أصعدنا من مكة: إذا ابتدأ السفر (1) ومثله قول الشاعر (2) : هواي مع الركب اليمانين مصعد * جنيب وجثماني بمكة موثق قلت: ويدل عليه قوله تعالى: " إذ تصعدون ولا تلوون على أحد " (3) إشارة إلى ذهابهم (4) في وادي أحد، للإنهزام فرارا من العدو.
(اللغات) .
198 - الفرق بين الاصغاء والسمع: (1130) .
199 - الفرق بين الاصل والاس: (180) .
200 - الفرق بين الاصل والجذم: (616) .
201 - الفرق بين الاصل والسنخ: (1138) .
202 - الفرق بين الاصيل والبكرة والعشاء والعشي والغداة والمساء: (1537) .
203 - الفرق بين الاضطراب والحركة: أن الاضطراب حركات متوالية في جهتين مختلفتين وهو افتعال من ضرب، يقال اضطرب الشئ كأن بعضه يضرب بعضا فيتمحص.
ولا يكون الاضطراب إلا مكروها فيما هو حقيقة
__________
(1) في ط: ابتدأنا السفر.
(2) هو جعفر بن علبة الحارثي.
والبيت من حماسية له (الحماسة بشرح المرزوقي 1: 51) .
و (اليمانون جمع يمان: يقول: هواي راحل ومبعد مع ركبان الابل القاصدين نحو اليمن.
ومعنى أصعد في الارض: أبعد.
وجنيب: أي مجنوب مستتبع) .
(3) آل عمران 3: 153.
(4) في خ: إذهابهم.
- وخبر غزوة احد في السيرة، والتواريخ، وكتب التفسير، وفي تفسير القرطبي (4: 239) " كان من المنهزمين يومئذ: مصعد وصاعد والله أعلم ".
(*)
(1/55)
فيه أو غير حقيقة، ألا ترى أنه يقال اضطربت السفينة واضطرب حال زيد واضطرب الثوب، وكل ذلك مكروه وليس الحركة كذلك.
204 - الفرق بين الاضطرار والالجاء: (262) و (263) .
205 - الفرق بين الاطراء والمدح: أن الاطراء هو المدح في الوجه ومنه قولهم الاطراء يورث الغفلة يريدون المدح في الوجه، والمح يكون مواجهة وغير مواجهة.
206 - الفرق بين أطفأت النار وأخمدتها: (110) .
207 - الفرق بين الاطلاق والتخلية: أن الاطلاق عند الفقهاء كالاذن إلا أن أصل الاذن أن يكون ابتداء والاطلاق لا يكون إلا بعد نهي، ثم كثر حتى استعمل أحدهما في موضع الآخر، والاطلاق مأخوذ من الطلق وهو القيد أطلقه إذا فك طلقه أي قيده كما تقول أنشط إذا حل الانشوطة، ومنه طلق المرأة وذلك أنهم يقولون للزوجة: إنها في حبال الزوج فإذا فارقها قيل طلقها كأنه قطع حبلها وإنما قيل في الناقة: أطلق وفي المرأة طلق للفرق بين المعنيين والاصل واحد.
208 - الفرق بين الاطناب والاسهاب: أن الاطناب هو بسط الكلام لتكثير الفائدة، والاسهاب بسطه مع قلة الفائدة فالاطناب بلاغة والاسهاب عي، والاطناب بمنزلة سلوك طريق بعيدة تحتوي على زيادة فائدة، والاسهاب بمنزلة سلوك ما يبعد جهلا بما يقرب، وقال الخليل: يختصر الكلام ليحفظ ويبسط ليفهم، وقال أهل البلاغة: الاطناب إذا لم يكن منه بد فهو إيجاز، وفي هذا الباب كلام كثير استقصيناه في كتاب صنعة الكلام.
(1/56)
209 - الفرق بين الاظفار والافشاء: (238) .
210 - الفرق بين الاظهار والجهر: (664) .
211 - الفرق بين الاعادة والتكرار: (536) .
212 - الفرق بين الاعانة والتقوية: (530) .
213 - الفرق بين الاعانة والنصرة: (2173) .
214 - الفرق بين الاعتذار والتوبة: (569) .
215 - الفرق بين الاعتراف والاقرار: (256) .
216 - الفرق بين الاعتقاد والعلم: أن الاعتقاد هو اسم لجنس الفعل على أي
وجه وقع اعتقاده، والاصل فيه أنه مشبه بعقد الحبل والخيط فالعالم بالشئ على ما هو به كالعاقد المحكم لما عقده ومثل ذلك تسميتهم العلم بالشئ حفظا له ولا يوجب ذلك أن يكون كل عالم معتقدا لان اسم الاعتقاد اجري على العلم مجازا وحقيقة العالم هو من يصح منه فعل ما علمه متيقنا (1) إذا كان قادار عليه.
217 - الفرق بين الاعتماد والسكون: أنه قد يجوز أن يسكن الرجل يده ببسطه إياها في الهواء أو على شئ من غير أن يعتمد عليه، ولذلك قد يحرك يده مباشرة من غير أن يعتمد على شئ.
__________
(1) في السكندرية " متسقا ".
(*)
(1/57)
218 - الفرق بين الاعتماد والكون: أن الاعتماد يحل في غير جهة مكانه ولا يجوز أن يحل الكون في غير جهة مكانه.
219 - الفرق بين الاعتماد والمصاكة: (2012) .
220 - الفرق بين الاعتماد والمماسة: (2072) .
221 - الفرق بين الأعجمي والعجمي (1) : الاعجمي: الذي يمتنع لسانه من العربية، ولا يفصح، وإن كان نازلا بالبادية، والعجمي: منسوب إلى العجم، وإن كان فصيحا.
قاله صاحب أدب الكاتب، قلت: ويدل عليه قوله تعالى " ولو نزلناه على بعض الاعجمين " (2) .
أي من لا يفصح القراءة.
(اللغات) .
222 - الفرق بين الإعدام والاهلاك: (334) .
223 - الفرق بين الإعدام والفقر: أن الاعدام أبلغ في الفقر: وقال أهل اللغة: المعدم الذي لا يجد شيئا، وأصله من العدم خلاف الوجود وقد أعدم
كأنه صار ذا عدم، وقيل في خلاف الوجود عدم للفرق بين المعنيين ولم يقل عدمه الله وإنما قيل أعدمه الله، وقيل في خلافه قد وجد ولم يقل وجده الله وإنما قيل أوجده الله، وقال بعضهم: الاعدام فقر (3) بعد غنى.
224 - الفرق بين الأعرابي والعربي (4) : الاعرابي: البدوي، وإن كان بالحضر،
__________
(1) الاعجمي والعجمي الفرائد: 15.
(2) الشعراء 26: 198.
(3) " يكون فقرا خ ل ".
(4) الاعرابي والعربي في الكليات 3: 256.
والاعرابي في التعريفات: 31.
والفرائد: 15.
(*)
(1/58)
والعربي: منسوب إلى العرب، وإن لم يكن بدويا فبينهما عموم من وجه.
(اللغات) .
225 - الفرق بين الاعضاء والجوارح: (671) .
226 - الفرق بين الإعطاء والانفاق: (325) .
227 - الفرق بين الإعطاء والايتاء: (344) .
228 - الفرق بين الإعطاء والهبة: أن الاعطاء هو اتصال الشئ إلى الآخذ له ألا ترى انك تعطي زيدا المال ليرده إلى عمرو وتعطيه ليتجر لك به، والهبة تقتضي التمليك فإذا وهبته له فقد ملكته إياه، ثم كثر إستعمال الاعطاء حتى صار لا يطلق إلا على التمليك فيقال أعطاه مالا إذا ملكه إياه والاصل ما تقدم.
229 - الفرق بين الأعلام والأخبار (1) : قال الطبرسي: الفرق بينهما أن الاعلام قد يكون بخلق العلم الضروري في القلب، كما خلق الله - سبحانه - من كمال العقل والعلم بالمشاهدات، وقد يكون بنصب الأدلة على الشئ.
والاخبار: هو إظهار الخبر، علم به أو لم [8 / ب] يعلم، ولا يكون مخبرا بما يحدثه من العلم في القلب كما يكون معلما بذلك.
(اللغات)
230 - الفرق بين الأعلام والانذار: (310) .
231 - الفرق بين الأعلام والإخبار: أن الاعلام التعريض لان يعلم الشئ وقد يكون ذلك بوضع العلم في القلب لان الله تعالى قد علمنا ما اضطررنا
__________
(1) الاعلام والاخبار.
في الكليات 1: 84.
ومفردات الراغب: 513.
(*)
(1/59)
إليه، ويكون الاعلام بنصب الدلالة والاخبار والاظهار للخبر علم به أو لم يعلم، ولا يكون الله مخبرا بما يحدثه من العلم في القلب.
232 - الفرق بين الاعلام والتعلم (1) : قيل: هما بمعنى.
كما تقول: علمت، وأعلمت، وفهمت وأفهمت.
وقال بعضهم: بينهما فرق.
فمعنى تعلم: تسبب إلى ما به يعلم من النظر في الادلة، وليس في (أعلم) هذا المعنى.
فقد يقال ذلك لما يعلم بلا تأمل، كقولك: اعلم أن الفعل يدل على الفاعل، وتقول في الاول: تعلم النحو والفقه.
انتهى.
قلت: ويمكن أن يعتبر الفرق بوجه آخر، ولعله الانسب وهو أن التعلم يعتبر في مفهومه التكرار حتى يصير ذلك الشئ ملكة بخلاف الاعلام، إذ يعتبر في مفهومه ذلك، فإنه قريب من معنى الاخبار أو بما معناه، كما مر من قريب (2) (اللغات) .
233 - الفرق بين الاعلان والجهر: أن الاعلان خلاف الكتمان وهو إظهار المعنى للنفس ولا يقتضي رفع الصوت به، والجهر يقتضي رفع الصوت به ومنه يقال رجل جهير وجهوري إذا كان رفيع الصوت.
234 - الفرق بين الاعلى وفوق: أن أعلى الشئ منه يقال هو في أعلى النخلة يراد أنه في نهاية قامتها، وتقول السماء فوق الارض فلا يقتضي ذلك أن تكون السماء من الارض، وأعلى يقتضي أسفل، وفوق يقتضي تحت وأسفل
__________
(1) الاعلام والتعليم في مفردات الراغب 514.
(2) عبارة (كما مر من قريب) ليست في: ط.
(*)
(1/60)
الشئ منه وتحته ليس منه ألا ترى انه يقال وضعته تحت الكوز ولا يقال وضعته أسفل الكوز بهذا المعنى ويقال أسفل البئر ولا يقال تحت البئر.
235 - الفرق بين قولنا الله أعلم بذاته ولذاته: إن قولنا هو عالم بذاته يحتمل أن يراد أنه يعلم ذاته كما إذا قلنا إنه عالم بذاته لما فيه من الاشكال، ونقول هو عالم لذاته لانه لا إشكال فيه، ويقال هو إله بذاته ولا يقال هو إله لذاته احترازا من الاشكال لانه يحتمل أن يكون قولنا إله لذاته أنه إله ذاته كما يقال إنه إله لخلقه أي إله خلقه، ويجوز أن يقال قادر لذاته وبذاته لان ذلك لا يشكل لكون القادر لا يتعدى بالباء واللام وإنما يعدى بعلى.
236 - الفرق بين الاعوجاج والاختلاف: أن الاعوجاج من الاختلاف ما كان يميل إلى جهة ثم يميل ألى اخرى وما كان في الارض والدين والطريقة فهو عوج مكسور الاول تقول في الارض عوج وفي الدين عوج مثله والعوج بالفتح ما كان في العود والحائط وكل شئ منصوب.
237 - الفرق بين الاغماء والسهو: أن الاغماء سهو يكون من مرض فقط والنوم سهو يحدث مع فتور جسم الموصوف به.
238 - الفرق بين الافشاء والاظهار: أن الافشاء كثرة الاظهار ومنه أفشى القوم
إذا كثر ما لهم مثل أمشوا والفشاء كثرة المال ومثله المشاء (1) وقريب منه النماء والضياء وقد أنمى القوم وأصبوا وأمشوا وأفشوا إذا كثر ما لهم، ولهذا يقال فشى الخير في القوم أو الشر إذا ظهر بكثرة وفشى فيها الحرب
__________
(1) " المساء خ ل ".
(*)
(1/61)
إذا ظهر وكثر، والاظهار يستعمل في كل شئ والافشاء لا يصح إلا فيما لا تصح فيه الكثرة ولا يصح في ذلك ألا ترى انك تقول هو ظاهر المروءة ولا تقول كثير المروءة.
239 - الفرق بين قولك افترى وقولك اختلق: أن افترى قطع على كذب وأخبر به، واختلق قدر كذبا وأخبر به لان أصل افترى قطع وأصل اختلق قدر على ما ذكرنا (1) .
240 - الفرق بين الافتراء والبهتان والكذب: (1801) .
241 - الفرق بين الافضال والاحسان: (71) .
242 - الفرق بين الافضال والتفضل: أن الافضال من الله تعالى نفع تدعو إليه الحكمة وهو تعالى يفضل لا محالة لان الحكيم لا يخالف ما تدعو إليه الحكمة وهو كالانعام في وجوب الشكر عليه، وأصله الزيادة في الاحسان والتفضل التخصص بالنفع الذي يوليه القادر عليه وله أن لا يوليه والله تعالى متفضل بكل نفع يعطيه إياه من ثواب وغيره، فان قلت: الثواب واجب من جهة أنه جزاء على الطاعة فكيف يجوز أن لا يفعله، قلنا: لا يفعله بان لا يفعل سببه المؤدي إليه.
243 - الفرق بين الافقار والاخبال: (86) .
244 - الفرق بين الافقار والعرى: أن الافقار مصدر فقر الرجل ظهر بعيره ليركبه
ثم يرده، مأخوذ من الفقار وهو عظم الظهر يقال أفقرته البعير أي أمكنته من فقاره.
__________
(1) لم نعثر في مظانه ولعل المصنف اشار إلى ذلك في آخر.
(*)
(1/62)
245 - الفرق بين الافك والكذب: (1802) .
246 - الفرق بين الافول والغيوب: أن الافول هو غيوب الشئ وراء الشئ ولهذا يقال أفل النجم لانه يغيب وراء جهة الارض، والغيوب يكون في ذلك وفي غيره، ألا ترى أنك تقول غاب الرجل إذا ذهب عن البصر وإن لم يستعمل إلا في الشمس والقمر والنجوم، والغيوب يستعمل في كل شئ وهذا أيضا فرق بين.
247 - الفرق بين أقام بالمكان وغني بالمكان: أن معنى قولك غني بالمكان يغني غنيا أنه أقام به إقامة مستغني به عن غيره وليس في الاقامة هذا المعنى.
248 - الفرق بين الاقامة والعكوف: (1475) .
249 - الفرق بين الإقبال والمضي والمجئ: أن الاقبال الاتيان من قبل الوجه والمجئ إتيان من أي وجه كان " بقية المطلب في كلمة: المضي ".
250 - الفرق بين الاقتصار والاختصار: (92) .
251 - الفرق بين الاقتصار والحذف: (711) .
252 - الفرق بين الاقتضاء والطلب: أن الاقتضاء على وجهين: أحدهما اقتضاء الدين وهو طلب أدائه والآخر مطالبة المعني لغيره كأنه ناطق بأنه لابد منه، وهو على وجوه منها الاقتضاء لوجود المعني كاقتضاء الشكر من حكيم لوجود النعمة وكاقتضاء وجود النعمة لصحة الشكر وكاقتضاء وجود مثل آخر وليس كالضد الذي لا يحتمل ذلك وكاقتضاء القادر
(1/63)
المقدور والمقدور القادر وكاقتضاء وجود الحركة للمحل من غير أن يقتضي وجود المحل وجود الحركة لانه قد يكون فيه السكون واقتضاء الشئ لغيره قد يكون بجعل جاعل وبغير جعل جاعل وذلك نحو ضرب يقتضي ذكر الضارب بعده بوضع واضع اللغة له على هذه الجهة، وضرب لا يقتضي ذلك وكلاهما يدل عليه.
253 - الفرق بين الاقدام والتقحم: (518) .
254 - الفرق بين الاقدار والتمكين: (548) .
255 - الفرق بين الاقرار والاعتراف: أن الاقرار فيما قاله أبو جعفر الدامغاني: حاصله إخبار عن شئ ماض.
وهو في الشريعة جهة ملزمة للحكم والدليل على أنه جهة ملزمة قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين " إلى قوله " وليملل الذي عليه الحق " (1) فأمر بالاصغاء إلى قول من عليه الحق في حال الاستيثاق والاشهاد ليثبت عليه ذلك فلولا أنه جهة ملزمة لم يكن لاثباته فائدة، وقال بعضهم: الاعتراف مثل الاقرار إلا أنه يقتضي تعريف صاحبه الغير أنه قد التزم ما اعترف به، وأصله من المعرفة، وأصل الاقرار من التقرير وهو تحصيل ما لم يصرح به القول، ولهذا اختار أصحاب الشروط أقربه ولم يختاروا اعترف به، قال الشيخ أبو هلال أيده الله تعالى: يجوز أن يقر بالشئ وهو لا يعرف أنه أقربه ويجوز أن يقر بالباطل الذي لا أصل له ولا يقال لذلك اعتراف إنما الاعتراف هو الاقرار الذي صحبته المعرفة بما أقر به مع الالتزام له، ولهذا يقال: الشكر اعتراف بالنعمة ولا يقال إقرار بها لانه لا يجوز أن يكون شكرا إلا إذا
__________
(1) البقرة 2: 282.
(*)
(1/64)
قارنت المعرفة موقع المشكور وبالمشكور له في أكثر الحال فكل اعتراف إقرار وليس كل إقرار اعتراف، ولهذا اختار أصحاب الشروط ذكر الاقرار لانه أعم، ونقيض الاعتراف الجحد ونقيض الاقرار الانكار.
256 - الفرق بين الاقرار والاعتراف (1) : الاقرار: هو التكلم بالحق، اللازم على النفس، مع توطين النفس على الانقياد والاذعان.
ويشهد له قوله تعالى: " ثم أقررتم وأنتم تشهدون " (2) .
والاعتراف: هو التكلم بذلك وإن لم يكن معه توطين، أو إن الاعتراف هو ما كان باللسان، والاقرار قد يكون به، وبغيره، بل بالقرائن، كما في حق الاخرس.
وينطبق على الوجهين تسمية الشهادة بالتوحيد: إقرارا، لا اعترافا، كما لا يخفى.
وأهل اللغة لم يفرقوا بينهما.
(اللغات) .
257 - الفرق بين الاكتساب والكسب: (1816) .
258 - الفرق بين قولك اكتفى به وقولك اجتزأ به: (50) .
259 - الفرق بين الاكمال والاتمام: (38) .
260 - الفرق بين اولئك واولاء: (341) .
261 - الفرق بين الالتماس والطلب: أن الالتماس طلب باللمس ثم سمي كل طلب التماسا مجازا.
__________
(1) الاقرار والاعتراف في الكليات 1: 141 و 2: 65.
ومفردات الراغب: 497 و 600.
(2) البقرة 2: 84.
(*)
(1/65)
262 - الفرق بين الالجاء والاضطرار: أن الالجاء يكون فيما لا يجد الانسان منه
بدا من أفعال نفسه مثل أكل الميتة عند شدة الجوع ومثل العدو على الشوك عند مخافة السبع فيقال إنه ملجأ إلى ذلك، وقد يقال إنه مضطر إليه أيضا، فأما الفعل الذي يفعل في الانسان وهو يقصد الامتاع منه مثل حركة المرتعش فإنه يقال هو مضطر إليه ولا يقال ملجأ إليه، وإذا لم يقصد الامتناع منه لم يسم اضطرارا كتحريك الطفل يد الرجل القوي، ونحو هذا قول علي بن عيسى: إن الالجاء هو أن يحمل الانسان على أن يفعل، والضرورة أن يفعل فيه ما لا يمكنه الانصراف عنه من الضر والضر ما فيه ألم قال والاضطرار خلاف الاكتساب ألا ترى أنه يقال له باضطرار عرفت هذا أم باكتساب؟ ولا يقع الالجاء هذا الموقع، وقيل هذا الاصطلاح من المتكلمين قالوا فأما أهل اللغة فإن الالجاء والاضطرار عندهم سواء، وليس كذلك لان كل واحد منهما على صيغة ومن أصل وإذا اختلفت الصيغ والاصول اختلفت المعاني لا محالة، والاجبار يستعمل في الاكراه، والالجاء يستعمل في فعل العبد على وجه لا يمكنه أن ينفك منه، والمكره من فعل ما ليس له إليه داع وإنما يفعله خوف الضرر، والالجاء ما تشتد دواعي الانسان إليه على وجه لا يجوز أن يقع مع حصول تلك الدواعي.
263 - الفرق بين الاضطرار والالجاء (1) : قال بعض المحققين في الفرق بينهما إن الاضطرار: كون الشئ بحيث لا يقدر الانسان على الامتناع منه بسبب موجب لذلك، وإن كان بحسب ذاته قادرا على الامتناع.
كقوله
__________
(1) الاضطرار والالجاء في الكليات الاضطرار 1: 214.
الاضطرار في المفردات: 436.
(*)
(1/66)
سبحانه: " ثم اضطره إلى عذاب النار " (1) فإن أهل جهنم - وإن كانوا
في أنفسهم قادرين على الامتناع من دخولها - إلا أنهم مكرهون على ذلك.
والالجاء: قد يكون بالاختيار لبقاء القدرة على الامتناع، كما لو انحصر علاج المريض بالعضد مثلا، فإنه يقال: هو ملجأ إلى العضد، مع أن قدرته على الامتناع عنه غير مسلوبة.
والحاصل: أن الاضطرار أخص من الالجاء لاشتراط زوال الاختيار في الاول دون الثاني.
(اللغات) .
264 - الفرق بين الالحاد والكفر: (1822) .
265 - الفرق بين الالزام والايجاب: أن الالزام يكون في الحق والباطل يقال ألزمته الحق وألزمته الباطل، والايجاب لا يستعمل إلا فيما هو حق فان استعمل في غيره فهو مجاز والمراد به الالزام.
266 - الفرق بين الالزام واللزوم: (1862) .
267 - الفرق بين الالزام والمعارضة: (2026) .
268 - الفرق بين إلا ولكن: أن الاستثناء هو تخصيص صيغة عامة فأما لكن فهي تحقيق إثبات بعد نفي أو نفي بعد إثبات تقول ما جاءني زيد لكن عمرو جاءني.
وأتى عمرو لكن زيد لم يأت فهذا أصل لكن، وليس باستثناء في التحقيق، وقال ابن السراج: الاستثناء هو إخراج بعض من كل.
__________
(1) البقرة 2: 126.
(*)
(1/67)
269 - الفرق بين الاله والمعبود بحق: أن الاله هو الذي يحق له العبادة فلا إله إلا الله وليس كل معبود يحق له العبادة، ألا ترى أن الاصنام معبودة والمسيح معبود ولا يحق له ولها العبادة.
270 - الفرق بين إله والله: (271) .
271 - الفرق بين قولنا الله وبين قولنا إله: أن قولنا الله اسم لم يسم به غير الله وسمي غير الله إلها على وجه الخطأ وهي تسمية العرب الاصنام آلهة، وأما قول الناس لا معبود إلا الله فمعناه أن لا يستحق العبادة إلا الله تعالى.
272 - الفرق بين قولنا اللهم وقولنا الله: (273) .
273 - الفرق بين قولنا الله وقولنا اللهم: أن قولنا الله اسم واللهم نداء والمراد به يا الله فحذف حرف النداء وعوض الميم في آخره.
274 - الفرق بين الالم والعذاب: (1427) .
275 - الفرق بين الالم والوجع: (2292) .
276 - الفرق بين الالم والوصب: (2313) .
277 - الفرق بين الالمعي واللوذعي: (1888) .
278 - الفرق بين الالهام والمعرفة الضرورية: أن الالهام ما يبدو في القلب من المعارف بطريق الخير ليفعل وبطريق الشر ليترك، والمعارف الضرورية على أربعة أوجه: أحدها يحدث عند المشاهدة والثاني عند التجربة
(1/68)
والثالث عند الاخبار المتواترة والرابع أوائل العقل.
279 - الفرق بين الالهام والوحي (1) : قيل: الالهام يحصل من الحق تعالى من غير واسطة الملك.
والوحي: من خواص الرسالة، والالهام من خواص الولاية.
وأيضا الوحي مشروط بالتبليغ، كما قال تعالى: " يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك " (2) دون الالهام.
ومنهم من جعل الالهام نوعا من الوحي، وقال في الغريب: " يقال لما يقع في النفس من عمل الخير: إلهام.
ولها يقع من الشر،
وما لا خير فيه: وسواس.
ولما يقع من الخوف: إيحاش، ولما يقع من تقدير نيل الخير: أمل.
ولما يقع من التقدير الذي لا على الانسان ولا له: خاطر ".
انتهى.
وقال بعض المحققين: " الوحي فيضان العلم من الله إلى النبي بواسطة الملك.
والالهام: الالقاء، في قلبه ابتداء.
والاول يختص بالانبياء عليهم السلام، وبينه قوله سبحانه " قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي " (3) .
فإن الجملة الاخيرة إنما سيقت لبيان المايز، وأن المماثلة التي دلت عليها الجملة الاولى ليست في الصفات الجسمانية والنفسانية معا بل في الاولى خاصة " انتهى.
أقول: وقد يطلق الوحي على الالهام كما في قوله تعالى: " وإذا أوحيت إلى الحواريين " (4) .
فإنهم لم يكونوا أنبياء.
__________
(1) الالهام والوحي في الكليات 1: 286 ومفردات الراغب: 810 (2) المائدة 5: 67.
(3) الكهف 18: 110.
(4) المائدة 5: 111.
(*)
(1/69)
وقوله تعالى: " وأوحينا إلى ام موسى " (1) .
وقوله: " وأوحى ربك إلى النحل " (2) .
وهذا الاطلاق إما بحسب اللغة أو على سبيل التجوز (3) .
(اللغات)
280 - الفرق بين الامارة والدلالة: (909) .
281 - الفرق بين الامارة والعلامة: أن الامارة هي العلامة الظاهرة، ويدل على ذلك أصل الكلمة وهو الظهور، ومنه قيل أمر الشئ إذا كثر ومع الكثرة
ظهور الشأن، ومن ثم قيل الامارة لظهور الشأن، وسميت المشورة أمارا لان الرأي يظهر بها وائتمر القوم إذا تشاوروا قال الشاعر: * ففيم الامار فيكم والامار *
282 - الفرق بين الامامة والخلافة: (864) .
283 - الفرق بين الامتراء والشك: أن الامتراء هو استخراج الشبه المشكلة، ثم كثر حتى سمي الشك مرية وامتراء، وأصله المري وهو استخراج اللبن من الضرع، مري الناقة يمريها مريا، ومنه ما راه مما راة ومراء إذا استخرج ما عنده بالمناظرة، وامترئ امتراء إذا استخرج الشبه المشكلة من غير حل لها.
284 - الفرق بين الامتناع والاباء: (14) .
285 - الفرق بين الامداد والمد (4) : قال المفضل: ما كان منه بطريق التقوية، والاعانة يقال فيه: أمده، يمده، إمدادا.
__________
(1) القصص 28: 7.
(2) النحل 16: 68.
(3) في ط: أو على سبيل المجاز والفصيح ان يقال: وإما على سبيل التجوز.
(4) الامداد والمد في الكليات 1: 312.
وفرائد: 19.
(*)
(1/70)
وما كان بطريق الزيادة يقال فيه: يمده، مدا، ومنه قوله تعالى: " ويمدهم في طغيانهم يعمهون " (1) وقوله سبحانه: " ونمد له من العذاب مدا " (2) .
والامداد في الخير، كما في قوله تعالى: " وأمددناكم بأموال وبنين " (3) .
وقيل: المد: إعانة الرجل القوم بنفسه.
والامداد إعانته إياهم (4)
بغيره.
يقال: مد زيد القوم أي صار لهم مددا (5) .
وأمدهم: أعانهم بمدد.
وإلى هذا القول مال صاحب القاموس كما يظهر من تضاعيف كلامه (6) .
(اللغات) .
286 - الفرق بين الامد والغاية: أن الامد حقيقة والغاية مستعارة على ما ذكرنا (7) ويكون الامد ظرفا من الزمان والمكان، فالزمان قوله تعالى " فطال عليهم الامد " (8) والمكان قوله تعالى " تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا " (9) .
287 - الفرق بين الامر والخبر: أن الامر لا يتناول الآمر لانه لا يصح أن يأمر الانسان نفسه ولا أن يكون فوق نفسه في الرتبة فلا يدخل الآمر مع غيره في الامر ويدخل مع غيره في الخبر لانه لا يمتنع أن يخبر عن نفسه كإخباره عن غيره ولذلك قال الفقهاء: إن أوامر النبي صلى الله عليه [وآله]
__________
(1) البقرة 2: 15.
(2) مريم 19: 79.
(3) الاسراء 17: 6.
(4) في خ: إعانتهم إياه.
والمثبت من ط (5) في ط: مدا.
(6) القاموس: (م د د) .
(7) في العدد 1535.
(8) الحديد 57: 16.
(9) آل عمران 3: 30.
(*)
(1/71)
وسلم تتعداه إلى غيره من حيث كان لا يجوز أن يختص بها، وفصلوا بينها وبين أفعاله بذلك فقالوا أفعاله لا تتعداه إلا بدليل، وقال بعضهم: بل حكمنا وحكمه في فعله سواء فإذا فعل شيئا فقد صار كأنه قال لنا إنه مباح، قال ويختص العام بفعله كما يختص بقوله.
ويفرق بينهما أيضا من وجه آخر وهو أن النسخ يصح في الامر ولا يصح في الخبر عند أبي علي
وأبي هاشم رحمهما الله تعالى: وذهب أبو عبد الله البصري رحمه الله إلى أن النسخ يكون في الخبر كما يكون في الامر قال وذلك مثل أن يقول الصلاة تلزم المكلف في المستقبل ثم يقول بعد مدة إن ذلك لا يلزمه، وهذا أيضا عند القائلين بالقول الاول أمر وإن كان لفطه لفظ الخبر.
وأما الخبر عند حال الشئ الواحد المعلوم أنه لا يجوز خروجه عن تلك الحال فان النسخ لا يصح في ذلك عند الجميع نحو الخبر عن صفات الله بأنه عالم وقادر.
288 - الفرق بين الامر والعجب: أن الامر العجب الظاهر المكشوف، والشاهد أن أصل الكلمة الظهور ومنه قيل للعلامة الامارة لظهورها والامرة والامارة ظاهر الحال، وفي القرآن " لقد جئت شيئا إمرا " (1) .
289 - الفرق بين أم وأو: أن أم استفهام وفيها ادعاء إذا عادلت الالف نحو أزيد في الدار، وليس ذلك في أو، ولهذا اختف الجواب فيهما فكان في أم بالتعبير وأو بنعم أو لا.
290 - الفرق بين الاملاء والاستدراج (2) : الاملاء: هو الامهال والتأخير.
__________
(1) الكهف 18: 71.
(2) الاملاء والاستدراج في الكليات 1: 172.
والفرائد: 72.
(*)
(1/72)
قال تعالى: " وأملي لهم إن كيدي متين " (1) .
والاستدراج: هو أنه كلما جدد العبد خطيئة جدد الله له نعمة، وأنساه (2) الاستغفار إلى أن يأخذه قليلا قليلا (3) ولا يباغته.
وروي عن أبي عبد الله عليه السلام في تفسير، حيث سئل في قوله تعالى: " سنستدرجهم من حيث لا يعلمون " (4) .
فقال: " هو العبد يذنب الذنب فيجدد له النعمة معه، تلهية تلك النعمة عن الاستغفار من ذلك الذنب ".
وعلى هذا هما (5) عموم وخصوص، إذ كل استدراج إملاء وليس كل إملاء استدراجا.
(اللغات) .
291 - الفرق بين الامل والطمع (6) : قيل: أكثر ما يستعمل الامل فيما يستبعد حصوله، فإن من عزم على سفر إلى بلد بعيد يقول: " أملت الوصول إليه " ولا يقول: " طمعت " إلا إذا قرب منه، فإن الطمع لا يكون إلا فيما قرب حصوله.
وقد يكون الامل بمعنى الطمع.
وأما الرجاء: فهو بين الامل والطمع، فإن الراجي قد يخاف أن لا يحصل مأموله.
ولهذا يستعمل بمعنى الخوف (7) .
__________
(1) الاعراف 7: 183.
(2) في خ: وإنشاء، وهو تحريف.
(3) أسقط في (خ) قليلا، ولم يثبت غير واحدة من الاثنتين.
(4) الاعراف 7: 182.
(5) في خ: فيهما، والمثبت من ط.
(6) الامل والطمع: انقله في فرائد اللغة: 20.
(7) قال في مجمع البيان (4: 273) في شرح قوله تعالى " من كان يرجو لقاء الله ": أي من كان يأمل لقاء: ثواب الله.
وقيل: معناه: " من كان يخاف عقاب الله ".
قال: " والرجاء قد يكون بمعنى الخوف كما في قول الشاعر: إذا لسعته النحل لم يرج لسعها * وحالفها في بيت نوب عواسل (*)
(1/73)
ومنه قوله تعالى: " من كان يرجوا لقاء الله فإن أجل الله لآت " (1) .
أي يخافه.
وقال بعضهم: الامل يكون في الممكن والمستحيل.
والرجاء يختص
بالممكن.
قلت: الصحيح أن هذا الفرق بين التمني والرجاء.
وأما الامل فلا يكون في المستحيل.
(اللغات) .
292 - الفرق بين الاقل والوجل: أن الامل رجاء يستمر فلاجل هذا قيل للنظر في الشئ إذا استمر وطال تأمل، وأصله من الاميل وهو الرمل المستطيل.
293 - الفرق بين الامهال والانتظار: (303) .
294 - الفرق بين الامهال والانظار: (318) .
295 - الفرق بين الامهال والحلم: (786) .
296 - الفرق بين الامين والمأمون: أن الامين الثقة في نفسه، والمأمون الذي يأمنه غيره.
297 - الفرق بين الانابة والتوبة: (570) .
298 - الفرق بين الاناة والحلم: أن الاناة هي البطء في الحركة وفي مقاربة الخطو في المشي ولهذا يقال للمرأة البدينة أناة قال الشاعر:
__________
والمعني: من كان يخشى البعث، ويخاف الجزاء والحساب أو يأمل الثواب فليبادر بالطاعة قبل أن يلحقه الاجل ".
(1) العنكبوت 29: 5.
(*)
(1/74)
رمته أناة من ربيعة عامر * نؤم الضحى في مأتم أي مأثم ويكون المراد بها في صفات الرجال المتمهل في تدبير الامور ومفارقة التعجل (1) فيها كأنه يقاربها مقاربة لطيفة من قولك أنى الشئ إذا قرب وتأنى أي تمهل ليأخذ الامر من قرب، وقال بعضهم الاناة السكون عند الحالة المزعجة.
299 - الفرق بين الاناة والتؤدة: أن التؤدة مفارقة الخفة في الامور وأصلها من قولك وأده يئده إذا أثقله بالتراب ومنه الموؤدة وأصل التاء فيها واو ومثلها التخمة وأصلها من الوخامة والتهمة وأصلها من وهمت والترة وأصله من ترت، فالتؤدة تفيد من هذا خلاف ما تفيد الاناة وذلك أن الاناة تفيد مقاربة الامر والتسبب إليه بسهولة، والتؤدة تفيد مفارقة الخفة ولولا أنا رجعنا إلى الاشتقاق لم نجد بينهما فرقا ويجوز أن يقال ان الاناة هي المبالغة في الرفق بالامور والتسبب إليها من قولك آن الشئ إذا انتهى ومنه " حميم آن " (2) وقوله " غير ناظرين إنيه " (3) أي نهايته من النضج.
300 - الفرق بين الانابة والرجوع: أن الانابة الرجوع إلى الطاعة فلا يقال لمن رجع إلى معصية أنه أناب، والمنيب اسم مدح كالمؤمن والمتقي.
301 - الفرق بين الانام والناس: أن الانام على ما قال بعض العلماء: يقتضي تعظيم شأن المسمى من الناس قال الله عزوجل " الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم " (4) وإنما قال لهم جماعة وقيل رجل واحد وإن
__________
(1) في السكندرية " العجلة ".
(2) الرحمن 55: 44.
(3) الاحزاب 33: 53.
(4) آل عمران 3: 173.
(*)
(1/75)
أهل مكة قد جمعوا لكم، ولا تقول جاءني الانام تريد بعض الانام وجمع الانام آنام، قال عدي بن زيد: إن الانسي قلنا جمع نعلمه فيما من الانام والامم جمع امة وهي النعمة.
302 - الفرق بين الانتصاب والاستواء: (179) .
303 - الفرق بين الانتظار والامهال: أن الانتظار مقرون بما يقع فيه النظر
والامهال مبهم.
304 - الفرق بين الانتظار والتربص: (477) .
305 - الفرق بين الانتظار والترجي والتوقع: (479) .
306 - الفرق بين الانتظار والنظر: الانتظار طلب ما يقدر النظر إليه ويكون في الخير والشر ويكون مع شك ويقين وذلك أن الانسان ينتظر طعاما يعمل في داره وهو لا يشك أنه يحضر له، وينتظر قدوم زيد غدا وهو شاك فيه.
307 - الفرق بين الانتقال والزوال: أن الانتقال فيما ذكر علي بن عيسى: يكون في الجهات كلها، والزوال يكون في بعض الجهات دون بعض، ألا ترى أنه لا يقال زال من سفل إلى علو كما يقال انتقل من سفل إلى علو، قلنا ويعبر عن العدم بالزوال فنقول زالت علة زيد، والانتقال يقتضي منتقلا إليه والشاهد أنك تعديه بإلى والزوال لا يقتضي ذلك، والزوال أيضا لا يكون إلا بعد استقرار وثبات صحيح أو مقدر تقول: زال ملك فلان ولا تقول ذلك إلا بعد ثبات الملك له وتقول: زالت الشمس، وهذا وقت الزوال وذلك أنهم كانوا يقدرون أن الشمس تستقر في كبد السماء ثم
(1/76)
تزول وذلك لما يظن من بطء حركتها إذا حصلت هناك، ولهذا قال شاعرهم: وزالت زوال الشمس عن مستقرها * فمن مخبري في أي أرض غروبها وليس كذلك الانتقال.
308 - الفرق بين الانتقام والعقاب: أن الانتقام سلب النعمة بالعذاب، والعقاب جزاء على الجرم بالعذاب لان العقاب نقيض الثواب والانتقام نقيض الانعام.
309 - الفرق بين الانجاء والتنجية (1) : كلاهما بمعنى التخليص من المهلكة.
(*) وفرق بعضهم بينهما فقال: الانجاء في الخلاص قبل الوقوع في المهلكة * (2) .
والتنجية يستعمل في الخلاص بعد الوقوع في المهلكة.
قلت: ويؤيد الاول قوله تعالى: " ثم صدقناهم الوعد فأنجيناهم ومن نشاء وأهلكنا المسرفين " (3) .
فإن المراد بالمنجين: الانبياء، وقد أنجاهم الله من العذاب قبل وقوعه على الامم.
ويؤيد الثاني قوله تعالى: " وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب " (4) .
فإن إنجاء بني إسرائيل من آل فرعون وذبح أبنائهم، وتحميلهم الاعمال الشاقة كان بعد مدة من الزمان.
__________
(1) الانجاء والتنجية.
في الكليات 1: 338.
والمفردات 736.
(2) ما بين النجمتين سقط من: خ.
(3) الانبياء 21: 9.
(4) البقرة 2: 49.
(*)
(1/77)
هذا وقد يستعمل كل منهما في موضع الآخر إما مجازا أو بحسب اللغة.
(اللغات) .
310 - الفرق بين الانذار والاعلام (1) : الانذار: إعلام معه تخويف، فكل منذر معلم، وليس بالعكس.
ويوصف القديم سبحانه بأنه منذر، لان الاعلام يجوز وصفه به، والتخويف أيضا كذلك لقوله تعالى: " ذلك يخوف الله به عباده " (2) فإذا جاز وصفه بالمعنيين، جاز وصفه بما يشتمل
عليهما، قاله الطبرسي.
(اللغات) .
311 - الفرق بين الانذار والتخويف: أن الانذار تخويف مع إعلام موضع المخافة من قولك نذرت بالشئ إذا علمته فاستعددت له فإذا خوف الانسان غيره وأعلمه حال ما يخوفه به فقد أنذره، وإن لم يعلمه ذلك لم يقل أنذره، والنذر ما يجعله الانسان على نفسه إذا سلم مما يخافه، والانذار إحسان من المنذر، وكلما كانت المخافة أشد كانت النعمة بالانذار أعظم ولهذا كان النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم أعظم الناس منة بانذاره لهم عقاب الله تعالى.
312 - الفرق بين الانذار والوصية: أن الانذار لا يكون إلا منك لغيرك وتكون الوصية منك لنفسك ولغيرك تقول أوصيت نفسي كما تقول أوصيت غيري ولا تقول أنذرت نفسي، والانذار لا يكون إلا بالزجر عن القبيح وما يعتقد المنذر قبحه.
والوصية تكون بالحسن والقبيح لانه يجوز أن يوصي الرجل الرجل بفعل القبيح كما يوصي بفعل الحسن ولا يجوز أن
__________
(1) الانذار والاعلام.
في الكليات (الانذار 1: 338 الاعلام 1: 84.
و: 236) .
وفي المفردات 742، 513.
(2) الزمر 39: 16.
(*)
(1/78)
ينذره إلا فيما هو قبيح، وقيل النذارة نقيضة البشارة وليست الوصية نقيضة البشارة.
313 - الفرق بين الانزال والتنزيل (1) : قال بعض المفسرين: الانزال: دفعي، والتنزيل: للتدريج.
قلت: ويدلك عليه قوله تعالى: " نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والانجيل " (2) .
حيث خص القرآن بالتنزيل،
لنزوله منجما، والكتابين بالانزال لنزولهما دفقة.
وأما قوله تعالى: " الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب " (3) فالمراد هناك (4) مطلقا من غير اعتبار التنجيم، وكذا قوله تعالى: " إنا أنزلناه في ليلة القدر " (5) .
فإن المراد إنزاله إلى سماء الدنيا (6) ، تم تنزيله منجما على النبي صلى الله عليه وآله في ثلاث وعشرين كما وردت به الروايات.
(اللغات) .
314 - الفرق بين الانسان والانسي: (315) .
315 - الفرق بين الانسي والانسان: أن الانسي يقتضي مخالفة الوحشي ويدل على هذا أصل الكلمة وهو الانس والانس خلاف الوحشة، والناس يقولون إنسي ووحشي، وأما قولهم إنسي ووحشي والانس والجن أجري في هذا مجرى الوحش فاستعمل في مضادة الإنس، والإنسان يقتضي
__________
(1) الانزال والتنزيل.
في الكليات 1: 328.
ومفردات الراغب: 744.
(2) آل عمران 3: 3، والآية بعدها " من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله ذو انتقام ".
(3) الكهف 18: 1.
(4) في خ: فالمراد له مطلقا.
(5) القدر 97: 1.
(6) في ط: السماء الدنيا.
(*)
(1/79)
مخالفته البهيمة فيذكرون أحدهما في مضادة الآخر ويدل على ذلك أن اشتقاق الإنسان من النسيان وأصله إنسيان فلهذا يصغر فيقال انيسان، والنسيان لا يكون إلا بعد العلم فسمي الانسان إنسانا لانه ينسى ما علمه، وسميت البهيمة بهيمة لانها أبهمت على العلم والفهم ولا تعلم ولا تفهم فهي خلاف الانسان، والانسانية خلاف البهيمية في الحقيقة
وذلك أن الانسان يصح أن يعلم إلا أنه ينسى ما علمه والبهيمة لا يصح أن تعلم.
316 - الفرق بين الانشاء والفعل: أن الانشاء هو الاحداث حالا بعد حال من غير احتذاء على مثال ومنه يقال نشأ الغلام وهى ناشئ إذا نما وزاد شيئا فشيئا والاسم النشوء، وقال بعضهم الانشاء إبتداء الايجاد من غير سبب، والفعل يكون عن سبب كذلك الاحداث وهو إيجاد الشئ بعد أن لم يكن ويكون بسبب وبغير سبب، والانشاء ما يكون من غير سبب والوجه الاول أجود.
317 - الفرق بين الانصاف والعدل: أن الانصاف إعطاء النصف، والعدل يكون في ذلك وفي غيره ألا ترى أن السارق إذا قطع قيل إنه عدل عليه ولا يقال إنه أنصف، وأصل الانصاف أن تعطيه نصف الشئ وتأخذ نصفه من غير زيادة ولا نقصان، وربما قيل أطلب منك النصف كما يقال أطلب منك الانصاف ثم استعمل في غير ذلك مما ذكرناه، ويقال أنصف الشئ إذا بلغ نصف نفسه، ونصف غيره إذا بلغ نصفه.
318 - الفرق بين الانظار والامهال: أن الانظار مقرون بمقدار ما يقع فيه النظر، والامهال مبهم، وقيل الانظار تأخير العبد لينظر في امره، والامهال تأخيره ليسه ما يتكلفه من عمله.
(1/80)
319 - الفرق بين الانظار والتأخير (1) : قد فرق بينهما بأن الانظار: إمهال لينظر صاحبه في أمره، خلاف التقديم.
ويرشد إليه قوله تعالى حاكيا عن هود عليه السلام مخاطبا لقومه: " فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون " (2) .
(اللغات) .
320 - الفرق بين الانعام والاحسان: أن الانعام لا يكون إلا من المنعم على غيره لانه متضمن بالشكر الذي يجب وجوب الدين، ويجوز إحسان الانسان إلى نفسه تقول لمن يتعلم العلم أنه يحسن (3) إلى نفسه ولا تقول منعم على نفسه، والاحسان متضمن بالحمد ويجوز الحامد لنفسه، والنعمة متضمنة بالشكر ولا يجوز شكر الشاكر لنفسه لانه يجري مجرى الدين ولا يجوز أن يؤدي الانسان الدين إلى نفسه، والحمد يقتضي تبقية الاحسان إذا كان للغير، والشكر يقتضي تبقية النعمة، ويكون من الاحسان ما هو ضرر مثل تعذيب الله تعالى أهل النار، وكل من جاء بفعل حسن فقد أحسن، ألا ترى أن من أقام حدا فقد أحسن وان أنزل بالمحدود ضررا، ثم استعمل في النفع والخير خاصة فيقال أحسن إلى فلان إذا نفعه ولا يقال أحسن إليه إذا حده ويقولون للنفع كله إحسانا ولا يقولون للضرر كله إساءة، فلو كان معنى الاحسان هو النفع على الحقيقة لكان معنى الاساءة الضرر على الحقيقة لانه ضده، والاب يحسن إلى ولده بسقيه الدواء المر، وبالفصد والحجامة، ولا يقال ينعم عليه بذلك ويقال أحسن إذا أتى بفعل حسن ولا يقال أقبح إذا أتى بفعل قبيح اكتفوا بقولهم أساء، وقد يكون
__________
(1) الانظار والتأخير.
الفرائد: 23.
(2) هود 11: 55.
(3) " محسن خ ل " (*)
(1/81)
أيضا من النعمة ما هو ضرر مثل التكليف نسميه نعمة لما يؤدي إليه من اللذة والسرور.
321 - الفرق بين الانعام والتمتع: أن الانعام يوجب الشكر، والتمتع كالذي يمتع الانسان بالطعام والشراب ليستنيم إليه فيتمكن من اغتصاب ماله
والاتيان على نفسه.
322 - الفرق بين الانعام والنعم: (1) قال الحريرى في " درة الغواص ": قد فرقت بينهما العرب، فجعلت النعم اسما للابل خاصة، والماشية التي فيها الابل، وجعلت الانعام: اسما لانواع المواشي من الابل، والبقر، والغنم، حتى إن بعضهم أدخل فيها الظباء، وحمر الوحشي، متعلقا بقوله تعالى: " أحلت لكم بهيمة الانعام " (2) .
(اللغات) .
323 - الفرق بين الانفاذ والارسال: (144) .
324 - الفرق بين الانفاذ والبعث: أن الانفاذ يكون حملا وغير حمل، والبعث لا يكون حملا ويستعمل فيما يعقل دون ما لا يعقل فتقول بعثت فلانا بكتابي ولا يجوز أن تقول بعثت كتابي إليك كما تقول أنفذت كتابي إليك، وتقول أنفذت إليك جميع ما تحتاج إليه ولا تقول في ذلك بعثت ولكن تقول بعثت إليك بجميع ما تحتاج إليه فيكون المعنى بعثت فلانا بذلك.
325 - الفرق بين الانفاق والاعطاء: أن الانفاق هو إخراج المال من الملك،
__________
(1) الانعام والنعم في الكليات 4: 376 - 377.
ومفردات الراغب 760.
(2) المائدة 5: 1.
(*)
(1/82)
ولهذا لا يقال الله تعالى ينفق على العباد، وأما قوله تعالى " ينفق كيف يشاء " (1) فإنه مجاز لا يجوز استعماله في كل موضع وحقيقته أنه يرزق العباد على قدر المصالح، والاعطاء لا يقتضي إخراج المعطي من الملك، وذلك أنك تعطي زيدا المال ليشتري لك الشئ وتعطيه الثوب ليخيطه لك ولا يخرج عن ملكك بذلك فلا يقال لهذا إنفاق.
326 - الفرق بين الانفراد والاختصاص: (95) .
327 - الفرق بين الانقلاب والرجوع: (983) .
328 - الفرق بين الانكار والجحد: (606) .
329 - الفرق بين الانكماش والجد: أن الانكماش سرعة السير يقال انكمش سيره إذا أسرع فيه ثم استعمل في كل شئ تصح فيه السرعة فتقول انكمش على النسخ والكتابة وما يجري مع ذلك، والجد صدق القيام في كل شئ تقول جد في السير وجد في إغاثة زيد وفي نصرته، ولا يقال انكمش في إغاثة زيد ونصرته إذ ليس مما تصح فيه السرعة.
330 - الفرق بين قولك أنكر وبين قولك نقم: أن قولك نقم أبلغ من قولك أنكر ومعنى نقم أنكر إنكار المعاقب ومن ثم سمي العقاب نقمة.
331 - الفرق بين قولك أنكر منه كذا وبين قولك نقم منه كذا: أن قولك أنكر منه كذا يفيد أنه لم يجوز فعله، وقولك أنكره عليه يفيد أنه بين أن ذلك ليس بصلاح له، وقوله نقم منه يفيد أنه أنكر عليه إنكار من يريد عقابه
__________
(1) المائدة 5: 64.
(*)
(1/83)
ومنه قوله تعالى " وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله " (1) وذلك أنهم أنكروا منهم التوحيد وعذبوهم عليه في الاخدود المقدم ذكره في السورة وقال تعالى " وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله " (2) أي ما أنكروا من الرسول حين أرادوا إخراجه من المدينة وقتله إلا أنهم استغنوا وحسنت أحوالهم منذ قدم بلدهم والدليل على ذلك قوله تعالى " وهموا بما لم ينالوا " (3) أي هموا بقتله أو اخراجه ولم ينالوا ذلك، ولهذا المعنى سمي العقاب انتقاما والعقوبة نقمة.
332 - الفرق بين الاهانة والاذلال: (120) .
333 - الفرق بين قولك أهدر دمه وطل دمه: (1352) .
334 - الفرق بين الاهلاك والاعدام: أن الاهلاك أعم من الاعدام لانه قد يكون ينقض البنية وإبطال الحاسة وما يجوز أن يصل معه اللذة والمنفعة، والاعدام نقيض الايجاد فهو أخص فكل إعدام إهلاك وليس كل إهلاك إعداما.
335 - الفرق بين الاهل والآل: أن الاهل يكون من جهة النسب والاختصاص فمن جهة النسب قولك أهل الرجل لقرابته الادنين، ومن جهة الاختصاص قولك أهل البصرة وأهل العلم، والآل خاصة الرجل من جهة القرابة أو الصحبة تقول آل الرجل لاهله وأصحابه ولا تقول آل البصرة وآل العلم وقالوا آل فرعون أتباعه وكذلك آل لوط، وقال المبرد: إذا صغرت العرب الآل قالت أهل، فيدل على أن أصل الآل الاهل،
__________
(1) البروج 85: 8.
(2 و 3) التوبة 9: 74.
(*)
(1/84)
وقال بعضهم: الآل عيدان الخيمة وأعمدتها وآل الرجل مشبهون بذلك لانهم معتمده، والذي يرفع في الصحارى آل لانه يرتفع كما ترفع عيدان الخيمة، والشخص آل لانه كذلك.
336 - الفرق بين أو وأم: (289) .
337 - الفرق بين الاوان والوقت: (2330) .
338 - الفرق بين الاواب والرجوع (1) : قال الراغب: الاوب ضرب من الرجوع، وذلك لان الاواب لا يقال إلا في الحيوان الذي له إرادة،
والرجوع يقال فيه، وفي غيره.
والاواب، كتواب: الراجع إلى الله تعالى بترك المعاصي، وفعل الطاعات، ومنه قيل: التوبة أوبة (2) .
انتهى ملخصا.
(اللغات) .
339 - الفرق بين الاوحد والواحد والمتوحد: (2279) .
340 - الفرق بين اوحى ووحي: (2301) .
341 - الفرق بين أولاء واولئك: أن أولاء لما قرب وأولئك لما بعد كما أن ذا لما قرب وذلك لما بعد وإنما الكاف للخطاب ودخلها معنى البعد لان ما بعد عن المخاطب يحتاج من إعلامه وإنه مخاطب بذكره لما لا يحتاج إليه ما قرب منه لوضوح أمره.
342 - الفرق بين الاول والسابق: (1068) .
__________
(1) الاواب والرجوع: النص ملخص من مفردات الراغب الاصفهاني: 36.
وينظر الفرائد لذي نقل الكلام.
(2) في المفردات: قيل للتوبة أوبة.
(*)
(1/85)
343 - الفرق بين قولنا الاول وبين قولنا قبل وبين قولنا آخر وقولنا بعد: أن الاول هو من جملة ما هو أوله وكذلك الآخر من جملة ما هو آخره وليس كذلك ما يتعلق بقبل وبعد، وذلك أنك إذا قلت زيد أول من جاءني من بني تميم وآخره أوجب ذلك أن يكون زيد من بني تميم وإذا قلت جاءني زيد قبل بني تميم أو بعدهم لم يجب أن يكون زيد منهم، فعلى هذا يجب أن يكون قولنا الله أول الاشياء في الوجود وآخرها أن يكون الله من الاشياء، وقولنا إنه قبلها أو بعدها لم يوجب أنه منها ولا أنه شئ، إلا أنه لا يجوز أن يطلق ذلك دون أن يقال إنه قبل الاشياء الموجودة سواه أو بعدها فيكون استثناؤه من الاشياء لا يخرجه من أن يكون شيئا، وقبل
وبعد لا يقتضيان زمانا ولو اقتضيا زمانا لم يصح أن يستعملا في الازمنة والاوقات بأن يقال بعضها قبل بعض أو بعده لان ذلك يوجب للزمان زمانا، وغير مستنكر وجود زمان لا في زمان ووقت لا في وقت، وقبل مضمنة بالاضافة في المعنى واللفظ وربما حذفت الاضافة اجتزاء بما في الكلام من الدلالة عليها، وأصل قبل المقابلة فكأن الحادث المتقدم قد قابل الوقت الاول والحادث المتأخر قد بعد عن الوقت الاول ما يستقبل والآخر يجئ على تفصيل الاثنين تقول أحدهما كذا والآخر كذا، والاول والآخر يقال بالاضافة يقال أوله كذا وآخره إلا في أسماء الله تعالى والاول الموجود قبل والآخر الموجود بعد.
344 - الفرق بين الايتاء والاعطاء (1) : قال الفاضل النيسابوري: في الاعطاء دليل التملك دون الايتاء.
انتهى.
__________
(1) الايتاء والاعطاء في الكليات 1: 360.
والمفردات: 507.
(*)
(1/86)
قلت: ويؤيده قوله تعالى: " إنا أعطيناك الكوثر " (1) فإنه كان له منع من شاء [9 / أ] منه كالمالك للملك.
وأما القرآن فحيث (2) أن امته مشاركون له في فوائده، ولم يكن له منعهم منه، قال: " ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم " (3) .
(اللغات) .
345 - الفرق بين الاياب والرجوع: أن الاياب هو الرجوع إلى منتهى المقصد، والرجوع يكون لذلك ولغيره، ألا ترى انه يقال رجع إلى بعض الطريق ولا يقال آب إلى بعض الطريق ولكن يقال أن حصل في المنزل، ولهذا قال أهل اللغة التأويب أن يمضي الرجل في حاجته ثم يعود فيثبت في منزله، وقال أبو حاتم رحمه الله: التأويب أن يسير النهار أجمع ليكون عند
الليل في منزله وأنشد: البايتون قريبا من بيوتهم * ولو يشاؤون آبو الحي أو طرقوا وهذا يدل على أن الاياب الرجوع إلى منتهى القصد ولهذا قال تعالى (إن إلينا إيابهم) (4) كأن القيامة منتهى قصدهم لانها لا منزلة بعدها.
346 - الفرق بين الايثار والاختيار: أن الايثار على ما قيل هو الاختيار المقدم والشاهد قوله تعالى " قالوا تالله لقد آثرك الله علينا " (5) أي قدم اختيارك علينا وذلك أنهم كلهم كانوا مختارين عند الله تعالى لانهم كانوا أنبياء: واتسع في الاختيار فقيل لافعال الجوارح اختيارية تفرقة بين حركة البطش وحركة المجس وحركة المرتعش وتقول اخترت المروي
__________
(1) الكوثر 108: 1.
(2) هذا استخدام ل (حيث) فيه معنى التعليل.
وهو مولد غير فصيح.
(3) الحجر 15: 87.
(4) الغاشية 88: 25.
(5) يوسف 12: 91.
(*)
(1/87)
على الكتان أي اخترت لبس هذا على لبس هذا وقال تعالى " ولقد اخترناهم على علم على العالمين " (1) أي اخترنا إرسالهم، وتقول في الفاعل مختار لكذا وفي المفعول مختار من كذا، وعندنا أن قوله تعالى " آثرك الله علينا " معناه أنه فضلك الله علينا، وأنت من أهل الاثرة عندي أي ممن افضله على غيره بتأثير الخير والنفع عنده، واخترتك أخذتك للخير الذي فيك في نفسك ولهذا يقال آثرتك بهذا الثوب وهذا الدينار ولا يقال اخترتك به وإنما يقال اخترتك لهذا الامر، فالفرق بين الايثار والاختيار بين من هذا الوجه.
347 - الفرق بين الايجاب والالزام: (265) .
348 - الفرق بين الايجاز والاختصار: (94) .
349 - الفرق بين الايصال والابلاغ: (31) .
350 - الفرق بين الايلام والعذاب (2) : قال الطبرسي: الفرق بينهما أن الايلام قد يكون بجزء من الالم في الوقت الواحد مقدار ما يتألم به.
والعذاب: الالم الذي له استمرار في أوقات، ومنه العذاب: الاستمرار في الخلق.
(اللغات) .
351 - الفرق بين الايمان والاسلام والصلاح: (1283) .
__________
(1) الدخان 44: 32.
(2) الايلام والعذاب.
في الكليات 3: 181.
ومفردات الراغب: 490.
(*)
(1/88)
* (ب) *
352 - الفرق بين الباب والفصل والكتاب: (1787) .
353 - الفرق بين البأس والخوف: أن البأس يجري على العدة من السلاح وغيرها ونحوه قوله تعالى " وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد " (1) ويستعمل في موضع الخوف مجازا فيقال لا بأس عليك ولا بأس في هذا الفعل أي لا كراهة فيه.
354 - الفرق بين البأساء والضراء: أن البأساء ضراء معها خوف وأصلها البأس وهو الخوف يقال لا بأس عليك أي لا خوف عليك، وسميت الحرب بأسا لما فيها من الخوف والبأس الرجل إذا لحقه بأس وإذا لحقه بؤس أيضا وقال تعالى " فلا تبتئس بما كانوا يفعلون " (2) أي لا يلحقك بؤس، ويجوز أن يكون من البأس أي لا يلحقك خوف بما فعلوا، وجاء البأس بمعنى الاثم
في قولهم لا بأس بكذا أي لا إثم فيه ويقال أيضا لا بأس فيه أي هو جائز شائع.
355 - الفرق بين البأساء والضراء (3) : قيل: الاول إشارة إلى الضرر
__________
(1) الحديد 57: 25.
(2) هود 11: 36.
(3) البأساء والضراء.
في الكليات 1: 433.
في المفردات: 85.
- في الفرائد: 26.
(*)
(1/89)
الحاصل، والثاني إلى الضرر المتوقع أو: الاول: الضرر الشديد، والثاني: الضعيف.
وقيل: يحتمل أن يكون الاول: الجهل البسيط، والثاني المركت.
(اللغات) .
356 - الفرق بين البائس والفقير: قال مجاهد وغيره: البائس الذي يسأل بيده، قلنا وإنما سمي من هذه حاله بائسا لظهور أثر البؤس عليه بمد يده للمسألة وهو على جهة المبالغة في الوصف له بالفقر، وقال بعضهم هو بمعنى المسكين لان المسكين هو الذي يكون في نهاية الفقر قد ظهر عليه السكون للحاجة وسوء الحال وهو الذي لا يجد شيئا.
357 - الفرق بين الباطل والفاسد (*) (1) : الاول: ما لم يشرع بالكلية كبيع ما في بطون الامهات.
والثاني: ما يشرع أصله، ولكن امتنع لاشتماله على وصف كالربا (2) كذا قال الشهيد في تمهيد القواعد (3) .
(اللغات) .
358 - الفرق بين الباقي والقديم والمتقدم: أن الباقي هو الموجود لا عن حدوث في حال وصفه بذلك، والقديم ما لم يزل كائنا موجودا على ما ذكرنا وأنت
تقول سابقي هذا المتاع لنفسي ولا تقول ساقدمه واستبقيت الشئ
__________
(*) هذه المادة من نسخة خ فقط، وسقطت من: ط.
(1) الباطل والفاسد.
في الكليات (الباطل 3: 348 - 422 والفاسد 3: 348) .
المفردات (الباطل: 66 والفاسد: 571) .
(2) في الاصل: " على وصل كالربو ".
وقوله: " على وصف " كذا بالاصل.
(3) هو الشيخ زين الدين بن نور الدين علي بن أحمد بن محمد العاملي الشامي الطلوسي الجبعي المعروف بابن الحجة النحاريري الشهير بالشهيد الثاني (ولد سنة 911 وتوفي في سنة 964) .
وكتابه المذكور هو: تمهيد القواعد الاصولية والعربية لتفريع فوائد الاحكام الشرعية.
(*)
(1/90)
ولا تقول استقدمته، وقال قوم: القديم في اللغة مبالغة في الوصف بالتقدم في الوجود وكلما تقدم وجوده حتى سمي قديما فذلك حقيقة فيه، وقال من يرد ذلك لو كان القدم يستفاد لجاز أن تقول لما علمته سيبقى طويلا أنه سيقدم كما تقول أنه سيبقى، وفي بطلان ذلك دلالة على أنه في المحدث توسع والمتقدم خلاف المتأخر، والتقدم حصول الشئ قدام الشئ ومنه القدوم لتقدمها في العمل وقيل لمضيها في العمل لا تنثني فتوبع لها في الصفة كالتقدم في الامر، ومنه القدم لانك تتقدم بها في المكان في المشي، والسابقة في الخير والشر قدم وفي القرآن " قدم صدق عند ربهم " (1) وقوادم الريش العشر المتقدمات، ويقال قدم العهد وقدم البلى أي طال وكل ما يقدم فهو قديم وقدم، وفي الحديث " حتى يضع الجبار فيها قدمه " أي في النار يريد من سلف في علمه أنه عاص، ويجوز أن يكون من سلف بعصيانه، والقديم على الحقيقة هو الذي لا أول لحدوثه.
359 - الفرق بين البال والحال: (682) .
360 - الفرق بين البال والقلب: (1741) .
361 - الفرق بين البث والحزن: (730) .
362 - الفرق بين قولك بثه وقولك فرقه: (1607) .
363 - الفرق بين البحث والطلب: أن البحث هو طلب الشئ مما يخالطه فأصله أن يبحث التراب عن شئ يطلبه فالطلب يكون لذلك ولغيره،
__________
(1) يونس 57: 25.
(*)
(1/91)
وقيل فلان يبحث عن الامور تشبيها بمن يبحث التراب لاستخراج الشئ.
364 - الفرق بين البخس والنقصان: أن البخس النقص بالظلم قال تعالى " ولا تبخسوا الناس أشياءهم " (1) أي لا تنقصوهم ظلما، والنقصان يكون بالظلم وغيره.
365 - الفرق بين البخل والشح: (1180) .
366 - الفرق بين البخل والضن: (1323) .
367 - الفرق بين البخيل واللئيم: (1852) .
368 - الفرق بين البداء والنسخ: (2165) .
369 - الفرق بين البدل والعوض: (1528) .
370 - الفرق بين البدن والجسد: أن البدن هو ما علا من جسد الانسان ولهذا يقال للزرع القصير الذي يلبس الصدر إلى السرة بدن لانها تقع على البدن وجسم الانسان كله جسد، والشاهد أنه يقال لمن قطع بعض أطرافه إنه قطع شئ من جسده ولا يقال شئ من بدنه وإن قيل فعلى بعد، وقد يتداخل الاسمان إذا تقاربا في المعنى، ولما كان البدن هو
أعلى الجسد وأغلظة قيل لمن غلظ من السمن قد بدن وهو بدين، والبدن الابل المسمنة للنحر ثم كثر ذلك حتى سمي ما يتخذ للنحر بدنة سمينة كانت أو مهزولة.
__________
(1) الاعراف 7: 85.
(*)
(1/92)
371 - الفرق بين البدن والجسد (1) : قال في البارع (2) : (لا يقال الجسد إلا للحيوان العاقل - وهو الانسان والملائكة والجن - ولا يقال لغيره جسد) (3) ، وقيل (*) البدن: الجسد ما سوى الرأس (*) (4) ويظهر (*) من كلام الجوهري الترادف (*) (5) (6) .
(اللغات) .
372 - الفرق بين البدنة والهدي: أن البدن ما تبدن من الابل أي تسمن يقال بدنت الناقة إذا سمنتها وبدن الرجل سمن، ثم كثر ذلك حتى سميت الابل بدنا مهزولة كانت أو سمينة فالبدنة إسم يختص به البعير إلا أن البقرة لما صارت في الشريعة في حكم البدنة قامت مقامها وذلك أن النبى صلى الله عليه [وآله] وسلم قال " البدنة عن سبعة والبقرة عن سبعة " فصار البقر في حكم البدن ولذلك كان يقلد البقرة كتقليد البدنة في حال وقوع الاحرام بها لسايقاها ولا يقلد غيرها، والهدي يكون من الابل والبقر والغنم ولا تكون البدنة من الغنم والبدنة لا يقتضي إهداؤها إلى موضع والهدي يقتضي إهداؤه إلى موضع لقوله تعالى " هديا بالغ الكعبة " (7) فجعل بلوغ الكعبة من صفة الهدي فمن قال علي بدنة جاز له
__________
(1) البدن والجسد في الكليات 1: 427 والمفردات: 51 وفي كشافات اصطلاحات الفنون 1: 278 والفرائد: 28.
(2) يعني معجم أبي علي القالي نزيل الاندلس (ت 356) المسمى بالبارع.
طبع الباقي منه مرتين والطبعة
الثانية مستوفية القطع الموجودة (صنعتها هاشم الطعان، وطبعت في بيروت 1975) والنص في ملحقات الكتاب ص 714 نقلا عن المصباح المنير.
وكأن المصنف ينقل عنه (المصباح: ج س د) .
(3) وزاد أبو علي بعده - كما نقل الفيومي -: " ولا يقال لغيره جسد الا للزعفران والدم إذا يبس ".
(4) ما بين نجمتين من خ فقط.
(5) ما بين نجمتين في ط فقط.
(6) قال الجوهري في الصحاح (ج س د) : الجسد هو البدن.
(7) المائدة 5: 95.
(*)
(1/93)
نحرها بغير مكة وهو كقوله علي جزور ومن قال علي هدي لم يجز أن يذبحه إلا بمكة، وهذا قول جماعة من التابعين وبه قال أبو حنيفة ومحمد رحمهم الله، وقال غيرهم إذا قال علي بدنه أو هدي فبمكة وإذا قال جزور فحيث يرى وهو قول أبي يوسف.
373 - الفرق بين البدو والظهور: (1378) .
374 - الفرق بين البديع والمبدع (1) : كلاهما بمعنى في اللغة.
وهو منشئ الاشياء على غير مثال سبق.
غير أن الفرق بينهما: أن في البديع مبالغة ليست في المبدع، إذ هو يستحق [10 / ب] الوصف به في غير حال الفعل على الحقيقة، بمعنى أن من شأنه إنشاء الاشياء على غير مثال (اللغات) .
375 - الفرق بين البديهة والروية: (1035) .
376 - الفرق بين البديهة والنظر: أن البديهة أول النظر يقال عرفته على البديهة أي في أول أحوال النظر، وله في الكلام بديهة حسنة إذا كان يرتجله من غير فكر فيه.
377 - الفرق بين البذر والبزر (2) : قد يفرق بينهما بأن البذر - بالذال المعجمة -
في الحبوب، كالحنطة والشعير.
- والبزر بالزاء (3) للرياحين والبقول.
(اللغات) .
__________
(1) البديع والمبدع في كشاف اصطلاحات الفنون 1: 194 وفي المفردات: 50 وفي الفرائد: 28.
(2) البذر والبزر في الكليات: البذر 1: 390 وفي المفردات: البذر 52 والمادة في الفرائد: 29.
(3) يقال بالزاء وبالزاي.
(*)
(1/94)
378 - الفرق بين البذل والهبة: (2237) .
379 - الفرق بين البرء والخلق: أن البرء هو تمييز الصورة وقولهم برأ الله الخلق أي ميز صورهم، وأصله القطع ومنه البراءة وهي قطع العلقة وبرئت من المرض كأنه انقطعت أسبابه عنك وبرئت من الدين وبرأ اللحم من العظم قطعه وتبرأ من الرجل إذا انقطعت عصمته منه.
380 - الفرق بين قولنا الجسم لا يبرح من كذا ولا ينفك ولا يزال ولا يخلو ولا يعرى: (877) .
381 - الفرق بين قولنا لم يبرح ولم يزل ولم ينفك: (1652) .
382 - الفرق بين البر والخير: أن البر مضمن بجعل عاجل قد قصد وجه النفع به فأما الخير فمطلق حتى لو وقع عن سهو لم يخرج عن استحقاق الصفة به، ونقيض الخير الشر ونقيض البر العقوق.
383 - الفرق بين البر والخير (1) : قيل: الفرق بينهما أن البر هو الخير الواصل إلى الغير مع القصد إلى ذلك والخير يكون خيرا، وإن وقع عن سهو.
وضد البر: العقوق، وضد الخير: الشر.
(اللغات)
384 - الفرق بين البر والصدقة: (1255) .
385 - الفرق بين البر والصلة: أن البر سعة الفضل المقصود إليه، والبر ايضا
__________
(1) البر والخير في الكليات (البر 1: 387 والخير 2: 292) وفي المفردات (البر 53 والخير 231) وفي الفرائد: 29.
(*)
(1/95)
يكون بلين الكلام، وبر والده إذا لقيه بجميل القول والفعل قال الراجز: بني ان البر شئ هين * وجه طليق وكلام لين والصلة البر المتأصل، وأصل الصلة وصلة على فعله وهي للنوع والهيئة يقال بار وصول أي يصل بره فلا يقطعه، وتواصل القوم تعاملوا بوصول بر كل واحد منهم إلى صاحبه وواصله عامله بوصول البر وفي القرآن " ولقد وصلنا لهم القول " (1) أي كثرنا وصول بعضه ببعض بالحكم الدالة على الرشد.
386 - الفرق بين البر والقربان: (1710) .
387 - الفرق بين البركة والزيادة (2) : البركة: هي الزيادة والنماء من حيث لا يوجد بالحس ظاهرا، فإذا عهد من الشئ هذا المعنى خافيا عن الحس، قيل هذه بركة قيل: اشتقاقها من البروك، وهو اللزوم والثبوت، لثبوتها في الشئ.
ويوصف بها كل شئ لزمه وثبت فيه خير إلهي.
وليس لضدها اسم معروف، فلذلك يقال فيه: قليل البركة، ولا يسند فعل البركة إلا إلى الله، فلا يقال: بارك زيد في الشئ، وإنما يقال: بارك الله فيه.
وإلى هذه الزيادة أشير بما روي أنه (3) : لا ينقص مال من صدقة، لا إلى النقصان المحسوس.
__________
(1) القصص 28: 51.
(2) البركة والزيادة في الكليات (البركة 1: 431 والزيادة 2: 406) والمفردات (البركة: 57 والزيادة 317) والفرائد: 30.
(3) أخرجه الامام أحمد في مسنده (1: 193) من حيث عبد الرحمن بن عوف وفيه ( ... ولا ينقص مال من صدقة فتصدقوا ... " من جملة كلام له صلى الله عليه [وآله] وسلم.
(*)
(1/96)
فإذن كل بركة زيادة، وليس كل زيادة بركة.
(اللغات)
388 - الفرق بين البرهان والدلالة: أن البرهان لا يكون إلا قولا يشهد بصحة الشئ، والدلالة تكون قولا تقول العالم دلالة على القديم وليس العالم قولا، وتقول دلالتي على صحة مذهبي كذا فتأتي بقول تحتج به على صحت مذهبك، وقال بعض العلماء البرهان بيان يشهد بمعنى آخر حق في نفسه وشهادته مثال ذلك أن الاخبار بأن الجسم محدث هو بيان بأن له محدثا والمعنى الاول حق في نفسه، والدليل ما ينبئ عن معنى من غير أن يشهد بمعنى آخر وقد ينبئ عن معنى يشهد بمعنى آخر فالدليل أعم، وسمعت من يقول البرهان ما يقصد به قطع حجة الخصم فارسي معرب وأصله بران أي اقطع ذلك ومنه البرهة وهي القطعة من الدلالة ولا يعرف صحة ذلك، وقال علي بن الحسين: الدليل يكون وضعيا قد يمكن أن يجعل على خلاف ما جعل عليه نحو دلالة الاسم على المسمى، وأما دلالة البرهان فلا يمكن أن توضع دلالة على خلاف ما هي دلالة عليه نحو دلالة الفعل على الفاعل لا يمكن أن تجعل دلالة على أنه ليس بفاعل.
389 - الفرق بين البرهان والدليل (1) : البرهان: الحجة القاطعة المفيده للعلم.
وأما ما يفيد الظن فهو الدليل.
ويقرب منه: الامارة.
ولذا أفحم سبحانه الكفار بطلب البرهان منهم فقال، وهو أصدق القائلين: " قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين " (2) .
(اللغات)
__________
(1) البرهان والدليل في الكليات (البرهان 1: 432 والدليل: 320) وفي التعريفات (البرهان 35، والدليل 109) وفي الفرائد: 34.
(2) البقرة 2: 111.
(*)
(1/97)
390 - الفرق بين البرية والناس: أن قولنا برية يقتضي تميز الصورة وقولنا الناس لا يقتضي ذلك لان البرية فعليه من برأ الله الخلق أي ميز صورهم، وترك همزة لكثرة الاستعمال كما تقول هم الحابية والذرية وهي من ذرء الخلق، وقيل أصل البرية البري وهو القطع وسمي برية لان الله عز وجل قطعهم من جملة الحيوان فأفردهم بصفات ليست لغيرهم، وذكر أن أصلها من البري وهو التراب، وقال بعض المتكلمين: البرية إسم إسلامى لم يعرف في الجاهلية، وليس كما قال لانه جاء في شعر النابغة وهو قوله: قم في البرية فاحذرها عن الفند والنابغة جاهلي الابيات.
391 - الفرق بين البزاق والريق (1) : قيل: البزاق: ماء الفم إذا خرج منه، وما دام فيه ريق.
(اللغات)
392 - الفرق بين البزر والبذر: (377) .
393 - الفرق بين البزوغ والطلوع والشروق: أن البزوغ أول الطلوع ولهذا قال تعالى " فلما رأى الشمس بازغة " (2) أي لما رآها في أول أحوال طلوعها تفكر فيها فوقع له أنها ليست بإله ولهذا سمي الشرط تبزيغا لانه شق خفي كأنه أول الشق يقال بزغ قوائم الدابة إذا شرطها وإسم ما يبزغ به المبزغ وقيل البزوغ نحو البروز وبزغ قوائم الدابة إذا شرطها ليبرز الدم، والشروق
الطلوع تقول طلعت ولا يقال شرق الرجل كما يقال طلع الرجل فالطلوع أعم.
__________
(1) البزاغ والريق في الكليات: 433 وفي الفرائد 31.
(2) الانعام 6: 78.
(*)
(1/98)
394 - الفرق بين البسالة والشجاعة: أن أصل البسل الحرام فكأن الباسل حرام أن يصاب في الحرب بمكروه لشدته فيها وقوته، والشجاعة الجرأة والشجاع الجرئ المقدام في الحرب ضعيفا كان أو قويا، والجرأة قوة القلب الداعي إلى الاقدام على المكاره فاشجاعة تنبئ عن الجرأة والبسالة تنبئ عن الشدة والقوة يجوز أن يكون الباسل من البسول وهي تكره الوجه مثل البثور وهما لغتان، وسمي باسلا لتكرهه ولا تجوز الصفة بذلك على الله تعالى.
395 - الفرق بين البسلة (1) والحلوان والرشوة: أن البسلة أجر الراقي وجاء النهي عنها وذلك إذا كانت الرقية بغير ذكر الله تعالى فأما إذا كانت بذكر الله تعالى وبالقرآن فليس بها بأس ويؤخذ الاجر عليها، والشاهد أن قوما من الصحابة رقوا من العقرب فدفعت إليهم ثلاثون شاة فسألوا رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم عن ذلك فقال فهم اقتسموها واضربوا لي معكم بسهم، والحلوان أجر الكاهن وقد نهي عنه يقال حلوته حلوانا ثم كثر ذلك حتى سمي كل عطية حلوانا قال الشاعر: فمن راكب أحلوه رحلي وناقتي * يبلغ عن الشعر إذ مات قائله والحلوان أيضا أن يأخذ الرجل مهر إبنته وذلك عار عندهم قال الراجز: * لا نأخذ الحلوان من بناتنا * والرشوة ما يعطاه الحاكم وقد نهي عنها قال النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم " لعن الله الراشي
والمرتشي " وكانت العرب تسميها الاتاوة وقال أبو زيد: أتوت الرجل أتوا وهي الرشوة قال زهير:
__________
(1) كغرفة.
(*)
(1/99)
أفي كل أسواق العراق إتاوة * وفي كل ما باع امرؤ مكس درهم قال المكس الخيانة وهو هاهنا الضريبة التي تؤخذ في الاسواق ويقال مكسه مكسا إذا خانه ويقال المكس العشر وجاء في الحديث " لا يدخل الجنة صاحب مكس " وقال بعضهم: الاسلال الرشوة وفي الحديث " لا إغلال ولا إسلال " والاغلال الخيانة، وقال أبو عبيدة: الاسلال السرقة، وقال بعضهم الاتاوة الخراج.
396 - الفرق بين البشارة والخبر (1) : البشارة: الاخبار بما يسر به المخبر به إذا كان سابقا لكل خبر سواه.
وبنى العلماء عليه مسألة فقهية بأن الانسان إذا قال لعبيده أيكم بشرني بقدوم زيد فهو حر، فبشروه فرادى، عتق أولهم، لانه هو الذي سره بخبره سابقا، ولو قال: مكان بشرني: (أخبرني) عتقوا جميعا.
واشتقاقه قيل من البشر، وهو السرور، فيختص بالخبر الذي يسر، [9 / ب] وأما قوله تعالى: " فبشرهم بعذاب أليم " (2) و " إذا بشر أحدهم بالانثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم " (3) .
فهو من باب التهكم والاستهزاء.
وقيل: اشتقاقه (4) من البشرة وهو ظاهر الجلد لتأثيره في تغيير بشرة الوجه، فيكون فيما يسر ويغم، لان السرور كما يوجب تغيير البشرة، فكذلك (5) الحزن يوجبه.
فوجب أن يكون لفظ التبشير حقيقة في
__________
(1) البشارة والخبر في الكليات (البشارة 1: 413 والخبر 2: 203، 278) وفي التعريفات (البشارة 36 والخبر 102) وفي المفردات (البشارة 62 والخبر 203) .
(الخبر في مواضع متفرقة 28 - 30، 74) .
(2) آل عمران: 3: 21.
(3) النحل 16: 58.
(4) كلمة (اشتقاقه) سقطت من ط: (5) في ط: فكل الحزن.
(*)
(1/100)
القسمين، لكنه عند الاطلاق يختص في العرف بما يسر، وإن اريد خلافه قيد.
قال تعالى: " فبشر عباد " (1) .
وفي الثاني: " فبشرهم بعذاب أليم " (2) (اللغات) .
397 - الفرق بين البشاشة والبشر: (399) .
398 - الفرق بين البشاشة وطلاقة الوجه: (1345) .
399 - الفرق بين البشر والبشاشة: أن البشر أول ما يظهر من السرور بلقي من يلقاك، ومنه البشارة وهي أول ما يصل إليك من الخبر السار فاذا وصل إليك ثانيا لم يسم بشارة ولهذا قالت الفقهاء إن من قال من بشرني بمولود من عبيدي فهو حر أنه يعتق أول من يخبره بذلك والنغية هي الخبر السار وصل أولا أو أخيرا وفي المثل البشر علم من أعلام النجح.
والهشاشة هي الخفة للمعروف وقد هششت يا هذا بكسر الشين وهو من قولك شئ هش إذا كان سهل المتناول فإذا كان الرجل سهل العطاء قيل هو هش بين الهشاشة.
والبشاشة إظهار السرور بمن تلقاه وسواء كان أولا أو أخيرا.
400 - الفرق بين البشر والناس: أن قولنا البشر يقتضي حسن الهيئة وذلك أنه مشتق من البشارة وهي حسن الهيئة يقال رجل بشير وامرأة بشيرة إذا
كان حسن الهيئة فسمي الناس بشرا لانهم أحسن الحيوان هيئة، ويجوز أن يقال إن قولنا بشر يقتضي الظهور وسموا بشرا لظهور شأنهم، ومنه قيل لظاهر الجلد بشرة، وقولنا الناس يقتضي النوس وهو الحركة، والناس
__________
(1) الزمر 39: 17.
(2) آل عمران 3: 21.
(*)
(1/101)
جمع والبشر واحد وجمع وفي القرآن " ما هذا إلا بشر مثلكم " (1) وتقول محمد خير البشر يعنون الناس كلهم ويثنى البشر فيقال بشران وفي القرآن " لبشرين مثلنا " (2) ولم يسمع أنه يجمع.
401 - الفرق بين البصر والعين: (1533) .
402 - الفرق بين البصيرة والعلم: أن البصيرة هي تكامل العلم والمعرفة بالشئ ولهذا لا يجوز أن يسمى الباري تعالى بصيرة إذ لا يتكامل علم أحد بعظمته وسلطانه.
403 - الفرق بين البصير والمستبصر: أن البصير على وجهين أحدهما المختص بأنه يدرك المبصر إذا وجد، وأصله البصر وهو صحة الرؤية، ويؤخذ منه صفة مبصر بمعنى رأي والرأي هو المدرك للمرئي والقديم رأي بنفسه، والآخر البصير بمعنى العالم تقول منه هو بصير وله به بصر وبصيرة أي علم، والمستبصر هو العالم بالشئ بعد تطلب العلم كأنه طلب الابصار مثل المستفهم والمستخبر المتطلب للفهم والخبر، ولهذا يقال ان الله بصير ولا يقال مستبصر، ويجوز أن يقال إن الاستبصار هو أن يتضح له الامر حتى كأنه يبصره ولا يوصف الله تعالى به لان الاتضاح لا يكون إلا بعد الخفاء.
404 - الفرق بين البضع والنيف: (2235) .
405 - الفرق بين قولك بطر النعمة وقولك كفر النعمة: أن قولك بطرها يفيد أنه عظمها وبغى فيها.
وكفرها يفيد أنه عظمها فقط، وأصل البطر الشق
__________
(1) المؤمنون 23: 47.
(2) المؤمنون 23: 47.
(*)
(1/102)
ومنه قيل للبيطار بيطار وقد بطرت الشئ أي شققته وأهل اللغة يقولون البطر سوء إستعمال النعمة وكذلك جاء في تفسير قوله تعالى " بطرت معيشتها " (1) " ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس " (2) .
406 - الفرق بين البعث والارسال: أنه يجوز أن يبعث الرجل إلى الآخر الحاجة يخصه دونك ودون المبعوث إليه كالصبي تبعثه إلى المكتب فتقول بعثته ولا تقول أرسلته لان الارسال لا يكون إلا برسالة وما يجري مجراها.
407 - الفرق بين البعث والانفاذ: (324) .
408 - الفرق بين البعث والنشور: أن بعث الخلق إسم لاخراجهم من قبورهم إلى الموقف ومنه قوله تعالى " من بعثنا من مرقدنا " (3) والنشور إسم لظهور المبعوثين وظهور أعمالهم للخلائق ومنه قولك نشرت إسمك ونشرت فضيلة فلان إلا أنه قيل أنشر الله الموتى بالالف ونشرت الفضيلة والثوب للفرق بين المعنيين.
409 - الفرق بين البعد والقبل والاول والآخر: (343) .
410 - الفرق بين البعض والجزء: أن البعض ينقسم والجزء لا ينقسم والجزء يقتضي جمعا والبعض يقتضي كلا، وقال بعضهم يدخل الكل على أعم العام ولا يدخل البعض على أخص الخاص والعموم ما يعبر به الكل والخصوص ما يعبر عنه البعض أو الجزء وقد يجئ الكل للخصوص
__________
(1) القصص 28: 58.
(2) الانفال 8: 47.
(3) يس 36: 52.
(*)
(1/103)
بقرينة تقوم مقام الاستثناء كقولك: لزيد في كل شئ يد ويجئ البعض بمعنى الكل كقوله تعالى " إن الانسان لفي خسر " (1) وحد البعض ما يشمله وغيره إسم واحد ويكون في المتفق والمختلف كقولك الرجل بعض الناس وقولك السواد بعض الالوان ولا يقال الله تعالى بعض الاشياء، وإن كان شيئا واحدا يجب إفراده بالذكر لما يلزم من تعظيمه وفي القرآن " والله ورسوله أحق أن يرضوه " (2) ولم يقل يرضوهما، وقيل حد البعض التناقص عن الجملة، وقال البلخي رحمه الله: البعض أقل من النصف، وحد الجزء الواحد من ذا الجنس، ولهذا لا يسمى القديم جزءا كما يسمى واحدا.
411 - الفرق بين البعل والزوج: أن الرجل لا يكون بعلا للمرأة حتى يدخل بها وذلك أن البعال النكاح والملاعبة ومنه قوله عليه السلام " أيام أكل وشرب وبعال " وقال الشاعر: وكم من حصان ذات بعل تركتها * إذا الليل أدجى لم تجد من تباعله وأصل الكلمة القيام بالامر ومنه يقال للنخل إذا شرب بعروقه ولم يحتج إلى سقي بعل كأنه يقوم بمصالح نفسه.
412 - الفرق بين البغض والحب لا يبغضه ولا يحبه: (685) .
413 - الفرق بين البغض والكراهة: أنه قد إتسع بالبغض ما لم يتسع بالكراهة فقيل أبغض زيدا أي أبغض إكرامه ونفعه، ولا يقال أكرهه بهذا المعنى كما إتسع بلفظ المحبة فقيل أحب زيدا بمعنى أحب إكرامه ونفعه ولا يقال
__________
(1) العصر 103: 2.
(2) التوبة 9: 62.
(*)
(1/104)
أريده في هذا المعنى، ومع هذا فإن الكراهة تستعمل فيما لا يستعمل فيه البغض فيقال أكره هذا الطعام ولا يقال أبغضه كما تقول احبه والمراد إني أكره أكله أن المراد بقولك اريد هذا الطعام أنك تريد أكله أو شراءه.
414 - الفرق بين البغضة والعداوة: (1415) .
415 - الفرق بين البغي والظلم: (1368) .
416 - الفرق بين البقاء والخلود: (878) .
417 - الفرق بين البكرة والاصيل والغداة والمساء والعشاء والعشي: (1537) .
418 - الفرق بين البلاء والنقمة: أن البلاء يكون ضررا ويكون نفعا وإذا أردت النفع قلت أبليته وفي القرآن " وليبلى المؤمنين منه بلاء حسنا " (1) ومن الضر بلوته، وأصله أن تختبره بالمكروه وتستخرج ما عنده من الصبر به ويكون ذلك إبتداء والنقمة لا تكون الا جزاء وعقوبة وأصلها شدة الانكار تقول نقمت عليه الامر إذا أنكرته عليه وقد تسمى النقمة بلاء والبلاء لا يسمى نقمة إذا كان إبتداء والبلاء أيضا إسم للنعمة وفي كلام الاحنف: البلاء ثم الثناء أي النعمة ثم الشكر.
419 - الفرق بين بلى ونعم: أن بلى لا تكون إلا جوابا لما كان فيه حرف جحد كقوله تعالى " ألست بربكم قالوا بلى " (2) وقوله عزوجل " ألم يأتكم
__________
(1) الانفال 8: 17.
(2) الاعراف 7: 172.
(*)
(1/105)
رسل منكم " (1) ثم قال في الجواب " قالوا بلى " (2) ونعم لا تكون للاستفهام بلا جحد كقوله تعالى " فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم " (3) وكذلك جواب الخبر إذا قال قد فعلت ذلك قلت نعم لعمري قد فعلته، وقال الفراء وإنما امتنعوا أن يقولوا في جواب الجحود نعم لانه إذا قال الرجل مالك علي شئ فلو قال الآخر نعم كان صدقه كأنه قال نعم ليس لي عليك شئ وإذا قال بلى فانما هو رد لكلام صاحبه أي بلى لي عليك شئ فلذلك إختلف بلى ونعم.
420 - الفرق بين البنية والتأليف: أن البنية من التأليف يجري في إستعمال المتكلمين على ما كان حيوانا يقولون القتل نقض البنية والتأليف عندهم عام، وأهل اللغة يجرونها على البناء يقولون بنية وبنية وقال بعضهم بنى بنية من البناء وبنية من المجد وأنشد قول الحطيئة: أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنا * وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدوا
421 - الفرق بين البهاء والجمال: أن البهاء جهارة المنظر يقال رجل بهئ إذا كان مجهر المنظر وليس هو في شئ من الحسن والجمال قال إبن دريد: بهى يبهى بهاء من النبل، وقال الزجاج: من الحسن، والذي قال إبن دريد ألا ترى انه يقال شيخ بهي ولا يقال غلام بهي ويقال بهاؤه بالتمر إذا أنست به وناقة بهاء إذا أنست بالحالب.
422 - الفرق بين البهتان والزور والكذب: (1063) .
423 - الفرق بين البهتان والافتراء والكذب: (1801) .
__________
(1 و 2) الزمر 39: 72.
(3) الاعراف 7: 44.
(*)
(1/106)
424 - الفرق بين البهجة والحسن: أن البهجة حسن يفرح به القلب، وأصل
البهجة السرور ورجل بهج وبهيج مسرور وإبتهج إذا سر ثم سمي الحسن الذي يهج القلب بهجة، وقد يسمى الشئ بإسم سببه، والبهجة عند الخليل حسن لون الشئ ونضارته قال ويقال رجل بهج أي مبتهج بأمر يسره فأشار إلى ما قلناه.
425 - الفرق بين البهل واللعن: (1871) .
426 - الفرق بين البوش والجماعة: أن البوش هم الجماعة الكثيرة من أخلاط الناس ولا يقال لبني الاب الواحد بوش ويقال أيضا جماعة من الحمير ولا يقال بوش من الحمير لان الحمير كلها جنس واحد وأما العصبة فالعشرة وما فوقها قليلا ومنه قوله عزوجل " ونحن عصبة " (1) وقيل هي من العشرة إلى الاربعين وهي في العربية الجماعة من الفرسان والركب ركبان الابل خاصة ولا يقال للفرسان ركب، والعدي رجال يعدون في الغزو والرجل جمع راجل والنقيضة هي الطليعة وهم قوم يتقدمون الجيش فينقون الارض أي ينظرون ما فيها من قولك نقضت المكان إذا نظرت، والمقنب نحو الثلاثين يغزى بهم، والحظيرة نحو الخمسة إلى العشرة يغزى بهم، والكتيبة العسكر المجتمع فيه آلات الحرب من قولك كتبت الشئ إذا جمعته، وأسماء الجماعات كثيرة ليس هذا موضع ذكرها وإنما نذكر المشهور منها فمن ذلك (2) .
__________
(1) يوسف 12: 8 و 14.
(2) ادامة المطلب في الفرق بين الجماعة والطائفة، الجماعة والفريق، الجماعة والفئة والجماعة والشيعة.
(*)
(1/107)
427 - الفرق بين البيان والبرهان والسلطان (1) : هي نظائر، وتختلف حدودها.
فالبيان: إظهار المعنى للنفس كإظهار نقيضه.
والبرهان: إظهار صحة المعنى وإفساد نقيضه.
والسلطان: إظهار ما يتسلط به على نقيض المعنى بالابطال كذا قيل.
(اللغات)
428 - الفرق بين البيان والفائدة: قال علي بن عيسى: ما ذكر ليعرف به غيره فهو البيان كقولك غلام زيد وإنما ذكر ليعرف به الغلام فهو للبيان وقولك ضربت زيدا إنما ذكر زيد لبعرف أن الضرب وقع به فذكر ليعرف به غيره، والفائدة ما ذكر ليعرف في نفسه نحو قولك قام زيد إنما ذكر قام ليعرف أنه وقع القيام، وأما معتمد البيان فهو الذي لا يصح الكلام إلا به نحو قولك ذهب زيد فذهب معتمد الفائدة ومعتمد البيان، وأما الزيادة في البيان فهو البيان الذي يصح الكلام دونه وكذلك الزيادة في الفائدة هي التي يصح الكلام دونها نحو الحال في قولك مر زيد ضاحكا والبيان قولك أعطيت زيدا درهما فعلى هذا يجري البيان والفائدة ومعتمد الفائدة والحال أبدا للزيادة في الفائدة فالمفعول الذي ذكر فاعله للزيادة في البيان فأما الفاعل فهو معتمد البيان وكذلك ما لم يسم فاعله وقولك قام زيد معتمد الفائدة فإذا كان صفة فهو للزيادة في
__________
(1) البيان والبرهان والسلطان في الكليات (البيان 1: 295 والبرهان 1: 432، والسلطان 3: 3) .
وفي المفردات (البيان: 88، والبرهان 58، والسلطان 348) والتعريفات (البرهان: 35) والفرائد: 34.
(*)
(1/108)
البيان نحو قولك مررت برجل قام فهو هاهنا صفة مذكورة للزيادة في البيان.
429 - الفرق بين البيان والهدى: أن البيان في الحقيقة إظهار المعنى للنفس كائنا ما كان فهو في الحقيقة من قبيل القول.
والهدى بيان طريق الرشد ليسلك (1) دون طريق الغي هذا إذا أطلق فإذا قيد استعمل في غيره فقيل هدي إلى النار وغيرها.
430 - الفرق بين البيتوتة والنوم (2) : قال الحريرى في درة الغواص: " ومن ذلك توهمهم أن معنى بات فلان أي نام، وليس كذلك، بل معنى بات: أظله المبيت وأجنه الليل، سواء نام أم لم ينم، يدل على ذلك قوله تعالى: " والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما " (3) .
ويشهد له أيضا قول ابن رميض (4) : باتوا نياما وابن هند لم ينم * بات يساقيها غلام كالزلم (اللغات)
431 - الفرق بين البين والوسط: (2310) .
__________
(1) ليسلك، زائدة في السكندرية.
(2) أخد المصنف عن الحريرى في درة الغواص: 267.
- وينظر في الكليات 4: 368.
- والتعريفات: 318.
- والمفردات: 787.
- والفرائد: 34.
(3) الفرقان 25: 64.
(4) نقله عن الحريري أيضا.
(*)
(1/109)
* (ت) *
432 - الفرق بين التابع والتالي: (434) .
433 - الفرق بين قولك تابعت زيدا وقولك وافقته: أن قولك تابعته يفيد أنه قد
تقدم منه شئ افتديت به فيه، ووافقته يفيد أنكما إتفقتما معا في شئ من الاشياء ومنه سمي التوفيق توفيقا، ويقول أبو علي رحمة الله عليه.
ومن تابعه يريد به أصحابه ومنه سمي التابعون التابعين، وقال أبو علي رحمة الله: ومن وافقه يريد من قال بقوله وإن لم يكن من أصحابه، وأيضا فإن النظير لا يقال إنه تابع لنظيره لان التابع دون المتبوع ويجوز أن يوافق النظير النظير.
434 - الفرق بين التالي والتابع: أن التالي فيما قال علي بن عيسى: ثان وإن لم يكن يتدبر بتدبر الاول.
والتابع إنما هو المتدبر بتدبر الاول، وقد يكون التابع قبل المتبوع في المكان كتقدم المدلول وتأخر الدليل وهو مع ذلك يأمر بالعدول تارة إلى الشمال وتارة إلى اليمين كذا قال.
435 - الفرق بين التأخير الانظار: (319) .
436 - الفرق بين التأريب والابرام: أن التأريب شدة العقد يقال أرب العقد إذا جعل عقدا فوق عقد وهو خلاف النشط يقال نشطه إذا عقده بانشوطة
(1/110)
وهو عقد ضعيف وأربه إذا أحكم عقده وأنشطه إذا حل الانشوطة.
437 - الفرق بين التأسف والتلهف (1) : ذهب كثير من أهل اللغة إلى ترادفهما، وانهما بمعنى الحزن.
وفرق بعضهم بأن التلهف: (2) التحزن على ما فات، والتأسف: مطلق الحزن والاصح أن يقال: إن التأسف: على ما فات، والتلهف: على ما يأتي.
ويؤيده قول الشاعر: وبعد غد يا لهف نفسي من غد * إذا راح أصحابي ولست برائح! قال الجوهري: الاسف: أشد الحزن، والتلهف: الحزن.
(اللغات) .
438 - الفرق بين التأسف والندم: أن التأسف يكون على الفائت من فعلك
وفعل غيرك والندم جنس من أفعال القلوب لا يتعلق إلا بواقع من فعل النادم دون غيره فهو مباين لافعال القلوب وذلك أن الارادة والعلم والتمني والغبط قد يقع على فعل الغير كما يقع على فعل الموصوف به، والغضب يتعلق بفعل الغير فقط.
439 - الفرق بين التأليف والبنية: (420) .
440 - الفرق بين الترتيب والتأليف والتركيب والتصنيف (3) : الترتيب: هو جمع الاشياء المختلفة، بحيث يطلق عليها اسم: الواحد، ويكون لبعضها نسبة إلى بعض بالتقديم والتأخير في النسبة العقلية، وإن لم تكن مؤلفة فهو أعم من التأليف من وجه، لان التأليف: ضم الاشياء مؤتلفة
__________
(1) التأسف والتلهف.
في الكليات: 100.
والفرائد: 36.
(2) الصحاح (ل هـ ف) .
ونقل المصنف على طريقته مختصرا المقصد.
(3) المادة في: الكليات (الترتيب 2: 62 والتأليف 62) .
وفي كشاف اصطلاحات الفنون (التأليف 1: 114، والتصنيف 3: 12) .
والفرائد: 40.
(*)
(1/111)
يرشدك إليه اشتقاقه من الالفة سواء كانت مرتبة الوضع أو لا، وهما أخص من التركيب مطلقا لانه: ضم الاشياء مؤتلفة كانت أم لا، مرتبة الوضع كانت أم لا.
وقد يستعمل الترتيب أخص مطلقا من التأليف، وقد يجعلان مترادفين، كذا حققه الشهيد الثاني طاب ثراه.
وأما التصنيف فالمشهور أنه: ما كان من كلام المصنف.
قال شيخنا البهاء (1) - قدس سره - في الكشكول: قد يقال: إن جمع القرآن لا يسمى تصنيفا إذ الظاهر أن التصنيف ما كان من كلام
المصنف، والجواب إن جمع القرآن إذا لم يكن تصنيفا لما ذكرت من العلة، فجمع الحديث أيضا ليس تصنيفا مع أن إطلاق التصنيف على كتب الحديث شائع ذائع.
انتهى.
(اللغات) .
441 - الفرق بين التأليف والترتيب والتنظيم: أن التأليف يستعمل فيما يؤلف على إستقامة أو على إعوجاج، والتنظيم والترتيب لا يستعملان إلا فيما يؤلف على إستقامة، ومع ذلك فان بين الترتيب والتنظيم فرقا وهو أن الترتيب هو وضع الشئ مع شكله، والتنظيم هو وضعه مع ما يظهر به، ولهذا استعمل النظم في العقود والقلائد لان خرزها ألوان يوضع كل شئ منها مع ما يظهر به لونه.
442 - الفرق بين التأليف والتصنيف: أن التأليف أعم من التصنيف وذلك أن
__________
(1) ورد بصورة (البهائي) ، كما عرف ثمة، حين سافر إلى أصفهان وغيرها.
وهو محمد بن حسين عبد الصمد العاملي الهمداني، بهاء الدين.
عالم أديب، شاعر.
ولد في بعلبك 953 وتوفي بأصفهان ودفن بطوس.
أشهر كتبه الكشكول، والمخلاة.
وله مؤلفات أخر.
(*)
(1/112)
التصنيف تأليف صنف من العلم ولا يقال للكتاب إذا تضمن نقض شئ من الكلام مصنف لانه جمع الشئ وضده والقول ونقيضه، والتأليف يجمع ذلك كله وذلك أن تأليف الكتاب هو جمع لفظ إلى لفظ ومعنى إلى معنى فيه حتى يكون كالجملة الكافية فيما يحتاج إليه سواء (1) كان متفقا أو مختلفا والتصنيف مأخوذ من الصنف ولا يدخل في الصنف غيره.
443 - الفرق بين التأليف والجمع: (651) .
444 - الفرق بين التأمل والنظر: (2187) .
445 - الفرق بين التأويل والتفسير: (511) .
446 - الفرق بين التبديل والابدال: قال الفراء: التبديل تغيير الشئ عن حاله، والابدال جعل الشئ مكان الشئ.
447 - الفرق بين الابدال والتبديل (2) : قيل: هما بمعنى، وقيل: (3) التبديل: تغيير حال إلى حال آخر [4 / ب] يقال: بدل صورته.
والابدال: رفع الشئ بأن يجعل (4) غيره مكانه.
وقال بعضهم: التبديل هو التغيير، يقال: أبدلت الشئ بالشئ إذا بدلت (5) عينا بعين، قال الشاعر (6) :
__________
(1) (وسواء خ ل) .
(2) الابدال والتبديل في تعريفات الجرجاني: 5.
(3) في ط: إن التبديل.
(4) في ط: يحصل.
(5) في ط: إذا أزلت.
(6) هو الراجز أبو النجم العجلي.
والبيت في اللسان (ب د ل) .
(*)
(1/113)
* عزل الأمير بالأمير المبدل * وبدلت، بالتشديد: إذا غيرت هيئته، والعين واحد، يقولون: بدلت جبتي قميصا: أي: جعلتها قميصا ذكره المغربي.
وقد يكون التبديل بأن يوضع غيره موضعه.
قال تعالى: " يوم تبدل الارض " (1) .
وقال سبحانه: " وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشئ من سدر قليل " (2) ، ويحتمل الوجهين قوله سبحانه: " ما يبدل القول لدى " (3) .
(اللغات) .
448 - الفرق بين تبديل الشئ والاتيان بغيره: (39) .
449 - الفرق بين التبذير والاسراف (4) : قيل: التبذير: إنفاق المال فيما
لا ينبغي.
والاسراف: صرفه زيادة على ما ينبغي.
وبعبارة اخرى: الاسراف: تجاوز الحد في صرف المال، والتبذير:
__________
(*) في ط: المغربي.
وفي خ: المغرلي.
(1) إبراهيم 14: 48.
(2) سبأ 34: 17.
وقرئ: " أكل خمط ": بغير تنوين، مضافا.
والخمط: قال أهل التفسير، والخليل بن أحمد: الخمط: الاراك.
وقال الجوهري: هو نوع من الاراك له حمل يؤكل.
وقال أبو عبيدة: هو كل شجر ذي شوك فيه مرارة.
والاثل شجر يقال له شجر النضار.
وله أصول غليظة يتخذ منه الابواب.
والسدر شجر ينتفع بثمره وورقه، ومنه نوع اسمه الضال لا ينتفع به.
وقوله تعالى: " وبدلناهم بجنتيهم " أي اللتين فيهما أنواع الفواكه والخيرات (جنتين) اخروين وأشجار البوادي لا تسمى جنات وبساتين ولكن لما وقعت الثانية في مقابلة الاولى أطلق لفظ الجنة، لازدواج الكلام كما قال تعالى: " ومكروا ومكر الله ".
- من تفسير القرطبي 14: 288 ومجمع البيان 4: 386.
(3) سورة ق 50: 29.
(4) الاسراف والتبذير في الكليات 1: 172.
والتعريفات 23 - 24.
(*)
(1/114)
اتلافه في غير موضعه، هو (1) أعظم من الاسراف، ولذا قال تعالى: " إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين " (2) .
قيل: وليس الاسراف متعلقا بالمال فقط، بل بكل شئ وضع في غير (3) موضعه اللائق به.
ألا ترى أن الله سبحانه وصف قوم لوط بالاسراف لوضعهم البذر في غير المحرث، فقال: " إنكم لتاتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم
مسرفون " (4) .
ووصف فرعون بالاسراف بقوله: " إنه كان عاليا من المسرفين " (5) .
أقول: ويستفاد (6) من بعض الاخبار أن الاسراف على ضربين: حرام، ومكروه.
فالاول: مثل إتلاف مال ونحوه فيما فوق المتعارف.
والثاني: إتلاف شئ ذي نفع بلا غرض (7) ، ومنه إهراق ما بقي من شرب ماء الفرات ونحوها خارج الماء (8) .
وقد روي ذلك عن أمير المؤمنين عليه السلام.
(اللغات) .
__________
(1) في: خ: فهو.
(2) الاسراء 17: 27.
(3) في ط: بغير.
(4) الاعراف 7: 81.
(5) الدخان 44: 31.
(6) في ط: ويفهم.
(7) في خ: إتلاف الشئ ومنه إهراق ... الخ.
ورجحت اثبات ما في نسخة: ط.
(8) في ط: المال.
وهو تحريف ظاهر.
(*)
(1/115)
450 - الفرق بين التبيين والعلم: (1490) .
451 - الفرق بين التتابع والتواتر (1) : قال الحريرى في درة الغواص: تقول جاءتنا الخيل متتابعة إذا جاء بعضها في إثر بعض، بلا فصل.
وجاءت متواترة: إذا تلاحقت، وبينها فصل، ويؤيده قوله تعالى: " ثم أرسلنا رسلنا تترا " (2) .
ومعلوم أنه كان بين كل فترة وتراخي مدة.
وعن بعض الصحابة أنه قال لعلي عليه السلام: إن علي أياما من شهر رمضان أيجوز إن أقضيها متفرقة؟.
قال: اقضها إن شئت متتابعة، وإن شئت متواترة تترى، فقلت: إن بعضهم قال لا تجزئ عنك إلا متتابعة.
فقال: بل (3) تجزئ تترى لانه عزوجل قال: " فعدة من أيام أخر " (4) .
ولو أراد متتابعة لبين التتابع كما قال عزوجل: " فصيام شهرين متتابعين " (5) .
انتهى ملخصا.
(اللغات) .
452 - الفرق بين التثريب والتفنيد واللوم: أن التثريب شبيه بالتقريع والتوبيخ تقول وبخه وقرعه وثربه بما كان منه، واللوم قد يكون لما يفعله الانسان
__________
(1) التتابع والتواتر في درة الغواص: 7 - 9.
وقد نقل المؤلف، ولخص، وتصرف.
والمادة في الكليات 2: 95 - 96.
والمفردات (التتابع: 96، والتواتر: 804) .
والفرائد: 38.
(2) المؤمنون 23: 44.
(3) في ط: فقال بل.
في خ: قال بلى.
(4) البقرة 2: 184.
(5) النساء 4: 92.
(*)
(1/116)
في الحال ولا يقال لذلك تقريع وتثريب وتوبيخ، واللوم يكون على الفعل الحسن ولا يكون التثريب إلا على قبيح، والتفنيد تعجيز الرأي يقال فنده إذا عجز رأيه وضعفه والاسم الفند، وأصل الكلمة الغلظ ومنه قيل
للقطعة من الجبل فند، ويجوز أن يقال التثريب الاستقصاء في اللوم والتعنيف، وأصله من الثرب وهو شحم الجوف لان البلوغ إليه هو البلوغ إلى المواضع الاقصى من البدن.
453 - الفرق بين التجريب والاختبار: أن التجريب هو تكرير الاختبار والاكثار منه ويدل على هذا أن التفعيل هو للمبالغة والتكرير، وأصله من قولك جربه إذا داواه من الجرب فنظر أصلح حاله أم لا ومثله قرد البعير إذا نزع عنه القردان وقرع الفصيل إذا داواه من القرع وهو داء معروف ولا يقال ان الله تعالى يجرب قياسا على قولهم يختبر ويبتلي لان ذلك مجاز والمجاز لا يقاس عليه.
454 - الفرق بين التجسس والتحسس: (455)
455 - الفرق بين التحسس والتجسس (1) (*) : التحسس - بالحاء المهملة -: طلب الشئ بالحاسة.
والتجسس - بالجيم - مثله.
__________
(1) التحسس والتجسس: في الكليات 2: 105.
والمفردات: 166.
- والفرائد: 38.
(*) وعبارة المصنف مقتبسة، اقتباسا حرفيا تقريبا، من مجمع البيان للطبرسي 3: 256، إلى قوله: " في الشر ".
(*)
(1/117)
وفي الحديث: " لا تحسسوا، ولا تجسسوا " (1) .
قيل: معناهما واحد، وعطف أحدهما على الآخر لاختلاف اللفظين كقول الشاعر: * متى أدن منه ينأ عني ويبعد *
وقيل: التجسس - بالجيم - البحث عن عورات النساء.
- وبالحاء - الاستماع لحديث القوم، ويروى أن ابن عباس سئل عن الفرق بينهما فقال: لا يبعد أحدهما عن الآخر: التحسس في الخير، والتجسس في الشر.
قلت: ويؤيده قوله تعالى حكاية عن يعقوب: " يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف " (2) - بالحاء -.
على القراءة المشهورة، فإنه كان متوقعا لان يأتيه الخبر بسلامة يوسف.
وقوله سبحانه: " ولا تجسسوا " (3) - بالجيم - فإن المنهي عنه البحث عن معائب الناس وأسرارهم التي لا يرضون بإفشائها واطلاع الغير عليها.
(اللغات) .
456 - الفرق بين التحري والارادة: أن التحري هو طلب مكان الشئ مأخوذ من الحرا وهو المأوى وقيل لمأوى الطير حراها ولموضع بيضها حرا أيضا ومنه تحري القبلة ولا يكون مع الشك في الاصابة ولهذا لا يوصف الله تعالى به فليس هو من الارادة في شئ.
457 - الفرق بين التحلية والصفة: أن التحلية في الاصل فعل المحلي وهو تركيب
__________
(1) الحديث في النهاية لابن الاثير (ح س س) و (ج س س) .
وفيه: التجسس بالجيم التفتيش عن بواطن الامور، وأكثر ما يقال في الشر.
وقيل التجسس بالجيم البحث عن العورات وبالحاء الاستماع.
وقيل بالجيم أن يطلبه لغيره وبالحاء أن يطلبه لنفسه.
(2) يوسف 12: 87.
(3) الحجرات 49: 12.
(*)
(1/118)
الحلية على الشئ مثل السيف وغيره.
وليس هي من قبيل القول.
واستعمالها في غير القول مجاز وهو أنه قد جعل ما يعبر عنه بالصفة صفة كما أن الحقيقة من قبيل القول.
ثم جعل ما يعبر عنه بالحقيقة حقيقة وهو الذات
إلا أنه كثر به الاستعمال حتى صار كالحقيقة.
458 - الفرق بين التحميل والتكليف: أن التحميل لا يكون إلا لما يستثقل ولهذا قال تعالى " ولا تحمل علينا إصرا " (1) والاصر الثقل.
والتكليف قد يكون لما لا ثقل له نحو الاستغفار تقول كلفه الله الاستغفار ولا تقول حمله ذلك.
459 - الفرق بين التحيت والتقليد: أن التحيت هو الاعتقاد الذي يعتد به الانسان من غير أن يرجحه على خلافه أو يخظر بباله أنه بخلاف ما اعتقده، وهو مفارق للتقليد لان التقليد ما يقلد فيه الغير والتحيت لا يقلد فيه أحد.
460 - الفرق بين التحية والسلام: أن التحية أعم من السلام، وقال المبرد: يدخل في التحية حياك الله ولك البشرى ولقيت الخير، وقال أبو هلال أيده الله تعالى: ولا يقال لذلك سلام إنما السلام قولك سلام عليك، ويكون السلام في غير هذا الوجه السلامة مثل الضلال والضلالة والجلال والجلالة، ومنه دار السلام أي دار السلامة وقيل دار السلام أي دار الله، والسلام إسم من أسماء الله، والتحية أيضا الملك ومنه قولهم التحيات لله.
461 - الفرق بين التخصيص والنسخ: أن التخصيص هو ما دل على أن المراد
__________
(1) البقرة 2: 286.
(*)
(1/119)
بالكلمة بعض ما تناولته دون بعض، والنسخ ما دل على أن مثل الحكم الثابت بالخطاب زائل في المستقبل على وجه لولاه لكان ثابتا، ومن حق التخصيص أن لا يدخل إلا فيما يتناوله اللفظ، والنسخ يدخل في النص على عين والتخصيص ما لا يدخل فيه، والتخصيص يؤذن بأن المراد
بالعموم عند الخطاب ما عداه، والنسخ يحقق أن كل ما يتناوله اللفظ مراد في حال الخطاب وإن كان غيره مرادا فيما بعد، والنسخ في الشريعة لا يقع بأشياء يقع بها التخصيص، والتخصيص لا يقع ببعض ما يقع به النسخ فقد بان لك مخالفة أحدهما للآخر في الحد والحكم جميعا، وتساويهما في بعض الوجوه لا يوجب كون النسخ تخصيصا.
462 - الفرق بين التخفيف والنقص: (2217) .
463 - الفرق بين التخلص والنجاة: أن التخلص يكون من تعقيد وإن لم يكن أذى والنجاة لا تكون إلا من أذى ولا يقال لمن لا خوف عليه نجا لانه لا يكون ناجيا إلا مما يخاف.
464 - الفرق بين التخلية والاطلاق: (207) .
465 - الفرق بين التخلية والترك: (481) .
466 - الفرق بين التخويف والانذار: (311) .
467 - الفرق بين التخويل والتمويل: أن التخويل إعطاء الخول يقال خوله إذا جعل له خولا كما يقال موله إذا جعل له مالا وسوده إذا جعل له سوددا، وسنذكر (1) الخول في موضعه، وقيل أصل التخويل الارعاء يقال أخوله
__________
(1) قوله (سنذكر) اشارة إلى الفرق بين الخول والعبيد في العدد: 889.
(*)
(1/120)
إبله إذا إسترعاه إياها فكثر حتى جعل كل هبة وعطية تخويلا كأنه جعل له من ذلك ما يرعاه.
468 - الفرق بين التخيل والتصور: (492) .
469 - الفرق بين التدبر والتفكر: أن التدبر تصرف القلب بالنظر في العواقب والتفكر تصرف القلب بالنظر في الدلائل.
وسنبين إشتقاق التدبر وأصله
فيما بعد.
470 - الفرق بين التدبر والتفكر (1) : قد فرق بينهما [11 / ب] بأن التدبر: تصرف القلب بالنظر في عواقب الامور.
والتفكر: تصرف القلب بالنظر في الدلائل.
(اللغات) .
471 - الفرق بين التدبير والتقدير: أن التدبير هو تقويم الامر على ما يكون فيه صلاح عاقبته، وأصله من الدبر وأدبار الامور عواقبها وآخر كل شئ دبره وفلان يتدبر أمره أي ينظر في أعقابه ليصلحه على ما يصلحها، والتقدير تقويم الامر على مقدار يقع معه الصلاح ولا يتضمن معنى العاقبة.
472 - الفرق بين التدبير والحيلة: (813) .
473 - الفرق بين التدبير والسياسة: (1155) .
474 - الفرق بين التذكير والتنبيه: أن قولك ذكر الشئ يقتضي أنه كان عالما به ثم نسيه فرده إلى ذكره ببعض الاسباب وذلك أن الذكر هو العلم
__________
(1) التفكر والتدبر.
في الكليات (التدبر 2: 60) .
والمفردات (التفكر: 578 والتدبر 237) .
والفرائد: 44.
(*)
(1/121)
الحادث بعد النسيان على ما ذكرنا (1) ويجوز أن ينبه الرجل على الشئ لم يعرفه قط ألا ترى أن الله ينبه على معرفته بالزلازل والصواعق وفهم من لم يعرفه البتة فيكون ذلك تنبيها له كما يكون تنبيها لغيره، ولا يجوز أن يذكره ما لم يعلمه قط.
475 - الفرق بين التذلل والذل: أن التذلل فعل الموصوف به وهو إدخال النفس في الذل كالتحلم إدخال النفس في الحلم والذليل المفعول به الذل من قبل غيره في الحقيقة وإن كان من جهة اللفظ فاعلا، ولهذا
يمدح الرجل بأنه متذلل ولا يمدح بأنه ذليل لان تذلله لغيره إعترافه له والاعتراف حسن ويقال العلماء متذللون لله تعالى ولا يقال أذلاء له سبحانه.
476 - الفرق بين التذلل والتواضع: أن التذلل إظهار العجز عن مقاومة من يتذلل له.
والتواضع إظهار قدرة من يتواضع له سواء كان ذا قدرة على المتواضع أو لا ألا ترى انه يقال العبد متواضع لخدمة أي يعاملهم معاملة من لهم عليه قدرة ولا يقال يتذلل لهم لان التذلل إظهار العجز عن مقاومة المتذلل له وإنه قاهر وليست هذه صفة الملك مع خدمه.
477 - الفرق بين التربص والانتظار: أن التربص طول الانتظار يكون قصير المدة وطويلها ومن ثم يسمى المتربص بالطعام وغيره متربصا لانه يطيل الانتظار لزيادة الربح ومنه قوله تعالى " فتربصوا به حتى حين " (2) وأصله من الربصة وهي التلبث يقال مالي على هذا الامر ربصة أي تلبث في الانتظار حتى طال.
__________
(1) في العدد 946.
(2) المؤمنون 23: 25.
(*)
(1/122)
478 - الفرق بين الترتيب والتأليف والتنظيم: (441) .
479 - الفرق بين الترجي والانتظار والتوقع: أن الترجي إنتظار الخير خاصة ولا يكون إلا مع الشك، وأما الانتظار والتوقع فهو طلب ما يقدر أن يقع.
480 - الفرق بين الترجي والانتظار (1) : الفرق بينهما أن الترجي للخير خاصة.
والانتظار قد يكون في الخير، والشر.
ويدل عليه قوله تعالى: " قل انتظروا إنا منتظرون " (2) وقوله سبحانه: " يرجون تجارة لن تبور " (3) و " يرجوا رحمة ربه " (4) ونحوهما
مما استعمل فيه الرجاء في الخير خاصة.
(اللغات) .
481 - الفرق بين الترك والتخلية: أن الترك هو ما ذكرنا (5) والتخلية للشئ نقيض التوكيل به يقال خلاه إذا أزال التوكيل عنه كأنه جعله خاليا لا أحد معه، ثم صارت التخلية عند المتكلمين ترك الامر بالشئ والرغبة فيه والنهي عن خلافه، ويقولون القادر مخلى بينه وبين مقدوره أي لا مانع له منه شبه بمن ليس معه موكل يمنعه من تصرفاته.
482 - الفرق بين الترك والضد: (1303) .
483 - الفرق بين الترك والكف: أن الترك عند المتكلمين فعل أحد الضدين اللذين يقدر عليهما المباشر وقال بعضهم كل شيئين تضادا وقدر عليهما
__________
(1) الانتظار والترجي في الكليات 2: 373.
والفرائد: 22.
(2) الانعام 6: 158.
(3) فاطر 35: 29.
(4) الزمر 39: 9.
(5) في العدد 483.
(*)
(1/123)
بقدرة واحدة مع كون وقت وجودهما وقتا واحدا وكانا يحلان محل القدرة وانصرف القادر بفعل أحدهما عن الآخر سمى الموجود منهما تركا وما لم يوجد متروكا، والترك عند العرب تخليف الشئ في المكان الذي هو فيه والانصراف عنه، ولهذا يسمون بيضة النعامة إذا خرج فرخها تريكة لان النعامة تنصرف عنها، والتريكة الروضة يغفلها الناس ولا يرعونها.
484 - الفرق بين تركت الشئ ولهيت عنه: (1887) .
485 - الفرق بين التركيب والتأليف والترتيب والتصنيف: (440) .
486 - الفرق بين التسبيح والتقديس (1) : هما يرجعان إلى معنى واحد، وهو تبعيد الله عن السوء.
وقال بعض الافاضل: بين التسبيح والتقديس فرق، وهو أن التسبيح هو التنزيه عن الشرك والعجز والنقص، والتقديس هو التنزيه عما ذكروه عن التعلق بالجسم، وقبول الانفعال، وشوائب الامكان، وإمكان (2) التعدد في ذاته وصفاته، وكون الشئ من كمالاته بالقوة.
والتقديس أعم، إذ كل مقدس مسبح من غير عكس، وذلك لان الابعاد من الذهاب في الارض أكثر من الابعاد في الماء، فالملائكة المقربون الذين هم أرواح مجردة بتجردهم وامتناع تعلقهم، وعدم احتجابهم عن نور ربهم، وقهرهم لما تحتهم بإضافة النور عليهم، وتأثيرهم في غيرهم، وكون كل كمالاتهم بالفعل مسبحون ومقدسون، وغيرهم من الملائكة السماوية والارضية ببساطة ذواتهم وخواص أفعالهم وكمالاتهم،
__________
(1) التسبيح والتقديس.
في الكليات 2: 77.
المفردات (التسبيح: 224، والتقديس: 598) .
(2) كلمة (إمكان) سقطت من خ.
(*)
(1/124)
مسبحون بل كل شئ مسبح وليس بمقدس.
ويقال: سبوح قدوس.
ولا يعكس.
* وقال بعض المحققين: التسبيح هو تنزيه الله عما لا يليق بجاهه من صفات النقص.
والتقديس: تنزيه الشئ عن النقوص (1) .
والحاصل أن التقديس لا يختص به سبحانه بل يستعمل في حق الآدميين.
يقال: فلان رجل مقدس: إذا اريد تبعيده عن مسقطات العدالة ووصفه بالخبر، ولا يقال: رجل مسبح، بل ربما يستعمل في غير ذوي العقول أيضا، فيقال: قدس الله روح فلان، ولا يقال: سبحه.
ومن
ذلك قوله تعالى: " ادخلوا الارض المقدسة " (2) يعني أرض المقدسة، يعني أرض الشام.
وأما قول الملائكة: (سبوح، قدوس) مع أن المناسب تقديم القدوس ليكون ذكره بعده ترقيا من الادنى إلى الاعلى، فلعله للايذان من أول الامر بأن المراد وصفه سبحانه دون غيره.
انتهى.
وهو تحقيق أنيق * (3) .
(اللغات) .
487 - الفرق بين التسديد والتقويم: أن التسديد هو التوجيه للصواب فيقال سدد السهم إذا وجهه وجه الصواب، والتقويم إزالة الاعوجاج كتقويم الرمح والقدح ثم يستعار فيقال قوم العمل فالمسدد المقوم لسبب الصلاح، والتسديد يكون في السبب المولد كتسديد السهم للاصابة، ويكون في
__________
(1) جمع نقص.
(2) المائدة 5: 21.
(3) ما بين النجمتين لم يرد في: ط.
(*)
(1/125)
السبب المؤدي كاللطف الذي يؤدي إلى الطاعة، والسبب على وجهين مولد ومؤد فالمولد هو الذي لا يتسع المسبب إلا به لنقص القادر عن فعله دونه والمؤدي هو الداعي إلى الفعل دعاء الترغيب والترهيب والتسديد من أكبر الاسباب لانه يكون في المولد والمؤدي والتسديد للحق لا يكون إلا مع طلب الحق فأما مع الاعراض عنه والتشاغل بغيره فلا يصح والاصلاح تقويم الامر على ما تدعو إليه الحكمة.
488 - الفرق بين التسليم والرضا: (1012) .
489 - الفرق بين التسمية والاسم واللقب: (185) .
490 - الفرق بين التشبيه والاستعارة: أن التشبيه صيغة لم يعبر عنها واللفظ
المستعار قد نقل من أصل إلى فرع فهو مغير عما كان عليه فالفرق بينهما بين.
491 - الفرق بين التصديق والتقليد: (526) .
492 - الفرق بين التصور والتخليل: أن التصور تخيل لا يثبت على حال وإذا ثبت على حال لم يكن تخيلا فإذا تصور الشئ في الوقت الاول ولم يتصور في الوقت الثاني قيل إنه تخيل، وقيل التخيل تصور الشئ على بعض أوصافه دون بعض فلهذا لا يتحقق، والتخيل والتوهم ينافيان العلم كما أن الظن والشك ينافيانه.
493 - الفرق بين التصور والتوهم: أن تصور الشئ يكون مع العلم به، وتوهمه لا يكون مع العلم به لان التوهم من قبيل التجويز والتجويز ينافي العلم، وقال بعضهم: التوهم يجري مجري الظنون يتناول المدرك وغير المدرك وذلك مثل أن يخبرك من لا تعرف صدقه عما لا يخيل العقل فيتخيل
(1/126)
كونه فإذا عرفت صدقه وقع العلم بمخبره وزال التوهم، وقال آخر: التوهم هو تجويز ما لا يمتنع من الجائز والواجب ولا يجوز أن يتوهم الانسان ما يمتنع كونه ألا ترى أنه لا يجوز أن يتوهم الشئ متحركا ساكنا في حال واحدة.
494 - الفرق بين التصور والظن: (1372) .
495 - الفرق بين التصنيف والتأليف: (442) .
496 - الفرق بين التضاد والتناقض: (556) .
497 - الفرق بين التضاد والتنافي: (557) .
498 - الفرق بين تضمين الآية ودلالة الآية: (908) .
499 - الفرق بين التطوع والطاعة: (1331) .
500 - الفرق بين التعريض والكناية (1) : الفرق بينهما أن التعريض ضد التصريح: وهو إبهام المقصود بما لم يوضع له لفظ حقيقة ولا مجازا، وهو أن نضمن كلامك ما يصلح للدلالة على المقصود وغير المقصود، إلا أن إشعاره بجانب المقصود أتم وأرجح كقول السائل للغني، جئتك لاسلم عليك، يريد به الاشارة إلى طلب شئ منه، وكقول القائل للبخيل: ما أقبح البخل! يعرض أن المخاطب بخيل.
قيل: وأصله من العرض للشئ الذي هو جانبه وناحية منه.
كأن
__________
(1) التعريض والكناية.
في الكليات (التعريض 4: 110 والكناية 3: 118، 186، 188) .
والمفردات: 495.
والفرائد: 42.
(*)
(1/127)
المتكلم أمال الكلام إلى جانب يدل على الغرض.
ويسمى: التلويخ أيضا، لانه يلوح منه ما يريده.
والكناية: الدلالة.
على الشئ بغير لفظه الموضوع له، بل لوازمه، كطويل النجاد: لطويل القامة، وكثير الرماد: للمضياف.
(اللغات)
501 - الفرق بين التعلم والاعلام: (232) .
502 - الفرق بين التعليم والتلقين: (543) .
503 - الفرق بين التغيير والخلق والفعل: (874) .
504 - الفرق بين التفاوت والاختلاف: أن التفاوت كله مذموم ولهذا نفاه الله تعالى عن فعله فقال " ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت " (1) ومن الاختلاف ما ليس بمذموم ألا ترى قوله تعالى " وله إختلاف الليل والنهار " (2) فهذا الضرب من الاختلاف يكون على سنن واحد وهو دال
على علم فاعله، والتفاوت هو الاختلاف الواقع على غير سنن وهو دال على جهل فاعله.
505 - الفرق بين قولنا تفرد وبين قولنا توحد: أنه يقال تفرد بالفضل والنبل.
وتوحد تخلى.
506 - الفرق بين التفريق والتفكيك: أن كل تفكيك تفريق وليس كل تفريق تفكيكا وإنما التفكيك ما يصعب من التفريق وهو تفريق الملتزقات من المؤلفات والتفريق يكون فيها وفي غيرها ولهذا لا يقال فككت النخالة
__________
(1) الملك 67: 3.
(2) مؤمنون 23: 80.
(*)
(1/128)
بعضها من بعض كما يقل فرقتها، وقيل التفريق تفكيك ما جمع وألف تقريبا، وهذا يقوله من لا يثبت للالتزاق معنى غير التأليف.
507 - الفرق بين التفريق والشعب: (1202) .
508 - الفرق بين التفريق والفرق: (1608) .
509 - الفرق بين التفريق والتقسيم (1) : التقسيم جعل الشئ أقساما، وذلك يستدعي تقدم ما يتناول الاقسام نحو: الكلمة: اسم وفعل وحرف.
والتفريق: قطع الاتصال بين شيئين أو أكثر لما عرفت وذلك لا يستدعي تقدم ما يتناول.
قاله الشمني (2) في حواشي المغني (3) .
(اللغات) .
510 - الفرق بين التفسير والتأويل: أن التفسير هو الاخبار عن أفراد آحاد الجملة، والتأويل الاخبار بمعنى الكلام، وقيل التفسير أفراد ما انتظمه ظاهر التنزيل، والتأويل الاخبار بغرض المتكلم بكلام، وقيل التأويل إستخراج معنى الكلام لا على ظاهره بل على وجه يحتمل مجازا أو حقيقة
ومنه يقال تأويل المتشابه، وتفسير الكلام إفراد آحاد الجملة ووضع كل شئ منها موضعه ومنه أخذ تفسير الامتعة بالماء، والمفسر عند الفقهاء ما فهم معناه بنفسه والمجمل ما لا يفهم المراد به إلا بغيره، والمجمل في اللغة ما يتناول الجملة، وقيل المجمل ما يتناول جملة الاشياء أو ينبئ عن الشئ
__________
(1) التقسيم والتفريق.
في الكليات (التقسيم 2: 21 والتفريق 3: 353) .
والمفردات: 568.
والفرائد: 43.
(2) الشمني أبو العباس أحمد بن محمد بن محمد الشمني القسنطيني الاصل، الاسكندري محدث، مفسر، نحوي.
ولد بالاسكندرية 801 وتوفي في القاهرة 872.
من كتبه شرح المغني لابن هشام، وغيره.
(3) هو (مغني اللبيب عن كتب الاعاريب) لابن هشام.
وله طبعات كثيرة.
وعليه حواش وتعليقات.
(*)
(1/129)
على وجه الجملة دون التفصيل، والاول هو العموم وما شاكله لان ذلك قد سمي مجملا من حيث يتناول جملة مسميات، ومن ذلك قيل أجملت الحساب، والثاني هو ما لا يمكن أن يعرف المراد به خلاف المفسر والمفسر ما تقدم له تفسير، وغرض الفقهاء غير هذا وإنما سموا ما يفهم المراد منه بنفسه مفسرا لما كان يتبين كما يتبين ماله تفسير، وأصل التأويل في العربية من ألت إلى الشئ أؤول إليه إذا صرت إليه، وقال تعالى " وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم " (1) ولم يقل تفسيره لانه أراد ما يؤول من المتشابه إلى المحكم.
511 - الفرق بين التفسير والتأويل (2) : قد اختلف العلماء في تفسيرهما.
فقال أبو عبيدة، والمبرد: هما بمعنى.
وقال الراغب: التفسير من التأويل، وأكثر استعماله في الالفاظ، ومفرداتها.
وأكثر التأويل في المعاني والجمل، وأكثر ما يستعمل في الكتب
الالهية، والتفسير يستعمل فيها وفي غيرها.
وقال غيره: التفسير بيان لفظ لا يحتمل إلا وجها واحدا.
والتأويل: توجيه لفظ متوجه إلى معان مختلفة بما ظهر من الادلة.
وقال الماتريدي (3) : التفسير: القطع على أن المراد من اللفظ هذا،
__________
(1) آل عمران 3: 7.
(2) التفسير والتأويل.
في الكليات 2: 14.
وكشاف اصطلاحات الفنون: 128.
والمفردات (التفسير 571 والتأويل: 38) .
والفرائد: 37.
(3) الماتريدي: أبو منصور محمد بن محمد بن محمود الماتريدي، من ائمة علماء الكلام نسبة إلى " ما تريد " وهي مجلة بسمرقند.
من كتبه: أوهام المعتزلة، والتوحيد، والرد على القرامطة.
توفي سنة 333.
(*)
(1/130)
والشهادة على الله أنه عنى باللفظ هذا، فإن قام دليل مقطوع به فصحيح، وإلا فتفسير بالرأي.
وهو المنهي عنه (1) .
والتأويل بترجيح أحد المحتملات بدون (2) القطع، والشهادة على الله سبحانه وتعالى.
وقال الثعلبي (3) : التفسير بيان وضع اللفظة حقيقة أو مجازا كتفسير الصراط بالطريق، والصيب بالمطر.
والتأويل: تفسير باطن اللفظ مأخوذ من الاول وهو الرجوع لعاقبة الامر.
فالتأويل: إخبار عن حقيقة المراد، والتفسير إخبار عن دليل المراد؟ لان اللفظ يكشف عن المراد، والكاشف دليل.
مثاله قوله تعالى: " إن ربك لبالمرصاد " (4) .
وتفسيره: إنه من الرصد، يقال رصدته أي رقبته، والمرصاد: مفعال منه.
وتأويله: التحذير من التهاون بأمر الله سبحانه،
والغفلة عن الاهبة، والاستعداد للعرض عليه.
وقواطع الادلة تقتضي بيان المراد منه على خلاف وضع اللفظ في اللغة.
وقال الاصبهاني في (5) تفسيره: اعلم أن التفسير في عرف العلماء
__________
(1) كذا عند المؤلف.
(2) أدخل الباء على (دون) وهو استعمال مولد، غير فصيح.
(3) الثعلبي: إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي، مفسر من أهل نيسابور، له أشتغال بالتاريخ.
- من كتبه: الكشف والبيان في تفسير القرآن.
ويعرف بتفسير الثعلبي.
وعرائس المجالس.
- توفي سنة 427.
(4) الفجر 89: 14.
(5) هو اسماعيل بن محمد بن الفضل القرشي الطليحي الاصبهاني، أبو القاسم، الملقب بقوام السنة، من أعلام الحفاظ، ومن أئمة التفسير والحديث واللغة من كتبه: (الجامع) في التفسير، و (الايضاح) في التفسير.
وله تفسيران آخران وتفسير بالفارسية.
ولد سنة 457 وتوفي سنة 535.
(*)
(1/131)
كشف معاني القرآن، وبيان المراد أعم من أن يكون بحسب اللفظ المشكل وغيره.
والتأويل: أكثره في الجمل، والتفسير إما أن يستعمل في غريب الالفاظ، نحو البحيرة (1) والسائبة (2) والوصيلة (3) ، أو في وجيز يتبين بشرح نحو " واقيموا الصلاة واتوا الزكاة " (4) .
أو في كلام متضمن لقصة لا يمكن تصويره إلا بمعرفتها كقوله تعالى: " إنما النسئ زيادة في الكفر " (5) .
وأما التأويل فإنه يستعمل تارة عاما، وتارة خاصا نحو الكفر المستعمل في الجحود المطلق، وتارة في جحود الباري خاصة، والايمان
__________
(1) البحيرة: كانوا إذا نتجت الشاة عشرة أبطن بحروها وتركوها ترعى، وحرموا لحمها إذا ماتت على نسائهم، وأكلها الرجال، أو هي التي خليت بلا راع، أو التي إذا نتجت خمسة أبطن والخامس ذكر نحروه فأكله الرجال والنساء، وإن كانت أنثى بحروا أذنها فكان حراما عليهم لحمها ولبنها.
وركوبها، فإذا ماتت حلت للنساء، أو هي ابنة السائبة وحكمها حكم أمها، أو هي في الشاة خاصة، إذا نتجت خمسة أبطن بحرت.
ويقال فيها الغزيرة.
ومعنى البحر من بحر الاذن أي شقها.
(2) والسائبة: الناقة كانت تسيب في الجاهلية لنذر أو نحوه، أو كانت إذا ولدت عشرة أبطن كلهن إناث سيبت.
أو كان الرجل إذا قدم من سفر بعيد أو نجت دابته من مشقة أو حرب قال هي سائبة.
أو كان ينزع من ظهرها فقارة أو عظما، وكانت لا تمنع عن ماء ولا كلاء ولا تركب.
(3) والوصيلة: الناقة التي وصلت بين عشرة أبطن، ومن الشياه التي وصلت سبعة أبطن عناقين عناقين، فإن ولدت في السابقة عناقا وجديا قيل وصلت أخاها، فلا يشرب لبن الام إلا الرجال دون النساء وتجري مجرى السائبة.
أو هي الشاة خاصة كانت إذا ولدت الانثى فهي لهم، وإذا ولدت ذكرا جعلوه لالهتهم وإن ولدت ذكرا أو أنثى قالوا: وصلت أخاها فلم يذبحوا الذكر لالهتهم.
أو هي شاة تلد ذكرا ثم أنثى فتصل أخاها فلا يذبحون أخاها من أجلها.
وإذا ولدت ذكرا قالوا: هذا قربان لآلهتنا.
(4) النور 24: 56.
(5) التوبة 9: 37.
(*)
(1/132)
المستعمل في التصديق المطلق تارة وفي تصديق الحق في (1) أخرى، وإما في لفظ مشترك بين معان مختلفة، نحو لفظ (وجد) المستعمل في الجدة والوجود.
وقال غيره: التفسير يتعلق بالرواية، والتأويل يتعلق بالدراية.
وقال قوم: ما وقع مبينا في الكتاب، ومعينا في صحيح السنة سمي
تفسير، لان معناه قد ظهر ووضح، وليس لاحد أن يتعرض له باجتهاد (2) ولا غيره، بل بحمله على المعنى الذي ورد ولا يتعداه.
والتأويل: ما استنبطه العلماء العاملون بمعاني الخطاب، الماهرون في آيات العلوم.
وقال الطبرسي (3) : التفسير كشف المراد عن اللفظ المشكل.
والتأويل: رد أحد المحتملين إلى ما يطابق الظاهر.
وقال بعض المحققين: التفسير كشف الغطاء، ودفع الابهام بما لا يخالف الظاهر.
ومثله ما ورد في قوله سبحانه: " وأقيموا الصلاة " (4) من بيان أعدادها، وأوقاتها، وشرائطها، ونحو ذلك.
ومثل ما ورد في تفسير الاستطاعة في قوله سبحانه: " من استطاع إليه سبيلا " (5) .
في ذكر ماهية الاستطاعة، وشروطها، وما يتركب فيها، فإن شيئا من ذلك لا يخالف الظاهر.
والتأويل: صرف اللفظ عن ظاهره، لوجود ما يقتضي ذلك، مثل
__________
(1) في ط: (في تصديق الحق أخرى) .
سقطت " في " من العبارة.
(2) في ط.
بالاجتهاد.
(3) قاله الطبرسي في الفن الثالث من مقدمة مجمع البيان (1: 13) .
(4) البقرة 2: 143.
(5) آل عمران 3: 97.
(*)
(1/133)
قوله سبحانه: " وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة " (1) .
على أن المراد نظرها إلى رحمة ربها، أو انتظارها لنعمته وجنته.
وحمل قوله سبحانه: " وجاء ربك والملك صفا " (2) على أن المراد
والمجئ أمر الرب أو جنوده وملائكته الفعالة لقيام الادلة القاطعة على امتناع الرؤية (3) ، والمجئ والذهاب وأمثالهما عليه سبحانه انتهى.
أقول: لا يخفى أن غاية ما يتحصل من هذه الاقاويل يتخلص من هذه التفاصيل أن: التأويل له مزية زائدة على التفسير، ويرشد إليه قوله تعالى: " وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم " (4) حيث حصر سبحانه علم التأويل في جنابه تعالى ومن رسخ في العلم قدمه واستضاء في طريق التحقيق علمه، ووقع على عجائب ما أودع فيه من الاسرار، وأطلع على تفاصيل ما اشتمل عليه من الاحكام والآثار.
وقد دعا النبي صلى الله عليه وآله لابن عباس وقال (5) : " اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل ".
فلو لم يكن للتأويل مزيد فضل لم يكن لتخصيص ابن عباس بذلك مع جلالة قدره، وعظيم شأنه (6) ، مزيد فائدة (7) .
(اللغات)
512 - الفرق بين التفصيل والتقسيم: أن في التفصيل معنى البيان عن كل قسم بما يزيد على ذكره فقط والتقسيم يحتمل الامرين، والتقسيم يفتح المعنى
__________
(1) القيامة 75: 22 - 23.
(2) الفجر 89: 22.
(3) هذا ما اختاره المصنف من الاقوال.
وللعلماء والمفسرين أقوال اخرى في رؤية الباري عزوجل يوم القيامة بين مثبت لرؤيته تعالى ومنكر والادلة مفصلة في مظانها الكثيرة.
(4) آل عمران 3: 7.
(5) روى الامام أحمد في مسنده (1: 266) من حديث سعيد بن جبير.
ابن عباس " أن رسول الله وضع يده على كتفي أو على منكبي - شك سيد - ثم قال: اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل ".
(6) (وعظيم شأنه) في خ فقط.
(7) في ط: مزيد فضل.
(*)
(1/134)
والتفصيل يتم بيانه.
513 - الفرق بين التفصيل والشرح: (1192) .
514 - الفرق بين التفضل والافضال: (242) .
515 - الفرق بين التفكر والتدبر: (470) .
516 - الفرق بين التفكيك والتفريق: (506) .
517 - الفرق بين التفنيد والتثريب واللوم: (452) .
518 - الفرق بين التقحم والاقدام: أن التقحم الاقدام في المضيق بشدة يقال تقحم في الغار وتقحم بين الاقران ولا يقال أقدم في الغار، وأصل التقحم الاقدام على القحم وهي الامور الشديدة واحدها قحمة، والاقدام هو حمل النفس على المكروه من قدام، ويخالف التقدم في المعنى لان التقدم يكون في المكروه والمحبوب، والاقدام لا يكون إلا على المكروه.
519 - الفرق بين التقدير والتدبير: (471) .
520 - الفرق بين التقدير والقدر: أن التقدير يستعمل في أفعال الله تعالى وأفعال العباد، ولا يستعمل القدر إلا في أفعال الله عزوجل وقد يكون التقدير حسنا وقبيحا كتقدير المنجم موت زيد وإفتقاره وإستغناءه، ولا يكون القدر إلا حسنا.
521 - الفرق بين التقديس والتسبيح: (486) .
522 - الفرق بين التقريط والمدح: (1978) .
(1/135)
523 - الفرق بين التقسيم والتفصيل: (512) .
524 - الفرق بين التقسيم والتفريق: (509) .
525 - الفرق بين التقليد والتحيت: (459) .
526 - الفرق بين التصديق والتقليد: (1) الفرق بينهما أن التصديق لا يكون فيما
يبرهن عند صاحبه.
والتقليد يكون فيما لم يبرهن.
ولهذا لا نكون مقلدين للنبي صلى الله عليه وآله، وإن كنا مصدقين له.
قاله الطبرسي.
(اللغات) .
527 - الفرق بين التقليد والظن: أن المقلد وإن كان محسنا للظن بالمقلد لما عرفه من أحواله فهو سيظن أن الامر على خلاف ما قلده فيه، ومن اعتقد فيمن قلده أنه لا يجوز أن يخطئ فذاك لا يجوز كون ما قلده فيه على خلافه فلذلك لا يكون ظانا، وكذلك المقلد الذي تقوى عنده حال ما قلده فيه يفارق الظان لانه كالسابق إلى إعتقاد الشئ على صفة لا ترجيح لكونه عليها عنده على كونه على غيرها، والظن يكون له حكم إذا كان عن إمارة صحيحة ولم يكن الظان قادرا على العلم فأما إذا كان قادرا عليه فليس له حكم، ولذلك لا يعمل بخبر الواحد إذا كان بخلاف القياس وعند وجود النص.
528 - الفرق بين التقليد والعلم: (1491) .
529 - الفرق بين التقويم والتسديد: (487) .
__________
(1) التصديق والتقليد.
في الكليات (التصديق 1: 392 و 3: 110 والتقليد 2: 90) .
والمفردات (التصديق 410، والتقليد 621) .
والفرائد: 40.
(*)
(1/136)
530 - الفرق بين التقوية والاعانة: أن التقوية من الله تعالى للعبد هي إقداره على كثرة المقدور ومن العبد للعبد إعطاؤه المال وإمداده بالرجال وهي أبلغ من الاعانة ألا ترى انه يقال أعانه بدرهم ولا يقال قواه بدراهم وإنما يقال قواه بالاموال والرجال على ما ذكرنا (1) ، وقال علي بن عيسى: التقوية تكون على صناعة والنصرة لا تكون إلا في منازعة.
531 - الفرق بين التقوى والتقى (2) : قيل: التقوى خصلة من الطاعة يحترز بها من العقوبة.
والتقى: صفة مدح لا تطلق إلا [11 / أ] على من يستحق الثواب.
(اللغات) .
532 - الفرق بين التقوى (*) والطاعة (3) : المستفاد من الروايات هو أن الطاعة: الانقياد لمطلوب الشارع بما أمر به واجبا كان أم مستحبا.
والتقوى: كف النفس عما نهى الشارع عنه حراما كان أم مكروها.
أقول: وهو المناسب لمعناهما عند اللغويين أيضا.
(اللغات) .
533 - الفرق بين التقي والمتقي والمؤمن: أن الصفة بالتقي أمدح من الصفة بالمتقي لانه عدل عن الصفة الجارية على الفعل للمبالغة والمتقي أمدح من المؤمن لان المؤمن يطلق بظاهر الحال والمتقي لا يطلق إلا بعد الخبرة وهذا من جهة الشريعة والاول من جهة دلالة اللغة، والايمان نقيض الكفر والفسق جميعا لانه لا يجوز أن يكون الفعل إيمانا فسقا كما لا يجوز أن يكون إيمانا كفرا إلا أن يقابل النقيض في اللفظ بين الايمان والكفر أظهر.
__________
(1) لعل جملة قوله " على ما ذكرنا " كانت اشارة إلى كتب أخر للمؤلف.
(2) التقي والتقوى.
في الكليات 2: 80، والمفردات 833.
(*) هذا المادة (التقوى) من نسخة خ فقط.
(3) التقوى والطاعة: في الكليات (التقوى 2: 80 والطاعة 3: 155) .
والمفردات (التقوى: 838 والطاعة 461) .
والتعريفات: 135.
والفرائد: 45.
(*)
(1/137)
534 - الفرق بين التقية والمداهنة: (1971) .
535 - الفرق بين التكبر والاستكبار: (172) .
536 - الفرق بين التكرار والاعادة: أن التكرار يقع على إعادة الشئ مرة وعلى إعادته مرات، والاعادة للمرة الواحدة ألا ترى أن قول القائل أعاد فلان
كذا لا يفيد إلا إعادته مرة واحدة وإذا قال كرر كذا كان كلامه مبهما لم يدر أعاده مرتين أو مرات، وأيضا فإنه يقال أعاده مرات ولا يقال كرره مرات إلا أن يقول ذلك عامي لا يعرف الكلام، ولهذا قال الفقهاء الامر لا يقتضي التكرار والنهي يقتضي التكرار ولم يقولوا الاعادة، وإستدلوا على ذلك بأن النهي الكف عن المنهي ولا ضيق في الكف عنه ولا حرج فاقتضى الدوام والتكرار ولو إقتضى الامر التكرار للحق المأمور به الضيق والتشاغل به عن اموره فاقتضى فعله مرة ولو كان ظاهرا لامر يقتضي التكرار ما قال سراقة للنبي صلى الله عليه [وآله] وسلم ألعامنا هذا أم للابد فقال للنبي صلى الله عليه [وآله] وسلم للابد قال لو قلت نعم لوجبت، فأخبر أن الظاهر لا يوجبه وإنه يصير واجبا بقوله.
والمنهي عن الشئ إذا عاد إلى فعله لم يقل إنه قد إنتهى عنه وإذا أمر بالشئ ففعله مرة واحدة لم يقل إنه لم يفعله.
فالفرق بين الامر والنهي في ذلك ظاهر، ومعلوم أن من يوكل غيره بطلاق إمرأته كان له أن يطلق مرة واحدة، وما كان من أوامر القرآن مقتضيا للتكرار فإن ذلك قد عرف من حاله بدليل لا يظاهره، ولا يتكرر (1) الامر مع الشرط أيضا ألا ترى إن من قال لغلامه إشتر اللحم إذا دخلت السوق لم يعقل ذلك التكرار.
__________
(1) " بتكرار خ ل " (*)
(1/138)
537 - الفرق بين التكفير والاحباط: (61) .
538 - الفرق بين التكليف والابتلاء: أن التكليف إلزام ما يشق إرادة الانسانية عليه، وأصله في العربية اللزوم ومن ثم قيل كلف بفلانة يكلف بها كلفا إذا لزم حبها ومنه قيل الكلف في الوجه للزومه إياه والمتكلف للشئ
الملزم به على مشقة وهو الذي يلتزم ما لا يلزمه أيضا ومنه قوله تعالى " وما أنا من المتكلفين " (1) ومثله المكلف.
والابتلاء هو إستخراج ما عند المبتلي وتعرف حاله في الطاعة والمعصية بتحميله المشقة وليس هو من التكليف في شئ فإن سمي التكليف إبتلاء في بعض المواضع فقد يجري على الشئ إسم ما يقاربه في المعنى، وإستعمال الابتلاء في صفات الله تعالى مجاز معناه أنه يعامل العبد معاملة المبتلى المستخرج لما عنده ويقال للنعمة بلاء لانه يستخرج بها الشكر والبلى يستخرج قوة الشئ بإذهابه إلى حال البال فهذا كله أصل واحد.
539 - الفرق بين التكليف والتحميل: (458) .
540 - الفرق بين التكليم والكلام: أن التكليم تعليق الكلام بالمخاطب فهو أخص من الكلام وذلك أنه ليس كل كلام خطابا للغير فاذا جعلت الكلام في موضع المصدر فلا فرق بينه وبين التكليم وذلك أن قولك كلمته كلاما وكلمته تكليما سواء وأما قولنا فلان يخاطب نفسه ويكلم نفسه فمجاز وتشبيه بمن يكلم غيره ولهذا قلنا إن القديم لو كان متكلما فيما لم يزل لكان ذلك صفة نقص لانه كان تكلم ولا مكلم وكان كلامه أيضا يكون إخبارا عما لم يوجد فيكون كذبا.
__________
(1) ص 38: 86 (*)
(1/139)
541 - الفرق بين التلاوة والقراءة: أن التلاوة لا تكون إلا لكلمتين فصاعدا، والقراءة تكون للكلمة الواحدة يقال قرأ فلان إسمه ولا يقال تلا اسمه وذلك أن أصل التلاوة إتباع الشئ الشئ يقال تلاه إذا تبعه فتكون التلاوة في الكلمات يتبع بعضها بعضا ولا تكون في الكلمة الواحدة إذ
لا يصح فيه التلو.
542 - الفرق بين التلاوة والقراءة (1) : قال الراغب: التلاوة تختص باتباع كتب الله المنزلة تارة بالقراءة وتارة بالارتسام، لما فيها من أمر ونهي وترغيب وترهيب، أو ما يتوهم فيه ذلك، وهي أخص من القراءة، فكل تلاوة قراءة، وليس كل قراءة (2) تلاوة، فقوله تعالى: " وإذا تتلى عليهم آياتنا " (3) ، فهذا بالقراءة [11 / ب] وقوله تعالى: " يتلونه حق تلاوته " (4) .
المراد به الاتباع له بالعلم والعمل، وإنما استعمل التلاوة في قوله تعالى (5) : " واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان " (6) .
لما كان يزعم الشياطين أن ما يتلونه من كتب الله.
انتهى.
وقيل: إن معنى تتلو: تكذب.
قال أبو مسلم: تلا عليه إذا كذب.
فاليهود لما ادعوا أن سليمان إنما وجد تلك المملكة بسبب ذلك العلم كان (7) ذلك الادعاء كالافتراء على ملك سليمان.
__________
(1) التلاوة والقراءة: نقل المؤلف على طريقته من مفردات الراغب الاصفهاني: 100.
والمادة في الكليات 2: 95.
والفرائد: 46.
(2) (وليس كل قراءة) سقطت من خ.
(3) الانفال 8: 31.
(4) البقرة 2: 121.
(5) ما بين الآيتين من الكلام سقط من نسخة خ.
(6) البقرة 2: 102.
(7) في خ: كان في ذلك.
(*)
(1/140)
قال الطبرسي: الفرق بين القراءة والتلاوة أن أصل القراءة جمع الحروف (1) .
(اللغات) .
543 - الفرق بين التلقين والتعليم: أن التلقين يكون في الكلام فقط، والتعليم
يكون في الكلام وغيره تقول لقنه الشعر وغيره ولا يقال لقنه التجارة والنجارة والخياطة كما يقال علمه في جميع ذلك، واخرى فإن التعليم يكون في المرة الواحدة، والتلقين لا يكون إلا في المرات، واخرى فإن التلقين هو مشافهتك الغير بالتعليم وإلقاء القول إليه ليأخذه عنك ووضع الحروف مواضعها والتعليم لا يقتضي ذلك.
ولهذا لا يقال إن الله يلقن العبد كما يقال إن الله يعلمه.
544 - الفرق بين التلهف والتاسف: (437) .
545 - الفرق بين قولك تماما له وتماما عليه في قوله تعالى " تماما على الذي أحسن " (2) : أن تماما له يدل على نقصانه قبل تكميله وتماما عليه يدل على نقصانه فقط لانه يقتضي مضاعفة عليه.
546 - الفرق بين التمام والكمال: (1838) .
__________
(1) فرق الطبرسي بين التلاوة والقراءة في مجمع البيان 2: 382 في تفسير قوله تعالى (الانعام: 151) : " قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم " وقال في مجمع البيان أيضا (5: 396) في تفسير قوله تعالى (القيامة: 17) : " فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ": " والقرآن أصله الضم والجمع، وهو مصدر كالرجحان والنقصان ... ".
- وقول الطبرسي هذا سقط من نسخة: ط.
(2) الانعام 6: 154.
(*)
(1/141)
547 - الفرق بين التمتع والانعام: (321) .
548 - الفرق بين التمكين والاقدار: أن التمكين إعطاء ما يصح به الفعل كائنا ما كان من الآلات والعدد والقوى، والاقدار إعطاء القدرة وذلك أن الذي له قدرة على الكتابة تتعذر عليه إذا لم يكن له آلة للكتابة ويتمكن
منها إذا حضرت الآلة، والقدرة ضد العجز، والتمكن ضد التعذر.
549 - الفرق بين التمكين والتملك: أن تمكين الحائز يجوز ولا يجوز تمليكه لانه إن ملكه الحوز فقد جعل له أن يحوز وليس كذلك التمكين لانه مكن مع الزجر ودل على أنه ليس له أن يجوز وليس كل من مكن من الغصب قد ملكه.
550 - الفرق بين التمليك والتمكين: (549) .
551 - الفرق بين التمني والارادة: أن التمني معنى في النفس يقع عند فوت فعل كان للمتمني في وقوعه نفع أو في زواله ضرر مستقبلا كان ذلك الفعل أو ماضيا، والارادة لا تتعلق إلا بالمستقبل، ويجوز أن يتعلق التمني بما لا يصح تعلق الارادة به أصلا وهو أن يتمنى الانسان أن الله لم يخلقه وأنه لم يفعل ما فعل أمس ولا يصح أن يريد ذلك، وقال أبو علي رحمه الله: التمني هو قول القائل ليت الامر كذا فجعله قولا وقال في موضع آخر التمني هو هذا القول وإضمار معناه في القلب، وإلى هذا ذهب أبو بكر بن الاخشاد، والتمني أيضا التلاوة قال الله تعالى " إذا تمنى ألقى الشيطان في امنيته " (1) وقال إبن الانباري: التمني التقدير قال ومنه
__________
(1) الحج 22: 52.
(*)
(1/142)
قوله تعالى " من نطفة إذا تمنى " (1) ، وتمنى كذب وروي إن بعضهم قال للشعبي: أهذا مما رويته أو مما تمنيته أي كذبت في روايته، وأما التمني في قوله تعالى " فتمنوا الموت إن كنتم صادقين " (2) فلا يكون إلا قولا وهو أن يقول أحدهم ليته مات، ومتى قال الانسان ليت الآن كذا فهو عند أهل اللسان متمن غير اعتبارهم لضميره ويستحيل أن يتحداهم
بأن يتمنوا ذلك بقلوبهم مع علم الجميع بأن التحدي بالضمير لا يعجز أحدا ولا يدل على صحة مقالته ولا فسادها لان المتحدي بذلك يمكنه أن يقول تمنيت بقلبي فلا يمكن خصمه إقامة الدليل على كذبه، ولو إنصرف ذلك إلى تمني القلب دون العبارة باللسان لقالوا قد تمنينا ذلك بقلوبنا فكانوا مساوين له فيه وسقط بذلك دلالته على كذبهم وعلى صحة ثبوته فلما لم يقولوا ذلك علم أن التحدي وقع بالتمني لفظا.
552 - الفرق بين التمني والشهوة: (1227) و (1228) .
553 - الفرق بين التمني والمحبة (3) : قد فرق بينهما بأن التمني قد يقع على الماضي والمستقبل.
ألا ترى أنه يصح أن يتمنى أن كان له ولد، ويصح أن يتمنى أن يكون له ولد.
والمحبة لا تقع إلا على المستقبل، وبه يظهر الفرق بين المحبة والمودة، لان المودة قد تكون بمعنى التمني كقولك: أو دلو قدم زيد، بمعنى: أتمنى قدومه، ولا يجوز أحب لو قدم زيد.
(اللغات) .
__________
(1) النجم 53: 46.
(2) البقرة 2: 94.
(3) التمنى والمحبة.
في الكليات (التمني 2: 107 والمحبة 1: 106 و 2: 389) .
والمفردات (التمني: 722 والمحبة: 151) .
والفرائد: 48.
(*)
(1/143)
554 - الفرق بين التمويل والتخويل: (467) .
555 - الفرق بين التمويه والسحر: أن التمويه هو تغطية الصواب وتصوير الخطأ بغير صورته، وأصله طلاء الحديد والصفر (1) بالذهب والفضة ليوهم أنه ذهب وفضة، ويكون التمويه في الكلام وغيره تقول كلام مموه إذا لم تبين حقائقه، وحلي مموه إذا لم يعين (2) جنسه.
والسحر إسم لما دق من الحيلة
حتى لا تفطن الطريقة، وقال بعضهم التمويه إسم لكل حيلة لا تأثير لها قال ولا يقال تمويه إلا وقد عرف معناه والمقصد منه، ويقال سحر وإن لم يعرف المقصد منه ولهذا قيل: التمويه ما لا يثبت، وقيل التمويه أن ترى شيئا مجوزا بغيره كما يفعل مموه الحديد فيجوزه بالذهب.
وسمى النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم البيان سحرا وذلك، أن البليغ يبلغ ببلاغته ما لا يبلغ الساحر بلطافة حيلته.
556 - الفرق بين التناقض والتضاد: أن التناقض يكون في الاقوال والتضاد يكون في الافعال يقال الفعلان متضادان ولا يقال متناقضان فإذا جعل الفعل مع القول استعمل فيه التضاد فقيل فعل زيد يضاد قوله وقد يوجد النقيضان من القول ولا يوجد الضدان من الفعل ألا ترى أن الرجل إذا قال بلسانه زيد في الدار في حال قوله في الضد إنه ليس في الدار فقد أوجد نقيضين معا وكذلك لو قال أحد القولين بلسانه وكتب الآخر بيده أو أحدهما بيمينه والآخر بشماله ولا يصح ذلك في الضدين، وحد الضدين هو ما تنافيا في الوجود، وحد النقيضين القولان المتنافيان في
__________
(1) (الصقل خ ل) (2) يبين خ ل.
(*)
(1/144)
المعنى دون الوجود، وكل متضادين متنافيان وليس كل متنافيين ضدين عند أبي علي كالموت والارادة وقال أبو بكر: هما ضدان لتمانعهما وتدافعهما قال ولهذا سمي القرنان المتقاومان ضدين.
ومما يجري مع هذا وإن لم يكن قولا التنافي والتضاد والفرق بينهما أن التنافي لا يكون إلا بين شيئين يجوز عليهما البقاء، والتضاد يكون بين ما يبقى وما لا يبقى.
557 - الفرق بين التنافي والتضاد: أن التنافي لا يكون إلا بين شيئين يجوز عليهما البقاء، والتضاد يكون بين ما يبقى وبين ما لا يبقى.
558 - الفرق بين التناول والاخذ: أن التناول أخذ الشئ للنفس خاصة ألا ترى أنك لا تقول تناولت الشئ لزيد كما تقول أخذته لزيد فالاخذ أعم ويجوز أن يقال إن التناول يقتضي اخذ شئ يستعمل في أمر من الامور ولهذا لا يستعمل في الله تعالى فيقال تناول زيدا كما تقول أخذ زيدا وقال الله تعالى " وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم " (1) ولم يقل تناولنا وقيل التناول أخذ القليل المقصود إليه ولهذا لا يقال تناولت كذا من غير قصد إليه ويقال اخذته من غير قصد.
559 - الفرق بين التنبيه والتذكير: (474) .
560 - الفرق بين التنجية والانجاء: (309) .
561 - الفرق بين التنحية والازالة: (147) .
562 - الفرق بين التنزيل والانزال: (313) .
__________
(1) الاحزاب 33: 1.
(*)
(1/145)
563 - الفرق بين التنظيم والتأليف والترتيب: (441) .
564 - الفرق بين التهمة والريبة: (1039) .
565 - الفرق بين التواتر والتتابع: (451) .
566 - الفرق بين التواضع والتذلل: (476) .
567 - الفرق بين التواضع والخشوع: (843) .
568 - الفرق بين التوبة والاستغفار: (167) .
569 - الفرق بين التوبة والاعتذار: أن التائب مقر بالذنب الذي يتوب منه
معترف بعدم عذره فيه والمعتذر يذكر أن له فيما أتاه من المكروه عذرا ولو كان الاعتذار التوبة لجاز أن يقال إعتذر إلى الله كما يقال تاب إليه وأصل العذر إزالة الشئ عن جهته إعتذر إلى فلان فعذره أي أزال ما كان في نفسه عليه في الحقيقة أو في الظاهر ويقال عذرته عذيرا، ولهذ يقال من عذيري من فلان وتأويله من يأتيني بعذر منه ومنه قوله تعالى " عذرا أو نذرا " (1) والنذر جمع نذير.
570 - الفرق بين التوبة والانابة (2) : قيل: التوبة هي الندم على فعل ما سبق.
والانابة: ترك المعاصي في المستقبل.
قلت: ويشهد لذلك قول سيد الساجدين - عليه السلام - في الصحيفة
__________
(1) المرسلات 77: 6.
(2) الانابة والتوبة في الكليات 2: 96.
والتعريفات (الانابة: 39، والتوبة: 74) .
والتوبة في كشاف اصطلاحات الفنون 1: 232.
ونقلها في الفرائد: 14.
(*)
(1/146)
الشريفة: " اللهم إن يكن الندم توبة إليك فأنا أندم النادمين، وإن يكن الترك لمعصيتك إنابة فأنا أول المنيبين " (1) (اللغات) .
571 - الفرق بين التوبة والندم: أن التوبة أخص من الندم وذلك أنك قد تندم على الشئ ولا تعتقد قبحه، ولا تكون التوبة من غير قبح فكل توبة ندم وليس كل ندم توبة.
572 - الفرق بين التوحد والتفرد: (505) .
573 - الفرق بين التوخي والارادة: أن التوخي مأخوذ من الوخي وهو الطريق القاصد المستقيم وتوخيت الشئ مثل تطرقته جعلته طريقي ثم استعمل في ذا الطلب والارادة توسعا، والاصل ما قلناه.
574 - الفرق بين التؤدة والاناة: (299) .
575 - الفرق بين توطين النفس والارادة: أن توطين النفس على الشئ يقع بعد الارادة له ولا يستعمل إلا فيما يكون فيه مشقة ألا ترى انك لا تقول وطن فلان نفسه على ما يشتهيه.
576 - الفرق بين التوفيق واللطف: (1864) .
577 - الفرق بين التوقير والوقار: أن التوقير يستعمل في معنى التعظيم يقال وقرته إذا عظمته وقد أقيم الوقار موضع التوقير في قوله تعالى " مالكم لا ترجون لله وقارا " (2) أي تعظيما وقال تعالى " وتعزروه وتوقروه " (3) وقال أبو أحمد
__________
(1) الصحيفة السجادية الكاملة: 128.
(2) نوح 71: 13.
(3) الفتح 48: 9.
(*)
(1/147)
ابن أبي سلمة رحمه الله: الله جل إسمه لا يوصف بالوقار ويوصف العباد بأنهم يوقرونه أي يعظمونه ولا يقال إنه وقور بمعنى عظيم كما يقال إنه يوقر بمعنى يعظم لان الصفة بالوقور ترجع إليه إذا وصف بها، قال أبو هلال: وهي غير لائقة به لان الوقار مما تتغير به الهيبة، قال أبو أحمد: والصفة بالتوقير ترجع إلى من توقره، قال أبو هلال أيده الله تعالى: عندنا أنه يوصف بالتوقير إن وصف به على معنى التعظيم لا لغير ذلك.
578 - الفرق بين التوهم والتصور: (493) .
579 - الفرق بين التيمم والارادة: أن أصل التيمم التأمم وهو قصد الشئ من أمام ولهذا لا يوصف الله به لانه لا يجوز أن يوصف بأنه يقصد الشئ من أمامه أو ورائه والمتيمم القاصد ما في أمامه ثم كثر حتى استعمل في غير ذلك.
580 - الفرق بين التيه والكبر: (1777) .
(1/148)
* (ث) *
581 - الفرق بين الثابت والكائن: (1768) .
582 - الفرق بين الثبات والرسوخ: (1005) .
583 - الفرق بين الثبة والناس: أن الثبة الجماعة المجتمعة على أمر يمدحون به وأصلها ثبت الرجل تثبته إذا أثنيت عليه في حياته خلاف أبنته إذا أثنيت عليه بعد وفاته قال الله عزوجل " فانفروا ثبات " (1) وذلك لاجتماعهم على الاسلام ونصرة الدين.
584 - الفرق بين الثرد والثريد (2) : في الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله قال: " بورك لامتي في الثرد والثريد ".
قيل: الثرد ما صغر، والثريد.
ما كبر.
وفي الحديث: " أول من ثرد الثريد إبراهيم عليه السلام وأول من هشم الثريد هاشم " (3) .
وكأن الفرق بينهما أن الثرد في غير اليابس، والهشيم في اليابس.
__________
(1) النساء 4: 79.
(2) الثرد والثريد في..والفرائد: 51.
(3) هاشم - واسمه - عمرو بن مناف بن قصي، وفيه يقول الشاعر (وهو مطرود بن كعب الخزاعي) : عمرو الذي هشم الثريد لقومه * ورجال مكة مسنتون عجاف (انظر المنمق لابن حبيب 27، والسيرة لابن هشام 87، والمحبر ص 164) .
(*)
(1/149)
قال الجوهري: الهشم كسر اليابس، يقال هشم الثريد، وبه سمي هاشم.
(اللغات) .
585 - الفرق بين الثلة والجماعة والحزب والزمرة والفوج: (1660) .
586 - الفرق بين الثمن والعوض: أن الثمن يستعمل فيما كان عينا أو ورقا، والعوض يكون من ذلك ومن غيره تقول أعطيت ثمن السلعة عينا أو ورقا وأعطيت عوضها من ذلك أو من العوض وإذا قيل الثمن من غير العين والورق فهو على التشبيه.
587 - الفرق بين الثمين (1) والمثمن (2) : قال الحريري في درة الغواص: الثمين يقال لما كثر ثمنه، كما يقال: رجل لحيم، إذا كثر لحمه، وكبش شحيم، إذا كثر شحمه.
والمثمن: هو الذي صار له ثمن - وإن قل - كما يقال: غصن مورق، إذا بدا فيه الورق - وإن قل - وشجر مثمر، إذا أخرج الثمرة.
(اللغات) .
588 - الفرق بين الثمن والقيمة: (1766) .
589 - الفرق بين الثناء والمدح: أن الثناء مدح مكرر من قولك ثنيت الخيط إذا جعلته طاقين وثنيته بالتشديد إذا أضفت إليه خيطا آخر ومنه قوله تعالى " سبعا من المثاني " (3) يعني سورة الحمد لانها تكرر في كل ركعة.
590 - الفرق بين الثناء والنثاء على ما قال أبو أحمد بن عبد الله بن سعيد رحمه
__________
(1) الثمين والمثمن في درة الغواص: 72.
وقد تصرف المصنف في النقل.
ومفردات الراغب: 110.
- والفرائد: 52.
(2) في: خ الثمين والثمن.
وهو خطأ من التحريف.
(3) الحجر 15: 87.
(*)
(1/150)
الله: (1) أن الثناء يكون في الخير والشر يقال أثنى عليه بخير وأثنى عليه بشر والنثا مقصور لا يكون إلا في الشر ونحن سمعناه في الخير والشر، والصحيح عندنا أن النثاء هو بسط القول في مدح الرجل أو ذمه وهو مثل النث نث الحديث نثا إذا نشره ويقولون جاءني نثا خبر ساءني يريدون
إنتشاره وإستفاضته، وقال أبو بكر: الثناء بالمد لا يكون إلا في الخير وربما أستعمل في الشر والنثا يكون في الخير والشر، وهذا خلاف ما حكاه أبو أحمد والثناء عندنا هو بسط القول مدحا أو ذما والنثا تكريره فالفرق بينهما بين.
591 - الفرق بين ثنيته ومنعته: (2088) .
592 - الفرق بين الثواب والآجر: (55) .
593 - الفرق بين الثواب والعوض: (1531) .
__________
(1) هو شيخ المصنف وسميه ونسيبه.
(*)
(1/151)
* (ج) *
594 - الفرق بين قولك جاء فلان وأتى فلان: أن قولك جاء فلان كلام تام لا يحتاج إلى صلة وقولك أتى فلان يقتضي مجيئه بشئ ولهذا يقال جاء فلان نفسه ولا يقال أتى فلان نفسه ثم كثر ذلك حتى أستعمل أحد اللفظين في موضع الآخر.
595 - الفرق بين الجانب والكنف: (1840) .
596 - الفرق بين الجانب والناحية والجهة قال المتكلمون (1) : أن جانب الشئ غيره وجهته ليست غيره ألا ترى أن الله تعالى لو خلق الجزء الذي لا يتجزأ منفردا لكانت له جهات ست بدلالة أنه يجوز أن تجاوره ستة أجزاء من كل جهة جزء ولا يجوز أن يقال إن له جوانب لان جانب الشئ ما قرب من بعض جهاته ألا ترى أنك تقول للرجل خذ على جانبك اليمين تريد ما يقرب من هذه الجهة لو كان جانبك اليمين أو الشمال منك لم يمكنك الاخذ فيه، وقال بعضهم ناحية الشئ كله
وجهته بعضه أو ما هو في حكم البعض.
يقال ناحية العراق أي العراق كلها وجهة العراق يراد بها بعض أطرافها.
وعند أهل العربية أن الوجه مستقبل كل شئ، والجهة النحو يقال كذا على جهة كذا قاله الخليل:
__________
(1) (بعض المتكلمين خ ل) .
(*)
(1/152)
قال ويقال رجل احمر من جهة الحمرة وأسود من جهة السواد، والوجهة القبلة قال تعالى " ولكل وجهة " (1) أي في كل وجه استقبلته وأخذت فيه، وتجاه الشئ ما إستقبلته يقال توجهوا إليك ووجهوا إليك كل يقال غير ان قولك وجهوا إليك على معنى ولوا وجوههم والتوجه الفعل اللازم والناحية فاعلة بمعنى مفعولة وذلك أنها منحوة أي مقصودة كما تقول راحلة وإنما هي مرحولة وعيشة راضية أي مرضية.
597 - الفرق بين الجائزة والعطية: أن الجائزة ما يعطاه المادح وغيره على سبيل الاكرام ولا يكون إلا ممن هو أعلى من المعطى، والعطية عامة في جميع ذلك وسميت الجائزة جائزة لان بعض الامراء في أيام عثمان وأظنه عبد الله بن عامر قصد عدوا من المشركين بينه وبينهم حسر فقال لاصحابه من جاز إليهم فله كذا فجازه قوم منهم فقسم فيهم مالا فسميت العطية على هذا الوجه جائزة.
598 - الفرق بين قولك جئته وجئت إليه: أن في قولك جئت إليه معنى الغاية من أجل دخول إلى، وجئته قصدته بمجئ وإذا لم تعده لم يكن فيه دلالة على القصد كقولك جاء المطر.
599 - الفرق بين الجبار والقهار (2) : الجبار في صفة الله عزوجل صفة تعظيم، لانه يفيد الاقتدار، وهو - سبحانه - لم يزل جبارا، بمعنى: أن ذاته تدعو
العوارف بها إلى تعظيمها.
__________
(1) البقرة 2: 148.
(2) الجبار والقهار في الكليات (الجبار 2: 173) .
والمفردات (الجبار: 127، والقهار: 625) والفرائد: 53.
(*)
(1/153)
والقهار: هو الغالب لمن ناوأه، أو كان في حكم المناوى، بمعصيته إياه.
ولا يوصف - سبحانه - فيما لم يزل بأنه قهار.
والجبار في صفة المخلوقين صفة ذم لانه يتعظم لما ليس له، فإن العظمة لله سبحانه.
قال تعالى: " وإذا بطشتم بطشتم جبارين " (1) .
وقال تعالى حكاية عن عيسى عليه السلام " ولم يجعلني جبارا شقيا " (2) .
(اللغات) .
600 - الفرق بين الجبت والطاغوت (3) : قيل: هما صنمان كانا لقريش.
وقيل: الجبت، الاصنام.
والطاغوت، تراجمة الاصنام الذين كانوا يتكلمون بالكذب عنها.
وقيل: الجبت، الساحر، والطاغوت: * (4) الكاهن.
وقيل: الجبت: إبليس، والطاغوت (5) : أولياؤه.
وقيل: هما كل ما عبد من دون الله من حجر أو صورة أو شيطان.
وهو الاولى لشموله كل ما ذكر.
* (6) ويؤيده قوله - سبحانه " فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله " (7) .
(اللغات) .
601 - الفرق بين الجبروت والجبرية والكبر: (602) .
__________
(1) الشعراء 26: 130.
(2) مريم 19: 32.
(3) الجبت والطاغوت.
في مجمع البيان للطبرسي 1: 363.
والفرائد: 306.
(4) و (5) من ط فقط، ولم يرد في: خ.
المفردات (الجبت: 117، الطاغوت: 454) .
* (6) من هنا إلى آخر المادة لم يرد في ط.
(7) البقرة 2 (*)
(1/154)
602 - الفرق بين الجبرية والجبروت والكبر: أن الجبرية أبلغ من الكبر وكذلك الجبروت ويدل على هذا فخامة لفظها وفخامة اللفظ تدل على فخامة المعنى فيما يجري هذا المجرى، ولهذا قال أهل العربية الملكوت أبلغ من الملك لفخامة لفظه وكذلك الطاغوت أبلغ من الطاغي لفخامة لفظه ولكن كثر إستعمال الطاغوت حتى سمي كل ما عبد من دون الله طاغوتا وسمي الشيطان به لشدة طغيانه، وكل من جاوز الحد في ضرب أو معصية من الشر والمكروه فقد طغى، وتجبر أبلغ من تكبر، وقال بعض العلماء تجبر الرجل إذا تعظم بالقهر وهذا يؤيد ما قلناه من أنه أبلغ من تكبر لان التكبر لا يتضمن معنى القهر، والجبار القهار والجبار العظيم في قوله تعالى " إن فيها قوما جبارين " (1) والجبار المتسلط في قوله تعالى " وما أنت عليهم بجبار " (2) وقال الجبار القتال في قوله تعالى " وإذا بطشتم بطشتم جبارين " (3) قالوا قتالين، والاجبار الاكراه وجبر النقص إتمامه وجبر المصيبة رفعها بالنعمة والجبارة خشب الجبر وإجتبر وتجبر تعظم بالقهر والجبار الذي لا أرش فيه وقيل الجبار في صفات الله تعالى بمعنى أنه لا يبالي بالاذى وأصله في النخلة التي فاتت اليد، ويقال تجبر الرجل مالا إذا أصاب مالا وتجبر النبت إذا نبت في يبسه الرطب، وقال إبن عطاء: الجبار في أسماء الله تعالى جل إسمه بمعنى أنه يجبر الكسر، والجبرية مصدر منسوب إلى الجبروت بحذف الواو والتاء والجبروت أيضا يجري مجرى المصادر ومعناه المبالغة في التجبر.
__________
(1) المائدة 5: 22.
(2) ق 50: 45.
(3) الشعراء 26: 130.
(*)
(1/155)
603 - الفرق بين الجبلة والناس: أن الجبلة إسم يقع على الجماعات المجتمعة من الناس حتى يكون لهم معظم وسواد وذلك أن أصل الكلمة الغلظ والعظم ومنه قيل الجبل لغلظه وعظمه ورجل جبل وإمرأة جبلة غليظة الخلق وفي القرآن " واتقوا الذي خلقكم والجبلة الاولين " (1) وقال تعالى " ولقد أضل منكم جبلا كثيرا " (2) أي جماعات مختلفة مجتمعة أمثالكم والجبل أول الخلق جبله إذا خلقه الخلق الاول وهو أن يخلقه قطعة واحدة قبل أن يميز صورته ولهذا قال النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم " جبلت القلوب على حب من أحسن إليها " وذلك أن القلب قطعة من اللحم وذلك يرجع إلى معنى الغلظ.
604 - الفرق بين الجبهة والجبين (3) : الجهة: مسجد الرجل الذي يصيبه ندب السجود، والجبينان يكتنفانها: من كل جانب جبين.
قاله صاحب أدب الكتاب.
(اللغات) .
605 - الفرق بين الجثة والشخص: أن الجثة أكثر ما تستعمل في الناس وهو شخص الانسان إذا كان قاعدا أو مضطجعا وأصله الجث وهو القطع، ومنه قوله تعالى " اجتثت من فوق الارض " (4) والمجثاث (5) الحديدة التي يقلع بها الفسيل ويقال للفسيل الجثيث فيسمى شخص القاعد جثة لقصره كأنه مقطوع.
__________
(1) الشعراء 26: 184.
(2) يس 36: 62.
(3) الجبهة والجبين: في أدب الكاتب: 34.
الكليات (الجبهة 2: 177) .
والمفردات (الجبهة: 120.
الجبين: 119) .
(4) إبراهيم 14: 26.
(5) الجثاث خ ل.
(*)
(1/156)
606 - الفرق بين الجحد والانكار: أن الجحد أخص من الانكار وذلك أن الجحد انكار الشئ الظاهر، والشاهد قوله تعالى " باياتنا يجحدون " (1) فجعل الجحد مما تدل عليه الآيات ولا يكون ذلك إلا ظاهرا وقال تعالى " يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها " (2) فجعل الانكار للنعمة لان النعمة قد تكون خافية، ويجوز أن يقال الجحد هو انكار الشئ مع العلم به والشاهد قوله " وجحدوا بها وإستيقنتها أنفسهم " (3) فجعل الجحد مع اليقين، والانكار يكون مع العلم وغير العلم.
607 - الفرق بين قولك جحده وجحد به: أن قولك جحده يفيد أنه أنكره مع علمه به، وجحد به يفيد أنه جحد ما دل عليه وعلى هذا فسر قوله تعالى " وجحدوا بها وإستيقنتها أنفسهم " (4) أي جحدوا ما دلت عليه من تصديق الرسل ونظير هذا قولك إذا تحدث الرجل بحديث كذبته وسميته كاذبا فالمقصود المحدث وإذا قلت كذبت به فمعناه كذبت بما جاء به فالمقصود هاهنا الحديث، وقال المبرد لا يكون الجحود إلا بما يعلمه الجاحد كما قال الله تعالى " فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون " (5) .
608 - الفرق بين الجحد والكذب: (1803) .
609 - الفرق بين الجحيم والحريق والسعير والنار: (1105) .
__________
(1) الاعراف 7: 51.
(2) النحل 16: 83.
(3) النمل 27: 14.
(4) النمل 27: 14.
(5) الانعام 6: 33.
(*)
(1/157)
610 - الفرق بين الجدال والحجاج (1) : الفرق بينهما أن المطلوب بالحجاج هو (2) ظهور الحجة.
والمطلوب بالجدال: الرجوع عن المذهب، فإن أصله من الجدل، وهو شدة القتل، ومنه الاجدل لشدة قوته من بين الجوارح، ويؤيده قوله تعالى: " قالوا يا نوح قد جادلتنا فاكثرت جدالنا " (3) .
وقوله تعالى: " وجادلهم بالتي هي أحسن " (4) .
وذلك أن دأب الانبياء عليهم السلام (5) كان ردع القوم عن المذاهب الباطلة، وإدخالهم في دين الله ببذل القوة والاجتهاد في إيراد الادلة والحجج.
هذا وقد يراد بالجدال مطلق المخاصمة، ومنه قوله تعالى: " فما أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة " (6) .
وقوله تعالى: " يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم " (7) .
وأما قوله تعالى: " فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط " (8) ... الآية.
فقيل إنه قال للملائكة: بأي شئ استحقوا عذاب الاستئصال وهل ذلك واقع لا محالة أم هو تخويف لهم (9) ليرجعوا إلى الطاعة؟ وبأي شئ يهلكون؟ وكيف ينجي الله المؤمنين؟ فسمي ذلك السؤال المستقصي جدالا.
فالمراد: يجادل رسلنا وتلك المجادلة إنما كان
__________
(1) الجدال والحجاج في مفردات الراغب: (الجدال: 123 والحاجة: 155) - والتعريفات (الجدال: 78) .
والفرائد: 54.
(والمجادلة) في كشاف اصطلاحات الفنون 1: 345 والحجة 2: 23.
(2) كلمة (هو) سقطت من خ.
(3) هود 11: 32.
(4) النحل 16: 125.
(5) في ط: لان دأبي ... عليهم السلام، من خ فقط.
(6) النساء 4: 109.
(7) غافر 40: 35.
(8) هود 11: 74.
(9) كلمة (لهم) سقطت من: ط.
(*)
(1/158)
من رقة قلبه * رحمته وشدة رأفت عليه السلام * (1) .
وفي قوله تعالى: " إن ابراهيم لحليم أواه منيب " (2) .
إشارة إلى هذا (3) .
(اللغات) .
611 - الفرق بين الجدال والمراء (4) : قيل: هما بمعنى.
غير أن المراء مذموم، لانه مخاصمة في الحق بعد ظهوره وليس كذلك الجدال.
(اللغات) .
612 - الفرق بين الجد والانكماش: (329) .
613 - الفرق بين الجدة واليسار والغنى: أن الجدة كثرة المال فقط يقال رجل واجد أي كثير المال، والغنى يكون بالمال وغيره من القوة والمعونة وكل ما ينافي الحاجة، وقد غنى يغني غنى، وإستغنى طلب الغنى، ثم كثر حتى أستعمل بمعنى غنى، والغناء ممدودا من الصوت لامتاعه النفس كإمتاع الغنى، والمغاني المنازل للاستغناء بها في نزولها، والغانية الجارية لاستغنائها بجمالها عن الزينة، وأما اليسار فهو المقدار الذي تيسر معه المطلوب من المعاش فليس ينبئ عن الكثرة ألا ترى أنك تقول فلان تاجر موسر ولا تقول ملك موسر لان أكثر ما يمكله التاجر قليل في جنب ما يملكه الملك.
614 - الفرق بين جدير به وحري به وخليق به وقمين به: (1746) .
__________
(1) ما بين نجمتين سقط من خ وثبت في ط.
(2) هود 11: 75.
(3) في خ: إلى هذه.
(4) الجدال والمراء: هذه المادة من: ط فقط.
وهي في التعريفات (الجدال: 78، والمراء 221) .
(والمجادلة) في الكليات 4: 263.
والفرائد: 54.
المفردات (الجدال: 123.
المراء: 708) .
(*)
(1/159)
615 - الفرق بين الجذل والسرور: أن الجذل هو السرور الثابت مأخوذ من قولك جاذل أي منتصب ثابت لا يبرح مكانه، وجذل كل شئ أصله، ورجل جذلان ولا يقال جاذل إلا ضرورة.
616 - الفرق بين الجذم والاصل: أن جذم الشجرة حيث تقطع من أصلها، وأصله من الجذم وهو القطع فلا يستعمل الجذم فيما لا يصلح قطعه ألا ترى انه لا يقال جذم الكوز وما أشبه ذلك فان استعمل في بعض المواضع مكان الاصل فعلى التشبيه.
617 - الفرق بين الجرح والكسب: أن الجرح يفيد من جهة اللفظ أنه فعل بجارحة كما أن قولك عنته يفيد أنه من جهة اللفظ للاصابة بالعين، والكسب لا يفيد ذلك من جهة اللفظ.
618 - الفرق بين الجرم والجسم: أن جرم الشئ هو خلقته التي خلق عليها يقال فلان صغير الجرم أي صغير من أصل الخلقة، أصل الجرم في العربية القطع كأنه قطع على الصغر أو الكبر، وقيل الجرم أيضا الكون والجرم الصوت أورد ذلك بعضهم وقال بعضهم الجرم إسم لجنس الاجسام وقيل الجرم الجسم المحدود والجسم هو الطويل العريض العميق وذلك أنه إذا زاد في طوله وعرضه وعمقه قيل إنه جسم وأجسم من غيره فلا تجئ المبالغة من لفظ إسم عند زيادة معنى إلا وذلك الاسم موضوع لما جاءت المبالغة من لفظ إسمه ألا ترى أنه لا يقال هو أقدر من غيره إلا والمعلومات له أجلى، وأما قولهم أمر جسيم فمجاز ولو كان حقيقة لجاز في
غير المبالغة فقيل أمر جسيم وكل ما لا يطلق إلا في موضع مخصوص فهو مجاز.
(1/160)
619 - الفرق بين الجرم والذنب: (958) .
620 - الفرق بين الجزاء والشكر: (1209) .
621 - الفرق بين الجزاء والمقابلة: (2048) .
622 - الفرق بين الجزالة والشهامة: أن الجزالة أصلها شدة القطع تقول جزلت الشئ إذا قطعته بشدة وقيل حطب جزل إذا كان شديد القطع صلبا وإذا كان كذلك كان أبقى على النار فشبه به الرجل الذي تبقى قوته في الامور فسمي جزلا ولا يوصف الله به.
623 - الفرق بين الجزء والبعض: (410) .
624 - الفرق بين الجزء من الجملة والسهم من الجملة: أن الجزء منها ما انقسمت عليه فالاثنان جزء من العشرة لانهما ينقسمان عليها والثلاثة ليست بجزء منها لانها لا تنقسم عليها وكل ذلك يسمى سهما منها كذا حكى بعضهم، والسهم في اللغة السدس كذا حكي عن ابن مسعود ولذلك قسمت عليه الدوانيق لانه هو العدد التام المساوي لجميع أجزائه، والجزء هو مقدار من مقدار كالقليل من الكثير إذا كان يستوعب فدرهم ودرهمان وثلاثة اجزاء الستة والستة تتم بأجزائها ولو قلت هذا من الثمانية لنقض لان أجزاء الثمانية هو واحد وإثنان وأربعة وليست ثلاثة بجزء من الثمانية لان الجزء ما يتم به العدد والثلاثة لا تتم بها الثمانية فلما كانت الستة هي العدد التام لجميع أجزائه وعليه قسمت الدوانيق فالسهم منه هو السدس لانه جزء العدد التام قالوا فإذا أوصى له بسهم من ماله فإن
(1/161)
السهم يقع على السدس ويقع على سهام الورثة وما يدخل في قسمة الميراث فأنصباء الورثة تسمى سهاما فتعطيه مثل أحسن سهام الورثة إذا كان أقل من السدس لانا لا نعطيه الزيادة على الاخس إلا بدلالة وإن كان أنقص من السدس نقصناه من السدس لانه يسمى سهما ولا تزيده على السدس لان السدس يعبر عنه بالسهم فلا نزيده عليه إلا بدلالة.
625 - الفرق بين الجزء والسهم (1) : الفرق بينهما أن السهم من الجملة ما ينقسم عليه، نحو الاثنين من العشرة.
وقد يقال: الجزء لما لا ينقسم عليه، نحو الثلاثة من العشرة، ولا تنقسم العشرة عليها وإن كانت الثلاثة جزء من العشرة.
قاله الطبرسي.
وربما يخص الجزء بالعشر، وفرع عليه الفقهاء أنه لو أوصى بجزء من ماله انصرف إلى العشر، وقد وردت بذلك رواية عن طريق الاصحاب رضوان الله عليهم - أجمعين (2) استئناسا بقوله تعالى: " ثم اجعل على كل جبل منهم جزء " (3) وكانت الجبال يومئذ عشرة.
(اللغات)
626 - الفرق بين الجسد والبدن: (371) .
627 - الفرق بين الجسد والطلل: أن الجسد يفيد الكثافة ولا يفيد الطلل والشخص ذلك وهو من قولك دم جاسد أي جامد، والجسد أيضا الدم بعينه قال النابغة: * دم أهريق على الأنصاب من جسد *
__________
(1) الجزء والسهم: النص من مجمع البيان 1: 372.
(2) كلمة (أجمعين) من خ.
(3) البقرة 2: 260.
المفردات: (الجزء: 130، السهم: 358) .
(*)
(1/162)
فيجوز أن يقال إنه سمي جسدا لما فيه من الدم فلهذا خص به الحيوان فيقال جسد الانسان وجسد الحمار ولا يقال جسد الخشبة كما يقال جرم الخشبة وإن قيل ذلك فعلى التقريب والاستعارة ويقال ثوب مجسد إذا - كان يقوم من كثافة صبغه وقيل للزعفران جساد تشبيها.
بحمرة الدم.
628 - الفرق بين الجسر والقنطرة (1) : القنطرة ما بينى على الماء، للعبور عليه، والجسر أعم منه، لانه يكون بناء وغير بناء.
(اللغات)
629 - الفرق بين الجسم والجرم: (618) .
630 - الفرق بين الجسم والشخص: (1185) .
631 - الفرق بين الجسم والشئ: (1233) .
632 - الفرق بين الجعل والعمل: (1517) .
633 - الفرق بين الجلالة والهيبة: أن الجلالة ما ذكرناه (2) ، والهيبة خوف الاقدام على الشئ فلا يوصف الله بأنه يهاب كما لا يوصف بأنه لا يقدم عليه لان الاقدام هو الهجوم (3) من قدام فلا يوصف الله تعالى بأن له قداما ووراء، والهيبة هو أن يعظم في الصدور فيترك الهجوم عليه.
__________
(1) هذه المادة في (ط) فقط، وسقطت من خ.
الجسر والقنطرة.
في الكليات: (2: 177) .
- والتعريفات: 187.
- والفرائد: 56.
(2) في العدد 1454.
(3) (العزم خ ل) .
(*)
(1/163)
634 - الفرق بين الجلالة والجلال (1) : قال الراغب: الجلالة - بالهاء - عظم القدر والجلال - بغير الهاء - التناهي في ذلك، وخص بوصف الله تعالى، فقيل: ذو الجلال والاكرام، ولم يستعمل في غيره.
(اللغات)
635 - الفرق بين الجلادة والنفاذ: أن أصل الجلادة صلابة البدن ولهذا سمي الجلد جلدا لانه أصلب من اللحم وقيل الجليد لصلابته وقيل للرجل الصلب على الحوادث جلد وجليد من ذلك، وقد جالد قرنه وهما يجالدان إذا اشتد أحدهما على صاحبه، ويقال للارض الصلبة الجلد بتحريك اللام (2) .
636 - الفرق بين الجلد والشدة: أن الجلد صلابة البدن ومنه الجلد لانه أصلب من اللحم، والجلد الصلب من الارض وقيل يتضمن وقيل يتضمن الجلد معنى القوة والصبر ولا يقال لله جليد لذلك.
637 - الفرق بين الجلوس والقعود (3) : قد فرق بينهما بأن الجلوس: هو الانتقال من سفل إلى علو.
والقعود: هو الانتقال من علو إلى أسفل.
فعلى الاول يقال لمن هو نائم: اجلس، وعلى الثاني لمن هو قائم: اقعد.
__________
(1) الجلالة والجلال في مفردات الراغب الاصفهاني: 133.
والتعريفات: 387.
(2) تتمة المطلب في الفرق بين النفاذ والفطنة في العدد 2207.
(3) الجلوس والقعود في الكليات 4: 48.
والمفردات (الجلوس: 134، والقعود: 616) .
والفرائد: 57.
(*)
(1/164)
قيل: وقد يستعمل جلس بمعنى قعد، كما يقال [13 / ب] جلس
متربعا، قد متربعا (1) ، وفي حديث القبر: (2) إذا وضع الميت في القبر يقعدانه، ويجوز أن يراد به الايقاظ تجوزا واتساعا.
(اللغات) .
638 - الفرق بين الجماعة والبوش: (426) .
639 - الفرق بين الجماعة والثلة والحزب والزمرة والفوج: (1660) .
640 - الفرق بين الجماعة والشرذمة: (1193) .
641 - الفرق بين الجماعة والشيعة: (1236) .
642 - الفرق بين الجماعة والطائفة: (1328) .
643 - الفرق بين الجماعة والفئة: (1587) .
644 - الفرق بين الجماعة والفريق: أن الجماعة الثانية من جماعة أكثر منها تقول جاءني فريق من القوم، وفريق الخيل ما يفارق جمهورها في الحلبة فيخرج منها وفي مثل أسرع من فريق الخيل، والجماعة تقع على جميع ذلك.
645 - الفرق بين الجماعة والملا: (2059) .
646 - الفرق بين الجمال والبهاء: (421) .
647 - الفرق بين الجمال والحسن: أن الجمال هو ما يشتهر ويرتفع به الانسان من
__________
(1) عبارة: قعد متربعا، لم ترد في خ.
(2) ينظر فيه كتاب: التذكرة في أحوال الموتى والآخرة للقرطبي الاندلسي: باب في سؤال الملكين للعبد، ص 143.
(*)
(1/165)
الافعال والاخلاق ومن كثرة المال والجسم وليس هو من الحسن في شئ ألا ترى انه يقال لك في هذا الامر جمال ولا يقال لك فيه حسن، وفي القرآن " ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون " (1) يعني الخيل والابل.
والحسن في الاصل الصورة ثم استعمل في الافعال
والاخلاق: والجمال في الاصل للافعال والاخلاق والاحوال الظاهرة ثم استعمل في الصور، وأصل الجمال في العربية العظم ومنه قيل الجملة لانها أعظم من التفاريق والجمل الحبل الغليظ والجمل سمي جملا لعظم خلقته، ومنه قيل للشحم جميل لعظم نفعه.
648 - الفرق بين الجمال والسرور: (1101) .
649 - الفرق بين الجمال والنبل: (2136) .
650 - الفرق بين الجمع وأجمع: (60) .
651 - الفرق بين الجمع والتأليف: أن بعضهم قال لفظ التأليف في العربية يدل على الالصاق ولفظ الجمع لا يدل على ذلك ألا ترى أنك تقول جمعت بين القوم في المجلس فلا يدل ذلك على أنك ألصقت أحدهم بصاحبه ولا تقول ألفتهم بهذا المعنى وتقول فلان يؤلف بين الزانيين لما يكون من التزاق أحدهما بالآخر عند النكاح ولذلك لا يستعمل التأليف إلا في الاجسام، والجمع يستعمل في الاجسام والاعراض فيقال تجتمع في الجسم أعراض، ولا يقال تتألف فيه أعراض، ولهذا يستعار في القلوب لانها أجسام فيقال ألف بين القلوب كما قال الله تعالى " وألف بين
__________
(1) النحل 16: 6.
(*)
(1/166)
قلوبهم " (1) ويقال جمع بين الاهواء ولا يقال ألف بين الاهواء لانها أعراض، وعندنا أن التأليف والالفة في العربية تفيد الموافقة، والجمع لا يفيد ذلك ألا ترى أن قولك تألف الشئ وألفته يفيد موافقة بعضه لبعض وقولك إجتمع الشئ وجمعته لا يفيد ذلك ولهذا قال تعالى " وألف بين قلوبهم " لانها اتفقت على المودة والمصافاة، ومنه قيل
الالفان والاليفان لموافقة أحدهما صاحبه على المودة والتواصل والانسة، والتأليف عند المتكلمين ما يجب حلوله في محلين فإنما قيل يجب ليدخل فيه المعدوم، والاجتماع عندهم ما صار به الجوهر أن يحب لا قرب قريب منه، وقد يسمون التأليف مماسة وإجتماعا، وقال بعضهم الخشونة واللين والصقال يرجع إلى التأليف، وقال آخرون يرجع إلى ذهاب الجسم في جهات.
652 - الفرق بين الجمع والحشر: (751) .
653 - الفرق بين الجمع والضم: (1321) .
654 - الفرق بين الجمع والكل: (1834) .
655 - الفرق بين الجم والكثير: أن الجم الكثير المجتمع ومنه قيل جمة البئر لاجتماعها وقال أهل اللغة جمة البئر الماء المجتمع فيها والجمة من الشعر سميت جمة لاجتماعها وأجممت الفرس إذا أرحته يتجمع قوته، وأجم الشئ إذا قرب كأنه قصد الاجتماع معك ويجوز أن يكون كثيرا غير مجتمع.
__________
(1) الانفال 8: 63.
(*)
(1/167)
656 - الفرق بين الجنس والصنف: (1291) .
657 - الفرق بين الجنس والضرب: (1308) .
658 - الفرق بين الجنس والقبيل: أن الجنس يقتضي الاتفاق، والقبيل لا يقتضيه ألا ترى أنك تقول اللون قبيل والطعم قبيل ولا يقال لذلك جنس ويقال السواد جنس والبياض جنس، ومن الكلام ما يبين قبيلا من قبيل وهو قولنا لون ومنه ما يبين جنسا من جنس وهو قولنا سواد.
659 - الفرق بين الجنس والنوع: أن الجنس على قول بعض المتكلمين أعم من النوع قال لان الجنس هو الجملة المتفقة سواء كان مما يعقل أو من غير ما يعقل قال والنوع الجملة المتفقة من جنس ما لا يعقل قال ألا ترى أنه يقال الفاكهة نوع كما يقال جنس ولا يقال للانسان نوع، وقال غيره النوع ما يقع تحته أجناس بخلاف ما يقوله الفلاسفة أن الجنس أعم من النوع، وذلك أن العرب لا تفرق الاشياء كلها فتسميها بذلك وأصحابنا يقولون السواد جنس واللون نوع ويستعملون الجنس في نفس الذات فيقولون التأليف جنس واحد وهذا الشئ جنس الفعل والحركة ليست بجنس الفعل يريدون أنها كون على وجه ويقولون الكون جنس الفعل وإن كان متضادا لما كان لا يوجد إلا وهو كون ولا يقولون في العلم ذلك لانه قد يوجد وهو غير علم ويقولون في الاشياء المتماثلة أنها جنس واحد وهذا هو الصحيح.
660 - الفرق بين الجنس والوجه: أن الجنس يقع على الذوات، والوجه يتناول الصفات يقال الجواهر جنس من الاشياء ولا يقال وجه منها وإنما يقال
(1/168)
الشئ على وجوه أي على صفات.
661 - الفرق بين الجن والشيطان: (1234) .
662 - الفرق بين الجهاد والغزو: (1544) .
663 - الفرق بين الجهة والجانب والناحية: (596) .
664 - الفرق بين الجهر والاظهار: أن الجهر عموم الاظهار والمبالغة فيه ألا ترى أنك إذا كشفت الامر للرجل والرجلين قلت أظهرته لهما ولا تقول جهرت به إلا إذا أظهرته للجماعة الكثيرة فيزول الشك ولهذا قالوا " أرنا الله
جهرة " (1) أي عيانا لا شك معه، وأصله رفع الصوت يقال جهر بالقراءة إذا رفع صوته بها وفي القرآن " ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها " (2) أي بقراءتك في صلاتك، وصوت جهير رفيع الصوت ولهذا يتعدى بالباء فيقال جهرت به كما تقول رفع صوته به لانه في معناه وهو في غير ذلك إستعارة، وأصل الجهر إظهار المعنى للنفس وإذا أخرج الشئ من وعاء أو بيت لم يكن ذلك جهرا وكان إظهارا، وقد يحصل الجهر نقيض الهمس لان المعنى يظهر للنفس بظهور الصوت.
665 - الفرق بين الجهر والاعلان: (233) .
666 - الفرق بين الجهر والكشف: (1820) .
__________
(1) النساء 4: 153.
(2) الاسراء 17: 110.
(*)
(1/169)
667 - الفرق بين الجهل والحمق: (799) .
668 - الفرق بين الجهل والظن: أن الجاهل يتصور نفسه بصورة العالم ولا يجوز خلاف ما يعتقده وإن كان قد يضطرب حاله فيه لانه غير ساكن النفس إليه، وليس كذلك الظان.
669 - الفرق بين الجواد والندى: (2158) .
670 - الفرق بين الجواد والواسع: (2285) .
671 - الفرق بين الجوارح والاعضاء (1) : الجوارح: أعضاء الانسان التي يكتسب بها، كيديه ورجليه.
قال تعالى: " ويعلم ما جرحتم " (2) .
أي كسبتم.
والجوارح: الصوائد من السباع والطير، سميت بذلك لانها كواسب
[14 / أ] بأنفسها.
قال تعالى: " وما علمتم من الجوارح " (3) .
فكل جارحة عضو ولا ينعكس.
(اللغات)
672 - الفرق بين الجود والسخاء: (1088) .
673 - الفرق بين الجود والكرم: أن الجود هو الذي ذكرناه (4) ، والكرم يتصرف على وجوه فيقال لله تعالى كريم ومعناه أنه عزيز وهو من صفات ذاته ومنه قوله تعالى " ما غرك بربك الكريم " (5) أي العزيز الذي لا يغلب،
__________
(1) الجوارح والاعضاء.
نقلها في الفرائد: 59.
المفردات (الجوارح: 126.
الاعضاء: 506) .
(2) الانعام 6: 60.
(3) المائدة 5: 4.
(4) في العدد: 1088.
(5) الانفطار 82: 6.
(*)
(1/170)
ويكون بمعنى الجواد المفضال فيكون من صفات فعله، ويقال رزق كريم إذا لم يكن فيه إمتهان أي كرم صاحبه، والكريم الحسن في قوله تعالى " من كل زوج كريم " (1) ومثله " وقل لهما قولا كريما " (2) أي حسنا والكريم بمعنى المفضل في قوله تعالى " إن أكرمكم عند الله أتقاكم " (3) أي أفضلكم ومنه قوله تعالى " ولقد كرمنا بني آدم " (4) أي فضلناهم، والكريم أيضا السيد في قوله صلى الله عليه [وآله] وسلم " إذا أتاكم كريم قوم فاكرموه " أي سيد قوم، ويجوز أن يقال الكرم هو إعطاء الشئ عن طيب نفس قليلا كان أو كثيرا، والجود سعة العطاء ومنه سمي المطر الغزير الواسع جودا سواء كان عن طيب نفس أو لا، ويجوز أن يقال الكريم هو إعطاء من يريد إكرامه وإعزازه، والجواد قد يكون كذلك وقد لا يكون.
674 - الفرق بين الجود والكرم (5) : قيل في الفرق بينهما أن الجواد هو الذي يعطي مع السؤال.
والكريم: الذي يعطي من غير سؤال.
وقيل بالعكس.
والحق: الاول، لما ورد في أدعية الصحيفة الشريفة: (6) " وأنت الجواد الكريم " ترقيا في الصفات العلية من الادنى إلى الاعلى.
وقيل: الجود إفادة ما ينبغي لا لغرض (7) .
__________
(1) الشعراء 26: 7.
(2) الاسراء 17: 23.
(3) الحجرات 49: 13.
(4) الاسراء 17: 70.
(5) الجود والكرم: في الكليات 2: 172.
والتعريفات: (الجود 84، والكرم: 193) .
والفرائد: 6 (الجود) .
وفي المفردات الجود: 144 والكرم: 646) .
(6) الصحيفة السجادية الكاملة: 122.
(7) في كالغرض: تحريف.
(*)
(1/171)
والكرم: إيثار الغير بالخير (1) .
(اللغات)
675 - الفرق بين الجور والظلم: أن الجور خلاف الاستقامة في الحكم، وفي السيرة السلطانية تقول جار الحاكم في حكمه والسلطان في سيرته إذا فارق الاستقامة في ذلك، والظلم ضرر لا يستحق ولا يعقب عوضا سواء كان من سلطان أو حاكم أو غيرهما ألا ترى أن خيانة الدانق والدرهم تسمى ظلما ولا تسمى جورا فإن أخذ ذلك على وجه القهر أو الميل سمي جورا وهذا واضح، وأصل الظلم نقصان الحق، والجور العدول عن الحق من قولنا جار عن الطريق إذا عدل عنه وخلف بين النقيضين فقيل في نقيض الظلم الانصاف وهو إعطاء الحق على التمام، وفي نقيض الجور العدل وهو العدول بالفعل إلى الحق.
__________
(1) في ط: الخير بالغير.
تبديل لمواقع الكلام.
(*)
(1/172)
* (ح) *
676 - الفرق بين الحاجة والفقر: أن الحاجة هي النقصان ولهذا يقال الثوب يحتاج إلى خزمة وفلان يحتاج إلى عقل وذلك إذا كان ناقصا ولهذا قال المتكلمون الظلم لا يكون إلا من جهل أو حاجة أي من جهل بقبحه أو نقصان زاد جبره بظلم الغير، والفقر خلاف الغنى فأما قولهم فلان مفتقر إلى عقل فهو إستعارة ومحتاج إلى عقل حقيقة.
677 - الفرق بين الحاجة والنقص: (2218) .
678 - الفرق بين الحاذر والحذر (1) : قيل: الحاذر: الفاعل للحذر.
والحذر: المطبوع على الحذر، فهو أبلغ.
وقرئ بهما قوله تعالى: " وإنا لجميع حاذرون " (2) .
(اللغات) .
679 - الفرق بين الحاضر والشاهد: (1164) .
680 - الفرق بين حاق ونزل: (2161) .
681 - الفرق بين الحاكم والحكم: (779) .
__________
(1) الحاذر والحذر.
في الكليات 2: 269.
والمفردات 2: 269.
والفرائد: 61.
(2) الشعراء 26: 56.
(*)
(1/173)
682 - الفرق بين الحال والبال: أن قولنا للقلب بال يفيد أنه موضع الذكر والقلب يفيد التقلب بالافكار والعزوم على ما ذكرنا (1) .
683 - الفرق بين الحال والشان: (1163) .
684 - الفرق بين الحال والصفة: (1272) .
685 - الفرق بين قولك لا يحبه وقولك يبغضه: أن قولك لا يحبه أبلغ من حيث
يتوهم إذا قال يبغضه إنه يبغضه من وجه ويحبه من وجه كما إذا قلت يجهله جاز أن يجهله من وجه ويعلمه من وجه وإذا قلت لا يعلمه لم يحتمل الوجهين.
686 - الفرق بين الحب والود: أن الحب يكون فيما يوجبه ميل الطباع والحكمة جميعا والود من جهة ميل الطباع فقط ألا ترى انك تقول أحب فلانا وأوده وتقول أحب الصلاة ولا تقول أود الصلاة وتقول أود أن ذاك كان لي إذا تمنيت وداده وأود الرجل ودا ومودة والود والوديد مثل الحب وهو الحبيب.
687 - الفرق بين الحبس والحصر: (754) .
688 - الفرق بين الحبور والسرور: أن الحبور هي النعمة الحسنة من قولك حبرت الثوب إذا حسنته وفسر قوله تعالى " في روضة يحبرون " (2) أي تنعمون وإنما يسمى السرور حبورا لانه يكون مع النعمة الحسنة، وقيل في المثل: ما من دار ملئت حبرة إلا ستملا عبرة قالوا الحبرة هاهنا السرور والعبرة
__________
(1) في العدد 1741.
(2) الروم 30: 15.
(*)
(1/174)
الحزن، وقال العجاج: الحمد لله الذي أعطى الحبر * هو إلى الحق أن المولى شكر وقال الفراء: الحبور الكرامة، وعندنا أن هذا على جهة الاستعارة، والاصل فيه النعمة الحسنة ومنه قولهم للعالم حبر لانه حبر بأحسن الاخلاق، والمداد حبر لانه يحسن الكتب.
689 - الفرق بين الحبور والسرور (1) : قيل: السرور: انبساط القلب لنيل محبوب أو توقعه.
والحبور: السرور الذي يظهر في الوجه أثره، فهو أشد السرور، ولذا خاطب - سبحانه - أهل الجنة بقوله: " ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون " (2) .
(اللغات)
690 - الفرق بين الحتم والفرض: أن الحتم إمضاء الحكم على التوكيد والاحكام يقال حتم الله كذا وكذا وقضاه قضاء حتما أي حكم به حكما مؤكدا وليس هو من الفرض والايجاب في شئ لان الفرض والايجاب يكونان في الاوامر والحتم يكون في الاحكام والاقضية وإنما قيل للفرض فرض حتم على جهة الاستعارة والمراد أنه لا يرد كما أن الحكم الحتم لا يرد والشاهد أن العرب تسمي الغراب حاتما لانه يحتم عندهم بالفراق أي يقضي به وليس يريدون أنه يفرض ذلك أو يوجبه.
691 - الفرق بين الحث والحض (3) : قال الخليل: الحث يكون في السير
__________
(1) الحبور والسرور.
في المفردات (الحبور: 152) .
الفرائد: 63.
(2) الزخرف 43: 70.
(3) الحث والحض.
في الكليات 2: 267.
والمفردات: 174.
والفرائد: 63.
(*)
(1/175)
والسوق، والحض يكون فبما عداهما نحو قوله تعالى: " ولا يحض على طعام المسكين " (1) .
(اللغات) .
692 - الفرق بين الحجاج والجدال: (610) .
693 - الفرق بين الحجا والعقل: أن الحجا هو ثبات العقل من قولهم تحجي بالمكان إذا قام به.
694 - الفرق بين الحجاب والستر والغطاء: أنك تقول حجبني فلان عن كذا ولا تقول سترني عنه ولا غطاني، وتقول إحتجبت بشئ كما تقول تسترت
به فالحجاب هو المانع والممنوع به والستر هو المستور به، ويجوز أن يقال حجاب الشئ ما قصد ستره ألا ترى انك لا تقول لمن منع غيره من الدخول إلى الرئيس داره من غير قصد المنع له أنه حجبه، وإنما يقال حجبه إذا قصد منعه ولا تقول إحتجبت بالبيت إلا إذا قصدت منع غيرك عن مشاهدتك ألا ترى أنك إذا جلست في البيت ولم تقصد ذلك لم تقل إنك قد إحتجبت.
وفرق آخر أن الستر لا يمنع من الدخول على المستور والحجاب يمنع.
695 - الفرق بين الحجة والدلالة: (911) .
696 - الفرق بين الحجة والسنة: أن الحجة تفيد أنها يحج فيها والحجة المرة الواحدة من حج يحج والحجة فعلة مثل الجلسة والقعدة ثم سميت بها السنة كما يسمى الشئ بإسم ما يكون فيه.
__________
(1) الحاقة 69: 34.
(*)
(1/176)
697 - الفرق بين الحج والقصد: أن الحج هو القصد على إستقامة ومن ثم سمي قصد البيت حجا لان من يقصد زيارة البيت لا يعدل عنه إلى غيره ومنه قيل للطريق المستقيم محجة والحجة فعلة من ذلك لانه قصد إلى إستقامة رد الفرع إلى الاصل.
698 - الفرق بين الحدث والخبث (1) : الحدث: هو الاثر الحاصل للمكلف، وشبهه عند عروض أحد أسباب الوضوء، والغسل المانع من الصلاة، المتوقف رفعه على النية.
والخبث: هو النجس.
وفرق بينهما بأن الحدث ما افتقر إلى النية، والخبث ما لا يفتقر إليها،
وأن الاول ما لا يدرك بالحس، والثاني ما يدرك به.
(اللغات) .
699 - الفرق بين الحد والاسم: أن الحد يوجب المعرفة بالمحدود من غير الوجه المذكور في المسألة عنه فيجمع للسائل المعرفة من وجهين.
وفرق آخر وهو أنه قد يكون في الاسماء مشترك وغير مشترك مما يقع الالتباس فيه بين المتجادلين فإذا توافقا على الحد زال ذلك.
وفرق آخر وهو أنه قد يكون مما يقع عليه الاسم ما هو مشكل فإذا جاء الحد زال ذلك.
مثاله قول النحويين الاسم والفعل والحرف.
وفي ذلك إشكال فإذا جاء الحد أبان.
وفرق آخر وهو أن الاسم يستعمل على وجه الاستعارة والحقيقة فإذا جاء الحد بين ذلك وميزه.
700 - الفرق بين الحد والحقيقة: أن الحد ما أبان الشئ وفصله من أقرب
__________
(1) الحدث والخبث.
في المفردات (الخبث 203) .
في التعريفات (الحدث: 86) .
والفرائد: 64.
(*)
(1/177)
الاشياء بحيث منع من مخالطة غيره له وأصله في العربية المنع.
والحقيقة ما وضع من القول موضعه في أصله اللغة والشاهد أنها مقتضية المجاز وليس المجاز إلا قولا فلا يجوز أن يكون ما يناقضه إلا قولا.
ومثل ذلك الصدق لما كان قولا كان نقيضه وهو الكذب قولا ثم يسمى ما يعبر عنه بالحقيقة وهو الذات حقيقة مجازا فهي على الوجهين مفارقة للحد مفارقة بينة.
والفرق بينهما أيضا أن الحد لا يكون إلا لما له غير يجمعه واياه جنس قد فصل بالحد بينه وبينه.
والحقيقة تكون كذلك ولما ليس له غير كقولنا شئ والشئ لا حد له من حيث هو شئ وذلك أن الحد هو المانع للمحدود من الاختلاط بغيره والشئ لا غير له ولو كان له غير لما كان شيئا كما أن غير اللون ليس بلون فتقول ما حقيقة الشئ ولا تقول ما حد
الشئ.
وفرق آخر وهو أن العلم بالحد هو علم به وبما يميزه والعلم بالحقيقة علم بذاتها.
701 - الفرق بين الحد والرسم: أن الحد اتم ما يكون من البيان عن المحدود.
والرسم مثل السمة يخبر به حيث يعسر التحديد.
ولابد للحد من الاشعار بالاصل إذا أمكن ذلك فيه والرسم غير محتاج إلى ذلك.
وأصل الرسم في اللغة العلامة ومنه رسوم الديار.
وفرق المنطقيون بين الرسم والحد فقالوا الحد مأخوذ من طبيعة الشئ والرسم من أعراضه.
702 - الفرق بين ما حده وما هو: (2269) .
703 - الفرق بين الحد والعاقبة والنهاية: (2229) .
704 - الفرق بين الحدوث والاحداث: (66) .
705 - الفرق بين الحديث والخبر: (828) .
(1/178)
706 - الفرق بين الحديث والقصص: (1732) .
707 - الفرق بين الحذر والاحتراز: (63) .
708 - الفرق بين الحذر والحاذر: (678) .
709 - الفرق بين الحذر والخشية والخوف والفزع: (883) .
710 - الفرق بين الحذف والاقتصار: أن الحذف لابد فيه من خلف ليستغني به عن المحذوف، والاقتصار تعليق القول بما يحتاج إليه من المعنى دون غيره مما يستغني عنه، والحذف إسقاط شئ من الكلام وليس كذلك الاقتصار.
711 - الفرق بين الحذف والاختصار (1) : الحذف يتعلق بالالفاظ: وهو أن يأتي بلفظ تقضى غيره، ويتعلق به ولا يستقل (2) بنفسه، ويكون في
الموجود دلالة المحذوف، فيقتصر عليه طلب لاختصار، كقوله تعالى: " واسأل القرية " (3) أي: أهل القرية.
فإن السؤال يتعلق بأهلها، والقرية تدل على المحذوف.
وأما الاختصار: فيرجع إلى المعاني، وهو أن يؤتى بلفظ مفيد لمعان كثيرة لو غير بغيره، لاحتاج إلى أكثر من ذلك اللفظ، كقوله تعالى في
__________
(1) الاختصار والحذف.
في الكليات (الاختصار) 1: 77 و 258 والحذف 2: 236 و 4: 188.
- وكشاف اصطلاحات الفنون: 56.
والتعريفات: 88.
(2) في الاصل: " ولا يستقبل " وهو تحريف، وصوبته كما ترى.
(3) يوسف 12: 82.
(*)
(1/179)
قصة يوسف: " أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون " (1) فأرسلوه، فأبى يوسف، فقال: أيها الصديق! وكقوله تعالى: " اضرب بعصاك الحجر فانفجرت " (2) .
المعنى: فضربها، فانفجرت.
وعلى هذا فبين الحذف والاختصار عموم وخصوص، فكل حذف اختصار، وليس كل اختصار حذفا.
(اللغات) .
712 - الفرق بين الحذق والفطنة والكيس: (1849) .
713 - الفرق بين الحراسة والحفظ: أن الحراسة حفظ مستمر، ولهذا سمي الحارس حارسا لانه يحرس في الليل كله أو لان ذلك صناعته فهو يديم فعله، وإشتقاقه من الحرس وهو الدهر والحراسة هو أن يصرف الآفات عن الشئ قبل أن تصيبه صرفا مستمرا فاذا أصابته فصرفها عنه سمي ذلك تخليصا وهو مصدر والاسم الخلاص ويقال حرس الله عليك
النعمة أي صرف عنها الآفة صرفا مستمرا والحفظ لا يتضمن معنى الاستمرار وقد حفظ الشئ وهو حافظ والحفيظ مبالغة وقالوا الحفيظ في أسماء الله بمعنى العليم والشهيد فتأويله الذي لا يعزب عنه الشئ، وأصله أن الحافظ للشئ عالم به في أكثر الاحوال إذا كان من خفيت عليه أحواله لا يتأتى له حفظه، قال أبو هلال أيده الله تعالى: والحفيظ بمعنى عليم توسع ألا ترى أنه لا يقال إن الله حافظ لقولنا وقدامنا على
__________
(1) يوسف 12: 45.
وسياق الآية الكريمة في سورة يوسف: " وقال الذي نجا منهما وادكر بعد أمة أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون.
يوسف أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات ... ".
(2) البقرة 2: 60.
(*)
(1/180)
معنى قولنا فلان يحفظ القرآن ولو كان حقيقة لجري في باب العلم كله.
714 - الفرق بين الحرام والسحت: أن السحت مبالغة في صفة الحرام، ولهذا يقال حرام سحت ولا يقال سحت حرام، وقيل السحت يفيد أنه حرام ظاهر فقولنا حرام لا يفيد أنه سحت وقولنا سحت يفيد أنه حرام ويجوز أن يقال إن السحت الحرام الذي يستأصل الطاعات من قولنا سحته إذا إستأصلته، ويجوز أن يكون السحت الحرام الذي لا بركة له فكأنه مستأصل، ويجوز أن يكون المراد به أنه يستأصل صاحبه.
715 - الفرق بين الحرام والمحظور: (1962) .
716 - الفرق بين الحرث والزرع (1) : الفرق بينهما أن الحرث: بذر الحب من الطعام في الارض.
والزرع: نبته نباتا إلى أن يبلغ.
ويؤيده قوله تعالى: " أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن
الزارعون " (2) .
حيث أسند الحرث إلى العباد، والزرع إلى نفسه - سبحانه - وروي عنه - صلى الله عليه وآله - أنه قال: " لا يقولن أحدكم زرعت، وليقل حرثت ".
وهو يرشد إلى ما ذكرناه (3) .
وأهل اللغة لم يفرقوا بينهما.
(اللغات) .
717 - الفرق بين الحرج والضيق: أن الحرج ضيق لا منفذ فيه مأخوذ من الحرجة وهي الشجر الملتف حتى لا يمكن الدخول فيه ولا الخروج منه
__________
(1) الحرث والزرع.
في الكليات (الزرع 2: 415) .
المفردات (الحرث: 161، الزرع: 311) ، في الفرائد: 65.
(2) الواقعة 56: 63.
(3) في ط: وهو إشارة إليه.
(*)
(1/181)
ولهذا جاء بمعنى الشك في قوله تعالى " ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت " (1) أي شكا لان الشاك في الامر لا ينفذ فيه ومثله " فلا يكن في صدرك حرج منه " (2) وليس كل ما خاطب به النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم والمؤمنين أرادهم به ألا ترى إلى قوله " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى " (3) والقصاص في العمد فكأنه أثبت لهم الايمان مع قتل العمد وقتل العمد يبطل الايمان وإنما أراد أن يعلمهم الحكم فيمن يستوجب ذلك ونحوه قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة " (4) وقد تكلمنا في هذا الحرف في كتاب تصحيح الوجوه والنظائر بأكثر من هذا ومما قلنا قال بعض المفسرين في قوله تعالى " وما جعل عليكم في الدين من حرج " (5) أنه أراد ضيقا لا مخرج منه وذلك أنه يتخلص من الذنب بالتوبة فالتوبة مخرج وترك ما يصعب فعله على الانسان بالرخص ويحتج به فيما أختلف فيه من الحوادث فقيل إن ما أدى إلى الضيق فهو منفي وما أوجب
التوسعة فهو أولى.
718 - الفرق بين الحرد والغضب: أن الحرد هو أن يغضب الانسان فيبعد عن من غضب عليه وهو من قولك كوكب حريد أي بعيد عن الكواكب وحي حريد أي بعيد المحل، ولهذا لا يوصف الله تعالى بالحرد وهو الحرد بالاسكان ولا يقال حرد بالتحريك وإنما الحرد إسترخاء يكون في أيدي الابل جمل أحرد وناقة حرداء، ويجوز أن يقال أن الحرد هو القصد وهو
__________
(1) النساء 4: 65.
(2) الاعراف 7: 2.
(3) البقرة 2: 178.
(4) آل عمران 3: 130.
(5) الحج 22: 78.
(*)
(1/182)
أن يبلغ في الغضب أبعد غاية.
719 - الفرق بين الحرد والقصد: أن الحرد قصد الشئ من بعد، وأصله من قولك رجل حريد المحل إذا لم يخالط الناس ولم يزل معهم وكوكب حريد منتح عن الكواكب وفي القرآن " وغدوا على حرد قادرين " (1) والمراد أنهم قصدوا أمرا بعيدا وذلك أن الله أهلك ثمرتهم بعد الانتفاع بها.
720 - الفرق بين الحرص والطمع (2) : قيل: الحرص أشد الطمع، وعليه جرى قوله تعالى: " أفتطمعون أن يؤمنوا لكم " (3) .
لان الخطاب فيه للمؤمنين.
وقوله - سبحانه -: " إن تحرص على هداهم " (4) .
فإن الخطاب فيه مقصور على النبي صلى الله عليه وآله.
ولا شك أن رغبته صلى الله عليه وآله في إسلامهم وهدايتهم كان أشد (5)
واكثر من رغبة المؤمنين المشاركين له في الخطاب الاول في ذلك.
(اللغات)
721 - الفرق بين الحرف والحرمان: (725) .
722 - الفرق بين الحركة والاضطراب: (203) .
723 - الفرق بين الحركة والسكون: (113) .
__________
(1) القلم 68: 25.
(2) الحرص والطمع.
في مفردات الراغب (الحرص: 163، والطمع 458) .
والتعريفات (الحرص: 90) .
والفرائد: 66.
(3) البقرة 2: 75.
(4) النحل 16: 37.
(5) العبارة في ط: " في: في اسلامهم كان اكبر من رغبة المؤمنين ... ".
(*)
(1/183)
724 - الفرق بين الحركة والنقلة: (2219) .
725 - الفرق بين الحرمان والحرف: أن الحرمان عدم الظفر بالمطلوب عند السؤال يقال سأله فحرمه، والحرف عدم الوصول إلى المنافع من جهة الصنائع يقال للرجل إذا لم يصل إلى إحراز المنافع في صناعته إنه محارف وقد يجعل المحروم خلاف المرزوق في الجملة فيقال هذا محروم وهذا مرزوق.
726 - الفرق بين الحزم والعزم: (1436) .
727 - الفرق بين قولك حري به وجدير به خليق به وقمين به: (1746) .
728 - الفرق بين الحريق والجحيم والسعير والنار: (1105) .
729 - الفرق بين الحزب والثلة والجماعة والزمرة والفوج: (1660) .
730 - الفرق بين الحزن والبث: أن قولنا الحزن يفيد غلظ الهم، وقولنا البث يفيد أنه ينبث ولا ينكتم من قولك أبثثته ما عندي وبثثته إذا أعلمته
إياه، وأصل الكلمة كثرة التفريق ومنه قوله تعالى " كالفراش المبثوث " (1) وقال تعالى " إنما أشكو بثي وحزني إلى الله " (2) فعطف البث على الحزن لما بينهما من الفرق في المعنى وهو ما ذكرناه.
" اشارة بهذا العدد.
731 - الفرق بين الحزن والبث (3) : قيل: البث أشد الحزن، الذي لا يصبر عليه
__________
(1) القارعة 101: 4.
(2) يوسف 12: 86.
(3) البث والحزن.
في الكليات (البث 1: 428، الحزن، 2: 174) .
في المفردات (البث: 48، والحزن: 166) .
(*)
(1/184)
صاحبه، حتى يبثه أو يشكوه.
والحزن: أشد الهم.
وقيل: البث: ما أبداه الانسان، والحزن: ما أخفاه، لان الحزن مستكن في القلب، والبث: ما بث وأظهر وكل شئ فرقته فقد بثثته.
ومنه قوله تعالى: " وبث فيها من كل دابة " (1) .
فالبث غير الحزن.
وقيل: هما بمعنى، وقوله تعالى: " إنما أشكوا بثي وحزني إلى الله " (2) من عطف الشئ على رديفه.
(اللغات) .
732 - الفرق بين الحزن والكآبة: (1772) .
733 - الفرق بين الحزن والكرب: أن الحزن تكاثف الغم وغلظه مأخوذ من الارض الحزن وهو الغليظ الصلب، والكرب تكاثف الغم مع ضيق الصدر ولهذا يقال لليوم الحار يوم كرب أي كرب من فيه وقد كرب الرجل وهو مكروب وقد كربه إذا غمه وضيق صدره.
734 - الفرق بين الحسبان والظن: (1375) .
735 - الفرق بين الحسبان والزعم (3) : الفرق بينهما أن الحسبان لا يكون إلا باطلا.
قال تعالى: " أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا
لا ترجعون " (4) .
والزعم قد يكون حقا، وقد يكون باطلا، قال الشاعر: [14 / ب]
__________
والمادة في الفرائد ص: 46.
(1) البقرة 2: 164.
(2) يوسف 12: 86.
(3) الحسبان والزعم.
في الكليات (الحسبان 2: 248، والزعم 2: 409) .
والتعريفات (الزعم: 119) .
الفرائد: 662.
المفردات (الحسبان: 167، الزعم: 312) .
(4) المؤمنون 23: 115.
(*)
(1/185)
يقول هلكنا إن هلكت وإنما * على الله أرزاق العباد كما زعم! فإن هذا الزعم حق.
(اللغات) .
736 - الفرق بين الحسد والغبط: (1536) .
737 - الفرق بين الحسرة والاسف والغم: أن الحسرة غم يتجدد لفوت فائدة فليس كل غم حسرة.
والاسف حسرة معها غضب أو غيظ والآسف الغضبان المتلهف على الشئ ثم كثر ذلك حتى جاء في معنى الغضب وحده في قوله تعالى " فلما آسفونا إنتقمنا منهم " (1) أي أغضبونا، وإستعمال الغضب في صفات الله تعالى مجاز وحقيقته إيجاب العقاب للمغضوب عليه.
738 - الفرق بين قولنا حس يحس وبين قولنا درك يدرك: أن الصفة بحس مضمنة بالحاسة والصفة تدرك مطلقة، والحاسة إسم لما يقع به إدراك شئ مخصوص ولذلك قلنا الحواس أربع السمع والبصر والذوق والشم، وإدراك الحرارة والبرودة لا تختص بآلة والله تعالى لم يزل مدركا بمعنى أنه لم يزل عالما وهو مدرك للطعم والرائحة لانه مبين لذلك من
وجه يصح أن يتبين منه لنفسه، ولا يصح أن يقال إنه يشم ويذوق لان الشم ملابسة المشموم للانف، والذوق ملابسة المذوق للفم، ودليل ذلك قولك شممته فلم أجد له رائحة وذقته فلم أجد له طعما، ولا يقال إن الله يحس بمعنى أنه يرى ويسمع إذ قولنا يحس يقتضي حاسة.
739 - الفرق بين الحس والعلم: أن الحس هو أول العلم ومنه قوله تعالى " فلما
__________
(1) الزخرف 43: 55.
(*)
(1/186)
أحس عيسى منهم الكفر " (1) أي علمه في أول وهلة، ولهذا لا يجوز أن يقال ان الانسان يحس بوجود نفسه، قلنا وتسمية العلم حسا وإحساسا مجاز ويسمى بذلك لانه يقع مع الاحساس والاحساس من قبيل الادراك، والآلات التي يدرك بها حواس كالعين والاذن والانف والفم، والقلب ليس من الحواس لان العلم الذي يختص به ليس بإدراك وإذا لم يكن العلم إدراكا لم يكن محله حاسة، وسميت الحاسة حاسة على النسب لا على الفعل لانه لا يقال منه حسست وإنما يقال أحسستهم إذا أبدتهم قتلا مستأصلا، وحقيقته أنك تأتي على إحساسهم فلا تبقي لهم حسا.
740 - الفرق بين الحسن والبهجة: (424) .
741 - الفرق بين الحسن والجمال: (647) .
742 - الفرق بين الحسنة والحسن: أن الحسنة هي الاعلى في الحسن لان الهاء داخلة للمبالغة فلذلك قلنا إن الحسنة تدخل فيها الفروض والنوافل ولا يدخل فيها المباح وإن كان حسنا لان المباح لا يستحق عليه الثواب ولا الحمد ولذلك رغب في الحسنة وكانت طاعة فيه المباح لان كل
مباح حسن ولكنه لا ثواب فيه ولا حمد فليس هو بحسنة.
743 - الفرق بين الحسن والحسنة: (742) .
744 - الفرق بين الحسن والصباحة: (1239) .
__________
(1) آل عمران 3: 52.
(*)
(1/187)
745 - الفرق بين الحسن والعدل: أن الحسن ما كان القادر عليه فعله ولا يتعلق بنفع واحد أو ضره والعدل حسن يتعلق بنفع زيد أو ضر غيره ألا ترى انه يقال إن أكل الحلال حسن وشرب المباح حسن وليس ذلك بعدل.
746 - الفرق بين قولنا يحسن وبين قولنا يعلم: أن قولنا فلان يحسن كذا بمعنى يعلمه مجازا، وأصله فيما يأتي الفعل الحسن ألا ترى انه لا يجئ له مصدر إذا كان بمعنى العلم البتة فقولنا فلان يحسن الكتابة معناه أنه يأتي بها حسنة من غير توقف وإحتباس، ثم كثر ذلك حتى صار كأنه العلم وليس به.
747 - الفرق بين الحسن والقسامة: (1719) .
748 - الفرق بين الحسن والمباح: (1907) .
749 - الفرق بين الحسن والوسامة: (2308) .
750 - الفرق بين الحسن والوضاءة: (2317) .
751 - الفرق بين الحشر والجمع: أن الحشر هو الجمع مع السوق، والشاهد قوله تعالى " وابعث في المدائن حاشرين " (1) أي إبعث من يجمع السحرة ويسوقهم إليك، ومنه يوم الحشر لان الخلق يجمعون فيه ويساقون إلى الموقف، وقال صاحب المفصل: لا يكون الحشر إلا في المكروه، وليس كما قال لان الله تعالى يقول " يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا " (2)
__________
(1) الشعراء 26: 36.
(2) مريم 19: 85.
(*)
(1/188)
وتقول القياس جمع بين مشتبهين يدل الاول على صحة الثاني ولا يقال في ذلك حشر وإنما يقال الحشر فيما يصح فيه السوق على ما ذكرنا وأقل الجمع عند شيوخنا ثلاثة، وكذلك هو عند الفقهاء، وقال بعضهم إثنان وإحتج بأنه مشتق من أجتماع شئ إلى شئ وهذا وإن كان صحيحا فإنه قد خص به شئ بعينه، كما أن قولنا دابة وإن كان يوجب إشتقاقه إن جرى على كل مادب فإنه قد خص به شئ بعينه فاما قوله عليه الصلاة والسلام " الاثنان فما فوقهما جماعة " فان ذلك ورد في الحكم لا في تعليم الاسم لان كلامه صلى الله عليه [وآله] وسلم يجب أن يحمل على ما يستفاد من جهته دون ما يصح أن يعلم من جهته، وأما قوله تعالى " هذان خصمان إختصموا " (1) وقوله تعالى " وكنا لحكمهم شاهدين " (2) يعني داود وسليمان عليهما السلام فإن ذلك مجاز كقوله تعالى " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " (3) ولو كان لفظ الجمع حقيقة في الاثنين لعقل منه الاثنان كما يعقل منه الثلاثون، وإذا كان قول الرجل رأيت الرجال لا يفهم منه إلا ثلاثة علمنا أن قول الخصم باطل.
752 - الفرق بين الحشر والنشر (4) : الحشر لغة: إخراج الجماعة عن مقرهم، وإزعاجهم، وسوقهم إلى الحرب، ونحوها.
ثم خص في عرف الشرع عند الاطلاق بإخراج الموتى عن قبورهم، وسوقهم إلى الموقف للحساب والجزاء.
__________
(1) الحج 22: 19.
(2) الانبياء 21: 78.
(3) الحجر 15: 9.
(4) الحشر والنشر.
في المفردات (الحشر 171، والنشر 750) .
والفرائد: 69.
(*)
(1/189)
قال الراغب: لا يقال: الحشر إلا للجماعة (1) .
قلت: هذا في أصل اللغة وإلا فقد يستعمل في الواحد والاثنين.
ومنه دعاء الصحيفة الشريفة (2) : " وارحمني في حشري ونشري ".
والنشر إحياء الميت بعد موته.
ومنه قوله تعالى: " ثم إذا شاء أنشره " (3) أي أحياه.
(اللغات) .
753 - الفرق بين الحصر والاحصار: (76) .
754 - الفرق بين الحصر والحبس: أن الحصر هو الحبس مع التضييق يقال حصرهم في البلد لانه إذا فعل ذلك فقد منعهم عن الانفساح في الرعي والتصرف في الامور ويقال حبس الرجل عن حاجته وفي الحبس إذا منعه عن التصرف فيها، ولا يقال حصر في هذا المعنى دون أن يضيق عليه وهو في حصار أي ضيق، والحصر إحتباس النجو كأنه من ضيق المخرج كذا قال أهل اللغة ويجوز أن يقال إن الحبس يكون لمن تمكنت منه والحصر لمن لم تتمكن منه وذلك أنك إذا حاصرت أهل بلد في البلد فإنك لم تتمكن منهم وإنما تتوصل بالحصر إلى التمكن منهم والحصر في هذا سبب التمكن والحبس يكون بعد التمكن.
755 - الفرق بين الحصر والصد (4) : هما بمعنى المنع، لكن اصطلح الفقهاء بتسميته: الممنوع عن الحج بالمرض محصورا، والممنوع بالعدو مصدودا.
(اللغات) .
__________
(1) في مفردات الراغب: إلا في الجماعة.
(2) الصحيفة السجادية الكاملة: 226.
(3) عبس 80: 22.
(4) الحصر والصد.
في المفردات (الحصر: 172، والصد: 406) .
والتعريفات (الحصر 92) .
والفرائد: 69.
(*)
(1/190)
756 - الفرق بين الحصة والنصيب: أن بعضهم قال إن الحصة هي النصيب الذي بين وكشفت وجوهه وزالت الشبهة عنه وأصلها من الحصص وهو أن يحص الشعر عن مقدم الرأس حتى ينكشف، ومنه قول ابن الاسكت: قد حصت البيضة رأسي فما * أطعم نوما غير تهجاع وفي القرآن " الآن حصحص الحق " (1) ولهذا يكتب أصحاب الشروط حصته من الدار كذا ولا يكتبون نصيبه لان ما تتضمنه الحصة من معنى التبيين والكشف لا يتضمنه النصيب، وعندنا إن الحصة هي ما ثبت للانسان وكل شئ حركته لتثبته فقد حصحصته وهذه حصتي أي ما ثبت لي وحصته من الدار ما ثبت له منها وليس يقتضي أن يكون عن مقاسمة كما يقتضي ذلك النصيب.
757 - الفرق بين الحض والحث: (691) .
758 - الفرق بين الحظ والرزق: (999) .
759 - الفرق بين الحظ والقسم: (1722) .
760 - الفرق بين الحظ والنصيب: (2177) .
761 - الفرق بين الحفظ والحراسة: (713) .
762 - الفرق بين الحفظ والحماية: (794) .
__________
(1) يوسف 12: 51.
(*)
(1/191)
763 - الفرق بين الحفظ والرعاية: أن نقيض الحفظ الاضاعة ونقيض الرعاية الاهمال ولهذا يقال للماشية إذا لم يكن لها راع همل، والاهمال هو ما يؤدي إلى الضياع فعلى هذا يكون الحفظ صرف المكاره عن الشئ لئلا يهلك، والرعاية فعل السبب الذي يصرف المكاره عنه ومن ثم يقال فلان يرعى العهود بينه وبين فلان أي يحفظ الاسباب التي تبقى معها تلك العهود ومنه راعي المواشي لتفقده امورها ونفي الاسباب التي يخشى عليها الضياع منها.
فأما قولهم للساهر أنه يرعى النجوم فهو تشبيه براعي المواشي لانه يراقبها كما يراقب الراعي مواشيه.
764 - الفرق بين الحفظ والضبط: (1302) .
765 - الفرق بين الحفظ والعلم: أن الحفظ هو العلم بالمسموعات دون غيره من المعلومات ألا ترى أن أحدا لا يقول حفظت أن زيدا في البيت وإنما استعمل ذلك في الكلام ولا يقال للعلم بالمشاهدات حفظ، ويجوز أن يقال إن الحفظ هو العلم بالشئ حالا بعد حال من غير أن يخلله جهل أو نسيان، ولهذا سمي حفاظ القرآن حفاظا ولا يوصف الله بالحفظ لذلك.
766 - الفرق بين الحفظ والكلاءة: (1828) .
767 - الفرق بين الحفيظ والرقيب: (1025) .
768 - الفرق بين الحقبة والزمان: أن الحقبة إسم للسنة إلا أنها تفيد غير ما تفيده السنة وذلك أن السنة تفيد أنها جمع شهور والحقبة تفيد أنها
(1/192)
ظرف لاعمال ولامور تجري فيها مأخوذة من الحقيبة وهي ضرب من الظروف تتخذ من الادم يجعل الراكب فيها متاعه وتشد خلف رحله أو
سرجه.
وأما البرهة فبعض الدهر ألا ترى أنه يقال برهة من الدهر كما يقال قطعة من الدهر وقال بعضهم هي فارسية معربة.
769 - الفرق بين الحق والحقيقة: (776) .
770 - الفرق بين قولنا يحق له العبادة وقولنا يستحق العبادة: أن قولنا يحق له العبادة يفيد أنه على صفة يصح أنه منعم، وقولنا يستحق يفيد أنه قد أنعم واستحق وذلك أن الاستحقاق مضمن بما يستحق لاجله.
771 - الفرق بين قولنا يستحق العبادة وقولنا يحق له العبادة: (770) .
772 - الفرق بين الحق والصدق: أن الحق أعم لانه وقوع الشئ في موقعه الذي هو أولى به، والصدق الاخبار عن الشئ على ما هو به، والحق يكون إخبارا وغير إخبار.
773 - الفرق بين الحق والصدق (1) : الحق في اللغة: هو الثابت الذي لا يسوغ إنكاره من حق الشئ، يحق، إذا ثبت ووجب (2) .
وفي اصطلاح أهل المعاني: الحكم المطابق للواقع، يطلق على الاقوال والعقائد، والاديان، والمذاهب باعتبار اشتمالها على ذلك، ويقابله الباطل.
__________
(1) الحق والصدق.
في الكليات (الحق 3: 110 والصدق 2: 237) .
والتعريفات: 94.
والمفردات: 69 - 70.
(2) كلمة: " وجب " سقطت من خ.
(*)
(1/193)
وأما الصدق، فقد شاع في الاقوال خاصة، ويقابله الكذب.
وقد يفرق بينهما بأن المطابقة تعتبر في الحق من جانب الواقع وفي الصدق من جانب الحكم، فمعنى صدق الحكم مطابقته للواقع.
ومعنى حقيته: مطابقة الواقع إياه، وقد يطلق الحق على الموجد للشئ (1) ، وعلى
الحكمة، ولما يوجد عليه، كما يقال: الله: حق (2) ، وكلمته: حق.
وقد يراد به الاقبال على الله تعالى بلزوم الاعمال الصالحة المطابقة للعقائد المطابقة للواقع، وبالباطل: الالتفات عنه إلى غير ذلك مما لا يجدي نفعا في الآخرة.
(اللغات) .
774 - الفرق بين الحقير والصغير: أن الحقير من كل شئ ما نقص عن المقدار المعهود لجنسه يقال هذه دجاجة حقيرة إذا كانت ناقصة الخلق عن مقادير الدجاج ويكون الصغر في السن وفي الحجم تقول طفل صغير وحجر صغير ولا يقال حجر حقير لان الحجارة ليس لها قدر معلوم فإذا نقص شئ منها عنه سمي حقيرا كما أن الدجاج والحجل وما أشبهها لها أقدار معلومة فإذا نقص شئ من جملتها عنه سمي حقيرا، والصغير يكون صغيرا بالاصافة إلى ما هو أكبر منه وسواء كان من جنسه أو لا فالكوز صغير بالاضافة إلى الجرة والجمل صغير بالاضافة إلى الفيل ولا يقال للجمل صغير على الاطلاق وإنما يقال هو صغير بجنب الفيل.
775 - الفرق بين الحقيقة والحد: (700) .
776 - الفرق بين الحقيقة والحق: أن الحقيقة ما وضع من القول موضعه في أصل
__________
(1) الواو سقطت من ط.
(2) (حق) لم ترد في ط.
(*)
(1/194)
اللغة حسنا كان أو قبيحا والحق ما وضع موضعه من الحكمة فلا يكون إلا حسنا وإنما شملهما إسم التحقيق لاشتراكهما في وضع الشئ منهما موضعه من اللغة والحكمة.
777 - الفرق بين الحقيقة والذات: (935) .
778 - الفرق بين الحقيقة والمعنى: (2039) .
779 - الفرق بين الحكم والحاكم: أن الحكم يقتضي أنه أهل أن يتحاكم إليه، والحاكم الذي من شأنه أن يحكم.
فالصفة بالحكم أمدح وذلك أن صفة حاكم جار على الفعل فقد يحكم الحاكم بغير الصواب فأما من يستحق الصفة بحكم فلا يحكم إلا بالصواب لانه صفة تعظيم ومدح.
780 - الفرق بين الحكم والقضاء: (1734) .
781 - الفرق بين الحكيم والعالم: أن الحكيم على ثلاثة أوجه أحدهما بمعنى المحكم مثل البديع بمعنى المبدع والسميع بمعنى المسمع، والاخر بمعنى محكم وفي القرآن " فيها يفرق كل أمر حكيم " (1) أي محكم، وإذا وصف الله تعالى بالحكمة من هذا الوجه كان ذلك من صفات فعله، والثالث الحكيم بمعنى العالم بأحكام الامور فالصفة به أخص من الصفة بعالم، وإذا وصف الله به على هذا الوجه فهو من صفات ذاته.
782 - الفرق بين الحلال والطيب (2) : قال بعض أصحابنا: الحلال والطيب
__________
(1) الدخان 44: 4.
(2) الحلال والطيب.
في الكليات: 2: 253.
(*)
(1/195)
- وإن كانا (1) متقاربين، بل متساويين في اللغة، إلا أن المستفاد من الاخبار أن بينهما فرقا في عرف الائمة - عليهم السلام -.
انتهى.
وكان الفرق هو أن الطيب: ما هو طيب في ظاهر الشرع سواء كان طيبا في الواقع أم لا.
والحلال: ما هو حلال وطيب (2) في الواقع لم تعرضه النجاسة والخباثة قطعا، ولم تتناوله أيدي المتغلبة أصلا.
وقد ورد أنه قوت الانبياء عليهم السلام، وأنه نادر جدا، وأما ما وقع
من طلبه في بعض الادعية فالمراد به ما هو بمعنى الطيب.
* وهذا ولا يخفى أن الغالب استعمال الطيب بمعنى المستحسن المرغوب فيه، ويقابله الخبيث، وقد حكي في شأن نزول قوله تعالى: " أنفقوا من طيبات ما كسبتم " (3) .
أنهم كانوا يأتون أخبث الثمر وأرداه فيخرجونه في زكواتهم وصدقاتهم، فنهوا عنه.
* (4) (اللغات) .
783 - الفرق بين الحلال والمباح: أن الحلال هو المباح الذي علم إباحته بالشرع، والمباح لا يعتبر فيه ذلك تقول المشي في السوق مباح ولا تقول حلال، والحلال خلاف الحرام والمباح خلاف المحظور وهو الجنس الذي لم يرغب فيه، ويجوز أن يقال هو ما كان لفاعله أن يفعله ولا ينبئ عن مدح ولا ذم وقيل هو ما أعلم المكلف أو دل على حسنه وإنه لا ضرر عليه في فعله ولا تركه، ولذلك لا توصف أفعال الله تعالى بأنها مباحة
__________
والتعريفات (الحلال: 98) .
والمفردات (الحلال: 183 أو الطيب: 464) .
والفرائد: 189.
(1) في خ: وإن كان.
(2) في خ: والطيب في الواقع.
(3) البقرة 2: 267.
(4) ما بين نجمتين من خ فقط ولم يرد في: ط.
(*)
(1/196)
ولا توصف أفعال البهائم بذلك فمعنى قولنا أنه على الاباحة أن للمكلف أن ينتفع به ولا ضرر عليه في ذلك وإرادة المباح والامر به قبيح لانه لا فائدة فيه إذ فعله وتركه سواء في أنه لا يستحق عليه ثواب وليس كذلك الحلال.
784 - الفرق بين الحلال والمباح (1) : (2) * الحلال من حل العقد في التحريم.
والمباح: من التوسعة في الفعل.
كذا قيل.
والمراد أن (3) * الحلال ما نص الشارع على حله، فكأنه انحل من عقد التحريم.
والمباح: ما لم ينص على تحريمه في حكم خاص أو عام.
فالانسان في توسعه (4) من حكمه، بمعنى أنه يجوز له تناول ذلك واستعماله، كبعض الاطعمة والالبسة التي لم ينص الشارع على تحريمها عموما أو خصوصا.
(اللغات) .
785 - الفرق بين الحلف والقسم: (1723) .
786 - الفرق بين الحلم والامهال: أن كل حلم إمهال وليس كل إمهال حلما لان الله تعالى لو أمهل من أخذه لم يكن هذا الامهال حلما لان الحلم صفة مدح والامهال على هذا الوجه مذموم وإذا كان الاخذ والامهال سواء في الاستصلاح فالامهال تفضل والانتقام عدل وعلى هذا يجب
__________
(1) الحلال والمباح.
في الكليات 2: 253.
المفردات (الحلال: 182) .
- والفرائد: 70.
(2) - (3) ما بين نجمتين من نسخة ط فقط ولم يرد في خ.
(4) سقط من ط عبارة: في توسعة.
(*)
(1/197)
أن يكون ضد الحلم السفه إذا كان الحلم واجبا لان ضده استفساد فلو فعله لم يكن ظلما إلا أنه لم يكن حكمة ألا ترى أنه قد يكون الشئ سفها وإن لم يكن ضده حلما وهذا نحو صرف الثواب عن المستحق إلى غيره لان ذلك يكون ظلما من حيث حرمة من استحقه ويكون سفها من حيث وضع في غير موضعه ولو أعطي مثل ثواب المطيعين من لم يطع لم يكن ذلك ظلما لاحد ولكن كان سفها لانه وضع الشئ في غير
موضعه، وليس يجب أن تكون إثابة المستحقين حلما وإن كان خلاف ذلك سفها فثبت بذلك أن الحلم يقتضي بعض الحكمة وأن السفه يضاد ما كان من الحلم واجبا لا ما كان منه تفضلا وأن السفه نقيض الحكمة في كل وجه، وقولنا الله حليم من صفات الفعل، ويكون من صفات الذات بمعنى أهل لان يحلم إذا عصي، ويفرق بين الحلم والامهال من وجه آخر وهو أن الحلم لا يكون إلا عن المستحق للانتقام وليس كذلك الامهال ألا ترى أنك تمهل غريمك إلى مدة ولا يكون ذلك منك حلما، وقال بعضهم لا يجوز أن يمهل أحد غيره في وقت إلا ليأخذه في وقت آخر.
787 - الفرق بين الحلم والاناة: (298) .
788 - الفرق بين الحلم والرؤيا (1) : كلاهما ما يراه الانسان في المنام، لكن غلبت الرؤيا على ما يراه من الخير، والشئ الحسن، والحلم: ما يراه من الشر والشئ القبيح، ويؤيده الحديث: " الرؤيا من الله والحلم من
__________
(1) الحلم والرؤيا.
في الكليات: (2: 260) .
في المفردات (الحلم: 185، والرؤيا: 304) .
- والفرائد: 70.
(*)
(1/198)
الشيطان " (1) (اللغات) .
789 - الفرق بين الحلم والصبر: أن الحلم هو الامهال بتأخير العقاب المستحق، والحلم من الله تعالى عن العصاة في الدنيا فعل ينافي تعجيل العقوبة من النعمة والعافية، ولا يجوز الحلم إذا كان فيه فساد على أحد من المكلفين وليس هو الترك لتعجيل العقاب لان الترك لا يجوز على الله تعالى لانه فعل يقع في محل القدرة يضاد المتروك ولا يصح الحلم إلا ممن يقدر على
العقوبة وما يجري مجراها من التأديب بالضرب وهو ممن لا يقدر على ذلك ولهذا قال الشاعر: * لا صفح ذل ولكن (2) * صفح أحلام * ولا يقال لتارك الظلم حليم إنما يقال حلم عنه إذا أخر عقابه أو عفا عنه ولو عاقبه كان عادلا، وقال بعضهم ضد الحلم السفه، وهو جيد لان السفه خفة وعجلة وفي الحلم أناة وإمهال، وقال المفضل السفه في الاصل قلة المعرفة بوضع الامور مواضعها وهو ضعف الرأي، قال أبو هلال: وهذا يوجب أنه ضد الحلم لان الحلم من الحكمة والحكمة وجود الفعل على جهة الصواب، قال المفضل: ثم أجري السفه على كل جهل وخفة يقال سفه رأيه سفها، وقال الفراء: سفه غير متعد وإنما ينصبب رأيه على التفسير، وفيه لغة أخرى سفه يسفه سفاهة، وقيل السفيه في قوله تعالى " فإن كان الذي عليه الحق سفيها " (3) هو الصغير وهذا يرجع إلى أنه القليل المعرفة، والدليل على أن الحلم أجري مجرى الحكمة نقيضا للسفه قول المتلمس:
__________
(1) مختصر صحيح مسلم: 160.
(2) " ولا خ ل ".
(3) البقرة 2: 282.
(*)
(1/199)
لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا * وما علم الانسان إلا ليعلما أي لذي المعرفة والتمييز، وأصل السفه الخفة ثوب سفيه أي خفيف، وأصل الحلم في العربية اللين ورجل حليم أي لين في معاملته في الجزاء على السيئة بالاناة، وحلم في النوم لان حال النوم حال سكون وهدوء واحتلم الغلام وهو محتلم وحالم يرجع إلى قولهم حلم في النوم، وحلمة
الثدي الناتئ في طرفه لما يخرج منها من اللبن الذي يحلم الصبي وحلم الاديم ثقل بالحلم وهو قردان عظيمة لينة الملمس وتحلم الرجل تكلف الحلم.
والصبر حبس النفس لمصادفة المكروه، وصبر الرجل حبس نفسه عن إظهار الجزع، والجزع إظهار ما يلحق المصاب من المضض (1) والغم وفي الحديث " يصبر الصابر ويقتل القاتل " (2) والصابر هاهنا هو الذي يصبر النفس عن القتل، ولا تجوز الصفة على الله تعالى بالصبر لان المضار لا تلحقه وتجوز الصفة عليه بالحلم لانه صفة مدح وتعظيم وإذا قال قائل اللهم حلمك عن العصاة أي إمهالك فذلك جائز على شرائط الحكمة من غير أن يكون فيه مفسدة وإمهال الله تعالى إياهم مظاهرة عليهم.
790 - الفرق بين الحلم والوقار: (2325) .
791 - الفرق بين الحلوان والبسلة والرشوة: (395) .
792 - الفرق بين الحلية والهيئة: أن الحلية هيئة زائدة على الهيئة التي لابد منها كحلية السكين والسيف إنما هي هيئة زائدة على هيئة السكين والسيف وتقول حليته إذا هيأته هيئة لم تشمله بل تكون كالعلامة فيه ومن ثم
__________
(1) (المضرة خ ل) .
(2) لم نعثر عليه.
(*)
(1/200)
سمي الحلي الملبوس حليا.
793 - الفرق بين الحماقة والرقاعة: (1021) .
794 - الفرق بين الحماية والحفظ: أن الحماية تكون لما لا يمكن إحرازه وحصره مثل الارض والبلد تقول هو يحمي البلد والارض وإليه حماية البلد، والحفظ يكون لما يحرز ويحصر وتقول هو يحفظ دراهمه ومتاعه ولا تقول يحمي دراهمه ومتاعه ولا يحفظ الارض والبلد إلا أن يقول ذلك عامي
لا يعرف الكلام.
795 - الفرق بين الحمد والاحماد: أن الحمد من قبيل الكلام على ما ذكرناه، والاحماد معرفة تضمرها ولذلك دخلته الالف فقلت أحمدته لانه بمعنى أصبته ووجدته فليس هو من الحمد في شئ.
796 - الفرق بين الحمد والشكر: (1211) .
797 - الفرق بين الحمد والشكر والمدح (1) : الحمد: هو الثناء باللسان على الجميل، سواء تعلق بالفضائل كالعلم، أم (2) بالفواضل كالبر.
والشكر: فعل ينبئ عن تعظيم المنعم لاجل النعمة، سواء أكان نعتا باللسان، أو اعتقادا، أو محبة بالجنان، أو عملا وخدمة بالاركان.
وقد جمعها الشاعر في قوله (3) :
__________
(1) الحمد والشكر والمدح.
نقل من مادة الحمد والشكر: في أدب الكاتب: 36.
والمادة في التعريفات (الحمد 98، والشكر 133 والمدح 129) .
والفرائد: 71.
المفردات (الحمد: 186.
الشكر.
389) .
(2) أم: سقطت من ح.
(3) " في قوله " لم ترد في ط.
(*)
(1/201)
أفادتكم النعماء مني ثلاثة * يدي ولساني والضمير المحجب فالحمد أعم مطلقا، لانه يعم النعمة وغيرها، وأخص موردا إذ هو باللسان فقط، والشكر بالعكس، إذ متعلقه النعمة فقط، ومورده اللسان وغيره.
فبينهما عموم وخصوص من وجه، فهما يتصادقان في الثناء باللسان على الاحسان، ويتفارقان في صدق (1) الحمد فقط على النعت بالعلم مثلا، وصدق الشكر فقط على المحبة بالجنان، لاجل الاحسان.
وأما الفرق بين الحمد والمدح فمن وجوه: منها: أن المدح للحي ولغير
الحي كاللؤلؤ واليواقيت الثمينة.
والحمد للحي فقط.
ومنها: أن المدح قد يكون قبل الاحسان وقد يكون بعده، والحمد إنما يكون بعد الاحسان.
ومنها: أن المدح قد يكون منهيا عنه.
قال - صلى الله عليه وآله - " احثوا التراب على وجوه المداحين " (2) .
والحمد مأمور به مطلقا.
قال صلى الله عليه وآله: " من لم يحمد الناس لم يحمد الله "؟ ومنها أن المدح عبارة عن القول الدال على أنه مختص بنوع من أنواع الفضائل باختياره، وبغير اختياره (3) .
والحمد قول دال على أنه مختص بفضيلة من الفضائل معينة وهي فضيلة الانعام إليك، وإلى غيرك، ولابد أن يكون على جهة التفضيل لا على التهكم والاستهزاء.
__________
(1) في ط: في الصدق الحمد.
(2) في النهاية في غريب الحديث 1: 339.
(3) قوله " وبغير اختياره " سقطت من ط.
(*)
(1/202)
ومنها أن الحمد نقيضه الذم، ولهذا قيل: (1) " الشعير يؤكل ويذم ".
والمدح نقيضه الهجاء.
هذا والزمخشري لم يفرق بينهما.
قال في الكشاف (2) : " الحمد والمدح أخوان ".
بمعنى واحد.
(اللغات) .
798 - الفرق بين الحمد والمدح: أن الحمد لا يكون إلا على إحسان والله حامد لنفسه على إحسانه إلى خلقه فالحمد مضمن بالفعل، والمدح يكون بالفعل
والصفة وذلك مثل أن يمدح الرجل باحسانه إلى نفسه وإلى غيره وان يمدحه بحسن وجهه وطول قامته ويمدحه بصفات التعظيم من نحو قادر وعالم وحكيم ولا يجوز أن يحمده على ذلك وإنما يحمده على إحسان يقع منه فقط.
799 - الفرق بين الحمق والجهل: أن الحمق هو الجهل بالامور الجارية في العادة، ولهذا قالت العرب: أحمق من دغة، وهي إمرأة ولدت فظنت أنها أحدثت فحمقتها العرب بجهلها بما جرت به العادة من الولادة، وكذلك قولهم أحمق من الممهورة إحدى خدمتيها وهي إمرأة راودها رجل عن نفسها فقالت لا تنكحني بغير مهر فقال لها مهرتك إحدى خدمتيك أي خلخاليك فرضيت فحمقها العرب بجهلها بما جرت به العادة في المهور، والجهل يكون بذلك وبغيره ولا يسمى الجهل بالله حمقا، وأصل الحمق الضعف ومن ثم قيل البقلة الحمقاء لضعفها، وأحمق الرجل إذا ضعف فقيل للاحمق أحمق لضعف عقله.
__________
(1) وما يزال في الامثال الدارجة المستعملة.
(2) قاله في تفسير سورة فاتحة الكتاب 1: 46.
وقول المصنف: بمعنى واحد، إضافة منه.
(*)
(1/203)
800 - الفرق بين الحميل والضمين: أن الحمالة ضمان الدية خاصة تقول حملت حمالة وأنا حميل وقال بعض العرب: حملت دماء عولت فيها على مالي وآمالي فقدمت مالي وكنت من أكبر آمالي فإن حملتها فكم من غم شفيت وهم كفيت وان حال دون ذلك حائل لم أذم يومك ولم أيأس من غدك.
والضمان يكون في ذلك وفي غيره.
801 - الفرق بين الحنان والمنان (1) : الحنان: الذي يقبل على من أعرض
عنه.
والمنان: الذي يبدأ بالنوال قبل السؤال.
روي ذلك عن أمير المؤمنين عليه السلام (اللغات) .
802 - الفرق بين الحنف والحيف: أن الحنف هو العدول عن الحق والحيف الحمل على الشئ حتى ينقصه، وأصله من قولك تحيفت الشئ إذا تنقصته من حافاته.
803 - الفرق بين الحوب والذنب: أن الحوب يفيد أنه مزجور عنه وذلك أن أصله في العربية الزجر ومنه يقال في زجر الابل حوب حوب وقد سمي الجمل به لانه يزجر وحاب الرجل يحوب وقيل للنفس حوباء لانها تزجر وتدعي.
804 - الفرق بين الحول والقوة (2) : قيل: الحول: القدرة على التصرف
__________
(1) الحنان والمنان.
في الكليات (الحنان 2: 266 والمنان 4: 303) .
المفردات (الحنان: 189، المنان: 720) .
(2) الحول والقوة: في الكليات (الحول 2: 209 والقوة 4: 30) .
والمفردات (الحول: 192 والقوة: 631) .
(*)
(1/204)
والقوة: مبدأ الافعال الشاقة، وروي عن مولانا أمير المؤمنين في تفسير.
لا حول ولا قوة إلا بالله، أن المعنى لا حائل عن المعاصي، ولا قوة على الطاعات إلا بالله، أي باستعانته وتوفيقه (اللغات) .
805 - الفرق بين الحياء والخجل: (834) .
806 - الفرق بين الحياة والروح: (1030) .
807 - الفرق بين الحياة والقدرة: (1692) .
808 - الفرق بين الحياة والنماء: أن الحياة هي ما تصير به الجملة كالشئ الواحد في جواز تعلق الصفات بها فأما قوله تعالى " فأحيينا به الارض بعد
موتها " (1) فمعناه أنا جعلنا حالها كحال الحي في الانتفاع بها، والصفة لله بأنه حي مأخوذة من الحياة على التقدير لا على الحقيقة كما أن صفته بأنه موجود مأخوذة من الوجود على التقدير وقد دل الدليل على أن الحي بعد أن لم يكن حيا حي من أجل الحياة فالذي لم يزل حيا ينبغي أن يكون حيا لنفسه، والنماء يزيد الشئ حالا بعد حال من نفسه لا بإضافة إليه فالنبات ينمي ويزيد وليس بحي والله تعالى حي ولا ينام، ولا يقال لمن أصاب ميراثا أو أعطي عطية أنه قد نما ماله وإنما يقال نما ماله إذا زاد في نفسه، والنماء في الماشية حقيقة لانها تزيد بتوالدها قليلا قليلا، وفي الورق والذهب مجاز فهذا هو الفرق بين الزيادة والنماء، ويقال للاشجار والنبات نوام لانها تزيد في كل يوم إلى أن تنتهي إلى حد التمام.
809 - الفرق بين الحياة والعيش: (1532) .
__________
(1) فاطر 35: 9.
(*)
(1/205)
810 - الفرق بين الحياكة والنساجة: (2164) .
811 - الفرق بين الحيرة والدهش: (928) .
812 - الفرق بين الحيف والحنف: (802) .
813 - الفرق بين الحيلة والتدبير: أن الحيلة ما أحيل به عن وجهه فيجلب به نفع أو يدفع به ضر، فالحيلة بقدر النفع والضر من غير وجه وهي في قول الفقهاء: على ضربين محظور ومباح فالمباح أن تقول لمن يحلف على وطئ جاريته في حال شرائه لها قبل أن يستبرئها أعتقها وتزوجها ثم وطأها وأن تقول لمن يحلف على وطئ امرأته في شهر رمضان أخرج في سفر وطأها.
والمحظور أن تقول لمن ترك صلاته ارتد ثم أسلم يسقط عنك قضاؤها،
وإنما سمي ذلك حيلة لانه شئ أحيل من جهة إلى جهة أخرى ويسمى تدبيرا أيضا.
ومن التدبير ما لا يكون حيلة وهو تدبير الرجل لاصلاح ماله وإصلاح أمر ولده وأصحابه، وقد ذكرنا (1) إشتقاق التدبير قبل.
814 - الفرق بين الحيلة والمكر: أن من الحيلة ما ليس بمكر وهو أن يقدر نفع الغير لا من وجهه فيسمى ذلك حيلة مع كونه نفعا، والمكر لا يكون نفعا.
وفرق آخر وهو أن المكر بقدر ضرر الغير من غير أن يعلم به وسواء كان من وجهه أو لا، والحيلة لا تكون إلا من غير وجهه، وسمى الله تعالى ما توعد به الكفار مكرا في قوله تعالى " فلا يأمن مكر الله إلا القوم
__________
(1) في العدد 471.
(*)
(1/206)
الخاسرون " (1) وذلك أن الماكر ينزل المكروه بالممكور به من حيث لا يعلم فلما كان هذا سبيل ما توعدهم به من العذاب سماه مكرا، ويجوز أن يقال سماه مكرا لانه دبره وأرسله في وقته، والمكر في اللغة التدبير على العدو فلما كان أصلهما واحدا قام أحدهما مقام الآخر، وأصل المكر في اللغة الفتل ومنه قيل جارية ممكورة أي ملتفة البدن وإنما سميت الحيلة مكرا لانها قيلت على خلاف الرشد.
815 - الفرق بين الحيلة والمكر (2) : قال الطبرسي رضي الله عنه: الحيلة قد تكون لاظهار ما يعسر من الفعل من غير قصد إلى الاضرار بالعبد (3) .
والمكر: حيلة على العبد توقعه في مثل الوهق (4) .
انتهى.
ولا يخفى أن مكر الله عباده كما قال تعالى: " ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين " (5) عبارة عن إيصال الجزاء إلى الماكر، واستدراجه
العبد من حيث لا يعلم، ومعاملته معاملة الماكر للممكور (6) .
816 - الفرق بين الحين والسنة: أن قولنا حين إسم جمع أوقاتا متناهية سواء كان سنة أو شهورا أو أياما أو ساعات ولهذا جاء في القرآن لمعان مختلفة،
__________
(1) الاعراف 7: 99.
(2) الحيلة والمكر: نقل المصنف عن مجمع البيان 1: 447.
- والمادة في الكليات (المكر 4: 182 و 4: 125 في أثناء الحديث عن الكيد) .
- والتعريفات (الحيلة: 100 والمكر 345) .
والمفردات (الحيلة 192 المكر: 715) .
(3) في الاصلين: بالغير.
وصوابه من مجمع البيان.
(4) الوهق: الحبل يرمى في أنشوطة فتؤخذ به الدابة والانسان.
(5) آل عمران 3: 54.
(6) في تفسير الطبرسي (1: 449) : " أي أنصف الماكرين وأعدلهم لان مكرهم ظلم ومكره عدل وإنصاف.
وإنما أضاف الله تعالى المكر إلى نفسه على مزاوجة الكلام ... ".
(*)
(1/207)
وبينه وبين الدهر فرق وهو أن الدهر يقتضي أنه أوقات متوالية مختلفة على ما ذكرنا (1) ولهذا قال الله عزوجل حاكيا عن الدهريين " وما يهلكنا إلا الدهر " (2) أي يهلكنا الدهر بإختلاف أحواله، والدهر أيضا لا يكون إلا ساعات قليلة ويكون الحين كذلك.
817 - الفرق بين الحيوان والحي: أن الحيوان هو الحي ذو الجنس ويقع على الواحد والجمع، وأما قوله تعالى " وان الدار الآخرة لهي الحيوان " (3) فقد قال بعضهم يعني البقاء يريد أنها باقية، ولا يوصف الله تعالى بأنه حيوان لانه ليس بذي جنس.
818 - الفرق بين الحي والحيوان: (817) .
__________
(1) في العدد 927.
(2) الجاثية 45: 24.
(3) العنكبوت 29: 64.
(*)
(1/208)
* (خ) *
819 - الفرق بين الخاص والخصوص: (851) .
820 - الفرق بين الخاطر والذكر: أن الخاطر يكون ابتداء ويكون عن عزوب، والذكر لا يكون إلا عن عزوب لانه إنما يذكر ما عزب (1) عنه وهو عرض ينافي النسيان.
821 - وأما الفرق بين الخاطر والذكر: فإن الخاطر مرور المعنى على القلب، والذكر حضور المعنى في النفس.
822 - الفرق بين الخاطر والنظر: أن الخاطر مرور معنى بالقلب بمنزلة خطاب مخاطب يحدث بضروب الاحاديث، والخواطر تنقسم بحب المعاني إذ كل معنى فله خاطر يختصه يخالف جنس ما يختص غيره ومن كمال العقل تصرف القلب بالخواطر ولا يصح التكليف إلا مع ذلك، وعند أبي علي: أن الخاطر جنس من الاعراض لا يوجد إلا في قلب حيوان وأنه شئ بين الفكر والذكر لان الذكر علم والفكر جنس من النظر الذي هو سبب العلم، والخواطر تنبه على الاشياء وتكون ابتداء ولا تولد علما، ومنزلة الخاطر في ذلك منزلة التخيل في أنه بين العلم والطن لانه تمثل
__________
(1) أي بعد.
(*)
(1/209)
شئ من غير حقيقة، وعند البلخي رحمه الله أنه كلام يحدثه الله تعالى في سمع الانسان أو يحدثه الملك أو الشيطان فإذا كان من الشيطان سمي
وسواسا، وإلى هذا ذهب أبو هاشم رحمه الله، والذي يدل علي أن الخاطر ليس بكلام ما يدل من أفعال الاخرس خطور الخواطر بقلبه وهو لا يعرف الكلام أصلا ولا يعرف معانيه، وعن إبراهيم: أنه لابد من خاطرين أحدهما يأمر بالاقدام والآخر بالكف ليصح الاختيار، وعن إبن الراوندي: أن خاطر المعصية من الله تعالى وأن ذلك كالعقل والشهوة لان الشهوة ميل الطبع المشتهي، والعقل التمييز بين الحسن والقبيح.
823 - الفرق بين الخالص والمحض: (1961) .
824 - الفرق بين الخالي والماضي: أن الخالي يقتضي خلو المكان منه وسواء خلا منه بالغيبة أو بالعدم ومنه لا يخلو الجسم من حركة أو سكون لامتناع خلو المكان منهما وأما لا يخلو الشئ من أن يكون موجودا أو معدوما فمعناه أنه لا يخلو من أن يصح له معنى إحدى الصفتين.
825 - الفرق بين الخبث والحدث: (698) .
826 - الفرق بين الخبر والامر: (287) .
827 - الفرق بين الخبر والبشارة: (396) .
828 - الفرق بين الخبر وبن الحديث: أن الخبر هو القول الذي يصح وصفه بالصدق والكذب ويكون الاخبار به عن نفسك وعن غيرك واصله ان يكون الاخبار به عن غيرك وما به (1) صار الخبر خبرا هو معنى غير
__________
(1) " له خ ل ".
(*)
(1/210)
صيغته لانه يكون على صيغة ما ليس بخبر كقولك رحم الله زيدا والمعنى اللهم إرحم زيدا.
والحديث في الاصل هو ما تخبر به عن
نفسك من غير أن تسنده إلى غيرك وسمي حديثا لانه لا تقدم له وإنما هو شئ حدث لك فحدثت به ثم كثر إستعمال اللفظين حتى سمي كل واحد منهما بإسم الآخر فقيل للحديث خبر وللخبر حديث، ويدل على صحة ما قلنا أنه يقال فلان يحدث عن نفسه بكذا وهو حديث النفس ولا يقال يخبر عن نفسه ولا هو خبر النفس، وإختار مشايخنا قولهم إن سأل سائل فقال أخبروني ولم يختاروا حدثوني لان السؤال إستخبار والمجيب مخبر، ويجوز أن يقال إن الحديث ما كان خبرين فصاعدا إذا كان كل واحد منهما متعلقا بالآخر فقولنا رأيت زيدا خبر، ورأيت زيدا منطلقا حديث، وكذلك قولك رأيت زيدا وعمرا حديث مع كونه خبرا.
829 - الفرق بين الخبر والشهادة: (1222) .
830 - الفرق بين الخبر والعلم: أن الخبر هو العلم بكنه المعلومات على حقائقها ففيه معنى زائد على العلم، قال أبو أحمد بن أبي سلمة رحمه الله: لا يقال منه خابر لانه من باب فعلت مثل طرقت وكرمت وهذا غلط لان فعلت لا يتعدى وهذه الكلمة تتعدى به وإنما هو من قولك خبرت الشئ إذا عرفت حقيقة خبره وأنا خابر وخبير من قولك خبرت الشئ إذا عرفت حقيقة خبره وأنا خابر وخبير من قولك خبرت الشئ إذا عرفته مبالغة مثل عليم وقدير ثم كثر حتى استعمل في معرفة كنهه وحقيقته قال كعب الاشقري (1) :
__________
(1) " الاسقري خ ل ".
(*)
(1/211)
وما جاءنا من نحو أرضك خابر * ولا جاهل إلا يذمك يا عمرو
831 - الفرق بين الخبر والنبأ (2133) .
832 - الفرق بين الختم والرسم: أن الختم ينبئ عن إتمام الشئ وقطع فعله وعمله تقول ختمت القرآن أي أتممت حفظه وقرأته وقطعت قراءته وختمت الكبر لانه آخر ما يفعل به لحفظه ولا ينبئ الرسم عن ذلك وإنما الرسم إظهار الاثر بالشئ ليكون علامة فيه وليس يدل على تمامه ألا ترى أنك تقول ختمت القرآن ولا تقول رسمته فإن أستعمل الرسم في موضع الختم في بعض المواضع فلقرب معناه من معناه، والاصل في الختم ختم الكتاب لانه يقع بعد الفراغ منه ومنه قوله تعالى " اليوم نختم على أفواههم " (1) .
منع وقوله تعالى " ختم الله على قلوبهم " (2) ليس بمنع ولكنه ذم بأنها كالممنوعة من قبول الحق على أن الرسم فارسي معرب لا أصل له في العربية فيجوز أن يكون بمعنى الختم لا فرق بينهما لانهما لغتان.
833 - الفرق بين الختم والطبع: (1339) .
834 - الفرق بين الخجل والحياء: أن الخجل معنى يظهر في الوجه لغم يلحق القلب عند ذهاب حجة أو ظهور على ريبة وما أشبه ذلك فهو شئ تتغير به الهيبة، والحياء هو الارتداع بقوة الحياء ولهذا يقال فلان يستحي في هذا الحال أن يفعل كذا، ولا يقال يخجل أن يفعله في هذه الحال لان هيئته لا تتغير منه قبل أن يفعله فالخجل مما كان والحياء مما يكون،
__________
(1) يس 36: 65.
(2) البقرة 2: 7.
(*)
(1/212)
وقد يستعمل الحياء موضع الخجل توسعا، وقال الانباري: أصل الخجل في اللغة الكسل والتواني وقلة الحركة في طلب الرزق ثم كثر إستعمال العرب له حتى أخرجوه على معنى الانقطاع في الكلام، وفي الحديث
" إذا جعتن وقعتن وإذا شبعتن خجلتن " وقعتن أي ذللتن وخجلتن كسلتن، وقال أبو عبيدة: الخجل هاهنا الاشر وقيل هو سوء إحتمال العناء وقد جاء عن العرب الخجل بمعنى الدهش قال الكميت: فلم يدفعوا عندنا ما لهم * لوقع الحروب ولم يخجلوا أي لم يقوا دهشين مبهوتين.
835 - الفرق بين الخدع والغرور: (1541) .
836 - الفرق بين الخدع والكيد: أن الخدع هو إظهار ما ينطق خلافه أراد إجتلاب نفع أو دفع ضر، ولا يقتضي أن يكون بعد تدبر ونظر وفكر ألا ترى أنه يقال خدعه في البيع إذا غشه من جشاء وهمه الانصاف وإن كان ذلك بديهة من غير فكر ونظر، والكيد لا يكون إلا بعد تدبر وفكر ونظر، ولهذا قال أهل العربية: الكيد التدبير على العدو وإرادة إهلاكه، وسميت الحيل التي يفعلها أصحاب الحروب بقصد إهلاك أعدائهم مكايد لانها تكون بعد تدبر ونظر، ويجئ الكيد بمعنى الارادة وهو قوله تعالى " كذلك كدنا ليوسف " (1) أي أردنا، ودل على ذلك بقوله " إلا أن يشاء الله " (2) وإن شاء الله بمعنى المشيئة، ويجوز أن يقال الكيد الحيلة التي تقرب وقوع المقصود به من المكروه وهو من قولهم كاد يفعل كذا أي قرب إلا أنه قيل في هذا يكاد وفي الاولى يكيد للتصرف في
__________
(1) يوسف 12: 76.
(2) الانسان 76: 30.
(*)
(1/213)
الكلام والتفرقة بين المعنيين، ويجوز أن يقال إن الفرق بين الخدع والكيد أن الكيد إسم لفعل المكروه بالغير قهرا تقول كايدني فلان أي ضرني قهرا، والخديعة إسم لفعل المكروه بالغير من غير قهر بل بأن يريد بأنه
ينفعه، ومنه الخديعة في المعاملة وسمى الله تعالى قصد أصحاب الفيل مكة كيدا في قوله تعالى " ألم يجعل كيدهم في تضليل " (1) وذلك أنه كان على وجه القهر.
837 - الفرق بين الخدمة والطاعة: أن الخادم هو الذي يطوف على الانسان متحققا في حوائجه ولهذا لا يجوز أن يقال إن العبد يخدم الله تعالى، وأصل الكلمة إلاطافة بالشئ ومنه سمي الخلخال خدمة ثم كثر ذلك حتى سمي الاشتغال بما يصلح به شأن المخدوم خدمة وليس ذلك من الطاعة والعبادة في شئ ألا ترى انه يقال فلان يخدم المسجد إذا كان يتعهده بتنظيف وغيره، وأما الحفد فهو السرعة في الطاعة ومنه قوله تعالى " بنين وحفدة " (2) وقولنا في القنوت وإليك نسعى ونحفد.
838 - الفرق بين الخرص والكذب: أن الخرص هو الحزر وليس من الكذب في شئ والخرص ما يحزر من الشئ يقال كم خرص نخلك أي كم يجئ من ثمرته وإنما أستعمل الخرص في موضع الكذب لان الخرص يجري على غير تحقيق فشبه بالكذب وأستعمل في موضعه، وأما التكذيب فالتصميم على أن الخبر كذب بالقطع عليه ونقيضه التصديق ولا تطلق صفة المكذب إلا لمن كذب بالحق لانها صفة ذم ولكن إذا قيدت فقيل مكذب بالباطل كان ذلك مستقيما وإنما صار المكذب صفة ذم وإن
__________
(1) الفيل 105: 2.
(2) النحل 16: 72.
(*)
(1/214)
قيل كذب بالباطل لانه من أصل فاسد وهو الكذب فصار الذم أغلب عليه كما أن الكافر صفة ذم وإن قيل كفر بالطاغوت لانه من أصل فاسد وهو الكفر.
839 - الفرق بين الخروج والفسق: (1620) .
840 - الفرق بين الخزي والذل: أن الخزي ذل مع إفتضاح وقيل هو الانقماع لقبح الفعل، والخزاية الاستحياء، لانه إنقماع عن الشئ لما فيه من العيب قال إبن درستويه: الخزي الاقامة على السوء خزي يخزي خزيا وإذا إستحيا من سوء فعله أو فعل به قيل خزي يخزي خزاية لانهما في معنى واحد وليس ذلك بشئ لان الاقامة على السوء والاستحياء من السوء ليسا بمعنى واحد.
841 - الفرق بين الخسران والوضيعة: (2318) .
842 - الفرق بين الخسوب والكسوف (1) : الغالب نسبة الكسوف إلى الشمس والخسوف إلى القمر، وعليه جرى قول جرير (2) .
والشمس كاسفة ليست بطالعة * تبكي عليك نجوم الليل والقمر وقد يطلق الكسوف عليهما معا.
وكذا الخسوف.
(اللغات) .
843 - الفرق بين الخشوع والتواضع (3) : قال الراغب في الفرق بينهما: إن التواضع يعتبر بالاخلاق والافعال الظاهرة والباطنة.
__________
(1) الخسوف والكسوف.
في الكليات 4: 125.
والمفردات: 212.
والفرائد: 79.
(2) ديوان جرير 2: 736.
والبيت في رثاء عمر بن عبد العزيز.
(3) التواضع والخشوع في مفردات الراغب: 213.
والكليات 2: 305.
والفرائد: 49.
(*)
(1/215)
والخشوع: يقال باعتبار الجوارح، ولذلك قيل: إذا تواضع القلب خشعت الجوارح.
(اللغات) .
844 - الفرق بين الخشوع والخضوع: أن الخشوع على ما قيل فعل يرى فاعليه أن من يخضع له فوقه وأنه أعظم منه، والخشوع في الكلام خاصة والشاهد
قوله تعالى " وخشعت الاصوات للرحمن " (1) وقيل هما من أفعال القلوب وقال إبن دريد: يقال خضع الرجل للمرأة وأخضع إذا ألان كلامه لها قال والخاضع المطأطئ رأسه وعنقه وفي التنزيل " فظلت أعناقهم لها خاضعين " (2) وعند بعضهم أن الخشوع لا يكون إلا مع خوف الخاشع المخشوع له ولا يكون تكلفا ولهذا يضاف إلى القلب فيقال خشع قلبه وأصله البس ومنه يقال قف خاشع للذي تغلب عليه السهولة، والخضوع هو التطامن والتطأطوء ولا يقتضي أن يكون معه خوف، ولهذا لا يجوز إضافته إلى القلب فيقال خضع قلبه وقد يجوز أن يخضع الانسان تكلفا من غير أن يعتقد أن المخضوع له فوقه ولا يكون الخشوع كذلك، وقال بعضهم الخضوع قريب المعنى من الخشوع إلا أن الخضوع في البدن والاقرار بالاستجداء والخشوع في الصوت.
845 - الفرق بين الخشوع والخضوع (3) : قال الفيروز آبادي (4) : الخشوع: الخضوع أو قريب من الخضوع أو هو في البدن.
والخشوع في الصوت والبصر.
__________
(1) طه 20: 108.
(2) الشعراء 26: 4.
(3) الخضوع والخشوع.
في الكليات 2: 35.
المفردات (الخشوع: 213 والخضوع: 215) .
والفرائد: 79.
(4) في القاموس (خ ش ع) .
(*)
(1/216)
وقال صاحب المحكم (1) : خشع يخشع خشوعا، [16 / أ] وتخشع رمى ببصره نحو الارض، وخفض صوته (2) .
وقيل: الخشوع قريب من الخضوع إلا أن الخضوع في البدن والخشوع في الصوت والبصر، لقوله تعالى: " خاشعة أبصارهم " (3) وقوله:
" وخشعت الاصوات للرحمن " (4) .
انتهى.
قلت: ويناسب التفسير (5) الاول عبارة الدعاء في طلب التوبة في الصحيفة الشريفة: " فمثل بين يديك متضرعا، وغمض بصره إلى الارض متخشعا " (6) .
وقال البيضاوي: الخشوع: الاخبات، والخضوع: اللين والانقياد ولذلك يقال: الخشوع بالجوارح والخضوع بالقلب.
(اللغات) .
846 - الفرق بين الخشية والاتقاء: (36) .
847 - الفرق بين الخشية والشفقة: (1204) .
848 - الفرق بين الخشية والحذر والفزع والخوف: (883) .
849 - الفرق بين الخوف والخشية: أن الخوف يتعلق بالمكروه وبترك المكروه
__________
(1) هو ابن سيدة الاندلسي (ت 456 هـ) صاحب كتاب (المحكم والمحيط الاعظم) وهو معجم نهج فيه نهج الخليل في العين.
طبع منه سبعة أجزاء كبار في القاهرة بمطبعة مصطفى الحلبي، الازهر الشريف (2) النص في المحكم 1: 68.
(3) القلم 68: 43.
(4) طه 20: 108.
(5) في خ: تفسيره الاول.
(6) الصحيفة السجادية الكاملة: 124.
(7) البيضاوي: أبو سعيد أو أبو الخير، ناصر الدين البيضاوي.
قاض، مفسر، ولد بالمدينة البيضاء بفارس قرب شيراز، وعمل بالقضاء مدة.
ونزل تبريز، وفها مات سنة 685.
من مؤلفاته: أنوار التنزيل وأسرار التأويل، ويعرف بتفسير البيضاوي وله كتب اخرى.
(*)
(1/217)
تقول خفت زيدا كما قال تعالى " يخافون ربهم من فوقهم " (1) وتقول خفت المرض كما قال سبحانه " ويخافون سوء الحساب " (2) والخشية تتعلق بمنزل المكروه ولا يسمى الخوف من نفس المكروه خشية ولهذا قال
" ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب " (3) فإن قيل أليس قد قال " إني خشيت أن تقول فرقت بين بني اسرائيل " (4) قلنا إنه خشي القول المؤدي إلى الفرقة والمؤدي إلى الشئ بمنزلة من يفعله وقال بعض العلماء يقال خشيت زيدا ولا يقال خشيت ذهاب زيد فإن قيل ذلك فليس على الاصل ولكن على وضع الخشية مكان الخوف، وقد يوضع الشئ مكان الشئ إذا قرب منه.
850 - الفرق بين الخوف والخشية (5) : ذكر المحقق الطوسي في بعض مؤلفاته ما حاصله: أن الخوف والخشية وإن كانا في اللغة بمعنى واحد إلا أن بين خوف الله وخشيته وفي عرف أرباب القلوب فرقا وهو أن [15 / ب] الخوف تألم النفس من العقاب المتوقع بسبب ارتكاب المنهيات، والتقصير في الطاعات.
وهو يحصل لاكثر الخلق وإن كانت مراتبه متفاوتة جدا، والمرتبة العليا منه لا تحصل إلا للقليل.
والخشية: حالة تحصل عند الشعور بعظمة الخالق وهيبته وخوف الحجب عنه، وهذه حالة لا تحصل إلا لمن اطلع على حال الكبرياء وذاق لذة القرب، ولذا قال تعالى: " إنما يخشى الله من عباده العلماء " (6) .
__________
(1) النحل 16: 50.
(2) الرعد 13: 21.
(3) الرعد 13: 21.
(4) طه 20: 94.
(5) الخوف والخشية.
في الكليات 2: 301 - 302.
والمفردات (الخوف 209، والخشية 213) .
- والتعريفات (الخوف 107، والخشية 294) .
والفرائد: 85.
(6) فاطر 35 (*)
(1/218)
فالخشية: خوف خاص، وقد يطلقون عليها الخوف.
انتهى كلامه.
قلت: ويؤيد هذا الفرق أيضا قوله تعالى يصف المؤمنين " ويخشون
ربهم ويخافون سوء الحساب " (1) حيث ذكر الخشية في جانبه سبحانه والخوف في جانب الحساب (2) .
هذا وقد يراد بالخشية: الاكرام والاعظام، وعليه حمل قراءة من قرأ: " إنما يخشى الله من عباده العلماء " (3) برفع (الله) ونصب العلماء (4) .
(اللغات) .
851 - الفرق بين الخصوص والخاص: أن الخصوص يكون فيما يراد به بعض ما ينطوي عليه لفظه بالوضع، والخاص ما إختص بالوضع لا بإرادة، وقال بعضهم الخصوص ما يتناول بعض ما يتضمنه العموم أو جرى مجرى العموم من المعاني، وأما العموم فما إستغرق ما يصلح أن يستغرقه وهو عام، والعموم لفظ مشترك يقع على المعاني والكلام، وقال بعضهم الخاص ما يتناول أمرا واحدا بنفس الوضع، والخصوص أن يتناول شيئا دون غيره وكان يصح أن يتناوله وذلك الغير.
852 - الفرق بين الخضوع والاخبات: (83) .
__________
(1) الرعد 13: 21.
(2) في النسختين هنا: في آخر الآية: (العذاب) .
ورددت رسم الآية الكريمة إلى الاصل.
وورد في القرآن كثيرا (سوء العذاب) ولكن في غير هذه الآية المحتج بها.
(3) فاطر 35: 28.
(4) قال الزمخشري في الكشاف.
" فإن قلت: فما وجه قراءة من قرأ " إنما يخشى الله " بالرفع.
" من عباده العلماء " بالنصب، وهو عمر بن عبد العزيز، وتحكى عن أبي حنيفة.
قلت: الخشية في هذه القراءة استعارة.
والمعنى: إنما يجلهم ويعظمهم كما يجل المهيب المخشي من الرجال بين الناس من بين جميع عباده ".
(*)
(1/219)
853 - الفرق بين الخضوع والخشوع: (844) .
854 - الفرق بين الخضوع والذل: أن الخضوع ما ذكرناه والذل الانقياد كرها ونقيضه العز وهو الاباء والامتناع والانقياد على كره وفاعله ذليل، والذلال الانقياد طوعا وفاعله ذلول.
855 - الفرق بين الخطأ والاخطاء (1) : قال أبو عبيدة: خطأ، وأخطأ: بمعنى واحد: لمن يذنب على غير عمد.
وقال غيره: (خطأ) في الدين، و (أخطأ) في كل شئ عامدا كان أو غير عامد.
وقيل: خطأ: إذا تعمد ما نهي عنه، فهو خاطئ.
وأخطأ: إذا أراد الصواب فصار إلى غيره.
قلت: ويناسب المعنى الاخير عبارة الدعاء في الصحيفة الشريفة: " أنا المسئ المعترف الخاطئ " (2) .
فإنه عليه السلام أراد الاقرار على نفسه بالمعاصي متعمدا بقرينة ما بعده، وهو قوله عليه السلام: " أنا الذي عصاك متعمدا " (3) .
وقوله تعالى حكاية عن المؤمنين: " ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا " (4) .
[6 / أ] فإن المراد: المعاصي الواقعة عن عمد، لان الصادر عن غير عمد لا (5) مؤاخذة عليه، فلا يناسبه استدعاء المغفرة مع أنه قد سبق سؤال عدم المؤاخذة عليه في قولهم: " ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو
__________
(1) الاخطاء والخطأ في الكليات 3: 295.
والفرائد: 9.
(2) الصحيحة السجادية الكاملة: 194.
(3) الصحيفة السجادية الكاملة: 194.
(4) آل عمران 3: 147.
(5) في خ: ما لا مؤاخذة.
(*)
(1/220)
أخطأنا " (1) (اللغات) .
856 - الفرق بين الخطأ والخطاء: أن الخطأ هو أن يقصد الشئ فيصيب غيره ولا يطلق إلا في القبيح فإذا قيد جاز أن يكون حسنا مثل أن يقصد القبيح فيصيب الحسن فيقال أخطأ ما أراد وإن لم يأت قبيحا، والخطاء تعمد الخطأ فلا يكون إلا قبيحا والمصيب مثل المخطئ إذا أطلق لم يكن إلا ممدوحا وإذا قيد جاز أن يكون مذموما كقولك مصيب في رميه وإن كان رميه قبيحا فالصواب لا يكون إلا حسنا والاصابة تكون حسنة وقبيحة والخاطئ في الدين لا يكون إلا عاصيا لانه قد زل عنه لقصده غيره، والمخطئ يخالفه لانه قد زل عما قصد منه وكذلك يكون المخطئ من طريق الاجتهاد مطيعا لانه قصد الحق وإجتهد في إصابته.
857 - الفرق بين الخطاء والخطأ: (856) .
858 - الفرق بين الخطأ والذنب (2) : الفرق بينهما أن الذنب يطلق على ما يقصد بالذات، وكذا السيئة والخطيئة تغلب على ما يقصد بالعرض، لانها من الخطأ، كمن رمى صيدا فأصاب إنسانا، أو شرب مسكرا فجنى جناية في سكره.
(3) * وقيل: الخطيئة: السيئة الكبيرة، لان الخطأ بالصغيرة أنسب والسوء بالكبيرة ألصق *.
وقيل الخطيئة ما كان بين الانسان وبين الله تعالى، والسيئة ما كان
__________
(1) البقرة 2: 286.
(2) الخطأ والذنب.
في الكليات (الخطأ 2: 295، والذنب 1: 42) .
والمفردات (الذنب 262 والخطأ 216) .
(3) ما بين نجمتين من خ فقط، وسقط من ط.
(*)
(1/221)
بينه وبين العباد (اللغات) .
859 - الفرق بين الخطأ والغلط: (1565) .
860 - الفرق بين الخطأ واللحن: (1855) .
861 - الفرق بين الخطر والغرر: (1540) .
862 - الفرق بين خطل اللسان وزلق اللسان: أنه يقال فلان خطل اللسان إذا كان سفيها لا يبالي ما يقول وما يقال له قال أبو النجم: * أخطل والدهر كثير خطله * أي لا يبالي ما أتى به من المصائب وأصله من إسترخاء الاذن ثم أستعمل فيما ذكرناه (1) ، والزلق اللسان الذي لا يزال يسقط السقطة ولا يريدها ولكن تجري على لسانه.
863 - الفرق بين الخطيئة والاثم: أن الخطيئة قد تكون من غير تعمد ولا يكون الاثم إلا تعمدا، ثم كثر ذلك حتى سميت الذنوب كلها خطايا كما سميت إسرافا، وأصل الاسراف مجاوزة الحد في الشئ.
864 - الفرق بين الخلافة والامامة (2) : قال الطبرسي: الخليفة والامام واحد، إلا أن بينهما فرقا، فالخليفة من استخلف في الامر مكان من كان (3) قبله، فهو مأخوذ من أنه خلف غيره، وقام مقامه.
والامام: مأخوذ من التقدم، فهو المتقدم فيما يقتضي (4) وجوب الاقتداء بغيره، وفرض طاعته فيما تقدم فيه.
(اللغات) .
__________
(1) مذاكرة.
(2) الامامة والخلافة في الكليات (الامامة 1: 310 والخلافة 2: 229) .
ومجمع البيان للطبرسي 1: 73.
(3) كلمة (كان) سقطت من خ.
(4) في مجمع البيان: يقضي.
(*)
(1/222)
865 - الفرق بين الخلاق والنصيب: أن الخلاق النصيب الوافر من الخير خاصة بالتقدير لصاحبه أن يكون نصيبا له لان إشتقاقه من الخلق وهو التقدير
ويجوز أن يكون من الخلق لانه مما يوجبه الخلق الحسن.
866 - الفرق بين الخلة والصداقة: (1250) .
867 - الفرق بين الخلة والفقر: أن الخلة الحاجة والمختل المحتاج وسميت الحاجة خلة لاختلال الحال بها كأنما صار بها خلل يحتاج إلى سده والخلة أيضا الخصلة التي يختل إليها أي يحتاج، والخلة المودة التي تتخلل الاسرار معها بين الخليلين، وسمي الطريق في الرمل خلا لانه يتخلل لانعراجه، والخل الذي يصطبغ به لانه يتخلل ما عين فيه بلطفه وحدته وخللت الثوب خلا وخللا وجمع الخلل خلال وفي القرآن " فترى الودق يخرج من خلاله " (1) والخلال ما يخل به الثوب وما يخرج به الشئ من خلل الاسنان فالفقر أبلغ من الخلة لان الفقر ذهاب المال والخلة الخلل في المال.
868 - الفرق بين الخلط واللبس: (1854) .
869 - الفرق بين الخلف والخلف: أنه يقال لمن جاء بعد الاول خلف شرا كان أو خيرا والدليل على الشر قول لبيد: * وبقيت في خلف كجلد الأجرب * وعلى الخير قول حسان: لنا القدم الاعلى عليك وخلفنا * لاولنا في طاعة الله تابع
__________
(1) النور 24: 43 - الروم 30: 48.
(*)
(1/223)
والخلف بالتحريك ما أخلف عليك بدلا مما أخذ منك.
870 - الفرق بين الخلف والكذب (1) : قال في أدب الكاتب: الكذب فيما مضى، وهو أن تقول فعلت كذا، ولم تفعله! والخلف لما (2) يستقبل: وهو
أن تقول: سأفعل كذا - ولا نفعله - انتهى.
قلت: ويرشد إليه قوله تعالى: " والله يشهد إن المنافقين لكاذبون " (3) .
أي فيما أخبروا به من إيمانهم فيما مضى.
وقوله تعالى: " فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله " (4) .
أي فيما وعدهم بالنصر وإهلاك أعدائهم في المستقبل.
(اللغات) .
871 - الفرق بين الخلق والاختلاق: (100) .
872 - الفرق بين الخلق والبرء: (379) .
873 - الفرق بين الخلق والذرء: (939) .
874 - الفرق بين الخلق والتغيير والفعل: أن الخلق في اللغة التقدير يقال خلقت الاديم إذا قدرته خفا أو غيره وخلق الثوب وأخلق لم يبق منه إلا تقديره، والخلقاء الصخرة الملساء لاستواء أجزائها في التقدير واخلولق السحاب استوى وانه لخليق بكذا أي شبيه به كأن ذلك مقدر فيه، والخلق العادة التي يعتادها الانسان ويأخذ نفسه بها على مقدار بعينه، فإن
__________
(1) الخلف والكذب.
في أدب الكاتب: 33، ونقل المصنف عنه.
والمادة في الكليات (الخلف 2: 300 والكذب 3: 109) .
والمفردات (الخلف: 222، والكذب 643) .
(2) في ط: والخلف فيما يستقبل.
(3) المنافقون 63: 1.
(4) إبراهيم 14: 47.
(*)
(1/224)
زال عنه إلى غيره قيل تخلق بغير خلقه، وفي القرآن " إن هذا إلا خلق الاولين " (1) قال الفراء يريد عادتهم: والمخلق التام الحسن لانه قدر تقديرا حسنا، والمتخلق المعتدل في طباعه، وسمع بعض الفصحاء كلاما حسنا فقال هذا كلام مخلوق، وجميع ذلك يرجع إلى التقدير، والخلوق من
الطيب أجزاء خلطت على تقدير، والناس يقولون لا خالق إلا الله والمراد أن هذا اللفظ لا يطلق إلا لله إذ ليس أحد إلا وفي فعله سهو أو غلط يجري منه على غير تقدير غير الله تعالى كما تقول لا قديم إلا الله وإن كنا نقول هذا قديم لانه ليس يصح قول لم يزل موجودا إلا الله.
875 - الفرق بين الخلق والكسب: (1817) .
876 - الفرق بين الخلق والناس: (2128) .
877 - الفرق بين قولنا الجسم لا يخلو من كذا ولا ينفك من كذا وقولنا لا ببرح ولا يزال ولا يعرى: أن قولنا لا يخلو يستعمل فيما لا يكون هيئة يشاهد عليها كالطعوم والروائح وما جرى مجراها لان الشئ يخلو من الشئ إذا كان كالطرف له ولهذا يقال خلا البيت من فلان ومن كذا ولا يقال عري منه لان العري إنما هو مما يكون هيئة يشاهد عليها كالالوان ونحوها، وأصله من قولك عري زيد من ثيابه لان الثياب كالهيئة له ولا يقال خلا منها، والانفكاك إنما يستعمل في المتجاوزين أو ما في حكمهما لان أصله من التفكك وهو انما يكون بين الاشياء الصلبة المؤلفة، ولهذا يستعمل المتكلمون الانفكاك في الاجتماع والالوان لان ذلك في حكم المجاورة
__________
(1) الشعراء 26: 137.
(*)
(1/225)
ويستعمل في الافتراق أيضا لان الافتراق يقع مع الاجتماع في اللفظ كثيرا وإذا قرب اللفظ من اللفظ في الخطاب اجري مجراه في أكثر الاحوال.
878 - الفرق بين الخلود والبقاء: أن الخلود إستمرار البقاء من وقت مبتدأ على ما وصفنا (1) ، والبقاء يكون وقتين فصاعدا، وأصل الخلود اللزوم ومنه
أخلد إلى الارض وأخلد إلى قوله أي لزم معنى ما أتى به فالخلود اللزوم المستمر ولهذا يستعمل في الصخور وما يجري مجراه ومنه قول لبيد: * حمر خوالد ما يبين كلامها * وقال علي بن عيسى: الخلود مضمر بمعنى في كذا ولهذا يقال خلده في الحبس وفي الديوان، ومن أجله قيل للاثافي خوالد فإذا زالت لم تكن خوالد، ويقال لله تعالى دائم الوجود ولا يقال خالد الوجود.
879 - الفرق بين الخلود والدوام: (929) .
880 - الفرق بين قولك خليق به جدير به وحري به وقمين به: (1746) .
881 - الفرق بين الخنزوانة والنخوة: أن الخنزوانة هو أن يشمخ أنفه من الكبر ويفتح منخره، ولهذا يقال في أنفه خنزوانة ولا يقال في أنفه نخوة ويقال أيضا في رأسه خنزواتة إذا مال رأسه من الكبر شبهها بإمالة أنفه.
882 - الفرق بين الخوف والبأس: (353) .
883 - الفرق بين الخوف والحذر والخشية والفزع: أن الخوف توقع الضرر
__________
(1) في العدد 929.
(*)
(1/226)
المشكوك في وقوعه ومن يتيقن الضرر لم يكن خائفا له وكذلك الرجاء لا يكون إلا مع الشك ومن تيقن النفع لم يكن راجيا له، والحذر توقي الضرر وسواء كان مظنونا أو متيقنا، والحذر يدفع الضرر، والخوف لا يدفعه ولهذا يقال خذ حذرك ولا يقال خذ خوفك.
884 - الفرق بين الخوف والرهبة: (1028) .
885 - الفرق بين الخوف والخشية: (849) .
886 - الفرق بين الخوف والفزع والهلع: (1615) .
887 - الفرق بين الخوف والهول: (2272) .
888 - الفرق بين الخوف والوجل: أن الخوف خلاف الطمائنينة وجل الرجل يوجل وجلا إذا قلق ولم يطمئن ويقال انا من هذا على وجل ومن ذلك (1) على طمأنينة ولا يقال على خوف في هذا الموضع، وفي القرآن " الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم " (2) أي إذا ذكرت عظمة الله وقدرته لم تطمئن قلوبهم إلى ما قدموه من الطاعة وظنوا أنهم مقصرون فاضطربوا من ذلك وقلقوا فليس الوجل من الخوف في شئ، وخاف متعد ووجل غير متعد وصيغتاهما مختلفتان أيضا وذلك يدل على فرق بينهما في المعنى.
889 - الفرق بين الخول والعبيد: أن الخول هم الذين يختصون بالانسان من جهة الخدمة والمهنة ولا تقتضي الملك كما تقتضيه العبيد (3) ولهذا لا يقال
__________
(1) " ومن هذا خ ل ".
(2) الانفال 8: 2.
(3) " كما يقتضي العبد خ ل ".
(*)
(1/227)
الخلق خول الله كما يقال عبيده (1) .
890 - الفرق بين الخيانة والسرقة (2) : قال ابن قتيبة: لا يكاد الناس يفرقون بين الخائن والسارق.
والخائن الذي ائتمن فأخذ (3) ، قال النمر بن تولب (4) : وإن بني ربيعة بعد وهب * كراعي البيت يحفظه فخانا! والسارق من سرقك (5) سرا بأي وجه كان، يقال: كل خائن سارق، وليس كل سارق خائنا.
والغاصب: الذي جاهرك ولم يستتر، والقطع في السرقة (6) دون الخيانة والغصب.
إنتهى.
(اللغات) .
891 - الفرق بين الخيبة والقنوط واليأس: (1749) .
892 - الفرق بين الخيبة واليأس: (1750) .
893 - الفرق بين الخير والبر: (383) .
894 - الفرق بين الخير والصلاح: (1285) .
895 - الفرق بين الخير والمنفعة: (2093) .
__________
(1) " هم عبيده خ ل ".
(2) الخيانة والسرقة.
أدب الكاتب: 34، وعنه أخذ المصنف.
- والمادة في المفردات (الخيانة 230، والسرقة 338) .
والتعريفات: 123.
(3) في أدب الكاتب: الذي ائتمن فأخذ فخان.
(4) ديوان النمر بن تولب: 122.
(5) في ط: من سرق سرا.
(6) في أدب الكاتب: في السرق.
(*)
(1/228)
896 - الفرق بين الخير والنعمة: أن الانسان يجوز أن يفعل بنفسه الخير كما يجوز أن ينفعها ولا يجوز أن ينعم عليها فالخير والنفع من هذا الوجه متساويان، والنفع هو إيجاب اللذة بفعلها أو السبب إليها ونقيضه الضر وهو إيجاب الالم بفعله أو التسبب إليه.
(*)
(1/229)
* (د) *
897 - الفرق بين الدائم والسرمد: (1099) .
898 - الفرق بين الدأب والعادة: (10381) .
899 - الفرق بين الدراية والعلم: أن الدراية فيما قال أبو بكر الزبيري (1) : بمعنى الفهم قال وهو لنفي السهو عما يرد على الانسان فيدريه أي يفهمه،
وحكي عن بعض أهل العربية: أنها مأخوذة من دريت إذا اختلت وأنشد: * يصيب فما يدري ويخطي فما درى * أي ما اختل فيه يفوته وما طلبه من الصيد بغير ختل يناله، فإن كانت مأخوذة من ذاك فهو يجري مجرى ما يفطن الانسان له من المعرفة التي تنال غيره فصار ذلك كالختل منه للاشياء، وهذا لا يجوز على الله سبحانه وتعالى، وجعل أبو علي رحمة الله: الدارية مثل العلم وأجازها على الله واحتج بقول الشاعر: * لاهم لا أدري وأنت الداري * وهذا صحيح لان الانسان إذا سئل عما لا يدري فقال لا أدري فقد أفاد هذا القول منه معنى قوله لا أعلم لانه لا يستقيم أن يسأل عما لا يعلم فيقول لا أفهم لان معنى قوله لا أفهم أي لا أفهم سؤالك وقوله لا أدري إنما هو لا أعلم ما جواب مسألتك، وعلى هذا يكون العلم
__________
(1) " الزهري خ ل ".
(*)
(1/230)
والدراية سواء لان الدراية علم يشتمل على المعلوم من جميع وجوهه وذلك أن الفعالة للاشتمال مثل العصابة والعمامة والقلادة، ولذلك جاء أكثر أسماء الصناعات على فعالة نحو القصارة والخياطة ومثل ذلك العباة لاشتمالها على ما فيها، فالدراية تفيد ما لا يفيده العلم من هذه الوجه والفعالة أيضا تكون للاستيلاء مثل الخلافة والامارة فيجوز أن تكون بمعنى الاستيلاء فتفارق العلم من هذه الجهة.
900 - الفرق بين الدرك والحس (يدرك ويحس) : (739) .
901 - الفرق بين الدعاء والمسألة: (1998) .
902 - الفرق بين الدعاء والامر (1) : قال الطبرسي (2) : الفرق بين الدعاء والامر أن في الامر ترغيبا في الفعل، وزجرا عن تركه، وله صيغة تنبئ
عنه، وليس كذلك الدعاء، وكلاهما طلب.
وأيضا فإن الامر يقتضي أن يكون المأمور دون الامر في الرتبة.
والدعاء يقتضي أن يكون فوقه.
(اللغات) .
903 - الفرق بين الدعاء والنداء: (2150) .
904 - الفرق بين الدفتر والصحيفة: أن الدفتر لا يكون إلا أوراقا مجموعة والصحيفة تكون ورقة واحدة تقول عندي صحيفة بيضاء فاذا قلت صحف أفدت أنها مكتوبة، وقال بعضهم يقال صحائف بيض ولا
__________
(1) الامر والدعاء في الكليات (الامر 1: 292، والدعاء 2: 333) .
والتعريفات: 38.
والفرائد: 20.
(2) مجمع البيان 1: 122.
(*)
(1/231)
يقال صحف بيض وانما يقال من صحائف إلى صحف ليفيد أنها مكتوبة، وفي القرآن (وإذا الصحف نشرت) (1) وقال أبو بكر: الصحيفة قطعة من أدم أبيض أو ورق يكتب فيه.
905 - الفرق بين الدفتر والكتاب: (1788) .
906 - الفرق بين الدفع والرد: (995) .
907 - الفرق بين الدلالة والاستدلال: أن الدلالة ما يمكن الاستدلال به، والاستدلال فعل المستدل ولو كان الاستدلال والدلالة سواء لكان يجب أن لو صنع جميع المكلفين للاستدلال على حدث العالم أن لا يكون في العالم دلالة على ذلك.
908 - الفرق بين دلالة الآية وتضمين الآية: أن دلالة الآية على الشئ هو ما يمكن الاستدلال به على ذلك الشئ كقوله الحمد لله يدل على معرفة الله إذا قلنا إن معنى قوله الحمد لله أمرا لانه لا يجوز أن يحمد من لا يعرف،
ولهذا قال أصحابنا: إن معرفة الله واجبة لان شكره واجب لانه لا يجوز أن يشكر من لا يعرف، وتضمين الآية هو إحتمالها للشئ بلا مانع ألا ترى أنه لو إحتملته لكن منع منه القياس أو سنة أو آية أخرى لم تتضمنه، ولهذا نقول إن قوله " السارق والسارقة فاقطعوا أيديهما " (2) لا يتضمن وجوب القطع على من سرق دانقا وإن كان محتملا لذلك لمنع السنة منه، وهذا واضح والحمد لله تعالى.
909 - الفرق بين الدلالة والامارة: أن الدلالة عند شيوخنا ما يؤدي النظر فيه إلى
__________
(1) التكوير 81: 10.
(2) المائدة 5: 38.
(*)
(1/232)
العلم، والامارة ما يؤدي النظر فيه إلى غلبة الظن لنحو ما يطلب به من جهة القبلة ويعرف به جزاء الصيد وقيم المتلفات، والظن في الحقيقة ليس يجب عن النظر في الامارة لوجوب النظر عن العلم في الدلالة وإنما يختار ذلك عنده فالامارة في الحقيقة ما يختار عنده الظن، ولهذا جاز إختلاف المجتهدين مع علم كل واحد منهم بالوجه الذي منه خالفه صاحبه كاختلاف الصحابة في مسائل الجد واختلاف آراء ذوي الرأي في الحروب وغيرها مع تقاربهم في معرفة الامور المتعلقة بذلك، ولهذا تستعمل الامارة فيما كان عقليا وشرعيا.
910 - الفرق بين الدلالة والبرهان: (388) .
911 - الفرق بين الدلالة والحجة: قال بعض المتكلمين الادلة تنقسم أقساما وهي دلالة العقل ودلالة الكتاب ودلالة السنة ودلالة الاجماع ودلالة القياس، فدلالة العقل ضربان أحدهما ما أدى النظر فيه إلى العلم بسوى المنظور فيه أو بصفة لغيره، والآخر ما يستدل به على صفة له اخرى
وتسمى طريقة النظر ولا تسمى دلالة لانه يبعد أن يكون الشئ دلالة على نفسه أو على بعض صفات نفسه فلا يبعد أن يكون يدل على غيره وكل ذلك يسم حجة فافترقت الحجة والدلالة من هذا الوجه، وقال قوم لا يسميان حجة ودلالة إلا بعد النظر فيهما وإذا قلنا حجة الله ودلالة الله فالمراد أن الله نصبهما وإذا قلنا حجة العقل ودلالة العقل فالمراد أن النظر فيهما يفضي إلى العلم من غير افتقار إلى أن ينصبهما ناصب، وقال غيره: الحجة هي الاستقامة في النظر والمضي فيه على سنن مستقيم من رد الفرع إلى الاصل وهي مأخوذة من الحجة وهي الطريق المستقيم وهذا هو فعله المستدل وليس من الدلالة في شئ، وتأثير الحجة في النفس كتأثير
(1/233)
البرهان فيها وإنما تنقصل الحجة من البرهان لان الحجة مشتقة من معنى الاستقامة في القصد حج يحج إذا استقام في قصده، والبرهان لا يعرف له إشتقاق وينبغي أن يكون لغة مفردة.
912 - الفرق بين الدلالة والشبهة: فيما قال بعض المتكلمين: أن النظر في الدلالة يوجب العلم، والشبهة يعتقد عندها أنها دلالة فيختار الجهل لا لمكان الشبهة ولا للنظر فيها، والاعتقاد هو الشبهة في الحقيقة لا المنظور فيه.
913 - الفرق بين الدلالة والعلامة: أن الدلالة على الشئ ما يمكن كل ناظر فيها أن يستدل بها عليه كالعالم لما كان دلالة على الخالق كان دالا عليه لكل مستدل به، وعلامة الشئ ما يعرف به المعلم له ومن شاركه في معرفته دون كل واحد كالحجر تجعله علامة لدفين تدفنه فيكون دلالة لك دون غيرك ولا يمكن غيرك أن يستدل به عليه إلا إذا وافقته على ذلك كالتصفيق تجعله علامة لمجئ زيد فلا يكون ذلك دلالة إلا لمن
يوافقك عليه، ثم يجوز أن تزيل علامة الشئ بينك وبين صاحبك فتخرج من أن تكون علامة له ولا يجوز أن تخرج الدلالة على الشئ من أن تكون دلالة عليه، فالعلامة تكون بالوضع والدلالة بالاقتضاء.
914 - الفرق بين الدلالة والعلة: (1484) .
915 - الفرق بين دلالة البرهان ودلالة الكلام: (916) .
916 - الفرق بين دلالة الكلام ودلالة البرهان: أن دلالة البرهان هي الشهادة للمقالة بالصحة، ودلالة الكلام إحضاره المعنى النفس من غير شهادة له بالصحة إلا أن يتضمن بعض الكلام دلالة البرهان فيشهد بصحة
(1/234)
المقالة، ومن الكلام ما يتضمن دلالة البرهان ومنه ما لا يتضمن ذلك إذ كل برهان فإنه يمكن أن يظهر بالكلام كما أن كل معنى يمكن ذلك فيه، والاسم دلالة على معناه، وليس برهانا على معناه وكذلك هداية الطريق دلالة عليه وليس برهانا عليه فتأثير دلالة الكلام خلاف تأثير دلالة البرهان.
917 - الفرق بين الدلالة والدليل: أن الدلالة تكون على أربعة أوجه أحدها ما يمكن أن يستدل به قصد فاعله ذلك أو لم يقصد، والشاهد أن أفعال البهائم تدل على حدثها وليس لها قصد إلى ذلك والافعال المحكمة دلالة على علم فاعلها وإن لم يقصد فاعلها أن تكون دلالة على ذلك، ومن جعل قصد فاعل الدلالة شرطا فيها احتج بأن اللص يستدل بأثره عليه ولا يكون أثره دلالة لانه لم يقصد ذلك فلو وصف بأنه دلالة لوصف هو بأنه دال على نفسه وليس هذا بشئ لانه ليس بمنكر في اللغة أن يسمى أثره دلالة عليه ولا أن يوصف هو بأنه دال على نفسه بل ذلك جائز في
اللغة معروف يقال قد دل الحارب على نفسه بركوبه الرمل ويقال أسلك الحزن لانه لا يدل على نفسك ويقولون إستدللنا عليه بأثره وليس له أن يحمل هذا على المجاز دون الحقيقة إلا بدليل ولا دليل، والثاني العبارة عن الدلالة يقال للمسؤول اعد دلالتك، والثالث الشبهة يقال دلالة المخالف كذا أي شبهته، والرافع الامارات يقول الفقهاء الدلالة من القياس كذا والدليل فاعل الدلالة ولهذا يقال لمن يتقدم القوم في الطريق دليل إذ كان يفعل من التقدم ما يستدلون به، وقد تسمى الدلالة دليلا مجازا، والدليل أيضا فاعل الدلالة مشتق من فعله، ويستعمل الدليل في العبارة والامارة ولا يستعمل في الشبه، والشبهة هي الاعتقاد الذي يختار صاحبه
(1/235)
الجهل أو يمنع من إختيار العلم وتسمى العبارة عن كيفية ذلك الاعتقاد شبهة أيضا وقد سمي المعنى الذي يعتقد عنده ذلك الاعتقاد شبهة فيقال هذه الحيلة شبهة لقوم إعتقدوها معجزة.
918 - الفرق بين الدلو والذنوب: أن الدلو تكون فارغة وملاى، والذنوب لا تكون إلا ملاى ولهذا سمي النصيب ذنوبا قال الشاعر: إنا إذا ساجلنا شريب * لنا ذنوب وله ذنوب فان أبى كان له القليب فلولا أنها مملؤة ما كان لقوله * لنا ذنوب وله ذنوب * معنى وكذا قوله علقمة: * فحق لساس من نداك ذنوب * ساجلنا شاركنا في الاستقاء بالسجال والذنوب تذكر وتؤنث وهكذا.
919 - الفرق بين الدليل والبرهان: (389) .
920 - الفرق بين الخطاب وفحوى الخطاب: (1595) .
921 - الفرق بين الدليل والدلالة: (917) .
922 - الفرق بين الدنو والقرب: أن الدنو لا يكون إلا في المسافة بين شيئين تقول داره دانية ومزاره دان، والقرب عام في ذلك وفي غيره تقول قلوبنا تتقارب ولا تقول تتدانى وتقول هو قريب بقلبه ولا يقال دان بقلبه إلا على بعد.
923 - الفرق بين الدنيا والعالم: أن الدنيا صفة والعالم إسم تقول العالم السفلي والعالم العلوي فتجعل العالم إسما وتجعل العلوي والسفلي صفة وليس في هذا إشكال فأما قوله تعالى " وللدار الآخرة خير " (1) ففيه حذف أي دار
__________
(1) الانعام 6: 32.
(*)
(1/236)
الساعة الآخرة وما أشبه ذلك.
924 - الفرق بين الدهر والأبد: أن الدهر أوقات متوالية مختلفة غير متناهية وهو في المستقبل خلاف قط في الماضي وقوله عزوجل " خالدين فيها أبدا " (1) حقيقة وقولك إفعل هذا مجاز والمراد المبالغة في إيصال هذا الفعل.
925 - الفرق بين الدهر والزمان (2) : هما في اللغة مترادفان.
وقيل: الدهر طائفة من الزمان غير محدودة، والزمان مرور الليالي والايام.
وقال الازهري (3) : الدهر عند العرب يطلق على الزمان، وعلى الفصل من فصول السنة، وعلى أقل من ذلك، ويقع على مدة الدنيا كلها.
قال: وسمعت غير واحد من العرب يقول: " أقمنا على ماء كذا دهرا، وهذا المرعى يكفينا دهرا ".
انتهى.
ولا يخفى أن إطلاق الدهر على الزمن القليل من باب المجاز والاتساع.
__________
(1) البينة 98: 8.
(2) الدهر والزمان.
في الكليات (الدهر 2: 330، والزمان 2: 331) .
والتعريفات (الدهر 111، والزمان 119) .
وفصل الازهري في تهذيب اللغة في الدهر والزمان (6: 191 - 195) .
والفرائد: 90.
المفردات (الدهر: 249) .
(3) الازهري هو أبو منصور محمد بن أحمد بن طلحة بن نوح بن الازهر.
ولد سنة 282 في هراة.
وقصد إلى الحج سنة 312 فأسره جماعة من الاعراب في فتنة القرمطي (وهو أبو طاهر سعيد الجنابي) ثم تخلص من الاسر ودخل بغداد، ورجع إلى هراة.
وتوفي سنة 370 أو 371.
- والازهري لغوي، أديب، مفسر.
من مؤلفاته (تهذيب اللغة) طبع في خمسة عشر جزء.
(*)
(1/237)
وقالت الحكماء: الدهر هو الآن الدائم الذي هو امتداد الحضرة الآلهية، وهو باطن الزمان، وبه يتجدد الازل والابد.
والزمان مقدار حركة الفلك (1) الاطلس.
وعند المتكلمين: الزمان عبارة عن متجدد معلوم يقدر به متجدد آخر موهوم، كما يقال: آتيك عند طلوع الشمس.
أن طلوع الشمس (2) معلوم: ومجيئه موهوم، فإذا قرن ذلك الموهوم بذلك المعلوم زال الابهام.
وقال ابن السيد (3) : الدهر مدة الاشياء الساكنة، والزمان: مدة الاشياء المتحركة، يقال: الزمان مدة الاشياء المحسوسة، والدهر: مدة الاشياء (4) المعقولة.
(اللغات) .
926 - الفرق بين الدهر والعصر: أن الدهر هو ما ذكرناه والعصر لكل مختلفين معناهما واحد مثل الشتاء والصيف والليلة واليوم والغداة والسحر يقال
لذلك كله العصر، وقال المبرد: في تأويل قوله عزوجل " والعصر إن الانسان لفي خسر " (5) قال العصر هاهنا الوقت قال ويقولون أهل هذا العصر كما يقولون أهل هذا الزمان، والعصر إسم للسنين الكثيرة قال الشاعر: أصبح مني الشباب قد نكرا * إن بان مني فقد ثوى عصرا
__________
(1) في خ: القلب.
وهو تحريف.
(2) عبارة (أن طلوع الشمس) لم ترد في خ وسقطت منه سهوا، بنقلة عين من الناسخ.
(3) ابن السيد البطليوسي، نسبته إلى مدينة بطليوس في غرب الاندلس.
وهو أبو محمد عبد الله بن محمد بن السيد، لغوي، أديب، أصولي، نحوي، مشتغل بالفقه، وله كتب كثيرة، أكثرها متداول، في أيدي الناس إلى اليوم.
منها كتاب شرح سقط الزند، والفرق بين الحروف الخمسة، والمثلث في اللغة، والانصاف (في أسباب الخلاف في فروع الفقه) .
ولد سنة 444 وتوفي سنة 521.
(4) في ط: الزمان.
والمثبت من: ط.
(5) العصر 103: 1 و 2.
(*)
(1/238)
وتقول عاصرت فلانا أي كنت في عصره أي زمن حياته.
927 - الفرق بين الدهر والمدة: أن الدهر جمع أوقات متوالية مختلفة كانت أو غير مختلفة ولهذا يقال الشتاء مدة ولا يقال دهر لتساوي أوقاته في برد الهواء وغير ذلك من صفاته، ويقال للسنين دهر لان أوقاتها مختلفة في الحر والبرد وغير ذلك، وأيضا من المدة ما يكون أطول من الدهر ألا تراهم يقولون هذه الدنيا دهور ولا يقال الدنيا مدد، والمدة والاجل متقاربان فكما أن من الاجل ما يكون دهورا فكذلك المدة.
928 - الفرق بين الدهش والحيرة: أن الدهش حيرة مع تردد واضطراب ولا يكون إلا ظاهرا ويجوز أن تكون الحيرة خافية كحيرة الانسان بين
أمرين تروى فيهما ولا يدري على أيهما يقدم ولا يظهر حيرته ولا يجوز أن يدهش ولا يظهر دهشته.
929 - الفرق بين الدوام والخلود: أن الدوام هو إستمرار البقاء في جميع الاوقات ولا يقتضي أن يكون في وقت دون وقت ألا ترى انه يقال ان الله لم يزل دائما ولا يزال، دائما والخلود هو إستمرار البقاء من وقت مبتدأ ولهذا لا يقال إنه خالد كما إنه دائم.
930 - الفرق بين الدولة والملك: (2068) .
931 - الفرق بين الدين والشريعة: (1201) .
932 - الفرق بين الدين والقرض: (1713) .
933 - الفرق بين الدين والملة: (2061) .
(*)
(1/239)
934 - الفرق بين الخلود والدوام (1) : قيل: الفرق بينهما أن الخلود يقتضي طول المكث في قولك فلان في الحبس، ولا يقتضي ذلك دوامه فيه، ولذلك وصف سبحانه بالدوام دون الخلود، إلا أن خلود الكفار في النار المراد به التأييد بلا خلاف بين الامة.
(اللغات) .
__________
(1) الخلود والدوام.
في الكليات 2: 277.
والمفردات (خلود: 220) .
والفرائد: 82.
(*)
(1/240)
* (ذ) *
935 - الفرق بين الذات والحقيقة: أنه لم يرف الشئ من لم يعرف ذاته.
وقد يعرف ذاته من لم يعرف حقيقته.
والحقيقة أيضا من قبيل القول على ما ذكرنا (1) وليست الذات كذلك والحقيقة عند العرب ما يجب على الانسان حفظه يقولون هو حامي الحقيقة وفلان لا يحمي حقيقته.
936 - الفرق بين الذات والروح والمهجة والنفس: (2101) .
937 - الفرق بين الذبح والقتل: أن الذبح عمل معلوم، والقتل ضروب مختلفة ولهذا منع الفقهاء عن الاجارة على قتل رجل قصاصا ولم يمنعوا من الاجارة على ذبح شاة لان القتل منه لا يدري أيقتله بضربة أو بضربتين أو أكثر وليس كذلك الذبح.
938 - الفرق بين الذبح والذبح (2) : الذبح بكسر الذال: المهيأ لان يذبح، وبفتح الذال: المصدر.
قاله الطبرسي: (اللغات) .
939 - الفرق بين الذرء والخلق: أن أصل الذرء الاظهار ومعنى ذرأ الله الخلق أظهرهم بالايجاد بعد العدم، ومنه قيل للبياض الذرأة لظهوره وشهرته وملح ذرآني لبياضه والذرو بلا همزة التفرقة بين الشيئين، ومنه قوله تعالى
__________
(1) في العدد: 700.
(2) الذبح والذبح.
في المفردات: 257.
(*)
(1/241)
" تذروه الرياح " (1) وليس من هذا ذريت الحنطة فرقت عنها التبن.
940 - الفرق بين الذرية والابناء: (32) .
941 - الفرق بين الذرية والآل: (8) .
942 - الفرق بين الذريعة والوسيلة: (2311) .
943 - الفرق بين الذكاء والفطنة: أن الذكاء تمام الفطنة من قولك ذكت النار إذا تم إشتعالها، وسميت الشمس ذكاء لتمام نورها، والتذكية تمام الذبح ففي الذكاء معنى زائد على الفطنة.
944 - الفرق بين الذكر والخاطر: (820) .
945 - الفرق بين الذكر والخاطر: (821) .
946 - الفرق بين الذكر والعلم: أن الذكر وإن كان ضربا من العلم (2) فإنه
لا يسمى ذكرا إلا إذا وقع بعد النسيان، وأكثر ما يكون في العلوم الضرورية ولا يوصف الله به لانه لا يوصف بالنسيان، وقال علي بن عيسى: الذكر يضاد السهو، والعلم يضاد الجهل، وقد يجمع الذكر للشئ والجهل به من وجه واحد.
947 - الفرق بين الذل والتذلل: (475) .
948 - الفرق بين الذل والخزي: (840) .
__________
(1) الكهف 18: 45.
(2) " العلوم خ ل ".
(*)
(1/242)
949 - الفرق بين الذل والخضوع: (854) .
950 - الفرق بين الذل والصغار: (1266) .
951 - الفرق بين الذل والضراعة: (1307) .
952 - الفرق بين الذل والضعة: (1315) .
953 - الفرق بين الذليل والذلول (1) : قيل: يقال لكل مطبوع من الناس ذليل: ومن غير الناس ذلول.
قال تعالى: " لا ذلول تثير الأرض " (2) أي غير مذللة للحرث، أو لا تمنع على طالب.
وقال بعض المفسرين: الذل - بالكسر - ضد الصعوبة، وبضمها ضد العز، يقال: ذلول من الذل من قوم أذلة، وذليل من الذل من قوم أذلاء، والاول من اللين والانقياد، والثاني من الهون والاستخفاف.
(اللغات) .
954 - الفرق بين الذليل والمذعن والمهين: (2106) .
955 - الفرق بين الذم واللوم: (1891) .
956 - الفرق بين الذم والهجو: أن الذم نقيض الحمد وهما يدلان على الفعل
وحمد المكلف يدل على إستحقاقه للثواب بفعله، وذمه يدل على إستحقاقه للعقاب بفعله، والهجو نقيض المدح وهما يدلان على الفعل والصفة كهجوك الانسان بالبخل وقبح الوجه، وفرق آخر أن الذم يستعمل في
__________
(1) الذليل والذلول.
في الكليات 2: 362.
والمفردات: 261.
والفرائد: 96.
(2) البقرة 2: 71.
(*)
(1/243)
الفعل والفاعل فتقول ذممته بفعله وذممت فعله، والهجو يتناول الفاعل والموصوف دون الفعل والصفة فتقول هجوته بالبخل وقبح الوجه ولا تقول هجوت قبحه وبخله، وأصل الهجو في العربية الهدم تقول هجوت البيت إذا هدمته وكان الاصل في الهجو أن يكون بعد المدح كما أن الهدم يكون بعد البناء إلا أنه كثر استعماله فجرى في الوجهين.
957 - الفرق بين الذنب والاثم: (43) .
958 - الفرق بين الذنب والجرم: أن الذنب ما يتبعه الذم أو ما يتتبع عليه العبد من قبيح فعله، وذلك أن أصل الكلمة الاتباع على ما ذكرنا فأما قولهم للصبي قد أذنب فإنه مجاز، ويجوز أن يقال الاثم هو القبيح الذي عليه تبعة، والذنب هو القبيح من الفعل ولا يفيد معنى التبعة، ولهذا قيل للصبي قد أذنب ولم نقل قد أثم، والاصل في الذنب الرذل من الفعل كالذنب الذي هو أرذل ما في صاحبه، والجرم ما ينقطع به عن الواجب وذلك أن أصله في اللغة القطع ومنه قيل للصرام الجرام وهو قطع التمر.
959 - الفرق بين الذنب والجرم (1) : قيل: هما بمعنى.
إلا (2) أن الفرق بينهما أن أصل الذنب الاتباع، فهو ما يتبع عليه العبد من قبيح عمله، كالتبعة.
والجرم أصله: القطع، فهو القبيح الذي ينقطع به عن الواجب.
(اللغات) .
__________
(1) الجرم والذنب: في الكليات (: 42) والتعريفات (الذنب: 112) والمفردات (الجرم: 128، والذنب: 262) .
الفرائد: 96.
(2) في: ط: غير أن الفرق.
(*)
(1/244)
960 - الفرق بين الذنب والحوب: (803) .
961 - الفرق بين الذنب والخطأ: (858) .
962 - الفرق بين الذنب والقبيح: أن الذنب عند المتكلمين ينبئ عن كون المقدور مستحقا عليه العقاب وقد يكون قبيحا لا عقاب عليه كالقبح يقع من الطفل قالوا ولا يسمى ذلك ذنبا وإنما يسمى الذنب ذنبا لما يتبعه من الذم، وأصل الكلمة على قولهم الاتباع ومنه قيل ذنب الدابة لانه كالتابع لها والذنوب الدلو التي لها ذنب، ويجوز أن يقال إن الذنب يفيد أنه الرذل من الفعل الدنئ وسمي الذنب ذنبا لانه أرذل ما في صاحبه وعلى هذا إستعماله في الطفل حقيقة.
963 - الفرق بين الذنب والمعصية: (2036) .
964 - الفرق بين الذنب والوزر: (2307) .
965 - الفرق بين الذنوب والدلو: (918) .
966 - الفرق بين الذهاب والمضي: (2020) .
967 - الفرق بين الذهن والعقل: أن الذهن هو نقيض سوء الفهم وهو عبارة عن وجود الحفظ لما يتعلمه الانسان ولا يوصف الله به لانه لا يوصف بالتعلم.
968 - الفرق بين الذوق وإدراك الطعم: أن الذوق ملابسة يحس بها الطعم
وإدراك الطعم يتبين به من ذلك الوجه وغير تضمين ملابسة الحبل وكذلك يقال ذقته فلم أجد له طعما.
(1/245)
* (ر) *
969 - الفرق بين الراحة واللذة: أن الراحة من اللذة ما تقدمت الشهوة له وذلك أن العطشان إذا إشتهى الشرب ولم يشرب مليا ثم شرب سميت لذته بالشرب راحة وإذا شرب في أول أوقات العطش لم يسم بذلك، وكذلك الماشي إذا أطال المشي ثم قعد وقد تقدمت شهوته للقعود سميت لذته بالقعود راحة وليس ذلك من إرادت ولكنه يجري معها ويشكل بها، وعند أبي هاشم رحمه الله: أن اللذة ليست بمعنى، وفي تعيين الملتذ بها وبضروبها الدالة على إختلاف أجناسها دليل على أنها معنى ولو لم تكن معنى مع هذه الحال لوجب أن تكون الارادة كذلك.
970 - الفرق بين الرأفة والرحمة: أن الرأفة أبلغ من الرحمة ولهذا قال أبو عبيدة: إن في قوله تعالى (رؤوف رحيم) (1) تقديما وتأخيرا أراد أن التوكيد يكون في الابلغ في المعنى فإذا تقدم الابلغ في اللفظ كان المعنى مؤخرا.
971 - الفرق بين الرأفة والرحمة (2) : قيل: الرأفة أشد الرحمة، وقيل: الرحمة أكثر من الرأفة، والرأفة أقوى منها في الكيفية، لانها عبارة عن إيصال النعم صافية عن الالم.
__________
(1) التوبة 9: 117.
(2) الرأفة والرحمة.
في الكليات 2: 378.
التعريفات: 115.
الفرائد: 98.
المفردات (الرأفة: 303، الرحمة: 279) .
(*)
(1/246)
والرحمة: إيصال النعم مطلقا.
وقد يكون مع الكراهة والالم
للمصلحة كقطع العضو المجذوم.
وإطلاق الرأفة عليه تعالى كإطلاق الرحمة: (اللغات) .
972 - الفرق بين الرئيس والزعيم: (1048) .
973 - الفرق بين الرب والسيد: (1156) .
974 - الفرق بين الرب والقادر: (1667) .
975 - الفرق بين الصفة برب والصفة بمالك: أن الصفة برب أفخم من الصفة بمالك لانها من تحقيق القدرة على تدبير ما ملك فقولنا رب يتضمن معنى الملك والتدبير فلا يكون إلا مطاعا أيضا والشاهد قول الله تعالى " اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله " (1) أي سادة يطيعونهم، والصفة بمالك تقتضي القوة على تصريف ما ملك وهو من قولك ملكت العجين إذا أجدت عجنه (2) فقول ومنه قول الشاعر: ملكت بها كفي فأنهرت فتقها * يرى قائم من دونها ما وراءها أي قويت بها كفي، ثم كثر حتى جرى على معنى مالك في الحكم كالصبي المالك لما لا يقدر على تصريفه إلا في الحكم أي حكمه حكم القادر على تصريف ماله، ولذلك لم يحسن إطلاق الصفة برب إلا على الله تعالى، والصفة برب أيضا تقتضي معنى المصلح ومنه ربيت النعمة إذا أصلحتها بإتمامها وأديم مربوب مصلح ويجوز أن يقال ان قولنا رب يقتضي معنى ولاية الامر حتى يتم ومن ثم قيل رب الولد ورب السمسم
__________
(1) التوبة 9: 31.
(2) (اخذت عجوة خ ل) (*)
(1/247)
وشاة ربى وهي مثل النفساء من النساء وقيل لها ذلك لانها تربي ولدها فالباء في التربية أصلها ياء نقلت إلى حرف العلة كما قيل في الظن
التظني.
976 - الفرق بين الرجاء والطمع: أن الرجاء هو الظن بوقوع الخير الذي يعتري صاحبه الشك فيه إلا أن ظنه فيه أغلب وليس هو من قبيل العلم، والشاهد أنه لا يقال أرجو أن يدخل النبي الجنة لكون ذلك متيقنا.
ويقال أرجو أن يدخل الجنة إذا لم يعلم ذلك.
والرجاء الامل في الخير والخشية والخوف في الشر لانهما يكونان مع الشك في المرجو والمخوف ولا يكون الرجاء إلا عن سبب يدعو إليه من كرم المرجو أو ما به إليه، ويتعدى بنفسه تقول رجوت زيدا والمراد رجوت الخير من زيد لان الرجاء لا يتعدى إلى أعيان الرجال.
والطمع ما يكون من غير سبب يدعو إليه فإذا طمعت في الشئ فكأنك حدثت نفسك به من غير أن يكون هناك سبب يدعو إليه، ولهذا ذم الطمع ولم يذم الرجاء، والطمع يتعدى إلى المفعول بحرف فتقول طمعت فيه كما تقول فرقت منه وحذرت منه وإسم الفاعل طمع مثل حذر وفرق ودئب إذا جعلته كالنسبة وإذا بنيته على الفعل قلت طامع.
977 - الفرق بين الرجاح والرزانة: أن الرجاح أصله الميل ومنه رجحت كفة الميزان إذا مالت لثقل ما فيها ومنه زن وأرجح، يوصف الرجل بالرجاح على وجه التشبيه كأنه وزن مع غيره فصار أثقل منه وليس هو صفة تختص الانسان على الحقيقة ألا ترى أنه لا يجوز أن يقال للانسان ترجح أي كن راجحا ولكن يقال له ترجح أي تمايل، ويجوز أن يقال له ترزن أي كن رزينا وهي أيضا تستعمل في التثبيت والسكون، والرجاح في
(1/248)
زيادة الفضل فالفرق بينهما بين.
978 - الفرق بين الرجع والرد: أنه يجوز أن ترجعه من غير كراهة له قال الله تعالى " فإن رجعك الله إلى طائفة منهم " (1) ولا يجوز أن ترده إلا إذا كرهت حاله، ولهذا يسمى البهرج ردا ولم يسم رجعا، هذا أصله ثم ربما استعملت إحدى الكلمتين موضع الاخرى لقرب معناهما.
979 - الفرق بين الرجفة والزلزلة: أن الرجفة الزلزلة العظيمة ولهذا يقال زلزلت الارض زلزلة خفيفة ولا يقال رجفت إلا إذا زلزلت زلزلة شديدة وسميت زلزلة الساعة رجفة لذلك، ومنه الارجاف وهو الاخبار باضطراب أمر الرجل ورجف الشئ إذا اضطرب يقال رجفت منه إذا تقلقلت.
980 - الفرق بين الرجل والمرء: أن قولنا رجل يفيد القوة على الاعمال ولهذا يقال في مدح الانسان إنه رجل، والمرء يفيد أنه أدب النفس ولهذا يقال المروءة أدب مخصوص.
981 - الفرق بين الرجوع والاياب: (345) .
982 - الفرق بين الرجوع والانابة: (300) .
983 - الفرق بين الرجوع والانقلاب: أن الرجوع هو المصير إلى الموضع الذي قد كان فيه قبل، والانقلاب المصير إلى نقيض ما كان فيه قبل ويوضح ذلك قولك إنقلب الطين خزفا فأما رجوعه خزفا فلا يصح لانه لم يكن قبل خزفا.
__________
(1) التوبة 9: 83.
(*)
(1/249)
984 - الفرق بين الرجوع والاوب: (338) .
985 - الفرق بين الرجوع والفئ: (1664) .
986 - الفرق بين الرجوع والعود (1) : الرجوع: فعل الشئ ثانية، ومصيره
إلى حال كان عليها، والعود: يستعمل في هذا المعنى على الحقيقة، ويسعمل في الابتداء مجازا، قال الزجاج: يقال قد عاد إلي (2) من فلان مكروه، وإن لم يكن قد سبقه مكروه قبل ذلك.
وتأويله أنه لحقني منه مكروه.
انتهى.
قلت: ومنه قوله تعالى: " قال الملا الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين امنوا معك من قريتنا أو لتعودون في ملتنا " (3) والمعنى: أو لتدخلن في ديننا.
فإنه عليه السلام لم يكن على دينهم قط.
وقال الشاعر (4) : تلك المكارم لاقعبان من لبن * شيبا بماء فعادا بعد أبوالا! أي صار أبوالا.
(اللغات) .
987 - الفرق بين الرحل والظعن: (1364) .
988 - الفرق بين الرحمن والرحيم: أن الرحمن على ما قال إبن عباس: أرق من
__________
(1) الرجوع والعود.
في الكليات 2: 390.
التعريفات (الرجوع 114، العود 164) .
المفردات (الرجوع: 275، العود: 524) .
الفرائد: 100.
(2) في ط: علي.
(3) الاعراف 88: 7.
(4) هو أبو الصلت بن أبي ربيعة (طبقات فحول الشعراء: 262) وينسب للتابعة الجعدي.
(*)
(1/250)
الرحيم يريد أنه أبلغ في المعنى لان الرقة والغلظة لا يوصف الله تعالى بهما والرحمة من الله تعالى على عباده ونعمته عليهم في باب الدين والدنيا، وأجمع المسلمون أن الغيث رحمة من الله تعالى، وقيل معنى قوله رحيم أن من شأنه الرحمة وهو على تقدير يديم، والرحمن في تقدير بزمان وهو اسم
خص به الباري عزوجل، ومثله في التخصيص قولنا فهذا النجم سماك وهو مأخوذ من السمك الذي هن الارتفاع وليس كل مرتفع سماكا وقولنا للنجم الآخر دبران لانه يدبر الثريا، وليس كل ما دبر شيئا يسمى دبرانا فأما قولهم لمسيلمة رحمان اليمامة فشئ وضعه له أصحابه على وجه الخطأ كما وضع غيرهم إسم الالهية لغير الله وعندنا أن الرحيم مبالغة لعدو له وأن الرحمن أشد مبالغة لانه أشد عدولا وإذا كان العدول على المبالغة كلما كان أشد عدولا كان أشد مبالغة.
989 - الفرق بين الرحمن والرحيم (1) : هما مشتقان من الرحمة، وهي لغة: رقة القلب وعطفه.
والمراد هنا التفضل والاحسان.
فإن أسماءه - سبحانه - تؤخذ باعتبار الغايات دون المبادئ.
وقيل: (الرحمن) أبلغ من (الرحيم) ، لكثرة حروفه، مختص بالله تعالى، لا بطريق العلية لجريانه وصفا، وإطلاقه على غير تعالى كفر.
ومبالغته إما بالكمية لكثرة أفراد الرحمة، وأفراد المرحوم، أو بالكيفية لتخصيصه بجلائل النعم وأصولها المستمرة وتقديمه على الرحيم في البسملة، لاختصاصه به تعالى.
وروى عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: " الرحمن اسم خاص
__________
(1) الرحمن والرحيم.
في الكليات: 370 - 371.
والمفردات: 279.
(*)
(1/251)
بصفة عامة " (1) والرحيم بالعكس.
وذلك أن لفظ (الرحمن) لا يطلق على غيره تعالى، كما سبق.
وأما صفة عمومه، فلان رحمته في الدنيا واسعة شاملة للمؤمن والكافر.
وأما (الرحيم) فيطلق على غيره تعالى.
وأما صفة خصوصه فلان رحمته في الآخرة لا تشمل إلا المؤمن.
فإن قلت: قد ورد في بعض الادعية: (يا رحمن الدنيا ورحيم الآخرة) ، وفي بعضها: (يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيم الدنيا) ، وورد في الصحيفة الشريفة: " يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما " (2) ، فما وجه الاختلاف؟ قلت: قد أجبت عنه بأن اختلاف العبارات باختلاف الاعتبارات فعند اعتبار أن (الرحمن) أبلغ من (الرحيم) لدلالة زيادة المباني على زيادة المعاني، واعتبار الاغلبية فيه باعتبار الكمية نظرا إلى كثرة أفراد المرحومين عبر برحمن الدنيا ورحيم الآخرة لشمول رحمته في الدنيا: للمؤمن والكافر، واختصاص رحمة الآخرة بالمؤمن.
وعند اعتبار الاغلبية باعتبار الكيفية، وهي جلالة الرحمة ودقتها بالنسبة إلى مجموع كل من الرحمتين عبر برحمن الدنيا والآخرة، ورحيم الدنيا لجلالة رحمة الآخرة بأسرها بخلاف رحمة الدنيا، وباعتبار نسبة بعض أفراد كل من رحمة الدنيا والآخرة إلى بعض عبر برحمن الدنيا والآخرة ورحميهما، لان بعض من كل منهما أجل من البعض، وبعضا من كل منهما أدق.
(اللغات) .
__________
(1) في ط: اسم خاص، صفة عام.
(2) الصحيفة السجادية الكاملة: 227.
(*)
(1/252)
990 - الفرق بين الرحمة والرأفة: (971) .
991 - الفرق بين الرحمة والرقة: (1023) .
992 - الفرق بين الرحمة والنعمة: أن الرحمة الانعام على المحتاج إليه وليس
كذلك النعمة لانك إذا أنعمت بمال تعطيه إياه فقد أنعمت عليه ولا تقول إنك رحمته.
993 - الفرق بين الرحيم والرحمن: (988) .
994 - الفرق بين الرد والرجع: (978) .
995 - الفرق بين الرد والرفع: أن الرد لا يكون إلا إلى خلف، والرفع يكون إلى قدام وإلى خلف جميعا.
996 - الفرق بين الرد والدفع (1) : هما بمعنى.
وفرق بعضهم بينهما بأن الدفع قد يكون إلى جهة القدام والخلف والرد لا يكون إلا إلى جهة الخلف.
ويدل عليه قوله تعالى: " وإنهم آتيهم عذاب غير مردود " (2) .
فإنه لا معقب لحكمه.
(اللغات) .
997 - الفرق بين الرزانة والرجاح: (977) .
998 - الفرق بين الرزانة والوقار: أن الرزانة تستعمل في الانسان وغيره فهي أعم
__________
(1) الرد والدفع.
في الكليات (الرد: 339، والدفع 2: 387) .
والتعريفات: 115.
الفرائد: 101.
(2) هود 11: 76.
المفردات: (الرد: 280) .
(*)
(1/253)
يقال رجل رزين أي ثقيل ولا يقال حجر وقور.
999 - الفرق بين الرزق والحظ: أن الرزق هو العطاء الجاري في الحكم على الادرار ولهذا يقال أرزاق الجند لانها تجري على إدرار، والحظ لا يفيد هذا المعنى وإنما إرتفاع صاحبه به على ما ذكرنا (1) ، قال بعضهم يجوز أن يجعل الله للعبد حظا في شئ ثم يقطعه عنه ويزيله مع حياته وبقائه، ولا يجوز أن يقطع رزقه مع إحيائه، وبين العلماء في ذلك خلاف ليس
هذا موضع ذكره، وكل ما خلقه الله تعالى في الارض مما يملك فهو رزق للعباد في الجملة بدلالة قوله تعالى " خلق لكم ما في الارض جميعا " (2) وإن كان رزقا لهم في الجملة فتفصيل قسمته على ما يصح ويجوز من الاملاك، ولا يكون الحرام رزقا لان الرزق هو العطاء الجاري في الحكم وليس الحرام مما حكم به، وما يفترسه الاسد رزق له بشرط غلبته عليه كما أن غنيمة المشركين رزق لنا لشرط غلبتنا عليه والمشرك يملك ما في يده أما إذا غلبناه عليه بطل ملكه له وصار رزقا لنا، ولا يكون الرزق إلا حلالا فأما قولهم رزق حلال فهو توكيد كما يقال بلاغة حسنة ولا تكون البلاغة إلا حسنة.
1000 - الفرق بين الرزق والغذاء: أن الرزق إسم لما يملك صاحبه الانتفاع به فلا يجوز منازعته فيه لكونه حلالا له، ويجوز أن يكون ما يغتذيه الانسان حلالا وحراما إذ ليس كل ما يغتذيه الانسان رزقا له ألا ترى أنه يجوز أن يغتذي بالسرقة وليس السرقة رزقا للسارق، ولو كانت رزقا له لم يذم عليها وعلى النفقة منها، بل كان يحمد على ذلك والله تعالى مدج المؤمنين
__________
(1) في العدد: 2177.
(2) البقرة 2: 29.
(*)
(1/254)
بإنفاقهم في قوله تعالى " ومما رزقناهم ينفقون " (1) .
1001 - الفرق بين الرسخ والعلم: أن الرسخ هو أن يعلم الشئ بدلائل كثيرة أو بضرورة لا يمكن إزالتها، وأصله الثبات على أصل يتعلق به، وسنبين ذلك (2) في آخر الكتاب إن شاء الله، وإذا علم الشئ بدليل لم يقل إن ذلك رسخ.
1002 - الفرق بين الرسم والحد: (701) .
1003 - الفرق بين الرسم والختم: (832) .
1004 - الفرق بين الرسم والعلامة: أن الرسم هو إظهار الاثر في الشئ ليكون علامة فيه، والعلامة تكون ذلك وغيره ألا ترى انك تقول علامة مجئ زيد تصفيق عمرو وليس ذلك بأثر.
1005 - الفرق بين الرسوخ والثبات: أن الرسوخ كمال الثبات والشاهد أنه يقال للشئ المستقر على الارض ثابت وإن لم يتعلق بها تعلقا شديدا، ولا يقال راسخ ولا يقال حائط راسخ لان الجبل أكمل ثباتا من الحائط وقال الله تعالى " والراسخون في العلم " (3) أي الثابتون فيه، وقد تكلمنا في ذلك قبل ويقولون هو أرسخهم في المكرمات أي أكملهم ثباتا فيها، وأما الرسو فلا يستعمل إلا في الشئ الثقيل نحو الجبل وما شاكله من الاجسام الكبيرة يقال جبل راس ولا يقال حائط راس ولا عود راس وفي القرآن " بسم الله مجريها ومرسيها " (4) شبهها بالجبل لعظمها فالرسو هو
__________
(1) البقرة 2: 3.
(2) لم نتحققه.
(3) آل عمران 3: 7.
(4) هود 11: 41.
(*)
(1/255)
الثبات مع العظم والثقل والعلو فإن استعمل في غير ذلك فعلى التشبيه والمقاربة نحو قولهم ارست العود في الارض.
1006 - الفرق بين الرسول والمرسل: (1991) .
1007 - الفرق بين الرسول والنبي: (2138) .
1008 - الفرق بين الرشد والرشد: قال أبو عمرو بن العلاء: الرشد الصلاح قال الله تعالى " فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم " (1) والرشد الاستقامة في الدين ومنه قوله تعالى " أن تعلمن مما علمت رشدا " (2)
وقيل هما لغتان مثل العدم والعدم.
1009 - الفرق بين الرشوة والبسلة والحلوان: (395) .
1010 - الفرق بين الرصف والاحكام: أن الرصف هو جمع شئ إلى شئ يشاكله، وإحكام الشئ خلقه محكما ولا يستعمل الرصف إلا في الاجسام، والاحكام والاتقان يستعملان فيها وفي الاعراض فيقال فعل متقن ومحكم ولا يقال فعل مرصوف إلا أنهم قالوا رصف هذا الكلام حسن وهو مجاز لا يتعدى هذا الموضع.
1011 - الفرق بين الرضا والارادة: (131) .
1012 - الفرق بين الرضا والتسليم (3) : التسليم: هو الانقياد لاوامر الله تعالى
__________
(1) النساء 4: 6.
(2) الكهف 18: 66.
(3) التسليم والرضا.
في الكليات (التسليم 2: 73 والرضا 1: 106) .
في المفردات (التسليم 351 والرضا: 286) .
والفرائد: 40.
(*)
(1/256)
وأحكامه، والاذعان لما يصدر من الحكمة (1) الالهية، وما يصيبه من الحوادث والنوائب (2) ظاهرا وباطنا وقبول كل (3) ذلك من غير إنكار بالقلب واللسان، وهو مرتبة فوق الرضا، لان الراضي قد يرى لنفسه وجودا وإرادة، إلا أنه يرضى بما صدر من جنابه سبحانه، وبما نطقت به الشريعة الغراء - وإن خالف طبعه - والمسلم برئ من ذلك، وإنما نظره إلى ما يصدر من الحكم ويرد من جانب الشرع، فإن التسليم لذلك أصل من الاصول، وإن كان لا يظهر وجه حكمته للناس، فإن لله تعالى أسرارا ومصالح يخفى بعضها، ولا يعلمها إلا الله وأنبياؤه وحججه (4) .
(اللغات) .
1013 - الفرق بين الرضا والرضوان (5) : هما بمعنى في اللغة.
وقيل: الرضوان: الكثير من الرضا، ولذلك خص في التنزيل بما كان من الله من حيث إن رضاه إعظم الرضا.
قال تعالى: " ورضوان من الله أكبر " (6) .
(اللغات) .
1014 - الفرق بين الرضا والمحبة (7) : قيل: هما نظيران، وإنما يظهر الفرق بضديهما، فالمحبة ضدها البغض، والرضا: ضده السخط.
__________
(1) في: ط: الحكم.
(2) في ط: النوائب والحوادث.
(3) (كل) سقطت من نسخة خ.
(4) في ط: وأنبياؤه والراسخون في العلم.
(5) الرضا والرضوان.
في الكليات 2: 389 - 390.
المفردات: 287.
الفرائد: 104.
(6) التوبة 9: 72.
(7) الرضا والمحبة.
في المفردات: (الرضا 286 والمحبة 151) .
في التعريفات (الرضا: 116) .
(*)
(1/257)
قيل: وهو يرجع إلى الارادة.
فإذا قيل (رضي عنه) ، فكأنه أراد تعظيمه وثوابه.
وإذا قيل (رضي عليه) فكأنه أراد ذلك.
والسخط إرادة الانتقام.
(اللغات) .
1015 - الفرق بين الرعاية والحفظ: (763) .
1016 - الفرق بين الرفع والرد: (995) .
1017 - الفرق بين الرفعة والعلو (1) : هما بمعنى في اللغة، وهو الفوقية.
وقد يخصص العلو في حقه - سبحانه - بعلوه على الخلق بالقدرة عليهم.
والرفعة بارتفاعه عن الاشياء، والاتصاف بصفاتها (2) وبالعكس.
وقال الطبرسي: الفرق بينهما أن العلو قد يكون بمعنى الاقتدار وبمعنى العلو في المكان، والرفيع من رفع المكان لا غير.
ولذلك لا يوصف الله - سبحانه - بأنه رفيع.
وأما " رفيع الدرجات " (3) فإنه وصف الدرجات بالرفعة (4) .
انتهى.
وفيه نظر (5) .
فإن الرفيع من جملة أسماء الله سبحانه، ذكره الصدوق في التوحيد، وغيره في غيره.
فمنعه من وصفه - سبحانه - بالرفيع ممنوع! (اللغات) .
__________
(1) الرفعة والعلو.
في الكليات.
العلو 3: 233.
المفردات (الرفعة 291 العلو 515) .
الفرائد: 105.
(2) في ط: بصفتهم.
(3) غافر 40: 15.
قال في مجمع البيان (4: 517) .
" رفيع الدرجات: الرفيع بمعنى الرافع أي هو رافع درجات الانبياء والاولياء في الجنة.
عن عطاء عن ابن عباس.
وقيل معناه رافع السماوات السبع عن سعيد بن جبير.
وقيل معناه إنه عالي الصفات ".
(4) فرق الطبرسي بين العلو والرفعة في مجمع البيان (1: 361) .
(5) في ط: وهو عجيب.
(*)
(1/258)
1018 - الفرق بين الرفيع والمجيد: (1943) .
1019 - الفرق بين الرفق واللطف: أن الرفق هو اليسر في الامور والسهولة في التوصل إليها وخلافه العنف وهو التشديد في التوصل إلى المطلوب، وأصل الرفق في اللغة النفع ومنه يقال أرفق فلان فلانا إذا مكنه مما يرتفق به، ومرافق البيت المواضع التي ينتفع بها زيادة على ما لابد منه.
ورفيق الرجل في السفر يسمى بذلك لانتفاعه بصحبته وليس هو على معنى الرفق واللطف ويجوز أن يقال سمي رفيقا لانه يرافقه في السير أي
يسير إلى جانبه فيلي مرفقه.
1020 - الفرق بين الرفيق والشفيق: (1206) .
1021 - الفرق بين الرقاعة والحماقة: أن الرقاعة على ما قال الجاحظ: حمق مع رفعة وعلو رتبة ولا يقال للاحمق إذا كان وضيعا رقيعا وإنما يقال ذلك للاحمق إذا كان سيدا أو رئيسا أو ذا مال وجاه.
1022 - الفرق بين الرقبى والعمرى: (1516) .
1023 - الفرق بين الرقة والرحمة: أن الرقة والغلظة يكونان في القلب وغيره خلقة والرحمة فعل الراحم والناس يقولون رق عليه فرحمه يجعلون (1) الرقة سبب الرحمة.
1024 - الفرق بين الرقي والصعود: أن الرقي أعم من الصعود ألا ترى انه يقال رقى
__________
(1) " فيجعلون ".
(*)
(1/259)
في الدرجة والسلم كما يقال صعد فيهما ويقال رقيت في العلم والشرف إلى أبعد غاية ورقي في الفضل ولا يقال في ذلك صعد والصعود على ما ذكرنا (1) مقصور على المكان، والرقي يستعمل فيه وفي غيره فهو أعم وهو أيضا يفيد التدرج في المعنى شيئا بعد شئ، ولهذ سمي الدرج مراقي وتقول مازلت اراقيه حتى بلغت به الغاية أي أعلو به شيئا شيئا.
1025 - الفرق بين الرقيب والحفيظ: أن الرقيب هو الذي يرقبك لئلا يخفى عليه فعلك وأنت تقول لصاحبك إذا فتش عن امورك أرقيب علي أنت؟ وتقول راقب الله أي إعلم أنه يراك فلا يخفى عليه فعلك، والحفيظ لا يتضمن معنى التفتيش عن الامور والبحث عنها.
1026 - الفرق بين الرقيب والمهيمن: أن الرقيب هو الذي يرقبك مفتشا عن
امورك على ما ذكرنا (2) وهو من صفات الله تعالى بمعنى الحفيظ وبمعنى العالم لان الصفة بالتفتيش لا تجوز عليه تعالى.
والمهيمن هو القائم على الشئ بالتدبير ومنه قول الشاعر: ألا إن خير الناس بعد نبيهم * مهيمنه التأليه في العرف والنكر يريد القائم على الناس بعده، وقال الاصمعي: " ومهيمنا عليه " (3) أي قفانا والقفان فارسي معرب وقال عمر رضي الله عنه: إني لاستعين بالرجل فيه عيب ثم أكون على قفانه أي على تحفظ أخباره والقفان بمعنى المشرف.
__________
(1) في العدد: 1263.
(2) في العدد: 1025.
(3) المائدة 5: 48.
(*)
(1/260)
1027 - الفرق بين الركون والسكون: أن الركون السكون إلى الشئ بالحب له والانصاف اليه ونقيضه النفور عنه والسكون خلاف الحركة وإنما يستعمل في غيره مجازا.
1028 - الفرق بين الرهبة والخوف: أن الرهبة طول الخوف وإستمراره ومن ثم قيل للراهب راهب لانه يديم الخوف، والخوف أصله من قولهم جمل رهب إذا كان طويل العظام مشبوح الخلق والرهابة العظم الذي على رأس المعدة يرجع إلى هذا، وقال علي بن عيسى: الرهبة خوف يقع على شريطة لا مخافة والشاهد أن نقيضها الرغبة وهي السلامة من المخاوف مع حصول فائدة والخوف مع الشك بوقوع الضرر والرهبة مع العلم به يقع على شريطة كذا وإن لم تكن تلك الشريطة لم تقع.
1029 - الفرق بين الرهط والنفر: (2210) .
1030 - الفرق بين الروح والحياة: أن الروح من قرائن الحياة، والحياة عرض والروح جسم رقيق من جنس الريح، وقيل هو جسم رقيق حساس، وتزعم الاطباء أن موضعها في الصدر من الحجاب والقلب، وذهب بعضهم إلى أنها مبسوطة في جميع البدن وفيه خلاف كثير ليس هذا موضع ذكره، والروح والريح في العربية من أصل واحد ولهذا يستعمل فيه النفخ فيقال نفخ فيه الروح وسمي جبريل عليه السلام روحا لان الناس ينتفعون به في دينهم كإنتفاعهم بالروح ولهذا المعنى سمي القرآن روحا.
1031 - الفرق بين الروح والذات والمهجة والنفس: (2101) .
(1/261)
1032 - الفرق بين الرهبة والخوف (1) : هما مترادفان في اللغة، وفرق بعض العارفين بينهما فقال: الخوف: هو توقع الوعيد، وهو سوط الله يقوم به الشاردين من بابه (2) ويسير بهم إلى صراطه حتى يستقيم به أمر من كان مغلوبا على رشده، ومن علامته: قصر الامل وطول البكاء.
وأما الرهبة (3) فهي انصباب إلى وجهة الهرب، رهب وهرب مثل جبذ وجذب، فصاحبها يهرب أبدا لتوقع العقوبة، ومن علاماتها: حركة القلب إلى الانقباض من داخل، وهربه وإزعاجه عن انبساطه حتى إنه يكاد أن يبلغ الرهابة في الباطن مع ظهور الكمد والكآبة على الظاهر.
(اللغات) .
1033 - الفرق بين الروم والطلب: أن الروم على ما قال علي بن عيسى: طلب الشئ إبتداء، ولا يقال رمت إلا لما تجده قبل ويقال طلبت في الامرين،
ولهذا لا يقال رمت الطعام والماء وقيل لا يستعمل الروم في الحيوان أصلا لا يقال رمت زيدا ولا رمت فرسا وإنما يقال رمت أن يفعل زيد كذا فيرجع الروم إلى فعله وهو الروم والمرام.
1034 - الفرق بين الرؤيا والحلم: (788) .
1035 - الفرق بين الروية والبديهة: أن الروية فيما قال بعضهم آخر النظر، والبديهة أوله، ولهذا يقال للرجل إذا وصف بسرعة الاصابة في الرأي بديهته
__________
(1) الخوف والرهبة.
في الكليات 2: 30.
والتعريفات (الخوف: 107 والرهبة: 292) .
المفردات: (الخوف: 209.
الرهبة: 296) .
الفرائد: 84.
(2) في ط: عن بابه.
(3) في ط: والرهبة هي.
(*)
(1/262)
كروية غيره، وقال بعضهم الروية طول التفكر في الشئ وهو خلاف البديهة، وبديهة القول ما يكون من غير فكر، والروية إشباع الرأي والاستقصاء في تأمله تقول روأت في الامر بالتشديد وفعلت بالتشديد للتكثير والمبالغة، وتركت همزة الروية لكثرة الاستعمال.
1036 - الفرق بين الرؤية والعلم: أن الرؤية لا تكون الا لموجود، والعلم يتناول الموجود والمعدوم، وكل رؤية لم يعرض معها آفة فالمرئي بها معلوم ضرورة، وكل رؤية فهي لمحدود أو قائم في محدود كما أن كل إحساس من طريق اللمس فإنه يقتضي أن يكون لمحدود أو قائم في محدود.
والرؤية في اللغة على ثلاثة أوجه أحدها العلم وهو قوله تعالى " ونراه قريبا " (1) أي نعلمه يوم القيامة وذلك أن كل آت قريب، والآخر بمعنى الظن وهو قوله تعالى " إنهم يرونه بعيدا " (2) أي يظنونه، ولا يكون ذلك بمعنى العلم لانه لا يجوز أن يكونوا عالمين بأنها بعيدة وهي قريبة في علم الله، واستعمال
الرؤية في هذين الوجهين مجاز، والثالث رؤية العين وهي حقيقة.
1037 - الفرق بين الرؤية والنظر: (2190) .
1038 - الفرق بين الرياء والنفاق: (2209) .
1039 - الفرق بين الريبة والتهمة: فان الريبة هي الخصلة من المكروه تظن بالانسان فيشك معها في صلاحه، والتهمة الخصلة من المكروه تظن بالانسان أو تقال فيه، ألا ترى أنه يقال وقعت على فلان تهمة إذا ذكر بخصلة مكروهة ويقال أيضا إتهمته في نفسي إذا ظننت به ذلك من غير
__________
(1) المعارج 70: 7.
(2) المعارج 70: 6.
(*)
(1/263)
أن تسمعه فيه فالمتهم هو المقول فيه التهمة والمظنون به ذلك، والمريب المظنون به ذلك فقط، وكل مريب متهم ويجوز أن يكون متهم ليس بمريب.
1040 - الفرق بين الريب والشك (1) : الشك: هو تردد الذهن بين أمرين على حد سواء.
وأما الريب فهو شك مع تهمة.
ودل عليه قوله تعالى: " ذلك الكتاب لا ريب فيه " (2) .
وقوله تعالى: " وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا " (3) .
فإن المشركين - مع شكهم في القرآن - كانوا يتهمون النبي بأنه هو الذي افتراه وأعانه عليه قوم آخرون! ويقرب منه (المرية) (4) وهو [17 / ب] بمعناه.
وأما قوله تعالى: " إن كنتم في شك من ديني " (5) فيمكن أن يكون الخطاب مع أهل الكتاب أو غيرهم ممن كان يعرف النبي صلى الله عليه وآله بالصدق والامانة ولا ينسبه إلى الكذب والخيانة.
(اللغات) .
1041 - الفرق بين الريق والبزاق: (391) .
__________
(1) الريب والشك.
الكليات (الشك 3: 62 الريب 2: 366 و 3: 63) .
المفردات (الشك 388) .
- التعريفات: 134.
والفرائد: 147.
(2) البقرة 2: 2.
(3) البقرة 2: 23.
(4) المرية: في الكليات 3: 63.
(5) يونس 10: 104.
(*)
(1/264)
* (ز) *
1042 - الفرق بين (زال) لا يزال لا يخلو لا يعرى لا ينفك لا يبرح: (877) .
1043 - الفرق بين (زال) لم يزل ولم يبرح ولم ينفك: (1652) .
1044 - الفرق بين الزبر والكتب: أن الزبر الكتابة في الحجر نقرا ثم كثر ذلك حتى سمي كل كتابة زبرا، وقال أبو بكر: أكثر ما يقال الزبر وأعرفه الكتابة في الحجر قال وأهل اليمن يسمون كل كتابة زبرا، وأصل الكلمة الفخامة والغلظ ومنه سميت القطعة من الحديد زبرة والشعر المجتمع على كتف الاسد زبرة، وزبرت البئر إذا طويتها بالحجارة وذلك لغلظ الحجارة وإنما قيل للكتابة في الحجر زبر لانها كتابة غليظة ليس كما يكتب في الرقوق والكواغد وفي الحديث " الفقير الذي لا زبر له " قالوا لا معتمد له وهو مثل قولهم رقيق الحال كأن الزبر فخامة الحال، ويجوز أن يقال الزبور كتاب يتضمن الزجر عن خلاف الحق من قولك زبره إذا زجره وسمي زبور داود لكثرة مزاجره، وقال الزجاج الزبور كل كتاب ذي حكمة.
1045 - الفرق بين الزرع والحرث: (716) .
(1/265)
1046 - الفرق بين الزرع والشجر والنبات (1) : الزرع: ما ينبت على غير ساق، والشجر ما له ساق وأغصان، يبقى صيفا وشتاء، والنبات يعم الجميع، لانه ما ينبت من الارض أي يخرج منها.
(اللغات) .
1047 - الفرق بين الزعم والحسبان: (735) .
1048 - الفرق بين الزعيم والرئيس: أن الزعامة تفيد القوة على الشئ ومنه قوله تعالى " وأنا به زعيم " (2) أي أنا قادر على أداء ذلك يعنى أن يوسف زعيم به لان المنادي بهذا الكلام كان يؤدي عن يوسف عليه السلام وإنما قال أنا قادر على أداء ذلك لانهم كانوا في زمن قحط لا يقدر فيه على الطعام ومن ثم قيل للرئاسة الزعامة وزعيم القوم رئيسهم لانه أقواهم وأقدرهم على ما يريده فإن سمي الكفيل زعيما فعلى جهة المجاز والاصل ما قلناه والزعامة إسم للسلاح كله وسمي بذلك لانه يتقوى به على العدو والله أعلم.
1049 - الفرق بين الزكام والنزلة (3) : قد فرق بينهما بأن السيلان المنحدر من الرأس إن نزل من المنخرين سمي زكاما، وإن انصب إلى الصدر والرئة سمي نزلة.
(اللغات) .
1050 - الفرق بين الزكاة والصدقة (4) : الفرق بينهما أن الزكاة لا تكون إلا
__________
(1) الزرع والشجر والنبات.
في الكليات (الزرع 2: 415، والشجر 3: 54، والنبات 4: 371) .
- في المفردات (الزرع: 311، والشجر 375، والنبات 731) .
والفرائد: 112 (2) يوسف 12: 73.
(3) الزكام والنزلة.
في الكليات 4: 370.
المفردات (النزلة: 744) .
والفرائد: 113.
(4) الزكاة والصدقة.
في الكليات (الزكاة 2: 104 والصدقة 3: 111) .
والتعريفات (الزكاة: 119 والصدقة: 138) .
والمفردات (الزكاة 312 والصدقة 409) .
(*)
(1/266)
فرضا، والصدقة قد تكون [18 / أ] فرضا، وقد تكون نفلا.
وقوله تعالى: " إن تبدوا الصدقات فنعما هى " (1) يحتملهما.
(اللغات) .
1051 - الفرق بين الزلزلة والرجفة: (979) .
1052 - الفرق بين زلق اللسان وخطل اللسان: (862) .
1053 - الفرق بين الزماع والعزم: (1437) .
1054 - الفرق بين الزمان والحقبة: (768) .
1055 - الفرق بين الزمان والدهر: (925) .
1056 - الفرق بين الزمان والمدة: أن إسم الزمان يقع على كل جمع من الاوقات وكذلك المدة إلا أن أقصر المدة أطول من أقصر الزمان ولهذا كان معنى قول القائل لآخر إذا سأله أن يمهله أمهلني زمانا آخر غير معنى قوله مدة اخرى لانه لا خلاف بين أهل اللغة أن معنى قوله مدة اخرى أجل أطول من زمن، ومما يوضح الفرق بينهما أن المدة اصلها المد وهو الطول ويقال مدة إذا طوله إلا أن بينها وبين الطول فرقا وهو أن المدة لا تقع على أقصر الطول ولهذا يقال مد الله في عمرك، ولا يقال لوقتين مدة كما لا يقال لجوهرين إذا ألفا أنهما خط ممدود ويقال لذلك طول فإذا صح هذا وجب أن يكون قولنا الزمان مدة يراد به أنه أطول الازمنة كما إذا قلنا للطويل إنه ممدود كان مرادنا أنه أطول من غيره فأما قول القائل آخر الزمان فمعناه أنه آخر الازمنة لان الزمان يقع على الواحد والجمع
__________
(1) البقرة 2: 271.
(*)
(1/267)
فاستثقلوا أن يقولوا آخر الازمنة والازمان فاكتفوا بزمان.
1057 - الفرق بين الزمان والوقت: أن الزمان أوقات متوالية مختلفة أو غير مختلفة
فالوقت واحد وهو المقدر بالحركة الواحدة من حركات الفلك وهو يجري من الزمان مجرى الجزء من الجسم والشاهد أيضا أنه يقال زمان قصير وزمان طويل ولا يقال وقت قصير.
1058 - الفرق بين الزمرة والثلة والحزب والجماعة والفوج: (1660) .
1059 - الفرق بين الزنا ووطئ الحرام (1) : الزنا: هو وطئ المرأة في الفرج من غير عقد شرعي، ولا شبهة عقد، مع العلم بذلك، أو غلبة الظن.
وليس كل وطئ حرام زنا، لان الوطئ في الحيض والنفاس حرام وليس بزنا.
(اللغات) .
1060 - الفرق بين الزهو والكبر: (1779) .
1061 - الفرق بن الزهو والنخوة: (2149) .
1062 - الفرق بين الزوال والانتقال: (307) .
1063 - الفرق بين الزور والكذب والبهتان: أن الزور هو الكذب الذي قد سوي وحسن في الظاهر ليحسب أنه صدق وهو من قولك زورت الشئ إذا سويته وحسنته، وفي كلام عمر: زورت يوم السقيفة كلاما، وقيل أصله فارسي من قولهم زور وهو القوة وزورته قويته، وأما البهتان فهو مواجهة الانسان بما لم يحبه وقد بهته.
__________
(1) الزنا ووطئ الحرام.
في الكليات 2: 41.
والتعريفات: 120.
والمفردات: 315.
(*)
(1/268)
1064 - الفرق بين الزوج والبعل: (411) .
1065 - الفرق بين الزيادة والبركة: (387) .
1066 - الفرق بين الزيادة والنماء: (2226) .
1067 - الفرق بين الزيغ والميل: أن الزيغ مطلقا لا يكون إلا الميل عن الحق يقال
فلان من أهل الزيغ ويقال أيضا زاغ عن الحق ولا أعرف زاغ عن الباطل لان الزيغ إسم لميل مكروه ولهذا قال أهل اللغة الفرغ زيغ في الرسغ، والميل عام في المحبوب والمكروه.
(1/269)
* (س) *
1068 - الفرق بين السابق والاول: أن السابق في أصل اللغة يقتضي مسبوقا، والاول لا يقتضي ثانيا ألا ترى انك تقول هذا أول مولود ولد لفلان وإن لم يولد له غيره، وتقول أول عبد يملكه حر وإن لم يملك غيره ولا يخرج العبد والابن من معنى الابتداء، وبهذا يبطل قول الملحدين أن الاول لا يسمى أولا إلا بالاضافة إلى ثان، وأما تسمية الله تعالى بأنه سابق يفيد أنه موجود قبل كل موجود، وقال بعضهم لا يطلق ذلك في الله تعالى إلا مع البيان لانه يوهم أن معه أشياء موجودة قد سبقها ولذلك لا يقال إن الله تعالى أسبق من غيره لانه يقتضي الزيادة في السبق، وزيادة أحد الموصوفين على الآخر في الصفة يوجب إشتراكهما فيها من وجه أو من وجوه.
1069 - الفرق بين الساعة والوقت: أن الساعة هي الوقت المنقطع من غيره، والوقت إسم الجنس ولهذا تقول إن الساعة عندي ولا تقول الوقت عندي.
1070 - الفرق بين السامع والسميع: (1131) .
1071 - الفرق بين الصفة بسامع والصفة بعالم: أنه يصح عالم بالمسموع بعد نقضه
(1/270)
ولا يصح سامع له بعد نقضه.
1072 - الفرق بين قولنا سال وفاض: (1585) .
1073 - الفرق بين السب والشتم: (1174) .
1074 - الفرق بين السبب والآلة: أن السبب يوجب الفعل والآلة لا توجبه، والآلة هي التي يحتاج إليها بعض الفاعلين دون بعض فلا ترجع إلى حسن الفعل وهي كاليد والرجل.
1075 - الفرق بين السبب والشرط: أن السبب يحتاج إليه في حدوث المسبب ولا يحتاج إليه في بقائه ألا ترى أنه قد يوجب المسبب والسبب معدوم وذلك نحو ذهاب السهم يوجد مع عدم الرمي، والشرط يحتاج إليه في حال وجود المشروط وبقائه جميعا نحو الحياة لما كانت شرطا في وجود القدرة لم يجز أن تبقى القدرة مع عدم الحياة.
1076 - الفرق بين السبب والعلة: (1486) .
1077 - الفرق بين السبط والولد: أن أكثر ما يستعمل السبط في ولد البنت ومنه قيل للحسن والحسين رضي الله عنهما سبطا رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم، وقد يقال للولد سبط إلا أنه يفيد خلاف ما يفيده لان قولنا سبط يفيد أنه يمتد ويطول، وأصل الكلمة من السبوط وهو الطول والامتداد ومنه قيل السباط لامتداده بين الدارين والسبطانة ما يرمى فيها البندق من ذلك، والسبط شجر سمي بذلك لامتداده وطوله.
1078 - الفرق بين السبق والقدم: (1704) .
(1/271)
1079 - الفرق بين السبيل والصراط والطريق: (1260) .
1080 - الفرق بين الستر والحجاب والغطاء: (694) .
1081 - الفرق بين الستر والغطاء: أن الستر ما يسترك عن غيرك وإن لم يكن
ملاصقا لك مثل الحائط والجبل، والغطاء لا يكون إلا ملاصقا ألا ترى انك تقول تسترت بالحيطان ولا تقول تغطيت بالحيطان وإنما تغطيت بالثياب لانها ملاصقة لك، والغشاء أيضا لا يكون إلا ملاصقا.
1082 - الفرق بين الستر والغفران: (1556) .
1083 - الفرق بين سترته وكننته: (1841) .
1084 - الفرق بين السحت والحرام: (714) .
1085 - الفرق بين السحر والشعبذة: أن السحر هو التمويه وتخيل الشئ بخلاف حقيقته مع إرادة تجوزه على من يقصده به وسواء كان ذلك في سرعة أو بطء، وفي القرآن " يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى " (1) والشعبذة ما يكون من ذلك في سرعة فكل شعبذة سحر وليس كل سحر شعبذة.
1086 - الفرق بين السحر والتمويه: (555) .
1087 - الفرق بين السحر والكهانة (2) : قال المحقق كمال الدين ميثم
__________
(1) طه 20: 66.
(2) السحر والكهانة.
في الكليات 3: 32.
وفي المفردات (السحر 330، والكهانة 665) .
(*)
(1/272)
البحراني * في شرح الحديث المروي عن مولانا أمير المؤمنين: المنجم كالكاهن، والكاهن كالساحر، والساحر كالكافر، والكافر في النار.
اعلم أن الكاهن يتميز عن المنجم بكون ما يخبر به من الامور الكائنة إنما هو عن قوة نفسانية له.
وظاهر أن ذلك أدعى إلى فساد أذهان الخلق وإغوائهم إلى زيادة اعتقادهم فيه على المنجم.
وأما الساحر فيتميز عن الكاهن بأن له قوة على التأثير في أمر خارج عن بدنه آثارا خارجة عن الشريعة مؤذية للخلق، كالتفريق
بين الزوجين ونحوه، وتلك زيادة شر آخر على الكاهن أدعى إلى فساد أذهان الناس وزيادة اعتقادهم [18 / ب] فيه، وانفعالهم (1) عنه خوفا ورغبة.
وأما الكافر فيتميز عن الساحر بالعبد الاكبر عن الله تعالى وعن دينه، وإن شاركه في أصل الانحراف عن سبيل الله.
وحينئذ صار الضلال والفساد في الارض مشتركا بين الاربعة، إلا أنه مقول عليهم بالاشد والاضعف.
فالكاهن أقوى في ذلك من المنجم، والساحر أقوى من الكاهن والكافر أقوى من الساحر، ولذلك التفاوت جعل الكاهن أصلا في التشبيه للمنجم لزيادة فساده عليه، ثم ألحق به.
وجعل الساحر أصلا للكاهن والكافر أصلا للساحر، لان التشبيه يستدعي كون المشبه به أقوى في الاصل الذي فيه التشبيه، وأحق به.
__________
* ميثم بن علي بن ميثم البحراني المتوفي سنة 679.
عدد من المؤلفات منها شروح على نهج البلاغة أشهرها وأحسنها الشرح الكبير.
(ترجمته في أعيان الشيعة 10: 197) .
(1) في الاصلين: انفعالهم عنه.
(*)
(1/273)
وقد لاح من ذلك أن وجه التشبيه في الكل ما يشتركون فيه من العدول والانحراف من طريق الله بالتنجيم، والكهانة، والسحر وما يلزم من ذلك من صد كثير من الخلق عن سبيل الله، وإن اختلفت (1) جهات هذا العدول بالشدة والضعف كما بيناه.
انتهى.
وهو تحقيق أنيق، وبه يظهر الفرق بين هؤلاء الاربعة المتناسبة (2) : المنجم، والكاهن، والساحر، والكافر.
(اللغات) .
1088 - الفرق بين السخاء والجود: أن السخاء هو أن يلين الانسان عند السؤال ويسهل مهره للطالب من قولهم سخوت النار أسخوها سخوا إذا الينتها وسخوت الاديم لينته وأرض سخاوية لينة ولهذا لا يقال لله تعالى سخي، والجود كثرة العطاء من غير سؤال من قولك جادت السماء إذا جادت بمطر عزيز، والفرس الجواد الكثير الاعطاء للجري والله تعالى جواد لكثرة عطائه فيما تقتضيه الحكمة، فإن قيل فلم لا يجوز على الله تعالى الصفة بسخي وجاز عليه الصفة بكبير وأصل الكبير كبر الجثة أي كبير الشأن، والسخي مصرف من السخاوة كتصريف الحكيم من الحكمة وكل مصرف من أصله فمعناه فيه، وأما المنقول فليس كذلك لانه بمنزلة الاسم العلم في أنه لا يكون فيه معنى ما نقل عنه وإنما يوافقه في اللفظ فقط، ويجوز أن يكون أصل الجواد إعطاء الخير ومنه فرس جواد وشئ جيد كأنه يعطي الخير لظهوره فيه وأجاد في أمره إذا أحكمه لاعطاء الخير الذي ظهر فيه.
1089 - الفرق بين السخاء والجود (3) : يظهر من كلام بعضهم: الترادف.
__________
(1) في ط: اختلف.
(2) في خ: المناسبة.
(3) الجود والسخاء.
في الكليات 2: 172.
والمفردات (الجود: 144) .
الفرائد: 60.
(*)
(1/274)
وفرق بعضهم بينهما: بأن من أعطى البعض وأبقى لنفسه البعض فهو صاحب سخاء.
ومن بذل الاكثر وأبقى لنفسه شيئا، فهو صاحب جود.
(اللغات) .
1090 - الفرق بين السخرية والاستهزاء: (176) .
1091 - الفرق بين السخرية واللعب (1) : قيل: الفرق بينهما أن في السخرية خديعة واستنقاصا لمن يسخر به، ولا يكون إلا بذي حياة.
وأما اللعب فقد يكون بجماد، ولذلك أسند - سبحانه - السخرية إلى الكفار بالنسبة إلى الانبياء كقوله سبحانه: " وكلما مر عليه ملا من قومه سخروا منه " (2) .
(اللغات) .
1092 - الفرق بين السخرية والهزء (3) : قد يفرق بينهما بأن في السخرية معنى طلب الذلة كما مر، لان التسخير في الاصل التذليل.
وأما الهزء: فيقتضي (4) طلب صغر القدر بما يظهر في القول.
(اللغات) .
1093 - الفرق بين السخط والغضب: (1550) .
__________
(1) السخرية واللعب.
في الكليات (السخرية 2: 87 واللعب 4: 174) .
والمفردات (السخرية 333 واللعب 680) .
والتعريفات (اللعب 202) .
والفرائد: 122.
(2) هود 11: 38.
(3) السخرية والهزء.
في الكليات 2: 87 السخرية.
في المفردات السخرية 333، الهزء: 790.
(4) في ط: فيقضي.
(*)
(1/275)
1094 - الفرق بين الكسر والكتمان: (1796) .
1095 - الفرق بين السر والنجوى: (2145) .
1096 - الفرق بين السرعة والعجلة (1) : العجلة: التقدم بالشئ قبل وقته - وهو مذموم - والسرعة: تقديم الشئ في أقرب أوقاته - وهو محمود - ويشهد للاول قوله تعالى: " ولا تعجل بالقران من قبل أن يقضى إليك
وحيه " (2) .
وقوله تعالى: " أتى أمر الله فلا تستعجلوه " (3) .
وللثاني في قوله تعالى: " وسارعوا إلى مغفرة من ربكم " (4) .
(اللغات) .
1097 - الفرق بين السرعة والعجلة: أن السرعة التقدم فيما ينبغي أن يتقدم فيه وهي محمودة ونقيضها مذمون وهو الابطاء، والعجلة التقدم فيما لا ينبغي أن يتقدم فيه وهي مذمومة، ونقيضها محمود وهو الاناة، فأما قوله تعالى " وعجلت إليك رب لترضى " (5) فإن ذلك بمعنى أسرعت.
1098 - الفرق بين السرقة والخيانة: (890) .
1099 - الفرق بين السرمد والدائم: أن السرمد هو الذي لا فصل يقع فيه وهو اتباع الشئ الشئ والميم فيه زائدة، والعرب تقول شربته سرمدا مبردا كأنه إتباع.
1100 - الفرق بين السرور والاستبشار: (154) .
__________
(1) السرعة والعجلة.
المفردات (السرعة 337، والعجلة 484) .
والفرائد: 124.
(2) طه 20: 114.
(3) النحل 16: 1.
(4) آل عمران 3: 133.
(5) طه 20: 84.
(*)
(1/276)
1101 - الفرق بين السرو والجمال: أن السرو هو الجودة، والسري من كل شئ الجيد منه يقال طعام سري وفرس سري وكل ما فضل جنسه فهو سري وسراء القوم وجوههم لفضلهم عليهم ولا يوصف الله تعالى بالسر وكما لا يوصف بالجودة والفضل.
1102 - الفرق بين السرور والجذل: (615) .
1103 - الفرق بين السرور والحبور: (689) .
1104 - الفرق بين السرور والفرح: أن السرور لا يكون إلا بما هو نفع أو لذة على
الحقيقة، وقد يكون الفرح بما ليس بنفع ولا لذة كفرح الصبي بالرقص والعدو والسباحة وغير ذلك مما يتعبه ويؤذيه ولا يسمى ذلك سرورا ألا ترى أنك تقول الصبيان يفرحون بالسباحة والرقص ولا تقول يسرون بذلك، ونقيض السرور الحزن ومعلوم أن الحزن يكون بالمرازي فينبغي أن يكون السرور بالفوائد وما يجري مجراها من الملاذ، ونقيض الفرح الغم وقد يغتم الانسان بضرر يتوهمه من غير أن يكون له حقيقة وكذلك يفرح بما لا حقيقة له كفرح الحالم بالمنى وغيره، ولا يجوز أن يحزن ويسر بما لا حقيقة له، وصيغة الفرح والسرور في العربية تنبئ عما قلناه فيهما وهو أن الفرح فعل مصدر فعل فعلا وفعل المطاوعة والانفعال فكأنه شئ يحدث في النفس من غير سبب يوجبه، والسرور إسم وضع موضع المصدر في قولك سر سرورا وأصله سرا وهو فعل يتعدى ويقتضي فاعلا فهو مخالف للفرح من كل وجه، ويقال فرح إذا جعلته كالنسبة وفارح إذا بنيته على الفعل، وقال الفراء: الفرح الذي يفرح في وقته والفارح الذي
(1/277)
يفرح فيما يستقبل مثل طمع وطامع.
1105 - الفرق بين السعير والجحيم والحريق والنار: أن السعير هو النار الملتهبة الحراقة أعني أنها تسمى حريقا في حال إحراقها للاحراق يقال في العود نار وفي الحجر نار ولا يقال فيه سعير، والحريق النار الملتهبة شيئا وإهلاكها له، ولهذا يقال وقع الحريق في موضع كذا ولا يقال وقع السعير فلا يقتضي قولك السعير ما يقتضيه الحريق ولهذا يقال فلان مسعر حرب كأنه يشعلها ويلهبها ولا يقال محرق، والجحيم نار على نار وجمر على جمر، وجاحمة شدة تلهبه وجاحم الحرب أشد موضع فيها ويقال لعين الاسد
جحمة لشدة توقدها.
وأما جهنم فيفيد بعد القعر من قولك جهنام إذا كانت بعيدة القعر.
1106 - الفرق بين السفر والكتاب: أن السفر الكتاب الكبير، وقال الزجاج: الاسفار الكتب الكبار وقال بعضهم السفر الكتاب يتضمن علوم الديانات خاصة والذي يوجبه الاشتقاق أن يكون السفر الواضح الكاشف للمعاني من قولك أسفر الصبح إذا أضاء، وسفرت المرأة نقابها إذا ألقته فانكشف وجهها وسفرت البيت كنسته وذلك لازالتك التراب عنه حتى تنكشف أرضه وسفرت الريح التراب أو السحاب إذا قشعته فانكشفت السماء.
1107 - الفرق بين السفه والشتم: (1175) .
1108 - الفرق بين السفه والطيش: أن السفه نقيض الحكمة على ما وصفنا ويستعار في الكلام القبيح فيقال سفه عليه إذا أسمعه القبيح ويقال للجاهل سفيه، والطيش خفة معها خطأ في الفعل وهو من قولك طاش
(1/278)
السهم إذا خف فمضى فوق الهدف فشبه به الخفيف المفارق لصواب الفعل.
1109 - الفرق بين السفوح والسكب والصب والهطل والهمول: (1111) .
1110 - الفرق بين السقي والاسقاء (1) : قيل: السقي لما لا كلفة فيه.
ولهذا ذكر في شراب أهل الجنة.
قال سبحانه: " وسقاهم ربهم شرابا طهورا " (2) .
وأما قوله تعالى في وصف أهل النار: " وسقوا ماء حميما " (3) .
فمجاز أو للتهكم (4) .
والاستسقاء: لما فيه كلفة، ولهذا ذكر في ماء الدنيا نحو:
" لاسقيناهم ماء غدقا " (5) .
(اللغات) .
1111 - الفرق بين السكب والسفوح والصب والهطل والهمول: أن السكب هو الصب المتتابع، ولهذا يقال فرس سكب إذا كان يتابع الحري ولا يقطعه ومنه قوله تعالى " وماء مسكوب " (6) لانه دائم لا ينقطع، والصب يكون دفعة واحدة، ولهذا يقال صبه في القالب ولا يقال سكبه فيه لان ما يصب في القالب يصب دفعة واحدة، والسفوح إندفاع الشئ السائل وسرعة جريانه، ولهذا قيل دم مسفوح لان الدم يخرج من العرق خروجا سريعا، ومنه سفح الجبل لان سيله يندفع إليه بسرعة، والهمول يفدى أن الهامل يذهب كل مذهب من غير مانع ولهذا قيل أهملت المواشي إذا تركتها بلا راع فهي تذهب حيث تشاء بلا مانع، وأما الهمر فكثرة السيلان في
__________
(1) الاسقاء والسقي في الكليات 1: 172.
ونقلها في فرائد اللغة: 13.
(2) الانسان 76: 21.
(3) سورة محمد 47: 15.
(4) في خ: وللتهكم.
(5) الجن: 72: 16.
(6) الواقعة 56: 31.
(*)
(1/279)
سهولة ومنه يقال همر في كلامه إذا أكثر منه ورجل مهمار كثير الكلام وظبية همير بسيطة الجسم، والهطل دوام السيلان في سكون كذا حكى السكري وقال: الهطلان مطر إلى اللين ما هو، وأما السح فهو عموم الانصباب ومنه يقال شاة ساح كأن جسمها أجمع يصب ودكا أي شحما.
1112 - الفرق بين السكون والاعتماد: (217) .
1113 - الفرق بين السكون والحركة: أن السكون يوجد في الجوهر في كل وقت ولا يجوز خلوه منه وليس كذلك الحركة لان الجسم يخلو منها إلى السكون.
1114 - الفرق بين السكون والركون: (1027) .
1115 - الفرق بين السكون والكون: (1845) .
1116 - الفرق بين السكينة والوقار: أن السكينة مفارقة الاضطراب عند الغضب والخوف وأكثر ما جاء في الخوف ألا ترى قوله تعالى " فأنزل الله سكينته عليه " (1) وقال " فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين " (2) ويضاف إلى القلب كما قال تعالى " هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين " (3) فيكون هيبة وغير هيبة، والوقار لا يكون إلا هيبة.
1117 - الفرق يبن السكينة والوقار (4) : المشهور في الفرق بينهما أن السكينة: هيئة بدنية تنشأ من اطمئنان الاعظاء.
__________
(1) التوبة 9: 40.
(2) الفتح 48: 26.
(3) الفتح 48: 4.
(4) السكينة والوقار.
في الكليات 3: 4.
والتعريفات: 125.
والمفردات: (السكينة 346 والوقار 832) .
والفرائد: 127.
(*)
(1/280)
والوقار: هيئة نفسانية تنشأ من ثبات القلب، ذكر ذلك صاحب التنقيح.
ونقله صاحب مجمع البحرين عن بعض المحققين.
ولا يخفى أنه لو عكس الفرق، لكان أصوب وأحق بأن تكون السكينة هيئة نفسانية، والوقار: هيئة بدنية.
أما الأول فلقوله تعالى: " هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين " (1) .
حيث جعل القلوب ظرفا للسكينة، ومحطا لها (2) ، وهو عبارة [19 / أ] عما فعل بهم اللطف (3) الذي يحصل لهم عنده من البصيرة بالحق ما تسكن إليه نفوسهم، ويثبتوا في القتال.
وأما الثاني فلقوله عزوجل مخاطبا لازواج النبي صلى الله عليه وآله: " وقرن في بيوتكن " (4) .
على أنه أمر من الوقار، فإن سكونهن في
البيوت، وعدم خروجهن وتبرجهن هيئة بنبتة تنشأ من اطمئنان الاعضاء وثباتها.
(اللغات) .
1118 - الفرق بين السلام والتحية: (460) .
1119 - الفرق بين السلامة والصحة: أن السلامة نقيضة الهلاك ونقيض الصحة الآفة من المرض والكسر وما بسبيل ذلك ألا ترى انه يقال سلم الرجل من علته إذا كان يخاف عليه الهلاك منها أو على شئ من جسده، وإذا لم يكن يخاف عليه ذلك منها لم يقل سلم منها وقيل صح منها، هذا على أن السلامة نقيضة الهلاك وليست الصحة كذلك وفي هذا وقوع الفرق بينهما، ثم كثر استعمال السلامة حتى قيل للمتبرئ من العيب سالم من
__________
(1) الفتح 48: 4.
(2) قوله " ومحطا لها " سقط من ط.
(3) في ط: ما من فعل بهم من اللطف.
(4) الاحزاب 33: 33.
(*)
(1/281)
العيب، والسلامة عند المتكلمين زوال الموانع والآفات عن من يجوز عليه ذلك ولا يقال لله سالم لان الآفات غير جائزة عليه ولا يقال له صحيح لان الصحة تقتضي منافاة المرض والكسر ولا يجوزان على الله تعالى.
1120 - الفرق بين السلامة والصحة (1) : قيل: الصحة البرء من المرض، والبراءة من كل عيب.
والسلامة: الخلوص من الآفات.
(اللغات) .
1121 - الفرق بين السلخ والاخراج: أن السلخ هو إخراج ظرف أو ما يكون بمنزلة الظرف له، والاخراج عام في كل شئ وهو الازالة من محيط أو ما يجري مجرى المحيط.
1122 - الفرق بين السلطان والبرهان والبيان: (427) .
1123 - الفرق بين السلطان والملك: أن السلطان قوة اليد في القهر للجمهور الاعظم وللجماعة اليسيرة أيضا ألا ترى انه يقال الخليفة سلطان الدنيا وملك الدنيا وتقول لامير البلد سلطان البلد ولا يقال له ملك البلد لان الملك هو من اتسعت مقدرته على ما ذكرنا فالملك هو القدرة على أشياء كثيرة، وللسلطان القدرة سواء كان على أشياء كثيرة أو قليلة ولهذا يقال له في داره سلطان ولا يقال له في داره ملك ولهذا يقال هو مسلط علينا وإن لم يملكنا، وقيل السلطان المانع المسلط على غيره من أن يتصرف عن مراده ولهذا يقال ليس لك على فلان سلطان فتمنعه من كذا.
__________
(1) السلامة والصحة.
في المفردات: (السلامة 350، والصحة 137) .
والتعريفات: (السلامة 350) .
الفرائد: 129.
(*)
(1/282)
1124 - الفرق بين السماء والفلك (1) : قال ابن قتيبة: السماء كل ما علاك، فأظلك، ومنه لسقف البيت " سماء " وللسحاب " سماء ".
قال عزوجل: " ونزلنا من السماء ماء مباركا " (2) .
يريد السحاب.
والفلك: مدار النجوم الذي يضمها.
قال عزوجل: " كل في فلك يسبحون " (3) .
سماه تعالى فلكا لاستدارته.
ومنه قيل: فلك المغزل.
والفلك قطبان: قطب في الشمال وقطب في الجنوب، متقابلان.
انتهى.
(اللغات) .
1125 - الفرق بين السماجة والقبح: أن السماجة فعل العيب والشاهد قول الهذلي: فمنهم صالح وسمج، وجعل السماجة نقيض الصلاح، والصلاح
فعل فكذلك ينبغي أن تكون السماجة فلو كانت السماجة قبح الوجه لم يحسن أن يقول ذلك ألا ترى أنه لا يحسن أن تقول فمنهم صالح وقبيح الوجه، وقال إبن دريد: ربما قيل لمن جاء بعيب سمجا، ثم اتسع في السماجة فاستعمل مكان قبح الصورة فقيل وجه سميج وسمج كما قيل قبيح كأنه جاء بعيب لان القبيح عيب.
1126 - الفرق بين السماع والاستماع: (173) .
1127 - الفرق بين السمة والعلامة: أن السمة ضرب من العلامات مخصوص وهو
__________
(1) السماء والفلك: أخذ المصنف عن أدب الكاتب: 85.
والمادة في: - في الكليات 3: 27.
والمفردات: (السماء 355 والفلك: 580) .
والتعريفات: (الفلك 176) .
والفرائد: 130.
(2) سورة ق 50: 9.
(3) الانبياء 21: 33.
(*)
(1/283)
ما يكون بالنار في جسد حيوان مثل سمات الابل وما يجري مجراها وفي القرآن " سنسمه على الخرطوم " (1) وأصلها التأثير في الشئ ومنه الوسمي (2) لانه يؤثر في الارض أثرا، ومنه الموسم لما فيه من آثار أهله والوسمة (3) معروفة سميت بذلك لتأثيرها فيما يخضب بها.
1128 - الفرق بين السمت والوقار: أن السمت هو حسن السكون وقالوا هو كالصمت فأبدل الصاد سينا كما يقال خطيب مسقع ومصقع، ويجوز أن يكون السمت حسن الطريقة واستواؤها من قولك هو على سمت البلد، وليس السمت من الوقار في شئ.
1129 - الفرق بين السمع والاستماع: (174) .
1130 - الفرق بين السمع والاصغاء: أن السمع هو إدراك المسموع والسمع أيضا إسم الآلة التي يسمع بها، والاصغاء هو طلب إدراك المسموع بإمالة
السمع إليه يقال صغا يصغو إذا مال وأصغى غيره وفي القرآن " فقد صغت قلوبكما " (4) أي مالت، وصغوك مع فلان أي ميلك.
1131 - الفرق بين السميع والسامع (5) : قيل: السميع من كان على صفة يجب لاجلها أن يدرك المسموعات إذا وجدت، فهي ترجع إلى كونه حيا لا آفة به.
والسامع: المدرك ويوصف القديم - سبحانه - في الارض بأنه سميع ولا يوصف في الازل بأنه سامع وإنما يوصف به إذا وجدت المسموعات.
(اللغات) .
__________
(1) القلم 68: 16.
(2) هو أول المطر.
(3) نبت يخضب به الشعر.
(4) التحريم 66: 4.
(5) السميع والسامع.
في الكليات 3: 7.
المفردات: 353.
(*)
(1/284)
1132 - الفرق بين السن والضرس (1) : يظهر من كلام اللغويين أنهما مترادفان - ويظهر من إطلاقات الاخبار الاخبار وغيرها اختصاص السن بالمقاديم الحداد، والضرس بالمآخير العراض.
ففي كتاب (العلل والخصال) عن الصادق عليه السلام في احتجاجه على الطبيب الهندي قال: وجعل السن حادا (2) *، لان به يقع الفرض، وجعل الضرس عريضا (3) * لان به يقع الطحن والمضغ، وكان الناب طويلا، ليشد الاضراس والاسنان كالاسطوانة في البناء.
(اللغات) .
1133 - الفرق بين السنة والحين: (816) .
1134 - الفرق بين السنة والعام: (1394) .
1135 - الفرق بين السنة والحجة: (696) .
1136 - الفرق بين السنة والعادة: (1382) .
1137 - الفرق بين السنة والنافلة: أن السنة على وجوه أحدها أنا إذا قلنا فرض وسنة فالمراد به المندوب إليه وإذا قلنا الدليل على هذا الكتاب والسنة فالمراد بها قول رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم وإذا قلنا سنة رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم فالمراد بها طريقته وعادته التي دام عليها وأمر بها فهي في الواجب والنفل وجميع ذلك ينبئ عن رسم تقدم وسبب فرد والنفل والنافلة ما تبد به من غير سبب.
__________
(1) السن والضرس.
في الكليات 2: 130.
والمفردات (السن: 356) .
(2) (3) ما بين نجمتين سقط من خ.
(*)
(1/285)
1138 - الفرق بين السنخ والاصل: أن السنخ هو أصل الشئ الداخل في غيره مثل سنخ السكين والسيف وهو الداخل في النصاب وسنوخ الانسان ما يدخل منها في عظم الفك فلا يقال سنخ كما يقال أصل ذلك، والاصل إسم مشترك يقال أصل الحائط وأصل الجبل وأصل الانسان وأصل العداوة بينك وبين فلان كذا والاصل في هذه المسألة كذا وهو في ذلك مجاز وفي الجبل والحائط حقيقة، وحقيقة أصل الشئ ما كان عليه معتمده ومن ثم سمي العقل أصالة لان معتمد صاحبه عليه ورجل أصيل أي عاقل، وحقيقة أصل الشئ عندي ما بدئ منه ومن ثم يقال إن أصل الانسان التراب وأصل هذا الحائط حجر واحد لانه بدئ في بنيانه بالحجر والآجر.
1139 - الفرق بين السهم من الجملة والجزء من الجملة: (624) .
1140 - الفرق بين السهو والاغماء: (237) .
1141 - الفرق بين السهو والغفلة: (1561) .
1142 - الفرق بين السهو والنسيان: (2168) .
1143 - الفرق بين السؤال والاستخبار: (157) .
1144 - الفرق بين السؤال والاستفهام: (168) .
1145 - الفرق بين السؤال والطلب: أن السؤال لا يكون إلا كلاما ويكون الطلب السعي وغيره، وفي مثل: عليك الهرب وعلي الطلب.
(1/286)
1146 - الفرق بين السؤال والطلب (1) : قد فرق بينهما بأن السؤال يكون بالفعل والقول.
والسؤال يستدعي جوابا إما باللسان أو باليد.
والطلب: قد يفتقر إلى جواب، وقد لا، وكل سؤال طلب، وليس كل طلب سؤالا.
(اللغات) .
1147 - الفرق بين السؤال والقنوع: (1752) .
1148 - الفرق بين السوء والاساءة: (151) .
1149 - الفرق بين السوء والسوء: أن السوء مصدر اضيف المنعوت إليه تقول هو رجل سوء ورجل السوء بالفتح وليس هو من قولك سؤته وفي المثل لا يعجز مسك السوء عن عرق السوء أي لا يعجز الجلد الردئ عن الريح الرديئة، والسوء بالضم المكروه يقال ساءه يسوؤه سوء إذا لقي منه مكروها، وأصل الكلمتين الكراهة إلا أن إستعمالهما يكون على ما وصفنا.
1150 - الفرق بين السوء والضر: (1312) .
1151 - الفرق بين السوء والقبيح: أن السوء مأخوذ من أنه يسوء النفس بما قربه لها وقد يلتذ بالقبيح صاحبه كالزنا وشرب الخمر والغصب.
1152 - الفرق بين قولك يسودهم ويسوسهم: (1153) .
__________
(1) السؤال والطلب.
في الكليات (السؤال: 3: 16.
والطلب 3: 153) .
والتعريفات: 128.
والمفردات (السؤال 364 والطلب: 456) .
والفرائد: 134.
(*)
(1/287)
1153 - الفرق بين قولك يسوسهم وبين قولك يسودهم: أن معنى قولك يسودهم أنه يلي تدبيرهم ومعنى قولك يسوسهم أنه ينظر في دقيق امورهم مأخوذ من السوس، ولا تجوز الصفة به على الله تعالى لان الامور لا تدق عنه وقد ذكرنا ذلك قبل.
1154 - الفرق بين سوف والسين في سيفعل: أن سوف إطماع كقولهم سوفته أي أطمعته فيما يكون وليس كذلك السين.
1155 - الفرق بين السياسة والتدبير: أن السياسة في التدبير المستمر ولا يقال للتدبير الواحد سياسة فكل سياسة تدبير وليس كل تدبير سياسة، والسياسة أيضا في الدقيق من امور المسوس على ما ذكرنا قبل (1) فلا يوصف الله تعالى بها لذلك.
1156 - الفرق بين السيد والرب الصفة برب والصفة بسيد: أن السيد مالك من يجب عليه طاعته نحو سيد الامة والغلام، ولا يجوز سيد الثوب كما يجوز رب الثوب، ويجوز رب بمعنى سيد في الاضافة، وفي القرآن " فيسقي ربه خمرا " (2) وليس ذلك في كل موضع ألا ترى أن العبد يقول لسيده يا سيدي ولا يجوز ان يقول يا ربي فأما قول عدي بن زيد: إن ربي لولا تداركه الم * - لك بأهل العراق ساء العذير يعني النعمان بن المنذر، والعذير الحال فإن ذلك كان مستعملا ثم ترك استعماله كما ترك أبيت اللعن وعم صباحا وما أشبه ذلك.
__________
(1) في العدد: 1153.
(2) يوسف 12: 41.
(*)
(1/288)
1157 - الفرق بين السيد والصمد: أن السيد المالك لتدبير السواد وهو الجمع وسمي سوادا لان مجتمعه سواد إذا رؤي من بعيد، ومنه يقال للسواد الاعظم ويقال لهم الدهماء لذلك والدهمة السواد، وقولنا الصمد يقتضي القوة على الامور وأصله من الصمد وهو الارض الصلبة والجمع صماد والصمدة صخرة شديدة التمكن في الارض، ويجوز أن يقال إنه يقتضي قصد الناس إليه في الحوائج من قولك صمدت صمدة أي قصدت قصدة، وكيفما كان فإنه أبلغ من السيد ألا ترى انه يقال لمن يسود عشيرته سيد ولا يقال له صمد حتى يعظم شأنه فيكون المقصود دون غيره، ولهذا يقال سيد صمد ولم يسمع صمد سيد.
1158 - الفرق بين السيد وعلي: (1514) .
1159 - الفرق بين سيد القوم وكبيرهم: أن سيدهم هو الذي يلي تدبيرهم، وكبيرهم هو الذي يفضلهم في العلم أو السن أو الشرف وقد قال تعالى " فعله كبيرهم " (1) فيجوز أن يكون الكبير في السن، ويجوز أن يكون الكبير في الفضل ويقال لسيد القوم كبيرهم ولا يقال لكبيرهم سيدهم إلا إذا ولي تدبيرهم، والكبير في أسماء الله تعالى هو الكبير الشأن الممتنع من مساواة الاصغر له بالتضعيف (2) والكبير الشخص الذي يمكن من مساواته الاصغر له بالتضعيف (2) والكبير الشخص الذي يمكن مساواته للاصغر بالتجزئة (3) ويمكن مساواة الاصغر له بالتضعيف، والصفة بهذا لا تجوز على الله تعالى، وقال بعضهم: الكبير في أسماء الله
__________
(1) الانبياء 21: 63.
(2) من قوله " التضعيف " إلى " التضعيف " الاتية ساقط من نسخة.
(3) في السكندرية " بالتجربة " وساقط من غيرها.
(*)
(1/289)
تعالى بمعنى أنه كبير في أنفس العارفين غير أن يكون له نظير.
1160 - الفرق بين السيد والمالك: أن السيد في المالكين كالعبد في المملوكات فكما لا يكون العبد إلا ممن يعقل، فكذلك لا يكون السيد إلا ممن يعقل، والمالك يكون كذلك ولغيره فيقال هذا سيد العبد ومالك العبد ويقال هو مالك الدار ولا يقال سيد الدار ويقال للقادر مالك فعله ولا يقال سيد فعله والله تعالى سيد لانه مالك لجنس من يعقل.
1161 - الفرق بين السيد والهمام: (2255) .
1162 - الفرق بين السين وسوف: (1154) .
(1/290)
* (ش) *
1163 - الفرق بين الشأن والحال (1) : الشأن لا يقال إلا فيما يعظم من الاحوال والامور، فكل حال شأن، ولا ينعكس.
قاله الراغب.
ويؤيده (2) [15 / أ] قوله تعالى شأنه " كل يوم هو في شأن " (3) (اللغات) .
1164 - الفرق بين الشاهد والحاضر: أن الشاهد للشئ يقتضي أنه عالم به ولهذا قيل الشهادة على الحقوق لانها لا تصح إلا مع العلم بها وذلك أن أصل الشهادة الرؤية وقد شاهدت الشئ رأيته، والشهد العسل على ما شوهد في موضعه، وقال بعضهم الشهادة في الاصل إدراك الشئ من جهة سمع أو رؤية فالشهادة تقتضي العلم بالمشهود على ما بينا، والحضور
لا يتقضي العلم بالمحضور ألا ترى انه يقال حضره الموت ولا يقال شهده الموت إذ لا يصح وصف الموت بالعلم، وأما الاحضار فإنه يدل على سخط وغضب، والشاهد قوله تعالى " ثم هو يوم القيامة من المحضرين " (4) .
__________
(1) الحال والشأن.
في المفردات (الحال 193.
والشأن: 397) .
والفرائد: 62.
(2) في ط: ويدل عليه ... (3) الرحمن 55: 29.
(4) القصص 28: 61.
(*)
(1/291)
1165 - الفرق بين الشاهد والشهيد (1) : قيل: الشاهد بمعنى الحدوث.
والشهيد بمعنى الثبوت.
فإنه إذا تحمل الشهادة فهو شاهد باعتبار حدوث تحمله.
فإذا ثبت تحمله لها زمانين أو أكثر فهو شهيد.
ثم يطلق الشاهد عليه مجازا، كما في قوله تعالى: " واستشهدوا شهيدين من رجالكم " (2) .
فإن الطلب إنما يكون قبل حصول المطلوب.
(اللغات) .
1166 - الفرق بين الشاهد والمشاهد: (2007) .
1167 - الفرق بين الشاكر والشكور: (1212) .
1168 - الفرق بين الشبح والشخص: أن الشبح ما طال من الاجسام ومن ثم قيل هو مشبوح الذراعين أي طويلهما، وهو الشبح والشبح لغتان.
1169 - الفرق بين الشبهة والدلالة: (912) .
1170 - الفرق بين الشبه والشبيه: أن الشبه أعم من الشبيه ألا تراهم يستعملون الشبه في كل شئ، وقلما يستعمل الشبية إلا في المتجانسين تقول زيد يشبه الاسد أو شبه الكلب، ولا يكادون يقولون شبيه الاسد وشبيه الكلب ويقولون زيد شبيه عمرو لان باب فعيل حكمه أن يكون إسم الفاعل
الذي يأتي فعله على فعل ولا يأتي ذلك في الصفات فإذا قلت زيد شبيه عمرو فقد بالغت في تشبيهه به وأجريته مجرى ما ثبت لنفسه وإضافته إليه إضافة صحيحة، وإذا قلت زيد شبه عمرو وعمرو شبه الاسد فهو على
__________
(1) - في الكليات 3: 54، 61.
والتعريفات 129، 135.
والفرائد: 139.
والمفردات: 392.
(2) البقرة 2: 282.
(*)
(1/292)
الانفصال أي شبه لعمرو وشبه للاسد لانه نكرة وكذلك المثل، ولهذا تدخل عليه رب وإن أضيف إلى الكاف قال الشاعر: يا رب مثلك في النساء غريزة * بيضاء قد مت